عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - يوسف تيلجي

صفحات: [1]
1
    بطانة السلطة بين العدالة وبين الظُّلْم 

ينهج " معظم " بطانة السلطة / شيوخ وفقهاء وقضاة ورجالات الحكم ، للحقب الأسلامية المتعاقبة ، منذ بواكير الأسلام والى عهدنا الحالي ، دورا ليس له من العدل من صفة ، غير لبوسه الظاهري - هو الشريعة ، أما فحواه فهو خدمة الحاكم ، والتملق له / لنيل العطايا والمناصب ، أو خدمة لأواصر القربى ، أو طمعا لمواقع سياسية أو لمرامي نفعية أخرى ..    في بحثنا المختصر هذا ، سنتناول هذا السياق ، وفق حقب زمنية مختلفة قدر الأمكان . ومن ثم سأسرد قراءتي الشخصية.                                                             الموضوع :                                                                                                                              1 . مقتل عمر بن الخطاب - 23 هج ، من موقع / المعرفة ، سأنقل كيف أنتقم عبيدالله بن عمر ، من كل من له علاقة بقاتل أبيه { ولدى سماعه بمقتل أبيه ، قام عبيد الله بن عمر - هو غير أخيه عبدالله ( بقتل أناس ذوي علاقة بأبي لؤلؤة . بعض الضحايا المحتملين ضموا زوجة أبي لؤلؤة وابنته وابنيه ورجل مسيحي يدعى جفينة والهرمزان من خوزستان ( الذي كان قد أسلم وأقام بالمدينة ) . وقد عفا الخليفة عثمان بن عفان عن عبيد الله .. } . والتساؤل كيف تم العفو عن عبيدالله ! ، بعد قتله أفرادا كانوا أقرباءا للقاتل ! تشير المصادر بدور لعبه داهية العرب عمرو بن العاص مع الخليفة عثمان ، فبعد التصفية الدموية التي قام بها عبيدالله { .. ثم أقبل عبيدالله ، بالسيف صلتا في يده وهو يقول : والله لا أترك في المدينة سبيا إلا قتلته وغيرهم .. حتى أتاه عمرو فقال : أعطني السيف يا ابن أخي ، فأعطاه إياه ، ثم ثار إليه عثمان فأخذ برأسه فتناصيا حتى حجز الناس بينهما ، فلما ولي عثمان قال : أشيروا علي في هذا الرجل الذي فتق في الإسلام ما فتق / يعني عبيد الله ، فأشار عليه المهاجرون أن يقتله ، وقال جماعة من الناس : أقتل عمر أمس وتريدون أن تتبعوه ابنه اليوم .. فقام عمرو بن  العاص فقال : يا أمير المؤمنين إن الله قد أعفاك أن يكون هذا الأمر ولك على الناس من سلطان ، إنما كان هذا الأمر ولا سلطان لك ، فاصفح عنه يا أمير المؤمنين قال : فتفرق الناس على خطبة عمرو بن العاص / نقل من موقع أسلام ويب } .                                                                  * هنا عمرو أفتى كقاض - حينما قيام عبيدالله بالقتل ، عثمان لم يكن خليفة ، لأجله فالله قد أعفا عثمان من هذا الأمر .. هكذا يبان التلاعب بالوقائع والحقائق ، فكيف لقاتل ، صفى دمويا عائلة وأقرباء وأتباع قاتل أبيه ، ويفلت من حكم الله .

2 . الخليفة هارون الرشيد (149 هـ - 193 هـ) / هو الخليفة العباسي الخامس .. القاضي أبو يوسف " ( 731 - 798 م ) هو يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المشهور بـأبي يوسف وهو من تلاميذ الإمام أبي حنيفة النعمان . هو الإمام المجتهد العلامة المحدث قاضي القضاة ". نظرا لأنشغال الخلفاء بالمجون والخلاعة من جواري وغلمان ، فلا بد من حاجتهم لفقيه أو قاضي ، يكييف لهم أوضاعهم ، وسأستعرض واقعة ، أنقلها من موقع / المنتدى الرسمي للعتبة العباسية المقدسة ، وبأختصار { حينما تقرأ تاريخ أبو يوسف وسيرته كان يتلاعب بدين الله كما يشاء لكي يرضي الحاكم . كان يصانع على دين الله .. ففي كتاب ( تاريخ الخلفاء ) للسيوطي الذي كان يؤرخ فيه لخلفائهم . ففي ص ٢٣١ أخرج السلفي في الطيوريات بسنده عن ابن المبارك / وهو فقيه ومحدث ـ قال : لما أفضت الخلافة للرشيد وقعت في نفسه جارية من جواري المهدي أبيه . وهي لاتجوز له لانّ والده قد وطئها ، ولكنّ الخليفة مصر على رغبته بتلك الجارية : فراودها عن نفسها . فقالت الجارية : لا أصلح لك .. لأن تأتيني فقد أتاني والدك .. لكن الخليفة قد شُغف بها فأرسل إلى أبي يوسف فسأله أعندك في هذا شيء؟ ـ اي هل عندك حيلة ومخرج ؟ فقال أبو يوسف : يا أمير المؤمنين أكُلما دَعَت أمة شيء يجب أن تُصدق ؟ ـ أي هل يتحتم علينا أن نصدق شيئا تدعيه اي جارية ونُسلم بصحة إخبارها ؟ .. أي لا تأخذ بقولها ولا تصدقها فإنها ليست بمأمونة ولا صادقة .. بناءا على قول وفتوى القاضي أبي يوسف ، ذهب هارون الرشيد ووطأ جارية أبيه } .                                                                                                                     * نلحظ بهذه الرواية ، أن القاضي أبا يوسف حلل الأمر ، طمعا بعطايا ورضا الرشيد ، المسحور لبه بوطأ جارية أبيه .   وهذا خلافا للآية ﴿ وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا / 22 النساء ﴾ .

3 . أما السلطنة العثمانية ، فأن تاريخها كارثي ، وقضاتها ليس لهم دين يتبعوه ، سوى دين سلاطينهم ، وأنقل من موقع أضاءات / بقلم - أكرم بوغرا إكنجي ، بعض اللمحات عن عملية قتل الأخوة { بلا شك أن مسألة قتل الإخوة من أكثر القضايا إثارة في التاريخ العثماني ، فقد منح دستور السلطان محمد الفاتح (1481) إعدام الأفراد الذكور من العائلة الحاكمة ؛ تجنبًا لحصول حادثة الفوضى التي نشأت عن فترة خلو العرش في عهد بايزيد الأول .. وكان السلطان عثمان الثاني (1622) يريد إعدام أخيه ، عندما أراد الذهاب في حملة «خوطين» العسكرية ، وذلك تحرزًا من أي عملية انقلاب خلفه ، عندها رفض شيخ الإسلام ، أسعد أفندي ذلك الطلب ، ولم يعطه فتوى القتل ، مما حدا السلطان بأن يأخذ الفتوى من قاضي عسكر الروم إيلي ( قاضي الجند ) طاش كوبرى زاده } ونلاحظ أن القضاة يوفقون ذلك شرعيا ، ويسترسل الكاتب {{ شرح العلماء العثمانيون مسألة قتل الإخوة من خلال الآية القرآنية في سورة الكهف (18/80-81) ، على لسان رفيق موسى : {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} ، فأجابه موسى عند انتقاد رفيقه له في السفر نتيجة هذا القتل : {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا، فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} . }} هنا أن قضاة المسلمين يوفرون للحاكم الغطاء الديني للقتل ، حتى أن كان المقتول أخ السلطان ! وأختم بمؤشر يناقض وقائع القتل من أجل السلطة بحكم آل عثمان { بصعود السلطان أحمد الأول إلى العرش ، عام 1603، لم يقتل إخوته ، ومن بينهم الأمير مصطفى ، وهو مؤشر على أنه شخصية متسامحة . وكان درويشًا صوفيًا ، ولم يكن لديه أي طفل لتولي عرش السلطنة . وتصرفه قد يكون مرتبطًا بالسخط العام نتيجة إعدام والده محمد الثالث إخوته الـ19 عند توليه الحكم } .

4 . الأمير محمد بن سلمان  1985 م - / ولي عهد المملكة العربية السعودية . هذا الأمير أحدث أنقلابا أجتماعيا ودينيا وسياسيا .. في المملكة ، فقد حجم من دور المؤسسة الدينية ، التي كان يتحكم بها أحد أحفاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب - مؤسس المذهب الوهابي ، وهو الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ . فجمد ما كان يعرف بمؤسسة ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) . أضافة الى أنه شطب ما يسمى بأحاديث الآحاد ، وأبقى على أحاديث التواتر ( فالحديث المتواتر : هو ما يرويه جماعةٌ من العدول الثقات عن مَنْ هم مثلهم في هذه الصفات حتى يصل السند إلى النبي ، وحديث الآحاد هو ما رواه واحد أو اثنان أو عددٌ لا يصل عددهم إلى حد التواتر وهم عُدولٌ ثِقات ، عن من هم مثلهم في الصفات والعدد ، وهكذا حتى يصل إلى النبي ../ نقل من موقع موضوع ) .. وفي المجال الأجتماعي " سمح بأقامة الحفلات الغنائية والمهرجانات ، السماح للمرأة بسياقة السيارة ، وحضور النساء للحفلات والمباريات الرياضية وتوليهن المناصب وسفرهن دون محرم " .                     * كل شيوخ السلطة ، ومعظم المؤسسة الدينية / بل كلها ، بما فيها مفتي المملكة ، لم يجرأ أحدا على مخالفة أوامر الأمير ، الذي ألغى معظم ما سنته المؤسسة الدينية لعقود طويلة ، من أنظمة تكبل المملكة أجتماعيا وحضاريا وعقائديا .. هذا هو وضع رجال الدين ، عندما يصطدم الأمر بالمناصب والأموال ، فالدنيا خير من الأخرة ! .. ولا خروج عن طاعة الحاكم ! .

القراءة :                                                                                                                                  1 . بطانة السلطة من شيوخ وقضاة هم في خدمة الحاكم ، يحرمون الحلال ويحللون الحرام ، في سبيل أرضائه ، وهذه الشلة من المؤكد لهم مسبباتها وحججها ، ويعزون ذلك الى بعض النصوص القرآنية ، وما جاء في السنن النبوية ، فمن موقع / أبن باز أنقل التالي ، بصدد أطاعة الحاكم ، وشيوخ السلطة رقعوا التالي تلبية لما يطلبه الحكام ( فقد قال الله " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59] " ، فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر ، وهم : الأمراء والعلماء ، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله تبين أن هذه الطاعة لازمة ، وهي فريضة في المعروف ) .  من جانب أخر ، ذات الشيوخ في تعاملهم مع العامة ، فالأمر يختلف ، فهم يطبقون الأحكام بصرامتها ولا جدال في فرضها .          2 . ولا نستغرب من أن هذا الوضع كان منذ زمن الحقبة المحمدية ، فتذكر المصادر التاريخية ، أن الرسول محمدا كان قد تزوج صفية بنت أحيي / بعد أن أشتراها من دحية الكلبي - بعد فتح حصن خيبر ، وذلك بعد قتل زوجها وكان قد قتل والدها وأخيها ، ولم تتم عدتها ، مخالفة للنص القرآني ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير234 / سورة البقرة ) هنا أن محمدا هو الرسول والحاكم والقاضي ، ولا يحتاج لمن يفتي له ، ومن يجرأ في مخالفته فيما أصاب أو كان قد أخطأ.

2
                                    وجهة نظر مغايرة .. للناسخ والمنسوخ
الموضوع :
بداية لا بد لنا ، أن نعرف ما هو الناسخ / الحكم المتأخر ، والمنسوخ / الحكم المتقدم . وسوف لن اخوض في التفاصيل قدر الأمكان ، لأن المقال مجرد أضاءة مقتضبة . وكتمهيد أنقل من موقع / أسلام ويب ، التالي( فالناسخ والمنسوخ : مصطلحان أصوليان ، والنسخ : هو رفع الحكم الشرعي المتقدم بخطاب متأخر بحيث لو لم يرد لكان الحكم الأول باقياً ، وأركانه ثلاثة:                     أ - الناسخ وهو الله ورسوله فيما أذن الله به ، وعليه فلا يمكن لأحد كائناً من كان أن يدعي نسخ حكم شرعي إلا ببيان من الكتاب أو السنة . ب - المنسوخ عنه : وهو الحكم المتقدم . ج - المنسوخ إليه : وهو الحكم المتأخر . ) .                    * والآية التالية هي مصدر الحكم القرآني ، بهذا الصدد ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ / 106 سورة البقرة ) . وسأقدم تفسيرا مختصرا للآية أعلاه وفق بن كثير ، وسأجزءها لثلاث مقاطع :                                                                                                                                  1. قوله { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ } ، قال ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ما ننسخ من آية ، ما نبدل من آية . وقال ابن جريج ، عن مجاهد : ما ننسخ من آية ، أي : ما نمح من آية . وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ما ننسخ من آية ، قال : نثبت خطها ونبدل حكمها .                                                                                                                        2 . وقوله { أو ننسها } : فقرئ على وجهين " ننسأها وننسها " . فأما من قرأها " ننسأها " بفتح النون والهمزة بعد السين فمعناه : نؤخرها . قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ما ننسخ من آية أو ننسئها ، يقول : ما نبدل من آية ، أو نتركها لا نبدلها . وقال مجاهد عن أصحاب ابن مسعود : أو ننسئها ، نثبت خطها ونبدل حكمها .                           3 . وقوله { نأت بخير منها أو مثلها } ، أي : في الحكم بالنسبة إلى مصلحة المكلفين ، كما قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : نأت بخير منها ، يقول : خير لكم في المنفعة ، وأرفق بكم . وقال أبو العالية : ما ننسخ من آية ، فلا نعمل بها أو ننسأها ، أي : نرجئها عندنا ، نأت بها أو نظيرها .

القراءة :                                                                                                                                   * - تعليقا على تفسير موقع / أسلام ويب ، في أعلاه ، والذي بين أن " الناسخ وهو الله ورسوله فيما أذن الله به " .. والتساؤل هنا : هل القرآن هو من لدن الله ، أو من عند الله ومحمد معا ، حتى يكون لمحمد حقا أو أمرا بالنسخ ! . من جانب أخر ، هل كلام الله قابل للتبديل ، وهل أحكام الله بالأمكان أن تؤخر أو أن تؤجل ! ، وأخيرا ، كيف لكلام الله ان يبدل بأخر أفضل منه ، وهل كلام الله فيه الجيد وفيه غير ذلك ! . هذه مجرد تساؤلات بنيت أساسا على التفاسير أعلاه .                                                                                                               
* - كيف يكون للقرآن آيات منسوخة وهو كتاب أزلي من الله ﴿ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ / 22 سورة البروج ﴾ . وكيف تكون آياته غير محكمة وقابلة للتغيير والتبديل والتأخير .. والآية تنص على ( الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِير / 1 سورة هود ) . ولما كان القرآن فيه نسخ ، أذن كانت هناك أحكاما غير صائبة أو باطلة ، وهذا خلافا للآية ﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ / 41 ، 42 سورة فصلت ﴾ .                                                                                   
* - قد أختلف الفقهاء وأهل العلم في تحديد عدد الآيات المنسوخة ، ومنهم من قال أنها فقط عدة آيات ، فقد ورد في موقع / ملتقى أهل التفسير ، التالي { كتب د . عبدالله الشنقيطي ، كتاباً في الآيات المنسوخة عنوانه ( الآيات المنسوخة في القرآن الكريم ) ذكر فيه أن ما ثبت عنده نسخه من الآيات 9 آيات فقط ، دخلها نسخ في سبعة موضوعات ، ولم يجد آية اتفق العلماء على نسخها غير آية تقديم الصدقة لأجل النجوى بين يدي النبي وأما غيرها من الآيات ففيها خلاف .. } .       ولكن الأشكال أن مواقع أخرى ذكرت غير ذلك ، فقد ورد في موقع / المكتبة الشاملة ، التالي { تعددت دعاوى النسخ في الكتب التي تعرضت لمسائل النسخ ، ورتبها د .عبدالله الشنقيطي ، مبتدأً بأكثرها : د . مصطفى زيد - عدد الآيات المدعى عليها النسخ 293  آية . ابن الجوزي - عدد الآيات247  آية . السكري - عدد الآيات218  آية . ابن حزم - عدد الآيات 214  آية . ابن سلامة - عدد الآيات213  آية . الأجهوري - عدد الآيات213 آية . ابن بركات - عدد الآيات 210 آية } . 
* - مما سبق ، يتبين لنا ، أن موضوع - عدد الآيات المنسوخة جدا أشكالي ، لعدم وجود أي توافق منطقي بعدد الآيات المنسوخة ، والتي تترواح هامش أو سقف الفروقات بين 7 الى 293 آية .. هذا هو ديدن الفقهاء والشيوخ ، وهذا يقودنا بأن نقول ، أن كل الأعداد السابقة ممكن أن تكون غير صحيحة ، لأنها غير متقاربة ، وأن الأختلاف المنطقي ، ممكن أن يكون بفارق آية واحدة أو أثنتين أو ثلاثة ، ولكن هنا الأختلاف كبير ، وبالتأكيد كل فقيه منهم له حججه ودفوعاته ! .                                                                     
* - أن النسخ / بل أسميه التقاطع - بدأ من هذه النصوص ، التي تؤشر على تغير في دعوة محمد ، فمثلا حرية الأيمان ، بالآية ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا / 29 سورة الكهف ﴾ ، أعقبتها آية لاحقا ، ألغت مفهوم الأختيار ، وكرست ثقافة الموت ، وهي ﴿ فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ / 5 سورة التوبة ﴾ .
خاتمة :                                                                                                                                 مما سبق أرى أن كنه الموضوع ، هو لا ناسخ ولا منسوخ ، ولا تبديل أحكام ، ولا تغيير منطوق آيات ، ولا تأخير أو تقديم في الآيات .. ، والعنونة " الناسخ والمنسوخ " - أنما هي ترقيع للموضوع ، فحقيقة الأمر هو رسم أيدولوجية جديدة للدعوة الأسلامية ، من أجل السيطرة على القبائل التي لم تسلم / من المشركين والكفرة من اليهود والنصارى - وفق المنطق القرآني ! ، مع أخضاع الأمصار لمحمد ،  وما يرافق ذلك من سبي ونهب للأموال وفرض الجزية .. من المؤكد أن هذه الأمور وغيرها تحتاج الى تغيير لستراتيجية نهج محمد ، فأتت آية { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون / 29 سورة التوبة } ، والتي تفسيرها وفق موقع / الأسلام سؤال وجواب " ومعنى هذه الآيات : أن هذه براءة من الله ومن رسوله إلى جميع المشركين المعاهدين : أن لهم أربعة أشهر يسيحون في الأرض على اختيارهم ، آمنين من المؤمنين ، وبعد الأربعة الأشهر فلا عهد لهم ، ولا ميثاق .. " . وعززت هذه الآية / وغيرها ، بالحديث التالي " وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ . مُتفقٌ عليه " .                                                                                            أن ديمومة دعوة محمد ، ليست جدال ودي سمح ، كأية " ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ / 125 سورة النحل " ، بل هي أشهار للسيف في مواجهة كل من لم يؤمن ويخضع ل " محمد " ، ومن ثم أن يسلم ! .. نقطة رأس السطر .

3
                               قراءة نقدية للآية { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ / 195 سورة الشعراء } 
أستهلال :                                                                                                                             بالرغم من أن هذا الموضوع قد تم التطرق أليه من قبل الكثير ، ولكن لا بد من أعادة تذكير القارئ - بقراءة حداثوية ، من أنه يقرأ قرآنا ليس عربيا ، ونحن من جانب أخر ، نذكر القارئ ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ / 55 سورة الذاريات ﴾.
الموضوع :                                                                                                                             من موقع / القرآن للجميع ، أقدم تفسيرا مختصرا للآية أعلاه ، وفق تفسير " السعدي " ( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مبين ، وهو أفضل الألسنة ، بلغة من بعث إليهم ، وباشر دعوتهم أصلا اللسان البين الواضح . وتأمل كيف اجتمعت هذه الفضائل الفاخرة في هذا الكتاب الكريم ، فإنه أفضل الكتب ، نزل به أفضل الملائكة ، على أفضل الخلق ، على أفضل بضعة فيه وهي قلبه ، على أفضل أمة أخرجت للناس ، بأفضل الألسنة وأفصحها ، وأوسعها ، وهو : اللسان العربي المبين .. ) .
القراءة :                                                                                                                                قبل الولوج في القراءة النقدية ، أود الأشارة أن التفسير أعلاه ، لم يعطي أية حجة أو دليل على عربية لغة القرآن ، فقط أهال المديح على رسول الأسلام / بأعتباره أفضل الخلق ، مع أعتبار أن اللغة العربية ، هي أفضل وأفصح الألسنة ! . 
1 . ليس الآية أعلاه بمفردها ، تؤكد أن القرآن عربي اللغة ، ولكن يوجد العديد من الآيات التي تفيد ذات المضمون منها : { وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً / الرعد 37 } . {  وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً /  الشورى7 } . { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ / الزخرف 3 } . {  قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ / الزمر28 } .. ولكني أرى أن الآية موضوعة البحث ، هي الأكثر بيانا و وضوحا ومباشرة ، من أن القرآن بلسان عربي مبين .                                                                          2 . ورجوعا الى أصل اللغة العربية ، فالعربية قديما كانت شفاها ، وهناك الكثير من الأمتزاج والتشابه والأختلاط ، بينها وبين لغات أخرى ، فمن موقع / موضوع ، أنقل التالي بأختصار ( وجد كثير من الباحثين الشبه بين العربية والعبرية ، كما أنّ العارفين باللغة السريانية قبل الإسلام لاحظوا الشبه الكبير بينها بين العربية والعبرية ، وقال عنها " أبن حزم " أنّها من أصل لغوي واحد ، وكان البحث عن أصل اللغة العربية في أوروبا بهدف قراءة العهد القديم العبري ؛ لأنّ العبرية تشترك في الكثير من الكلمات مع العربية .. ) . وهذا التلاقح اللغوي ، دليل أخر على عدم وجود لغة عربية مستقلة خالصة .                3 . تأكيدا لما سبق يوجد في القرآن العديد من المفردات الغير عربية ، فقد جاء في موقع / دراسات أسلامية ، التالي ( قول بعض العلماء : إن بالقرآن ما يزيد عن 275 كلمة أعجمية ، أيْ غير عربية مأخوذة من لغات أخرى .. ) . تتوزع أصول هذه المفردات من لغات ، أو جذور لغات مختلفة منها ( فارسية مغربية  هندية عبرية حبشية أعجمية عبرانية سريانية نبطية بربرية قبطية زنجية رومية .. / نقل من موقع مركز الكلمة المسيحي - وهناك تفاصيل في الموقع لمن يريد الاطلاع).                                                                                                               4 . هناك مفردات ، عصي تفسيرها على صحابة محمد ، من ذلك آية ﴿ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا / 31 سورة عبس ﴾ ، ومن موقع / القرآن الكريم ، أنقل كيف أن عمر ، يجهل معنى كلمة " َأَبًّا " ( روى ابن شهاب عن أنس أنه سمع عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية ثم قال : كل هذا قد عرفنا فما الأب ؟ ثم رفض عصا كانت بيده وقال : هذا{ والله } لعمر الله التكلف ، وما عليك يا ابن { أم } عمر أن لا تدري ما الأب ، ثم قال : اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب ، وما لا { تبين } فدعوه ) .. فأذا كان عمر ، وهو أحد المبشرين بالجنة ، لا يعرف معنى ما كتب بالقرآن ، الذي بسبب أيمانه به سيدخل الجنة ، فكيف بالعامة . كما أن قول : عمر أتبعوا ما هو واضح ومفهوم من القرآن ، ودعوا ، ما هو مبهم ، دليل على عدم فهم الصحابة النص القرآني .          5 . قبل الخاتمة ، أنقل شاهد من أهلها ، وهو أبن عباس / هو صحابي محدث وفقيه وحافظ ومُفسِّر وأبن عم محمد وأحد المكثرين لرواية الحديث ، حيث روى 1660 حديثًا عن النبي ، ما قاله عن لغة القرآن { آراء بعض القدماء : مذهب ابن عباس وعكرمة ومجاهد وغيرهم أنه وقع في القرآن ما ليس من لسان العرب ، فمن ذلك (الطور) جبل بالسريانية و(طفقا) أي قصدا بالرومية و(القسط) و(القسطاس) العدل بالرومية (إنا هدنا إليك) تبنا بالعبرانية و(السجل) الكتاب بالفارسية و(الرقيم) اللوح بالرومية و(المهل) عكر الزيت بلسان أهل المغرب و(السندس) الرقيق من الستر بالهندية و(الإستبرق) الغليظ بالفارسية بحذف القاف (السرى) النهر الصغير باليونانية (طه) أى طأ يا رجل بالعبرانية (يصهر) أي ينضج بلسان أهل المغرب (سينين) الحسن بالنبطية (المشكاة) الكوة بالحبشية وقيل الزجاجة تسرج (الدري) المضيء بالحبشية (الأليم) المؤلم بالعبرانية (ناظرين) إناه أي نضجه بلسان أهل المغرب ../ نقل من موقع مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية }.

الخاتمة :                                                                                                                                أولا - أذا كان الله هو من أنزل القرآن على محمد بن عبدالله ، فكيف يقول الله بلسان عربي مبين ، والقرآن يتضمن المئات من المفردات غير العربية ، وهل من المنطق أن يخطأ الله بهكذا خطأ ! ، أذن أحتمال الله من أنزل القرآن أراه مستبعد .                                                    ثانيا - أحتمال أخر .. هل أن من كتب القرآن ، يجهل مضمون ما يكتب ، خاصة ، أذا كان الكتبة متعددين ، وغير منسقين مع بعضهم البعض ، بما يكتبون .                                                                                                                          ثالثا - من الأحتمالات الأخرى ، ان القرآن كتبه ، كتبة غير عرب / كأن يكونوا سريان ، أو أشخاصا عرب يتكلمون لغات أخرى ، فأستعانوا بمفردات غير عربية / وذلك لحداثة اللغة العربية كتابة ، وأفتقارها لمفردات ، تتوافق مع مستلزمات النص القرآني .                                                                                                                              رابعا - من المحتمل .. أنه قد تناوب عدة أفراد على كتابة القرآن ، متباعدين عن بعضهم البعض ، زمانيا ومكانيا ، وكل كاتب يجهل ما كتب من سبقه ! .                                                                                                          خلاصة الأمر : تبقى لغة القرآن لغزا ، لا يمكن فك طلاسمه ألا من كان مختصا بعلم الخطاطة ! ، وذلك بالرجوع الى الرسم الأولي للنص القرآني .                                                                                             

4
                                            قراءة في " مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ "

يضم القرآن عدة آيات يذكر فيها - ملك اليمين ، وسأتناول بالقراءة ، لأحدى هذه الآيات { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا / 3 سورة النساء } وسأقدم لها تفسيرا وفق المصادر الأسلامية ، من ثم أسرد قراءتي العقلانية - مركزا على ملك اليمين .
الموضوع :                                                                                                                                     قد ورد في موقع / الموسوعة القرآنية ، التفسير التالي بخصوص الآية أعلاه ( وإن خفتم ألا تعدلوا إذا تزوجتم اليتيمات اللاتي تحت ولايتكم ، إما خوفًا من نقص مهرهن الواجب لهن ، أو إساءة معاملتهن ، فدعوهن وتزوجوا الطيبات من النساء غيرهن ، إن شئتم تزوجتم اثنتين أو ثلاثًا أو أربعًا ، فإن خفتم ألا تعدلوا بينهن فاقتصروا على واحدة ، أو استمتعوا بما ملكت أيمانكم من الإماء ؛ إذ لا يجب لهن مثل ما يجب للزوجات من الحقوق ، ذلك الذي ورد في الآية في شأن اليتامى والاقتصار على نكاح واحدة أو الاستمتاع بالإماء أقرب إلى ألا تَجُورُوا وتميلوا.  ) . أما تفسير بن كثير ، فيبين التالي :    { وقوله " فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم " أي : فإن خشيتم من تعداد النساء ألا تعدلوا بينهن ، كما قال تعالى " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم / النساء : 129 ". فمن خاف من ذلك فيقتصر على واحدة ، أو على الجواري السراري ، فإنه لا يجب قسم بينهن ، ولكن يستحب ، فمن فعل فحسن ، ومن لا فلا حرج . وقوله " ذلك أدنى ألا تعولوا ". بعضهم قال : أي ، أدنى ألا تكثر عائلتكم . قاله زيد بن أسلم وسفيان بن عيينة والشافعي ، وهذا مأخوذ من قوله تعالى : وإن خفتم عيلة ) أي فقرا (  " فسوف يغنيكم الله من فضله / التوبة : 28 " } .
القراءة :                                                                                                                                      من أجل الولوج في قراءتي الخاصة ل " ملك اليمين " ، سأورد بعض الشروحات لتكون أساسا لما سأبني عليه .                                                      *  من قاموس المعاني / تعريف و معنى ملك يمين - ملك يمين:  مصطلحات تمليك العبيد ، واليمين نسبة مجازية إلى اليد ، للدلالة على ما يكون تحت يده وسيطرته .. مصطلحات فقهية - هُوَ مَلَكَةُ يَمِينِي : أَيْ مَا أَسْتَطِيعُهُ وَأَمْلِكُهُ .                                                                                                               * من موقع أسلام ويب : أنقل التالي ، أن ملك اليمين : هم الأرقاء المملوكون لِمن ملكهم عبيداً ، " ذكوراً أو إناثاً " . والمقصود بقوله ( أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) : النساء مِن الرقيق ، وهنّ الإماء ، إذ يحقّ لمالكهنّ أن يطأهنّ مِن غير عقد زواج ، ولا شهود ، ولا مهر ، فهنّ لسن أزواجاً ، فإذا جامعهن سُمّيْنَ ( سراري ) جمع : سُرّيـة .                                                         
* أسلام أون لاين : مِلْك اليمين هم الأرِقّاء الذين ضُرِبَ عليهم الرِّق في الحرب الإسلاميّة المشروعة ، أو تَناسَلوا من أرِقّاء ، فمن ملَك أَمَة جاز له ـ بعد استبرائها ـ أن يتمتّع بها كما يتمتّع الزّوج بزوجته ، دون حاجة إلى عَقد أو مَهْر أو شُهود . وليس لَهُنَّ عدد محدود يُباح للرّجل ألّا يَزيد عليه بخِلاف الزّواج من الحَرائر ، فلا يَزيد على أربع في عِصمة واحدة .    أولا - مما سبق ، يتبين لنا ، أن الزوج في حالة عدم القسط .. فواحدة تكفي .." أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " ، والآية من السياق تعني الأماء / الأناث ، ولكن رجوعا للتفسيرات الأخرى أن " ملك اليمين هم عبيد ، والعبيد ذكور و أناث " . فهل هذا يعني وطأ الذكور أيضا / العبيد منهم ! ، أم أن الفقهاء رقعوا تفاسير الآيات ، حتى يكون مفهومها وطأ الأماء / الأناث فقط ! .                                 ثانيا - سيقول البعض هذا تجرأ على الآية ، وجوابي ، أذن ما حكم لواط خلفاء المسلمين بعبيدهم - من الذكور ، حيث أن التفاسير تبين أن ملك اليمين " تمليك العبيد " و " هم الأرقاء المملوكون لِمن ملكهم عبيداً ، ذكوراً أو إناثاً " . أذن للسيد أن يطأ عبيده أناثا وذكورا .. وأورد / في الأتي ، لواط الغلمان من العبيد من قبل الخلفاء ، فقد جاء في موقع / رصيف 22 ، مقال لحسن عباس ، التالي ( عرف كثير من الخلفاء ، بممارسة " اللواط " . تتحدث الروايات عن أن يزيد بن معاوية مارسه . ولكن أشهرهم في العصر الأموي كان الخليفة الوليد بن يزيد . وصفه السيوطي في كتابه " تاريخ الخلفاء " بأنه " الخليفة الفاسق أبو العباس " وقال عنه شمس الدين الذهبي في كتابه " تاريخ الإسلام " : " اشتهر بالخمر والتلوّط ". بعد قتله ، قال أخوه سليمان بن يزيد : " لقد راودني عن نفسي" . وفي العصر العبّاسي ، صارت هم الأرقاء المملوكون لِمن ملكهم عبيداً ، ذكوراً أو إناثاً ظاهرة ممارسة الخلفاء " للواط " ظاهرة شبه عامة . يروي الطبري في تاريخه أن الخليفة الأمين : طلب الخصيان وابتاعهم وغالى بهم وصيّرهم لخلوته في ليله ونهاره ، ورفض النساء الحرائر والإماء ) .                                                                                            ثالثا - الأشكال ، أن وفق الموروث الأسلامي ، ان الخليفة هو ظل الله على الأرض ، ورد في موقع وزارة الأوقاف الدينية
/ المغرب ( أشار السخاوي ذكرها العجلوني في " كشف الخفا " فقال " السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه الضعيف وبه ينصر المظلوم . ومن أكرم سلطان الله في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة " . رواه ابن النجار عن أبي هريرة ، ورواه البيهقي عن ابن عمر رفعه : السلطان ظل الله في الأرض .. وقد ورد الحديث بألفاظ أخرى ، منها ما رواه ابن أبي شيبة عن أبي بكر الصديق : " السلطان العادل ظل الله ورمحه في الأرض يرفع له عمل سبعين صديقا .. " .                                * أذن ما حكم الأسلام / أشارة للفقرة ثانيا - على خليفة هو بمقام ظل الله على الأرض ، وهو فاسق فاجر ماجن ولوطي ! . رابعا - لم يذكر النص القرآني في الآية أعلاه ، أي قسط أو رحمة أو رأفة ، في وطأ ملك اليمين ! ، بينما ذكر ذلك في وطأ الزوجات ، أذن هناك تفرقة وتمايز ، وعدم مساواة ، بين الحر والعبد ، وبين الحرة والأمة ، وذلك لأن العبيد لا حقوق لهم . وأن النص ركز فقط على وطأ ملك اليمين - بلا شهود ولا مهر ولا عقد .. وأن هذا الجانب من العلاقات ، يظهر أنه لا وجود من مساوات بين الرعية ، وبذات الوقت يعد تكريسا للعبودية والأضطهاد الجنسي ، وأسلوبا أخرا للأغتصاب القهري.
الختام :                                                                                                                              القرآن ، عقائديا أستغرق أكتماله أكثر من عقدين ( فإن القرآن الكريم بدأ ينزل على النبي بعد مبعثه ، واستمر ينزل إلى أن اكتمل قبل وفاته ، وهذه المدة - أعني ما بين مبعثه وموته - تقدر بثلاث وعشرين سنة / نقل من موقع أسلام ويب ) .. والقرآن في العموم نصا تأريخيا ، عدا آيات العبادات والقصص والأحكام والقصاص .. ومعظم ما تبقى من الآيات كان لها أسباب نزول ، أي كان لها ظرف مكاني وزماني لنزولها ، وملك اليمين ، التي نحن بصددها / مثالا على ذلك ، شكلت جهدا دافعا لمحمد لتعزيز الجهاد ، ولتجييش القوم للغزو ، وكانت أيضا ، من عوامل أغراء العرب في تلك الحقبة . أن النص القرآني تليت آياته في حقبة زمنية ، كان المجتمع قبلي جاهل ، وكانت الحاجة لهكذا نصوص ، هو لتلبية لأمور محددة بذاتها ، وهذه الآية ، نظرا للتطور الحضاري للمجتمع ، أصبح وجودها لاحقا ، يشكل علامة سوداء في العقيدة الأسلامية .   
 


5
              كلمة حول .. هجوم موسكو " كروكوس سيتي "

أستهلال :                                                                                                                                 وقع هجوم أرهابي في موسكو ، من قبل أرهابيون مسلمون ، فقد جاء في موقعRT  ( وقع الهجوم الإرهابي على قاعة مجمع "كروكوس سيتي" مساء الجمعة 22 مارس 2024 . حيث اقتحم عدة رجال يرتدون ملابس مموهة المبنى وفتحوا النار على الموجودين ، وبعد ذلك سمعت عدة انفجارات واندلع حريق . وبحسب آخر البيانات التي نشرتها لجنة التحقيق ، فقد سقط 139 شخصا ضحايا الهجوم الإرهابي .. ) مع عشرات الجرحى قدروا ب 180 فردا ، وهناك الكثير من الجثث التي لا زالت تحت الأنقاض ، علما أن المهاجمين حرقوا المبنى .

كلمة :                                                                                                                                     * تأخرت في الكتابة عن هجوم موسكو - لكي تتوضح صورة الواقعة .. ولكن قرأت مؤخرا ، وفي موقع RT أن أحد المهاجمين / وفق بعض الصور ، كان يقوم بعد عملية القتل العشوائي / كبارا وصغارا ، رجالا ونساءا .. ينهال على القتلى بسكين ممثلا بجثثهم ! . هذا الأمر جعلني أن أنظر للهجوم من جانب أخر ! .                                                                                                                         * شخصيا أنا لا أهتم بما قاله المحللين السياسيين الروس أو الغربيين ، أو محللي القنوات الأعلامية ، أو ما قاله الأخرين عن الهجوم ، وذلك لأن كلا منهم يحلل وفق أهداف وأغراض ودوافع سياسية ، تصب في ما يؤكده الروس ، أو ما ينفيه الجانب الأخر / الأوكرانيون - والدول الغربية / وفق المصالح الدولية ، أو ما يرتب الغرب من قصص حول هجوم " كروكوس سيتي " .. أما أنا ، فسأسرد وجهة نظري ، بعيدا عن كل ماسبق من تحليلات وأراء .                                                                                                                        * من الممكن أن يكون الهجوم مخططا له من أطراف أخرى ، أو ساعد في تنفيذه جهات أخرى ، فمثلا حرق مداخل ومخارج المجمع ، هو أجراءا مبرمج له ، من أجل حصر الضحايا في الداخل وحرقهم بالكامل .. وهو أمرا لا يمكن أن يخطط له من قبل من شاهدناهم في الصور المسربة ، بل هو أمرا مدروسا بعناية ، ولكن من جانب اخر ، هو عملا ليس خارقا ، ممكن جماعة الهجوم قد فكرت به ! .                                                                                           * كذلك لم تكن هناك هتافات " الله أكبر " ، من قبل المهاجمين - المتداولة عند عناصر داعش ، أضافة الى أننا لم نشهد أي تفجير أنتحاري من قبل المنفذين ، خاصة عند ألقاء القبض عليهم ! .                                                                   * أن المهاجمين ، ليسوا جماعة أنتحارية ، ولكني أرى أن الجماعة المنفذة ، هم مسلمون أرهابيون ، أنساقوا لتنفيذ الهجوم وفق غسيل فكري ، من قبل دعاة ، أما المخططون ، من المحتمل لا الدعاة ولا المنفذون يعرفونهم ! .   
خاتمة :                                                                                                                                أؤكد .. أن كل ما سبق من أفكار أو تحليلات .. ليس أمرا محوريا بالنسبة لي ، ولكن عملية " التمثيل بالجثث " هو الأمر المركزي والمهم والكارثي بذات الوقت .. وأود أن أبين التالي :                                                                                  1 . هناك عقيدة أسلامية دفينة في عملية القتل ، لأن الأسلوب الوحشي للقتلة ، لا يفرق بين القتلى ، أن كانوا أطفالا أو شيبا أو شبابا .. أن من قام بالقتل ، لم يكن سبب قتله المال فقط ، بل هناك خلفية من الموروث الأسلامي / نصوص وأحاديث تركزت في ذهنه ، على أساس أن المقتولين ، هم كفرة .. ومن ناحية أخرى ، أن القتلة بينوا أنهم كانوا يستمعون الى دعاة أسلاميين ، ومن المؤكد ، أن الدعاة لا يعطون دروسا في المحبة ، بل دروسا في كراهية الأخر ، وثقافة القتل     ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ / 191 سورة البقرة ) .   
2 . يقينا أن القتلة ، وعدوا من قبل الدعاة بحياة أخروية ، مزينة بالنساء ، فقد جاء بالنص القرآني التالي ، حول من يستشهد في سبيل رب محمد ( فقد جاء في الحديث أن الشهيد يزوج من الحور العين ، وفي رواية الترمذي:  ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين / نقل من موقع أسلام ويب ) .                                   
3 . أن الدعاة يقدمون الموروث الأسلامي ، على صحيحه ، لا تجميل فيه ، وذلك لأنهم سلفيون .. فمثلا يؤكد السلفيون ، على ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ.. / 19 آل عمران ) .. ولهذا أن القتلة مبرمجين عقليا بموروث أسلامي ، موعودين بالأخرة بالحور العين - مصحوبا بمكافأت مالية دنيوية للترغيب . أن القتلة بقتلهم للأخرين / غير المسلمين ، يظنون أنهم يؤدون عملا دينيا عقائديا " أسلاميا " - أي في سبيل الله .. لهذا قال المسيح مخاطبا أتباعه : " سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ " نقطة رأس السطر.   

6
                                  بين ضرورة تطور المعتقدات وبين جمودها .. الأسلام كمثال
الموضوع :                                                                                                                                  1 . أن مسار الحياة دوما في تبدل وفي تغيير معا ، ليس من فكر ثابت ! ، لأن الثبات ، قد يعني في بعض الأحيان الأندثار ، بل أنه قد يؤدي - بمعنى أخر ، الى أضمحلال المعتقد ذاته ، التي أنطلقت عنه أو منه الأفكار .                                                                                                 2 . الوعي / الأطلاع على تجارب الأخرين والتنوير العقلاني وقراءة كتب الضد .. ، كل ذلك يجعلك أن تفكر : هل أنت ، وما ثبت عليه لدهر من السنين ، كان صائبا أم لا ! ، وهل كان موقفك العقائدي ،  بجانب الصواب أم كنت على طريق الخطأ .                                                           3 . أما الحرية ، من الممكن أن تكون ليست قابلة للتغيير كمفهوم ، لأنها عملية تحطيم للسلاسل والقيود وللعبودية / فردا ومجتمعا وأرضا ووطنا . فالثبات عليها مبدأ أساسي ، ولكن من جانب أخر ، قد تتغير طرق وأساليب تحقيقها ، بمعنى أخر ، أيضا هناك تغير وتغيير في سبيل تحقيقها .
أضاءة 1 :                                                                                                                                   أولا - الأسلام كعقيدة ، أيضا لم تطبق كل نصوصه / أي القرآن ، فعلى سبيل المثال ، الآية التالية ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ/ سورة التوبة 60) ، التي كانت بصدد أعطاء حصة من الزكاة ل "َ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ " وهم { المؤلَّفة قلوبهم : منهم مسلمون ، ومنهم كافرون .. أما الكافرون من المؤلَّفة قلوبهم فهم قسمان :- القسم الأول : من يُرْجى إيمانه كصفوان بن أمية الذي أعطاه الرسول من غنائم حنين . القسم الثاني : من يُخشى شرُّه فيُعطَى من الزكاة ليُكفَّ شره عن المسلمين كأبي سفيان ، وعُيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس .. / نقل من موقع أسلام أون لاين - أعطينا لمحة عن الكافرون دون المسلمون قدر تعلق الموضوع بالمقال } .  ثانيا - ولكن هذه الحصة / الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ، حجبت رغم انها نصا قرآنيا - وكان معمولا بها في زمن محمد .. وذلك بعد أن أشتد الأسلام ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، التالي ( يروى عن عمر وعثمان أنهما لم يعطيا المؤلفة من الزكاة ، وهذا محمول على عدم الحاجة إليهم ، فإن المقصود من سهم المؤلفة أن يعطى من الزكاة ليتألف قلبه ، أو ليكف شره ، أو يعطى مسلم ليقوى إيمانه ، فإذا كان المسلمون في عزة ولم يحتاجوا إلى هؤلاء ، فإنهم لا يعطون هذا السهم ..).
أضاءة 2 :                                                                                                                             والأسلام كدين ومعتقد ونصوص ، لا يصلح لكل زمان ومكان - كما يروج له ، فمثلا ( السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا.. / 18 سورة المائدة ) ، فهل يصلح هذا النص القرآني في القرن 21 . ماضويا ، أن هذا الحكم كان قد حجبه عمر بن الخطاب ، في عام الرمادة ( وقد حدث ذلك في خلافة عمر عام 18هـ ، وقعت بالمدينة وما حولها من القرى مجاعةٌ شديدةٌ ، فحبس المطر من السماء وأجدبت الأرض، وهلكت الماشية ، واستمرت هذه المجاعة تسعة أشهر ، حتى صارت الأرض سوداء ، واشتدَّ الجوع حتَّى جعلت الوحوش تأوي إِلى الإِنس .. وقد قام عمر بوقف حدِّ السَّرقة في عام الرَّمادة / نقل من موقع د.طارق السويدان ) .أما الفقهاء فيرقعون ذلك من أن عمرا لم يعطل حد السرقة بقولهم ( وهذا ليس تعطيلاً لهذا الحدِّ ، كما يكتب البعض ، بل لأنَّ شروط تنفيذ الحدِّ لم تكن متوافرةً ، فأوقف تنفيذ حدِّ السَّرقة لهذا السَّبب ) ! .
خاتمة :                                                                                                                                  ليس من معتقد أو فكر أو نظرية .. أن تبقى على حالها دون تطور أو تغيير ، ولو بقت كل المفاهيم السابقة ، بصيغتها الماضوية ، لأنتهت وفقدت كل جدواها في عالم اليوم . والأسلام كمعتقد ونصوص وموروث ، هو الأولى ، بأن يخلع شرنقته المؤسسة في الحقبة المحمدية - منذ 14 قرنا ، وأن يظهر للعالم المتحضر ، بمفهوم حديث متطور ، كي يواكب  تغير الفرد والمجتمع معا ، أضافة لتغيرالظروف الزمكانية عامة ... نقطة رأس السطر .


7
                               قراءة : مكانة المرأة في الأسلام .. بين الحقيقة وبين الرواية 
في المحافل ومن على المنابر ومن خلال مواقع التواصل الأجتماعي .. يتشدق شيوخ ودعاة المسلمين ، من أن الأسلام ، هو الأكرم معتقدا للمرأة ، حيث انه لبى كل أحتياجاتها وكل متطلباتها ، ومن جميع النواحي في المجتمع .. في هذا البحث المختصر سأسرد أضاءة مقتضبة حول أحد أحاديث رسول الأسلام / بخصوص المرآة ، ومن ثم سأعرض نقدا منطقيا له .
الموضوع :                                                                                                                            من موقع / الأمام بن باز ، سأقدم شرحا لحديث " استوصوا بالنساء خيرا " حديث صحيح رواه الشيخان في الصحيحين عن النبي من حديث أبي هريرة ، قال : استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيراً . هذا أمر للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم أن يستوصوا بالنساء خيرًا ، وأن يحسنوا إليهن وألا يظلموهن وأن يعطوهن حقوقهن ويوجهوهن إلى الخير ، وهذا الواجب على الجميع لقوله : استوصوا بالنساء خيرًا وينبغي أن لا يمنع من ذلك كونها قد تسيء في بعض الأحيان إلى زوجها وأقاربها بلسانها أو فعلها لأنهن خلقن من ضلع كما قال النبي : وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه .. فالمعنى أنه لا بد أن يكون في خلقها شيء من العوج والنقص .. " .
القراءة :                                                                                                                                   1 . شخصيا أن تفسير الفقهاء لهذا الحديث ، أراه متناقضا مع متن الحديث ، حيث أن الفقهاء كان لزاما عليهم ، أن يركزوا على المعاملة الحسنة للمرأة ، بينما هم ذهبوا الى نواح أخرى ، حيث قال الفقهاء : " بما أن حواء منبتها من ضلع أعوج ، فالمعنى أنه لا بد أن يكون في خلقها شيء من العوج والنقص " ! . / نقل شرح الحديث من موقع - الأمام بن باز .                 *  وهذا الوضع يشكل أهانة لمكانة المرأة ، ومن جانب أخر ، هل العوج أو النقص ، محصورا على المرآة دون الرجل ! .                                                                                                  2 . ولكن الرسول ، بحديث أخر ، يقاطع ما قاله سابقا / أستوصوا .. ، حيث قال " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن / هذا وفق الصحيحين " ، وتفسيره وفق الفقهاء ( والمقصود أن هذا حكم النبي وهو ثابت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري ، ومعنى نقص العقل كما قال النبي أن شهادة المرأتين تعدل شهادة رجل واحد ، وأما نقص الدين فهو كما قال النبي أنها تمكث الأيام والليالي لا تصلي ؛ يعني من أجل الحيض ، وهكذا النفاس .. ) . شرح الحديث / نقل من نفس المصدر السابق .                                                                                                                                                                                        * والتساؤل ، أن الله عز وجل هو من خص هذه الأمور الجسمانية للمرأة - الحيض والنفاس .. ، فكيف لله أن يضع أمرا ، ومن ثم يجعله نقيصة على المرأة / في الصلاة والشهادة .. ! . وبما أن رسول الأسلام محمد ، لا ينطق عن الهوى { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى / 3- 4 سورة النجم } ، فهل هذا يعني أن الله ينعت المرأة بناقصة عقل ودين ! .                                                                         3 . وضع المرأة عقائديا ، ينتقل من أحاديث الرسول المتقاطعة ، الى نصوص قرآنية { وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا / 34 سورة النساء } .                        * وهنا وضع المرأة ، يتخذ شكلا أخرا ، حيث أنه ينتهي بالضرب ، وكالعادة الفقهاء يرقعون التفاسير لهذه الآية ، فمن موقع / أسلام ويب ، أنقل التالي بأختصار ( فالزوجة إن خرجت عن طوع زوجها تمردا وعصيانا بلا مسوغ ، فقد شرع الله علاج ذلك بجملة أمور ، منها النصح والأرشاد ، ومن ثم الهجر ، وينتهي الأمر بالضرب ، وحددت عملية الضرب بما يلي :         أ ـ أن لا يكون الضرب مبرحا ، أي شديدا ً .ب ـ أن لا يضربها على وجهها . ج ـ أن لا يشتمها بالتقبيح .. ) .                            * التساؤل : كيف للذات الألهية أن يحدد هكذا وضعا ! - أي الضرب ، والله هو الرحيم الغفور . وكيف يمكن السيطرة على عملية الضرب / من قبل الرجل ، بحيث أن لا تنال من الوجه ، أو أن لا يرافقها شتائم ، وخاصة أذا كان الرجل قد فقد أعصابه ! .. أخيرا أن يكون هناك نص قرآني ، فهو مسوغ شرعي لضرب المرأة ، فهل من مكانة للمرآة بهكذا وضع .
خاتمة :                                                                                                                                    أولا - من تفاسير النصوص والأحاديث آنفة الذكر ، فأنها تعكس وضعا لا يقبل الجدل ، وهو أنه قيلت وكتبت ، وفق وضع  المجتمع الذكوري القبلي الذي أنعكس على الحقبة المحمدية ، والنص القرآني { وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ } يدلل على ذلك ، بحيث أن العرب في الجاهلية كانوا يؤدون بناتهم ، اذا كانت المولودة أنثى ، عكس ذلك أذا كان ذكرا .                                                                                        ثانيا - وأورد فيما يلي موضوعا ذات علاقة بالمرأة الزانية في الأسلام والمسيحية / وحكم كلا من محمد و المسيح :                               1 - فمن موقع / حراس العقيدة ، أنقل التالي بأختصار { حَدَّثَنِى أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِىُّ حَدَّثَنَا ابْنَ هِشَامٍ .. عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ أَتَتْ نَبِىَّ اللَّهِ وَهِىَ حُبْلَى مِنَ الزِّنَى فَقَالَتْ يَا نَبِىَّ اللَّهِ أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَىَّ فَدَعَا نَبِىُّ اللَّهِ وَلِيَّهَا فَقَالَ « أَحْسِنْ إِلَيْهَا فَإِذَا وَضَعَتْ فَائْتِنِى بِهَا ». فَفَعَلَ فَأَمَرَ بِهَا نَبِىُّ اللَّهِ فَشُكَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُهَا ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَرُجِمَتْ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا فَقَالَ لَهُ عُمَرُ تُصَلِّى عَلَيْهَا يَا نَبِىَّ اللَّهِ وَقَدْ زَنَتْ فَقَالَ « لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَوَسِعَتْهُمْ وَهَلْ وَجَدْتَ تَوْبَةً أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنَفْسِهَا لِلَّهِ تَعَالَى » . صحيح مسلم } .                                                                * هنا أن محمدا رجمها حال أن وضعت وليدها ، وبعد أن قتلت ، صلى عليها ، أي لا غفران ولا مسامحة للخطيئة أبدا ، بل أن العقاب هو الرجم / القتل ! ، والأشكال أن الرسول صلى عليها بعد الرجم ، أمام ذهول الصحابة ، وأولهما عمر ! .                                                                                                  2 - ومن موقع / أبونا ، أنقل التالي بأختصار { وصل يسوع مدينته أورشليم ، وكان جمع كبير ينتظره . فوقف ، يُعلِّم هنا ، ويُجادِلُ هناك . وإذا ببعض الكتبة والفرّيسيّين ، يجرّون قدامه امرأة ، قيل عنها أُخِذت في زنى . إنّ موقفهم بل قرارهم في هذه الحالة كان واضحاً ، وهو رجم الزانية علنا ، حسب قانون التوراة ، إن كان هنالك من شهود ، وهي مناسبة لوجود ممسكٍ على المسيح ، الّذي يصادق الخطأة ويأكل معهم . فالقاعدة - أي رجم الخاطئة ، الذي كان معروفا ومًمارساً لدى الجميع ، ويبدو أنَّ حجارتَهم كانت في أيديهم ، وقال لهم يسوع : من منكم بلا خطيئة فليرم عليها الحجر الأوّل ! } .            * هنا المسيح بمفهومه للحياة ، ولسلطانه الممنوح له من عليين ، وبصفته كلمة الله وروح منه ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ  / 171 سورة النساء ) غفر لها ولم يرجمها ، بل منحها حياة أخرى .                              3 - ولا بد لنا ان نقول بأن الرجم بالأسلام ، هو أمتداد لليهودية ، الذي أخذ الأسلام منه الكثير من الأحكام والعادات ! .         
خلاصة القول :                                                                                                                                            أن الحقوق لا تسن وفق الشرائع الدينية / خاصة فيما يتعلق بالمرأة ، وأذا تركنا جانبا عدم جواز صلاة وصوم المرأة - أثناء الحيض والنفاس ، فكيف لنا أن نترك شهادة أمراتين برجل ، ونصيب أمراتين من الأرث برجل .. أن الحقوق يجب أن تنظم وفق القوانين المدنية الحضارية ، أما الشرائع الدينية والعقائدية ، فأنها تمنح الأيمان ولا تعطي حقوق .

8
                                     قراءة للآية 56 من سورة القصص

                { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ / 56 سورة القصص }

سأورد أولا ، تفسيرا للآية أعلاه ، مع روايات أخرى ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة .
أولا - جاء في موقع أسلام ويب { قال الطبري :- إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ .. قال : ولكن الله يهدي من يشاء أن يهديه من خلقه ، بتوفيقه للإيمان بالله ورسوله . وقال الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان:  ذكر جل وعلا في هذه الآية أن نبيه لا يهدي من أحب هدايته ، ولكنه هو الذي يهدي من يشاء هداه ، والآية نزلت في أبي طالب أحب النبي هدايته ولكن الله لم يقدرها له . ففي الصحيحين عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال:  لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال الرسول : يا عم قل : لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟! فلم يزل الرسول يعرضها عليه ويعيد له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : هو على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول : لا إله إلا الله ، فقال رسول الله : أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ، فأنزل الله عز وجل : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ . وأنزل الله في أبي طالب ، فقال لرسول الله: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ..} َ.                                                                                                    * وهذا يعني أن أبا طالب مات كافرا .                                                                                               

ثانيا - قراءة للآية وفق المذهب الجعفري :
أما وفق فقهاء الشيعة فالموقف مختلف تماما ، فقد جاء في موقع / شبكة رافد - العقائد الأسلامية ، التالي أنقله بأختصار .
{ فقد أجمع علماء الشيعة على إسلام أبي طالب تبعاً لأئمّتهم .. وقد نقل العلّامة الأميني عن جماعة من أهل السنّة : أنّهم ذهبوا إلى ذلك أيضاً ، وكتبوا الكتب والبحوث في إثبات ذلك ، كالبرزنجي في « أسنى المطالب » والاسكافي ، وابن وحشي في شرحه لكتاب « شهاب الأخبار » .. بل لقد حكم عدد منهم كابن وحشي ، والتلمساني بأنّ من أبغض أبا طالب فقد كفر ، أو من يذكره بمكروه فهو كافر .. بعض الأدلّة على إيمان أبي طالب : 1 ـ ما روي عن الأئمّة والنبيّ ممّا يدلّ على إيمانه ، وهم أعرف بأمر كهذا من كلّ أحد .. 2 ـ نصرته للنبيّ وتحمّله تلك المشاق والصعاب العظيمة .. ، وتضحيته بمكانته في قومه .. وهو أكبر دليل على إيمانه . 3 ـ استدلّ سبط ابن الجوزي على إيمانه ، بأنّه لو كان أبو طالب كافراً ، لشنّع عليه معاوية وحزبه .. وسائر أعداء الإمام علي . 4 ـ تصريحاته وأقواله .. فإنّها كلّها ناطقة بإيمانه وإسلامه ، ومنها أشعاره التي عبّر عنها ابن أبي الحديد المعتزلي بقوله : « فكلّ هذه الأشعار قد جاءت مجيء التواتر .. ومجموعها يدلّ على أمر مشترك ، وهو تصديق محمّد..» . 5 ـ قد صرّح أبو طالب في وصيّته بأنّه كان قد اتخذ سبيل التقية في شأن رسول الله } .                                                                                                                         * أي أن وفق المذهب الجعفري ، أن أبا طالب لم يمت كافرا ، بل مات مؤمنا ! .                                                                       
ثالثا - قراءة أخرى .. وفق رواية / موقع أهل القرآن :                                                                                          { جاء فى سيرة ابن هشام ( 2 : 417 ) : رجاء الرسول إسلام أبي طالب ، و حديث ذلك : فقال أبو طالب لرسول الله لم ‏‏:‏‏ والله يا ابن أخي ، ما رأيتك سألتهم شططا ؛ قال ‏‏:‏‏ فلما قالها أبو طالب طمع رسول الله في إسلامه ، فجعل يقول له ‏‏:‏‏ أي عم ، فأنت فقلها أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فلما رأى حرص رسول الله عليه ، قال ‏‏:‏‏ يا ابن أخي ، والله لولا مخافة السبة عليك وعلي بني أبيك من بعدي ، وأن تظن قريش أني إنما قلتها جزعا من الموت لقلتها ، لا أقولها إلا لأسرك بها ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فلما تقارب من أبي طالب الموت قال ‏‏:‏‏ نظر العباس إليه يحرك شفتيه ، قال ‏‏:‏‏ فأصغى إليه بأذنه ، قال ‏‏:‏‏ فقال ‏‏:‏‏ يا ابن أخي ، والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها ، قال ‏‏:‏‏ فقال رسول الله ‏‏:‏‏ لم أسمع .. } .                                                       * وفق هذه الرواية هناك شك بين أن أبا طالب قال الشهادة / وفق رواية العباس ، وبين أن الرسول قال : " لم أسمعها ".
قراءتي الخاصة :                                                                                                                          1 . أن النص القرآني واضح وجلي ، من أن أبا طالب عم الرسول ، لم ينطق الشهادتين ، أي مات كافرا - وفق المعتقد الأسلامي . وحتى أبن أخيه محمدا ، لم تنفع شفاعته له ، بنص القرآن ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ / 113 سورة التوبة ﴾ ! .   
2 . ولكن وفق ترقيع شيوخ وفقهاء الأسلام / وهنا نحن بصدد المذهب الجعفري ، يقولون مات مؤمنا ! ، ورأيهم لا يعتد به ، بالرغم مما جاءوا به من حجج ، لأنها حججا واهية ، لا يمكن الركون أليها .   
3 . و رجوعا للآية ، أرى أن الآية تفتقر الى المنطق ، حيث أن الآية ، تؤكد على أن " ولكن الله يهدي من يشاء أن يهديه من خلقه " ، فكيف لله يهدي من يشاء ! ، وكان من المفروض أن تكون الهداية ، لمن كان عنده قبولا أيمانيا ، ورغبة في الهداية ، ويأتي دور لله لاحقا في قبول عملية الأيمان ، ولو كان الأمر غير كذلك ، لأنهى الله الخلق من عليين ، بين مهتدي / مؤمن ، وغير مهتدي / كافر ، دون أي دور أو جهد أيماني من قبل العباد .   
4 . أن أبا طالب عم الرسول ، كان له دورا مهما في حياة الرسول / حماية وعناية وتربية .. ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، لما كان الله " يهدي من يشاء أن يهديه من خلقه " ، هل هذا يعني أن أبا طالب لا يستحق الهداية / ولو أستحق الهداية لهداه الله ! - بالرغم من دوره مع محمد .. هذا تساؤل .
خاتمة :                                                                                                                                  أولا . للعلم ليس عم الرسول أبا طالب - الوحيد ، مات كافرا ، بل كل أعمامه ماتوا كفرة ، عدا العباس وحمزة ، فقد جاء في موقع / السيرة النبوية ، التالي أنقله بأختصار ( أعمام محمد الذين ماتوا على الكفر أبو لهب ، الزبير ، عبد الكعبة المقوم ، ضرار ، قثم ، المغيرة والغيداق ) ، كما أن والد محمد / عبدالله ، وجد محمد / عبد المطلب بن هاشم - اللذان لم يشهدا دعوة محمد ، ماتا على الكفر أيضا ! .                                                                                                                 ثانيا . مما سبق ، وبالرغم من جهد الرسول في جعل أبا طالب مؤمنا قبل وفاته ، لكنه مات كافرا ! .. من جانب أخر ، كل ما قيل عن محمد قرآنيا ، ومن أنه ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى / 3 سورة القلم ) ، لن تشفع لأبي طالب .. وهنا نتساءل عن شفاعة محمد ، فهل هي شفاعة ربانية / على أعتبار أن محمدا لا ينطق عن الهوى ! أم أن الأمر نسخ و تقاطع نصوص!.  أخيرا : تبقى هذه الآية محل خلاف بين أهل السنة والجماعة ، وبين الشيعة .

9
                   قراءة في حديث الرسول ( أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ مِنْ مَوَالِيهِ فَقَدْ كَفَرَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ )
الموضوع :                                                                                                                               سأقدم شرحا مختصرا للحديث أعلاه ، ومن ثم سأستعرض قراءتي الشخصية له .                                                  فمن موقع / الأسلام سؤال وجواب ، أنقل ما يلي بأختصار - حول حديث رسول الأسلام { الحديث المقصود في السؤال يرويه جرير بن عبد الله البجلي عن النبي أنه يقول : ( أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ مِنْ مَوَالِيهِ فَقَدْ كَفَرَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ ) رواه مسلم . قوله : ( أبق ) : بمعنى هرب وخرج عن الطاعة . وقد سبق بيان نظرة الإسلام للرق ، ودفع ما يتعلق به أعداؤه من الشبهات في هذا الباب . وأما قوله : ( فَقَدْ كَفَرَ ) ، فليس المقصود بالكفر هنا الكفر المخرج من الملة ، وذلك باتفاق أهل العلم ، ولكنه محمول على " كفر دون كفر " ، بمعنى أن هروب العبد من سيده من المحرمات الكبيرة التي تكاد تصل بصاحبها إلى الكفر ، لأنها من شعب الكفر وأعماله ، كما أن المعاصي من أعمال الجاهلية ، وشعب الكفر . وفسر بعض أهل العلم الكفر في الحديث بأنه كفر النعمة ، بمعنى أن العبد الآبق من سيده كفر نعمة سيده عليه وجحدها ، وقابل الإحسان بالإساءة ، ولم يكافئ بالإحسان مَن أحسن إليه بالطعام والشراب واللباس والمأوى - وهي كلها مسؤولية السيد - . قال الإمام القرطبي : " جاء الكفر بمعنى جحد المنعم ، وترك الشكر على النعم ، وترك القيام بالحقوق " . وقال الإمام النووي : ( أصحها : أن معناه : - هو - من أعمال الكفار وأخلاق الجاهلية . والثاني : أنه يؤدي إلى الكفر . والثالث : أنه كفر النعمة والإحسان . والرابع : أن ذلك في المستحل ) . ويقول المناوي : " قوله ( فقد كفر ) أي : نعمةَ الموالي ، وسَتَرَها ، ولم يقم بحقها ، ويستمر هذا حاله ( حتى يرجع إليهم ) أو أراد بكفره أن عمله من عمل الكفار ، أو أنه يؤدي إلى الكفر "..  } .
القراءة :                                                                                                                                   في هذا البحث المختصر سألتزم بحدود الحديث أعلاه ، مبتعدا عن موضوعة العبيد بين الجاهلية والأسلام قدر الأمكان .        1 . شرحا أوليا للحديث ، وبلغة السهل الممتنع أنه " أذا هرب العبد فقد كفر ، حتى يرجع لسيده " . ولا أعتقد أن الحديث كبنية يحتاج الى تأويل أو شرح أو تفسير . ولكن بتوالي العقود على هذا الحديث / خاصة من أنه قد صدر عن نبي الأسلام ، فأنه أصبح حجة لتكريس العبودية في الأسلام ، لأجله أنبرى الفقهاء والمفسرون " بترقيع مقصد ومعنى الحديث " ! .  2 . من التراقيع الفقهية التالي : " ليس المقصود بالكفر هنا الكفر المخرج من الملة ، لكنه محمول على كفر دون كفر " ، في هذا الترقيع ، يقف المطلع مشدوها من معنى " كفر دون كفر " ! ، وذلك لأن الكفر واحد . وقد جاء في قاموس المعاني التالي بصدد الكفر { ‏الكفر‏ : (مصطلحات ) - تكذيب النبي بما جاء به‏ (فقهية) } . ويضيف الفقهاء على ذلك بترقيع أخر من أنه " الكفر في الحديث بأنه كفر بنعمة سيده "  وهذا الترقيع تدليس على حديث الرسول ، لأن الرسول قال : كفر وليس كفرا بالنعمة . والعجب أي نعمة للسيد على عبده ، وهوعبد منبوذ ! . أما من تراقيع الأمام النووي ، المقصود بالكفر ، هو " الكفر بالنعمة والأحسان " ، والتساؤل هنا هل السيد يحسن لعبده أم يستخدم عبده ! .                                                                                                             3 . من جانب أخر يتكلم نبي الأسلام عن المساوات ، بالحديث التالي ( حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ الْحِمْصِيُّ ، حدثنا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ .. أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ : النَّاسُ سَوَاءٌ كَأَسْنَانِ الْمُشْطِ ، وَإِنَّمَا يَتَفَاضَلُونَ بِالْعَافِيَةِ . نقل من موقع / جامع السنة وشروحها ) ، وهنا تقاطع بين تكفير العبد الهارب / الغير متساوي مع سيده ، وبين الناس سواء كأسنان المشط ! . من جانب أخر ، هل يستوي تسبيب كل موقعة أو حدث وفق مصلحة المتكلم ! - خاصة أن محمدا كان لديه عبيد .                                                         4 . موضوعة العبيد موجودة في الجاهلية والأسلام ، والرسول ذاته كان يشتري ويبيع العبيد وقد حرر بعضهم ، وما يؤكد ذلك ما جاء في موقع / المعرفة ( محمد شجع على تحرير العبيد ، حتى لو أدى إلى شرائهم أولا . أبو الأعلى المودودي ذكر في تقارير تفيد بأن محمد أطلق سراح ما لا يقل عن 63 من العبيد.  مير اسماعيل - مؤرخ من العصور الوسطى ، كتب في « بلوغ المرام » أن في بيت الرسول و أصحابه تم إطلاق سراح 39.237 من العبيد .. تم شراؤها أو بيعها ، أو تم وهبها للغير . وفقا لابن قيم الجوزية ، وقال انه ' كان العبيد من الذكور والإناث كثيرة ، استخدمها لشراء وبيع لهم ، وانه قام بشراء مزيد من العبيد أكثر مما باع'. ) . ومعنى ذلك أن الرسول وأصحابه والتابعين كانوا لديهم عبيد ، ويتاجرون بهم .
خاتمة :                                                                                                                                 أدلة على أن الرسول كان يتاجر بالعبيد ، يبيع ويشتري ويستبدل بعضهم ببعض ، فقد جاء بموقع / الأسلام سؤال وجواب ، التالي { حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ ، رُمْحٍ قَالاَ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ ، وَحَدَّثَنِيهِ قُتَيْبَةُ .. عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : " جَاءَ عَبْدٌ فَبَايَعَ النَّبِيَّ عَلَى الْهِجْرَةِ ، وَلَمْ يَشْعُرْ أَنَّهُ عَبْدٌ فَجَاءَ سَيِّدُهُ يُرِيدُهُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ : ‏( بِعْنِيهِ ) ،‏ فَاشْتَرَاهُ بِعَبْدَيْنِ أَسْوَدَيْنِ ، ثُمَّ لَمْ يُبَايِعْ أَحَدًا بَعْدُ حَتَّى يَسْأَلَهُ ‏"‏ أَعَبْدٌ هُوَ‏ " } ‏‏.‏ ولكن الفقهاء يرقعون ذلك ، بأن الرسول فعل ذلك من قبل الأجر والثواب { وقال أبن رسلان : وهذا العبد إنما أشتراه النبي بعبدين ؛ رغبة في تحصيل ثواب العتق ، وكراهية أن يفسخ له عقد الهجرة ؛ فحصل له العتق وثبت له الولاء فهذا مولى النبي . قال القرطبي : لم يعرف اسمه . من " شرح سنن أبي داود " } .                             أخيرا : بناءا من كل ما سبق ، يتبين لنا أن الموروث الأسلامي ، ينساق وفق مجريات وقائع الحدث . والرسول ذاته ، لم يكن لديه دفتر مذكرات - كي يعرف ما قال أو حدث أو ما أفتى به هنا أو هناك . فهو كان يحدث أصحابه وتابعيه بما يتفق والحدث ، حتى وأن كان مخالفا لما قاله سابقا . أما بصدد آية ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى / 3 ، 4 سورة النجم ﴾ ، من الممكن أنها قيلت من أجل وقائع معينة ، أو كان الغرض منها ، تسويق أن كلام محمد ، ينطق به بوحي من الله ! .

10
                                     أضاءة .. للمطحنة البشرية في غزة       


سأتكلم كمتحول .. من عرقي وأثنيتي وديني ومعتقدي وجنسيتي .. الى فرد من الهند / أي هندي - سيخي .. الذي لا يكترث بنبي اليهود موسى ، ولا بتوراته ، ولا يشكل له نبي الأسلام ، محمد وقرآنه أي شئ . كما هو لا يجيد اللغة العبرية لنتنياهو ، ولم يسمع البيانات العربية للحمساوي محمد الضيف . كل هذا التقمص بهندي سيخي ، هو من أجل حيادية مغزى المقال .                                                                                                            1 . وفق موقع RT أن عدد قتلى الأسرائيليين ، كما يلي / الأعداد لغاية 30.10.2023 ( .. على الجانب الإسرائيلي ، فقد قتل ما يزيد عن 1400 شخص بينهم 312 عسكريا ، فيما أسرت "حماس" أكثر من 200 إسرائيلي ) .. من المؤكد أن هذه الأعداد أرتفعت لغاية اليوم / 4.3.2024 - يوم كتابة المقال ، وهناك المئات من المصابين . وللعلم لا يوجد أي اعداد دقيقة لقتلى الأسرائليين أو المصابين منهم ! .                                                                                                                            2 . أما عدد قتلى الفلسطينيين ، فقد بلغ وفق موقع BBC ( الأعداد لغاية 1 مارس / آذار 2024 .. تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في غزة الـ30 ألفاً .. ) ، و هناك الألاف من الجرحى . ومن المؤكد أن الأعداد الأن في أرتفاع .           

التساؤلات :                                                                                                                                     * أني كهندي سيخي ، أتساءل ماذا حققت حماس / بقيادة يحيي السنوار - بطوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023 ، هل حققت أنتصارا معينا للقضية الفلسطينية ! ، هل أنجزت أهدافا محددة ! ، هل حصلت على مكاسب سياسية ! .. الجواب على كل هذه التساؤلات هو " لا " .                                                                                                             * هل الحال والظروف المعيشية لأهل غزة ، أصبح أفضل ، الجواب " لا " ، فأهل غزة في التيه ، مشردين ، لا غذاء / والأطفال بلا حليب .. ولا مأوى لا علاج طبي ولا أدوية / المستشفيات قصفت وخارجة عن العمل . أما البنية التحتية ، فالوضع كارثي ، وذلك لأن الجيش الأسرائيلي دمر كل بناء فوق الأرض .. بحجة القضاء على حماس وهدم الأنفاق ، التي تأوي قادة حماس وبذات الوقت يتخبأ بها الأسرى الأسرائليين / سمهما ما شئت أسرى أو مخطوفين أو رهائن .                         * ورجوعا للأسرى الأسرائيليين ، فلا أعتقد أن الحكومة الأسرائيلية مكترثة بحياتهم ! ، خلاف جهودها وقت أسر الجندي شاليط ، سابقا { جندي إسرائيلي سابق أسرته حركة المقاومة الإسلامية - حماس عام 2006 وظل في الأسر لأكثر من 5 سنوات حتى أفرجت عنه في 2011 في صفقة تبادلية مع 1027 معتقل فلسطيني ، أما الأن ووفق بروتوكول هانيبال ( يسمى أيضا توجيه هانيبال ) ، إجراء يستخدمه الجيش الإسرائيلي لمنع أسر جنوده ، حتى لو كان ذلك بقتلهم ، لذلك يسمح هذا البروتوكول بقصف مواقع الجنود الأسرى .. صاغه 3 ضباط رفيعو المستوى ، وبقي بروتوكولا سريا ، حتى أعتماده في 2006 / نقل من موقع الجزيرة } ، أما الأن ، فلا أرى أي أهتمام بالأسرى الأسرائيليين - علما أن الكثير منهم قد قتلوا ، نتيجة قصف الجيش الأسرائيلي .

خاتمة :                                                                                                                                 الجيش الأسرائيلي سيظل يقصف ويدمر غزة ، وكلما يتكلم المفاوضون والوسطاء / قطر ومصر وأميركا .. عن هدنة فلا تتحقق ،  وذلك لأن أسرائيل وضعت هدفا رئيسيا نصب أعينها ، وهو القضاء على حماس ، مع تغيير جغرافية وسياسة وحكم غزة المستقبلي - تاركين الأسرى لظروف المفاوضات / بعد حين ، بين الحكومة الأسرائيلية وحماس ! ، أما قادة حماس / الداخل ، الأخوين السنوار والضيف و .. ، فيقبعون بالأنفاق ، و قادة / الخارج ، خالد مشعل وأسماعيل هنية و .. ، فلا خوف عليهم ، لأنهم ينعمون بالسعادة والهناء والرغد / أموال وشركات ، مع سكن خمس نجوم ، وأولادهم في أمان - يتعلمون بأرقى الجامعات . والعرب فمتخصصون ببيانات الشجب والأستنكار والأستهجان - وبعضهم تحت الطاولة مع أسرائيل في حرب غزة - من أجل القضاء على حماس ..                                                                          أما أهل غزة ، فوحدهم يتلقون القنابل بصدورهم ك " مطحنة بشرية " ، نتيجة قرارات حماس الأنتحارية ! .   


11
                                      قراءة للآية 219 من سورة البقرة
أستهلال :
( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ / 219 سورة البقرة ) .. في هذا البحث المختصر ، سأسرد تفسيرا عاما للآية أعلاه - من المصادر المعتمدة ، ومن ثم سأستعرض قراءتي الشخصية ، متناولا مفردة الخمر دون الميسر .

الموضوع :                                                                                                                                 المحور الأول / الأثم :- " قل فيهما إثم كبير" فإنه يعني بذلك جل ثناؤه : قل يا محمد لهم فيهما ، يعني في الخمر والميسر إثم كبير . فالإثم الكبير الذي فيهما ما ذكر عن السدي فيما : حدثني به موسى بن هارون .. قال : ثنا أسباط ، عن السدي : أما قوله : " فيهما إثم كبير" فإثم الخمر أن الرجل يشرب فيسكر فيؤذي الناس . وإثم الميسر أن يقامر الرجل فيمنع الحق ويظلم . حدثني محمد بن عمرو .. عن مجاهد : " قل فيهما إثم كبير"  قال : هذا أول ما عيبت به الخمر . حدثني علي بن داود .. عن ابن عباس قوله : " قل فيهما إثم كبير " يعني ما ينقص من الدين عند من يشربها . والذي هو أولى بتأويل الآية ، الإثم الكبير الذي ذكر الله جل ثناؤه أنه في الخمر والميسر ، في الخمر ما قاله السدي زوال عقل شارب الخمر إذا سكر من شربه إياها حتى يعزب عنه معرفة ربه ، وذلك أعظم الآثام ، وذلك معنى قول ابن عباس .

المحور الثاني / المنافع :- وأما قوله " ومنافع للناس " فإن منافع الخمر كانت أثمانها " قبل تحريمها " ، وما يصلون إليه بشربها من اللذة ، كما قال الأعشى في صفتها . لنا من ضحاها خبث نفس وكأبة وذكرى هموم ما تفك أذاتها وعند العشاء طيب نفس ولذة ومال كثير عدة نشواتها وكما قال حسان : فنشربها فتتركنا ملوكا وأسدا ما ينهنهنا اللقاء وأما منافع الميسر فما مصيبون فيه من أنصباء الجزور ، حدثني موسى بن هارون .. قال : ثنا أسباط عن السدي : أما منافعهما فإن منفعة الخمر في لذته وثمنه ، ومنفعة الميسر فيما يصاب من القمار . حدثنا علي بن داود ، قال : ثنا أبو صالح .. عن ابن عباس : "ومنافع للناس" قال : يقول فيما يصيبون من لذتها وفرحها إذا شربوها . واختلف القراء في قراءة ذلك .         * نقل التفسير من موقع / القرآن ، وبأختصار .. ( أما ما ورد بالتفسير أعلاه بشأن تحريمها فلا يوجد نص يشير بذلك ) .

القراءة :                                                                                                                                    بداية ، أود أن أبين ، بأني سأعمد الى ترك جانبا ، ما فسره المفسرون ! ، لأنهم يفسرون ويرقعون ، وفق هوى معتقدهم ،أما قراءتي تعتمد على فحوى متن النص ، وبطريقة عقلانية ، بعيدا عن تأثير الأنتماء العقائدي .                                            1 . في الآية أعلاه ، نلحظ أن الذات الألهية كان غير واضحا ، فهو بين من أن الخمر بها " إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ " ! . بمعنى لم يأمر أو يوضح للمتلقي من أن الخمر آثمة أو نافعة ، بل وقف موقفا وسطيا / رماديا ضبابيا ! . وهذه البنية النصية ليست ألهية ! . لأن الله يقول أما نافعة أو ضارة . 

2 . هكذا هو النص القرآني ، غير واضح ، وكما قال علي بن أبي طالب ، القرآن " حمال أوجه " ، ومن موقع / أسلام أون لاين ، أنقل “ وأخرج ابن سعد عن عكرمة قال : سمعت ابن عباس يحدث عن الخوارج الذين أنكروا الحكومة فاعتزلوا علي قال : فاعتزل منهم اثنا عشر ألفا فدعاني علي فقال : اذهب إليهم فخاصهم وادعهم إلى الكتاب والسنة ولا تحاجهم بالقرآن فإنه ذوو وجوه ، ولكن خاصهم بالسنة” . أي أن النص القرآني يقبل أكثر من تفسير ، ويحتمل عدة تأويلات .         

3 . من جانب أخر أن الخمر ، كان محللا ، وكان كبار الصحابة يحتسوه ! . ومن موقع / القطرة ، أنقل التالي عن تعاطي عمر بن الخطاب شرب الخمر { لا شك في أن عمر بن الخطاب ، كان مدمنا على معاقرة الخمر في الجاهلية والإسلام ، أما في الجاهلية فقد اعترف بنفسه أنه من أكثر الناس شربا لها ! إذ ورد في مصادرهم : " إني كنت لأشربَ الناس لها - أي للخمر - في الجاهلية " ! ( كنز العمال ج5 ص505 ) . كما قال : " كنت صاحب خمر في الجاهلية أحبها وأشربها "! (البداية والنهاية لابن كثير ج3 ص101). } .
                                                                                               
4 . وحين كان أتباع محمد يأتون الصلاة وهم سكارى ، نزلت الآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ .. / 43 سورة النساء ) ، وحين لم يمتثلوا للآية ، جاءت آية أخرى ، ب " أجتناب الخمر " ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ / 90 سورة المائدة ﴾ ، فلم يكن هناك تحريم ، بل أجتناب ، ومعنى كلمة " أجتناب " وفق قاموس المعاني ، هو التالي : (  تَحَاشِيهَا ، تَجَنُّبُهَا ، تَلاَفِيهَا ، البُعْدُ عَنْهَا ) .
خاتمة :                                                                                                                                  ما أختم به القول ، هل النص القرآني خيير المسلم بين شربه للخمر ، وأشار الى منافعه ، وبين أجتنابه وعدد أثامه ! . أذا كان كذلك ، فسنكون أمام الآية / 219 من سورة البقرة - التي سبق ذكرها ، التي ستقاطع ما سبقها من آيات / التي تؤكد على أجتنابه ! . بمعنى أخر ، أكد هذا النص القرآني للمسلم ، الخيار بين شربه للخمر ، أو تركه .. أما النقطة المحورية المهمة ، أنه ليس هناك من نص واضح وجلي في تحريم الخمر أو في تعاطيه .. أي " أنه لا تحريم ألا بنص ".

12
                                             تساؤلات .. هل نهب أرث الرسول !

الموضوع :
1 . يقول الشيخ فرقد القزويني " ( 1963 - ) وهو رجل دين شيعي وخطيب حسيني عراقي ، ويعتبر من أعلام حركة إصلاح التراث الإسلامي والتعايش بين الاديان والمذاهب ، ينتسب لعائلة القزويني ، له العديد من المحاضرات - باللغة العربيَّة " ، يقول في محاضرة له / يمكن الأطلاع عليها على you tube ، ملخصها " أنه عندما مات النبي ، نهبوا أمواله من بيت أبنته / فاطمة الزهراء " - هذا وفق رواية الشيخ فرقد القزويني .. أكيد يقصد الصحابة من قام بالنهب ! .

2 . أما " أرض فدك " ، فملخصها ، وفق موقع / ويكي شيعة ( حادثة فدك ، من الوقائع التي حدثت بعد وفاة النبي ، فقد قام أبو بكر بمصادرة فدك التي وهبها النبي لابنته فاطمة الزهراء في حياته ، وذلك بعد نزول الآية 26 من سورة الأسراء . وقد احتج أبو بكر على فاطمة لمصادرة فدك بـحديث سمعه من النبي أنه يقول : " إنَّ الأنبياء لا يورثون " ، وأن ما يتركونه صدقة ، وقيل بأن هذا الحديث لم يروى إلا عنه ، كما احتجّ كل من فاطمة والإمام علي على أبي بكر بـالآيات القرآنية وسيرة المسلمين ، فاضطرت الزهراء بإحضار الشهود على ملكيتها لفدك ، ولكنه لم يُقبل بشهادة من أحضرتهم) .

3 . وملكية " أرض فدك " ، تراوح على أستغلالها العديد من المغتصبين ، بالرغم من حق ملكيتها لأبنة محمد فاطمة ( لقد مرت فدك عبر التاريخ بعدة مراحل كانت في يد أصحابها الشرعيين حينا وبيد غاصبيها حينا آخر ، فبعد مصادرتها من قبل أبي بكر ، وفي حدود سنة 30 هـ أعطى عثمان بن عفان فدك لـمروان بن الحكم .. وأخيرا - وبعد العديد من المنتفعين بها ، وفي سنة 248 هجرية أرجع الخليفة المنتصر العباسي فدك لأبناء الزهراء / نقل ملخصا من ذات المصدر السابق) .

القراءة :                                                                                                                                     يمكن أن نقرأ هذا الموضوع / أرث محمد ، من عدة محاور أو جوانب - أضافة لموضوعة فدك ، أورد أهمها في التالي :                                                                 * من مجريات الأحداث ، يظهر أن صحابة الرسول / أبو بكر وعمر ، كانا يضمران كرها وحقدا دفينا ، على آل بيت الرسول ، وبالتحديد على أبن عم الرسول علي بن أبي طالب ، وهذا يعزى الى خوفهم من توليه الخلافة بعد موت الرسول ، لذا برز هذا الحقد الدفين بعد موت محمد ، على أمر لا أعتقد يستحق كل هذا العناء / فدك ، وهما اللذان سارعا لأجتماع سقيفة بني ساعدة للسيطرة على الخلافة - وتولي أبو بكر الخلافة ، دون حضور علي / الذي كان مشغولا بتحضير محمد للدفن .                                                                                                             

* وأرى ، أن هذا الموقف ينعكس على موقف الصحابة من الرسول ذاته ، لأنه دليل على عدم وضع أي أعتبار للرسول ، فبدل الوفاء لأبنة محمد / فاطمة ، مارس عمر بن الخطاب ، عملا غير لائقا - وفق الرواية الشيعية ، فقد جاء في موقع / الحقائق الأسلامية - من كتاب « سليم بن قيس » ما حاصله ، التالي : ( طلب عمر بن الخطاب الحطب ، وجعله على الباب ، ثمّ احرق الباب ورفس الباب برجله وكانت فاطمة خلف الباب فعصرها بين الباب والجدار ، فقالت فاطمة : يا أبتاه يا رسول الله ، ثمّ ضرب عمر فاطمة بغمد السيف وركزه في جنبها ، فصاحت فاطمة ، ثمّ ضربها بالسوط على عضدها وكانت فاطمة تصيح : وا أبتاه . وحين وجأ عمر جنبيها نادت وا أبتاه . وحين ضرب ذراعها نادت يا رسول الله لبئس ما خلفك به ) ، وهنا لا بد لنا أن نعلق ، كيف لعلي أن يكتم هكذا أمر حصل لزوجه من قبل عمر ، وهو الفارس الذي لا يشق له غبار !.

* من جانب أخر ، أرى وجود تقاطعا في الموروث الأسلامي ، يتعلق بثروة الرسول ، فبعض المصادر تبين ، أن الرسول مات ودرعه مروهونا ! ، فقد جاء في موقع / الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الأسلامية / الأمارات ، التالي ( الحديث لا يتنافى مع المنطق العقلي إطلاقاً ، بل فيه من الحكمة والتسامح وسعة التعامل مع الغير ما يدهش العقول ، وهو ليس مدسوساً بل هو ثابت في صحيح السنة ؛ فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : « اشْتَرَى رَسُولُ اللَّهِ مِنْ يَهُودِيٍّ طَعَامًا بِنَسِيئَةٍ ، وَرَهَنَهُ ‌دِرْعَهُ») . ولكن المصادر تبين أن الرسول توفى عن ثروة هائلة .. ووفق مقال مسهب ل / عبد الرحمن عمر الخطيب - منشور على صفحته على الفيس بوك / مسند بمصادر معتبرة ، يبين تفاصيل تثير الأنتباه ، لثروة محمد ، من سراريه و أماء وعبيد وخدم ومتاع وبيوت .. وقد صنف هذه الأموال ضمن العناوين التالية ( * موالي النبي وسراريه وعبيده وإمائه . * دواب النبي : إبله ، و خيله ، وبغلته ، وحماره ، وغنمه . * أسلحة النبي : رماحه ، وسيوفه ، ودروعه ، وترسه ، وقِسيه ، وسهامه ، وراياته . * بيوت النبي وأثاثه ومتاعه . * لباس النبي . *  حماء النبي.  * صدقات النبي وأحباسه ) .. في المقال الوارد في أعلاه / لعبد الرحمن الخطيب ، أنه لم يذكر أي نقد أو ذهب أو حلي .. ! وهذا أمرا يثير الأنتباه ، فهل نهبت ! ، أم درجت لأزواجه ! ، أم حولت الى بيت المال ! . هذه مجرد تساؤلات ، لأنه ليس من المنطق ، أن كل مهور ونفقات زيجات الرسول ، ولم يبقي نقدا لديه ! .

* تساؤلات : أولا - لم فاطمة لم تطالب ببعض مما ذكر في أعلاه من أرث ، وأذا لم تطالب فاطمة ، فهل نالت فاطمة حصة منه ! . ثانيا - كيف للرسول مات مرهونا درعه ، وهو بهذا الغنى ! . ثالثا - أين ذهب هذا الأرث ! ، هل أغتصبه الصحابة / أبو بكر وعمر وغيرهم ، أم ذهب لباقي أزواج محمد . رابعا - هل ذهب لبيت المال . خامسا - هذا دليل يؤكد على أن الموروث الأسلامي موبوء ، بالكثير من التدليس والأخبار والمرويات الهلامية ، لأنه لم يعط الأجوبة لهكذا تساؤلات ! .

أضاءة :                                                                                                                                في خضم هذه الروايات من الموروث الأسلامي ، يتبين لنا ، أن موت محمد ، هي نقطة فاصلة تاريخيا في المعتقد الأسلامي ، وتوضح لنا : أن موت محمد تدلل بشكل لا يقبل الشك ، أنه بموت صاحب الدعوة ، أن الدعوة الأسلامية قد أنتهت . لأجله حتى آل بيت صاحب الدعوة ، تم التعامل معهم بشكل مهين وفظيع وشنيع / أستذكارا بمقتل الحسين ، ونحر رأسه في معركة الطف ، وتسميم الحسن .. وأما أرث محمد فيبقى مثيرا للكثير من التساؤلات ، ويظل مرقعا - تجميلا ، من قبل فقهاء الأسلام . أما ما تمخض من الدعوة المحمدية ، فهو فقط : أدامة الخلافة والحكم والسلطة ، تحت ظلال الأسلام .


13
                                      بين غلو التفاسير والمذاهب وبين عصرنة المعتقد 

1 . من الضروري أن نقر أولا ، أنه ليس من أجماع في تأويل أو سبب محدد وموضح ل" تفسير الآيات القرآنية " ، فالكل يدلي بدلوه وفق مذهبه وفرقته ومرجعيته .. ، وذلك لأن الرسول ذاته ، لم يفسر القرآن / سور وآيات ، ألا القليل منها ، وقد قال د . علي جمعة - مفتي جمهورية مصر السابق ، بهذا الصدد ، التالي ( إن القرآن الكريم لم يفسر كله على عهد رسول الله ، وإنما فسر لهم النبي  بعض الآيات التي أشكلت عليهم ، وبلغت نحو 200 آية فقط . وأضاف جمعة خلال لقائه ببرنامج « والله أعلم » ، أنه لو فسر الرسول القرآن لن نحيد عنه وسيكون كلامًا نهائيًا لا اجتهاد في تفسيره مرة أخرى / . نقل من موقع الجمهورية ) ، ولا بد لنا أن نبين الآتي : هل من وثيقة تؤكد أن الرسول قد فسر 200 آية فقط ، علما أن عدد آيات القرآن ، أكثر من هذا العدد بكثير ، وأصلا غير متفق على عددها ، ومن موقع / موضوع ، أنقل التالي بصدد عدد آيات القرآن ( اتّفق العلماء على أنَّ عدد آيات القرآن 6200 آية ، لكن تعدّدت آراؤهم ، فقالوا : 6204 آية ، ومنهم من قال : 6214 آية ، ومنهم من قال : 6225 آية ، ومنهم من قال 6236 آية .. ) .
* أي أن الرسول لم يفسر ألا اليسير منها ، وبقى جلها دون أي تفسير - عرضة للأجتهاد ، هذا أذا تأكد قول المفتي ! .   

2 . وحتى صحابة الرسول ، لم يكن لهم القدرة الفقهية ، على تفسير بعض الآيات القرآنية ، مثلا ( وَفَاكِهَةً وَأَبًّا / 31 سورة عبس ) ، فقد جاء في موقع / القرآن ، بصددها { وفاكهة ( يريد ألوان الفواكه ( وأبا ( يعني الكلأ والمرعى الذي لم يزرعه الناس ، مما يأكله الأنعام والدواب  ).. ومثله عن قتادة ، قال : الفاكهة لكم والأب لأنعامكم } . ولكن الصحابة قد عصي عليهم التفسير ، بينما فسره الاخرون . { وروي عن إبراهيم التيمي أن أبا بكر سئل عن قوله : " وفاكهة وأبا " فقال : أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم . وروى ابن شهاب عن أنس أنه سمع عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية ثم قال : كل هذا قد عرفنا فما الأب ؟ ثم رفض عصا كانت بيده وقال : هذا والله" لعمر الله التكلف " ، وما عليك يا ابن" أم " عمر أن لا تدري ما الأب ، ثم قال : اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب ، وما لا " تبين"  فدعوه } .
* الصحابة ، الذين كانوا مرافقين للرسول ، يجهلون معنى وتفسير الآيات / وهم الأولى بذلك ، فكيف للعامة أن يفسروها! .
* وللعلم أن كلمة أب سريانية ( في الأصل السرياني " أبَا " ومعناه : ثمرة الفاكهة الناضجة ، والفعل في الكلدانية القديمة " أبابا " أي أغلت الأرض وأثمرت { وفاكهة وأبا / 31 سورة عبس } - نقل من موقع رصيف 22 ) ولأجله جهل الصحابة والتابعين وقوم محمد تفسيرها ، وذلك لأنها سريانية ، وغير مستخدمة كمفردة في كلام العرب ، وكذلك باق الآيات . 
                           
3 . ولأختلاف أجتهادت تفسير الآيات القرآنية ، وكثرة التأويلات ، برزت العشرات من كتب التفاسير ، ومن أشهرها / وفق موقع المرسال ( جامع البيان في تفسير القرآن : المعروف بتفسير الطبري - تفسير الكشاف : او تفسير الزمحشري ، تفسير القرآن الكريم لابن كثير - تفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي .. ) ، والأشكالية ، أن عدد كتب التفاسير ، قد فاقت المتوقع ، فقد جاء في موقع / ملتقى أهل التفسير ، حول عددها التالي { وذكر من وجود 5000 تفسير لكتاب الله ( لعله يقصد أي جزء تفسيري ) ، وأن الموجود منها 500 . وهذا رقم كبير ، يدل على عناية علمائنا بكتاب ربنا ، ولم يتركوا جزئية أو مسألة إلا وألفوا فيها . وأن الموجود من التفاسير بما فيها القطع التفسيرية المطبوعة حتى الآن تقارب 200 }.  * وكالعادة شيوخ وفقهاء المسلمين ، يعللون ويرقعون ذلك بقولهم ، أن كثرة التفاسير هو ل "عناية علمائنا بكتاب ربنا ".

4 . وأشارة للأشكاليات في التفاسير ، يضاف أليها الخلافات العقائدية والفقهية والفكرية ، والظروف السلطوية والسياسية و التغيرات الزمكانية للواقع المجتمعي ، نشأت المذاهب الأسلامية { ومن بين مذاهب فقهية عديدة ، فإن المذاهب الفقهية الأربعة في أوساط أهل السنة هي الأكثر انتشارا وحضورا في العالم الإسلامي ، وهي على التوالي : المذهب الحنفي - الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت (80- 150هـ) ، والمذهب المالكي - الإمام مالك بن أنس (93- 179هـ) ، والمذهب الشافعي - الإمام محمد بن إدريس الشافعي (150- 204هـ) ،والمذهب الحنبلي - الإمام أحمد بن حنبل (164- 241هـ) }. * وهناك العشرات من المذاهب غير ما ذكر ، منها " مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن حزم ، الإمام زيد ، والمذهب الجريري والأوزاعي والظاهرية والثوري ويمكن أن نضيف المذهب الإباضي .. / نقل من موقع المكتبة الشاملة الحديثة ".
                                                                                                                                     
5 . وبالرغم من رأي أهل السنة والجماعة ، بأن الشيعة بالعموم / وينجر الأمر على المذهب أيضا ، هي بدعة دخيلة على الأسلام ، ووفق مقال محمد عبد الرحمن - موقع اليوم السابع ، جاء التالي ( يتفق علماء أهل السنة والجماعة قديمًا وحديثًا على أن التشيع أمر طارئ وغريب على الإسلام ، وأنه بدعة في الدين الإسلامي ، ولم يوجد في عصر الرسول ولا في عصر خليفتيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب .. ) . ولكن لشيوخ الشيعة رأيا أخرا ، حيث جاء في موقع / الشيخ محمد القطيفي ، التالي ( إن الذي تعتقده الشيعة الإمامية أن مذهب أهل البيت نشأ في عصر النبي الأكرم محمد ، وأن أول من وضع بذرته وغرسها وقام برعايتها والمحافظة عليها هو النبي . وكان ذلك من خلال النصوص التي كانت تصدر عنه وتشير إلى لزوم متابعة أمير المؤمنين علي ، وأن الملازمين له هم الفائزون يوم القيامة ، وأنه هو وأصحابه خير البرية ).                             * شيوخ تقول أن التشيع / وهذا ينجر على المذاهب الشيعية - أنه بدعة ، وشيوخ تقول أن التشيع وضع بذرته الرسول .

6 . في العقود الاخيرة ، برز تفسيرا جديدا للنص القرآني ، يعتمد على القرآن ذاته ، سميت هذه الجماعة بأهل القرآن ، رائد هذه المجموعة هو ، د . أحمد صبحي منصور " (1 مارس 1949 -) هو مفكر إسلامي مصري . كان يعمل مدرسًا في جامعة الأزهر ، لكنه فُصل في الثمانينيات بسبب إنكاره للسنة النبوية القولية ، وتأسيسه المنهج القرآني الذي يكتفي  بالقرآن مصدرًا وحيدًا للتشريع الإسلامي " والقرآنيون ، يبينون أن " الأحاديث مهما بلغت صحة سندها فهي ظنية الثبوت بإقرار الفقهاء ، و القرآنيون يرفضون  فهم الدين و بناء تشريعات دينية على مصادر ظنية .. / نقل من موقع سريالي " . * هنا ضربت مجموعة أهل القرآن الحديث والسنة معا بمقتل ، وأقتصر أمر التفسير لديها ، بأن القرآن يفسر نفسه بنفسه .                   
القراءة :                                                                                                                                 * أشارة لكل ما سبق في أعلاه ، يتضح أن للقرآن مئات الكتب من التفاسير ، وذلك لأن الرسول لم يفسر القرآن ألا اليسير منه ، وفي موقع أبن باز ، يبين ( كان الرسول يوضح لهم شيئًا كثيرًا ، وكان يقرأ عليهم القرآن ويبين لهم معناه تارة في المجالس ، وتارة في الخطب ، وتارة يقرئ عليه القرآن ، ما يحتاج الناس إليه ) .. والتساؤل هنا : كيف كان الرسول يقرأ لهم القرآن وهو " النبي الأمي " .. من جانب أخر ، أن أختلاف الأجتهادات وتعدد التفاسير ، فرقت المسلمين على عشرات المذاهب والفرق والجماعات ، الأمر الذي جعل الرسول أن يقول ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل : من هي يا رسول الله؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي.  وفي بعض الروايات:  هي الجماعة.  رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم ، وقال:  صحيح على شرط مسلم ) . وكل جماعة أو فرقة تقول : نحن الفرقة الناجية ! .
* مما سبق يتضح أن المعتقد الأسلامي والمسلمين معا ، لا زالوا في قوقعة الماضوية القبلية ، لم يخرجوا منها طوال القرون الماضية ! . ولا زال المتأسلمين / أحزابا وجماعات وشيوخ ودعاة .. يؤمنون بأن الأسلام صالح لكل زمان ومكان . والأسلام أصلا خرج عن نطاق الزمان والمكان ، وعن التاريخ والتحضر ، وبقى لوحده يصارع أشكاليات متعاقبة ! .
* الختام :                                                                                                                                شيوخ ورجال ومفكري ودعاة المعتقد الأسلامي  ، يحاولون دوما أنتاج وأستحضار الأسلام الماضوي ، غافلين أن الأسلام يحتاج الى عصرنة المعتقد - نصوصا وسننا وأحاديث ، بغض النظر عن التفاسير والتأويل وأسباب النزول ، وذلك حتى يواكب المعتقد ، العصر والتمدن المجتمعي ، ولا يحتاج المعتقد لتهذيب أو أصلاح الخطاب الديني / كما يشاع ! - كي يكون مقبولا . كما أن المعتقد الذي سبت في شرنقته دهرا من الزمن ، ستخنقه الشرنقة .. نقطة رأس السطر .     

14
                                              قراءة للأسلام كأيدولوجية .. وجهة نظر

بعيدا عن الأسلام كمعتقد ، وما يضم من أركان - وهي ( جاء في حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب قال : سمعت رسول الله  يقول : (( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد ارسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت، وصوم رمضان )) رواه البخاري ومسلم / نقل من موقع أسلام أون لاين ) . ولكن ، من جانب أخر ، أن للأسلام أيدولوجية ونهج وغاية ، وأرى أن هذه المضامين تجعل من الأسلام ، أن يتمثل في بعض المحاور ، من أهمها التالي :
1 . الأسلام يغري أتباعه أو معتقديه ، بحلم أخروي ، مملوء بأسطرة خيالية ، لا تخطر على بال ! . وهو " حور العين "  ، ولكنه يشترط لتحقيق هذا الأمر ، أن يجاهدوا - وفق النص القرآني ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ / 74 سورة الأنفال ﴾ . والرسول في أحاديثه ، أيضا حث على الجهاد ، بحديثه ( جاهِدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم / صحيح : رواه أبو داود ) ، وهذا الشهيد ، المقتول من هذا الجهاد ، يمنح حور العين في الجنة ( فقد جاء في الحديث أن الشهيد يزوج من الحور العين ، وفي رواية الترمذي:  ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين / نقل من موقع أسلام ويب ) .. ومن موقع / الأسلام سؤال وجواب ، أنقل وصفا مختصرا لحور العين { قوله تعالى في ذكر جزاء أهل الجنة : ( وَحُورٌ عِينٌ . كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ / 22 ، 23 سورة الواقعة ) ، قال السعدي : أي : ولهم حور عين ، والحوراء : التي في عينها كحل وملاحة ، وحسن وبهاء ، والعِين : حسان الأعين وضخامها ، وحسن العين في الأنثى من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها .. } .                                                                                         * أي أن الوضع هنا ، هو أن تقتل في سبيل غاية أسلامية /  وهي تأكيدا ضد الأنسانية ، مثلا حادثة مذبحة المصلين في كنسية سيدة النجاة في بغداد سنة 2010 ، وهم يصلون لله . فالقتلة / وفق الأيدولوجية الأسلامية لهم الجنة ، وسيمنحون حورالعين لقاء هذا العمل الأجرامي . وجدلا : هذا الوضع لا ينطبق مثلا - على المجاهدين أنسانيا أو أجتماعيا أو علميا ..

2 . الأسلام تسييس ، وتمخض منه جماعة الأخوان المسلمين ( الإخوان المسلمون ، هي جماعة تصف نفسها بأنها " إصلاحية شاملة"  ، أسسها حسن البنا في مصر عام 1928م كحركة إسلامية وسرعان ما أنتشر فكر هذه الجماعة ونشأت جماعات أخرى تحمل فكر الإخوان في العديد من الدول ووصلت الآن إلى 72 دولة تضم كل الدول العربية ودول أسلامية وغير إسلامية في القارات الست ) . أني أرى .. أن نشوء حركة الأخوان المسلمين ، تعتبر حقبة فاصلة في تاريخ الأسلام السياسي . لأنها صبغت الأسلام بالسياسة والسلطة والحكم . أما الجماعة فأنتشرت في البلدان العربية والأجنبية ، وتغلغلت في مفاصلها الأدارية والسياسية . وتضم الجماعة نخبة مميزة من الكوادر العلمية ، كالأطباء والمهندسين والأداريين .. أضافة الى رجال الأعمال والصناعيين ورهط من الدعاة - ويلتف حولها العامة من الشعب . الحركة ترفع الأسلام كمظلة لها ، وفي حراكها تتبع المبدأ الميكافيلي " الغاية تبرر الوسيلة " ، وذلك من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها . أن الحركة عملت على أخونة الكثير من الدول منها : تركيا ، قطر ، مصر و تونس .. وبذلت الجماعة كل طاقتها من أجل السيطرة على الحكم في مصر ، عام 2011 - 2012 . والطامة الكبرى ، أنه لو أستمر حكم الأخوان في مصر لدمرت مصر حضاريا وأجتماعيا ، وبالرغم من كل هذا ، بقى الطابع الأخواني هو المهيمن على مصر / من نقاب وحجاب وتدين وأنتشار الدعاة والفتاوى ..                                                                     * يتبين لنا من كل ما ذكر ، في أعلاه ، أن حركة الأخوان المسلمين غايتها الأيدولوجية : السلطة والحكم ، مع أخونة الدولة مؤسساتيا هذا من ناحية ، والمجتمع من ناحية أخرى .. وتأخذ الجماعة المعتقد ، كواجهة أعلامية لحشد المجتمع . 
 
3 . وسعت الأيدولوجية الأسلامية بفرض توسعها الأفقي / بين عامة المجتمع الغربي ، وبذات الوقت تطور الوضع رأسيا أيضا / في المراكز الحكومية الحساسة العليا ، وهذا تطور نوعي ومهم . وأول مؤشر هو فوز أوباما برئاسة أميركا ( باراك أوباما ، واسمه الكامل باراك حسين أوباما الابن 1961 - ، هو الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الاميريكية
 من 2009 وحتى  2017، وهو أول رئيس من أصول أفريقية أسلامية يصل للبيت الأبيض ) . وكذلك فوز عمدة لندن خان - للمرة الثانية ( فاز مرشح حزب العمال ، صادق خان ، بانتخابات عمدة لندن ، على منافسه شون بيلي ، مرشح حزب المحافظين الحاكم - بولاية ثانية . وكان عضو مجلس العموم السابق أول مسلم / من أصل باكستاني ، يصبح عمدة لمدينة في الاتحاد الأوروبي ، عندما انتخب للمنصب في 2016 / نقل من موقع بي بي سي ) . وكذلك ، لأول مرة يصبح مسلما رئيسا للحزب والحكومة في أسكتلندا ( أعلن الحزب القومي الأسكتلندي ، اختيار وزير الصحة الحالي حمزة يوسف زعيما له ليكون خلفا لنيكولا ستورجن التي أعلنت استقالتها من زعامة الحزب وبالتالي رئاسة الحكومة ، وليصبح بذلك أول رئيس وزراء مسلم في أسكتلندا. ويعد حمزة يوسف 37 عاما ، واحدا من كبار الوزراء في أسكتلندا وأحد النواب الأكثر شهرة في الحزب القومي الأسكتلندي ، ويمثل مدينة غلاسكو في البرلمان الأسكتلندي/ نقل من موقع الجزيرة .) .
" أكد مجلس الشيوخ الأميركي بفارق صوت واحد تعيين محامية الحقوق المدنية نصرت تشودري بمحكمة الدائرة الشرقية الجزئية في نيويورك ، مما يجعلها أول قاضية اتحادية مسلمة في الولايات المتحدة.  نقل من موقع سكاي نيوز 16.06.2023 " .
* أعتقد أن هذا الأمر ، هو تطور نوعي لدور وأنتشار الأسلام كأيدولوجية في الغرب ، وهذا الوضع أراه غربيا - نعم أن الدول الغربية بعيدة كل البعد عن تأثير ودور الدين والمعتقدات على تبوأ المناصب ، ولكن ليس بهذه المواقع الحساسة ، وبهذه السرعة ، وأكيد أن هذا التطور لا يأتي من فراغ ! ، فكيف لرئيس لحكومة أسكتلندا ، أن يكون شابا يافعا ملتحيا - بعمر 37 سنة ! ومسلما ، ولا يملك خبرة هائلة أو مميزة ، في أي وظيفة رئاسية / بالرغم من كونه وزيرا للصحة ، وهي وزارة غير سيادية - كالخارجية أو الداخلية .. خلاصة الأمر : من المؤكد أن هذه المواقع القيادية للمسلمين ، ستغير الكثير من الأمور المستقبلية لأيدولوجية التركيبة الوظائفية الحكومية ، حيث أصبحت منفتحة على المسلمين / بشكل محدد .

خاتمة :                                                                                                                                        سائل يسأل : هل الأسلام دين ومعتقد ، أم أنقلب ، أضافة لكل ما سبق الى " أيدولوجية " ، لها أهداف وغايات ، يراد أن يكون لها دورا في المجتمع الغربي / لأنهم لم يكتفوا بالعالم العربي ، الذي قد يقيد من تحركهم ، أما في الغرب ، فكل شي متاح / لمساحة الحرية للجيل الوافد ، خاصة أذا حصل الفرد على الجنسية .. أني أرى : ان الأسلام تطور الى معتقد أيدولوجي ، وليس دينا فقط ! . من جانب أخر ، أرى ، أنه لا بد من وجود " قوى خفية في الدولة العميقة " ، تعمل على بروز شخصيات محددة دون غيرها !! . ولأجله سنرى في العقود القادمة ، تغيرات جوهرية في الكثير من البلدان الغربية ! ، وأن غدا لناظره لقريب . 

15
                             قراءة لحديث " طواف الرسول على نسائه .. "
مقدمة :                                                                                                                                             سوف أسرد قراءة لحديث رسول الأسلام ( أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ كانَ يَطُوفُ علَى نِسائِهِ في اللَّيْلَةِ الواحِدَةِ ، وله يَومَئذٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ . " الراوي : أنس بن مالك ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري - خلاصة حكم المحدث :  صحيح " ) .
الموضوع :                                                                                                                            سأستعرض شرحين للحديث أعلاه ، (أ) فمن موقع / الدرر السنية ، أورد التالي ( ضَربَ النَّبيُّ المَثَلَ الأَعلى في العَدلِ بيْنَ زَوجاتِه ، وتنظيمِه للعلاقاتِ الأُسَريَّةِ عند تعَدُّدِ الزَّوجاتِ ، وكانَ يعُطي كلَّ ذِي حقٍّ حقَّهُ ، ولا يَتعلَّقُ قلْبُه بشَيءٍ مِن أمْرِ الدُّنيا ولا يَشغَلُه عن ربِّهِ . وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ : أنَّ النَبيَّ كانَ « يَطوفُ عَلى نِسائِهِ في اللَّيْلةِ الواحِدَةِ » ، فيَدورُ عليهِنَّ جَميعًا للجِماعِ والمُعاشَرةِ مُتَتالياتٍ في لَيلةٍ واحدةٍ ، وفي روايةٍ للبُخاري: « يدورُ على نسائِه في السَّاعةِ الواحِدةِ مِنَ اللَّيلِ والنَّهارِ ، وهن إحدى عَشرةَ » . وكان الرسول يفعَلُ ذلك كُلَّه بغُسلٍ واحدٍ ، كما في روايةِ مُسلمٍ ، أي : لم يجَدِّدِ النبيُّ غُسْلَه في كُلِّ مرَّةٍ لكُلِّ امرأةٍ . وفي روايةِ أبي داودَ مِن حديثِ أبي رافعٍ : « أنَّ النبيَّ طاف ذاتَ يومٍ على نسائِه ، يغتسِلُ عند هذه وعند هذه » ، قال : قلتُ له : يا رسولَ اللهِ ، ألا تجعَلُه غُسلًا واحدًا ؟ قال :« هذا أزكى وأطيَبُ وأطهر » هذا يدُلُّ على أنَّ الرسول فعَلَ الأمرَيْنِ في وقتَيْنِ مُختلفَيْنِ ؛ لبيانِ الجوازِ فيهما ، والتَّخفيفِ على الأُمَّةِ ) .
(ب) ومن موقع / الأسلام سؤال وجواب ، أستعرض التالي (  في الحديث دلالة على أن وقوع ذلك الأمر من  أن النبي كان في ساعة واحدة من الليل أو من النهار ، وذلك لأنه " قد أوتي قوة ثلاثين من الرجال " في هذا الباب ، فأين الخلل إذن ؟!
وقد ذهب القاضي أبو بكر بن العربي أن هذه الساعة كانت له بعد العصر ، بعيدا عن القسم بين نسائه . قال ابن العربي في "عارضة الأحوذي" (1/230) :" وكان الله سبحانه قد خصه في النكاح بأشياء يأتي بيانها إن شاء الله ، لم يعطها لغيره ، منها تسع زوجات في ملك ، ثم أعطاه ساعة لا يكون لأزواجه فيها حق ، مقتطعة له من زمانه ، يدخل فيها علي جميع أزواجه فيطؤهن أو بعضهن ، ثم يدخل عند التي الدور لها ، ففي كتاب مسلم عن ابن عباس أن تلك الساعة كانت بعد العصر ، فلو اشتغل عنها لكانت بعد المغرب أو غيره ، فلذلك قال في الحديث :" في الساعة الواحدة من ليل أو نهار") .
القراءة الأولية :                                                                                                                           في هذا الصدد سأعلق على بعض فقرات شرح الفقهاء الأولين للحديث أعلاه ، التي تستوجب التوقف عندها ، وبكل تجرد :                                                  * من حيث أن الرسول ، كان عادلا بين زوجاته .. فأن هذا الأمر لم يكن صائبا ، لأن الرسول كان يحب زوجه عائشة أكثر من الباقين . والتأكيد على ذلك ، فقد جاء في من موقع / أسلام ويب ، التالي ( أن رسول الله كان يحب عائشة أكثر من حبه لغيرها ، بل هي أحب الناس إليه ؛ وعن عمرو بن العاص ، أن رسول الله بعثه على جيش ‏ذات السلاسل فأتيته فقلت:  من أحب الناس إليك ؟ قال : عائشة ، فقلت : ثم من الرجال ؟ ‏قال أبوها ، قلت : ثم من ؟ قال : عمر ، فعد رجالاً.  متفق عليه).                                                                                                           * أن الحديث أشكالي - من أن الرسول كان يطوف على كل زوجاته في الليلة الواحدة ! .. التساؤل هنا : هل كان للرسول مرافق أو مراقب أو متعقب / عن كثب ، يعلم من أن الرسول كان يطأ كل زوجة حين يزورها ، من جانب ثاني ، قد أختلف الرواة ، في " هل كان يطأهن بغسل واحد ، أم لا ! " . حيث أن في روايةِ أبي داودَ مِن حديثِ أبي رافعٍ : « أنَّ النبيَّ طاف ذاتَ يومٍ على نسائِه ، يغتسِلُ عند هذه وعند هذه » ، من جانب أخر ، كيف يعلم رواة الحديث من أن الرسول يطأ ويغتسل ، أم يطأ ولا يغتسل ، هل كان راوي الحديث يرافقه في هكذا أمر . وأي تخفيف يحصل لهكذا أمر / الغسل ، عن الأمة ! .                                                                                                                                    * أما من حيث أن الرسول " قد أوتي قوة ثلاثين من الرجال " .. فهذا الأمر من مخيال المحدثين والرواة ، ولو كان كذلك لوطأ نسائه العشرة ، كل منهن ثلاث مرات ! / لأن كان لديه قوة ثلاثين رجلا . أما القاضي أبو بكر بن العربي في "عارضة الأحوذي" (1/230) الذي قال : " وكان الله سبحانه قد خصه في النكاح بأشياء يأتي بيانها إن شاء الله ، لم يعطها لغيره " . هنا أرى وجود أمرا مثيرا للأستغراب ، هل الله يختص بمنح أنبيائه القوة الجنسية ، أم أن الله يلهم أنبيائه الحكمة والرشد.                         * في زخم هذا الأنغماس الجنسي ، أكان لمحمد وقتا ، لكي يتوظأ ويصلي / وهناك خمس صلوات ! . وهل أمر الطواف كان يتكرر يوميا / بالطبع عدا أيام الغزوات ! . لأن ذلك علميا - فسيولوجيا ، لا يصح ! ، ألا لو كان لدى الرسول ، أكثر من غدة بروستاتا ، " وتُفرز غدة البروستاتا وغيرها من الغدد الجنسية السائل الذي تنتقل الحيوانات المنوية من خلاله عند القذف ( السائل المنوي ) / نقل من موقع مايو كلينك " .
 . وتساؤل أخر كيف كان محمد يشبع رغباته الجنسية / التي هي بقوة ثلاثون رجلا ، عندما كان متزوجا من زوجة واحدة - وهي خديجة بنت خويلد ! / وهي تكبره ب 20 سنة .. هذه مجرد تساؤلات ، تحتاج الى أجوبة .
القراءة الشخصية :                                                                                                                     1 - يقول أبن خلدون " ينبغي علينا أعمال العقل في الخبر " ، فأي عقل ممكن أن يستوعب حديثا ، يكون فيه الله واهبا رسله للقوة الجنسية ، ، وأي عقل يمكن أن يقبل نبيا يطوف على نسائه / تاركا أمور الدين و الصحابة و الرعية .. أن هذا الحديث يخلق أشكالية أخلاقية ، لله ولمحمد في ذات الوقت ، فليس هكذا تكون قدسية الله ومقام الأنبياء ! .                                                                           2 - الموروث الأسلامي معبأ بل موبوء بهلوسات الرواة والمحدثين ، وذلك بقصص وروايات خارج نطاق العقل والوعي .                       3 - أستطيع القول ، أنه في مجتمع قبلي ، سطحي و جاهل ، همه الغزو والغنائم والسبي ، وتسيطر عليه الهموم الجنسية ، من الممكن أن تنطلي عليه ، مثل هكذا أحاديث ! . 




16
                                       أضاءة في موضوعة " الأحاديث النبوية "

بداية ، لا يمكن أن يشمل مقالا مقتضبا لموضوع الأحاديث ، كل ما يلم ويخص بالأحاديث النبوية ، وذلك لأنه موضوع مسهب ومعقد وشائك ، وله مصادر متعددة ، وبعضها متضارب ، بل متناقض .. ومن ثم ، سأسرد مجرد أضاءة ، بوجهة نظر شخصية وعقلانية .
 
الموضوع :                                                                                                                                   1 . هناك تصنيفات متعددة للأحاديث النبوية ، منها من تصنف الأحاديث على أساس : ما هو صحيح أو حسن أو ضعيف . وهناك تقسيمات أخرى للأحاديث منها : أحاديث التواتر ( المنقولة بالتواتر من جماعة عن جماعة عن جماعة .. عن الرسول ) ، أما أحاديث الآحاد - خبر الآحاد : فهي ( المنقولة عن فرد ..عن جماعة .. عن فرد .. عن الرسول - أو -  فرد عن فرد .. عن فرد .. عن الرسول ) . ويقسم حديث الآحاد الى : الحديث العزيز . الحديث الغريب . الحديث المشهور . ووفق موقع / موضوع ، يبين حول مدى قبول حديث الآحاد ( أجمع معظم علماء الفقه وأهل العلم الشرعي على أن " أخبار الآحاد " المروية من الثّقات والعدول على قبوله وأنه حُجّةٌ يجِبُ العلمُ والعملُ به ، وذلك إن لم يأتِ حديثٌ متواتر آخر أو أثرُ أو إجماع يخالفه ) . علما أن هذا الأجماع عند البعض غير ملزم .                                                                                                                                       2 . ومن أشهر كتب الأحاديث ، هو صحيح البخاري - أنقل ملخصا عنه ( كتاب الجامع الصحيح المسند للإمام البخاري ، وقد اتفق جمهور العلماء على أنه أصح الكتب بعد كتاب الله / أي القرآن ، وقد جمعه البخاري في 16 سنة ، وكان لا يثبت حديثاً فيه مع توفر شروط الصحة فيه إلا اغتسل قبل ذلك وصلى ركعتين ، واستغفر الله تعالى ، وتيقن صحته . وقد قال : خرجته من نحو 600 ألف حديث .. وأما عدد أحاديثه 7275 ، إلا أن ابن حجر تعقبهما ، وتتبع البخاري بابا بابا وحديثا حديثا .. والخالص من ذلك بلا تكرار 2602 حديثا . وإذا أضيف إلى ذلك المتون المعلقة المرفوعة وهي 159 حديثا ، فمجموع الأحاديث تصبح : " 2761 حديثا " .. / نقل بأختصار من موقع أسلام ويب ) .
3 . وللأسترسال بالموضوع قليلا ، نود أن نبين أن أحاديث التواتر ، يختلف عددها ، بأختلاف الفقهاء والأئمة والمصادر :                     أ - ( أكثر ما جمع العلماء من الأحاديث التي قيل عنها متواترة هو زهاء 300 حديث ، جمعها العلامة المحدث المغربي الشهير محمد بن جعفر الكتاني في كتابه : " نظم المتناثر من الحديث المتواتر " وبالطبع فليس كل ما جمعه بمتواتر! ، وأيضا الإمام السيوطي في كتابه " الازهار المتناثرة في الاحاديث المتواترة " جمع فقط ما يزيد على 100 حديث متواتر ، وبعض العلماء المدققين قالوا بأن المتواتر لا يزيد على 30 الثلاثين حديثاً لا غير ، وهذا يعني أن كل ماليس بمتواتر فهو آحاد ، ومن المعلوم أن ثبوت أحاديث الآحاد ظني حتى لو كان متفقا عليه في الصحيحين ، فيبقى ثبوت مثل هذه الاحاديث غير قطعي ولا جازم . الـنتيجـة أن 99% أحاديث ظنية : وعلى هذا فلو أخذنا على العدد المتوسط من المتواتر وهو حوالي (100) حديث على رأي الامام السيوطي في كتابه " الازهار المتناثرة .. " مقارنة بما ورد من الأحاديث كلها دون المكرر وهي زهاء (11000) ، يتبين لدينا أن نسبة المتواتر من الحديث لا تجاوز 1% فقط وأن نسبة الاحاديث الآحاد الظنية حوالي 99% .. ) وفق هذا المصدر ، أن عدد الأحاديث يغاير عما ذكر في صحيح البخاري ، التي حددت ب 2761 حديثا.                                                                                                                          ب - موقع أخر يقول قولا أخرا ( أن عدد الأحاديث المتواترة عديدة وكثيرة ولم يتمكن العلماء من حصرها بشكل كامل.  فبعض العلماء قال إن عدد الأحاديث المتواترة ومنها اللفظية 80 حديثا ، بينما قال بعض العلماء أن عدد الأحاديث المتواترة اللفظي وصل الى 320 حديثاً وذلك على اكثر الاحوال.  / نقل من موقع حديث شريف ) . بينما في موقع / المحيط ، يشير خلاف ذلك( في صحيح البخاري ومسلم يضم 110 حديث متواتر ، ومن أشهر كتب أحاديث التواتر كتاب الأمام السيوطي ). 

القراءة الأولية :                                                                                                                                أولا - بداية من الضروري أن نبين ، أن محمدا رسول الأسلام قد توفى سنة 11 هج ، بينما الأمام البخاري قد توفى سنة 256 هج ، أي هناك بينهما حقبة زمنية ، تمتد لحوالي قرنين ونيف ! ، وهذا يجعل من نقل الخبر ، شبه مستحيل ، أذا لم يكن مستحيلا ، وذلك لتغير الظروف المجتمعية والزمكانية ، وقد توفى خلال هذه الحقبة بين الرسول والبخاري ، كل من حفظ أحاديث الرسول ، من الصحابة والتابعين وأحفاد .. أحفاد التابعين ! . فمن أي مصدر نقل البخاري الخبر ! .                                                                ثانيا - أما قضية أن البخاري قد غربل أحاديثه من 600 ألف حديثا ، فهذا الرقم خيالي ، لما يحتاجه من الوقت المستغرق في القراءة والفرز ! ، أما قضية " وكان لا يثبت حديثاً فيه مع توفر شروط الصحة فيه إلا اغتسل قبل ذلك وصلى ركعتين ، واستغفر الله تعالى ، وتيقن صحته " ، فهذا فيض من المخيال عند البخاري ، لما يحتاجه من جهد ، والقضية الأخرى هي " الأغتسال " فهي أمرا يستحيل تصديقه ، لأن الوضع يعتمد في حالة توفر الماء من عدمه ، في بيئة تفتقر أصلا للماء .                               ثالثا - وقد وجهت الكثير من النقد الى صحيح البخاري منها ، وفق موقع / ويكي شيعة ، أنقل بعضا منها ( 1 . وجّه علماء الشيعة النقد للبخاري ؛ لأنَّه لم ينقل الأحاديث عن أئمة الشيعة وأبنائهم في صحيحه ، مع أنه عاصر على الأقل اثنين منهم كالإمام الهادي والإمام الحسن العسكريّ ، إلاّ إنه ذكر بعض الأحاديث عن أمير المؤمنين علي والإمام الحسن المجتبي والإمام الباقر . 2 . تعارض بعض أحاديث صحيح البخاري مع آيات القرآن / كحديث " لن ينجي أحداً منكم عمله " وقالوا : أنه يدل على الجبر الذي نفاه القرآن . 3 . معارضة بعض أحاديث صحيح البخاري للعقل /  كحديث " سحر النبي " وحديث " كلام الذئب والبقرة ".. ) . 

القراءة العقلانية :                                                                                                                         * لقد قيل الكثير مدحا وقدحا في صحيح البخاري ، فمنهم من صنف " الصحيح " ، بأنه أصح كتاب بعد القرآن ، ومنهم من فند وأنتقد ودلس وكذب مضمونه . الذي يشغلني هو التالي : من 600 ألف حديث ، فرز البخاري ، ما مجموعه 7275 حديثا ، وبتتبع وفرز أبن حجر خلص الى 2761 حديثا . الملاحظة الأولى ، هو الأنخفاض الحاد في هذا الفرز - من 600 ألف الى 2761  حديث ، فهذا وضعا يثير الأنتباه والشك ! . وتساؤل موضوعي أخر يطرح نفسه ، عن مقدار أختلاق الأحاديث عن الرسول التي وصلت الى 600 ألف حديث ! . ومن جانب أخر / فيما يتعلق بفرز الأحاديث ، من يفتي بأن ما فرز أليه من الأحاديث مؤخرا ، كان هو الصحيح ! ، ومن يقول بأن ما أهمل من الأحاديث كان هو الخطأ ! .                                                        * الأمر الأعقد والأكثر تساؤلا ، هو عدد أحاديث التواتر ، التي لم يتفق على عددها ، والتي من المنطق أن تكون هي الاحاديث الأصح في البخاري ! . وعددها يترواح من 320 الى 30 حديثا / حسب أختلاف الروايات ، وهذه أشكالية كارثية . وبالرغم من ترقيع الأئمة والفقهاء ، بوجوب أتباع أحاديث الأحاد ، وفق محددات ( أجمع معظم علماء الفقه .. واهل العلم الشرعي على أن " أخبار الآحاد " المروية من الثّقات والعدول على قبوله وأنه حُجّةٌ يجِبُ العلمُ والعملُ به ، وذلك إن لم يأتِ حديثٌ متواتر آخر أو أثرُ أو إجماع يخالفه ) . ولكن المنطق يقول أن أخبار الأحاد غير واجبة الألتزام بها ، من جانب أخر ، ووفق الأمام السيوطي أشار ، بأنه في صحيح البخاري ومسلم يضم 110 حديث متواتر ، وهذا يشكل أمرا كارثيا أخرا ، يدلل بأن من مجموع أحاديث البخاري البالغة / 2761 حديثا ، هناك فقط 110 حديثا منها ، يمكن القول بأنها منسوبة للرسول / هذا على سبيل الجدل ، وما خلا ذلك بأجمعه هي أحاديث ظنية ! .                                                                                                        * نقطة أخرى ، عجبا هل يستحق هذا الكتاب - صحيح البخاري ، كل هذا الأهتمام ، علما أنه لا توجد أي نسخة منه بخط يد البخاري ذاته ! ، وقد جاء في موقع اليوم السابع / مقال لعبدالرحمن حبيب ، يشير به لنسخة جامعة برمنجهام ( وتعود المخطوطة إلى القرن الرابع الهجري ، أي بعد عشرات السنين من وفاة البخاري الذى توفي عام 256 هجرية ، وهي نسخة الإمام محمد بن أحمد المروزي ، الذي ولد سنة 301 هجرية وتوفي سنة 371 هجرية ، وقد سمع صحيح البخاري من شيخه الفربري عام 318 هـجرية ، وسمع الفربري الصحيح من البخاري سنة 252 هجرية ) . فهنا أيضا سوف نرجع الى أحاديث الآحاد ، حيث أن النسخة ذات العلاقة ، منقولة من المروزي - ثم الفربري ، وسمع الأخير من البخاري ، أي أيضا من فرد الى فرد .. ثم البخاري ، وليس من تواتر في الأمر . أذن ليس من مصداقية في " نسخة أحاديث البخاري " لأنها نقلت كما تنقل أحاديث الآحاد .. والذي يزيد في موضوع الشك في مصداقية البخاري هو مجهولية أصله ونسبه ودين أجداده ، فبخصوص نسبه وأصله ( حيث أختلف المؤرخون في أصله ، فمنهم من قال أنه عربي ، ومنهم من قال فارسيا وأخرين قالوا أنه تركيا ) . أما دين أجداده " جدّه الأكبر بردزبه كان فارسي الأصل ، الذي عاش ومات مجوسيّاً / هذا منقول وفق رواية أبي أحمد بن عدي الجرجاني في كتاب الكامل " .

أضاءة :                                                                                                                                   1 . أضافة لكل ما سبق ذكره ، هناك بعض الأئمة تنفي وجود حتى الأحاديث المتواترة ، وهذا الأمر يقودنا الى الأعتقاد أن كل أحاديث الرسول ، هي أحاديث أحاد . ففي صحيح بن حبان / الإمام أبو حاتم بن حبان البستي المتوفى سنة ٣٥٤هـ ، يبين أن كل أحاديث الرسول ، هي أحاديث أحاد ( .. فأما الأخبار : فإنها كلها أخبار أحاد ، لأنه ليس يوجد عن النبي خبر ، من رواية عدلين ، روى أحدهما عن عدلين ، وكل واحد منهما عن عدلين ، حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله ، فلما استحال هذا وبطل ، ثبت أن الأخبار كلها أخبار آحاد ، وأن من تنكب عن قبول أخبار الآحاد ، فقد عمد إلى ترك السنن كلها ، لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد / نقل من موقع جامع الكتب الأسلامية ) .                                                                    * وهذا يعني أن كل ما نقل من أحاديث عن الرسول ، كلها ظنية ومشكوك فيها ، لأنها أحاديث أحاد ! .. وهذا الأمر من جانب أخر ، يبرز أشكالية معقدة في صحة الموروث الأسلامي ، المنقول ألينا عبر حقب زمنية متعاقبة ! .
 2 . خلاصة الأمر ، ماذا قدم لنا صحيح البخاري ، بعد حوالي 12 قرنا ، من الأطلاع على صحيحه ، هذا أن صح حقيقة وجوده ! . هل قلل من عنف وأرهاب آيات السيف ، هل ألغى عددا من آيات الجهاد ، هل حجب بأحاديثه من موضوعة السبي والجزية ، هل شجع على قبول الأخر .. كل هذه التساؤلات وغيرها أجابتها هي : بالتأكيد " لا " . ومن جانب أخر ، هل منح صحيح البخاري ، وجها حضاريا للأسلام ، كل هذه المواضيع والتساؤلات وغيرها ، من الضروري محاولة الأجابة عليها ، من قبل فقهاء وأئمة وشيوخ المسلمين ، لنتيقن أين نقف نحن / مسلمين وغير مسلمين ، من العقيدة الأسلامية ! .

17
                        قراءة .. بين قرآن محمد ومصحف عثمان ومصحف اليوم 

الكثير من التساؤلات تتراكم في العقلية الحداثوية ، يضاف لهذا التراكم زخم الشك الديكارتي ، عن مطابقة المصحف الذي بين أيدينا ، ومدى أختلافه عن قرآن محمد بن عبدالله ، أو مدى مطابقته لمصحف الخليفة عثمان بن عفان .. هذه القراءة ، هي من وجهة نظر شخصية .
الموضوع :                                                                                                                                 * وفقا للعقيدة الأسلامية ، أن الله قد تكفل بحفظ القرآن بنفسه فقال : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ / 9 سورة الحجر ) .. ولكن ، لا يمكن للمطلع أن يستوعب كيف لله ، من سابع سماواته ، أن يحفظ القرآن الموجود على الأرض ! / لدى البشر . ولو كان الأمر كذلك ، فهل الله حافظ أيضا على التوراة والأنجيل ! .                                                                          * القرآن في بواكيره ، كان محفوظا في قلب محمد ( وبعد إنزاله أودعه الله في قلب رسوله ، واستودعه في قلوب أمته ، وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص .. / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) . التساؤل : كيف لمحمد الأمي - وفق العقيدة الأسلامية ، أن يحفظ في صدره القرآن / المكون من 114 سورة - 6236 آية ، دون وجود أي معاونة أو مساعدة .. هذا الأمر يثير الشكوك ! .                                                                                                                                        * كتبة الوحي ، كتبوا السور على  " الجلود العُسُب : جريد النخل ، كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض ، وعلى اللخاف : الحجارة الرقاق " .. ونزلت السور على الرسول بسبعة أحرف ، وخلال مدة أمدها 23 سنة . والتساؤل هنا كيف خزنت وحفظت هذه الجلود واللخاف كل هذه المدة ! ، من المؤكد قد تأثرت من قيض الصحراء والرطوبة والعواصف الترابية .. الأمر الذي سيؤثر على وضوح رسم الكلمات ! .                                                                                            * ثم بدأت مرحلة جمع القرآن في عهد الخليفة أبو بكر الصديق / لأن حفظة القرآن أكثرهم قتلوا في الغزوات ، خاصة في حروب الردة  " قال السيوطي في مجمع اللغات : أول من جمع القرآن وسماه مصحفاً أبو بكر الصديق " ، وقد أوكل أبو بكر جمع القرآن الى زيد بن ثابت .. التساؤل هنا كيف كانت الجلود واللخاف التي نقل عنها القرآن ، التى مضى عليها حوالي 25 سنة ( 23 سنة مدة نزول القرآن ، ومدة خلافة أبو بكر سنتان وثلاث أشهر ) ، وللمطلع أن يتخيل أساسا ، الصحف التي كتب عليه المصحف بعد ذلك ، والسؤال الأهم على ماذا كتب ، في مجتمع لم يعرف الكتابة والقراءة بالعموم .                                                                   * تعددت المصاحف ، فقد جاء في كتاب معجم علوم القرآن - إبراهيم محمد الجرمي ، أسماء مصاحف ، منها :            " -1مصحف عمر بن الخطاب.2- مصحف علي بن أبي طالب. 3- مصحف عائشة.4- مصحف حفصة.5- مصحف أم سلمة.6- مصحف عبد الله بن الزبير.7- مصحف أبي بن كعب.8- مصحف عبد الله بن عباس.9- مصحف عبد الله بن مسعود " . هنا نكون أمام أشكالية ، وهي أن هذه المصاحف من المستحيل أن تكون متطابقة مع بعضها البعض ! .                                                                                                               * الخليفة عثمان بن عفان ، حرق كل المصاحف ، " فقد روى البخاري في صحيحه أن الصحابة لما كتبوا المصاحف أرسل عثمان إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق ، وفي رواية للطبراني وابن أبي داود : وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي أرسل به " . ولكن بعض الصحابة رفضوا تسليم مصاحفهم . فقد جاء في موقع / مركز الأشعاع الأسلامي ، التالي ( فإن ابن مسعود ، أبى أن يسلم مصحفه إلى عثمان ، وتبعه على ذلك جماعة آخرون .. وأما مصحف الإمام علي ، فهو مصحف رسول الله ، الذي لم يستطع الناس أن يصلوا إليه) . التساؤل أين هو مصحف علي ، الذي من المحتمل أن يكون هو الأقرب لقرآن محمد / لمرافقته دوما لمحمد.                                                                                      *  " واشتُهر أبو الأسود الدؤلي بأنَّه أوّل من وضع مسائل النحو للغة العربية بأمرٍ من علي بن أبي طالب ، وقد كان شديد الحرص على حفظ اللغة العربية لغة القرآن .. كانت حروف اللغة العربية خاليةً من التنقيط على الحروف ، فكانت جميع الحروف التي تتشابه بالرسم تتّخذ نفس الشكل ، حتى قام يحيى بن يعمر بوضع نقط الإعجام ، وقيل نصر بن عاصم اللّيثي ، والإعجام هو وضع النقاط على الحروف للتفريق بينها ، فنقطة تحت الباء ، ونقطتان فوق التاء ، وثلاثة نقاط فوق الثاء .. / نقلت المادة بتصرف من موقعي موضوع والمحيط " . هذا الأمر شديد الأهمية ، خاصة بالنسبة للحروف المتشابهة .  * تعرض القرآن عند تدوينه للكثير من الأختلافات و التغييرات منها ، على سبيل المثال وليس الحصر التالي {{ عن كتاب   " المصاحف " لابن أبي داود : عن عبَّاد بن صهيب عن عوف بن أبي جميلة أن الحجاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفاً ، قال : كانت في البقرة : 259 { لم يتسن وانظر } بغير هاء ، فغيرها " لَم يَتَسَنه " .. وكانت في المائدة : 48 { شريعة ومنهاجاً } ، فغيّرها " شِرعَةً وَمِنهاجَاً ".. وكانت في يونس : 22 { هو الذي ينشركم } ، فغيَّرها " يُسَيّرُكُم " . وكانت في يوسف : 45 { أنا آتيكم بتأويله } ، فغيَّرها " أنا أُنَبِئُكُم بِتَأوِيلِهِ " .. وكانت في الزخرف : 32 { نحن قسمنا بينهم معايشهم } ، فغيّرها " مَعِيشَتَهُم " .. وكانت في التكوير : 24 { وما هو على الغيب بظنين } ، فغيّرها { بِضَنينٍ } الخ . كتاب " المصاحف " للسجستاني ( ص 49 ) . وهذه الرواية ضعيفة جدّاً أو موضوعة ؛ إذ فيها " عبَّاد بن صهيب " وهو متروك الحديث /  نقل من موقع نون للقرآن وعلومه }} .. نقل الخبر كما جاء في الموقع دون أي تغيير ، وعادة هكذا رواية يكذبها الفقهاء لأنها لا تتوافق مع آية ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون / 9 سورة الحجر ) .       * ويجب أن نتساءل أيضا كيف رتبت ونظمت السور ، وكيف تم تسميتها ، ومن قام بذلك ، خاصة أن الرسول كان أميا . 
القراءة :                                                                                                                                                           * مما أسلفت من أضاءات ، يجرنا الى التوصل الى نتيجة ، أن المصحف الذي بين أيدينا مر بعدة حقب ، منها  :                               أولا - بداية ، الحقبة التي كانت بين محمد وبين الوحي / هذا وفقا للرواية الأسلامية - والتي أستمرت 23 سن ، حيث أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، لا تنقيط ولا أي أداة من أداوات التشكيل - الكسرة والضمة والفتحة والهمزة .. ، وغير ذلك مما يلزم من ضبط اللغة / نحوا وصرفا  . التساؤل هنا ، أن الله القادر على كل شي وفق الآية " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ / 82 سورة يس "، ألم يكن بمقدور الذات الألهية أن ينزل قرآنا على محمد كاملا تاما منقطا مشكلا ! .                                         ثانيا - الحقبة التي ما بين رسول الأسلام و بين كتبة الوحي ، وعددهم مبهم ، فقد ورد في موقع / أسلام ويب ، بصدد عددهم التالي ( فقد اختلف أهل السير في تحديد عدد كتاب الوحي ، فمنهم من جعلهم ثلاثة عشر ، ومنهم من جاوز بهم العشرين ، وجعلهم أبن كثير ثلاثة وعشرين كما في البداية والنهاية ، وهذه أسماؤهم كما أوردها ، قال:  فمنهم الخلفاء الأربعة .. ثم ذكر : أبان بن سعيد بن العاص ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، ومعاذ بن جبل .. ) ، من المؤكد أنه لكل كاتب ، كانت له طريقته وأسلوبه في الكتابة ! ، وليس من المعقول أن يكونوا جميعهم على ذات الدراية والمعرفة برسم الكلمات .. من جانب أخر ، أن الكثير منهم قد قتل في الغزوات ، فكيف نقلت الجلود واللخاف الى من بقى حيا ! . أخيرا ، من الممكن أن بعض السور قد فقد ! ، أو تلف ، كقصة عنزة عائشة زوج الرسول ، وملخص الرواية وفق موقع / مركز الأشعاع الأسلامي ( وقد رووا قصتها في مسألة رضاع الكبير ، وملخصها : أن عائشة كانت تبعث بعض الرجال إلى أختها أو زوجة أخيها ، ليرضعوا منهن ويصيرون محرماً عليها فيدخلن عليها ! ، وقد اعترضت نساء النبي على عائشة ، فقالت إن ذلك كان في القرآن ، في آية عندي مع غيرها من الآيات تحت سريري ، لكن العنزة دخلت إلى الغرفة وأكلتها ! .. ) . أذن هناك أحتمال أن يكون القرآن الذي بين أيدينا غير كامل ! ، نتيجة فقدان بعض سوره . كقصة عنزة عائشة ! .                                                                                                                 ثالثا - حقبة حرق الخليفة عثمان بن عفان كل المصاحف ، وأبقى مصحفا واحدا ، وهو ما يدعى ب " مصحف عثمان " . التساؤل : من يقول أن مصحف عثمان ، هو ذات المصحف الذي نزل على محمد ! . من جانب ثان ، هل دقق عثمان في المصاحف قبل حرقها ! ، بالطبع كلا . من جانب أخر ، ما هو وضع المصاحف الذي رفض أصحابها تسليمها للحرق ، كمصحف الأمام علي و مصحف أبن مسعود .. لربما كانت هذه المصاحف هي الأقرب لقرآن محمد ! .                                                                    رابعا - أثناء أعادة تدوين المصاحف / بالطرق البدائية في ذلك الزمن ، من الممكن أن تهمل أو تكرر جملة أو كلمات أو حتى صفحة ، وفي ذات الوقت في كل ما خضع القرآن من تغيير ، أثناء عملية التنقيط والتشكيل .. خاصة ما قام به الحجاج من تغييرات / كما بينا في أعلاه  .. هذه الأمور وغيرها ، ستجعلنا أمام مصحف مغاير عن قرآن محمد . 
خاتمة :                                                                                                                                                       من كل ما سبق ، ماذا يمكن أن يكون بين أيدينا ! هل هو قرآن محمد ! ، أم هو مصحف عثمان ! أو هومصحفا أخرا .. هل غير المدونون بما كانوا ينقلون ، عن الجلود واللخاف ، وينطبق ذلك حتى على ما دون في الحقب اللاحقة ، لأنه لو كان الأساس غير حقيقي ، فسيكون كل ما كتب لاحقا أيضا ليس بحقيقي . أما لو أستعرضنا قضية مخطوطات صنعاء (( في عام ١٩٧٢ تم العثور في الجدار الغربي لجامع الكبير بصنعاء ، أحد أقدم المساجد في العالم ، على ٢٠ كيسا فيها مخطوطات قديمة تم تخزينها قبل قرون .. ما وجده خبراء الترميم هو بقايا ل ٩٤٠ مصحفا مكتوبة على رقع جلدية و على اوراق . حوالي ٢٥ مصحفا تم تأريخها للقرن الأول الهجري لأنها مكتوبة بالخط الحجازي القديم الذي كان مستعملا في عصر الرسول حتى بداية العصر العباسي حين تم استبداله بالخط الكوفي .. من عام ١٩٨١ الى عام ١٩٨٥ كان المسؤول عن الترميم هو المستشرق الألماني غيرد بوين .. وجد هذا المستشرق عددا من الطرس أو ال palimpsest والمقصود بالطرس هي المخطوطات الجلدية التي تحتوي على آثار كتابة ممحوة (سفلية) تحت الكتابة الرسمية (الفوقية). وبالرغم من عدم موافقة السلطات اليمينة على إعطاء اي تصريحات للصحافة ، قام " بوين " بعمل مقابلة مع مجلة The Atlantic الأمريكية : وصرح فيها بأن الخط السفلي للطرس الصنعاني دليل على أن قرآن المسلمين ليس ثابت النص كما يعتقدون / نقل بأختصار من موقع سريالي )) ، وبوضع مخطوطة صنعاء في بحث أصل ومصدر القرآن ، فسنكون أمام متاهة أخرى أضافة لما نحن فيه من متاهة .. أخيرا لا يمكننا معرفة ما نقرأ بين أيدينا ، أهو قرآن محمد أم مصحف عثمان .. أم هو ! .

18
                                      قراءة .. للقسم الألهي في سورة الليل 

        ( والليل إذا يغشى* والنهار إذا تجلّى* وما خلق الذّكر والأنثى* إن سعيكم لشتى .. / 1 – 4 سورة الليل )

الموضوع :                                                                                                                            في هذا المقال المختصر ، سأستعرض تفسيرين للآيات أعلاه ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة ، من وجهة نظر شخصية .           أ. يقسم الله بالليل حين يغشى البسيطة ، ويغمرها ويخفيها ، وبالنهار حين يتجلى ويظهر ، فيظهر في تجليه كل شيء ويسفر . ويقسم بالقادر العظيم الذي خلق الذكر والأنثى ، وميز بين الجنسين مع أن المادة التي تكوّنا منها واحدة ، والمحل الذي تكونا فيه واحد . يقسم الله بهذه الظواهر والحقائق المتقابلة في الكون وفي الناس ، على أن سعي الناس مختلف ، وعملهم متباعد ومتفرق ، فمنه السيئ ومنه الحسن ، ومنه التقوى ومنه الفجور ، ومنه ما يجازى عليه بالنعيم المقيم ، ومنه ما يعاقب عليه بالعذاب الأليم . / نقل موقع الموسوعة القرآنية .                                                                    ب . يقسم الله بهاتين الآيتين : الليل والنهار . مع صفة كل منهما الصفة المصورة للمشهد . والليل إذا يغشى .. والنهار إذا تجلى .. الليل حين يغشى البسيطة ، ويغمرها ويخفيها . والنهار حين يتجلى ويظهر ، فيظهر في تجليه كل شيء ويسفر . وهما آنان متقابلان في دورة الفلك ، ومتقابلان في الصورة ، ومتقابلان في الخصائص ، ومتقابلان في الآثار .. كذلك يقسم بخلقه الأنواع جنسين متقابلين : وما خلق الذكر والأنثى .. تكملة لظواهر التقابل في جو السورة وحقائقها جميعا. / نقل من موقع أسلام ويب .

القراءة :                                                                                                                                   * أولا ، بعيدا عن تفسير وتأويل الفقهاء والمفسرين .. أبين أنه ما دام بداية السورة تتضمن " قسم " ، فلا بد لنا أن نوضح معنى كلمة " قسم " عربيا ، فوفق موقع / قاموس المعاني ، القَسَم : بفتح القاف والسين جمع أقسام ، اليمين بالله تعالى ( فقهية ) .. أما في اللغة : " القَسَم ( بفتح القاف والسين ) أو اليمين هو لفظ لإثبات حقيقة أو وعد يذكر فيه المؤدي للقسم شخصاً أو شيئاً ما عزيزاً عليه وعادة ما يكون هو الله  باعتباره الشاهد على هذا القسم . يستخدم القسم بشكل رسمي في المحاكم عند استجواب الشاهد . والأيمان جمع يمين ، وتعرف : بأنها تأكيد أمر ما بالحلف باسم الله أو بصفة من صفاته سواء أكان ذلك الأمر ماضياً أو مستقبلاً . / نقل من الويكيبيديا " .
* هذا الأمر يجرنا الى نقطة تعتبر محورية في التفسير العقلاني للسورة / بعيدا عن ترقيع المفسرين ، وهو أن الذي يقسم ، أن كان شخصا أو جماعة ، يريد من الطرف الأخر - أن كان مستمعا أو متلقيا أو مخاطبا .. ، أن يصدق كلامه ، هذا من جانب ، الأهم أن القسم أو اليمين ، الغاية منه هو أثبات أمرا أو واقعة أو حدثا بحد ذاته ، هذا من جانب ثاني ، أخيرا " القسم " عادة ما يكون بأسم الله ،  باعتباره الشاهد على هذا القسم .. وهنا تتفجر الأشكالية / ما نحن بصدده ، فالله هنا هو المتكلم ، فهو يقسم لمن ، وما هو الشاهد على قسمه ! وهو الله ، والعالم أجمع تقسم بأسمه / أي تقسم بأسم الله ! .                                                                                               * الغرض من القسم هو تأكيد أمرا ما ، فهل الله عز وجل ، يحتاج قسما لتأكيد ما يقوله لعباده ! ، وهو ربهم الأعلى . وهل يحتاج الله لهذه المرادفات والتأكيدات ، على أن كلامه صادقا ، وهو الصدق والحق بعينه .
* بنيويا ، كان من الممكن أن يقبل القسم ، في حالة كون المتكلم في الآيات أعلاه غير الله ، كأن يكون المتكلم محمدا أو جبريل ، هنا يمكن أن يصح " القسم " ، ولكن عقائديا أن القرآن هو : كلام الله ! .

خاتمة :                                                                                                                                   هل الذي حرر هذه الآيات ، التي يبرز السجع بها / الكلام المقفى ، بشكل جلي وواضح ، قد جهل ، بأن الله لا يقسم ! ، بل الغير يقسمون به ! . من جانب أخر ، يمكن أن يكون هذا مقبولا في مجتمع قبلي ، جاهل لا يقرأ ولا يكتب ، جل همه الغزو والسبي والغنائم ، وليس له أي وعي ديني عقائدي . ولكن الأن ، مع التطور الحضاري ، الوضع يختلف تماما - تطور مجتمعي وثقافي .. من جانب ثالث : أن كلام محمد الموجه للمجتمع القبلي الجاهلي - في تلك الحقبة ، كان كلاما منزلا ، لا يقبل الجدل لأن كلامه ، يعتبر وحيا / وفق النص القرآني " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى" / 3 -4 سورة النجم " .. لذا كل ما يتلو محمدا على كتبة القرآن ، كان أمرا باتا ، لا يمكن أن يناقش به ، لأجله مررت هكذا آيات ، وأن تقبل دون أي شك في صحتها ، من الناحية اللغوية والبنيوية . أما الأن فهكذا وضع يرفض ، ولا يمكن أن يقبل .         خلاصة الأمر : أن النص القرآني ماضويا كان يقبل على ماهيته / لغة وموضوعا وبنية ، أما الأن فقد رفعت قيود النقد البناء عن أي نص ، حتى لو كان هذا النص .. نصا قرآنيا ! .
 
 

19
                                                    الدين والحكم والدولة

                                       " الدين .. عندما يسييس يفقد قدسيته "
أضاءات :                                                                                                                                       * . لعبت المؤسسة الدينية - ومنتسبيها / شيعية كانت أم سنية ، دورا سلبيا في مفاصل الدولة ، بكل المقاييس ، وذلك في حالة - أذا تسنى لها الحكم أو المشاركة به ، أو التاثير - وفق رجالاتها ، على سلطة القرار .
* . فرجل الدين أذا سرق ، قالوا سرق من أجل الله ، وأذا ظلم ، قالوا ظلم حبا بالله ، وأذا أخطأ ، قالوا عز من لا يخطأ .. كل شي لديه مبرر ، ومسبب ، معتبرا ذاته ، المثل الأعلى في المجتمع ، خلقا وسيرة .
* . ماذا فعلت المؤسسة الدينية ، مثلا  - في أيران ، أذ حولتها من دولة متقدمة صناعيا ، الى دولة تحكمها شلة من الملالي ، على رأسهم " الولي الفقيه " . لا قانون يحكم الدولة ، سوى ما ينص عليه نظام هم أخترعوه ، من تقاليد وأعراف دينية متزمتة ومتطرفة .
* . أما في العراق ، فتحول الوطن ، الى مجموعة من الطوائف والمذاهب والشلل والمليشيات .. كلها تحت غطاء الدين والمذهب تحكم ، والمذهب براء منهم ! . وسمحت لهم الحكومات بالمواكب الحسينية / تجهيلا لعقليتهم ، وما يتخللها من لطم وضرب بالزناجيل - والأمام الحسين براء من أفعالهم .
* . العراق .. الذي كان خال من كل مظاهر اللحى والحجاب والنقاب والسبح والخواتم والدشاديش القصيرة وزبيبة الجبين .. أصبح بين ليلة وضحاها ، أن تتحول كل هذه المظاهر ، الى دليل على السلطة والدين . وأصبح الكل يسرق وينهب ويقتل ويبتز .. بأسم الدين والمذهب ، ومعظم المراجع والأئمة والشيوخ لا تحرك ساكنا ، لأن الكل يفيد ويستفيد من هذه الأفعال .
* . وماذا كان سيفعل الاخوان المسلمون / مثلا ، لو نجح وأستمر حكمهم في مصر - بعهد محمد مرسي ، لجعلوا من أبو الهول منقبا ، ولهدموا حتى الأهرامات ! . مصر ، قاهرة المعز ، جعلها الدين / الأخوان والسلفيون .. الأن  ، مجتمعا محجبا ، مجتمعا منقسما على بعضه البعض ، زرعوا الكراهية فيه .. وقاموا بأضطهاد الأقباط " حرقوا الكنائس ، وخطفوا الفتيات القبطيات .. " .
* . المؤسسة الدينية - بالعموم ، جعلت المجتمع محبطا ، منهكا ، يركض أفراده ليل نهار من أجل لقمة العيش ، وممكن أن لا يحصل عليها . والشباب أما ألحدوا أو هاجروا ، تاركين كل شي يتعلق بالدين والمذهب ، وذلك لأن المثل الأعلى لديهم هوى / رجال الدين ، وهم ذاتهم ، باعوا الدين والمذهب ، وأضافوا الوطن لصفقة البيع ! .
* . أما ظهور القاعدة وداعش وغيرها .. فهي أيضا نماذج دينية أسلامية ، غايتها الحكم والسلطة ، ولكن بنهج وطرق دموية / صلب وسحل ونحر الرؤوس .. كل ذلك من أجل أعادة دولة الخلافة الأسلامية ، وقادة كل هذه المنظمات الأرهابية الأسلامية ، يستندون بأحكامهم في القتل الى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية ، بمعنى أخر أن الدين والمذهب هو المحرك .

شعلة :
وطن يحكمه الدين والمذهب ، تكون نتيجته ، أن يفقد الدين قدسيته ، ويخسر المجتمع وطنيته .. فالدين مكانه المعابد ، أما الوطن فيزدهر بالمدنية . 


20
                                      تساؤلات بقراءة الآية 3 سورة آل عمران

في هذا السياق / ورد العديد من الآيات التي ضم نصها مفردة " الكتاب " وبصيغ مختلفة ، وقد أخترت الآية التالية ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيل / 3 سورة آل عمران ) ، وذلك حتى تكون محور بحثنا .                                              الموضوع :                                                                                                                                      أولا لنفسر الآية - فقد جاء في تفسير الطبري ، التالي ( القول في تأويل قوله : نَـزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ . قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : يا محمد ، إنّ ربك وربَّ عيسى وربَّ كل شيء ، هو الرّبّ الذي أنـزل عليك الكتاب  يعني بـ"  الكتاب " ، القرآن " بالحق " يعني : بالصّدق فيما اختلف فيه أهل التوراة والإنجيل ، وفيما خالفك فيه محاجُّوك من نصارى أهل نجران وسائر أهل الشرك غيرهم " مُصَدّقًا لما بين يديه "، يعني بذلك القرآن ، أنه مصدّق لما كان قبله من كتب الله التي أنـزلها على أنبيائه ورسله ، ومحقق ما جاءت به رُسل الله من عنده.  لأن منـزل جميع ذلك واحد ، فلا يكون فيه اختلاف ، ولو كان من عند غيره كان فيه اختلاف كثير . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: "  مصدقًا لما بين يديه ". قال : لما قبله من كتاب أو رسول . حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: "  مصدقًا لما بين يديه "، لما قبله من كتاب أو رسول . / نقل من موقع القرآن وبأختصار ) .
القراءة :                                                                                                                                     أولا - الذي يهمني من الآية ، هو المقطع الأول " نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ " ، الذي ذهب المفسرون / كعادتهم ، بعيدا  بمخيالهم الفقهي بتفسيرهم - بأن الذي أنزل عليك " الكتاب " ، هو ربك ورب عيسى ! ، غافلين ذكر باقي الأنبياء ! .. ولكن كل ذلك يمكن أن نعلله ، بأن الأمر مفهوم من سياقه . المهم ما هو الكتاب الذي أنزله الله / عن طريق الوحي ، الى محمد ! . هذا الأمر وضعنا في حالة من اللبس ، لأن الذي نزل على محمد ، كان آياتا ، وليس كتابا ! ، حتى وأن فسر الفقهاء / ترقيعا ، أن المقصود بالكتاب هو القرآن ، ولكن حتى أن هذا الأمر لا يستقيم ، لأن القرآن لم ينزل على محمد ، وأنما نزلت على محمد آيات ، جمعت وصنفت بعد عقود لتصبح مصحفا ! / وهذا الأمر به الكثير من اللغط والشكوك ! . 
ثانيا - وفق المفسرون ، أن الوحي ، كان يحمل بيديه كتابا ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، التالي (( وَقع عِنْد ابن إِسْحَاقَ فِي مُرْسَلِ عُبَيْدِ بِنِ عُمَيْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ : ( أَتَانِي جِبْرِيلُ بِنَمَطٍ مِنْ دِيبَاجٍ فِيهِ كِتَابٌ قَالَ اقْرَأْ . قُلْتُ : مَا أَنَا بِقَارِئٍ) ،  قَالَ السُّهَيْلِيُّ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ : إِنَّ قَوْلَهُ ( ألم ذَلِكَ الْكتاب لَا ريب فِيهِ ) إِشَارَةٌ إِلَى الْكِتَابِ الَّذِي جَاءَ بِهِ جِبْرِيلُ حَيْثُ قَالَ لَهُ ( اقْرَأْ ) " انتهى من " فتح الباري " (8/ 718) .)) . كل ما سبق هو تفسير المفسرين .. والتساؤل (1) هل أن وحيا من الله ، الله العالم بكل شئ ، يحمل كتابا بيده ، ويقول للرسول أقرأ ، ومحمد وفق المعتقد الأسلامي كان أميا ! . فهل الله لا يعرف من سيبعثه نبيا أنه لا يقرأ ، (2) وهل الوحي بكل نزول يأتي محمدا بآية مكتوبة بكتاب ! ، (3) وهل الوحي يتكلم العربية ! وأذا كان الأمر كذلك ، هل من ومخطوطة أو سردية أو أثبات أو أدلة ، على أن الوحي يتكلم العربية ..                                                               
ثالثا - على سبيل الجدل / ولو سلمنا بالآية أعلاه على نصها  ، بأن الذي نزل على محمد " كتاب " ، وهنا سيصبح المسلمون من أهل الكتاب أيضا ! . وهذا الوضع سيجعل الأمر معقدا ، لأنه سيقودنا الى تفسير حداثوي ، للآية التالية ، التي وردت في ذات السورة : " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ / آل عمران : 71 " ، بمعنى أخر كيف سنفرق ونعرف من الذين ( يلبسون الحق بالباطل .. ) ، هل هم اليهود أم المسيحيون أم المسلمون / الذين أصبحوا أهل كتاب ، هذا مجرد تساؤل ! .
رابعا - أما المقطع الثاني من الآية " مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيل " أي أن محمدا جاء مصدقا " بصحة " لما بين يديه من التوراة والأنجيل ، ولكن هذا النص يخالف نصوص أخرى كثيرة ، تقول أن التوراة والأنجيل هما محرفين ، فقد جاء في موقع أسلام ويب ، التالي (( فإن تحريف أهل الكتاب اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل ثابت بالأدلة القطعية من الآيات القرآنية والأحاديث الصريحة ، أما الدليل من القرآن فهو قوله " من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه / سورة المائدة المائدة: 13 " . وقوله " ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم أخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه سورة المائدة : 41 " )) . والقارئ هنا يقف متسائلا وحائرا ، أي الآيات يصدق ! .                               خاتمة :                                                                                                                                هكذا هو منطق النص القرآني ، تناقض في الآيات ، وتقاطع في الدلالات ، يحتمل الكثير من التأويلات .. وكما قال الأمام علي أبن أبي طالب / في سياق أخر - حين وجه أبن عباس لمحاجة الخوارج " لا تجادلهم بالقرآن‏ فإنه حمال أوجه " .

21
                                  قراءة للآية " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ / 1 سورة القمر "

الموضوع :                                                                                                                                          1 . من موقع / أسلام أون لاين ، أورد تفسيرا للآية أعلاه ، وبأختصار { المعجزة شيء خارق للعادة وفوق قدرة البشر، ولا تحدث إلاّ لنبي من الأنبياء ، ومن معجزات النبوة حادثة انشقاق القمر نصفين ، ليثبت الله تعالى للكفار أن محمدا رسول من عنده ، وهو ما أثبته العلم الحديث . يقول الأستاذ الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر : من الأمور المتفق عليها بين العلماء أن انشقاق القمر وقع في عهد رسول ، وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات ، وبعضهم يَروي أن القمر قد انشق مرتين لا مرة واحدة ، وقد تحدثَت عن ذلك كتب السنة النبوية الصحيحة ، فقد جاء في الصحيح عن أنس بن مالك أن أهل مكة سألوا رسول الله ، أن يُريهم آية ، فأراهم القمر شِقَّيْن حتى رأوْا غار حراء بينهما . وروى الإمام أحمد عن ابن مطعم عن أبيه قال : انشق القمر على عهد رسول الله ـ فصار فرقتين : فرقة على هذا الجبل وفرقة على هذا الجبل ، فقالوا : سَحَرَنا محمد . فقالوا : إن كان سَحَرَنَا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم . وعن ابن عباس قال : كشف القمر على عهد رسول الله ، فقالوا : سحر القمر . فنزل قوله تعالى : ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمْرُ .. / 1 سورة القمر ) . } .

2 . ومن موقع القرآن ، أورد تفسيرا للطبري ، مرفقا به بعض الأحاديث { القول في تأويل قوله تعالى :" اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) " ، يعني تعالى ذكره بقوله " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ " دنت الساعة التي تقوم فيها القيامة ، وقوله " اقْتَرَبَتِ " افتعلت من القُرب ، وهذا من الله تعالى ذكره إنذار لعباده بدنوّ القيامة ، وقرب فناء الدنيا ، وأمر لهم بالأستعداد لأهوال القيامة قبل هجومها عليهم ، وهم عنها في غفلة ساهون . وقوله " وَانْشَقَّ الْقَمَرُ " يقول جلّ ثناؤه : وانفلق القمر ، وكان ذلك فيما ذُكر على عهد رسول الله وهو بمكة ، قبل هجرته إلى المدينة ، وذلك أن كفار أهل مكة سألوه آية ، انشقاق القمر ، آية حجة على صدق قوله ، وحقيقة نبوّته ; فلما أراهم أعرضوا وكذبوا ، وقالوا : هذا سحر مستمرّ ، سحرنا محمد .. } .
 
3 . ومن ذات المصدر السابق ، أسرد ذكرا للآثار المروية / عن أنشقاق القمر ، وبعض من قال بشأنه من أهل التأويل :
{ حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة "  أن أنس بن مالك حدثهم أن أهل مكة سألوا رسول الله ، أن يريهم آية ، فأراهم انشقاق القمر مرّتين " ... حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، قال : سمعت قتادة يحدّث ، عن أنس ، قال : " انشق القمر فرقتين " .. حدثنا ابن المثنى والحسن بن أبي يحيى المقدسي ، قالا ثنا أبو داود ، قال : ثنا شعبة ، عن قتادة ، قال : سمعت أنسا يقول: "  انشق القمر على عهد رسول الله  "... حدثني يعقوب الدورقيّ ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : سمعت أنسا يقول : فذكر مثله .. حدثنا عليّ بن سهل ، قال : ثنا حجاج بن محمد ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، قال: "  انشقّ القمر على عهد رسول الله مرّتين .. " .. } .

القراءة :                                                                                                                                   أولا - كقراءة أولية ، أن محمدا وكتبة القرآن ، قد سيطر على نهج تفكيرهم ، الخيال والأساطير - في واقعة أنشقاق القمر ! . والأمر بدا واضحا من ، عقلية محمد و بنية النص القرآني ، وأنعكس كل ذلك على المجتمع القبلي الجاهل في تلك الحقبة.
ثانيا - هناك مشكلة فلكية ، وعلمية في ذات الوقت ، بخصوص العلاقة بين القمر والأرض ، حيث أن القمر يدور حول الأرض ، ومن موقع / موضوع ، أورد التالي { حركة القمر حول الأرض ، يدور القمر حول الأرض بعكس عقارب الساعة ، ويتحرّك باتّجاه الشرق في مسار قريب من مسار الشمس بالإنجليزية ( the ecliptic ) ويستغرق في ذلك بالنسبة للنجوم 27.3 يوماً ، ويكون مداره حول الأرض إهليلجي الشكل ، ممّا ينتج عنه اختلاف في المسافة بين الأرض والقمر} . * والمعضلة .. هي : كيف دار القمر حول الأرض ، وهو مشقوق الى قسمين ! ، بالأضافة لكل الحسابات الفلكية أعلاه .
ثالثا - " يقول الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر : من الأمور المتفق عليها بين العلماء ، أن انشقاق القمر وقع في عهد رسول " ، ولكن العلماء الذين يقصدهم الدكتور الشرباصي ، هم شيوخ ورجال دين ! ، وليسوا علماء فلك أو رياضيات ! . الأستشهاد يجب أن يكون من علماء في هذا الشأن .. وفي حقبة قريبة من الحقب الأسلامية الأولى ، كان لدينا  علماء فلك مسلمين / مثلا : أبو الحسن علي بن أبي سعيد الصدفي المصري ، تولد سنة 342 هجرية الموافق لسنة 954 ميلادي . وأنقل جزءا مقتضبا من مقالا بشأنه { هو عالم فلكي ورياضيات . الألقاب : أعظم فلكي مسلم – مؤسس ورائد علم الفلك الحديث .. ومنها على سبيل المثال ، وصف بدقة الاقتران الكوكبي الذي حدث في سنة 1000 كما يلي : اقتران بين الزهرة والمريخ في الجوزاء ، مرصود في السماء الغربية : كان الكوكبان في اقتران بعد الغروب في الليل [الأحد 19 مايو من العام 1000] . كان هذا الوقت تقريبًا 8 ساعات اعتدالية بعد منتصف يوم الأحد ... / تحقيق محمد سعيد – مقال نشر في موقع الجمهورية أون لاين } .                                                                                                * التساؤل هنا : ألم يكن من المنطق من هكذا عالم ، صيته شق الأفاق / عربي ومسلم - أو غيره ، أن يؤكد هذا الأنشقاق للقمر ، أو على أقل تقدير ، أن يذكر الواقعة ، خاصة وهو العالم المتخصص في علم الكواكب .. هذا مجرد تساؤل ! .
رابعا - المفسرون يقولون (( " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ " دنت الساعة التي تقوم فيها القيامة ، وقوله " اقْتَرَبَتِ " افتعلت من القُرب ، وهذا من الله تعالى ذكره إنذار لعباده بدنوّ القيامة ، وقرب فناء الدنيا ، وأمر لهم بالأستعداد لأهوال القيامة قبل هجومها عليهم ، وهم عنها في غفلة ساهون )) . ملخص التفسير ، قد أقترب يوم القيامة وستفنى الدنيا ، والتساؤل : قد مضى أكثر من 1400 سنة ولم تقم الساعة ولم يفنى البشر ، ولم تقم القيامة ! . أذن الواقعة كلها من مخيال كتبة القرآن .
خامسا – (أ) كل الأحاديث التي وردت بصدد " أنشقاق القمر " ، هي أحاديث أحاد ، أي أنها غير مؤكدة لأنها ظنية ! ( خبر الآحاد هو كل حديث لم تتوافر فيه شروط المتواتر .. / نقل من موقع أبن باز ) . (ب) ومعظم هذه الأحاديث ، نقلها أنس بن مالك .. وهل هذا الأخبار عندما تكون عن طريق شخص واحد ، أتكون حقيقة قد حدثت أو وقعت ! . (ج) من هو أنس بن مالك ، فوفق موقع / أسلام أون لاين ، أنقل التالي بشأنه ( ولد أنس سنة 10 قبل الهجرة ، وودعته أمه عند الرسول ليخدمه ، وهو ابن 10 سنين . فلقب بخادم الرسول الذي دعا له قائلا “ اللهم أكثر ماله وولده وبارك له ، وأدخله الجنة ” فعاش طويلا ، ورزق من البنين والحفدة الكثير ) ، (د) أي أنه بقى مع الرسول / المتوفى سنة 11 هج ، حوالي 10 سنين.                                                                                                                                    * التساؤل هنا ، أنس أبن مالك / التي نقلت عنه أحاديث أنشقاق القمر وكان عمره بين 10 - 20 سنة ، أي أنه لم يكن راشدا وغير بالغا ، وبخصوص مرحلة البلوغ ، أنقل التالي ( واقترح البعض أنه بعد "مرحلة ما قبل البلوغ ، في 20 عامًا الأولى أو نحو ذلك ، تمتد المرحلة الثانية ، البلوغ المبكر ، من سن 17 إلى 45 عامًا ، وهي مرحلة البلوغ التي تتمتع بأكبر قدر من الطاقة والتناقض والإجهاد .. نقل من الويكيبديا ) . أيمكن من هكذا فرد ، أن تعتمد أحاديثه بواقعة أشكالية ! .
أضاءة :                                                                                                                                    والتساؤل / ومن مبدأ الشفافية - كان هناك حدثا تاريخيا فلكيا / مماثل بشكل أو باخر بأنشقاق القمر ، يتعلق أيضا بالفلك والكواكب - فما هو الموقف العلمي منه : وهو وجود نجم هائل مضئ - تتبعه المجوس ، فوق المكان الذي ولد به المسيح ، فهل هذا أيضا يعتبر أيضا من الخيال والأساطير . والجواب العلمي على هذا التساؤل ، يمكن ان نجده ، من موقع / أنا أصدق العلم - علوم الفضاء ، أنقله باختصار { يذكر تفسير فلكي ، أن ذلك الذي رآه المجوس كان بالفعل جسمًا لامعًا في السماء على شكل تجمّع من الكواكب والنجوم ، ويحدث هذا التجمع أو الاقتران عندما يبدو أن جسمين سماويين أو أكثر التقيا في سماء الليل من موقعنا على الأرض . يمكن أن تستمر هذه الأحداث كل ليلة في نفس المكان أيامًا أو أسابيع . لذلك إذا حصل فعلًا وتتبّع أولئك المجوس لحظة الاقتران ، فمن المحتمل أنهم ساروا في اتجاه معين . أقترح عالم الفلك مايكل مولنار في كتابه « نجمة بيت لحم » أن فرضية الاقتران قد تكون صحيحة . إذا كانت تلك النجمة ، أو ذلك البريق اللامع الذي رآه المجوس ، حدث نتيجة اقتران ( وأنّ هذا الحدث التاريخي وقع بالفعل ) .. } .                                                                                                                * التوضيح أعلاه ، تفسيرا علميا من علماء فلك ، حول نجمة بيت لحم ، وللقارئ الخيار في معرفة الحقيقة من الخيال .


22
                  قراءة للآية (عَبَسَ وَتَوَلَّى١أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى٢/ سورة عبس)

أستهلال :
سأسرد تفسيرا للنص أعلاه من سورة " عبس " ، من ثم سأبين بعضا من المرادفات النقيضة ، لما تصرف به الرسول تجاه الفرد الأعمى ، مستشهدا بواقعة حدثت مع المسيح - تناقض النص موضوع البحث ، مقرونا بقراءة عقلانية للنص .

الموضوع :
وفق تفسير الطبري / منقول من موقع الباحث القرآني ، أورد تفسيرا للنص أعلاه ، وبأختصار : { القول في تأويل قوله تعالى ( عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى (٢) / سورة عبس ) . يعني تعالى ذكره بقوله:  ﴿ عَبَسَ ﴾ قبض وجهه تكرّها ، ﴿ وَتَوَلى ﴾ يقول : وأعرض ﴿ أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى ﴾ يقول : لأن جاءه الأعمى . وقد ذُكر عن بعض القرّاء أنه كان يطوّل الألف ويمدها من ﴿ أنْ جاءَهُ ﴾ فيقول:  ﴿ آنْ جاءَهُ ﴾ ، وكأنّ معنى الكلام كان عنده : أن جاءه الأعمى ؟ عبس وتولى ، كما قرأ من قرأ:  ﴿ آنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ ﴾ بمدّ الألف من " أن " وقصرها . وذُكر أن الأعمى الذي ذكره الله في هذه الآية ، هو ابن أمّ مكتوم ، عوتب النبيّ  بسببه.  ذكر الأخبار الواردة بذلك . حدثنا سعيد بن يحيى الأموي ، قال : ثنا أبي ، عن هشام بن عروة مما عرضه عليه عروة ، عن عائشة قالت : أنزلت ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى ﴾ في ابن أمّ مكتوم قالت : أتى إلى رسول الله فجعل يقول : أرشدني ، قالت : وعند رسول الله  من عظماء المشركين ، قالت : فجعل النبيّ  يُعْرِض عنه ، ويُقْبِل على الآخر ويقول : أتَرَى بِما أقُولُهُ بأسًا ؟ فيقول : لا ففي هذا أُنزلت: ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى ﴾ . } . 
     
القراءة :                                                                                                                                 1 . لا بد لنا أولا ، أن نبين للمطلع من هو ، الذي نزلت بشأنه الآية - ابن أمّ مكتوم ، للوهلة الأولى ، يمكن للقارئ أن يخمن أو يعتقد ، من أنه فردا من عامة القوم ، وليس ذا شأن ، ولكن المصادر ، تقول غير ذلك تماما ، وسوف أنقل ما جاء بشأنه من موقع / قصة الأسلام ( عبد الله بن أم مكتوم القرشي العامري ، صحابي من صحابة النبي محمد ، وابن خال خديجة بنت خويلد ، وأمه هي : عاتكة بنت عبد الله . كان عبد الله ضريرًا أعمى وبحسب مصادر أهل السنة والجماعة ،  فقد نزلت سورة عبس فيه حيث كان النبي محمد مشغولًا بدعوة كبار وأسياد قريش إلى الإسلام فجاء إليه عبد الله يسأله فانشغل عنه الرسول فلما أكثر عبد الله عليه انصرف عنه النبي عابسا .. ).       
                                                  * أذن بن أم مكتوم كان من الصحابة ، وهو أبن خال خديجة / زوج الرسول . وكان على الرسول أن يتذكر الآية التالية ، في كيفية التعامل معه - أضافة لكونه من أهل القربى ﴿ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى / سورة الشورى23 ﴾ . أما قول المفسرين / عن عائشة ، أنه كان مشغولا مع " عظماء المشركين " ! ، والتساؤل هنا ، هل من بين المشركين عظماء أهم صحابته ! .
       
2 . أن محمدا وفق النص القرآني ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ / 107 سورة الأنبياء ) ، فأن كان محمدا رحمة للعالمين ، فكان بالأحرى أن يكون أرحم مع أقرب الناس ، خاصة الناس الذين لهم صلة رحم مع زوجه خديجة . هذا من جانب ، ولكن من جانب أخر ، أن محمدا ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى / 3 ، 4 سورة النجم ﴾ أي في حديثه وتصرفه / عبوسه وتوليه ، كلها موحى بها ! ، وهذا يعد تناقضا وتضاربا مع النصوص القرآنية / ومنها الآية أعلاه من سورة الأنبياء موضوعة البحث .
 
3 . بعض المصادر تذكر ، أن الله عاتب محمدا على تصرفه ، فقد جاء في موقع / العين الأخباري ، التالي ( أنزل الله في الصحابي الجليل آيات سورة "عبس" في واقعة شهيرة ، عندما جاء إلى الرسولِ طالبا منه تعلم القرآن ، فأعرض النبي عن ابن أم مكتوم بوجهه وغضب منه لإلحاحه وهو منشغل بدعوة سادات قريش إلى الإسلام ، فنزلت الآيات العشر الأولى من سورة " عبس " عتابًا لطيفًا للنبي لإعراضه عن الأعمى .. وبعد معاتبة الله لسيدنا محمد في سورة " عبس " ، حرص النبي على إكرام ابن أم مكتوم وإظهار الحب له بالترحيب به  .. ) .                                                                            * التساؤل المنطقي هنا .. هل من مقام الذات الألهية ، أن يكون معاتبا للبشر ! ، وهل يوجد هكذا سياقات ربانية بين الله وعباده / أي أقصد محمدا ، وهو بشرا كباق البشر ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ  .. / 110 سورة الكهف ﴾ .   

4 . في حدث ، يمكن أن نقول عليه مماثلا .. نسرد الواقعة التالية / من أنجيل لوقا : حيث أن المسيح ذاته ، لم يبتعد أو ينفر أو أن يترفع من أحد الأفراد المصابين بالبرص / علما أن البرص كانوا منبوذين مجتمعيا ، ويعيشون في أطراف المدينة ، بل حن عليه المسيح و شفاه { وأَتاه أَبرَصُ يَتَوَسَّلُ إِليه ، فجَثا وقالَ له : (( إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ على أَن تُبرِئَني )).41 فأَشفَقَ عليهِ يسوع ومَدَّ يَدَه فلَمَسَه وقالَ له : (( قد شِئتُ فَابرَأ )) 42 فزالَ عَنهُ البَرَصُ لِوَقِته وبَرِئ . 43 فصَرَفَهُ يسوعُ بَعدَ ما أَنذَرَه بِلَهْجَةٍ شَديدَة 44 فقالَ له : إِيَّاكَ أَن تُخبِرَ أَحَداً بِشَيء ، بَلِ اذهَبْ إِلى الكاهن فَأَرِهِ نَفسَك / أنجيل لوقا 1 : 40 - 44}.

خاتمة :                                                                                                                               أرى أنه للنبوة صفات وميزات ، تفوق ما لدى البشر ، منها ( الصدق ، الفطنة ، العصمة ، الأمانة ، أن يكونوا خير البشر وأفضلهم .. / نقل بأختصار من موقع موضوع ) .. وممكن أن نضيف أليها الصفات الأميز : المحبة ، الصبر ، الكلمة الطيبة ، التسامح ، العفو عند المقدرة ، الغفران وأن لا يكون سببا في أسالة دم الأخرين ... تاركا الأمر والحكم للقارئ ! .

23
                                         قراءة .. للآية 3 من سورة المائدة

الموضوع :
سألقي أضاءة مقتضبة ، في هذا البحث المختصر - على النص المستقطع من سورة المائدة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا / 3 سورة المائدة ) وتفسيرها بأختصار ، وفق أبن كثير / موقع القرآن (( هذه أكبر نعم الله عز وجل ، على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم ، فلا يحتاجون إلى دين غيره ، ولا إلى نبي غير نبيهم ، صلوات الله وسلامه عليه ; ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء ، وبعثه إلى الإنس والجن ، فلا حلال إلا ما أحله ، ولا حرام إلا ما حرمه ، ولا دين إلا ما شرعه ، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خلف .. أي : صدقا في الأخبار ، وعدلا في الأوامر والنواهي ، فلما أكمل الدين لهم تمت النعمة عليهم ; ولهذا قال تعالى" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم "( أي فارضوه أنتم لأنفسكم ، فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبه وبعث به أفضل رسله الكرام ، وأنزل به أشرف كتبه ) قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قول : اليوم أكملت لكم دينكم - وهو الإسلام ، أخبر الله نبيه والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان ، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا ، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا ، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا . )) .

القراءة :                                                                                                                                     *  في قراءتي سوف لن أتعرض على تفسير المفسرين ، لأن تفاسيرهم تحتاج الى مقالات عديدة ، من كثر ما يرقعون ثغرات النصوص ! .                                                                                                                                    1 - كتمهيد ، يوجد في سورة المائدة ، 120 آية ، وتسلسل نزول سورة المائدة هو 112 ، علما أن عدد سور القرآن ، كما جاء في / موقع موضوع ( يقول الزركشي : " اعلم أنّ عدد سور القرآن العظيم باتفاق أهل الحلّ والعقد مئة وأربع عشرة سورة كما هي في المصحف العثماني ، أولها الفاتحة وآخرها الناس " ، ونقل عن مجاهد ، أنّ البعض قد يعدّ سور القرآن الكريم مئة وثلاثة عشر سورة . وذلك بجعل سورتي الأنفال والتوبة سورةً واحدة ، لأنّ سورة التوبة لا تُفتتح بالبسملة ، وقال الزركشي إنّ هذا القول مرفوض ؛ لأنّ رسول الله ، قد سمّى كلّ واحدةٍ منهما باسم خاص بها ) .           * تساؤلي .. لماذا لم تكن الآية موضوعة البحث ، في أخر ترتيب سور القرآن ، بأعتبارها تنص على ختام الدين " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ  .. " ! .
                 
2 - الكثير من الآيات المذكورة في سورة المائدة ، ليس لها علاقة ، بفحوى نص " أكمال الدين " ، منها مثلا : مقطعا من الآية 6 " جاء أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُۚ مَا يريد ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ " ، فهل هذا موضوعا ينص عليه الله في ختام دين الأسلام " اليوم أكملت لكم دينكم .." وهل موضوعة جاءك : " الغائط " ، لائقة بالله وببنية النص القرآني معا .. كذلك مقطعا من الآية 38 " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " ، فهل الله قاتلا وعنيفا بهذا القدر / دون تبيين الأعذار والموجبات لهذه العقوبة - لكي يختم دينه ، بقطع يد السارق ، دون معرفة دوافع السرقة ! ، علما أن الخليفة عمر بن الخطاب ، أوقف عقوبة قطع يد السارق ! . ( في خلافة عمر بن الخطاب عنه وقعت بالمدينة وما حولها من القرى مجاعة شديدة ، وكان ذلك في 18هـ بعد عودة الناس من الحج ، فحبس المطر من السماء وأجدبت الأرض ، وهلكت الماشية ، واستمرت هذه المجاعة تسعة أشهر ، حتى صارت الأرض سوداء فشبهت بالرماد / نقل من موقع قصة الأسلام ) .     
     
* تنويه : في بداية سورة المائدة ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَوۡفُواْ بِٱلۡعُقُودِۚ أُحِلَّتۡ لَكُم بَهِيمَةُ ٱلۡأَنۡعَٰمِ إِلَّا مَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ غَيۡرَ مُحِلِّي ٱلصَّيۡدِ وَأَنتُمۡ حُرُمٌۗ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ مَا يُرِيدُ / 1 ) ، المتكلم هنا ليس الله ، لورود جملة " إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ مَا يُرِيدُ " ، فهو ضمير ثالث ، أهو محمد ، أم من ! .. وبالرغم من ذلك ، فأن المفسرون ، يفسرون بأن المتكلم هو الله ! .

3 - الملاحظ أن صيغة النص " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ .. / 3 سورة المائدة " ، سردها الله عز وجل ، وبنص قرآني ، لأن القرآن / وفق العقيدة الأسلامية ، هو كلام الله .. ولكن من جانب أخر ،  كان من المفروض منطقيا ، أن يأتي هذا الخبر من رسول الأسلام ، لأنه صاحب الدعوة - وان تسرد بحديث صحيح ومتواتر من محمد ، وأن لا تصدر من الله .   

4 - الفقرة 3 أنفا ، تقودنا الى تساؤل أخر ، فلو كان الأمر غير ذلك - أي أن النص القرآني جاء ، من مخاطبة محمد للمؤمنين ، وليس من الله / لأن النص جاء بصيغة ضمير ثالث ، فهذا يعني ، أن كاتب القرآن ، هو محمد ، بغض النظر أن كان محمدا أميا أم لا ! وهنا نكون نحن أمام أشكالية معقدة أخرى ، وهي : هل أن القرآن من عند الله أم من عند محمد ! .

خاتمة :                                                                                                                             خلاصة الأمر ، ما هي " النعمة " التي تركها محمد للمسلمين ، الواردة في الشطر الثاني من مقطع نص الآية " وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا / 3 سورة المائدة " ، فأي نعمة كانت للمسلمين بعد موت الرسول ، لأن الحقبة كانت كلها تصارع على الخلافة ، وحروب و فتن .. ، بدأت بتنافس وشجار على الخلافة بعد موت الرسول / وهو مسجى عند زوجه عائشة ، ولم يدفن بعد - وأنتهت بتولية أبو بكر ، وذلك في سقيفة بني ساعدة سنة 11 هج ، التي ضمت تحت سقفها : أبو بكر وعمر .. والجانب الأخر ، كان : سعد بن عبادة ورهط من الأنصار - بعد تنحية علي . ثم حروب الردة 11 - 12 هج . ثم مرحلة قتال الصحابة بين بعضهم البعض ، حيث تم قتل عثمان والتمثيل به سنة 35 هج - بمشاركة محمد بن أبي بكر الصديق . ومن ثم موقعة الجمل سنة 36 هج - بين علي بن أبي طالب وطلحة بن الزبير ، ترافقه عائشة زوج الرسول / على ظهر الجمل . ومن ثم موقعة صفين سنة 37 هج / واقعة رفع المصاحف على الرماح - بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان . وكارثة مقتل الحسين بن علي / حفيد الرسول ، والتمثيل به ، ومن ثم قطع رأسه ، ورفعه على الرماح والطوفان به بين البلدان .. والقائمة تطول . أن كان محمدا قد أكمل دينه ، فهذا الأمر كان شكليا ، لأن الكل كان منتظرا ومنتهزا فرصته للأنقضاض على الخلافة .                                                                                خلاصة الأمر : أنه بموت محمد أنتهت الدعوة الأسلامية ، وبدأت بعدها ، مرحلة التصارع على السلطة والخلافة والحكم ، وما يتبعها من غنائم ، مع ترك الدين جانبا - أن أكمل هذا الدين ، أو أن لم يكتمل .   


24
تقاطع القرآن مع الأحاديث حول " المسيح "

لا بد لنا كمهتمين بالموروث الأسلامي ، أن " نقدم العقل على النقل " في أي نص منقول ألينا . لأنه في النقد العلمي ، ليس من مقدس - ولا يوجد خطوط حمر لأي بحث - ما دمنا نتبع الطرق والأساليب العلمية الرصينة ، وفق الأصول في البحث. 
الموضوع :                                                                                                                               قيل عن المسيح في القرآن ، ما لم يقال عن أي نبي أو رسول أو أنسان ، وسأعرض نصين / آية وحديث ، الأول يتعلق بالمسيح ، والثاني يعني أتباعه  - مع تفسير مقتضب / مع نصوص أخرى وفق مقتضيات المقال ، وذلك لأبين التقاطعات الشائكة في الموروث الأسلامي .. ومن ثم سأسرد قراءتي العقلانية .
1 . جاء في القرآن عن المسيح ، التالي - على سبيل المثال وليس الحصر ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ.. / 171 سورة النساء ) ، أنه من أبدع الأوصاف التي قيلت بحق المسيح ، وهو النص القرآني ، القائل : أن المسيح رسول الله و" كلمة الله ورح منه " . ولكن المفسرون شطحوا في التفسير ، وذهبوا بعيدا عن فحوى ومضمون ، وما يرمز أليه النص ، فقالوا ، وفق تفسير بن كثير / موقع القرآن ، التالي ( ينهى تعالى أهل الكتاب عن الغلو والإطراء ، وهذا كثير في النصارى ، فإنهم تجاوزوا حد التصديق بعيسى ، حتى رفعوه فوق المنزلة التي أعطاه الله إياها ، فنقلوه من حيز النبوة إلى أن اتخذوه إلها من دون الله يعبدونه كما يعبدونه ، بل قد غلوا في أتباعه وأشياعه ، ممن زعم أنه على دينه ، فادعوا فيهم العصمة واتبعوهم في كل ما قالوه ، سواء كان حقا أو باطلا أو ضلالا أو رشادا ، أو صحيحا أو كذبا .. ) .                                                                                                                   * المفسرون ، غفلو من أن المسيح ليس مجرد رسول كباقي الرسل ، وبذات الأمر ، أنه ليس له مواز من أي رسول أو نبي ، وله صفات لم تكن لغيره ، لا من قبل ولا من بعد ، فهو لم يقبر ، لأنه حي لم يمت . ومن جانب أخر ، كيف لكلمة وروح الله ، أن تتماثل أو أن تتشابه مع الغير ! . 

2 . ولكن رسول الأسلام ، يورد حديثا أشكاليا ( وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ / مُتفقٌ عليه ) ، أن محمدا بهذا الحديث ، يقاتل العالم كله ، أن لم يسلموا .. ، بما فيهم أتباع المسيح - الذي وصفه القرآن ب " كلمة الله وروح منه " ! . وتفسير الحديث ، وفق موقع الأمام أبن باز ( أما إذا امتنع من الشَّهادتين أو إحداهما ، أو من الصلاة أو الزكاة فإنهم يُقاتلون حتى يُنيبوا إلى هذا ، وحتى يعبدوا الله وحده ، وحتى يُقروا للرسول بالرسالة ويتَّبعوه ، وحتى يُؤدوا الصَّلوات الخمس ، وحتى يُؤدوا الزكاة ، فإذا كان مع المسلمين فلم يُقاتل ولكن بخل بالزكاة تُؤخذ منه جبرًا ، تُؤخذ بالقوة ، فإذا قاتلوا دونها قُوتلوا ، كما فعل الصديقُ والصحابةُ .. ) .         * الحديث مطلق وعام ، أن محمدا يقاتل كل من لم يؤمن برسالته ، ومنهم المسيحيين ، أتباع المسيح كلمة الله وروح منه .

القراءة :                                                                                                                                         أولا - سائل يسأل ، ماهي " العلاقة " بين النص القرآني 171 من سورة النساء ، الوارد في أعلاه ، وبين حديث الرسول ( أمرت أن أقاتل الناس ) وما هو " التقاطع " بينهما ، وحتى نجيب على هذين التساؤلين ، لا بد لنا ، أن نفسرهما عقلانيا.

ثانيا - بأختصار ، عندما يكون المسيح كلمة الله و روح منه ، هذا يعني أن الروح والكلمة مرتبطان مع الله منذ الأزل ، والله الذي يقول كن فيكون ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ / ١١٧ سورة البقرة ) أنما يكون هذا بكلمة الله - الذي هو المسيح . ولكن هذا التفسير قاطع للآية التالية ( أن مثل عيسى عند الله كمثل أدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون / 59 سورة آل عمران ) ، فكيف المسيح الذي هو كلمة الله وروح منه / منذ الأزل ، أن يكون مخلوقا من تراب كغيره من البشر ! .. ومن موقع / النور ، أنقل التفسير التالي ، حول تلازم الروح والكلمة مع الله ( فالقرآن يدعو المسيح كلمة الله وروحاً منه ، وهذا يدفعنا إلى أنْ نتساءل : أكان الله قبل أن يبدع هذا العالم ذا روح وكلمة ، أم لم يكن كذلك ؟ فإن قيل هو روح وكلمة منذ الأزل ، قلنا أهُمَا ذات الله أم غيره ؟ فإن قيل هما غيره ، قلنا ، إذاً فمع الله اثنان ، ومن كان معه غيره فهو ليس واحداً . وهذا باطل . وإن قيل : إن الروح والكلمة مخلوقان وليسا موجودَيْن منذ الأزل ، كان هذا مناقضاً للاعتقاد في الله تعالى من أنه الكائن الأزلي الحي الناطق ، لأننا لم نصفه بهذه الصفات إلا لأننا نعتقد فيه الحياة والنطق منذ الأزل ، وليس من سبيل للاستدلال على الحياة والنطق إلا بالروح والكلمة ، لأن الروح جوهر الحي ، والكلمة كنه الناطق . فلم يبق والحالة هذه إلا أن نقول إن الروح والكلمة هما ذات الله ، لهما صفاته كلها ، دون تعدد أو إنفصال حتى نتقي شر الشرك به تعالى ، والطعن في ذاته المقدسة الكاملة بحرمانها النطق والحياة حيناً من الزمن . ) .                                                                                                             

ثالثا - الرسول ذاته ، بحديث له ، يقول لا تطروني كالمسيح ، ، فأنا عبد لله ، وهذا أعتراف غير مباشر منه ، بقدر ومكانة المسيح العليا ، مقارنة بوضع محمد البشري ( قال الإمام أحمد : حدثنا هشيم قال : زعم الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس ، عن عمر : أن رسول الله قال : " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، فإنما أنا عبد الله ورسوله ") .

رابعا - أما حديث الرسول ( أمرت أن أقاتل الناس .. ) ، فهو يقاطع الكثير من النصوص ، وخاصة النص 171 من سورة النساء المشار أليه في أعلاه ، فكيف لمحمد ، أن يقاتل الناس أجمعين ، ومنهم أتباع المسيح - وهوروح الله وكلمة منه ! . من جانب أخر ، أن الحديث ذاته يقاطع النص القرآني التالي ، المتعلق بالأنتماء العقائدي ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ / 6 سورة الكافرون ﴾ ، ويقاطع أيضا نصا أخرا / المتعلق بحرية الأيمان ( فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ / 29 سورة الكهف ) .

خامسا - التساؤل المهم ، أن محمدا ، وفق العقيدة الأسلامية ، يتكلم بوحي من الله  ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى / 3 ، 4 سورة النجم ﴾ ، فكيف لمحمد يورد حديثا ( أمرت أن أقاتل الناس .. ) ، بخلاف النص القرآني ! ، ونطقه موحى له من الله .                                                           

سادسا - أتباع المسيح لهم مكانة خاصة ، ووصفهم القرآن وصفا دقيقا منزها عن الأخرين ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ / 55 سورة آل عمران ) .. فكيف لمحمد أن يقاتلهم ، وهم فوق الذين كفروا ! .

خاتمة :                                                                                                                                 من كثرة التقاطعات والتناقضات والخلافات في النصوص والأحاديث ، الأمر الذي جعل من المفسرين ، أن يرقعوا النصوص ، وما تلبث أن تنفتق ! . وذلك لأن الوضع بات واضحا ، من أن كتبة القرآن ، غير متفقين فيما بينهم ، أو أن ما كتبه الأولون لم يقرأه أو يطلع عليه اللاحقون .. والله أعلم .


25
                                 عن موت الرسول محمد ونهاية الدعوة المحمدية

أرى أن موت محمدا ، سنة 11 هجرية ، أشرت بشكل لا يقبل اللبس ، الى نهاية الدعوة المحمدية / الأسلامية ، وبدأ عصر الحكم والسلطة ، ويمكن أن أوشر بدايات هذا الوضع ، بثلاث وقائع رئيسية / على سبيل المثال وليس الحصر ، وهي :
1 . طلب الرسول كتابة وصية / في أيامه الأخيرة ، وهو بحكم الميت ومسلوب القرار : قبل وفاة الرسول 11 هجرية - وهو يحتضر ، طلب من أصحابه أن يكتب لهم وصية ، فقد جاء في / موقع الألوكة ، التالي ( حديث " هلموا أكتب لكم " في صحيح البخاري ، روى البخاريُّ هذا الحديث في مواضع عدة : فرواه في كتاب العلم ، باب كتابة العلم ، بسنده عن عبيدالله بن عبدالله [ أي ابن عتبة بن مسعود ] عن ابن عباس قال : لما اشتدَّ بالنبي وجَعُه قال : ائتوني بكتاب أكتبْ لكم كتابًا لا تضلوا بعده . قال عمر : إن النبي غلبه الوجع ، وعندنا كتابُ الله حسبنا . فاختلفوا ، وكثر اللغط . قال : قوموا عني ، ولا ينبغي عندي التنازع . فخرج ابنُ عباس يقول : إنَّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله  وبين كتابه .. ) .
أضاءة :                                                                                                                                 يمكن أعتبار منع الرسول من كتابة وصية لأصحابه / وهو على فراش الموت ، تعد بأنها أول عملية تمرد على أوامر الرسول في حياته ، بشكل صريح وعلني . ويمكن أن الصحابة / وعمر بالتحديد - خشي أن يكتب محمدا أمرا ، لا يتماشى مع مصالحهم ، ك أن يوصي بالخلافة لعلي ! .عندئذ لا يمكن أغفال الوصية .. لذا الرسول طردهم ، بعد أن تمردوا عليه ! .

2 . سقيفة بني ساعدة : وحين قضى محمدا - وعلي أبن عمه وآل بيته يحضرونه للدفن ، أجتمع أصحابه ، لأختيار من يخلف محمدا - وهو مسجى في دار عائشة زوجه ، فقد جاء في موقع / ويكي شيعة ، التالي ( واقعة سقيفة بني ساعدة ، وهي أولى الوقائع التي حدثت بعد رحيل النبي في السنة 11 من الهجرة ــ ومن أهمها ــ حيث تم مبايعة أبي بكر خليفة  للمسلمين بعد رسول الله . فاجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة لملئ فراغ القيادة بعد النبي ، ثم التحق بهم نفر من المهاجرين ، فانقسمت الصحابة إلى فريقين : الأول وهم من الأنصار ، يطالبون بخلافة سعد بن عبادة ، الطرف الآخر وهم من المهاجرين ، يطالبون بخلافة أبي بكر بن أبي قحافة ، إلا أنه - وفي نهاية المطاف - التفّت ثلة حول أبي بكر لتبايعه ، ثم تبعها الآخرون ، فتمّ تقليده كـخليفة على رؤوس المسلمين ، وذلك في اجتماع لم يحضره بنو هاشم وأهل بيت الرسول ، وعلى رأسهم علي بن أبي طالب -  ذلك لانشغالهم بتجهيز الرسول وتوديعه ) .
أضاءة :                                                                                                                                            سقيفة بني ساعدة ، هي أول مؤامرة ، بعد وفاة الرسول ، حيث أن الصحابة ، أنقسموا الى ثلاث طوائف : (1) آل بيت الرسول وبنو هاشم ، كانوا منشغلين بتحضير محمد للدفن ، وعلى رأسهم أبن عم محمد ، علي بن أبي طالب ./ لذا فقد تخلفوا عن الحضور لأنشغالهم بدفن محمد . أما الحضور ، فهم : (2) جماعة الأنصار ، وعلى رأسهم سعد بن عبادة .  (3) جماعة المهاجرين ، يتقدمهم أبو بكر وعمر .. وأنهوا المبايعة فيما بينهم ، وأختاروا أبا بكر ، منحين عليا جانبا .

3 . تسميم الحسن ومقتل الحسين وسب الأمام علي بن أبي طالب :
أولا - " فقد نُقِل أن الحسن بن علي ، قد  مات مسموماً ، واختلفوا في من سمّه ؛ فقيل معاوية ، وقيل يزيد بن معاوية ، وقيل زوجة الحسن ، ولم يثبت سنة وفاته ، فمنهم من قال : 49 أو 50 أو 51 هج / نقل من موقع أسلام أون لاين " .
ثانيا - " مقتل الحسين بن علي في معركة الطف 10 محرم 61 هج ، ومن أسباب ذلك وفق أبن العماد / شذرات الذهب : أنه كان قد أبى من البيعة ليزيد حين بايع له أبوه رابع أربعة عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر . فلما مات معاوية كتب أهل العراق إلى الحسين يسألونه القدوم عليهم ، فسار بجميع أهله ، حتى بلغ كربلاء موضعاً بقرب الكوفة ، فعرض له عبد الله بن زياد ، فقتلوه ، وقتلوا معه ولديه : علياً الأكبر ، وعبد الله ، وإخوته جعفراً ، ومحمداً ، وعتيقاً ، والعباس الأكبر ، وابن أخيه قاسم بن الحسن ، وأولاد عمه محمداً وعوناً ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب ، وابنيه عبد الله ، وعبد الرحمن ، ولم يقتل أهل بيته جميعاً ، وأفلت منهم على الأصغر بن الحسين وحسن بن حسن بن علي وعمرو بن حسن والقاسم بن عبد الله بن جعفر وفاطمة وسكينة بنتا الحسين وزوجته الرباب الكلبية والدة سكينة وأم محمد بنت الحسن بن علي وعبيد وإماء لهم : ووجد بالحسين 33 طعنة و 34 ضربة ، وقد نحر رأس الحسين وطاف به في الأمصار ، ومجمل من قتل معه من الفاطميين كان 17 رجلاً / نقل من موقع أسلام ويب ".
ثالثا - " أستمر سب الأمام علي بن أبي طالب ل 60 عاما ، الى أن منعه الخليفة عمر بن عبد العزيز ، عندما تولى الحكم سنة 99 للهجرة . / نقل من موقع ويكي شيعة " . وقد اكد سب عليا ، في العديد من المصادر ، منها : " قال المسعودي في مروج الذهب ( ثم ارتقى بهم الأمر في طاعته ـ أي معاوية ـ إلى ان جعلوا لعن علي سنة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير ) . وقال ابن حجر في ( فتح الباري ) : ( ثم اشتد الخطب فتنقصّوه واتخذوا لعنه على المنابر سنّة ، ووافقتهم الخوارج على بغضه ) . وقال الزمخشري في ( ربيع الابرار ) : ( انه كان في أيام بني امية أكثر من سبعين ألف منبر يلعن عليها علي بن أبي طالب بما سنّه لهم معاوية في ذلك ) ، ذكره العلامة الأميني في ( الغدير ) نقلاً عن الزمخشري . وعن الحموي في ( معجم البلدان ) : ( لعن علي على منابر الشرق والغرب ) .. / نقل من موقع مركز الأبحاث العقائدية " . أضاءة :                                                                                                                            الحدث الثالث ، يمثل التصفية الجسدية لآل بيت الرسول ! ، وحقيقة الأمر ليس قضية مبايعة يزيد بن معاوية ، لأن واقع الأمر كانت بواكيره في : واقعة السقيفة ، ومن ثم خلافة علي ، و موقعة الجمل " هي معركة وقعت في البصرة عام 36 هج بين قوات علي بن أبي طالب والجيش الذي يقوده طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام بالإضافة إلى عائشة .. " ، و موقعة صفين " هي معركةٌ وقعت في منطقة تُعرف حالياً بالحدود السورية العراقية بين جيش الخليفة الرابع علي بن أبي طالب وجيش الصحابي معاوية بن أبي سفيان في سنة 37 هج .. " .. شخصيا أرى ، انه هناك عملا ممنهجا للقضاء على آل محمد ، ولولا العرف والتقليد القبلي والعشائري العربي ، لأنقضوا / في واقعة الطف ، على النساء أيضا ! . أما سب عليا من على المنابر ل 60 عاما ، هو أكبر دليل على أن الحقد الأموي المخزن بين علي وبين دار آل سفيان قبل دعوة محمد ، لم يطفأ بل أستمر ! - ودماء أحفاد محمد لا زالت لم تجف من على أرض الطف ! . 

الخلاصة :                                                                                                                              أن موت محمدا ، أزاح الحجاب عن أوجه من كان يعتبر أقرب الصحابة أليه ! ، فالكل بغى أن يأخذ ما كان يحلم به من موقع في السلطة والحكم . فالمرحلة الأولى ، حقبة / ما يسمى بالخلفاء الراشدين ، وما بها من صراعات ، كانت دليلا أوليا ، على نهاية الدعوة المحمدية / بشكل خجل - والشاهد التمثيل بعثمان بن عفان ، وهو زوج أبنتي محمد رقية وأم كلثوم .. أن محمدا كان غطاءا وسترا على الخلافات والصراعات والتناحرات ، بين الصحابة .. أما ذبح الحسين بن علي ، فكان هو البداية والشاهد الفعلي ، على أن دعوة محمد قد أنتهت ، ولم تبقى أي مكانة معنوية لآل البيت ، أنما الذي أستمر وبقى هو الحكم والطموح للسلطة . وأن أستمرار المعتقد المحمدي ، كان غطاءا من أجل أستغلاله ، كمظلة للحكم والخلافة والسلطة .

26
                                    قراءة في كتب الصحاح بين السنة والشيعة 
مقدمة :                                                                                                                                                      قبل الولوج في موضوع المقال ، لا بد لنا أن نقول ، أنه ليس من أتفاق بين السنة والشيعة في الكثير من الروايات ، ومنها موضوعة الأحاديث / وهو موضوع مقالنا - دون الدخول في تقاطع الخلافات والأختلافات العقدية بين المذهبين .. والكل يدعي أنه الأصح والأصوب ، وهذا ليس بغريب عليهما ، اللذين ينعت أحدهما الأخر ، بتسميات متداولة بينهما ، فالسنة : تنعت الشيعة بالروافض (( نشأت فرقة الرافضة عندما ظهر رجل يهودي من يهود اليمن اسمه ( عبدالله بن سبأ ) ادّعى الإسلام وزعم محبة آل البيت ، وغالى في علي ، وادعى له الوصية بالخلافة ، ثم رفعه إلى مرتبة الألوهية ، وهذا ما تقر  به الكتب الشيعية نفسها . قال القمي في كتابه ( المقالات والفرق ) : يقر بوجوده و يعتبره أول من قال بفرض إمامة علي ورجعته وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة .. / نقل بأختصار من موقع مداد )) . والشيعة : تنعت السنة بالنواصب (( الناصبي هو من عادى الإمام علي ، أو أحداً من أهل البيت .. وإنكر فضائل أهل البيت ، وكذلك معاداة الشيعة . ذهب فقهاء الشيعة إلى القول بنجاسة  النواصب ، وأنّهم في حكم الكفار .. ولا يجوز دفع الصدقة إليهم ، كما لا يجوز تزويجهم .. ويرى بعض الباحثين أنّ ظاهرة النصب نشأت بمقتل عثمان ، واستمرت في عهد الأمويين ، حيث قاموا بسبّ الإمام علي من على المنابر .. ومن أشدّ النواصب هما معاوية بن أبي سفيان والخوارج .. وقد ألّف الشيعة كتبا حول النصب والنواصب ، ومنها " الشهاب الثاقب في بيان معني النواصب " للمحدث البحراني / نقل من موقع ويكي شيعة )) .
الموضوع :                                                                                                                                  1 . هناك العديد من كتب الصحاح لدى السنة والشيعة ، وسوف أمر على ذكر أشهرها . فبالنسبة للسنة هناك كتب صحاح متعددة ، ولكن الأكثر شيوعا ، هي كتب الصحاح الستة ، فقد جاء في / موقع أسلام ويب ، بصددها التالي ( فإن مصطلح الكتب الستة لقب أطلق على ستة مؤلفات في علم الحديث لكونها هي أصح الكتب المؤلفة في هذا الفن ، وهذه الكتب هي : صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، وسنن النسائي ، وسنن الترمذي ، وسنن أبي داود ، وسنن ابن ماجة . فبالنسبة لصحيحي البخاري ومسلم ، فإن ما فيهما قد تلقته الأمة بالقبول ، سوى أحاديث يسيرة انتقدها الحفاظ ، وهي مدونة معروفة ، كما فعل الدار قطني في كتابه " التتبع ". أما السنن الأربعة : فتشتمل على بعض الأحاديث الضعيفة ، ولذا ، فالحكم على حديث فيها يحتاج إلى تتبع طرقه ، والحكم عليه بما يليق من أهل هذا العلم ، وقد قام بعض العلماء بذلك ..) . 2 . وللشيعة أربع صحاح ، ومن موقع / ويكي شيعة ، أنقل ما جاء بصددها ( الكتب الأربعة ، أو الأصول الأربعة ، هي الكتب الحديثية الأربعة التي حظيت بمكانة خاصة بعد القرآن الكريم عند الشيعة الإمامية ، وهي : الكافي ، والتهذيب ، والإستبصار ، وكتاب من لايحضره الفقيه . أول من استخدم هذا الاصطلاح هو الشهيد الثاني / زين الدين بن نور الدين العاملي 911-965 هـ من أحفاد العلامة الحلي ، وبعد ذلك شاع استخدامها في المصادر الفقهية.  يعتقد بعض علماء الشيعة بأنّ جميع روايات الكتب الأربعة معتبرة ، لكن أكثرهم يعملون بالمتواتر منها أو ما كانت أسنادها صحيحة فحسب ).
تبادل الأنتقادات بين المذهبين :                                                                                                                    1 . كل جانب / السنة والشيعة ، ينتقد الطرف الأخر ، ويبين أن صحاحهم هو الأصوب ، فالشيعة ، لا تعترف بكل صحاح السنة جملة وتفصيلا ، وقد جاء في موقع / مركز الأبحاث العقائدية ، التالي بشأن أنتقاد الشيعة لصحاح السنة ( إن الشيعة لا تقبل بالبخاري ومسلم والصحاح الست . وعلى كل مسلم حر أن لا يقبل ، من أين لكم أن البخاري ومسلم أو الصحاح كلها صحيحة ، مع ما فيها من اسرائيليات وأحاديث فيها أهانات صريحة لرسول الله وللأنبياء ؟!! والشيعة لا يوجد عندها كتاب صحيح من أوله إلى آخره غير القرآن الكريم ، وكل كتاب غير القرآن يخضع للبحث السندي ، فتبحث الشيعة أولاً في مؤلفه ، ومن ثم في الأحاديث التي يرويها واحداً تلو الآخر ، فإذا كان المؤلف مستقيم العقيدة ثقة صدوق ، تعتمد الشيعة على كتابه ، ومن ثم تنظر في كل حديث يرويه ، فإذا صح سند أي حديث تعمل به .. ) .                                               2 . كذلك اهل السنة والجماعة ، بينت ذات الشئ ، بالنسبة لصحاح الشيعة الأربعة ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، الكثير من الأنتقادات ، أنقلها بأختصار ( قد توجد في كتب الشيعة بعض الأخبار الصحيحة في فضائل أهل البيت مثلا ، لكن صحتها ثابتة بأسانيد أهل السنة ، لا بأسانيد الشيعة ، ولا بالاعتماد على كتبهم ؛ فهؤلاء الشيعة لم ينفردوا بحديث صحيح واحد لم يروه أهل السنة . قال ابن تيمية : " ومفاريد الرافضة التي تدل على غاية الجهل والضلال كثيرة ، لم نقصد ذكرها هنا . لكن المقصود : أن كل طائفة سوى أهل السنة والحديث المتبعين لآثار النبي لا ينفردون عن سائر الطوائف بحق ، والرافضة أبلغ في ذلك من غيرهم . فلا يعقل أن ينفرد الشيعة الرافضة بحديث صحيح ؛ لأن صحة الحديث لا بد لها من شروط ومن أهمها عدالة رواته وضبطهم لمروياتهم ".. ) .
القراءة :                                                                                                                                   أولا - كتب صحاح السنة ذاتها ، بها أشكالية ، حيث يقول المفسرون بشأنها الكثير ، فصحيح البخاري ، الكتاب الأساس ذاته مشكوك بصحته ! . خاصة لوجود " الحقبة الزمنية بين الرسول / المتوفى 11 هج والبخاري / المتوفى 256 هج ". كذلك ، أن البخاري " بين أنه من 600 ألف حديث ، فرز ، ما مجموعه 7275 حديثا ، وبتتبع وفرز أبن حجر خلص الى 2761 حديثا ! " . وكذلك وجود أحاديث بها أهانة للرسول ، مثلا حديث " سحر النبي وحديث كلام الذئب والبقرة ومحاولة أنتحار الرسول " أما السنن الأربعة الباقية / سنن النسائي ، وسنن الترمذي ، وسنن أبي داود ، وسنن ابن ماجة : فتشتمل على بعض الأحاديث الضعيفة ، والحكم على حديث فيها يحتاج إلى تتبع طرقه ، والحكم عليه بما يليق من أهل هذا العلم .                                                                                                                              ثانيا - الشيعة بينت في مصادرها ، أن كل الصحاح مشكوك بها / الصحاح الستة والأربعة دون أستثناء ، وهذا أعتراف خطير ( والشيعة لا يوجد عندها كتاب صحيح من أوله إلى آخره غير القرآن الكريم ، وكل كتاب غير القرآن يخضع للبحث السندي ) .. وما أراه أنه هناك أشكالية في الصحاح الأربعة للشيعة أيضا ، وذلك لأن هذه الصحاح أعتمدت لاحقا ( أول من استخدم هذا الاصطلاح - الصحاح الأربعة ، هو الشهيد الثاني / زين الدين بن نور الدين العاملي 911-965 هـ من أحفاد العلامة الحلي ، وبعد ذلك شاع استخدامها في المصادر الفقهية ) . وهذا يقودنا الى تساؤل  أخر ، ماذا كانت تعتمد الشيعة قبل القرن العاشر الهجري / أي قبل أعتماد صحاحها من قبل الشهيد الثاني ! .                                                           
خاتمة :                                                                                                                               ختاما ، أود أن أثبت بعض المؤشرات : 1 . وبالتحديد " النقد " الموجه بين السنة والشيعة ، تجاه أحدهما للأخر ، بخصوص صحة كتب الصحاح ، وذلك لأن كتب الصحاح تضم أحاديث ، موزعة بين أحاديث " الصحيح والحسن والضعيف " - أو التصنيف الأخر " الحديث المتواتر / جماعة عن جماعة  .. عن الرسول ، وحديث الأحاد - الظني / فرد عن جماعة عن فرد .. عن الرسول " . 2 . قول الكثير من الفقهاء ، ومنهم السيوطي ، بأن معظم الأحاديث هي آحاد (( فقد بين في كتابه " الازهار المتناثرة .. " مقارنة بما ورد من الأحاديث كلها دون المكرر وهي زهاء (11000) ، يتبين لدينا أن نسبة المتواتر من الأحاديث لا تجاوز 1% فقط وأن نسبة الأحاديث الآحاد الظنية حوالي 99% .. )) . 3 . وهناك  أشكالية معقدة بخصوص كتب الصحاح الستة والأربعة معا ، وهي الشك في صحتها جميعا : وذلك لأن الأحاديث لم تكتب في زمان قولها / أي حقبة الرسول " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : لا تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلا حَرَجَ ../ رواه مسلم (الزهد والرقائق/5326) " . 4 . وفي حقبة الرسول المتأخرة / حتى ولو فرضنا ذلك جدلا - أن الأحاديث قد كتبت ، بعد تمكن قوة الرسول ، فأن من جاء بعده - أبو بكر وعمر ، حرقوا كل ما كتب ( فقد نقل الذهبيّ : أنّ أبا بكر جمع أحاديث النبيّ في كتاب فبلغ عددها خمسمائة حديث ، ثمّ دعا بنار فأحرقها ! . و الغريب أنّ أبا بكر لم يستند في إتلافه هذا الكتاب إلي نصّ شرعيّ ، و إنّما برّر فعله ذلك بأنّه أتلفه مخافة أن يكون كتب شيئا لم يحفظه جيّدا ! . / نقل من موقع الحوزة الاعلامي ) . 5 . عمر فعل ذات الأمر ( أبو بكر منع رواية سنة الرسول أولا ، ثم أحرق سنة الرسول المكتوبة عنده ، أما عمر فقد جمع سنة الرسول المكتوبة عند الناس و الكتب المحفوظة لديها فأحرقها ../ نقل من موقع مركز الأشعاع الأسلامي ) . 6 . يضاف لذلك الشكوك ، حول الفرق العددي المثير للأنتباه ، بين أحاديث أبو بكر/ 500 حديث - التي من الممكن أن تصح / لمعاصرته الرسول ، وأحاديث الصحاح اللاحقة التي ألفت وهي بالألاف .  تأسيسا من كل ذلك ، أعتقد شخصيا أن " معظم كتب الصحاح " كلها مؤلفة من قبل كتابها ، وبتوجيه من سلاطين العصر .         نقطة رأس السطر .

27
                                               ما قيل وما يقال عن الخمر في الجنة   
الموضوع :                                                                                                                               سأسرد أضاءة حول الخمر في الجنة وفق المعتقد الأسلامي ، والذي جاء في سياق الآية 15 من سورة محمد - مركزا فقط على موضوعة " الخمر " قدر الأمكان ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ) ، وتفسيرها وفق موقع / أسلام ويب " أن الله تعالى حكيم في تدبيره وتشريعه وقد حرم الخمر في الدنيا لما فيها من الضرر على العقل والجسم ، وأباحها في الآخرة وجعلها لذة للشاربين منزهة عن قاذورات خمر الدنيا وأذاها وما فيها من الأضرار ، فنفى عنها صداع الرأس ووجع البطن وإزالة العقل بالكلية " . ووفق موقع القرآن - تفسير الطبري ، أنقل تفسيرا ثانيا ( وقوله " وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ " ، يقول : وفيها أنهار من خمر لذة للشاربين يلتذّون بشربها . كما حدثني عيسى ، قال : ثنا إبراهيم بن محمد .. قال : سألت عنها الحارث ،فقال : لم تدسه المجوس ، ولم ينفخ فيه الشيطان ، ولم تؤذها شمس ، ولكنها فوحاء ، قال : قلت لعكرمة : ما الفوحاء : قال : الصفراء). 

القراءة الأولية :                                                                                                                        وفق المعتقد الأسلامي ، قد مر الخمر بعدة مراحل الى أن وصل الى مرحلة الأجتناب وليس التحريم ! أنقل هذه الأطوار بأختصار من موقع / أبن باز ( أول طور ، أقرهم عليها ولم يمنعهم منها في مكة المكرمة ، وهكذا في المدينة في أول الأمر أقرهم على شرب الخمر ، وكانت الخمر عند العرب لها شأن كبير ، وكانوا ينشدون فيها الأشعار ، وتقع لهم فيها العجائب والغرائب والبلايا .. ولو حرمت في أول الأمر فربما امتنع الناس من دخولهم الإسلام من أجلها .. ثم تطور تحريمها بعد ذلك حتى يدعها الناس عن قناعة وعن بصيرة ، بين لهم أولا في قوله جل وعلا : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا / سورة البقرة 219  " ، فوقع في القلوب شيء من تحريمها . وكان عمر يقول : " اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شافيًا " . تطور أخر : ثم حرم عليهم تناولها عند الصلاة فقال جل وعلا : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ / سورة النساء 43 " .. التطور الأخير: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ / سورة المائدة 90 " . ) .              * أضاءة : من سياق النصوص القرآنية المذكورة في أعلاه ، أن الله تعالى ، تماشى مع حاجات ورغبات البشر ، بل أنه أراد أن يدفعهم للأسلام ، من دون تحريم الخمر بداية ، فأستمر في تحليل الخمر دون تحريمه ، أملا أن يزيد أو يكثر من أتباع الدعوة المحمدية ! ، لأنه لو حرمه في بداية الأمر ، لنفر البشر من دعوة محمد / هكذا يفسر المفسرون ! . والتساؤل هنا : لما كان القرآن " في لوح محفوظ / 22 سورة البروج " وتفسيرها وفق الطبري ( أن اللوح هو المنعوت بالحفظ . وإذا كان ذلك كذلك كان التأويل : في لوح محفوظ من الزيادة فيه والنقصان منه عما أثبته الله فيه ) ، فهل القرآن الذي - هو محفوظ لدى الله منذ الأزل ، وهل الله العالم بكل شئ ، يحتاج الى هذه المراحل من أجل الوصول الى مرحلة الأجتناب ! . وأرى أن الله كأنه ندا للبشر وحاجاتهم / وفق تطور مراحل الخمر ، ولم يكن الله ذو حزم مع البشر ، بأعتباره هو الأعلى .

القراءة الشخصية :                                                                                                                     1 . النص القرآني حول الجنة ، وما تتصف ، وما تتميز ، وما تضم .. كانت مبهرة لعقلية القبائل العربية ، في تلك الحقبة الزمنية ، وأنقل فقرة عن الجنة ، من مقال ل : علي محمد الصلابي / المنشور في موقع الشروق ، وبأختصار ( وتحدَّث القرآن عن نعيم أهلها .. وشرابهم ، وخمرهم ، وانيتهم ، ولباسهم ، وحليِّهم .. ونسائهم ، وعن أفضل ما يُعْطاه أهلها ، وعن آخر دعواهم ؛ بحيث أصبح الوصف القرآنيُّ للجنَّة مهيمناً على جوارح ، وأحاسيس ، وأذهان ، وقلوب المسلمين ) ، أي أن القرآن كان يفتن البشر بالجنة ، ويبلغهم بأنه حتى الخمر المجتنب شربه دنيويا ، مباح شربه في الجنة ، وبنوعيات ممتازة ( لم تدسه المجوس ، ولم ينفخ فيه الشيطان ، ولم تؤذها شمس ، ولكنها فوحاء  قال : قلت لعكرمة : ما الفوحاء : قال : الصفراء ) . ولو فرضنا جدلا أن خمر الجنة فوحاء ، فكيف تبقى كذلك وهي بأنهار جارية ! ، مكشوفة ألم تتلوث ! .                                                                                                                           2 . وحول الخمر ، الذي هو موضوعنا الأساس ، لدي بعض التساؤلات :                                                             أولا - شخصيا لا أدري عن كيفية معرفة نوعية خمر الجنة عن نوعية خمر الدنيا ،أهل جربه أحدا حتى يفتينا بهذا الوصف.                                                                                                                                       ثانيا - وهل من المهام الألهية ، العمل على تخمير خمر الجنة ، بمواصفات أخروية . أرى أن هذا النص بنية ومضمونا ، به تجاوزا على الذات الألهية .                                                                                                                     ثالثا - وتساؤل أخر ، لم الله حرم الخمر / أجتنبوه ، في الدنيا ، وحلله في الجنة ، والمعلومة البديهية تقول ، أن الخمر يعني " الخمر هو من التخمير " ، أي أنه يسكر ، ولكن فقهاء وشيوخ الأسلام دائما يرقعون في التفاسير ، ففي موقع / أسلام ويب ، يجاوب على هذه النقطة / بالترقيع التالي ( أن الله تعالى حكيم في تدبيره وتشريعه وقد حرم الخمر في الدنيا لما فيها من الضرر على العقل والجسم ، وأباحها في الآخرة وجعلها لذة للشاربين منزهة عن قاذورات خمر الدنيا وأذاها وما فيها من الأضرار ، فنفى عنها صداع الرأس ووجع البطن وإزالة العقل بالكلية ) فهل الله وملائكته ، يخمرون خمرا في  الجنة ، خال من الكحول مثلا ، كما يباع في الأسواق والمحلات ! ، وماهي قاذورات خمر الدنيا ..هذه مجرد تساؤلات .                                                                                                                     3 . وأن الرسول ذاته ، كان يشرب النبيذ ، ولكن المفسرون ، يرقعون ذلك ، بقولهم ، قبل أن يختمر - في الليلة الثالثة ( في صحيح الإمام مسلم باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرا ، وتحته أحاديث منها عن ابن عباس قال:  كان رسول الله ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء والغد والليلة الأخرى والغد إلى العصر ، فإن بقي شيء سقاه الخادم أو أمر به فصب / نقل من موقع أسلام ويب ) . والتساؤل : أيوجد سند على ذلك ! ، ومن يمنعه من شربه بعد أن يختمر ! ، وهو رسول الله ، الذي حلل له الله ، ما لا يحل لغيره من البشر .. كل ذلك تساؤلات ! .                                  4 . وبصدد الخمر أيضا ، وبالرغم من أختلاف الأقوال بشأن التوضأ بالنبيذ ، ولكني وجدت لزاما أن أورد التالي " قال الشارح : وقد رأى بعض أهل العلم الوضوء بالنبيذ ، منهم : سفيان الثوري وأبو حنيفة وغيره . وهذا ضعيف ، وأظنه مذهب الأحناف . / كتاب شرح جامع الترمذي - عبد العزيزالراجحي".. ومن جانب أخر ، قال الداعية الإسلامي الأزهري الشيخ د . مصطفى راشد "إن هناك أحاديث تقول إن الرسول محمد كان يشرب النبيذ ، بل وتوضأ به / موقع لكم الحرية" .                                                                                                                            * مما سبق يتاكد لنا ، من أنه لا وجود لأي حديث .. مؤكد في صحة وحقيقة في كل ما ورد في عموم الموروث الأسلامي .                   خاتمة :                                                                                                                              أعتقد أنه لا بد لي ختاما ، أن أبين الفرق ، ما بين التحريم والأجتناب ، الوارد في نص الآية " .. إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ .. / 90 سورة المائدة " . فمن قاموس المعاني ، أورد الشروح التالية : اِجتَنَبَ - ك / فعل . مثلا اجْتَنَبَ الشيءَ : ابتعد عنْه . بمعنى أدق " أجتنبوه تعني أبتعدوا عنه ، ولا تعني حرمناه عليكم " . بينما ، الفعل حَرُمَ . " حرُمَ الشيءُ : امْتنع . حَرُمَ عَلَيْهِ : لَمْ يَحِلَّ لَهُ وَمُنِعَ مِنْهُ " . وهناك فرق شاسع بين الأبتعاد عن الشئ والأمتناع والنهي عنه ، خلاصة الأمر أسلاميا : أن الخمر ليس حراما شربه ، ولكن نصح بالأبتعاد عنه ! .

28
                                         تنظير .. في السيرة النبوية

الموضوع :                                                                                                                                تعرضت السيرة النبوية لرسول الأسلام محمد ، الموضوعة من قبل أبن أسحق " محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار( 80 - 151 هج ) - مؤرخ إسلامي وكاتب للسيرة النبوية باللغة العربية ومحدث " .. للكثير من النقد واللغط ، ولهذه الأمور وغيرها ، جعلت مصداقية هذه السيرة مشكوك في صحتها ! . ولكن هذه السيرة بالرغم من كل ذلك ، كانت المرجع الرئيسي لكل السير النبوية التي كتبت لاحقا .                                                                                                                   * قد أستحوذ على سيرة أبن أسحاق فيما بعد ، أبن هشام المتوفى 218 هج ، الذي هذبها ونقحها ، ورفع عنها التدليس / ( ولا شك أن ابن إسحاق في سيرته التي وصلتنا من خلال ابن هشام يبقى أكبر وأوسع مصدر للسيرة . وما من إمام كتب في السيرة إلا وكان ابن إسحاق عمدته . لكني أضفت جديدا ، هو محاولة توثيق روآيات ابن إسحاق التي تعتمد السند ، وتعتمد تصريح ابن إسحاق عمن حدث عنه . فيرتفع " التدليس " ، وتصبح الحادثة موثقة بشكل أكثر / نقل من مقال ، فقه السيرة النبوية - لمنير الغضبان ) .. أما السيوطي فبين ( عن أبن أسحق في - أسماء المدلسين : أنه " كثير التدليس " ويعرف بالإمام ) . علما أن نسخة أبن أسحق الأصلية مفقودة ، فقد أفاد - ماجد الحمدان في مؤلفه " دائرة الأفكار 2 " ما يلي : ( يبين المؤلف أن أبن هشام بنا سيرته علي سيرة أبن أسحق المفقودة ) .
                                                                                                                                           * كما أتهم أبن أسحق بالكذب أيضا ( وجِّهت عدد من الانتقادات اللاذعة لابن إسحاق . كان هشام بن عروة بن الزبير أول من شكك في الأمانة العلمية لابن إسحاق عندما اتهمه " بالكذب " في نقله بعض الروايات عن فاطمة بنت المنذر ، زوجة هشام . وكان الإمام مالك بن أنس المتوفى 179هـ هو ثاني المشككين في سيرة أبن إسحاق . يذكر شمس الدين الذهبي المتوفى 748هـ في كتابه « سيّر أعلام النبلاء » أن ابن إسحاق كان ينتقد أحاديث مالك ، وأنه كان يقول لأصحابه « هاتوا حديث مالك فأنا طبيب بعلله » ، وكان يقول في أوقات أخرى « اعرضوا علي علم مالك فإني بيطاره » ، مالك رد بقوة على تلك الانتقادات ، إذ قال : « ما ابن إسحاق ؟! إنما هو " دجال " من الدجاجلة ، نحن أخرجناه من المدين / نقل بأختصار من مقال منشور في موقع أضاءات ، بعنوان " السيرة النبوية لابن إسحاق " لمحمد يسري أبو هدور ) . 

* كما أن أبن أسحق غير معروف دينه ، بل مشكوك فيه ، حيث أن أصوله مسيحية ( حيث كان جده يسار عربيًا مسيحيًا ، من سبي عين تمر سنة 12 هـ ، وأن قائد المسلمين خالد بن الوليد لمّا دخل إلى المدينة وجد أن أربعين غلامًا كانوا قد تجمعوا داخل الكنيسة ، وأنهم كانوا يعكفون على دراسة الإنجيل . وقد أرسل يسار / جد محمد بن أسحق ، مع الأسرى اللآخرين إلى المدينة ، ويقال أنه أسلم ! ؟ . / بن عساكر - تاريخ دمشق : الويكيبيديا )  ..                                                                                                                         

* وتأسيسا للسيرة النبوية لمحمد بن أسحق ، ألفت العشرات من السير النبوية اللاحقة ، منها : مغازي الواقدي توفي 207 هج ، الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث توفي 279 هج ، جوامع السيرة ط العلمية توفي 456 هج لأبن حزم .. وذلك لأن سيرة أبن أسحق ، هي المصدر الوحيد ، بنسخة أبن هشام المهذبة والمنقحة ! .
 
التنظير :                                                                                                                                من الواضح ، مما أسلفت أن أبن أسحق ، أتهمه البعض ، بانه : كان مدلسا ، دجالا ، كذابا وقالوا أن نسبه الديني هو المسيحية ، حتى أن بعض المصادر تقول أن أمه يهودية ، أذن ما بني على باطل فهو باطل ، بمعنى أخر ، أن أي مصدر كتب من مصدرغير موثوق به فهو لا يعتد به ! .. لأجله لدي بعض التساؤلات :                                                            1 . كان من المنطقي أن يكتب سيرة محمد صحابته ، لأنهم الأقرب والأعلم به ، وبحياته العامة / غزواته وخلافاته وأحاديثه .. ، وبحياته الخاصة ، كعدد زيجاته وأمائه وعبيده .. ، وهولاء الأشخاص ك أبو بكر وعمر وعلي .. وباقي التابعين المقربين ، ولكن يظهر أن الذين ذكرتهم شغلتهم : حروب الردة والغزوات والسبي والغنائم وواقعة ما بعد مقتل عثمان وما جرى بعدها من قتال الصحابة والمسلمين مع بعضهم البعض ، وكل ذلك من أجل السلطة والمال .. لذا كتبت السيرة بعد قرنين من الزمن من أناس لم يلتقوا حتى بأحفاد أحفاد تابعي التابعين ، لأجله جاءت السيرة هلامية هشة ..

2 . والتساؤل لم لم يحاول زيد بن ثابت ( 12 قبل الهجرة - 45 هجرية ) مثلا ، كتابة سيرة نبيه ، وهو ذو مكانة عالية ، وجاء بصدده في موقع / قصة الأسلام ( تألقت شخصية زيد وتبوأ في المجتمع مكانا عالي ، وصار موضع احترام المسلمين وتوقيرهم ، كما قال ثابت بن عبيد عن زيد : " ما رأيت رجلا أفكه في بيته ، ولا أوقر في مجلسه من زيد". عن عام قال : كان زيدا مثقفًا ، يتابع القرآن حفظا ، ويكتب الوحي لرسوله ، ويتفوق في العلم والحكمة ، وحين بدأ الرسول في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي ، وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرته ، أمر زيدا أن يتعلم بعض لغاتهم فتعلمها بوقت وجيز ، منها السريانية ) . وفي مرجع أخر (  قال الترمذي : عن زيد بن ثابت ، قال : قال لي رسول الله ، إنه يأتيني كتب من ناس لا أحب أن يقرأها أحد . فهل تستطيع أن تعلم كتاب العبرانية ، أو قال : السريانية ؟ فقلت : نعم .قال : فتعلمتها في سبع عشرة ليلة / نقل من موقع الشعاع الأسلامي ) / علما أن تعلم لغة ب 17 يوما أمرا غير منطقيا ، ألا أذا كان له خلفية باللغة السريانية ! .. وممكن أن نرجع عدم أهتمام محمد بكتابة السير ، لأنه لم يطلع على أي سيرة ، أو لم يطلعه أصحابه / ومنهم زيد ، على هكذا أمور . حيث كان همه نشر الدعوة وبسط النفوذ على القبائل وما يتبع ذلك من سبي وغنائم .

3 . وذات الأمر ينطبق على أبن عباس (( وهو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي ، (3 ق هـ / 68 هج ) صحابي جليل ومحدث وفقيه وحافظ ومُفسِّر ، وهو ابن عم النبي محمد ، وأحد المكثرون لرواية الحديث ، حيث روى 1660 حديثًا عن الرسول ، ولهُ في الصحيحين 75 حَدِيثًا متفقا عليها . لازم عبد الله بن عباس النبي وروى عنه ، ودعا له النبي قائلًا : “ اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ” ، وقال أيضًا : “ اللهم علمه الكتاب ، اللهم علمه الحكمة ” ، توفي النبي وعمره ثلاث عشرة سنة ، فكان يفسّر القرآن بعد موت النبي ، حتى لُقِّب بـ حّبر الأمة وترجمان القرآن ، والحبر والبحر / نقل من موقع أسلام أون لاين )) ، ويعتبر أبن عباس من أقرب المقربين لمحمد ، وبأعتباره بحرا وحبرا من المعرفة .. ألم يخطر بباله كتابة سيرة أبن عمه - محمد رسول الأسلام .

نظرة :                                                                                                                                       من كل ما سبق ، هل يعني هذا ، أن معظم أو أغلب ما كتب عن رسول الأسلام هو مغاير للحقيقة ! ، وأن كان الأمر كذلك ، فأنه سيقودنا الى بروز شخصية أخرى لمحمد ! ، وحتى نكون منطقيين ، أنه ليس من المعقول ، أن كل ما كتب كان بعيدا عن سيرة محمد ! . من جانب أخر ، أرى أن الحوادث والوقائع والأحداث .. لا تكون دقيقة أذا دونت بعد قرنين من الزمن ! ، ومن أشخاص ليسوا من سلالة الشخص المتكلم عنه / أي محمد ، وحتى لو كانوا من سلالته ، فأن الوقائع لا تكون متحققة فعليا ( وذلك لمرور فترة زمنية طويلة على وقوعها ، ولا يوجد أي تدوين موثق يؤيد الأحداث والوقائع في تلك الحقبة ) ، وذلك لتغير الظروف الزمكانية ، ولتأثر الكاتب بالوضع الأجتماعي والسياسي والسلطوي / الحاكم أو الخليفة أو الأمير .. لآجله أرى شخصيا ، أنه من الضروري الرجوع الى نسخة سيرة أبن أسحق المفقودة ، قبل تهذيبها من قبل أبن هشام ( ويمكن أن تكون النسخة المفقودة ، أنها خفيت عمدا ! من أحدهم ، أو أن يكون قد غيبها أبن هشام ذاته ) ، لأنها ستعطينا مؤشرات أخرى غير ما روي عن محمد . وبهذا يمكننا أن نقارن بين النسخة الأصل / لأبن أسحق ، وبين النسخة المعدلة / لأبن هشام وباق نسخ السير ، وذلك من أجل التعرف على صورة أوضح لشخصية محمد ، وهذا أضعف الأيمان .


 






29
المنبر الحر / في رحاب العقل
« في: 06:26 17/11/2023  »
                                                      في رحاب العقل

في حالات تداعي وتقاطع الأفكار الحداثوية ، هذه الحالات تجعل من العقل أن يتحرر من كل القيود ومن كل المحددات ، وبأملاأت عقلانية ، تنفقد السيطرة على ما تخطه الأنامل من أبداعات .. والآتي هي أضاءأت عقلانية بهذا الصدد : 

* لا أبداع ولا تقدم ولا نمو حضاري - ثقافي وتكنولوجي وعلمي و .. ، والمفكرون سقفهم التراث الأسلامي / القرآن والسنة والأحاديث ونتاج أئمة المسلمين .. ، فالمفكرون ، أينما كان توجههم ، لا يمكنهم أن يبدعوا ، وقواعدهم الفكرية تحكمها أفكارا ماضوية ، فالأنسلاخ من هذا الوضع الظلامي ، يعتبر خروجا الى فضاء الحقيقة الأوسع .                                                           

* قد أكون قد أسلفت بالقول - بمقالات سابقة بوجوب " قراءة حدثوية للنص الديني / خاصة الأسلامي تحديدا " ، ولكني أقول الأن ، أترك النص الديني لرجال الكهنوت ، وحجمه ، بل أبعده عن دائرة فكرك ، وأعتمد على ما يمليه عليك عقلك ، فحكم العقل هو طريق المستقبل ، لأن أي قراءة ماضوية للنص ، سوف لن تجعلك أن تبدع فكريا ، بل أن الأمرسوف يحجم الأبداع الفكري لديك .

* المجتمع يجب أن يخرج من مرحلة الأنصات والأصغاء والأستماع ، وعليه أن يعبر الى مرحلة القراءة والبحث بذاته ، أي أن يخرج من مرحلة الشفاهية الى مرحلة قراءة ما كتب / ما دون من كتب ومصادر ، ليطلع على الحقيقة بنفسه ، لا أن يسمعها / أي الحقيقة ، من أفواه الأخرين .

* المفكر العربي / المسلم خاصة ، يعيش مهددا ، وعلى مستويات مختلفة ، منها : الخوف من مؤسسات السلطة الرسمية - القضائية والأمنية والشرطوية و .. ، ومن ثم الخوف من رجال الكهنوت / الشيوخ ورجال الدين .. والمؤسسات الدينية - كالأزهر والمرجعيات الدينية في قم والنجف و .. ، وأخيرا الخوف من الأتباع / الجمهور - والذين يتحركون وفق أيماأت رجال الدين . لذا فالمفكر العربي المسلم ، من جانب مسلط عليه ثقل التراث الأسلامي الماضوي ، ومن جانب أخر ، المفكر يعيش في دائرة الخوف .
 * ومن أضطهاد رجال الفكر ، أورد التالي : 1 . من الأرهاب المخابراتي ، أيداع المخابرات المصرية ، للشاعر والكاتب نجيب سرور في مستشفى الأمراض العقلية ، وتوفى سنة 1978 عن 46 عاما . 2 . تكفير المفكر د . نصر حامد أبو زيد / المتوفى سنة 2010 ، ومقاضاته بتهمة الأرتداد ، وتطليقه من زوجته د . أبتهال يونس . 3 . د . فرج فودة / أغتيل عام  1986 ، وبالتحقيق مع قاتله - عبد الشافي رمضان ، أعلن أنه قتل فرج فودة ، بسبب فتوى لدكتور عمرعبدالرحمن  مفتي الجماعة الإسلامية بقتل المرتد ، ولما سؤل من أي كتبه عرفت أنه مرتد ، أجاب بأنه لا يقرأ ولا يكتب . 4 . د . سيد القمني / المتوفى سنة 2022 ، واستنادا إلى تصريح صحفي لإبنة القمني ، المهندسة سلوى القمني قالت إنه تلقى تهديدات كثيرة بالقتل منذ تفجيرات طابا كان بعضها من تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين الذي كان يتزعمه أبو مصعب الزرقاوي عبر شبكة الإنترنت خاصة بعد مقال كتبه بعنوان " إنها مصرنا يا كلاب جهنم " . 5 . أسلام بحيري / حاصل على الماجستير في «طرائق التعامل مع التراث» من جامعة ويلز بإنجلترا ، الذي في عام 2015 أدانته محكمة مصرية بتهمة ازدراء الأديان ، وقضت عليهِ بالسجن لمدة 5 سنوات مع الشغل والنفاذ ، وخفف الحكم الى سنة ، ثم أطلق سراحه بعفو رئاسي عام 2016 من قبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي .
أضاءة :                                                                                                                                          لا بد لي من القول : أولا - بأنني لم أتكلم عن رجال الفكر بالغرب ، لأنهم قد تحرروا من الدين ، ومن موروثه ، ومن أي قيود لاهوتية أو كنسية . المشكلة هي في الشرق - العرب المسلمين بالتحديد ، وليس مسلمي الدول غير العربية / كماليزيا مثلا المتقدمة أكثر من الشرق العربي .. ثانيا - على المفكر العربي أن ينهض ، وأن ينفض كل تركة التراث بمجمله ، وأن يتحرر من سلطة رجال الدين ، ومن الهيمنة القسرية لكل المؤسسات الدينية ، وذلك من أجل تنوير العقل العربي ، والعمل والمساهمة في خلق مستقبل حضاري عربي أفضل .

30
                                            أسرائيل و طوفان الأقصى .. أضاءة

( هذا المقال مجرد أضاءة .. لا غير ! )
 
الموضوع :
بعيدا عن كل ما تداول من رفض وشجب وأستنكار للرد الأسرائيلي ، من قبل الدول العربية تحديدا ، والأجنبية عامة ، وبعيدا عن كل ما طرح من شعارات عربية ، التي لا تقدم ولا تؤخر ، لمسار الرد الأسرائيلي على طوفان الأقصى ، أقول :   
1 . ماذا فعلت منظمة حماس ، وجناحها العسكري / القسام ، بالقضية الفلسطينية ! ، هل حققت بطوفانها ، خطوة للأمام - مثلا بطريق حل الدولتين ، أم ردت القضية خطوات للوراء ! ، هذا تساؤل ! .                                                                             2 . بالنسبة للفلسطينيين ، ولغاية 9.11.2023 هناك كم من الضحايا لا يمكن حسابهم بدقة ، فوفق موقع / الجزيرة ، أنقل التقديرات التالية ( أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد الشهداء منذ بدء الحرب على القطاع إلى 10 آلاف و 569 ، حيث وقعت اليوم الأربعاء مجازر إسرائيلية عدة في جباليا والنصيرات والشجاعية . ومن بين إجمالي الشهداء 4324 طفلا و2823 امرأة ، كما أصيب 26 ألفا و475 فلسطينيا جراء الحرب المستمرة لليوم الـ33 على التوالي . ) .                                      3 . أما عدد قتلى الأسرائليين ، فلا أعتقد هناك مصادر حيادية دقيقة ، ففي أول طوفان الأقصى ، كانت التقديرات تشير الى 1400 قتيل مع 240 أسير أو رهينة ، سمها ما شئت ، بينما الأن تشير التقديرات عكس ذلك ، فقد جاء في موقع الميادين في 9.11.2023 ، الأعداد التالية ( ذكرت صحيفة " يديعوت أحرونوت " الإسرائيلية أنّ التقديرات الأخيرة تشير إلى وصول عدد القتلى الإسرائيليين إلى 1000 ، وعدد الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية إلى أكثر من 150 .. ) .                                                 4 . ولا بد لنا من الأشارة  ، الى أن منظمة حماس ذو نهج أسلامي متزمت متطرف ، وهي على خلاف مع منظمة التحرير الفلسطينية / بقيادة محمود عباس - أبو مازن / لأختلاف الرؤى والنهج في الحكم ، كما أن عباس علاقته وطيدة مع الحكومة الأسرائيلية ، عكس حماس ! .

أضاءة :                                                                                                                                               كمتابع متواضع ، أرى أن هذه الحرب ، تستغلها أسرائيل ، وتخطط لتوزيع جيوغرافي جديد لأرض غلاف غزة ، وهي التي تعمل عليه حاليا ، حيث تقوم بتهجير أهل غزة للجنوب ، وتخلي المنطقة الشمالية من سكانها - التي دمرتها أسرائيل بشكل شبه كامل . أما حماس فأرى أن جمهورها قد تدهور حالهم : صحيا وأجتماعيا وأستقرارا .. أما غزة كبنية تحتية ، فقد دمرت ، وهدمت بها ، الكثير من المدارس و المستشفيات و المساجد وبعض الكنائس و .. أضافة لمذبحة أنسانية ، أختلط بها الحابل بالنابل . من جانب أخر ، أرى أن ، الحكومة الأسرائيلية ، التي فشلت أستخباريا في أكتشاف الطوفان الحمساوي ، تريد أن تحقق أنتصارا ولو شكليا - حتى وأن كان على حساب تضحيات الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره - الذي معظمه ، لا حول لهم ولا قوة ، بقرار وأهداف حماس ! ، المبني على أجندة قادتهم .. أما قادة حماس السياسيين ، فهم أصلا خارج غزة / بقصور في قطر و .. ! .                                                                                                                         أخيرا : دائما الشعوب تدفع فاتورة القادة والحكام .. دما ! .


31
                                                    أضاءة في جهاد السبي
أستهلال :
لنتعرف أولا على تعريفي السبي والجهاد ، فوفق قاموس المعاني ( السبي / فقهيا : جمع نساء وصغار العدو الكافر المحارب يؤخذون في الحرب . والسَبي كاسم ، الجمع : سُبِيّ سَبَايَا ، سَبيّ ، سَبي . السَّبْيُ : المأسور . اِمْرَأةٌ سَبِيٌّ : مَأسُورَةٌ ، السَّبْي : النِّساءُ ؛ لأنهنّ يأسرن القلوب ، أو لأنهنّ يُسْبَين .. ) . أما الجهاد ( فالجهاد : لغة - مصدر جاهد يجاهد جهادًا ، وحقيقته : بذل الجهد للوصول إلى المطلوب ، وفي الشرع يأتي على وجهين : عام وخاص ، فالعام - هو بذل الوسع في دفع كل ما يدعو إلى مخالفة هدى الله من الكفر والمعاصي ، فيشمل جهاد النفس والهوى والشيطان ، ويدخل فيه ، رد الشبهات المعارضة لخبر الله .. وجهاد الكفار والمنافقين بالحجج والبينات . وأما الجهاد بالمعنى الخاص - فهو بذل الجهد في قتال الكفار من المشركين وأهل الكتاب حتى يدخلوا في الاسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون / نقل بأختصار من موقع الشيخ عبد الرحمن البراك ) .

الموضوع :                                                                                                                              في الجهاد ، سأكتفي بذكر الآية التالية ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ / 218 سورة البقرة ) ، وشرح الآية وفق الطبري " والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله "، والذين تحوَّلوا من سلطان أهل الشرك هجرةً لهم ، وخوفَ فتنتهم على أديانهم ، وحاربوهم في دين الله ليدخلوهم فيه وفيما يرضي الله " أولئك يرجون رَحمة الله "، أي : يطمعون أن يرحمهم الله فيدخلهم جنته بفضل رحمته إياهم ،" والله غفور "أي ساتر ذنوبَ عباده بعفوه عنها ، متفضل عليهم بالرحمة " . أما فيما يخص السبي ، فسأورد الآية التالية ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا / 24 سورة النساء ) وتفسيرها وفق موقع / أسلام ويب " حدثنا بشر بن معاذ قال .. عن أبي سعيد الخدري :  أن نبي الله ، يوم حنين بعث جيشا إلى أوطاس ، فلقوا عدوا ، فأصابوا سبايا لهن أزواج من المشركين ، فكان المسلمون يتأثمون من غشيانهن ، فأنزل الله هذه الآية : والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ، أي : هن حلال لكم إذا ما انقضت عددهن ".

القراءة :                             
* بهذا المقام ، ووفق قراءتي الحداثوية لمفهوم " الجهاد في سبيل السبي " ، سأهمل ما قاله المفسرون والفقهاء ، من أسباب النزول ، وباقي التأويلات ، حول الأيتين أعلاه / ألا للضرورة ، لأن المصادر والكتب تعج بها ، وسأسرد قراءتي لهذا المفهوم ، الذي جلب لنا ويلات الدهر ، ليس على أمة العرب والمسلمين فقط ، بل على الغرب أيضا .

 * لو كان جهادا في سبيل الله ، ومن أجل أعلاه كلمته ، ونشرا لدين الحق ! ، لم قرن الأمر بالسبي ، هل من المنطق أن يقول الله خلال نشر دين الأسلام ، أسبوا النساء ، وأستعبدوا الغلمان والأطفال ، وهل الله يأمر ب " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ، أي : هن حلال لكم إذا ما انقضت عددهن " فأي أله هذا الذي يأمر ب " بذل الجهد في قتال الكفار من المشركين وأهل الكتاب حتى يدخلوا في الاسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " وهم عباده ، وهو ربهم الأعلى .

* الرسول قد سبى : حيث أنه سبى اليهودية / صفية بنت حيي - التي كانت ذا جمال باهر ( .. وقت فتح حصن خيبر ، قتل والدها وزوجها كنانة بن أبي الحقيق ، وكانت مع الأسرى فأصطفاها الرسول .. حتى إذا كان بالطريق جهّزتها له أم سليم فأهدتها له من الليل / نقل بأختصار وتصرف من موقع الرحيق المختوم ) ، أما الأمر الجلل ، فأن الرسول لم ينتظر عدتها " هن حلال لكم إذا ما انقضت عددهن " ! ، فتزوجها وهن بطريق العودة دون أنتظار ، مخالفا لأحكام القرآن ، ومن المؤكد أن المفسرين والفقهاء لديهم ترقيعاتهم لهذا التجاوز ! ويتبين من هذه الواقعة أيضا أن الرسول يحلل له ما لا يجوز لغيره!.

* وودت بهذا المقام ، أن أورد حديثا لرسول الاسلام عن الجهاد ( عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ " لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ في أَوَّلِ دَفْعَةٍ ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْر ،ِ وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ .. وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِى سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ " / رواه أحمد .. وابن ماجه ، وصححه الشيخ الألباني ) . ما يهمني في هذا الحديث ، هو أن محمدا يفهم مقاتليه ضمنا ، أنه في حالة قتلهم ، وعدم حصولهم على المغانم والسبي في الحياة الدنيا ، فأن الله  في الاخرة / الجنة ، سيزوجهم بحور العين . والتساؤل هل الله يترك كل مهامه الدنيوية والسماوية ، ويعد للقتلى لكل واحدا منهم 72 زوجة ، والملاحظ في مفردتي السبي وحور العين ، فأن المغزى ، هو وعد الله للمقاتلين بأغراءات جنسية / أما السبايا أو حور العين . وهذا الوضع غير عقلاني بالنسبة للذات الألهية .

* وقد أفتى شيوخ الأسلام ، بجهاد مبتكر ، رذيل ودنيئ ، ألا هو جهاد النكاح ، حللوا الأمر للمنظمات الأرهابية الأسلامية ، الذين أخذوا يطأون النساء ، وكأنهن مومسات ، ويتبادلوهن فيما بينهم ، أنها نقطة عار على الأنسانية والعقيدة على حد سواء ، والشيوخ يروجون لهذا الجهاد ، وذلك من أجل الترفيه عن مقاتلي المنظمات الأرهابية ، كالقاعدة وداعش ..

أضاءة :                                                                                                                                من كل ما ورد في قراءتي ، وأضافة لكل ما ذكر - من آيات وأحاديث وتفسيرات ، أرى أن : (1) الجهاد ، موضوع أرضي ، ولا يمكن أن يكون ألهي ، وذلك لأن الله هو ربا لجميع البشر ، وليس ربا للمسلمين فقط ! . ولايمكن لله أن يأمر بجهاد المسلمين على باقي عباده المؤمنين به . (2) أن للجهاد الاأسلامي غايات منها ، الأستيلاء على أراضي الأخرين ، ونهب أموالهم وسبي نسائهم وأستعباد غلمانهم وأطفالهم .. ونشر الدعوة تأتي من خلال ما سبق ، هذا وأن تحققت ، فأنها شكلية لأنها بالسيف . (3) أما قضية نشر الأسلام ، فالأمر لا يمكن أن يتم بالسيف أو بالوعيد بالجزية ، وكان من الممكن أن تنشر الدعوة عن طريق المبشرين ، فالسيف لا يصنع دينا ولا يمكن أن يجمع المؤمنين . (4) لا زال الجنس هو المحرك تاريخيا للجهاد ، وذلك لترغيب المقاتلين بالسبي وحورالعين . (5) أن آيات الجهاد والسبي ، آيات تاريخية ، عطلت لتغير الظروف الزمكانية ، وليعلم الشيوخ والأحزاب الأسلامية والمنظمات الأرهابية الأسلامية ، أن الأسلام : لا يمكن أن يكون صالحا لكل زمان ومكان .


32
                                                كيف تمخض الأسلام كمعتقد !                                                             

بزغ الأسلام من خضم خلفيات عقائدية عدة ، ومن مخاض أديان وفرق مختلفة ، من أبرزها اليهودية والنصرانية فالمسيحية / بشكل أو باخر ، هذا ما سأبحث عنه في هذا المقال المختصر ، وعلى شكل أضاءات :                                                                                              1 . لم يقبل رسول الأسلام محمد كنبي وفق المعتقد اليهودي ! ، بالرغم من أن القرآن ضم ، على الكثير من القصص المذكورة في العهد القديم / كمرويات أو نصوص ، مثلا : عن أبراهيم " {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [البقرة:124] ، وقال تعالى : {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل:120] ، وقال تعالى : {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم:37] ". وعن النبي موسى ( لقد ورد ذكر اسم سيدنا موسى عليه السلام في القران الكريم 136 مرة ، وذكرت قصته 16 مرة / نقل من موقع فكرة ) . وذكرأيضا العزير {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (التوبة ،9/30) " .. ونتيجة لهذا الرفض قام الرسول بتصفيات لليهود في الجزيرة أنتقاما منهم - وخاض حروبا معهم وفق مسببات عدة . أهمها :                                                                                            أ - غزوة بني قينقاع ( كانت هذه الغزوة في شهر شوال السنة الثانية للهجرة ، أما عن سببها فقد كان من أول المهام السياسية للدولة الوليدة في المدينة المنورة هي إبرام المعاهدات والاتفاقيات مع القبائل المجاورة ، ومن بين هذه القبائل التي تم الاتفاق معها قبيلة بني قينقاع التي انتهزت كل الفرص في نقض بنود المعاهدة مع المسلمين .. ) . ب - غزوة بني النضير ( كانت هذه الغزوة في شهر ربيع الأول السنة الرابعة للهجرة ، وقبيلة بني النضير هي أيضاً من القبائل التي أبرمت العهود والمواثيق مع المسلمين ، ولكن الفارق أن بني النضير هم مجاورين للمدينة ، وتمثّل غدر اليهود هنا بدعوة النبي لمجالستهم في أحد منازلهم .. ) . ج - غزوة بني قريظة ( حصلت هذه الغزوة في السنة الخامسة للهجرة ، وكما الحال في الغزوات السابقة مع اليهود كان سبب المعركة نقضهم للعهود وإعلانهم ذلك للمسلمين وهم في معركة الأحزاب ، فما أن عاد الرسول من غزوة الخندق أو الأحزاب حتى أمره الله بالخروج لبني قريظة .. ) . د - غزوة بني خيبر ( كانت في أواخر محرم السنة السابعة للهجرة بعد عقد صلح الحديبية مع أهل قريش وإنهاء خطر اليهود في المدينة ، فكان لا بد من التعامل مع أحد مصادر القلق للمسلمين وهم أهل خيبر ولا سيما أنهم أهل خداع وخبث ، فجمع الرسول المسلمون للخروج عليهم .. ) - نقلت مادة الغزوات من موقع / موضوع ، وبأختصار .                                                                                        * ليس من المنطق أن يكون اليهود بأجمعهم وعلى أختلاف قبائلهم في عداء مع الرسول ! ، ولكن الرسول بعد أستقوائه ، أراد أن يخضع كل القبائل له ، بل تصفيتهم / أن لن يعترفوا به كنبي مرسل من الله . وأكبر مثال على ذلك أنتقامه وفتكه بأسرى يهود بني قريضة (  وتوجه المسلمون لمحاصرة بني قريظة عقابًا لهم على نقض العهد والتآمر مع الغزاة ، وبعد حصار دام 25 يومًا استسلم بنو قريظة ، وتولّى الصحابي سعد بن معاذ الحكم عليهم ، فقضى بقتل رجالهم وسَبي نسائهم وأطفالهم .. وهو ما تم بالفعل ، فقُتل منهم 700 رجلًا .. / نقل من مقال لوليد فكري منشور في موقع أضاءات ) .                                                                                                                       * وفي قتل أسرى يهود بني قريضة ، هناك فرية على الذات الألهية ، " عندما قال محمد مخاطبا المحكم / سعد بن معاذ : لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سماوات / نقل من موقع بن باز " . فهل يعقل أن يحكم الله بقتل عباده ! .
                     
2 . وذات الأمر حدث مع المسيحية ، حيث كرمت بداية في الكثير من النصوص القرأنية ، وأشيد بعلو منزلة ومكانة نبيهم المسيح ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ .. / 171 سورة النساء ) ، وقد فضل القرآن من مكانة النصارى ، بقوله ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ / 82 سورة المائدة ) ، وكذلك حدد النص القرآني من مكانة أتباع المسيح ، فوق الذين كفروا (  إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) آل عمران/ 55 ) .. ومن المنحولات ، وصف القرآن المسيح بأوصاف خارقة / كتكلمه في المهد ، وخلقه للطيور من طين وأحياءه للموتى " { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } [سورة المائدة: الآية 110] " .. ولكن الوضع تعقد على محمد ، عندما أراد أن يكون هو " البارقليط " ، المذكور في الأنجيل ( بالرغم من أن البارقليط   مفهوما عقائديا مسيحيا - ويعني الروح القدس ، ولكن شيوخ الأسلام يرقعون تفاسير نصوص موروثهم ، ويقولون المعني بالباراقليط هو رسول الأسلام محمد / فقرة من بحث لكاتب المقال بعنوان " البارقليط بين المسيحية والأسلام " - يمكن الرجوع أليه ) .. فبدأت عملية التكفير بهم ، وفق نصوص قرآنية باتة منها ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ / 73 سورة المائدة ) .

3 . وعندما رفض محمد كنبي / وما جاء به من معتقد ، من قبل اليهودية والمسيحية ، أنتهى الأمر بقول محمد ، بتحريف التوراة والأنجيل ، وثبت هذا بنصوص قرآنية (( فإن تحريف أهل الكتاب اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل ثابت بالأدلة القطعية من الآيات القرآنية والأحاديث الصريحة ، أما الدليل من القرآن فهو قوله تعالى ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه) [ سورة المائدة : 13] . وقوله تعالى : ( ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم أخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه ) [سورة المائدة : 41] .. / نقل من موقع أسلام ويب بأختصار )) .                               * كل هذه الأمور وغيرها ، دفعت بمحمد أن يبزغ دينه بعيدا عن محوري اليهودية والمسيحية ، بعد رفض نبوته منهما ..

الخلاصة :                                                                                                                                   أولا - لم تجدي كل النصوص والقصص والمرويات ، التي ثبتت في القرآن ، والمقتبسة من التوراة و النصرانية و المسيحية ، من جعل محمدا ، أن يأخذ صفة رسمية ومرجعية معترفا بها عقائديا ، لأجله بقى أسلام محمد ، خارج محاور  الكتب المقدسة ، ولهذا كفر الذين سبقوه ، وأدعى بتحريف التوراة والأنجيل ، وبقى هو والأسلام فقط ركنين لا ثالث لهما.  ثانيا – ونتيجة لهذا ، فقد دعى محمد ، وبشكل جلي لمحاربة الكل حتى يسلموا / بأمر ألهي ( وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ مُتفقٌ عليه. / نقل من موقع أبن باز) . كما حصر الله بالأسلام كدينا أوحدا ، فنزلت آية ( أنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ .. / 19 سورة آل عمران ) ، وأخيرا ختم النبوة والرسل به(مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا /40 سورة الأحزاب). ثالثا - هكذا تمخض أسلام محمد في تلك الحقبة ، أما أسلام اليوم ، فتشكل في الحقبة العباسية ! / ولهذا قصة أخرى .


33
                                                     فوضى التدين في الأسلام

أستهلال :                                                                                                                                    بالعموم .. لا بد لنا أولا أن نعرف " الفوضى " : الفوضى ، هي أي فقدان للنظام والترابط بين أجزاء مجموعة أو جملة أجسام سواء كانت جملة فيزيائية أو مجتمع إنساني أو اضطرابات قبيلية أو سياسية مثل فقدان الأمن في منطقة معينة .

الموضوع :                                                                                                                                    * الفوضى الدينية تفرز دوما مما هو ليس من المتوقع ، فهي ضياع ما يربط المجتمع الواحد من أواصر .. وفي نطاق المعتقد الديني / الأسلامي بالتحديد ، هي عملية أحياء وخلق " أفكار وممارسات وأفعال .. " ماضوية و قبائلية وبدوية وجاهلية ، لا تمت للحاضر بصلة ، ومحاولة أيقاعها على الزمن الحالي ، ومن أيقاعاتها / مثلا ، تكريس ألغاء الأخر .

* الفوضى في التدين ، تضع غشاوة على عقلية المجتمع ، يصنع هذه الغشاوة ، رجال وشيوخ الدين والدعاة .. بخطبهم ومحاضراتهم ومنشوراتهم وندواتهم ، فيصبح المجتمع منجرا الى ممارسة العقائد بشكل متزمت وبأسلوب تطرفي ، تجعله يرى من توجيه رجال الدين ، أمرا قدسيا ، فيقع في فوضى عقلية ، بين ما يجب أن يكون ، وبين ما يلزمه رجال الدين .             

* أتباع / جمهورالفوضى ، يتكون لهم مخيال للدين ، يفوق عقيدة الدين ذاته ، فهم بفوضى في فهم العقائد ، هذه الفوضى تجعلهم يميلون الى أي جهة يميل لها رجال الدين ، فالدعاة ، حطموا ركائز التعايش المجتمعي ، مثلا بدعوة الأتباع للجهاد وفق الآية التالية / على سبيل المثال وليس الحصر ﴿ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين / 147 سورة آل عمران ﴾ ، والجهاد حطم ما تبقى من الألفة في المجتمع .

* الفوضى العقائدية ، قد تتحول الى فوضى عقلية ، فيصبح الأتباع ليسوا فقط منقادين عقائديا الى توجيه رجال الدين / بمختلف تصنيفاتهم ، ولكنهم قد يغيبون عقليا أيضا ، وهذا الوضع يؤثر على المجتمع ككل مستقبليا .. فمصر / مثلا ، في الستينات والسبعينات مجتمعيا ، هي ليست مصر ، ما بعد 2000 ، ففوضى التدين عمت البلد ككل ، وقد أصبحت فوضى التدين في مصر واقع حال ، لا يمكن الفرار والأنفلات منه ! .                           

أضاءة :                                                                                                                                 من أفرازات فوضى التدين ، هو أندفاع الأتباع / خاصة الشباب منهم ، الى الألتحاق بالمنظمات الأرهابية الأسلامية .. القاعدة وداعش والنصرة وغيرها ، وهذا تحقق كنتيجة حتمية للتغييب العقلي للأتباع .. خلاصة الأمر : أري أنه من الضروري من دور واجب ، للمفكرين والحداثوين والمتنورين .. للعمل من الحد من هذا المد في الفوضى في التدين ، وذلك من أجل أرجاع المجتمع الى قواعده الأساسية ، في التعايش والألفة ، ويقف في مقدمتها قبول الأخر .   


34
                              أفتراضية عودة الخلافة الأسلامية         
لو فرضنا جدلا عودة الخلافة الأسلامية ، التي كانت سائدة في بواكير الدعوة الأسلامية ، وطبقت في دولة عربية مثلا ، ماذا كنا سنرى من التغييرات التي ستحدث مجتمعيا وثقافيا و .. ! . هذا مقال أفتراضي ، وسأختمه بقراءة عقلانية .
أولا - فيما يلي بعضا من التحويلات والمظاهر .. التي تعتبر طفرات ماضوية ستتميز بها دولة الأسلام والخلافة :                                                         * عامة سيرتدي " الرجال " الدشاديش - ومنهم سيرتدي الزي الأفغاني ، وستعتمر الرؤوس بعمائم ، مختلفة الألوان / سوداء وبيضاء ، ولكنها عموما ستكون بيضاء للعامة . محلات الحلاقة ستغلق ، واللحى ستطول ، أما الشوارب فستحف . البناطير الرجالية والأحزمة ، ستلغى مع الجاكيتات ، وسيحل مكانها سراويل السنة المربطة بحبل . 
* أما " النساء " ، فلا نساء سافرات ولا زينة ولا تبرج ولا فساتين ولا أحذية بكعوب عالية ، ولا " بدي كير ولا مني كير " ، أي رزق صالونات الكوافير سيذهب الى غير رجعة . وسيرتدي النساء العباءأت السود ، كالليل المقفر ، مع كفوف سوداء ، وبالطبع مع نقاب - أو حجاب لكامل الوجه ، حتى يجعل الناظر ، لا يفرق المراة عن الأخرى ...   
* أما من الناحية التعليمية ، فكل مؤسسة مختلطة ، تعتبر حرام ! ، حتى رياض الأطفال ، التعليم على الأكثر سيكون للذكور فقط ، أما النساء فمكانهم الدار / غسل وطبخ وتربية الأولاد - والأهم من كل ذلك تلبية أحتياجات الزوج . والكليات ستكون ذو أختصاصات تشريعية أسلامية غالبا ، ومن المؤكد أكاديمية الفنون الجميلة ودور الأزياء ومدارس التمريض.. ستلغى ، وسيكون للطب النبوي مكانة كبيرة ، كالمعالجة ببول البعير وحبة البركة والحجامات والرقى .. 
* قضائيا ، لا محاكم ولا قضاة ، فستحل كل القضايا وفق الشريعة الأسلامية ، بدار القضاء ، والأمير سيفتي ، لأنه هو القانون غير المكتوب ، وسيعين مفتيا أسلاميا ، وهذا يعني أن المحامين ، سيذهب دورهم .
* الدور ، ستقتصر على فرشات أرضية ، دون أثاث ، النوم والجلوس .. على الأرض ، وبلا خزانات للملابس ، لا تلفزيون ولا ثلاجة ولا طباخ ، فقط تنور للخبز وأحضار الطعام ..
* الأسلحة / عدة وعتاد - والمدرعات والناقلات الحديثة . ممكن الأبقاء عليها للضرورات العسكرية / الغزو ، كما أن الأبقاء على السيوف والخناجر ، يعتبر أمرا مهما ، لأستخدامهم في القصاص / لعدم وجود أعدام رميا بالرصاص ، فقط نحر ..
ثانيا - التساؤل الأهم كيف سيعزز بيت المال ، أي ما هي مصادر المال الذي سيديم دولة الخلافة ، سأعرض بعضا منها :      * الغزو / أي الجهاد ، ومهاجمة سكان الدول المجاورة . وما يرافقها من نهب وسبي وغنائم .. ، وفق النص القرآني ( إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُوا۟ وَجَٰهَدُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أُو۟لَٰٓئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ / 218 سورة البقرة ) .                                            * الجزية من غير المسلمين ، وفق النص القرآني ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 29 سورة التوبة ﴾ .
القراءة :                                                                                                                                    1 . هذه بعضا من الملامح المجتمعية لحال الخلافة الأسلامية / المشار أليها في أعلاه ، في حال طبقت على دولة في القرن 21 . وهذا كان ما يحصل / بشكل أو بأخر في خلافة داعش في الموصل و بمدن سوريا ، سردت بوجهة نظر أسلامية .
2 . أن الخلافة الأسلامية ، هي ضربا من ضروب القبلية البغيضة ، ليس على غير المسلمين فقط ، بل على المسلمين ، من غير أهل السنة والجماعة / الشيعة .. وحتى على المسلمين السنة أيضا .
3 . الخلافة الأسلامية ، هي نوع من أنواع الأنقضاض الوحشي على المدنية ، لأن الدعوة الأسلامية قضت وأنتهت بموت محمد ، والذين يدعون نشر الأسلام ، عن طريق الخلافة ، هي مجرد مغالطة للتاريخ وللمعتقد ، لأن المبتغى من الخلافة ، هو السيطرة والسلطة ، وما يرافقها من نهب وسلب وقتل ، مع أرجاع المجتمع الى حقبة محمد ، التي لا يقبلها كمنظومة مجتمعية ، كل من له رؤية منفتحة ، في القرن الحالي .
خاتمة :                                                                                                                                   أ - من الذي يقبل بما كان يحدث ويجري ، في حقبة الخلافة الأسلامية ، في عهد محمد ذاته ، أو ما كان يحدث في الموصل و بعض مدن سوريا من قبل داعش . وسأورد مثالا واحدا ، وهو وطأ السبايا ، حيث ورد في موقع / الأسلام سؤال وجواب ( وفي تحفة الأحوذي للمباركفوري:  نهى أن توطأ السبايا حتى يضعن ما في بطونهن ـ فيه دليل على أنه يحرم على الرجل أن يطأ الأمة المسبيه إذا كانت حاملا حتى تضع حملها ، وروى أبو داود وأحمد عن أبي سعيد أن النبي قال في سبي أوطاس : لا توطأ حامل حتى تضع ولا غير حامل حتى تحيض حيضة .. ) .. التساؤل : هل الغازي في تلك الحقبة ، له المعرفة والخبرة ، على أن هذه السبية ، متزوجة / قد حاضت أم لا ، أو هل هي حامل أم لا ، أو هي باكر . الغازي القبلي ، كان كل أمله من جهاده : أن يغزو ويسبي / ويطأ سباياه ، ويغنم وينهب .. وما غير ذلك من أقوال وتأويلات ، هو مجرد ترقيع من قبل فقهاء السلطة . والمرأة / عدا المتزوجات ، في دولة الخلافة الأسلامية ، هن بين ملكات اليمين وبين سبية ، مبتذلة ، تباع وتشترى كالشاة . أو هي مستخدمة لغرض جهاد النكاح / وهذا الجهاد يعتبر من أفظع وأرذل فتاوى الفقهاء .
ب - أن الذين يدعون الى عودة الخلافة الأسلامية ، فأنها " عودة مؤسسة على الباطل " ، وذلك لأن المدعون لها ، يسيرون ضد التطور والمدنية والحضارة ، كما أن الخلافة الأسلامية بجهادها ، هي دولة غزو ضد الأخر .. أما قضية نشر الأسلام عن طريق الفتوحات ، فالدين لا ينشر بالسيف - بأحتلال أو غزو البلدان ، بل ينشر بالأيمان .

35
المنبر الحر / الله والعباد
« في: 09:03 16/10/2023  »
                                                        الله والعباد

* هناك بشر لله يتعبدون ، وهناك أخرين عن الله مبتعدون - ومنهم اللاأدرية والربوبية والملحدين واللاكتراثية .. ، وهناك من يتبعون أنبياءا ورسلا ، وهناك من يتبعون تعاليم بوذا و كونفوشيوس وأخرين  .. ، وهناك من يقدسون كتبا معينة ، كالتوراة والأنجيل والقرآن و .. ، وهناك من يقدسون ما نصه ونهجه فلاسفة ومعلمين في مدرسة فلسفة الحياة . 
               
* مما سبق يمكن أن نؤسس ، على أن كل مجتمع يتبع سيرة وأحاديث الأنبياء والرسل الذين يؤمنون بهم ، وكذلك ينهج من نصوص الكتب المقدسة التي بين أيديهم ، هكذا تجري سبل الحياة في المجتمعات عامة ، وفق معتقداتهم وأيمانهم . ولأجله نرى مجتمعات مغلقة ، لا يمكنها أن تعترف بالأخر ، ونرى مجتمعات أخرى تقبل الأخر ، وتتعايش معه.

* ولا بد لنا في هذا المقام أن نستعرض بعضا من النصوص التي تتبعها هذه المجاميع من البشر ، كل حسب معتقده . فمثلا : من التوراة ( وَبَعْدَ ذَلِكَ ذَهَبَ مُوسَى وَهَرُونُ وَقَالا لِفِرْعَوْنَ : هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ : أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَحْتَفِلَ لِي فِي الْبَرِّيَّةِ / سفر ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ 5 :1 ) . ومن الأنجيل ، قال المسيح ( " هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ ./ أنجيل يوحنا " ) . ومن أقوال بوذا ( لا توقف الكراهية الكراهية ، بل يوقفها الحب فقط ، هذه هي القاعدة الخالدة ) . أما كونفوشيوس ، فيقول ( قبل أن تبدأ في رحلة انتقام احفر قبرين أولًا ) . ومن القرآن أنقل التالي ( فإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا المشركين حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم / سورة التوبة:5 ) ، ومن أحاديث محمد ، أورد التالي ( منقول من موقع أبن باز - وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ / مُتفقٌ عليه ) .

* لو أجرينا أستقراءا سريعا للنصوص والأقوال السابقة / الواردة في أعلاه ، سنلاحظ بالعموم ، أنها تصب على التوجيه و التبليغ والأحتفال والمحبة ونبذ الكراهية والأبتعاد عن الأنتقام .. أما حقبة محمد ، فالثقافة الأجتماعية الحياتية ، تناقض كل ما سبق ، لأنها تنتقل من المحبة والتسامح و .. الى : القتل والأنتقام والتوعد وألغاء الأخر ، لأنها ثقافة سيف .

* أن الله / وفق رأي الشخصي ، لا يريد عبادا يقتلون ويذبحون الأخرين حتى يتحولوا لمسلمين .. و يعترفوا بمحمد ، ويقيموا الصلاة ، ويدفعوا الزكاة ! .. أن الله لايريد صلاة مغموسة بالدم ، كما أن التحول من معتقد لمعتقد أخر ، لا يأتي بالسيف ، أنما يأتي بالأيمان . 

* المسلمين الذين ، شغلوا الدنيا بمعتقدهم ، ويذكرون بكل قدسية فترة الدعوة المحمدية ، وبأنهم يرومون الى عودة الخلافة الأسلامية ، ويدعون العالم للتحول للأسلام ، والجهاد في سبيل ذلك الأمر .. لنطلع على رأي د . علي الوردي / في هذا الجزئية ( قد يعتقد المسلمون اليوم أنّهم لو كانوا يعيشون في زمان الدعوة لدخلوا فيها حالما يسمعون بها . ولست أرى مغالطة أسخف من هذه المغالطة . يجب على المسلمين اليوم أن يحمدوا ربهم ألف مرة لأنّه لم يخلقهم في تلك الفترة العصيبة . ولو أنّ الله خلقهم حينذاك لكانوا من طراز أبي جهل أو أبي سفيان أو أبي لهب أو لكانوا من أتباعهم على أقل تقدير ، ولرموا صاحب الدعوة بالحجارة وضحكوا عليه واستهزأوا بقرآنه ومعراجه. / من كتاب مهزلة العقل البشري ) .
 
أضاءة :             
1 . من أعتقد أن التحول للأسلام هو أرضاءا لله ، وتطبيقا للنص القرآني ( أنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران )!  ، بذات الوقت ، الذي يؤمن بأن محمدا هو خاتم المرسلين ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا / 40 سورة الأحزاب ) .. يجب أن يسأل نفسه لم أرسل الله أنبياءا ورسلا قبل محمد ، أما كان حريا برب العزة أن يبعث محمدا قبل موسى ويوحنا والمسيح / وليس من حاجة لأي رسول من بعده ! - و دون أي لزوم لأنزال الآيتين أعلاه .. ومن جانب أخر ، تنص الآية التالية على حرية العقيدة ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ.. / 256 سورة البقرة ) !! . فكيف يكون الدين عند الله هو الأسلام ، وهناك آية تنص على " لا أكراه في الدين " ! .                                                                                                        2 . خلاصة الأمر : ليس من المنطق أن يكون الله قد أنزل نصوصا تقاطع أحداها الأخر / هذا في حالة كون القرآن ألهي ! . أما المشكلة الأعظم ، فهي تتعلق بالعبد / المسلم ، فأي النصوص يجب عليه أن يعتمد ، وأيهما لزاما عليه أن يهمل ! .. هذه كلها تساؤلات تحتاج لأجابة ؟ .


36
        قراءة في حديث الرسول " لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً "
الموضوع :                                                                                                                                سأقدم شرحا للحديث أعلاه منقول بأختصار ، من موقع / الأسلام سؤال وجواب ، من ثم سأستعرض قراءتي الشخصية له .            هذا الحديث من الأحاديث التي تلقتها الأمة بالقبول ، ونصه (عَنْ أَبِي بَكْرَةَ َ: لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَيَّامَ الْجَمَلِ بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ . قَالَ : لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ : لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً  ) . رواه البخاري والنسائي بقوله " النهي عن استعمال النساء في الحكم " . وليس في هذا الحديث انتقاص لقدرات المرأة القيادية في الإسلام .. حفاظاً عليها من الهدر والضياع في أمر لا يلائم طبيعة المرأة النفسية والبدنية والشخصية ، ولا يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية الأخرى .. وقد سئلت اللجنة الدائمة السؤال الآتي : "هل يجوز لجماعة من المسلمات اللائي هن أكثر ثقافة من الرجال ، أن يصبحن قادة للرجال ؟ بالإضافة إلى عدم قيام المرأة بإمامة الناس في الصلاة ، ما هي الموانع الأخرى من تولي المرأة للمناصب أو الزعامة ولماذا " فأجابت ( دلت السنة ومقاصد الشريعة والإجماع على أن المرأة لا تتولى منصب الإمارة ولا منصب القضاء ؛ لعموم حديث أبي بكرة أن النبي لما بلغه أن فارساً ولّوا أمرهم امرأة قال : لن يفلح قوم .. ) ، وذلك أن الشأن في النساء نقص عقولهن ، وضعف فكرهن ، وقوة عاطفتهن ، فتطغى على تفكيرهن ؛ ولأن الشأن في الإمارة أن يتفقد متوليها أحوال الرعية .. فيضطر إلى الأسفار في الولايات ، والاختلاط بأفراد الأمة وجماعاتها ، وإلى قيادة الجيشً في الجهاد ، وإلى مواجهة الأعداء في إبرام عقود ومعاهدات .. ويشهد لذلك إجماع الأمة في عصر الخلفاء الراشدين وأئمة القرون الثلاثة المشهود لها بالخير أجماعا. 

القراءة الأولية :                                                                                                                                                  رجوعا الى الموروث الأسلامي ، فأن الأمر يدلل على غير ذلك / بالنسبة لقيادة المراة ، وسوف أستعرض ثلاث شواهد :                                   1 . خديجة بنت خويلد - زوج الرسول : التي تتميز بقوة شخصيتها ونفوذها الواسع مجتمعيا وقبليا ، وكان لها الدور الكبير في " قيادة دفة " دعوة محمد . وليس صائبا ما يقال بالحديث أعلاه ! . وقد جاء في موقع / موضوع ، التالي بشأنها ( كانت خديجة تاجرة ، وهي التي كانت السَّند ورافع العزيمة للنَّبيِّ . وهي اول آمنت أول الناس ، بل هي من بشرّته برجائها أنه سيكون نبي هذه الأمة عندما عرض عليها ما جرى له عندما نزل جبريل عليه .. وقد عاد النبي من هذا اللقاء خائفا يرتجف ، وعاد كذلك وهو أكمل البشر وأصلبهم عودا وأرجحهم عقلا وأثبتهم قلبا .. ) . كل ذلك كان بفضل خديجة .

2 . عائشة بنت أبي بكر - زوج الرسول : وهي التي كانت أحد قادة حرب الجمل ، والتي جيشت القبائل ضد الأمام علي ، وقد جاء في موقع / ويكي شيعة ، بشأن معركة الجمل التالي ( وقد حدثت في شهر جمادى الأولى أو جمادى الآخرة من سنة 36  للهجرة . وسميت بحرب الجمل نسبةً إلى الجمل الذي كانت عائشة تمتطيه أثناء خروجها إلى البصرة ، والمسمى بعسكر .. / والرواية مدرجة بكل المصادر الأسلامية / يمكن الرجوع أليها - بروايتين شيعية وسنية ) . ولعائشة أيضا دورا كبيرا في الحديث ، وجاء في موقع / حديث شريف ، التالي { حيث أنها روت ألفين ومئتين وعشرة أحاديث عن النبيّ - -، اتّفق البخاري ومسلم على مئة وأربعةٍ وسبعين منها ، وانفرد البخاري برواية أربعةٍ وخمسين ، وانفرد مسلم برواية تسعةٍ وستين ، كما ذكر الإمام الذهبي في السِّير قائلاً : ( مسند عائشة ألفين ومئتين وعشرة أحاديث ، اتفق لها البخاري ومسلم على مئةٍ وأربعةٍ وسبعين حديثاً ، وانفرد البخاري بأربعةٍ وخمسين ، وانفرد مسلم بتسعةٍ وستين ) } . فكيف لهكذا أمرأة أن تكون غير قادرة على " الاختلاط بأفراد الأمة وجماعاتها ، أو على قيادة الجيشً في الجهاد ، أو إلى مواجهة الأعداء " .

3 . هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ، أم معاوية بن أبي سفيان : قبل أسلامها كان لها دورا كبيرا في المعارك مع المسلمين ، ولها رواية ذائعة الصيت ، في قتل حمزة عم الرسول ، فمن موقع / الألوكة ، أنقل التالي ( هند هي قاتلة حمزة قبل إسلامها ، وكان في غزوة أُحُد بواسطة العبد حبشي ، وقد قُتِل لها يوم بدر أبوها عتبة وعمُّها شيبة ، قتلهما علي وحمزة ، وقُتِل أخوها أيضًا .. ومن الرواة من يرى قصة أنها لاكَتْ كبد " حمزة " فلم تستسغه - فيها نظر ، والأحاديث فيها ما بين مرسل وإسناده ضعيف ولم يصحَّ منها شيء .. ) . ومن شراستها ودورها في التحريض والتشجيع على القتال في معركة أحد ، أنقل التالي من موقع / قصة الأسلام ( لما التقى الناس في غزوة أُحد ودنا بعضهم من بعض ، قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها ، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال ، ويحرضن على القتال ، فقالت هند فيما تقول : إن تقبلوا نعـانق *** ونفرش النمـارق .. أو تدبـروا نفارق *** فراق غير وامـق                                              وفي يوم أُحد جعلت هند بنت عتبة النساء معها يجدعن أنوف المسلمين ويبقرن بطونهم ويقطعن الآذان .. ) . فهل لهكذا أمرأة نقص في الشجاعة ، وهي لاكت كبد حمزة ، وجدعت أنوف المسلمين وبقرت بطونهم وقطعت أذانهم .

القراءة الشخصية :                                                                                                                     أولا - هذا المقال هو ليس الغرض منه ، بيان عدم توفيق وسلبية الحديث بخصوص قدرة المرأة القيادية ! ، ولكنه أيضا وجب على الباحث ، عرض مواقف بعض النساء ، التي تظهر لهن أمكانيات يعجز عنها الرجال .

ثانيا - نساء العرب قبل الأسلام وبعده ، كانوا نساءا ذو مواقف يشهد لها التاريخ ، فهذا موقف / خطبة ، زينب بنت علي بن أبي طالب / مثلا ، في مجلس يزيد بعد مقتل الحسين ، أنقل ملخصا منه من موقع / النبأ ( أظننت ـ يا يزيد ـ حين أخذت علينا أقطار الأرض ، وضيقت علينا آفاق السماء ، فأصبحنا لك في إسار ، نساق إليك سوقاً في قطار، وأنت علينا ذواقتدار، أن بنا من الله هواناً، وعليك منه كرامةً وامتنانا ، وأن ذلك لعظم خطرك وجلالة قدرك ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، تضرب أصدريك فرحاً ..) خطبة تدلل على الأباء والعنفوان والشموخ والشجاعة لأمرأة ثكلى في حضرة قاتل حفيد محمد .                                                 

ثالثا - هذا الحديث شأنه شأن ، أحاديث أخرى لمحمد تنتقص من المرأة ، منها ( ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري قال : خرج الرسول في أضحى أو فطر إلى المصلى ، فمرَّ على النساء فقال " يا معشر النساء ‏تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار . فقلن : وبم يا رسول الله ؟ قال : تكثرن اللعن وتكفرن العشير .ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل ‏الحازم من إحداكن . قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال:أليس شهادة المرأة ‏مثل نصف شهادة الرجل).  أن محمدا يطلق عنان فكره في جوانب ، تمس كيان المرأة ، تجعل الفقهاء مهما رقعوا من أحاديثه ، تبقى أحاديثا أشكالية .

خاتمة :                                                                                                                                   لا بد لنا من القول ، أن محمدا ينطلق في أفكار وبنية أحاديثه ، من بيئة قبلية جاهلية ذكورية . ولكن ذات هذه البيئة أنجبت الكثير من النساء الخالدات ، مواقفا وصلابة وشموخا وشجاعة وأدبا وشعرا - يعجز عنها الرجال .. من جانب اخر ، لم يكن لمحمد أي أفق تأريخي لهذا الواقع المجتمعي ، الأمر الذي حسبت الكثير من أحاديثه ، خارج نطاق الظروف الزمكانية .

37
                                                     أضاءة في العقل البشري
                                                                                                                                           * عندما تزهو الحضارة ، أو عندما تسود الثقافة والوعي ، أو عندما يحصل السقوط ، أو عندما يحل الأنهيار ، أو عندما ينتشر الجهل ، أو عندما يعم الخراب .. كل هذه الحقب المتناقضة وغيرها ، على المطلع أن يبحث دوما عن دور العقل البشري ، لأنه المحرك الرئيسي لكل ما سبق . عامة العقل ينتقل من مرحلة الى أخرى ، وبشكل أفقي ، فهو ينتقل من وهم الخرافة --- الى مخيال الأسطرة --- الى أيمان الكهنوت --- الى العلم والنظريات --- ، وقد تتداخل بعض الأنتقالات مع بعضها البعض ، وهناك أمور خارجة عن نطاق العقل البشري ، وهي الماورائيات - حالات قد تتخلل العقل البشري في بعض مراحل  الأنتقالات . الغرب عبروا كل هذا ووصلوا الى التقدم الحضاري / العلم والنظريات والثقافة والتقدم المجتمعي .. وتركوا الكهنوت ورائهم ، ونحن لا زلنا نتخبط في مرحلة الكهنوت ، فترى العربي المسلم يتبع مقلده أن كان شيعيا ، والسني يتبع أئمامه ، حتى وأن أعتقد الفرد بتمام عقله ، أن المتبوع مخطأ ، ولكن العربي يتبعه ، لأن باقي القوم يتبعوه ، وهذه ما تسمى بثقافة القطيع .

* المرحلة الدينية سطحت وجهلت حيثيات العقل البشري للمسلم ، وجعلته يؤمن بأمور لا يمكن أن تصدق ، فمثلا معجزة أرجاع الشمس للوراء ( رد الشمس للأمام علي ، اخرج الطحاوي و الطبراني بأسانيد ونقل عنه الهيثمي في مجمعه : عن أسماء بنت عميس قالت كان رسول الله إذا نزل عليه الوحي كاد يغشى عليه فأنزل عليه يوما وهو في حجر علي فقال له رسول الله صليت العصر يا علي قال لا يا رسول الله ، فدعا الله فرد عليه الشمس حتى صلى العصر قالت فرأيت الشمس طلعت بعدما غابت حين ردت حتى صلى العصر / نقل من موقع العتبة الحسينية المقدسة ) . أو أن يقنعوا الفرد بمرويات ، هي أصلا منكرة ، وغير أخلاقية ، ولكن الشيخ يحشرها في عقل المتلقي حشرا ، ويقنعه أن الغاية منها هي عمل ألهي مقدس ، فمثلا في أحدى فديوات الشيخ متولي الشعراوي / موجود على اليوتيوب ، يقول : عندما طلق زيد بن محمد / أبن محمد بالتبني ، زوجته زينب بنت جحش - وهي أبنة عمة الرسول " فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا  / 37 سورة الأحزاب " ، وذلك لكي يتزوجها رسول الأسلام وفقا للآية أعلاه / علما أن الرسول هو الذي زوجهما ، يقول الشعراوي واصفا الواقعة : " أنها رياضة روحية " ، والقطيع الذي يستمع ، يصرخ " الله أكبر " ، هذه هي ثقافة الجمهور الجاهل ، الذي لا يحكم العقل بالنص ، وذلك لأن رجال الكهنوت عملوا على تجهيل العقل البشري .

* المؤسسات الدينية ، لا تهتم بالعقل البشري / غير المنتسب لها ، لأنها تريده سطحيا ساذجا ، من أجل الأحكام عليه ، وذلك حتى لا يبزغ منه أي نتاج فكري ، نتاجا ممكن أن يؤثر على سلطة الكهنوت لديها ، ولكن هذا لا يمنع من فتح مدارس دينية ، من أجل خدمة الدين والمذهب ، ليست غايتها بث الفكر الحداثوي والنقدي والعقلاني . وممكن من هذه المدارس مثلا - مؤسسة الأزهر ، أن يشذ طلابها ، عن المألوف ، ويصبح عبأءا على المؤسسة ذاتها ، وأكبر مثال على ذلك عميد الأدب العربي د . طه حسين 1889 – 1973 م / ومؤلفه " في الشعر الجاهلي " الذي أحدث ضجة في المؤسسة الدينية في مصر .

* أرى أنه للوصول الى مرحلة التقدم العلمي والنظريات / التفكير العلمي للعقل البشري ، الأمر يبدأ بالمدرسة ، لأنها أساس التقدم والحضارة ، وذلك لأن المؤسسات العلمية لا تثمر أذا لم يكن هناك قاعدة تعليمية مدرسية ألزامية ، التي هي أساس ثمرة كل حضارة ، لأنها بداية التقدم ، وهذه مهمة الدولة - بناء المدارس ، ومن الضروري للدول أن تقوم بهذه الخطوة الأساسية ، من أجل الوصول الى العقل البشري المنشود .

* أما العقل البشري للفرد بعد الأكتمال والنضوج ، فيتحمل مسؤولية العمل والسعي ، من أجل المعرفة الموسوعية ، وهذا الأمر لا يعتمد على الدراسة الأكاديمية فقط ، وأنما هناك عاتقا يقع على الفرد ، وذلك أن يثقف نفسه بنفسه ، بالأطلاع على المصادر العلمية والثقافية والأدبية ، والأهم من كل ذلك ، أن ينسلخ من التبعبة الدينية ، أيا كان تمذهبها ، وبهذا سيتمحور عندنا عقلا مستنيرا مستقلا علميا ، يكون لبنة أساسية لأي حضارة .


38
                                          أضاءة .. للآية 18 من سورة الحج                                               

الموضوع :                                                                                                                                             وددت أن ألقي أضاءة مقتضبة حول الآية 18 سورة الحج ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ : أولا - أود أن أبين أن معنى " يسجد له : يخضع وينقاد لإرادته تعالى  " ، و معنى " حق عليه : ثبت ووجب عليه " ، ثانيا - أما تفسير الآية ، فأنقله بأختصار من موقع / القرآن الكريم ( التفسير : ألم تعلم - أيها النبي - أن الله سبحانه يسجد له خاضعًا منقادًا مَن في السموات من الملائكة ومَن في الأرض من المخلوقات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب ؟ ولله يسجد طاعة واختيارًا كثير من الناس ، وهم المؤمنون ، وكثير من الناس حق عليه العذاب فهو مهين ، وأيُّ إنسان يهنه الله فليس له أحد يكرمه . إن الله يفعل في خلقه ما يشاء وَفْقَ حكمته .. ثم ختم سبحانه الآية بما يدل على نفاذ قدرته ومشيئته : وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ . إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ. و« من » شرطية ، وجوابها : « فما له من مكرم » ومكرم اسم فاعل من أكرم . أى : ومن يهنه الله ويخزه ، فما له من مكرم يكرمه ، أو منقذ ينقذه مما هو فيه من شقاء ، إن الله يفعل ما يشاء فعله بدون حسيب يحاسبه ، أو معقب يعقب على حكمه .قال تعالى : وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ . ثم ساق سبحانه بعد ذلك صورة فيها ما فيها من وجوه المقارنات بين مصير الكافرين ومصير المؤمنين . لكي ينحاز كل ذي عقل سليم إلى فريق الإيمان لا الكفر . ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض هذه رؤية القلب ؛ أي ألم تر بقلبك وعقلك ) ، ثالثا - وفيما يلي قراءتي العقلانية للآية ، بعيدا عن تفسير المفسرين / ألا أذا أقتضى الأمر .                                                                                       

القراءة :                                                                                                                                  * ما ذكر في الآية أعلاه ، من سجود لله ، يمكن أن يقبل / حتى وأن كان بعضا من فقراتها بعيدة عن المنطق ، فمثلا أن الله هو في السماوات فكيف لها أن تسجد له - وهو بها . كذلك أن القمر والشمس والنجوم هم أصلا في السماوات ، فلم ذكرا ،  وكذلك الجبال التي هي في الأرض ، كيف تسجد له والله فيها . وتأكيدا لهذا الأمر ، ورد في الآية التالية أن الله في السماوات والأرض ( وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ۖ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ / 3 سورة الأنعام ) .. ولكن الذي لفت أنتباهي ليس ما ذكرت بل : هو سجود الدواب لله ! ، فكيف للدابة أن تسجد لله ! ، فهل من منطق فيما ذكر . وأذا قبلنا ذلك جدلا ، لم الآية لم تذكر الطيور والأسماك " قياسا على ما يدب على الأرض ، وما يطير في السماء ، وما يغوص في المياه " ! .
* ما يثير أيضا ، ويدعو للتعجب ، هو المقطع التالي من الآية " وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ . إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ " وشرحه وفق المفسرين - ( ومن يهنه الله ويخزه ، فما له من مكرم يكرمه ) . والتساؤل هنا : هل الله يهين ويخزي عباده ، والله هو الرحيم الغفار والرؤوف - وفق الآية التالية ﴿ ٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ / 98 سورة المائدة ﴾ ، وهل من أسماء الله الحسنى : " المهين " و " المخزي " ! . أني أرى هذا المقطع شذ عن المنطق .
* أما بالنسبة لسجود الناس / غير ما ذكر في أعلاه ، فهناك بالعموم ، أناس مؤمنين ساجدين لله - وهم أتباع الديانات السماوية ، وهناك اللادينيين / وينضوي تحت سقف مفهومها اللاأدرية والملحدين والربوبية واللاأكتراثية ، وهناك البوذية والهندوس .. والقائمة تطول / والموضوع نحن ليس بصدده .
* أخيرا : أرى وجود عدم أتساق في البنية النصية للآية أعلاه ، حيث أن الآية تنص على " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ " ، وهذا يعني ، كل من على سطح الأرض ومن في السماوات يسجد لله ، أذن ليس من لزوم أن تعدد الآية ما يلي " وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ " ، لأنها ضمنا موجودة في السماوات والأرض . أي كان من المنطق أن يكتفي القرآن بالمقطع الأول ، دون ذكر تعداد من تضم ! .
خاتمة :                                                                                                                                          كاتب القرآن ، يكتب النصوص دون مراجعة ما كتب ، هذا الذي يجعل من بنية النص . أن يفتقر في كثير من الأحيان الى المنطق ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، هناك الكثير من النصوص ، بها حشو في الفقرات ، التي لا تشكل للنص ، أي أضافة معلوماتية ، لأنها فقط تكرار لذات المضمون .


39
                                                  أضاءة .. للتاريخ المفترى عليه

القراءة الأولى : هذه مجرد أضاءات عامة حول مقولة من يكتب التاريخ :                                                                                  * تاريخ الحروب والغزوات / في الموروث الأسلامي ، يكتبه المنتصر ، ومن قبل حاشية الحاكم ، غافلا ما قام به قواد الحاكم من فظائع - من ونهب وسلب وسبي واعتداء على حرمات البلد المهزوم ، والكتبة يظهرون القائد المنتصر ، بأن حربه كانت أنتصارا لكلمة الله وللأسلام ولنبيه .
* أما سرد التقدم والزهو العلمي والأدبي والثقافي في الدول الأسلامية / منذ الخلافة الراشدة مرورا بالدولة الأموية فالعباسية وما بعدها .. ، فيسرده / يكتبه ، وعاظ السلاطين ، معتبرين أن عهد الحاكم ، هو عهد العلم والمعرفة ، التي قضت على عصر التخلف والجهل ، علما أن الجهل المجتمعي لا زال منتشرا بين الشعب .
* أما حالة ووضع المجتمع ، فكتبة الحاكم للتاريخ ، يجعلون / يصورون ، من أن عصر الحاكم ، هو عصر العدالة والأنصاف والمساواة ، غافلين مظلومية المجتمع ، منوهين - أيهاما للأخرين ، أنه لا فقير ولا محتاج بين عامة الشعب .       

القراءة الثانية : التالي هي بعض الأضاءات الخاصة لكتابة التاريخ ، ممكن أجمال بعضها بمايلي :                                                                 * الكثير من كتبة التاريخ ، عدا ما ذكرت ، يكتبوه بعد حقب زمنية طويلة ، وهنا تكون الوقائع والأحداث والأخبار ..لا تستند الى أي وثائق أو قرائن أو شواهد ، لذا تكون كتابة التاريخ ، غير حقيقية ، وأكبر مثال على ذلك : السيرة النبوية لأبن هشام المتوفى سنة 218 هج / التي نقلت عن أبن أسحق - والنسخة الأصلية مفقودة ، وكذلك صحيح البخاري ، المتوفى سنة 256 هج ..علما ان رسول الأسلام قد توفى 11 هج . فكيف تكون مدى صحة ما كتب في الحالتين ، والفجوة الزمنية بالسيرة لأكثر من قرنين ، وفي الأحاديث لأكثر من قرنين ونيف ، لهذا كانت المصداقية مهلهلة في السيرة والأحاديث معا . 
* وأكثر تزوير حدث - يمكن تأشيره كان في الموروث الأسلامي / الغزوات كأنموذج ، فمثلا خالد بن الوليد ، الذي قتل مالك بن نويرة وتزوج أرملته ، فالتاريخ يعظمه بأعتباره سيف الله المسلول ، وفق حديث الرسول ( عن أنس : أن النبي نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال: أَخَذَ الرَّايَةَ زَيدٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ جَعفَرٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ ابنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ " وَعَينَاهُ تَذرِفَانِ " حَتَّى أَخَذَ الرَّايَةَ سَيفٌ مِن سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيهِم / رواه البخاري - نقل من موقع المكتبة الشاملة ) ، بينما المصادر الأخرى تقول عنه ، أنه كان قاتل ومغتصب ( انّ خالد بن الوليد ادّعى أنّ مالك بن نويرة ارتدّ بكلام بلغه عنه فأنكر مالك ذلك وقال : أنا على الإسلام ما غيّرت ولا بدّلت ، وشهد له أبو قتادة وعبدالله ابن عمر ، فقدّمه خالد وأمر ضرار بن الأزور الأسدي فضرب عنقه ، وقبض خالد امرأته أم متمّم فتزوّجها. فبلغ عمر قتله لمالك بن نويرة وتزوّجه امرأته فقال لأبي بكر : انّه قد زنا فارجمه . فقال أبوبكر : ما كنت لأرجمه ، تأويل فأخطأ. وقال : أنّه قد قتل مسلماً فاقتله قال : ما كنت لأقتله ، تأوّل فأخطأ قال : فاعزله. قال : ما كنت لأشيم سيفاً سله الله عليهم أبداً. إبن سعد ) هكذا هو التاريخ المزور يرقع الفظائع لقادة الحروب ، فقط لأنهم يحققون مأرب الخلفاء حتى وأن ظلموا.                                                                         * الأسلاميون ، ومنهم الأخوان المسلمين والمنظمات الأرهابية الأسلامية / القاعدة وداعش .. وغيرهم ، يحاربون العالم ، ويرهبون المجتمعات ، وذلك من أجل أرجاع زمن الخلافة الأسلامية الغابرة ، وسوف أسرد فقط واقعتين / من حقبة الدولة العباسية كمثال ، عن مدى الفسق والمجون والترف الذي كانت تتميز به الخلافة الأسلامية أنذاك :                                                                                                                      1 . الخليفة محمد الأمين - وهو أبن هارون الرشيد / سادس الخلفاء العباسيين ، تولى الخلافة بين عامي 193 إلى 198 للهجرة ، هذا الخليفة كان لوطيا ! ، وكتبة التاريخ وصفوه بالكثير من الصفات الخارقة ، " كقتله أسدا بيديه " ويقول عنه ( جلال السيوطي : له فصاحة وبلاغة وأدب وفضيلة ، بجانب درايته بالشعر والأدب ، وكان الأمين عاشقاً للشطرنج .. وحسبما روى الطبري في " تاريخ الأمم والملوك ".  كان الأمين عازفاً عن الدنيا ، ومشغولاً بحب كوثر ، ونظم فيه الشعر . يذكر الأصفهاني في موسوعته " الأغاني " أنه في إحدى الليالي ، كانا يتمددان على بساط نرجس ، فطلع البدر عليهما ، فما كان من الأمين إلا أن قال في غلامه : " وَصَفَ البدرُ حُسنَ وَجهِكَ حتى - خِلتُ أَنّي أّراهُ لَستُ أراكا " / نقل من مقال لأمجد كرارة منشور في رصيف 22 ) . ومن موقع / المعرفة ، أنقل بأختصار بعضا من حياته الجنسية المنحرفة ، وبأختصار ( امتنع الخليفة الأمين ظل الله في الارض عن معاشرة النساء سواء الأحرار أو الجواري . وأبتاع لنفسه عددا كبيرا من الغلمان الحسان وجعلهم لخلوته في ليله ونهاره . زبيدة بنت جعفر احدى اشهر نساء العصر العباسي ، ووالدة الخليفة الامين حاولت تحبيب النساء لابنها . حيث قامت بإلباس الجواري الحسان لباس الغلمان وأمرت كل جارية أن تقص شعرها على شاكلة الذكور ، كما قامت بتسميتهن بالغلاميات .كان بين غلمان الخليفة غلام وسيم اسمه كوثر ، استطاع أسر قلب الأمين ، إذ هام شوقا وهياما به ، طار له عقله وتعلق به فؤاده ) . هذا أنموذج واحد والنماذج كثر في الخلافة الأسلامية .                                                      2 . الخليفة المستعصم بالله / 609 – 656 هج ، وهو أخر خليفة عباسي ، هذا الخليفة سقطت بغداد على يده ، لأنه كان ماجنا ، ولم يهتم بجيشه ، وأنقل التالي حول عدد النساء التي كانت بقصره - وقت سقوط بغداد 1258 م / وفق مقال للدكتور أحمد صبحي منصور ( المؤرخ الهمذاني يروى ذلك اللقاء بين هولاكو والخليفة المستعصم فى قصر الخلافة فيقول : " إن هولاكو أمر بأحصاء نساء الخليفة فبلغن سبعمائة زوجة وسرية و ألف خادمة .. وتضرع له الخليفة قائلا : مُنّ علىّ بأهل حرمي اللائي لم تطلع عليهن الشمس و القمر .." ، أى تضرع له أن يترك له نساءه اللواتى حبسهن فى قصوره بحيث لم تكن تراهن الشمس ولا يراهن القمر . وبالطبع فقد فرقهن هولاكو على جنده وقادته ، بعد ان أمر جنوده بقتل الخليفة المستعصم رفسا بالأقدام .!! لأنه عندهم أحقر من أن يقتلوه بالسيف كما يقتلون الرجال ) .                                                            فبغداد سقطت ، وخليفة المسلمين مشغول بسلامة زوجاته وملكات اليمين وخادماته .. تاركا جيشه ورجال حكمه للقتل والتنكيل ، من قبل هولاكو ، هكذا كانت تدار الخلافة الأسلامية ! .
خاتمة :                                                                                                                                     التاريخ ، لا يصدق " دوما " في أحداثه وفي وقائعه ، لأن كتبة التاريخ / يزورون الحقائق ، فهم يجعلون من الظالم مظلوما ، ومن المظلوم ظالما ، ويصورون الكاذب صادقا ، والصادق كاذبا .. المهم أن يكون الحاكم راضيا عن أعوانه وعن بطانته ، حتى وأن كذبوا . ومن جانب أخر ، كتبة التاريخ يعملون على أيهام الشعب ، بأن الحاكم هو ظل الله على الأرض / يجب أطاعته وأرضائه من قبل الشعب . ومن كثر تملق الحاشية والأعوان للحاكم ، أورد رواية يصور بها الشعراء للحاكم ، بأنه حتى في الكوارث هي ضربا من ضروب رضى الحاكم ( عندما ضرب زلزال عنيف مصر في عهد السلطان كافور / " 905 - 968 م ، وكان من رقيق الحبشة ، وأصبح رابع حكام الدولة الإخشيدية في مصر والشام ، وكان الحاكم الفعلي لمصر منذ 946 م " دخل أحد الشُعراء على السلطان وقال :                                                                 " ما زُلزلت مِصرُ من كَيدٍ ألمَّ بها ... بل رقصت من عَدلِكم طَرَبا " ) ..       
أخيرا : قد نشهد يوما ما ، نشر وثائق تاريخية - وظهورها للعلن ، التي ستجعل من كل ما كنا نؤمن به ، كان مجرد خرافات وتدليس - مجموعة أكاذيب ، حشرها كتبة التاريخ في الكتب والمصادر التي كنا نقرأها ، أو في الكتب المدرسية التي كنا ندرسها ، في مؤسساتنا التعليمية ، وهناك ستكون الطامة الكبرى ! .


40
                                            أضاءة ل " حديث النبي موسى وملك الموت "

الموضوع :                                                                                                                              أنقل لكم من موقع / المكتبة الشاملة ، الحديث التالي حول النبي موسى وملك الموت { حديث النبي موسى وملك الموت : أن ملك الموت لما جاء إلى موسى ليقبض روحه ، لطمه ففقأ عينه ، فرجع إلى ربه فرد عليه عينه .. الحديث أخرجه البخاري و مسلم عن أبي هريرة ، أنه قال : أرسل ملك الموت إلى موسى ، فلما جاءه صكَّه ففقأ عينه ، فرجع إلى ربه فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، قال:  فرد الله إليه عينه وقال : ارجع إليه ، فقل له:  يضع يده على متن ثور ، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة .. قال ابن حجر أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ ، وإنما بعثه إليه اختيارا ، وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت .. و قال بعض أهل العلم
:  ثبت بالكتاب والسنة أن الملائكة يتمثلون في صور الرجال ، وقد يراهم كذلك بعض الأنبياء فيظنهم من بني آدم .. } .

القراءة :                                                                                                                                     * لا زال الموروث الأسلامي ، له مطباته وهلوساته وأخفاقاته ، ومن جانب أخر ، لا زال الفقهاء والمحدثون والمفسرون يرقعون بتأويلات أخفاقات الموروث الأسلامي ، التي لا تنطلي على المطلعين ! . وهذا الحديث هو أحد هذه الهلوسات .     
* الحديث ، أخرجه البخاري عن أبي هريرة .. فهل يعقل أن نبيا يلطم ملاكا مرسلا من قبل الله ! ويجهل أنه ملكا - وهو نبي  ، وهل يعقل أن الله أرسل ملك الموت أختيارا ، وهل الموت أختيار ، وهل يعقل أن الله أرسل الملاك ثانية الى موسى ، ليقول له " ليضع يده على متن ثور ، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة " / علما انه عاش 120سنة ! ، ولماذا ثورا بالتحديد ! ، وليس بقرة مثلا . هذه التساؤلات ، تستدعي أن يجاب عليها بشكل منطقي . كما أنه ليس هكذا تجري الأمور من قبل الله .                                                         
* الحديث باجمله خارج العقل والمنطق ، والفقهاء يرقعون ، ب " وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت " .. التساؤل : لما لم يظن موسى أن هذا الملك ، هو أحد أتباعه ، وله حاجة معينة ! ، وهل كل فرد يدخل على نبي دون أذن يلطم . الرواية والترقيع ، كلها ليس لها أي قيمة تاريخية بصدد سيرة النبي موسى .                                                       
* ومن مقال منشور في موقع / هسبريس - لمحمد الأنجري ، يبين فيه أن أبا هريرة قد توهم في الخبر بنسبه للرسول ، وهو قد سمعه من كعب الأحبار ، أنقل في التالي ملخصه ( يعتبر أبو هريرة من صغار الصحابة فضلا وشرفا من حيث الصحبة لتأخر إسلامه ، حتى إنه كان لا يجرؤ على الرواية زمن عمر . وكان أبو هريرة تلميذا نجيبا لكعب الأحبار ، يسأله ويتعلم منه أخبار الأوائل ، ويرويها دون نسبتها لأستاذه ، وربما نسي فجعل الخبر الإسرائيلي حديثا نبويا ، وربما فعل ذلك تلامذته ، ظنا منهم أنها أحاديث نبوية مرفوعة ) .. وهذا الأمر يجعلنا أن نتساءل كم حديثا مثل هذا نسب سهوا للرسول . 
* المواقع الشيعية تنفي نسب هذا الحديث لرسول الأسلام ، فقد جاء في موقع / الأشعاع الأسلامي - مقال للشيخ مرتضى العاملي ، فيما يلي ملخصه ( كما أننا لا نمنع أن يتوهم متوهم وينخدع إنسان بهذه الرواية المكذوبة فيظن صحتها ، ثم يلتمس لها تأويلاً يخرجها عن كونها طعناً في نبي الله موسى ، ثم يستشهد بها على أمر من الأمور .. هذا وقد ناقش السيد شرف الدين رحمه الله هذه القصة في كتابه " أبو هريرة " وأثبت بطلانها ، ونعم ما أفاد ) . أي ان المذهب الجعفري على خلاف مع مذهب السنة والجماعة بخصوص هذه الرواية .. ومما سبق يتبين أيضا أن أبا هريرة غير أمينا في رواياته ! .                                                                           
* أما بخصوص موت النبي موسى ، فأنقل رواية موته من موقع / الكتاب المقدس ( مات النبي موسى وفق الكتاب المقدس مع علمه بقرب موته ، ودع موسى الإسرائيليين المطالبين بالولاء ليهوه . في وقت لاحق ، بارك الأسباط الاثني عشر واختار يشوع خلفًا له . ثم تسلق جبل نيبو ، حيث لمح الأرض الموعودة التي لن تطأها قدمًا . بعد وقت قصير من وفاته عن عمر يناهز 120 عامًا واختفى جسده .. ) . أذن أذا أردنا أن ننقل خبر موت أحدهم ، يجب نقله من الكتب المعتمدة . 
خاتمة :                                                                                                                                يمكن أن أختم هذا المقال المختصر بتساؤلين وتوضيح ، والتوضيح هو " يقول البابا شنودة / بابا الكرازة المرقسية في مصر، وهو من الأعلام المشهود لهم عقائديا / وبذات الوقت قارئ ضليع للموروث الأسلامي ، ولديه مكتبة أسلامية ، قد لا يملك مثلها علماء المسلمين ، يقول : لا يوجد ملاك في الكتاب المقدس ، أسمه عزرائيل / ملك الموت ، ويضيف في فيديو متداول على اليوتيوب ، أن الله عندما يشاء أن تطلع روح الأنسان ، تطلع لوحدها ، وينفي وجود ملاكا للموت ! " وهذا الكلام يناقض رواية موسى وملك الموت التي نحن بصددها .. التساؤل :                                                             1 . أن النبي موسى هو كليم الله ( ورُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا / 164 سورة النساء ) ، أما كان من المنطق أن يخاطب الله نبيه ، بهكذا أمر ، ويستغني عن أرسال ملك الموت وتفقأ عينه!.
2 . والتساؤل الأهم ، أن الملائكة ليست لها أجساد كالبشر ، هذا وفق حديث رسوال الأسلام ( روى مسلم عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ : خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ / ، نقل من موقع / الأسلام سؤال وجواب ) .. فكيف النبي موسى يفقأ عين ملاك الموت ، وهوكتلة من نور ! .                                                                                                                     خلاصة : أن الموروث الأسلامي معبأ بهلوسات ، أرى من الضروري غربلتها ، من أجل موروثا أسلاميا أكثر قبولا .

41
           قراءة للآية 3 من سورة المائدة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )
الموضوع :                                                                                                                              سأذكر بعض التفاسير للآية أعلاه ، بأختصار ، ومن ثم سأسرد قراءتي العقلانية الخاصة للآية . ففي الموقع التالي /  trueislamfromquran.com/node/913  هناك تفسير أولي للآية ( السلام على من آمن بأن القرآن العظيم كتاب كامل . عندما يقول الله عزّ وجلّ في تلك الآيات " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..." ، فهذا يعني أنّه تعالى أكمل دين الرسول محمد والّذين أمنوا معه في زمنه ، وعندما أكمل الله تعالى لهم دينهم فهذا يعني أنّه أكمل لهم القرآن الكريم ، وهذا يعني أنَّه تعالى أوحاه لهم كاملاً ، أي بأكملِهِ ومُجمَلِهِ " فيه جميع العلوم والأمثال والعِبَرْ " ومن دون أن يُنقِص منهُ أي شيء أو يُنقِص منه آية .. ) . أما في موقع / الأمام أبن باز ، فقد جاء التالي ( وقال علي بن أبي طلحة عن أبن عباس قوله " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ / 3 سورة المائدة " وهو الإسلام ، أخبر الله نبيه والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان ، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا ، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا ، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا . وقال أسباط عن السدي : نزلت هذه الآية يوم عرفة ، ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام ، ورجع رسول الله فمات . قالت أسماء بنت عميس : حججت مع رسول الله تلك الحجة فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل ، فمال رسول الله على الراحلة ، فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن ، فبركت ، فأتيته فسجيت عليه بردا كان علي . وقال ابن جريج وغير واحد : مات رسول الله بعد يوم عرفة بأحدٍ وثمانين يوما ، رواهما ابن جرير . ) . وذات الموقع يكمل في فقرة أخرى ، بالتالي ( قال : حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا ابن فضيل عن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، قال : لما نزلت اليوم أكملت لكم دينكم وذلك يوم الحج الأكبر ، بكى عمر، فقال له النبي ما يبكيك ؟ قال : أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا ، فأما إذا أكمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص ، فقال صدقت . ويشهد لهذا المعنى الحديث الثابت إن الإسلام بدأ غريبا ، وسيعود غريبا ، فطوبى للغرباء . ) . 
القراءة :                                                                                                                                     أولا - أن الآية تنهي بأمر قطعي ، وبنص تام ، أن محمدا قد أكمل الدين ، وهذا يعني أن كل ما سيجد على المعتقد بعده ليس من الأسلام ، وبمعنى أخر ، أن كل ماجاء من أجتهاد او أحكام عقدية من قبل الخلفاء الراشدين والأئمة الأربعة " أبو حنيفة ، مالك ، الشافعي و أبن حنبل " والمذهب الجعفري ، وما أستجد بعد ذلك من مذاهب وفرق ، والذي يعد بالعشرات ، أضافة للفتاوى هو باطل ! وذلك على أعتبار أن القرآن " فيه جميع العلوم والأمثال والعِبَرْ " ومن دون أن يُنقِص منهُ أي شيء .                       
ثانيا - ولكن أن صح ذلك فيجب أن تكون هذه الآية هي أخر ما أنزل على رسول الأسلام ، علما أن هذه الآية نزلت يوم عرفة ، وتوفى بعدها رسول الأسلام / وأختلف رجال الأسلام بالمدة ، فوفق موقع / العلماء السوريين ، أنقل التالي ( وقد قام العلامة السهيلي بعملية حسابية لتحديد تاريخ وفاة النبي ، جعل نقطة الانطلاق هو يوم عرفة في حجة الوداع ، ثم استعرض الأيام التي عاشها النبي بعدها ، والاحتمالات القائمة في عدد أيام الشهور التي جاءت بعد حجة الوداع وهي عدد أيام شهر ذي الحجة وشهر محرم وشهر صفر .. ) ، أي حوالي 90 يوما / تزيد أو تنقص ، فهل من المنطق أن تكون هذه الفترة خالية من أي وحي ! والرسول حي . وهل الآية " 3 من سورة المائدة " ، هي أخر ما نزل على محمد . ولكن كالعادة ليس من أتفاق بين شيوخ الأسلام على هذا الأمر ، فوفق موقع / الأسلام سؤال وجواب ، يبين خلاف ذلك (( أختلف أهل العلم في آخر آية نزلت من القرآن ، على أقوال متعددة ، تكلم فيها كلٌّ بما أداه إليه أجتهاده ، وليس في شيء من ذلك خبر عن المعصوم ، يمكن القطع به . وأكثرهم على أن آخر آية نزولا هي في سورة البقرة : ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ / 281 سورة البقرة ) . وقد قال الحافظ جلال الدين السيوطي : مَعْرِفَةُ آخِرِ مَا نَزَلَ ، فِيهِ اخْتِلَافٌ : فَرَوَى الشَّيْخَانِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : آخَرُ آيَةٍ نَزَلَتْ : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ / 176 سورة النساء ) . وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : " آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ : آيَةُ الرِّبَا " وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عُمَرَ مِثْلَهُ ، أي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا / 278 سورة البقرة ).)) ، وذات الموقع يبين أن الرسول مات بعد أحدى هذه الآيات بأيام (وَعَاشَ النَّبِيُّ بَعْدَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ تِسْعَ لَيَالٍ)،أذن ليس من أتفاق على الآية الأخيرة في القرآن!.
ثالثا - أما رواية أسماء بنت عميس ، التي روت " حججت مع رسول الله تلك الحجة فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل ، فمال رسول الله على الراحلة ، فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن ، فبركت .. " ، هنا التساؤل : كيف عرفت أسماء بتجلي جبريل للرسول ! وهل جبريل لقن الرسول بالآيات شفاها ، أم حمله بأيات مكتوبة على الجلد أو على الحجارة الدقيقة أو على صفائح الحجارة أو على جريد النخل ! / وهي الوسائل المعروفة في ذلك الزمان ، فأذا كانت الآيات تلقينا لم بركت الناقة ! ، أما لو كانت الآيات مكتوبة فممكن أن تبرك الناقة ، ولكن جبريل عادته يلقن الرسول تلقينا ! أذن لا صحة لبروك الناقة . والتساؤل لم أختار جبريل هذا الوقت في النزول ، وكيف يحفظ محمد ما أنزل عليه وهو مهموم يقود ناقته ! .. هذه مجرد تساؤلات فقط ! . أذن رواية أسماء بنت عميس ليس من منطق في مصداقيتها .
خاتمة :                                                                                                                                     تكون خاتمة مقالي ، بحادثة " بكاء عمر بن الخطاب " ، بنزول الآية 3 / من سورة المائدة - على أعتبارها خاتمة الدين ،  وقوله لرسول الأسلام " أن الذي أبكاني ، أنا كنا في زيادة من ديننا ، فأما إذا أكمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص " . هنا أرى أن رد فعل عمر كان واضحا ، على أنه ليس من معتقد كامل ، وأكيد أن عمر قال ذلك بعد أن تيقن بوجود نقص عقائدي بما أنزل من الأحكام والشرائع في الأسلام ، وكان عمر يريد زيادة في الدين ! / ولكن هل الدين به مبدأ الزيادة أو النقصان ! ، وعقب عمر : " لم يكمل شيء إلا نقص " ، لذا قال له محمد : " صدقت " .                                                أن الكمال في المعتقدات حالة مستحيلة ، خاصة في معتقد أنطلق قبل أكثر من أربعة عشر قرنا ! ، فحال وطبيعة المجتمع العربي القبلي أنذاك ، سلوكا وتقاليدا ووعيا .. ، يختلف عن عالم اليوم ! ، فأذا كان عمر بن الخطاب قد أحس أنذاك - بأن الدين لم يكتمل ، فكيف لأحساس ورد فعل مجتمع اليوم !! .     


42
                                 
                                     وكالة CNN  الأخبارية و التسويق للأسلام 

                حياة يقودها عقلك .. أفضل بكثير من حياة يقودها كلام الأخرين .. وليم شكسبير
أستهلال :                                                                                                                                             هل هناك طبخة ! ، لتسويق أعلامي سيقود الولايات المتحدة الاميريكية الى عصر ظلامي !! .                 
المقدمة :
أكثر مؤسسة يقع على عاتقها التأكد من الخبر وصحته ومصداقيته ومدي ردود الأفعال الذي يخلقه وكيفية تأثيره على المتلقي أو القارئ هي مؤسسات الميديا ، فكيف الحال والأمر والوضع مع أكبر المؤسسات قاطبة وأشهرها  في الولايات المتحدة الأميريكية والعالم وهي " CNN  ".. ( التي تأسست 1 مايو1980 والشبكة امتدت ووصلت لعدد من القنوات الفضائية مثل قناة CNN Headline News   كذلك يوجد 12 موقع للشبكة على الإنترنت وأيضاً قناتين متخصصين مثل قناة CNN Airport Network وشبكتى راديو وتمتلك شبكة CNN 900 مكتباً حول العالم تغطى بها معظم أنحاء العالم والأحداث الجارية وقد أطلقت عدداً من القنوات بلغات محلية وأجنبية لتصل لأكبرعدد من المشاهدين الناطقين بلغات مختلفة .. ) ، هذه المؤسسة عرضت التالي في موقعها بالعربي ، ضمن سسلسلة ( 25 من المسلمين المؤثرين في أمريكا ) ، سأنقل الأخبار كما وردت  في CNN ، وللمهتمين الرجوع للفيديو أو العرض الخاص بكل خبر ، ومن ثم سأسرد قراءتي لنشر وعرض وتسويق هكذا أخبار في الميديا !! :
النص :                                                                                                                                                 * 4.6.2018  (CNN)-- يتوقع النائب الجمهوري أندريه كارسون بأن الولايات المتحدة يمكن أن ترى في العقد القادم مرشحًا مسلماً لرئاسة أمريكا . شاهد هذا الفيديو لتعرف سبب توقعه ، عبر سلسلة CNN التي نعرضها على موقعنا في شهر رمضان " 25 من المسلمين المؤثرين في أميركا "                                                                                     
* 5.6.2018   CNNشاهد الفيديو لتعرف كيف أنقذ الإسلام شيرمان جاكسون / شيرمان جاكسون ، هو باحث إسلامي بارز ، يقول إن الإسلام أنقذه ، وكثيرين غيره ، من حياة خطرة في الشوارع . شاهد هذا الفيديو لتعرف السبب ، عبر سلسلة CNN التي نعرضها على موقعنا في شهر رمضان "25 من المسلمين المؤثرين في أمريكا."                                                                                                                           * 6.6.2018 CNN - الشيخ حمزة يوسف ، الشريك المؤسس لكلية الزيتونة ، يتحدث عن ردة فعل طلابه عندما جاء مسؤولون لتقييم المؤسسة التعليمية . شاهد هذا الفيديو ضمن سلسلة CNN التي نعرضها على موقعنا في شهر رمضان "25 من المسلمين المؤثرين في أمريكا."
القراءة                                                                                                                                               ، هذا المقال كتب قبل عدة سنوات ، ولكن الذي حركه من مخبأه هو الخبر التالي : في 1.9.2023 ووفق وكالة أخبار RT / روسيا اليوم ، وقناة الجزيرة الأخبارية ( للمرة الأولى صدحت مساجد مدينة نيويورك بأذان صلاة الجمعة عبر مكبرات الصوت الخارجية ، وكذلك وقت أذان المغرب خلال شهر رمضان .. بعد توقيع عمدة المدينة إريك أدامز مرسوما يسمح برفع الأذان بطلب من الجالية المسلمة في المدينة )  !! .                                                                                                                                 
1.  للميديا تأثير كبير على عقلية المتلقي عامة ، خاصة أذا صدرت من جهة لها ثقلها الكبير في نقل الأخبار ، لأن الكلمة أكثر فعلا وتأثيرا من الرصاصة ، فيجب التأني والحذر وتوخي الدقة في نشر أي خبر أو لقاء أو حديث .. وأورد بهذا الصدد ما قاله الإعلامى المصري عماد الدين أديب : " إن الكلمة الآن أكثر تأثيراً من الرصاصة ، والقاتل الحقيقى ليس من يضغط على زناد المسدس ، لكن من يغسل عقول الناس ، ومن يحرضهم على الإرهاب التكفيرى . " 
2 . يتوقع النائب الجمهوري اندريه كارسون من أن في العقد القادم ستشهد أميركا رئيسا مسلما !! ، وسؤالي له وفق الدستور الأميركي ( تستطيع أن تمارس أي دين أو أن تكون لا ديني ) ، وأنت لست بحاجة لهكذا تصريح ، لأن أميركا ديمقراطية ! ، ووجودك كنائب مسلم أكبر دليل على هذا ، ولكن بنفس الوقت هل يمكن أن يكون وزيرا مسيحيا أو يهوديا في بلاد الحرمين الشريفين / السعودية ! ، وسؤال اخر هل يستطيع الرئيس المسلم القادم أن يوقف قتل الابرياء في النوادي الليلية من قبل الأرهابيين المسلمين كما حديث في فلوريدا (  ادى حادث اطلاق نار في احدى النوادي الليلية للمثليين في ولاية فلوريدا الامريكية ، الى مقتل 20 شخصا واصابة 45 أخرين كحصيلة اولية ، بحسب ما أعلنته الشرطة الأمريكية ، ووصفت الشرطة الحادث ، الذي قتل منفذه ، بأنه "عمل إرهابي". وقالت شرطة أورلاندو إن أفرادها تمكنوا من الدخول إلى "نادي بالس" بعد حوالي 3 ساعات بعد إطلاق المهاجم النار ثم احتجازه رهائن داخله. وأكد رونالد هوبر ، وهو من مكتب التحقيقات الفيدرالي ،وثمة دلائل على أن منفذ الهجوم قد يكون متأثرا بإسلاميين متطرفين . نقل من www.rudaw.net ).
3 . أما الباحث شيرمان جاكسون ، فيقول ان الاسلام انقذه من حياة الشوارع ، ناسيا عدد المجندين من المسلمين من نفس البيئة الذين دهسوا المارة الأبرياء في الشوارع ، كما حدث في اوربا ( حادثة دهس استهل به عام 2017 في سوق عيد الميلاد في برلين - ففي 19 ديسمبر 2016 ، قاد أحد أفراد تنظيم داعش الإرهابي شاحنة اصطدمت بزوار سوق عيد الميلاد في برلين ، مما أدى لمقتل 12 شخصًا وإصابة 48 آخرين .. وفي  22 مارس 2017 صدم خالد مسعود ، المنتمي لداعش ، عددًا من المارة على جسر "وستمنستر" في لندن / نقل من موقع قناة العالم  ) .. والكثير غيرها .                                                                                                         4 . أما الشيخ حمزة يوسف ، الذي أسس جامعة للمسلمين في أميركا ، أولا - من أسم الجامعة / الزيتونة ، يتبين لنا التمايز العنصري الديني لنشاط الجامعة كموسسة تعليمية ! ، ثانيا - وتساؤلي هل ستكون هذه الجامعة نواة أخرى ( لأزهر مصغر ) في أميركا – كما هو الحال في مصر ، والأزهر هي المؤسسة التي تنتج الفكر الأرهابي بمناهجها ، ثالثا - ومن سيكون كادرها التعليمي ، أكيد سيكون بعضه أزهري المرجع المشبع بالفكر الماضوي المتطرف .   
5 . وكل الأحداث المهمة في العالم التي تناولتها  CNN ، منها مثلا ذبح 22 قبطيا في ليبيا ( فبراير 2015 ) ، و حرق الطيار الأردني منذر الكساسبة ( في 3 يناير 2015 ) وغيرها الكثير .. من عمليات السحل والصلب والغرق والرمي من علو .. أما تعلمCNN  عقيدة ودين من نفذ هذه الأعمال الأرهابية !! ، هل قام بذلك مسيحيون أو يهود أم نفذها مسلمون ! .
6 . هل تفتقد CNN  الى محققين أخباريين !! ، وهي المؤسسة الكبرى في قطاع الميديا ! هذا من جانب ، ومن جانب أخر في سياق CNN ونهجها للتسويق للأسلام ، ألم يضع المحررون في بالهم ، وهم يروجون لعملية التسويق المشار أليها ، الموروث الأسلامي ، المملوء دما ، كحديث محمد (  أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله ) ! .    نقطة رأس السطر .


43
                                    أضاءة .. لقول السيد المسيح " أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ "   
الموضوع :                                                                                                                             يقول السيد المسيح " قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ . فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ ، وَلكِنْ ثِقُوا : أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ " / أنجيل يوحنا 16: 33 ". وأود أن أقدم مجرد أضاءة للآية ، بعيدا عن التفاسير اللاهوتية ، ولكن لا بد لنا أولا أن نعطي لمحة عقائدية للآية ، فقد جاء في موقع " تفاسير ارثوذكسي " التالي (( حينما يرى التلاميذ أن كلام المسيح هنا قد تحقق يزداد إيمانهم به فيكون لهم سلام . لكم فيَّ سلام = ولم يقل لكم سلام فقط ( السلام ليس في حل مشكلتي بل في وجود المسيح في حياتي ) فلا سلام حقيقي سوى في المسيح إذا آمنا به ( لا تبحث عن السلام في العالم وملذاته بل إطلبه في الإتحاد بالمسيح وفي شخص المسيح ) . هذا الذي غلب على الصليب مستعد أن يغلب فينا عدونا المهزوم إن نحن أعطيناه قلبًا مفتوحًا وإرادة خاضعة ، إذًا جهادنا نتيجته مضمونة . المسيح غلب الموت وغلب الخطية والشيطان فلماذا الخوف . وهذا المسيح الغالب يحل في قلوبنا بالإيمان ، فلا بد وسنغلب ، فنحن نخطئ لو تذمرنا في الضيق ونخطئ إذا لم نجد سلامًا في الداخل . فالمسيح الذي يهب السلام وهو مقبل على الصليب هو قادر أن يعطيه دائمًا للمؤمنين الثابتين فيه . المسيح غلب العالم والشيطان بناسوته وكان هذا لحسابنا ، لكي يغلب بنا وفينا . لذلك رأيناه وقد " خرج غالبًا ولكي يغلب " هو غلب على الصليب ومازال يغلب فينا . )) .
أضاءة :                                                                                                                                   سأترك ما قالته التفاسير اللاهوتية المسيحية جانبا - حول الآية أعلاه ، والتي في معظمها تركز ، من كون المسيح قد غلب الموت / بحادثة صلبه وقيامته ، وسأبين وجهة نظري الشخصية أزائها ، مركزا على فحوى المقولة " أنا قد غلبت العالم " ، مع مقارنات من السيرة المحمدية ، لأبين كيف غلب السيد المسيح العالم ، دون غيره ! :
1 . أن مقولة " أني قد غلبت العالم " ، لا بد لها أن تترجم بواقع أعظم وأكبر مما نتصوره نحن كبشر ، فكيف لأنسان أن يغلب العالم بمفرده ، وهل هذه الغلبة هي من جراء أنتصار المسيح بمعركة أو بقتال فردي أو بمجابهة جدلية ! ، أذن لا بد للمتلقي أن يقتنع بما قام به السيد المسيح من عمل أو فعل محدد بذاته ، حتى نتأكد من أنه قد غلب العالم . شخصيا أنا وضعت حوادث معينة تدل / وفق رأي على أقل تقدير أنه قد غلب العالم ، وهي أن المسيح ، وهو على الصليب خاطب الله / أباه السماوي ، قائلا : (  يَاأَبَتَاهُ ، اغْفِرْ لَهُمْ ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ / أنجيل لوقا 23 – 34 ) ، أي أنه يغفر لصالبيه ، وهي أحدى القمم العالية في الغفران والمحبة والتسامح تجاه الأخرين ، التي لا يمكن لبشر أن يصل أليها ، وكان المتوقع / لو كان شخصا غير المسيح - في هذا الموقف ، أن يقول : يا ألهي أنتقم منهم ، عذبهم ، أصلبهم ، ولكن المسيح غفر لهم . أن هذا الفعل ليس فعلا طبيعيا - يصدر من أنسان عادي ، بل لأنسان سموه يفوق علوا كل القيم الأنسانية ! . 
* في المقابل نرى ، رسول الأسلام محمد ، ينهج نهجا بعيد كل البعد - بل لا يمت بما ذكرنا في أعلاه من صلة ، فلا يوجد أي نوع من التشابه أو التلاقي بما ينهجه المسيح ! .. هنا محمد يقتل من هجاه أو أذاه ، لا غفران ولا تسامح ولا عفو ،  وسوف أورد حاثتين تؤكد ذلك : (1) القتل الشنيع لأم قرفة ، لأنها مجرد قد هجته ( أم قرفة وهي فاطمة بنت ربيعة بن بدر وكانت عند مالك بن حذيفة بن بدر عجوزا كبيرة وبنتا لها وعبدالله بن مسعدة فأمر زيد بن حارثة أن يقتل أم قرفة فقتلها قتلا عنيفا ربط برجليها حبلين ثم ربطهما إلى بعيرين حتى شقاها / نقل من موقع المكتبة الحديثة الشاملة - تاريخ الطبري/ الجزء 2 - الصفحة 127 و ذكرت أيضاً في نفس الجزء صفحة 265 . و في الطبقات الكبرى الجزء 2 - صفحة 90 . و في تاريخ اليعقوبي الجزء 2 - الصفحة 71 " ) . (2) وقتله لأبي رافع اليهودي / لأنه كان يؤذي الرسول ( ونص رواية البخاري -: عن البراء بن عازب  قال : وقال زكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : بعث رسول الله  رهطا من الأنصار إلى أبي رافع ، فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا فقتله وهو نائم .. / نقل من موقع أسلام ويب ) .
2 . في هذا المحور ، حيث يقول السيد المسيح للجمع حول عقاب الزانية " من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر " ، والواقعة ( 3 وقدم اليه الكتبة والفريسيون امرأة أمسكت في زنا . ولما اقاموها في الوسط 4 قالوا له يا معلّم هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل . 5 وموسى في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم . فماذا تقول انت . 6 قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه . واما يسوع فانحنى الى اسفل وكان يكتب باصبعه على الارض . 7 ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر .. 10 فلما انتصب يسوع ولم ينظر احدا سوى المرأة قال لها يا امرأة اين هم اولئك المشتكون عليك . أما دانك احد . 11 قالت لا احد يا سيد .فقال لها يسوع ولا انا ادينك . اذهبي ولا تخطئي ايضا" / يوحنا 8 : 3 - 11 ) . هنا السيد المسيح لم يتبع ناموس موسى / برجم الزانية ، بل عالج القضية من منظور أخر ، فلو وافق على رجم المرآة / الزانية ، لأنتهى الأمر بقتل المرآة ، ولكن أتبع الغفران والسماح من أجل الخلاص ، مع الاخذ بنظر الأعتبار ، أن الجمع كله خاطئ ، لذا عندما قال لهم " من كان منكم بلا .. " ، الكل أنصرف ، والمسيح لم ينهي الموقف ألا بدعوتها بعدم الوقوع في الخطيئة مرة ثانية .. فبعدم رجمها ، وبتوبتها منح المسيح الزانية حياة ثانية .  فهنا المسيح غلب ناموس موسى / الداعي لرجم الزانية ، وغلب كل التقاليد المتعارف عليه بشأن الرجم ، وأنتصر للحياة .
* ولكن رسول الأسلام محمد ، نهج عكس ذلك تماما ، فرجم الزانية / بعد ولادة وليدها ، بالرغم من أنها ، أتت أليه معترفة بذنبها ( وَعَنْ أبي نُجَيْد عِمْرانَ بْنِ الحُصيْنِ الخُزاعيِّ أَنَّ امْرأَةً مِنْ جُهينةَ أَتَت رَسُولَ الله وَهِيَ حُبْلَى مِنَ الزِّنَا ، فقَالَتْ : يَا رسول الله أَصَبْتُ حَدّاً فأَقِمْهُ عَلَيَّ ، فَدَعَا نَبِيُّ الله وَليَّهَا فَقَالَ : أَحْسِنْ إِليْهَا ، فَإِذَا وَضَعَتْ فَأْتِنِي فَفَعَلَ فَأَمَرَ بِهَا نَبِيُّ اللَّهِ ، فَشُدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُها ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فرُجِمتْ ، ثُمَّ صلَّى عَلَيْهَا . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : تُصَلِّي عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ زَنَتْ ، قَالَ : قَدْ تَابَتْ تَوْبةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْن سبْعِينَ مِنْ أَهْلِ المدِينَةِ لوسعتهُمْ وَهَلْ وَجَدْتَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنفْسهَا للَّهِ ؟  رواه مسلم / نقل من موقع أين باز ) .  وهنا الرسول رجمها ، غير مباليا بمن يعتني برضيعها بعد الرجم ! . من جانب أخر ، يقول لعمر مثنيا عليها ، أنه صلى عليها بعد الرجم لأنها أجادت بنفسها لله ، التساؤل : هل الله يريد في سماواته نساءا قد رجمت . ويظهر من سير الأحداث ، من أن محمدا كان يتبع ناموس موسى في رجم الزانية . والتقاطع الاخير ، أن المسيح منح الحياة للزانية بعد التوبة ، بينما محمد رجمها بالرغم من أعترافها بذنبها ! .
3 . وأختم مقالي ، بملحمة الموعظة على الجبل ، التي غلب بها المسيح كل الأعراف التي كانت سائدة / ولا زالت سائدة في العالم ، والتي من أجل أتباع هداها ، قتلوا كل تلامذته - عدا يوحنا ، وهذه العظة تمثل سيرة ونهجا ليس من اليسير أتباعها ، سوى للذين نذروا حياتهم فقط للمسيح - دون غيره ، وسأسرد فقط مقتطفات منها ( طوبى لصانعي السلام . لانهم ابناء الله يدعون . انتم ملح الارض . ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح . قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل . ومن قتل يكون مستوجب الحكم . واما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم . سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن . واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر . بل من لطمك على خدك الايمن فحوّل له الآخر ايضا . ومن اراد ان يخاصمك وياخذ ثوبك فاترك له الرداء ايضا . ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين . من سألك فاعطه . ومن اراد ان يقترض منك فلا ترده . سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك . واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم . باركوا لاعنيكم . احسنوا الى مبغضيكم . وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم .. / نقلت بأختصار من موقع الأنبا تكلا هيمانوت ) .
* بينما نرى الأحاديث النبوية تنهج طرقا لا يمكن أن تلتقي مع ما نهج السيد المسيح ، منها : ( وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ مُتفقٌ عليه. / نقل من موقع الامام بن باز ) و ( " جَعَل رِزْقي تحتَ ظِلِّ رُمحي " الراوي : عبدالله بن عمر ، المحدث : الألباني ، المصدر : تخريج مشكلة الفقر / نقل من موقع الدرر السنية ) و ( ما رواه البخاري ومسلم ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : " قَدِمَ أُنَاسٌ مِنْ عُكْلٍ أَوْ عُرَيْنَةَ ، فَاجْتَوَوْا المَدِينَةَ ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى بِلِقَاحٍ ، وَأَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا ، فَانْطَلَقُوا ، فَلَمَّا صَحُّوا ، قَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاسْتَاقُوا النَّعَمَ ، فَجَاءَ الخَبَرُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ ، فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ جِيءَ بِهِمْ ، فَأَمَرَ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ ، وَسُمِّرَتْ أَعْيُنُهُمْ ، وَأُلْقُوا فِي الحَرَّةِ ، يَسْتَسْقُونَ فَلاَ يُسْقَوْنَ / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب).
خاتمة :                                                                                                                                            (1) مما سبق يتأكد لنا ، أن رسول الأسلام بسيرته ، أوجد صناعة حداثوية للعنف ، ولم يوجد أي عرفا أو تقليدا من التسامح من أجل قبول الأخر ، لذا المنظمات الأرهابية الأسلامية ، التي تأسست معتمدة على الموروث الأسلامي الدموي ، كانت تذبح المخالف ، وتكبر : ألله أكبر ، فمحمد خلق مفهوما ل " ثقافة القتل والموت " .                                       (2) بينما السيد المسيح ، بكل سيرته ونهجه وعظاته / كعقيدة ، خلق مفهوما أخرا للحياة ، هذا المفهوم أولد قوة جعلت منه أن " يغلب العالم " ، بكل مفاهيمه ، بل أن المسيح أوجد ثقافة جديدة للحياة ، عنوانها المحبة ، وقوامها التسامح والغفران والأخاء .









44
  بين دعوة محمد و رسالة المسيح
أستهلال :                                                                                                                              لندع كل المعتقدات جانبا ، ولنتجنب كل الأنتماءات المذهبية / مع مرجعياتها - التي نصطف بها ، ولنحجب كل عواطفنا ، التي جبلنا عليها منذ أن وعينا على الدنيا ، وبعيدا عن تفسيرات كل رجال الدين والكهنوت .. ولنتفق على قول رأيا نقديا خالصا شفافا ، عن دعوة محمد ورسالة المسيح .                                                                                              الموضوع :                                                                                                                              أولا - من أهم ما دعا أليه محمد - مترجم بشكل جلي ، في الحديث التالي ( وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ مُتفقٌ عليه. ) . وفي شرح هذا الحديث أنقل التالي ( وكانت هذه المهمة محور دعوة كل أنبياء الله ، فقاموا جميعا لتحقيق هذه الغاية ، باذلين في ذلك الغالي والنفيس ، والمال والنفس ، داعين إلى الله بالليل والنهار ، والسرّ والعلانية .. / نقل من موقع أسلام ويب ) . ومن موقع / الأحاديث النبوية ، أضيف الشرح التالي ( وإذا تحققت هذه الأمور الثلاثة في شخص أو فئة ، حصلت لهم العصمة التامة ، فتصان دماؤهم وأموالهم وأنفسهم ، إلا بسبب حق من حقوق الإسلام ، وذلك بأن يرتكب الإنسان ما يبيح دمه ، كالقتل بغير حق ، والزنى مع الإحصان ، والردة بعد الإسلام . وبذلك يتبين لنا أن الإسلام دين يدعوا الناس جميعا إلى الالتزام بأحكام الله تعالى ، فإذا أدوا ما عليهم من واجبات ، فقد كفل لهم حقوقهم ، وصان أعراضهم وأموالهم . ) .                                                     * والمقصود بالأمور الثلاثة هنا : " الشهادة ، الصلاة وأيتاء الزكاة " .
ثانيا - ومن أهم رسائل المسيح الموجهة للبشرية ، أسرد التالي ، منقول من موقع / دائرة الدراسات السريانية ( ويرى السيد المسيح في السلام علامة واضحة ، وصفة ظاهرة لأبناء السماء ، لذلك يقول : « طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون - أنجيل متى 5: 9 » ، فما أسعد محبي السلام الذين يرغبون في أن يعيشوا بسلام مع الله ، ومع ضمائرهم ، ومع البشر كافة ، بذلك يكملون إرادة السماء ، ويعملون بمشيئة الله ، فيصيرون أبناء الله بالنعمة ) . ومن موقع / الأنبا تكلا هيمانوت ، أنقل توضيحا أخرا لرسالة المسيح ( يكون كمال السلام حيث لا توجد مقاومة . فأبناء الله صانعو سلام ، لأنه ينبغي للأبناء أن يتشبهوا بأبيهم . إنهم صانعو سلام في ذواتهم . إذ يسيطرون على حركات أرواحهم ، ويخضعونها للصواب أي للعقل والروح ، ويقمعون شهواتهم الجسدية تمامًا ، وهكذا يظهر ملكوت الله الذي فيه يكون الإنسان ..) .                                                 * وهذا الحديث مقتطع من الموعظة على الجبل . ( وكلمة " طوبى " تعني : السعادة والغبطة والخير والحُسنى ) .           
القراءة :                                                                                                                                    1 . بغض النظر عن ماقاله المفسرون أو الشارحون لدعوة محمد بن عبدالله / رسول الأسلام ، ورسالة يسوع المسيح / المثل الأعلى للحياة الأنسانية  ، فالأمر بينهما - الدعوة والرسالة ، يبدو من شبه المستحيل ، أن نقارن بين فكر ونهج محمد والمسيح ، وذلك لعدم وجود أي مشتركات أو مقتربات بين بنية النصين ، اللذان يمثلان كيانين مختلفين متناقضين .
2 . فمحمد ، يمثل سيفا منغمسا بالدم من أجل دعوته / بغض النظر عن فحوى أو أهداف هذه الدعوة . أما المسيح فهو يمثل ، نبعا وروضة من رياض المحبة والسلام ، ورسالة أخاء وتعايش ، من أجل ديمومة البشرية ، بعيدا عن الأنتماء المسيحي ، لأن الرسالة موجهة للكل ، المهم القيمة الأنسانية بالعموم . وهذا لا يشمل الدول التي تدين بالمسيحية / لأن الدول الغربية لا تمثل المسيحية ، ولا تمثل المسيح كحياة ، بل أتكلم عن مفاهيم الأنجيل الذي هو بشارة المسيح للبشرية .
3 . نحن أمام دعوة تقطع الرقاب من أجل الدخول بالأسلام ، أو دفع الجزية .. ، ورسالة سلام  دون عنف ، لكي تظهر الصفات المثلى في ذات الأنسان ، مهما كان عرقه أو أثنيته أو لونه أو جنسه ، أي للبشرية جمعاء ، وذلك من أجل أن تسود المحبة والأخاء والسلام على الأرض . فالتركيز المحوري في رسالة المسيح هو الأنسان ، لذا قال ( أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ./ أنجيل متى 5: 13) .
خاتمة :                                                                                                                                   أن حديث محمد كما أسلفت يضم ثلاث محاور ، وهي : الأيمان بمحمد / التحول للأسلام ، الصلاة ومن ثم الزكاة ، وللأجابة على هذه المحاور ، أود أن أبين التالي : (1) المسيحيون يصلون في كنائسهم وبيوتهم ، حالهم حال باقي الأديان . (2) ويزكون أيضا ، كاليهود والمسلمين ، وقد جاء في موقع / بشارة المسيح ، التالي أنقله بأختصار ( أتت الزكاة فى الكتاب المقدس بمعنى الصدقة والصدقات .. وأن الكنيسة المسيحيه أخذت نسبة 10% عن العهد القديم وطبقتها “ كأقل نسبة مطلوبة ” من المسيحي فى العطاء . ولكن لا يجب على المسيحيين أن يشعروا دائما بأنهم مجبرين على تقدمة عشورهم . يجب أن يعطوا عندما تكون لهم المقدرة “ ما تيسر” أن هذا يعنى فى بعض الأحيان تقدمة أكثر من 10% وفى أحيان أخرى أقل من 10% .. ) . (3) ولكن الكتاب المقدس ذهب أبعد من ذلك فقال : “ إن جاع عدوك فأطعمه خبزًا ، وإن عطش فاسقه ماءً” (الأمثال 25: 21) ، وهذا الأمر به الكثير من السمو الأخلاقي والأنساني . ومن أنجيل متى أنقل ما يلي ، حول عدم التظاهر علنا بأعطاء الصدقات “ احترزوا من أن تصنعوا صَدَقَتكم قُدّام الناس ؛ لكي ينظروكم ، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات . فمتى صنعت صدقة فلا تُصوِّت قُدَّامك بالبوق ، كما يفعل المراءون في المجامع وفي الأزقّة ؛ لكي يُمَجَّدوا من الناس / (متى 6: 1-2) ” . (4) أذن الخلاف المركزي الوحيد هو الأيمان بدعوة محمد ! وذلك لأن المسيحيون يصلون ويزكون ، ولكنهم لا يؤمنون بمحمد . ( 5 ) ومن جانب أخر ، أن حديث محمد أي دعوته ، تخالف النص القرآني القائل ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ / سورة البقرة 256 ) .. وهنا يقف القارئ بدهشة وأستغراب / أمام دعوة محمد ونص القرآن ، أيطبق نص القرآن ، المتضمن حرية الأعتقاد ، أم ينساق مكرها لدعوة محمد ، المقترنة ب " السيف " ! .

45
                               المخفي والمعلن عن زواج المتعة .. قراءة حداثوية
تعريف :                                                                                                                                                لا بد لنا أولا - أن نعرف المتعة ، فزواج المُتعة في ( الفقه ) زواج مُؤقَّت ، بحيث يتزوّج الرَّجلُ من امرأة لغاية الأستماع بها لفترة زمنيّة ، وينتشر زواجُ المُتعة عند الشِّيعة / الأمامية . أما متعة النكاح فقهيا : ( مصطلحات ) نكاح المرأة لمدة مؤقتة على مهر معين . / نقل من قاموس المعاني .

أولا - المتعة في النص القرآني :                                                                                                                           الآية القرآنية المباشرة لتحليل المتعة ، هي ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا / 24 سورة النساء ) ، وأورد تفسيرا مختصرا لها وبتصرف ، وفق أبن كثير (( وقوله " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم " أي : وحرم عليكم الأجنبيات المحصنات وهن المتزوجات ، إلا ما ملكت أيمانكم ، يعني : إلا ما ملكتموهن بالسبي ، فإنه يحل لكم وطؤهن إذا استبرأتموهن ، فإن الآية نزلت في ذلك . قال الإمام أحمد : .. عن أبي سعيد الخدري قال : أصبنا نساء من سبي أوطاس ، ولهن أزواج ، فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج ، فسألنا النبي ، فنزلت هذه الآية : والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ، قال فاستحللنا فروجهن . ورواه مسلم من حديث شعبة عن قتادة .. وعن أبي سعيد قال الإمام أحمد : حدثنا ابن أبي عدي ..عن أبي سعيد الخدري ; أن أصحاب رسول الله أصابوا سبايا يوم أوطاس ، لهن أزواج من أهل الشرك ، فكأن أناسا من أصحاب رسول الله كفوا وتأثموا من غشيانهن قال فنزلت هذه الآية في ذلك والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم .. )) . هنا الله يضع الحل ، ولا يحرج محمدا ، ويحلل السبايا " فإنه يحل لكم وطؤهن إذا استبرأتموهن" . وسنأتي على شرحها لاحقا .

ثانيا - المتعة في المذهب الشيعي / الأمامية ، وأنقل مقطعا مختصرا من " كتاب السيد أبو القاسم الخوئي - منهاج الصالحين - ج 2 - ص 272 – 275 / الفصل الرابع في عقد المتعة " (( ويشترط في المتعة ، الإيجاب مثل أن تقول المرأة : متعتك أو زوجتك أو أنكحتك نفسي ، والقبول من أهله مثل : قبلت ، ويشترط فيه ذكر المهر كما يشترط أيضا ذكر أجل معين لا يزيد على عمر الزوجين عادة وإلا كان العقد دوام على الأظهر ولو لم يذكر المهر بطل . لو نسي ذكر الأجل ففي البطلان أو انقلابه دائما قولان أظهرهما الأول . يحرم عقد المتعة على غير الكتابية من الكفار والأمة على الحرة من دون إذنها وبنت الأخ والأخت من دون إذن العمة والخالة ويكره على البكر وعلى الزانية ، وإذا كانت مشهورة بالزنا فالأحوط لزوما ترك التمتع بها . لا تنحصر المتعة في عدد فيجوز التمتع بما شاء الرجل من النساء كما لا ينحصر ملك اليمين في عدد.. )) . هنا يورد الأمام الخوئي بعض التفاصيل حول المتعة قد لا نراها في مرويات أهل السنة .

ثالثا - ومن كتاب : المتعة في كتب أهل السنّة / د . علاء الدين القزويني ، أنقل التالي ((فقد أورد ذات الآية في أعلاه ( فما أستمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن .. / سورة النساء ٢٤) وأضاف ، وعن عمران بن الحصين أنه قال: نزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله ولم ينزل قرآن يحرمه ولم ينه عنها حتى مات )) ، وهذه دلالة على عدم تحريم المتعة .

رابعا - أما الأمام أبن باز ، فبين أن الرسول قد حرم المتعة - وهذا دليل على تناقض الروايات ، فبين ما يلي ( حرم الرسول نكاح المتعة في حجة الوداع ، قال:  إني كنت أذنت في الاستمتاع من النساء ،وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة ، فالمتعة  محرمة ، إذ قال بعض أهل العلم : إنه حرمها مرتين في حجة الوداع ، وفي عام الفتح ، ولكن في هذا نظر ، وبكل حال فهي أصبحت محرمة منسوخة ، سواء كانت محرمة مرتين ، أو مرة واحدة ، فهي أصبحت محرمة وممنوعة ، ولا يحل نكاح المتعة ، بل لابد أن يكون النكاح عن رغبة ، لا عن متعة عند أهل السنة والجماعة بإجماع أهل السنة والجماعة ) .

القراءة :
* المتعة هي علاقة جنسية خارج أطار الزواج التقليدي ، مقابل مبلغ مالي مقطوع ، ولفترة زمنية غير محددة ، قد تطول / أيام ، أو قد تقصر / ساعات . وله الحق / المتمتع ، بعدد غير محدد من العلاقات في ذات الفترة . وأما ما دون في كتب الفقه ، " أغلبه " مجرد كلام مسطر ، من أجل وضع المتعة بلبوس شرعي . لأن الطرفين يريدان المنفعة من هذه العلاقة / المتعة ، فالرجل هدفه الرغبة الجنسية - المتعة ، والمرآة المستغلة ، تريد المقابل - أي المال ، وقد يكون مقرونا بالمتعة أيضا . وكما أسلفت من تفاسير - أن غايتها تشريع العلاقة ، ولكن الأمر لا يسير أو ينجز بهذه المحددات أو الضوابط ، خاصة وقد أصبح رجال الدين ، جزء من العلاقة لأنهم هم من يروجون لها ، وهم من يسهلون أيجاد المرأة ، ويستفيدون أيضا ، من نسبة الأجر النقدي المدفوع للمتعة - لرجل الدين " العمولة " / أي للمرأة جزء والمتبقي لرجل الدين .

* هل المنزلة والعلو والمكانة والقرب من رسول الأسلام يكون بعدد مرات التمتع .. حيث أن كتب أحاديث الشيعة تركز على المتعة وتدخلها في قالب القرب من الرسول وآل بيته ، فقد ورد في موقع / الكلمة ، بهذا الصدد التالي (( في بعض أحاديث المتعة عند الشيعة ذكر فتح الله الكاشاني في تفسيره عن رسول الله أنه قال : " من تمتع مرة كان درجته كدرجة الحسين ، ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن ، ومن تمتع ثلاث مرات كان درجته كدرجة علي ابن أبي طالب ، ومن تمتع أربع مرات فدرجته كدرجتي " . تفسير منهج الصادقين،ص 356  لفتح الله كاشاني . وروي أيضا عن الصادق أنه قال : ما من رجل تمتع ثم اغتسل إلا وقد خلق الله تعالى سبعين ملكا من كل قطرة ماء يتقاطر من جسده ليستغفر له إلى يوم القيامة ويلعن على من يجتنب منه حتى تقوم الساعة . منتهى الآمال،ج2،ص341 . ( قال علي أمير المؤمنين : من استصعب هذه السنة ( المتعة ) ولم يتقبلها فهو ليس من شيعتي وأنا بريء منه ) . رسالة المتعة لمحمد الباقر المجلسي ص15. )) .  هل هذه الأحاديث منطقية ، وهي فقط في كتب الشيعة / دون السنة - وذلك من أجل ترويج رجال الدين الشيعة للمتعة .

* أما بخصوص نسخ آية التمتع ، فلا يوجد رأي ثابت وتام حولها ، فمن موقع / المعارف الأسلامية ، أورد بعض الآيات ، التي يعتقد الفقهاء بأنها من الممكن أن تكون هي التي نسخت الآية 24 من سورة النساء - آية المتعة / منها (( وأما النسخ فقد قيل : إن الآية منسوخة بآية المؤمنون : ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ *  إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ . وقيل منسوخة بآية العدة : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ﴾ ، ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ ﴾ ، حيث إن انفصال الزوجين إنما هو بطلاق وعدة وليسا في نكاح المتعة ، وقيل : منسوخة بآيات الميراث ﴿وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ ﴾ ، حيث لا إرث في نكاح المتعة ، وقيل منسوخة بآية التحريم: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ ﴾ .. )) .. والتساؤل هنا : هل مبدأ الظن يمكن الأعتماد عليه في مسألة شرعية جدا مهمة ك " المتعة " ، وهي أصلا محل خلاف بين الشيعة / التي تحللها ، وبين أهل السنة / التي تحرمها ! . هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، لماذا الله يحلل أمرا ، ومن ثم يصوب فعلا كان قد حلله ، فيحرمه ! .

* والصحابة ذاتهم أكدوا في مروياتهم عن المتعة ، وعلى تشريعها ، فقد ورد في موقع / العقائد الأسلامية ، التالي ، أنقله بأختصار (( أن القرآن شرع المتعة ، بقوله : ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَ‌هُنَّ فَرِ‌يضَةً ) . وأمّا السُنّة فيكفي في تشريعها ما ذكر من أنّ النبي أجازها للصحابة استناداً إلى الآية القرآنيّة التي شرّعتها . وأدلّ دليل على تشريع الرسول لها قول الخليفة الثاني ـ عمر بن الخطاب ـ ، فإنّه قال : متعتان كانتا على عهد رسول الله أنا محرّمها ومعاقب عليهما . يريد بذلك متعة النساء ومتعة الحجّ ـ أيّ : حجّ التمتّع ، الذي لم يقبله عمر ولكن قبله أهل السنّة ـ وقد صحّ عن عبد الله بن عمر ـ : المتعة حلال ، شرّعها رسول الله . فقيل له : إنّ أباك حرّمها ! فقال : لأنّ اتّبع رسول الله خير من أن أتّبع أبي . وقد صحّ عن جماعة من الصحابة قولهم : كانت المتعة وكنّا نتمتّع على عهد رسول الله وعهد الخليفة الأوّل ـ أبو بكر ـ وعهد من خلافة عمر ، حتّى نهى عنها عمر و عاقب عليها .. )) . ومن النص السابق ، يظهر أن الصحابة ، كانوا - كل يفتي أو يأمر على هواه ، فأبو بكر كان يحللها ، ثم يأتي عمر محللا ثم محرما ، أما أبن عمر ذاته يحللها - متبعا الرسول ، فأذا كان الأمر كذلك والرسول ليس له سوى بضع سنوات متوفيا ، فكيف الحال الأن ، وقد مضى على وفاة الرسول أكثر من 14 قرنا ، فالفقهاء والأئمة وشيوخ الأسلام .. الأن على أختلاف مذاهبهم ، كل يفتي / بما يراه حراما أو حلالا ، وفق أجتهاده .

خاتمة :                                                                                                                                     (1) الآية أعلاه قدمت لها تفاسيرا متعددة - للمهتمين ، ولكن المهم هو (( القول أنه لن يتم وطأ السبايا ألا بعد ( فإنه يحل لكم وطؤهن إذا استبرأتموهن ) ، أي أذا كانت حاملا أن تضع حملها أو أن تحيض حيضة واحدة ثم يباشرها .. )) ، هل هذه الثقافة والوعي الجنسي كان معروفا لدى المسلمين الأوائل ، لأن هذا الوعي لا يوجد الأن ، فكيف أن يكون موجودا قبل 14 قرنا ، فالعربي عندما يحصل على سبية ، أو أذا أراد التمتع ، يريد مباشرتها ، ولا يسأل أن كانت متزوجة أو حامل أو هل حاضت ، وأرى أن هذا الأمر ذاته ينطبق الأن ، فهل الرجل المتمتع يطلب من المرأة المتمتع بها ، أي وثيقة ، يؤكد ما ذكرته . والمثال على ذلك في قتل مالك بن نويرة وتزوج خالد بن الوليد من أمرأته ليلي بنت سنان ، لأنه رغب بها لجمالها ، متجاوزا كل المحددات المذكورة (2) المتعة كارثة أجتماعية ، على أعتبارات زمننا الحالي / على أقل تقدير ، ولا يمكن أن نتصور وضعا بهكذا ضحالة للمرآة ، فكيف ينظر للمرأة التي يتمتع بها ، بالشهر عدة مرات ، هل هي أمرأة عفيفة ، أم أن الأمر يدخل بالمغلوبات على أمرهن في أطار الدعارة . (3) سننت المتعة من قبل رسول الأسلام ، حتى يغري المقاتلين - وذات الأمر بالنسبة للغنائم ، ووعد الشهيد بحور عين ! . (4) أذن أرى ، أن المتعة نهجا أو شكلا من الدعارة المشرعنة .   



46

                                              الدين والعلم بين الثابت والمتغير

الموضوع :                                                                                                                                 1 . أن الأسلام ، قرآن وسنة وحديث وموروث ، يقول شيوخه وفقهائه " أن الأسلام صالح لكل زمان ومكان " ، وهذه المقولة أوقعت المعتقد في أشكالية كارثية . ولكن لا يمكن أن نضع هذا المحتوى ، تحت مظلة اليهودية والمسيحية ، لأن الدينين لن ينخرط معتقدهما في هكذا نهج ، ورجال كهنوتهم أخرجا المعتقدين من شرنقة ديمومة الصلاحية الزمكانية .
 2 . وأنقل عن ما جاء بهذا الصدد - أن الأسلام صالح لكل زمان ومكان ، من موقع / أسلام ويب ، وبشكل مختصر ( كيف يكون الإسلام دينا كاملا صالحا لكل زمان ومكان وفيه الحل والعلاج لجميع قضايا الأمة ؟ . فصلاحية دين الإسلام لكل زمان ومكان أمر مسلَّم به عند العقلاء فضلاً عن شهود الأدلة الشرعية عليه ، فهو خاتمة الأديان ، وهو الذي ارتضاه الله للأنام ، قال تعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا / سورة المائدة: 3 } ، فكيف يحتاج الناس إلى غيره مع تمامه ؟ أم كيف يرجون الهدى في سواه ولا دين بعده ؟ !!. وقد ظلت هذه الحقيقة قائمة منذ عصر الرسالة , إلى عصرنا هذا ، فهي حقيقة ثابتة في ذاتها لكن جلاءها يتفاوت بقدر ما يقوم به المسلمون من خدمة لدينهم ، وبقدر التطبيق الفعلي لأسسه وقواعده ، فإذا تخلفت تلك المواكبة والصلاحية ، فليس تخلفها لأن الدين لا يصلح ، بل لأن أبناءه تنازلوا عنه واستبدلوا به غيره . فالواجب على المسلمين أن يحققوا هذا المنهج ، وأن يقوموا به حق قيام .. ) .
القراءة :                                                                                                                              أولا - لا بد لنا أن نقول ، أنه ليس من ثابت في الكون والحياة والطبيعة والعلم ، وهذا يشمل حتى القوانين والنظريات .. وذلك نظرا لتغير ظروف الزمان والمكان ، وتطور المكننة ، وظهور أجيال متقدمة من الحواسيب ، وكذلك بروز عقليات فذة خارقة ، نقضت الكثير من النظريات والقوانين ، بل فندت حتى البديهيات .
ثانيا - وسأسرد مثالا واحدا على ذلك ، وهي النظرية النسبية ل ألبرت أينشتاين ، وملخصها ( قولها بتوحـيد الزمـان والمكـان ( الزمكان ) واعتبارهما وجهين لعملة واحدة ، وغير ثابتين على الدوام ، وأن الوقت ليس مسألة نفسية ، بل هو حالة من الفيزياء المعقدة ، يتباطأ مع ازدياد السرعة ، أي يتباطأ إيقاع الساعة نفسها المجردة من كل الأحاسيس البشرية ، وما ينطبق على الوقت ينطبق أيضاً على الطول ، الذي يتقلص بزيادة السرعة.. وكما تهاوى الزمان والمكان بمفهومهما المطلق والثابت .. فالكتلة والطاقة هما تعبيران عن ذات الشيء .. / نقل من موقع الأيام - من مقال لعبد الغني سلامة ) .                       
ثالثا – بعد زمن ، العلماء قالوا أن النظرية النسبية خاطئة ( وأقترح العلماء بعد كشف النقاب عن الخريطة الأكثر شمولاً لـ المادة المظلمة في الكون . أنتج تعاون دولي بين العلماء أكبر نظرة وأكثرها تفصيلاً حتى الآن على المادة الأكثر مراوغة في الكون ، تمثل المادة المظلمة حوالي 80 في المائة من كل شيء في الكون ، لكن المادة الغامضة قد اختفت من أنظارنا حتى الآن ومن هنا جاء مصطلح الظلام ، لكن تعاون الطاقة المظلمة (DES) رسم تخطيطًا لتوزيع المادة المظلمة في جميع أنحاء الكون ، وكشف عن كيفية انتشار المادة وأين تتركز .. / نقل من موقع البلد ) .                                         
رابعا - النظرية النسبية الخاصة 1905 والعامة 1907 - 1915 لأينشتاين ، لم تلبث طويلا في أروقة وميادين العلم ، لأنها نقدت ، وبعض العلماء دحضها بعد عشرات السنين ، أي لم تصمد سوى عقود ، فكيف لمعتقد / ظهر منذ 14 قرنا ، أن يصمد أمام التغيرات الزمكانية والظروف المجتمعية ، ويقول كهانه أنه صالح لكل زمان ومكان ! .. ومن جانب اخر ، هل من العدل أن نقبل في القرن 21 نصا قرآنيا يقول ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران ) ، والعالم  به أديان ومعتقدات ، سماوية وأرضية . وهل الآية التالية التي كانت تحث أتباع محمد على الغزو وتوعدهم بنساء في الجنة ( وَحُورٌ عِينٌ . كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ / سورة الواقعة 22 ، 23 ) ، ممكن أن تقبل الأن ! . وهل بالأمكان أن نؤمن بحديث ، دموي ، ينص على أسلمة البشرية ( وعَن ابن عمر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ ، مُتفقٌ عليه ) . وهل هلوسة زواج الرسول من مريم العذراء ام المسيح و .. هل يقال هكذا حديث عن خاتم الأنبياء ، قال النبي : " يا عائشة إن الله زوجني مريم بنت عمران وآسيا بنت مزاحم في الجنة " . وفي معجم الطبراني الكبير عن سعد بن جنادة قال الرسول " إن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون و أخت موسى " .. وغير ذلك من مفاهيم السبي والغزو وملك اليمين والجزية وقطع الروؤس وقطع يد السارق والرجم ، والقائمة تطول . كلها مرويات لا يقبلها العقل ويرفضها المنطق ، ولكنها طغت في حقبة الدعوة المحمدية ، لجهالة العقل المجتمعي .
أضاءة :                                                                                                                                         أ - أن التغيرات في الوضع المجتمعي ، كالأنتقال من حياة البداوة والتنقل الى التحضر ، والتركز في المدن ، وأنتشار الوعي والأدراك لدى المجتمعات ، أضافة الى التعلم وأنتشار القراءة والكتابة والتثقف ، مع التغييرات الزمكانية .. كل هذا لن يجعل ما كنا نؤمن به أو نصدقه سابقا ، أن نعترف به الأن ! ، وهكذا الأسلام بنصوصه وسنن وأحاديث رسوله ، التى مضى عليها 14 قرنا ، كذاك العلم أيضا ، ليس من نظرية تبقى ثابتة طول الزمن . أذن ليس من مطلق تام ، كل أمر ماض للتغيير ، وكل موضوع قابل للنقد ، هذه هي الحياة الدنيا . فكيف الأمر مع ما سردت من نصوص ومرويات في رابعا أعلاه.                                                                                                                                   
ب - ولكن بعض النصوص والسنن والممارسات ، ثبتت وطبقت وتكررت الى الأن ، بالرغم من مرور 14 قرنا عليها ، وهي ما تطبقه المنظمات الأرهابية الأسلامية / القاعدة وداعش وأخواتها ، من قتل وصلب وحرق وسبي وجزية وقتل المخالف .. وأرى أن هذا يعود الى تجهيل وتسطيح عقل المسلم ، وحشوه بماضوية الأسلام ، المعبأءة بثقافة القتل وألغاء الأخر .                                                       
ج - أن المجتمعات التي لن تجدد وتغربل موروثها ، لا يمكنها أن تواكب المستقبل ، لأن عجلة الحياة تنطلق دوما الى الأمام ، والثابتون في مواقعهم بأفكارهم ومعتقداتهم الماضوية ، كالراكدون في مستنقعات الرمال المتحركة ، كلما حاولوا الخلاص ، أنغرزوا نحو القاع . 
خاتمة :                                                                                                                                            أن العلماء وأهل الأختصاص ، هم من يؤكدون أو يطورون أو ينقدون أو يدحضون النظريات والقوانين .. أما الرؤية المجتمعية فهم من يؤمنون أو ينفرون أو يشككون أو يرفضون ، بما كتب في النصوص العقائدية ومجمل الموروث .   

47
                                      قراءة .. للآية 72 من سورة المائدة
الموضوع :                                                                                                                                      أولا سأعرض تفسيرا مقتضبا وفق تفسير الطبري ، للآية 72 من سورة المائدة ( " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ " وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) ، ومركزا على المقطع الأول / كما هو مؤشر في أعلاه ، لأنه محور النص - ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة . ( قال أبو جعفر : وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن بعض ما فَتَن به الإسرائيلين الذين أخبر عنهم أنهم حسبوا أن لا تكون فتنة . يقول تعالى ذكره : فكان مما ابتليتهم واختبرتهم به ، فنقضوا فيه ميثاقي ، وغيَّروا عهدي الذي كنت أخذته عليهم بأن لا يعبدوا سواي ، ولا يتخذوا ربًّا غيري ، وأن يوحِّدوني ، وينتهوا إلى طاعتي = عبدي عيسى ابن مريم ، فإني خلقته ، وأجريت على يده نحوَ الذي أجريت على يد كثير من رسلي ، فقالوا كفرًا منهم " هو الله " . وهذا قول اليعقوبيّة من النصارى عليهم غضب الله . يقول الله تعالى ذكره : فلما اختبرتهم وابتليتهم بما ابتليتهم به ، أشركوا بي ، وقالوا لخلق من خلقي ، وعبدٍ مثلهم من عبيدي ، وبشر نحوهم معروفٍ نسبه وأصله ، مولود من البشر ، يدعوهم إلى توحيدي، ويأمرهم بعبادتي وطاعتي ، ويقرّ لهم بأني ربه وربهم ، وينهاهم عن أن يشركوا بي شيئًا"  هو إلههم ".. ) .

القراءة :                                                                                                                                   1 . بداية الآية ، تنص " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا .. " ، و كلمة " كافِرُ " ، تعني وفق قاموس المعاني ( من لا يؤمن بالله ) ، فهل المسيحيون لا يؤمنون بالله ! ، أذن النص القرآني هنا وقع في أشكالية ـ بتكفير اهل الكتاب ، الذي يعترف بنبيهم المسيح ! من طرف أخر ، شيوخ الأسلام من اليسير لديهم تكفير الأخرين / المسيحيين واليهود ، فالكل كفرة عدا المسلمين ، بينما داعش التي قتلت وذبحت وصلبت وحرقت الأبرياء ، لم يكفرهم شيخ الأزهر ( رفض د . أحمد الطيب شيخ الأزهر تكفير تنظيم " داعش " مجدداً . وقال خلال لقائه ، مساء الثلاثاء ، بطلاب جامعة القاهرة إنه " لكي تكفر شخصاً يجب أن يخرج من الإيمان وينكر الإيمان بالملائكة وكتب الله من التوراة والإنجيل والقرآن ، ويقولون : لا يخرجكم من الإيمان إلا إنكار ما أدخلت به". / نقل من موقع العربية ) .. الشيوخ لا نعرف بأي مكيال يكيلون ! ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، قد غاب عن الشيخ الطيب ان داعش لا تعترف لا التوراة ولا بالأنجيل ، وحتى لا تعترف به ، لأنه من شيوخ السلطة .

2 . وفي التفسير : عن أبو جعفر ، يقول عن المسيح أنه " عبدي عيسى ابن مريم " ، ولكن أله القرآن يقول عن المسيح ، كلمة الله ووجيها .. ( إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ / 45 سورة آل عمران ) . والتساؤل هل نحن نثق بالمفسرين ، أم نتبع ما ينص عليه القرآن ..

3 . تفسير الطبري ، ونقلا عن أبو جعفر ، يقول عن المسيح " وقالوا لخلق من خلقي ، وعبدٍ مثلهم من عبيدي ، وبشر نحوهم معروفٍ نسبه وأصله ، مولود من البشر " .. بادئ ذي بدأ ، التفسير ليس له أي علاقة بالعقيدة الأسلامية ، وبعيد عن النص القرآني أيضا ، الذي يحكم كل الأشكاليات في التفاسير ، بل أن هذا التفسير يناقض القرآن ، وذلك لأن المسيح ليس مولودا من بشر ، لأنه من روح الله ، وفق الآية التالية ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ / 12 سورة التحريم ) . أي أن المسيح ليس مولود من أب وأم كباقي البشر ، بل أنه من روح الله .

4 . أما التساؤل عن هل المسيح هو الله ، فهنا يجب أن نعترف بوجود أشكالات في النص القرآني ذاته ، فمثلا الآية التالية ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ .. / 171 سورة النساء ) ، أني أرى .. أن النص القرآني هنا يقول عن المسيح أنه " كلمة الله ، روح من الله " ، فالكلمة أي المسيح ، تمثل الناطق بها أي الله ، أما روح منه فهو الأمتداد المتجسد لله على الأرض .

أضاءة :
شخصيا .. أترك مرجعية لاهوتية المسيح ، لأباء الكنيسة / رجال الكهنوت ، ولكني أثير التساؤلات التالية حول المسيح في القرآن ، فهو : كلمة الله ، وروح منه ، وبعث حيا ( وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا / 33 سورة مريم ) ، يحيي الموتى ( وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ م 49 سورة آل عمران ) ، يخلق ( أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ الله / 49 سورة آل عمران ) ، تكلم وهو في المهد ( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً / سورة مريم 19 :29 ,30 ) ، ينزل موائد من السماء ( قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللَّهُ إِنِّى مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّى أُعَذِّبُهُ عَذَابا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدا مِنَ الْعَالَمِينَ / سورة المائدة: 112-115) ، فهل من نبي أو رسول / من العهد القديم الى العهد الجديد ، من أبراهيم وأسحق وموسى مرورا بمحمد .. هل لأي من هؤلاء الأنبياء أو الرسل ، له هكذا صفات ! ، أذن من يكون المسيح .. أترك هذه التساؤلات للشيوخ ورجال الأسلام والمطلعين ! .

48
قراءة لآية ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ .. / 110 سورة آل عمران )                مع أضاءة لحكام العراق بعد 2003
الموضوع :                                                                                                                             وددت أن أسرد قراءة للآية ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ / 110 سورة آل عمران ) - مع أضاءة لحكام العراق بعد سقوط الحكم في بغداد 2003 / وفق أشاراتها ودلالاتها . فوفق تفسير الطبري / موقع القرآن ، جاء التالي بصددها ، أنقله بأختصار ( القول في تأويل قوله جل ثناؤه : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ، قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل قوله " نتم خير أمة أخرجت للناس "، فقال بعضهم : هم الذين هاجروا مع رسول الله من مكة إلى المدينة وخاصة ، من أصحاب رسول الله . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا عمرو بن حماد قال .. عن أبن عباس ، قال في " كنتم خير أمة أخرجت للناس "، قال : هم الذين خرجوا معه من مكة للمدينة ) .
القراءة الأولية :                                                                                                                                     وحتى نبدأ بموضوع المقال ، لابد لنا ان نسرد ولو أضاءة مقتضبة على بواكير عهود حكام الأسلام بحقبه المختلفة :                                                                                                                                1 . وفق تفسير الطبري أعلاه ، أن المقصود ب " خير أمة .. " هم صحابة رسول الأسلام ، الذين هاجروا معه من مكة الى المدينة ، وذلك وفق عدة روايات . ولكن من جانب أخر ، أن بعضا من صحابة الرسول والتابعين وأتباع التابعين ، ومنهم محمد بن أبي بكر الصديق / وفق تاريخ الطبري ذاته ، قاموا بقتل الخليفة عثمان بن عفان ذوالنورين - سنة 35 هجرية / زوج رقية وأم كلثوم أبنتا الرسول .. فلا أعتقد من قام بهكذا فظائع هم من خير أمة أخرجت للناس ! .                                                                                                2 . وهكذا الوضع كان ما بعد الخلافة الراشدة ، دول غزو ونهب وجواري وغلمان وسبي وعبيد . ففي العصر الاموي : مثلا ، أتباع التابعين قاموا بقتل الحسين بن علي / حفيد الرسول ( واتفقوا على قتله يوم عاشوراء 61 للهجرة ، بموضع يقال له : الطف ، ووجد بالحسين ثلاث وثلاثون طعنة ، وأربع وثلاثون ضربة ، وقتل معه من الفاطميين سبعة عشر رجلاً ، وقال الحسن البصري : أصيب مع الحسين ستة عشر رجلاً من أهل بيته ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبيه ، وجاء بعض الفجرة برأسه إلى أبن زياد .. / نقل من موقع أسلام ويب ) . ومن أنحرافات الخلفاء : الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك / كان لوطيا ، وتبعا لشهادة شقيقه سليمان بن يزيد ، بعد مقتله قال : لقد راودني عن نفسي ؛ يقصد أنه عرض ممارسة الجنس عليه معه وهو شقيقه . أما في الدولة العباسية : فالأخ يقتل أخاه / المأمون - من أجل الحكم والخلافة ، يقتل أخاه الأمين / الذي كان لوطيا أيضا . أما الخليفة المتوكل / وهو لوطيا ، أشتهر عنه عشق مملوك اسمه شاه . وفي عصر السلاطين العثمانيين : كان هناك أسلوب قتل الأخوة والأبناء من أجل البقاء في الحكم ، مثلا ( محمد الفاتح نفسه حين تولى السلطنة ، أمر بخنق أخ له رضيع ، وهي واقعة صحتها محل جدل ، وإن كان محمد فريد بك - المعروف بانتمائه العثماني - ذكرها في كتابه " تاريخ الدولة العلية العثمانية".  / من مقال لوليد فكري في موقع سكاي نيوز ) . " و قتل السلطان سليمان القانوني أبنه وولي عهده مصطفى ، ظنا منه أنه يطمع في الحكم / نقل من موقع أطلس المعرفة " .     ما ذكر كان فقط نماذج من فظائع خلفاء العهود الأسلامية ، أضف الى ذلك الغزو والجزية وأسلمة الأخرين بالسيف ..                                                                                 
القراءة الرئيسية :                                                                                                                         1 . سأتكلم من غير شخصنة / قدر الأمكان ، عن العراق ما بعد 2003 ، فمعظم الأحزاب /  دينية أوغير دينية ، وكل المنتمين للأسلام السياسي - من غير المنضوين للأحزاب ، وحتى بعض رجال الدين ، ومعظم السياسيين ووو .. ماذا قدموا لشعب العراق ، غير الفرقة والطائفية ، ونشر الجهل - طقوس اللطم والتطبير ، والمحسوبية ، وأنتشار الرشوة ..            2 . أرى أن الآية موضوعة المقال ، هي أكبر مثال على أدانة هذه الطبقة ، بالرغم من أن الآية قصد منها صحابة الرسول المهاجرين من مكة للمدينة ، ولكن الآية من جانب أخر ، وصمة عار على بئس حراك الطبقة الحاكمة ، طبقة العار واللصوصية والعمالة لدول الجوار / بالتحديد أيران وغيرها . ! . فالطبقة الحاكمة يمثلون أسوأ فئة أخرجت للناس .                                                                                                            3 . أن الطبقة الحاكمة ما بعد 2003 / وأستنادا للآية أعلاه ، المتمثلة ببعض الأحزاب الدينية وبعض رجال الدين ، والسياسيون الذيول .. ، قد ساهموا بشكل مباشر وبعضهم بشكل غير مباشر في " الصمت " ، مما حصل ويحصل من ظلم لشعب العراق ، وذلك من أجل مصالحهم المادية . والمثل يقول : " أن الساكت عن قول الحق شيطان أخرس "  .           4 . العراق ، الذي كان لديه جيشا يعتبر من أقوى الجيوش العربية ، أصبح الأن جيشا تسوده الرشوة والمحسوبية ، مسلوب الأرادة وبلا قيادة ، ولأجله .. سلمت حكومات بعد 2003 ، محافظات الموصل / سنة 2014 ، والأنبار وتكريت .. الى منظمة داعش الأرهابية ، فكيف ممكن أن نصف هذه الطبقة الحاكمة ، أنها حقا من أجبن وأرذل مما أخرج للناس .
كلمة :                                                                                                                                              حكام العراق الجدد / بعد 2003 ، هم أخر ما نتج عنه العهر السياسي ، حكام يسرقون ويصلون ، يقولون نحن شيعة الأمام علي ، وهم من هدموا ما كان يؤمن به علي ، فشيعة السلطة ، يبكون على الحسين ، الذي ثار على الظلم ، وهم يخالفوه يوميا ، عبر أقوالهم وأفعالهم ، حكام لا يؤمنون بوطن أسمه العراق ، بل يؤمنون بمبدأ أسمه ظلم وقهر ونهب العراق ! .

49
                    قراءة للآية 15 من سورة محمد ( أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ .. ولَّبَنٍ .. وخَمْرٍ .. وعَسَلٍ )
أستهلال :                                                                                                                                   سأقدم قراءة للآية 15 من سورة محمد ( مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا لذة للشاربينْ ) مركزا على مقولة أنهار الجنة التي من " الماء واللبن والخمر والعسل " . الموضوع :                                                                                                                                من تفسير الطبري ، أنقل التالي ، وبأختصار حول تفسير الآية أعلاه ( الله وعد المتقون ب " أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ، يقول : حدثنا أبن عبد الأعلى .. عن قتادة ، في قوله : أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ، قال : من ماء غير مُنْتن " .. " يقول تعالى : وفيها أنهار من لبن لم يتغير طعمه لأنه لم يحلب من حيوان فيتغير طعمه بالخروج من الضروع ، ولكنه خلقه الله ابتداء في الأنهار ، فهو بهيئته لم يتغير عما خلقه عليه " .. " يقول : وفيها أنهار من خمر لذة للشاربين يلتذّون بشربها . كما حدثني عيسى ، قال : ثنا إبراهيم بن محمد قال : سألت عنها الحارث .. فقال : لم تدسه المجوس ، ولم ينفخ فيه الشيطان ، ولم تؤذها شمس ، ولكنها فوحاء : قلت لعكرمة : ما الفوحاء : قال : الصفراء " .. " يقول : وفيها أنهار من عسل قد صُفِّي من القَذى ، وما يكون في عسل أهل الدنيا قبل التصفية ، إنما أعلم تعالى ذكره عباده بوصفه ذلك العسل بأنه مصفى أنه خلق في الأنهار ابتداء سائلا جاريا سيل الماء .. " / نقل من موقع القرآن ) .
القراءة :                                                                                                                                   أولا - أن قرآن محمد ، مثل ما يقال ، نصوصه " تعرف من أين تؤكل الكتف" وفي شرح هذا المثل ( قال المطرزي في شرح المقامات : إن هذا المثّل يضرب للرجل الداهية ، الذي يأتي الأمور من مأتاها ، وذلك لأن أكل الكتف أعسر من غيرها ) ، فالقرآن وعد أتباعه بما يتوقون أليه ، وبما يفتقدونه ، وما يتمنون تناوله ، فالخمر الكل كان يشربه ( ما روي عن علي أن رجلاً من الأنصار دعاه وعبد الرحمن بن عوف ، فسقاهما قبل أن تحرم الخمر ، فأمَّهم علي في المغرب - وفي رواية : فلما أخذت الخمر فينا ، وحضرت الصلاة ، أمروا رجلاً ، فصلى بهم - فقرأ:  قل يا أيها الكافرون ، فخلط فيها - وفي رواية : فالتبس عليه فيها - فنزلت:  لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون / نقل من موقع أسلام ويب ) ، من بعد ذلك ، القرآن دعا الى أجتنابه وليس الى تحريمه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ / 90 – 91 سورة المائدة ) ، أذن قرآن محمد وعدهم بالخمر ، الذي كان يشربونه سابقا ، ووعدهم بماء صاف ، حيث أن من سياق الآية كان العرب يشربون ماءا آسنا ، وذات الأمر ينطبق على العسل المصفى الخال من القذى ، واللبن الغير محلوب من الحيوان ، وهنا التساؤل : هل هناك لبن صناعي ! . أن الآية وفرت للمتقين ما كانوا محرومين منه بالحياة الدنيا ، والآية أيضا تغري العرب ، وتجذبهم الى دعوة محمد ، وأيضا من أجل حثهم للمشاركة في غزواته ، وتوعدهم بعد أستشهادهم ، بهكذا أنهار ..
ثانيا - الآية بها بعض التبريرات / بالنسبة للخمر ، التي لا معنى لها ، كقوله " لم تدسه المجوس ، ولم ينفخ فيه الشيطان ، ولم تؤذها شمس ، ولكنها فوحاء  " ، والتساؤل الذي يطرح : لماذا هذا التعبير ، ولماذا لم يقل القرآن لم تدسه النصارى / الذين لم يحرموا الخمر ، وهل الشيطان كان ينفخ بخمر الدنيا ، ولا ينفخ بخمر الجنة . ولكن الأمر الأنكى من كل ذلك ، هل الله جل ذكره خبيرا في الخمر ! ، ليوصفه بهذه الأوصاف . والتساؤل هنا كيف أن الخمر في الحياة الدنيا ، يحث القرآن على أجتنابه ، بينما يحلله في الجنة ، وبأنهار منه ! . هذه مجرد تساؤلات .   
ثالثا – أيضا أن الآية من بنيتها ، فأنها تضم ضربا من الأسطرة ، لأننا لم نسمع أنهارا من الخمر ، بل جرنا من الخمر ، وذات الأمر ينطبق على العسل واللبن / فنقول طبقا أو أناءا ، أما الماء فيمكن قبول أمره ، لأن وجود الماء ، يكون عادة متوفر في النهر . أن  النص القرآني دوما ، يتميز بمغالات في الوصف ، وذلك من أجل صدم المتلقي ..
خاتمة :                                                                                                                                   هل الله في القرآن يغري عباده ، أن أتبعوه بأنهار من " خمر وعسل وماء ولبن " ، وهل من أسماء الله الحسنى ( المغري ) ، وهل الله بهالته يسكر عباده في الجنة .. من بنية الآية أعلاه ، يتبين لنا أن النص القرآني ، يخاطب العقلية العربية الجاهلية في تلك الحقبة ، ويتماشى مع تفكيرها ، ومع ما يدور في مخيلتها .. نقطة رأس السطر .     


50
                                 الفتاوى .. الحكم على البشر بأسم رب البشر
الموضوع :                                                                                                                              1 . لنسرد أولا بعض التعاريف الخاصة بالفتوى .. تعريف الفتوى لغويا : اسم مصدر بمعنى الإفتاء ، والجمع : الفتاوى والفتاوي ، يقال : أفتيته فَتْوى وفُتْيا : إذا أجبته عن مسألته . والفتيا : تبيين المشكل من الأحكام ، وتفاتَوْا إلى فلان : تحاكموا إليه وارتفعوا إليه في الفُتيا . تعريف الفتوى في الاصطلاح : أما تعريفُ الفتوى في الاصطلاح .. قال القَرافي : " الفتوى إخبارٌ عن حكم الله تعالى في إلزام أو إباحة ". وقال الجرجاني : " الإفتاء : بيان حكم المسألة ". وقال ابن الصلاح : " قيل في الفتيا : إنها توقيع عن الله تبارك وتعالى".. ومن خلال التعريفات السابقة وغيرها يمكن تعريف الفتوى بأنها : بيان الحكم الشرعي لمن سأل عنه على غير وجه الإلزام .
2 . ولقد وردت كلمة الفتوى في عدد من الآيات القرآنية ، منها : قوله { فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ } [الصافات:11] ، يعني : فاسأَلْهم سؤال تقرير ، و { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ } [النساء:176] ، و { وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِن } [النساء:127] ؛ أي: يسألونك سؤال تعلُّـم .
3 . وقد لجأ المسلمون إلى الاستفتاء منذ الصدر الأول للإسلام ، فصدرت فتاوى سيد المرسلين ، وإمام المفتين ، وأمينه على وحيهِ ، وسفيره بينه وبين عباده ، ((( فكان يُفتي عن الله بوحيه المبين ))) ، وكان كما قال له أحكم الحاكمين : { قُلْ مَاأَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } ، فكانت فتاويه جوامعَ الأحكام ، ومشتملة على فصل الخطاب ، وخَلَفَه في ذلك علماءُ الصحابة والتابعين .                                                                                                        * قد أستهلت هذه المقدمة / الموضوع ، من موقع طريق الأسلام - وقد تم ذلك بتصرف وبأختصار .
4 . من أهم كتب الفتاوى / لأهل السنة والجماعة - وفق موقع المكتبة الشاملة الحديثة ، التالي ( فتاوى السبكي / تقي الدين السبكي ، فتاوى قاضي الجماعة / أبن سراج الأندلسي ، الحاوي للفتاوي / السيوطي ، فتاوى الرملي / شهاب الدين الرَّمْلِي ، فتاوى ومسائل / للشيخ محمد بن عبدالوهاب .. ) . ويقف في مقدمة كل ما ذكر من شيوخ الأفتاء ، شيخ الأسلام أبن تيمية / 661 - 728 هج . الذي قال عنه الحافظ البزار ( وأما مؤلفاته ومصنفاته ، فإنها أكثر من أن أقدر على إحصائها أو يحضرني جملة أسمائها . بل هذا لا يقدر عليه غالباً أحد؛ لأنها كثيرة جداً، كباراً وصغاراً، أو هي منشورة في البلدان فقل بلد نزلته إلا ورأيت فيه من تصانيفه / نقل من موقع صيد الفوائد ) . وعلى أساس فتاوي أبن تيمية ، تم ذبح وحرق وصلب وسحل .. الكثير من البشر ، وذلك من قبل المنظات الأرهابية الأسلامية ك " القاعدة وداعش والنصرة " .
5 . كما يوجد العديد من كتب الفتاوى لأئمة الشيعة منها للمراجع التالية : الخميني والحكيم والخوئي والصدر والسيستاني .. ، وكاظم الحائري / 1938 م - ، المولود في العراق ، والمقيم في طهران ( وفي كتابه " دليل المجاهد " - المثير للجدل ، يفتي بفتاوى كارثية منها " جواز قتل الجندي العراقي المجاز ، تسميم مياه وغذاء الجيش العراقي ، يجوز قتل الأسير العراقي ، يجوز قتل البعثي في منزله وبين أفراد عائلته ، جواز قتل أشبال صدام ، جواز قتل الشرطي ، جواز قتل كل المتعاونين مع النظام .. / منقول من برنامج تلك الأيام للدكتور حميد عبدالله  ) ، وكل هذه الفتاوى تخص العراقيين خلال الحرب العراقية الأيرانية ، أرأيتم عراقي يفتي بقتل أبناء جلدته تملقا لأيران ! .
6 . وكان لشيوخ الأفتاء دورا كبيرا في أرضاء الخلفاء ، فهم يسخرون ويرقعون كل النصوص من أجل نيل حضوة ولاتهم ، والقصة التالية أكبر دليل على ذلك ، أنقلها من موقع / قصة الأسلام (( أخرج السلفي في الطيوريات بسنده عن ابن المبارك قال : " لما أفضت الخلافة إلى الرشيد وقعت في نفسه جارية من جواري المهدي ( أبيه ) فراودها عن نفسها فقالت " لا أصلح لك فإن أباك قد طاف بي" ، فشغف بها فأرسل إلى أبي يوسف القاضي ( تلميذ أبي حنيفة ) فسأله : أعندك في هذا شيء ؟ فقال : يا أمير المؤمنين أو كلما ادّعت أمة شيئًا ينبغي أن تصدق لا تصدقها فإنها ليست بمأمونة )) . * لذا أستخدم الأفتاء في تسخير أمورا جنسية لأولى الأمر في عهود معينة - ولا زال ، والذات الألهية أرفع وأقدس من هذه الشؤون ، فكيف لهولاء أن يحكموا نيابة عن الله أو بأسمه ! .
القراءة الأولى :                                                                                                                                                       أولا - أني أرى واقعة " قتل أسرى يهود بني قريضة " تشكل نموذجا دمويا لأولى الفتاوى الذي وقعت في صدر الأسلام / عام 5 للهجرة ، حيث أن بني قريضة ، أستسلموا للرسول بعد حصار 25 يوما ، وتولّى الصحابي سعد بن معاذ الحكم عليهم ، فقضى بقتل رجالهم وسَبي نسائهم وأطفالهم .. وهو ما تم بالفعل ، فقُتل منهم 700 رجلًا / وتفاصيل الواقعة مثبتة في المصادر - يمكن الرجوع أليها للأستزادة . ولابد من القول ، أن سعد بن معاذ لا يستطيع أن يحكم بالقتل ، لولا موافقة رسول الأسلام ، الذي بارك حكم القتل بقوله « قضاء الله فيهم من فوق سبع سماوات » . هذه الفتوى بني على أساسها الكثير من الأحكام من قبل شيوخ الأفتاء لاحقا ، وأخذت بها المنظمات الأرهابية الأسلامية في قتل المخالفين لهم ولأفكارهم.
ثانيا – أرى انه يمكن أن نقبل الفتاوى بشؤون محددة ، كقضايا العبادات / الصلاة وطرق الوضوء والصوم ، وقضايا الأرث والزكاة / في نطاق ضيق . وأرى أن القوانين المدنية يمكن أن تحل باقي الأشكالات المجتمعية الأخرى في عصرنا الحالي . 
القراءة الأساسية :                                                                                                                            لو تركنا القراءة الأولى جانبا ، فسنكون أمام معضلة أشكالية كبرى ، لا بد لنا أن نحلل مضامينها وفق العقل والمنطق .            (1) في صدر الأسلام كان محمدا هو الذي يفتي ، على أعتبار الرسول أنه ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى / سورة النجم: 3، 4 ﴾ ، ولكونه " الأمين على وحيه ، وسفيره بينه وبين عباده ، فكان يُفتي عن الله بوحيه المبين " ، وهذا يعني أن محمدا رسول الأسلام ، يفتي نيابة عن الله على الأرض ، وبمعنى أدق أنه يمثل الله على الأرض ، وبما أن قوم محمد لا يمكنهم مخاطبة الله ألا عن طريقه / محمد ، فكان هو الوحيد الأوحد الذي يكون الأتصال بالله من خلاله ! .                 (2) ولو فرضنا جدلا أن آل محمد ، الذكور منهم - أولاد فاطمة وعلي بن أبي طالب ، والذين يمثلون نسل النبي ، لحد الأمام الثاني عشر / أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري - الأمام المهدي ، ممكن أعتبارهم أهلا للفتوى ، على أعتبار أنهم من صلب محمد / عن أبنته فاطمة ، ولو أضفنا أليهم فرضا بعض الصحابة ، لأن بعضهم من المبشرين بالجنة والتابعين أيضا لغرض الفتوى ، كل ذلك ممكن قبوله على سبيل الجدل - ولكن لا بد لنا من جانب اخر ، أن نقول ، أن هؤلاء سيمثلون الله على الأرض ، أي حالهم حال رسول الأسلام ، وهنا نكون أمام مطبا أخرا أفحم من أوله ، وهو كم ممثلا لله على الأرض أي : " محمد وآل بيته والصحابة والتابعين " .                                                                                             (3) في موضوع مثير للقلق ، هو الذي يحدث في مصر ( مؤسسة الأزهر ، تتمادى في أعطاء الفتاوى ، حيث أسس " مركز الأزهر العالمي للفتوى الألكترونية " ، وأضيف أليه فتاوى عن طريق " الهاتف " ، مع فتح " أكشاك للفتوى " في محطات المترو والطرقات ) .. ختام الأمر فقد أصبحت للفتاوى دكاكين .                                                                  (4) من كل ما سبق - ونظرا لوجود مئات الألاف من شيوخ الفتاوى ، فهذا يعني ووفقا من أن الفتوى حكما ألهيا شرعيا ، فهذا يدلل بشكل غير مباشر ، من أن كل الشيوخ ممثلين عن " رب البشر " . علما أن المنطق يقول و وفق بعض المواقع أن من يخلف الرسول في الفتوى هم " الصحابة والتابعين " ، وليس كل من لبس العمامة أصبح شيخا ومن ثم مفتيا ! .
خلاصة :                                                                                                                             رجال الدين ، يستولون على قدسية مهام الله / بشرعنة معتقدية ، بأتخاذهم تحليل وتحريم وجواز وألزام أفعال معينة ، دون أخرى ، بحجة أنهم يفتون من كتاب القرآن وسنة وأحاديث محمد ، هذه الفتاوى ، جعلت رجال الدين يشكلون جبهة دنيوية أرضية ، تحكم للبشر بأسم رب البشر ، فكم نائب وممثل ووكيل عن رب العالمين ، هذا الوضع أصبح مأساويا ، حيث أن المتاجرة بأسم رب العالمين أصبح رسميا .   

51
بين القنبلة النووية و القنبلة الأسلامية .. أضاءة
أستهلال :                                                                                                                                 من خطب الشيخ عبد الحميد كشك ( 1933 -  1996م / هو عالم وداعية إسلامي مصري كفيف ، ويُلَقَّب بفارس المنابر ومحامي الحركة الإسلامية ، ويعد من أشهر خطباء القرن العشرين في العالم العربي والإسلامي ، وله أكثر من 2000 خطبة مسجلة ، وخطب مدة أربعين سنة ) ، أنه قال : " أذا الغرب لديهم القنبلة النووية فنحن لدينا القنبلة الأسلامية ".
القراءة :                                                                                                                                   أولا . لنبدأ بالغرب ، ماذا لدى الغرب ، وماذا أخترع ، وماذا صنع ، وماذا أكتشف .. على مدى العقود السابقة : قنابل نووية / قصفت أميركا بهما مدينتي هيروشيما وناكازاكي - اليابان ، قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية ، والصواريخ والأسلحة البالستية والبيولوجية ، رادارات الرصد الجوي وطائرات الشبح .. ماذا أخترع الغرب ، سوى القطارات والطائرات والكبسولات الفضائية ، وأكتشفوا القمر ، وترجلوا عليه ، وأيضا الأجهزة وطرق العمليات الطبية المعقدة ، وأكتشفوا لكل جائحة لقاحا لها ، كما أخترعوا  DNA ، وأخترعوا الطباعة - من قبل العالم غوتنبرغ ، مكائن الخياطة ، أختراع ألات الحراثة والحصاد - بعد أن كنا نستخدم الأدوات البدائية كالمنجل في الحصاد ! ، وجعلونا نحج لمكة برحلة بالطائرات بمدة أقصاها سويعات ، بعد أن كنا نسافر لأشهرعلى الجمال والبغال ، ومئات الأختراعات والأكتشافات الأخرى.
ثانيا . أما الأسلام ، فلديهم ثورة بكل المعايير ! ، المنتج منها : بدءا من حديث التحول الدموي الى الأسلام / الخيار بين الموت أو الأسلام .. ، وفق حديث ( وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ / مُتفقٌ عليه ) ، الى قتل من يخرج عن دين الأسلام ( قال البخاري - في باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم برقم (6922) قال رسول الله : من بدَّل دينه فاقتلوه ) . والأسلام أبتدع ثورة لقتال الأخر ، وهو الجهاد ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ / سورة المائدة ) . وبخصوص رسول الأسلام فلم يتجرأ أحدا على هجائه في عهده ، لذا كل الذين هجوه قتلوا ، منهم : قتل كعب بن الأشرف ، أم قرفة / وقيل أن زيد بن حارثة مَثل بِها عند قتلها وشوه جثتها ، فيقال : ربطها في ذنب فرسين ، وأجراهما فتقطعت . والرسول ذاته في فتح مكة ، خص بعض الانفار بقتلهم ، قائلا " اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة ، وهم : عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي السرح .. " والقتل محرم على جدار الكعبة ! - فلا سماح ولا غفران ولا عفو في الأسلام . أما في الأزمنة الحاضرة ، فكل مس لا بمحمد ، بل بأي مروية من الموروث الأسلامي ، يكون مصيره القتل : أغتيال المفكر د . فرج فودة في عام 1992 ، وفي عام 1995 طعن نجيب محفوظ ، مجزرة رسومات شارل أيبدوا - عام  2015/ وخلّف الهجوم 12 قتيلا على الأقل و 11 جريحًا في حالة خطيرة ، محاولة أغتيال سلمان رشدي 2022 .. كما أن الثورة الأسلامية ، أنبثق منها الأخوان المسلمين والقاعدة وداعش والنصرة وبوكوحرام .. الذين قاموا يذبحون ويحرقون ويسحلون ويصلبون ويحرقون الكنائس /  66 كنسية ومنشأة قبطية دمرها الإخوان المسلمية يوم فض رابعة - زمن حكم محمد مرسي لمصر . كما أن الثورة الأسلامية أوجدت لنا أيضا الأئمة والشيوخ والفقهاء ، والفرق والمذاهب ، وخلقت لنا التطرف وألغاء الأخر - متمثلة بالوهابية والسلفية .. والكلام يطول .
ثالثا . فقد صدق الشيخ كشك في مقولته " أذا الغرب لديهم القنبلة النووية فنحن لدينا القنبلة الأسلامية ". ولكن الشيخ كشك ، لم يكن صادقا شفافا وأمينا في مقولته ، لأنه لم يبين لنا ، من أننا أستعملنا كل أختراعات وأكتشافات وصناعات ، بل كل حضارة الغرب .. من الخيط الى عود الثقاب ، وبذات الوقت أستمرينا في تكفيرهم ، ووصفهم بأحفاد القردة والخنازير .
رابعا . الثورة الأسلامية ، بكل فقهائها وأئمتها ، وكل منظماتها الأرهابية / القاعدة وداعش والنصرة .. تدعوا الى عودة الخلافة الأسلامية - زمن محمد بن عبدالله ، أي هي ثورة ماضوية ، علما أن الثورة يجب أن تكون ثورة على المفاهيم والقيم المهترئة ! - ولكن هذه الثورة تسير عكس التيار ، وتؤمن هذه الثورة ، بأن ( السلطان ظل الله على الأرض ، فمن أكرمه أكرمه الله ، ومن أهانه أهانه الله / حديث عبد الله بن عمر وعمر بن الخطاب وأبي هريرة وأنس بن مالك .. ) ، أما الغرب فيؤمنون بالدولة المدنية ، وبقوانينها الحضارية ، شيوخ الثورة الأسلامية ، محتكرين للدين ومن ثم يعتبرون أنفسهم وكلاء الله على الارض ، أما الغرب فقد حجموا سلطة رجال الدين منذ القرون الوسطى .                  أضاءة :                                                                                                                                  * نقطة نظام : والغرب بذات الوقت أوقع ظلما لا يغتفر على الدول ، وأني بهذا المقام لا أبررها ، منها ما قام به من حروب ظالمة على الدول / فيتنام والعراق .. ، وما قام به من أستعمار للدول / الجزائر وليبيا .. أضافة لحياكته للمؤامرات ! .                                                                                                                                  * لو كان الشيخ كشك حيا ، لعلم أن هذه الثورة التي عبر عنها في خطابه ، قد أنفجرت على روادها وعلى أصحابها ، فتفرقوا وتمذهبوا ، وفق حديث الرسول ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . قيل : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي.  وفي بعض الروايات:  هي الجماعة .  رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم ، وقال:  صحيح على شرط مسلم ) .. فلا اليهود ولا المسيحيين تفرقوا ، بهكذا عدد / بالرغم من تعدد طوائفهم ، أما ما تحدث به محمد ، حول تعدد الفرق الأسلامية ، فهو أمرا جلل ، من أن يكون كل الفرق الأسلامية في النار ، ألا واحدة ! .             * وأخيرا أقول : أي ثورة تتحدث عنها يا شيخ كشك ! ، أهي ثورة تكميم الأفواه ، أم هي ثورة قتل المخالف ، أم هي ثورة تكفير الأخر .. فلا زالت الكنائس تحرق في بلدك مصر لحد اللحظة / حرق كنيسة أبو سيفين 12.8.2022 وكنيسة أمبابة  16.8.2022، فلا ثورة في الأسلام ، ولا تغيير في الأسلام ، لا في النهج ولا في الخطاب ، فالثورة يجب أن تكون على الموروث ، أما ثورتكم ، فهي ثورة ، على تكريس مفهوم هذا الموروث .. وعلى قول المصريين " بلا وكسة يا شيخ " ! . 

52
                                             أضاءة في بنية النص القرآني
المحور الأول / أشكالية اللوح المحفوظ : - بدءا ووفق المعتقد الأسلامي ، ان القرآن من لدن الله ، وفق الآية التالية ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً / 82 سورة النساء ) ، وتفسيرها حسب شرح الطبري ( حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا " أي : قول الله لا يختلف ، وهو حق ليس فيه باطل ، وإنّ قول الناس يختلف . حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد : إن القرآن لا يكذّب بعضه بعضًا ، ولا ينقض بعضه بعضًا ، ما جهل الناس من أمرٍ ، فإنما هو من تقصير عقولهم وجهالتهم .. قال : فحقٌّ على المؤمن أن يقول : كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، ويؤمن بالمتشابه ، ولا يضرب بعضه ببعض ، ويعرف أن الله تعالى لم يقل قولا وينقضه .. / نقل بأختصار من موقع القرآن ) .
القراءة :                                                                                                                                   وفق التفسير أعلاه ، أن النص القرآني لا تخالف ولا تناقض في مضامينه .. ولكن سنرى فيما يلي الكثير من التساؤلات  : 1 . ان الآية القرآنية التالية ، تنص بأن القرآن كان ( في لوح محفوظ / 22 سورة البروج ) ، وتفسير هذا النص وفق أبن كثير ( في لوح محفوظ ، أي هو في الملأ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل ، قال ابن جرير حدثنا عمرو بن علي .. عن أنس بن مالك في قوله " بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ " ، قال إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله ، بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ  في جبهة إسرافيل .. ) . وهنا التساؤل : في أي قراءة من القراءات كان محفوظا القرآن لدى الخالق ، والقراءات المعروفة هي سبع قراءات ( هم جماعة من مشاهير القرّاء عاشوا بين القرن الأول و القرن الثاني للهجرة ، بعضهم عاصر الأصحاب والبعض الآخر عاصر التابعين .. وكان لكل مدينة قارئ خاص لها يعلّم أهلها القرآن ، وهم " نافع المدني ، ابن كثير المكي ، أبو عمرو بن العلاء ، ابن عامر الدمشقي ، عاصم بن أبي النجود الكوفي ،حمزة بن حبيب الزيات ، الكسائي " .. / نقل بأختصار من موقع ويكي شيعة ) ، فلم يخبرنا القرآن ، ولا أحاديث محمد ، عن أي من القراءأت حفظ القرآن في اللوح المحفوظ ! / " علما هناك قراءات أخرى غير ما ذكر في أعلاه " .                                                                        2 . وهذا الأمر يجرنا الى أشكالية أخرى ، وهي : على أي لغة من لغات العرب كان القرآن محفوظا لدى الله ، وهي ما تسمى ب " الأحرف السبعة "}  والراجح من هذه الأقوال / والله أعلم ، ما ذهب إليه جمهور العلماء أن الأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد . وتوضيحه : أنَّ للعرب لغات متنوِّعة ، ولهجات متعدّدة للتعبيرعن معنى من المعاني ، فمثلاً : كلمة (( تعال )) يُعبَّر عنها بلغة قبيلة أخرى بـ (( هلم )) ، وقبيلة ثالثة بـ (( أقبل )) وهكذا .. / نقل بأختصار من موقع أسلام أون لاين { .                                                                                                                    3 . والفقرتين أعلاه ، تجرنا للتساؤل التالي : هل في بدأ الخليقة ، كانت هناك قراءات للغة العرب ، وهل عرف القراء أنذاك ك " نافع المدني ، ابن كثير المكي ، أبو عمرو بن العلاء .. " ، وهذا الأمر ذاته يسري ، على وجود اللغات و اللهجات العربية زمن الخلق ! ، كي يحفظ الله القرآن بهما / قراءة وأحرفا ، هذه أسئلة منطقية ، يجب أن تطرح على بساط البحث ! . ولكن كالعادة الفقهاء والمفسرون يرقعون أي معضلة أو أي أشكالية ! بحلول لا ترقى للعقلانية .                                                                                                                                   * لأجله أتساءل ، كيف للقرآن الذي هو من عند الله ، والمحفوظ لديه منذ الأزل ، ولكن لم يذكر القرآن ، بأي صيغة من " القراءات والأحرف السبعة " ، كان القرآن محفوظا عند الخالق ! ، ومن جانب أخر ، أرى وجود تكاملا بين الآيتين أعلاه / أي " بين 82 من سورة النساء وبين 22 من سورة البروج " . 
المحور الثاني / تصادم الأديان :- وفق النص القرآني التالي ، يعترف القرآن بمن جاء من قبله من كتب / التوراة والأنجيل .. ، وأنبياء / موسى والمسيح .. ( وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ / 46 سورة المائدة ) ، وشرح النص وفق الطبري ، بأختصار ( يعني تعالى ذكره بقوله " وقفينا على آثارهم "، أتبعنا. يقول : أتبعنا عيسى ابن مريم على آثار النبيين الذين أسلموا من قبلك ، يا محمد ، فبعثناه نبيًّا مصدّقا لكتابنا الذي أنـزلناه إلى موسى من قبله أنّه حق ، وأن العمل بما لم ينسخه الإنجيل منه فرضٌ واجب" وآتيناه الإنجيل "، يقول : وأنـزلنا إليه كتابنا الذي اسمه " الإنجيل "" فيه هدى ونور " يقول : في الإنجيل" هدًى "، وهو بيان ما جهله الناس من حكم الله في زمانه" ونور " يقول : وضياء من عَمَى الجهالة" ومصدقًا لما بين يديه "، يقول : أوحينا إليه ذلك وأنـزلناه إليه بتصديق ما كان قبله من كتب الله التي كان أنـزلها على كل أمة أُنـزل إلى نبيِّها كتاب للعمل بما أنـزل إلى نبيهم في ذلك الكتاب ، من تحليل ما حلّل ، وتحريم ما حرّم .. / نقل من موقع القرآن ).
القراءة :                                                                                                                                        1 . ولكن القرآن نسف كل ما جاء به من أعترافه بالأديان التي سبقته ، حيث قال ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران ) ، وأسلم كذلك كل الأنبياء الذين سبقوه ( أتبعنا عيسى ابن مريم على آثار النبيين الذين أسلموا من قبلك ) .                         2 . و الانكى من ذلك الحديث التالي ( عَن ابن عُمَر : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ مُتفقٌ عليه . ) هنا رسول الأسلام أنهى كل شك في ( أسلمة أتباع الأديان الأخرى ) قتالا وبقوة السيف .                                                   3 . في هذا المحور ، أنهى القرآن وأحاديث محمد ، كل من سبقه ، وأوصد الباب لأحتمال من سيليه ، وذلك بالنص القرآني التالي ( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا / سورة الأحزاب:40 ) ، ّوذلك بعد أن وصف النص القرآني محمدا بخاتم النبيين والرسل .                                                                                                                     * مما سبق أرى أن الأسلام أنهى كل دين سبقه ، وذلك بأعتباره ، هو الدين الذي يجب أن يتبع من قبل البشرية جمعاء ! ، وهذا الأمر أوجد صداما وتناحرا بينه ، وبين الأديان والمعتقدات الأخرى ، الى يومنا هذا ! .
المحور الثالث / حرق القرآن :- تقول المصادر ، أن الخليفة عثمان حرق كل المصاخف ، عدا مصحفا واحدا ، دعي بمصحف عثمان ( إن الذي حمل عثمان على جمع القرآن في مصحف واحد ، هو القضاء على ما وقع بين الناس من اختلاف في قراءة القرآن ، بسبب اختلاف اللغات ، وأول من جمع اللغات في القرآن على لغة واحدة بلغة قريش -عند ظهور الاختلاف في اللغات - عثمان . اختلفت الناس في قراءة ، قال أنس : اجتمع القراء في زمن عثمان  من أذربيجان وأرمينية والشام والعراق ، واختلفوا حتى كاد أن يكون بينهم فتنة . هذا من جانب جمعه في مصحف واحد . وأما حرق المصحف لمقصد صحيح فلا حرج فيه ، ويكفي أن عثمان قد فعل ذلك والصحابة متوافروِن .. / نقل بأختصار من موقع أسلام ويب ).
القراءة :                                                                                                                                                      1 . تساؤل : أي مستند أو مروية أو وثيقة تقول أن مصحف عثمان هو مصحف محمد ، علما ، أنه كان يوجد العديد من المصاحف منها ( مصحف أمير المؤمنين علي ومصحف أبي بن كعب ومصحف ابن مسعود ومصحف عبدالله بن عباس ومصحف عائشة .. ويتساءل ، ذات المصدر ، هل أعاد عثمان ترتيب بعض الآيات حسب ما تقتضيه السياسة في ذلك الوقت ، فمثلاً هل له دور في وضع آية التطهير وسط آيات خاصة بنساء النبي في سورة الأحزاب / نقل بأختصار من موقع مركز الأشعاع الأسلامي ) . فلا يوجد أي دليل مادي دامغ من أن المصحف الذي لم يحرق هو مصحف محمد فعلا . ومن المصدر السابق ، يتضح لنا أن عثمان أضاف آيات الى قرآنه / في سورة الأحزاب ! .                                                                                                             2 . تساؤل ثان ، كيف تسنى لعثمان أن يعرف مكان خزن الرقاع والجلود والحجارة واللخاف الموثوقة .. التي كانت تكتب عليها الآيات القرآنية ، والتي أعتمد عليها فيما بعد في أختيار قرآنه الصحيح / وفق رأيه ، وحرق ما عداها . ومن جانب أخر ، من يجزم أنه أعتمد فقط على مصحف حفصة بنت عمر .                                                                                                                        3 . أنه من الواضح أنه كان لدى الكثير من الصحابة مصاحفهم الخاصة ، وهنا أرى أشكالية أخرى : هل كان محمدا يتلو على الصحابة / أصحاب المصاحف ، آيات يختلف بعضها عن البعض الأخر ، لذا قام عثمان بحرق المصاحف ! .    * بغض النظر مما أحرق أو أبقى عثمان من مصاحف .. تساؤلي : أين كانت تخزن هذه الرقاع والجلود واللخاف .. التي نقل القرآن منها ، خاصة أذا علمنا ، أن مكان التخزين كان صحراويا رمليا جافا ، وهذا يجرنا الى الأحتمالية التالية : كم من رقعة تلفت ، وكم رقعة تحللت أو فقدت أو أهملت ! ، أذن كيف أن يكون القرآن في لوح محفوظ .
كلمة :                                                                                                                             وفقا لكل ما سبق ، أرى أن الآية ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً / 82 سورة النساء ) ، مع الآية الأخرى ( في لوح محفوظ / 22 سورة البروج ) ، يستحيل تطبيقهما أو قياسهما على واقع حال بنية النص القرآني ! . 


53
قراءة لحديث ( والَّذي نفسي بيدِه ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريمَ حَكمًا مقسطًا فيَكسرُ الصَّليبَ ويقتلُ الخنزيرَ ويضعُ الجزيةَ ويفيضُ المالُ حتَّى لا يقبلَه أحدٌ ) .                                                                                                         الموضوع :                                                                                                                                           1 . راوي الحديث :  أبو هريرة . المحدث : الألباني . المصدر : صحيح الترمذي . الصفحة أو الرقم : 2233  خلاصة حكم المحدث : صحيح . التخريج : أخرجه البخاري (2222) واللفظ له ، ومسلم (155).                                                                    2 . من موقع / الدرر السنية ، أسرد شرحا مختصرا للحديث ( لقدْ دلَّ النَّبيُّ أُمَّتَه على كلِّ خَيرٍ، وحَذَّرَهم مِن كلِّ شرٍّ ، ومِن ذلك إخبارُه بعَلاماتِ السَّاعةِ التي تكونُ في آخِرِ الزَّمانِ . وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ بعَلامةٍ مِن هذه العَلاماتِ الكُبرى الَّتي تدُلُّ على قُرْبِ قِيامِ السَّاعةِ ؛ وهي : نُزولُ عِيسىَ آخِرَ الزَّمانِ في هذه الأُمَّةِ ، فيُقسِمُ النَّبيُّ باللهِ الَّذي رُوحُه بيَدِه يُصَرِّفُها كيف يَشاءُ على أنَّه قدِ اقترَبَ نُزولُ عِيسى ، ونُزولُه سَيَكونُ عندَ المنارةِ البيضاءِ شَرْقَي دِمَشقَ ، واضعًا كَفَّيه على أجنحةِ مَلَكَينِ ، كما في رِوايةِ مُسلمٍ في صَحيحِه . فيَحكُمُ بيْن النَّاسِ بالعدْلِ ، وسيَحكُمُ بأحكامِ الشَّريعةِ المحمَّديَّةِ لا نَبيًّا برِسالةٍ مُستقِلَّةٍ وشَريعةٍ ناسخةٍ ، وأخبَرَ النَّبيُّ أنَّ عِيسى سَيكسِرُ الصَّليبَ الَّذي تُعظِّمُه النَّصارى ، ويَزعُمون أنَّ عِيسى قد صُلِبَ عليه ، وقد كذَّبَ اللهُ عزَّ وجلَّ اليهودَ في ادِّعائِهِم هذا ، فقال تعالَى : { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ لهُمْ بِهِ .. / سورة النساء} ، وكَسْرُه الصَّليبَ إشارةٌ إلى بُطلانِ دِينِ النَّصارى . وأخبَرَ أنَّ عِيسى يَقتُلُ الخِنزير َ، مُبالَغةً في تَحريمِ أكْلِه ، ويَضَعُ الجِزيةَ ، يعني : يَحمِلُ النَّاسَ كلَّهم على الدُّخولِ في الإسلامِ ، فلا يَبْقَى أحدٌ يَدفَعُ الجِزيةَ ، أو أنَّه لا يَأخُذُ جِزيةً ؛ لِوفرةِ المال وانعدامِ الفُقراءِ . وسيَفيضُ المالُ فلا يَقبَلُه أحدٌ؛ .. ثُمَّ قال أبو هُرَيرةَ : اقْرَؤوا إنْ شِئتُم : { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } [النساء: 159] ، فاستدلَّ بالآيةِ على نُزولِ عِيسى في آخِرِ الزَّمانِ مِصداقًا لِلحديثِ ، والمعنى : لا يَبقى أحدٌ مِن أهْلِ الكِتابِ بعْدَ نُزولِ عِيسى في آخِرِ الزَّمانِ ، عندَ اقترابِ السَّاعةِ ، إلَّا آمَن به قبْلَ مَوتِه ، فتكونُ الملَّةُ واحدةً ، وهي مِلَّةُ الإسلامِ . وفي الحديثِ : بِشارةٌ ببَقاءِ الإسلامِ ، وسِيادتِه في الأرضِ . وفيه : أنَّ الدِّينَ عندَ اللهِ الإسلامُ ، وهو دِينُ الأنبياءِ جَميعًا .                                                                                 
القراءة                                                                                                                                    أولا - ما يثير التساؤل في مستهل هذا الحديث موضوع المقال ، هو وجود مفردة " ليوشِكنَّ " ، التي تدل أو تشير ، الى القرب أو الدنو ، وللتأكيد ، أنه عند البحث عن معنى أو دلالات هذه المفردة في " قاموس المعاني " ، نجد التالي ( وشُكَ يَوشُك ، وَشْكًا ووَشاكةً ووُشْكانًا ، فهو وشيك ، وَشُك الأمرُ :1  قَرُب ودنا . 2 سَرُع ) . والعجب ! ، أنه مضى على هذا الحديث أربعة عشر قرنا والمسيح لم ينزل ! - رغم قسم محمد ، القائل : والَّذي نفسي بيدِه ، ومع كل ذلك يقول رسول الأسلام : قد قرب أو دنا نزول المسيح ! هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، أن كلام محمد وفق الموروث الأسلامي هو وحيا " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى(3)  إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) / سورة النجم " ومع كل هذا لم يتحقق صدق وحي محمد ! .

ثانيا - الأمر الثاني الذي نلاحظه في هذا الحديث ، هو الموقف من الصليب ، فالصليب في المسيحية ذات قيمة رمزية عالية ، لأنه يمثل الخلاص ، وقد جاء في موقع / المسيحية بين الماضي والحاضر والمستقبل ، التالي ( نحن لا نعبد الصليب Holy Cross  ولكننا نقدس الصليب لأنه أعظم علامة لمحبة الله لنا . أما موضوع هذه المحبة فيتلخص في سقوط الإنسان في الخطية بغواية إبليس ، والله دبر خلاصه بالصليب بتجسده . وأصبح الصليب وسيلة للغفران والتقديس . ) ، فكيف لهذه القيمة الرمزية / الصليب ، أن يقوم المسيح بكسرها ! ، هنا الأمر يبتعد عن المنطق ، لأن المسيح صلب عليه ، فكيف له أن يكسر ما كان رمزا للخلاص . أما موضوعة قتل المسيح للخنزير ، فأعتقد الموضوع ، لا يستحق الرد عليه ، لأن الخنزير ليس من قيمة ذاتية في الديانة المسيحية ! ، ولم يدعوا المسيح يوما الى جعله مائدة يومية للمسيحيين ! .  من جانب أخر ما علاقة المسيح / الحكم المقسط - بالشريعة المحمدية ، وأن حكم سيدين بشريعة مبدأها الغفران والمحبة .

ثالثا - كيف للمسيح أن يفرض الجزية على أتباعه وعلى الأخرين ، في حالة عدم تحولهم للأسلام ! ، المسيح هو البشرى لمن يهتدي للنور والحق ، فكيف يناقض ما جاء لأجله ، بل ما صلب في سبيله ! . وما هو المنطق من عدم فرض المسيح للجزية ، وهو أصلا لم يفرضها أولا ! . وكيف ( لكسر الصليب أن يكون بطلانا لدين النصارى - وفق الحديث ) ، وهل ينتهي الدين بكسر الصليب ، فالمسيح كلمة الله وروح منه ( إنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ .. / سورة النساء ) .. هذه كلها تساؤلات تحتاج لأجابة عقلانية ! .

رابعا - تفسير المفسرين يناقض الموروث الأسلامي بأكمله ، فكيف أن تكون البشرية بأجمعها على ( ملة الأسلام بعد نزول المسيح في أخر الزمان ) ! ، والنص القرآني يعترف بالأنبياء ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا / 7 سورة الأحزاب ) ، ويعترف بكتبهم أيضا ( نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَىٰةَ وَٱلْإِنجِيلَ / 3 سورة آل عمران ) ! ، أذن لماذا يقر بكل هذا ، ثم يبين ( إن الدين عند الله الإسلام / 19 سورة آل عمران ) أي أن النص القرآني يعترف بالأنبياء ويؤمن بكتبهم ، ثم ينكرهم ، بل يشطبهم مع كتبهم ! بحديث محمد ، ويقول أنه على جميع والملل والطوائف والأتباع أن يتحولوا الى الأسلام ! ، أنه لتناقض صريح ! .
الختام :                                                                                                                                  راوي الحديث أبا هريرة ، كان مشكوكا في معظم أحاديثه ، وأسرد التالي بشأن مصداقيته :                                                1 . من موقع الجزيرة نت - مقال لشريف محمد جابر / كاتب وباحث ، المقال يروي بعضا مما روي عن أبو هريرة - ما له وما عليه ، أنقل مقتطفات منه ( ما ذكره الذهبي " قال يزيد بن هارون : سمعت شعبة يقول : كان أبو هريرة يدلّس " ) ، ثم يضيف ( كأبن أبي الحديد المتوفى سنة 656 هـ، وغيره. ومن هذه الروايات التي لا تصح ضرب عمر له بالدرّة ، ورواية مضيرة معاوية ، ورواية عائشة أنه شغله بطنه عن رسول الله ، وغيرها. وهي قصص موضوعة أو واهية ضعيفة على الأكثر ولم يصحّ شيء منها ، مما يعفينا من جهد مناقشتها ) .وأرى أن هذه الروايات لا بد أن تضم طرفا من الحقيقة .
2 . ويتكلم عن أبو هريرة أيضا ، شمس الأئمة السَّرَخْسِيّ  ، بكتابه - أصول السرخسي /  فصل أقسام الرواة الذين يكون خبرهم حجة ، رقم الصفحة : 341 ( وقال إبراهيم النخعي : كانوا يأخذون من حديث أبي هريرة ويدعون ، وقال : لو كان ولد الزنا شر الثلاثة لما انتظر بأمه أن تضع ، وهذا نوع قياس ، ولما بلغ عمر : أن أبا هريرة يروي ما لا يعرف ، قال : لتكفن عن هذا أو لألحقنك بجبال دوس ) ، أذن أبو هريرة ، راوي الحديث لم يكن صادقا ، وقد وبخه عمر بن الخطاب .
3 . من موقع سطور ، أنقل التالي حول أحاديث أبو هريرة ( لم تكن جميع الأحاديث التي رويت عن أبي هريرة جميعها صحيحة ، فقد جاء فيها أحاديث ضعيفة وأحاديث موضوعة ومنكرة وهي التي نسِبَت كذبًا إلى أبي هريرة ، وكما سبق أنَّه لم يرد له في صحيح البخاري وصحيح مسلم سوى 609 أحاديث فقط ) الأحاديث عامة لم تغربل لمعرفة الغث من السمين.
أخيرا ، أقول :                                                                                                                            أ - أن رسول الأسلام ذاته أوصى بعدم كتابة الأحاديث عنه ، وقد جاء في صحيح مسلم (ج  18، ص 229) أن النبي قال : " لا تكتبوا عني غير القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحه". .. أذن كيف يكتبون ويؤلفون ويخترعون عنه الأحاديث ، وكلها جاءت بتوقيتات بحوالي قرنين من موته ، ومن أشخاص لم يصاحبوا حتى أتباع أصحاب محمد / كالبخاري وغيره .     
ب - علما أنه هناك رواية شيعية لنزول المسيح ، مرتبطة بالمهدي المنتظر ، ولا مجال لسردها في هذا المقال المختصر ، ولكن لا بأس أن أبين لمحة عنها ( إذا كان يوم الجمعة ، وقد أقيمت الصلاة نزل عيسى بن مريم بثوبين مشرقين حمر كأنما يقطر من رأسه الدهن ، رجل الشعر ، صبيح الوجه ، أشبه خلق الله بإبراهيم فيلتفت المهدي ، فينظر عيسى ، فيقول لعيسى : يا بن البتول صَلِّ ، فيقول : لك أقيمت الصلاة ، فيتقدم المهدي فيصلي بالناس ويصلي عيسى خلفه ، ويبايعه ، ويخرج عيسى فيلقى الدجال فيطعنه ، فيذوب كما يذوب الرصاص ". / نقل من موقع المعارف الأسلامية ) .. وكيف للمسيح أن يصلي صلاة المسلمين ! ، أن الموروث الأسلامي مملوء بالروايات الهزيلة / السنية والشيعية ، التي تناقض أحدها الأخر .
ج - رجوعا للحديث موضوع المقال ، أختم بما يلي : " أنه حديث غير متسق ، ضعيف البنية ، بل مشوش الفكرة ، هزيل ، يتناقض مع الموروث الأسلامي " ، والحديث لا يمكن أن تستنتج منه ألا هدفا محددا واحدا ، وهو : توظيفه في أن " لا دين سوى الأسلام " ، وأنه لا فرصة لنجاة أهل الكتاب بالدنيا ، ألا بالتحول الى الأسلام ، ضاربين / المفسرين ، عرض الحائط الآية التالية ( وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ .. / 29 سورة الكهف ) نقطة رأس السطر .

54
الخلاف والأختلاف في الصلاة والسلام على " محمد "
الموضوع :                                                                                                                          حدثت حالة من الأنقسام بين شيوخ الأسلام ، في جزئية من المعتقد الأسلامي / أثناء ممارسة الصلاة في يوم الجمعة - وبالتحديد في موضوعة الصلاة والسلام على " محمد " وفيما يلي ملخصا للقرار - منقول من القاهرة ، مصر CNN :               { تسبب قرار وزارة الأوقاف المصرية بدعوة المساجد إلى تخصيص من 3 إلى 5 دقائق بعد صلاة الجمعة بالصلاة والسلام على النبي محمد ، إلى حالة انقسام ما بين مؤيدين للفكرة من شيوخ وعلماء بالأزهر الشريف وعلى رأسهم مفتي مصر ، شوقي علام ، الذي أكد أنه " أمر مشروع على سبيل الاستحباب ، ولا إثم فيه ولا بدعة".  . وفي المقابل ، أطلق معارضون للقرار دعوات للمقاطعة ، وعدم الالتزام بالترديد وراء أئمة المساجد ، ونشروا فتاوى قديمة لشيوخ سلفية تؤكد أنه " بدعة " .. وبعدها بساعات قليلة نشرت دار الإفتاء المصرية بيانا أكدت فيه أن الدعوة للصلاة على النبي محمد " ليست بدعة " ، كما أكد وزيرالأوقاف  محمد جمعة ، عبر حساباته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي ، أن الهدف من القرار هو نشر الدعوة بالصلاة على النبي محمد .. } . وفي المقابل ، ومن جانب أخر : { انتقد الكاتب الصحفي  ، إبراهيم عيسى ، قرار وزارة الأوقاف ، قائلا إن الصلاة على النبي " لا تحتاج لقرار حكومي ، ولا تحتاج إلى تحديد وقت معين " ، مضيفا أن " الأوقاف ليست على وعي بأننا دولة مدنية". .. وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي ، تدشين حملات مقاطعة للاستجابة لدعوات ترديد الصلاة على النبي بعد صلاة الجمعة ، بدعوى أنها بدعة يجب التحذير من فعلها ، مذكرين بحديث للنبي محمد بأن : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " .. ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ، فيديوهات سابقة لشيوخ سلفية معروفين من بينهم الشيخ مصطفى العدوي ، بأن الدعوة للصلاة على النبي "أمر محدث ، ودخيل على الإسلام ولم يكن على عهد النبي" ، مؤكدا أن الصحابة لم يقوموا بهذه الدعوات ، ولم يرد بشأنها في المذاهب الأربعة .. } .
القراءة :                                                                                                                                               * أول الأمر ، التساؤل الغريب ، أن " وزيرالأوقاف المصري  محمد جمعة ، عبر حساباته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي ، أكد أن الهدف من القرار هو نشر الدعوة بالصلاة على النبي محمد " ، وهنا لا بد لنا أن نتساءل ونقول : ما هي العلاقة السببية بين الصلاة والسلام على النبي ، وبين نشر الدعوة ، لأن من البديهي أن نشر الدعوة تحتاج من المتلقي ، للأيمان والمصداقية بصاحب الدعوة ، وليس بالصلاة عليه ! .                                                                                          * شيوخ السلفية ، رفضوا هذا الأمر قائلين : أن الدعوة للصلاة على النبي " أمر محدث ، ودخيل على الإسلام ولم يكن على عهد النبي " . وهذا الأمر / الصلاة على النبي ، أذن يدخل في مجال البدع ، والبدعة ضلالة . ومن موقع / الأمام بن باز ، أورد بعض المعلومات عن البدعة ( عن النووي في تقسيمه البدعة إلى خمسة أقسام قد ذكره جماعة من أهل العلم ، وقالوا : إن البدعة تنقسم إلى أقسام خمسة : واجبة ومستحبة ، ومباحة ، ومحرمة ، ومكروهة . وذهب آخرون من أهل العلم إلى أن البدعة كلها ضلالة وليس فيها تقسيم ، بل كلها كما قال النبي" ضلالة " ، قال : كل بدعة ضلالة ، هكذا جاءت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله .. ) ، أذن الصلاة والسلام على النبي هي بدعة ، ووفق حديث الرسول أن كل بدعة ضلالة ، أذن الصلاة والسلام على النبي هي ضلالة .                                                                                                           * شيوخ الأسلام قد يتمسكون بالصلاة والسلام على النبي ، مستندين وفق الآية { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً / 56 سورة الأحزاب } ، ولكن من جانب أخر ، أن هذه الآية لا تنص على تكرار الصلاة والسلام على النبي بعد الأنتهاء من صلاة الجمعة ! .                                                                                                      * ختاما : كالعادة لم يتفق شيوخ المسلمين على أمر محدد واضح وجلي ، بالنسبة للصلاة والسلام على النبي ، ( اتفق علماء أهل السنة على استحباب الصلاة والسلام على النبي محمد ، حيث قال ابن عطية : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حال واجبة وجوب السنن المؤكدة التي لا يسع تركها ولا يغفلها إلا من لا خير فيه » ، واختلفوا في وجوبها على عدة أقوال أشهرها:  1 . واجبة في العمر مرة واحدة ، قال المفسر القرطبي:  لا خلاف في وجوبها في العمر مرةً ، وأَنها واجبة في كل حين وجوب السنن المؤكدة . 2 . واجبة في الصلاة في التشهد الأخير : وهو قول الشافعية وبعض المالكية . 3 . واجب الأكثار منها من غير تحديد . 4 . واجبة عند سماع ذكر النبي من غيره أو ذكره بنفسه ، ورد ذلك عن الطحاوي .. / نقل من كتاب أفضل الصلوات على سيد السادات ، تأليف يوسف النبهاني ، ص18 / موقع الويكيبيديا ) .
أضاءة :                                                                                                                                    ليس من بيان أو وضوح تام ، في معظم الموروث الأسلامي ، وهذا الوضع أوقع شيوخ الأسلام في تخبط في تفسير النصوص القرآنية و الأحاديث و السنن .. وبذات الوقت ، ليس من قاعدة يستندون أليها الشيوخ في التفاسير ، سوى رؤيتهم الشخصية ، وهذا الحال يقبل الخطأ والصواب ، عندئذ يلجأون للأفتاء - الذي هو بالأحرى ، ترقيع وتأويل للنص ! .            نقطة رأس السطر .







55
                                           لقاء سري جدا مع السيد X
تم أجراء الحوار التالي ، مع السيد X ، في بقعة مجهولة من هذا العالم ، وبتوقيت لا زال غير معلوم ، حتى المحاور لا يعرف له من أسم أو عنوان ، على كل تم الحوار ، وللذين يرومون معرفة من هو السيد x ومن هو المحاور ، عليهم أن يستنتجوا ذلك ، من مجرى سياق الحوار ..
* كتابة التاريخ : التاريخ أكبر كذبة عرفتها الأنسانية ، فالتاريخ يكتبه أعوان أو خدم أو أتباع السلطان أوالحاكم أو الرئيس ، لم يكن يوما هذا التاريخ شفافا صادقا ، وقد يلمس حقيقة الحدث أو الواقعة - بشكل أو بأخر ، ولكنه لا يمثل حقيقة ما وقع أو ما حدث فعلا . والأمثلة كثيرة ، من الماضي أكبر مثال " واقعة الطف مقتل الحسين بن علي " ، فالشيعة لهم رواية تختلف عن رواية أهل السنة والجماعة . ومن التاريخ القريب الحرب العراقية الأيرانية 1980 - 1988 ، حيث أن الدولتين تقولان نحن أنتصرنا ، والحقيقة أن الشعبين قد دمرا ! ولم ينتصر أحدا ، وكتبة التاريخ ، كذبوا بما كتبوا عن أي نصر لأي دولة قد تحقق .
* القادة المنتحرون : لازال " أدولف هتلر " وزوجته أيفا براون ، هما من أشهر من أنتحرا عقب هزيمته من قبل الحلفاء - في 30.40.1945 ، وفي مقدمتهم الأتحاد السوفيتي ، وشخصيا أرى أن قراره كان يحسب له ، ولكن من جانب أخر لم ينتحر من تسبب بنكسة حرب 1967 ، أي الرئيس جمال عبدالناصر ! . بل أنه حول المسؤولية للمشير عبدالحكيم عامر / الذي أنتحر أو قتل / لا أحد يعلم الأمر ، وحتى أنتحار هتلر ، توجد روايات تنفيه .. ولهذا قلنا أن التاريخ أكبر كذبة .
* تشكيل الحكومات : من أهزل وقائع التاريخ السياسي هو تشكيل الحكومات ، خاصة في الدول العربية ، وأكبر مثالين على ذلك ، ما يحصل في العراق ولبنان .. ، وأذا أخذنا العراق كمثال ، فالكارثة .. أن تشكيل الحكومة معطل من قبل عدة أشهر ، والأحزاب الدينية وغيرها .. تتصارع على نهش الفرصة ! . المأساة .. ليس من حزب أو جهة أو سياسي ينظر للعراق كوطن ، ولشعب العراق كمستفيد ! ، الكل له أجندة خارجية ، تحركه وفق مصالحها الأقتصاسياسية ، والعراق / كشعب ومصالح ، أخر من ينظر له ، المهم السياسيون ينهلون من العراق ، وسيبقوه أخيرا ، لا تستر عورته سوى ورقة التوت .
* رجال الدين : رجال الدين المسيحيين - أغلبهم ، تركوا السياسة منذ القرون الوسطى ، وأصبح تأثيرهم شبه معدوم حاليا ، والأن جاء عصر رجال الدين الأسلامي ، فهم يملأون الدنيا حراكا ، وبأتجاهات متعددة ، فيهم رؤساء دول / أبراهيم رئيسي ، في أيران - من مقلدي ولاية الفقيه ، وفيهم السياسيين / عمار الحكيم ومقتدى الصدر في العراق ، وفيهم الداعية / التي أصبحت مهنة مربحة - كالحويني وحسان والعريفي والعوضي ، وفيهم المتزمت المتطرف المكفر ، وهناك المتقوقع على نفسه ، ومن المؤكد هناك المعتدل الوسطي ..
 * الحب : الكل يحب ، ولكن ليس من يحب يعشق ، العشق لا يمكن أن يوجد في عالمنا الحالي ، لأن عالمنا .. عالم مصالح ومجاملات ، عالم كذب وليس عالم صدق ، العالم ينحدر الى عالم هابط في المشاعر والأحساس ، بعد أن كان عالما يشع وفاءا وأخلاصا ، ولكن لازال العشق والوفاء والصدق موجود ، بين بعض البشر المحسوبين على عالم أخر ! .
* الأرهاب : عندما تغيب المحبة يسود الكره ، وعندما يلغى الأخر يحل التعصب ، وعندما تسود نصوص الأقصاء ، لباقي المعتقدات ( أن الدين عند الله الأسلام .. / 19 سورة آل عمران ) ، تتولد نزعات الكراهية والتكفير ، فيولد الأرهاب . في الأزمنة الحديثة الأرهاب ، هو أرهابا أسلاميا ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ .. / 90 سورة الأنفال ) ، وذلك لأننا ورثنا موروثا أسلاميا موبوءا بالدم والتكفير والتطرف ، وكان نواة لخلق مفهوما حداثويا لثقافة القتل ، وهذا الأمر ، لا يمكن الفكاك منه ألا بحجب هذه النصوص والأحاديث الأقصائية والتكفيرية ، عن المتلقي ، وبذات الوقت يجب رفعها من الدراسات الأولية والمتقدمة ، خاصة من تشكيلات مؤسسة الأزهر الدراسية .
* الحقيقة : الكثير من رجال الدين ، يعتقدون أنهم يحتكرون الحقيقة ، وهذا الأمر مناف للواقع ، لأن الحقيقة أصلا نسبية ، فما هو حقيقي لدي قد يكون هلوسة لديك ، وما يكون واقع لديك قد يكون مجرد خيال بالنسبة لدي .. أن أشكالية أمتلاك ناصية الحقيقة لدى شيوخ الدين ، أدى الى الحجر على عقول الأتباع ، وجعل من وجودهم في العملية الحياتية مغييب ، ويمكن أن نقول أن أمتلاك الحقيقة يتجلى بشكل واضح لدى شيوخ المسلمين - معتقدين أنفسهم وكلاء الله على الأرض ! .
* كلمة أخيرة :                                                                                                                          لا يمكن أن نعيش بسلام وطمأنينة ، في عالم اليوم ، ألا بشطب الماضي ، بكل ما تشمل الكلمة من مفهوم ، أن كان هذا الماضي ، موروثا أسلاميا جاهليا تكفيريا أقصائيا ، أو كان أسلوبا وتقليدا لحياة متخلفة مغلقة - خارج نطاق الزمن والمكان .. فنحن نعيش في عالم فسيفسائي ، دينيا وعرقيا وأثنيا .. ، قبلنا أو رفضنا ، أن قبلنا ، فهذا يعني قبلنا التحضر والتعايش والتمدن وقبول الأخر ، وأن رفضنا فسنبقى في دائرة أو محيط سوداوي مظلم ، هذا المحيط بجموده ، سيقضي على المجتمع ، ويحوله الى تجمعات قبلية عشائرية متناحرة ..   
ملاحظة :                                                                                                                              أنسحب السيد X  ، معتذرا عن تكملة الحوار . لذا جعلنا الفقرة أعلاه ، كلمته الأخيرة .

56
              أضاءة .. الأسلاميون في الغرب
1 . لا زال الغرب ينهج الحرية في ممارسة المعتقد ، ويكرس كل مبادئ الليبرالية والعلمانية والديمقراطية .. وتحطيم كل ماله علاقة بتحجيم  الرأي الحر .. هكذا أسست هذه البلدان دساتيرها ، المشكلة ليس بتطبيق كل ما ذكرته من مبادئ على مواطنيها ، ولكن المشكلة الكبرى ، في كيفية تطبيقها على المهاجرين الجدد / خاصة المسلمين منهم ! ، الذين جاءوا من دول مجتمعاتها لا تؤمن بهكذا أفكار ، بل هي مجتمعات ، تكمم أي فاه يقول أو ينبس ولو بهمسة على النظام ! ، فكيف الحال وهم وجدوا حالهم ، في بلدان ينتقد الفرد بها النظام ورئيس الدولة وحتى رجال الدين علانية وهنا المصيبة الكبرى .
2 . شهد القرنين - الحالي والقرن المنصرم ، هجرة كبيرة للعالم الغربي ، فمثلا في ألمانيا ( يعيش نحو ثلاثة ملايين من ذوي الأصول التركية من أصل 15 مليون تركي مهاجر ، وهو ما يجعلهم يشكلون المجموعة الكبرى من بين المهاجرين خارج البلاد ./ نقل من موقع الجزيرة نت ) هذا عدا المهاجرين من أصل عربي ، وبالطبع معظمهم من المسلمين ، وتنفق تركيا الملايين في تشييد الجوامع والمساجد والمؤسسات الدينية الأسلامية لأجلهم ، أما المهاجرون من أصل عربي في فرنسا مثلا ( ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن مركز أمريكي مختص أن تعداد المسلمين المقيمين في فرنسا سيزيد بمعدل 12.7% ليبلغ أكثر من 8.5 مليون شخص / نقل من موقع RT ) ، أما في بريطانيا ( فعدد المسلمين ؟ ، يزيد عن ثلاث ملايين ، وتبعا للإحصائيات البريطانية تصل نسبة تقريبية تصل 5.4٪ من إكمال عدد السكان في بريطانيا وقد وصل نسبة المسلمين عام 2011 إلى 4.8٪. / نقل من موقع مقال ) .. هذه فقط نماذج ، والأحصائيات غير محدثة ! .
3 . الكثير من المهاجرين المسلمين ، لم يكونوا متدينون في بلادهم ، ولكن في بلاد المهجر تديينوا ، وبعضهم أنظم الى ( جماعة الأخوان المسلمين ، الجماعات السلفية ، جماعة التبليغ و .. ) ، وأخرين تطوع للجهاد في العراق ، سوريا وليبيا .. وبعض الجماعات الأسلامية لديها طموح ، بتحويل البلدان التي هاجروا أليها الى أسلامية ، والمثال على ذلك ما يحصل في بريطانيا ، فن موقع / هوية بريس - متابعة ، أنقل التالي ( تحدثت صحيفة بريطانية عن الانتشار الواسع للإسلام داخل المملكة المتحدة ، حتى أضحت بعض المناطق خالية مما يخالف الدين الإسلامي ، وفقا للمفكرة ، وذكرت صحيفة “ ديلي ميل ” البريطانية أن المجتمعات المحلية قد امتلأت بملصقات وضعها الإسلاميون في بريطانيا وفيها : “ أنت تدخل منطقة تطبق فيها الشريعة الإسلامية ”. ) . أما الأنكى من ذلك أن بلجيكا من المتوقع أن تتحول الى دولة أسلامية ( يبدو أنَّ زعماء ' حزب الإسلام ' ينوون تحويل بلجيكا إلى دولة إسلامية يسمونها " الديموقراطية الإسلامية " وقد حدَّدوا التاريخ المستهدف لقيامها بالفعل : بعام 2030 . إنَّ برنامج الحزب بسيط إلى حد مربك : الاستعاضة عن جميع القوانين المدنية والجنائية بأحكام الشريعة الإسلامية - مجلة كوزور الفرنسية / مقال بقلم جوليو ميوني منشور بموقع معهد كاتيستون ) .
4 . الأشكالية .. أن الكثير من الدول الغربية ، تسهل دخول ذوو السوابق الأجرامية ، مثلا ( د . عمر عبد الرحمن / 1938 - 2017 ، عالم أزهري مصري ، وهو الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية . كان معارضاً سياسياً لنظام الحكم في مصر، اُعتقل في الولايات المتحدة وقضي فيها عقوبة السجن المؤبد بتهمة التآمر، في قضية تفجيرات نيويورك سنة 1993، توفي بتاريخ 2017  في سجون الولايات المتحدة الأمريكية / نقل من الويكيبديا ) . وأرى أن الدول الغربية تستخدم الكثير من المعارضين كورقة ضغط على الحكومات ! .. وهناك الكثير من هذه الحالات . من جانب اخر ، أن بعض الدول تفضل المهاجرين من معتقد معين / الأسلام دون أخر ، بحجة عدم اخلاء المسيحيين من الشرق الأوسط ! .
خاتمة :                                                                                                                                     هل الغرب بهذه السذاجة ! ، هل هم مغيبون ! ، هل هم غافلون ! .. ألم يدركوا أن " تجمع نقاطا من الماء تملأ قدحا ، وأن عددا من هذه الأقداح تملأ دلوا " .. وهكذا دواليك ، أن فتح الباب على مصراعيه للأسلاميين ، وتغلل الأسلاميون في مؤسسات الدول الغربية - وفق مبادئ الديمقراطية ، سيحول هذه الدول بعد عقود ، الى دول يتحكم بقراراتها الستراتيجية المجموعات الأسلامية المتزمتة ، تحت غطاء مؤسسات الحكم الغربية ! ، وعند ذلك لا ينفع من ندم ! . من جانب أخر ، ألم تتحول مصر المدنية مجتمعيا ، من دولة " لا تعرف لا حجابا ولا نقابا للنساء في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي " ، الى دولة مسيسة دينيا ، والأن / بفعل السلفيين والأخوان والأزهر .. تغير وجه المجتمع حيث أن " معظم نساء مصر بنقاب أو بحجاب ! " . أعتقد أن الغرب لا زال لم يستوعب الدرس - مما يجري ومما سيحصل أن ترك " الحبل على الغارب " ! .

57
                                         قراءة ... للآية 55 / سورة آل عمران – وجهة نظر أولية
الموضوع :                                                                                                                                  " صلب المسيح ، أم رفعه الله متوفيا أو نائما أو .. ، وموقف ومكانة أتباع المسيح حتى يوم القيامة .. " ، هذا ما تبحثه هذه الآية ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ / 55 سورة آل عمران ) ، وسأورد بعض التفاسير المختصرة لمحورين منها ، وذلك معتمدا على المراجع والمصادرالأسلامية ، ومن ثم سأعرض قراءتي العقلانية لها :                                                                                  1 . المحور الاول : تأويل قوله : " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا " قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه : ومكر الله بالقوم الذين حاولوا قتلَ عيسى = مع كفرهم بالله ، وتكذيبهم عيسى فيما أتاهم به من عند ربهم = إذ قال الله جل ثناؤه " إني متوفيك "، فـ" إذ " صلةٌ من قوله : وَمَكَرَ اللَّهُ ، يعني : ومكر الله بهم حين قال الله لعيسى إني متوفيك ورافعك إليّ ، فتوفاه ورفعه إليه . ثم اختلف أهل التأويل في معنى" لوفاة " التي ذكرها الله عز وجل في هذه الآية . فقال بعضهم " هي وفاة نَوْم "، وكان معنى الكلام على مذهبهم : إني مُنِيمك ورافعك في نومك . ذكر من قال ذلك : حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال .. عن الربيع في قوله " إني متوفيك "، قال : يعني وفاةَ المنام ، رفعه الله في منامه = قال الحسن : قال رسول الله لليهود : إن عيسَى لم يمتْ ، وإنه راجعٌ إليكم قبل يوم القيامة./ نقل من موقع القرآن . * في المحور الأول من هذا النص ، أختلف المفسرون كالعادة في كيفية موت المسيح ، فأبو جعفر - وغيره ، قال : أن الموت هي حالة وفاة " أني متوفيك ورافعك .. " / يعني لم يصلب ، وأهل التأويل أختلفوا في معنى " الوفاة " ، فقد قال أسحق - وغيره ، أن الوفاة هي حالة " وفاة النوم " .. وأني لأعجب من موضوعة وفاة النوم ! . أرى أن هذه التفاسير والآية ذاتها تخالف ، النص القرآني ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا  / 157 سورة النساء ) ، هنا يقولون أنه قد شبه له ! وتساؤلي أن النصين غير تامين البنية ، وكان من المفروض أن يبنى النص ، كما يلي :" وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ، ولكننا توفيناه ورفعناه .." . أما وفق العقيدة المسيحية ، فأن " المسيح صلب ومات ودفن وقام " ، فقد جاء في موقع / لكل سؤال جواب ، (( يقول الرسول بولس" إن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب ، أي كتب الأنبياء التي سبقت ، وإنه دفن ، وإنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب." (1 كورنثوس 15: 4,3) . ويقول أيضاً : لكن الله بين محبته لنا ، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا (روميه 5:8) . وقال عن المسيح أيضاً " الذي لنا فيه الفداء ، بدمه غفران الخطايا " (أفسس 1:7) . نعم صلب المسيح ومات . مات من أجل خطايانا وقام . وكل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا . (أعمال الرسل 10: 43) . )) .. والأشكالية : أن مفسري الأسلام جانبهم الصواب ، لأنهم أفتوا بموضوع سبقهم زمنيا بأكثر من 570 سنة ، والجانب الأخر ، أن الأمر لا يعنيهم ، حتى وأن ذكر بالقرآن ، وأرى لو يهتم رجال الفقه والتفسير والحديث بأحوال محمد وسيرته وغزواته وأزواجه ، خيرا لهم من أن يقعوا في تفسيرات أشكالية ..                * بعض المفسرين / أبو جعفر ، أستخدم مفردة " ومكر الله " ، فأني أرى بأن هذه المفردة لا تليق بمقام الذات الألهية .
2 . المحور الثاني ، وهو " وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة " ، وسأورد التفسير التالي لها :     (1) حدثنا بشر بن معاذ قال .. عن قتادة في قوله : " وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة " هم أهل الإسلام الذين اتبعوه على فطرته وملته وسنته ، فلا يزالون ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة . (2) حدثني محمد بن سنان قال : حدثنا أبو بكر الحنفي .. عن الحسن  " وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ، قال : جعل الذين اتبعوه فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة . قال : المسلمون من فوقهم ، وجعلهم أعلى ممن ترك الإسلام إلى يوم القيامة . وقال آخرون : معنى ذلك : وجاعل الذين اتبعوك من النصارى فوق اليهود . (3) حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قول الله : " ومطهرك من الذين كفروا " قال : الذين كفروا من بني إسرائيل " وجاعل الذين اتبعوك " قال : الذين آمنوا به من بني إسرائيل وغيرهم " فوق الذين كفروا" ا لنصارى فوق اليهود إلى يوم القيامة . قال : فليس بلد فيه أحد من النصارى،إلا وهم فوق يهود ، في شرق ولا غرب،هم في البلدان كلها مستذلون / نقل من أسلام ويب. * في هذا المقطع أيضا تتقاطع وتتضادد تأويلات المفسرين ، في " وجاعل الذين أتبعوك " ، فعن معاذ / يقول هم الأسلام ، وعن محمد بن سنان / يقول هم النصارى وهم فوق اليهود ، وعن يونس / يقول هم الذين أمنوا به من بني أسرائيل .. أضافة الى ذلك ، أن المفسرين ، أتبعوا الفوقية في التأويل بقولهم " : وجاعل الذين اتبعوك من النصارى فوق اليهود " ، وهذا الأمر غير مقبول بين المؤمنين . وأرى أنه من المنطق ، أن لكل رسول أو نبي أتباع ، فأتباع موسى هم اليهود ، وأتباع محمد هم المسلمين ، لذا يكون من العقلاني أن أتباع المسيح ، هم المسيحيين ، لذا أرى أن ماذهب أليه المفسرون من تأويلات لا تصب في جانب الصواب .
الخلاصة :                                                                                                                               خلاصة الأمر ، وأضافة لكل ماسبق من تأويلات ، أرى ومن جانب أخر ، عندنا مشكلة وهي : أن النص القرآني التالي يكفر المسيحيين ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ / 73 سورة المائدة ) ، وهنا يصبح تفسير الآية 55 / سورة آل عمران - موضوع المقال ، ذا تفسير جدلي ، فكيف لرب القرآن ، أن ينص على تطهير المسيح من الذين كفروا ، وجعل جماعته فوق الأخرين ( وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا .. / 55 سورة آل عمران ) ، وفي نص أخر ومن ذات النص القرآني - يكفر المعتقد المسيحي لقولهم بالتثليث ، وفق الآية 73 / من سورة المائدة - أعلاه ، .. وتساؤلي : ألم يلحظ كاتب ورب القرآن من هذا التقاطع والتضادد في البنية النصية للقرآن ، أم أن هذا حصل ، لوجود أكثر من كاتب للنص القرآني ، ودون أي تنسيق بينهم ! .



58
                                         بين أسلام محمد وأسلام ما بعد محمد .. أضاءة 
كان الأسلام معتقدا دعويا تاريخيا في حقبة قبلية جاهلية معينة ، موصوفة الزمان والمكان - وهي حقبة " أسلام محمد "، وأخذ هذا المعتقد صيغا أخرى بعد محمد ، وفق حكام ودول العهود المتعاقبة .. هذا ما سأناقشه في هذا البحث المختصر .
1 . كانت حقبة وعهد محمد قبل 14 قرنا ، رسالة ودعوة ، وبذات الوقت ، كان محمدا يحكم وينفذ ويفتي ويغزو ويسبي ، وكان متعدد الزيجات ، أضافة لملكات اليمين والعبيد والأماء .. ، كل ذلك تم وفق رؤية فكرية وشخصية فردية بحتة ، وكنت قد تكلمت عن تطور هذه الرؤية ، وعبرت عنها بالشخصية المحمدية ، في أربع مقالات منشورة - في مواقع الحوارالمتمدن ومفكر حر وكتابات .. ، بعنوان في " الشخصية المحمدية " . وكانت كلمة محمد أنذاك هي العليا ، وفق المعتقد الأسلامي - يأمر بما أنزل أليه من نصوص ، ويحدث بما يوحى له ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى / 3 ’ 4 سورة النجم ﴾ ويمكن القول ، أن هذه الحقبة هي حقبة " أسلام محمد " وكانت مدتها 23 عاما ، أنتهت بموته عام 633 م .
2 . وبعد أن قضى محمدا ، وأنتهت دعوته ، وبدأ عهد السلطة والحكم والقوة / لأصحاب محمد وتابعيه ، واجه أصحابه معضلة رئيسية ، وهي عدم وجود مرجعا يحكمون على أساسه ، لأن القرآن لم يدون في عهد محمد ، بل في خلافة عثمان بن عفان / وهو وقت تدوين القرآن الفعلي ( فالصحيح أن القرآن لم يجمع على عهد الرسول في مجلد واحد ، وأنه يتنزل الفقرة بعد الفقرة حسب الوقائع والحوادث ، بل كان متفرقاً في صدور الرجال ، وقد كتب بعض الناس منه في صحف وجريد ولخاف وهي حجارة بيض رقاق ، واستمر الحال هكذا إلى أن استحر القتل في القراء يوم اليمامة في عهد الصديق ، وأمر زيد بن ثابت أن يتتبع القرآن فيجمعه .. / نقل بأختصار من موقع أسلام ويب ) أما ما قيل من أن القرآن محفوظا في الصدور ، فأن الأمر لم يكن عمليا ومقنعا في الفصل والقضاء ، وأرى أن الحكم كان حكم الخلفاء - تحت مظلة القرآن . لذا أن الحقب الزمنية التي تلت عهد محمد ، كان عهدا ممكن تسميته " أسلاما أخرا " ، لعدم وجود المرجعية ، حيث كان الحكم مبنيا على المصالح السياسية والقبلية ، والفقهاء كانوا يفتون لمصلحة الحكام - حتى وأن كان ذلك مخالفا للشريعة ، وكان معظم ما يشغل الحكام : قضايا توريث الملك وأحتلال البلدان والغنائم والخراج والسبي والجواري والغلمان
3 . وخلفاء الأسلام ، أعتمدوا أيضا / أضافة لما سبق ، في بعض قضايا وتفاصيل حكمهم على الأحاديث - قبل أن تدون ، وهي بالغالب أحاديث مخترعة ومختلقة ، فهذبوها بما يتفق مع مصالحهم وغاياتهم ، وكتب الأحاديث ذاتها لم يتفق عليها بين المسلمين - فقهاءا وتابعين ، وذلك لأنها تضم الغث والسمين ، الحسن والضعيف ، الأحاد والمتواتر . فأهل السنة والجماعة ، لهم كتبهم ، وأهمها صحاح (1- الإمام البخاري 2- الإمام مسلم 3- الإمام أبو داود 4- الإمام الترمذي 5 - الإمام النسائي 6 - الإمام ابن ماجه / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) أما الشيعة فلهم رأيا أخرا ( حيث يعتقد علماء الشيعة أن هذه الكتب حاوية لأحاديث معتبرة ،  كما أنها تحوي أحاديث غير معتبرة إلى درجة إن بعض الأحاديث فيها منافية لمسلمات النص القرآني ومسلمات العقل .. / نقل من موقع ويكي شيعة ) . أما الصحاح عند الشيعة ، فهي غير ذلك (( قال محمد جواد مغنية : وعند الشيعة الإمامية كتب أربعة للمحمدين الثلاثة : محمد الكليني ، ومحمد الصدوق ، ومحمد الطوسي ، وهذه : الاستبصار ، ومن لا يحضره الفقيه ، والكافي ، والتهذيب ، وهذه الكتب عند الشيعة تشبه الصحاح عند السنة - المصدر / كتاب الوحدة الاسلامية [ مقال لمحمد جواد مغنية ص ٢٦١ ] )) . وهذا يعني أن مصادر التشريع لدول الأسلام المتعاقبة ، لم تكن واحدة ، بل كانت وفق ما يميل أليه مذهب وهوى الحاكم ، وهذا أيضا يعتبر " أسلاما أخرا " .
4 . ركز رجال الأسلام على الخلافة الماضوية ، دون الأسلام كمعتقد وأيمان ورسالة ، وسعى الرجال الى أعادة الخلافة الأسلامية ، دون النظر في التطور المعتقدي للأسلام ذاته ، وذلك لتغير الظروف المجتمعية ، أضافة لتبدل الأوضاع الزمانية والمكانية . لم يؤسس الأسلام ، بأي شكل من الأشكال ركائز دولة بالمفهوم الحديث ، فدولة أيران مثلا ، القائمة سنة 1978 م ليست دولة بالمعنى القويم للدولة / لأنها تعتمد على مفهوم الولي الفقيه المذهبي ، وكذلك ما كان سيحدث في مصر لو أستمر زمن جماعة الأخوان المسلمين عام 2012 م / أبان رئاسة محمد مرسي ، يضاف الى ذلك المملكة العربية السعودية / الوهابية المرجع .. أن الدول المذهبية والقومية والعرقية .. ليست دول بالمفهوم الحداثوي ، وأنما هي نظم أنتقائية فئوية مذهبية ، سميت مجازا دولة ! ، والدول الدينية المذكورة أنفا / تعتبر أيضا " نهجا أخرا للأسلام ".
خاتمة :                                                                                                                                      تعددت العهود والأنظمة والدول ، وتعاقب الخلفاء والحكام والأمراء ، ووفق هذه المتغيرات ، تبدلت صيغ الأسلام وتنوعت أحكامه وشرائعه - وفق هوى ومصالح الحكام ، ولم يبقى لنا من أسلام محمد في عهود الدول اللاحقة من شئ ! ، سوى الأسم ! . فكل حاكم صنع له أسلامه الخاص به ، وقال فقهائه ووعظائه لهذا المعتقد ، أنه هذا هو " أسلام محمد " ! .. ومن جانب أخر ، لا بد لنا أن نذكر ، أن من أهم تجليات الأسلام الحداثوي - الوليد الشرعي للأسلام الماضوي ، هو ظهور الوهابية والسلفية و .. والمنظمات الأرهابية الأسلامية / القاعدة وداعش والنصرة .. - التي تعتمد على الموروث الأسلامي الدموي ، المسطر في النصوص القرآنية والأحاديث والسنن النبوية ، والتي تعتبر هي الأخرى" وجها أخرا للأسلام " .

59
 التاريخ الأسلامي بين ما كتب .. وما كان يجب أن يكتب
أستهلال :                                                                                                                                     الحقيقة هي أكثر ما نفتقده في العصر الحديث ، والقلة التي تستخدم الحقيقة تواجه هجوما عنيفا ، لأن الناس أصبحت لا تريد سماع الحقيقة ، ولا تريد أن تواجه نفسها بها .. / نقل من موقع أجيب
الموضوع :                                                                                                                                      أولا . بداية ليس لدينا من وثيقة حقيقية تبين لنا ، أن كل ما حصل من وقائع وأحداث وأخبار قد جرت فعلا ، سوى ما كتب لنا في كتب التاريخ ، فكتب التاريخ فقط هي الشاهد الأوحد على كل ما حدث ! ، وذلك لأن كتب التاريخ هي التي قد أرخت كل هذه الوقائع والأحداث والأخبار ، وقد تكون هذه المؤرخات معارك وغزوات / بكل أنتصاراتها وهزائمها ، وقد تكون فتوحات / كالفتوحات الأسلامية ، بكل ما وقع بها من أحداث ! ، وقد تروي لنا كتب التاريخ أيضا ، سيرة الأنبياء والقادة والأمراء والخلفاء .. كسيرة رسول الأسلام محمد بن عبدالله / لأنها الأشهر ، وسيرة صحابته وأتباعه ، وقد أرخت كتب التاريخ ، وقائع العهود التي تلت الحقبة المحمدية ، من الخلفاء الراشدين - مرورا بالدولة الأموية فالعباسية فالدولة العثمانية .. الى العهد الحديث . فكتب التاريخ / التي بين أيدينا ، هي حقيقتنا الوحيدة وهي مصدرنا وهي دلالتنا على صحة كل الوقائع والأحداث الماضية .
ثانيا . أذن دلالتنا هو ما دون في كتب التاريخ ، ولكن هل تسطر كتب التاريخ الحقيقة كما هي فعلا ، وذلك لأن لكل حدث أكثر من رواية وقصة / وفقا لمن يكتب وتحت سلطة من يكتب ، فمثلا المعارك يكتب تاريخها المنتصر ، ولكن للمهزوم رواية أخرى خلاف ما كتب . والفتوحات الأسلامية يكتب وقائعها مؤرخوا الفاتح المحتل ، زاعمين أن المحتل ينشر العدل والسلام والتعايش ، أما مؤرخوا البلد المحتل - فلهم رواية أخرى ، وهي أن الفاتح : ظالم وقاتل ، ينهب الثروات ويغتصب النساء ويستعبد العباد .. وكل هذه الرؤية المزدوجة للأحداث تنطبق على سيرة محمد ، وعلى كل وقائع وأحداث العهود اللاحقة .
ثالثا . ونحن في هذا المقام ، لا بد لنا أن نستشهد ببعض ما كتب في سيرة محمد - حيث تعتبر أيضا مرويات ماضوية :    1 - فقد جاء في موقع / فيصل نور ، التالي ( أخرج البخاري عن أنس بن مالك ، قال كان النبي يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار ، وهن  إحدى عشرة ، قال : قلت لأنس : أو كان يطيقه . قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين .  وقال سعيد عن قتادة : إن أنسا حدثهم تسع نسوة . وأخرج أيضا عن قتادة أن أنس بن مالك ، حدثهم أن نبي الله كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة . ) .                                                                                                             * التساؤلات في هذه الرواية : (أ) في هكذا علاقة حميمية بين الرسول وآزواجه . هل كان من مرافق للرسول يعدد له عدد وطأه لنسائه ! . (ب) حتى الروات أختلفوا في عدد زوجات الرسول ، فأنس قال أنهن أحدى عشرة ، أما قتادة فقال تسع نسوة / والروايتن عن أنس ! . (ج) وهل من أنسان طبيعي يطوف على هكذا عدد من النساء في ساعة من الليل والنهار .                                 2 - هل كان رسول الأسلام فقيرا ! ، ومن موقع أسلام ويب ، أنقل الحديث التالي ( الحديث في الصحيحن ، وهذه رواياته بشكل مختصر : عَنْ عائشة ، قَالَتْ : تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ ، بِثَلاَثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ .) .                    * والتساؤل : أذا كان الرسول فقيرا ، ويرهن درعه ليعيش ، فمن كان يلبي حاجات أزواج الرسول / توفى عن تسع أزواج ، ومن كان يلبي حاجات عبيده والخصيان . علما أن محمدا ورث تجارة زوجته خديجة ، فهل ثروة خديجة تناقصت أو تضاعفت خلال دعوته ! أضف الى كل تلك الثروة ، حصة الرسول من الغنائم . مما سبق أعتقد أن هذا الحديث لا يمت للواقع ولا للحقيقة بشئ ، أن الرسول لم يكن فقيرا ! بل كان غنيا ! ، وما كتب عن " رهن درعه " مجرد هراء لا يقبله العقل .
رابعا . وكتب التراث الأسلامي ، أيضا تعج بقصص وأحداث أشكالية ، فشخصية هارون الرشيد ، قيل عنها الكثير ، ( لم تخلُ مصادر من التراث الأدبي العربي من روايات وصفت هارون الرشيد بالخليفة اللاهي الغارق في شهواته ، العاشق للسهرات ، المحب للشراب والخمر ، ولعل على رأسها كتاب "الأغاني" لمؤلفه أبي الفرج الأصفهاني الذي تناثرت في كتابه الضخم حكايات وقصص تكشف هذا الجانب من شخصية هارون الرشيد . من تلك القصص أن مُغنيا اسمه يحيى المكي طلبه هارون الرشيد .. ، فلم أزل أُغنّيه إيّاه ويتناولُ قدحا إلى أن أمسى " يغيب عن الوعي " . فعددتُ عشر مرّات استعاد فيها الصوت ، وشرب عشرة أقداح ، ثم أمر لي بعشرة آلاف درهم ، وأمرني بالانصراف / نقل من موقع ميدان ) . ولكن مصادر أخرى تصفه بأوصاف أخرى ( فالخليفة الذي قيل عنه إنه يحج عاماً ويغزو عاماً هو الخليفة العباسي هارون الرشيد.  وقد كان شجاعاً قوياً ورعاً ، ذكر أنه يصلي مائة ركعة في الليلة ، وكان كثير البكاء من المواعظ / نقل من موقع أسلام ويب ). * فالقارئ هنا أمامه روايتان ، أحدهما خليفة غارق بالشهوات سكير ، والأخرى - ورعا يصلي مائة ركعة في كل ليلة ! .
خاتمة :                                                                                                                                  1. التاريخ عامة يكتب من وجهة نظر واحدة ، وهذا لا ينطبق فقط على وقائع وأحداث الموروث الأسلامي ، بل حتى على الأحداث الأخرى خارج نطاق الموروث الأسلامي ، ولكن لأن موروثنا  الماضوي أغلبه أسلامي - هذا أذا تركنا الوقائع والأحداث السياسية ، لذا كان أستشهادي ، بأمثلة من الموروث الأسلامي . علما أن لكل حقبة مؤرخين يسطرون تاريخها ، وهم من في دائرة السلطة أو الحكم - وسيف السلطان مسلط على رقبتهم ، ولا يمكن أن يشذ هؤلاء المؤرخين عن نهج أو مدح ولي نعمتهم .                                                                                                                           2 . يبقى التاريخ بحقائقه الفعلية طي النسيان - في ذاكرة من عاش في تلك الحقبة .. والتساؤل : هل بالأمكان أن تؤرخ الحقب الأسلامية مرة ثانية ، أغلب الظن ، أرى أن هذا الأمر مستبعد ، وذلك لأن المراجع الدينية تعتبر هذا مسا بالمقدسات ، وأستهانة بالموروث الأسلامي الذي لا يمكن أن يتعرض للنقد ، " فكل ما كتب قد كتب ، ولكن الحقيقة غير ما كتب " .   

60
                         " البارقليط " بين المسيحية والأسلام   
بالرغم من أن " البارقليط  " مفهوما عقائديا مسيحيا - ويعني الروح القدس ، ولكن شيوخ الأسلام يرقعون تفاسير نصوص موروثهم ، ويقولون المعني ب الباراقليط هو رسول الأسلام محمد ، هذا ما أود أن أبحث فيه في هذا المقال .
الموضوع :                                                                                                                              1 . لنبدأ أولا بالتعريف ( فكلمة “ البارقليط ” ad-vocatus باللُغة اليونانية تعني الشخص الذي نستدعيه إلى نجدتنا . إنّه بلُغة اليوم “المُحامي” المُستدعى إلى جانب المُتهم لكي يُدافع عن قضيّته ويصِل بها إلى ملء النجاح . الروح القُدُس الذي أرسله إلينا الإبن هو البَارقليط . وهو الآن إلى جانب التلاميذ وفيهم ، لكي يُعلِّمهم ويُرشدهم إلى الحقيقة كلّها - أنجيل يوحنا 16\13 . وهو”البارقليط الآخر“، لأنّه أُقنومٌ إلهيّ آخر بالنسبة إلى يسوع والآب ، وهو سيَحِلُ محلَّ يسوع الذي صعد إلى السّماء ، فيُتابع إنجاز رسالته الخلاصية ، فيُعلِّم الحقّ ، ويذكّر بكلام الإنجيل ، ويُوحي بالإستقامة ، ويُشَجّع على أعمال البرّ ويُثَبّت في الإيمان والرّجاء ، ويُدافع عن الخطأة ويشفع بهم أمام الله الآب / نقل بأختصار من موقع فريق اللاهوت الدفاعي ) .                                                                                                                                      * أذن البارقليط هو الروح القدس المرسل من قبل المسيح ، لتثبيت قوة وأيمان تلامذة وأتباع المسيح بعد صعوده للسماء . وهو المعزي - المُعطى للتعزية ، أي أنه عمل الله وخطته الموضوعة لخلاص الإنسان عبر تحريره من الخطيئة .
2 . أسلاميا ، يعتقد شيوخ الأسلام أن الآية التالية " وَأَمَّا الْمُعَزِّي ، الرُّوحُ الْقُدُسُ ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي ، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ / أنجيل يوحنا " ، هي بشارة من المسيح بمحمد ، أي أن المعزي / الروح القدس ، هو رسول الأسلام ، وقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ( هذه الجملة الواردة في إنجيل يوحنا هي من بشارات عيسى بن مريم للحواريين ببعثة النبي ، وأصل الأمر أن عيسى قد بشَّر بالنبي محمد " أحمد " ، فجاء المترجمون لهذا الاسم العَلَم فحوَّلوه إلى صفة ، وأطلقوا عليها اسم " بيريكليتوس "  PERIQLYTOS أو  PARACLYTOS والتي تعني القائم بالحمد الكثير ، فعربوها إلى كلمة " فارقليط " ، ثم ترجموا هذه الكلمة بالعربية إلى المعزَّي أو المحامي  أو الشفيع ) .. وسعى المسلمون الى تقريب هذه اللفظة / البارقليط بتحويراتها المتعددة ، لتكون قريبة من أسم محمد رسول الأسلام ، ( وفي تفسير كلمة " بارقليط " اليوناني نقول : إن هذا اللفظ اليوناني الأصل ، لا يخلو من أحد حالين ، الأول أنه باراكلي توس فيكون حسب قول النصارى بمعنى:  المعزي والمعين والوكيل . والثاني أنه  يروكلوتوس فيكون قريباً من معنى:  محمد وأحمد . ويقول أسقف بني سويف الأنبا أثناسيوس في تفسيره لإنجيل يوحنا:  إن لفظ بارقليط إذا حرف نطقه قليلاً يصير "بيركليت"، ومعناه:  الحمد أو الشكر / نقل من مقال لمنقذ السقار - موقع المكتبة الشاملة الحديثة ) .                      * والتساؤل هل يعني أن تحوير كلمة البارقليط الى " الحمد أو المحمد " ، أن يكون المقصود بها هو رسول الأسلام محمد .   
القراءة :                                                                                                                                  سوف لن أخوض في أشكالية تحوير أو تغيير أو ترجمة أو تحريف أسم البارقليط ، التي تبناها شيوخ الأسلام ، ودفعوا بكل التأويلات والتفسيرات - من أجل مطابقة البارقليط لأسم محمد رسول الأسلام / وفق ما مذكور في أعلاه ، وذلك لأن الأمر أستوفى شرحا في الفقرة (2) أعلاه ، ولكني سأفترض جدلا أن البارقليط الذي بشر به المسيح / وفق أنجيل يوحنا - الآية أعلاه ، هو رسول الأسلام محمد ، وسأبني قراءتي على هذه الفرضية ، وما يترب من نتائح على ذلك :                                        أولا - لو صح أفتراضي ، بأن محمدا هو البارقليط / أي الروح القدس ، أذن سيكون رسول الأسلام يمثل الأقنوم الثالث من العقيدة المسيحية - " الأب والأبن والروح القدس " ، ويمكن في هذه المعادلة ، أن نضع أسم محمد بدل الروح القدس ، فتصبح المعادلة " الأب والأبن ومحمد " . ولكن هذه الفرضية ، ستخالف نصا قرآنيا صريحا ( َلقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٍۢ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّآ إِلَٰهٌ وَٰحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ / 73 سورة المائدة ) ، من جانب أخر أن الأقانيم الثلاثة ، مبدءا مسيحيا عقائديا ، أي أن الله واحدا في ثلاث أقانيم ( أن الله أعلن ذاته في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ، إلهاً واحداً لا نظير له ولا شريك في ثلاثة أقانيم : الآب والابن والروح القدس ، الآب هو الله ، والابن هو الله ، والروح القدس هو الله ، لا ثلاثة آلهة بل إله واحد ، ذات واحدة ../ نقل بأختصار من موقع الخدمة العربية للكرازة بالأنجيل ) ، وهنا وقعنا في أشكالية أخرى ، وهي أن محمدا / أي الروح القدس - هو الله ، وفق معادلة الأقانيم الثلاثة . وهنا الفرضية لا يمكن أن تقبل وفق العقيدة الأسلامية ، ونذكر بنص الآية 73 من سورة المائدة أعلاه .                                 
ثانيا - هذه الفرضية سوف تجرنا الى فضاءات أخرى / أي لو كان محمدا هو الروح القدس ، من أجل متابعة وتكلمة دور المسيح مع تلامذته وتابعيه ، والتي تتركز على " مُتابعة إنجاز رسالة المسيح الخلاصية ، والتذكّر بكلام الإنجيل " ، وأيضا " كل ما قاله المسيح لتلامذته ، وتثبيت أيمانهم " ، والسؤال كيف لمحمد أن يذكر بكلام المسيح المبني على المحبة والتسامح والغفران ، وهو القائل / أي محمد ( وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ / حديث مُتفقٌ عليه ) . وأيضا كل ما قام به محمد من غزوات وسبي وقتل للأسرى .. ، فنهج محمد لا يتفق مع فلسفة المسيح في الغفران والتسامح والمحبة " مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا ، وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضًا " . أذن هذه الفرضية أيضا لا تعمل من حيث تناقض سيرة محمد مع رسالة المسيح .           
ثالثا - هذه الفرضية تصطدم بفارق زمني أمده حوالي ست قرون ، لأن المسيح قال " وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ(ἄλλον παράκλητον – allon Parakleton) لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ  رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ . لاَ أَتْرُكُكُمْ يَتَامَى . إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ / نقل من موقع الأنبا تكلا هيمانوت " . أي أن المسيح أرسل روح القدس ليرافق التلاميذ والتابعين في رسالته الخلاصية ، فكيف يتم ذلك ومحمد لم يكن مولودا بعد ! / ولد بعد ست قرون . أذن هذا الفرضية أيضا لا يمكن قبولها لا عقليا ولا منطقيا ! .                                 
رابعا - وفق الفرضية أعلاه ، تؤكد أن محمدا هو حلقة تكميلية من حلقات المسيح التبشيرية بالخلاص - عقائديا ، فهل يصح ذلك ! ، لأن ذلك الأمر سيلغي الأسلام كدين ، وسيخالف النصوص التي تؤكد على أن الأسلام هو الدين عند الله ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 سورة آل عمران ﴾ ، وسيضادد أيضا ، من أن محمدا هو خاتم والأنبياء الرسل ، والذي يجب أن يتبع ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا / سورة الأحزاب:40) .           أذن أيضا لا تصح هذه الفرضية / التي تقول بأن محمدا هو الروح القدس ، لا عقائديا ولا بالنسبة لبعثة الأنبياء والرسل .
خاتمة :                                                                                                                                                            سوف لن أستطيع عن أدافع عن فرضيتي أكثر مما أسلفت - كون أن محمدا هو البارقليط ، وذلك لأني وضعتها على سبيل الجدل ، ومهما ما قيل ويقال من قبل شيوخ الأسلام ، من أن محمدا هو الروح القدس ، فأن القضية لا يمكن أن تتفق مع حسابات الواقع والمنطق ، وذلك لأن محمدا لا يمكن أن يكمل ما بدأه المسيح في رسالته ، فالسيرتين مختلفتين في النهج ، وطريقهما لا يلتقيان ، وذلك لأن المسيح قال " أنا هو الطريق والحق والحياة " ، أما محمدا فطريقه غير ذلك ، لأنه القائل : " تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ / أخرجه الإمام أحمد " .. نقطة رأس السطر .

61
                            أضاءة .. بين تجديد الخطاب الأسلامي و الأصلاح العقائدي
الموضوع :                                                                                                                                     يمكن القول أن من مهام الأزهر / المشيد في مصر سنة 972 م ، أو الزيتونة - مشيخة الجامع الأعظم / المشيد في تونس سنة 698 م ، أو مرجعية النجف / المقامة في النجف سنة 1038 م في العراق .. أو غيرهم من الصروح الأسلامية ، أن تكون هذه المؤسسات الدينية هي التي تتحمل لوحدها - أئمة وشيوخا ومناهجا ، العبأ الأكبر والقدر الأكثر ، في تجديد الخطاب الأسلامي ، ولكن هل من المنطق أن نختصر الأمر بأجمله بهذه الحواضر الأسلامية ، وهل في مقدورها أن تقوم بهذا الفعل ، وهل من مصلحتها أن تخطو خطوة في هذا الطريق ، ومن جانب أخر ، هل نحن في حاجة الى تجديد للخطاب الأسلامي ، أم نحن في حاجة الى أصلاح عقائدي ! .. سأسرد بعض الأضاءات لهذا الشغل الشاغل الذي كلما هدأ أنفجر .
الأضاءات :                                                                                                                                 1 . الواقع الأسلامي في طرق متقاطعة ، ولتمثيل مسار هذه الطرق : فالسلفيون يدعون الى الرجوع الى ماكان عليه السلف والتابعين ، والأزهر مثلا ، هناك دعوات خجولة في عمل بعض Make up على موروث متهرئ دون المس بأساساته ، لأنه يمثل ركنا من ثوابت العقيدة ، والمتنورون من الشيوخ ، ينقدون بعض الموروث لعدم ملائمته مع الواقع ، أما المجددون من المفكرين ، فيأملون بأفكارهم قلع هذا الموروث الماضوي . هذه بعض التقاطعات وهناك تصورات أخرى.     2  . الصورة سوداوية الرؤية ، و لا زال الواقع على ما هو عليه ، فعملية الترديد والتلقين والتحفيظ للموروث مستمرة ، ولا زال معمولا بها ، من قبل شيوخ المؤسسات الأسلامية ، أي هناك تغييب للعقل والمنطق بالنسبة للمتلقي ، أن كان طالبا أو تابعا أو متعبدا ، فالأمر يشبه بشكل أو بأخر " الكتاتيب " مع بعض الأضافات ، من أجل ملائمتها للواقع الحضاري . ومن المرويات اللاعقلية والبعيدة عن المنطق / مثلا ، أسراء ومعراج محمد لبيت المقدس ، وركوبه لطائر البراق ( ورد وصف البراق الذي ركبه النبي في الصحيحين ، فروى البخاري ، ومسلم ، واللفظ لمسلم ، عنه قَالَ : أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ ، طَوِيلٌ ، فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ ، قَالَ : فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، قَالَ : فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ . وعَنْ أَنَسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ أُتِيَ بِالبُرَاقِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ ، مُلْجَمًا ، مُسْرَجًا ، فَاسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : أَبِمُحَمَّدٍ تَفْعَلُ هَذَا ؟ فَمَا رَكِبَكَ أَحَدٌ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْهُ ، قَالَ : فَارْفَضَّ عَرَقًا .. / نقل بأختصار من موقع الأسلام سؤال وجواب ) .                                           3 . أربعة عشر قرنا ، من التراكمات الصنمية والقصص والسرديات والروايات والأحاديث ، وصل الأمر ببعض الشيوخ الى أعتبار التعرض لهذا الموروث ، ضربا من ضروب أزدراء الأديان ، علما أن هذا الموروث موبوء بالكثير من أفكار التكفير والأقصاء ونبذ الأخر والتخيير بين القتل أو دفع الجزية مع الذمي .. مما أولد ما يسمى بثقافة القتل وشطب مبدأ المواطنة . ومن الأحاديث الدموية التي تثقف بالعنف ( أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ ) .  4 . من الضروري وجود أفكار تطبق بواسطة أليات وطرق وسبل حداثوية في مناهج المؤسسات الأسلامية الماضوية ، تحوي هذه الأفكار على العلوم العقلانية والمنطق ، لغرض التحليل العلمي لأي رواية من الموروث الأسلامي ، وذلك من أجل أعمال العقل في فهم أي نص ، مع العمل على ألغاء عملية الترديد السلبية للطالب أو المتلقي . وأرى أن يطبق مبدأ الشك الديكارتي على كل الموروث الأسلامي لفلترته ، وعلى مراحل ( إن الشك هو عدم التيقن من المعرفة ، فالمعرفة اليقينية لا شك فيها ، وكان ديكارت أول من قدم الشك ضمن منهجية متكاملة ، وقدم ديكارت نظريته في المعرفة من خلال الشك كخطوة أولى ، والشك الديكارتي يتميز عن الشك الفلسفي اللاأدري الذي مارسه الكلبيون والسفسطائيون ، والمقصود بالمنهجية في الشك الديكارتي أنّ المعرفة هي الهدف من الشك ، وليس الشك من أجل الشك .. / نقل من موقع موضوع ) .  5 . وبصدد المنظمات الأرهابية ، فقد أتخذت معظم المؤسسات الدينية موقفا ضبابيا تجاه هذه المنظمات - كالقاعدة وداعش .. وهذا الوضع أشر موقفا سلبيا من قبل هذه المؤسسات تجاه منظمات قتلت وذبحت وسحلت وصلبت ، مسلمين / سنة وشيعة ، ومسيحيين ويزيديين .. ، وهذا الأمر كان من الأولى أن يكون من مهام هذه المؤسسات ، ولكنها أكتفت ببيانات ركيكة لا ترقى للموضوعية التي كان من الواجب أن تتصف بها .. وهذا دليل على أبتعاد هذه المؤسسات عن أي خطوة جدية من خطوات التجديد أو الأصلاح الديني .                                                                                                     الخلاصة :                                                                                                                                  أولا - لم يكن هناك أي تجديد فعلي للخطاب الأسلامي مطروح على الساحة الفكرية الأسلامية من قبل المؤسسات الدينية ، وذلك لأن رجال وشيوخ الدين لم يؤمنوا بالتجديد ، وهم دائما مع التصور التام للرجوع الى الموروث ، وعدم قطع الصلة مع مروياته . وحتى لو كان هناك تجديد ، فهو مجرد طلاء لما صدأ من أحاديث ونصوص ، ويبقى الأصل على ما هو عليه.
ثانيا - أرى أن عملية تجديد الخطاب الأسلامي عقيمة ، لعدم جدية الشيوخ في أتباعها ، كما أنها ليست في مصلحتهم ، وذلك لأنها تقلل من مراكزهم ومكاسبهم ! . وما نحن بحاجة أليه هو الأصلاح العقائدي للدين ذاته ، وهذا الأمر قد تحدث عنه رسول الأسلام ( جاء في كتاب " الملاحم " لأبي داود أن النبي قال : " يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها " .. هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة المشهورة ، يرويه الصحابي أبو هريرة / نقل بأختصار من موقع الأسلام سؤال وجواب ) ، هذا ما نحن بحاجة أليه " تجديد دين الأمة " ، وهذا الأمر يحتاج الى رجال يؤمنون بالتطور والأصلاح والحداثة ، وهذا الأصلاح يجب أن يشطب أو يحجب كل النصوص والأحاديث : التي تلغي وتكفر الأخر ، وكل آيات القتل والدم والسيف ، و موضوعة مفهومي الذمي والجزية .. وكل ما يشير الى الكراهية والأقصاء والعنف ، وذلك من أجل أن يتعايش المعتقد الأسلامي مع المعتقدات الأخرى ، أضافة لمواكبته للواقع المجتمعي المتحضر المعاصر ..        نقطة رأس السطر .

62
                                    تعبد محمد في " غار حراء " بين الحقيقة والوهم
تشير المرويات الأسلامية أن محمدا كان يتعبد في غار ، يدعى " غار حراء " ، وفي هذا المقال سأتناول هذا الموضوع بعين الناقد العقلاني ، عارضا أولا ما قيل عن تعبد محمد في هذا الغار ، ومن ثم سأعرض قراءتي الخاصة لهذا الأمر .
الموضوع :                                                                                                                                  أولا - سانقل ملخصا عن غار حراء - من الناحية الجغرافية ( يقع الغار في جبل النور ، وقد أطلق عليه ذلك الإسم لظهور أنوار النبوة بداخله ، وقمة ذلك الجبل تشبه إلى حد كبير السنام الخاصة بالجمال ، ووصل إرتفاعه إلى 624 متر ، كما يبعد عن مكة نحو 4 كيلو مترات ، ونظرا للأنحدار الكبير للجبل قد يجد الكثير من الزوار اليوم الصعوبة في زيارة المكان - رؤية مكان تعبد الرسول ، ويتطلب زيارة الغار الصعود إلى قمة الجبل ومن ثم النزول إلى مكان الغار ، والغار لا يتسع إلا لعدد قليل جدا من الزوار حيث أنه لا يتم الدخول إليه إلا من خلال إمالة الرأس وأيضا حجمه من الداخل صغير .. أكد الكثير من الأئمة و الفقهاء أن رسول الله قد علم عن ذلك الغار من خلال جده عبدالمطلب / نقل بأختصار من موقع المرسال ) .  ثانيا - المرويات تقول أن محمدا كان يتعبد في غار حراء ( وأنه لم يقارف شيئا من أعمال المشركين وإنما ذكر عنه أنه كان يتعبد على ملة إبراهيم ، ففي الصحيحين من حديث عائشة : أنه كان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه.  وقد رجح الألوسي أن تعبد النبي كان على ملة إبراهيم ، ويدل لذلك أن في الحديث رواية أخرى وهي يتحنف بالفاء أي يتبع الحنيفية ملة إبراهيم.  وهي رواية رواها ابن هشام في السيرة ، وذكر ابن حجر وغيره في معنى يتحنث المروية في الصحيحين أن فيها معنيين :- الأول : أنها بمعنى يتحنف أي يتعبد على الحنيفية ملة إبراهيم ، وقد أبدلت الفاء ثاء وهذا كثير في اللغة. الثاني : أنها بمعنى يتجنب الحنث أي الإثم كما في يتحرج ويتأثم ونحوها أي يتجنب الإثم والحرج / نقل من موقع مركز الفتوى ) . * بينما هناك مصادر أسلامية أخرى ، تنفي ما سبق - من أن الرسول كان في غار حراء " يتحنف أو يتحنث " ، بل تقول لأجل الأبتعاد عن القوم ( ولم تأت الروايات بذكر صفات أو هيئات كان يتخذها النبي في تعبده في هذا الغار ، بل كانت الغاية هي الابتعاد عما كان عليه قومه من الشرك ، والتفكر في ملكوت السماوات والأرض .. / نقل من موقع أسلام ويب ) .
القراءة :                                                                                                                                            1 . (أ) هناك بعضا من الأخبار غير العقلانية - بخصوص غار حراء ، فالغار يبعد عن مكة 4 كيلو متر ، ويتطلب الوصول الى الغار ، صعود جبل بعلو 624 مترا ، ومن ثم نزولا من أجل الوصول الى الغار ، فهل هذا الأمر منطقي ، والرسول محملا بمواد غذائية وماء وأغطية .. للمدة التي يقضيها في الغار . وكيف الغذاء الذي يجلبه ، ألا يفسد . والسؤال الأهم ، كيف لرسول الأسلام أن يقضي حاجاته اليومية / أقصد الخلاء ، وهو يتعبد لعدة أسابيع . (ب) أختلفت الروايات في مدة أنعزال الرسول وتعبده في غار حراء ! ، فعائشة تقول 6 أشهر ، بينما روايات أخرى تقول شهرا من كل سنة ، ولعدد غير محدد من السنين ( وعن عائشة تُوحي أن تحبيب الخلاء للرسول جاء بعد الرؤيا الصادقة ، التي كانت قبل البعثة بشهور ستة ؛ بينما في رواية ابن إسحاق أنه كان يُجاور - أي يعتكف - في غار حراء في شهر رمضان من كل سنة ، فكان يختلي في غار حراء قبل الرؤيا الصادقة ، فكيف الجمع بينهما ؟ غالب الأمر أنه كان يختلي في غار حراء بنفسه شهرًا في السنة لعدَّة سنوات قبل البعثة ، وليس عندنا دليل ثابت يُحَدِّد عدد هذه السنوات / نقل من قصة الأسلام ) .. فالأمر كله روايات ! .
2 . وبعض الروايات تقول أنه عندما يأتيه الوحي يرجف قلبه ويصيبه الورع ، فيرجع الى خديجة زوجه ( عَنْ عائِشَةَ أنَّها قالَتْ : أوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ في النَّوْمِ  .. ثُمَّ حُبِّبَ إلَيْهِ الخَلاءُ ، وكانَ يَخْلُو بغارِ حِراءٍ فَيَتَحَنَّثُ فيه - وهو التَّعَبُّدُ - .. فَجاءَهُ المَلَكُ فقالَ : اقْرَأْ ، قالَ : ما أنا بقارِئٍ .. فَقُلتُ:  ما أنا بقارِئٍ ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أرْسَلَنِي ، فقالَ : { اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ (2) اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ (3) / 1 - 3 سورة العلق } فَرَجَعَ بها رَسولُ اللَّهِ يَرْجُفُ فُؤادُهُ ، فَدَخَلَ علَى خَدِيجَةَ بنْتِ خُوَيْلِدٍ ، فقالَ : زملوني .. فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ / نقل بأختصار من موقع الدرر السنية ) تساؤلي : كيف يرجع لزوجه خديجة والغار في جبل على علو شاهق ، والمسافة عدا صعود ونزول الجبل 4 كيلو مترات ، وكيف للرسول أن يصل الى دار خديجة وهو بهذا الورع والخوف من أجل تزميله ! .. ويظهر أن محمدا كلما يأتيه الوحي يصاب بالهلع والفزع ، حتى وهو خارج غار حراء ( قال محمد بن شهاب .. أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله - وهو يحدِّث عن فترة الوحي - : بينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملَك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض .. فرجعت للدار وقلت : زملوني ، زملوني ، فدثروه ، فأنزل الله "  يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر - سورة المدثر " / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) ، هنا يظهر الوحي للرسول ، جالسا على كرسي بين السماء والأرض ، والتساؤل : هل هذا العرض عقلاني لظهور وحي مرسل من قبل الله ! .
3 . ما يثير الأنتباه أن بعض أحاديث غار حراء وتعبد محمد به ، وموضوعة " زملوني زملوني " كلما رأى محمد الوحي ، نقلت معظمها عن طريق عائشة تحديدا ، وهذا الأمر به مفارقة ، لا يمكن أن يستوعبها المنطق . وذلك لأن عائشة لم تشهد تلك الأحداث ، وذلك لأنها لم تكن مولودة بعد فهي ولدت ( فالذي ذكره الحافظ ابن حجر في كتابه الإصابة في تمييز الصحابة أن عائشة ولدت بعد المبعث بأربع سنين أو خمس . والله أعلم / نقل من موقع أسلام ويب ) ، والتعبد في غار حراء كان قبل بعثة محمد ( تحبيب الخلاء لرسول الله جاء بعد الرؤيا الصادقة ، التي كانت قبل البعثة بشهور ستة / نقل من موقع قصة الأسلام ) .. علما أن محمدا تزوج من عائشة وهو على مشارف الستين ( وتقول بعض الروايات أن محمدا تزوج من السيدة عائشة وهو على مشارف الستين أو في منتصف الخمسين / نقل من موقع محتويات ) .. كل هذه الوقائع تشير الى عدم دقة خبر التعبد بغار حراء / المنقول عن عائشة وغيرها ، لأنه نقل من قبل شهود لم يشهدوا الواقعة أصلا .
4 . في موقع قصة الأسلام ، يثير موضوعا وهو حب محمد للتعبد في غار حارء ، وعلى قول عائشة ( أنه كان يتحنَّث . ثم يفسر ابن شهاب الزهري هذه الكلمة بقوله : وهو التعبد . وبعض العلماء ينسب هذا التفسير إلى عائشة ) علما أن الصلاة لم تنزل بعد ، ومحمدا لم يبعث أصلا ، من جانب أخر أن المنطقة التي يتعبد بها محمد ، توصف بأنها وفق الموقع ( وأنَّ المكان الذي اختاره موحش وقفر ومخيف ، وقد اشتُهِر في العرب أمر الجن والشياطين ؛ فكانت هذه الأماكن البعيدة أماكن مرعبة لكل أهل مكة بشكل عام ، هذا بالإضافة إلى أن الباحث عن الحقيقة لا يذهب عادة إلى مثل هذه الأماكن ، بل يذهب إلى أهل العلم ) وهنا لا بد لنا أن نتساءل كتساءل الموقع ، لم أختار محمد هذا المكان المرعب المخيف للتعبد / أن فرضنا جدلا أن نيته التعبد ، وأذا كان الغرض البحث عن الحقيقة ، فلديه مرشده القس ورقة بن نوفل وبحيرى الراهب . ولم  في هذا الغار يظهر له الوحي أول البعثة ، وهو مكان مقفر مهجور .. وأرى أن رسل الله لا يظهرون في أماكن مرعبة مخيفة .
الخلاصة :                                                                                                                                   (1) موضوعة غار حراء ، قصة أو مروية ، سردت من قبل أفراد لم يشاهدوا الحدث . وهي برأي الشخصي تبتعد عن المنطق ، خاصة أذا عرفنا أن محمدا كان يسلك الطرق التالية من أجل الوصول للغار ( الباحث في تاريخ السيرة النبوية سمير برقة ؛ الذي قال : اعتاد الرسول أن يسلك في طريق ذهابه إلى غار حراء من دار السيدة خديجة ، الذي يقع منزلها في شرق المسجد الحرام جهة باب بني شيبة . يتجه شمالاً حيث يمر بعديد من المواقع ، وهي ؛ الغزة المعروفة حالياً ، ثم بمقبرة المعلاة ، الواقعة ما بين الحجون وسفح جبل أذاخر ، ثم يسلك الطريق إلى الأبطح المعروف حالياً بـ "الجعفرية" ثم نزولاً إلى الأبطح المحصّب المعروف حاليا بـ "المعابدة" ثم قريباً من المنحنى الذي يعرف الآن بـ "العدل" إلى أن يصل غار حراء / نقل من موقع سبق ) ، فهل هناك من منطق لكل هذا الجهد والرسول محملا بما يحتاج من مأكل وملبس وأغطية ! . (2) والأنكى من ذلك أن بعض المصادر تقول أن زوجه خديجة كانت تمكث معه ( وكانت خديجة تتفقده بين فترة وأخرى ، خصوصًا إذا طال مكثه ، وتُحضر له الطعام والشراب ، وتجلس عنده قليلًا .. / نقل من موقع الألوكة ) ، ولكن في سيرة أبن هشام ، أن زوجته خديجة كانت تبقى معه ( فى سيرة بن هشام عن بن اسحاق قال . خرج الرسول الى حراء كما كان يخرج لجواره و معه اهله ) فهل هذا يعقل ، من أن أمرأة قاربت الخمسين من عمرها تسلك هذه الطرقات من أجل معايشة الرسول في خلوته ! (3) كان من البديهي أن تأتي أحاديث غار حراء من قبل خديجة ، لأنها كانت زوجته في تلك الحقبة ، ولكن الأمر حدث عكس ذلك ، لأن معظم الأحاديث أتت من قبل عائشة ، التي كما أسلفت لم تكن مولودة بعد . (4) ويمكن أن أختم الموضوع من أن غار حراء لم يذكر في القرآن ، بينما ذكر هروب محمد وأبي بكر في غار ثور ( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ .. / 40 سورة التوبة ) ، ولو كان الأمر حقيقيا لذكر في القرآن ، وفي موقع / أهل القرآن ، يبين ( روايات غار حراء ، ليست يقينية و هى مشكوك فيها لأنها خبر آحاد بشهادة فتوى الازهر التى تقول ان خبر الأحاد لا يؤخذ منه منفردا عقيدة و لا حكم ) .. ختام الأمر أن الموروث الأسلامي معبأ بالوهم والأسطرة ، التي تحتاج الى أعمال العقل في تصديقها من عدمه ، وغار حراء أكبر مثال على ذلك .




63
                             الخلاف السني الشيعي في رواية " المهدي المنتظر "
بين السنة و الشيعة الكثير من التقاطعات والخلافات العقائدية ، في مكانة الأمام علي وفي الصلاة والزكاة والأرث والمتعة .. و ، وسأتناول في هذا البحث المختصر بعض التقاطعات في موضوعة المهدي المنتظر ، طارحا أولا تمهيدين للموضوع .                       
 1 . وفق الشيعة المهدي المنتظر معلوم الأسم و النسب ، بشكل واضح ، وثابت الميلاد ، فهو ( الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه ، هو أبو القاسم محمد بن الحسن ، الإمام الثاني عشر والأخير عند الشيعة الاثني عشرية ؛ وهو موعود الأسلام بحسب  الإمامية وبعض علماء المذاهب الإسلامية . ولد في سامراء في 15 شعبان سنة 255 هـ ، وجرت فيه سنن الأنبياء من الغيبة وطول الحياة . خلف المهدي أباه الإمام الحسن العسكري وله خمس سنوات ، وقد أعطي الحكمة صغيراً كعيسى و يحيى ، وعليه الملامح المأثورة في الإمامة . وكان والده قد أخفى مولده لصعوبة الوقت ورصد الأجهزة الحاكمة لأخبار المهدي ، كما قد عرضه على خواص أنصاره وأخبرهم بأمره . وقد وقع بعض الشيعة بسبب ذلك في حيرة إمامهم بعد استشهاد الإمام العسكري ، غير أن التوقيعات التي صدرت من الإمام المهدي والسفارة التي كانت بينه وبين الناس بوجود وكلاء أبيه والنواب الأربعة على امتداد فترة سمّيت بالغيبة الصغرى أوجبت تثبيت عقيدتهم ورجوعهم عن الشك في أمره ، وبعد أن بدأت فترة الغيبة الكبرى في سنة 329 هـ انقطعت علاقة واخبار الشيعة بإمامهم بواسطة النائب الخاص . يمثّل المهدي عند الشيعة كغيره من الأئمة امتداداً للولاية الإلهية .. نقل بأختصار من موقع / ويكي شيعة ) .                     * المهدي شيعيا له غيبتان ، الغيبة الصغرى / وكان له وكلاء بينه وبين شيعته من أجل تثبيت العقيدة ، والغيبة الكبرى سنة 329 هج / وكان عمره أنذاك 74 سنة - التي أنقطعت صلة الشيعة بأمامهم ، والتي كانت بواسطة النائب الخاص .
2 . أما رواية أهل السنة والجماعة فتختلف تماما عن الرواية الشيعية ، ولا تمت لها بصلة ، بل تنفيها ( المهدي المنتظر صحيح ، وسوف يقع في آخر الزمان قرب خروج الدجال ، وقبل نزول عيسى عند اختلاف بين الناس ، فيخرج المهدي ويبايع ، ويقيم العدل في الناس سبع سنوات أو تسع سنوات ، وينزل في وقته عيسى ابن مريم ، أما المهدي الذي يدعيه الرافضة فهذا لا أصل له ، مهدي الشيعة الرافضة الذي صاحب السرداب هذا لا أصل له عند أهل العلم ، بل هو " خرافة " لا أساس لها ولا صحة لها ، أما المهدي المنتظر الذي جاءت به الأحاديث الصحيحة ، وهو من بيت النبي ، من أولاد فاطمة ، وهو سمي النبي محمد وأبوه عبد الله ، وسيقع في آخر الزمان ، ويحصل بسبب خروجه وبيعته مصالح للمسلمين ، من إقامة العدل ، ونشر الشريعة ، وإزالة الظلم عن الناس ، وجاء في الحديث:  أنها تملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت جوراً في زمانه وأنه يخرج عند وجود الفتنة بين الناس .. / نقل بأختصار من موقع أبن باز ) .                                                   
* المفهوم من الرواية السنية ، أنه غير مولود بعد ، بل أنه سيظهر !! ، بينما الرواية الشيعية ، تبين أنه قد ولد ومحدد الغيبة - وله غيبتان ، وأيضا في الرواية الشيعية له أسم /  أبو القاسم محمد بن الحسن - الإمام الثاني عشر والأخير عند الشيعة الاثني عشرية ، وله تسلسل ونسب ، أما رواية أهل السنة ، فتدعي أنه أسمه موافق مع أسم النبي ، أي محمد بن عبدالله ! ، وليس له تسلسل نسب لأنه لم يولد بعد ، وتتفق الروايتان على أنه سيقيم العدل ، ونشر الشريعة ..
القراءة :                                                                                                                                       أولا - حول أسم المهدي ، السنة حسمت الأمر بأحاديث عن الرسول ، فعن عبد الله بن مسعود أنّ رسول الله قال : ( لو لم يبقَ من الدنيا إلَّا يومٌ ، لَطَوَّلَ اللهُ ذلِكَ اليومَ حتى يبعثَ فيه رجلاً من أهلِ بيتي ، يواطيءُ اسمُهُ اسمِي ، واسمُ أبيه اسمَ أبي ، يملأُ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ ظلماً وجوراً ) ، وقد أجتهد بعض أئمة الأسلام ، في لقب المهدي ( وقد قام عددٌ من علماء أهل السنّة ، ومنهم : الإمام الإسفراييني .. وابن تيمية ، وابن القيم ، وغيرهم من العلماء بإضافة كلمة المنتظر إلى لقبه ؛ ليصبح المهدي المنتظر ، وتدلّ كلمة المنتظر على أنّ الأمة تنتظر خروجه في آخر الزمان ، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض العلماء لقّبوه بألقابٍ أخرى ، كالقائم ؛ لأنّه سيقيم شرع الله تعالى في الأرض ، كما قال الإمام ابن حجر الهيثمي : جعل الله القائم بالخلافة الحقّ عند شدّة الحاجة إليها من ولده ، ليملأ الأرض عدلاً . / نقل بأختصار من موقع موضوع ) .  * والتساؤل هنا .. هل أهل السنة والجماعة تتكلم عن مهدي منتظر - المهدي القائم ، غير المهدي الشيعي عجل فرجه .
 ثانيا - بعض المواقع الأسلامية ، أوردت أحاديث ، على أن المهدي المنتظر هو المسيح ، فقد جاء في موقع / أسلام أون لاين ، عدة أقوال سأكتفي بأحدها ( .. كلمة عن المهدي ملخصة من عدّة كتب ومقالات قديمة وحديثة . فنقول : ظهور المهدي فيه أربعة أقوال : القول الأول - أن المهدي هو المسيح ابن مريم ، ودليله حديث ابن ماجه : “ لا مهدي إلا عيسى بن مريم ” وهو حديث ضعيف ، تفرد به محمد بن خالد .. وفي مقطع من المقال يقول " أن سيدنا عيسى أعظم مهدي ..) .  * هناك تخبط بالروايات الشيعية والسنية معا ، فكيف يكون المهدي هو المسيح ، وسيظهران بتوقيت متقارب معا ! .
* وفي موقع أسلامي أخر ينكرون خروج المهدي ، فقد جاء في موقع أسلام ويب ، التالي ( وقد أنكر جماعة خروج المهدي محتجين بحديث " ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم " ، وهو حديث رواه ابن ماجه والحاكم ، لكنه ضعيف كما جزم بذلك جماعة منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره . والله أعلم . ) والتساؤل هنا من الذي يقرر الأحاديث الضعيفة عن الصحيحة .
ثالثا . ومن موقع / الأسلام سؤال وجواب ، سأسرد روايتين أشكالية ومثيرة للتساؤل / وبأختصار ، بخصوص المهدي المنتظر ، مع أضاءة لكل منهما : ( أ ) قال ابن القيم " والأمم الثلاث تنتظر منتظرا يخرج في آخر الزمان ، فإنهم وُعدوا به في كل ملة . والمسلمون ينتظرون نزول المسيح عيسى ابن مريم من السماء لكسر الصليب وقتل الخنزير وقتل أعدائه من اليهود وعبّاده من النصارى ، وينتظرون خروج المهدي من أهل بيت النبوة يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا " انتهى من "إغاثة اللهفان" (2/ 338). .. أضاءة : المسيح ربط خلاص البشرية بتضحيته و بصلبه على الصليب ! ، فكيف يكسره ، وصلب المسيح يعتبر من الجوانب الرئيسية في اللاهوت المسيحي بشأن عقيدة الخلاص وسر الفداء ، فليس من المنطق أن يكسر المسيح الصليب وهو رمز المسيحية للخلاص . والأشكالية الغير منطقية كيف للمسيح أن يقتل أتباعه ، أو حتى غير أتباعه من اليهود ، وهوالذي غفر حتى لصالبيه ، وقال لربه وهو على الصليب ( يَاأَبَتَاهُ ، اغْفِرْ لَهُمْ ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ / أنجيل لوقا ) .. ( ب ) المسلمون ينتظرون المسيح الحق الذي لم يُقتل ولم يصلب ، والنصارى ينتظرون المسيح الموهوم الذي قتل وصلب وقُبر ، واليهود ينتظرون المسيح الدجال الذي يقتله الله على يد عيسى ابن مريم .. أضاءة : من هو المسيح الحق الذي لم يقتل ولم يصلب ! ، أي مسيحا هذا ! . المصادر المسيحية تقول صلب ودفن وقام ، فهو الحي ، بدلالة القرآن ( وَٱلسَّلَٰمُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا / 33 سورة مريم ) كما أن المسيح لم يكن يوما قاتلا ! .
خاتمة :                                                                                                                                                 أشارة لكل ما سبق ، وهي مجرد لمحات عن المهدي المنتظر ، ولو تركنا جانبا ما قيل وما يقال ، خاصة بتقاطعات المهدي مع المسيح ، أضافة لأسم و نسب المهدي وغيبتيه ، وباقي الخلافات بالروايتين السنية والشيعية .. فأود أن أشير لمايلي :                                                                                                                              1 . هناك علامات تؤشر لظهور المهدي ، ومن موقع / المهدي ، أنقل مختصرا لها ( الانحرافات التي تنتشر في الأوساط الاسلامية و غيرها ، و تتلوث بها المجتمعات البشرية .. وجاء في حديث قُرّة بن أياس المزني بسنده عن معاوية بن قرة عن أبيه قال : قال رسول الله : " لتملأن الأرض جوراً و ظلماً ، فإذا ملأت ظلماً و جوراً ، بعث الله عزّوجل رجلاً مني ، اسمه اسمي . " / مسند الحرث بن ابي اسامة .. ويقول الحاكم : عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله : " لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض جوراً و عدواناً ، ثم يخرج رجل من أهل بيتي ، يملئها قسطاً و عدلاً كما ملأت ظلماً و عدواناً ").     
2 . وتأسيسا على الفقرة (1) أعلاه ، أرى أن يظهر المهدي في العراق - خاصة ، لأنها أرض أجداده ، وبها قتل الحسين بن علي ومعظم آل بيته ، أيوجد ظلما وجورا في العالم كله أكثر مما هو موجود في العراق ، الشعب مكلوم مظلوم ، وكان شعب فخر وعزة وشهامة ، فأصبح معظمه الأن لا يلقى قوت يومه ، وحكامه الفاسدون يصومون ويصلون في العلن ، ويسرقون وينهبون في الخفاء ، أما رجال الدين ، فقد باعوا الدين والمذهب .. أليست هذه من أشارات قيام الساعة ! ، أن العراق نموذج حطام ، من الألم والقهر والذل .. وأذا سلمنا جدلا بصدق رواية المهدي المنتظر ، أما كان من المنطق أن يظهر المهدي المنظر / بنسخته الشيعية أو السنية ، في العراق ليزيل الظلم والجور عن الشعب ، وينشر العدل ..          هذه مجرد تساؤلات !! .


64
                               العرب المسلمون والأنعزال عن الركب الحضاري .. أضاءة
أستهلال :
شدتني مقولة قالها الراحل " د . صادق جلال العظم 1934 -  2016 " م / مفكر سوري علماني - أستاذ فخري بجامعة دمشق في الفلسفة الأوروبية الحديثة ، كان أستاذاً زائراً في قسم دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنستون حتى عام 2007 .. ( لقد تم صنع العالم الحديث دون مشاركة العرب أو حتى استشارتهم ، وقد أدخلُوا في نسيج العالم الحديث عنوة وإقحامًا وإلحاقًا . هذه الحقيقة هي مصدر العقدة النفسية الهائلة التي يعاني منها الفكر العربي بالنسبة لمشكلة التقدم ) .
القراءة :                                                                                                                              سأسرد بعض الأضاءات تأسيسا للمقولة أعلاه ، مع الولوج بموضوعات أخرى ، لأني أرى أنها من ضمن العوامل التي أدت الى عدم أنتماء العرب لعالم اليوم / راجيا عدم الحكم على صواب هذه الأراء ألا لحين الأنتهاء من قراءة البحث :                           1 . أعتقد أن العالم الغربي أستطاع أن يتحرر من الكثير من القيود منها مثلا ، سيطرة رجال الدين وفرض الكثير من العقائد الكنسية / التي لا تمت للعقيدة المسيحية بصلة ، منها بالتحديد " صكوك الغفران " ، فالأعتراض أو الأحتجاج الذي قدمه مارتن لوثر 1483 – 1546 م ، خلق فيما بعد ثورة دينية أصلاحية ، وأرى أن هذه الثورة حطمت أسطرة الفكر المجتمعي ، وأطلقت فيما بعد الأبداع العقلي الذي كبلته الكنيسة بسلاسل حديدية ، وأرى أن أحتجاج لوثر (( هو دعوة فكرية حيثما أردا البابا ليون العشر إكمال بناء كنيسة ( مار بطرس ) فقام بإرسال الراهب تتزل إلى ألمانيا لتوزيع “ صكوك الغفران” بقصد جمع المال ، وهذا ما اغضب لوثر بشدة وقال ( أن هذا التصرف لا يتفق مع مبادي الدين المسيحين ) ولذلك انتهز فرصة اجتماع الناس على عادتهم في كنيسة ويتنبرج في أو تشرين الثاني ، وعلق على باب الكنيسة احتجاجا طويلا الذي كان يضم 95 مادة ، هاجم صكوك الغفران وأعلن للمجتمع الكنيسي أن الكتاب المقدس هو المرجع الوحيد .. / نقل من موقع أبحاث نت )) هذا الأحتجاج قاد الفكر الغربي ، فيما بعد ، الى فضاءأت واسعة من التحرر ، الأمر الذي أدى الى تفجير طاقات هائلة في مجالات العلوم والتكنولوجيا ، فالتحرر هو بداية كل حضارة ، ولا تبنى أي حضارة على عبودية الفكر ، ولا أقول هنا أن أحتجاج لوثر كان المحرك الرئيسي للنهضة الحديثة ، ولكنه نبه أو أشار لثورات بمجالات أخرى .
2 . نشوء المذهب الوهابي / وتأثيره على الفكر والعقل الجمعي للمسلمين ، لو تغافلنا عن الفرق الزمنى بين مؤسس الوهابية ، محمد بن عبدالوهاب 1703 - 1791 م ، ومارتن لوثر 1483 – 1546 م ، والذي يمتد الى أكثر من قرنين وربع القرن ، فأن محمد بن عبدالوهاب - عالم دين سني حنبلي ، قد أوجد دينا موازيا للأسلام ، وهي الوهابية ( وهي دعوة سلفية ، تعني باختصار الرجوع إلى الإسلام كما أنزل على الرسول ، و فهم الصحابة والتابعون وتابعوهم من أهل القرون المفضلة ، عقيدة و شريعة و سلوكاً .. / نقل بأختصار من موقع صيد الفوائد ) . والوهابية كفرت باقي المذاهب ، ودعت الى الأستتابة أولاً ثم قتلهم ما لم يتوبوا ، وقد جاء بموقع / ويكي شيعة ، بهذا الصدد التالي ( غالباً عند الوهابية تبعاً لأبن تيمية  تفسير خاص عن التوحيد والشرك ولذلك يعتقدون أنّ المسلمين أشركوا بعد القرون الأولى بمعنى أنه انتشر ، فيهم زيارة قبور الأنبياء والصالحين وأدخلوا البدع والغلو في دينهم ، فيجب استتابتهم أولاً ثم قتلهم ما لم يتوبوا).   بين الدعوتين الدينيتين أعلاه ، بونا شاسعا ، فكرا ومضمونا ونهجا ، فبينما لوثر ، حرر الفكر من القيود الكنسية ، ومن سيطرة رجال الدين ، والتي كانت دعوته أحدى عوامل أنطلاق العنان للفكر الجمعي للأبداع فيما بعد ، وبالعكس من ذلك ، نرى أن المذهب الوهابي ، حطم القيم الحضارية الحداثوية ، ودعا الى التكفير والقتل ، وجعل من العقل والفكر للفرد المسلم ، رهينا بفكر ونهج الدعوة المحمدية ، التي مضى على أنطلاقها 14 قرنا ، فالوهابية دعوة للرجوع للماضي ، دعوة لبناء أسوار تحجب العقل البشري عن الواقع الفعلي ، وعن التحضر بذات الوقت ، ولا يمكن أن يبنى المستقبل بأفكار ماضوية .
3 . وبذات الصدد وفي تواريخ متوافقة بعض الشئ ، مع دعوة محمد بن عبدالوهاب 1703 – 1791 م ، نرى بزوغ الثورة الصناعية في أوربا 1760-1840م ( هي مُصطلح يُستخدم للتَّعبير عن التغيُرات الطارئة على وَسائل الإنتاج في صناعة القطن والآلات وصناعة التَّعدين ، وكانت بداية ظهوره في إنجلترا في منتصف القرن الثّامن عشر ، وفيها تمّ استبدال العمل الآلي بالعمل اليدوي ، ثمّ الانتقال إلى العَمل في المشاغِل والمصانع والعمل في الصناعات الآلية الكبيرة ، وبذلك تكون الآلة قد أعلنت عن بِداية الثورة الصناعية والتسبُّب في إحلالها محلّ يد الإنسان العامِلة .. نقل من موقع / موضوع ) . وهذا الأمر يستحق الوقوف عنده ، فبينما الدعوة الوهابية تكفر وتقتل المخالفين لها ، وتدعو للعودة الماضوية الى زمن محمد بن عبدالله ، نلحظ ان الثورة الصناعية - تنفض أيديها من أزمنة الماضي بكل تخلفه التقني المضاد للحداثوية صناعيا وفنيا وفكريا ، فهي تدعوا الى مكننة الصناعة ، وترك النهج والسبل اليدوية للأنتاج ، والدخول الى مشاريع المصانع والمعامل .

4 . عوامل أخرى جعلت من العرب المسلمين متخلفين عن الركب الحضاري ، وهو رفضهم وتكفيرهم للأخر ، خاصة مفهومي " أهل الذمة " ( هو مصطلح فقهي إسلامي يقصد به كلا من النصارى واليهود أهل الكتاب وأصحاب الديانات الأخرى الذين يعيشون تحت الحكم الإسلامي أو في البلاد ذات الأغلبية المسلمة .. ) و" دفع الجزية " ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون/ 29 سورة التوبة ) ، اللذان ساهما في تصنيف المجتمع ، بين مسلم وذمي ، ومن المؤكد هذا التحقير والأذلال من مكانة ومواطنة الأخرين ، ساهم في عزل المسلمون عن العالم ، وأدى الى أنسحاب الأخرين من يهود ومسيحيين و.. عن خضم المشهد العربي . علما أنه حتى في حقبة ما يسمى الحضارة الأسلامية فأنها كانت ، حضارة لا عربية ولا أسلامية ، ويقول بهذا الصدد البروفيسور أحمد ت . كورو / كاتب وباحث تركي - أستاذ العلوم السياسية بجامعة سان دييغو - USA ، بحوار منشور على الجزيرة نت ( لم تكن الحضارة الإسلامية في حقبتها الذهبية حضارة عربية ولا فارسية ، لقد كانت حضارة استطاعت أن تضم العديد من المجموعات العرقية والدينية ، وقد تميز العصر الذهبي للحضارة الإسلامية بمساهمة المسلمين السنة والشيعة ... كما شهد هذا العصر مساهمات من المسيحيين واليهود وغيرهم من غير المسلمين ، بالإضافة إلى الانفتاح على العلوم والتقنيات اليونانية والساسانية والمصرية والهندية والصينية.. ) .

الخاتمة :                                                                                                                                أضافة لكل ما سبق فالعرب المسلمون ، أنشغلوا بالفتوحات وأحتلال البلدان الأخرى / من زمن رسول الأسلام وما بعد ذلك - الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين .. ، دون أي أهتمام جدي بالتوجهات الأساسية التي تشكل نواة حضارة الامة ، فهم أهتموا بالخراج والغنائم والسبايا والجواري والغلمان والعبيد .. ، كما أنهم أنشغلوا بمسائل عقائدية ومذهبية ، فرقت الأمة ، والأهم من ذلك تطلعهم للحكم والسلطة ، والدليل على ذلك ، أنه لغاية العصر الحديث ، الانقلابات والثورات وحياكة المؤامرات مستمرة / كما يحدث في العراق ، سوريا ، مصر والسودان .. العرب المسلمون بعيدين عن بناة الحضارة ، لأنهم لم يكونوا لا في بدايتها ، ولم يساهموا في تطورها ، فهم مستوردين لها ، غير مشاركين ببنائها ، علما أن الكثير من شيوخ الدين يرومون للرجوع الى زمن محمد والصحابة ، وهذا الأمر هو الذي أبرز الحركات الأرهابية التي تدعوا الى الرجوع لعهد الخلافة / القاعدة وداعش والنصرة ... لذلك فهم يعتبرون التحضر الغربي دخيل على العقلية الدينية للمسلمين .. والعرب المسلمون ، منفصمون الشخصية ، يهجرون بلدانهم من أجل رغد العيش في بلدان متحضرة ، وعندما يستوطنون في بلاد الغرب ، يشكلون كيانات أسلامية ، من أجل أسلمة البلدان المتواجدون بها ! . " ليس من اليسير فهم مسار أفاق العقل العربي !! ، لأنه عقل مشوش ، يعيش في حال ، وقلبه في حال ، وتوجه نواياه في حال أخر ! " .   





65
                                     أضاءة .. هل الأسلام لا زال مسكونا بالماضي

1 . الأديان / على أختلاف معتقداتها ، لا بد لها أن تخرج من شرنقتها الماضوية ، وذلك من أجل مواكبة التمدن الحضاري ، خاصة في الجوانب المجتمعية ، وحتى في مجال تجدد الفكر الديني ذاته ، فالمسيحية مثلا ، شهدت الكثير من القفزات العقائدية ، كان من أهمها أنشقاق الراهب مارتن لوثر 1483 – 1546 م ، وذلك عندما أنتقد وعارض بيع " صكوك الغفران " في عام 1517 م ، الأمر الذي بتراكماته تبلور بالتعديل البروتستانتي ، والذي تمخض عن بزوغ كنائس متعددة منها " اللوثريه ، الكالفينيه ، الانجيليه و الانابابتيه / التعميد الثانى .. " ، لأجله لا بد من أي دين من أن يتطور في العقائد والفكر والنهج والممارسات ، وذلك من أجل ملائمته للوضع المجتمعي والحياتي - وفق المتغيرات الزمانية والمكانية.

2 . من جانب أخر ، الأسلام ماضويا قد تمذهب بالكثير من المذاهب ( المذهب الحنفي ، المالكي ، الشافعي ، الحنبلي ، الظاهري ، الأباضي ، الجعفري والزيدي . ويقول الأمام عبد الوهاب الشعراني (ت 973 هـ) في كتابه " الميزان الشعرانية المدخلة لجميع أقوال الأئمة المجتهدين ومقلّديهم في الشريعة المحمديّة " قال إنه هناك 18 مذهبا من المذاهب المندثرة ، للاستباط الفقهي تابعين لأهل السنة والجماعة ، غير مذاهب الشيعة ، رتبها تاريخيا كما يلى / منها : 1مذهب عبد الله بن مسعود المتوفي عام 32 هـ . 2مذهب عائشة المتوفية عام 57هـ . 3 مذهب عبد الله بن عمر المتوفي عام 73 هـ. ..18 مذهب محمد بن جرير الطبري المتوفى عام 310 هـ / نقل بأختصار من مقال لمحمد عبدالحليم من موقع / دوت مصر ) .

3 . ومن أجل الأستزادة لأبد لنا من أن نورد أضاءة حول مفهوم المذهب ، وذلك من أجل بيان وتوضيح دور مذاهب الفقهاء بالمعتقد ، فهل ساهموا بتطوير المعتقد ! ، أم كان دورهم سلبيا وهامشيا ، وأرى أنه من الأهمية أن نعرف المذهب ( المذهب هو المسلك الذي يسلك ، يقال هذا مذهب فلان أي:  طريقه الذي ذهب منه وسلكه . ويقال : فلان ذهب في مذهب فلان . بمعنى  في طريقه الذي سلكه. ولكن اصطلح على أن المراد بالمذهب القول الذي يقتدى به بعده ، أو الذي يختاره ويرجحه ، ويسمى مذهباً له ، أي:  مسلكاً سلكه وقولاً رجحه على غيره بدليل اقترن به. أما المذاهب فيراد بها الأقوال التي تنسب إلى أربابها ، ويطلق المذهب على كل قول قاله إمام مجتهد مات وهو مجتهد ومتمسك به ، سواءٌ اقتدي به فيه أو لم يقتد به ، وهو هنا أضاف المذهب إلى أهل الحديث / نقل بأختصار من كتاب اعتقاد أهل السنة لأبن جبرين ) .

4 . ولكن هل هذا التمذهب بين الفقهاء أضاف ركنا أو أغنى المعتقد ، الجواب لا ، فأهل المذاهب على أختلاف مشاربهم ، توسعوا وتفقهوا في مواضيع لا تضيف للمعتقد سوى الأختلاف والخلاف بمواضيع ثانوية وليست جوهرية - وذلك في شؤون ليست بذات أهمية ، ومن موقع المرسال ، أنقل التالي ( كان الإختلاف بين المذاهب الأربعة : في أكل الحيوانات البحرية ، والبرمائية:  أحلو أكل الحيوانات البحيرية ، وحرم الشافعي أكل الحيوانات البرمائية ، بينما أجازها ابن حنبل . زكاة المال : أفتى الشافعي بأن الزكاة تجب على الأموال المشتركة إذا بلغت في مجموعها النصاب ، أما أبو مالك والحنفي أوجب الزكاه عندما يبلغ كل من الشركين النصاب . وجوب الحج:  أوجب الحنفي وإبن حنبل الحج عند الاستطاعة ، أما الشافعي فلم يوجبه ) . وبذات الصدد أنقل التالي من موقع الساحة الأسلامية ( التيمّم : فقد أفتي ابن حنبل بوجوب مسح الوجه والكفين مرّة واحدة في التراب ، بينما باقي الأئمة ، رأو بأنّ من الواجب مسح الوجه مرّة ، واليدين إلى المرفقين مرتين . وضع مالك : نصيباً للفرس في الغنائم بسهمين ، والفارس بسهم ، بينما أبو حنيفة أجاز للفارس سهم ، وللفرس سهم آخر ، ولم يعطي البهيمة أكثر من الإنسان ) أي أن تمذهبهم لم يصب في المعتقد ذاته ، بل صب في بعض الممارسات.
القراءة :                                                                                                                                   شخصيا أرى ، أن من أهم التطورات التي حدثت للمعتقد الأسلامي ، هو بزوغ الوهابية في القرن الثامن عشر الميلادي على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب(1703 - 1792) م ، و نشوء جماعة الأخوان المسلمين سنة 1928 ، على يد مؤسسها الأمام حسن البنا 1906 – 1949 م .                                                                                                                             
 أولا . تأسيسا لكل ما سبق ، ماذا أوجد لنا الدين الأسلامي من تطورات مذهبية وعقائدية ! ، هل أوجد لنا مذهبا سمحا يقبل الأخر ، هل ألغى تكفير غير المسلم ، هل ألغى موضوعة الذمي ، هل ألغى دفع الجزية ، هل ساوى بين المسلم وبين غير المسلم على أساس أن الأثنان معا هما مواطنان بنفس الوطن ... الذي أوجده ، والذي تمخض عنه ، والذي وصل أو تطور أليه ، هو التطرف والتزمت ، فأوجد لنا " المذهب الوهابي " وهذا المذهب هو الذي تأسست على أفكاره كل المنظمات الأرهابية - كالقاعدة وداعش وغيرها ، وأورد بهذا الصدد مقطعا من كتاب " حلف نجد " للباحث حمادي الدريسي / الصادر سنة 2012 . الذي يعكس لمحة عن هذا المذهب ( أنّ الوهابية « دين مضاد » بحسب المصطلح الأنتربولوجي ، وتعريفه أنّه « دين ينفي كلّ ما سبق ، ويعزل كلّ ما هو غريب منه ، خارج عنه ، ويسوّي الاختلاف عنه بالكفر » ص18. ويمكن أن تُعدّ ، أيضاً ، فرقة إسلاميّة ، ولكنّ ما يميّزها ، بعمق ، عن غيرها من الفرق الإسلامية الأخرى المعاصرة لها ، الأدبيّات الراديكاليّة ، والأفعال الطهريّة لأتباعها ، ما يجعلهم يَعدّون أنفسهم صورة عن الصحابة ، ومحمد بن عبد الوهاب ، صورة عن الرسول . هي عقيدة إسلاميّة ، ولكنّها ارتقت بنفسها إلى عقيدة الإسلام ، وحكمت على غيرها بالضلال والكفر . وليس غريباً أنّ أكثر الصفات والأحكام التي تطلقها الوهابية ضدّ الآخرين ، سواء كانوا أفراداً أو جماعات ، أو مذاهب  أو علماء ، هي الكفر . وقد خصّت نفسها بالإيمان وبالتوحيد فيما نعتت البقيّة بالجاهليّة والكفر . تبدو الوهابية إذاً استعادة للإسلام الأوّل ، وللصفاء الطهوري ، الذي يحكم الإسلام زمن النبوة وزمن الصحابة / نقل بأختصار من موقع مؤمنون بلا حدود ) .
ثانيا . ومن أهم وأخطر تطورات الأسلام كفكر ، هي جماعة الأخوان المسلمين ، التي تعمل المستحيل من أجل تحقيق أهدافها ، حتى وأن كان ذلك مخالفا للأسلام وشرائعه ! ، ودائما الجماعة تهدف الى بذل كل السبل في غاية الوصول للسلطة والحكم ، وقد جاء في موقع المعرفة ، بشأنها التالي أنقله بأختصار ( جماعة الاخوان المسلمون تهدف أصلاح سياسي و أجتماعي واقتصادي من منظور إسلامي شامل ، وتسعى الجماعة في سبيل الاصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد ، والأسرة ، والمجتمع ، ثم الحكومة ، فالدولة فاستاذية العالم وفقاً للأسس الحضارية للإسلام . أي أن الإخوان المسلمين يريدون بناء الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم والحكومة المسلمة ومن ثم أستاذية العالم . وشعار الجماعة "الله غايتنا ، والرسول زعيمنا ، والقرأن دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت في سبيل الله أسمي أمانينا".. ) .                                                                         * الجماعة تؤمن بأن الأسلام هو الحل ، وهي ألبست الأسلام بالسياسة .. وأقصت الجماعة في تجربتها بمصر كل التيارات حتى الأسلامية منها كالسلفية ، وتخطط الجماعة للسيطرة على عقول الأخرين ، وتهدف خلاصة الى أخونة العالم بأفكارها .
أضاءة :                                                                                                                                 أن أمة الأسلام لا زالت تعيش في أروقة ودهاليز الماضي ، ولا يشكل لها الحاضر أي دافع للمستقبل ، وهذا الأمر له مسبباته ، حيث أن الموروث الأسلامي لا يشكل أي زخم مادي أو نفسي للأندفاع للتقدم ، ويعزز هذا الأمر شيوخ الأسلام ورجال الفكر الأسلامي المتزمتين المنغلقين على التقدم الفكري والمجتمعي الذي يمر به العالم . لذا بقى الأسلام كمعتقد ماضويا ، ليس به من دوافع تدفعه الى عبور الحقبة الماضوية ، وكل الفقهاء والأئمة والشيوخ لم يفكروا بتجديد الدين ، لأنه أعتبروه قالبا مقدسا ماضويا لا يمكن المساس به ، كل ما أجتهدوا به هو البحث في مسائل لا ترقى الى بعث هذا المعتقد من جديد ، كما أن كل الذين حاولوا تحطيم هذا القالب أتهموا أما بالكفر أوبالزندقة أوبالردة ، وخير مثال على ذلك فرج فودة ونصر حامد أبو زيد وسيد القمني ، والقائمة تطول . فلا يمكن لأي معتقد أن يستمر دون روح تتجدد في طياته العقائدية والفكرية ، والقوالب الماضوية الجامدة لا يمكنها ذلك لأنها فاقدة للروح ، لذا بقى الأسلام ماضويا يفتقد لروح التجديد ، التي كان من الممكن بها أن تبعث به روح التطور والتجدد . 


66
                                  نحو فقه أسلامي معاصر
من أجل الولوج في الموضوع ، لا بد لنا أن نقدم تهيئة أو أرضية مناسبة ، وذلك حتى يتوضح للأخر ما نحن نصبو أليه .     المقدمة :                                                                                                                                  أولا - بداية يجب أن نعرف الفقه " الفقه الإسلامي هو العلم الذي يبحث لكل عمل عن حكمه الشرعي . والفقه في اللّغة :   ( ف ق هـ ) الفقه هو فهم الشيء . وقيل : هو عبارة عن كلّ معلوم تيقّنه العالم عن فكر .‏ وفي الاصطلاح هو : العلم بالأحكام الشّرعيّة العمليّة المكتسب من أدلّتها التّفصيليّة .. / نقل بأختصار من موقع المعرفة " . 

ثانيا - و .. " هناك مصطلحات فقهية أو أصولية عامة ، هي الفرض ، الواجب ، المندوب ، الحرام ، المكروه تحريماً ، المكروه تنزيهاً ، المباح ، وهي أنواع الحكم التكليفي عند الأصوليين من الحنفية ، ويلحق بالواجب:  الأداء والقضاء والإعادة . والركن والشرط ، والسبب ، والمانع ، والصحيح ، والفاسد ، والعزيمة ، والرخصة ، وهي أنواع الحكم الوضعي عند الأصوليين .. / نقل بأختصار من كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي - وهبة الزحيلي " .

ثالثا - ومن أجل معرفة الفقه الذي نحن نتعامل معه الأن ، لا بد لنا من معرفة مراحله ، ( وقد مر مفهوم الفقه بأطوار ثلاثة تغير خلالها مدلوله والمقصود منه ، الطور الأول : وفيه كان لفظ الفقه مرادف للفظ الشرع ، فهو معرفة كل ما جاء عن الله سبحانه وتعالى ، سواء ما يتصل بالعقيدة أو الأخلاق أو أفعال الجوارح .. الطور الثانى : وفيه دخل بعض التخصيص ، فاستبعد علم العقائد ، وصار علمًا مستقلاً سمى بعلم التوحيد أو علم الكلام .. ، وهذا التعريف يتناول الأحكام الشرعية العملية التى تتصل بأفعال الجوارح ، كما يتناول الأحكام الشرعية الفرعية التى تتصل بأعمال القلب كحرمة الرياء والكبر والحسد ، وكوجوب كافة أعمال البر والخير ، إلى غير ذلك من الأحكام التى تتصل بالأخلاق .. الطور الثالث : وهو الذى استقر عليه رأى العلماء إلى يومنا هذا ، من أن الفقه هو العلم بالأحكام الشرعية الفرعية العملية المستمدة من الأدلة التفصيلية . . ومما سبق يتبين أن مصطلحات ( الفقه والشريعة والدين ) كانت مصطلحات مترادفة ، ومع تطور مدلول هذه المصطلحات ، صار مدلول الفقه ، فيما استقر عليه علماء العصر ، أخص من مدلول الشريعة ، ذلك أن الشريعة تعنى ما سنه الله لعباده من أحكام عقائدية أو عملية أو خُلقية ، أما الفقه فصار يقتصر فقط على الأحكام العملية ، سواءً كانت تخص العبادات أو المعاملات من جملة الأحكام التى تضمها الشريعة والتى شملت المعاملات والعقائد والأخلاق ./ نقل بأختصار من مقال " أطوار الفقه الإسلامي " ل عماد حمدي البحيري - موقع أسلام أون لاين ) .

رابعا - وهذا التطور بالفقه قاد الى ظهور العديد من المذاهب والفرق الأسلامية ، والتي تمثل مجموعة توجّهات عقائدية وفقهيّة كلّها متفرّعة عن الدّين الإسلاميّ ، والأختلاف بين المذاهب أنسحب الى محاور أخرى ، فظهرت لفظتان متقابلتان لهما معانيهما الدّينيّة والسّياسيّة وحتّى الاجتماعيّة وهما : الشيعة و أهل السنة أو السنة . والشيعة تعرف بالأمامية أو الجعفرية / نسبة لجعفر الصادق .. " ولم يبقى من الفرق الشيعية المعروفة سوى الزيدية والأسماعيلية " ، أما أهل السنة ، فتتمثل بالمذاهب الرئيسية الأربعة وهي : المذهب الحنفي ، والمالكي ، والشافعي ، والحنبلي . أما على مستوى المعتقدات أو ما يسمى بعلم الكلام فهناك : الأشاعرة والماتردية والمعتزلة .. وهناك فرق أخرى كالأباضية والصوفية .. ويوجد فرق متأخرة منها : السلفية ، الوهابية ، الديوبندية والظاهرية / بنيت هذه الفقرة وبأختصار من موقعي ويكي شيعة و موضوع .
القراءة :                                                                                                                                     1 . فيما مضى ، يتبين لنا ، أن الأسلام كان أسلاما واحدا ، فأصبحت المذاهب بفقهها ، كل منها تعبر عن توجه محدد من التفاصيل العقائدية ، وطريقة للمعالجات الشرعية وأسلوب خاص من نهج العبادات .. وبذات الوقت كل مذهب يعتبر فقهه  هو المعبر عن الأسلام الأصح ! وهذا بحد ذاته ، أدى ويؤدي الى كوارث من الخلافات والأختلافات ، بين جمهور المذاهب ، وأثر على العلاقات بين أئمة وفقهاء المذاهب - دينيا وأجتماعيا وسياسيا ، وأول من كل ذلك فقد أثر طائفيا بين المسلمين !.

2 . لم تكن هناك أي جهود توافق أو حتى لقاء وسطي بين فقهاء المذاهب ، بل دائما كان هناك تطرف وتزمت وتناحر وصل حتى التكفير ، وقد جاء في موقع / أبن باز ، حول حكام أيران الشيعة التالي ( وحُكَّام إيران اليوم من أضلّ الناس وأكفرهم ، وإن تظاهروا بالإسلام ، لأنهم دعاة للشرك ، دعاة لعبادة غير الله ، دعاة للرفض ، دعاة لسبِّ الصحابة ، ولعن الصحابة ، والغلو في عليٍّ وأهل البيت ، وأنهم معصومون يعلمون الغيب ، وأنهم يُعْبَدون ويُدْعَون من دون الله : يُستغاث بهم ، ويُنذر لهم . ) وبذات الوقت هناك روايات للشيعة الجعفرية عن أهل السنة ، منها : لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجئ بولاية علي بن أبي طالب لأكبه الله في النار . وفي رواية عن زين العابدين - أن افضل البقاع ما بين الركن والمقام ، ولو أن رجلا عُمِّر ما عُمِّرَ نوح في قومة ألف سنة إلا خمسين عاما يصوم النهار ويقوم في ذلك الموضع ثم لقي الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك بشئ  ، علما أن الرسول نهى عن التكفير : ( لا تكفّروا أهل ملتكم وإن عملوا الكبائر ) ! . 

 3 . لم يظهر الفقه بمراحله أي تأثير فعلي على العلائق مع باقي الأديان ، ولم يفتح حوارا فقهيا أو لاهوتيا أو عقائديا معهم ، ولكنه أهتم بخصوصيته الذاتية التي تميزه عن باقي المذاهب فقهيا ، وأرى أن هذا يعد قصورا في التطور الفقهي من جانب ، و من جانب أخر ، يعد تقوقعا مجتمعيا ، تجاه من يعيش مع المسلمين بذات الوطن .
4 . فقه المذاهب بأجمله فقه ماضوي ، ولم يجرأ أي فقيه أن يذهب بفقه المذهب الى التصور المستقبلي للوضع المجتمعي والسياسي والديني معا ، والفقهاء والأئمة مهتمون بذات التفاصيل القديمة ، مع أستحداث تصورات وتعديلات ثانوية على وضع المسألة ، وهم يجهلون بأن الوضع الماضوي للمسألة أو للمشكلة / الدينية أو الشرعية أو الفقهية - وهي مصطلحات مترادفة ، ستبقى دون أي حل جوهري ، وذلك لأنهم ينظرون ألى المسألة بفكر وعقلية ماضوية ، بعيدا عن الحداثة ! .         
خاتمة :                                                                                                                                       * كان من الواجب على الفقهاء أن تكون لهم قياسات ثابتة في " تحديد أو توصيف الحكم الشرعي للمعاملات / المحرم المكروه المباح .. ، ولكنهم / أي الفقهاء ، أستندوا بما هم يستندون أليه عقائديا ، فأرى أن عملهم كان تنظيرا شخصيا ، محكوما بفكر فردي - وفق ظروف أجتماعية وسياسية معينة ، ومعتمدا على تأويلات أو تفسيرات أو شروحات لنصوص قرآنية أو على أحاديث نبوية ، معتبرين أن المنجز هو الحكم الأصح والأصوب للمسألة .                                                                                                                          * الأن الأمور الفقهية منحصرة بشكل رئيسي بين ركنين ، هما مؤسسة الأزهر ومرجعية النجف ، مع أجتهادات أخرى هنا وهناك ، المؤمل ونحن في القرن الواحد والعشرين ، أن يكون هناك فقها معاصرا ، لا أقول ولا أرمي عن توحيد الوصف والمعالجات الشرعية للمعاملات ، ولكن الذي أصبوا أليه هو أحكام شرعية تصدر ، بما يتناسب مع الوضع المجتمعي و يتلائم مع التطور الحضاري للأزمنة الحالية - أخذا بنظر الأعتبار بكل ما ورد من نقاط في أعلاه ، ونكون بهذا قد نزعنا الأسمال الماضوية للأحكام الشرعية للمعاملات ، وجعلنا لبوسها مدنيا حضاريا عصريا – ويمكن أن يعتبر هذا الأمر تطورا رابعا للفقه ، وهذا الذي أراه أن يدعى ب " الفقه المعاصر " .

67
                            دور المرجعيات والمؤسسات الدينية .. في مستقبل الأسلام
* في هذا المقال المختصر ، سوف لن أناقش مصدر القرآن ، أو بأي لغة كتبت نصوصه الأولى ، أو بأمر من كتب .. ، ولكني سأناقش موضوع محدد ، وهو ما دور المرجعيات والمؤسسات الدينية الأسلامية / أضافة لفقهاء وشيوخ الأسلام لمستقبل هذا المعتقد ، وذلك من أجل أبراز صورة مقبولة للأسلام ، بخضم تحديات المرحلة الحالية والمستقبلية .
* الأسلام كمعتقد ، ومنذ 14 قرنا لا زال عقائديا يتخبط في ذهنيات الماضي ، متشبذا بنصوص قرآنية ، أصبحت عبئا عليه ، منها ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ /  29سورة التوبة ) و ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْ‌جُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْ‌ضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَ‌ةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ / 33 سورة المائدة ) ، ومن الأحاديث النبوية الأشكالية ( عن ابن عمر : أن رسول الله قال : أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى / رواه البخاري ومسلم ) ، وغيرها الكثير من النصوص ، هذا العبأ لم ولن يضيف شيئا للأسلام الحالي / وأنما كان في زمانه ، يعتبر من بعض أدوات أنتشار الأسلام ، ولكن ذات العبأ حاليا ، ألصق بالأسلام الكثير من الشبهات وجعله محل أتهام وشك .
* من أجل منح الأسلام طابعا حضاريا متمدنا ، يتماشى مع التطورات المجتمعية و يتسق مع المدنية ، يجب على المؤسسات الدينية الأسلامية / أضافة لفقهاء وشيوخ الأسلام - أهل الربط والحل ، أن يفهموا مبدأ المواطنة ، ويجب أن يعلموا أن الجمع كله متساو بالحقوق والواجبات ، بغض النظر عن الأنتماء الديني ، وليس من طبقية أو فئوية أو عرقية .. فالكل أبناء هذا الوطن ، لذا يجب ألغاء مفهوم " أهل الذمة " و " الجزية " و " ألغاء الأخر " .. معا من الموروث الأسلامي ( أهل الذِّمة : وهم الذين رضُوا بالعيش والاستقرار معنا في بلاد المسلمين ، ورضوا بالشريعةِ والإسلام حاكِمًا وسيِّدًا ، ومِن ثَمَّ دانوا لحُكمه بالذلة والصَّغار ، ولا يتحقَّق لهم ذلك كما نقَل " ابنُ القيم " وغيره من أهل العلم في \"أحكام أهل الذمة\"، إلا أن يَدْفعوا الجزيةَ كاملةً عن يد ، ويرضوا بسيادةِ الدولة المسلِمة الحاكمة ، ولا يتعرَّضوا لأحد من أهل الإسلام بسوءٍ أو إيذاء أو قتْل ، أو التطاول ببناء الكنائس والمعابد في بلاد الإسلام ، وإلا بطلت ذِمَّتُهم .. / نقل بأختصار من موقع أهل الفوائد ) ، ألغاء هذه المفاهيم / وغيرها بذات الصدد ، يجعل من المعتقد ، بشكل أو بأخر مقبولا مجتمعيا .
* من الضروري أيضا رفع أو ألغاء موضوعة " الكفار " من الموروث الأسلامي ، ومن الخطاب الأسلامي ، فقد جاء في موقع نداء الأيمان ، مايلي ( نهى الله تعالى المؤمنين أن يوالوا اليهود وغيرهم من الكفار ولاء ود ومحبة وإخاء ونصرة ، وأن يتخذوهم بطانة ولو كانوا غير محاربين للمسلمين ؛ قال تعالى ‏:‏ سورة المجادلة الآية 22 ‏{ ‏لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ‏ }‏..) ، فاليهود والمسيحيين والصابئة هم مؤمنون وهم عباد الله حالهم حال المسلمين ، فالعلي القدير بعث موسى ويوحنا المعمدان والمسيح لهداية البشرية قبل محمد بمئات السنين ، فكيف يكون أتباعهم كفارا ! .
أضاءة :                                                                                                                                  * ما أشرت أليه ، هو غيض من فيض ، مما يجب أن يحجر عليه ، من نصوص وأحاديث ، وذلك من أجل قبولية المعتقد الأسلامي في بلاد الغرب ، وبذات الوقت ، من أجل شعور غير المسلمين في الدول العربية والأسلامية بالأطمئنان في وطنهم .. ويقع على المرجعيات والمؤسسات الدينية الأسلامية / أضافة لفقهاء وشيوخ الأسلام ، دورا مهما من كل ما ذكر ، وذلك لأني أرى أن الوضع الحالي والمستقبلي للأسلام ، يعتمد على الكثير من المحاور ، منها ما ذكرت .
* المهم في الأمر ، بالأحرى خلاصة الوضع - أن بقى الحال على ما هو عليه ، فسيبقى الأرهاب ينخر في كيان المعتقد الأسلامي ، ويظل شعار " الأسلام هو الحل " ، ومقولة " الأسلام صالح لكل زمان ومكان " ، يشكل أشكالية للمعتقد ، وهما بذات الوقت جلبا الويل والدمار للعالم ، أذن لا بد من " خطوة جريئة " من قبل أهل الربط والحل ، من أجل " تجميل " المعتقد / على أقل تقدير ، الذي بنيت أركانه على نصوص ماضوية ، في زمن كان الفرد غارقا بالجهل ، حالما بخيال قصص حور العين والغلمان وغير ذلك ، التي كانت مقبولة في المجتمع الجاهلي المغلق قبل أكثر من 14 قرنا .. أذن لا بد من قفزة فكرية عقائدية للمعتقد الأسلامي ، من أجل القبول والأستمرار ! .   


68
                                     تساؤلات .. هل الحكم يستمد من شرع الله ؟
أستهلال :                                                                                                                                تعتقد / بل تؤمن ، جماعات الأسلام السياسي / ومعظم المنظرين المسلمين ، بأن الدول يجب أن تحكم بشرع الله ، ولكن التساؤل : هل من مهام الله القدسية وضع أحكاما ألهية لتحكم بها الدول / خاصة الأسلامية منها ؟ ، وكيف لهذه الأحكام أن تطبق على دول تختلف حضاريا وثقافيا ومجتمعيا وتقاليديا .. بعضها عن البعض الأخر ! . هذا ما سأبحثه في هذا المقال .
الموضوع :                                                                                                                                في هذا الصدد أورد مقتطفات من مقال د . عمادالدين خيتي / موقع المجلس الأسلامي السوري ، عن مفهوم الحكم بما أنزل الله ( الحكم بما أنزل الله يعني : أن تكون الشريعة الإسلامية منطلَق المجتمع المسلم والإنسان في جميع شؤون حياته الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها ، وحاكمة على جميع أحواله ومرجعه في كل أموره كما قال تعالى :  ” قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ” (الأنعام :162 - 163 ) . الحكم بما أنزل الله يعني التعبد لله في كل شأن من شؤون الحياة : للفرد والأسرة والمجتمع والدولة فيدخل فيه : إقامة الصلوات وإعمار المساجد وإتاحة الدعوة إلى الله وتعليم دينه وبيان الأحكام الشرعية في مختلف المجالات ورفع الظلم وإعادة الحقوق إلى أصحابها وحفظ الأمن ومحاربة الفساد بجميع صوره ورعاية أمور الناس في أموالهم ومصالحهم وفض النزاعات . الحكم بما أنزل الله يعني إقامة الدين الذي رضيه الله ، وأوصى به أنبياءه ، قال القاضي ابن العربي في “أحكام القرآن” عند قوله تعالى : ” شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ” (الشوري:13) “وكأن المعنى : و وصيناك يا محمد ونوحاً ديناً واحداً يعني في الأصول التي لا تختلف فيها الشريعة وهي : التوحيد ، والصلاة ، والزكاة والصيام ، والحج ، والتقرب إلى الله تعالى بصالح الأعمال .. والصدق ، والوفاء بالعهد ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وتحريم الكفر ، والقتل ، والزنا .. ) .
القراءة :                                                                                                                                   أولا - الموضوع يتحدث عن مجتمع أسلامي ، ويقدم نصوصا قرآنية في كيفية حكمه ، بما أنزل الله على قرآن محمد من أحكام ، التساؤل : (1) هل من أحكام كتاب نزل قبل 14 قرنا أن تطبق أحكامه على مجتمعات الزمن الحالي ! . وهل يوجد مجتمع أسلامي تام مغلق . (2) هل المجتمعات الأسلامية في البلدان العربية / على سبيل المثال ، لها ذات الأعراف والتقاليد والتحضر .. ، بالطبع لا ، ففي تونس المجتمع الأسلامي غيره في السودان ، لذا لا يوجد تطابق ولا يوجد أي تماثل بين المجتمعين . فكيف تطبق ذات الأحكام . (3) المجتمعات الأسلامية ، تختلف مذهبيا بعضها عن بعض ، وحتى وأن كانت تدين بذات المعتقد . وما ينطبق على السعودية لا يمكن أن ينطبق على أيران .

ثانيا - نرجع قليلا للأحكام الشرعية ، مثلا ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .. / 38 سورة المائدة ) ، فهل بالأمكان الأن أن نقطع يد السارق ، في قطر يعاني من الأضطرابات والفقر كالصومال . وكذلك بالنسبة لفعل الزنى ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ .. / 2 سورة النور ) فهل الجلد يعتبر الأن عقابا حضاريا ، وهل هذا هو الحل ، وهل ما كان يعتبر زنى قبل 14 قرنا ، يعتبر زنى في الزمن الحالي . وذات الأمر ينطبق أيضا على قطع الرقاب .. وغير ذلك .   
ثالثا - ولو فرضنا جدلا أمكانية تطبيق الشرع الأسلامي على دولة معينة ، فما هو حال مجتمعات باقي المعتقدات الاخرى في نفس ذاك البلد ! / كالمسيحيين واليهود والصابئة واللادينيين .. فهل من المنطق تطبيق شرع المسلمين على مجتمعات لا تدين بالأسلام ! . وبذات الصدد لا بد لنا أن نقول أن الأسلام ليس واحدا ، فهناك الكثير من المذاهب والفرق والطوائف ، التي تختلف في تطبيقاتها المعتقدية مع بعضها البعض .
أضاءة :                                                                                                                                                    هل الله حاكم أم معبود ، وهل الله يلزم أو يوصي بنصوصه أن تشرع أحكاما للعباد ، أم أن الله وجد لكي يعبد بنصوص العبادات ، كالصوم والصلاة والزكاة و .. ، وأذا كان الأمر كذلك / أي أن الله حاكما ، لأصدر حكام البلاد الأسلامية أحكاما تتوافق مع الشريعة الأسلامية ، ويمكن أن يصل أو يتطور الوضع بالحكام أن يقدسوا من خلال أحكامهم الأسلامية ، أو أن يمجدوهم على أقل تقدير / بفتوى من فقهاء السلاطين !! ، ويصبح شأنهم كشأن الله ، بأعتبارهم ظل الله على الأرض ( " السلطان ظل الله في الأرض" هذا الحديث رُوي من مرسل كثير بن مرة ومن حديث عبد الله بن عمر وعمر بن الخطاب وأبي بكرة نفيع بن الحارث وأبي هريرة وأنس بن مالك ، ورُوي موقوفا على حذيفة بن اليمان ) ..                                                               خلاصة الأمر : أن الله براء من أن تكون نصوصه الشرعية - القرآن / الذي وجد قبل 14 قرنا في مجتمع جاهلي قبلي بدائي ، أن يحكم بها الحكام مجتمعات عالم اليوم المتحضر ! ، ومن جانب أخر ، ولا يمكن أن تحكم المجتمعات ألا بالقوانين المدنية .   


69
   حور العين .. هلوسة في مخيلة المعتقد الأسلامي
موضوعة حور العين ، شغلت حيزا واسعا في المعتقد الأسلامي ، وجعلت الأراء حولها متقاطعة متضادة ، وقد أهتم بها شيوخ الأسلام عامة / يتقدمهم شيوخ الوهابية والسلفية ، وكذلك الباحثين والكتاب والدعاة ، أما الجمهور من المتنورين والعقلانيين - فقد كان لهم رأيا أخرا .. في هذا البحث سٌأقدم مجرد أضاءة حول هذا الموضوع الجدلي .
الموضوع :                                                                                                                              موضوعة حور العين متداولة في معظم المصادر والمراجع الأسلامية ، وسوف أورد مجرد نبذة مختصرة عنها ، متناولا آيتين من القرآن مع تفسيرين ، ومن ثم سأسرد حديثين لرسول الأسلام ، وسأختم بقراءتي الخاصة لهذا البحث المختصر .                                                                            * جاء في النص القرآني الآية التالية ( كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ / 54 سورة الخان ) وتفسيرها وفق الطبري : يقول تعالى ذكره : كما أعطينا هؤلاء المتقين في الآخرة من الكرامة بإدخالناهم الجنات ، وإلباسناهم فيها السندس والإستبرق ، كذلك أكرمناهم بأن زوّجناهم أيضا فيها حورا من النساء ، وهن النقيات البياض ، واحدتهنّ : حَوْراء . وكان مجاهد يقول في معنى الحُور ، قوله " وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ " قال : أنكحناهم حورا . قال : والحُور : اللاتي يحار فيهنّ الطرف بادٍ مُخُّ سوقهنّ من وراء ثيابهنّ ، ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهنّ كالمرآة من رقة الجلد . وهذا الذي قاله مجاهد من أن الحور إنما معناها : أنه يحار فيها الطرف ، قول لا معنى له في كلام العرب ، لأن الحُور إنما هو جمع حوراء ، كالحمر جمع حمراء والسود : جمع سوداء ، والحوراء إنما هي فعلاء من الحور وهو نقاء البياض . / نقل من موقع القرآن الكريم .  أما الآية الثانية ، فهي ( حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ / 72 سورة الرحمن ) ومن التفسير الميسر ، أورد التالي في تفسير هذه الآية - فوفق السعدي : { حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ } أي : محبوسات في خيام اللؤلؤ ، قد تهيأن وأعددن أنفسهن لأزواجهن ، ولا ينفي ذلك خروجهن في البساتين ورياض الجنة ، كما جرت العادة لبنات الملوك ونحوهن [ المخدرات ] الخفرات . ومن الوسيط للطنطاوي : وقوله ( حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الخيام ) بدل من خيرات . والحور : جمع حوراء ، وهى المرأة ذات الحور ، أى : ذات العين التى اشتد بياضها واشتد سوادها فى جمال وحسن . ومقصورات : جمع مقصورة أى : محتجبة فى بيتها ، قد قصرت نفسها على زوجها . بل هى ملازمة لبيتها ، وتلك صفة النساء الفضليات ..
* ومن موقع / أسلام ويب ، أنقل حديثين عن رسول الأسلام ، بصدد حور العين ( ما ورد في الصحيحين ، حديث أبي هريرة ، قال : قال رسول الله : أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون ، آنيتهم فيها الذهب ، أمشاطهم من الذهب والفضة ، ومجامرهم الألوة ، ورشحهم المسك ، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن ، لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا .. وحديث أخر : عن أنس بن مالك عن النبي : لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها ، ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد ـ يعني سوطه ـ خير من الدنيا وما فيها ، ولو أن أمرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيه / رواه البخاري ) .                 
أراء في أنكار العلاقات الجنسية في الجنة :                                                                                                         * أنكر الكثير من الباحثين وحتى من شيوخ الأسلام ، أي علاقات جنسية في الجنة ، فقد ذهب الدكتور أنور ماجد عشقي ( رئيس مركز الشرق الأوسط الاستيراتيجية والقانونية ) إلى أن الحور العين ليسوا للمتعة الحسية ، وذلك لأن الدوافع الجنسية غير موجودة في الجنة وآدم لم يغادرها إلا بعد انكشاف سوءته ، وأن الاستمتاع بالحور ليس جنسياً بل هو معنوي لا ندرك مداه بعقولنا الدنيوية . وأوضح عشقي في مقال كتبه في ملحق ” الرسالة ” الجمعة سبب تناوله هذا الموضوع لأمرين : أولها - استغلال الإرهابيين للشباب من المراهقين ، والإيحاء لهم بأنهم إذا قاموا بعملية انتحارية وقتلوا ودمروا فإنهم يصبحون شهداء ، وحال موتهم تستقبلهم الحور العين في الجنة . والأمر الثاني - الذي دفعه لتناول هذا الموضوع : أن عدداً من طلبة العلم وكبار المثقفين ، يعتقدون بوجود الممارسة الجنسية في الجنة ، وأضاف : حتى بلغ الشطط ببعضهم أن ألف كتاباً وأفتن في هذا التصور العدمي ، فقال بأن ( الولدان المخلدون ) الذين وردوا في القرآن الكريم هم لأهل الجنة الذين كانوا يميلون بشهوتهم في الدنيا إلى اللواط ومنعوا أنفسهم من ممارسة ذلك الشذوذ ، فإن الله سيكافؤهم في الجنة بالولدان المخلدين ، وهذا ما يشوه صورة الجنة في أذهان المسلمين ، ويبعث على السخرية من قبل أعدائهم .                         * ومن موقع الكنانة ، أورد مقالا للكاتبة / ســـوسن محمـــود ، بذات الصدد - نافية أي علاقات جنسية في الجنة ، أنقل مقتطفا منه : شهدت الأوساط المصرية جدلاً كبيراً بعد نفي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وهو الداعية " خالد الجندي " فكرة ممارسة الجنس في الجنة جملة وتفصيلاً في حلقة ضمن برنامجه " لعلهم يفقهون " ، قال الجندي : الحالة الجنسية والإخراجية المعروفة بتنتهي ، ولن يكون هناك إنجاب ، والأدوات التناسلية ستنتهي لأن وظيفتها تُعوَّض بأخرى ، ومفيش علاقات جنسية في الجنة ، بالمعنى المعروف لدينا ، والجنة منزّهة عن العلاقات الجنسية الموجودة في الدنيا .                                                                     

القراءة :                                                                                                                                  1 . سوف لن أناقش ما كتبه الصحابة والتابعين والفقهاء والأئمة ، وذلك لأنهم جميعا متفقون بالكثير من المشتركات ، وهي الأستحقاقات والصفات والأوصاف المذهلة لحور العين ، وهذا ديدنهم . وأذا كان هناك من أختلاف فهو أختلاف شكلي غير جوهري ، وهم يكتبون بما تجود قريحتهم به - ويسطرون من المخيلة المعتقدية للأسلام ، ولأجل موافقة نهج محمد . 2 . لكني سأتوقف فيما يتعلق بالذات الألهية ، ففي آية { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ / 55 سورة يس } / مثلا ، وتفسيرها " وفق أبن عباس وغيره ، قالوا في تفسير قول الله تعالى / أعلاه ، أي في افتضاض الأبكار ، وأفرد أبن القيّم باباً في ذكر نكاح أهل الجنة ووطئهم والتذاذهم بذلك أكمل لذة ." وهذا نموذج واحد على سبيل المثال وليس الحصر .              * والتساؤل ، هل الله بهذا المقام الأباحي ، لكي يصف / بلسانه ، عملية جنسية حميمية تامة ، وهي " افتضاض الأبكار ، و نكاح أهل الجنة ووطئهم والتذاذهم .. " . وهل من مهام الله وصف ما يجري في الجنة من أفعال مقيتة ، وهل الجنة مسرحا موبوءا بالجنس واللذة الجسدية / التي تركها بني آدم في حياته الدنيوية ، أن هذا لتجاوز على صورة الله ، وهو القدوس . 3 . ورسول الأسلام ينهج نهج القرآن ، وذلك بتأكيده على الوجود الجنسي في الجنة (( حيث وردت أحاديث صحيحة يشير ظاهرها إلى وجود علاقة جنسية في الجنة ، ومن ذلك ما رواه أبو هريرة عن رسول الله ، قال ( قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! هَلْ نَصِلُ إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصِلُ فِي الْيَوْمِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ ) ، وعن انس بن مالك النبي قال : ( يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع ) ، قيل يارسول الله او يطيق ذلك ؟ قال : يعطى قوة مائة )) . ورسول الأسلام لا يتكلم من هواه لأنه (( " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى / 3 سورة النجم " ، وتفسير ذلك ، يقول تعالى ذكره : وما ينطق محمد بهذا القرآن عن هواه ، " إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى " يقول : ما هذا القرآن إلا وحي من الله يوحيه إليه / نقل من القرآن )) .      4 . أذن محمد بن عبدالله ورب القرآن ، يتكلمون بذات المنطق وبذات النهج ، وهذا مما يؤكد من أن النص القرآني والحديث النبوي ، ينطلقان من نفس المصد فكرا ورؤءا ونهجا ، أحدهما يكمل الأخر ، وكان المبتغى من حور العين ، في الحقبة المحمدية ، هو جذب القبائل العربية / الجاهلية الوعي ، في صف محمد ـ بأغوائهم بهلوسات وطأ حور العين في الجنة ، بحال أستشهادهم في الغزوات .
خاتمة :                                                                                                                                    أولا - أن المهم ، بل الأهم ، هو العمل على الحد من أغواء شباب المسلمين - المخدوعين بنيل حورالعين في الجنة حال أستشهادهم بالعمليات الأنتحارية ، وأيجاد السبل لنهرهم من الأنضمام بالمنظمات الأرهابية / القاعدة وداعش .. ، وهذا الأمر يحتاج الى خطاب واضح من قبل مؤسسة الأزهر، وذلك لأن مرجعية هذه المنظمات الأرهابية هو أهل السنة والجماعة ، فالواجب يقتضي من الأزهر أن " يلغي أو يحجر / موضوعة حور العين ، من كل النصوص القرآنية ، ومن كل الموروث ذات الصلة وحذفه من أدبيات الأسلام ، وذلك من أجل الحفاظ على الأجيال الواعدة ، الذين يعتبرون عماد نهضة الأمة " .           ثانيا - ووددت أن أختم بحثي المختصر بالأضاءة التالية : أن رب القرآن / النصوص ، وما ينطق به محمد / الأحاديث ، قد أبتدعا من المخيلة العقدية للأسلام ، نوعا من الجنس ذو الخلفية الدينية ، وهو وطأ حور العين في الجنة / كان مخصصا في الحقبة المحمدية - لقتلى غزوات الرسول ، ومن ثم خصص لاحقا - للأنتحاريين من المنظمات الأرهابية الأسلامية ، وكل هذه الأمور أبعد ما تكون من عقائد أي دين من الأديان السماوية ، ولا حتى من الأديان الأرضية .. نقطة رأس السطر.   

70
                           تساؤلات .. هل رجال الأفتاء هم نواب الله على الأرض
تنتشر الفتاوى بين عموم المسلمين ، وخاصة في جمهورية مصر وغيرها ، وهذا المقال هو مجرد أضاءات وتساؤلات في موضوعة " الفتاوى " ، دون الدخول في مصدر و أنواع وتصنيفات الفتاوى - ودون أي أستشهاد نصي من القرآن أو من الموروث الأسلامي ، التي تعج بها المصادر والمراجع .. وما أقدمه هو مجرد رأي .
الموضوع :                                                                                                                              بداية لا بد لنا من تعريف الفتوى ، الفتوى في  اللغة : اسم مصدر بمعنى الإفتاء ، والجمع : الفتاوى والفتاوي ، يقال : أفتيته فَتْوى وفُتْيا : إذا أجبته عن مسألته . والفتيا : تبيين المشكل من الأحكام ، وتفاتَوْا إلى فلان : تحاكموا إليه وارتفعوا إليه في الفُتيا . أما تعريفُ الفتوى في الاصطلاح ، فقد عرَّفها العلماء بتعريفات عديدة منها : قال القَرافي : " الفتوى إخبارٌ عن حكم الله تعالى في إلزام أو إباحة ". وقال الجرجاني : " الإفتاء : بيان حكم المسألة " . والفُتيا مَقامُها عظيمٌ ، وخطرُها جسيمٌ ، لذا اعتنى أئمَّة السلف وعلماؤهم من أصوليين وفقهاء بشأن الفتيا ، حيث وضعوا لها القواعدَ ، وبيَّنوا الشروط التي يلزم تحقُّقُها في المفتي والمستفتي . قال الإمام النووي في كتابه آداب الفتوى : " قال العلماء : فإن المفتي موقع عن اللَّـه ". وقال الإمام أبن القيم في كتابه إعلام الموقعين : " والمفتي هو المبلغ عن اللَّـه تعالى ، والواسطة بين اللَّـه وخلقه في بيان الحلال والحرام لمن استفتاه ، ومقامه عظيم ، خصوصًا فيما يتعلَّق بالصدع بالحق ، وبيان الحلال والحرام في المسائل التي تحتاجها الأمة ويكثر فيها الالتباس والخفاء ، أو تكثر فيها الأهواء والباطل " . / نقل ما سبق من موقع طريق الأسلام ، بتصرف مع أضافات الكاتب .
القراءة :                                                                                                                           أولا - ما قاله شيوخ وأئمة الأسلام عن رجال الأفتاء ( " فإن المفتي موقع عن اللَّـه ". " والمفتي هو المبلغ عن اللَّـه تعالى ، والواسطة بين اللَّـه وخلقه في بيان الحلال والحرام لمن استفتاه " .. ) ، جعلهم في مكانة أكثر من مقدسة ، ووضع هالة من اللاهوت المتفرد دنيويا على مكانتهم في المجتمع ، وعلى ودورهم في الحياة بكل تفاصيلها ، لأنهم يقومون بنصح بل بتوجيه العامة ، بتحديد ما يصح وما لا يصح ، وما يحل وما لا يحل للفرد ، وعن تصنيف الحلال والحرام ، فهم يعتبرون الوسطاء بين الله وبين العامة ، وهم بذات الوقت المبلغين عن الله ، وأرى أن هذا الوضع غير مقبول لا منطقيا ولا عقليا .
ثانيا - أما القول من أن الفتوى " الفتوى إخبارٌ عن حكم الله تعالى في إلزام أو إباحة " ، فهذا القول لا يمكن أن ينطبق على الزمن الحالي ، لأن الله وضع قواعدا أساسية ، وهي ( لا تقتل لا تسرق لا تزني .. ) ، وليس من المنطق أن ينجر الله الى تفاصيل أحكاما حياتية مجتمعية للقرن 21 ، ولكن رجال الدين كالعادة ، يضعون أنفسهم في مجالات تفسيرية وأيضاحية وتأويلية للنص القرآني الماضوي ، ومن جهة أخرى ، أن رجال الأفتاء أخذوا يفتون بما لا يحق لهم ، لأنه حتى القواعد الأساسية لأحكام الله ، لا يمكن أخذها بما أنزلت قبل ألاف السنين ، وما يصح أنذاك لايمكن أن يصح الآن .     
ثالثا - هذا الأمر / الأفتاء ، وضع حجرا وسياجا حديديا على عقول المسلمين ، وأسدل غشاءا على عيونهم ، وجعلهم لا يبصرون ، وهذا الوضع أيضا ، أحال المسلمين الى عبيد لرجال الأفتاء .. وللعلم ، لقد تأسست دوائر للأفتاء في معظم الدول الأسلامية ، لها مكاتب ، وتعتمد على أليات حول كيفية الحصول على الفتاوى ، مما زاد في عملية تحجير عقل المسلم ، خاصة من الطبقات غير الواعية ، وحتى الواعية منها .
رابعا - وجود دوائر للأفتاء ، وأنتشار أنظمة الأفتاء المؤسساتية - خاصة في الدول العربية الأسلامية ، جعل من السلطة المدنية القضائية ، مهملة ومهمشة وغير فعالة ، خاصة في الدول التي يسيطر أو يغلب عليها الوازع الديني / كمصر ، وكان من المفروض على الدول ، أن تلجأ الى قانون مدني / حضاري ، للبت بقضاياها على أختلاف تصنيفاتها وتبويباتها ، حتى وأن كان الأمر يتعلق بقضايا الزواج والطلاق والأرث وحضانة الأطفال .. فيجب الأبتعاد عن الفتاوى واللجوء الى المحاكم الشرعية / على أقل تقدير أن وجدت ، أو الى محاكم الأحوال الشخصية ، في البت بالقضايا الأشكالية .
الختام :                                                                                                                                    1 . أذا أستمر وضع الفتاوى بالتطور على هذا المنوال ، فالأمر يمكن أن ينسحب الى باقي الطوائف الدينية ، فيصبح لليهود وللمسيحيين والصابئة و .. هيئات أفتاء خاصة بهم ، وهذا الأمر سيعمل بالتأكيد على شل مؤسسات الدولة القضائية النظامية ، وأحلال لجان الأفتاء عوضا عنها .                                                                                                                            2 . الى متى يظل العامة من المسلمين يعتقدون ، بأن الحل لا زال فقط في الأسلام ، كمعتقد ، ونهج حياة ، وأسلوب تعامل مجتمعي ، والى متى يبقى الأعتقاد بأن الحل يجب أن يستقى من فتاوى تستند على أحكام نصوص ماضوية لا تمت بصلة حداثوية للواقع المجتمعي الحالي ، بكل تغيراته الزمكانية ، من جانب أخر ، هل الله أوصى بأن تنقل أو تبلغ شرائعه أو أحكامه عن طريق رجال الدين ، وهل أصبح الله كما يقال : " حلال مشاكل " ، وهل عملية الوصول الى حلول للمشاكل الحياتية تحتاج الى فتاوى من قبل رجال الدين ، وهل المجتمع بمفكريه / خاصة رجال القانون منهم ، عاجزين عن أيجاد حلول حضارية لمعضلاتنا المجتمعية - التي يجب أن تعتمدعلى المعالجات والحلول العقلانية للمشاكل ذاتها ، وليس على الفتاوى .. هذا هو التساؤل والسؤال بذات الوقت ! .   

71
                       الرسول الأمي بين المخفي والمستور
أستهلال :                                                                                                                                                                                 قد تعرضت لهذا الموضوع عدة مرات عرضيا ، وأرتأيت في هذا المقال ، أن أقدم مجرد أضاءة تكميلية كأضافة لما أسلفت . الموضوع :                                                                                                                                  أولا - محمد رسول الأسلام منذ نعومة أظفاره مهتم بالتجارة ، ( عمل النبي في التجارة ، وكانت تلك المهنة فرصةً كبيرةً لتعامله مع النَّاس بمختلف أطيافهم ، وانطلق برحلته الأُولى إلى الشَّام ، وكان في ذلك الوقت صغيراً ، حيث تعلَّق بعمّه أبي طالب عندما همَّ بالخروج إلى الشّام للتِّجارة ، فاستجاب عمه لطلبه ، وحمله معه على البعير .. / نقل من موقع موضوع ) ، هنا ممكن أن نقول أنه كان صغيرا ، وكان ليس مسؤولا كما كان لاحقا ، عندما تسلم تجارة خديجة بنت خويلدة / وهي سيدة أعمال وتاجرة - زوجته لاحقا ، ( وفي الخامسة والعشرين من عمره ، كان النبي يتجر مع السائب بن أبي السائب . حتى سمعت عن صدقه وأمانته السيدة خديجة وكانت امرأة تاجرة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال في مالها ، فلما بلغها عن رسول الله من صدق حديثه ، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرًا ، وتعطيه أفضل ما كانت تعطى لغيره  ، مع غلام لها يقال له : ميسرة فقبل رسول الله ، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدما الشام ، وباع محمد سلعته التي خرج بها ، واشترى ما أراد من سلع ، فلما رجع إلى مكة وباعت خديجة ما أحضره لها تضاعف مالها / نقل من موقع الحبيب) .  * التساؤل هنا ، هل من المنطق أن سيدة أعمال تستأجر رجلا أميا ليتاجر لها ، من المؤكد أن هذا خلاف للواقع ، فكيف يتاجر مع التجار الأخرين ، هل يتاجر بالأستذكار معهم ، من المؤكد أن الأمر يحتاج لرجل متعلم ، ليعرف ما له وما عليه. 

ثانيا - لا تعني كلمة النبي الأمي ، بأن الرسول كان جاهلا / لا يقرأ ولا يكتب ، مثل ما يروج له شيوخ الأسلام ، وأنقل هنا مقطعا ، من موقع / العتبة الحسينية ، يؤكد بأن محمدا كان غير أميا (( إذن ( الأمي ) أي : مَن تؤمُّ له الخلائق كلُّها ، وبهذه التبعية العليَّة لإماميته الكبرى ، تتم الشفاعة فالجنَّة . يدل هذا على ان كافة الوجوه لكلمة ( الأميين ) : تعني الذين أمُّوا لسيدنا محمد ، أي تبعوه ، حيث يمتدحهم تعالى بهذه الصفات بقوله : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ .. / 2 سورة الجمعة } . )) . وهناك رأيا أخرا وفق موقع / البساط الأحمدي ، يؤكد أيضا أن الرسول كان غير أميا ( أميّ ، نسبة إلى الأمم من غير بني إسرائيل . وقد استخدم الكتاب المقدس هذه التسمية كما استخدمها القرآن لتعني من هم ليسوا من بني إسرائيل أو من أهل الكتاب جميعا حيث يقول تعالى " وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ / 21 آل عمران " ) . * التساؤل هنا : أتعني كلمة أمي"أن الرسول مَن تؤمُّ له الخلائق كلُّها" أم تعني "نسبة إلى الأمم من غير بني إسرائيل" ! .

القراءة :                                                                                                                                   ما تم سرده في أعلاه ، مطروح في العموم في المصادر والمراجع ، كنقاط متداولة ضد أن الرسول كان أميا / بل أنها تفند هذا المنحى  ، ولكني أرى وجود محاور أخرى أعمق وأثبت مما ذكر ، منها :
1 . كون أن الرسول أمي تخالف مجريات الوقائع والأحداث ، ففي نزول القرآن عليه / على سبيل الجدل ، كيف لأمي أن يحفظ هذا العدد الهائل من الآيات ، من الملاك جبريل / المفترض ، وينقله الى كتبة الوحي ، لأن العملية تحتاج الى فرد متعلم ، هذا أذا علمنا ( أن عدد آيات القرآن هو 6236 آية ، وأنه نزل في 23 سنة .. وإذا أضفنا البسملات لعدد الآيات ، سوف نجد عدد آيات القرآن مع البسملات جميعاً هو 6348 آية / نقل من موسوعة الكحيل ) ..                                                   * أيعقل لرجل أن يحفظ كل هذا العدد من الآيات ، ومن ثم يقوم بنقلها الى كتبة الوحي ، وكيف له أن يدقق من صحة ما كتب ، أذا كان لا يقرأ ويكتب ! .

2 . الأمر الأخر ، أن رسول الأسلام كان محاطا به رهطا من الصحابة كلهم يقرأون ويكتبون ، ومنهم كتبة الوحي ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، ( قال ابن القيم : فقد ذكر أهل السيرة أسماء الصحابة الذين كانوا يكتبون الوحي أو الرسائل للرسول : أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام ، وعامر بن فهيرة ، وعمرو بن العاص ، وأبي بن كعب ، وعبد الله بن الأرقم ، وثابت بن قيس شماس ، وحنظلة بن الربيع الأسيدي ، والمغيرة بن شعبة ، وعبد الله بن رواحة ، وقيل : إنه أول من كتب له معاوية ابن أبي سفيان ، وزيد بن ثابت ). * التساؤل : ألم يكن من المنطق أن يعلموا الصحابة رسولهم القراءة والكتابة ليفتخروا به بين القبائل ! هذا أولا ، أما ثانيا ، ألم يشعر الرسول ذاته ، بشئ من أن الخجل والحرج ! ، من أن صحابته متعلمون وهو أمي .

3 . أما المحور المهم ، أن أحفاد الرسول / آل بيته ، كانوا يقولون أن رسول الأسلام - أي جدهم ، لم يكن أميا ، ( يُحدّثنا جعفر بن محمد الصوفي ، يقــول : سألتُ أبا جعفر - #الإمام_الجواد-  فقلتُ : يا بن رسول الله لم سُمّي #النّبي_الأمي ؟ فقـــال : ما يقول النـاس ؟ قلتُ : يَزعمون أنّه إنّما سُمّي الأمي لأنَّه لم يُحْسِن أن يكتب . فقـــال : كذبوا عليهم لعنة الله . أنّى ذلك واللهُ يقول في محكم كتابه : " هو الّذي بعث في الأميّين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة .. / 1 – 2 سورة الجمعة " . فكيف كان يعلّمهم ما لا يُحسن ؟ ! ، والله لقد كان رسول الله يقرأ ويكتب باثنتين وسبعين أو قال  بثلاثة وسبعين لساناً وإنّما سُمّي الأمي ؛ لأنّه كان مِن أم القرى#أهل_مكّة ، ومكّة من أمهات القرى ، وذلك قول الله عزّ وجل ومن حولها .. / نقل من موقع الشيخ الغزي ) ..                                                                  * وهنا نلاحظ أن الأمام الجواد كان مغاليا في وصف ألسن محمد ، بأنه كان يتكلم ب 73 لسانا - ولم يوضح لنا ماهية هذه الألسن ، وبذات الوقت يضيف معلومة أخرى ، من أن الأمي ، تعني من أن رسول الأسلام كان من " أهل مكة " .
 
4 . وهناك واقعة أخرى ، وهي وصية الرسول قبل مماته ، عندما أراد كتابة وصية لقومه ، وهي دليل على معرفة الرسول القراءة والكتابة ، فكيف لشخص أن يكتب وصية وهو أمي ( حدثنا : ‏يحيى بن سليمان ‏‏قال : ، حدثني : ‏‏إبن وهب ‏.. عن ‏ ‏إبن عباس ، قال : ‏ لما إشتد بالنبي ‏‏وجعه قال : ‏إئتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ، قال عمر ‏: ‏أن النبي ‏ ‏غلبه ‏ ‏الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فإختلفوا وكثر ‏‏اللغط ‏، ‏قال : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع ‏فخرج ‏إبن عباس ‏ ‏يقول ‏: ‏إن ‏ ‏الرزية ‏ ‏كل ‏‏الرزية ‏ ‏ما حال بين رسول الله ‏ ‏وبين كتابه . / نقل من صحيح البخاري -  كتاب العلم - باب كتابة العلم ‏) .

الخاتمة :                                                                                                                                    (1) كل المؤشرات والوقائع تدلل على أن الرسول كان يقرأ ويكتب ، أما شيوخ الأسلام فلهم رأيا ثانيا ، لأنهم يؤمنون بأن صفة " الرسول الأمي " دليل وأثبات على أن الرسول ليس كاتبا للقرآن ، وأن القرآن منزل / وهذا موضوع أخر يمكن أن يناقش في مقال مخصص له . (2) أن المثير للأستغراب ، أن ما ذكر من قرائن وحجج على نفي أثبات أن الرسول أمي ، يقابلها نص قرآني تام يؤكد أن الرسول أمي / لا يقرأ ( فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ ، فَقالَ : اقْرَأْ ، فَقالَ له النَّبيُّ َ: ما أنَا بقَارِئٍ ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ : اقْرَأْ ، فَقُلتُ : ما أنَا بقَارِئٍ .. فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } حتَّى بَلَغَ { عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } / سورة العلق : 1 - 5 / نقل بأختصار من موقع الدرر السنية ) . (3) التساؤل هنا ، أنصدق النص القرآني المذكور / سورة العلق 1 - 5 ، وننكر النصوص القرآنية الأخرى ( 2 سورة الجمعة ) و ( 21 سورة آل عمران ) .. ! ، أم نصدق السور الأخرى دون سورة العلق ! . (4) تساؤل أخر : أنلغي كل ما ذكر في الموروث الأسلامي من روايات ، مؤيدة بقرائن وحجج ، من أن الرسول كان يقرأ ويكتب ، أم نصدق نص " سورة العلق " أعلاه . (5) يتضح من كل ما سبق أنه هناك تضاددا وتقاطعا بين النصوص القرآنية وبين ما روي في الموروث الأسلامي ، وهذه أشكالية في المعتقد خاصة في حقبة الوحي المبكر ! .                                                                                                                     خلاصة الأمر : ليس من فرد يستطيع الأجابة على كل ما ذكر من تساؤلات ، نقطة رأس السطر .

72
                                  أضاءة .. بين الهوية الدينية و الهوية الوطنية
1 .  الدين في واد - لأنه معتقد ، والوطن في واد أخر - لأنه أرض وشعب وأنتماء و .. هذين المفهومين ، بالرغم من بساطة تدوالهما العام مجتمعيا ، ولكنهما وفق المفاهيم الأيدولوجية للأحزاب الأسلامية المسيسة ، والحركات أو الجماعات الدينية / كجماعة الأخوان وغيرها ، والمنظمات الأرهابية الأسلامية / القاعدة وداعش وغيرها .. فلهم وجهة نظر أخرى .  لأن الهوية الوطنية تحكمها دستور وطني دائم / أو مؤقت ، يحكم كل الشعب ، بكل معتقداته وأطيافه وقومياته وأثنياته .. ضمن تلك البقعة المحددة من الأرض وشعبها ، أم الهوية الدينية ، فهي لا تضع للوطن أو للدولة أي وزن ، لأنها لا تعترف فكريا بهذا النهج ، فهي ضد الوطنية ، بمعيارها العام والخاص ، وذلك لأنها تخضع للمعتقد ، وتضعه فوق مفهوم الدولة أو الوطن ، ولأجله / مثلا ، قال المرشد العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة ، محمد مهدي عاكف " طز بمصر  .. " / وهو المصري ( أثار حوار صحافي نشرته صحيفة « روزاليوسف » اليومية قبل أيام مع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة محمد مهدي عاكف أزمة عنيفة بين الصحيفة وجماعة الإخوان ، حيث تضمن نص الحوار عبارات على لسان عاكف قال فيها « طز في مصر.. وأبومصر.. واللي في مصر» ، وقابل الإخوان النشر بانتقادات عنيفة وتأكيدات بأن ما نشر " كلام مفبرك " / نقل من موقع دنيا الوطن ) .
2 . أن ألغاء مفهوم الوطنية يقود الى ألغاء الولاء ، وسيؤدي بذات الوقت الى تحطيم القيم الوطنية ، وهذا الأمر يقود الى العمالة والخيانة ! ، وأكبر مثال على ذلك ، ما قام به الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي / 2012 – 2013 ، الأخواني الأنتماء ، بنقل أسرار مصرية أمنية لدولة قطر ( اتهام مرسي بتسريب أسرار لقطر عبر قناة الجزيرة قال مكتب النائب العام المصري إن تحقيقاته السرية كشفت عن تورط الرئيس المعزول مرسي في تسريب أسرار الدولة لقطرعبر قناة الجزيرة . يواجه مرسي تهمة إساءة استغلال منصبه وتسريب وثائق من المؤسسات الأمنية إلى المخابرات القطرية. / نقلا عن وكالة رويترز ) . فالهوية الدينية لا تضع حدا أو فاصلا للمسموح والممنوع ، وهذا الأمر يشكل خطرا على الوطن ! .     
3 . أن الأحزاب الأسلامية لا تهتم بالمصلحة الوطنية ، ولا تهتم بالمعيار والقييم الوطنية ، فمثلا حزب الدعوة الأسلامي في العراق ، يخدم دولة أيران ، وكذلك حزبا الله اللبناني والعراقي يخدمان معا - دولة الأمام الولي الفقيه الخامنئي في أيران ، وهذا يشكل دورا كارثيا للهوية الوطنية للعراق ولبنان ! . والمنتسبين لهذه الاحزاب ، وغيرها الكثير ، مغيبين عن حقيقة دور هذه الاحزاب في خدمة الأجندة الأجنبية .
4 . في هذا المقام يحضرني حقبة الحرب العراقية الأيرانية 1980 - 1988 ، بين أيران ولاية الفقيه / الأمام الخميني ، وبين العراق الأشتراكي العلماني ، أيران تحمل هوية دينية / شيعة أثني عشري ، والعراق ذو الطيف المتعدد دينيا ومذهبيا وقوميا وأثنيا .. الجانب المهم ، أن أيران متأكدة ، من أن الجيش العراقي كان جله من الشيعة / أي معظم ضحايا الحرب كانوا من الشيعة - ذات المذهب الأيراني ، ولكن هذا لم يؤثر في قرار وقف الحرب ، التي تعنتت أيران الخميني في قبوله   ( ولم يجد «الخميني» ما يصف به مشاعره وهو يعلن الموافقة ، سوى القول بأنه يتخذ قرارا لا يرغب فيه كمن «يتجرع السم» ، وفقا لـ«الشرق الأوسط». / نقل من موقع الخليج الجديد ) .. أن أيران تحمل هوية فارسية ، هذه الهوية طغت على الهوية الدينية وحتى على الهوية الوطنية ، هنا نلحظ أذن أن الهوية القومية تقاطعت مع الوطنية والدينية ، وتجاوزتهما .
أضاءة :                                                                                                                                              من كل ما سبق ، أرى : أن المعتقد الديني - كهوية و فكر لا يخدمان الوطن ، بحدوده الجغرافية - دستورا وسياسة .. ، ولا تحافظ هذه الهوية / أي الهوية الدينية ، على خيرات وثروات الأوطان ، لأنها عابرة للحدود ، أما الهوية الوطنية ، فهي مشروع للحفاظ على الوطن ، شعبا وثروة وأمنا . 

73
                                           أضاءأت .. شيوخ الأسلام والأرهاب الفكري
 
 * أصبح تناول أي موضوع عقائدي ديني ، أو نقد أي حديث لرسول الأسلام ، أو حتى التعرض لأي رواية من الموروث الأسلامي ، كالذي يقبض على النار بين فكيه ! ، وذلك لأن شيوخ الأسلام قد أحتكروا الحقيقة كلها ، معتبرين أنفسهم ممثلين لله على الأرض ، لا أمرا يمر ، أو رأيا يؤخذ ، أو فعلا يطبق ألا من " خلالهم  " ، وأصبح مقامهم كأصحاب الأمر والنهي والقول والفصل في الدنيا والأخرة .
* أن الجهل الديني في المعتقد الأسلامي من قبل العامة ، يقود الى التخلف في الوعي والأدراك ، لذا سيسيطر على الجمهور العام من المسلمين - على تفكيرهم وحياتهم بالمجمل ، عدد من شيوخ الدين - ومنهم السلفيين والأخوان و .. ، وسيصبح هذا الجمهور العام من المسلمين - مستقبلا ، متسلفين ، وهذا التسلف سيقودهم الى أن يتحولوا الى التطرف والغلو ! .
* أن المخيلة الدينية لدى شيوخ الأسلام ، وضعت الجمهور العام من المسلمين في قالب - شبه صنمي ، يشكله شيوخ الدين وفق أمزجتهم ، هذه الأمزجة التي تنطلق من مصالحهم ومنافعهم الشخصية ، فلا صوت يعلو فوق أصوات الشيوخ الممتلكة للحقيقة التامة ! .
* أن التزمت والتطرف جعل من شيوخ الدين ، يرفضون ويدينون ، بل يكفرون أي نقد للموروث ، بل أي تفكير عقلاني وتنويري لموروث قابع في غياهب السراديب لأكثر من 14 قرنا ، وهم لا يقبلون بذات الوقت ، مجرد التفكير بمصداقية هذا الموروث ، من قبل الأخرين ، فهم الذين يفكرون ، وهم الذين يفتون ، وهم الذين يقررون مصير المسلمين والمعتقد معا .
* على وزن الأرهاب الدموي - الذي تمارسه المنظمات الأرهابية ، أصبح شيوخ الأسلام الأن ، يمارسون أرهابا فكريا على العقول ، فهم يحجرون على الأبداع الفكري ، ويكممون الأفواه ، ويصادرون العمليات التنويرية للعقول المتحررة ، التي تريد تحطيم الأسوار التي تصادر حرية التفكير ، ظنا منهم تكبيل وتقييد الأنسان الحديث .. غافلين من أن السهم قد أنطلق ! . 

74
                                     تقاطعات شريعة الأسلام مع ظرفي الزمان والمكان

الموضوع :                                                                                                                            يعتقد ، بل يؤمن شيوخ الأسلام - من السلفيون والوهابيون وجماعة الأخوان والدعاة ومعظم جمهور المسلمين ، بأن الأسلام صالح لكل زمان ومكان - أي أن " الأسلام هو الحل " ، وقد كتب الكثير من هؤلاء كتبا في هذا الصدد ، منهم الدكتور محمد عمارة - مؤلفه " هل الإسلام هو الحل ؟ لماذا وكيف ؟ " ، والذي بين فيه ( .. الحل الإسلامى لجميع المشاكل التى تواجه الحياة الفكرية ، والنهضة العقلية ، والنظام السياسى ، والقضية الاجتماعية ، تحرير المرأة وحقوق الإنسان ..).  وسأتناول في هذا المقال المختصر بعض الأحكام الشرعية الأسلامية ، ومن ثم سأقرأها قراءة عقلانية حداثوية :               1 . قطع يد السارق : وقد جاء في تفسير هذا الحكم الشرعي ، التالي ( فقطع يد السارق ، هو قطع حقيقي ، ببتر ، وإبانة اليد عن الجسد ؛ قال تعالى"السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{المائدة:38}" وجرى عليه عمل المسلمين ، من لدن رسول الله إلى يومنا . فما ذكرته من أن معنى القطع في الآية تعطيل اليد عن العمل بالسجن ، إنما هو تعطيل للشريعة ، ومعارضة لحكم الله تعالى الصريح.  / نقل من موقع أسلام ويب ) .                           * هل هذا الحكم الشرعي ألهي رباني ! ، وهل الله دموي وسفاح ليأمر بقطع يد السارق ! ، والسارق أصلا هو من عباده ، هذا من جانب ، ومن جانب ثان ، ألم يكن من المفروض أن يسأل السارق عن توبة ، أم تقطع يده مباشرة ، دون فرصة للتوبة ، ( فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ / 39 سورة المائدة ) ، والشرع يرفض السجن كعقوبة للسرقة ، من جانب أخر ، ألم يكن من المنطق أن القطع يصدر لمن تكررت سرقاته دون موجب / بالرغم من شناعة العقوبة ، والملاحظة المهمة ، ما يتركه هذا الفعل من أثر أجتماعي ونفسي على الفرد ، خاصة أذا طبق في عالمنا اليوم ، أذن قطع يد السارق ، أسلوب غير أنساني ، لا يتناسب والوضع الحضاري لعالم القرن الواحد والعشرين ، والتساؤل الأخير ، أن عمر بن الخطاب / ذاته ، قد عطل العمل بقطع يد السارق في عام الرمادة 18 هج / عاما كان عام قحط وجوع وجفاف ، والتعطيل هنا ، منطقي وذلك للظروف الصعبة التي مر بها المسلمين - أذن الأسلام لا يصلح لكل زمان ومكان .

2 . الرجم : سوف لن أخوض في حيثيات هذا الحكم الشرعي ، وأنما سوف أسرد ملخصا عنه ( ثبت حدُّ الرجم للزاني للمُحصَن وكذا الزانية المحصَنة بالكتاب والسُّنَّة وإجماع أهل السُّنة والجماعة ، ولم يُنْقل أو يُعرف عن أحد من الصحابة أو التابعين أو أحد من أهل السُّنَّة والجماعة أنه أنكره .. قال الفقيه ابن قدامة الحنبلي ، في “ المغني ” (9 / 39)‏:‏ “ وهذا قول عامة أهل العلم من الصحابة والتابعين ومَن بعدَهم ”. وقال :” ثبت الرجم عن رسول الله بقوله وفعله في أخبار تشبه المتواتر ، وأجمع عليه أصحاب رسول الله ”. روى البخاريُّ ومسلم في صحيحَيْهما عن أبن عباس ، أن عمر بن الخطاب صعد المنبر فخطب الجمعة ، وكان مما قال :  “إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقّ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ ، فَقَرَأْنَاهَا ، وَعَقَلْنَاهَا ، وَوَعَيْنَاهَا ، رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ .. “ / نقل من موقع جمعية الأتحاد الأسلامي ) .                                  * آية الرجم آية شنيعة ومقززة بحق الأنسانية ، ولا زالت تطبق في الكثير من الدول الأسلامية / أفغانستان وباكستان وأيران والسعودية وغيرها ، وهنا لا بد لنا أن نسأل ألا توجد قوانين وضعية مدنية تعالج هذا الوضع غير عملية الرجم الهمجية ! ، من جانب أخر ، أيمكن مثلا أن يقف الرجل المسلم وسط باريس أو أميركا وأن يرجم أمراة  ! ، وهل هذا الفعل حضاري ، وما رد فعل المجتمع على هكذا أفعال ! . هذا الحكم الشرعي هو أكبر برهان على أن النص القرآني نص تاريخي ، وجد في ظرف زمكاني محدد ، قبل أكثر من 14 قرنا ، لا يمكن تطبيقه لاحقا . ويحضرني في هذا المقام ، قول السيد المسيح لليهود ، عندما كانوا يرجمون أمرأة ، لعلة الزنى : ( مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ / أنجيل يوحنا 8 : 7 ) .

3 . قتل المرتد : يعتبر قتل المرتد ، حكما يجب التوقف عنده عميقا ، ويمكن تلخيصه بما يلي ( تنقسم الأمور التي تحصل بها الردة إلى أربعة أقسام : أ ‌- ردة بالاعتقاد ، كالشرك بالله أو جحده أو نفي صفةٍ ثابتة من صفاته أو إثبات الولد لله فمن اعتقد ذلك فهو مرتد كافر . ب‌ - ردة بالأقوال ، كسب الله تعالى أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم . ج - ردة بالأفعال ، كإلقاء المصحف في محلٍ قذر ؛ لأن فعل ذلك استخفاف بكلام الله تعالى ، فهو أمارة عدم التصديق ، وكذلك السجود لصنم أو للشمس أو للقمر . . د - الردة بالترك ، كترك جميع شعائر الدين ، والإعراض الكلي عن العمل به .. ما هو حكم المرتد ؟ : إذا ارتد مسلمٌ ، وكان مستوفياً لشروط الردة - بحيث كان عاقلاً بالغاً مختاراً -  أُهدر دمه ، ويقتله الإمام - حاكم المسلمين - أو نائبه - كالقاضي - ولا يُغسَّل ولا يُصلى عليه ولا يُدفن مع المسلمين / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) .                * وأرى أن نركز على تغيير المعتقد / أي المتحول من الأسلام الى معتقد أخر . والتساؤل هنا لم الفرد يقتل عندما يغيير دينه ، والنص القرآني يقول ‏‏: « لا أكراه في الدين .. / 256 سورة البقرة » ، وتأكيدا على هذا النهج ، نلحظ نصا قرآنيا أخرا يعزز ذات الأمر ‏‏( ‏وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ / 99 سورة يونس ) ، ولكن نفاجأ  بحديث رسول الأسلام القائل ‏(‏ من بدل دينه فاقتلوه‏ )‏ ‏، وهنا نكون أمام موقفين متناقضين وهما : موقف رب القرآن الذي يحلل للمرتد تغيير معتقده ، وموقف محمد الذي يحرم فعل الردة ، بل محمد يأمر بقتل المرتد ! . وهذا التناقض في الموروث الأسلامي وضع الفرد المسلم في حيرة لمن يتبع ، أيتبع أله القرآن أم يتبع رسول القرآن ! .           
خاتمة :                                                                                                                                (1) ما ذكرته هو غيض من فيض من الأحكام الشرعية ، التي لا يمكن أن تطبق ليس في وقتنا الحالي ، بل أنها حتى في تأريخيتها الفعلية كانت مقيتة . (2) أن الأمر الجلل .. أن شيوخ الأسلام يعظمون من الحكمة الألهية للشرع الأسلامي ، لذا فهم يعتبرون بأن الأسلام كعقيدة ، صالحة لكل زمان ومكان ، وهذا الأمر خلاف للتطور الأنساني والمجتمعي ، فالعقلية الجاهلية قبل 14 قرنا ، هي ليست عقلية القرن الواحد والعشرين ، وما كان صالحا أنذاك لا يمكن أن يقبل الآن . (3) أننا نلحظ في بعض الأحكام ، أن محمدا يخالف النص القرآني ، وهذا الأمر ظهر جليا من حديثه ‏(‏ من بدل دينه فاقتلوه‏ )‏ وغير ذلك ، لأن رغبة محمد كانت منصبة في تحجيم حرية الاعتقاد ، وذلك لأنه ينظر الى الوضع العددي للمسلمين / أي من أجل عدم تقليل عدد ما أقنعهم محمد بالأسلام ، لذا هناك تعمد في ذلك حتى وأن تقاطعت أحاديثه مع النص القرآني ! .                                                                                   أخيرا .. لا زال شيوخ الأسلام يتخبطون في قمقم الماضي ، جاهلين أن الماضي لا يمكن أن يكون صورة للحاضر ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ، وهم يتجاهلون ، من أن الحاضر يجب أن يؤسس ويؤطر بمعطياته الأجتماعية الحضارية ، من أجل رسم صورة للمستقبل الذي تسعى أليه المجتمعات .   

75
                                               المثلية الجنسية .. أضاءة
المقدمة :
بداية لا بد لنا أن نسرد بعض المعلومات العامة عن المثلية ، حيث يندرج تحت هذا المفهوم الكثير من المصطلحات ، منها :                                              lesbian: L امرأة تواجه الحب الرومانسي أو الانجذاب الجنسي لامرأة أخرى كـ شريك رومانسي لها ..                       G: gay في معظم الأحيان تستخدم لوصف الرجل الذي يواجه الحب الرومانسي أو الانجذاب الجنسي لرجل ..                                  bisexual  B: رجل أو امرأة يواجه رومانسية و / أو الانجذاب الجنسي نحو كل من الذكور والإناث ..
A: asexual شخص لا يعاني من الانجذاب الجنسي يمكن للأشخاص اللاجنسيين أن يتواعدوا ويكونوا في علاقات لكنهم لا يمارسون الجنس ..
A: ally الحليف هو شخص يعرف بأنه من الجنس الآخر ( المعروف أيضاً بإسم مستقيم )  ..                           وهناك الكثير من الحالات والمصطلحات الأخرى يمكن الرجوع لها في حالة الأستزادة .. / أعتمدت في المقدمة على موقع هلو USA .. ولكن مقالي هو ليس في بحث هذه المصطلحات ، وماذا ترمي ، والحالات الفسيولوجية والسيكولوجية المرافقة لها ، وأنما المقال مجرد أضاءة ل رأي شخصي ، لهذا الموضوع - الذي أعتقد سيكون الأهم خلال العقود القادمة .

القراءة :                                                                                                                                      أولا - الذي حفزني لكتابة هذا المقال هو قرار مجلس الشيوخ الأميركي - المنشور في موقع /  CNNفي 30 .11 2022
( في تصويت تاريخي .. مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعا يحمي زواج المثليين .. وبايدن يعتبره إنجازا من الحزبين:  الحب هو الحب ) ، وأنا لا أدري ما هي مقتضيات الأمن المجتعي ! ؟ ، لأتخاذ هكذا قرار بأجماع ديمقراطي مع بعضا من أعضاء الحزب الجمهوري . وبذات الوقت ، أتعجب تماما من تعليق الرئيس الأميركي بايدن من قوله " الحب هو الحب " ، من جانب أخر ، هل في الأنجيل ، يوجد هكذا نصوص / أي في تحليل زواج المثليين . وهل يجهل أعضاء مجلس الشيوخ ما كتب في الكتاب المقدس ! ؟ ، وألم ينصحوا الرئيس بايدن ، بأنه في سفر التكوين يوجد نصا يقدس " فقط " العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة " يترك الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا / تك 2: 24 ".

ثانيا - ليس لدينا الحق أن ننتقد أو نعادي بعض الحالات الفسيولوجية ، لبعض الأفراد ، مثلا عدم أكتمال الأعضاء ، أو من هم مولودين بنقص معين في الأعضاء الذكرية أو الأنثوية .. كذلك أني لا أقول بمهاجمة من كان على ما ذكرنا في المقدمة ، لأنها خيار ، وكل فرد حر في خياره ، ويتحمل تبعيات هذا الخيار ، والحل ليس بعدوانية وبمحاربة المذكورين في أعلاه .

ثالثا - بعض الحلول : الغرب / أميركا وأوربا واليابان .. ، ألن يستطيعوا العمل من أجل الحد من هذه الظواهر المذكورة في أعلاه ، وهم الأفذاذ في أختراع وأكتشاف التلقيحات الطبية / الجدري وكوفيد وأنفلاونزا .. ، فالمليارات المصروفة على هذه البحوث / المختبرات والأجهزة والمعدات الطبية ، ألم يكن من الأولى أن تخصص شركات الأدوية والمؤسسات الطبية العملاقة - جونسون أند جونسون ، أبوت ، فايزر و روش .. ، قسما من بحوثها ، للحد من هذه الميول - والجنين لا يزال في رحم أمه ! ، لأن العلم / الاكتشافات والاختراعات  ، هومجموعة تجارب وبحوث ! وكل شي ممكن .
 خاتمة :                                                                                                                                   * التساؤل الأول - لمصلحة من تحطيم الأسرة ، وما هو مصير المجتمع بعد عقود من الزمن ، ولو أخذنا أميركا كمثال ( تشير التقديرات إلى أن 5.6% من الأمريكيين يعتبرون مثليي الجنس أو ثنائيي الجنس أو متحولين جنسيا ، وذلك تبعا لبعض الدراسات التي قامت بها مؤسسة غالوب الأمريكية . وتعتبر هذه النسبة التي قدمتها الدراسة مرتفعة عما كانت عليه في عام 2017 والتي بلغت حينها ما يقارب 4.5% ، بحسب ما ذكرت وكالة   "nbcnews" الأمريكية / نقل من موقع سبوتنك بالعربي ) ، أي أن المجتمع الاميركي في خطر ، بهكذا تزايد في نسبة المثلية . هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، ما هو مصير البشرية بالعموم ، بهكذا تغيير أساسي في التركيبة الجنسية لسكان الأرض ! .
* التساؤل الثاني - من وراء كل ما يحدث من تغييرات وتحولات جنسية للأفراد .. هل تقف ورائها المصالح المادية لشركات الأدوية العملاقة ! ، ورجال الأعمال ! .
* التساؤل الثالث – أم ، يقف وراء كل ذلك جهات خفية ، كالحكومات العميقة ، التي تتحكم وتسيطر على مقاليد العالم بأجمعه ، من سياسة وأقتصاد وصحة وتركيبة مجتمعية .. أم ، يقف ويدعم كل ذلك كل هولاء ! .
* التساؤل الرابع - لماذا الجهات والمؤسسات الدينية ، خاصة المسيحية منها ، مكبلة أفواهها من هكذا خراب أخلاقي ! .
خلاصة الأمر - لا أعتقد بالأمكان من وضع خاتمة لهذا الموضوع الأشكالي الأهم على الساحة المجتمعية والانسانية والطبية .. وما قدمته ، كان مجرد أضاءة .


76
                                               أضاءة حول تكفير الفكر الأخر
1 . دوما ما يهاجم " شيوخ الأسلام ، وأعوانهم ، ومن يدور في فلكهم ، من كتاب وباحثين ، ويدخل في هذا النطاق أيضا رجال الأزهر والسلفيين وجماعة الأخوان والدعاة وغيرهم .. " ، يهاجمون .. كل من نهج نهجا غير نهجهم ، أو خرج عن مسار فكرهم ، أو من حاول أن يجتهد بتفسير نصوص الموروث الأسلامي ، أو ضادد ما يعتقدون أو فسر أو وضح خلاف ما يؤمنون به ، وذلك لأنهم يعتقدون أنهم الأصح والأصوب ، وغيرهم على ضلال - على أساس أحتكارهم تمام الحق .
2 . لأجله هوجم الكثير من المفكرين ، فقط لأنهم بينوا رأيهم ، أو أجتهدوا بما يعتقدون ، ومن أولئك ، مثلا : ( الشيخ علي عبدالرازق / مؤلف كتاب الأسلام وأصول الحكم - المتوفي سنة 1966 م ، د . حسن حنفي / من منظري علم الأستغراب - وهو الشخصية المثيرة فكريا ، والذي كان جدليا - وبقى كذلك لغاية وفاته بمصر في سنة 2021 م ، وقد قال عنه أحد تلاميذه د . كريم الصياد ، أن د . حنفي ، لم يكن مصنفا على أي طرف أو أي فكر معين ! / وأرى أنه فعل ذلك حتى يكون بأمان في حياته ! ، علما أن بداياته كانت أخوانية ، أما د . نصر حامد أبو زيد - فنفوه وحاولوا تطليقه من زوجته ، أما د . فرج فودة - فقتلوه ، وكذلك د . علي شريعتي - الذي أغتالوه بلندن ، ونجيب محفوظ الذي حاولوا قتله / طعنا بسكين ، أما أسلام بحيري - فسجنوه ، وغيرهم الكثير : كنوال السعدواي ، السيد أحمد القبانجي ، والقائمة تطول .
3 . أن الحقيقة لم تكن يوما حكرا على فئة أو طائفة أو جهة بذاتها ، ومن يعتقد ذلك فهو واهم ، لأن باب العلم والبحث والأجتهاد مفتوح على مصراعيه ، ويتسع للجميع ـ وقد مضى الرأي الذي يقول أن رجال الدين هم وحدهم الذين يكتنزون القول الحق ، وحتى الحق بعينه أصبح نسبيا ، وغير مطلقا البتة ! . هذه الجماعات لم تكتفي بنوع أو بنمط معين من رفض أو مهاجمة المتنورين والمجددين والعقلانيين ، بل أخذوا ينعتوهم بأقذع الصفات ، ووصل بهم الأمر حتى الى تكفيرهم - وخروجهم عن الملة ، علما أن شيخ الأزهر بذاته د . أحمد الطيب ، لم يكفر داعش التي ذبحت وحرقت وصلبت وسحلت البشر ، وكان المسلمين أولهم ! ، ( أصدر الأزهر بياناً في 11 ديسمبر 2014 رفض فيه تكفير تنظيم داعش ، وقال في بيان:  " لا تكفير لمؤمن مهما بلغت ذنوبه . "  / نقل من https://www.al-monitor.  ) .
4 . من جانب أخر ، نرى أن شيوخ الأسلام ساهموا في قتل المثقفين والمفكرين ، وكانت لشهادة الأمام محمد الغزالي / 8 حزيران 1992 بحق المفكر فرج فودة ، علامة فارقة في الحقد والكراهية ، وتعتبر شهادة مشرعنة في تثبيت أستحقاق قتل شهيد الكلمة د . فرج فودة ( كانت شهادة الشيخ الغزالي في المحكمة دفاعاً واضحاً عن قتلة فرج فودة وتأصيلاً مستميتاً عن حق الأفراد في قتل من يرونه خارجاً على الإسلام ، وواحدة من أبرز صور خيانة المثقف في تاريخنا الحديث بحسب ما أعرف .. / نقل من موقع الدرج - مقال لحسين الوادعي .) .
شعلة :                                                                                                                                    أنه من المثير للعجب والأستغراب - الأتي : من الذي أعطى أو منح صك لشيوخ الأسلام بخصوص " تكفير الأخرين " ! ، وهل هم وكلاء لله ! ، وهل التكفير ينطبق على من يبين أو يبدي رأيا أو فكرة أو تفسيرا لنص محدد ! ، ولم لا ينطبق مبدأ التكفير هذا على رهط من " القتلة " من القاعدة وداعش والنصرة .. وغيرهم ! ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، لم الله يكفر عباده ، وهو القائل ( فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ / 39 سورة المائدة ) .. والتساؤل الأخير : لم الله يغفر لعباده ، وشيوخ الأسلام لا يغفرون !! . 

77
                                        مونديال قطر 2022 .. والدعوة للأسلام                                                             

* لا زالت قطر ، لم ولن تخرج من عباءة الأخوان المسلمين ، فهي تدور وتناور وتبعد وتهادن وتعادي وتتأمر .. ولكن قطر ، بكل ما ستخطط له ، بل كل ما خططت له سابقا ، هو يصب في خدمة أهداف الجماعة . فهي وقفت ضد مصر والأمارات والسعودية .. ومن ثم تهادنت معهم ، وكل هذه الدول بثقلهم العربي والأقليمي والدولي ، ولكن / وفق رأي ، لم يثنوا قطر عن دورها المعد لها ، قطر هي قطر مع أيران وتركيا وحماس .. من جهة ، ومع الدولة الأسرائيلية من جهة أخرى .. كلها تناقضات وتقاطعات .. وليس من اليسير التكهن بما ينتهي الأمر بها ، حكما وسياسة وأمارة !! .

* أرادت قطر ، أن تنشر الدعوة في محفل رياضي - أبعد ما يكون عن عن هكذا فعاليات ، وتقول الأخبار / بتنسيق مع الداعية القطري د. فيصل الهاشمي : أن الداعية الهندي ذاكر نايك ، وشلة من الدعاة في قطر ، منهم المصري الدكتور عمر عبدالكافي .. لنشر الدعوة ، ولكن الفيفا صامتة ، لا تحرك ساكنا من هكذا موقف مخزي بحق مونديال رياضي عالمي. 

* الكارثة أن رئيس الفيفا جياني إنفانتينو ، لم يحرك ساكنا ، ولكنه قال ( " أنا هنا ليس لإعطائكم دروسا في الحياة ، لكن ما يحصل في الوقت الحالي هنا ليس عادلا على الإطلاق . الانتقادات المتعلقة بكأس العالم تنم عن نفاق" وأضاف : " بالنسبة إلينا كأوروبيين ما قمنا به على مدار 3 آلاف سنة سابقة ، يتعين علينا الاعتذار عنه على مدار 3 آلاف سنة مقبلة قبل أن نعطي دروسا للآخرين . هذه الدروس الأخلاقية تنم عن النفاق" / نقل من موقع الحرة ) .. ولم يتجرأ رئيس الفيفا ، أن يذكر ، ما تقوم به قطر من أنتهاكات ضد الأعراف المناهضة للأخلاق الرياضية ، كالدعوة للأسلام ، ومقتل مئات العمال الوافدين - أثناء العمل ، ولكن كما يقال  Money Talk .

أضاءة :                                                                                                                                     أن شؤون الدعوة ليس مكانها ملاعب وقاعات ومنتديات الرياضة ! .. أن العمل التي تقوم به قطر مخجل ومخزي ، بحق كرة القدم ، وبحق الرياضة بالعموم ، ولكن ليس من صوت جرئ ، أن يجهر منتقدا ما تقوم به قطر ، لأن الكل أما مستفيد أو مدفوع له أو مداهن ! . نقطة رأس السطر .


78
                                         شيوخ الأسلام و " الكهنوت "
المقدمة :                                                                                                                                 الكهنوت مصطلح مرجعيته هما العقائد اليهودية والمسيحية ( وهو التقليد المتوارث منذ أيام العهد الجديد . ولقد نصّت التوراة صراحة على نظام كهنوتي دقيق ، غير أن المسيح وفق العقائد المسيحية قد ألغاه ، وكما ينصّ العهد الجديد فإن المسيح قد غدا "الكاهن الوحيد" أي الوسيط الوحيد بين الله والبشر . وقد أقام المسيح اثني عشر "مساعدًا له" وأوصاهم أعمال التدبير والإدارة والتقديس والتعليم والوعظ .. غير أن هذه الإقامة ليست بقوتهم الشخصية بل بتفويض المسيح ، وهو أساس سر الكهنوت إلى اليوم / نقل من موقعي الويكيبديا وكنيسة يسوع المسيح ) . بمعنى ان المسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والبشر - لا غيره ، والنقطة المركزية هو أن خلفاء تلامذة المسيح الأثنى عشر/ رجال الدين ، أوغلوا أضافة لواجباتهم الدينية - بتدخلات  سياسية دنيوية ، وهو ما حدث في القرون الوسطى .. أما الأن فرجال الدين المسيحي ، رجعوا للأهتمام بالشؤون الدينية الأخروية دون السياسية ، مؤسسين لحديث المسيح لتلامذته بموقعة صلبه ( مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ / أنجيل يوحنا ) ، والمسيح أيضا ، بذات الوقت ، قد فرق بين الدين والحكم والسلطة ، بقوله ( أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّهِ .. / أنجيل مرقس ) ، لذا أتبع رجال الدين المسيحي ما نهجه المسيح ، في ترك مغريات الحياة الدنيا ، بما في ذلك التدخلات السياسية .. خلاصة الأمر : ووفق ما جاء بانجيل يوحنا بأن المسيح هو " الطريق والحق والحياة " .   
الموضوع :                                                                                                                               رجال الأسلام / من أئمة و فقهاء ومفسرين وشيوخ ودعاة ومفتون / جمع مفتي ، و  .. ، الأن قد أتخذوا مقام كهنة المسيحية في القرون الوسطى ، دورا ومهاما وسلطة ، دون أي تفويض ، بل أنهم منحوا لأنفسهم سلطة الرسول والله معا ، فهم الآمر والناهي دنيويا وأخرويا معا ، وعقائديا وسياسيا أيضا ! ويمكن تسمية شيوخ الأسلام ، نتيجة لتدخلاتهم ب " الكهنة " ، كما أنهم أختلقوا أحاديث وفتاوى بما يخدم أستمرارهم النفعي بمهام الكهانة .                                                                                                                                1. قد تمادت المؤسسة الدينية للأسلام ، بكهنتها / رجال الأسلام ، كل الأفق وكل التوقعات في تملكها لحياة المسلمين ، فهم يحددون مقتربات وتقاطعات حياتهم ، من قبل الولادة الى الممات ، بل والى بعد الممات ، فيتدخلون مثلا : بكيفية دخول العريس لغرفة عروسه - وبأي رجل يبدأ ، وحتى بطريقة ممارسته للعملية الجنسية / معتمدين على أحاديث نبوية ( أمرنا النبي ألا نأتي النساء كالبهائم ، وقال : اجعلوا بينكم وبينهن رسولاً .. كالقُبلة . هذا الهدي النبوي يعلمنا أن العلاقة الزوجية يجب أن تكون منظمة وقائمة على المودة والهدوء والتمهيد للجماع . / نقل من موقع أسرار الأعجاز العلمي ) . وقد تمادى رجال الدين أكثر من ذلك ، بعرض تفاصيل العملية الحميمية ، فالداعية السعودي : بن العثيمين / 1929 – 2001 ، عالم فقيه ومفسّر ، وخطيب وأستاذ جامعي ، عضو سابق في هيئة كبار العلماء ، يقول ( وقد أباحت الشّريعة الإسلاميّة للزّوج أن يستمتع بكافّة الوسائل المُمكنة بزوجته .. وقد نهت الشّريعة عن : الوطء ، وهو الجماع في الدُّبُر ، وكذلك نهت أن يُجامع الرّجل زوجته وهي في حال الحيض، ومصّ الأعضاء أو تقبيلها لم يرد في تحريمه شيء/ نقل من موقع محتويات) .
2 . بالنسبة لموضوعة الزكاة ، والتي وثقت بنص قرآني ( خذ من أموالهم صدقة تطهّرهم وتزكيهم بها .. / 103 سورة التوبة ) ، ولكن كهنة الأسلام ربطوا تقبل الصلاة بأعطاء الزكاة - لأغراضهم المادية / وفق حديث الرسول ( أيّها المسلمون زكّوا أموالكم تقبل صلاتكم ) ! ، وذلك حتى يجبروا المسلمين على دفع الزكاة .. ولكن المعلومة الأهم ، أين تذهب أموال الزكاة ! ، أتذهب هذه الأموال للفقراء والأيتام والمساكين وللأعمال الخيرية للمسلمين ! ، أم تذهب معظمها لكهنة الأسلام ولمصالحهم الخاصة ! .
3 . وكان لكهنة الأسلام دورا كبيرا في السياسة أيضا ، وأكبر مثال على ذلك : دور الأخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا في تقويض الحكومة المصرية بواسطة الأغتيالات السياسية ، الدور التكفيري للمجتمع وأسقاط الدولة المصرية لسيد قطب ، الدور السلفي في مساندة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي العياط - وبرز من هولاء محمد حسان ومحمد يعقوب وأسحق الحويني ، كذلك تدخلات المرجعية الشيعية في النجف / العراق ، بالعملية السياسية ، ودور الكثير من رجال الدين العراقيين في العملية السياسية - كالسيد مقتدى الصدر وجلال الدين الصغير ، أما الدور الأبرز والمحوري ، والذي أسس لنظرية عقائدية شيعية جديدة هو أية الله الخميني ، وذلك في تبنيه لولاية الفقيه ، ودوره في تصدير الثورة الأيرانية للعالم ، والتي في تداعياتها المستقبلية تمثل في سيطرة النخب الأيرانية للسياسيين و العملية السياسية ككل في العراق ..
خاتمة :                                                                                                                               ليس بجديد أن قلنا أن رجال الأسلام / كهنة الأسلام ، مكانهم ودورهم يجب أن يكون في الجامع أو الحسينية فقط ، وليس دورهم في أروقة السياسة بخدعها ولعبها ، حيث أن رجل الدين المفروض به أن يكون مستقيما صادقا ، ولكن عند دخوله معترك السياسة ، الوضع يتطلب منه أن يكون لعوبا ومراوغا .. ومن جانب أخر ، على رجل الدين أن يكون خادما لربه ، عونا لرعيته ، في الشدة والعوز ، أمينا في خدمته الدينية لأتباعه - في حدود العبادات ، وأن لا يكون وصيا على العباد ، بل أن يكون واعظا وناصحا لهم ، وأن لا يكون مصادرا لحريتهم أو مستعبدا لهم ، وأن لا يسطح أو يجهل عقولهم .    أخيرا : رجل الدين يجب أن يكون القدوة لرعيته في الحياة الدنيا ، ومن الضروري أيضا أن يحجم دور كهنة الأسلام العقائدي ، كذلك أن لا يلعبوا دورا سياسيا مشبوها طمعا بالمنافع المادية أو المالية ، وأن لا يزكوا أدوار الأخرين ، من رجال السلطة والحكم .. أي أن يكونوا رجال دين ، رجال دين فقط !! .   

79
                                  الأحزاب والأنظمة الأسلامية .. و الوطن

أستهلال :                             
حين يكون الدين وسيلة والغاية هي السلطة والمال والمنصب .. يظهر بشكل جلي دور " العمائم " .                                         * يمكن أعتبار هذا المقال مكمل لمقالي " سقطت العمامة في القمامة .. العراق ينهض " المنشور في 11.12.2019 .
مقدمة :
الدين لدى الأحزاب الأسلامية ، وبذات الوقت في الأنظمة الأسلامية ، أصبح أحسن سلعة للتداول ، فهم يتبادلوه فيما بينهم ، وأمسى أفضل وظيفة - غايتها الأنتفاع ، و" العمامة " بعد أن كانت ، نوعا ما - من علامات المعرفة والوقار والأتزان ، صارت الأن وسيلة للتربح ، ولنقل الأمر بشكل أخر ، تبلورت لتكون أسهل مصدرا للرزق والتكسب من البسطاء ، يلحق بالعمامة " خاتم ومسبحة واللحى وزبيبة / مصطنعة على الجبين " ، فهل هذه الجماعات ، راكبوا موجة الدين بغض النظر عن نواياهم الخبيثة الهدامة ، هل فكروا ولو لمرة واحدة بالوطن ! .. هذا مقال مختصر ، ليس شامل ، بل مجرد أضاءات .       

القراءة :                                                                                                                                      * أولا - من أخطر الحركات أو الجماعات الأسلامية ، هم جماعة الأخوان المسلمين - مصر ، جماعة في سبيل السلطة لا أمر يمنعها ، حتى لو كلف ذلك تدمير الوطن / والخبر التالي أكبر مثال ( أعلن اللواء هاني عبداللطيف ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية المصرية ، أن الرئيس المعزول محمد مرسي وخيرت الشاطر ، نائب المرشد العام لجماعة " الإخوان " ، هددا بحرق مصر بأخطر 7 آلاف إرهابي في العالم . / نقل من العربية نت )  والجماعة لها تاريخ فظيع من الأغتيالات ( أعتمدت جماعة الإخوان الإرهابية ، العنف استراتيجية للوصول إلى مبتغاها من السلطة ، فمنذ نشأتها اتخذت من العنف ، وتحديدا جرائم الاغتيال ، سبيلا لترويع كل من يخالفها الرأي ، فقد تسببت في اغتيال القاضي أحمد الخازندار ، ورئيس الوزراء أحمد ماهر ، ورئيس وزراء مصر محمود فهمي النقراشي ، والمفكر فرج فودة ، ورئيس مجلس الشعب رفعت المحجوب ، والنائب العام هشام بركات ، فكان الاغتيال هو السلاح في يد الجماعة الإرهابية ، الذي تروع به كل من يخالفها الرأي. / نقل من موقع صدى البلد ) . جماعة لا رجاء منها ، دمرت مصر ، أيام حكمها / بعهد الرئيس محمد مرسي 2011 - 2012 ، ولولا حركة العسكر ، لكانت قد أجهزت على مصر حضارة وثقافة وفن .. الجماعة لا تعترف بالوطن ، ولا تعترف بالأرض التي هم وجدوا عليها ، لهذا قال مهدي عاكف : ( طز في مصر ) " وهو المرشد العام الأسبق للجماعة - وقد تولّى هذا المنصب في عام 2004 ". شعارها " الأسلام هو الحل " ، كان يجب أن يستبدل ب " الأخوان هم الحل ". * علما أن الجماعة تمر بأسوأ مراحلها التنظيمية ، خاصة بعد تعيين محمود حسين مرشدا للجماعة ، وقد جاء في موقع سكاي نيوز في 17.11.22 التالي"هل تنتهي حرب الكراسي في التنظيم " وأضاف الموقع بأن " حرباً جديدة بين الجبهات الإخوانية المتناحرة منذ سنوات على المناصب القيادية ومصادر التمويل داخل الجماعة..ستعزز الصراعات داخل التنظيم" .

* ثانيا - حزب الدعوة العراقي / المؤسس من قبل محمد باقر الصدر عام 1957 م ، قام الحزب قبل عام 2003 - تاركا التعليق للقارئ (1.عام 1980 عناصر من الحزب تضرب الجامعة المستنصرية ، وفي اليوم التالي وعند التشييع تقوم بإطلاق النارعلى المشيعين. 2. في الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 م ، انحاز “حزب الدعوة” لإيران واستهداف مقرات حكومية وتجمعات مدنية وكان من ضمن أفراد حزب الدعوة “هادي العامري”. 3 . تفجير “سينما النصر” وسط العاصمة بغداد ، والذي أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح. 4.عام 1982م استهدف الحزب تفجير وزارة التخطيط العراقية بسيارة مفخخة. 5.عام 1987 قام الحزب بتفجير سيارة مفخخة بجانب مستشفى “ابن البيطار” وأسفر عن سقوط قتلى . 6. وفي 15 تشرين الثاني عام 1981 ، قام عناصر من الحزب بتفجير مبنى السفارة العراقية في العاصمة اللبنانية بيروت ، وذلك بسيارة مفخخة ، وخلف هذا الانفجار مئات من الجرحى والقتلى . 7. وفي عام 1985 اغتال عناصر من الحزب معاون الملحق الثقافي العراقي في السفارة العراقية بالكويت “هادي عواد سعيد” وابنه البكر في منزلهما بالكويت / نقلت بأختصار من موقع يقين ) . بعد أستلام الحزب للسلطة 2003 ، قام قادة الحزب بتحطيم كل المبادئ الوطنية ، وكان من أبرزهم نوري المالكي - الذي أستلم رئاسة الوزراء من 2006 لغاية 2014 ، والذي خلق ثقافة الفساد والرشى والفقر ، مع التخلف في جميع النواحي الصحية والتعليمية والعسكرية .. وخسارة ثلث العراق لمنظمة داعش ، وأستغل الحزب رجالاته للدين والمذهب كواجهة ، وتربحوا من أموال العراق ، تاركين الشعب يعاني الويلات . ملخص وضع حكم حزب الدعوة وباقي الأحزاب الدينية وقطيع العمائم ، أنهم حولوا العراق الى دولة بلا وطن ورهنوه للجارة أيران .                 * ومن الضروري أن نبين ، أن حزب الدعوة بأفعال قادته الأن ، قد لا يمثلون فكر ونهج المؤسس محمد باقر الصدر ! - الذي أعدمته حكومة البعث . كما أن أي عمل قام به حزب الدعوة ضد الشعب بغرض الأنتقام من الحكومة هو مرفوض .                                                                                                              * في العراق أصبح من المتداول ، المقولة التالية أن " سرقة أموال الدولة حلال ، وذلك لأن المال العام سائب " وهذه المقولة أستخدمت نتيجة لبعض الفتاوى ، وذلك لتبرير السرقات التي تحدث في العراق ، وأنقل مقتطفات من مقال منشور في موقع / العربية ، ل رشيد الخيون ، بهذا الصدد ( تتداول بين العراقيين الشِّيعة ، منذ أبريل 2003 ، عبارة « مجهول المالك » ، التي اُتخذت ذريعة لنهب أموال وممتلكات الدَّولة ، على أنها غير شرعيَّة ، فالدَّولة الشّرعيَّة ، في الفقه الإمامي عموماً ، هي التي يقودها الإمام المعصوم .. هنا تشكلت ثقافة شعبية ، على أن الدَّولة ، في عصر الغيبة ، كلّ ما تملكه يُعد مغتصباً ، يمكن التَّصرف به بلا حرج . فالدَّولة خارج تلك الولايَّة لا تملك شيئاً ، وما يؤخذ منها بلا حقٍّ لا يُعد فساداً ، إلى جانب إذا اختلط الحرام بالحلال يُحلل بدفع الخمس لنائب الإمام .) ..  لذا الكثير يسرق وينهب أستنادا الى هذه القاعدة ! .
* ثالثا - أيران الأسلامية ، يلعب هذا النظام المؤسس وفق ولاية الفقيه ، دورا ظلاميا وبأذرع تمتد في كل الأتجاهات " العراق ، سوريا ، لبنان ، اليمن و .. " ، نظام يعزز الفوضى ، بهذه البلدان ، مسخرا أياها للحرب مع أميركا نيابة عنها . أضافة لتغذيته لمليشيات وأحزاب ، من أجل أجندات أقليمية ودولية خدمة لها ، ك " حزب الدعوة وعصائب أهل الحق .. في العراق ، حزب الله في لبنان ، ومليشيات الحوثي في اليمن .. " . هذا النظام حطم كل مبادئ المواطنة ، و صادر الحريات ، والأن يقتل المتظاهرين ، النظام الأيراني ألغى الوطن وأستبدله بحكم العمائم ، وعلى هرمه عمامة الخامنئي .
* رابعا - حركة  حماس ، المثيرة للجدل ، التي تتحرك وفق مصالحها ، دون مصلحة الوطن ، حالها حال جماعة الأخوان ، لا تهمها المبادئ ، بل تهمها مصالحا السياسية ، والدين واجهة لستر عورات الحركة ، فهي كانت متفقة مع حكومة محمد مرسي 2011 - 2012 / أيام حكمه ، من أجل خلق الفوضى في سجون مصر ، وتنسق مع قطر من جانب أخر ، ولها أتفاقات مع حكومة أيران الأسلامية بذات الوقت ، والتي لا تتفق معها مذهبيا ، بل تم تكفيرهم / أي الشيعة ، في بعض مرويات أهل السنة ، التي تنهجها حماس ( أنقسم المعاصرون في تكفير الرافضة إلى فريقين : 1 - فريق يرى كفرهم على العموم والتعيين وجعل كفرهم بمجرد الانتساب باعتبار ما تلبسوا به من نواقض مكفرة وبدع اعتقادية كفرية ، فيجعلهم جميعًا طائفة ردة عن أصل الدين ، ويحكم على أعيانهم بالكفر بمنزلة الغلاة النصيرية والإسماعيلية الباطنية.. 2 - والفريق الأخر  فصّل في حالهم وبيّن مراتبهم ، وفرق بين بدعهم وكفرهم ، وقال بمثل قول شيخ الإسلام أن فيهم وفيهم ، وزعم أن الكفر لم يتحقق فيهم فردًا فردًا ، وفيهم نفاق وتقية ../ نقل من موقع الدرر السنية ) . لم تخدم حركة حماس القضية الفلسطينية بقدر خدمة مصالحها ، فهي تعمل من أجل البقاء في الحكم والسلطة .
* خامسا - حزب الله اللبناني / ( دولة داخل الدولة ) ، الحزب يعتبر أحد أذرع النظام الأيراني ، أسسه " الحرس الثوري الإيراني عام 1982 وتصنفه الولايات المتحدة ودول غربية أخرى ضمن التنظيمات الإرهابية . وحزب الله هو أقوى فصيل في لبنان بفضل مقاتليه المدججين بالسلاح الذين خاضوا عدة حروب مع إسرائيل / نقل من موقع رويترز " ، قائد الحزب السيد حسن نصرالله ، يجاهر بالتبعية الأيرانية ، ويعتبر الحزب / بترسانته العسكرية ومقاتليه وجمهوره ، عبئا ضخما على الوضع اللبناني ، ويحتل الحزب الضاحية الجنوبية من بيروت ، وقد أدخل الحزب لبنان في حروب ، دمرت البنية التحتية للبنان ، فمثلا حرب 2006 / حرب تموز ، خلفت ( من 250 – 800 قتيلًا من حزب الله و43 من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ، مع 1000 قتيلًا و4409 جريحًا من المدنيين ) و نزوح مئات ألاف .. الحزب لا يخدم مصالح الوطن ، بل أنه يحارب بالنيابة عن أيران مستخدما الأراضي اللبنانية ، أضافة الى تدخله في الوضع السوري ، ويرفع الحزب شعار الدين والمذهب ، وهو حقيقة ، لا يخدم لا الدين ولا المذهب ، بل هو يخدم نظام الولي الفقيه في أيران . 
أضاءة :                                                                                                                              الدول والأوطان والمجتمعات .. لا تبنيها الحركات والأحزاب والمنظمات الدينية الأسلامية ، لأن الدين لا يمكنه أن يبني وطن ، ممكن للدين أن ينصح ويهذب الفرد ، ولكنه لا يبني الوطن . فهل مثلا : أيران بحكم الولي فقيه بنى الوطن ! أم أن الوطن بني بعهد الشاه ، وهل جماعة الأخوان كانت ستبني وطن في مصر أبان حكم مرسي ! أم الوطن بني منذ زمن محمد علي باشا ، وهل حزب الدعوة الأن يبني في العراق لبنات وطن ! أم انه ينهب ما تبقى من الوطن ، وذات الأمر ينطبق على حركة حماس الأنتهازية بتحركاتها وتوافقاتها ذات اليمين / قطر ، وذات الشمال / أيران . أن الأسلام السياسي أعطى أسوأ مثالا للأسلام ، لأن رجال الأسلام السياسي بأحزابهم شوهوا القواعد والمبادئ التي بني عليها الدين .
 



80
                                          قراءة للآية 55 آل عمران – وجهة نظر ثانية

( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )
الموضوع :                                                                                                                                               أختلف المفسرون في تفسير هذه الآية ، وأرى أن التفسير وفق رأي الشخصي ، ينصب على محورين ، الأول - هو قضية وفاة ورفع المسيح ، أما المحور الثاني - فينصب على موقف أتباع المسيح ، ووصفهم فوق الذين كفروا الى يوم القيامة .                                                                                        المحور الأول :                                                                                                                          في مسألة " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ  .. " سوف أسرد التفسير التالي عن الطبري - منقولا من موقع / القرآن ، وبأختصار ( القول في تأويل قوله : إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا . قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : ومكر الله بالقوم الذين حاولوا قتلَ عيسى = مع كفرهم بالله ، وتكذيبهم عيسى فيما أتاهم به من عند ربهم = إذ قال الله " إني متوفيك "، فـ" إذ " صلةٌ من قوله : وَمَكَرَ اللَّهُ ، يعني : ومكر الله بهم حين قال الله لعيسى " إني متوفيك ورافعك إليّ " ، فتوفاه ورفعه إليه. * ثم اختلف أهل التأويل في معنى" الوفاة " التي ذكرها الله في هذه الآية. فقال بعضهم"  هي وفاة نَوْم "، وكان معنى الكلام على مذهبهم : إني مُنِيمك ورافعك في نومك.  ذكر من قال ذلك ، حدثني المثنى قال .. عن أبيه ، عن الربيع في قوله"  إني متوفيك "، قال : يعني وفاةَ المنام ، رفعه الله في منامه = قال الحسن : قال رسول الله لليهود : " إن عيسَى لم يمتْ ، وإنه راجعٌ إليكم قبل يوم القيامة. . )                           القراءة :                                                                                                                              (1) أسلاميا ، تفسير موت المسيح أراه مشوشا ، فليس من ثبات مؤكد أو قرينة أو حجة واضحة لما يقوله المفسرون ، وحتى صياغة تفسيرهم أراه سطحيا ، فكيف لله أن ينيم المسيح " وفاة نوم " ثم يرفعه أليه ، ولم لم يتطرقوا لعملية الصلب . (2) علما وفق النص القرآني ، الأمر غير ذلك ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا/157 سورة النساء) أي أن المسيح لم يصلب ، وأنما الذي صلب هو شبيها له . (3) كذلك أرى أن أستخدام مفردة " مكر الله " غير لائقة بالله .  (4) ومن جانب أخر ، أن محمدا يعترف بأن المسيح حيا لم يمت ، وسوف يعود قبل القيامة .                               * وأرى أن الباحثين الموضوعين ، لا بد لهم أن يرجعوا لما كتب في العقيدة المسيحية في حادثة موت المسيح ، التي تقول أنه صلب ومات ثم صعد الى السماء ، ومن أنجيل يوحنا حول عملية صلب المسيح أنقل الآيات التالية " فخرَجَ وهوَ يَحمِلُ صَليبَهُ إلى مكانٍ يُسَمَّى الجُمجُمَةَ ، وبالعبرِيَّةِ جُلْجُثَةَ . فصَلبوهُ هُناكَ وصَلَبوا معَهُ رَجُلَينِ ، كُلُّ واحدٍ مِنهُما في جِهَةٍ ، وبَينَهُما يَسوعُ . وعَلَّقَ بِـيلاطُسُ على الصَّليبِ لوحَةً مكتوبًا فيها : ((يَسوعُ النـّاصِريُّ مَلِكُ اليَهودِ)) 19: 17 – 22)) " .                                     * وأنقل من أنجيل لوقا 24: 1 – 12 التالي وبأختصار ، حول قيامة المسيح ( وجِئنَ عِندَ فَجرِ الأحَدِ إلى القَبرِ وهُنَّ يَحمِلْنَ الطِّيبَ الّذي هَيَّأنَهُ . فوَجَدْنَ الحجَرَ مُدَحرَجًا عَنِ القَبرِ . فدَخَلْنَ ، فما وَجَدْنَ جسَدَ الرَّبِّ يَسوعَ .. وبَينَما هُنَّ في حَيرَةٍ ، ظهَرَ لَهُنَّ رَجُلانِ علَيهِما ثِـيابٌ بَرّاقَةٌ ، فاَرتَعَبْنَ .. فقالَ لهُنَّ الرَّجُلانِ : لِماذا تَطلُبْنَ الحَيَّ بَينَ الأمواتِ ؟ ما هوَ هُنا ، بل قامَ .. ) .

 المحور الثاني :                                                                                                                             وفي مسألة " وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا .. " ، فسوف أنقل لهذا المقطع بعض التفاسير ، وذلك وفق موقع / الأسلام سؤال وجواب ، أنقلها بأختصار ( وعدٌ من الله لأتباع عيسى أن يجعلهم فوق أهل الكفر إلى يوم القيامة . وقد اختلف أهل العلم فيمن عناهم الله بالذين اتبعوا عيسى ، في هذه الآية : 1. فقال بعضهم : إن أتباعه هم أهل الإيمان في زمانه ، وأهل الإسلام بعد بعثة رسول الله . وبيان ذلك : أن اتباع عيسى يقتضي الإيمان بمحمد ، وهذه الفوقية بحسبها . يقول ابن عطية : قال جمهور المفسرين بعموم اللفظ في المتبعين ، فيدخل في ذلك أمة محمد لأنها متبعة لعيسى .. وكذلك قالوا بعموم اللفظ في الكافرين . فمقتضى الآية : إعلام عيسى أن أهل الإيمان به - كما يجب - هم فوق الذين كفروا ، بالحجة والبرهان ، وبالعزة والغلبة . 2 . وقال بعضهم ، وجاعل النصارى فوق اليهود ، وهو ظاهر . فتكون الآية مخبرة عن : إذلال اليهود وعقوبتهم ، بأن النصارى فوقهم في جميع أقطار الأرض إلى يوم القيامة .. ) .                       
القراءة :                                                                                                                              (1) حول من المقصود بأتباع المسيح ، فقد قال المفسرون هم " أهل الأيمان في زمانه " أي في زمن المسيح ، ومن ثم " أهل الأسلام بعد بعثة محمد " . ثم أشترط " أيمان أتباع المسيح بأيمان محمد " ، وهنا ناقض المفسرون أنفسهم بنفسهم ، فكيف للمسيحيين أن يكونا أتباعا لمحمد ! . (2) والتساؤل وفق قول المفسرين : متى كانت أمة محمد متبعة للمسيح وهم على عقيدة الأسلام ! . (3) أما قول أن المسيحيين فوق اليهود ، من أجل أذلالهم وعقوبتهم ، فلا يوجد وفق المسيحية أمرا كهذا ! . لأن المسيح ذاته غفر لصالبيه " يا أبتاه اغفر لهم ../ أنجيل لوقا 23: 24 " فكيف له أن يعاقب أو يذل اليهود ! .                                                                                                                             أضاءة :                                                                                                                                   وأخيرا أني أتساءل ، كيف يقول الله عن " أتباع المسيح فوق الذين كفروا .. " ، وهو بذات الوقت يكفرهم ، في نص أخر ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ / 72 سورة المائدة ) .                                            * من كل ما سبق أرى أن في النص القرآني ، تناقضات أشكالية في بنية النصوص ، تدعوا لأعادة النظر بمن حرر القرآن ، وذلك من أجل أعادة تفسير النص القرآني مرة أخرى ! .             

81
                       قراءة للآية 79 من سورة الأسراء ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا )
الموضوع :                                                                                                                                    سنبحث في هذا البحث المختصر ، عن ما هو المقصود ب " المقام المحمود " ، الذي سيستقر أليه محمدا بعد موته ! ، أولا سأبدأ ببعض التفاسير ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة للآية . ففي موقع https://quran.ksu.edu.sa  ، جاء التالي ، أنقله بأختصار ( وقوله " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " أي : افعل هذا الذي أمرتك به ، لنقيمك يوم القيامة مقاما يحسدك فيه الخلائق كلهم وخالقهم ، تبارك وتعالى . قال ابن جرير : قال أكثر أهل التأويل : ذلك هو المقام الذي يقوم عليه يوم القيامة للشفاعة للناس ، ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم . وقال أبن عباس : هذا المقام المحمود مقام الشفاعة . وكذا قال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد . وقاله الحسن البصري . وقال قتادة : هو أول من تنشق عنه الأرض ، وأول شافع . قلت : لرسول الله تسليما تشريفات " يوم القيامة " لا يشركه فيها أحد ، وتشريفات لا يساويه فيها أحد ، وله اللواء الذي آدم فمن دونه تحت لوائه ، وله الشفاعة العظمى عند الله ليأتي لفصل القضاء بين الخلائق ، وذلك بعدما يسأل الناس آدم ثم نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ، فكل يقول : " لست لها " حتى يأتوا إلى محمد فيقول : " أنا لها ، أنا لها .. ) . ومن موقع / الأسلام سؤال وجواب ، أنقل بأختصار التالي ، عن رواية أبن تيمية في جلوس محمد على العرش ( لم يقل أبن تيمية إن الله يجلس نبيه محمدا على العرش ، وإنما نقل أثر مجاهد في ذلك ، ونقل قبول السلف له . وأثر مجاهد في إقعاد النبي على العرش ، رواه أبو بكر الخلال في " السنة " عن غير واحد عن محمد بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قال في قوله تعالى : " عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا - سورة الإسراء/ 79 " ، قَالَ :       " يُجْلِسُهُ عَلَى الْعَرْشِ". وفي رواية : قَالَ : " يُقْعِدُهُ عَلَى الْعَرْشِ". وينظر : " السنة للخلال " (1/ 213) وما بعدها. ) . ثم يكمل ذات الموقع ( قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " حدث العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون : أن محمدا رسول الله يجلسه ربه على العرش معه ، روى ذلك محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد ؛ في تفسير الآية أعلاه ) .
القراءة :                                                                                                                              أولا - هناك أشكال لغوي في بنية نص الآية أعلاه ، حيث أن المتكلم في النص ، ليس الله ، وأنما هناك ضمير ثالث يخاطب الله ، بأن يبعث محمدا مقاما محمودا ، ومن الضروري أن نتبين عن معنى الفعل " عسى " الوارد بالآية أولا ، حتى نفهم أكثر ما المقصود من نص الآية ، فقد جاء في موقع / المعاجم ، التالي بصددها ( عسى [ كلمة وظيفية ] : فعل ماض جامد من أخوات ( كاد ) يكون " للترجي " في الأمر المحبوب ، ويكون للإشفاق في الأمر المكروه .. ) ، أذن من تفسير الآية هناك ضمير ثالث يترجى الله في أمر محمد ، نحن نجهله ! ، وليس من قبول واضح وجلي بنص من قبل الله ، هل سيقبل الله هذا الرجاء أم لا ! . وأعتقد أن سياق الآية جاء لغرض التشبه بالمسيح ، الذي جلس عن يمين الله ، فقد جاء في موقع / الأنبا تيكلا هيمانوت ، التالي بهذا الصدد ( قول السيد المسيح لأعضاء مجمع السنهدريم أثناء محاكمته : " من الآن تبصرون أبن الأنسان جالسًا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء " / أنجيل متى26 : 64 . ) ، وجاء في تفسير قول المسيح ، التالي ( فماذا يفهم من جلوس المسيح عن يمين الآب ! الآب ليس له يمين ولا شمال ، لأنه غير محدود . كما أنه مالئ الكل . لا يوجد فراغ عن يمينه لكي يجلس فيه أحد . فما معنى الجلوس عن يمينه ؟ . والأجابة : إن كلمة اليمين ترمز إلى القوة وإلى البر وإلى العظمة ) .
ثانيا - ولكن هناك تساؤل بيولوجي ومنطقي في ذات الوقت ، بأن محمدا قد مات ودفن / والميت تتحلل جثته ! ، فكيف سيجلس على العرش مع الله ! ، كما أني أرى أن الميت ليس له من دور له بعد وفاته / سوى الذكرى والعمل الصالح ! ، لا دورا له بالشفاعة العظمى عند الله ولا بغير ذلك . أما المسيح ، ووفق القرآن ذاته أنه حي ( وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا / سورة مريم :33 ) . وهو الأولى بالقضاء بين الخلائق لأنه " كلمة الله " ، وفق النص القرآني ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ / سورة النساء ، آية 171) . 
ثالثا - أما بالنسبة لشطحات المفسرين ، فهم كالعادة ينحون جانبا بأبعاد ومضامين هلامية لهذه الآية ، فوفق قول" قتادة " وأخرين - وذلك عن محمد ودوره بالشفاعة ( وله الشفاعة العظمى عند الله ليأتي لفصل القضاء بين الخلائق ، وذلك بعدما يسأل الناس آدم ثم نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ، فكل يقول : " لست لها " حتى يأتوا إلى محمد فيقول : " أنا لها ، أنا لها ) ، أرى أنه هناك تضخيما وتعظيما للمفسرين بدور محمد في الفصل بين الخلائق ، هذا التمييز بدور محمد عن الأخرين ليس منطقيا ، وذلك لأن محمدا بشر ، حاله حال باقي البشر ، وفق النص القرآني ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا / 110 سورة الكهف ) . وأذا سلمنا جدلا بأن محمدا هو الذي يفصل بين الخلائق ، فماذا أذن سيكون دور الله يوم القيامة ! .
خاتمة :                                                                                                                                    لو تركنا قضية الفصل بين الخلائق جانبا / يوم القيامة ، التي هي حكما ألهيا ، لله وحده الأمر والنهي بها . فالمهم عندنا كمجتمع ، هو أن نقييم حقبة كل رسول أو نبي ، والتي تنبع من دوره وفعله في الحراك الأنساني ، وهذا يتأتى من أنعكاس سيرته وأحاديثه وسننه وكتابه الذي بعث به للأنسانية جمعاء ، فهل هذا التراث النبوي والعقائدي ، ساهم في رفع القيم العليا للمجتمعات ! / كالتعايش الأنساني وقبول الأخر ، أم أنه حطم كل العلائق الأنسانية بنهجه وفعله ! / ففكك المجتمع وكفر الأخرين .. من هنا يكون التساؤل والحكم على علاقة الرسل والأنبياء مع الخلائق ! .
أضاءة :                                                                                                                                     ولكي نضع النقاط على الحروف ، سوف أورد حديثين ، (( دون أي تعليق )) والعاقل يفهم : الأول - لمحمد بن عبدالله رسول الأسلام ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله عز وجل . / هذا الحديث الصحيح قد رواه الشيخان : البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث ابن عمر / نقل من موقع الأمام أبن باز ) . والثاني - حديث للمسيح / من أنجيل متى 5 : 4 ( وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ . بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ . أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ .. ) .

82
               قراءة في آية الفتح / 10 .. ودورها في تكريس السلطة
أستهلال :
( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا / 10 سورة الفتح ) .
أن آية الفتح / 10 أعلاه ، كما هو مفهوم من بنية النص القرآني ، أنها تؤكد على أن من يبايع الرسول ، أنما هو يبايع الله ، ولكن من جانب أخر ، أن هذه الآية هي من الآيات التي تعزز سلطة الحاكم وتكرس وضعه كحاكم مؤيد من قبل الله ، وهو واقعا ، أن هذا الحاكم مفروض على الشعب والأمة ، أما بقوة السلاح والقتل ، أو بالتزوير أو بالتلاعب بالأنتخابات أو ب ..                                                                           
الموضوع :                                                                                                                                  بداية لا بد لنا من تفسير هذه الآية وبشكل مقتضب - وفق تفسير الطبري (( قال الله تعالى لرسوله - تشريفا له وتعظيما وتكريما:  إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ، كقوله : " من يطع الرسول فقد أطاع الله / سورة  النساء 80 " يد الله فوق أيديهم أي : هو حاضر معهم يسمع أقوالهم ويرى مكانهم ، ويعلم ضمائرهم وظواهرهم ، فهو تعالى هو المبايع بواسطة رسوله ، كقوله : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم / سورة التوبة 111 " . وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين .. عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : " من سل سيفه في سبيل الله ، فقد بايع الله " . نقل من موقع / القرآن الكريم )) .
القراءة :                                                                                                                                     1 . هنا النص القرآني يجعل من مقام الرسول مساو ومواز لمقام الله ، بقوله " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله " ، يعني مبايعي الله ومحمد سواء ! ، ومن سياق النص ، أن الله يسدل الستار عن مبايعة ، أي نبي أو رسول أو أي شخص أخر ! . والآية ، أيضا هي رسالة لكل قوم أو جماعة أو قبيلة ، بأن أي مبايعة خارج هذا الأطار ، فهي مبايعة باطلة ، لأن مبايعي محمدا هم مبايعي الله . والتساؤل : هل الله يحتاج الى من يبايعه ! ، والمثير للأستغراب ، أن محمدا يقول " من سل سيفه في سبيل الله ، فقد بايع الله " ، وهنا تساؤل أخر : هل يحتاج الله الى قتلة في سبيله ، أم يحتاج الى رسل سلام ! .
2 . ولكن هذه الآية أستغلت من قبل الحكام العرب المسلمين ، بأن أعتبروا أن سلطتهم هي سلطة " ألهية " ، وهو تجهيل وتسطيح لعقلية الشعوب العربية الأسلامية . كذلك التراث الأسلامي ، بأجمله عزز وساند من سلطة الحكام ، حتى أنه جعل من الحكام ( ظل الله على الأرض ) ، وقد جاء في موقع / دعوة الحق ، بهذا الصدد التالي ( أصل حديث أبي هريرة وهو : " السلطان ظل الله في الأرض " ، ورد مرفوعا عن عدة من الصحابة ، من عدة طرق ، جمعها كل من الحافظين السخاوي والسيوطي في مؤلفين . وقد لخص العلامة الزرقاني في " مختصر المقاصد الحسنة " كلام الحافظ السخاوي عليه بأوجز عبارة وأدلها على المقصود كما هو منهجه في هذا المختصر المفيد حيث قال : حسن لغيره ، أما الزيادات على هذا اللفظ ففيها الصحيح كحديث أبي بكرة عند الترمذي وأحمد والطبراني ، وفيها الحسن .. ) ..                                                               * وهولاء هم الذي قال عنهم العلامة د . علي الوري / أي الفقهاء والأئمة والشيوخ .. ، أنهم " وعاظ السلاطين " .
3 . وعزز الفقهاء كثيرا من مقام الخلفاء والأمراء والحكام ، وبينوا صفاتهم ، وهو تكريس أيضا لسلطتهم ولحكمهم .. ولكن الحسن البصري " 21 – 110 هج / إمام وقاضي ومحدّث من علماء التابعين ومن أكثر الشخصيات البارزة في عصر صدر الإسلام . سكن البصرة ، وعظمت هيبته في القلوب فكان يدخل على الولاة فيأمرهم وينهاهم ، ولا يخاف في الحق لومة لائم " ، فقد شذ عن المألوف ، فوضع صفات خيالية لا يمكن أن تنطبق ، لا على خلفاء المسلمين ، ولا تنطبق أيضا بالأجمال على حكام العرب . فقد جاء في موقع / قصة الأسلام ، أجابة الحسن البصري للخليفة عمر بن عبد العزيز ، عن صفات الحاكم العادل ، أنقل مقطعا منها ( فكتب البصري : اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل ، وقصد كل جائر ، وصلاح كل فاسد ، وقوة كل ضعيف ، ونصفة كل مظلوم ، ومفزع كل ملهوف .. وهو الراعي الشفيق على إبله ، والحازم الرفيق الذي يرتاد لها أطيب المراعي .. ) .                                                                                             * التساؤل ، هل تنطبق هذه الصفات أو بأستطاعة أي خليفة أو حاكم أو قائد أو رئيس " مسلم " أن يطبق هذه الصفات ! .
4 . من خلف رسول الأسلام في الحكم وضع نصب عينيه ، معتقدا أنه خليفة محمد في كل أمر ، لذا آمن أنه يستحق ما كان ل " محمد " من أمور الحكم وميزات السلطة في طاعة المحكوم ، وقد عزز الأمر بالآية 59 من سورة النساء ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ َأَحْسَنُ َ..  ) . وفي موقع / الأمام بن باز ، تعزيز على ديمومة حكم الحكام ، وتأكيد على عدم الخروج عن سلطة الحاكم الجائر ( وتقيد إطلاق الآية بأن المراد : طاعتهم في المعروف ، ويجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي ، فإذا أمروا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية ، لكن " لا يجوز الخروج عليهم " ) . * هذا الأمر جعل من الحاكم تماما هو الرب الأرضي للبشر ، لأنه أصلا / أي الحاكم ، متفردا ومصانا ومساندا وفق النص القرآني ، ووفق الموروث الأسلامي . فهو لا يسأل عن مراجعة أي أمر يصدره ، أي له الأمر والنهي والشعب يطيع وينفذ .
الختام :                                                                                                                                  1 . الكثير من حكام العرب سارقين فاسدين جائرين ظالمين ، والبعض منهم يعتبرون أنفسهم مؤيدين من قبل الله ورسوله ، ومن الصفوة المختارين في الأرض ، لا يمسهم السوء أو الضلالة من أي جانب ، فهم عباد الله الصالحين ، حكام يعتقدون : أنهم خلاصة الحكمة وقدر الأمة ، وذلك لأنهم " ظل الله على الأرض " ، وهم واقعا " لعنة الله على الأرض " .
2 . ولكن للموضوعية والأمانة العلمية ، أرى : أذا تركنا دولتي السعودية وأيران / بشكل محدد ، كنموذجين للحكم الأسلامي المطلق ! ، فأن الآية 10 من سورة الفتح ، وما يماثلها في الموروث الأسلامي ، تعززت ماضويا بشكل عملي - وبحقب معينة ، وكان ذلك بعد سقيفة بني ساعدة " مرورا بالدولتين الأموية والعباسية والحكم العثماني ، وما نشأ من دويلات و.. " ، أما في القرن الواحد والعشرون ، باتت كل الأمور واضحة وضوح الشمس بالنسبة للشعوب ، حيث لا يمكن أن ترضخ هذه الشعوب لسلطة الحكام الظلمة مجددا ، بعد الوعي المجتمعي والأنفتاح الحضاري ..                                                                                  " على الشعوب أن لا تنحني أمام الحكام ، وذلك حتى لا يصبحوا مطية لهم " .

83
                                               المجئ الثاني للمسيح .. أضاءة

مقدمة :
شخصية المسيح تشكل حدثا لاهوتيا عظيما ، كسيرة وحياة ، فالمسيح من الولادة العجائبية ، الى الصلب فالقيامة والصعود الى السماء ، ليس من الأحداث الطبيعية لأي نبي أو رسول ، فهو عقائديا كلمة الله " في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله / إنجيل يوحنا 1 الآية 1" ، وأسلاميا أيضا ( إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته 171 سورة النساء ) ، وهو الحي ، فقد جاء في أنجيل القديس لوقا 24: 1-12 ( وفي يَوْمِ الأَحَد .. أَتَت النسوة إِلَى القَبْرِ يَحْمِلْنَ الطُّيُوبَ ... فَوَجَدْنَ الـحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ عَنِ القَبْر . وَدَخَلْنَ فَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوع .. وفِيمَا هُنَّ مُتَحَيِّرَاتٌ مِنْ ذلك ، إِذَا رَجُلانِ في ثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ وَقَفَا بِهِنَّ .. فَقَالا لَهُنَّ : " لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الـحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَات ؟ هُوَ لَيْسَ هُنَا ، بَلْ قَام " ) ، وكذلك قد جاء في سورة مريم 33( وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) ، وهو الموعود بمجئ ثان ، والمجئ الثاني هو موضوع بحثنا ، سأسرده بشكل مختصر : يهوديا ، مسيحيا وأسلاميا ، ثم سأعرض قراءتي الخاصة للمجئ .

الموضوع :                                                                                                                                      1 . في اليهودية : أن المسيح معتقديا لم يأتي بعد ، فاليهود في أنتظار مجيئه " الأولي " . وأنقل من موقع كنيسة تكلا ، التالي حول المفهوم اليهودي للمسيح : عند اليهود المسيا מָשִׁיחַ هو المخلص المُنتظَر ، وهو قائد مُعَيَّن من قِبَل الله ، وقد يكون ملكًا لإسرائيل لأنه يجب أن يخرج من صُلب داود الملك ، وهو الذي سيحكم الشعب اليهودي ، ويُوَحِّد أسباط إسرائيل ، ويُعلن عن بدء العصر المسياني Messianic Age ، والذي سيكون فيه - من وجهة نظر اليهود - العدل والسلام والحرية على الأرض بدون أي حروب أو جرائم أو فقر .. وحسب نظر اليهود من خلال التلمود  Talmud والمدراش
Midrash وغيره ، فإن المسيا المُنتظر سيأتي قبل سنة 6000 من خلق العالم ( وحاليًا عام 2010 مثلًا يُقابل سنة 5770 للخليقة حسب العقيدة اليهودية والنتيجة اليهودية ) ، فاليهود ينظرون إليه كرسول من الله وليس أنه هو الله أو ابن الله .. وهم ينتظرون ملك أرضي يجعلهم فوق جميع الشعوب لكونهم مازالوا يعتقدون أنهم شعب الله المُختار ..                    * هنا نحن أمام معتقد يهودي حول المسيح ، يختلف بمضونه عن المسيحية وعن الأسلام معا ، وهذا ما سنطلع عليه لاحقا.

2 . ولكن طائفة من اليهود ، لها معتقد أخر ، يطابق - بشكل أو بأخر المعتقد المسيحي ، فقد جاء في مقال ل أحمد ناصر / في موقع عربي بوست ، بعنوان " اليهودية المسيحانية.. ومحاولة التوفيق بين دينين " ، التالي ( طبقا لرواية التحالف اليهودي المسيحاني في أمريكا ؛ فمن قبل ألفي عام كان يسوع المسيح يهودياً يعيش بين الشعب اليهودي ، وكان يُطلق عليه اسم "يشوع" وهي المرادف لكلمة "يسوع" في اللغة الآرامية والتي تعني أيضاً "المخلّص" ، التي دُعي بها يسوع خلال فترة وجوده على الأرض.  حفظ ودرس يشوع التوراة وهي شريعة موسى والمعروفة عند المسيحيين باسم "العهد القديم". وعند موت وقيامة المسيح ازداد عدد أتباعه وأٌنشئت معابد يهودية مسيحانية في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية ، وبذلك اعتبر اليهود المسيحانيون "يشوع/ يسوع" هو المسيح المرسل لخلاص إسرائيل والعالم بأسره الذي تحدثت عنه الشريعة اليهودية. ) ، وعدد هذه الطائفة في أزدياد ، ويكمل المقال أن عددهم يبلغ ( يُقدر التحالف اليهودي المسيحاني في أمريكا عدد المسيحانيين في أمريكا بـ1.2 مليون ، وهناك نحو 400  تجمع يهودي مسيحي في جميع أنحاء العالم ، إلا أنهم أقلية في إسرائيل ) وهذا العدد لا يستهان به ، خاصة أذا علمنا أن عدد اليهود يبلغ ( قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، وفق تقديرات الوكالة اليهودية ، إن أعداد اليهود في العالم تبلغ 14.7 مليون نسمة. / وفق موقع RT ) .

3 . أما في المسيحية ، فأن المسيح جاء وصلب وقام من بين الأموات ، وهناك مجئ ثاني للمسيح ، (( تنبأ الأنبياء في القديم عن مجيء المسيح الأول ، وتمت النبوات تماما طبق الأصل ، في مولده وحياته وموته وقيامته ، وتنبأ الأنبياء عن مجيئه الثاني . يقول إشعياء النبي عن قضاء المسيح عند مجيئه : فيقضي بين الأمم وينصف لشعوب كثيرين فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل . لا ترفع أمة على أمة سيفا ولا يتعلمون الحرب فيما بعد (إشعياء 2: 4) وعن عدالة المسيح حين يعود ليحكم الأرض ، وعن السلام الذي يسود يقول : ويقضى بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه . ويكون البر منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل معا وصبي صغير يسوقها والبقرة والدبة ترعيا معا . تربض أولادهما معا والأسد كالبقر يأكل تبنا . ويلعب الرضيع على سرب الصّلّ ويمد الفطيم يده على جحر الأفعوان . لا يسوؤون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب .. (إشعياء 11: 4 - 9) / نقل من موقع الكنيسة المسيحية الألكترونية )).
4 . أما في المعتقد الأسلامي ، أيضا هناك نصوص تؤكد نزول المسيح الثاني ، فمن موقع / حبل الله ، أنقل بأختصار بعض أحاديث مجئ المسيح الثاني : ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ فَيَكُونُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا وَإِمَامًا مُقْسِطًا يَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَذْبَحُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيَتْرُكُ الصَّدَقَةَ فَلَا يُسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلَا بَعِيرٍ وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَتُنْزَعُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي فِي الْحَيَّةِ فَلَا تَضُرَّهُ وَتُفِرَّ الْوَلِيدَةُ الْأَسَدَ فَلَا يَضُرُّهَا وَيَكُونَ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا وَتُمْلَأُ الْأَرْضُ مِنْ السِّلْمِ كَمَا يُمْلَأُ الْإِنَاءُ مِنْ الْمَاءِ وَتَكُونُ الْكَلِمَةُ وَاحِدَةً فَلَا يُعْبَدُ إِلَّا اللَّهُ وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ) .. ( وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ دِينُهُمْ وَاحِدٌ وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ نَازِلٌ .. وَيُعَطِّلُ الْمِلَلَ حَتَّى يُهْلِكَ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا غَيْرَ الْإِسْلَامِ وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ الْكَذَّابَ وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ فِي الْأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الْإِبِلُ مَعَ الْأُسْدِ جَمِيعًا وَالنُّمُورُ مَعَ الْبَقَرِ وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ وَالْغِلْمَانُ بِالْحَيَّاتِ لَا يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ وَيَدْفِنُونَهُ ) . 

القراءة :
أولا - بالرغم من كل تنبؤات العهد القديم التي تؤكد مجئ المسيح / مقال مطول في موقع الأنبا تكلا يمكن الأطلاع عليه ، وأخرهم النبي يوحنا المعمدان ، الذي قال ( أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ ، وَلكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي ، الَّذِي لَسْتُ أَهْلًا أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ . هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ / مت 3: 11. ) . ولكن غالبية اليهود ، لا زالوا يقولون بأن المسيح لم يأتي بعد ! - كما ذكرنا في الفقرة (1) أعلاه . بالطبع عدا اليهود المسيحيانيين / كما هو موضح في الفقرة (2) أعلاه .

ثانيا - ولكن الموضوع الذي يحوي الكثير من التقاطعات والأشكالات هو مجئ المسيح وفق المعتقد الأسلامي ، وسأحاول أن أسرد بعضا من هذه التساؤلات : (1) الرواية الأسلامية جاءت مشابهة بالعموم للنص المسيحي - في بعض من مؤشراتها ، والتي تؤكد على نشر العدل في زمن المسيح ، وبعض المفردات نقلت تماما ك " اللعب بالحيات " و " تعايش الحيوانات المفترسة مع الداجنة " .. وغيرها . (2) المسيح الذي صلب على الصليب ، وحادثة الصلب التي تمثل فداء المسيح للبشرية ، كيف للمسيح أن يكسر صليبه ، الذي حمله ليصلب عليه ! ، وما مغزى قتل المسيح للخنزير ! . (3) وفي موقع الأسلام سؤال وجواب ، يقول أن الأمام المهدي يسبق المسيح ( المسلمون يعتقدون أنه في آخر الزمان يكون رجل صالح اسمه المهدي ، يجمع المسلمين ويقودهم ، ويكون مقدمة لنزول عيسى ابن مريم ، وأي غرابة في أن ينتظر المسلمون شخصين لا شخصا واحدا ؟! أحدهما رجل صالح ، وإمام من أئمة المسلمين ، وهو المهدي ، والآخر نبي ورسول من أولي العزم ، وهو عيسى ) . وهذا الأمر غير مجمع عليه أسلاميا ، فالشيخ د . علي جمعة - ينكر ذلك (( أن مفتى الديار المصرية الأسبق د.على جمعة ، صرح من قبل فى حلقة 26 أكتوبر 2014، من برنامجه "والله أعلم" ، مؤكدا أن منهج أهل السنة ليس به ما يسمى "المهدى المنتظر" ، قائلًا : «المهدى مش منتظر عندنا ، ده منتظر عند الشيعة ، إحنا معندناش المهدى المنتظر ده ، لكنها كلمة جرت على ألسنة الناس ، يقولك مثلًا (القول المختصر فى المهدى المنتظر) وهو منتظرش ولا حاجة لأنه ممنوع الانتظار والاستحضار ، لا يوجد ما يسمى بالمهدى المنتظر فى عقيدة أهل السنة . )) . ولا أعتقد أن شخصية بمستوى د . جمعة أن يقول كلاما على هواه ! ، وهذا الأمر ينسف معتقدا شيعيا ! . (4) ولكن أحاديث الرسول تقاطع أيضا أقوال مفتي مصر الأسبق - حول موضوعة المهدي ( وفي حديث جابر قال : قال رسول الله : " ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي تعال صل بنا ، فيقول : لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة " ، وقال ابن القيم في المنار المنيف (1/147) إسناده جيّد . وهذا يدل على أن المهدي قبل عيسى ، وأن عيسى يصلي خلفه ، ثم يكون الحكم لعيسى . / نقل بأختصار من موقع حبل الله ) .. فهذه كلها تقاطعات وأشكالات معقدة ! ، والتساؤل هنا ، ما هي صلاة المسيح التي سيصليها بالمسلمين ، والمسيح يتكلم أرامي والمسلمين يتكلمون عربي ! . (5) ومن موقع / التاريخ الأسلامي ، سأنقل بعضا مما ورد عن مجئ المسيح ، معلقا على كل فقرة منها : " بعد نزول يسوع سيؤمن به المسيحيون كرسول لله لانهم الان غير مؤمنون به الأن " - وهنا يجب أن نكون موضوعيون ، بمن يؤمن المسيحيون الأن ! ، أيؤمنون مثلا بموسى ! ، ولكني أعلل هذه النقطة لأن وفق المعتقد الأسلامي أن المسيحيين كفرة ، وبعد مجئ نبيهم الذي يؤمنون به أصلا ، سيكونوا مؤمنون ، وهذا الأمر خلاف للعقل والمنطق تماما ! . " اما اليهود فسيحاربون يسوع مع المسلمين السنة و يبيدهم المسلمون السنة يقودهم يسوع المسيح " - وهنا تساؤلات منها ، لم يكن يسوع محاربا يوما ، ولم يقد معارك ! ولم يقتل أحدا ، بل كان محاربا فقط للخطيئة ! ، ولم السنة وليس الشيعة . " يكسر الصليب وَيَضَعَ الجِزْيَةَ : الجزية مبلغ صغير سنوي يدفعه المسيحيون و اليهود الذين يعيشون في الدولة الإسلامية مقابل حمايتهم وعدم خدمتهم في الجيش الإسلامي " - أما كسر الصليب فقد عللتها في أعلاه ، ولكن كيف يضع المسيح الجزية على قومه ! ، فهل من منطق أن يطبق المسيح نصوصا قرآنية على قومه وهو نبيهم ! . " لا يقبل يسوع الا الاسلام " - وهنا يوقعنا الموروث الأسلامي في أشكال أخر ، فكيف للمسيح أن لا يقبل ألا الأسلام دينا وهو " المسيح ". (6) أما قضية دفن المسيح من قبل المسلمين ، فهو أمرا يخالف العقيدة المسيحية ، لأن المسيح ، صلب ومات ودفن وقام في المجئ الأول ، وسيبقى حيا ، وحتى أسلاميا فالأمر لا يستوي لأن المسيح حي ( يَوْمَ وُلِدتُّ .. وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا /33 سورة مريم ) ، فكيف لمن يبعث حيا عندالله أن يتوفى مرة أخرى ! .
خاتمة :
 أني أرى أن المسيح سيأتي وفق العقيدة المسيحية ، التي كرسها ، ليست كدين وممارسات ، بل كأسلوب حياة ، أما عقائد الأخرين ، فأرى أن يفتوا في عقائدهم ، وأن لا يفتوا في عقائد قد كفروها ، ولا يؤمنون بها أصلا ، ويعتبروها محرفة ! .


84
                                المخفي والمسكوت عنه في آيات " ملك اليمين .. "                       
أستهلال :                                                                                                                                 في هذا المقام ، سأبين بعض التفاسير لهذه الآيات بصيغها المختلفة / بأقتضاب ، ومن ثم سأعرض قراءتي الخاصة لها ،  ومجال توظيفها في نشر المجون والفسق في بلاط الخلفاء ، وكيف ساهمت في شؤون الحكم ، وبذات الوقت دورها في هدم وسقوط بعض دول الخلافة الأسلامية - عن طريق الجواري ، مع محاور أخرى تصب في ذات الصدد .               
الموضوع :                                                                                                                                 1 . بداية لا بد لنا أن نقدم تمهيدا مختصرا لهذه الآيات ، ونقول أن التمتع بملك اليمين كان معمولا به من قبل رسول الأسلام والصحابة والتابعين .. ، ومن موقع / سنابل الخير ، أنقل مقطعا من مقال بعنوان " من هن ملك اليمين " (( أباح الإسلام للرجل أن يُجامع أمَتَهُ ( جاريته )  سواء كان له زوجة أو زوجات أم لم يكن متزوجا . ويقال للأمَةِ المتخَذَةُ للوطء ( سرِيَّة ) مأخوذة من السِّرِّ وهو النكاح . ودل على ذلك القرآن والسنة ، وفعله بعض الأنبياء ، فقد تسرَّى إبراهيم من هاجر فولدت له إسماعيل . وفعلَهُ نبينا ، وفعله الصحابة والصالحون والعلماء ، وأجمع عليه العلماء كلهم ، ولا يحل لأحد أن يُحرمَّهُ أو أن يمنعَهُ ، ومن يُحرِّمَ فِعل ذلك فهو آثم مخالف لإجماع العلماء )) أي لا يمكن تحريم التمتع بملك اليمين البتة !.
2 . ذكر " ملك اليمين " في الكثير من النصوص القرآنية منها : ( .. وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً / 36 سورة النساء ) ، وتفسيرها هنا " قد يراد به الرقيق عموماً من الذكور والإناث .. / نقل من موقع أسلام ويب " . و ( أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ  / 30 سورة المعارج ) . وقد بين أبن كثير في تفسيره لهذه الآية حيث قال:  " والذين هم لفروجهم حافظون* إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين* ... أي والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من زنا أو لواط ، لا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم أو ما ملكت أيمانهم من السراري ومن تعاطى ما أحله الله له فلا لوم عليه ولا حرج .. " . وذكر أيضا ( وَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تُقۡسِطُواْ فِى ٱلۡيَتَـٰمَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثۡنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَ‌ۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تَعۡدِلُواْ فَوَٲحِدَةً أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَـٰنُكُمۡ‌ۚ ذَٲلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَلَّا تَعُولُواْ / 3 سورة النساء ) .. ومعنى { ما  ملكت أيمانكم } هنا ، أي : ما ملكتم من الإماء والجواري .
3 . مما سبق نلاحظ أن بعض التفاسير تأتي بمعنى " الرقيق عموماً من الذكور والإناث " ، وتفاسير أخرى تقتصر على   " الإماء والجواري " ، هكذا هو ديدن التفاسير للنص القرآني ، ليس له من مدلول واحد ، بل عدة معان وعدة مفاهيم مختلفة . وللأستزادة : " يمكن تقسيم الجواري في الإسلام إلى قسمين : جواري وإماء ، فأمّا الجواري فهنَّ اللواتي كنَّ من العبيد أصلًا يتمُّ شراؤهن وبيعهنَّ في أسواق العبيد ولا يتمّ الاستمتاع بهن من قبل الرجل ، وأمَّا الإماء ، وهنّ جواري ملك اليمين ، فهنَّ من العبيد ولكن يتَّخذهنَّ الرجل ملك يمين ليطأَ منهنَّ من يريد ويتَّمتع بها . / نقل من مقال لتمام طعمة " .             * وهذا تقسيم أو تصنيف فقهي ، ولا أعتقد بامكانية تطبيقه ! ، حيث أذا مال أو رغب السيد / خليفة أو أمير أو .. ، لأي مما ذكر / جارية أو أمة أو غلام ، فأنه سيتمتع بهم ، دون أي مانع ، خاصة وهو صاحب الأمر والنهي ! لأنه الحاكم أو ولي الأمر ومصدر النعمة . وأرى أنه ليس من السهل أن تجد فارقا بين من كان للوطأ أو للخدمة أو لأي أغراض أخرى .
القراءة :                                                                                                                                     أولا - أن رسول الأسلام ذاته كان له جواري وأماء ، ( وقد كان عدد جواري الرسول من الإماء أربع ، وقد تزوّج باثنتين أعتقهما حين سُبيا ، وهما : جويرية بنت الحارث وصفية بنت حيي بنت أخطب . أما ملك اليمين كان عند رسول الله أربع إماء يمكن اعتبارهن ضمن ملك اليمين . وقد أوردَ " ابن القيِّم " أنَّ رسول الله كان لديه أربع من الإماء يطؤهنّ بملك اليمين : ريحانة وهي من بني قريظة . جارية كانت هبةً من زينب بنت جحش . جارية جميلة كان قد أصابها سبيةً من إحدى المعارك . السيّدة مارية القبطية ، وهي أمّ ولده إبراهيم / نقل من موقع سطور ، وبأختصار ) وكذلك كان لكل الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم الخلفاء والسلاطين والأمراء ، ومن المؤكد أن صحابة الرسول قد تمثلوا به ، باعتباره أسوة حسنة{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا/ 21 سورة الأحزاب}.
ثانيا - وكان للجواري دورا مهما في الخلافة الأسلامية ، حيث كانوا مرة أمهات للخلفاء ، ومن موقع مرايانا - مقال ليوسف المساتي ، أنقل التالي ( إذا أردنا أن نلخص بعضا من صور العصر العباسي ، يمكن أن نقول إنها .. عصر الجواري بامتياز ، إذ كان أغلب خلفاء بني العباس أبناء جواري باستثناء ثلاثة فقط  " السفاح ، جعفر المنصور ، الأمين " ) . ومرة ثانية كانوا زوجات للخلفاء ، مثلا كانت ( الجارية الفارسة " مراجل " زوجة للخليفة هارون الرشيد وأما لولده عبدالله المأمون ) . ومرة أخرى كانوا عشيقات ومحضيات .. وقد جاء التالي في موقع العربي الجديد / مقال لعلياء تركي ، ( فقد كانت نوار ، جارية عند الخليفة الوليد بن يزيد ، والمحظية عنده ، لها ذكر بالشام في رواية الحديث ، واتصفت بالفضل والعقل . وهي التي أمرها الوليد أن تصلي بالناس ـ وقد سكر الوليد وجاءه المؤذن ـ وحلف عليها أن تصلي . فخرجت متلثمة لابسة بعض ثيابه فصلّت بالناس .. وهنا تحاجج " الباحثة علياء " بأن هذه الحادثة مثّلت الفرصة لفقهاء عصور الانحطاط .. إذ نرى الجارية المستهترة بالدين يأتم بها المسلمون بسبب أوامر الوليد ) .
ثالثا - وملك اليمين / بمختلف المرجعية جواري وأماء ، كانوا سببا رئيسيا في نهاية الخلافة العباسية ، فهذا الخليفة المستعصم بالله ، أخر خليفة عباسي / 1213 – 1258 م ، ترك الحكم وسرح معظم الجيش ، متفرغا للهو والمجون والتمتع بملك اليمين ، وحتى حين سقطت بغداد كان منغمسا بالفسق مع الجواري ، فقد جاء في موقع / المرجع الألكتروني للمعلوماتية ( صفى هولاكو جواري دار الخلافـة التي كـان يملكها المستعصم مستصحباً الغنائم منهن معه الى مركز حكمه في تبريز ، لكنه سمح للمستعصم قبل ان يقرر نهايته على اختيار ما يريده من جواريه مصاحبه له الى مركز اعتقاله في المعسكر ، ويقال انه انتقى من جواريه ما يريد ما يربو على عشرين جارية . ويذكر " أبن العبري " أن في منزل الخليفة المستعصم كانت الجواري بحوالي سبعمائة أمرأة ، ومعهن ثلثمائة خادم خفي عندما أخرجهن هولاكو من دار الخلافة .. ) .
أضاءأت :                                                                                                                                         * ليس من ناقد أو كاره لآيات ملك اليمين ، وذلك لأنها مشرعنة بنصوص قرآنية - لا تمحى ولا تنسخ ، وكل الصحابة والتابعين منذ فجر الأسلام كن يتمتعن بملك اليمين ، لذا الفقهاء بتفاسيرهم ، وقفوا مؤيدين ومؤكدين لهذه النصوص .                                                  * وكان الرسول ذاته ، أضافة الى وطئه للجواري ، فأنه كان يستمتع بغنائهم ، وفي دار عائشة بنت أبي بكر ، وقد جاء في موقع / الألوكة ، التالي ( غناء الجواري في بيت النبي " عن عائشة قالت " : دخل أبو بكر الصديق ، وعندي جاريتان من جواري الأنصار تُغنِّيان بما تقاولت الأنصار يوم بُعاث قالت : وليست بمغنِّيَتَيْنِ ، فقال أبو بكر : أمزاميرُ الشيطانِ في بيت رسول الله ؟ ! - وذلك في يوم عيد - فقال رسول الله : " يا أبا بكر ، إن لكل قومٍ عيدًا ، وهذا عيدُنا " ) .                                                                                                * أما عمر بن الخطاب ، فجواريه كن يخدمن شبه عرايا ، فقد جاء في موقع الأسلام سؤال وجواب ( عن أنس بن مالك قال " كن إماء عمر يخدمننا كاشفات عن شعورهن ، تضطرب ثديهن " قلت : وإسناده جيد رجاله كلهم ثقات غير شيخ البيهقي أبي القاسم الحربي وهو صدوق كما قال الخطيب ( 10 / 303 ) وقال البيهقي عقبه "والآثار عن عمر في ذلك صحيحة").                                                                                                                                                   * أما الحرملك في عصر الأمبراطورية العثمانية ، فهي خير مثال ، على الفسق والعهر والمجون ، أضافة الى أنها تبين دور الجواري في الحكم وفي حياكة المؤامرات داخل أروقة القصور ، وأنقل بأختصار من موقع / تركيا الأن ( من بين كل حكايات الحرملك العثماني ، يمتلك السلطان مراد الثالث (1574- 1595) أكثرها لفتًا للانتباه على الإطلاق ، بعد أن استحوذت عليه شهوة جنسية مفرطة ، دفعته لاتخاذ عدد هائل من الجواري في فراشه ، والعبث معهن بشكل زاد عن الحد ، إلى درجة انشغاله بهن عن السلطة ، التي أصبحت في قبضة زمرة من الحريم . قصص مثيرة للغرائز حول ما أطلق عليه « لهو الأحواض » ، وهي أحواض من اللبن كان السلطان العثماني يخرج إليها في نزهاته المعتادة رفقة جواريه ، ويجلس منفرداً بينهن وهن عرايا ، ويسبحن بين يديه في الأحواض . وأصبح السلطان ظلاً شبحياً لا يرجى منه خير ، وتهافت على السلطة مجموعة من الجواري ، وبرزت جارية بعهده أسمها " جان فدا " كانت لها سلطة على مراد وعلى الحكم معا ) .
ومضة :                                                                                                                                       أن الإسلام : " جاء ليُعْلي القيم ، وليتمّم الأخلاق ، كما قال رسول الله ( إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق / السنن الكبرى للبيهقي : ٢٠٧٨٢ / نقل من مركز الدعوة الأسلامية ) " ، التساؤل هنا : كيف لمعتقد حديث رسوله يدعوا الى تكريس    " القيم والأخلاق " ، ومن جانب أخر ، كتاب هذا الرسول / القرآن ، يدعوا الى وطأ ملك اليمين ، بعدد غير محدد أضافة الى الزوجات الأربع ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ .. / 3 سورة النساء ) . والتساؤل الأهم ، أن هذا الرسول الداعي الى القيم والأخلاق ، يكون ذاته البادئ بوطأ ملك اليمين . فهنا تبرز تناقضات هذا المعتقد ، بين النص وبين القول والفعل . وأني أرى أن وطأ ملك اليمين ، نصا مخالفا لكل القيم والأخلاق ، ولكن شرعنته جعلته مبدأءا عقائديا متبعا.

85
                           لمحة عن الحجاب .. مع أضاءة عن مقتل الأيرانية مهسا أميني
الموضوع :                                                                                                                                         أولا - في الموروث الأسلامي / قرآن وأحاديث وسنن ، هناك الكثير من النصوص حول ما يدعى بعالم اليوم ( الحجاب ) ، وقد ذكر بصيغ مختلفة ، " من وراء حجاب أو ستار ، جلباب.. " ، فمثلا ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] ) و ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جلابيبهن / سورة الأحزاب 59 ) . ومن موقع / أبن باز ، أنقل التالي ، وبشكل مختصر ( .. وإذا كان هذا في حق نساء النبي  وهن أطهر النساء وأفضل النساء في عصر هو عصر خير القرون فما ظنك بمن جاء بعدهن ؟ فمن جاء بعدهن فهو في أشد الحاجة إلى ذلك ، لأن ذلك يعين على البعد عن الفساد ، ولأن التقوى كلما قلت صارت الحاجة إلى الحجاب أكثر ، وما بعد عصر الصحابة أقل تقوى من عصر الصحابة ) ثم يفسر الموقع معنى مفردة " جلابيبهن " فيقول ( ما تضعه المرأة فوق رأسها وفوق ثيابها زيادة في التستر ، وتستر به وجهها ويديها علاوة على ما عليها من الملابس ، ولم يقل : إلا وجهها وكفيها في هذا المقام ، ولا في قوله : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ [الأحزاب:53] ، لم يقل إلا وجهها وكفيها ، فدل ذلك على أنه لجميع أجزاء المرأة ، ولأنها عورة ، ولأن وجهها وكفيها عنوان جمالها أو دمامتها ، فدل ذلك على أن الستر لهذا من أهم المهمات ، حتى لا تكون سبب الفتنة وحتى لا يطمع فيها أصحاب الهوى والانحراف ) .
ثانيا – ومن أحاديث الحجاب (( عن صفية بنت شيبة أن عائشة كانت تقول : لما نزلت هذه الآية ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) أخذن أُزُرَهن ( نوع من الثياب ) فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها . رواه البخاري وأبو داود ، بلفظ : يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله  وليضربن بخمرهن على جيوبهن شققن أكثف مروطهن ( نوع من الثياب ) فاختمرن بها . أي غطين وجوههن . قال الشيخ محمد الشنقيطي وهذا الحديث صريح في النساء الصحابيات المذكورات فيه .. أن احتجاب المرأة عن الرجال وسترها وجهها عنهم ثابت في السنة الصحيحة المفسرة لكتاب الله ، وقد أثنت عائشة عن النساء بمسارعتهن لامتثال أوامر الله في كتابه ، ومعلوم أنهن ما فهمن ستر الوجوه من قوله وليضربن بخمرهن على جيوبهن إلا من النبي لأنه موجود وهن يسألنه عن كل ما أشكل عليهن في دينهن ، والله  يقول : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) ، فلا يمكن أن يفسرنَها من تلقاء أنفسهن / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب )) .         
القراءة :                                                                                                                                  * . مهما شرحنا وأوضحنا وقدمنا من أدلة مسندة من القرآن والسنة ، من أن المقصود بالآيات أعلاه ، هو غير حجاب اليوم ، وأن الملزمين به هن نساء النبي والصحابيات .. / وفق ما مبين في أعلاه ، ولكن السلفيون والوهابيون والأخوان .. يرفضون كل دليل ، ويرقعون كل الموروث برقع خرقاء ، من أجل تثبيت من أن الحجاب فرض وفق القرآن والسنة والأحاديث .. ويعللون من أن الحجاب لأجل الستر ومنع الفتنة والفساد ، ويختمون قولهم بأقبح تفسير : من أن المرأة هي " عورة " ، ونحن نقول أن عقولهم وتفسيراتهم ورؤاهم وترقيعاتهم هي ال " عورة " ، لأن المرأة أجمل و أرق مخلوق .
* . أن نساء محمد وكل الصحابيات عموما كن يلبسن " المرط " ( المرط هو الثوب الغير مخيط ، قال ابن منظور " والمِرْط  كُلُّ ثَوْبٍ غَيْرِ مَخِيط "  فالغير مخيط يلبسه الرجل ، والمرأة من غير حرج ، وذلك لعدم وجود اي معلم يخص الرجل ، او المرأة في هذا الثوب ، فهو كساء مشترك ، ويكون شكله كالملحفة ، او الغطاء العام ، الذي يتزر به الرجل ، وتتلفع المرأة به .. وكان الرسول يرتدي مرط عائشة وهو يقابل الصحابة / نقل باختصار من موقع فيصل نور ) . وكما بينا فيما أسلفت ، أنه ليس من لباس محدد في زمن محمد ، لا نسائيا ولا رجاليا ! . واللباس المذكور / المرط ، لا يستر الجسد كاملا بأي شكل من الأشكال .   
* . من جانب أخر أن بعض الأحاديث تبين أن النساء كنا لا يتحجبن عند الأجتماع مع الرسول / وهذا مقطع من حديث طويل ( " روى البخاري ومسلم عن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ : اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الْحِجَابَ .. " . ويقول السندي في حاشيته على صحيح البخاري :- ثم لا يصح أن يقال : إن كشفهم وجوههن أمام النبي يدل على جواز كشف المرأة وجهها أمام الرجال الأجانب عنها ؛ وذلك لأن من خصوصيات النبي ـ كما اختاره الحافظ ابن حجر في " فتح الباري" ـ أنه يجوز له النظر إلى وجه المرأة ، وأن يخلو بها ، كما جاز له أن يتزوج أكثر من أربع ، وأن يتزوج بلا ولي .. نقل بأختصار من موقع / الأسلام سؤال وجواب ) . والتساؤل أذا كان الحجاب فرض ديني ، فهل هذا الفرض لا ينطبق على الرسول ، وهل الرسول يعد أستثناءا من الأحكام الألهية ! - أي من أحكام القرآن ، الذي هو كلام الله الموجود منذ الأزل في لوح محفوظ ( فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ / 22 سورة البروج ) ، وهل الرسول حلال عليه النظر للمرأة دون غيره من الرجال ، وهو بشر ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ / 110 سورة الكهف ) .                                                                             
خاتمة :                                                                                                                                     عن حديث لعائشة : ( أن أزواج النبي كنَّ يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع " أماكن معروفة من ناحية البقيع " فكان عمر يقول للنبي : احجب نساءك ، فلم يكن رسول الله يفعل .. فأنزل الله آية الحجاب . رواه البخاري ومسلم (  . هنا يتوارد لأي باحث أكثر من تساؤل : (1) يتبين من بنية الحديث ، أن أزواج محمد يخرجن للتبرز للبر غير محجبات وبمكان غير مسور ، وبلباس المرط الذي تغطيته للجسم غير كاملة . (2) والرسول ذاته لم يستجب لتنبيه عمر " لم يفعل "، وهذا يعني عدم أقتناع الرسول بفرض الحجاب على نسائه . (3) والأمر المثير للتعجب أن الله أستجاب لقول عمر بن الخطاب ، بالرغم من أن الرسول ذاته لم ينبه أزواجه بلبس الحجاب . (4) فهل هناك تواصل بين عمر والله ، عن طريق الوحي جبريل / حيث أنزل الله آية الحجاب ! / بناءا على دعوة عمر لمحمد لتحجب أزواجه ، وهل الله يصغي لكلام عمر دون محمد ! .
أضاءة :                                                                                                                                 أيران تصفي جسديا و بطريقة كارثية / الشابة الأيرانية - كردية الأصل مهسا أميني ، وتزور الحقائق على انها أغمي عليها في مركز أمني / حكومي ، علما أنه هناك فيديو منتشر ومتداول على صفحات الميديا - يبين بشكل لا يقبل الجدل ، كيف أن شرطة الأخلاق يعتدون بالضرب عليها / مهسا ، ويجبروها للصعود لسيارة تابعة لهم ، ومن ثم تدخل في غيبوبة ، ثم تتوفى .. هذا النظام الذي حجر على الحريات ، ودمر بلدانا أخرى كالعراق وسوريا ولبنان واليمن .. وهو لا زال يمارس غطرسته اللاأخلاقية ، على شعبه ، وذلك بدعوة أن الحجاب فرض عقائدي ، يمنع الفتنة والفساد ، وهم بذات الوقت ، يمارسون وفق مكاتب رسمية عمليات زواج المتعة ، التي يشرف عليها ملالي أيران ! ، وكان بالأجدر على شرطة أيران الأخلاقية ، أن تمنع المتعة ، لأنه عمل غير أخلاقي وغير حضاري ومهين للمرأة ، قبل أن تفرض أرتداء الحجاب من عدمه ، علما أن الضحية / مهسا ، كانت بحجاب ولكن ليس بالطريقة التقليدية الأيرانية .. أن أيران ونظام الملالي والولي الفقيه ، أصبحوا خارج نطاق ركب الحضارة وسوف يلفظهم التاريخ عاجلا أو أجلا ! .   
                                                                                                                                 


   

86
يحتضر الوطن .. عندما يصبح " الوطن " مجموعة مكونات
                                                 العراق كأنموذج
أستهلال :                                                                                                                              هذا المقال ، أصلا توجيهه للعامة ، وليس للمتخصصين والأكاديميين ! ، ولكن لا ضير من أن يطلع عليه الكل .
1 . بعيدا عن كل التعريفات الواردة في المصادر ، ولتقريب المفهوم للعامة - أن الوطن : أرض وشعب ، يمكن أن يكون هذا الشعب ، متعدد الأديان والمعتقدات والأثنيات والقوميات .. ، ولكي تكون هذه الفسيفساء في خدمة النظام الوطني / جمهوري كان أو ملكي أو أمارة .. ، فيجب أن يضع الشعب كل مرجعياته ، المذكورة في أعلاه ، بعيدا عن حساباته ، خاصة عندما يتطلب الأمر مصلحة الوطن ، لأن مصلحة الوطن يجب أن تكون هي الأول والأخير في أتخاذ أي قرار .
2 . ولكن الوضع والحال وكل المواقف مختلفة في العراق - الأنموذج لعنوان هذا المقال ، فالمكونات السياسية تتحرك وفق مرجعياتها الطائفية والمذهبية والولائية ، وأصبح المتداول مقولات ، مثلا : البيت الشيعي ، المكون السني والمكون الكردي .. وأضيف أليهم التشرينيين والمستقلين ، مع مرجعية شيعية رمزية في النجف ، أما المسيحيين / الذي نعتهم نوري المالكي لجهله بالتاريخ ب " الجالية " ، والأزديين وغيرهم فشبه مهملين ومهمشين ، والأنكى من كل ذلك ، الشيعة متفرقين وكذلك السنة والكرد . من جانب أخر ، أصبح لكل مكون أجندة خاصة به تخدم دول أقليمية قبل مصلحة العراق ! .
3 . أضافة لكل هذا ، هناك العديد من المليشيات والمجموعات المسلحة / معظمها ، تأتمر بأوامر أيرانية ، لذا أصبحت سلطة الدولة / كجيش وشرطة وقوات أمنية .. ، تكون مقيدة ومحجمة الدور ، وذلك لقوة وفاعلية المليشيات التي تملك العدة والعدد ! ، أضافة للسند الأقليمي / وبالأخص المد الأيراني . 
4 . لذا بهكذا تركيبة / أنفة الذكر ، التي بني عليه النظام في العراق ، لا يمكن أن يكون القرار السياسي في العراق مستقلا خالصا لخدمة العراق ، وذلك لأن هذا القرار تتحكم به مصالح ولاء هذه المكونات السياسية لأجندتها الخارجية ! .
5 . أي بمعنى أخر ، العراق الوطن - أرض وشعب ، لا يشكلان أي أولوية للتيارات السياسية المنطلقة من هذه البيوتات والمكونات الطائفية الحاكمة بعد عام 2003 ! . لأجله في العراق " كل يغني على ليلاه " ! . 
خاتمة :                                                                                                                                       الطغاة .. حين يستذكرون طقوس مقتل الأمام الحسين بن علي ، في واقعة الطف ، ويبكون ويلطمون لمأساته ، والذي كان أستشهاده في سبيل أعلاء كلمة الحق ، وقول " لا " للظلم والطغاة - لكن واقع الحال فالطغاة وأحزاب الأسلام السياسي والمليشيات الطائفية يتاجرون بدمه .. عندما يسرق رجال الدين الشعب بأسم الدين ! .. عندما تصدر القرارات والتوجيهات من خارج العراق - والطغمة السياسية ما عليها سوى الأمر والطاعة ! ..عندما تكون تشكيل الكابينات الحكومية / معظمها ، بيد الجارة أيران .. وعندما تكون المكونات بأختلاف عقائدها وأنتمائها المذهبي ولائها لأجندة أقليمية .. وحين يكون العراق مجموعة مكونات وبيوتات متناحرة وفق مصالحها .. لما سبق وغيره ، فسوف يحتضر : وطن أسمه العراق .


87
                               الهرولة وراء المستقبل - كهرولة الفهد وراء الغزال .. أنه كالقدر
أستهلال :                                                                                                                               في أغلب الأحيان ، أن غنم الفهد بفريسته - بعد جهد ، يكون الغزال قد قضي أمره من شدة الخوف والرعب .. فقدر الفهد أن يفترس جثة ، ولكنها جثة غزال ، وأن نجا الغزال من محاولة الفهد ، فسيبقى الفهد فهدا والغزال غزالا ! .
الموضوع :                                                                                                                               1 . منذ عمر الشباب ، بل حتى ونحن بمرحلة الطفولة ، ونحن نحلم / لو كنا متواضعون - كنا نحلم بمستقبل أفضل ، والبعض الأكثر عنفوانا يحلم بمستقبل واعد مزدهر ، والبعض الأخر يفوق بأحلامه كل الموازين فيحلم بأمتلاك الأبهة والمكانة الرفيعة المناصب ، بل حتى يحلم أن يحكم ! ، ولكن حياتيا ، الكل يبتعدون عما يحلمون به ، وما يتحقق من أحلامهم سوى ما كان مقدرا لهم ، و البعض يسعى ويحقق جزءا مما سعى أليه . ويظل السؤال والتساؤل - بذات الوقت ، هل التخطيط و الهرولة ، تحقق لنا ، ما نسعى أليه أو ما نطمح أن نكون عليه في المستقبل ، أم أن الأقدار هي التي تحقق مما قدر لنا .
2 . هل كانت كاميلا تحلم في مخيلتها أن تكون الملكة القرينة لملك أنكلترا تشارلز الثالث ! - وهي المتواضعة الجمال والاكبر سنا منه ، و التي تزوجت قبله وتطلقت ! من المؤكد لا ! ولكن حياة الأميرة ديانا العبثية / زوجة الأمير السابقة ، وتعدد علاقاتها ! ، قادت بكل الأقدار أن تنهي كاميلا روزماري / تولد 1947 ، زواجها من أندرو باركر بشكل نهائي في عام 1995 ، وانتهى أيضا زواج الأميرتشارلز / تولد 1948 ، من الأميرة ديانا رسميًا في عام 1996 . فكل هذه الأقدار أدت الى رجوع علاقة الأمير تشارلز بكاميلا ، التي لم تكن الملكة الراحلة أليزابث مقبولة لديها بداية الأمر .. أنه القدر .
3 . سياسيا من كان يتصور أو يتنبأ ، أن يشنق الرئيس الأسبق صدام حسين / 2006 فجر عيد الأضحى ، بتوقيع / وكما يقال بجرة قلم ، من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي ، الذي أستلم الحكم من أبراهيم الجعفري / وبمباركة أميريكية أيرانية . وصدام الذي حكم العراق لمدة 35 عاما ، يعدم من قبل المالكي - الذي ترأس الحكومة العراقية لدورتين من 2006 لغاية 2014 - وأسس مقولة " ما ننطيها " أي بعد ما نتنازل عن الحكم الشيعي للعراق ! ، ولا زال المالكي لحد الأن ، هو الرقم الأقوى والمؤثر سياسيا ، والتساؤل أن المالكي لم يكن معروفا كغيره في النضال ضد صدام حسين ، مثل : آل الصدر وآل الحكيم وجلال الطالباني ومسعود البارزاني وأياد علاوي وغيرهم .. ولكن هكذا هي الأقدار . صدام يعدم والمالكي للواجهة .
4 . رجوعا لما يسمى بالربيع العربي ، ونتناول سوريا كمثال ، فمنذ أذار 2011 - عند خروج مظاهرات في مدن سورية عدة مطالبة بإطلاق الحريات وإخراج المعتقلين السياسيين من السجون ورفع حالة الطوارئ ، ثم مع الوقت ازداد سقف المطالب تدريجياً حتى وصل إلى إسقاط نظام بشار الأسد بالكامل .. ولكن نظام الأسد لا زال قائما ويرجع رويدا رويدا للحضن العربي ! ، تمام أنه مدعوم أيرانيا وروسيا ، ومن قبل المليشيات الشيعية اللبنانية / حزب الله ، والعراقية أيضا ! ، ولكن ألم تكن الأقدار لها دورا محوريا في هذا الدعم ، التي تتلقاه سوريا في صمودها ضد المد الجهادي الأسلامي المتطرف داعش والنصرة والعشرات من المنظات الأرهابية الأسلامية ، التي تريد أعادة سوريا الى عهد الخلافة الأسلامية . أنه الدعم القدري الذي منح لسوريا للبقاء في المشهد لغاية الأن .
كلمة :                                                                                                                                        أن الأقدار هي التي توجه حياتنا وتحدد مستقبلنا وتنظم أوراقنا وفق الأوليات ، نعم نسعى نعم نجتهد نعم نحاول نعم نخطط ، ولكن القدر هو اللاعب الرئيسي في توجيه دفة المركب الذي نبحر فيه في معترك الحياة ، حياة أتينا على خضامها بقدر ، لا دورا لنا فيه ، وسنذهب بقدر أيضا لا خيار لنا بتعجيله أو بتأخيره .. لأنه القدر .


88
قراءة " للآية 26 من سورة البقرة "
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ / 26 سورة البقرة )
الموضوع :                                                                                                                            قبل أن نعرض قراءتنا العقلانية للآية أعلاه ، لا بد لنا أن نسرد ما جاء في تفسيرها وفق المصادر الأسلامية / وبأختصار ، فوفق " تفسير أبن كثير " ، جاء التالي بصددها (( قال السدي في تفسيره ، عن أبي مالك وعن أبي صالح ، عن ابن عباس - وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من الصحابة : يضل به كثيرا ) يعني : المنافقين ، ويهدي به كثيرا ) يعني المؤمنين ، فيزيد هؤلاء ضلالة إلى ضلالهم لتكذيبهم بما قد علموه حقا يقينا ، من المثل الذي ضربه الله بما ضربه لهم ، وأنه لما ضربه له موافق ، فذلك إضلال الله إياهم به ويهدي به ، يعني بالمثل كثيرا من أهل الإيمان والتصديق ، فيزيدهم هدى إلى هداهم وإيمانا إلى إيمانهم ، لتصديقهم بما قد علموه حقا يقينا أنه موافق ما ضربه الله له مثلا وإقرارهم به ، وذلك هداية من الله لهم به وما يضل به إلا الفاسقين ، قال : هم المنافقون . وقال أبو العالية : وما يضل به إلا الفاسقين ، قال : هم أهل النفاق . وكذا قال الربيع بن أنس . )) .
القراءة :                                                                                                                                   1 . أن تركيزي سينصب على مقولة " يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا " ، ومن سياق الآية ، فالأمر ينصب على النص القرآني ، فأذا كان القرآن هو كلام الله ( القرآن الكريم هو كلام الله ، المُنزل على نبيّه محمد ، المعجز بلفظه ، المتعبّد بتلاوته ، المُفتتح بسورة الفاتحة ، والمُنتهي بسورة الناس ، المكتوب في المصاحف ، والمنقول إلينا بالتواتر / نقل من موقع موضوع ) ، فكيف ممكن لكتاب يضم بين دفتيه كلاما لله أن يكون " كتاب هداية أو أضلال " وهل من مهام الله كتاب لأضلال البشر ! .
2 . ولكن لو رجعنا الى أسماء الله الحسنى / وفق المعتقد الأسلامي ، نرى أن " المضل " ، هو أحد أسماء الله ، فكيف لله أن يكون مضلا ، فالله هو الهادي ولا يمكن أن يكون " المضل " . وفقهاء الأسلام دوما يرقعون الأمور الغير عقلانية للنصوص القرآنية - بأمور غير مفهومة ! ، فقد جاء في موقع / موسوعة النابلسي ، بهذا الشأن التالي ( الاسم المضل ربَّما من خلال الممارسات وجدنا أنَّ إنساناً يُضلُّ إنساناً آخر ، فهذا العمل ليس محبوباً عندنا ، ليس عملاً مستحسناً أن يُضلَّ إنسانْ إنساناً ، إنَّه عملٌ مخالفٌ للفطرة ، مخالفٌ للقيم الإنسانيَّة الرفيعة ، أما إذا قلنا أنَّ الله هو المضل فلا بدَّ لهذا الاسم من معنىً يليق بكمال الله ) ، ثم يكمل ب ( وضلَّ الكافر .. إذا غاب عن الهدف الذي خلق من أجله ) . فلو كان المضل أنسانا ، لكان أنسانا بغيضا ، فكيف الله ! ، التساؤل هنا : هل الله يعمق من كفر الكافر ويزيد من كفره ، أم يقوم أمره ويهديه ! . 
3 . وبذات المعنى ، هناك آية اخرى تنص على ﴿ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ / 8 سورة فاطر ﴾ ، وأخرى ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين /َ  56 سورة القصص ) ، والأخيرة تقول التفاسير أنها نزلت بشأن عم الرسول أبو طالب ( وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان:  ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن نبيه لا يهدي من أحب هدايته ، ولكنه جل وعلا هو الذي يهدي من يشاء هداه ، والآية نزلت في أبي طالب أحب النبي هدايته ولكن الله لم يقدرها له / نقل من موقع أسلام ويب ) . وأرى أن القرآن في بعض من نصوصه / ومنها الآيات سابقة الذكر ، تظهر الله ب " المزاجية " ! ، فلم هذه الصفة الهوائية في الحكم الألهي ! ، وهل من حكمة أو عدل ، للذات الألهية ، في قضية منح الهداية أو الضلال لبني البشر ! ، وماهي المعايير العملية الذي يتبعها الله في حكمه على المليارات من عباده على وجه الأرض ! .. كل ذلك أسئلة تحتاج الى أجوبة مقنعة .
4 . من الآية نستخلص أن القرآن يضل المنافقين ، ولكن بالقفز الزمني للتطور المجتمعي المستقبلي ، نرصد الكثير من الفئات المجتمعية الأخرى ، ذات التوجهات العقائية المستحدثة ، وهم اللادينيين مثلا / وتحت مظلتهم الكثير من التفرعات ك " اللاأدرية ، الربوبية ، الملحدين واللاكتراثية .. وغيرها " ، وكان من المنطق أن تضم الآية كل ما سبق ، أسوة بالمنافقين ، وذلك حتى يصبح النص أكثر شمولا ، هذا لو كان القرآن ، أو بالأشمل الأسلام ، بكل تراثه ومنتجاته ، صالح لكل زمان ومكان ، وهذا أخفاق اخر للنص القرآني ، ودليل دامغ ، على أن القرآن نص زمكاني محدد ، وجد لملائمة عقلية المجتمع القبلي قبل 14 قرنا .                                                                                   
أضاءة :                                                                                                                                    أذا شطح النص ، أو هزلت بنيته ، فلا بد من التعقل والتدبر قبل الأيمان بما كتب بهكذا نصوص ، أن المبدأ الديكارتي ، قاعدة رئيسية في تقبل هكذا نصوص أو رفضها في أي موروث ماضوي ، فمن خلال الشك ستتوضح جليا ما كنت قد أمنت أو وثقت به سابقا ، وما كان من المفروض بك أن تؤمن به فعلا ، وكما يقول أبن خلدون " يجب أعمال العقل في الخبر " .. وأرى أن حتى العمل بهذه المقولة بات أيضا لا يكفي من التحقق من الخبر ، لأن الخبر ليس مجرد واقعة قد حدثت ، بل يجب التأكد - بغض النظر عن مصداقية الخبر من عدمه ، فهل ما كتب كان واقعا حقا في تلك الحقبة تحديدا ، أو أن النص تشكل / أي كتب ، لاحقا ، بعد عقود من الزمن لأسباب فقهية أو سياسية أو لأغراض فرض الحكم ! .. ورجوعا الى الآية موضوعة المقال ، أرى انه ليس من المنطق أن يكون حكم كلام الله / القرآن ، أن يقبل القياس بمبدأين متناقضين ، متضاددين و متقاطعين ، أي / خلاصة ، ليس من العقلانية أن يكون القرآن كتاب هداية وكتاب أضلال بذات الوقت ! .   


89
                                         الهوس الجنسي لدى دعاة المسلمين
يشكل الجنس الشغل الشاغل لدى الدعاة ، فهم حتى لم يطبقوا المثل الشعبي القائل ( ساعة لربك وساعة لقلبك ) ، لأن جل وقتهم لحياتهم الجنسية / أي لقلبهم ، متمثلة تارة بتعدد الزوجات ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا / 3 سورة النساء ) ، وتارة ثانية بأغتصاب النساء ، وأخرى بالزواج بفتيات بأعمار حفيداتهم ، أضافة لممارستهم أفضع التصرفات الجنسية المحرمة شرعا حتى مع زوجاتهم ! .. سأذكر فيما يلي بعض القصص لهولاء الدعاة ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة .
الموضوع :                                                                                                                               أولا - د . طارق سعيد رمضان ، ولد في جنيف - سويسرا / حاصل على درجة الدكتوراه في اللغة العربية والدراسات الإسلامية من جامعة جنيف ( مفكر سويسري من أصل مصري - حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا من أمه ، ونجل الدكتور سعيد رمضان سكرتير البنا . أخوه هاني رمضان أستاذ وإسلامي سويسري ومدير مركز جنيف الإسلامي ) . يعني أنه من عائلة دعوية أسلامية " أبا جدا " ! ، ولكنه مغتصب للنساء ! . فقد جاء في موقع / الوطن التالي ( بات وصف "عنتيل" أصدق ما يطلق على طارق رمضان حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية ، وذلك بعد توجيه تهمة الاغتصاب مرة جديدة له بحق امرأة تعتبر السيدة الخامسة التي يلاحق أمام القضاء بسببها . وقد وجه القضاء الفرنسي ، إلى طارق رمضان تهمة اغتصاب منية ربوج في العامين 2013 و2014 ) . ورمضان لم يكتفي بالأغتصاب ، ولكنه يحتفظ بتلفونه وحاسوبه بتوثيق لصور جنسية ( رغم إفراج مشروط صادر بحقه يبدو أن الفضائح الجنسية لطارق رمضان لم تنته بعد ، حيث كشف التحقيق وجود مئات الصور الجنسية على هاتف حفيد مؤسس تنظيم الإخوان الذي يواجه تهما بالاغتصاب / نقل من موقع أر تي ) . والمدعو رمضان أعترف بعلاقات جنسية بسيدتين من السيدات الخمس المغتصبة ، ولكنه قال أن العلاقة الجنسية معهم كانت رضائيا ( باريس / رويترز - اعترف الأكاديمي السويسري طارق رمضان أستاذ الدراسات الإسلامية  أنه أقام علاقات جنسية مع امرأتين في فرنسا تتهمانه بالاغتصاب ، لكنه قال : إن العلاقات كانت بالتراضي ) .
ثانيا - د . يوسف عبد الله القرضاوي / ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر ، ( شيخ دين مصري يحمل الجنسية القطرية ، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا . ) ، تتلمذ على يد مؤسس جماعة الأخوان المسلمين " حسن البنا " ، يحمل شهادة الدكتوراة من كلية أصول الدين بالأزهر .. حالته الأجتماعية - وفق موقع / فيتو ، من أنه قد تزوج بثلاث نساء ( 3 نساء في حياة القرضاوي . " أم محمد " أولى زوجاته وأنجبت 7 أبناء . " أسماء الجزائرية " الحب الأشهر لرئيس اتحاد علماء المسلمين.. و" مغربية " أصغر منه بـ37 عاما كانت آخر زيجاته ) ، أي وضعه وفق الشرع يعتبر مقبولا ، ولكن ممارساته الجنسية كانت شاذة مع زوجاته ، فقد جاء في موقع / 547 ، على لسان زوجته الجزائرية ، التالي ( أسماء بنت قادة ، تفضح شيخ الأخوان الأرهابي يوسف القرضاوي فهي كانت زوجته وكاتمة أسراره ، فبعد طلاقها فضحته وظهرت على مواقع التواصل الأجتماعي وقالت : أنكم مخدوعون في شيخكم الغير كريم فهو في المنزل على غير ما تتخيلون فكان يجبرها علي ارتداء ملابس فجه وفاضحة بل وقالت أنه ليلة الدخلة أجبرها علي مشاهدة فيلم أباحي وكان " يجامعها خلفيا " . ) - أي من الدبر . وفي موقع أخر ، تضيف أسماء / وفق مقال لجريدة الرياض ، بعنوان ” يوسف القرضاوي .. من فكر الاعتدال إلى فقه الدماء / الجنس والسياسة والمال .. سلسلة فضائح لا تنتهي ! ، ( ”، جاء فيه أن القرضاوي “ / الشيخ الهرم ، لم يتوجه للفراش مباشرة لكنه أصر على أن تشاهد الزوجة أحد الأفلام الإباحية في البداية . بعد قليل أصر القرضاوي على أن يعصب عيني ، لأنه لم يكن راغبا في أن أرى جسده المهترئ بينما كان يصر على أن يرى هو كل شيء”. / نقل من موقع TSA  ) .
ثالثا - موقع / النهار - ينشر فضائح دعاة التيار السلفي ، وسأتناول بأختصار بعضا منها (1) الشيخ محمد حسين يعقوب : ويلقب يعقوب .. ب " شهريار التيار السلفي " ، يسكن في فيلا في مدينة السادس من أكتوبر مكونة من أربعة طوابق ، بكل طابق منها زوجة . ويداوم يعقوب ، على إبقاء ثلاثة زوجات أساسيا فيما تبقي الرابعة كـ" استبن " يجري تطليقها كلما رغب في الإتيان بزوجة جديدة ، تكون في الأغلب بكرا لا تتجاوز الـ 18 ربيعا . ويصفه الكثير من أبناء التيار السلفي بشهريار التيار السلفي إذا بلغت عدد زيجاته ما يقرب من 22 زيجة ، كما أكد من قبل الدكتور محمد عبد الرازق الرضواني - الداعية السلفي ، مشيرا إلى أن عدد الزوجات وصل إلى 20 وربما 22 فتاة تزوجهن بكرًا وفي سن صغيرة . وأكد الموقع ذاته ، أن يعقوب ومن على شاكلته يتحايلون على " شرع الله " بتثبيت 3 زوجات ثم يغيرون الرابعة التي لا تستمر على ذمتهم أكثر من 2 - 6 أشهر ، ثم يطلقونها ويتزوجون غيرها ، مشبها زواج الشيوخ بـ" زواج المتعة " عند الشيعة .  (2) الشيخ محمد حسان : ودخل الشيخ محمد حسان أيضا علي خط الأزمة إذا تعددت زيجاته في الفترة الأخيرة من فتيات صغيرات كانت آخرهن زواجه من فنانة مغمورة تدعى " ندى " ، تصغره بأكثر من 25 عاما ، وتتمتع بجمال صارخ . وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تندرا على الشيخ حسان المعروف أنه دائم التعدد ومن فتيات صغيرات تصغره دائما بأكثر من 25 عاما على الأقل ، حيث حمل البعض زواج الشيخ من الفتيات البكور المسئولية عن تدهور حالته الصحية وحلوله ضيفا دائما على المستشفيات بشكل منتظم .
القراءة :                                                                                                                                           1 . الداعية يجب أن يكون قدوة لأتباعه ، في السيرة والنهج والأخلاق والزهد والصلاح ، لأنه يمثل مكانة جليلة عند الله ، فقد جاء في موقع / موضوع ، بهذا الصدد ، التالي ( للداعية مكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى ؛ وقد تجلّت مكانته في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، ومن مكانته ما يأتي : الداعية خليفة لأنبياء الله ورسله وأتباعهم ، وهو على سبيلهم ، الداعية له الأجر العظيم والثواب الجزيل بسبب دعوته إلى الله .. ) . والتساؤل هنا ، هل دعاة اليوم يمثلون خلفاءا للأنبياء ، وهل يمتلكون أي صفة من الصفات المذكورة أنفا .. فهم فقط مشغولون بجمع الأموال والزواج وبناء القصور .
2 . حتى رسول الأسلام ، لم يتزوج سوى فتاة باكرا قاصرا واحدة ، وهي عائشة بنت أبي بكر ، ولكن دعاة اليوم ، كل فترة يتزوجون بفتاة باكر ، ويطلقوها بعد أشهر من أجل الزواج بأخرى ! ، بمعنى أخر أنهم فاقوا سيرة نبيهم عشرات المرات ! ، وكانوا من المفروض أن يقتدوا به { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا / 21 سورة الأحزاب } ، وبالرغم من غلوه في تعدد أزواجه - ولكن ذاك محمد بن عبدالله ، والمجتمع كان جاهليا قبليا ! .. واليوم المجتمع واع لكل نهج وفعل من قبل الدعاة ، وذلك لأنهم مفضوحين من قبل جمهور المسلمين .
3 . لم هذا الهوس الجنسي لدى الدعاة ، في الزواج المتعدد والطلاق المتكرر ، والطلاق أصلا مكروه شرعا في الأسلام ( جاء في سبل السلام للصنعاني : وعن ابن عمر قال : قال رسول الله : أبغض الحلال إلى الله الطلاق ـ رواه أبو داود ، وابن ماجه ، وصححه الحاكم ، ورجح أبو حاتم إرساله وكذا الدارقطني ، والبيهقي رجحا الإرسال . / نقل من موقع أسلام ويب ) . الجواب أن الدعاة يعيشون الحياة الدنيا ، تاركين الأخرة للمسحوقين والبسطاء ، كما أن الدعاة هم الأصل في الأفتاء والتفسير ، لذا فهم يكيفون الأحاديث والآيات على مقاسهم بفتاوى وبما يخدم وضعهم وأفعالهم ! .
4 . دعاة اليوم ليسوا بدعاة ! ، بل هم تجار دين وكلام ، فهم يقتادون من هذه المهنة ! ، أن الداعية الحقيقي ، زاهد في الدنيا ، لأن غايته هي الأخرة ، ولكن دعاة اليوم ، مهوسين بالحياة الدنيا - خلافا للنص القرآني ( وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ / 185 سورة آل عمران ) . من جانب أخر ، أن دعاة اليوم يدعون الشباب للجهاد ، وأبنائهم يتعلمون بأرقى الجامعات الغربية ، أما هم ، فكل يوم بحضن زوجة من زوجاتهم المتعددة ، والشباب المسلم المنصت لهم في طريق الهلاك.
الختام :                                                                                                                                           معظم الدعاة يعيشون حياتهم الخاصة ! ، بكل مباهجها المتعددة ، فهم يدعون للفضيلة ، وهم أبعد بشرا عنها ، يحثون الناس على الصبر ، وهم لم يجربوه / لأن حياتهم كلها ترف - زوجات وقصور و أموال ، دعاة يفتقدون للصدق ، كما أن شخصية الدعاة مصابة بالأنفصام / لأنهم يدعون للصلاح وهم فاسدون ، كما أنهم يغيرون نهجهم وفق تغيير الظروف السياسية ، وتبعا لتبدل الحكام ، هم يدعون ويوصون بمثل وقيم وهم لا يتبعوها ، ينطبق عليهم النص القرآني ( يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون / 2 سورة الصف ) الدعاة ، قوالون حكاؤون قصصاصون ، يحفظون القرآن والسنة والأحاديث وكل التراث الأسلامي ، ليس من أجل الدعوة والهداية ، بل لأجل توظيفه في تسطيح وتجهيل المجتمع ، وكذلك من أجل جمع المال .. خلاصة القول : أرأيتم داعيا يعيش على حد الكفاف ! ، فكلهم متخمون مالا ونساءا .. وأنا شخصيا ، لا أرى حاجة الدين للدعاة .




90
                                     الدول الأسلامية والعربية .. بين التحدي وبين السقوط

1 . أن التقدم الحضاري لكل الأمم ، على أختلاف أنظمتها السياسية والأجتماعية ، وأختلاف توجهاتها الفكرية ، وتباين أنتماأتها الدينية والمذهبية .. هذا التقدم لا يمكن أن يتم بالأنعزال المجتمعي ولا بالأنغلاق الفكري ، ولا يتم بالتكفير وألغاء الأخر ، ولا يتم بالشعور الفوقي من كون أن المسلمين هم الأعلون ، وهم أفضل الأمم ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ / 110 سورة آل عمران ﴾ . بل يتم بالتلاقح الأنساني والعلمي والفكري .. هكذا تنشأ نواة أي حضارة ، بغير هذا ، يكون الكلام ليس ذا جدوى في خضم كم هائل من التقدم على مستوى التكنولوجيا والطب والفكر .. في كل أنحاء العالم .
2 . أميركا وأوربا واليابان / بالتحديد ، لم تنهض حضاريا من قبيل الصدف ، لأن الحضارات لا تبنى بالصدف بل بالعمل والبحث العلمي الدؤوب ، واضعين أسسا قويمة من المبادئ الأنسانية ، بعيدة كل البعد عن العرقية ، وعن التمايز الديني والطبقي ، هدفهم العمل والاخلاص في سبيل الوطن وزهوه ، وبذات الوقت في سبيل الأنسانية جمعاء ، وذلك من أجل بناء حضارة ميزتها عن باقي الأمم ، لذا توصلوا الى ما هم عليه من تقدم ورقي - في كل المجالات العلمية والتقنية والطبية والثقافية / وذلك لما بذلوه في سبيل هذه الأهداف النبيلة .. أما الأسلام والعرب لا زالوا يحلمون بدولة الخلافة ، خلافة لم تصنع حضارة ، بل صنعت نظاما معتديا وغازيا للدول أخرى ، خلافة هدفها السبي وأستعباد البشر ، خلافة عاشت على خيرات الأخرين ، من نهب وسبي ، أضافة الى فرضها دفع الجزية على غير المسلمين .
 3 . لا زال المسلمون / العرب تحديدا ، يعيشون في جلباب الماضي ، وينطبق عليهم القول التالي ( العرب أمة تعيش في الماضي وإن التاريخ يلهمها أكثر مما يعلمها في الواقع ، لذلك فهي لا تحسن التعامل مع الزمن الذي تعيشه وهذا هو السبب في تخلفها. - عبد الرحمن المنيف ) . فهم في نعمة وترف تكنولوجيا الحاضر ، ولكن فكرهم كأمة فهو فكر ماضوي ، حتى في بلد المهجر فهم منعزلون متحجرون ، الكثير من نسائهم متحجبون ، وهم في الغالب متدينون أكثر مما كانوا عليه في بلادهم الأصلية ، وأرى أن هذا الفعل نوعا من الشيزوفرينيا ، فهم يعيشون في كنف الغرب ، بكل خيراته / الصحية والتعليمية والترفيهية .. ، ولكن بذات الوقت في صلواتهم يلعنون اليهود و النصارى ! ، وفق قوله ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ / 7 سورة الفاتحة ﴾ ، وتفسير هذه الآية ( أن المقصود بـ : المغضوب عليهم :  اليهود ، والمقصود بـ : الضالين :  النصارى .. وروى الإمام أحمد في مسنده عن عدي بن حاتم أن الرسول قال : إن المغضوب عليهم اليهود ، وإن الضالين النصارى . / نقل من موقع - أسلام ويب ) .
4 . على المرجعيات الدينية ممثلة بالازهر والمؤسسة الدينية / الوهابية ، في المملكة العربية السعودية وهيئة علماء المسلمين وغيرها ، أضافة للمرجعيات الشيعية ، أن تبتعد عن الشؤون المؤسساتية للدولة والمجتمع وعن الحرية الفكرية للفرد ، وأن تبقى هذه المرجعيات في محيطها المخصص لها ، وهو التنظيم العقائدي للعبادات ، مع القيام بتنقية التراث الأسلامي الموبوء تكفيرا وألغاءا للأخرين ، مع شطب كل الحكايات والقصص والأخبار والهلوسات الأسطورية ، فلا بد من أعمال العقل في فهم أي نص أو حديث أو رواية .. ، فالمرحلة الأن هي مرحلة وجود أو فناء ، فعهد الغفلة والتجهيل قد ولى ! ، ونحن بهذا المقام - لا بد لنا من فهم مقولة شكسبير / التي هي خير مثال على وضعنا المأساوي المؤلم ( أكون أو لا أكون ، تلك هي المسألة ) ، وألا سنصبح مجرد بلدان قد فقدت صلاحيتها في الحراك الحضاري لعالم اليوم ، أي - بلدان بلا هوية ، ومن ثم سنتحول لبلدان تتخبط في دائرة وفهم العقلية القبلية الجاهلية لحقبة الأسلام المبكر ! .

91
                                         أضاءة عن هدم الكنائس في الأسلام   
 أن هدم الكنائس في بلاد المسلمين ، وأعادة بنائها أو ترميمها ، من أعقد المواضيع و أكثرها أشكالية ، وسوف لن أغوص بما جاء من أوامر بذلك ، من نصوص التراث الأسلامي ، ولكني سأقدم مجرد لمحة وافية عنها ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة لموضوعة الكنائس - التي لا زال المسلمين من عصر الأسلام المبكر ، لحد الأن يهدمون و يحرقون بها !.   
الموضوع :                                                                                                                              بداية ، لا بد لنا من الأطلاع على أحكام بناء الكنائس أو هدمها من أمهات المراجع ، فقد جاء في موقع / الحركات الأسلامية ، التالي وأنقله بأختصار (( ذهب أبن القيم فى كتابه " أحكام أهل الذمة " ، إلى أن حكم بناء الكنائس أو هدمها يتوقف وفقا للبلد الموجودة فيها ، حيث قسم ابن القيم البلاد التى تفرق فيها أهل الذمة إلى ثلاثة أقسام : الأولى - بلاد أنشأها المسلمون فى الإسلام ، والثانية - بلاد أنشئت قبل الإسلام ، فافتتحها المسلمون عَنوة وملكوا أرضها وساكنيها مثل مصر والشام ، والثالثة - بلاد أنشئت قبل الإسلام وفتحها المسلمون صلحاً ، ثم يسترسل فيقول أبن القيم : (1)عن البلاد التى أنشأها المسلمون فى عصر الاسلام .. لا يحق له أن يسمح لهم ببناء كنيسة وإن اشترط عليه أهل الذمة ذلك يصبح العقد بينهم فاسدا . (2) أما عن حكم الكنائس المبنية فى البلاد التى فتحها المسلمون عنوة مثل مصر ، فلا يجوز أن يستحدث فيها شىء من الكنائس ، أما ما كان فيها قبل الفتح فاختلف الآئمة حول تركه أو هدمه ، فهناك قولان فى مذهب أحمد ابن حنبل الأول يوجب ازالة تلك الكنائس ، والثانى يجوز بناؤها . (3) وأما القسم الثالث وهو : ما فتح صلحاً ، وهذا نوعان : الأول أن يصالحهم على أن الأرض لهم ولنا الخراج عليها أو يصالحهم على مال يبذلونه وهي الهدنة ، فلا يمنعون من إحداث ما يختارونه فيها ، لأن الدار لهم ، كما صالح رسول الله أهل نجران ، ولم يشترط عليهم ألا يحدثوا كنيسة ولا ديراً ، أما النوع الثاني : أن يصالحهم على أن الدار للمسلمين ويؤدون الجزية إلينا ، وبالتالي يكون فيه الحكم بإحداث أو بناء كنيسة يعود للمسلمين في هذه الحالة بالمنع والرفض أو الإجازة بالبناء )) . أما في موقع / الدرر السنية - ومشرفه  : عَلَوي بن عبد القادر السَّقَّاف ، يحدثنا عن هدم الكنائس من قبل خلفاء المسلمين ، فيسرد ( فقد روى عبد الرزَّاق في " مُصنَّفه " عن عمِّه وهب بن نافع ، قال : كتب عُمرُ بن عبد العزيز إلى عُروة بن محمَّد : أنْ يهدم الكنائس التي في أمصار المسلمين ، قال : فشهدتُ عروة بن محمَّد ركِب حتى وقَف عليها ، ثم دعاني فشهدتُ كتابَ عمر ، وهدْمَ عروةَ إيَّاها ، فهدمها . ورَوَى عن مَعمَر ، عن إسماعيل بن أُميَّة ، أخبره: أنَّه مرَّ مع هشام بحِدَّة ، وقد أُحدثت فيها كَنيسة ، فاستشار في هدْمها ، فهدَمها هشام . وروَى عن الحسن البصريِّ قال : من السُّنَّة أن تُهدم الكنائس التي بالأمصار القديمة والحديثة . ) . وحول فتاوى هدم الكنائس - بين الدكتور شوقي علام ، مفتي مصر ، أن  دار الإفتاء المصرية اكتشفت وجود 3 آلاف فتوى تحرض على هدم الكنائس في مصر .. قال أبو الحسن الأشعريُّ : إرادة الكُفر كفرٌ ، وبناء كنيسة يُكفَر فيها بالله كُفر ؛ لأنَّه إرادة الكفر . الإمام محمَّد بن الحسن - صاحبُ أبي حنيفة ، قال : ليس ينبغي أن تُترك في أرض العرب كنيسة ، ولا بِيعة .. الإمام الشافعيُّ ، قال : ولا يُحدِثوا في أمصار المسلمين كنيسةً ، ولا مجتمعًا لصلواتهم . أي وجود أجماع تام بهدم الكنائس بين شيوخ الأسلام ( فقد قال أبو بكر الطرطوشي : وأما الكنائس ، فإنَّ عمر بن الخطاب أمَر بهدْم كلِّ كنيسة لَم تكن قبل الإسلام ، ومنَع أن تُحَدَّث كنيسة ، وأمَر ألاَّ يظهر علية خارجة من كنيسة ، ولا يظهر صليبٌ خارج من كنيسة إلاَّ كُسِر على رأْس صاحبه . وقال السُّبكي : إنَّ بناء الكنيسة حرام بالإجماع ، وكذا ترميمُها ./ نقل من موقع طريق الأسلام ) .
 القراءة :                                                                                                                                   1 . ما ذكر غيض من فيض ، ولكن المهم أن ما جاء من فتاوى وأحاديث ومرويات حول هدم الكنائس لم يأتي من عدم ، لأن كل ما ذكر ، لا بد من أنه يستند الى نصوص قرآنية أو أحاديث نبوية ! . فمثلا : ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ 19 / سورة آل عمران ) و ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ/ سورة التوبة 29 ) . هذين النصين دليل على أن رب القرآن يوصي بألغاء أي دين عدا الأسلام . كذلك الحديث التالي يصب بهذا الأتجاه ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله عز وجل./ الحديث صحيح رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث أبن عمر) .  * وعندما يحرم الموروث أي دين عدا الأسلام ، فمن المؤكد أن تهدم أماكن العبادة الخاصة بهذا الدين ، ألا وهي الكنائس .
2 . من جانب أخر ، وفي نظرة لبعض النصوص القرآنية نلحظ ، هناك تضاددا وتقاطعا ومن ثم تناقضا ، مثلا : ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ .. / 256 سورة البقرة ) و ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ / 82 سورة المائدة ) و ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ .. / 48 سورة المائدة ) . فكيف لقرآن محمد أن ينص بانه لا أكراه في الأعتقاد ، وأن محمدا جاء مصدقا للكتب / للتوراة والأنجيل .. ، ويمدح كهنة المسيحية من القسس والرهبان ، وكيف له بذات الوقت أن يهدم أماكن عبادتهم ! ، فهذه أدلة دامغة على التغيير في النهج القرآني ، وعلى أن القرآن يكتب وفق وضع وحالة وقوة بأس محمد ، فعندما كان ضعيفا ، نراه مهادنا ، وعنما قويت شوكته ، كان معاديا ! .
3 . ولو تركنا كل الموروث الأسلامي جانبا ، ومنه " حديث عبدالله بن عباس : ( لا تكون قبلتان في بلد واحد ) وفي لفظ : (لا تصلح قبلتان في أرض واحدة ) رواه أبو داود ، وحديث عائشة : ( لا يترك بجزيرة العرب دينان ) رواه أحمد ، وحديث أبي عبيدة ابن الجراح : ( لا يبقين دينان بأرض العرب ) رواه البيهقي . / نقل من موقع صيد الفوائد " . وكل ما سبق ذكره من آيات وأحاديث وفتاوى ، أجمالا فهو موروث ماضوي مجهول ، كتب بزمن وظرف ومكان معين ، فهل يعقل ونحن في القرن 21 أن نطبق نهج ما نصت عليه نصوص غير متأكدين من كاتبها ، أو من أحاديث لم نتيقن من قائلها ! .
4 . ونحن في هذا المقام أود أن أسرد بعضا من أحداث هدم أو حرق الكنائس أو الأعتداء على المصلين في مصر ( في زمن العهد الملكي : حرق كنيسة الزقازيق في مارس 1947 م ، حرق الكنيسة القبطية بالحضرة بالإسكندرية فى شهر أبريل سنة 1947 م .. في زمن أنورالسادات : الاعتداء على جمعية النهضة الأرثوذوكسية بسنهور 1972 م ، قام المسلمين بحرق جمعية الكتاب المقدس فى 6 نوفمبر عام 1972 ، فى سنة 19/3/1979م  حرقت كنيسة قصرية الريحان بمصر القديمة التى تعتبر من الآثار المسيحية الهامة لأقباط مصر حيث أتت عليها النيران بالكامل ولم يبق منها شيئا .. في زمن حسني مبارك : أحراق كنيسة بورسعيد .. أواخر شهر يوليو 1990 م ، إحراق كنيسة مار جرجس - مركز منيا القمح - محافظة الشرقية 15/4/1990م . حريق كنيسة الأنبا ابرام ، بالعزب الفيوم في 19/4/1996 م .. والقائمة تطول في زمن مرسي والسيسي ، نقل من / موسوعة تاريخ أقباط مصر ) .. هذا مجرد بعضا مما ذكر من أحدث الأعتداء على أماكن عبادة أقباط مصر .. وجهل المسلمين آية ( وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ / 190 سورة البقرة ).
 
أضاءة :                                                                                                                                          لو وضعنا كل ما سبق في جانب ، وجادلنا محور واحد ، ألا وهو " أن معظم الموروث هو كلام الله - أي القرآن ، عدا الفتاوى / والتي هي أيضا مستندة على نصوص أو أحاديث ، وحتى أن أحاديث محمد هي من الله ، وذلك لأن محمدا : ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى / سورة النجم : 3، 4 ﴾ ، وتفسير ذلك " على حجيَّة السنَّة ؛ لأنَّ الآية في نظرهم عامَّة لكل ما يَنطق به الرسول ، سواء كان قرآنًا أو غيـرَ قرآن .. / نقل من موقع الألوكة " . نخلص من كل ذلك أن هدم أو حرق أو عدم تشييد الكنائس هي من الله ، وهنا أيضا نتساءل أن المسيحيين هم أيضا عباد الله ، وأن المسيح هو ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ / 171 سورة النساء ) ، فكيف يكون المسيح الذي هو كلمة الله وروح منه ، والله ذاته يلاحق أتباعه ويأمر بهدم وحرق كنائسهم .. أرى أن كل الموروث الأسلامي ، فيما يتعلق بموضوع الكنائس ، بعيدا عن المنطق ، لأنه موروث هش هلامي تكفيري ، غايته ألغاء كل ما هو غير أسلامي ! .


92
                                   طعن الكلمة الحرة / سلمان رشدي
جرت محاولة أغتيال للكاتب الهندي الأصل - البريطاني الجنسية سلمان رشدي / مؤلف رواية آيات شيطانية ، وذلك في نيويورك يوم 12.08.2022 ، وكان الخميني قد أهدر دمه ، لقاء مبلغ بلغ 3 ملايين دولار ( 14 فبراير/ شباط 1989 عندما أمر الخميني بهدر دمه ، بعدما اعتبر أن روايته " آيات شيطانية " تسيء للإسلام عبر احتوائها ما يعد كفرا ، وجددت طهران هذه الفتوى عاما بعد عام / من موقع الجزيرة نت ) .
أضاءة :                                                                                                                                 1 . الى متى يبقى الحجر على الكلمة الحرة ساريا في نهج المفهوم الأسلامي ، والى متى يظل التعبير عن الرأي جرما ، ولم لا زلنا نأمر بقتل من يتعرض بالنقد للموروث الأسلامي .. وللعلم أن كل الذين أمروا بذلك ، وللذين نفذوا ، أو أومأوا بذلك ، أو أشاروا ، ومنهم آية الله الخميني ، من المؤكد لديهم ما يستندون عليه من وقائع وحجج !! .
2 . الكثير من الحوادث تذكرنا بعملية أغتيال سلمان رشدي ، منها ( أغتيل المفكر د . فرج فودة في عام 1992 ، وفي عام 1995 طعن نجيب محفوظ في عنقه على يد شابين قد قررا اغتياله ، لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل / أولاد حارتنا . ولا ننسى مجزرة رسومات شارل أيبدوا / ففي عام  2015، هجم مسلحان على مقر الجريدة في باريس وقيل أن ثالث كان موجودًا في السيارة ، وخلّف الهجوم 12 قتيلا على الأقل و 11 جريحًا في حالة خطيرة . وقد تبنّى الهجوم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب .. ) .
3 . أن كل ما يجري من محاولات أغتيال للكلمة الحرة ، له ما يستند عليه في الموروث الأسلامي / زمن حقبة محمد ، حيث أن رسول الأسلام كان قد أمر بقتل كعب بن الأشرف / قبل 14 قرنا ، لأنه كان يهجوه ( قال الرسول من لكعب بن الاشرف ؟ فانه آذى الله و رسوله فانتدب له محمد بن مسلمه ، وعباد بن بشر وسمكان بن سلامه وهو اخو كعب من الرضاعه والحارث بن اوس وابو عبس بن جبر وكان قائد هده المفرزه محمد بني مسلمه . وتفيد الروايات في قتل كعب بن الاشرف ان رسول الله قال من لي بكعب بن الاشرف فقال محمد بن مسلمه انا يا رسول الله اقتله / نقل من موقع المعرفة ).
4 . أن الذين ينفذون القتل منومون بشئ أسمه الفتوى ، ونصرة الدين والمعتقد ، وغالب الأمر أن يكون القاتل لا يعرف لم ولماذا يقتل ، المهم أن ينفذ الفتوى ، وأن يكون مصيره الجنة أن قتل ! . ورجوعا الى محاولة أغتيال رشدي ، " حيث أشارت مصادر أمنية مطلعة على التحقيق إلى أن المشتبه به هادي مطر ، البالغ من العمر 24 عاما ، من مواليد كاليفورنيا ، لكنه انتقل مؤخرا إلى نيوجيرسي . " ، وكتاب رشدي ، صدر عام 1988 ، أي أن المنفذ لم يولد بعد ، وبما أنه من مواليد أميركا ، فمن المحتمل جدا ، بأنه لم يسمع بسلمان رشدي ولا بروايته ، حاله حال قاتل فرج فودة ( بالتحقيق مع عبد الشافي رمضان ، أعلن أنه قتل فرج فودة بسبب فتوى الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية بقتل المرتد في عام 1986. فلما سؤل من أي كتبه عرف أنه مرتد ، أجاب بأنه لا يقرأ ولا يكتب ) ولكنه بالرغم من ذلك قتل نصرة للدين .
كلمة :                                                                                                                                  أننا نقتل متوهمين بأننا بقتلنا للشخص ، سوف نمحوا فكره ، أما الحقيقة أن الفكر يبقى ، لأن الفكر لا يمكن أن ينتهي بقتل صاحبه ، وكان من المفروض ، أن يقابل كتاب آيات شيطانية ، بكتاب يفنده ويدحضه / من قبل رجال الأسلام ، لا أن يقابل مؤلفه بطعنات سكين ! .                                                                                                                    أخيرا : أننا نحتاج أن نحيا الحاضر ، من أجل مستقبل أفضل ، وأن نمحوا من عقليتنا الموروث الأسلامي زمن الحقبة المحمدية ! .


93
                                 أضاءة في الموروث الأسلامي 

لا زال الموروث الأسلامي يسوق الوهم للمسلمين ، ولغير المسلمين أيضا ، وذلك بقصص وحكايا ومرويات ، لا تمت للمنطق بصلة ، وفي هذا المقال ، سأبحث في أحدها . وهو " إلقاء قتلى بدر في القليب ومخاطبة النبي لهم " .. حيث قام رسول الأسلام بمخاطبة القتلى / وبأسمائهم ! ، معاتبا ومعنفا لهم ، كأنه يخاطب الأحياء ! ، ويقال أن الله أقامهم حين مخاطبة الرسول لهم ! .

الموضوع :
سوف أنقل هذا الموضوع ، المشار أليه بأعلاه ، وبأختصار / من موقع الألوكة ، وهو مقتطع من مقال د. أمين الشقاوي .
( عندما رأى النبي بقية المشركين وهم يلقون في البئر ، قال : " بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم ، كذبتموني وصدقني الناس ، وأخرجتموني وآواني الناس ، وقاتلتموني ونصرني الناس " .. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك عن أبي طلحة أن النبي أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش ، فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث ، وكان إذا ظهر على قوم ، أقام بالعرصة ثلاث ليال ، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشدت عليها رحلها ، ثم مشى ، واتبعه أصحابه ، وقالوا : ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته ،  فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم :  " يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان .. أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله ؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ؟ " ، فقال عمر : يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها ؟ فقال رسول الله : " والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ". قال قتادة : أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخاً وتصغيراً ، ونقيمة ، وحسرة وندماً ..  وقد رجح الحافظان ابن كثير وابن حجر : " أن الله أحياهم حتى سمعوا كلامه توبيخاً وتصغيراً وحسرة وندماً " ) .
القراءة :                                                                                                                                              ملخص هذا الحديث ، هو أن رسول الأسلام ، بعد معركة بدر في السنة الثانية للهجرة ، رمى بقتلى بدر في طوي من أطواء بدر( الطَّوِيُّ : الْبِئْرُ الْمَطْوِيَّةُ بِالْحِجَارَةِ - نقل من معجم لسان العرب / لأبن منظور ) ، ثم خاطبهم كما يخاطب الأحياء ! .
1 . من ملاحظاتي الأولية : وهي لم رماهم محمد في بئر ، والبئر من المؤكد يستقي منها البدو الرحل ، كان من الواجب به أن يدفنهم بواد أو بأي حفرة ، وذلك حتى يستفاد من البئر ، وتطبيقا للنص القرآني" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ /107  سورة الأنبياء " / أي أن محمد كان رحوما بالأخرين . من جانب أخر ، اني أتساءل هنا - بعد ما أسمع محمد القتلى كلاما ، كله " توبيخاً وتصغيراً وحسرة وندماً " ، هل من أخلاق الأنبياء أهانة القتلى ، وهل التشفي بالأخرين من عادات الرسل ! .   
2 . هناك نوعا من الأنتقام في طريقة دفن قتلى معركة بدر ، رميا في بئر - وذلك لما كانوا يعاملوا محمدا من قبل ! ، ولهذا قال لهم " بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم ، كذبتموني وصدقني الناس ، وأخرجتموني وآواني الناس ، وقاتلتموني ونصرني الناس " . من ناحية ثانية ، ان هذا الحديث روحا وقالبا وصياغة ماخوذ من المسيحية ، وذلك حين قال المسيح : لاني جعت فاطعمتموني .عطشت فسقيتموني . كنت غريبا فاويتموني . عريانا فكسوتموني . مريضا فزرتموني . محبوسا فاتيتم الي .. / من أنجيل متى 35 - 36 . يظهر أن محمدا أو صناع الأحاديث ، أو الأثنين معا ، مطلعين أطلاعا كاملا على بنية ونصوص الأناجيل .
3 . بالنسبة لحديث محمد مع القتلى ، أيضا هناك أرهاصات ووهم ! ، حيث أن الله أقام القتلى من الموت حين مخاطبة محمد لهم ! ، ونحن لم نعرف أن محمدا قد أحيا الموتى من قبل ، لا بفعل نبوءته الذاتية ولا بقوة ربه ، ولم يحدثنا القرآن بنصوصه أيضا ، عن أي واقعة كهذه ! ، ولكن في الموروث الأسلامي دائما هناك رغبة لديه للمماثلة بالمسيح - الذي أحيا الموتى وفق نص قرآني صريح وتام ( ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله / سورة آل عمران:49 ) . والمسيح فعلا وواقعا ، قد أحيا الموتى ، ومنهم أليعازر / وغيره " فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضاً فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ ، وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ . قَالَ يَسُوعُ : " ارْفَعُوا الْحَجَر َ". قَالَتْ لَهُ مَرْثَا ، أُخْتُ الْمَيْتِ : " يَا سَيِّدُ ، قَدْ أَنْتَنَ لِأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ .. وصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ : " لِعَازَرُ ، هَلُمَّ خَارِجاً " فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلَاهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ . فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ : " حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ " ( أنجيل يوحنا 11:38-44 ) .                                                                    * الموضوع الأهم هنا ، أنه وفق العقيدة الأسلامية أن الله وحده الذي يحيي ويميت البشر"اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ " / سورة الأعراف 158 . وهذه النقطة تستوجب الوقوف عندها ، لأنها دليل على مساوات المسيح مع الله !! ، لأن الأثنين أقاموا الموتى ! .
4 . والتشابه في أقامة الموتى بين المسيحية والأسلام ، تطرقت حتى في موضوعة أن الميت ينتن / يجيف ، كما في أحياء المسيح ل أليعازر - بعد أن نتن ، كذلك يتكرر الموضوع مع محمد . قال ابن حجر " وفي رواية حميد عن أنس : فنادى يا عتبة بن ربيعة ، ويا شيبة بن ربيعة ، ويا أمية بن خلف ، ويا أبا جهل بن هشام . أخرجه ابن إسحاق وغيره .. قال في أوله : تركهم ثلاثة أيام حتى " جيفوا " .. فسمع عمر صوته فقال : يا رسول الله أتناديهم بعد ثلاث ، وهل يسمعون ؟ ويقول الله : ﴿ إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ﴾ [النمل: 80]. فقال : والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم لكن لا يستطيعون أن يجيبوا .                                                                                                                                  * وهنا نلحظ أن عمر بن الخطاب يشكك بمحمد - في أن الموتى يسمعون ، ويستشهد بنص قرآني ﴿ إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ﴾ [النمل: 80] ، وهذا مؤشر أن صحابة الرسول ، لم يقتنعوا بمصداقية الرسول ، وذلك لأنه مخالف للنص القرآني .   
الخاتمة :                                                                                                                                          * أن صناع الموروث الأسلامي ومروجيه - في هذه الواقعة ، كالبخاري ومسلم وأبن حجر والنسائي وقتادة وغيرهم ، هم مسوقي لحوادث ولوقائع ، كلها قد نقلت عن أنس بن مالك ، وأنس نقلها عن أبي طلحة ! ، أي أن المصدر هو : أبي طلحة ، أما المروج للخبر فهو : أنس بن مالك ، وباقي المحدثين مسوقين لها . فهل أنس كان ناقلا أمينا لما حدث ، أم أنه سمع بالحدث وأضاف له من خياله ! ، حاله حال المذكورين في أعلاه ، وهل أن أنس نقل أليه أن الموتى سمعوا ، ولم يجيبوا ! ، وكيف عرف أنهم سمعوا ، فهل القتلى مثلا ، أشاروا بروؤسهم بما قاله محمد ! . أن كل ماذكر بهذه الواقعة هو مجرد خرافة ووهم لا يصدقها أي فرد عاقل ، لهذا لم يصدقها عمر بن الخطاب ! .                                                              * أن الموروث الأسلامي ، صناعة أصبحت بضاعتها فاسدة ومشوهة ، ومن الضروري أن نتروى وأن ندقق وأن نفحص بوقائع هذا الموروث من أجل فصل الحقيقي عن الغث ، وتمييز الخرافة عن ما حدث فعلا ، وأن نعمل بمقولة أبن خلدون :             " أعمال العقل في الخبر " .


94
                                           بلا السيد المسيح .. بلا السيد المريخ 
أستهلال :                                                                                                                                        تنمر الشيخ الأزهري د . مبروك عطية ، على الأعلامي أبراهيم عيسى ، لأنه أشاد بالموعظة على الجبل للسيد المسيح ، حيث جاء في موقع القاهرة “رأي اليوم”- محمود القيعي : ( كل كلمة في موعظة الجبل لسيدنا عيسى - بلا السيد المسيح بلا السيد المريخ ، كلهم أسيادنا .. ، بتلك الكلمات أثار الداعية الإسلامي مبروك عطية غضبا عارما على مواقع التواصل الاجتماعي ، بعد أن اعتبر البعض ما قاله سخرية من السيد المسيح عليه السلام ) وسوف أعرض تعليقي على الموضوع .
من هو د . مبروك عطية :                                                                                                                                              مبروك عطية (- 1958  ) داعية ، وأكاديمي مصري ، ولد في المنوفية ، التحق مبكرًا بالأزهر ، وحصل على الدكتوراه مع مرتبة الشرف من جامعة القاهرة عام1989  ، يعمل حاليًا رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر ، وكان قبل ذلك دكتور في جامعة الإمام محمد بن سعود - جامعة الملك خالد - في مدينة أبها بالمملكة العربية السعودية ..
الموعظة على الجبل :                                                                                                                   ولكي أعرض قراءتي للموضوع ، أسرد في التالي مقطعا من الموعظة على الجبل / من أنجيل متى - الأصحاح الخامس :         ( وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ فتحَ فاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلاً : طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ . طُوبَى لِلْحَزَانَى ، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ . طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ . طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ . طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ .  طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ . طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ .  طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ . طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ ، مِنْ أَجْلِي ، كَاذِبِينَ . اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا ، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ . أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ . أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ . لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل .. ) .
تعليق :                                                                                                                                        1 . الدكتور مبروك عطية ، ليس شيخا كباقي الشيوخ ، أي أنه ليس من خلفية " الكتابيب " ، بل أنه " رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر " ، ويحمل دكتوراه في أختصاصه ، ومن المؤكد أنه قد تفقه قرآنيا وأطلع عل السنن والأحاديث النبوية لرسول الأسلام ، أي يجب أن تكون تصريحاته مستندة على وقائع وحجج ، لأنه أكاديمي المرجع .         ولكن تصريحاته الأخيرة ، بل كل تعليقاته في معظم برامجه ، وبالمجمل " شوارعية " ، لا تنم على خلفيته الأكاديمية ! .
2 . لم هذا الحجر على أراء الأخرين ! ، وهل أي تصريح أو رأي ، بأي موضوع أو حدث أو واقعة أو نص ، خارج نطاق المفهوم أو المتداول ، من الموروث الأسلامي ، يعتبر مسا بقدسية ونهج الأسلام ، وبأركانه معا ! ، وهل الأعجاب بأي نص أنجيلي يعتبر نقطة سلبية على نهج المفهوم العام للموروث الأسلامي ، المعبأ دما وتكفيرا وسبيا وألغاءا للأخر ..
3 . رجوعا للماضي ، الشيخ الدكتور أحمد الطيب ، ذاته قد أبدى أعجابه بالموعظة على الجبل / للسيد المسيح – وحديثه متداول و منشور على اليوتيوب ، والشيخ الطيب هو مرجع ورئيس للشيخ مبروك ! ، فكيف للشيخ مبروك أن يشذ عن رئيسه ، وهل الشيخ الطيب نبه أو عنف الشيخ مبروك عطية على فعلته المشينة مباشرة . أو كلف من بهيئة الأزهر بذلك .
4 . رجوعا للنص القرآني ( وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ .. / 29 سورة الكهف ) ، حيث أن القرآن بنصه يمنح مساحة حتى للذي يكفر ، ألم يدري الشيخ مبروك بذلك ، وهو الشيخ الأزهري الأكاديمي ، ولماذا لا يتقبل ، مجرد رأي من الأعلامي أبراهيم عيسى ، بنص من الأنجيل ، والقرآن تقبل حتى الكفر بنص صريح ، كما ورد في الآية أنفا ! . من جانب أخر ، أن القرآن يعترف بالأنجيل ( نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَىٰةَ وَٱلْإِنجِيلَ / 3 سورة آل عمران ) ، فكيف بنص من الأنجيل ذاته ، الذي يعترف به القرآن صراحة ، يضيق به صدر الشيخ مبروك ! ، فيتنمر به على الأعلامي أبراهيم عيسى - لأنه أبدى أعجابه بنص أنجيلي .
5 . هل الآيات القرآنية التي تعترف بالكتب المقدسة / التوراة والأنجيل .. - التي سبقت القرآن بقرون ، أصبحت ليست ذات مقبولية في مجتمع أسلام اليوم ! . وأذا كانت كذلك لم لا يصرح علنا من قبل المؤسسات الأسلامية بذلك ! ، وهل أن آيات الأعتراف بالكتب المقدسة ، كانت عبئا على الأسلام ذاته ! ، وسوف يحين الوقت ، أجلا أو عاجلا ، لقول الكلام الفصل بشأنها ! ، على أعتبار ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ  .. / 19 سورة آل عمران ) ، وهل سيفتي شيوخ الأسلام يوما ، برفض مقبولية هذه الآيات مستقبلا ! ، بفتاوى وتفسيرات مرقعة ! .
كلمة :                                                                                                                                         لو تركنا كل ما قيل ويقال ، من قبل من أدلوا بدلوهم بهذا الشأن ، ولو تجنبنا أيضا من دعى الى محاكمة الشيخ مبروك ، أو نحو ذلك ، وأغفلنا قضية أزدراء الأديان / التي يجب أن ترفع ضده ، وصمت الأقباط على ذلك ! . فأني أدعوا الشيخ مبروك ، أن يقرأ الموعظة على الجبل للسيد المسيح ، وأن يبين لنا المثالب التي تخالف القيم الأنسانية والأخلاقية بنصوصها ، وأن يبين لنا ، أي دعوة للذبح أو للكراهية أو البغضاء بها ، شرط أن يحمل بيديه / كعادته الزهور - التي تدل على الفكاهة . من جانب ثان ، أيجهل الشيخ مبروك ، أن السيد المسيح هو الحي بأعتراف القرآن ( وَٱلسَّلَٰمُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا / 33 سورة مريم ) ، و أيجهل أيضا أن المسيح هو كلمة الله وروحه ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ .. / سورة النساء ) ، فكيف لمن وصف بالقرآن بهذه الأوصاف ، أن يستهزأ به ! .                           أخيرا : أني كمتابع متواضع ، أدعوا الشيخ مبروك ، أن يعيد النظر بكل تصريحاته الغير مقبولة ، عسى أن تستقيم سريرته ، وأن ينضج نهجه ، وأن يحترم معتقدات الأخرين ، كي الأخرين يحترمون معتقده ، حتى وأن كان ما يعتقد به من المريخ

95
                                          في الشخصية المحمدية  (1)                                               
                           مع أستطراد لزواج الرسول من خديجة بنت خويلد - قراءة نقدية

المقدمة :
     في هذه السلسلة من المقالات ، سأتكلم عن بعض المؤشرات في الشخصية المحمدية ، وسأستعرض ذلك من خلال بعض الوقائع والأحداث ، وسأبدأ بالموضوع التالي " زواج الرسول من خديجة بنت خويلد " ، وسوف لن أسترسل في كل روايات وأحاديث هذا الزواج ، بل سأقتصر على بعض منها ، لأنه ليس موضوعنا الأساس ، وهدفي في هذه المقالات هو بيان النهج العقلي لشخصية الرسول في التعامل مع تفاصيل هذه الواقعة ..

النص :
 في الرواية الأولى لزواج الرسول : أن الذي زوج خديجة للرسول / وبخديعة من خديجة نفسها ، هو والد خديجة بعد أن أسقته شرابا حتى ثمل ، فقد جاء في موقع / ملتقى أهل الحديث - نقل بتصرف ، التالي : (( ‏حدثنا ‏ ‏أبو كامل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد بن سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏عمار بن أبى عمار ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏فيما يحسب ‏ ‏حماد ‏أن الرسول ذكر ‏خديجة ‏، ‏وكان أبوها يرغب أن يزوجها ، فصنعت طعاما وشرابا فدعت أباها  وزمرا من ‏ ‏قريش ‏ ‏فطعموا وشربوا  حتى ثملوا فقالت ‏ ‏خديجة ‏ ‏لأبيها ‏ ‏إن ‏ ‏محمد ‏يخطبني فزوجني إياه فزوجها إياه فخلعته وألبسته حلة وكذلك كانوا يفعلون بالآباء فلما سري عنه سكره نظر فإذا هو مخلق وعليه حلة فقال ما شأني ما هذا قالت زوجتني ‏ ‏محمد ‏قال أنا أزوج يتيم ‏ ‏أبي طالب ‏ ‏لا لعمري  فقالت ‏ ‏خديجة ‏ ‏أما تستحي تريد أن تسفه نفسك عند ‏ ‏قريش ‏ ‏تخبر الناس أنك كنت سكران فلم تزل به حتى رضي ، ‏حدثنا ‏عفان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏عمار بن أبي عمار ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏فيما يحسب ‏ ‏أن الرسول ‏ذكر ‏ ‏خديجة بنت خويلد ‏ ‏فذكر معناه . )) ، بينما في رواية أخري / تخالف الأولى ، أن الذي زوجهما هو ليس أباها وأنما عمها " عمرو بن أسد " ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب – نقل بتصرف ، ما يلي : ((  قالت  نفيسة أخت يعلى بن أمية : فأرسلتني خديجة  إليه دسيساً ( خفية ) ، أعرض عليه نكاحها ، فقبل وتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة ، والذي زوجها عمها عمرو لأن أباها كان قد مات في الجاهلية ، وحين تزوجها الرسول كانت أيماً بنت أربعين سنة )) ، وأنهي هذا المحور بمقتطفات من كتاب قس ونبي / للأب جوزيف قزي ، الذي يبين به أن عقد الزواج كان " عقدا نصرانيا " ، وأن القس ورقة بن نوفل هو الذي زوجهما ، ويبين الأب قزي التالي (( وكان محمد متزوج من خديجة بنت خويلد وهي أولى زيجاته ، و ورقة بن نوفل أبن عم خديجة / كان قسا نصرانيا و مرافقا لمحمد ، أذن من المنطق أن بنت عمه / خديجة كانت نصرانية أيضا ، والقس ورقة هو الذي زوجها الى النبي وأشهر زواجهما ، أذن كان زواجا نصرانيا ، والنبي لم يتزوج عليها في حياتها ، وكل زيجاته وملك اليمين حدثت بعد موتها )) .

القراءة الأولى :
1 . قبل الولوج في قضية الزواج ، أود أن أبين أن أهم حالة / وضع ، عانى منه الرسول ، ومن ثم أثرت على شخصيته ، هو اليتم الذي عاشه وألمه منذ نعومة أظفاره ، وهذا اليتم هو الذي شكل وكون أتجاهاته الشخصية الأولية ، وبنفس الوقت طبعت مؤثراته على عقليته فيما بعد ، ثم حدد بناءا على ما سبق الكثير من أهدافه المستقبلية ، وهذا العامل شكل محورا ومرتكزا في حياته .

2 . ويضاف الى ما سبق عاملا أخرا طبعت به شخصية الرسول  وهو " الفقر " ، حيث عاش محمد مع عمه أبو طالب ، الذي كان فقيرا ، فقد جاء في موقع / ويكي مصدر ، التالي : " لما بلغ الرسول  ثماني سنوات توفي جده عبد المطلب بمكة سنة 578 م بعد عام الفيل بثماني سنين وله عشر ومائة سنة ، ولما حضرته الوفاة أوصى به إلى عمه شقيق أبيه «أبي طالب» واسمه عبد مناف وعبد الكعبة وكان كريما لكنه كان فقيرا كثير الأولاد " ، وهذا الأمر جعل الرسول راعيا للغنم مرة ، وأحيانا أخرى يمارس التكسب / التجارة ، من أجل العيش ، وهذا ما جاء في موقع مركز الفتوى : " فقد كان الرسول يشتغل بالتجارة قبل البعثة ، كما اشتغل برعي الغنم ، لأعمامه وغيرهم لقاء أجر ، في بعض فترات حياته الأولى . " .

3 . مما سبق ، يتضح أن الملامح الشخصية للرسول تمخضت من رحم اليتم والفقر ، وأرى أن هذين العاملين ، فيما بعد قد أثرا على تفكيره وعلى بعض من قراراته المستقبلية ، وأرى أن هذين العاملين يعتبران من المؤشرات المركزية و الأساسية ، في حياة الرسول العائلية خاصة والمجتمعية عامة .

4 . أما بخصوص قصة زواجه من خديجة بنت خويلد ، فكانت رد فعل ذاتي لحال هذا الشاب اليتيم الفقير ، حتى يكون حياته وطموحاته المستقبلية ، بالرغم من كون خديجة ثيب ، وقد قال ابن كثير : (( قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَقَدْ كَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ متَزَوَّجَةْ قَبْلَ الرَسُولِ بِرَجُلَيْنِ ; الْأَوَّلُ مِنْهُمَا عَتِيقُ بْنُ عَائِذِ بْنِ مَخْزُومٍ ، فَوَلَدَتْ مِنْهُ جَارِيَةً وَهِيَ [هند] أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ ، وَالثَّانِي أَبُو هَالَةَ التَّمِيمِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ هِنْدَ بْنَ هِنْدٍ .. )) ، والرسول وجد في هذا الزواج ، المال والجاه والأمان والأستقرار ، فلا رعيا للغنم ولا تكسب في أعمال يراها لا تلائم تطلعاته ، ومن المؤكد أنه كان يأمل ذلك الزواج في قلبه ونفسه ، بالرغم من فارق العمر ، ولكن الأمر ينظر له من جانب أو زاوية نفسية أخرى من قبل الرسول !! ، فأن هذا الزواج عوض له اليتم الذي عاناه ، فخديجة كانت زوجة وأم ، أضافة لكونها مصدرا للمال !! ، وتقول الأية : ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى / سورة الضحى 8 ) ، والمقطع الأخير من الأية تفسيره ( أي أغنى بمال  خديجة ، كما قال المفسرون ./ نقل من موقع مركز الفتوى ) .

5 . أرى أن زواج الرسول من خديجة ، لم يكن مجرد صدفة ، بل كان مخططا له ، خاصة من خلال علاقة الرسول بالقس ورقة بن نوفل / أبن عم خديجة ، التي كانت جدا حميمة ، فهما مترافقان متصاحبان دوما ، وكان ورقة مؤثرا  فيه داعما ومساندا له ، فقد جاء في موقع الكلمة ، التالي " وتمدنا كتب السيرة النبوية ، وكتب المؤرخين المسلمين بالكثير من علاقات النبي برهبان هؤلاء النصارى ، ولهذه العلاقات قصص شيقة ومثيرة ويكتنفها الغموض ، بدءاً بقصته مع بحيرا الراهب ، مروراً بقصته المدهشة مع ورقة بن نوفل وهي من أهم قصصه مع رجال الدين النصارى على الإطلاق ، لا سيما لو عرفنا ما الذي صنعه ورقة بن نوفل مع محمد ومن ثمة الإسلام ذاته ، ولو عرفنا أيضاً من هو ورقة وما هي صلته بالنبي وبالوحي ، إنه ورقة بن نوفل ابن أسد ابن عبد العزى ابن قصي سيد قبيلة قريش ، وأول من أعزها ، وكان يتولى العناية بالكعبة وهو جد النبي ، أي أن ورقة والنبي جدهم واحد وهو قصي .. " ومن المؤكد أن هذه العلاقة هي التي قادت الى هذا الزواج المؤمل ، والتي تطورت مستقبلا وقادت الى نبوة محمد ! ، وبفعل مؤثر من القس ورقة وخديجة زوجة محمد !!! .

6 . وأرى أن بأضافة المحور الخاص بدور وتأثير " القس ورقة بن نوفل ومجموعة الرهبان ومنهم بحيرا الراهب " على شخصية الرسول ، الى العاملين السابقين المذكورين في أعلاه " اليتم والفقر " تكتمل أهم المؤثرات الأولية للشخصية المحمدية .

7 . أما محور شخصية الرسول عقائديا قبل الأسلام وقبيل ظهوره كنبي ، فهي مجهولة !! وغير متفق عليها وليس من أجماع بشأنها أبدا ! ، وكل واحد يدلوا بدلوه ! ، فمنهم من قال ( فلم يكن النبي قبل البعثة على دين قومه قط ، بل هو مبرأ من ذلك ، وقد ولد مسلماً مؤمناً ، هذا ما قاله العلامة السفاريني  في لوامع الأنوار البهية 2/305 ) ، أما السيد المجلسي فبين أن ( الرسول كان مؤيداً بروح القدس منذ البداية ) ويكمل ( بأن النبي كان قبل البعثة ، ومنذ أكمل الله عقله في بداية عمره الشريف ، كان نبياً مؤيداً بروح القدس ، يكلمه الملك ويعلّمه ويرشده إلى شرع الله سبحانه ويسمع صوته من دون رؤية شخصه ) ، وأخرين قالوا ( فذهب بعضهم انه على دين المسيح عليه السلام اذا انه الدين الاقرب اليه وهو الدين الرسمي الغير المنسوخ قبل بعثة الرسول ./ عن موقع منتديات مدرسة الحسين ) ، أما القرطبي في تفسيره ” ج 16 ص 57 ” فذكر ( أن العلماء تكلَّموا في النبي ، هل كان متعبدًا بدينٍ قبل الوحي أم لا ، فمنهم من منع ذلك مطلقًا وأحاله عقلاً ، قالوا أنه يبعد أنه يكون متبوعًا من عُرِف تابعًا ، وبنَوا هذا على التحسين والتقبيح ، وقالت فرقة أخرى بالتوقُّف وترك قطع الحكم عليه بشئ في ذلك ، حيث لا دليل على شئ بالعقل أو النقل ، وهذا مذهب أبي المعالي ، وقالت فرقة ثالثة : إنه كان متعبدًا بشرع من قبله وعاملاً به ، ثم اختلف هؤلاء في التعيين ، فذهبت طائفة إلى أنه كان على دين عيسى ، فإنه ناسخ لجميع الأديان والمِلل قبله فلا يجوز أن يكون النبي على دين منسوخ ، وذهبت طائفة إلى أنه كان على دين إبراهيم ، لأنّه من ولده فهو أبو الأنبياء ، وذهبت طائفة إلى أنه كان على دين موسى ؛ لأنه أقدم الأديان ( هكذا ) ، وذهبت المعتزلة إلى أنه لابد أن يكون على دين ، ولكن عين الدين غير معلومة عندنا ./  نقل من موقع فتوى أسلام أونلاين ) ، ما سبق هو بعضا مما ورد بشأن دين الرسول قبل البعثة !! ، ويتبين أنها روايات مختلفة متناقضة !! .

8  . ليس من رواية أو حديث واضح وجلي حول دين محمد قبل البعثة ، لأجله أرى أن دين محمد قبل الأسلام هو النصرانية ، على دين خليله ورفيقه القس ورقة بن نوفل ، وذلك لأن المصاحبة والعشرة دليل مؤكد على التشابه والتماثل والتوافق ، ويقول المثل ( قل لي من تصاحب ؟ أقول لك من أنت ؟ - إنها قاعدة عظيمة تقرها فطرة الإنسان وطبيعته ، فالنفس تؤثر وتتأثر سلبًا أو إيجابًا ، وكلما كثرت الخلطة وطالت .. كثر ذلك التأثر وزاد ، والناس على اختلاف ، فمن مقل ومكثر .. / نقل من موقع أسلاميات ) ، والرسول نفسه يؤكد ذلك في حديثه التالي : ( وما سمعت إلى قول نبيك : المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ، الراوي : المحدث : ابن باز-  المصدر : مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم : 306/6 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ) ، ومن جانب ثان ، كذلك كان عقد زواجه من خديجة " عقدا مسيحيا " ، حيث أن الرسول لم يتزوج بأخرى خلال فترة زواجه من خديجة التي دامت أكثر من 24 سنة ! / أن العقيدة المسيحية لا تسمح بتعدد الزوجات . وأخيرا ( أيعقل أن يكون الرسول عقائديا نصرانيا للفترة ، من قبل الزواج بخديجة ، ولغاية ترتيب شؤون البعثة ! ، حيث تغير النهج العقائدي للشخصية المحمدية للأسلام ! من أجل تبوأ مركز " النبوة " ) هذا تساؤل !! .

القراءة الثانية :
أرى أن الشخصية المحمدية بمحاورها / اليتم والفقر ، خاصة أذا أضفنا لها العلاقات مع القس ورقة والرهبان ، شخصية ميكافيلية ( الغاية تبرر الوسيلة ) ، فصحابته مع القس ورقة ، كانت جسرا موضوعيا مدروسا للوصول الى خديجة بنت خويلد ، والعمل لديها ، ومن ثم الزواج منها فيما بعد ، من أجل الأستقرار والأمان المادي ، وبنفس الوقت هذه الشخصية بنت علاقة فكرية مع الكثير من المسيحيين من أجل التهيؤ لمرحلة " النبوة " ، ومنهم الرهبان / الراهب بحيرا ، والكثير غيرهم ، فعن ابن هشام قوله " وكان الرسول - فيما بلغني - كثيرا ما يجلس عند المروة إلى مبيعة غلام نصراني يقال له جبر عبد لبني الحضرمي فكانوا يقولون والله ما يعلم محمدا كثيرا مما يأتي به إلا جبر النصراني غلام بني الحضرمي " ، وذكر في طبقات ابن سعد " أن محمدا خرج مع غلام خديجة ميسرة حتى قدما بصرى من الشام ، فنزلا في سوق بصرى في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان يقال له نسطور ، فاطلع الراهب إلى ميسرة ، وكان يعرفه قبل ذلك ، فقال : يا ميسرة من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي " ، فالشخصية المحمدية تحقق لها ما تمنت في عهد خديجة ! ولكنه بمجرد أن خديجة زوجته قضت ( 68 ق.هـ - 3 ق.هـ ) ( 556م - 620م ) ، ظهرت أفاق أخرى للشخصية المحمدية ، لم ينهجها سابقا ، وهي زيجاته المتكررة ، ( عدد زوجات الرسول إحدى عشرة ، مات منهن في حياته اثنتان ، وتوفي هو عن تسع / نقل من موقع طريق الأسلام ) ، وقد ربطت الشخصية المحمدية التقوى وأركان الدين بتعدد الزواجات ، بينما لم تكن ميوله الشخصية كذلك في عهد خديجة ، وأعتبر هذه الأمور سنة نبوية ، حيث قال ( أشدكم لله خشية أنا ، أنام وأقوم ، أصوم وأفطر ، أتزوج النساء ، هذه سنتي ، فمن رغب عنها فليس من أمتي .  / أخرجه أحمد في مسنده ) ... والشخصية المحمدية في مراحل متقدمة أيضا تطورت وتغيرت ، وهذا ما سنلاحظه  في المقالات القادمة !! .





96
                                    الجهاد بين الأرهاب وبين القتل المشرعن
مقدمة :                                                                                                                                        أحتل موضوع الجهاد مكانة كبيرة في المعتقد الأسلامي ، وتهافت الفقهاء والمفسرون والمحدثون وشيوخ الأسلام في تناوله ، وفي موضوع المقال ، سأقدم بعض الأضاءأت حول الجهاد دون أسهاب ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة له .
الموضوع :                                                                                                                                  1 . ما يهمني في عنوان المقال هو التفسير الشرعي للجهاد ، لأنه هو محور الموضوع ، فقد جاء في موقع / طريق الأسلام ، بصدده التالي ( الجهاد في الشرع - يدور المعنى الشرعي عند أغلب الفقهاء : على قتال المسلمين للكفار ، بعد دعوتهم إلى الإسلام ، أو الجزية ؛ فيَمتنعون ، وكذلك دفع الكفار عن حُرمات المسلمين وبلادهم ، كلّ ذلك إعلاءً لكلمة الله).  وحول أنواع الجهاد ، فقد ذكر ابن القيم في الزاد وابن حجر في الفتح ، التالي ( فذكروا أنه يطلق على مجاهدة النفس والشيطان والفساق والكفار .. / نقل من موقع أسلام ويب ) . والأهم في أنواع الجهاد - لأنه محور المقال ، هو قتال المسلمين للكفار ، وقتال الكفار يكون على وجهين:  ( الأول - قتال طلب ؛ وهو أن يبدأهم المسلمون بالقتال لإحدى الغايتين : الإسلام أو الجزية . وهذا واجبٌ على دولة المسلمين في بعث الجيوش لنشر الإسلام ، وفرض سلطانه على بلاد الكافرين . والثاني - قتال دفع ؛ وذلك إذا غزى الكفار بلاد المسلمين وجب على المسلمين جهادهم دفعًا لشرهم ، وكفًا لعدوانهم ، وحمايةً لديار الإسلام . / نقل من موقع الشيخ عبد الرحمن البراك ) . وهناك تقسيمات أخرى للجهاد يمكن للقارى أن يطلع عليها عن طريق مراجعته للمصادر ذات العلاقة .                                                                                                                                     2 . ولو رجعنا للأحاديث النبوية ، لرأينا أن جهاد مقاتلة الكفار قد تحدث عنها رسول الأسلام ، وأنقل من موقع / أشرف شعبان أبو أحمد ، التالي بأختصار ( " فسر رسول الله فيما رواه عنه الإمام أحمد في مسنده عن عمرو بن عبسة .. قال : وما الجهاد ؟ قال : أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم " . وبمثل هذا التفسير للجهاد ، الوارد عن الرسول ، فسر علماء الإسلام الجهاد ، فقال ابن حجر : بذل الجهد في قتال الكفار . وقال القسطلاني : قتال الكفار لنصرة الإسلام وإعلاء كلمة الله .. ) .  3 . وهناك ذكر وتكرار على الجهاد في القرآن ، حيث جاء في موقع / محتويات ، التالي ( وردت كلمة الجهاد في القرآن الكريم واحدًا وأربعين مرة ، ولم تكن لفظة الجهاد واحدة في كل تلك المواضع ، فمنها ما كان فعلًا ومنها ما كان اسمًا ومنها ما كان فيه تحريض على القتال ، ومنها ما كان يحض على جهاد النفس .. ) ، ومن آيات الجهاد ، سورة التوبة 41 - 44 { انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ وَلَٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ۚ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ * لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ } . أذن الجهاد ركن مهم في المفهوم العقدي للأسلام .
القراءة :                                                                                                                                       أولا - لابد لنا أن نذكر أن العقيدة الأسلامية تخطت في نهجها مرحلة أركان الأسلام ( بُني الإسلام على خمسة أركان ، كما أخبر بذلك سيدنا محمد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب قال : سمعتُ رسول الله  يقول : « بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان » [أخرجه البخاري برقم (8) ، ومسلم برقم : 19 - (16) ] / نقل من موقع الفاروق ) وعبرت العقيدة الى مرحلة أخرى وهي " الجهاد " ، حيث ركز  شيوخ الأسلام ، على قتال غير المسلمين ، طمعا في السبي والغنائم ، وقد جاء في موقع / أبن باز ( فإن الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات ، ومن أعظم الطاعات ، بل هو أفضل ما تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض ، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمة الدين ، وقمع الكافرين والمنافقين وتسهيل انتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين .. ) ، وهنا نلاحظ التركيز على قتال الكفار ، وغياب التشديد على أركان الأسلام .                                                                                                                                      ثانيا - وفي النص القرآني أيضا نشهد نوعا من التقاطع ، ففي آية ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ / 73 سورة التوبة ) ، هناك أمر ألهي على جهاد الكفار والمنافقين مع القسوة عليهم ! ، ولكن في نص أخر ( فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا / 52 سورة الفرقان )هناك تفسير مختلف للجهاد لأبن كثير : على لسان أبن عباس / حبر الأمة ، حيث يقول " وجاهدهم به أي القرآن " ، أي بالأقناع عن طريق الطرح القرآني .       ثالثا - وهناك تفاسير أخرى للجهاد ، ذات توجه حداثوي لا تمت بصلة مع كل ما سبق ذكره ، فيقول جمال البنا 1920 - 2013 / الشقيق الأصغر لحسن البنا ، والمختلف مع شقيقه حسن في الفكر والنهج : القاهرة (رويترز) .. ( يرفض الكاتب المصري جمال البنا أن يكون الجهاد بابا لنشر العقيدة الاسلامية ويري في ذلك مساسا بحرية الاخرين في الاعتقاد . ويشدد على أن الجهاد الاسلامي المطلوب في هذه المرحلة لا يعني الغزو بل مناهضة التخلف والسعي للارتقاء بأساليب الحياة في العالم الاسلامي وهذا يعني تغيير مفهوم الجهاد الى انتزاع حق الحياة بكرامة وليس الموت في المعارك . ) .                                   رابعا - الأرهاب الأسلامي ، بني على ما سبق من نصوص وأحاديث وفتاوى ، فمن الشيخ أبن تيمية / القائل بأن تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام ، الى محمد بن عبدالوهاب / مذهب الوهابية ، الى أبو العلا المودودي - الهندي / القائل :لابد من وجود جماعة صادقة في دعوتها إلى الله ، جماعة تقطع كل صلاتها بكل شيء سوى الله وطريقه ، الى حسن البنا / مؤسس جماعة الأخوان المسلمين ، الى سيد قطب / القائل بأن الحاكمية لله ، الى الشيخ عبدالله عزام / الأب الروحي للجهاد الأفغاني ، الى أبن لادن / القاعدة ، الى أبو بكر البغدادي / داعش .. ، كل هولاء أستمدوا أفكارهم الجهادية - المشرعنة للأرهاب الأسلامي لمنظماتهم ، من تراث موبوء بالفكر الجهادي ، معززا بنصوص قرآنية وأحاديث نبوية وفتاوى . 
الخاتمة :                                                                                                                                    تساؤلات كثيرة في ختام المقال ، أولا - أن كل ما يجري في العالم / عربيا ودوليا ، من أرهاب أسلامي ، كان مصدره تراثا معبأ بنصوص جهادية ، المحور المهم في هذه النقطة ، هو أن كل ما ينفذ من عمليات أرهابية ، مشرعن وفق المعتقد الأسلامي ، وأن الجهاديين مؤمنين بأن ما يقومون به تأمر به العقيدة ويوصي به الدين { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المتقين / 123 سورة التوبة } . ثانيا - وفق النصوص والأحاديث ، أن الله يوجب مقاتلة الكفار / المسيحيين واليهود .. ، والمنافقين ، وهنا نتساءل ، لم الله يأمر مقاتلة ما سبق ذكره ، وهم عباده ! . ثالثا - وفق انواع الجهاد ممكن القبول جدلا بجهاد الدفع ، لأنه دفاع عن النفس ، ولكن جهاد الطلب ، هو ليس جهادا ، لأنه ذا غايات توسعية ومادية ومالية ، وأنه غير حضاري ، لأنه أعتداء على الأخرين ، مساوين لك بالأنسانية ، مختلفين معك بالمعتقد . رابعا - أما قضية نشر الأسلام عن طريق الجهاد ، فأنا أسال : هل يوجد أي نص ألهي أنساني " يخير الفرد بين معتقد معين / الأسلام ، أو القتل أو الجزية ! " .. واختم مقالي بنص قرآني ، الذي يجيب على كل ما ورد من تساؤلات : ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / سورة التوبة 29 ) . أما جملتي الأخيرة : ( أن جهاد المنظمات الأرهابية ، هو ليس جهادا قد أمر به الله ، لأن الله لا يأمر بقتل عباده ، بل هو جهاد أمر به محمد بن عبدالله ! ).

97
q                                      نبوة محمد قبل البعث بين الواقع والوهم
رواية أقل ما يقال عنها أنها أغرب من الخيال ، وأبعد حتى عن الأسطورة ، وقريبة من الهلوسة ، هكذا هو أغلب التراث الأسلامي ، هلامي ليس له أساس ، مجرد من المنطق و العقلانية ، مجرد روايات تسطح وتجهل بها عقول المسلمين .
الموضوع :                                                                                                                              هل حقا كانت نبوءة محمد قبل الخلق ! هل كانت نبوءة محمد قبل أدم ! وهل كانت نبوءة محمد قبل بزوغ البشرية ! هذا ما سأبحث عنه في هذا المقال  ، وهي مجرد أضاءة مقتضبة . فقد جاء في موقع / طريق الأسلام ، التالي ( عن العرباض بن سارية ، عن رسول الله أنه قال : « إني عند الله مكتوب : خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته ، وسأخبركم بأول أمري : دعوة إبراهيم ، وبشارة عيسى ، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني ، وقد خرج لها نورٌ أضاءت لها منه قصور الشام » . وَفِي رِوَايَةٍ - مَتَى كُتِبْت نَبِيًّا ؟ فَقَالَ : « وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ » . كما قال النبي : « كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، عرشه على الماء » ، ومنها نبوته ، المكتوبة عند الله ضمن ما كتبه الله في الكتاب ) . أما موقع / الكلمة ، فانه يذهب أبعد من هذا ، فيبين التالي ( روى علي بن الحسن عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله : كنت نورا بين يدي ربي عز وجل قبل ان يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام : وروى عن كعب الأحبار قال لما أراد الجليل جل جلاله ان يخلق محمدا أمر جبريل ان يأتيه بالطينة البيضاء التي هي قلب الأرض وبهاء الأرض ونور الأرض قال فهبط جبريل في ملائكة الفردوس وملائكة الرقيع الأعلى فقبض قبضة رسول الله من موضع قبره وهي يومئذ بيضاء فعجنت بماء التسنيم وجعلت كالدرة البيضاء وغمست في كل انهار الجنة وطيف بها في السموات والأرض والبحار فعرفت الملائكة محمدا وفضله قبل ان تعرف آدم .. ) . والحديث التالي ، يبين أن محمدا هو " أول الخلق " ، فعن جابر بن يزيد قال : قال لي أبو جعفر : يا جابر إن الله أول ما خلق خلق محمداً وعترته الهداة المهتدين ، فكانوا أشباح نور بين يدي الله ، قلت : وما الأشباح ؟ قال : ظل النور ، أبدان نورانية بلا أرواح .. / الكافي ج 1 ص 442 . ورواه البحراني في حلية الأبرار ج 1 ص 19 . ومن مدونة / رمح السنة ، أنقل الحديث التالي وبأختصار ( تخريج حديث : “ كتبت نبيًا ، وآدم بين الروح والجسد” ، قالوا : يا رسول الله متى وجبت لك النبوة ؟ قال : " وآدم منجدل في طينته " ، يروى من حديث أبي هريرة ، وميسرة الفجر ، وعبد الله بن عباس ، والعرباض بن سارية ، ومن مرسل مطرف بن عبد الله بن الشخير ) .                                                               
القراءة :                                                                                                                                  أولا - لا بد لنا أن نقر أنه هناك تعظيم وتمجيد لمحمد في القرآن ، ولكن هذا لا يعني أن محمدا كان مقدسا ! ، ولم يكن هناك أي نصا قرآنيا يفيد بتقديس محمد ، بالرغم من كم النصوص القرآنية التي نزلت بحقه ، ومنها : ( ما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى / 3 ، 4 سورة النجم ) ، ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ / 107 سورة الأنبياء  ) و ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ / 4 سورة القلم ) . وفي الأحاديث أيضا هناك تفضيل لمحمد عن سائر المرسلين والأنبياء والملائكة ( عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله : ما خلق الله خلقاً أفضل مني ولا أكرم عليه مني ، قال علي فقلت يا رسول الله فأنت أفضل أم جبريل ؟ فقال : يا علي إن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين / نقل من موقع الكلمة ) ، هذا أولا ، لكي يكون تأسيسا للموضوع .
ثانيا - أما أن نوره / أي محمد ، كان قبل أدم ! ، فهذه معلومة يجب التوقف عندها ، فلم هذا النور تأخر كل هذه السنين الى أن بلغ محمد الأربعين من عمره لتظهر هذه النبوءة ، والتي تضاربت الروايات أيضا في تحديد توقيتها ، فهل كان نور محمد قبل خلق الله للخلائق / أدم .. ، ب 15 ألف سنة أو ب 50 ألف سنة ! ، ومن حدد أو عرف خلق الله للخلائق بكذا ألف سنة ! ، وهل هناك من نص قرآني تام و جلي بهذا الأمر . أما بشأن دعوة أبراهيم بخصوصه ، فليس من دليل على ذلك ، أما بصدد بشارة عيسى لمحمد ، فلا ندري وفق العقيدة المسيحية من بشارة لمحمد في أنجيل المسيح ، ولا وجود من شخص يدعى عيسى في الأنجيل ! . أما رواية أمه ، فمتى روت آمنة لمحمد ، وعمره حين وفاتها كان لا يزيد عن 6 سنوات ( ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني ، وقد خرج لها نورٌ أضاءت لها منه قصور الشام ) ! ، وهنا نتساءل أن محمدا " وُلد بمكّة المكرمة في شِعِب أبي طالب ، ويُسمّى أيضاً بِشِعب بني هاشم ؛ لحصار قُريش لبني هاشم / نقل من موقع موضوع " ، والسؤال لم أنيرت قصور الشام ! ، ولم تنار مضارب مكة التي ولد بها محمد ! - وذلك حتى تكون علامة على عظمة هذا المولود ، وهل من شاهد رأى قصور الشام وهي منيرة ، وهي تبعد عن مكة مئات الأميال ! .
ثالثا - ولو كان الأمر كذلك من عظمة هذا الرسول ، قدما في النبوة ، ونوره لدى الله قبل الخلائق ، لم النص القرآني يشير الى أن محمدا كان بشرا عاديا حاله حال باقي قومه ، وعلى لسانه قال ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ .. / 110 سورة الكهف ) ، ولكن من الممكن أن التراث الأسلامي أراد أن ينهج نهج اليهودية والمسيحية في وضع هالة معينة أو صفة مميزة لأنبيائهم ، فكان موسى يدعى كليم الله ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا / 164 سورة النساء ) ، وكان المسيح يدعى روح الله ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ / 171 سورة النساء).  ولأجله وردت هذه الأحاديث حول عمق نبوءة محمد ، ليصبح حاله حال موسى والمسيح ، في التميز ، كأول الخلائق نورا .
أضاءة :                                                                                                                                              1 . أن كل ما ذكر أو روي بصدد نبوة محمد ( أني خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته ، وسأخبركم بأول أمري : دعوة إبراهيم ، وبشارة عيسى ، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني ، وقد خرج لها نورٌ .. ) ، هو مجرد أدعاء من قبل محمد ، ليس من قرائن أو حجج أو دلائل عليها ، لأنه يتكلم عن ذاته ، وليس هناك من طرف أخر - محايد ، يتكلم عنه / كتب أو أفراد . ولو أخذنا المسيح كمقارنة ، لرأينا هناك عدة شواهد على سيرته ، وما جرى بها من أحداث ، ففي العهد القديم ، مثلا ( التنبؤ بأنه يصلب مع أثمة : اشعيا النبي 53: 12 ، التنبؤ بأن ستثقب يداه وقدماه : مزمور 22: 16 ، التنبؤ بأنه يصلي لأجل أعدائه:مزمور 109:4 ، التنبؤ بقيامته من بين الأموات :مزمور 16:10 ، التنبؤ بصعوده:مزمور 68:18) .
2 . أن ربط نبوة محمد بهذا العمق الأسطوري من القدم ، يؤشر على مدى توظيف الخيال والخرافة من أجل أعطاء هذه النبوة قيمة أعلى من غيرها / كنبوة موسى ويوحنا والمسيح ، ولكن كالعادة يتقاطع التراث الأسلامي مع العقل والمنطق ، فالتراث الأسلامي يغرد في جوانب تبين مدى ضحالة الوعي المجتمعي لدى صحابة محمد وأتباعه في تلك الحقبة الزمنية الضبابية من الأسلام المبكر .
 

98
                               كيف يجب أن نكون في خضم الأفكار الظلامية         
 في عالم مشحون بعدة أيدولوجيات وتوجهات ، منها : الأسلام المتطرف ، الأسلام الجهادي ، المتدين من أي معتقد ، غير متدين من أي معتقد ، العلماني ، وغير ذلك من أيدولوجيات وتوجهات .. ونضيف لكل ما سبق اللامنتمي ، كيف يجب أن نكون في عالم اليوم ! ، هذا سؤال من الصعوبة الأجابة عليه ! . ولكن من الممكن أن نقدم أضاءة له . 
1. تمارس المؤسسات الدينية الأسلامية / جوامع ومساجد ومراكز وجمعيات ، عمليات الخطابة والوعظ الموجه والمحاضرات ، من أجل غسل وتسطيح أدمغة الأحداث والشباب ، وذلك حتى يكونوا مستعدين للتضحية من أجل نصرة العقيدة ، ومن ثم توجيههم للجهاد في بلد يرومون بث سمومهم التكفيرية فيه ك / سوريا ، العراق وليبيا .. هذا الأمر ليس يحدث فقط في الدول العربية ، بل يحدث في الدول الغربية أيضا . 
2 . الدول العربية ، بكل مؤسساتها الدينية / خاصة الأزهر ، سلبية الفعل تجاه هكذا نشاطات مشبوهة ! ، وهي متشبذة بأنها من دعاة الأسلام المعتدل ، وهي واقعا ، أبعد ما يكون عن هكذا توجه تماما . أما الغرب ، فهو غارقا بوهم حرية العقيدة ، تاركا هؤلاء الشيوخ يسرحون ويمرحون بعقول الشباب ، أنطلاقا من حرية التعبير تارة ، وتارة من حرية ممارسة الطقوس ، حتى وصل الأمر في بعض الدول ك / أنكلترا وباريس ، أن تسيطر عليها الجماعات الأسلامية بالكامل / وأسمت بعضا من مناطقها - بما يسمى " مناطق الشريعة " ! .
3 . ولم نلحظ من أي مؤسسة دينية أسلامية ك / مؤسسة الأزهر في مصر - للعلم د . أحمد الطيب شيخ الأزهر ذاته ، لم يكفر داعش ، جامع الزيتونة في تونس والمرجعيات الشيعية في النجف .. ، أي دور مرموق على المستوى الدولي ، بخصوص مواجهة الأرهاب ، والأزهر الذي يزعم أنه رائد الوسطية في الأسلام ، وأنه غير كذلك ، وذلك لأن كل الأرهابيين تخرجوا من أروقته وعباءته ! . هذه المرجعيات تركوا شباب الأسلام فريسة للأفكار الظلامية التكفيرية ، حتى المسلم الذي يعيش في الغرب سطح في عقليته ، وأخذ بتكفير البلد الذي يحتضنه ، وبعضهم سافر ليجاهد في العراق وسوريا وليبيا ..
4 . شدني أحد المواقع حول دور المؤسسات الدينية السلبي ، حول مواجهة الأرهاب وتوعية العقول وتنقية التراث الأسلامي المشحون بالتكفير و بالأحاديث اللاعقلانية ، أنقل من موقع / صيد الفوائد ، التالي وبأختصار ( إن دور المؤسسة الدينية في كل بلدان العالم الإسلامي وبلا استثناء ما هو غير ديكور قيم في بلاط الحكام . وأن الدور الأكبر لهذه المؤسسة هو دور تجميلي أكثر من شيء آخر . وظهور رجال الدين إما في المحافل الرسمية وأمام عدسات الكاميرات ، ما هو إلا أحد الخلفيات التي تحرص المؤسسة السياسية عليها لتظهر الصورة أمام الجماهير أكثر صدقا . والحقيقة هي غير ) .
خاتمة :                                                                                                                                 أنت أيها الفرد ، يجب أن تكون بعيدا عن كل مروجي الأفكار الظلامية ، بعيدا عن سمومهم ، بعيدا عن كل ما يقولون ويعظون ويخطبون ، أنهم كذبة ودجالون ، فهم يدعون للجهاد وهم لا يجاهدون - وأبناءهم مستهترون ماجنون ، يدعون للفضيلة وهم أتفه من التفاهة والخسة ، أكبر مثال على ذلك ، طارق حسن البنا - عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين / ولد في عام26  /8 / 1962 في جنيف ، سويسرا - هو مفكر سويسري من أصل مصري ، وهو حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا من أمه ، وهو نجل الدكتور سعيد رمضان سكرتير حسن البنا . المتهم بأغتصاب النساء ، فقد جاء في موقع / الوطن الألكتروني ، بخصوصه التالي ( بات وصف "عنتيل" أصدق ما يطلق على طارق رمضان - حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية ، وذلك بعد توجيه تهمة الاغتصاب مرة جديدة له بحق امرأة تعد " السيدة الخامسة " ، التي يلاحق أمام القضاء بسببها .. ) .                                                                                                                             خلاصة القول : أن التحرر من قيود دجالي الأصنام الماضوية ، هي خطوة جريئة نحو حياة ومستقبل أفضل .

99
                                           قراءة .. في سورة الأنفال / آية 17
( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ / سورة الأنفال 17 ) .
الموضوع :                                                                                                                                 لا بد لنا بداية أن نفسر الآية أعلاه - من المراجع الأسلامية الرصينة ، وبشكل مقتضب ، فقد جاء في شرحها - وفق تفسير بن كثير ، التالي (( يبين الله تعالى أنه خالق أفعال العباد ، وأنه المحمود على جميع ما صدر عنهم من خير ؛ لأنه هو الذي وفقهم لذلك وأعانهم ؛ ولهذا قال " فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم " أي : ليس بحولكم وقوتكم قتلتم أعداءكم مع كثرة عددهم وقلة عددكم ، أي : بل هو الذي أظفركم بهم ونصركم عليهم ، كما قال تعالى ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة  فاتقوا الله لعلكم تشكرون / سورة  آل عمران : 123 .) . وقال تعالى ( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين / سورة  التوبة : 25 ) يعلم - تبارك وتعالى - أن النصر ليس عن كثرة العدد ، ولا بلبس اللأمة والعدد ، وإنما النصر من عند الله تعالى كما قال : ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين / سورة البقرة 249 ) . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : في قوله تعالى ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) قال : هذا يوم بدر ، أخذ رسول الله : ثلاث حصيات فرمى بحصاة  في ميمنة القوم ، وحصاة في ميسرة القوم ، وحصاة بين أظهرهم ، وقال : شاهت الوجوه ، فانهزموا . قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله ، ممن شهد بدرًا مع رسول الله ، فقاتل أعداء دينه معه من كفار قريش : فلم تقتلوا المشركين ، أيها المؤمنون ، أنتم ، ولكن الله قتلهم . / نقل بأختصار من الموقع التالي http://quran.ksu.edu.sa   . )) .
القراءة :                                                                                                                                     أولا - تشير البنية النصية للآية ، أن فعل القتال ضد كفار قريش / يوم بدر ، وقتلهم تم بقوة ألهية تامة ، حيث توضح الآية و بجلاء تام " فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ " - والمحدثين أكدا ذلك كأبن أسلم وأبو جعفر ، والظفر تم أيضا بذات القوة الألهية ، وكانت كل رمية ، أنما تتم بقوة الله ! . وهنا يتجلى الله بصورة أخرى ، وبدور أخر ، وهو قاتل كفار قريش ، حيث يحارب الله مع المسلمين ضد الكفار .           
ثانيا - ووفق الآية وشرحها ، أري أن الله قد أكتسب صفة أخرى ، وهي صفة " المحارب " ، ومن المنطق / أسلاميا ، أن نصحح أسماء الله الحسنى من 99 أسما الى 100 أسم ، وذلك بأضافة " المحارب " لها ! .. "  أسماء الله الحُسنى لا يعلمها إلا الله - تعالى - وفي السُّنة الصحيحة عن أبي هريرة : ( لله تسعة وتسعون اسمًا ، مَن حَفِظها ، دخَلَ الجنة ، وإنَّ الله وِتْرٌ يحبُّ الوِتْرَ ) / نقل من موقع الألوكة " .                                                                                                                          ثالثا - ولكن كيف لله أن يحارب ويقتل ويرمي ، وهو " السلام " ، وكيف للذات الألهية أن تغيير من فعلها السلموي في الحياة الى فعل دموي ! ، وقد جاء في موقع / الكلم الطيب ، تأكيدا بأن الله هو " السلام " ( ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في موضع واحد ، يقول الله عز وجل : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ . / سورة الحشر 23 ) . وفي صحيح البخاري ، يبين أن النبي يقول : " فإن الله هو السلام " )) . أذن هناك تضارب وتضادد بين أسماء الله الحسنى ومعانيها ، فليس من المنطق أن يكون الله سلاما ويحارب ! .

رابعا - ومن الأحاديث ، نلاحظ أن رسول الأسلام يسرد عنه رواية رمي الحصيات ، التي رماها " ميمنة وميسرة وبين أظهرهم .. فأنهزموا الكفار " . وهنا يقدم محمد نموذجا خارقا في هذا الحديث ، أسوة بربه الذي حارب مع المسلمين ضد الكفار ، ولكن النص القرآني يسارع فيعزز هذا الحديث بآية ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى .. / 17 سورة الأنفال ) ، موضحا أن الذي رمى ليس محمدا بل الله .. فالله يحارب عوضا عن المسلمين من جهة ، وعوضا عن محمد في " رمي الحصيات " من جهة اخرى ! .

خامسا - وفي هذا الصدد نلاحظ أن الله في المسيحية له شأن أخر ، حيث يعبر عنه في أنجيل يوحنا ب" الله محبة " . فكيف لله أن يكون في قرآن محمد محاربا ، وكيف له أن يكون في الأنجيل " محبة " فهل رب محمد ربا أخر ! هذا مجرد تساؤل . 

أضاءة :                                                                                                                                   بماذا ممكن أن يفسر أمراء الأرهاب هذه الآية للمخدوعين من المنظمين للمنظمات الارهابية الأسلامية - القاعدة وداعش .. وغيرها ، من المؤكد سيعبأون أدمغتهم بأن الله يحارب معهم في ذبحهم وسحلهم للكفار ! ، مثلما حارب الله من قبل مع محمد في غزواته قبل 14 قرنا ّ ضد كفار قريش . السؤال الأهم : في كيفية ألغاء هكذا نصوص ، أو على الأقل ، العمل على تحجيمها ، وأرى أن هذا لا يتم ألا بثورة على هذا الموروث الهزيل ، الذي ساهم في تجهيل عقلية المسلم لعدة قرون .     


100
                                     دور رجال الدين والمذهب في خراب و دمار العراق

أستهلال :
بداية المقصود بعنوان هذا المقال رجال الدين الأسلامي تحديدا - سنة وشيعة ، وطبعا ليس أجمعهم ، ولكن ممكن القول أغلبيتهم ! ، ولكني لا أقصد بأي حال من الأحوال الدين الأسلامي كمعتقد . ولا يعمم هذا المقال على باقي الأطياف الدينية ، وذلك لأنعدام دورهم المؤثر تماما في الحياة السياسية في عراق ما بعد 2003 .

الموضوع :                                                                                                                                      1 . أنقشعت الأقنعة ، وبان المستور ، وفضح الأمر ، والحقيقة لا يمكن أن تطمس ، وأن طمست فلا بد لها أن تبرز بزوغ  الشمس ! . أن رجال الدين ، بدخولهم المعترك السياسي ، باعوا المعتقد ، ولطخوا السياسة زيفا وعارا ، وفقدوا كهنوتهم الذي يتسترون خلفه ، وذلك لأنهم لم يقولوا كلمة " حق " بواقع عراق اليوم ، أذن هم كالشياطين !! ( نعم ، هذا قاله بعض السلف : الساكت عن الحق شيطان أخرس ، والناطق بالباطل شيطان ناطق ، فالذي يقول الباطل ويدعو إلى الباطل ؛ هذا من الشياطين الناطقين / نقل من موقع أبن باز ) .

2 . رجال الدين ، بأسم الدين والمذهب ، أيدوا رجال الدولة والسياسة ، وغطوا على أعمالهم ، رغم علمهم بأنحرافهم وظلمهم ! - ومنحوهم الضوء الأخضر ليستمروا بالنهب ، ولم يكن لهم أي دور ، لا من قريب ولا من بعيد ، بردعهم عن أفعالهم بحق هذا الشعب المنكوب ، وهذا الأمر شكل ظاهرة مثيرة ، وأوجد : رجال سياسة وسلطة وحكم ، بجلباب مع عمامة وخاتم وسبحة ، وهذا الأمر أخطر من رجال الدولة و السياسة .
 
3 . الشعب العراقي الأن ، بلا منقذ وبلا سند ، فالدولة والسياسيين يتاجرون بهم ، ورجال الدين والمذهب يخدرونهم ، فليس من جهة يلجأون أليها سوى الله ! ، وأما الله ذاته ، ليس من علاقة تربطه بشعب أختار وأنتخب حكامه ، بديمقراطية / حتى ولو كانت مزيفة ، ومن المؤكد أن على الشعب ذاته أن يبادر بالثورة على حكامه وليس لله في ذلك من شأن ! ، وهذا الأمر يتطلب من الشعب أن يقوم من حاله أولا ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ / الرعد:11) .

4 . وأعتقد أن حالة الشعب العراقي تنطبق عليه مقولة " كارل ماركس " الذي له عبارة شهيرة تقول : « الدين أفيون الشعوب  » ( حيث لخص فيها رؤيته تجاه الأديان ؛ فهي على حد قوله  تخدر الناس وتلهيهم عن شقاء الحياة واستغلال أصحاب رؤوس المال ، فتنسيهم المطالبة بحقوقهم ، والتفكير فيما يحيط بهم ؛ وذلك طمعًا في حياة أفضل في ملكوت السماء أو الجنة ) . وأرى أن هذا الوصف ينطبق تماما على الوضع العراقي ، فالشعب يصلي ويصوم ، يلطم ويطبر ، ورجال الدولة والسياسة يسرقون ، ورجال الدين والمذهب يأخذون الزكاة ، ويصبرون الشعب على الظلم والجور ...    فلولا الدين لثار الشعب ! .

أضاءة :                                                                                                                                   لم يمثل رجال دين سنة العراق سنة محمد ، وأيضا ، لم يمثل رجال دين شيعة العراق شيعة علي ، فالأثنين معا أنغمسوا في مكاسب ومتاع الدنيا ، وتركوا شعب العراق يصارع وحوش السلطة والسياسة والحكم بأنفسهم ، ولم يقل أيا من رجال الدين / خاصة الشيعة منهم لأنهم يحكمون العراق ، " لا للظلم " ، التي قالها الحسين بن علي - قبل 14 قرنا ، ولأجلها :  " نحر " .

101
                                    أضاءة .. حول توظيف الرواية الجنسية في التراث الأسلامي
المقدمة :                                                                                                                                       قبل البدأ في سرد موضوع المقال لا بد لنا أن نعرف التراث الأسلامي / بعيدا عن التعاريف السائدة ، فأني أرى أن التراث الأسلامي (( هو مصطلح شامل وواسع ، لأنه هوية الأسلام ، لذا فهو يشمل كل ما نتج عن الأسلام كعقيدة ، ومن المؤكد يقف في أول كل ذلك القرآن والسنة النبوية ، وهو ما تركه / خلفه ، محمد بن عبدالله لأتباعه ، وفق الآية ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا / سورة فاطر:32 ) ، على أعتبار أن محمدا هو رأس المصطفين . لذا فهو يشمل سيرة وحياة محمد وأحاديثه ، يضاف الى كل هذا ، النتاجات التي تمخضت عن أصحاب محمد ، وكل نتاج رجال الحديث والسير والفقه والفتاوى ، مع كل النتاج الفكري للمذاهب والفرق الأسلامية المختلفة.)) وموضوع مقالي مجرد أضاءة بهذا الشأن .
الموضوع :                                                                                                                            سأسرد بعضا من المفاصل التي روي بها الجنس / بشكل مباشر أو غير مباشر ، حتى وأن كان بالأيحاء ، مع أضاءة :            أولا - من أهم مراجع ومصادر ، التراث الأسلامي ، هو القرآن ، وسوف أستعرض آية واحدة ، في هذا المحور ، كمثال لتوظيف الجنس ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا / 3 سورة النساء ) . ووفق تفسير الطبري ، القول في تأويل هذه الآية :   " قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك . فقال بعضهم : معنى ذلك : وإن خفتم ، يا معشر أولياء اليتامى ، أن لا تقسطوا في صداقهن فتعدلوا فيه ، وتبلغوا بصداقهنَّ صدقات أمثالهنّ ، فلا تنكحوهن ، ولكن انكحوا غيرَهن من الغرائب اللواتي أحلّهن الله لكم وطيبهن ، من واحدة إلى أربع ، وإن خفتم أن تجوروا = إذا نكحتم من الغرائب أكثر من واحدة = فلا تعدلوا ، فانكحوا منهن واحدة ، أو ما ملكت أيمانكم " .                                                                                                                   أضاءة - أولا ، لم يكن هناك أتفاق في تفسير هذه الآية من قبل المفسرين ، وهذا الأمر معتاد عليه ! ، ولكن التساؤل : لم الله يدخل في تفاصيل عملية تعدد الزوجات ! ، ولم الله يوصي عباده ، في حالة " أن لم تعدلوا " ، أن تنكحوا ما ملكت أيمانكم ! ، وهل الذات الألهية بهذا التصور الجنسي ، حيث يشجع عباده على موضوعة " ما ملكت أيمانكم " ! ، والتساؤل الأخير ، لم الله يستخدم مفردة " أنكحوا " بدل مفردة " زواج " ! وهل من مهام الله تحديد أنواع وعمليات نكاح عباده ! .
ثانيا - أما الرواية الجنسية في سيرة رسول الأسلام ، فهي أمرا مطروحا بشكل يثير الأنتباه ! ، فيذكر التراث الأسلامي تفاصيل زيجاته المتعددة ، حيث أنه تزوج ( إحدى عشرة ، مات منهن في حياته اثنتان ، وتوفي هو عن تسع / نقل من  موقع طريق الأسلام ) . وتذكر السير كيف كان يعاشر زوجاته ( عن أنس : أن النبي كان يطوف على نسائه بِغُسْلٍ واحد . حيث كان يجامعهنَّ في ليلة واحدة تطييباً لخاطرهنَّ - حديث صحيح ومتفق عليه / نقل من موقع الجمهرة ) . كذلك تذكر الأحاديث قوته الجنسية ، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أنس قال : كان النبي يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن أحدى عشر ، قال - الرواي عن أنس - قلت لأنس : أو كان يطيقه ؟ قال : " كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين " ، وفي رواية الإسماعيلي : قوة أربعين . وفي موقع / طريق الأسلام ، يذكر كيف وطأ الرسول عائشة ( كان النبي قد عَقَد على عائشة في سنة 10 هج / زواج الرسول بعائشة وسودة ، وهي بنت 6 سنوات ، وفي العام الأول من الهجرة ، تم البناء بعائشة ) - و وفق المصادر كانت بنت 9 سنوات . وتذكرعائشة تفاصيل مباشرتها وهي حائض من قبل محمد ( كانت إحدانا إذا كانت حائضا ، وأراد رسول الله أن يباشرها ، أمرها أن تأتزر بإزار في فور حيضتها ثم يباشرها ، وأيّكم كان يملك إربه كما كان رسول الله يملك إربه ؟ / نقل من موقع معهد أفاق التيسير ) .                                                                                                                     أضاءة - وبهذا الشأن ، أرى أن القضية الجنسية والتفاخر بها وتوظيفها للرجل بها نوع من التفاخر والتباهي في ذلك المجتمع القبلي . ولكن هل الأمر هذا ينطبق على رجل ، قد بعثه الله نبيا ، هاديا للعباد ، ونزلت آية بحقه ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ / 4 سورة القلم ) ، وتفسيرها وفق الطبري(" وإنك يا محمد لعلى أدب عظيم ، وذلك أدب القرآن الذي أدّبه الله به ، وهو الإسلام وشرائعه " . أضافة لحديث " أدبني ربي فأحْسن تأديبي " وقد جاءت بعدة روايات ، ذَكَرَها العسكري في كتابه” الأمثال “والسَّرَقُسْطِيُّ في كتابه ”الدلائل“والسيوطي في كتابه ”الجامع الصغير“) . أرى أن الأمر يثير الأستغراب !.
ثالثا - الزواج ، هناك عدة صيغ للزواج في الأسلام ، أضافة للزواج المعتاد ، منها ( المسيار ، العرفي ، المصواب ، السياحي المصياف ، المسفار ، المطيار .. و / نقل من مدونة كبيري البحراني ) ، وأنقل نبذة عن زواج المتعة (( الزواج المؤقت أو الزواج المنقطع أو النكاح المنقطع هو زواج يتقوم بالعقد والمدّة والمهر المعيّنين.  لا يتوارث الزوجان فيه ولا تجب النفقة للمرأة على الزوج . ويستدل عليه بقوله ﴿ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً / 24 النساء ﴾ )) . أضاءة - ليس من معتقد أو دين به هذا التنوع في أشكال وصيغ الزواج ، وهذا الأمر تمخض عن أشكالا أجتماعيا ، خاصة في موضوعة " المتعة " ، الذي أعتبر صيغة من صيغ الدعارة المشرعنة ، وجعل من المرآة كسلعة تباع وتشترى في سوق النخاسة ! ويدلل على عملية تحقير وأذلال وترخيص للمرأة ، أدى هذا الأمر الى شرخ مهين في دورها المجتمعي ! . 
رابعا – أما في موضوعة حور العين ، أنقل ما يلي و باختصار (( فقد جاء في الحديث أن الشهيد يزوج من الحور العين ، وفي رواية الترمذي:  ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين . وقد روى الترمذي (1663) وابن ماجة (2799) وأحمد (16730) عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ : .. وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ .. وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ )/ نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب)) . أضاءة – أن ما جاء في الموروث الأسلامي بصدد حور العين ، أوجد كارثة أجتماعية للشباب المنضم للتشكيلات الأرهابية ، القاعدة وداعش و.. ، حيث الشباب المسطحين فكريا ، أخذوا يهذون بحور العين ! ، والأنكى من كل ذلك أن النص القرآني يشجع على ذلك ويصف حور العين ب ( وَحُورٌ عِينٌ . كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ / سورة الواقعة22، 23 ) ، ومن هلوسات الأحاديث ، النكاح في الجنة (( وخرجه البزار في مسنده [ من حديث أبي هريرة ، قال : قيل يا رسول الله أنفضي إلى نسائنا في الجنة ؟ قال : أي و الذي نفسي بيده إن الرجل ليفضي في اليوم الواحد إلى مائة عذراء ] . و خرج [ عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله : إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكارا]/ نقل من موقع الموسوعة الشاملة )) .
خاتمة :                                                                                                                                  أشارة الى النصوص القرآنية وأحاديث محمد " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى / 3 سورة لنجم " - أي أن محمد لا ينطق ألا من خلال وحي ، وكل نتاج التراث الأسلامي ، والتي تبين الأوصاف الجمالية الخيالية لحور العين ، أضافة للقابليات الجنسية لهن / يعيدون أبكارا ، التي وعد التراث بها الشهداء / الأنتحاريين - وفق المعتقد الأسلامي ، أرى أنه أشارة لكل ما سبق / وما ذكر هو غيض من فيض ، أنه من الملفت للأنتباه - في الرواية الجنسية للتراث الأسلامي ، أن الله يقوم بدور " المروج والمغري " مع رسول الأسلام للحث على العمليات الأنتحارية ، التي تقوم بها عناصر المنظمات الأرهابية / داعش والقاعدة والنصرة .. ، ومن ثم لقاء ما سينالوه في الجنة من مغريات ، فهل من المنطق للذات الألهية ، أن يكون له هذا الدور ! وهل من أسماء الله الحسنى المروج والمغري ، خلاصة : أن الرواية الجنسية في التراث الأسلامي تغري الشباب للأنضمام للمنظمات الأرهابية ، ومن ثم دفعهم للقيام بالعمليات الأنتحارية ، ووعدهم بالفوز بحور العين ! .


102
                                    الفتوحات الأسلامية بين مفهومي الغزو و نشر الأسلام       

الموضوع :
فتح المسلمون - بل بالأحرى غزا المسلمون ، الكثير من الأمصار والبلدان ، وذلك تحت مسمى أو ذريعة " نشر الأسلام " ، وهذه التسمية أنما كانت زورا وبهتانا ، لأن الغزو كان لأطماع أخرى دنيوية ، وليست أخروية ، أي ليست لمغزى ديني أو عقائدي . ومن موقع / المرسال ، سأستعرض بعضا من هذه الغزوات وفق التسلسل الزمني ، ومن ثم سأسرد قراءتي :  ( فتح المدائن - وفيها أيوان كسرى في سنة 16 هج . فتح مصر - على يد قائد المسلمين عمرو بن العاص في سنة 20 هج . واقعة نهاوند - و قد قامت بين المسلمين والفرس وقائد المسلمين النعمان بن مقرن في سنة 21 هج . فتح طرابلس - حيث قام فيها عمرو بن العاص بحصارها شهراً ثم فتحت في سنة 22 هج . فتح خراسان - و كان المسلمون بقيادة الأحنف بن قيس في سنة 22 هج . فتح سجستان - و كان المسلمون بقيادة عاصم بن عمرو في سنة 23 هج .غزوة الأندلس - وقد قامت بقيادة عبدالله بن نافع ن الحصين وعبدالله بن نافع بن عبد القيس ، سنة 27 هج . غزوة ذات الصواري - معركة بحرية بين المسلمين والروم ، وكان قائد المسلمين عبدالله بن سعد بن أبي السرح في سنة 31 هج . غزوة السند - بقيادة المهلب بن أبي صفرة في سنة 44 هج .غزوة القسطنطينية - بقيادة سفيان بن عوف في عهد معاوية سنة 49 هج . غزو ما وراء النهر - وذلك بقيادة المهلب بن أبي صفرة في سنة 80 هج .غزو مسلمة بن عبد الملك أراض الروم - قام هشام بن عبد الملك بالغزو سنة 87 هج . فتح قتيبة بخارى - وذلك سنة 90 هج . فتح طارق بن زياد للأندلس - في سنة 92 هج . فتح قتيبة بن مسلم سمرقند - في سنة 93 هج . غزو قتيبة بن مسلم الصين - في سنة 95 هج . حصار مسلمة بن عبدالملك القسطنطينية - وأفتتحها في سنة 98 هج . فتح المعتصم العمورية - وذلك في سنة 224 هج).
القراءة :                                                                                                                                                   1 . بادئ ذي بدأ ، أنه ليس من الحكمة الألهية أو التعليم الرباني ، أن ينشر الله دينا بالغزو / أي بالسيف ، لأن السيف يولد خرابا ودما ، والدم يولد قتلى ، والقتل يولد كراهية وحقدا بين الشعوب . ثانيا ، كما أن الغزو بحجة نشر الأسلام ممكن جدلا أن يتم لشعوب وثنية لا تؤمن بالله ، وليس لشعوب مؤمنة ! . ثالثا ، ولكن أن ينشر الأسلام ، وبالسيف بين بلدان مؤمنة بالله ، هذا السؤال الذي يجب أن يسأل عليه شيوخ الأسلام ، ومن المؤكد أن جوابهم سيكون حاضرا ، وهو ( أن الدين عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران ) . رابعا ، ومن الذي يؤكد أن هذه النص هو رباني ، لأنه ليس من المنطق أن يقول الله أن الدين عنده هو الأسلام ، وقد كان من قبله أديانا أخرى ، هو الذي أوجدها كاليهودية والصابئة والمسيحية ! .

2 . أن ما يسمى بالفتوحات الأسلامية ، كان الغرض منها : السبي وأستحصال الجزية من الشعوب المحتلة ، ومن أجل نهب الثروات ، أي من أجل الغنائم ، وكل ذلك هو من الأطماع أو الغايات الدنيوية ! ، وهذا ما تؤكده النصوص القرآنية ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 19 سورة التوبة ) ، وكذلك حديث رسول الأسلام ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله ) . خلاصة هذه الفقرة : أن الأسلام وما يدعيه من أن ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ.. / 256 سورة البقرة ) ، هو نص شكلي مستهلك ، ليس من قيمة له في المجال العملي - خاصة عندما يحين أوان الغزو ، وذلك لأن الأسلام ، قاعدته الرئيسية هي المقولة التالية :  “الإسلام أو الجزية أو القتل”  .

3 . من أهم أهداف الغزو / بالأضافة الى نهب الأموال وأضافة بلدان لدولة الأسلام وجمع الخراج من هذه البلدان وجباية الضرائب والأستيلاء على خيرات البلدن المحتلة - كان سبي النساء ، فمن مدونة moussa eightyzz ، أنقل التالي وبأختصار ، تحت عنوان " حضارة السبي و الجواري " ( فعلى سبيل المثال أن موسى ابن نصير ، المشرف على فتح شمال أفريقية و أسبانيا ، قد أسر ثلاثون ألف فتاة عذراء من الأسر الأسبانية و أرسلها إلى دمشق حيث الخليفة الأموي (كما جاء في "الكامل" لابن الأثير 4\295) - أما هارون الرشيد فقيل أنه كان يمتلك ألفين جارية ، كما جاء في " كتاب الأغاني" الجزء العاشر ، و قال السيوطي عنه أنه كان غارقا في اللهو و اللذات و الغناء - أما الخليفة العباسي المتوكل على الله فكان له أربعة آلاف جارية أسيرة حرب وطئن كلهن ، منافسا النبي اليهودي الملك سليمان ( " مروج الذهب " 2\92، "تاريخ الخلفاء" للسيوطي 277) - و حين استولى صلاح الدين الأيوبي على قصور الخلفاء الفاطميين بمصر قيل أنه وجد في القصر الكبير 12 ألف نفسا ليس من بينهم ذكور إلا الخليفة و أولاده / " المقريزى " في / المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار - " الجزء الثاني " .. ) . فليس موضوع الغزو نشر الدين ، أنما كان التمتع بالجواري .
4 . ومن المؤكد أن خلفاء المسلمين كانوا ينهجون نهج رسولهم الذي كان لديه بالأضافة الى زوجاته ال 11 زوجة / وفق موقع موضوع ، العديد من الجواري وملكات اليمين ، فقد جاء في موقع / سطور ، التالي ( أسماء جواري الرسول اللواتي كنّ ملك اليمين .. كان عند رسول الله ، أربع إماء يمكن اعتبارهن ضمن ملك اليمين ، وكانت مارية القبطية التي ولدَت له ولده إبراهيم واحدة منهنَّ ، وقد أوردَ ابن القيِّم أنَّ رسول الله كان لديه أربع من الإماء يطؤهنّ بملك اليمين : ريحانة وهي من بني قريظة . جارية كانت هبةً من زينب بنت جحش . جارية جميلة كان قد أصابها سبيةً من إحدى المعارك .. ) هذا ما تكلمت عنه الكتب ، أذن خلفاء المسلمين كانوا يقتدون بنبيهم في أمتلاكهم للجواري ، خاصة عندما توسعت عمليات الغزو .

5 . غزا المسلمون أسبانيا / بلاد الأندلس ، والتي بدأت بوكيرها العسكرية سنة 92 هج ، وأحتلوها لمدة ثمانية قرون ، وخرجوا المسلمين بعدها بخفي حنين ! . أن التصور الأجتماعي لهذه الفترة يعطي دروسا بليغة للحاضر والمستقبل ، وذات الحال حصل مع فرنسا أيضا ، عندما خرجت من الجزائر بعد أستعمار دام 132 سنة ، حيث ( أحتلت فرنسا مدينة الجزائر في 05 يوليو/ تموز 1830 ، واستغرقت السيطرة على عموم البلاد نحو 70 سنة . واستقلت الجزائر عن فرنسا في 05 يوليو 1962، بعد ثورة تحريرية انطلقت في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني  1954 ، وخلفت 1.5 مليون شهيدا وفق أرقام رسمية. / نقل من موقع AA ) . أي ما نخلص أليه أن المحتل الغازي لا بد له أن يخرج من البلد المغتصب عاجلا أو أجلا ! . ولكن التساؤل المنطقي : تصور لو بقى الغزو الأسلامي لأسبانيا لغاية القرن 21 ، لكانت أسبانيا في ملف النسيان من التخلف الحضاري والتقني والأجتماعي ! ، أما الأن ف " أسبانيا " تعتبر من الدول المتقدمة .

خاتمة :                                                                                                                                   تنتقد وتندد الكثير من الدول العربية بالأستعمار الغربي كأستعمار " فرنسا للجزائر وسوريا - بريطانيا للعراق - أيطاليا لليبيا .. " ، غافلة أن الدولة الأسلامية في قوتها وتوسعها مارست ذات النهج / كما هو موضح في أعلاه ، أضافة لقيامها بالسبي والجزية والنهب ، مع نهج أسلمة الشعوب المحتلة لأراضيها بالسيف . أن الدولة الأسلامية ماضويا أو الأن - متمثلة بالمنظمات الأرهابية القاعدة وداعش وبوكو حرام .. تظن أن هذا الغزو جهادا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْ‌تَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِ‌ينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَ ..ٌ / سورة المائدة: ٥٤ ) ، جاهلين أن الغزو : هو أستعمار للشعوب المغلوبة . وبرأي الشخصي ، أن بنية نصوص الجهاد لا تتوافق مع الأحداث والوقائع الماضوية ، وبذات الوقت لا تتوافق مع مجريات عالم اليوم ، وذلك لأن المجتمع اليوم لا يحتاج الى الغزو من اجل نشر الدين / الأسلام ، بل يحتاج الى نشر مفاهيم العيش المشترك والتعاون بالتواصل المجتمعي - وفق المصالح المشتركة ، ولا يحتاج الى التواصل بغزو السيوف .


103
                                             الأسلام المبكر حقبة بلا تاريخ

1 . الأسلام المبكر ، حقبة تاريخية مجهولة المعالم ، ليس من دلائل أوثائق أوشواهد عليها ، حقبة لا نعرف عنها شئ ، سوى ما كتب عنها من مرويات وأحاديث وسرديات ، وذلك بعد قرنين من الزمن ! ، هذه هي ضبابية الحقبة الزمنية للأسلام المبكر ، وهذه الضبابية هي التي أطرت أجمالا بكل من محمد والأسلام والقرآن وبأصحاب صاحب القرآن ! ، ضبابية / مثلا ، أمتدت الى الدولة الراشدة ، التي لم يسك أي من خلفائها الأربعة أي مسكوكة نقدية يدل تاريخية تلك الحقبة ، المسطرة في الكتب والغائبة أركويولوجيا . فغياب العملات / المسكوكات والمخطوطات والأثار الأركيولوجية يجعل من التاريخ مجرد مرويات ، وليس علم – له قواعد ونظريات وبراهين وفرضيات .. بينما نجد في الجانب الأخر ، أثار أركيولوجية لبلاد سومر / جنوب بلاد الرافدين ، التي تمتد للفترة من 4500 - 1900 قبل المسيح ! ، وأرى أن هذه الحقائق ، وغيرها ، تثير الكثير من الجدل لحقبة الأسلام المبكر ! . 
2 . فلو بدأنا بمحمد ، فسنصدم من أول الأمر بسيرته ، قيل أن أبن أسحق المتوفي 151 هجرية هو أول من كتب سيرة محمد " المبتدأ والمبحث والمغازي " ، وهو يبعد زمنيا ب 140عاما عن حقبة محمد - المتوفي سنة 11 هجرية ، وأبن أسحق أصلا سيرته شبه مفقودة ! ، فتولى الأمر أبن هشام المتوفي سنة 218 هجرية ، والذي لم يستلم سوى جزءا منها ، وممكن أنه لم يستلم حتى هذه الوريقات ، فألف هذه السيرة من مخيلته الفكرية !! ، و أبن هشام ذاته ، يبعد زمنيا عن حقبة محمد بأكثر من 210 سنة ! . و موقع / قصة الأسلام ، سرد معلومة جديرة بالأهتمام عن سيرة أبن أسحق ، فأشار ( وإذا أردت أن ألمع إلى ومضات موجزة من منهجه في هذا الكتاب ، أقول : رغم أن الكتاب كاملاً لم يظهر حتى نستطيع الجزم بمنهجه ، ولم يظهر منه إلا قطعة رغم بقائه متداولًا حتى الأعصر المتأخرة ، إلا أنه من خلال النصوص التي أخذت عنه ، ومن خلال تهذيب ابن هشام يمكننا أن نبني عنه تصورًا منهجيًا ربما يكون قريبًا من الحقيقة ) !! . والتساؤل هنا كيف يفقد كتاب بن أسحق وهو كان بطلب من الخليفة العباسي ، والمفروض أن يحفظ في مكان أمين في خزائن الخليفة ! ( ثم في سنة 142  هجرية قصد أبن أسحق الخليفة أبو جعفر المنصور في الحيرة ، فكتب لولده المهدي كتاب المغازي والسير .. / نقل من موقع عريق ) . الأنكى من كل ذلك أن جد أبن أسحق يعتقد أنه كان مسيحيا ( كان جد أبن أسحق " يسار" من سبي في عين التمر حين أفتتحها المسلمون في خلافة أبو بكر الصديق ، سنة 12هـجرية ، وقد وجده خالد بن الوليد في كنيسة عين التمر من بين الغلمان الذين كانوا رهنا في يد كسرى فأخذه خالد إلى المدينة .. / نقل من موقع المعرفة ) ، فهل كان أبن أسحق حين كتابته للسيرة المفقودة على دين جده ، أم أنه أسلم ! .   
3 . خلاف وأختلاف بين القرآن المكي ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ  وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ / سورة النحل : 90 - 91 ﴾ وبين القرآن المدني ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِين / سورة البقرة 191 ) ، فكيف لكتاب مقدس أن يحصل به كل هذه التغييرات الجوهرية في بناء النصوص وفي نهجها وأسلوبها وفي مراميها وغاياتها . لم هذه القفزة من بناء نصي يحث على العدل والأحسان الى بناء نصي يحث على القتل ! لم كان هذا التغيير ، وما الذي حدث حتى يستدعي الأمر كل هذا التغيير ، هل كان البناء النصي للقرآن مرحلي وفق الظروف والأحداث .
4 . الأسلام المبكر تعرض في العقود الأخيرة للكثير من الفحص والتدقيق ، وبعض البحوث قد نفت من أن الأسلام قد خرج من مكة والمدينة ، وقالوا غير ذلك .. ففي موقع / الدار الليبرالية - جورج برشيني ، أنقل التالي ، وهو كتاب عن " تاريخ الإسلام المبكر " للباحث د. محمد آل عيسى .. يبين الباحث ( أنه هناك اتفاقا يكاد يكون عاما بين مجموعة من المؤرخين بأن الإسلام ظهر في بلاد الشام ولم يظهر في مكة ، وأن هجرة الإسلام وحركته كانت من الشام إلى الحجاز وليس العكس . ولكن كيف ظهر الإسلام وهل ظهر محمد في الشام ؟ بحسب مؤلف هذا الكتاب فإن محمد لم يظهر لا في الشام ولا في الحجاز . وهو ليس شخصا حقيقيا ، هذا هو محور الكتاب .. ) . شخصيا أرى أن قضية ظهور الأسلام في الشام ممكن أن تناقش علميا ! ، ولكن الجزم بعدم وجود شخصية " محمد " أعتقد أن هذا الموضوع يحتاج الى أدلة ودراسة وبحث ، فأنت لا يمكن أن تلغي بعض الشخصيات قولا دون أدلة ووقائع .
5 . ولكن شخصية محمد كنبي لا زالت موضع شك وغموض ! ، حالها حال الأسلام المبكر ، فمحمد نعم أنه موجود ، ولكن وجوده كنبي هو حالة جدلية ، أما وجوده بغير ذلك التوصيف فمقبول ! ، ففي كتاب " الشخصية المحمدية / حل اللغز المقدس " - المكون من 757 صفحة ، للشاعر العراقي معروف الرصافي 1875 – 1945 م / علوي النسب - خريج المدارس الدينية ، فأنه قد ( جرد محمدا من النبوة ، وأردف قائلا : لم يكن محمدا مبعوثا من الله ، بل كان " قائدا عبقريا " ، عمل على توحيد العرب بقيادة قريش ، ويقول أن أسلوب محمد ونهجه كان أسلوب قائد أراد أن يكون ملكا ، ولم تكن دعوته وأسلوبه طريقة أيمانية لنبي .. ) . من هنا نرى أن هذا الشاعر العملاق - وفق دراسته وبحوثه للشخصية المحمدية ، بين أن ما توصل أليه من حقائق جديرة بالأهتمام . علما من أن الكتاب نشر بعد وفاته بعقود / في عام 2002 م في المانيا . وأرى أن هكذا أستنتاج يضيف الى موضوعة الأسلام المبكر ، حالة من التيه المعقد للأسلام كمعتقد ولصاحب الأسلام كنبي ! .
خاتمة :                                                                                                                                                      حقيقة أن حقبة الأسلام المبكر قد أكتنفها الكثير من الثقوب السوداء BLAK  HOLE ، وأن هذا الوضع سيظل ماثلا للعيان في نهج الباحثين ، وأرى أنه من الضروري معالجته ، دون أعتبار من أن المس بهذه الحقبة يعتبر من المقدسات ، وذلك لأن البحث العلمي لا يخضع لأي حدود أو موانع ، تحجم أو تحجب من بلوغه الحقيقة ! . أن الأسلام المبكر ، حقبة تاريخية تائهة الأركان والمعالم ، ولا بد من ألقاء الضوء على مفاصلها مباشرة .. وأختم مقالي في موضوعة البحث عن   " الحقيقة " بقول أسحق نيوتن 1642 -  1727 م : " الحقيقة العظيمة تستحق أن نجوب العالم بحثا عنها " .

104
                                          شيرين أبو عاقلة بين الترحم وبين التكفير
                                                                           
* أنبرى معظم شيوخ المسلمين وأكثرية المسلمين معا ، في الأتفاق على عدم الترحم والأستغفار ، لفارسة الصحافة والكلمة الحرة ، الشهيدة شيرين أبو عاقلة / الفلسطينية - الأميريكية الجنسية ، وذلك لأنها مسيحية ! . وللعلم أن شيوخ المسلمين لم يختلقوا أو يجتهوا بأحكام من لدن أفكارهم في هذا الأمر ، أنما هكذا ورد في نصوصهم القرآنية ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ / سورة التوبة :113 ) ، وكذلك أكد على ذلك في الموروث الأسلامي ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب ، التالي ( وفي الحديث عن حكم الترحم على الكافر ، وردت فتوى تقضي بأنّ الترحّم على الكافر لا يجوز ، سواء كان من اليهود أو النصارى أو غيرهم ، وذلك بخلاف حكم التعزية بموتى الكفار فهو جائز وقد ذكر ابن قدامة ذلك في المغني فقال : “أن المسلم إذا عزى كافرا بمسلم قال له : “أحسن الله عزاءك وغفر لميتك،” وإن عزى كافرا بكافر ، قال له : “أخلف الله عليك ، ولا نقص عددك” وإن عزى مسلما بكافر قال : “أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك” ) ، مما سبق نلحظ أن العقيدة الأسلامية ، وضعت ضوابط للكلام والتصرف في التعامل في هكذا أمور ، أقتصرت على التعزية .. وأني لأتعجب من هكذا نصوص وأحاديث ! ، تمايز وتصنف بين البشر ، بينما في نصوص أخرى ، تثني على المسيحيين (  لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ أمَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ / 82 سورة المائدة ) ، وكذلك نصا أخر يبين بأن الله كان رؤوفا بعباده ( فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ / 39 سورة المائدة ) ، فكيف لله أن يرحم الظالمين بعد توبتهم ، ولا يرحم الشهداء من غير المسلمين .

* رجوعا الى الشهيدة شيرين أبو عاقلة ، فقد كان لها دورا مهما في نقل الخبر / وهي تعمل في قناة الجزيرة - مكتب فلسطين ، وذلك دون أي تمييز في مرجعية الخبر ، هل يعود لمسيحي أو مسلم أو يهودي ، فهي نقلت كل الأحداث والوقائع لأكثر من ربع قرن 1997 – 2022 ، يعني خدمت القضية الفلسطينية ، وبالاخص حراك المسجد الأقصى ، أكثر من شيوخ الأسلام ، وأكثر من الكثير من السياسيين الذين فقط يشجبون ويستنكرون ، دون أي تأثير فعلي للقضية الفلسطينية .                                                                                               

* والمستغرب أن شيوخ الأسلام الأن ، يفتون ويقررون نيابة عن الله ، من الذي يستوجب الرحمة ومن الذي لا يرحم ! ، ومن الفاسق ومن الصالح ، ومن الكافر ومن المؤمن ، ومن الذي يذهب للجنة ومن الذي يذهب للنار .. وأني لأجهل من أي أله قد أخذوا أو منحوا هذه الصلاحية ! ، وهل هذه الصلاحية دائمية أو محددة بتاريخ معين .. ورغم كل ما جرى ويجري ، فنحن لا زلنا نقرر نيابة عن الله ، ولا زلنا نتكلم ولا نفعل ، ولا زلنا نوعد ولا نوفي ، ولا زلنا نعتبر أنفسنا خيرة صفاء أهل الأرض .. ومن جانب أخر " لا زلنا نجهل من أي مصدر نستورد أربطة سروايلنا الداخلية " ! . 



                                         

105
                                       لمحات عن توظيف العهد القديم في القرآن

تصدر موروث العهد القديم ، من قصص وسيرة أنبياء ورسل وأحكام وشرائع وعادات وسنن .. في القرآن كنصوص ، وشكل هذا الوضع حالة  أشكالية ، في كيفية تفسيره من قبل المفسرين والمحدثين والفقهاء ، وأرى أن هذا الوضع ، لا بد من التوقف عنده ! . هذا الأمر الذي وددت أن أسرد بعض اللمحات عنه - بقراءة حداثوية ، وذلك حتى أبين بعض التداخل " بين هذا الموروث والنص القرآني " ، مبينا بعض الشواهد كأمثلة .

الموضوع :
النص القرآني معبأ ، حتى الأشباع بمورث العهد القديم ، وهناك العشرات من النصوص القرآنية التي تتحدث عن هذا الموروث ، ونحن هنا ليس بصدد سرد تفاصيل هذه النصوص / لأن هذا ليس غاية هذا المقال ، ولكني سأتعرض لها كشواهد وكأعداد ، فمثلا : (1) ذكر اسم نبى الله ( موسى ) فى القرآن الكريم مئة وستا وثلاثين مرة . فى أربع وثلاثين سورة من القران الكريم / نقل من موقع خادم القرآن . (2) أنّ بني اسرائيل ذكروا في القرآن واحد وأربعون مرّة ، و كذلك وردت كلمة اسرائيل منفصلة ثلاث مرات ليصبح المجموع أربعةٌ وأربعون مرّة / نقل من موقع المرجع . (3) مكسيم رودنسون"  في كتابه " محمد "، يقول : إن قصص القرآن ما هي إلا ترديد لما تعلمه محمد وسرقه من الأديان السابقة ، ومن الكتب اليهودية .. (4) وردت كلمة ( اليهود ) في القرآن الكريم ثمانية مرات ، ووردت كلمة ( النصارى ) أربعة عشر مرة ، ووردت كلمتي ( يهودياً ونصرانياً ) مرة واحدة وفي آية واحدة في سورة آل عمران / نقل من موقع اللمسات البيانية . (5) وفي مقال للدكتور كامل النجار ، منشور في موقع / الحوار المتمدن ، يبين أنه هناك تشابها بين الشريعة اليهودية والأسلامية ، ويبين ( .. ولكي نطلع على التشريع اليهودي لا بد أن نقرأ العهد القديم ، ثم التلمود . والمطلع على هذين الكتابين يجد تشابهاً كبيراُ بين القصص والأحكام اليهودية والإسلامية مما يجعل احتمال أن تكون الصدفة هي العامل الرئيسي فيه احتمالاً بعيداً .. ) . (6) وقد بين المستشرقون بعلاقة القرآن بكل من اليهودية والنصرانية ، وأنقل بأختصار مقالا من موقع / تفسير ( أهتمَّ المستشرقون بشكلٍ عامٍّ ببحث علاقة القرآن بكلٍّ من اليهودية والنصرانية ، وهو البحث الذي قام وتأسّس على نظرية أو منهج ( التأثير والتأثر ) القائل باقتباس القرآن من العهدَيْن القديم والجديد ، وقد أخذ هذا البحث الاستشراقي عدّة أوجه ؛ فمنه مَن ركَّز على قصص القرآن عامّة ، ومنه من ركَّز على قصص شخصيات بعينها في القرآن لا سيما الرسل والأنبياء ، ومنه من ركَّز على لغة ( لفظ ) وأسلوب القرآن كذلك . بالنسبة لقصص القرآن تحديدًا ومقارنته بقصص كتب اليهود والنصارى المقدّسة في كتابات المستشرقين ، فقد بدأ هذا الاتجاه الاستشراقي في القرن الـ19 م بظهور بعض الدراسات المرتبطة بأهل الكتاب في القرآن ؛ مثل دراسة سيمون فايل عن التوراة في القرآن ( شتوتجارت 1835م ) ومقالات هيرشفيلد حول الدراسات اليهودية - الإسلامية التي نُشرت في مجلة الفصول اليهودية 1910-1911م . ولا تزال الدراسات الاستشراقية المعبرة عن هذا الاتجاه مستمرة إلى يومنا الحالّي ) .                                                                                                             * لا حاجة لنا لذكر جميع النصوص القرآنية التي تردد ذكر موروث العهد القديم من أنبياء ورسل - وذلك لأن الوضع سيحتاج الى مجلدات ، ولا حاجة لنا أيضا ، لذكر القصص المنقولة من العهدين القديم والجديد ، لأنها معروفة عند المطلعين وحتى عند العامة ، والوضع كذلك بالنسبة لباقي الأمور من تشابه في  الشرائع والعادات والسنن .. المقال هو مجرد لمحات ، وغايتي هو سرد قراءتي الخاصة ! . ولكني سأسرد بعض المشتركات على سبيل المثال وليس الحصر .                                                              * و من هذه المشتركات بين الموروث اليهودي والأسلام : في موقع / وزارة الخارجية الأسرائيلية ، نشر مقال لنبيل الحيدرى ، أنقله بأختصار ( وقد كان إبراهيم أبا للديانات الثلاث اليهودية أولا ثم المسيحية ، ثم لاحقا الإسلام ومن إبراهيم جاء ولداه إسحق وإسماعيل ليكون اليهود والعرب أولاد عم رحما وقربى . قال تعالى ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى../ 136 سورة البقرة) ، وأعتبار الأنبياء على خط وهدف واحد ومبادئ واحدة لأنها من مصدر واحد هو الله ، فقد قال سبحانه ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم .. / 163 سورة النساء ) ، وتجد المشتركات فى التشريعات والمبادئ والقيم مثلا تحريم قتل النفس البريئة فقد جاء فى القرآن ( كتبنا على بنى إسرائيل أنّه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنّما قتل الناس جميعا . / 32 سورة المائدة ) ، ومن القصص : قصة آدم وحواء ومعها قصة الشيطان والنزول إلى الأرض ( وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى .. / 34 سورة البقرة ) - هذه كانت الخطيئة الأولى ، وكانت الخطيئة الثانية - فى أبنيهما قابيل وهابيل حتى يقتل الأخ أخاه ( فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين / 30 سورة المائدة ) ، وقصص أبراهيم ولوط وسليمان ويعقوب وداود ويوسف وغيرهم .                                                 * ومن موقع / أجيب ، كتب د . محمد أبومسامح " أن حد الردة في اليهودية هو القتل ، وذلك وفق ما جاء في سفر التثنية 13 : 1-11 ، وهو متطابق مع الأسلام .                                                                                                                                * وكذلك الختان فهو مشترك بين اليهودية الأسلام ، فقد جاء في موقع أسلام ويب ، التالي (( فالختان : أمر ثابت مشهور في شريعة اليهود ، قال دكتور عبد الوهاب المسيري في ( موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ):  يختن الطفل اليهودي بعد ميلاده بسبعة أيام على الأكثر ، حتى ولو وقع اليوم السابع في يوم السبت ، أو في عيد يوم الغفران ، أكثر الأيام قداسة . وقد ذُكر الختان في العهد القديم في ثلاثة مواضع .. )) .
القراءة :                                                                                                                                    أولا - أن هذا التوظيف لموروث العهد القديم / وبشكل أو بأخر العهد الجديد ، في القرآن ، ، يعطي لنا أشارة أو تلميح ، حول من وضع النص القرآني ، ومن شارك بكتابته ، ومن صاغ نصوصه ، ومن رتب سرده للوقائع والأحداث ، خاصة في القرآن المكي ! ، لأن هذا التوظيف لم يأتي صدفة ، كما أن التطابق في بعض الشرائع والأحكام والقصص و .. ، لم يكن محض توارد صدف للوقائع والأحداث ، أرى أنه كان مقصودا من قبل نبي الأسلام في كتابة القرآن .

ثانيا - أني أرى من هذه التعبئة لفكر ومعتقد موروث العهد القديم في القرآن ، كان له غرضا مستقبليا ، وهو أستمالة اليهود من أجل الدخول في دين محمد ، ولكن هذا الأمر لم يتحقق ! .                                                                                                 

ثالثا - عندما لم تتحقق غاية محمد وقرآنه ، بدأت الأوضاع والأحداث تتغير ، وذلك من وجهة نظر محمد وأتباعه بالنسبة لليهود ، وبدأ الأمر : بشبهة تحريف اليهود لكتبهم . فقد جاء في موقع / الدرر السنية ، التالي ( قد شهد الله عزَّ وجلَّ بتحريف اليهود لكتابهم ، وأبان عن هذا في القرآن الكريم في مواضع عديدة ، فمن ذلك قوله عز وجل { أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ / سورةالبقرة: 75. } ، فهذا فيه دلالة على أنهم غيَّروا وبدَّلوا عن إصرار وعلم.   وقوله عزَّ وجلَّ { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ / سورة البقرة: 79 } .

رابعا - ثم أنجر الأمر الى تصفية اليهود من بلاد المسلمين ، فقد جاء في موقع / الألوكة ، حول أقوال المستشرقين التالي ( ومن أبرز مطاعن مفكري الغرب ضد الرسول ، وقد تشككوا في أسباب محاربة الرسول لليهود ومن ثم إجلائهم عن المدينة ، ولكن الوقائع تثبت من الوجهة العقلية والشرعية كيف كان المصطفى عادلاً في حكمه وتصرفه ، إزاء ما فعلوا وغدروا بالمسلمين .. كثير من كتابات المستشرقين ومطاعنهم كانت موجهة نحو ما فعله الرسول مع اليهود من : محاصرة ، وطرد ، ونفي ، وأسر، وسبي ، وقتل . وأبرز هؤلاء المستشرقين كان متأثرًا بما بثه اليهود من دعاية مضادة ضد الإسلام ..) .

خامسا - ونذكر في عملية تصفية اليهود ، أول مذبحة للأسرى في التاريخ الأسلامي المبكر ، وهو ما حدث مع يهود بني قريظة ، ووردت تفاصيلها في المصادر والمراجع الأسلامية ، وسوف أورد هنا فقط حكم قتل أسراهم ، بتحكيم سعد بن معاذ / الذي كان حليفا لبني قريظة في الجاهلية ، ظنا من اليهود أن سيحسن في حكمه أليهم ، وكان حكمه بما يلي : ( أمر بني قريظة أن ينزلوا من حصونهم وأن يضعوا السلاح ففعلوا ، ثم قال : " إني أحكم أن تُقتل مقاتلتُهم وتُسبَى ذريتُهم وأموالهم " ، فقال رسول الله : « حَكَمْتَ فيهم بحُكْمِ اللهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ »!! فقتل رجالهم ، وسبي نساءهم وذراريهم ، ومَن لم يُنبِتْ من أولادهم ، ولاقى بنو قريظة أسوأَ مصير على أفظع خيانة ../ نقل بأختصار من موقع طريق الأسلام ) . * مما سبق نلاحظ نوعا من المرحلية في التعامل مع اليهود / بني قريظة وقنيقاع والنضير .. ، أول الأمر ، ذكر تام لهذا الموروث في القرآن ، وعندم لم تتم أسلمة اليهود ، بدأت مرحلة دعوى تحريف اليهود لكتبهم ، ومن ثم تم تصفيتهم !! . 
لمحة أخيرة :
 مما سبق تتضح عدة محاور ، وهي : (1) هل شارك أحبار اليهود في كتابة القرآن ! ، وأرى أن هذا الأحتمال ضعيف . (2) الأمر الذي يأخذ وضعا أكثر عقلانية ، وهو أن كتبة القرآن نهلوا من موروث العهد القديم والجديد ، من أجل مرحلة جذب اليهود الى دين محمد ، وذلك على أساس التطابق في الشرائع والأحكام ، ولكن لا يمكن لليهود أن يؤمنوا بمحمد وقد دبروا سحرا له ، فقد جاء في موقع / الأمام بن باز ( تعرض لمحمد شخص من اليهود يدعى : لبيد بن الأعصم ، فعمل له سحرًا في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر النخل ، فصار يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء مع أهله ولم يفعله ، لكنه أحس بشيء أثر عليه بعض الأثر مع نسائه ، كما قالت عائشة : إنه كان يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء في البيت مع أهله ، وهو لم يفعل ) . (3) لو تجاوزنا حقبة الأسلام المبكر ، الى الوقت الحاضر : التساؤل الأن ، أن فقهاء ومفسري القرآن على درجة عالية من التحليل والبحث والأستقصاء ، عجبا بماذا يحللون هذا التطابق بين الكثير من الأحكام والشرائع بين القرآن وموروث العهد القديم ! . وأرى أن الجواب هو : أنهم متيقنون تماما من أن أمرا مبهما دبر بهذه النصوص التي تذكر وتردد أخبار وقصص أنبياء ورسل العهد القديم ، ولكنهم بالتأكيد يعتقدون بأن قول كلمة حق سوف تزلزل هذا الدين ، لذا فهم يرقعون الوضع ترقيعا ! .

106
                                        الأمام علي دور مشهود وحق مفقود

المقدمة :
كانت هناك علاقة قوية وعميقة بين الأمام علي و رسول الأسلام محمد قبل وبعد الدعوة ، هذه العلاقة ليست بالنسب / حيث كان الأثنين أولاد عمومة ، وليست هي علاقة مصاهرة فقط / زواج علي من فاطمة بنت محمد ، ولكن زد على كل ذلك ما قاله الفقهاء والمفسرين والمحدثين ، في أن عليا ذكر في الكثير من الآيات القرآنية وحتى بالأحاديث النبوية . ولكن بعد موت محمد ، لم يكن لعلي نفس التأثير والفعالية في الحراك كما كان عليه في حياة محمد ، هذا ما أود بحثه في هذا المقال .

الموضوع :                                                                                                                                 * يمكن القول أن من أوائل الشواهد على المواقف الشجاعة لعلي تجاه محمد ، هو فدائه بروحه ، وذلك حين بات علي في فراش محمد ، ودعيت تلك الليلة " بليلة المبيت " ، فقد جاء في موقع / العتبة الحسينية المقدسة ، أنقله بأختصار ( وعليه أن مبيت علي في فراش النبيّ محمد ، لم يكن أمراً يسيراً من الممكن أن يؤدّيه أيّ انسان اعتيادي ، بل كان أمراً يتطلب شجاعة كبيرة ، ولاسيما حين يعلم أنّه سيُقْتَل لا محالة ، ذلك لأنّ مشركين قريش اتخذوا قراراً لقمع الدين وأنهاء وجود النبيّ في تلك الليلة ، غير أنّ النبيّ استطاع الخروج في ذلك الليل من دون أنْ يراه أحد ، وبمساعدة علي ، تصديقا لقوله تعالى " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ / 207 سورة البقرة " ) ، وهذه الآية كان المقصود بها علي ، علما أن عليا كان لا زال شابا يافعا ، " وكان عمره أنذاك 23 سنة / نقل من موقع الموسوعة نت " .
                                                                                                                                           * وقد نزلت الكثير من الأيات بحق علي التي تبين دوره في دعوة محمد في أيام السلم أو الحرب ، وقد جاء في / شبكة الأمام علي ،  بهذا الصدد (( أختصّ الأمام عليّ بالكثيرة من الآيات التي بيّنت فضله ومنزلته وخصائصه ومكارم أخلاقه ووجوب طاعته ، وهي كثيرة ، عبّر عنها حبر الاُمّة عبد الله ابن عباس بقوله : ما نزل في أحدٍ من كتاب الله تعالى ما نزل في عليّ . وبقوله : ليست آية في كتاب الله ﴿ يا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا ﴾ إلاّ وعليّ أولها وأميرها وشريفها .. ومن هذه الأيات : 1. سورة «هل أتى» نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين. ۲. قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) [المائدة: ٥٥] ، وقد أجمع المفسّرون واستفاضت الروايات من طرق الشيعة والسنّة انّ الآية نزلت في حقّ عليّ .۳. قوله تعالى: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عليّهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) [ الشورى: ۲۳ ]، هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين . ٤. قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ...) [النجم: ۱]، روى أهل السنّة والشيعة انّ النبي قال:«من سقط ذلك الكوكب في داره فهو خليفتي من بعدي» وقد سقط النجم بدارعليّ)). 
                                                                                                                                                 * وقد أهتم المحدثين والمفسرين بما أنزل بحق علي من آيات ، فقد ذكر هذا الأمر في موقع / أنصار الحسين ( وبالنظر لكثرة الآيات النازلة فيه علي بن أبي طالب ، فقد اهتمّ قدامى المحدثين والمفسرين بإفراد موضوع ما نزل من القرآن في علي بالتصنيف والتأليف ، كالجلودي والطبراني وأبي نعيم ومحمد بن مؤمن الشيرازي والحسكاني وأبي الفرج الاصفهاني والحبري والمرزباني وأبي إسحاق الثقفي وأبي جعفر القمي والمجاشعي وأبي عبدالله الخراساني .. وغيرهم ) .                وتقول المصادر أن الآيات التي نزلت بحق علي تبلغ المئات ، فقد جاء بموقع / مركز الأبحاث العقائدية ، التالي ( وفي تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 42 ص 364: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون .. عن إسماعيل بن محمد بن عبد الرحمن المدائني عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال نزلت في علي ثلاثمائة آية ) .
وأرى أن هذا العدد من المحدثين والمفسرين والرواة يدل على أجماع تام على حقيقة ما أنزل من آيات بحق الأمام علي .
                                                                                                                                               * ومن الأحاديث التي رويت عن رسول الأسلام بحق علي ، أذكر منها (( عن رسول الله انه قال لعلي : هذا اول من أمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الاكبر وهذا فاروق هذة الامة يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب المؤمنين . / اخرجه الطبراني في الكبير واخرجه البيهقي في سننه وابن عدي في الكامل وهو الحديث ٢٦٠٨ من أحاديث الكنز ص ١٥٦ ج ٦ . عن رسول الله انه قال لعلي : انت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة وأنت اخي وابو ولدي ومني والي / راجع الحديث رقم ٦١٠٥ من احاديث الكنز ج٦ ص ٤٠٢ . قال رسول الله لعلي : أنت ولي كل مؤمن بعدي . / اخرجه النسائي في خصائصه واحمد بن حنبل في مسنده ص ٤٣٨ ج ٤ والحاكم في مستدركه ص ١١١ ج ٣ والذهبي في تلخيص المستدرك واخرجه ابن ابي شيبة وابن جرير والمتقي الهندي في ص ٤٠٠ ج ٦ من الكنز والترمذي باسناد قوي . قال رسول الله لرجل اشتكى عليا : لا تقع في علي فانه مني وانا منه وهو وليكم بعدي . / راجع مسند الامام احمد ص ٢٥٦ وص ٣٤٧ ج ٥ وص ١١٠ ج ٣ من المستدرك وص ٤٣٨ ج ٢ من مسند الامام احمد / نقل من موقع نهج البلاغة )) .

القراءة :
1 . يمكن القول ، أن أول حق سلب من علي ، كان في أجتماع سقيفة بني ساعدة سنة 11 هجرية ، والرسول مسجى لم يدفن بعد ، حيث ( أجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة لملئ فراغ القيادة بعد النبي ، ثم التحق بهم نفر من المهاجرين فأنقسم الصحابة إلى فريقين : الأول وهم من الأنصار ، يطالبون بـخلافة سعد بن عبادة ، والآخر وهم من المهاجرين -  بينهم عمر وأبو بكر .. وأنتهت بتولية أبي بكر الخلافة . / نقل من موقع ويكي شيعة ) . هذا دليل واضح وتام على أبعاد متعمد للأمام علي عن الخلافة - وهو مشغولا مع بني هاشم بترتيب دفن محمد ، أما الصحابة فكانوا يرتبون أمور السلطة والحكم دون أستشارة علي ، وأرى أن هذه الواقعة هي بمثابة أول أنقلاب على علي في شان الخلافة لمرحلة ما بعد محمد!.

2 . وفي خلافة أبي بكر الصديق ، بدأت الضغوطات على الأمام علي ، منها في الشأن المالي ، ك " سهم فدك وسهم ذوي القربى " ، ( قال أبو بكر : وأخبرنا أبو زيد قال : حدثنا أحمد بن معاوية عن هيثم عن جويبر عن أبي الضحاك عن الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب أن أبا بكر منع فاطمة وبنى هاشم سهم ذوي القربى وجعله في سبيل الله في السلاح والكراع .. / نقل من شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة  ٢٣١ – المكتبة الشيعية ) . 

3 . أما من المعارك التي خاضها الصحابة ضد علي ، ناسين من أن عليا ، هو أبن عم الرسول وصهره ، وقد نزلت بحقه أكثر من 300 آية ، وتعج بذكره الأحاديث .. ومن أهم هذه المعارك : (أ) معركة الجمل ، وجاء في موقع المعرفة ، بصددها (( معركة الجمل هي معركة وقعت في البصرة ، في سنة 36 للهجرة بين قوات علي والجيش الذي يقوده الصحابيان طلحة والزبير بالإضافة إلى السيدة عائشة ، التي ذهبت مع جيش المدينة في هودج على ظهر جمل ، وسميت المعركة بالجمل نسبة إلى هذا الجمل . سبب المعركة هو تأخر علي في القصاص من قتلة سلفه عثمان . وأن مجموع ما قتل من الطرفين 17 ألفا – من بينهما طلحة والزبير )) . (ب) معركة صفين سنة 37 للهجرة ، (( جهّز معاوية جيشاً عدده (۱۳۰) ألف مقاتل من الشاميين ، وجهّز الإمام علي جيشاً عدده (۱۳۵) ألف مقاتل من الكوفيين .. فقام عمرو بن العاص بخدعة ، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح ، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكماً بيننا ، أراد من ذلك أن يخدع أصحاب الإمام علي ، ليقفون عن القتال ويحتكموا لحكم القرآن ، بعد تقهقر جيش معاوية . وفعلاً جاء زهاء 20 ألف مقاتل من جيش الإمام علي حاملين سيوفهم على عواتقهم ، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين : يا علي ، اجب القوم إلى كتاب الله إذا دُعيت ، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان ، فو الله لنفعلنّها إن لم تجبهم .. وتوقف القتال )) . ويذكر موقع صوت السلف ، أن عدد قتلى الموقعة كان 70 ألفا ( 25 ألفا من أهل العراق ، 45 ألفا من أهل الشام ) وقد أكد العدد أبن القيم .

الخاتمة :                                                                                                                                        أولا - لابد لنا من القول أنه هناك شعور أو أحساس بعدم الرضا أو القبول تجاه علي بن أبي طالب ، بغض النظر من دوره العقائدي والمجتعي وصلة القربى من الرسول ! ، وهذا التوجه بالتأكيد ، لم يتولد عند وفاة الرسول ، بل أراه كان مختزنا في صدور الصحابة والسيدة عائشة ، وظهر للعلن جهرا عندما فقد علي من كان يستند عليه - أي محمد ، وهذا التوجه كان من كبار الصحابة ، كأبو بكر الصديق وعمر ومعاوية وعمرو بن العاص وطلحة والزبير وغيرهم .

ثانيا - أن الأنقلاب الذي قاده أبو بكرالصديق وعمر بن الخطاب في سقيفة بني ساعدة 11 هجرية / والرسول مسجى بدار عائشة ، لا أراه جاء أعتباطا ، بل أراه جاء مبيتا / بأبعاد علي وبنو هاشم عن السلطة ، وتساؤلي الأعمق ، أني أرى أن الأمر بدأ قبل ذلك - عند أشتداد وجع محمد قبل وفاته بأيام ، والصحابة أنقلبوا على الرسول نفسه ، فكيف لا ينقلبون على علي ، فقد جاء في صحيح البخاري - كتاب العلم -  باب كتابة العلم (114 حدثنا : ‏يحيى بن سليمان ‏‏قال : حدثني : ‏‏إبن وهب ‏قال : أخبرني : ‏‏يونس .. عن‏ ‏إبن عباس ، قال : ‏لما إشتد بالنبي ‏وجعه قال : ‏ ‏إئتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً ، لا تضلوا بعده ، قال عمر ‏: ‏أن النبي ‏غلبه‏ ‏الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فإختلفوا وكثر ‏اللغط ،‏ فقال : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع ‏فخرج ‏إبن عباس ‏ ‏يقول ‏: إن ‏ ‏الرزية ‏ ‏كل ‏‏الرزية ‏ ‏ما حال بين رسول الله ‏وبين كتابه. / نقل من موقع منتدى الكفيل هذا دليل دامغ على عدم أطاعة الصحابة للرسول ، وهذا خلاف النص القرآني ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ / 59 سورة النساء ) . ولكن الصحابة كان جل أهتمامهم السلطة والحكم ، ومن المؤكد أنهم تحسبوا من أن محمدا سيكتب وصية قد لا تروق لهم ، لذا حسم الأمر عمر ، دون أكتراث بالرسول وهوعلى فراش الموت .   * وخلاصة الأمر ، لا زالت علاقة الأمام علي بالرسول ، وعلاقة علي بالمعتقد ذاته ، ودور علي وأستحقاقه ، بل حقه بخلافة محمد ، وعلاقة الصحابة المتوترة مع علي - بعد وفاة محمد ، ونظرة وتعامل الصحابة الى آل بيت علي وبنوهاشم بالعموم ، لا زال كل هذا وغيره موضع جدل ونقاش وأشكال بين الفقهاء والمفسرين ، يحتاج الى بحث أعمق وأدق .. لأن كل هذه المحاور قادت ، بشكل أو بأخر ، الى شرخ المعتقد الى فريقين هما ما يعرف الأن بمذهبي " السنة والشيعة " .


107
                                       أزمة المصاحف في العقيدة الأسلامية

أولا - يعلم المتخصصون ، والكثير من المهتمين ، أن القرآن عقائديا محفوظا بالصدور ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ /  سورة الحجر 9 ) ، وهذه الآية دليل دامغ على أن تدوين القرآن كان أستثناءا ! ، وقد أكد رسول الأسلام على أخذ القرآن من عدد محدد من المقرئين ( يروي البخاري ، يقول رسول الأسلام -: خُذُوا القُرْآنَ مِن أرْبَعَةٍ ؛ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ -فَبَدَأَ به- ، وسَالِمٍ مَوْلَى أبِي حُذَيْفَةَ ، ومُعَاذِ بنِ جَبَلٍ ، وأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ ) ، وفي عهد لاحق ، ولأسباب غير معلومة / وخلافا للنص القرآني ، أمر محمد بكتابة السور ، وبالتعبير التالي ( وقد أخرج الحاكم في “المستدرك” بسند على شرط الشيخين عن زيد بن ثابت أنّه قال : “كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع”، وكلمة “الرقاع” في الحديث “وهي جمع رقعة ، وقد تكون من جلد أو ورق أو كاغد”. وكان يتم كتابة الآيات على الحجارة الدقيقة وصفائح الحجارة” وجريد النخل ، ويكتبون على عظم الجمل أو الشاة يكتبون عليه بعد أن يجف” وعلى الخشب ،” والجلد”/ نقل من موقع عربي ) .                                          * أني أتساءل هنا : (1) لم أستخدم تعبير " نؤلف القرآن " ، فما المقصود به تحديدا ، هل القرآن نصا مؤلفا ! ، أم هو وحيا ! ، ولم لم يستخدم مفردة " تدوين " القرآن ، والفرق جلي بين عملية التأليف والنقل أو التدوين ، (2) وأيضا عن وسيلة الكتابة من " جلد وحجر وكاغد وجريد النخل .. " ، فهل بهذه الوسائل البدائية يحفظ النص من التلف بمرور الزمن ! ، وهل ممكن قراءة النصوص بصورة صحيحة لاحقا ، وأنقل بهذا الخصوص ما جاء بموقع مركز الأشعاعى الأسلامي :  " وأستمر الناس يقرؤون في ما لديهم من مصاحفه بلهجاتهم ، وحسب ما أثبتوه فيها ، حيث لم يكن لها ترتيب واحد ، من حيث تسلسل السور ، مع رداءة خطوطها ، وبدائية تلك الخطوط ، واختلاف في تصوير الكلمات في تلك المصاحف.." .

ثانيا - أن بداية تدوين القرآن على " الرقاع " ، هو بواكير عصر المصاحف ، ولكن الأشكالية ، أن أغلب الصحابة والتابعين كان لهم مصاحفهم الخاصة بهم / فهناك 31 مصحفا مختلفا ، سأذكر بعضها ، فقد ذكرت دائرة المعارف الإسلامية التفصيل عن هذه الاختلافات ، فقد جاء في (ج26 ص 8177) " معظم ما تردده المصادر متعلق بالاختلافات بين : مصحف أبن مسعود الذي كان شائعاً في الكوفة . ومصحف أُبيِّ الذي كان شائعاً في الشام . ومصحف أبي موسى الذي كان شائعا في البصرة .. وهناك مصاحف منسوبة إلى إثنى عشر صحابيا ، منها ً: الخليفة الثاني عمر بن الخطاب والخليفة الرابع علي بن أبي طالب ، وثلاثة منها لزوجات النبي : حفصة بنت عمر، وعائشة بنت أبي بكر وأم سلمة .. وقد أضاف أيضا أبو داود السجستاني في كتابه المصاحف ( ص 5 ) إثنين آخرين من الصحابة : مصحف أبو زيد ومصحف معاذ بن جبل . هذا بالإضافة إلى : السور التي دونت في عهد محمد على الرقوق والجلد والعظم . ومصحف أبو بكر الصديق ( الذي جمعه له يزيد بن ثابت ) ومصحف عثمان بن عفان ( المصحف الإمام ) ومصحف الحجاج بن يوسف الثقفي ( بالعراق ) .

ثالثا - أذن لدينا 31 مصحفا مختلفا ، منطقيا لا يمكن أن يكون هناك أي تطابقا بين هذه المصاحف ، لأستحالة التدقيق بنصوصهم المتباينة ، أضافة لوجود التباعد المناطقي بين كتاب هذه المصاحف ، التي يصعب بها التأكد فيما بينهم بما دون بهذه المصاحف ، ومن المؤكد أن كلا منهم يقول " هذا هو القرآن الحقيقي المدون " ، ولكن الحقيقة بالموروث الأسلامي دوما مفقودة ! . وهناك أشكالية أخرى معقدة في أتباع هذه المصاحف ، وذلك لأن محمدا قال : ( خُذُوا القُرْآنَ مِن أرْبَعَةٍ ؛ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ -فَبَدَأَ به- ، وسَالِمٍ مَوْلَى أبِي حُذَيْفَةَ ، ومُعَاذِ بنِ جَبَلٍ ، وأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ ) ، أي عدا ما ذكره من أسماء لا يؤخذ بمصاحفهم ! ، أذن معظم ما كتب من مصاحف لا يؤخذ بها ! .

رابعا - ولكن الخليفة الثالث عثمان بن عفان حرق كل المصاحف وأبقى على نسخة واحدة ، أرتضاها هو لوحده معتبرا ما سواها غير صحيحة ، ( فقد روى البخاري - حديث رقم/4987 ، عن أنس بن مالك ، أن عثمان بن عفان : أَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ، فَنَسَخُوهَا فِى الْمَصَاحِفِ ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ : إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ ، فَفَعَلُوا ، حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ ، وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا ، وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنَ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ " يُحْرَقَ " / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) .                                    * ومن المؤكد وجود مصاحف لم تحرق ! ، منها : ( وقد ثبت أن الصحف التي كانت لدى حفصة بنت عمر / زوج الرسول ، لم يحرقها عثمان ، ولكن أحرقها مروان بعد وفاة حفصة . / نقل من موقع أسلام ويب ) .

خامسا - علما أن الخلاف والأختلاف ليس بين المصاحف بتعدد نصوصها فقط ، بل يضاف الى ذلك " تعدد قراءات هذه المصاحف " فمن موقع المرسال - أنقل بعضها / ويقال أنها عشرة قراءات ( قراءه نافع ، قراءة ابن كثير ، قراءة ابو عمرو ، قراءة عاصم ، قراءة أبن عامر ، قراءة حمزة الزيات ، قراءة الكسائي وقراءة الحضرمي ، ولكل قراءة روايات ).
أضاءة :
1 . لا زال شيوخ الأسلام ، يؤمنون بأن القرآن محفوظ في الصدور ، لأجله قيل ( وقد حفظه المسلمون عن ظهر قلبٍ من عهد الصحابة إلى يومنا هذا ، جيلًا عن جيلٍ ، وجماعة عن جماعةٍ ، وقرنًا عن قرنٍ ، بالملايين من المسلمين .. / نقل من موقع أبن باز ) ، ولكني أرى أن قضية حفظ القرآن في الصدور ، مسألة غير منطقية وغير عقلانية .
2 . من جانب ثان من يقول أن مصحف عثمان هو قرآن محمد ! ، وذلك لعدم وجود أي مصحف أخر يمكن المقارنة به ! .  3 . ومن يقول أيضا ، أن قرآن اليوم هو قرآن عثمان ! ، وذلك لحدوث تغييرات لا تعد ولا تحصى عليه ، حيث أن القرآن كان غير منقطا وأصبح منقطا ، وكان القرآن غير مشكلا وأصبح مشكلا ، وكان القرآن محفوظا في الصدور وصار مدونا . وكل ذلك يؤثر ويغير على رسم الكلمة وعلى طريقة قرائتها ونطقها ، وفق موقع النقاط وطريقة التشكيل ! .
4 . وقد مارس الكثير من الصحابة أدوارا في تغيير النص القرآني ، ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفي ، ( حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ صُهَيْبٍ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ ، أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ غَيَّرَ فِي مُصْحَفِ عُثْمَانَ أَحَدَ عَشَرَ حَرْفًا ، منها { كَانَتْ فِي الْبَقَرَةِ ( لَمْ يَتَسَنَّ وَانْظُرْ) بِغَيْرِ هَاءٍ فَغَيَّرَهَا " لَمْ يَتَسَنَّهْ " / البقرة : 259 - بِالْهَاءِ . وَكَانَتْ فِي الْمَائِدَةِ ( شَرِيعَةً وَمِنْهَاجًا ) فَغَيَّرَهَا " شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا " / المائدة : 48 . وَكَانَتْ فِي يُونُسَ (هُوَ الَّذِي يَنْشُرُكُمْ )  فَغَيَّرَهُ " يُسَيِّرُكُمْ " / يونس : 22 } .                                                                                                            * ولأجل كل ذلك وغيره ، ثبت من أن كل المصاحف / بما فيهم مصحف عثمان ، أنهم خضعوا للكثير من الأضافات ، لذا ألف المحقق النوري / حسين بن محمد تقي بن علي محمّد بن تقي النوري الطبرسي 1902 – 1829 م  ، كتابه الموسوم : " فصل الخطاب في أثبات تحريف كتاب رب الأرباب : يبين فيه أن القرآن محرف .


108
                               الموروث الأسلامي بين الواقع و الوهم / واقعة الطف كأنموذج                                                                                                                                         
مقدمة :                                                                                                                                 تعتبر واقعة الطف 61 هجرية ، من أكبر المآسي التي وقعت على آل بيت الرسول ، حيث نحر بها الحسين بن علي - من قبل شمر بن ذي الجوشن ، بسبب عدم مبايعته ليزيد بن معاوية . وهذه الواقعة قد تناولتها الأقلام منذ مئات السنين ولغاية الوقت الحاضر ، ورواياتها مثبتة بصيغ مختلفة في المرجعيات الشيعية والسنية ، ولكن الذي دفعني لتناولها ، هي جزئية محددة ، وهي عدم منطقية ( الفرق الهائل بين عدد جيش يزيد / بقيادة عمر بن سعد ، وعدد أنصار الحسين ) ، والذي شبهه الشيخ سيد فرقد القزويني ( خطيب حسيني ، ولد في 1963 كربلاء - العراق ، ويعتبر القزويني ، من أعلام حركة إصلاح التراث الإسلامي والتعايش بين الاديان والمذاهب ) ، في محاضرة له ، سنة 29 .11. 2014 بأنها : " أقوى نكتة في التاريخ ، وشبهها بلعبة أتاري " .. هذا ما سأتناوله في هذا البحث المختصر ، دون الدخول في حيثيات الواقعة .
الموضوع :                                                                                                                                            المراجع الأسلامية ، قد تناولت هذه الجزئية - الفرق بين عدد جيش يزيد وبين أنصار الحسين ، بقدر كبير من الأختلاف ! .        1 . فبالنسبة لأنصار الحسين بن علي : سأورد ما جاء من روايات وفق موقع / مكتبة العتبة الحسينية ، وبأختصار :                       الرواية الأولى : رواية المسعودي ، وهي : ( فلما بلغ الحسين القادسية لقيه الحر بن يزيد التميمي .. فعدل إلى كربلاء ، وهو في مقدار خمسمائة فارس من أهل بيته وأصحابه ، ونحو مائة راجل ) ( مروج الذهب : 3 / 70 ) . الرواية الثانية : رواية عمار الدهني عن الأمام الباقر ، وقد جاء فيها : ( حتى إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال لقيه الحر بن يزيد التميمي .. فلما رأى ذلك عدل إلى كربلاء .. وكان أصحابه خمسة وأربعين فارسا ومائة راجل ) ( الطبري : 5/ 389 ) . الرواية الثالثة : رواية الحصين بن عبد الرحمان ، عن سعد بن عبيدة ، قال : ( إن أشياخا من أهل الكوفة لوقوف على التل يبكون ويقولون : اللهم أنزل نصرك ، قال : قلت : يا أعداء الله ألا تنزلون فتنصرونه .. وإني لأنظر إليهم ، وإنهم لقريب من مائة رجل ، فيهم لصلب علي بن أبي طالب خمسة ، ومن بني هاشم ستة عشر ، ورجل من بني سليم حليف لهم ، ورجل من بني كنانة حليف لهم ، وابن عمر بن زياد ) ( الطبري : 5/ 389 ) . الرواية الرابعة : رواية أبي مخنف ، عن الضحاك بن عبد الله المشرقي ، قال : ( .. فلما صلى عمر ابن سعد الغداة .. وكان ذلك اليوم يوم عاشوراء ، خرج فيمن معه من الناس .. وعبأ الحسين أصحابه وصلى بهم صلاة الغداة ، وكان معه اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا ) .                                                          2 . أما بالنسبة لجيش يزيد بن معاوية ، فسأنقل ما جاء من روايات وفق موقع / ويكي شيعة - أحصائيات ، وبأختصار :                        ذكرت بعض المصادر أسماء بعض قادة جيش عمر بن سعد وعدد من كانوا تحت أمرته : فذكر أنهم كانوا 22 ألفاً . ونقل الشيخ الصدوق والسيد ابن طاووس رواية عن الإمام الصادق  والإمام السجاد  ذكر فيها أن عدد جيش عبيد الله بن زياد ، كان 30 ألفاً . وذكر المسعودي أنهم كانوا 28 ألفاً . وذكر الطبري الإمامي أنهم كانوا 14 ألفاً . وذكر ابن شهر آشوب أنهم كانوا 35 ألفاً . ولما أن ذكر أسماء القادة منهم فقد أوصل عددهم إلى 25 ألف شخص.  وذكر سبط بن الجوزي أنهم كانوا 6 آلاف شخص . وذكر ابن عتبة أنهم كانوا 31 ألفاً . ونُقل أنهم إلى يوم السادس (6) من المحرم كانوا 20 ألفاً.  أما الملا حسين الكاشفي فقد ذكر أنهم كانوا 32 ألفاُ ، وذكر في موضع آخر أنهم كانوا 17 ألفاً أيضاً.           
القراءة :                                                                                                                                   أولا - من خلال تتبع ما سبق ، فأن عدد أنصار الحسين بن علي / عدا آل بيته من النساء وغير المحاربين ، قد أختلفت الروايات في تحديد عدده ، وتضاربت الأرقام ، وهي ما بين 72 محاربا الى 600 محاربا ! . أما عدد جيش يزيد بن معاوية / بقيادة عمر بن سعد ، فذات الحال ، قد أختلفت الروايات في تحديده ، وهو ما بين 6 ألاف مقاتل الى 35 ألف مقاتل .        * وتوضح النسب المذكورة ، الفارق الكبير بين أصغر عدد وأكبر عدد ، وهذا دليل على عدم دقة الأعداد والأخبار ! .             ثانيا - وفي محاضرة الشيخ فرقد القزويني / المشار أليها في أعلاه ، يقول معلومات أخرى ، ويبين : نقلا عن رواية أبن أعثم ، أن جيش يزيد بن معاوية / في واقعة الطف ، يبلغ عدده 22 ألفا ، أما أنصار الحسين بن علي فخرج ب 82 مقاتلا من المدينة ، وحين وصلوا الى كربلاء تقلصوا الى 72 مقاتلا ، أما عندما وقع الوطيس فلم يبقى منهم سوى 32 مقاتلا ! .                                                     ثالثا - من هنا نستنتج أن الموروث الأسلامي ، يقوم أو يؤسس على الروايات ! ، وليس من حقيقة ثابتة أو دامغة فيما ينقل ، فكل ما يروى هو مجرد نقل غير دقيق للأحداث والوقائع ، لا يمكن أن يؤخذ به البتة ، لأجله كانت الهوة أو الفارق كبيرا في المعلومة بين رواية وأخرى ، ويمكن أن نقول أن الرواة ، يقولون أو ينقلون الخبر تبعا لعاطفتهم ، أو لأنتمائهم المذهبي ، أو لميلهم السياسي ، فهم يضخمون أو يقللون من العدد وفق ذلك ! .                                                                        رابعا - أني أرى ، أن الروايات الأنفة الذكر ، تفتقد للمنطق والعقلانية ! ، فهل لقادة جيش كيزيد بن معاوية وعمر بن سعد وباقي الأمراء و القادة ، أن يجييشوا جيشا قوامه الألاف - لنقل بالمتوسط 17 ألفا ، لمقاتلة رهط ، لنقل بالمتوسط - لا يتعدى 100 فردا ، ولم هذا الكم الهائل من المحاربين لمقابلة رهط يعد بالعشرات ! ، فليس هناك أي منطق عسكري في هذه المعركة ! ، وأرى أن الرواة قد رسموا وقائع معركة الطف وفق خيالهم ، وليس وفق حقائق ثابتة على الأرض ! .     خامسا - والجدير بالذكر ، أن تعامل جيش يزيد مع أنصار الحسين ، كان تعاملا عدائيا ، ووفق العرف الأنتقامية ، دون الأخذ بنظر الأعتبار أن الحسين هو حفيد محمد نبي الأسلام ، لذا نحر رأسه ، دون أي أكتراث لجده محمد ! . والأمر الذي يندى له الجبين ، ما أورده بن الكلبي / المتوفي سنة 819 م في كتابه " جمهرة النسب " ( على لسان أحد حملة رأس الأمام الحسين ، الى الشام ، قوله : أنا محفز بن ثعلبة ، جئت برؤوس اللئام الكفرة ، وتشير تلك الرواية ، الى مدى أختلاط الحق بالباطل في مجتمع الكوفة ، حتى أن بن ثعلبة ، يصف أبن بنت رسول الله ب " اللئيم الكافر " / نقل بأختصار من " واقعة الطف في كتب التاريخ الأسلامي في القرنين الثالث والرابع الهجريين " ل : د . عمار محمد يونس و أسراء المرعبي ) .    * وأعتقد أن هذه الرواية تدلل ، بأن بموت محمد ، أنتهت الدعوة الأسلامية ، ونكل بآل محمد ! ، وبدأ عهد السلطة والحكم .

خاتمة :                                                                                                                                   * في هذه الواقعة لا بد لنا أن نتساءل ، لم لم يجتمع تحت راية الحسين جمع كبير ، وهنا أنا لا أقول جمعا بالألاف كيزيد ، وذلك لأن يزيد كان لديه دولة ، ولكن الحسين بذات الوقت لديه عمق ديني ، حيث أنه حفيد نبي الأسلام ! ، وهذه دلالة أخرى ، أن مكانة الرسول أنتهت بموته ! ، وحلت محلها من سيطر على الحكم ، حيث أن الاخير جمع الدين والسلطة معا. * أن الموروث الأسلامي / في هذه الواقعة ، حاله حال باقي الروايات والوقائع والأحداث ، لا يستند على أي قرينة يمكن الركون أليها ! .. خاصة فيما يتعلق بكيفية تقدير عدد جيش يزيد وعدد أنصار الحسين . فلم هذا التضخيم والتهويل بالكم العددي بالنسبة لجيش يزيد ، ولم هذا التصغير العددي برهط الحسين ! .. ولكن دائما أرى أن الأخبار تنقل بغير أي مهنية ، ودون أي تدقيق في الخبر . ويحضرني في هذا المقام مقولة أبن خلدون / ولد في تونس 1332 - 1406 م ، القائل " ينبغي علينا إعمال العقل في الخبر" ، فليس كل ما يتناقل من أخبار صحيحاً أو معقولاً ، وتصديق الأخبار ونشرها دون تمحيص نقص في العقل .



109
                                                الأسلام والتحول من الدين الى السلطة
الموضوع :                                                                                                                                                        حتى يتحول الرسول من صاحب دعوة محددة / أي الدعوة السرية في مكة - برهط من الصحابة الأولين ، وحتى يتحول الى مركز قوى تخضع له القبائل العربية ، قام بدعوتين ، الأولى ، تحول من " الدعوة السرية " ، التي أنتهت في مكة ، الى   " الدعوة الجهرية " - عندما توجه الرسول الى " جبل الصفا " بدعوة بطون قريش ، ووفق الموروث الأسلامي أن هذه الدعوة تمت وفق أمر ألهي ، وبنص قرآني ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ / 214 سورة الشعراء ) ، ثالثا ، وبعد ذلك أراد أن يتوسع رسول الأسلام في الدعوة ، فهاجر الى المدينة المنورة ، ليبسط سطوته على القبائل هناك ، أما رابعا ، حين أنتشرت الدعوة المحمدية في الجزيرة العربية .. 
القراءة :                                                                                                                                                                  1 . ليس من الحقيقة بشئ من أن محمد رسول الأسلام ، كانت دعوته متمحورة حول الدين فقط ، من عبادة وأيمان بالله الواحد الأحد ، مع تحطيم الوثنية .. ، لا لم تكن هذه الغاية المحمدية ! ، ولو كانت الغاية من الدعوة كذلك ، لما تم نشر الدعوة بسفك الدماء ، ولم يكن الأيمان في أي زمن من الأزمان يفرض بقوة السيوف والرماح ! وهوالقائل : ( أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ / مُتفقٌ عليه ) . وقد تطورت الدعوة المحمدية فيما بعد بلبوس أخر ، خاصة بعد أشتداد شوكة محمد ، وتزايد أتباعه ، حيث قام بغزو القبائل الأخرى ، طمعا بالغنائم وبالسبي ، علما أن ( مجموع غزوات النبي وسراياه تقارب المئة أو تفوقها ، وأما الغزوات التي قاتل فيها بنفسه فهي تسع غزوات . / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) ، أذن لقد كانت الغاية من الغزوات أمر دنيوي وليس دعوة أيمانية ! .                                                                                                                 * والملاحظ من عدد الغزوات / السابق ذكرها ، أن معظمها لم يشارك محمدا بها ، وذلك لأنه أصبح زعيم قبيلة ، ويخاف على وجوده ، والرسول صب أهتمامه فقط ، بأن يحصل على خمس الغنائم ! ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ / 41 سورة الأنفال ) .                                                                                                   * في هذا المحور ، أرى أن الدين ، نتيجة للغزوات والتوسع والسيطرة على الأمصار ، قد تحول الى مركز جباية للأموال / غنائم ، أي تحول الى سلطة مالية .
2 . في تطور الدين المحمدي ، نزلت نصوص تعمل على أذلال الشعوب / التي لا تدين بالأسلام ، والدين شرع لها بنصوص ألهية ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون / 29 سورة التوبة ) ، وفي تفسير للطبري لهذه الآية ( يقول :ولا يطيعون الله طاعة الحقِّ ، يعني : أنهم لا يطيعون طاعةَ أهل الإسلام ، من الذين أوتوا الكتاب ، وهم اليهود والنصارَى . وأما قوله : وهم صاغرون ، فإن معناه : وهم أذلاء مقهورون ، يقال للذليل الحقير " صاغر " .. / نقل التفسير من الموقع التالي
https://quran.ksu.edu.sa ) .                                                                                              * في هذا المحور تحول الدين الى سلطة قهرية لأذلال الشعوب / التي لا تدين بالأسلام ، ومن ثم تحقيرها بالجزية .                  3 . في العهود الأسلامية اللاحقة ، أصبح الأسلام ، كدين يشرع ويرسخ على تثبيت حكم السلطان أو الخليفة أو الحاكم ، وفق حديث نبوي ( السلطان ظل الله في الأرض ، فمن أكرمه أكرمه الله ، ومن أهانه أهانه الله) ؛ وفي تفسير هذا الحديث أنقل التالي من موقع / أسلام ويب ( لأن السلطان يدفع الأذى عن الناس كما يدفع الظل حر الشمس ، وقد يكنى بالظل عن الكنف والناحية ، ذكره ابن الأثير ، وهذا تشبيه بديع ستقف على وجهه ، وأضافه إلى الله تشريفا له ، كيد الله وناقة الله ، وإيذانا بأنه ظل ليس كسائر الظلال ، بل له شأن ومزيد اختصاص بالله ، بما جعله خليفة في أرضه ، ينشر عدله وإحسانه في عباده ولما كان في الدنيا ظل الله يأوي إليه كل ملهوف استوجب أن يأوي في الآخرة إلى ظل العرش ) .                            * هنا الدين أنتقل الى مرحلة أخرى ، وهي مرحلة الحكم ، حيث أن النص القرآني سخر لمساندة الحاكم عادلا كان أو ظالما وحتى أن كان كافرا ، وفق نص قرآني ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا / سورة النساء : 59 ) . وأنقل فيما يلي مختصرا لتفسير الأية : " فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر ، وهم : الأمراء والعلماء ، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله تبين أن هذه الطاعة لازمة ، وهي فريضة في المعروف . نقل من موقع / الأمام بن باز " .

4 . أما التحول الرئيسي للدين الأسلامي ، هو دخوله معترك السياسة ، من أجل الحكم والسلطة والمال معا ، بغض النظر عن الأسلوب والنهج والطرق المتبعة في تحقيق هذه الغاية ! ، وأرى أن الأمام حسن البنا 1906 - 1949 م ، مؤسس جماعة الأخوان ، هو خير مثال كشخص وجماعة على هذا الأمر ، فهم سحقوا مفهوم الوطن من أجل الجماعة ، وذلك لأنهم يقدمون مصالح الجماعة على الوطن ، لأجله قال مرشد الجماعة الأسبق مهدي عاكف 1928 - 2017 م ( طز في مصر والجماعة فوق الجميع ) .                                                                                                                                * والجماعة بذات الوقت أصبحوا رجال أعمال وتجار ، وذلك من أجل دعم الجماعة ، ومن أجل مصالحهم الشخصية .

أضاءة :                                                                                                                                                    أولا - هكذا هو الأسلام ، يتلون وفق التغيرات الزمانية والمكانية ، وذلك تبعا للأحداث والوقائع الظرفية ، فهو يجبي الأموال / الزكاة ، ويفتي ، ويرشد وينصح ، ويرفض الأخر ، بأسم الدين .
ثانيا - ورجوعا الى ما سبق ، أود القول ، أن الأسلام قد يقوم بكل التحولات المذكورة في الفقرات الأربع آنفا / أي أنه يسلك مسار كل السلطات من عهد الدعوة المحمدية الى الأن ، بعملية أو بصفقة واحدة وتحت مظلة الأسلام .
ثالثا - الأسلام الأن ، تحول الى سلطة الأرهاب ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ / 60 سورة الأنفال ) ، فهو يجاهد ويذبح ويصلب ويسحل ويهجر ويجلد ويرجم ، ويصنف البشر بين مؤمن وكافر ، ويوقع الجزية على القوم الكافرين و .. كل هذا وغيره من أجل عودة الخلافة الأسلامية .
 رابعا - أن الأسلام مهيأ بأن يقوم بكل هذه التحولات في السلطات وفق الظرف والحدث ، ولكن الأسلام كمبدأ وأيمان ، لا يتحول الى حالة سلام ، ويرفض التعايش مع الأخر ، ولم ولن يجدد في موروثه البالي ، ولا يقبل أي تغيير عقدي ! .


110
                                     حروب الردة ونهاية الدعوة المحمدية

وفقا لما ورد في كل المصادر الأسلامية ، أن بوفاة رسول الأسلام ، وتولي أبو بكر كخليفة للمسلمين ، أرتدت معظم القبائل العربية عن دين محمد ، " ولم يبقى على دينه سوى بعض القبائل المحيطة بالمدينة بالإضافة إلى سكان المدينة ، ومكة ، والطائف .. / نقل من موقع طريق المعرفة " . هذا ما أردت تناوله في هذا البحث المختصر - بقراءة حداثوية ، دون أستعراض للحملات العسكرية لهذه الحروب - المذكورة في معظم المراجع الأسلامية ، وللمهتم ممكن الأطلاع عليها .

الموضوع :
توفي رسول الأسلام سنة 11 هجرية ، وفي أجتماع سقيفة بني ساعدة ، والرسول مسجى في دار عائشة - ولم يدفن بعد ، بويع أبو بكر خليفة للمسلمين / بعد تجاذب وعصبية وحراك بين المهاجرين - أبي بكر وعمر .. ، والأنصار - سعد بن عبادة ورهط من الأنصار ، وكان علي بن أبي طالب والعباس وولديه قثم والفضل يعدون محمدا للدفن . وقد أدت وفاة محمد ، الى رد فعل كبير لدى القبائل العربية ، فأرتدت معظمها عن الأسلام . فشن الخليفة أبو بكر حروبا على القبائل المرتدة ، ولم يترك أحدًا منهم ، وقد حدثت هذه الحروب للفترة بين " 11 – 13 هجرية " ، وقد جاء في موقع / طريق الأسلام ، بخصوصها التالي ( هذه مجموعة من أشرس الحروب الإسلامية ، وكانت خطورتها كبيرة من أكثر من وجه ؛ أولًا لأنها كانت بعد قليل من موت رسول الله ، وثانيًا لأنها كانت في أكثر من اتِّجاه في وقت متزامن ، وثالثًا لأنها كانت حربًا أهليَّة تدور رحاها بين أفراد في داخل الدولة نفسها ، ورابعًا لأن الأعداء الخارجيين المتمثِّلين في فارس والروم كانوا يتربَّصون بالأمَّة ، ومن المتوقَّع أن ينقضوا عليها إذا وجدوا فيها اضطرابًا ..) . وبهذا الصدد أسرد ما قاله الخليفة أبوبكر الصديق / قولته المشهورة - في حروب الردة ( لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه ) .


القراءة :
أولا - أن الدعوة المحمدية أنتهت بموت صاحب الدعوة ، محمد بن عبدالله ، والدليل على ذلك يتأتى من حدثين : (1) فالرسول توفي في 12 ربيع الأول سنة 11 هجرية ، وفي ذات هذا اليوم تخاصم الصحابة في سقيفة بني ساعدة ، على من يخلف محمد / قبل أن يدفن ، وقبل أن يحفر له لحد ! ، وبويع أبو بكر بعد صراع بين الأنصار والمهاجرين ، (2) ، أن ردة القبائل عن دين محمد ، دليل على أن من أسلم من تلك القبائل كان غير مدركا لماذ غير دين أجداده ! ، كذلك لم يكن هناك أي أيمان حقيقي بدين محمد من قبل هذه القبائل ، وألا لم تغير أتجاههم العقدي حين سماعهم بنبأ وفاة محمد ! .

ثانيا - ما كان يثني القبائل عن الردة في عهد محمد ، هو ما يحصلون عليه من " غنائم " أثناء الغزو . علما أن محمدا غزا العديد من الغزوات في عهده ، وكانت الغنائم وفيرة للقبائل المشاركة في الغزو ، وقد جاء في كتاب صحيح البخاري أنّ زيد بن أرقم سُئِلَ عن عدد غزوات النبي : ( كم غزا النبي من غزوة ؟ قال : تسع عشرة ، قيل : كم غزوت أنت معه ؟ قال : سبع عشرة ، قُلْت فأيهم كانت أول ؟ قال : العشير أو العسيرة ، فذكرت لقتادة فقال : العشيرة ) .
ثالثا - أن الردة حصلت أيضا في عهد محمد ، ولكن برتم أقل ، وقد جاء في موقع / أسلام ويب ( إن القبائل التي ارتدت عن الإسلام في عهد رسول الله ، ذكرها الإمام البيهقي في سننه من حديث محمد بن إسحاق بن يسار قال:  أول ردة كانت في العرب هو مسيلمة باليمامة في بني حنيفة ، والأسود بن كعب العنسي باليمن في حياة رسول الله .. ) ، وبذات الصدد ، يحدثنا موقع / طريق الأسلام ، أيضا ويبين ، أن أمورا أخرى قادت للردة منها دفع الزكاة / فلم تدفع الزكاة ومن سنها قد قضى أي محمد ! ، وقضية الطموح والزعامة ( وقد ارتدت بعض القبائل لعدم فقهها لفريضة الزكاة ، في حين ظهر زعماء طموحون للزعامة حاولوا الإفادة من العصبية القبلية باستقطاب قبائلهم كما فعل مسيلمة في بني حنيفة ، والأسود العنسي في اليمن ، وطليحة في بني أسد ، وسجاح ومالك بن نويرة في بني تميم ) .
رابعا - هنا لا بد لنا أن نتساءل ، هل أن الأيمان ينتهي أو يخفت بموت صاحب الرسالة أو بمدعي الدعوة النبوية ! ، وهل أن الردة تحتاج الى سيوف لكي ترد أصحابها الى حضيرة الأيمان ، وهل الأيمان والمعتقد يشترى ، كما هو الحال / مثلا ، بالمؤلفة قلوبهم ، فقد جاء في / موقع الألوكة ، بخصوص المؤلفة قلوبهم ( فرَض الله - تعالى - في محكم كتابه الكريم للمؤلَّفة قلوبهم سهمًا في الزكاة ، فقال - جل شأنه-:  ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ / 60 سورة التوبة ﴾ . وكان رسول الله يُعطي المؤلَّفة قلوبهم هذا السهم من الزكاة على هذا النحو : جماعة منهم ليُسلموا ويسلم قومُهم بإسلامهم ، وجماعة أسلموا بضعف إيمانهم ، فكان يعطيهم لتقوية إيمانهم وترغيبهم ، وجماعة كان يُعطيهم لدفع خطرهم وشرِّهم ..) . 

أضاءة :                                                                                                                                     يتضح مما سبق ، أن كل ما أنجزه رسول الأسلام / وفق نهجه ، من دعوة وهداية للحق ، ذهب معظمه أدراج الرياح بمجرد موته ، حيث قام أصحابه ، وفي مقدمتهم أبو بكر الصديق ، الذي ذكر بآية في القرآن { إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ / 40 سورة التوبة } ، بالهرولة لأقتناص فرصة الحكم والخلافة .. ولكن كلمة للتاريخ وللحقيقة ، انه لولا حروب الردة / بخلافة أبو بكر ، لكان الأسلام محصورا بين عدد محدود من القبائل ، وذلك لأنه لم يكن هناك أيمانا حق لا في حقبة ما بعد رسول الأسلام / حيث أرتدت القبائل ورجعت بالسيف للأسلام ، ولا حتى في حقبة الرسول ، حيث كان يشترى أيمان البعض بالمال / وفق مبدأ المؤلفة قلوبهم . والتساؤل هنا : هل المال يقوي من هداية العباد ، ويعزز من أيمانهم ويثبته ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، وهل أذا نفذ أو نضب هذا المال ، ينتهى المعتقد ويخفت الأيمان ! .. هذه مجرد تساؤلات ، والعاقل يفهم ؟ .


111
                                   الرحمة والأستغفار بين المسلمين وبين الكفار

الموضوع :
سأستعرض في هذا المقال موضوع  " الرحمة والأستغفار " لغير المسلم ، ثم سأسرد قراءتي الخاصة للموضوع .
أولا . وفق العقيدة الأسلامية ، " الترحم والمغفرة " على أموات الكفار لا يجوز ، سواء كانوا من اليهود والنصارى ، أو كانوا من غيرهم ، لقوله تعالى:  { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ / 113 سورة التوبة } . ولقول محمد في الحديث : والذي نفسي بيده ؛ لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، ولا يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار.  رواه مسلم وغيره . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى:  وقد قال تعالى : ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ـ في الدعاء ، ومن الاعتداء في الدعاء : أن يسأل العبد ما لم يكن الرب ليفعله ، مثل : أن يسأله منازل الأنبياء وليس منهم ، أو المغفرة للمشركين ونحو ذلك. / نقل ما سبق وبأختصار من موقع أسلام ويب .

ثانيا . يجوز الدعاء بالرحمة لغير المسلم في حياته : صحيح على معنى : أن يرحمه الله مما هو فيه من المعصية ، ويهديه للطاعة ، فينقله من أهل نقمته إلى أهل رحمته . والأصح الذي لا إشكال في جوازه وصحته أنه يُدعى للكافر الحي بالهداية ، لا بالرحمة ولا بالمغفرة ، وفي ذلك خروج من خلاف قائم في المسألة . ومما يدل على هذا الأصح ما رواه الترمذي وأبو داود عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : كَانَ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ يَرْحَمُكُمْ اللَّهُ ، فَيَقُولُ ( يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ )  . لا خلاف بين العلماء في أنه لا يُدعى بالمغفرة والرحمة للكافر الذي مات على الكفر . قال النووي : الصلاة على الكافر والدعاء له بالمغفرة : حرام بنص القرآن والإجماع . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية  :فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنَّة والإجماع  . / نقل ما سبق وبأختصار موقع الأسلام سؤال وجواب .

القراءة :
1 . مما سبق يتضح لنا أن " الترحم والمغفرة " لغير المسلم / اليهود والنصارى ، حرام بنص القرآن والأجماع ، وهكذا أكد شيوخ الأسلام والمحدثين والمفسرين والأئمة ، كمسلم والترمذي وأبوداود والنووي والشيخ أبن تيمية وغيرهم . كما أن الرسول أكد : أنه كل فرد سمع به وأن لم يؤمن فهو من أصحاب النار ! . وهذا يعني أنه أكثر من ستة مليار أنسان في النار ! ، فهل يعقل هذا ! . هذا من جانب ، ولكن من جانب أخر ، يقول محمد ( ستنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة وكلها في النار ما عدا واحدة ) ، وهنا أرى تقاطعا في الحديثين ، لأن الفرق التي يتكلم عنها الرسول ، هي فرق أسلامية ، سمعت به وأمنت برسالته ، فكيف يذهب أثنين وسبعين فرقة منها للنار ! ، وهم مؤمنون بمحمد ! . من جانب أخر ، وما هو موقف الموروث الأسلامي من الترحم والمغفرة ، مثلا على : الصابئي والهندوسي والبوذي وغيرهم .. الذين لم يذكروا بالموروث ! ، فقط ذكروا " من كانوا غيرهم " ، ولم يوضح من هؤلاء ! ، هذا تساؤل ! .

2 . ولكن هناك علامة تعجب بخصوص ما أنزل بحق محمد ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ / 107 سورة الأنبياء  (. هذا النص هو شامل ومطلق وعام ، لم يخصص به فئة أو قوم أو جماعة معينة . وانقل تفسير الطبري لهذا النص { وقوله ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) ، يقول تعالى ذكره لنبيه محمد : وما أرسلناك يا محمد إلى خلقنا إلا رحمة لمن أرسلناك إليه من خلقي . ثم اختلف أهل التأويل في معنى هذه الآية ، أجميع العالم الذي أرسل إليهم محمد أريد بها مؤمنهم وكافرهم ؟ أم أريد بها أهل الإيمان خاصة دون أهل الكفر ؟ فقال بعضهم : عني بها جميع العالم المؤمن والكافر . / نقل من موقع
http://quran.ksu.edu.sa } .                                                                                                     3 . ومن الضروري القول أن النصوص القرآنية والأحاديث والتفاسير كلها متقاطعة مع بعضها البعض ، فمنهم من قال أن محمدا رحمة للمؤمن والكافر ! ، ومنهم من قال للمؤمن فقط ، ولكن محمد رأيه غير ذلك ! . وبذات الوقت محمدا نفسه ، قام أحتراما لجنازة يهودي ( قام لجنازة يهودي ، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث جابر بن عبد الله ، قال : مرت جنازة ، فقام لَهَا رَسُولُ اللَّهِ وقمنا معه ، فقلنا : يا رسول الله ؛ إنها يَهُودِيَّةً ! فَقَالَ : إِنَّ الْمَوْتَ فَزَعٌ ، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا.  وهذا لفظ مسلم . ) . وتساؤل أخر كيف يقوم الرسول لجنازة كافر / من اليهود ، والذين وصفوا بالمغضوب عليهم ، بنص قرآني ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ / 7 سورة الفاتحة ) ووفق تفسير أبن كثير " وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليه ، لكن أخص أوصاف اليهود الغضب " . أما موضوعة أن " الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ يَرْحَمُكُمْ اللَّهُ " ، فهذا الأمر من الحشو المترهل للموروث الأسلامي ، ولا يستحق الرد عليه .

4 . وفي هذا المقام أتساءل ، هل الرحمة والمغفرة تحتاج توصيف معين ! ، أم أنها لكل العباد ، والتالي نص قرآني واضح ، من أن الله شديد العقاب ، ولكنه يغفر ويرحم ، ولم يخصص المسلمين دون غيرهم ﴿ ٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ / 98 سورة المائدة ﴾ . هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، أن المغفرة والرحمة لا تشمل من لم يدركوا الأسلام ! ، وهناك حديث ، يؤكد أن أم محمد ماتت كافرة ، ولم يستطيع الرسول أن يستحصل لها الرحمة والغفران ( ثبت في الحديث الصحيح عن النبي : أنه استأذن ربه أن يستغفر لأمه فلم يأذن له سبحانه مع أنها ماتت في الجاهلية لم تدرك الإسلام لكنها ماتت على دين قومها على عبادة الأوثان ، فاستأذن ربه فلم يأذن له أن يستغفر لها ، فكيف بغير أم النبي ! ؟ . ) . أي وفق حديث الرسول " لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، ولا يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار . " أي أن أم خاتم الأنبياء والرسل ، ماتت ولم تدرك دعوته ، أي أنها في النار ، وهذه أشكالية معقدة .

أضاءة :                                                                                                                                  لننظر الى الموضوع من جانب أخر ، هل أن النص القرآني ورسول الأسلام ، هما من يحددا لمن تكون الرحمة والأستغفار لهم ! ، وهل هما من يصنفا أيا من البشر يستحقاهما ! ، وهل الله يخضع للقرآن ومحمد ، أو العكس هو الصحيح ! . ومن جانب أخر ، هل الله / العادل الرحوم الغفار الحنان ، يمايز ويصنف بين عباده ! ، وأذا كان كذلك ، من الذي سيرحم غير المسلمين ! . من جانب أخير ، أذا كان هناك أله للمسلمين يرحمهم ويغفر لهم / شرط أن يؤمنوا بمحمد ، أذن من المؤكد ، هناك أله أخر لكل البشرية يعنى بغير المسلمين . مما سبق يتضح ، أن ما يشير أليه النص القرآني وما يتحدث عنه رسول الأسلام هو : أله محمد !! ، وليس أله العالمين !! . 


112

                                   ماذا لو حجبت آيات الجهاد من القرآن

الموضوع :                                                                                                                                      * بداية ، لا بد لنا أن نعرف ما هو الجهاد ، يقول ابن منظور : ( وجاهد العدو مجاهدة وجهادا قاتله وجاهد في سبيل الله ، وفي الحديث : " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية " ، الجهاد : محاربة الأعداء وهو المبالغة واستفراغ الوسع والطاقة من قول أو فعل ، والمراد بالنية : إخلاص العمل لله أي أنه لم يبق بعد فتح مكة هجرة لأنها قد صارت دار إسلام ، وإنما هو الإخلاص في الجهاد وقتال الكفار ، والجهاد : المبالغة واستفراغ الوسع في الحرب أو اللسان أو ما أطاق من شيء ) .   أما تعريف الجهاد في الشرع : فهو قتال الكفار لإعلاء كلمة الله ، والمعاونة على ذلك ، كما فسره رسول الله فيما رواه عنه الإمام أحمد في مسنده ، عن عمرو بن عبسة قال : قال رجلٌ : يا رسول الله .. فما الهجرة ؟ قال : ( تهجر السوء ) ، قال : فأي الهجرة أفضل ؟ قال : ( الجهاد ) ، قال : وما الجهاد ؟ قال : ( أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم ) ، قال : فأي الجهاد أفضل ؟ قال : ( من عقر جواده وأهريق دمه ) . نقلت المادة باختصار من موقع / منبر التوحيد والجهاد .                                              * وهناك الكثير من النصوص القرآنية التي تحدثت عن الجهاد ، منها : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ 218 / سورة القرة ) و ( وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ  157 وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تحشرون 158 / سورة آل عمران ) .                                                        * ليس الغرض من هذا المقال الغوص في هذه المفردة - الجهاد ، من أجل تعداد أنواع الجهاد / وسرد آياته المتعددة ، وأحكامه ، والقادرين عليه ، لأن ذلك موجود في المصادر ، ولكن غرضي من المقال هو : ماذا لو حجبت آيات الجهاد ! .

القراءة الأولى - الجهاد في عهد محمد :                                                                                                                                         أولا - في عهد الدعوة المحمدية ، ليس هناك من فرق ، في النصوص والأحاديث ، التي تدعوا للجهاد أو للقتال ، لأن المفردتين تدعوان الى ما يسمى ، محاربة الكفار / بالغالب ، ومن هذا الأمر ، الحديث التالي { عن ابن عمر : أن رسول الله قال : (( أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى في )) - رواه البخاري ومسلم / نقل بأختصار من موقع الألوكة } . وحتى في الوقت الحاضر ، يؤخذ الأمر كما كان في الماضي ، بخصوص الجهاد والقتال .

ثانيا - في عهد محمد رسول الأسلام ، فأنه قد غزا ، وجاهد أصحابه معه ، ( منها غزوات ، التي خرج على رأسها النبي وهي 27 غزوة ، وكان هناك عدد من السرايا ، بقيادة أصحابه ، دون يخرج محمد معهم ، وعدد هذه السرايا 73 سرية ، وفتح في عهد رسول الأسلام ، خيبر سنة 7 هج ، ثم تم فتح مكة سنة 8 هج . نقل من موقع / مقال - بقلم علي بدر ) .

ثالثا - الرسول في جهاده وقتاله ، كان همه الرئيسي ، السبي والغنائم وأخضاع المناطق الجغرافية وقبائلها له - لحكمه ولسلطته ، ولكن القوة والسلطة في معظم الأحيان تعمي الأبصار عن الفعل الأنساني ، ففي سنة 5 هجرية ( توجه المسلمون لمحاصرة بني قريظة عقابًا لهم على نقض العهد والتآمر مع الغزاة ، وبعد حصار دام 25 يومًا استسلم بنو قريظة ، وتولّى الصحابي سعد بن معاذ الحكم عليهم ، فقضى بقتل رجالهم وسَبي نسائهم وأطفالهم .. وهو ما تم بالفعل ، فقُتل منهم 700 رجلًا.. نقل من موقع / أضاءات بقلم - وليد فكري ) ، وقال الرسول للمحكم سعد بن معاذ ( لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سماوات ) . وأني لأقف مستعجبا من قول محمد ، لأنه يتجنى على الذات الألهية .. فهل هكذا يحكم الله على عباده ، وهل هكذا يعامل الأنبياء الأسرى ! ، ولم قتل كل الرجال ، أما كان من المنطق أن يقتل فقط المقاتلين ! .

رابعا - وكما أسلفت أن الجهاد من زمن الرسول ولحد الأن ، له غايات من أولها السبي ، والغنائم / بالرغم من المظلة هي محاربة الكفار ، فهذا رسول الأسلام محمد يسبي / اليهودية ، صفية بنت أحيي ، في فتح خيبر سنة 7 هج ، ( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَدِمَ النَّبِيُّ خَيْبَرَ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ لِنَفْسِهِ فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الرَّوْحَاءِ حَلَّتْ فَبَنَى بِهَا ... .رواه البخاري / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) . بينما في ذات المواقع ، وفي فقرات أخرى ، يسرد نقيضا لهذه الرواية ، حيث يبين أنه ( لم يحصل من النبي جماع لصفية إلا بعد أن انقضت عدَّتها ) !! ، فهل من المنطق أن تنتهي عدتها وهم عائدين من غزوة خيبر ، والتي هي " ثلاث حيضات " !! ، أي هل قضوا ثلاث أشهر في طريق العودة من الغزو !! . هذا مجرد تساؤل .     * علما أنه في فتح خيبر ، تم قتل والد صفية ويدعى حي بن أحطب ، وشقيقها ، أضافة لزوجها / نقل من موقع نور العقل .
خامسا - ماذا لو لم يكون هناك لا جهاد ولا قتال في النص القرآني ولا في الأحاديث !! . فهل سيكون هناك دين أو أسلام ! ، وهل سيكون للدعوة المحمدية من أستمرار ، وهل كان لمحمد من سلطة وقوة في نشر دعوته ! بالطبع الجواب : لا . أذن أرى أن الجهاد وقتال من دعي بالكفار وغيرهم ، سببا جعل من محمد صاحب دعوة و كتاب / أي القرآن ، فالجهاد بكل مآسيه جعلت من محمد ، صاحب سلطة ومال ، وأن يتحكم برقع جغرافية بقبائلها ، تمتد بعيدا عن مكة والمدينة .. أننا نتكلم عن دين بني بالسيف ، ولم ينتشر بالقلم ، أو بالكلمة الطيبة ، بالرغم من تأكيد ذلك قرآنيا ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ125 / سورة النحل ) ، ولم ينتشر هذا الدين بالأيمان الطوعي . لذا كان لمحمد مقولته المشهورة " أسلم تسلم " ، أذا أمنت من كل قلبك ، أو أن أسلمت باللسان دون القلب ! كل ذلك ليس مهما ، المهم نشر الدعوة بكل السبل الطوعية ، القسرية أو الدموية ! . 

القراءة الثانية - جهاد المنظمات الأرهابية الأسلامية بعد 14 قرنا :
1 . ماذا خلق لنا الموروث الأسلامي ، بنصوصه / القرآن والأحاديث والفتاوى .. ، من حالة مأساوية في عالم اليوم ! ، ماذا أوجد لنا من منظمات أرهابية / القاعدة وداعش والنصرة .. ، تقتل وتسحل وتذبح وتصلب وتسبي وتهجر .. ، كل ذلك تحت راية الجهاد ، ومن أجل رفع كلمة الله ! - وشخصيا لا أدري عن أي أله يتكلمون ! ، وأن هذه الجماعات تتبع النص القرآني الذي كان صريحا في قتال غير المسلمين { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ 29 / سورة التوبة } . وبخصوص هذا النص ، أننا نواجه أشكالية أيمانية وعقائدية معا ، وذلك لأن غير المسلمين من اليهود والمسيحيين والصابئة .. يؤمنون بالله واليوم الاخر ، ودينهم دين حق ، والقرآن يعترف بهذا ! ، ولكنهم لا يؤمنون بمحمد ! ، لأجله كان من المفروض أن تعدل بنية النص ، ب " قاتلوا الذين لا يؤمنون بمحمد وبدينه .. " ، على أساس أن الدين حصرا هو الأسلام ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة  آل عمران ) . وهذا الوضع يجعل من كل العالم في جانب ، والمسلمين في جانب أخر ، وأعتقد أن هذا هو موطن الأمر ! . وهذه الأشكالية لا يمكن علاجها ! ألا بتعديل بنيوي بكل النص القرآني .

2 . تجربة الجهاد المقيت في الموصل سنة 2014 / كمثال ، عندما غزت داعش هذه المحافظة العراقية ، ماذا حل بها ! ، فبعد أن كانت موطنا للتعايش الديني ، أصبحت مرتعا للمجاهدين من كل صوب ، وطبقت على مواطني المحافظة من غير المسلمين ، آية ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 19 سورة التوبة ) ، هذه المدينة التي منحت العراق أشهر الأطباء والصيادلة وأمهر المهندسين والحرفيين ، وهي أعرق محافظة في تخريج ضباط الجيش العراقي .. أصبحت مجرد ركام وحطام من القرن الأول الهجري ، النساء منقبات والرجال ملتحون .. وطبقت داعش أحكام الشريعة على الأهالي ، التي كان محمد يتبعها قبل 14 قرنا ! - من قطع للرؤوس والأيادي وجلد ورجم .. هذا هو وضع المدن في حال الجهاد .

أضاءة :
هل حجب آيات الجهاد يعرقل من معتقد الأسلام ، هل تعطيل هذه الآيات ، أن حصل له أية شبهة عقائدية على المرتكزات الأساسية للدين - أي العبادات ! ، هل هذا التعطيل يؤثر على المسلمين كأتباع ، وعلى مستقبل الأسلام كدين .. شخصيا لا أرى أي تأثير لا على الدين ولا على المسلمين معا . ولكن الأمر يستوجب أجراء حاسم وجرئ ، بخصوص من له الصلاحية والأمكانية للقيام بهذا العمل التاريخي والمفصلي ، خاصة بعدما أستقر الأسلام كدين ، وله أتباع يصلون الى مليار ونصف . برأي ، هناك مرجعيتين على أقل تقدير تستطيع أن تتخذ هذا القرار ، وهما مؤسسة الأزهر في مصر و مرجعية النجف في العراق ، يضاف اليهما - بشكل أو بأخر ، المؤسسة الدينية الوهابية في السعودية / خاصة بعد ثورة ولي العهد السعودي على شيوخها ! . هذا الأمر أن حصل ممكن أن يرفع مصطلح الأرهاب الأسلامي من القواميس الدولية .


113


- رائف بدوي - أخر المتحررين من السجون السعودية
الموضوع :
أطلقت السعودية اليوم / 11.3.2022 ، سراح المدون والناشط السعودي " رائف بدوي " بعد عشرة أعوام أمضاها في السجن في المملكة العربية السعودية بتهمة " الإساءة للإسلام " - والمدون السعودي البالغ 38 عاما ، كان قد فاز بجائزة ساخروف / منظمة " مراسلون بلا حدود " غير الحكومية لحرية الصحافة ، التي يمنحها البرلمان الاوربي ، وقد تسلمت الجائزة عنه زوجته المقيمة في كندا . وورد اسمه في عامي 2015 و2016 على لائحة المرشحين للحصول على جائزة نوبل للسلام .. وكانت قد قضت محكمة سعودية عام 2014 بسجنه عشر سنوات ، مع 1000 جلدة - وبتلقيه 50 جلدة في الأسبوع على مدى 20 أسبوعًا . وكان قد سُجن بدوي عام 2012 بتهمة خرقة لقانون المعلومات الإلكترونية بالسعودية وإزدراء الإسلام عبر موقعه " الليبراليون في المملكة العربية السعودية " . وكانت قد ناشدت زوجة المدون السعودي ولي العهد ، الأمير محمد بن سلمان ، بالإفراج عن زوجها عام 2018 معربة عن " أملها " فيه . وحظيت قضية بدوي باهتمام على المستوى الدولي إذ أعربت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ، تيريزا ماي ، عن " قلقها " لمحمد بن سلمان حيال هذه القضية في لقاء جمعهما في مارس من عام 2018 . / نقل بتصرف وأضافات من موقعي CNN و BBC .
القراءة :
1 . أذا كانت الكلمة الحرة تسجن قائلها 10 سنوات مع 1000 جلدة ، فالله يكون في عون المتنورين وأصحاب العقول المتحررة في السجن الأكبر في المملكة العربية السعودية .
2 . لم يقم رائف بدوي بمحاولة أنقلاب أو بتنظيم عسكري لتغيير نظام الحكم في المملكة ، فقط قد قال رأيه في بعض الممارسات اللاحضارية التي تقوم بها المؤسسة الدينية الوهابية في المملكة ، ومنها " هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر " والنقاب وغيرها ، فأن ما يقومون به المتنورين هم مجرد أبداء رأي ب " كلمة " ، أما الطغمة الحاكمة بأفعالهم النكراء هي المسيئة للشعب السعودي .
3 . متى تنتهي العبودية والقهر والظلم للفرد في المملكة العربية السعودية ، التي منها عملية الجلد وقطع الرؤوس ، في الساحات العامة ، وكأننا نعيش في كوكب أهوج أخر غير عالم 2022 ! .
4 . بالرغم من التأخير في أطلاق سراح المدون رائف بدوي / 10 سنوات سجن ، وبالرغم من جلده الأسبوعي ، ولكن لا بد للحرية أن تشرق في سماء السعودية . ونحمد الله من انه لم ينل ما ناله جمال خاشقجي - الأعلامي والصحفي السعودي ، الذي قتل في سفارة المملكة في تركيا عام 2018 ، وقيل بتوجيه من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان .
5 . ومن الضروري القول من أن رائف بدوي حكم بعشر سنوات ، وأنهى محكوميته ، ومن ثم أطلق سراحه ، وكان من المفروض لولي العهد محمد بن سلمان أن يطلق سراحه قبل أنقضاء محكوميته .
خاتمة :
وحتى نكون موضوعيين ، لا بد لنا أن نقول أن العهد القادم في السعودية / حقبة الأمير محمد بن سلمان ، الساعي للملك - أن مضت الأمور كما يجب ، من الممكن أن تكون أفضل ، حيث أن هذا الأمير الشاب / بالرغم من مثالبه ، قد قام بالكثير من الأمور التي تعتبر طفرة في نظام المملكة ومنها ، رأيه في الحجر على أحاديث الأحاد ، حيث قال ( في حديثه أن القرآن صالح لكل زمان ومكان ، الحكومة في الجوانب الشرعية مُلزمة بتطبيق النصوص في القرآن ، ونصوص الحديث المتواتر ، وتنظر للحديث الآحاد حسب صحتها وضعفها ووضعها ، ولا تنظر لأحاديث الخبر بتاتاً إلا إذا كانت تستند على رأي فيه مصلحة واضحة للإنسان / نقل من موقع الحرة ) ، وبالرغم من تحفظنا من أن " القرآن صالح لكل زمان ومكان " ! - حيث لا يمكن أن يكون معتقدا قد ساد قبل 14 قرنا أن يصلح العمل به الأن في 2022 ! ، ولكن كخطوة أراها جريئة ! ، كذلك تجميده " لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " ، وأطلاقه هيئة الترفيه ، وسماحه للمرآة بقيادة السيارات ..
أخيرا : أن السعودية لو أرادت أن تلحق بالأمم المتحضرة ، فمن الواجب على القائمين بالحكم / هيئة نظام الملك ، من حرق سنن وقوانين وأعراف كل الأحكام الماضوية الجاهلية في عهد الحقبة المحمدية ، وأن تطبق قانونا مدنيا يتماشى مع القوانين المدنية الدولية ، وأن يكون بذات الوقت / بالرغم من صعوبة الأمر ، متوافقا مع العرف المجتمعي في السعودية.


114
                                   سلمان الفارسي .. من الزرادشتية الى الأسلام                     

سلمان الفارسي ، من صحابة محمد ، شخصية مضطربة وأشكالية بذات الوقت ، وذلك لما ربطت بها من مرويات وأحاديث وسرديات في الموروث الأسلامي ! هذا المقال ليس بحثا في سرد حياته ، بل هو مجرد أضاءة على علاقته الوثيقة بمحمد .

الموضوع :                                                                                                                                   لا بد لنا ، أن نقدم ولو نبذة مختصرة عن سيرة هذه الشخصية ، وذلك من أجل تقديم قراءة حداثوية له ، فمن من موقع / المعرفة ، أنقل التالي وبأختصار ( سلمان الفارسي 568 - 654 م ، ولد في كازرون / فارس ، واسمه عندما كان ببلاد فارس " روزبه " أو " ماهو " ، وأصله من منطقة كازرون في إقليم شيراز في جنوب إيران.  هو صحابي جليل دخل الإسلام بعد بحث وتقصي عن الحقيقة ، وكان أحد المميزين في بلاد فارس بلده الأصلي . دان بالمجوسية ولم يقتنع بها ، وترك بلده فارس بحثا عن الحقيقة فرحل إلى الشام وألتقى بالرهبان والقساوسة ولكن أفكارهم ودياناتهم لم تقنعه أو تشفي تعطشه للإيمان . واستمر متنقلا حتى وصل إلى الجزيرة العربية فالمدينة والتقى محمد بن عبد الله ، فأعلن إسلامه .. ) .

القراءة :                                                                                                                                           أولا - أختلفت الروايات حول دين سلمان الفارسي في موطنه الأصلي / بلاد فارس ، فقد جاء لمقال لوليد فكري ، على موقع / منشور ، التالي ( اختلف الرواة حول ديانة سلمان قبل تركه بلاده ، فقال بعضهم إنها المزدكية ، وقال غيرهم إنهم كانوا يعبدون الخيل ، وأجمع الباقون أنه كان على دين أهل فارس ، أي المجوسية ، وهي تسمية خاطئة شائعة ، فالدين الغالب في فارس كان الزرادشتية . أما المجوسية ففرقة منشقة عنها ، يرجع اسمها إلى فئة من الكهنة اسمها « ماجي » ، اشتُقَّت من اسمهم كلمة «Magic» الإنجليزية ، أي السحر. الأرجح أنه كان على الزرادشتية . فالرواية تقول إنه كان من المتدينين ، حتى كان « قاطن النار » ، أي ذلك الذي يلازمها حتى لا تنطفئ ، وهو ما يشير إلى الزرادشتية " النار في الزرادشتية مجرد عنصر مقدس كالماء والتراب والهواء ، وليست معبودة لذاتها بعكس الشائع " . أما المزدكية فكانت قد انتهت منذ زمن ، وكانت دينًا « مغضوبًا عليه رسميًّا » ، وأما عبادة الخيل فلم نسمع بها في فارس . ) .                                 * هذا الأمر يجب التوقف عنده قليلا ، فكيف لشخصية ك سلمان الفارسي ، لا يعرف معتقده الاصلي تحديدا ، فكلها تخمينات ، حيث تضاربت الروايات بين ( المزدكية ، عبادة الخيل ، المجوسية ، الزرادشتية ) ، ولكنه يرجح أنها الزرادشتية ! . وهذه التعددية في المعتقدات دليل و مؤشر على عدم التأكد واليقين من دين سلمان ، وممكن القول أيضا من شخصية سلمان نفسه / حيث يقول الباحث العراقي فالح مهدي أن شخصية سلمان ممكن أن تكون غير موجودة ، وهي مختلقة ! . 

ثانيا - أما تحول سلمان الى المسيحية ، وذلك خلال سماعه لصلوات أحدى الكنائس ، ومن ثم خدمته لأسقافتهم وعلمائهم ، والروايات التي بنيت على هذه القصة ، أيضا هو أمرا مثير للجدل . فقد جاء في موقع / موضوع ، التالي ( لمّا دخل في النصرانيّة تنقّل في خدمة العديد من أساقفتهم وعُلمائهم ، وكان آخرهم عالمٌ من عُلماء عموريّة الروم في الشام ، فأوصاه عند موته بالذهاب إلى الحرم ، حيثُ سيُبعث فيها نبيّ ، وذكر له علاماتُ نُبوّته ، وهي أنّ بين كتفيه خاتم النبوة ، ويأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، وأوصاه بالبحث عن النبيّ الذي سيُبعث في أرض العرب ، ووصفها بأنّها أرضٌ بين حرتين ؛ بينهما نخل ، وأخبره أنّه سيُبعث بدين إبراهيم وهو الحنيفيّة ، وأنّه سيخرُج في أرض العرب .. ) .                                 * خدمة سلمان لرجال المسيحية - من أساقفة وعلماء ، هي قصص على الأرجح مختلقة ، حيث لم تشير أيا من المصادر المسيحية لهذا الأمر ! ، كما لم تشير أيا من المصادر الأسلامية لأي أسم من أسماء الأساقفة أوالعلماء المسيحيين الذي كان سلمان في خدمتهم ، أما الحكاية المعتادة من أن هناك رسول سوف يظهر في بلاد العرب ، فهذه من أختلاقات وهلوسات الموروث الأسلامي المستهلكة ، وأما موضوع أن هذا الرسول " يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة " ، فأقول أن هذا الرسول / محمد بن عبدالله ، قد سبى النساء وقتل الأسرى .. ، وهذا أمرا أكثر جللا من أكل الصدقة ! .

ثالثا - هناك تعظيم كبير وجلل لسلمان الفارسي ، في المعتقد الأسلامي / لدى الرسول بالتحديد ، فقد روي عن أبو هريرة : ( كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النبيِّ َ، فَأُنْزِلَتْ عليه سُورَةُ الجُمُعَةِ / آية 3 : { وَآخَرِينَ منهمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بهِمْ } قالَ : قُلتُ : مَن هُمْ يا رَسولَ اللَّهِ ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا ، وفينَا سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ ، وضَعَ رَسولُ اللَّهِ علَى سَلْمَانَ ، ثُمَّ قالَ : لو كانَ الإيمَانُ
عِنْدَ الثُّرَيَّا ، لَنَالَهُ رِجَالٌ - أوْ رَجُلٌ - مِن هَؤُلَاءِ ) .                                                                                       * والتساؤل ، هل أيمان سلمان أكبر قدرا من أيمان علي وأبو بكر وعمر ! علما هناك حديث بحق عمر يرفعه لمقام الأنبياء " حديث رواه الإمام أحمد .. عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ -قَالَ : سَمِعْتُ الرَسُولَ يَقُولُ:  لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ " .
 ومن موقع الكفيل ، أنقل التالي ، بصدد حب الرسول لسلمان ( أمرني ربي بحب أربعة من أصحابي ، وأخبرني ربي أنه يحبهم . فقيل : يا رسول الله من هم ، قال « عليٌّ ، والمقداد وسلمان وأبو ذر »« الجنة تشتاق إليك يا عليّ ، وإلى عمارٍ ، وسلمان والمقداد » ) . والتساؤل عن أي طريق أخبر الله محمدا أنه " يحبهم " !! .                                                                                                                                       * ما هذا الحب الفائق لمحمد لهولاء الأربعة ! ، وأين حب الرسول لأبو بكر ، الذي نزلت آية بحقه " إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا .. / 40 سورة التوبة " ! .

رابعا – ليست المصادر السنية فقط تعظم من دور سلمان ، بل المصادر الشيعية أيضا ، حيث تبين هذه المصادر ، أنه أحد الأركان الأربعة : ( الأركان الأربعة تسمية يطلقها الشيعة على اربعة من الصحابة وهم : أبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، والمقداد بن عمرو ، وعمار بن ياسر،.  فطبقا للمصادر الشيعية فان هؤلاء الاربعة كانوا أقرب الناس لعلي بن ابي طالب وكانوا ممن امتنع عن بيعة أبو بكر ولذلك يلقبون عندهم بالأركان الاربعة وهم من الصحابة العدول غير المجروحين عند الشيعة / نقل من " كتاب الغدير - الشيخ الأميني - ج ٩ - الصفحة ٢٦" / الويكيبيديا ) .                                                   * يمكن أن يعزى هذا التعظيم لسلمان من قبل الشيعة لأسباب منها لموقفه الخلافي الدائم من عمر بن الخطاب ، ومن ذلك :  (1) معارضته لبيعة السقيفة لأبوبكر ، والتي كان لعمر دورا مركزيا في تحقيقها ، علما ( كان هناك عددا آخر من الصحابة ، من أمثال عمار بن ياسر والمقداد بن عمرو وأبو ذر وسلمان الفارسي والبراء بن عازب .. ممن يتشيعون لعلي ، ويعتقدون بأحقيته في خلافة الرسول / من مقال ل د . محمد يسري – في موقع / منشور ) . (2) رفض زواج سلمان من أبنة عمر ( وحدث أن خطب سلمان ابنة عمر بن الخطاب ، ووعده عمر بها ، لكن عبدالله بن عمر غضب من هذا النسب ، وشكا الأمر إلى الداهية عمرو بن العاص ، فقال له عمرو : سأكفيكه . وبدهائه المعهود عندما التقى عمرو بسلمان بادره قائلا : هنيئا يا أبا عبدالله هذا أمير المؤمنين يتواضع لله عز وجل فى تزويجك ابنته ، فغضب سلمان ، وقال : لا والله لا تزوجت إليه أبدا./ من مقال لمحسن عبد العزيز منشور في موقع / الأهرام الألكتروني ) . (3) احتجاج سلمان على عمر في جواب كتاب كتبه إليه حين كان عامله على المداين بعد حذيفة بن اليمان ، وملخصه ( أما بعد : فإنه أتاني منك كتاب يا عمر ، تؤنبني وتعيرني ، وتذكر فيه : أنك بعثتني أميرا على أهل المدائن ، وأمرتني أن أقص أثر حذيفة واستقصي أيام أعماله وسيره ، ثم أعلمك قبيحها ، وقد نهاني الله عن ذلك يا عمر في محكم كتابه حيث قال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ / سورة الحجرات:12 } وما كنت لأعصي الله في أثر حذيفة وأطيعك .. / نقل من موقع المرجة ) .

القراءة :                                                                                                                                                    * سلمان الفارسي ، شخصية مرتبكة ، غير سوية ، وغير مستقرة ، لكثرة تحولاتها المعتقدية ، ولتعدد تغيراتها الفكرية - من الزرادشتية الى المسيحية فالأسلام / علما أن دينه الأصلي في موطنه القديم بلاد فارس لا زال غير معلوم ! . وكل ما ذكر في جانب ، الجانب المهم ، بل الأهم هو هذه العلاقة الوثيقة / الغريبة والمريبة ، بين محمد رسول الأسلام وسلمان ! ، فكيف لرجل مجوسي زرادشتي يقول عنه محمد : سلمان منّا أهل البيت . ( وروي أن سلمان الفارسي دخل مجلس رسول الله ذات يوم ، فعظموه ، ، وصدروه ؛ اجلالاً لحقه ، واختصاصه فدخل البعض : فنظر إليه فقال : من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب ؟ فصعد رسول الله المنبر فخطب ، فقال : إن الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط ، لا فضل للعربي على العجمي ، ولا للأحمر على الأسود إلاّ بالتقوى . سلمان بحر لا ينزف ، وكنز لا ينفد ، سلمان منّا أهل البيت .. ، وكان سلمان حينما يسأل عن نسبه يجيب بأنه ابن الإسلام . نقل من ويكي شيعة ) . أضافة لهذا تقول عائشة عنه أن الرسول يقضي معظم وقته مع سلمان ( وروينا عن عائشة ، قالت : كان لسلمان مجلس من رسول الله ينفرد به بالليل حتى كاد يغلبنا على رسول الله ./ نقل من كتاب الإستيعاب في معرفة الأصحاب ، لمؤلفه: ابن عبد البر- موقع الموسوعة الشاملة ). * أني أرى وجود حلقة ضيقة بمحيط محمد المعرفي ، مهدت الأمر لمصدر للقرآن ، فسلمان الفارسي بخلفيته العقائدية الفسيفسائية ، الذي كان محمد يقضي ليله معه ! ، أضافة الى القس ورقة بن نوفل ، الذي فتر الوحي بموته ، فقد جاء في موقع / قصة الأسلام ( تقول عائشة في رواية البخاري: " ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ" ) . أضافة للراهب بحيرى ، الذي كان يلتقي محمدا ، خلال رحلات عمه أبو طالب الى الشام ، والذي بني عليها الموروث الأسلامي الكثير من القصص الخيالية ، منها ( فلما كان الركب قريباً من الصومعة ، لفت انتباه الراهب بحيرى - وهو في صومعته - أن رسول الله قد أظلته غمامة من بين الركب ، ونزلوا في ظل شجرة قريباً منه ، فأظلت الغمامة الشجرة ، وتدلت أغصانها على رسول الله.. / نقل من موقع المعرفة ) . وكذلك كان هناك عبدان من أهل الكتاب يدعيان يسار و جبر ، كان محمد يجالسهما ( وفي تفسير ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ وعبد بن حُميد عن عبد الله بن مسلم الحضرميّ ، قال : كان لنا عَبْدان أحدهما يقال له : يَسار ، والآخر يقال له : جبر ، وكانا صيقليين ، فكانا يقرآن كتابهما ، ويعملان عملهما ، وكان رسول الله يمُرُّ بهما ، فيسمع قراءتهما ، فقالوا : إنما يتعلم منهما .. / نقل من موقع صحابة الرسول ) .                                                                                   * خلاصة الموضوع : أن سلمان الفارسي وتعظيمه من قبل محمد كان له أسبابه ، وهي أبقائه قريبا منه ، لأعتباره قاعدة معرفية وتاريخية ، ومن ثم النهل  من علومه ، وتوظيفها في نصوصه القرآنية .. ونفس الأمر بالنسبة للقس ورقة بن نوفل والراهب بحيرى ، وبشكل أو بأخر بالنسبة للعبدين " يسار و جبر " . فمحمد - لجهله المعرفي ، لا يفعل أمرا ألا وله منفعة فيه : فهوعليم بمغزى لمن يمدح ، تواق في نهل المعرفة من أهل العلم ، عارفا بمصلحة لمن يجالس .


115
                                      العهدة العمرية .. وثيقة تشويه الحقائق التاريخية

الموروث الأسلامي صناعة ماضوية هزيلة للأحداث والوقائع ، فالموروث زور التاريخ ، وأحال الظالم مظلوما ، وجعل من الجلاد مجلودا ، ومن القاتل ضحية ، ومن المغتصب رجلا شهما ، ومن المفكر كافرا ، ومن الفاتح رجل سلام ، وصور  سفك الدماء في الأمصار المفتوحة نثرا للورود .. ركام من المرويات ، رقعت ثم أصيغت كي تكون هي الحقيقة ! ، ولكن يجب أن نفقه تماما ، أن ما حصل و حدث فعلا ، وبين هذا الموروث الوهمي ، بون شاسع ، لا يمكن أن تلتئم جروحه ودمامله بالتدليس والتشويه من قبل أئمة الأسلام ، كما أن الحقائق دائما صعبة ومرة في الركون أليها من قبل البعض ! .                                                                                                              وموضوع العهدة العمرية وصاحبها - عمر بن الخطاب ، شهادة مزورة للتاريخ الماضوي ، وهذا المقال هو مجرد أضاءة .

المقدمة :                                                                                                                                 قبل القراءة النقدية للعهدة العمرية ، لا بد لنا أن نعرف بعضا مما ذكر عن شخصية عمر .. فقد جاء في موقع / موضوع ، بعضا من الصفات الشخصية لعمر ( قد شبّهه الرسول بنبيّ الله نوحٍ ، لشدَّته في أمر الله ، ومن غيرته على حرمات الله . سماع الحقّ وقبوله والعودة إليه : فقد عُرف بعدم التّعصّب لرأيه . الورع والوقوف عند أوامر الله تعالى . الخوف من الله والبكاء من خشية الله . الزهد والصبر والشجاعة والكرم ) . فلم تبقى صفة من الصفات ألا ووصف بها عمر . والخليفة عمر هو الذي قال عنه الرسول ( لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ . هذا الحديث رواه الإمام أحمد ، والترمذي / نقل من موقع أسلام ويب ) ، وهو الذي لقبه الرسول أيضا " بالفاروق ، لأنه فرق بين الحق والباطل / وفق تفسير بن كثير " . والتساؤل هنا ، هل هذا الفاروق حقا فرق بين الحق والباطل في وثيقة العهدة العمرية ! . هذا ما سنطلع عليه لاحقا .

الموضوع :
جاءت العهدة العمرية ، بعد أنتصار المسلمين في معركة اليرموك ، فقد جاء موقع / سطور ، التالي ( هي وثيقة صلح بين المسلمين بخلافة عمر بن الخطاب ، وأهل بيت المقدس وعلى رأسهم بطريرك القدس صفرونيوس . عُقدت هذه الوثيقة بين الطرفين بعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك سنة 15 هجرية .. )  .
1 . لا بد لنا أن نبين أن العهدة العمرية بنيت على تفسير أركان الأية 5 من سورة التوبة " فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " - وكذلك على الآية 29 من ذات السورة " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " . هاتين الآيتين تشرع لغير المسلمين ثلاث خيارات : أما الأسلام أو القتال أو الجزية ، وهذا ما بنيت عليه العهدة العمرية .

2 . وسوف أتناول بعض المقتطفات من العهدة العمرية / وللقراء الرجوع أليها كاملا من المصادر الذي سأعرضها . في المقدمة ، سأنقل مما جاء من كتاب " شروط العهدة العمرية كما جائت فى تفسير ابن كثير - لمؤلفه : إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء " ، ( اِشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عُمَر تِلْكَ الشُّرُوط الْمَعْرُوفَة فِي إِذْلَالهمْ وَتَصْغِيرهمْ وَتَحْقِيرهمْ وَذَلِكَ مِمَّا رَوَاهُ الْأَئِمَّة الْحُفَّاظ مِنْ رِوَايَة عَبْد الرَّحْمَن بْن غَنْم الْأَشْعَرِيّ ) ، ومن موقعي المعرفة والكلمة ، أنقل التالي ( هذا ما أعطى عبد الله ، عمر ، أمير المؤمنين ، أهل إيلياء من الأمان .. أعطاهم أماناً لأنفسهم . الا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب ، ولا يجدِّدوا ما خُرِّب ، ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم ، ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا ، وأن يوقّروا المسلمين ، وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس ، ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم ، ولا يتكنّوا بكناهم ، ولا يركبوا سرجاً ، ولا يتقلّدوا سيفاً ، ولا يبيعوا الخمور ، وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم ، وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا ، وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم ، ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين ، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم ، ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً ، ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين ، ولا يخرجوا شعانين ، ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم ، ولا يَظهِروا النيران معهم ، ولا يشتروا من الرقيق ما جَرَتْ عليه سهام المسلمين . ولا يشارك أحد منا في تجارة إلا أن يكون إلى المسلم أمر التجارة . وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن . فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم ، وقد حلّ للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق).

القراءة :                                                                                                                                 أولا - في موضوع تأريخية العهدة العمرية ، لم يكن هناك من تحقق تاريخي سليم بموضوعها ، وبمن كتبها ، هل كتبها المنتصرون / المسلمون ، أم كتبها المغلوبون / المسيحيون من أهل أيلياء ، فهناك الكثير من الحلقات غائبة بل مفقودة ، وهذا هو الموروث الأسلامي الطامس للحقائق ، فالموروث يذكر عبد الرحمن بن غنم الأشعري " فقيه و إمام شيخ أهل فلسطين ، قال ابن سعد ثقة إن شاء الله بعثه عمر إلى الشام يفقه الناس وكان أبوه صحابيا - نقل من موقع / صحابة رسول الله " ككاتب للوثيقة . ومن موقع / الجزيرة نت ، أنقل التالي وهو مقال للشيخ عصام تليمة ، حول روايات من كتب الوثيقة (( أما نقد متن العهدة العمرية فإن الباحث لا يحتاج إلا لمراجعة ما كتبه " ابن القيم " نفسه في بدء حديثه عن الشروط ، ليرى رأي العين ما في الروايات من تضارب ملحوظ ، فقد نصت الرواية الأولى ( على أن أهل الجزيرة هم الذين كتبوا إلى عبد الرحمن بن غنم ، ثم كتب عبد الرحمن إلى عمر ) ، بينما نصت الرواية الثانية (على أن عبد الرحمن كتب مباشرة لعمر حين صالح نصارى الشام ) ، وتبين الرواية الثالثة ( أن عبد الرحمن إنما صاغ شروط النصارى في كتاب لعمر ) ، فمن العجب العجاب أن يملي المغلوبون على الغالب شروطهم كأنه كان في حاجة إلى أن يوادعوه ! )) .                                     * أن العهدة العمرية - بأمر لا يقبل النقاش أو الجدل أنها كتبت من قبل المحتل / جماعة عمر ، وليس من عهدة تكتب من قبل المهزوم ، وحتى المرقعين للموروث يحتارون في تدليسهم وفي طمسهم للحقائق ، ولكن البديهيات لا تقبل الشك ! .   

ثانيا - من المؤكد أن العهدة أعتبرت من قبل الأسلاميين ، سبقا وحدثا تأريخيا ، أعطت لكل حق حقه ، وأعتبرت لائحة قانونية سابقة لحقوق الأنسان ، بينما هي وصمة عار في جبين الأنسانية ، وأنقل مقطعا من مقال للقس عازر عجاج بهذا الصدد منشور في  https://www.nazcol.org ( يعتبر البعض أنّ هذه الوثيقة من أهمّ الوثائق الخاصة بحقوق الانسان ، ويذهب بعض المسلمين الى نقيض ما سبق ، فيعتبرونها لم تأتِ إلّا لإذلال المسيحيّن وتحجيمهم ووضعهم في مكانهم الصحيح في الدولة الإسلاميّة ، علّهم يتّبعون الاسلام ديناً . وأيُّ حديث عن “تسامح دينيّ” ما هو إلا مفهوم عصريّ يُخالف الاسلام . ويختلف المسيحيون في موقفهم منها ، فيتفق مع الفكرة الأخيرة عدد ليس بقليل من المسيحيّن الذين يجدون فيها “ الدلائل التي تؤكد بوضوح على عدم قابلية الإسلام للتعايش مع الشعوب التي لا تدين به” ، ويؤكدون أن ما هي إلا “شروط وُضعت لأذلال ومحو هويّة الأمم التي احتّل الأسلام أراضيها ، والقضاء على الأديان التي يؤمنون بها . ولهذا فهي وثيقة كبت الحرّيات الدينيّة وجعل مواطني الشعوب المُحتلة أقل من درجة العبيد”.  بينما يجد أخرون أنها خير دليل على التعامل الإسلاميّ السمح إزاء المسيحيّن ، ويجد آخرون أن ما يُسمى بـالعهدة العمريّة ، ما هي إلا وثيقة لا تمت بأية صلة لعمر لا من قريب ولا من بعيد ، ولا يوجد معنى لنقاشها أو اعتبارها كنموذج لعلاقة المسلمين التاريخيّة بالأقليات الدينيّة) .

ثالثا - وودت أن أناقش بعضا من فقرات العهدة العمرية ، فتقول العهدة " ولا يتشبّهوا / أي المسيحيين ، بالمسلمين في شيء من لباسهم ، ولا يتقلّدوا سيفاً ، وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم ، وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا ، وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم " ، وهنا لا بد أن نسمي الأشياء بأسمائها ، فعمر الذي وصف بالفاروق / الذي فرق الحق عن الباطل ، والذي قال عنه الرسول "  لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ " ، فكيف لهكذا رجل أن يحرر هكذا وثيقة ! أنها وثيقة فصل عنصري ، ولا بد لنا أن نصف العهدة أنها (وثيقة الخزي والعار ، وثيقة المهانة والذل ، فالفاروق أصدر وثيقة لأستعباد الاخرين ، وميزهم حتى في شكلهم / في جز مقادم روؤسهم وفي لباسهم ، ليس من قهر وتحقير للذات البشرية كالذي كتب بالعهدة) .

رابعا - ومن ما كتب في العهدة " الا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب ، ولا يجدِّدوا ما خُرِّب " ، فكيف يتعبد المسيحيون ! ، وما مصير هذه الكنائس بعد أندثارها / بعد قرون ، وكيف يصلى بها دون تجديد ! ، أيتعبدون في أطلال وخرائب ! ، انه أيحاء أن يبقوا بلا عبادة من أجل تحويلهم الى الأسلام . أم ما كتب عن " ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم ، ولا يشارك أحد منا في تجارة إلا أن يكون إلى المسلم أمر التجارة . وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن " ، أي أن لا يبكوا على موتاهم ، ولا أن يتاجروا ألا أن كانت التجارة تؤل لمسلم ، وفوق كل هذا وذاك أن يدفهوا الجزية ! ، أنها وثيقة الموت البطئ للأنسان روحيا وماديا ! .

خامسا - ولا بد أن نتساءل هل أن كل ما كتب عن عمر حقا ما كان عليه ، وهو ما حدث فعلا ! ، وهل حقا أن عمر من قال " مذ كم تعبّدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا " ، لأن ما نقرأ هو خلاف ما حدث ! فكيف لوثيقة من وثائق عبودية البشر / وهم أهل كتاب ، أن يقول صاحبها هكذا قول ! ، فأما أن العهدة العمرية من صنع الفقهاء ، أو أن كل ما كتب عن عمر كذب وتدليس ، أو أن لعمر شخصيتين متناقضتين ، وأن الفقهاء كانوا ولا زالوا يجهلون المسلمين بهذه الأكاذيب . 

أضاءة :                                                                                                                                 ليس كل ما كتب في الموروث الأسلامي ، يجب أن نصدقه وان نعتبره من المسلمات ، فالكثير منه من هلوسات الفقهاء والمفسرين والأئمة ، ويجب دوما أن نعمل على " تقديم العقل على النقل " .. و ( العهدة العمرية ) هي من منتوجات هذا الموروث - التي وصفت العهدة بصحيفة عادلة لحقوق الأنسان ، ولكنها بالحقيقة وثيقة لأستعباد وأذلال الأنسان ! .


116
                    " أبراهيم عيسى " وتحطيم صنمية الموروث الأسلامي
مقدمة :                                                                                                                                               تناقلت وكالات الأخبار كسريان النار في الهشيم ، ما قاله الكاتب والباحث أبراهيم عيسى في برنامجه " القاهرة والناس - يوم 17.02.2022 " ، حين أنكر معراج رسول الأسلام - محمد بن عبدالله ، مسترسلا ، بما يمليه شيوخ الأسلام على العباد من خرافات ، لا تستند الى ثوابت وأسانيد . وفيما يلي بعض المحطات من تطورات قضية الكاتب أبراهيم عيسى :                                                                                                                                  1 . أن المعراج قصة تستحق التوقف عندها ، لما بها من خيال وأخفاقات ، وملخصها ( أن الرسول بعدما مضى عليه عشر 10 سنين في مكة ، يدعو الناس الى توحيد الله .. أسري به إلى بيت المقدس ، ثم عرج به إلى السماء ، وجاوز السبع الطباق ، وارتفع فوق السماء السابعة ، معه جبرائيل ، فأوحى الله إليه ما أوحى ، وفرض عليه الصلوات الخمس : الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، فرضها الله خمسين ، فلم يزل النبي يسأل ربه التخفيف ، حتى جعلها خمسًا .. / نقل من موقع الأمام بن باز ) .
2 . هذا الوضع جعل من أبراهيم عيسى في فوهة المدفع ، حيث تعرض لهجوم لاذع ، من قبل شيوخ الأسلام ، بدءا من مؤسسة الأزهر ، ببيان منشور على الميديا ، أنقل مقطعا منه ( وشدد الأزهر : كل ما ورد في القرآن الكريم وسنة سيدنا النبي الثابتة من المسلمات التي لا يقبل الخوض فيها مطلقا ، ولا يقبل تفصيل أحكامها وبيان فقهها من غير المتخصصين ؛ سيما إذا كانوا من مروجي الأفكار والتوجهات المتطرفة ، التي تفتعل الأزمات ، وتثير الفتن ، وتفتقر إلى أبسط معايير العلم والمهنية والمصداقية ، وتستثمر الأحداث والمناسبات في النيل من المقدسات الدينية ، والطعن في الثوابت الإسلامية بصورة متكررة ممنهجة .. / نقل من موقع العين الاخبارية ) ، أضافة للشيخ الأزهري عصام تليمة ، والشيخ عبدالله رشدي .. والنائب أبراهيم بكري وغيرهم ، حتى علاء مبارك ، نجل الرئيس الأسبق حسن مبارك ، أنبرى مهاجما أبراهيم عيسى ، وللعلم أن علاء مبارك ، كان سجله القضائي يعج بالقضايا ، منها ( ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية السبت أن محكمة جنايات القاهرة أمرت بالقبض على علاء وجمال ، نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك ، وحبسهما على ذمة قضية باتت معروفة باسم "التلاعب في البورصة". ) و ( وصدور حكم برئاسة المستشار وجيه حمزة شقوير وعضوية من المستشارين .. بعد تصالح حما علاء مبارك مع لجنة استرداد الأموال المهربة ، وقيامه متضامنا مع آخرين بسداد مبلغ مليار و315 مليون جنيه للدولة ، بحسب موقع بوابة  "الأهرام " المصرية ) كان بالأحرى لعلاء مبارك أن يرد أموال المصريين ! ، أما د . سعدالدين الهلالي بحواره مع عمرو أديب / كان رأيه بشكل أو بأخر ، يحتمل أكثر من جانب ! .
3 . وقد قدم ضد الكاتب أبراهيم عيسى بلاغا قضائيا / من أجل محاكمته قضائيا ، وهذا تطور مفصلي للقضية .. أنقل فيما يلي ملخصه ( تقدم المحامي فهمى بهجت ، بأول بلاغ للنائب العام المصري المستشار حماده الصاوى ، يطالب فيه بفتح تحقيق مع الإعلامى إبراهيم عيسى في اتهامات بـ " ازدراء الدين الإسلامي وإنكار ثوابته ونشر أخبار كاذبة " ) .
القراءة :                                                                                                                                  أن الكاتب المتنور أبراهيم عيسى ، لم يرتكب جرما ، ولم يهين أحدا بالتحديد ، ولم يقدم تصريحا يهدم به أركان الأسلام ! . أنما سرد رأيه بمرويات التراث الأسلامي - موضوعة المعراج / المختلف عليها أصلا ! . وهنا أنا ليس بصدد الدفاع عنه ، لأن موقفه لا يحتاج الى دفاع من أي أحد ، فهو الأخبر بما يقول ، ويستطيع الدفاع عن نفسه ، و شخصيا أنا معه بما قال / من جانب حرية الرأي ، وسوف أسترسل بموضوعة الأسراء والمعراج - علما أن المعراج مرتبط بها تحديد عدد الصلوات .                                                أولا - أن صحابة الرسول بذاتهم لم يتفقوا على الإسراء والمعراج ، هل كانت بالروح والجسد ، أم كانت بالروح فقط ، أو كانت مجرد حلم ! . ومن موقع / أسلام ويب ، أنقل ملخصا مما ورد بهذا الصدد (( من معجزات النبي التي حارت واختلفت وانحرفت فيها بعض العقول ، فزعمت أنها كانت مناماً ، أو كانت بالروح فقط .. ويستدل بعضهم بأثر عن عائشة ، بخصوص الإسراء والمعراج تقول فيه : ما فقدتُ جسد رسول الله ولكن أُسْرِيَ بروحه )) ، أذن زوج رسول الأسلام تقول أن الواقعة كانت " بالروح " وذلك لكون الرسول كان في فراشها . ويؤكد هذا الرأي معاوية بن أبي سفيان ، حيث يضيف ذات الموقع التالي (( وقال الشيخ محمد رشيد رضا:  قد تجد حديثين عن عائشة ومعاوية يُفْهِمان أن الإسراء لم يكن بجسده الشريف ، وهما حديثان ليسا مما يحتج بمثلهما أهل العلم بالحديث .)) . ورأي أخر يقول أن الأسراء والمعراج ، كان والرسول نائم أي مجرد " حلم " (( وكذلك استدل البعض على أن الإسراء والمعراج كانا مناماً ببعض روايات الأحاديث ، كما في رواية شريك:  وهو نائم ، وفي رواية أخرى قوله صلى الله عليه وسلم:  أنا عند البيت بين النائم واليقظان )) . أما الرأي الأخر ، فيقول قولا مختلفا عما سبق (( وقد أجمع أهل العلم سلفاً وخلفاً على أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة ، وأنهما كانا في اليقظة بجسده وروحه ، ونقل الإجماعَ على ذلك القاضي عياض في ( الشفاء ) ، والسفاريني في ( لوامع الأنوار ).. وأقوال أهل العلم في أن الإسراء والمعراج كانا في اليقظة بجسده وروحه كثيرة .. )) .
ثانيا - مما سبق ، نرى أنه لا يوجد أي أتفاق بالرأي حول الأسراء والمعراج ( هل كان بالروح ، أم بالروح والجسد ، أم كان مناما / أي أن الرسول كان نائما ! ) ، والتساؤل هنا ، أن العشرات من الصحابة والتابعين بينوا رأيهم في هذه الواقعة ، بشكل مغاير ومختلف / الواحد عن الأخر ، ومن ثم المئات من الفقهاء والمحدثين والباحثين كتبوا في هذا الشأن ، والجميع لم يتفقوا على مسار أو أتجاه واحد ، فلم عندما قال أبراهيم عيسى قوله " قامت الدنيا وأرى أنها سوف لن تقعد " .. أن السبب الرئيسي لهذه الهجمة ، لأن هذا الكاتب المتنور ، يشكل مفهوما جديدا للموروث الأسلامي بترك الغض منه .
ثالثا - من جانب أخر ، أن البعض يقول أنه هناك أكثر من عملية أسراء - أيضا غير متفق عليها ، وهذه أشكالية أخرى ! ، فمن موقع أسلام أون لاين ، أنقل التالي (( وكان الإسراء مرة واحدة وقيل مرتين : مرة يقظة ومرة منامًا ، وأرباب هذا القول كأنهم أرادوا أن يجمعوا بين حديث شريك وقوله : ( ثم استيقظت ) وبين سائر الروايات ، ومنهم من قال بل كان هذا مرتين : مرة قبل أن يوحى إليه ومرة بعد الوحي كما دلت عليه سائر الأحاديث ، ومنهم من قال بل ثلاث مرات: مرة قبل الوحي ومرتين بعده )) . 
رابعا - أرى أن موضوعة تحديد عدد الصلوات ، التي تمت في عملية المعراج ، أيضا مثيرة للجدل ، أذا لم نقل أنها خيالية ( في الحديث الصَّحيح الذي رواه أنس بن مالك فقال : فُرضت على النبي ليلة أسري به خمسين صلاة ، ثم نقصت حتى جعلت خمساً .. وكذلك حوار سيِّدنا محمد مع سيِّدنا موسى في حادثة الإسراء والمعراج .. ) وللتوضيح : حيث كان النبي موسى يلقن محمدا لكي يناقش الله ، أن ينقص عدد الصلوات ، حتى أستقرت بعد رحلات مكوكية مع الله من خمسين الى خمس صلوات . التساؤل هنا : هل يعقل أن أمرا تساوميا ، كهذا ، أن يحدث مع الله ! .
خاتمة :                                                                                                                                     مؤسسة الأزهر وشيوخ الأسلام يقولون ، بأن " كل ما ورد في القرآن الكريم وسنة سيدنا النبي الثابتة من المسلمات التي لا يقبل الخوض فيها مطلقا ، ولا يقبل تفصيل أحكامها وبيان فقهها من غير المتخصصين " هنا أتساءل هل كان حبر الأمة بن عباس مرورا بأبن كثير والطبري وأبن تيمية والأمة الأربعة ، هل درسوا بجامعات أو مؤسسات دينية أسلامية فقهية ، أم أنهم تعلموا وطالعوا وبحثوا ومن ثم أجتهدوا .. ، هنا أنا لا أقارن أبراهيم عيسى بهم ، ولكني أقول أن لكل فرد أجتهاده ، وعيسى أيضا كان له عشرات البرامج / القاهرة والناس و مختلف عليه ، يناقش بها كبار الكتاب والباحثين . من جانب أخر في تأريخنا الأدبي الكثير من الأدباء لم يكن لهم أي تحصيل أكاديمي ، ك عباس محمود العقاد - وهو أشهر من نار على علم .. خلاصة القول شيوخ السلفية وجماعة الأخوان ، يريدون لجم الأفواه بأي شكل كان ، أما قتلا / د . فرج فودة ، أو أغتيالا / كطعن نجيب محفوظ ، أو تهجيرا / د . نصر حامد أبو زيد ، أو سجنا / أسلام بحيري ، أو تكفيرا / د . سيد القمني ، والقائمة تطول ، والأن وصل الأمر الى المبدع " أبراهيم عيسى " الذي بدأ بتحطيم الصنمية الفكرية للموروث الأسلامي . 

117
                                            الأسلام ومفهومي الرحمة والنقمة

الموضوع :                                                                                                                                سأسرد ومضة عن موضوع المقال ، وأرى حتى نستوفي هذه الومضة لا بد لنا أولا أن نعرف الأسلام ، فوفق  قاموس المعاني ، أن الأسلام يعني ( اسم علم مذكر ومؤنث ، يُسمى به من كان على دين الإسلام . والإسلام هو إظهار الخضوع والقبول لِما أتى به النبي من عند الله . وهو الإخلاص لله والتسلم لأوامره . قال تعالى : ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ / آل عمران: من الآية19 ﴾ ) ، وأما مفهوم الرحمة في اللغة ، يعني ( وأصل هذه المادة يدلُّ على الرقة والعطف والرأفة ، وتراحم القوم : رحم بعضهم بعضًا . والرحمة أصطلاحا فهي : قد تستعمل تارةً في الرِّقَّة المجرَّدة ، وتارة في الإحسان المجرَّد عن الرِّقَّة / نقل من موقع الدرر السنية ) ، ومن المعجم الغني ، أنقل التالي حول كلمة نقمة { نِقْمَةٌ - الجمع : نِقَمٌ . [نقم] ، ( الْمَرَّةُ مِنْ نَقَمَ ) ، " كَانَتْ نِقْمَتُهُ شَدِيدَةً " : أي عُقُوبَتُه / الغني - عبدالغني أبوالعزم - صدر: 1421هـ/2001م } .

القراءة :
1 . لوفرضنا جدلا أن الأسلام دين رحمة للشعوب / الغير أسلامية ، فهل يستوي هذا الأمر ! ، أنه لا يستوي لأن الأسلام يكفر معتنقي باقي الأديان - كاليهود والمسيحيين والصابئة ، وذلك أذا لم يؤمنوا به ، وذلك وفق أية ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 29 سورة التوبة ) ، حتى أن النص القرآني القائل ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ /107 سورة الأنبياء ) أيضا يتناقض مع حديث الرسول نفسه ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله ) . أي أن لا الأسلام ولا حتى الرسول لم يكون في أي يوم من الأيام رحمة للعالمين ! .

2 . أما بالنسبة للمسلمين أنفسهم ، فأن الأسلام أيضا ليس بدين رحمة لهم ، وهم من تابعيه ! ، بل هو نقمة وبلاءا عليهم . وذلك لأن رسول الأسلام يقول : أن الفرق الأسلامية ستذهب للنار عدا واحدة منها ! ، وفق الحديث التالي ( ستنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ، وكلها في النار ما عدا واحدة ) ، والى الأن لم تعرف من هذه الفرقة التي ستذهب للجنة ! ، ومن هي باقي الفرق التي ستخلد للنار ! . ومن جانب أخر ، أن المسلمين أنفسهم ، متفرقين ومتمذهبين ومختلفين فيما بينهم ، السنة تكني الشيعة بالروافض ، والشيعة تكني السنة بالنواصب ، و بعضهم يكفر باقي الفرق كالصوفية والأحمدية .. والكل يقول على اليهود والمسيحيين ( .. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّين / َ 7الفاتحة ) ، ووفق تفسير أبن كثير { أخص أوصاف اليهود الغضب ، كما قال فيهم : من لعنه الله وغضب عليه / سورة المائدة : 60 . وأخص أوصاف النصارى الضلال ، كما قال : قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل / سورة المائدة : 77 } .

3 . ولو رجعنا الى تعريف الأسلام القائل ( والإسلام هو إظهار الخضوع والقبول لِما أتى به النبي من عند الله . وهو الإخلاص لله والتسلم لأوامره .. ) ، التعريف أشكالي ، فهل الأسلام هو الخضوع الى ما أمر وأتى به محمد من عند الله ، ومن يؤكد أن ما يأمر به محمدا هو من عند الله ! ، ولم الله يأمر بمحاربة باقي عباده غير المؤمنين بالأسلام دينا ، وأذا كان كذلك ، لم الله أرسل الله رسلا غير محمد / موسى ويوحنا المعمذان المسيح ، وكان الأحرى بالله أن يكتفى ب "محمد" فقط .

4 . ومن الضروري أن نبين : أنه من كل مما ذكرنا لا يعني أن المسلمين هم أيضا يشتركون بكونهم نقمة على الأخرين ، وذلك لأن لو كان هناك من خلل أو أشكال في العقيدة فهذا لا يعني ، أن الأمر يقاس على كل أتباع العقيدة / أي على كل المسلمين ! . وأرى أن نؤكد أيضا ، أنه ليس من قواعد ثابتة أو عامة ، تحكم بنية أي مقال .

خاتمة :
لا يمكن أن يكون محمد كرسول والأسلام كعقيدة / نصوصا وأحاديثا وسننا ، رحمة للعالمين ، وذلك لأنهما أوجدا التطرف والتكفير ، وكرزا عدم قبول الأخر ، ولم يعترفا أيضا بوجود غير الأسلام دينا ! . علما أن العالم عظيم ، ويتسع لأختلاف الأديان والمذاهب والفرق والأفكار .. وبالرغم من وجود نص قرآني يبين ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ / 6 سورة الكافرون ) - ولكن شيوخ الأسلام يفسرون النص على هواءهم " فيقول البخاري - يقال :  لكم دينكم ) الكفر ) ولي دين( ألإسلام ) " .                         خلاصة القول : الرحمة هي الرقة والأحسان في التعامل مع الأخر ، والنقمة هي تكريس للبلاء والظلم لحياة الأخر .. واللبيب يفهم ! . 


118
                                      الحكم الأسلامي بين الشورى وبين التوريث

أستهلال :                                                                                                                                      أكد محمد بن عبدالله - رسول الأسلام ، بقرآنه على مبدأ الشورى ، وفق نص محدد وجلي ، لا يقبل الجدل أو الشك وهو :  ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ / 38 سورة الشورى ) ، ولكن هل أتبع هذا المبدأ الصحابة والتابعين / ومن جاء من بعدهم ، بعد وفاة الرسول ! ، هذا ما سوف أبحثه في هذا المقال .

الموضوع :                                                                                                                                 أرى بداية أن نفسر آية الشورى / أعلاه ، فوفق تفسير أبن كثير ، يقول (( وقوله : " والذين استجابوا لربهم " أي : اتبعوا رسله وأطاعوا أمره ، واجتنبوا زجره ، " وأمرهم شورى بينهم " أي : لا يبرمون أمرا حتى يتشاوروا فيه ، ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جرى مجراها ، كما قال تعالى ( وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله / آل عمران  159 ) ، ولهذا كان عليه الصلاة ، يشاورهم في الحروب ونحوها ، ليطيب بذلك قلوبهم . وهكذا لما حضرت عمر الوفاة حين طعن ، جعل الأمر بعده شورى في ستة نفر .. / نقل بأختصار من موقع http://quran.ksu.edu.sa )) .       وفي موقع أخر http://www.quran7m.com  ، جاء التالي (( أى : شأنهم أنهم إذا حدث بينهم أمر هام يحتاج إلى المراجعة والمناقشة ، تجمعوا وتشاوروا فيما هو أنفع وأصلح . .قال القرطبى ما ملخصه : قوله تعالى " وَأَمْرُهُمْ شورى بَيْنَهُمْ " أى : يتشاورون فى الأمور . والشورى مصدر شاورته - والتشاور : استخراج الرأى من الغير . قال الحسن : ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمورهم . وقال ابن العربى : الشورى : ألفة للجماعة ومسبار للعقول ، وسبب إلى الصواب )) .                                                                                * مما سبق يتأكد ، أن مبدأ الشورى نص قرآني - للذين أستجابوا لربهم وأتبعوا رسله ، وقد عمل به الرسول وأتبعه في بعض من حكمه وقرارات حروبه - لتطمأن وتستريح القلوب ، وأتبعه الصحابة كعمر ، وأكد عليه الحسن وكبار الفقهاء والمفسرين والمحدثين ، أمثال : أبن العربي والقرطبي وغيرهم ، فهل أستمر العمل بهذا المبدأ / الشورى ، مستقبلا ! .
 
القراءة :                                                                                                                                أولا - بعد وفاة الرسول ، حدث تصارع على السلطة ! ، والرسول مسجى في بيت عائشة / لم يدفن بعد ، فأجتماع سقيفة بني ساعدة / 11 هج ، لم تكن تطبيقا لمبدأ الشورى ، ولم تكن واجبة وقرآن رسولهم يقول " أمرهم شورى بينهم " ، حيث أراد الأنصار الأنقضاض على الحكم والسلطة ( قال ابن إسحاق : ولما قبض رسول الله انحاز هذا الحي من الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة ، واعتزل علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله في بيت فاطمة وانحاز بقية المهاجرين إلى أبي بكر وانحاز معهم أسيد بن حضير في بني عبد الأشهل فأتى آت إلى أبي بكر وعمر فقال إن هذا الحي من الأنصار مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة .. / نقل من موقع المعرفة ) ، وفض الأجتماع بمبايعة أبو بكر جبرا وعنوة بقوة عمر . أي في أول تطبيق لعملية أنتقال للسلطة ، والرسول له ساعات متوفى ، لم يتفق آل بيته وأصحابه وتابعيه على الخلافة وكانوا متصارعين ، ولأجله أجتمع الأنصار وحدهم سرا في السقيفة دون أبلاغ المهاجرين .   

ثانيا - وفي تولية عمر الخلافة ، لم يكن الأمر شورى ، ففي موقع / الدرر السنية ( إن طريقة تولية الفاروق الخلافة بعد الصديق الأعظم كانت باستخلاف أبي بكر إياه ، وذلك أن أبا بكر مرض قبل وفاته خمسة عشر يوماً ولما أحس بدنو أجله عهد في أثناء هذا المرض بالأمر من بعده إلى عمر بن الخطاب وكان الذي كتب العهد عثمان بن عفان .. ) . أي كان الأمر بطريقة التعيين ، ولم يكن هناك شورى . أما في خلافة عثمان ، فالامر كان مختلفا ! ( فلما قتل عمر بن الخطاب ، لم يعهد بالخلافة إلى شخص بعينه ، ولكنه جعلها شورى بين ستة من أصحاب رسول الله : عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف . وقال : يحضركم عبد الله يعني ابنه ، وليس له من الأمر شيء ، بل يحضر ليشير بالنصح .. وفض الأمر في تولي عثمان بن عفان / نقل من موقع أسلام ويب ) . ويحسب الأمر لعمر لأنه طبق الشورى ، ومن المؤكد أن عمر يعتبر حالة فريدة أسلاميا ، لتطبيقه النص القرآني . وبعد مقتل عثمان ، أختلفت الأراء فيمن يتولى الخلافة من بعده ، وذلك لأن الجو كان مشحونا سياسيا وقبليا ، ومن موقع /
 قصة الأسلام ، أنقل التالي ( رشَّح المصريون عليًّا فاختبأ منهم ، وطلب الكوفيون الزبير بن العوام فلم يجدوه ، وطلب البصريُّون طلحة بن عبيد الله فباعدهم .. على الرغم من أنَّ كلًّا منهما كان طامعًا بالسلطة محبًّا لها ، ولكن الجوَّ السياسي العامِّ كان لا يسمح بتولِّي منصب الخلافة من دون الاتهام بممالأة الثائرين .. توجَّه بعض الصحابة من المهاجرين والأنصار نحو عليٍّ وخاطبوه قائلين : " إنَّ هذا الرجل قد قُتل ، ولا بُدَّ للناس من إمام ، ولا نجد اليوم أحدًا أحقَّ بهذا الأمر منك .. ) وتم أختيار عليا للخلافة ، ولكن أيضا ، بألية تختلف عن الشورى ، لأن الوضع كان كقاعدة العرض والقبول ، حيث عرضت الخلافة على أكثر من صحابي ، والكل رفضوا العرض / بما فيهم علي ، ولكن علي بن أبي طالب وافق في نهاية الأمر .

ثالثا - بمقتل علي ، لم يكن هناك شورى في مبايعة من يخلفه ، ولكن الأمر ذهب للحسن / وكأن الخلافة وراثة ، فمن موقع فيصل نور ، أنقل التالي ( يقول ابن كثير : إن علياً لما ضربه ابن ملجم قالوا له : استخلف يا أمير المؤمنين فقال : لا لكن أدعكم كما ترككم رسول الله ، يعني بغير استخلاف .. فلما فرغ الناس من دفن علي ، كان أول من تقدم إلى الحسن بن علي ، قيس بن سعد بن عبادة فقال له : ابسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه فسكت الحسن فبايعه ثم بايعه الناس بعده ) .           * وأني أرى لو كان هناك صلاحا في خلافة الحسن ، لأوصى له أبيه . والخلافة شأن جلل وكبير والحسن كان ملتهيا بأمور متاع الدنيا من زواج وطلاق ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ـ التالي (( ذكر غير واحد من أهل العلم أن الحسن بن علي كان كثير التزوج ، كثير التطليق ، قال ابن كثير : " قالوا : وكان كثير التزوج ، وكان لا يفارقه أربع حرائر ، وكان مطلاقا ، مصداقا ، يقال إنه أحصن سبعين امرأة " انتهى من " البداية والنهاية" (8/42) . . وذكرا نحوا من هذا الذهبي رحمه الله في "سير أعلام النبلاء" (3 /253) ، وينظر أيضا : "تاريخ دمشق" لابن عساكر (13 /251) .. )) .                                            * وبعد تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان سنة 41 للهجرة ، أصبح معرضا لأقوال السوء من أصحابه ، فقد جاء في موقع / كتب ، التالي ( وكان نزول الحسن عن الخلافة في سنة 41 للهجرة ، وأصحابه يقولون له يا عار المؤمنين فيقول العار خير من النار ، وقال له رجل السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال : لست بمذل المؤمنين ولكني كرهت أن أقتلكم على الملك ) . ومات الحسن بن علي مسموما (( دعا (معاوية) (مروان بن الحكم) إلى إقناع (جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي) ـ وكانت من زوجات الإمام الحسن ـ بأن تسقي الحسن السمّ وكان شربة من العسل بماء رومة ، فإن هو قضى نحبه زوّجها بيزيد ، وأعطاها مئة ألف درهم ، وتوفى أثر ذلك سنة 50 للهجرة ، ولم يتزوجها يزيد ! )) .

رابعا - لم يكن هناك أي أمرا من أمور الشورى في المعارك التي خاضها المسلمون : كمعركة الجمل 36 للهجرة / بين جيش علي والجيش الذي يقوده  طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام بالإضافة إلى عائشة ، ومعركة وصفين 37 للهجرة / بين جيشي علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان ، وواقعة الطف 61 للهجرة / التي قتل بها الحسين نحرا - والتي كانت بين الحسين وجيش يزيد بن أبي سفيان . علما ان المفسرين ك " أبن كثير " : كان يشير للتشاور بشأن الحروب ، حيث يقول ( لا يبرمون أمرا حتى يتشاوروا فيه ، ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جرى مجراها .. ) .

خامسا - ولكن سابقة التوريث بمفهومها السلطوي وأنعكاساتها على الحكم لم تظهر بشكلها العلني ، ألا في زمن معاوية بن أبي سفيان ، وذلك عندما تسلم الحكم من الحسن بن علي سنة 41 للهجرة ، وأورث لأبنه يزيد الخلافة ، فقد جاء في كتاب " استحداث الخليفة معاوية بن أبي سفيان لنظام والية العهد وردود األفعال التي واجهته )41-60 هـ /661 -680م( - بدر بن هالل العلوي وخلود بنت سالم باحشوان " ، أنقل منه التالي ، ( كان أول ظهور لنظام ولاية العهد سنة 56 هـ/ 676م : تعد ولاية العهد " نظام التوريث " الذي استحدثه الخليفة معاوية بن أبي سفيان من أكثر الأمور إثارة للجدل في الدولة الأسلامية ؛ وذلك لأن مسألة وراثة الحكم لم تكن معروفة في الدولة الأسلامية قبل هذه الخطوة التي اتخذها الخليفة معاوية ، عندما عهد بالخلافة من بعده لأبنه يزيد ، وبذلك يعد معاوية أول خليفة بايع ولده في الأسلام ، ويأخذ عليه البعض ، بل ينعته ٍ بأنه " حول الأمامة إلى مُلكٍ كسرويٍّ والخلافة إلى منصب قيصريٍّ " .. ) .

خاتمة :
الحكام والطامحين للسلطة وحتى مراكز القوى في بواكير العهود الأسلامية ، لا يأخذون بنظر الأعتبار ، لا لنص قرآني ولا لحديث ولا لسنة ، الأهم لديهم هوس السلطة والحكم والتفرد . ورجوعا الى نص " أمرهم شورى بينهم " ، هذا النص لايعمل مع أناس ، معظمهم أعتنقوا الأسلام من أجل السلطة ، ومعاوية بن أبي سفيان ، أكبر مثال على ذلك ! - وهو من المؤلفة قلوبهم هو وأبيه أبوسفيان بن صخر ، وللحق يقال أن معاوية هو رجل دولة وحكم / مؤسس الدولة الأموية ، فهكذا رجل لا يتعامل مع موروث ، قد قضى من جاء به ! / محمد بن عبدالله ، معاوية وغيره من الصحابة ، حين توفى الرسول ، أصبح الحكم هو الهدف ، وهذا لا يمنع من وجود غطاء ديني ، لكي تستتر به أفعالهم ، وعندما تشتدد الأمور ، وتتعقد يلجأ الحكام الى الفقهاء والمحدثين والمفسرين للترقيع والتأويل !! .   

119
الشريعة الأسلامية .. أضاءة في الصميم 

سنتناول في هذا المقال قراءة حداثوية لموضوعة " أمكانية تطبيق الشريعة الأسلامية " في القرن الواحد والعشرين .
الموضوع :                                                                                                                                              ولكي ندخل في هذا الصدد ، لا بد لنا أولا أن نعرف الشريعة الأسلامية ، فقد جاء في موقع / الألوكة ، التالي ( ما قاله بعض أهل العلم أن : الشريعة هي وضع إلهي سائغ لذوي العقول ، وقال بعضهم : هي ما شرع الله لعباده من الدين ، أي من الأحكام المختلفة ، أو هي الأحكام التي شرعها الله لعباده ، سواء أكان تشريع هذه الأحكام بالقرآن أم بسنة النبي محمد ، من قول أو فعل أو تقرير ، وقيل هي ما شرعه الله لعباده من العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات ونظم الحياة ، وهي بالاعتبار الأخير تكون شاملة للعقائد والأحكام ، على خلاف ما جرى به عرف المتأخرين من قصر الشريعة على الأحكام العملية ، وأياً كان الأمر فإن التعاريف السابقة توحي بأن الشريعة هي وضع إلهي ليس للإنسان دخل في وضعه وتأصيله . ) . ومن مميزات الشريعة الأسلامية ( ربانية المصدر ، العصمة عن الخطأ ، الثبات ، الشمول ، الواقعية ، المرونة ، العالمية ، الوسطية و مخاطبة العقل والقلب معا و .. / نقل بأختصار من موقع سطور ) .                                                      * وسوف لن أخوض في حيثيات الشريعة الأسلامية كموضوع ، وعلى القارئ أن يرجع للمصادر المعتمدة ، في حال رغبته أن يطلع على تفاصيل أكثر بصددها ، وسينصب تركيزي في عملية أمكانية تطبيق الشريعة الأسلامية .

القراءة :                                                                                                                                              أولا - لابد لنا أن نقول بداية أن عصر المسلمات قد أنتهى ، وأن التجهيل والتغييب للعقل الجمعي قد ولى ، وقد جاء عصر الفيلسوف ديكارت " الشك يوصلك لليقين " . فأن يكون المورث الأسلامي مقدسا - وهذا ما ينطبق أيضا على الشريعة الأسلامية ، وأنه لا يمكن الأقتراب منه ، ومصدقا لكل شطحاته ، أعتقد أن هذا الأمر قد أصبح لا ينجلي على المجتمع الواعي ، وأن مبدأ عدم المساس بالحقائق والمبادئ / والشريعة الأسلامية من ضمنها ، قد أصبح ثقافة ماضوية مستهلكة ، فالعقلية الحداثوية لها مبدأ شكوكي ( والشكوكية : هي عدم ضمان صحة أي شيء إلا بتقديم دليل يثبت صحته ، ويقدم إجابات شافية ، وذلك لتجنب الإيمان بقشور الأمور وسطحيتها ، من أجل مزيد من البحث حول بواطن الأمور وجوهرها . / نقل من موقع نون بوست ) ، وهذا ما نحن بصدده .

ثانيا - هل من المنطق أن تكون شريعة قد كتبت قبل أكثر من أربعة عشر قرنا أن تتحكم بمصائر وعلائق ووقائع وأحداث عالم اليوم ! ، عذرا ليس قبل أربعة عشر قرنا ، بل أنها كتبت خارج نطاق الزمان والمكان / مجهولة التاريخ ، وذلك لأن القرآن الذي هو المصدر الأساسي للشريعة ، كان موجودا منذ قديم الأزل ( فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ / سورة البروج ) ، أي أن الشريعة قد سطرت قبل الخلق ، فكيف أذن لشريعة أن تحكم الخلق قبل وجودهم الفعلي على الأرض ! ، وذات الشئ ينطبق على سنن وأحاديث وأفعال الرسول ، وذلك لأن كلام الرسول ، يوحى به من قبل الله ، والله كل شئ لديه موجود منذ البدأ ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى / سورة النجم 3 ، 4 ﴾ ، فهل يعقل أن تطبق أحكام هكذا شريعة على المجتمع ! . 

ثالثا - سأناقش بعضا من مميزات الشريعة الأسلامية ، حيث يقال أنها " معصومة عن الخطأ " ، وهذا أمر مؤكد - وفق ما ذكر في الفقرة السابقة ، وذلك على أساس أن الشريعة مؤسسة على القرآن ، والقرآن تام ومطلق ( لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد / 42 سورة فصلت ) ، ولكن هل من المنطق أن يحكم العلاقات المجتمعية المتحضرة ، شريعة كانت تحكم مجتمع قبلي جاهلي ، معتمد على الغزو والرعي ومهووس بالجنس ، هل هناك من منطق في هذا ! ، وكم من فجوة بكل الجوانب المختلفة بين هذين المجتمعين .. وهل الشريعة الأسلامية التي تحكم المجتمع السعودي أن تطبق مثلا على المجتمع الفرنسي . ما دام من مميزات الشريعة الأسلامية " العالمية " و " الشمولية " .   
 
رابعا - ولو أخذنا واقعة جنائية كمثال ، وأردنا أن نطبق الشريعة الأسلامية عليها ، فمثلا واقعة " الزنى " ، فوفق الشريعة الأسلامية ، يستوجب أن يكون هناك أربعة شهود ، وان يكونوا متأكدين من الفعل الجنسي تماما ك " العود في المكحلة ! ، فقد جاء في موقع / أرشيف الأسلام ، بهذا الصدد التالي ( أن أربعة شهدوا أمام الفاروق عمر ، فسأل الأول : هل رأيت كالعود في المكحلة والقلم في المحبرة ؟ فقال نعم ، وسأل الثاني : فقال نعم ، وسأل الثالث : فقال نعم ، وسأل الرابع : فقال رأيت رجليها على كتفيه تهتزان كأذني حمار يجري ، فسأله : هل رأيت كالقلم في المحبرة والعود في المكحلة ؟ فقال لا ، فقال الفاروق عمر أقيمو عليهم الحد ) . فهل بالأمكان أن تطبق هكذا شريعة على هكذا جرائم في عالم اليوم ، وهل من منطق في وجود هكذا شهود ، في واقعة تستوجب الخصوصية والسرية ! .

خامسا - علميا وعمليا ، ووفق التطور التكنولوجي ، ليس من وضع أو قاعدة أو نظرية أو مبدأ ، أن يبقى على ثباته ، ليس من أطلاق وعمومية في الأشياء ، فمثلا النظرية النسبية ل " ألبرت أينشتاين " ، والتي تعتبر أنجازا علميا منقطع النظير ، لم يدم ثباتها طويلا ، فهي على أقل تقدير تعرضت للنقد ، وتم أنجاز نماذج مضادة لها ( نظرية كاملة لسحب الأثير ، على النحو الذي أقترحه جورج غابرييل ستوكس (1844) ، استخدمه بعض النقاد كـ لودفيج سيلبرشتاين (1920) أو فيليب لينارد(1920)  كنموذج مضاد للنسبية . / نقل من موقع الموسوعة ) . ومادام الشريعة بها قواعد وأحكام وتطبيقات ، أذن يجب أن تكون خاضعة للنقد من أجل التطوير والملائمة للمتغيرات الزمانية والمكانية .

خاتمة :
هل من المفروض أن تحكم العلائق البشرية ، " أحكام ربانية " ! ، أم أن تحكمها أحكام وضعية / مدنية ، تتلائم مع الوضع الزمني والمكاني للمجتمع ، وهل الله / من المنظور الأيماني ، قد خصص للعبادة والنصح على الفضائل والأخلاق وعلى أتباع أفعال الخير ، أم أن الله سخر لسن الشرائع والقوانين التي تحكم البشر ! ، وأذا أمنا بحكم الشريعة الأسلامية جدلا ، فيجب من الناحية العملية أن تتغير الشرائع والأحكام وفق تقادم الأزمان وتطور المجتمعات ! ، وأذا كان الأمر كذلك ، فسنواجه أشكالية كبيرة ! ، فعلى من ستنزل الشرائع الجديدة ! ، وخاتم المرسلين محمد قد قضى قبل أربعة عشر قرنا !! .




120
                            المملكة العربية السعودية وبن سلمان .. قراءة نقدية
تمهيد :                                                                                                                                   أرى أن المملكة العربية السعودية تمر بمرحلة مخاض جديدة ، من أجل العبور الى مرحلة المملكة العربية السعودية الرابعة ! ، وذلك في عهد ولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان " وكانت المملكة السعودية الأولى / أمارة الدرعية في عام 1744 م ، أما المملكة السعودية الثانية / أمارة نجد - فهي التي سقطت عام 1891 م ، وأخيرا وليس أخرا ، المملكة السعودية الثالثة 1902 ، وهي التي تمحورت تحت أسم المملكة العربية السعودية في 1932 م .. والى الأن " . 
القراءة :                                                                                                                                     1 . في تحول تأريخي دراماتيكي ، يتحول نظام الملك في السعودية الى صيغة النظام الوراثي / من الأب الى أبنه ، فحين تولي سلمان بن عبدالعزيز مهام الملك في السعودية عام 2015 ، تحولت ولاية العهد من مقرن بن عبد العزيز ، الى محمد بن نايف بن عبد العزيز 2015 – 2017 م ، الى نجل الملك سلمان في 2017 م ، محمد بن سلمان المولود عام 1985 م .. ضاربين كل ما أتبع سابقا من أعراف ، علما أن لدى الملك سلمان أبنا أكبر من محمد وهو سلطان تولد 1956 م ! .
2 . ولي العهد محمد بن سلمان ، يحكم السعودية بوجود أبيه الملك سلمان البالغ من العمر 87 سنة ، والمستقر في مدينة نيوم ، وولي العهد محمد له مشروع " رؤية السعودية 2030 " الذي أدخل السعودية في مرحلة جديدة ، منها ( مشاريع أقتصادية وعمرانية وسياحية ، تحجيم دور المؤسسة الدينية ، والذي نتج عنه ، مثلا : تجميد تصرفات هيئة المعروف والنهي عن المنكر ، والأكثر والأعمق رأيه في الموروث الأسلامي ومنها ، صحة الأحاديث ، فيقول ( القرآن صالح لكل زمان ومكان ، الحكومة في الجوانب الشرعية مُلزمة بتطبيق النصوص في القرآن ، ونصوص الحديث المتواتر ، وتنظر للأحاديث الآحاد حسب صحتها وضعفها ووضعها ، ولا تنظر لأحاديث الخبر بتاتاً إلا إذا كانت تستند على رأي فيه مصلحة واضحة للإنسان . وأضاف ، لا نتبع مدرسة أو عالما معينا … الشيخ محمد بن عبد الوهاب لو خرج من قبره ووجدنا نؤلّهه ونطبق نصوصه دون اجتهاد لرفض الأمر . ولا توجد مدرسة ثابتة .. ويضيف الكاتب ، للعلم " الأحاديث المتواترة هي تلك الأحاديث المروية عن عدد كبير من الرواة بحيث يستحيل اجتماعهم على الكذب ، ولا يزيد عددها عن 110 حديث ، بينما الأعداد الغالبة هي أحاديث الآحاد وهى أحاديث مشكوك في ثبوتها ولا تصل حد اليقين ، ومع ذلك فإن الكثير من الأحكام في المذهب السلفي يتم الاستناد فيها إلى أحاديث الآحاد " . نقل بشكل مختصر من مقال منشور في موقع / الحرة - للكاتب بابكر فيصل ) كذلك أعطى للمرأة حرية قيادة السيارة ، وأنبثقت بأمره هيئة الترفيه بأشراف تركي آل الشيخ .. الخ .
3 . تعامل ولي العهد السعودي / الشاب اليانع  قليل الخبرة ، مع الكثير من الملفات الأمنية والعسكرية بطريقة غير حكيمة ، بل يمكن أن نقول عنها ، بطرق مضطربة وشنيعة ومشبوهة ، كعملية تصفية الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في أسطنبول / تركيا 2018 . والذي قال عن الحادثة ولي العهد بن سلمان ( لأكثر من أسبوعين ، نفت السعودية باستمرار أي معرفة بمصير خاشقجي . وقال الأمير محمد بن سلمان لمحطة بلومبيرغ الإخبارية ، إن الصحفي غادر القنصلية " بعد بضع دقائق أو ساعة واحدة " ، وأضاف " ليس لدينا ما نخفيه". نقل باختصار من موقع BBC ) . وكان خاشقجي قد خنق وقطع داخل القنصلية ، ولا تزال مكان أشلائه مجهولة . وحاول أن يعيد الكرة مع الدكتور سعد الجبري ( واشنطن - أ ف ب : قال المسؤول الاستخباراتي السعودي السابق سعد الجبري إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أرسل فريقا لقتله أثناء وجوده في المنفى بكندا .. ) . ومن بعد دوره اللاحق في " عاصفة الحسم " / 2015 م ، الحرب على الحوثيين في اليمن . اليمن المنكوبة - التي عبر عنها الشاعر اليمني عبدالله البردوني بقصيدة في مهرجان أبي تمام سنة 1971 موصل / العراق : ( ماذا أحدث عن صنعاء يا ابت ؟ .. مليحة عاشقاها السل والجرب ) . وكذلك في شبهة عملية مقتل الحارس الشحصي للملك سلمان ( دبي ، الإمارات العربية المتحدة CNN ، مقتل اللواء عبدالعزيز الفغم ، حارس العاهل السعودي ، الملك سلمان بن عبدالعزيز ، في الـ29 من سبتمبر/ أيلول 2019 ، في حادثة أثارت تفاعلا واسعا ورفعت علامات استفهام وتكهنات حول حقيقة ما حصل ، ضحدتها السلطات السعودية ببيان رسمي يوضح ما حدث ) .

4 . ومن تصرفاته المثيرة للجدل والأستغراب معا ، قيام ولي العهد السعودي بن سلمان بعملية حجز لأمراء ومسؤولين كبار سعوديين في فندق ريتز ، بعملية قيل عنها لمكافحة الفساد ، ومن ثم قيامه بحجز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري (( " زعمت صحيفة بريطانية أن الأمراء السعوديين ورجال الأعمال المحتجزين ، ضمن حملة مكافحة الفساد التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ، يتعرضون إلى عمليات تعذيب من قبل متعهدين أمريكيين " . " وكان اسم شركة ( بلاك ووتر ) قد طرحه الرئيس اللبناني ميشال عون ، عندما كتب على ( تويتر ) يقول إن رئيس الوزراء سعد الحريري محتجز في السعودية من قبل حراس ( بلاك ووتر ) ، وذلك قبل أن يقوم بحذف التغريدة / نقل من موقع سبوتنك )) .

خاتمة :                                                                                                                                    * الأمير محمد بن سلمان ملك تحت مسمى ولي عهد ، والملك غائب أو مغييب ، من المحتمل أن يصبح ملكا ، بتنازل الملك الحالي سلمان له ، ولكن الأسئلة التي تطرح ، هل الأمراء الذين كانوا مرشحين لخلافة سلمان قدروا لهم أن يصمتوا / مثل الأمير متعب بن عبدالله ، والأمير أحمد بن عبدالعزيز ، والأمير محمد بن نايف وغيرهم ، أم أن ما ذكرتهم هم أصلا مغيبين لسبب أو لأخر . وهل هيئة البيعة السعودية ستصمت ( هيئة سعودية تعنى باختيار الملك وولي العهد ، وتتكون من أبناء وأحفاد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود ، ولقد أسست الهيئة في 2006 ) أم أنها ستتحرك في مرحلة تفاقم الأحداث .
* أن طريقة الحكم والتصرفات والقرارات المتخذة و .. من قبل ولي العهد السعودي لا تدل على أنه رجل دولة متطلع لأن يحكم مملكة كالسعودية ، يقطنها أكثر من 35 مليون نسمة ، وبها مراكز قوى من الأمراء والأميرات والشيوخ ، وتضم الكثير من القبائل المتنفذة المؤثرة ، كل ما ذكر له تأثير ، على من سيخلف الملك ، من جانب اخر ، هل ما ذكرته من مراكز قوى سترضخ للشاب الساعي للحكم أم ستنتفض بتحالف فيما بينها ، أو بطريقة من الطرق الأخرى المعهودة في المملكة !.       

121
                                                       أضاءة في بدأ التشيع
أستهلال :                                                                                                                                                   بداية أرى أنه من اللازم أن نعرف كلمة تشيع ، فقد جاء في موقع المعرفة ( لفظ شيعة في الأساس من الفعل تشيع وهو يعني في اللغة مال إلى أو اتبع ، فيقال تشيع الرجل لفلان أي مال إلى فلان أو اتبع فلان ، وشيعة الرجل أي أتباعه أو أنصاره . وعلى مدار التاريخ الإسلامي أطلق لفظ شيعة على بعض المجموعات مثل شيعة عثمان وشيعة علي وشيعة معاوية ) .

الموضوع :
كتب عن هذا الموضوع الكثير ، ولكنني أرى أن البحث الذي قدمه د . أحمد الوائلي 1928 – 2003 م ( أشهر خطيب حسيني وواعظ معاصر عند الشيعة وشاعر وأديب عراقي ) هو الأقرب طرفا لواقع قضية التشيع ، والبحث منشور بموقع / مركز الأشعاع الأسلامي ، ويبين د . الوائلي : أن السقف الزمني للتشيع يمتد لمدى ما بين حقبة رسول الأسلام والى مقتل الحسين بن علي / واقعة الطف 61 للهجرة ، وتوزعت الأراء الى مايلي : ( 1 . رأي يرى أنهم تكونوا بعد وفاة الرسول : ومن يذهب لهذا الرأي هم ، أبن خلدون و د . أحمد أمين .. وقد أكد المستشرق جولد تسيهر : إن التشيع نشأ بعد وفاة النبي ، وبالضبط بعد حادثة السقيفة / 11 للهجرة . 2 . رأي ذهب إلى أن التشيع نشأ أيام عثمان ، ومن الذاهبين لذلك : جماعة من المؤرخين والباحثين منهم : ابن حزم . 3 . رأي أخر قال أن تكون الشيعة كان أيام خلافة الإمام علي ، ومن الذاهبين إلى هذا الرأي النوبختي في كتابه " فرق الشيعة " وأبن النديم . 4 . رأي ذهب الى أن ظهور التشيع كان بعد واقعة الطف 61 للهجرة ، ويقولون أن بوادر التشيع التي سبقت واقعة الطف لم تصل إلى حد تكوين مذهب متميز له طابعه وخواصه وإنما حدث ذلك بعد واقعة الطف ، ويقولون أيضا أن وجود المذهب قبل واقعة الطف كان لا يعد النزعة الروحية . 5 . رأي الشيعة وغيرهم من المحققين . قالوا أن التشيع ولد أيام النبي ، وأن النبي نفسه هو الذي غرسه في النفوس عن طريق الأحاديث التي وردت على لسانه ، وكشفت عما لعلي من مكانة ، إضافة الى ما رواه السيوطي عن ابن عساكر عند تفسير الآيتين 6 و7 من سورة البينة ، بسنده عن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي فأقبل علي ، فقال النبي : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة : فنزل قوله " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ .. "  / سورة البينة ) . ويبين الوائلي ( ولهذا ذهب الباحثون إلى تخطئة من يؤرخ للتشيع وظهوره بعصور متأخرة مع أن الأدلة التاريخية متوفرة على وجودهم أيام الرسول : يقول محمد عبد الله عنان في كتابه " تاريخ الجمعيات السرية " عند تعليقه على الحادثة التي روتها كتب السيرة حين جمع النبي عشيرته عند نزول قوله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ ، ودعاهم إلى اتباعه فلم يجبه إلا علي بن أبي طالب فأخذ النبي برقبته وقال : هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا الخ ) . ويضيف د . الوائلي ( إن بعض هذه الآراء يرجع بالبداية الزمنية في ظهور الشيعة إلى وقت مبكر في حياة النبي ، حيث التأمت جماعة من الصحابة تفضل عليا على غيره من الصحابة وتتخذه رئيسا ، ومن هؤلاء عمار بن ياسر وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود وجابر بن عبد الله وأبي بن كعب وأبو أيوب الأنصاري وبنو هاشم ) .                        * ما سبق كان بعضا من المقتطفات لمقال د . الوائلي ، وهي تعطي خلفية بحثية تستحق أن نقف عندها بعقلانية الباحث .

القراءة :                                                                                                                                                       أولا – أني .. مع كل أعتباري لما ورد من أراء ، حول توصيف متى بدأ التشيع لعلي بن أبي طالب ، فأني أرى أيضا أنه هناك بعض الحوادث والوقائع ، دفعت الى التعصب أو التشيع لعلي ، لمواقفه المميزة ، بل أن " الحلقة الضيقة للرسول " / آل البيت وبعض الصحابة ، قد أحست بذلك ، بالطبع عدا أبو بكر وعمر - اللذان من المؤكد قد أحسا بدوره المؤثر في الحكم بعد موت الرسول . وهذه " الحلقة الضيقة للرسول " ، ثمنت وقييمت دور علي ، مثلا في عملية التحضير لدفن الرسول . حيث كان باقي الصحابة مهتمون بمن سينصب خليفة بعد محمد في " سقيفة بني ساعدة " ، وقد جاء في موقع منشور ، التالي   ( في الوقت الذي كان فيه أهل الرسول يعملون على تجهيزه وتغسيله تمهيدًا لدفن جثمانه ، اجتمع عدد كبير من الأنصار في مكان يُعرف بـ« سقيفة بني ساعدة » ، ليتفكروا ويتشاوروا في مسألة خلافة الرسول . ومن قادة الأنصار الموجودين في ذلك الاجتماع ، سعد بن عبادة الخزرجي وبشير بن سعد والحباب بن المنذر ، يبدو أن قادة الأنصار قصدوا أن يتموا أمر السقيفة في معزل عن المهاجرين . إذ تؤكد الروايات التاريخية أن المهاجرين لم يعرفوا بأمر اجتماع الأنصار في السقيفة إلا عن طريق المصادفة ، عندما أخبر أحد المسلمين عمر بن الخطاب بالأمر ، فأرسل في طلب أبي بكر الصديق وانطلقا ، ومعهما أبو عبيدة بن الجراح ، إلى السقيفة مسرعين ... وقد أنتهى الأجتماع بمبايعة أبو بكر / نقل من موقع منشور ) .           

ثانيا - كذلك قيام علي بن أبي طالب بتغسيل وتكفين الرسول ، أعطى مكانة مميزة لعلي( وعن ابن عباس قال : لَمَّا اجْتَمَعَ الْقَوْمُ لِغَسْلِ رَسُولِ اللهِ ، وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ إِلا أَهْلُهُ : عَمُّهُ الْعَبَّاسُ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَقُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، وَصَالِحٌ مَوْلاهُ ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ وَالْفَضْلُ وَقُثَمُ يُقَلِّبُونَهُ مَعَ عَلِيِّ ، وَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَصَالِحٌ مَوْلاهُمَا يَصُبَّانِ الْمَاءَ ، وَجَعَلَ عَلِيٌّ يَغْسِلُهُ ، رواه أحمد في " المسند " .. / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) .

ثالثا - كذلك من الوقائع التي لفتت الأنظار الى مكانة علي هي واقعة دفن الرسول ( أن من قام بدفن الرسول ، هم : العباس عمّه وعلي والفضل وقُثَم ابني العباس وأسامة بن زيد ، وعبد الرحمن بن عوف ، فحفروا له في المكان الذي مات فيه .. / نقل من موقع سطور ) . وأن عليا أيضا هو من نزل لقبر الرسول أثناء دفنه ( قال محمد بن إسحاق ‏:‏ وكان الذين نزلوا في قبر رسول ، علي بن أبي طالب ، والفضل وقثم أبني العباس ، وشقران ، مولى الرسول .. / نقل من موقع نداء الأيمان ) .

خاتمة :                                                                                                                                       1 . أن المراحل الثلاث التي ذكرتها ، والتي هي التحضير ل " تغسيل وتكفين ودفن الرسول " ، قد تمحورت بشكل رئيسي حول علي بن أبي طالب ، موقفا ودورا ومكانة في الأهتمام بالرسول ، وباقي القوم منشغلين بالحكم ! / أبو بكر وعمر .. ، فأني أرى أن هذا المراحل قد عززت في نشوء" شيعة علي " أضافة لما ذكر في أعلاه من أراء وحجج . وأرى أيضا ، أن الأعتماد على الأحاديث والمرويات وتفسير المفسرين للأيات لا تكفي وحدها لنشوء المذهب ، لأن الأحاديث والروايات والتفاسير عامة في التأويل ، ولكن الوقائع والأحداث ثابتة الوقوع والحدوث ! .

2 . أما ما كتب في بعض المصادر / السنية المرجع ، من أن بدايات التشييع كانت يهودية الهوى ، فلا أرى من هذا الرأي من ثقل في نشوء الشيعة ( .. ثم بدأت تنتشر الاعتقادات الفاسدة ، وتنقسم هذه الفرق بعد هذه السبئية ، ولكن أصل نُشوئِها  " هو عبد الله بن سبأ " اليهودي ، الذي ادّعى الإسلام وزعم محبة أهل البيت وغلا في علي ، وادّعى الوصية بالخلافة له ،وأن النبي أوصى له بالخلافة / نقل من موقع طريق الأسلام ) وأبن سبأ كان أيضا من المحرضين لقتل عثمان.

3 . أرى أخيرا : أن الخلافات السياسية على الحكم والخلافة قد تقود أو قد تتطور الى خلافات عقدية ، خاصة بمرور الأزمان والعهود ، وهذا الذي حدث مع الشيعة ، فقد بدأ الأمر بخلاف سياسي سلطوي على من يتولى الخلافة بعد محمد ، وأنتهى الحال الى نشوء " شيعة علي " وتطور أخيرا الى خلاف عقائدي ، ومن ثم قاد الأمر الى ان الأسلام ذاته تجزأ الى العشرات من الفرق والطوائف والمذاهب شيعيا وسنيا ، والقادم أعظم تفرقا وتجزءا بوجود الخلافات السياسية في الحكم !.




122
                                  السنة والشيعة " من يكفر من "
تمهيد :
كانت ولا زالت المذاهب والفرق الأسلامية بعضها يكفر البعض الأخر ، فأول الأمر كان الخلاف بين السنة والشيعة فقط ، كمذهبين رئيسيين ، ولكن الأمر فيما بعد أخذ يشمل باقي الفرق ، كالصوفية والأحمدية والنصيرية والأسماعيلية والزيدية والعلوية والدروز. وهذا المقال هو مجرد أضاءة للخلاف السني الشيعي بالعموم ، دون الخوض في خلافات باقي الفرق .

الموضوع :
1 . بداية أود أن أبين ، أن الشيخ الأزهري أحمد كريمة ، كان قد أوضح : ( يقول حول الخلاف السني الشيعي " أن الأصول والعقائد بينهما هي واحدة . فعلماء كل طائفة كان لهم رأي مخالف في مسألة معينة وكل عالم تعصب لطائفته ، ومن بين أهم نقاط الخلاف هو : العصمة والصحابة والتقية وزواج المتعة والميراث " ) . ولكني أرى أن حقيقة الأمر ، وما يجري على الملأ ، ليس كما قيل وما يقال ، فلكل منهما منهج وفقه ومعتقد وأصول دين خاص به ، لا يمكن أن يجتمعا أبدا ، وما يجري بينهما في المناسبات واللقاءأت هي مجرد " ذر الرماد على العيون " ! .

2 . يرى الفقهاء الشيعة ، أن التشيع هو الإسلام ذاته ، ويرون أن المسلم يجب أن يتشيع ويوالي علي بن أبي طالب . ويذهب د . أحمد الوائلي 1928 - 2003 / خطيب وأديب عراقي ، أبعد من ذلك ، فيقول في مقال له منشور في موقع / مركز الأشعاع الأسلامي ( أن الأدلة التاريخية متوفرة على وجود الشيعة منذ أيام الرسول : يقول محمد عبد الله عنان في كتابه " تاريخ الجمعيات السرية " عند تعليقه على الحادثة التي روتها كتب السيرة ، حين جمع النبي عشيرته عند نزول أية ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ / 214 سورة الشعراء ﴾ ، ودعاهم إلى اتباعه فلم يجبه إلا علي فأخذ النبي برقبته وقال : هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا الخ . علق عنان بقوله : من الخطأ أن يقال إن الشيعة إنما ظهروا لأول مرة عند انشقاق الخوارج بل كان بدء الشيعة وظهورهم في عصر الرسول حين أمر بإنذار عشيرته بهذه الآية ) .                                                                                                                                    * ولكني أرى أن ما ذكر في هذه الرواية ، قيل من باب صلة الرحم التي بين الرسول وعلي ، ولو كان الحال كما يقول عنان في كتابه أعلاه ، فهذا يعني أن الرسول شق الأسلام في مهده الى شقين ! ووجه الأنظار الى أبن عمه ! ، أي وكأن محمد يقر بوجود : أتباع محمد وشيعة علي ، وليس من المنطق أن يقوم محمد بذلك والدعوة المحمدية لا زالت في مهدها .

3 . الوهابيون ، لا يؤمنون بهكذا آيات وروايات ، لا بها ولا بتفسيرات فقهاء الشيعة لها ، ليس هذا فقط ، بل يكفرون الشيعة - بوضوح الشمس ، ففي موقع / الأمام بن باز ، يكفر الشيعة ( الشيعة أقسام وأنواع ، ذكرها بعضُهم اثنتين وعشرين نوعًا يعني : فرقة - لكن الباطنية منهم : كالجعفرية ، والإمامية أتباع الخميني الاثنا عشرية ، هؤلاء لا شكَّ في كفرهم ؛ لأنهم رافضة ، خصوصاً قادتهم وأئمتهم الذين يدعون إلى الشرك بالله وعبادة أهل البيت ، ويغلون في عليٍّ ، ويعبدونه من دون الله ، وفي الحسن والحسين ، ويرون أنهم يعلمون الغيب ، وأنهم معصومون ، ويدَّعون أنَّ عليًّا هو الإله ، هكذا النُّصيرية والإسماعيلية ، هؤلاء من أكفر الناس ، القادة والأئمَّة منهم والكبار . أما عامَّتهم فهم جهلة ضالون .. ) .                           * الوهابيون والسلفيون بهذا الأمر / تكفير الشيعة ، دوما مغالون . ولا أدري عن مدى سماعهم من أن رسول الأسلام ،  كان يشدد على خطورة تكفير الأخرين ، ففي موقع / جماعة العدل والأحسان ، أنقل التالي ، حول تكفير المسلمين ( الخطر رمي المسلمين بالكفر ، وقد نهى رسول الله نعتهم بذلك ، ومن لعن مؤمناً فهو كقتله ، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله ) . وفي نفس الموقع يذكر التالي أيضا ( وعن سوار بن شبيب قال:  جاء رجل إلى ابن عمر فقال : إن ها هنا قوماً يشهدون علي بالكفر فقال : ألا تقول لا إله إلا الله فتكذبهم ) .                                                                                                      * أي أن تلاوة الشهادة فقط تكفي أن تكون مسلما غير كافر ، ولكن المسلمين يكفرون بعضهم دون الأكتراث بالشهادة .

4 . وبذات الوقت يقول شيوخ وفقهاء الشيعة ، بتكفير من أنكر الأمامة لعلي وأولاده ، وأن مصيره النار . ومن هؤلاء : حسين الطباطبائي البروجردي في موسوعته ( جامع أحاديث الشيعة ) ، أن النبي قال : والذي بعثني بالحق لو تعبد أحدهم ألف عام بين الركن والمقام ثم لم يأت بولاية علي والأئمة من ولده أكبه الله على منخريه في النار . وينقل الشيخ عبد الله شبر ، ما نصه عن الشيخ المفيد في كتابه ( المسائل ) : اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة ، فهو كافر ضال ، مستحق للخلود في النار . وقال شيخ الطائفة الطوسي : ودفع الإمامة كفر ، كما أن دفع النبوة كفر ، لأن الجهل بهما على حد واحد .

القراءة :                                                                                                                                        * لم أرى من داع في الدخول في حيثيات الخلاف السني – الشيعي ، حول مسائل ك ( العصمة والصحابة والتقية وزواج المتعة والميراث ) ، وذلك لأن المصادر تعج بها ، وللأستزادة ممكن للقارئ الرجوع لها .                                                                                                                                                                                                                                * لا يتفق الجمعان ، ولا أمل بذلك ، فالسنة : لا تسمي الشيعة بأسمهم وأنما تنعتهم بالرافضة ( الرافضة كأصطلاح : فإنه يطلق على تلك الطائفة ذات الأفكار والآراء الاعتقادية الذين رفضوا خلافة الشيخين وأكثر الصحابة ، وزعموا أن الخلافة لعلي وذريته من بعده بنص من النبي ، وأن خلافة غيرهم باطلة - نقل من موقع أهل الدرر السنية ) . وبذات الوقت الشيعة تنعت اهل السنة والجماعة بالنواصب ( والنواصب في القاموس : النواصب والناصبة وأهل النصب المتدينون بِبُغض علي ؛ لأنهم نصبوا له ، أي عادوه  .وقال الشيخ ابن عثيمين : النواصب ، هم الذين ينصبون العداء لآل البيت ، ويقدحون فيهم ، ويسبونهم ، فهم على النقيض من الروافض - شرح الواسطية 2 / 283 - نقل من موقع / الأسلام سؤال وجواب ) .           * ولا عجب بهذه النعوت من قبل الطائفتين / الروافض والنواصب ، ولورجعنا الى حديث رسول الأسلام ، القائل : ( أفترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي.  وفي بعض الروايات:  هي الجماعة.  رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم / نقل من موقع أسلام ويب ) .. وسائل يسأل ، أذا كان رسول الأسلام ، قد قال هذا في زمانه ، فهذا دليل على ما كان عليه الوضع  المتردي للقوم منذ ذاك العهد ، فما حال تردي القوم في هذا الأيام ! . فالأن ليس الوضع مسالة تكفير ، ولكن الأن الكل قد تفرق وتجزأ ، أضافة للحروب بين المسلمين ذاتهم . وهنا لا بد من رسم علامة تعجب أخيرة : من هي الفرقة الناجية من المسلمين ! ، حيث أن أهل السنة قد تفرقت الى فرق ، والشيعة كذلك ! ، ومن هي الفرق التي سترمى في النار !! .

123
                                         عائشة .. سيرة حبلى بالصراعات
هذا المقال لا يغطي موضوعة عائشة - زوج الرسول ، ولكنه يعطي بعض الملامح الأخرى لهذه الشخصية الأشكالية . الموضوع :                                                                                                                                 عائشة بنت أبي بكر الصديق ، الزوجة الظاهرة ، منذ ولادتها حتى وفاتها . فقد ولدت سنة 7 وقيل 9 قبل الهجرة ، ومنهم من قال سنة 19 قبل الهجرة ، وتوفت سنة 57 وقيل 58 للهجرة . أما زواجها ، فوفق رواية الصحيحين والتي تقول فيها عائشة " تزوجني النبي وأنا بنت ست سنين ، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين" ، ( وروايات أخرى ترجح أن سن السيدة عائشة حين تزوجها الرسول كان 18 سنة ، وهو ما ذهبت إليه الأكاديمية السعودية د . سهيلة زين العابدين حماد ، في بحثها الذي نشرته مؤخرا والموسوم بـ" سن السيدة عائشة عند زواجها بالرسول ". / نقل من موقع عربي 21 ) . هذا الذي جعلها لا تعيش مرحلة طفولة أعتيادية ! ، فهي الزوجة الطفلة ! ، وأرى أن هذا الأمر قد أثر على سيرتها الحياتية فيما بعد ! ، والزواج من الأطفال يؤثر نفسيا على الزوجة ، ويخلق لهن مشاكل وتعقيدات نفسية ، فقد ورد في الموقع التالي بخصوص الأطفال : https://alttebiah.net ، ما يلي ( الإصابة بالأمراض النفسية ، فإجبار الفتاة على ممارسة العلاقة الحميمة بعد الزواج قد يصيبها بالاضطرابات النفسية مثل اضطراب الأكتئاب والوسواس القهري وفصام الشخصية ) ، هذا الأمر هو الذي جعل من عائشة شخصية غير سوية ، حيث أنها بلحظة فارقة من طفولتها تجد نفسها زوج رسول الأسلام ! .
القراءة :                                                                                                                                                كان المفروض بعائشة كزوج لرسول الأسلام أن تكون أكثر رصانة وعقلانية وثقلا ، في عهد حياة الرسول ، ومن ثم بعد وفاته ، لكنها لم تكن كذلك ، وسأستعرض بعضا من أهم الأحداث ، التي كانت طرفا بها ، في هاتين الفترتين :                             المحور الأول - عائشة في عهد محمد :                                                                                                                                           (1) عائشة كان لها دورا في كشف وأستعراض حياة الرسول الخاصة ، والتي لم يجرؤ أي زوج من أزواج الرسول على هذا السلوك ، منها : مباشرة عائشة وهي حائض ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب ، بهذا الصدد التالي ( حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا والنبي من إناء واحد كلانا جنب وكان يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض وكان يخرج رأسه إلي وهو معتكف فأغسله وأنا حائض ) . وكذلك روت من أن الوحي كان ينزل على محمد ، وهو في فراشي ، فقد جاء في تاريخ الطبري ( روت عائشة : تزوجني بكراً لم يشركه فيّ أحد من الناس ، وكان يأتيه الوحي وأنا وهو في فراش واحد / نقل من موقع الكلمة ) .                                                                            * هذه الأحاديث تنم عن سلوك به نوعا من الجرأة ، على باقي زوجات الرسول . ولكن أرى أن هذا السلوك لم يكن سويا ، لأنه ينم عن التحدث علانية عن العلاقات الحميمية للرسول ، والتي لم يسبق لأي من زوجات الرسول التحدث به للعامة .
(2) يمكن أن تكون " حادثة الأفك " واقعة فارقة في حياة عائشة ! لأن الحدث وضعها في تقاطعات مع الصحابة ، أهمهم علي بن أبي طالب ، وملخصها ( أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما حديث الإفك .. وملخصها : أن المنافقين استغلوا حادثة وقعت لأم المؤمنين عائشة في طريق العودة من غزوة بني المصطلق ، حين نزلت من هودجها لبعض شأنها ، فلما عادت افتقدت عقدًا لها ، فرجعت تبحث عنه ، وحمل الرجال الهودج ووضعوه على البعير وهم يحسبون أنَّها فيه . وحين عادت لم تجد الرَّكْب ، فمكثت مكانها تنتظر أن يعودوا إليها بعد أن يكتشفوا غيابها ، وصادف أن مرَّ بها صفوان بن المعطل السلمي ، فحملها على بعيره ، وأوصلها إلى المدينة.. فاستغل المنافقون هذا الحادث ، ونسجوا حوله الإشاعات الباطلة ، وتولى ذلك عبد الله بن أبي بن سلول ، ومسطح بن أثاثة ، وحسان بن ثابت ، وحَمنة بنت جحش.. فاتُّهِمت عائشة بالإفك . / نقل من موقع قصة الأسلام ) . وفي مواقع اخرى ، تتهم عائشة بشكل صريح مع بن المعطل ( وقد دخل صفوان المدينة في وضح النهار حتى يقطع ألسنة الكذابين الأفاكين ولما رأى عبدالله بن أبي دخول السيدة عائشة على الهودج أشاع مقالة السوء وتلفظ بكلماته الخبيثة: “والله ما نجت منه ولا نجا منها” وجعل يشيع هذا الأمر في المدينة / نقل موقع سلام ) ، وأما علي بن أبي طالب فقال : ( يا رسول الله ، لم يضيق الله عليك ، والنساء سواها كثير .. ) . المهم في الواقعة تدخل الله في تبرئة عائشة ، ونزلت سورة النور 11( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُم مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .                                                                       * ليس مقالي هذا في بحث هل كانت عائشة بريئة أو مذنبة - بالرغم من أن القصة والأسباب غير مقنعة ! ، لأن الحدث مضى عليه أكثر من 14 قرنا ! ، ولكن المثير للأنتباه هو أتهام عائشة من قبل بعض الصحابة دون خوف أو جلل أو تردد تجاه الرسول ، هذا أولا ، كذلك ما قاله علي للرسول ، وهو الأقرب أليه ، والذي شكل موقف معقد حملته عائشة لعلي في عقلها الباطن مستقبلا ، هذا ثانيا ، والأعجب من كل هذا وذاك ، هو تبرئة عائشة من قبل الله ، أي أن الله ترك كل أموره الألهية كرب للعباد ، وتدخل لحلحلة الحياة الشخصية الحميمية للرسول - في تبرئة زوجه من هذه الشبهة ! ، هذا ثالثا .
المحور الثاني - عائشة بعد وفاة محمد :                                                                                                         (1) لم تكن لأي زوج من أزواج الرسول من حرية في لقاء الأخرين كعائشة / بعد وفاة رسول الأسلام - خاصة البالغين منهم ، معتمدة على حديث " أرضاع الكبير " ، وهذا ثابت في كتب الحديث ، ( وقال مالك في الموطأ ، .. فجاءت سهلة بنت سهيل إلى رسول الله فقالت : كنا نرى سالما ولدا وكان يدخل علي وأنا فضل ، وليس لنا إلا بيت واحد فماذا ترى في شأنه ؟؟. فقال لها رسول الله ( فيما بلغنا ) : ارضعيه خمس رضعات فيحرم بلبنها . وكانت تراه ابنا من الرضاعة . فأخذت بذلك عائشة فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال فكانت تأمر أختها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وبنات أخيها أن يرضعن من أحبت أن يدخل عليها من الرجال . وأبى سائر أزواج النبي أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة أحد من الناس وقلن لا والله ما نرى الذي أمر به رسول الله ـ سهلة بنت سهيل إلا رخصة من رسول الله ـ في رضاعة سالم وحده . لا والله لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد . والثابت عن علي بن أبي طالب أن لا رضاع بعد الفطام ، وكذلك عبد الله بن مسعود وأيضا أبو موسى الأشعري - رجع إلى قول عبد الله بن مسعود . / نقل بأختصار من موقع صيد الفوائد ) .                                    * قضية أرضاع الكبير ، شائكة ، حيث كانت عائشة / بعد وفاة الرسول ، تدخل عليها من تشاء دون رقيب " من تحب " ! / وفق رواية مالك في كتابه الموطأ ، وهنا أكثر من علامة تعجب في جملة " من تحب " ! - وهي شابة أرملة لم تتعدى 18 عاما ! ، والتساؤل هنا: لم لم ترضى أي زوج من أزواج الرسول / بفتوى أرضاع الكبير ، أن يدخلن الأغراب عليهن! .
(2) تدخلت عائشة أيضا في حوادث مفصلية ، بل دموية ، ولأنها كانت ذو رأي وثقل أجتماعي وسياسي وقبلي ، أضافة لكونها زوج الرسول ، فكان لكلامها ذي وقع وتأثير لدى القوم / من الصحابة والتابعين ، من هذه الحوادث مقتل عثمان بن عثمان ، والذي قال عنه الرسول ، الذي كانت تستحي منه الملائكة . فقد جاء في موقع / منتدى الكفيل ، حول دور عائشة في مقتله التالي (( ان الثابت تأريخيا أن عائشة هي التي حرضت الناس على قتل عثمان بن عفان ، واصدرت فتوى بقتله بعد نعته بنعثل اليهودي ، وقالت : اقتلوا نعثلا فقد كفر/ تعني عثمان ( راجع النهاية لابن الاثير الجزري الشافعي 5/80 ، تاج العروس للزبيدي 8 / 141، لسان العرب 14 / 193 ، شرح النهج للمعتزلي 2 / 77) . ونعثل هو رجل يهودي كان يعيش في المدينة طويل اللحية ، وقيل ان نعثل هو الشيخ الاحمق ، وهو رجل من أهل مصر كان يشبه عثمان ( راجع لسان العرب 11/670). وقال ابن اعثم في (الفتوح 1 / 64) : عائشة اول من كن عثمان نعثلا وحكمت بقتله . )) .
(3) وكان لعائشة أيضا موقفا سياسيا من الخلافة ، ونظرا لحقدها على علي بن أبي طالب - بسبب حادثة الأفك ، فقالت قولها من خلافته بعد مقتل عثمان - سنة 35 هجرية ، ناكرة انها المحرضة الرئيسية على قتله ! . فقد جاء في موقع / مشروع الحصن ( قال الامام طبري : كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْعِجْلِيُّ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ نَصْرٍ الْعَطَّارَ .. عَنْ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَمَّنْ أَدْرَكَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، إِنَّ عَائِشَةَ لَمَّا انْتَهَتْ إِلَى سَرِفَ رَاجِعَةً فِي طَرِيقِهَا الى مكة ، لقيها عبد بن أُمِّ كِلابٍ َ- فَقَالَتْ لَهُ : مَهْيَمْ ؟ قَالَ : قَتَلُوا عُثْمَانَ ُ، فَمَكَثُوا ثَمَانِيًا ، قَالَتْ : ثُمَّ صَنَعُوا مَاذَا ؟ قَالَ : أَخَذَهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِالاجْتِمَاعِ ، فَجَازَتْ بِهِمُ الأُمُورُ إِلَى خَيْرِ مُجَازٍ ، اجْتَمَعُوا عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ : " وَاللَّهِ لَيْتَ أَنَّ هَذِهِ انْطَبَقَتْ عَلَى هَذِهِ إِنْ تَمَّ الأَمْرُ لِصَاحِبِكَ ! " ، رُدُّونِي رُدُّونِي ، فَانْصَرَفَتْ إِلَى مَكَّةَ وَهِيَ تَقُولُ : قُتِلَ وَاللَّهِ عُثْمَانُ مَظْلُومًا ، وَاللَّهِ لأَطْلُبَنَّ بِدَمِهِ ، فَقَالَ لَهَا ابْنُ أُمِّ كِلابٍ : ولم ؟ فو الله إِنَّ أَوَّلُ مَنْ أَمَالَ حَرْفَهُ لأَنْتِ ! وَلَقَدْ كُنْتِ تَقُولِينَ : اقْتُلُوا نَعْثَلا فَقَدْ كَفَرَ ، قَالَتْ : إِنَّهُمُ اسْتَتَابُوهُ ثُمَّ قَتَلُوهُ .. ) . 
(4) معركة الجمل سنة 36 هجرية . وكانت بين جيش علي بن أبي طالب ، ورهطا جيشته عائشة ، مع طلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام ، أسبابها القصاص من قتلة عثمان . وما قيل عنها من كتاب نهج البلاغة لعلي (( وأمّا فلانة / أي عائشة ، فأدركها رأي النّساء ، وضغن غلا في صدرها كمرجل القين ( أي الحداد ) . ولودعيت لتنال من غيري ، ما أتت إليّ ( أي ما فعلت بي ) ، لم تفعل ( أي ان حقدها كان منصبا على الامام خاصة ) . ولها بعد حرمتها الأولى ، والحساب على اللّه تعالى . ( الخطبة ١٥٤ ، ٢٧٣ ) ، وقال علي عن طلحة والزبير واصحاب الجمل : فخرجوا يجرّون حرمة رسول اللّه ، كما تجرّ الأمة عند شرائها ، متوجّهين بها ( أي عائشة ) إلى البصرة . فحبسا نساءهما في بيوتهما .. ( الخطبة ١٧٠ ، ٣٠٧ ) . )) . وعن دور عائشة يقول طه حسين في كتابه (علي وبنوه) : (( إن  عائشة خرجت تتحدث إلى مَن على يمينها محرّضة ، وإلى مَن على شمالها محمسة ، وإلى مَن أمامها مذكرة ، وأنها كانت تشجع الناس على القتال . ويقول طه حسين أيضًا : إن عليَا عندما سمعهم يلعنون قتلة عثمان ، قال : يلعنون قتلة عثمان ، والله ما يلعنون إلا أنفسهم فهم قتلوه ، اللهم العن قتلة عثمان .. )) . أما عدد القتلى ، فوفق أبن كثير - البداية والنهاية  (( فصل في ذكر أعيان من قتل يوم الجمل من السادة النجباء من الصحابة وغيرهم من الفريقين ، وقد قدمنا أن عدة القتلى نحو من عشرة آلاف ، وأما الجرحى فلا يحصون كثرة . )) .                                                                                                                          * ولا بد لنا أن نذكر أن الروايات السنية تتكلم عن عائشة ، على أنها كانت تصالح بين المتحاربين  (( قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فإنَّ عائشة لم تقاتِل ، ولم تخرج لقتال ، وإنما خرجتْ لقصد الإصلاح بين المسلمين ، وهكذا عامة السابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال ، فندم طلحة ، والزبير ، وعلي ، ولم يكن " يوم الجمل " لهؤلاء قصد في الاقتتال ، ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم . نقل من موقع / الأسلام سؤال وجواب )) .

خاتمة :                                                                                                                                          عائشة بنت أبو بكر هي شخصية مختلف عليها بالنسبة للمذاهب ، فهي موضعا للتبجيل والتعظيم سنيا ، وعكس ذلك شيعيا .. ، شخصية غير أعتيادية بل متناقضة ، من جانب تحرض على قتل عثمان ، ومن جانب أخر تطالب بدمه . ترملت شابة ، والأذكى من كل ذلك أنها لم تنجب ! ولكنها تكنى ب " أم المؤمنين " وذلك لقوله ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ / الأحزاب: 6 ﴾ . المفارقة أن السلفيون يؤمنون ببقاء المرأة قابعة في البيت ، بينما عائشة ، خالفت ذلك ، فصالت وجالت ، تقابل القوم ، تفتي وتحدث عن الرسول ( قال الحافظ الذهبي في السير:  مسند عائشة ألفين ومئتين وعشرة أحاديث ، اتفق لها البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثاً ، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين وانفرد ، مسلم بتسعة وستين ) ، تتدخل بشؤون الخلافة ، ووصل بها الأمر بأن تجييش الجيوش لتحارب عليا / معركة الجمل ! .. ممكن أن تكون مظلومة تاريخيا من قبل بعض المذاهب الأسلامية ! ، ولكنها الأجرأ والأبرع والأشهر بين زوجات محمد ! .

124
                   القتل من أجل السلطة /  واقعة الطف - كأنموذج

أستهلال :
ليس من مجموعة بشرية ، تحب السلطة والحكم - بأستخدام القوة والعنف الدموي كالعرب ، فهم يستخدمون سيلا بل سيولا من الدم في سبيل تحقيق هذه السلطة ، ولا يردعهم رادع ، لمن يقتلون ! ، أن كان حفيد الرسول ، أو من الصحابة والتابعين ، أو أن كان من عامة الشعب .. المهم القبض على السلطة بأيدي من حديد ونار ، بأي ثمن أو طريقة تكون ! .

الموضوع :                                                                                                                                      قبل الولوج في هذا الموضوع ، لا بد لنا أن نعرف السلطة ، ( السلطة Authority ، هي التمكن الاستئثار بالقوة والقدرة على التوجيه والإجبار نحو إتجاه معين من السلوك الاجتماعي . فالسلطة هي ثمرة القوة والقدرة على الاجبار بهدف توجيه سلوك الآخر / نقل من موقع المعرفة ) . ولكن هذا التعريف الحداثوي ، يمكن أن يكون ناقص الغرض للواقعة التي نتكلم عنها ! . وقبل ان أقدم قراءتي الحداثوية للموضوع ، سأسرد واقعة الطف ، التي قتل بها الحسين بن علي نحرا - من قبل جيش يزيد بن معاوية - في معركة من أجل السلطة ، من موقع / ويكي شيعة أنقل التالي وباختصار ( الطفّ اسم من أسماء كربلاء والتي تطلّ على شاطئ الفرات ، قال الحموي : سمّي الطّف لأنّه مشرف على العراق من أطفّ على الشيء بمعنى أطلّ ، وقد اشتهرت أرض الطف بكربلاء بعد أن استشهد فيها ابن بنت رسول الله الإمام الحسين مع ثلّة من أصحابه وأهل بيته ) ، وما يهمني هنا هي الطريقة التي قتل بها الحسين ، لأنها تدل على دموية لا مثيل لها ، تتمثل بها الأخلاق العربية القبلية أنذاك ( .. ثم أحاط بالحسين ، القوم يتقدمهم شمر بن ذي الجوشن إلاّ أنهم أحجموا عن مواجهته والشمر يحثّهم على ذلك.  فأمر الشمر الرماة فرموا الإمام بالسهام حتى أثخن بالجراح والسهام فأحاطوا به صفاً.  وقيل أنّ رجلاً ضربه على رأسه.  وقالوا وقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال ، فبينما هو واقف إذ أتاه حَجر فوقع في جبهته ، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن وجهه ، فأتاه سهم فوقع في صدره.  وروي أنّه أتاه رجل يقال له مالك بن النسير الكندي ، فشتم الحسين  وضربه بالسيف على رأسه.  ثم ضُرب على كتفه اليسرى ، وضربه آخر على عاتقه ثم رموه بسهم ، فوقع في نحره ، وطعنوه على خاصرته فسقط الحسين عن فرسه إلى الأرض ثم جاء الشمر مع جماعة ، يحثّهم على القضاء على الحسين .  فأمر خولي بن يزيد الأصبحي ليحتزّ رأسه فنزل ليحتّز رأسه فأرعد وامتنع عن ذلك ، فشتمه شمر ، فنزل هو بنفسه ، وقيل إنّ سنان بن أنس النخعي .. هو من قطع رأس الإمام  ) . أما عدة وقوام الطرفين ، فالوقائع التاريخية تدل على عدم توازن عددي ، بل تخلخل واضح بين الطرفين يثير للأنتباه ! ( وكان رهط الحسن ، يتكون من اثنين وثلاثين فارساً وأربعين راجلاً ، فجعل الحسين زهير بن القين على ميمنته ، وحبيب بن مظاهر على ميسرته ، ودفع الراية إلى أخيه العباس بن علي‏ . أما جيش يزيد فبلغ عدده على المشهور أربعة آلاف مقاتل ، يتقدّمه عمر بن سعد - يؤم جيشه ، وجعل عمر بن سعد على ميمنته عمرو بن الحجاج الزبيدي ، وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن الضبابي ، وعلى الخيل عزرة بن قيس الأحمسي ، وعلى الرجالة شبث بن ربعي الرياحي .. / نقل من موقع الكوثر ) .

القراءة :                                                                                                                                       1 . لا بد لي أن أقول ، أنه بموت الرسول ، أنتهى الأسلام كدعوة ورسالة ، وما تأسس هو حقبة سلطة وحكم صحابة الرسول - تحت مظلة الأسلام ، ويمكن أن نسمي هذه المرحلة ب تصارع مراكز القوى على السلطة . ومعركة الطف 61 للهجرة ، هي من سلاسل معارك السلطة . بدأت معارك السلطة ب سقيفة بني ساعدة 11 هجرية / حين أستلم أبو بكر السلطة ، والرسول لا زال مسجى - لم يدفن ، ثم مقتل عثمان بن عفان ، من قبل الصحابة والتابعين سنة 35 للهجرة ، ومعركة الجمل 36 للهجرة - بين علي بن أبي طالب وعائشة بنت أبي بكر ، ومعركة صفين 37 للهجرة - رفع المصاحف على أسنة الرماح / بين علي ومعاوية بن أبي سفيان ... وسأضيف الى معارك السلطة ، مقتل عبدالله بن الزبير - لدموية مقتله ولكونه حفيد أبي بكر / وهناك أية بحقه ( .. ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا / 40 سورة التوبة ) ، وكان أبن الزبير في نزاع مع الأمويين على الخلافة ( حيث حز رأس ابن الزبير مع رأس عبد الله بن صفوان ، وعمارة بن حزم وأرسلا إلى عبد الملك بن مروان ، وقد أمر الحجاج إذا مروا بالمدينة أن ينصبوا الرؤس بها ، ثم أمر بجثة ابن الزبير فصلبت على ثنية كدا عند الحجون ، يقال ‏:‏ منكسة .. / نقل من موقع نداء الأيمان ) .

2 . القتل في سبيل السلطة عربيا ، به نوعا من التلذذ ! ، وهذا الأمر جلي وواضح مما ذكرت في أعلاه ، فالقاتل عندما يروم السلطة والحكم ، ويكون هناك ندا له ، فليس هناك من خطوط حمر في قتله ! . ولكن التساؤل في معركة الطف - مقتل الحسين بن علي : أولا - ألم يعرف القتلة ، أن المقتول هو حفيد الرسول ! أكيد يعرفون . ثانيا - ألم تكون هناك طريقة أخرى غير القتل ، لأنتزاع السلطة ! . ثالثا - لم هذا التلذ السادي بالقتل نحرا برأس الحسين بن علي .. 

3 . أن الدعوة الأسلامية ، وصاحبها ، لم تشفع بحفيد الرسول الحسين ! ، لأن الحكام يعلمون بأن أمر صاحب الدعوة قد قضي ! ، والدنيا أولى بالأقوياء وأصحاب النفوذ والطامحين بالسلطة ، أما مكانة القتيل / الحسين ، وحب رسول الأسلام له فليس ذا أهمية عندهم ! ( وينقل عن أنس بن مالك : « إن رسول الله سئل : أي أهل بيتك أحبّ إليك ؟ قال : الحسن والحسين . وكان يقول لفاطمة : ادعي إليّ ابنيّ فيشمهما ويضمهما إليه » وفيما رواه الترمذي بسند حسن : إن رسول الله قال : حسين مني وأنا من حسين ، أحبّ الله مَن أحبّ حسيناً ، حسين سبط من الأسباط / نقل من موقع النبأ ) .

4 . أن القبائل العربية دوما مع القوي ، حتى وأن كان القوي على باطل ، وأيضا هي مع المنتصر ، حتى وأن كان المغدور حفيد رسولهم .. ويروى " أن الأمام الحسين ، في طريق سأل الشاعر الفرزدق ، عن أمر الناس في الكوفة فقال : يا أبن رسول الله ، القلوب معك والسيوف عليك والنصر من السماء . " ! .

5 . ان التشنيع في القتل ، والتمثيل بالجثث ، هو درس يقدمه أصحاب السلطة للشعب ، وذلك بأن من يشذ عن مبايعة الحاكم يقتل ! ، فنحن قتلنا الحسين - حفيد الرسول ! ، أما قتل الأخرين من العامة فلا يأخذ منا أي تردد أو تفكير ! .

6 . وفي القرن الحالي ، السادة أحفاد رسول الأسلام / حسب ما يدعون ، يقتلون بعضهم بعضا ، أيضا في سبيل التفرد بسلطة المرجعية في النجف ! . فالسيد مقتدى الصدر يصفي السيد عبدالمجيد أبن المرجع الأعلى أية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي ( في 10 أبريل/نيسان 2003 ، هاجمته مجموعة مسلحة بالهراوات والسكاكين في مسجد " الإمام علي " الذي كان يوجد فيه الخوئي ، إلا أن الروايات تعددت بخصوص طريقة قتله ، حيث نقلت وكالات الأنباء عن زوجة الخوئي بأنهم اقتادوه إلى دار مقتدى الصدر ليحكم بأمره ما يشاء . وأفادت زوجة عبد المجيد الخوئي ، بأن مقتدى الصدر قال لأنصاره الذين جاؤوا بـه مكبلا ينزف : أنا لا أعرفه اعملوا به ما شئتم .. / نقل من موقع جريدة الأستقلال ) .

خاتمة :                                                                                                                                    أولا - ماذا يطرح قتل الحسين من دلالات على مستوى الواقع الديني والدنيوي ، أرى أنه بداية يطرح أن بني سفيان لم يؤمنوا بالرسول ، أيمانا حقيقيا ، ولو كان كذلك لكانوا لم يقتلوا الحسين ، ولم يمثلوا بجثته بعد قطع رأسه ، وقتل كل آل بيته ، عدا علي بن الحسين / السجاد ، ومن ثم تسيير أهل بيته سبايا الى يزيد بن معاوية ، وبالأصح ، هل من المنطق أن يقتلوا المؤمنين بدين معين حفيد رسول عقيدتهم - صاحب هذا الدين ! . من جانب أخر هذا يؤشر ، على أن الأسلام كعقيدة ومحمد بن عبدالله كرسول لهذه العقيدة ، الأثنين قضيا معا ! - بعد موت الرسول في 11 هجرية ، وأصبح بقاء العقيدة بلا وجود فعلي ! ، وأن التشبث بالأسلام والرسول هو فقط ، لأن هذا التمسك أصبح مظلة أو سقفا يمارس الحاكم السلطة الدنيوية بقوة صداها وفعلها المجتمعي .                                                                                             ثانيا - من الممكن أن نطرح تقاطعات أخرى ، وهي أعتبار الصحابة والتابعين ومراكز القوى ، وباقي من جاء بعد الرسول ، أن حقبة محمد كانت ومن ثم زالت وأنتهت ، وأن التركة التي تركها تبقى موروثا تاريخيا للمسلمين ، أما قضية السلطة والحكم ، فهي مسألة أخرى ، لا تخضع الى دور الرسول الماضوي وآل بيته ، بل تحكمها محاور من وجد من رجال بعد أن قضى الرسول . وختاما أن واقعة الطف هي أحد أفرازات مرحلة ما بعد سقيفة بني ساعدة 11 هجرية ، تم التعامل معها من قبل أصحاب النفوذ والسلطة ، وفق ما كان المجتمع العربي يتميز من قسوة وعنف قبلي أنذاك ! دون أي خطوط حمر .     

125
                                     زهد الرسول والصحابة .. بين الحقيقة و الوهم

المقدمة :
الموروث الأسلامي متخم بمرويات وقصص وحكايا عن زهد رسول اللأسلام وخلفائه وصحابته والتابعين ، والأشكالية أن شيوخ ودعاة الأسلام قد أوغلوا في تسطيح وتجهيل المتلقي ، حتى يقبل هذا الزهد المفبرك لسيرة هذه الشخصيات . ولم يكتفي الموروث الأسلامي بهذا الأمر فقط ، ولكنه أوغل بأختراع روايات خيالية ، لا يمكن لأي فرد لديه أي قدر من الأدراك والوعي أن يصدقها .. هذا المقال هو مجرد أضاءة مقتضبة لهذا " الزهد الوهم " ! . 

الموضوع :                                                                                                                               أولا - كل المرويات عن سيرة رسول الأسلام تقول أنه كان زاهدا في الدنيا - أما في الأخرة فذاك حسابه مع الله عز وجل ، ومن المرويات التي ذاع صيتها أن الرسول مات مديونا ليهودي ، فقد جاء في " صحيح البخاري"  ( من حديث عائشة ، أنها قالت:  توفي رسول الله ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير ، وكذلك أخرج هذا الحديث الترمذي في جامعه عن ابن عباس قال:  توفي النبي ودرعه مرهونة بعشرين صاعاً من طعام أخذه لأهله . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . / نقل من موقع أسلام ويب ) . ولكن المصادر الأسلامية تقول غير ذلك ، وتؤكد أنه كان ثريا ، وسأنقل بعض المقتطفات من موقع / أسلام أون لاين ، حول ثروة محمد ( إن غنى النبي لم يعد أمرا يختلف فيه اثنان ، إذ ثبتت سواء في كتب التراث الخاصة بسيرة النبي وأيامه روايات موثوقة ، وأكدته أبحاث علمية متخصصة أن النبي كان ثريا منفقا .. بل منع بعض فقهاء الأندلس وصف رسول الله بالفقر واعتبره إهانة في حقه ) . أما مصادر هذه الثروة ، فقد تتبعها الباحث عبد الفتاح السمان ، وعدها في عشرة أصناف ، تصديقا لقوله ( ووجدك عائلا فأغنى ) ، وسأورد بعضا منها : (( 1 . كسبه من مزاولة التجارة . 2. ميراثه من والديه ومن خديجة زوجته ، ثبت في كتاب الفراء وغيره أن النبي ورث أموالا وفيرة من والديه ، وكذا من زوجته خديجة ، بعض هذه الأموال وقفية . 3 . خمس الأنفال والغنائم:   وكانت الأنفال والغنائم التي ينالها المسلمون من قتالهم للمشركين أحد مصادر ثروة الرسول ، وفق قوله : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) . بل كانت الغنائم من أكبر وأغنى مصادر أموال الرسول .. )) . ومن مقال ل د .عبدالرحمن عمر الخطيب ، حول عبيد وأماء وسراريه رسول الأسلام ، أنقل التالي وبأختصار (( فقد عنون ابن سعد ( فصل في ذكر خدم الرسول ومواليه ) . وذكر ابن كثير ( باب ذكر عبيده وإمائه.) . فمن إمائه : سلمى أم رافع ، وخُضرة ، ورضوى وميمونة بنت سعد وأم أيمن الحبشية ، وهي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصين . ومن إمائه بريرة ، وكانت لآل أبي أحمد بن جحش ، ومن إمائه خليسة مولاة حفصة بنت عمر ، ورزينة التي كانت لصفية بنت حيي بن أخطب ، ومن إمائه ، ريحانة بنت شمعون القرظية . وهي من سراريه . ومن إمائه سانية مولاة رسول الله ، وسَدِيسَة الأنصارية .. وقد خصص " ابن القيم " فصلاً في موالي الرسول ، مضيفاً أسماءا لم يذكرها ابن سعد ، مثل : زيد بن حارثة ، وأنجشة الحادي ، وأفلح ، وعُبيد ، وطهمان ، ومنهم ، مابور ، وواقد ، وأبو واقد ، وقسام ، وأبو عسيب ، وحُنين . وقد أشار ابن كثير إلى هؤلاء الموالي ، الذين ذكرهم ابن سعد وابن القيم ، لكنه فصّل القول عنهم ..)).                                                                                                                      * أيعقل رجلا كان يدير ويشرف وينفق على أزواجه وسراريه ، وعلى هكذا أماء وعبيد وخدم / موالي ، وجواري .. ، أن يكون زاهدا في الدنيا ! ، أن ما ذكر هو مجرد غيض من فيض ! ، أننا نتكلم عن أمبراطورية من البشر ، كانوا يخدمون من قيل عنه ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)/ سورة الأنبياء ) . وهنا سائل يسأل كيف لرسول وقائد ، أن يدير شؤون أزواجه ( البالغة عددهن إحدى عشرة ، مات منهن في حياته اثنتان ، وتوفي هو عن تسع / نقل من موقع طريق الأسلام ) ، وكذلك له عددا من السراري ( منهن ريحانة بنت زيد و مارية القبطية .. أضافة لعدد من الأولاد " زينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة ، والقاسم ، وعبد الله ، وإبراهيم " - الذكور قد توفاهم الله / نقل من موقع الألوكة ) ، وكان يشارك ويشرف على غزواته البالغة ( .. منهم من ذكر أنها تسع عشرة غزوة ، ومنهم من ذكر أنها إحدى وعشرون ، وقيل : ست وعشرون . وقيل : سبع وعشرون . / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) . كل هذه الكم من البشر ، الذي كان يدار من قبل محمد ، وما يحتاج له من أدارة وأموال ووقت .. أيعقل من كل ماسبق ، أنه مات وكان درعه مرهونا لدى يهودي !! .
ثانيا - أما ثروات الصحابة ، والتي سأذكر بعضا منها ، فأنها حقا لموضوع يندى له الجبين ! ، لأنها تدل على أن هؤلاء الرجال كانوا يبغون الدنيا ومتاعها ، وليس الأيمان بدعوة الرسول ! . وذلك لحبهم في جمع الثروات ، فقد جاء لمقال منشور في موقع / الأقتصادية ، بعنوان " قائمة أثرياء الصحابة الصاعدة من سوق المدينة لا من «وول ستريت» للشيخ  د . يوسف بن أحمد القاسم ، التالي (( في سير الأعلام وتاريخ الإسلام للذهبي - نجد عدداً من أثرياء الصحابة ، وهي مبوبة في قائمتين معاً : الأولى : قائمة الصحابة المبشرين بالجنة . الثانية : قائمة الصحابة الأثرياء . وسأكتفي بالصحابة المبشرين بالجنة ، وبأختصار : 1- عثمان بن عفان ن المبشر بالجنة . فتقدر ثروته بـ «ثلاثين مليون درهم فضة ، ومائة وخمسين ألف دينار ، إضافة إلى صدقات تقدر بقيمة مائتي ألف دينار..» . 2- طلحة بن عبيد الله ، المبشر بالجنة ، فتقدر ثروته بـ «مليوني درهم ، ومائتي ألف درهم ن ومن الذهب مائتي ألف دينار» وكان دخله اليومي ألف درهم وزيادة . 3- الزبير بن العوام ، المبشر بالجنة ، فقد بلغت ثروته من قيمة العقار الذي ورَّثه «خمسين مليونا ، ومائتي ألف» ، 4- عبد الرحمن بن عوف ، المبشر بالجنة ، فتقدر ثروته بـ «ثلاثة ملايين ومائتي ألف دينار» ، وقد ابتدأ بن عوف ثروته بأقط وسمن ثم حاز الملايين ، فكان الاستثمار في السوق بالبيع والشراء هو الأسلوب الاستثماري له ، حتى أصبحت ثرواته على مرأى ومسمع من أهل المدينة ، كما روى أحمد في مسنده من حديث أنس ( أن عبد الرحمن أثرى ، وكثر ماله ، حتى قدمت له مرة سبعمائة راحلة تحمل البر والدقيق ) ، وفي البداية والنهاية ، قيل : وترك ألف بعير ، ومائة فرس ، وثلاثة آلاف شاة ترعى بالبقيع .. 5 - سعد بن أبي وقاص ، المبشر بالجنة وتبلغ ثروته «مائتي ألف وخمسين ألف درهم» .. )) .                                     * وأني أتساءل هل للصحابة المبشرين بالجنة ، من هم ورغبة من متاع الدنيا ، أذا كانوا موعودين بالأخرة في الجنة ، هذا أولا ، أما ثانيا ، فهل للصحابة من وقت ودور  في نشر الرسالة المحمدية ، أذا كان جل همهم ووقتهم ، مخصص ، للربح من التجارة من أجل جمع الأموال . علما أن النص القرآني ينص على ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)/ سورة التوبة ) .
ثالثا - العلامة الفارقة في كل ما سبق ، هو في شخصية عمر بن عبدالعزيز 681 - 720 م / ثامن الخلفاء الأمويين ، وقد قيل عنه ( كان إذا ذكر الزهاد فهو في المقدمة ، وإذا تُحدِّث عن العباد فهو في أولهم ، لقد كان مثلاً أعلى في الزهد في زمانه ؛ فعن مكحول قال :" لو حلفت لصدقت ما رأيت أزهد ولا أخوف لله من عمر بن عبد العزيز". وقال مالك بن دينار : " الناس يقولون : إنّي زاهد ؛ إنّما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها ". تاريخ الإسلام (1/831) للذهبي/ نقل من موقع الدعوة الأسلامية ) . ولكن هذا الخليفة الزاهد لم يتركوه بزهده وطريقه القويم في الحكم ، فقتل مسموما ( .. فكثرة الأمراء الظلمة الذين ملوه وكرهوا محاققته لهم ، ونقصه أعطياتهم ، وأخذه كثيرا مما في أيديهم مما أخذوه بغير حق ، فما زالوا به حتى سقوه السم ، فحصلت له الشهادة . / نقل من موقع الكلم الطيب ) . ويقال أنه سم من قبل عائلته ، فقد جاء في موقع / ويكي شيعة ( ويعقتد البعض أن الأسرة الأموية سمّت عمر بن العزيز خشية أن تخرج الخلافة من أيديها.).

خاتمة :                                                                                                                                                                 * مما سبق ذكره ، يتضح أن الموروث الأسلامي رسم لوحة رائعة للرسول والصحابة ، ولكن هذه اللوحة مبهمة المغزى ، غير مفهومة المضامين والخطوط - بكل ألوانها ، بل حتى أن أيطارها الضخم فهو مزور ! . لهذا أننا نلاحظ قصصا في هذا الموروث ، ليس بها أي جانب من العقلانية والمنطق ، بدءا من رسول الأسلام وأنتهاءا الى صحابته والتابعين ..                                                     * أن تزوير الحقائق واضحا في الموروث الأسلامي ، فهم لم يكونوا من الزهد في شئ ، والدليل : (1) أن الرسول كان مزواجا ، والصحابة والتابعين أيضا ، والزهد أن كان موجودا ، فيجب أن يكون عاما ، أي في كل الأمور المالية والنساء وطريقة الحياة معا ، فالرسول والصحابة قد تزوجوا الكثير ، وكان لهم جواري وأماء وعبيد وخدم ، فكيف لرجل أن يحيا بهكذا رغد ، ويكون زاهدا ! . (2) الزهد في الدنيا ، يعني ترك الثروة المادية للحياة الدنيا ، والكثير من الصحابة والتابعين كانوا تجارا ، والزاهد لا يكون تاجرا ! خازنا للمال . ( .. وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34)/ سورة التوبة ) . (3) وهنا تظهر علامات أستفهام ، هل كان حب الصحابة والتابعين للدعوة المحمدية صادقا ، أم كان الأمر وراءه منافع ومصالح ، وهنا يتجلى بكل وضوح المبدأ الميكافيلي " الغاية تبرر الوسيلة " للصحابة .                                                                                                                   * وأخيرا - حتى نختم المقال ، لا بد لنا أن نعرف الزُّهْد ( فالزهد : هو الأنصراف إلَى العِبادَةِ وَتَرْكَ مَلَذَّاتِ الدُّنْيا ، الإِعْراضَ عَنْها احْتِقاراً لَها / نقل من موقع قاموس المعاني ) ، والسؤال : هل كان أيا من الرسول والصحابة المبشرين بالجنة وباقي الصحابة والتابعين ، زاهدين بالحياة الدنيا ! ، أتركوا أيا من متاعها وملذاتها ! ، أم كانوا من أكبر المتنعمين بها ، وهذا السؤال يمكن للقارئ المطلع فقط الأجابة عليه .. أن واقع الموروث الأسلامي البعيد عن الحقيقة القريب من الخيال ، ينطبق عليه مقولة الفيلسوف فردريك نيتشه: ( الشي الوحيد الذي تم تحريمه حتى اليوم وبشكل منهجي هو : " الحقيقة " ) .

126
                                 قراءة نقدية لحديث .. السلام على غير المسلمين 
 
يتردد ويتداول كثيرا بين المسلمين ، هل يجوز السلام على غير المسلمين / الكفار - أي اليهود والمسيحيين و .. ! ، ففي هذا المقال المختصر سأبحث في تقاطعات هذا الموضوع .

الموضوع :                                                                                                                                             في هذا المقام سأسرد بعض التفاسير من بعض المصادر ، حول موضوعة " السلام على غير المسلمين / الكفار " :                                                                   (1) فمن موقع / حبل الله ، يجيب على هذا التساؤل ، ويبين : (( يجوز للمسلم أن يبدأ غير المسلم بالسلام ، فقد سلّم إبراهيم عليه السلام على والده ( قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ / سورة مريم ، 47 ) ، وكان المؤمنون يواجهون لوم الكافرين إياهم بالقول ( لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ / سورة  القصص 55) ، وقال سبحانه لنبيه ( فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ / سورة الزخرف 89) . نفهم من الآيات السابقة أنه لا حرج من ابتداء غير المسلم بالسلام ، وابتداؤه بالسلام هو جسر للتواصل والتعاون معه ، وربما يؤدي ذلك لأن يتعرف على الاسلام ويؤمن به )) .
(2) وأما حديث « لا تُبَادِرُوا أَهْلَ الْكِتَابِ بِالسَّلَامِ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طريق فاضطروهم إلى أضيقه » ، (( يظهر أن النبي قال ذلك في ظرف خاص حيث كان يتجهز لحرب بني قريظة بعد انتهاء غزوة الأحزاب كما تشير بعض روايات الحديث ، ولا شك أن حالة الحرب لها مصطلحاتها وقوانينها ، ويصح أن نسمي هذا بمقدمات الحرب ، ولا يمكن أن يُعمم قول النبي في الحالة الطبيعية ، لأن التعميم يعارض ما ذكرنا من آيات  )) .                                                                                        (3) ومن موقع / الشيخ د . خالد السبت ، - الموقع يبين أن " النهي بمعنى التحريم " ، ومنه أنقل التالي : (( فهذا باب تحريم ابتداء الكافر بالسلام ، وكيفية الرد عليهم ، واستحباب السلام على أهل مجلس فيهم مسلمون وكفار . تحريم ابتداء الكافر بالسلام ، وذلك للنهي الصريح في قول النبي في الحديث الذي صدّر به المصنف هذا الباب:  لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام . فهذا نهي ، والأصل أن النهي للتحريم ... )) .                                                                                        (4) أما إذا سلم عليكم أهل الكتاب :(( وذكر حديث أنس قال : قال رسول الله:  إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا : وعليكم - متفق عليه . يعني : نرد عليهم ، لكن لا نقول : وعليكم السلام ، فضلًا عن أن نقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)).
                                                                                   
القراءة :                                                                                                                                        أولا - مرة أخرى ، هناك تقاطع دوما ، بين النص القرآني وبين الأحاديث النبوية ! ، وهنا لا بد من القول كيف تنص الآيات في جواز السلام على غير المسلم : ( سورة مريم 47 ) و ( سورة القصص 55 ) و ( سورة الزخرف 89 ) / المذكورة في أعلاه ، وكيف لرسول الأسلام أن يخالف الوحي القرآني ! ، ولكن من جانب أخر ، أن الرسول نفسه ، لا يتكلم من هواه ، وأنما : ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى / سورة النجم: 3 ، 4 ﴾ .. وهنا لا بد من القول أي القولين أصدق ! : الوحي القرآني ، أم  وحي الأحاديث ! . 

ثانيا - ولكن ما الوضع في حالة مبادرة غير المسلم بالسلام ، فهل يمتنع المسلم عن الأجابة ، علما أن النص القرآني يقول ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا / سورة النساء:86 ) هذا أيضا مجرد تساؤل ! . علما من أن بعض المصادر تتساأل : " هل إذا قال غير المسلم : السلام عليكم ، نقول : وعليكم السلام ، أو وعليكم السلام ورحمة الله ، أو نزيد وبركاته / نفس المصدر السابق " .. هنا أرى أن المروث الأسلامي وضع المسلم في حيرة من أمره في موضوع التعايش الاجتماعي مع الأخرين ، وبالتحديد في موضوع كيفية وطريقة الرد على غير المسلم ! .

ثالثا – كذلك يظهر أن رسول الأسلام كان لديه " تكتيك مرحلي " ، حتى وأن خالف هذا التكتيك النص القرآني ، وهذا ماقاله المفسرون حول حديث « لا تُبَادِرُوا أَهْلَ الْكِتَابِ بِالسَّلَامِ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طريق فاضطروهم إلى أضيقه » ، يظهر أن النبي قال ذلك في ظرف خاص حيث كان يتجهز لحرب بني قريظة بعد انتهاء غزوة الأحزاب كما تشير بعض روايات الحديث / كما أشرنا في الفقرة ( 2 ) أنفا .. ويظهر أن الرسول كان يؤمن بما يطلق عليه حديثا بالمبدأ الميكافيلي " الغاية تبرر الوسيلة " .  بمعنى أخر ، كان الرسول يكييف النصوص القرآنية ، بما تخدم الظروف الزمانية والمكانية للوضع القبلي السياسي آنذاك ، وأذا لم يخدم النص الحدث ، يستعيض عنه بحديث ! لكن الأشكال أن التضييق على الكفار مستمر لحد الأن.

رابعا - في بعض المصادر يذهب المفسرون الى موضوع شائك أخر ، وهو " الطبقية " ، وهذا الموضوع هو الذي تفاقم لغاية الوقت الحالي ، وجعل من المسلم يظن نفسه الأعلى شأنا والارفع مكانة من الأخر - الكافر ، فقد ورد في موقع / طريق  الأسلام ، التالي أنقله بأختصار (( ولا يجوز كذلك أن يبدؤوا بالتحية كأهلاً وسهلاً وما أشبهها لأن في ذلك إكراماً لهم وتعظيماً لهم ، ولكن إذا قالوا لنا مثل هذا فإننا نقول لهم مثل ما يقولون ، لأن الإسلام جاء بالعدل وإعطاء كل ذي حق حقه ، ومن المعلوم أن المسلمين أعلى مكانة ومرتبة عند الله عز وجل فلا ينبغي أن يذلوا أنفسهم لغير المسلمين فيبدؤوهم بالسلام .. )) .

خامسا - بعض المفسرون يربط أبتداء الكفار بالتحية ، بمبدأ أخر ، وهو " مبدأ التقية " / بشكل أو بأخر ، حيث يسرد موقع / الأسلام سؤال وجواب ، التالي أنقله بأختصار " وقال ابن القيم في " زاد المعاد " (2/424) في ابتداء الكفار بالتحية :" و قالت طائفة - أي من العلماء - : يجوز الابتداء لمصلحة راجحة من حاجة تكون إليه ، أو خوف من أذاه ، أو لقرابة بينهما ، أو لسبب يقتضي ذلك " انتهى .

الخاتمة :                                                                                                                                                في ختام هذا البحث المختصر ، لا يسعني ألا أن أقول ، ان الأحاديث النبوية تذهب دوما الى المناطق الخطأ في تقاطعها مع النص القرآني ، وذلك لأن تبادل السلام والتحايا ، هما من أساليب التعايش الأجتماعي الراقي والانساني معا ، كما أن مفردة " السلام " هي من أسماء الله الحسنى " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ " سورة الحشر:23 . وفي صحيح البخاري ، أن النبي يقول : " فإن الله هو السلام . وهنا أيضا نلحظ وجود تقاطع بين بعض الأحاديث مع النصوص والأحاديث معا ! . وخلاصة القول : أن المجتمعات لا تبنى ، ولا تقوم على الحقد والكراهية والطبقية والغل واللؤم ! ، بل تؤسس على قواعد الشراكة والتكاتف والتعاضد والتضامن والتكافل ، واللبيب يفهم ! .



 



127

                                            الأخطبوط الأيراني .. بين القومية والمذهبية

( في كثير من الأحيان يكون الدين والمذهب ، وسيلة للسيطرة على البلدان ، وبذات الوقت يستخدم ممارسات وطقوس مقيتة لتجهيل الشعوب - كاتب المقال )

أولا - تشكل أيران الشيعية المذهب / الأثنى عشري ، والتي تقلد مبدأ ولاية الفقيه - الذي أفتى به الأمام الخميني ، حالة خاصة مذهبيا وقوميا ، فالبرغم من المذهب الشيعي الذي تنهجه أيران ، ولكن هذه الدولة لها خصوصية متفردة ، خلافا عن أي دولة أخرى / مثلا عن العراق ، حيث أن أيران ، نعم أنها تتبع ولاية الفقيه ( ووفق موقع / ويكي شيعة ، أنقل التالي حول مفهوم ولاية الفقيه : هي نيابة الفقيه - الجامع لشروط التقليد والمرجعية الدينية - عن الإمام المهدي في ما للإمام من الصلاحيات ، والاختيارات المفوضة إليه من قبل الله عبر نبيه المصطفى في إدارة شؤون الأمة والقيام بمهام الحكومة الإسلامية . ) ، ولكن الطابع القومي في أيران يطغي على المذهب ! ، ولازالت أيران تحلم بالأمبراطورية الفارسية ، حالها حال الدولة التركية الند لها / الذي يحاول رئيسها أردوغان بعث روح الامبراطورية العثمانية من جديد ! . وقد ظهر هذا للعلن ، وبشكل جلي وواضح في خطاب أيران السياسي ، ففي نهاية أيار/ مايو الماضي 2020 ، أعلن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان ( أن العراق بعد عام 2003 « أصبح جزءًا من الإمبراطورية الفارسية ، ولن يرجع إلى المحيط العربي ، ولن يعود دولة عربية مرة أخرى » ، واستطرد بلهجة فوقية موجّهًا كلامه إلى العراقيين العرب " على العرب الذين يعيشون فيه أن يغادروه إلى صحرائهم القاحلة التي جاؤوا منها ، من الموصل وحتى حدود البصرة ، هذه أراضينا وعليهم إخلاؤها " . / نقل من المركز العربي للدراسات والأبحاث الأيرانية ) ، وهنا يتضح أن النهج ليس قوميا فقط ، بل أنه تطرفا عرقيا أيضا ! . فهذا عزت الشابندر أحد قيادي حزب الدعوة سابقا - في لقاء تلفزيوني في 27.2.2017 يقول : قاتلنا        مع ايران ضد العراق ومع هذا الأيرانيين يبصقون على وجوهنا ، ويؤكد أن في أيران يطغي الطابع القومي على المذهب .

ثانيا - أما العراق ذهب دوره ووضعه مع أدراج الرياح ، قوميا ومذهبيا ! ، هذا حال من يكون تحت أمرة أيران الفارسية . فليس العراق قوميا كما كان ! ، وليس هو من شيعة علي ! كما كان أمير المؤمنين ! . فقوميا ، ليس بالأمكان أن يكون كذلك ، وهو خاضعا لدولة تمقت العرب ! كأيران ، وشيعيا ، أصبح بعيدا عن نهج الأمام الحسين أبن علي ، الذي دافع عن الحق ضد الطغاة ، وقال " لا " - حيث لم يدافعوا شيعة العراق عن المذهب وعروبته ضد أحتواء أيران للمذهب والعراق معا ! ، بل كانوا تابعين لولاية الفقيه الأيراني / الخامنئي ، مع العلم أن مرجعية النجف متمثلة بالسيستاني لا تؤمن بهذا النهج . ففقدوا شيعة العراق / وهنا أقصد سياسي شيعة العراق ، طابع المذهب وقومية الماضي ! .

ثالثا - أيران تمددت منذ ثورة الخميني 1978 ، في العراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرين .. ، وأنها تحلم بأعادة أمجادها الماضوية ! . وأني أرى أن المثقفين من الشيعة ، يدركون تماما أن أيران لا يهمها سوى التوسع والنفوذ والسلطة لولاية الفقيه على بلدانهم ، حتى تحكم التابعين لها ، دنيويا وأخرويا ! ، وهذا من المؤكد لا يروق للمثقف الواعي والمدرك للخطر الأيراني على الهوية العربية ! ، ولكن الذنوب والأتباع لا يزالون يتبعون الأمام الفقيه الولي ، وذلك لمصالحهم المادية من هذه التبعية ، وهذا ما يحصل في العراق - بشكل خاص .     

خاتمة :
أن المؤثر الرئيسي على التمدد لأيراني / الفارسي ، ذو الصبغة الشيعية ، في العراق / مثلا ، هي حوزة النجف ! " وأحتلت النجف منذ  سنة 448 هـ ، مكانا علميا مرموقا - حيث  نزح إلى مدينة النجف من بغداد كبيرُ علماء الشيعة في ذلك العهد .. " ، أن مراجع الشيعة ذو الأصول الأيرانية في حوزة النجف ، قد أثر على أستقلالية القرار الحوزوي المؤثر على شيعة العالم أجمع ، ولابد للعرق والقومية من تأثير ، بل قد يطغى العرق على المذهب ذاته ، ومن تأكيد ذلك حديث رسول الأسلام القائل ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) . ولو كانت حوزة النجف شيعية حقا ، لأفتت برفع يد أيران عن العراق ، وذلك   لأن" الساكت عن الحق شيطان أخرس " . أن أيران تتحكم بمقدرات الشيعة عربيا ! ، والخضوع الشيعي لهذا الأمر ، يشوه المذهب ويضعف الأنتماء الوطني والقومي معا ، فلا بد من ثورة شيعية خلاقة ، من أجل سحق تمدد هذا الأخطبوط ، ومن أجل أعدام من باعوا المعتقد والمذهب معا .

128
                   قراءة لآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ / 28 سورة التوبة )

الموضوع :                                                                                                                                 أرى أن آية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ 1 فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ .. 3 إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ / 28 سورة التوبة ) . تستحق التوقف عندها من أجل قرائتها ، قراءة حداثوية ، وسأسرد تفسيرا لها ، من موقعين ، ففي موقع  quran.ksu.edu.sa - تفسير الطبري ، أنقل التالي وبأختصار ( قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله وأقرُّوا بوحدانيته : ما المشركون إلا نَجَس . واختلف أهل التأويل في معنى" لنجس "، وما السبب الذي من أجله سمَّاهم بذلك ، فقال بعضهم : سماهم بذلك ، لأنهم يجنبون فلا يغتسلون ، فقال : هم نجس ، ولا يقربوا المسجد الحرام ، لأن الجنب لا ينبغي له أن يدخل المسجد ، ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، في قوله:  إنما المشركون نجس ، لا أعلم قتادة إلا قال : " النجس "، الجنابة .  وبه ، عن معمر قال : وبلغني أن النبي  ، أخذ النبيُّ ، فقال حذيفة : يا رسول الله ، إني جُنُب ! فقال : إنّ المؤمن لا ينجُس . حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله:  يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس ، أي : أجْنَابٌ . وقال آخرون : معنى ذلك : ما المشركون إلا رِجْسُ خنـزير أو كلب . وهذا قولٌ رُوِي عن ابن عباس من وجه غير حميد .. ) .                            ومن موقع / الألوكة ، حول تفسير الآية ذاتها أنقل التالي : ( ﴿ نَجَسٌ ﴾ النجاسة : القذارة ، وذلك ضربان : ضرب يُدرك بالحواس ، وضرب يدرَك بالبصيرة ، والثاني وصفَ الله تعالى به المشركين ، فقال:  ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ﴾ ، ويقال : نجَّسه ؛ أي : جعله نجسًا ، ونجَّسه أيضًا أزال نجسه ، ومنه تنجيس العرب ؛ وهو شيء كانوا يفعلونه من تعليق عوذة على الصبي ليدفعوا عنه نجاسةَ الشيطان ، والناجس والنجيس داءٌ خبيث لا دواءَ له ) .

القراءة :                                                                                                                                 * الآية كبنية نصية ، غير منطقية في المعنى وغير مقبولة بالمضمون ، وحتى ندخل لهذا المحور ـ سأسرد الحوار التالي بين الرسول وحذيفة ( .. فقال حذيفة : يا رسول الله ، إني جُنُب ! فقال : إنّ المؤمن لا ينجُس .. ) ، هنا من المؤكد أن محمدا يقصد بالمؤمن " لا ينجس " - أي المسلم لا ينجس ! ، لأن كل المشركين نجس عدا المسلمين ، أي أن حوالي خمسة مليار نسمة هم أنجاس ، و 1.9 مليار مسلم لا يمكن أن ينجسوا ( تعتبر الديانة الإسلامية هي ثاني أكبر الديانات في العالم بعد الديانة المسيحية ، حيث وصل عدد المسلمين وفق أخر تعداد لعام 2020 حوالي 1.9 مليار مسلم في العالم كله ، ويمثل المسلمون حوالي 24.8 % من إجمالي عدد السكان في العالم / نقل من موقع محتويات ) ، هل هذا الكلام معقول ! ، وهل الله يخلق أنجاسا من عباده ! ، وهل من المنطق أن يقول الله نصا كهذا ! . هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، من يقول ان المشرك / اليهودي والمسيحي والصابئي .. هو نجس ! ، وما هو المعيار لذلك ! ، ومن أي مصدر يعرف كاتب القرآن أن المشرك لا يغتسل بعد الجنابة ! ، هل كاتب القرآن قد دخل الى غرف نومهم فردا فردا وقت الوطأ !! ، وهل من المعقول أن الله يقول على عباده / وحتى أن كانوا غير مسلمين أنهم نجسا ! . 

* هكذا نصوص أن ترسخت بعقول المسلمين / المسطحين منهم ، ستولد كوارث مستقبلية لا محال ! ، وستضع فاصلا ، بل حاجزا بينهم وبين غير المسلمين ! ، هذا السد سيتضاعف مستقبلا ليتحول كنوع من عدم التعامل مع الأخرين ، ومن ثم عدم قبولهم - وسيتأثرون بوصفهم ، من قبل بعض المفسرين ب ( ما المشركون إلا رِجْسُ خنـزير أو كلب ) ! ، وستنفتح بوابة التكفير على مصراعيها ، وسيقود الأمر الى خلق فكر أرهابي ، وبالنتيجة سيتوجب محاربة هؤلاء الأنجاس الكفرة .

* وفي لقاء للمفكر الأخواني الكويتي د . عبدالله النفيسي / على قناة YOUTUBE / القبس - ضمن برنامج " الصندوق الأسود " مع عمار تقي / 20.02.2020 ، يتكلم به عن الملا عمر زعيم طالبان ، ويصفه بأبدع وأجمل وأرقى الأوصاف ، وكأنه يصف ملاكا من ملائكة الله الأبرار ! ، ويضيف ، أن الملا عمر ، رفض السكن في كابول لوجود أجانب / يقصد غير مسلمين ، لأنه لا يريد الألتقاء بهم ، حتى لا يصافحهم ، ويقول للدكتور النفيسي : أنهم " نجس " ، ذاكرا الآية 28  من سورة التوبة - موضوع المقال ، وأنا أتعجب من تأييده لهكذا طرح ، ومن موافقته على عرضه على الأعلام المتلفز من دكتور خريج جامعة كامبرج وهي " جامعة للكفار النجس " ! . 

* وهناك تساؤل مهم ، أيهما أكثر نجاسة : مباشرة المرأة وهي حائض ! أم عدم غسل الجنابة ، فمن موقع أبن باز ، أنقل التالي بأختصار ( عن معاذ ، عن النبي أنه سأله : ما يحل من امرأته وهي حائض قال:  ما فوق الإزار ، يعني صدرها وبطنها فوق السرة ، هذا هو الذي يحل له أن يباشر ذلك منها ، حديث ضعيف ، والصواب : أنه يحل له كل شيء ما عدا الجماع و ، والنبي قال : اصنعوا كل شيء إلا النكاح رواه مسلم ، وكان يأمر عائشة ونسائه يأتزرن عندما يريد مباشرتهن ، فهذا أفضل ، مستحب له أن يأمرها بالئتزار إذا أراد المباشرة ؛ لأنه أبعد عن الوقوع فيما حرم الله ، لكن ليس بواجب ، الواجب تجنب الوطء .. فلا بأس أن يباشر بدنها ، ولو مس فخذها أو مس فرجها لا يضر .. ) . أن المطلع المدرك والواعي ، من الواجب أن يعرف ، أن الكثير من النصوص تذهب الى جهة نقيض ما كان يتمتع الرسول به مع أزواجه ! .
* سوف اختم مقالي المختصر ، بهذا المحور ، ان المفسرين أكدوا : أن عدم الغسل بعد الجنابة يعتبر الفرد نجسا ! ، ولكن هذا الأمر يتقاطع مع سيرة رسول الأسلام ، الذي كان يطوف على نسائه بغسل واحد !! ( عن أنس بن مالك ، ومنها : ما رواه الإمام البخاري من طريق قتادة قال : حدثنا أنس بن مالك قال : كان النبي يدور على نسائه في الساعة الواحدةِ من الليل والنهار وهنَّ إحدى عشرة ، قال : قلت لأنس : أوَكان يطيقُه ؟ ! قال : كنَّا نتحدَّث أنه أُعطِي قوةَ ثلاثين . وقال سعيد ، عن قتادة : إن أنسًا حدَّثهم : تسع نسوة . وما رواه الإمام مسلم من طريق هشام بن زيد ، عن أنس بن مالك : أن النبي كان يطوف على نسائه بغسلٍ واحد ، وفيه التصريح بأنه أخَّر الغسل عن أوَّل وقت وجوبه ، ولم يغتسل عند كلِّ واحدةٍ منهنَّ . نقل من موقع / سلف للبحوث والدراسات ) . فقط للتوضيح ، أن الرسول كان من المفروض أن يغتسل بعد كل وطأ مع كل زوج من أزواجه ! .. أرى أن هذه الآية تؤسس لأشكالية في الموروث الأسلامي ، وبالتحديد " بين النص القرآني وبين الأحاديث النبوية وسيرة رسول الأسلام " ، فما حكم رسول الأسلام الذي يطوف على نسائه بغسل واحد ! ـ تاركا للمطلع الحكم والتقييم والقرار ! . 
 


129
                                  أنعكاس مفاهيم النص القرآني على الفكر والمجتمع
* المفاهيم والدلالات في النص القرآني ، أذا لم يتم السيطرة على تداولها ، فأنها تسبب أنعكاسات سلبية عدة ، منها قد تؤدي الى ترهل فكري ، وتجعله مشوش الرؤية ! ، لأنها ستخرج الفكر بمفهومه العام عن مساره الأنساني والحضاري الى مساحات ضيقة سوداوية ، وذلك لأن الفكر يؤثر ويتأثر بالثقافة ، خاصة أن مفاهيم النص القرآني تحتل الأولوية في تأثيرها على ثقافة الأفراد ، وبالنتيجة تصب الثقافة بكل أنعكاساتها على الفكر العام .. ومن جانب أخر فأن ذات المفاهيم والدلالات قد تغير من الصورة المجتمعية ، وذلك لأن مدلولات النص القرآني قد تتحول الى مصدرا أساسيا للتعامل المجتمعي – وهو ما يدعوا أليه رجال الدين والدعاة ، وهذا ما يحدث في مصر على سبيل المثال وليس الحصر ، حيث أن المجتمع تقبل أو أكتسب صبغة دينية ، غيرت من سلوكيات وملامح المجتمع عامة ! ، فالصورة المجتمعية في مصر قبل 40 عاما كانت أكثر تمدنا وتحضرا من الزمن الحالي / خاصة أذا أخذنا مظهر المرأة كمثال ، فأن السائد الأن في مصر هو الحجاب والنقاب ، والذي كان شبه معدوما في العقود السابقة ! .                                                                                                                   
* أرى أن السبب الرئيسي في كل ما سبق يرجع الى دور المؤسسة الدينية / وما دمنا قد أخذنا مصر كأنموذج ، فأننا نقصد هنا مؤسسة الأزهر شيخا وشيوخا ومؤسسات ! ، فهو الذي يقع على عاتقه الأمر الرئيسي ، وذلك من خلال أذرعه المختلفة / جمعيات وجوامع وجامعات ومعاهد أضافة الى أدبياته .. ، فهو يمتلك أكبر ميزانية ، حيث " بلغت جملة الموازنة المقدرة للأزهر الشريف في مشروع الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2019/ 2020 ، قرابة 15 مليارا و707 ملايين و804 آلاف ، مقارنة بموازنة العام المالي السابق 2018/2019 المقدرة بمبلغ 14 مليارا و277 مليونا و579 ألف جنيه / نقل من موقع النبأ الوطني " ، ولكن كل هذه الأموال تنفق وفق توجه أسلامي متزمت ، ولا توظف في تحديث الصورة المجتمعية ، بل في تظليمها / ومن جانب أخر، لا زالت مناهج الأزهر التعليمية تعج بتفسيرات ماضوية مقيتة ، ولا زال صحيح البخاري مادة رئيسية في مناهجه التعليمية ، بما يضم من أحاديث أصبحت مثارا للسخرية بين المفكرين الأسلاميين المتنورين ، بل حتى بين شيوخ المسلمين أنفسهم ! .                                                                                                                                                                                           
* أني أرى أن " التفسير " الماضوي للنص القرآني - من قبل شيوخ ورجال الأسلام ، لما به من دلالات ومفاهيم ، ، قد ألقى بكل ثقله على المجتمع وعلى الفكر الأنساني بذات الوقت ، فأرجع الأول الى الحقبة القبلية وأدخل الثاني في زوايا مظلمة أنعكست على الفعل المجتمعي للفرد . ولا زال رجال الأسلام مشغولون بالهم النصي للقرآن ، فلم يستطيعوا أن يخرجوه من قوقعته ! ، وهم يدركون أن النصوص كان لها " أسباب محددة للنزول " ، وأسباب النزول تفسر النص ، وقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، التالي في شرح هذا الموضوع ( قال الواحدي : لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها ، وقال ابن دقيق العيد : بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن " انتهى  من "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي (1/108).، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " معرفة " سبب النزول " يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب" . انتهى من "مجموع الفتاوى" .. ) ، أي النصوص كان لها سبب محدد تبين لم نزلت !! ، والسؤال : ما علاقة الزمن الحالي – مجتمعا وفكرا ، بما نزل من قبل أكثر 14 قرنا ! .                                                                     * بعض النصوص قد شحنت المجتمع نحو " العنف " ، كالأية 5 من سورة التوبة ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( ، فهذا النص بمفاهيمه ومدلولاته أصبح مرجعا رئيسيا لكل المنظمات الأرهابية الأسلامية ،  فحسب تفسير القرطبي للأية أعلاه / تأكيدا لهذا .. منقول بأختصار ( قوله تعالى فاقتلوا المشركين عام في كل مشرك حتى يعطوا الجزية ، واعلم أن مطلق قوله : اقتلوا المشركين يقتضي جواز قتلهم بأي وجه كان ، إلا أن الأخبار وردت بالنهي عن المثلة . ومع هذا فيجوز أن يكون أبو بكرالصديق حين قتل أهل الردة بالإحراق بالنار ، وبالحجارة وبالرمي من رءوس الجبال ، والتنكيس في الآبار ، تعلق بعموم الآية . وكذلك إحراق علي بن أبي طالب قوما من أهل الردة يجوز أن يكون ميلا إلى هذا المذهب .. ) .                                                                                                             
* أن الأية السابقة وتفسيراتها المتعددة أدخلت الفكر في نفق مظلم ، ولكنه من جانب أخر كان متنفسا للأرهاب الأسلامي ، وبذات الوقت ، أثر هذا التفسيرعلى الوضع المجتمعي بشكل سلبي ، ولم يتحمل رجال وشيوخ الأسلام مسؤوليتهم المجتمعية والأخلاقية بنفي التفسير الماضوي ، وكان بأمكانهم أحلال تفسيرا حداثويا يتوافق ويتلائم مع الظروف الحالية للمجتمع ! ، أي كان علي المؤسسات الدينية دورا كبيرا في أعطاء تفسيرا أخلاقيا على من وصفوا ب " المشركين " بالأية أعلاه ، فهم الان شركاء بالوطن ! ، وما كان يوصف بهم سابقا وفق النص القرآني أصبح غير فاعل ، وذلك لأن الأية كان لها أسباب نزول قبل 14 قرنا ، والأن قد أنتفت الحاجة لتفعيل للأية أعلاه وهذا ما لا يقنع رجال الأسلام .       
* أن النص القرآني / بمفاهيمه ومدلولاته المختلفة ، وفق كل ما سبق خلق تأزما فكريا ومجتمعيا ، هذا الوضع كله أوجده رجال الأسلام .. أني أرى بهكذا تقاطعات ومنحدرات لا بد من أعطاء صورة أخرى للقرآن تتفق مع الوضع الأنساني الحالي ، وهذا من المؤكد يحتاج الى ثورة حداثوية على القولبة الماضوية للنص القرآني .



130
                                                أضاءة حول " صلاة المسلمين "

أستهلال :                                                                                                                               تشكل موضوعة الصلاة في العقيدة الأسلامية أشكالية كبيرة ، وذلك لكثرة مفاصلها ، وتعدد تقاطعاتها ، وسأتناول في هذا المقال بعضا من هذه المفاصل المتقاطعة ، مع أضاءة مقتضبة لكل مفصل / وفق قراءتي الخاصة .

أولا . متى حددت عدد الصلوات في الأسلام : من موقع / الأسلام سؤال وجواب ، سأسرد ما جاء حول كيفية تحديد عدد الصلوات ، وبأختصار (( روى البخاري (349) ومسلم (162) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حديث الإسراء المشهور ، وفيه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَال ( فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ : مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟ قُلْتُ خَمْسِينَ صَلَاةً . قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ ... قَالَ : فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَبَيْنَ مُوسَى حَتَّى قَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاة ً ) .وقد أجمع العلماء على أن الصلوات الخمس لم تفرض إلا في هذه الليلة .. راجع : " فتح الباري " لابن رجب  (2 / 104))) .                 * هنا أسأل المتلقين ، على أختلاف مشاربهم ! ، هل من المنطق أن تكون كذا مساومة ! بين الله جل جلاله ، وبين الرسول ! ، وهل موضوعة تحديد عدد الصلوات ، هي مسألة تحدد وكأنك في سوق ! - الله يعطي عددا والرسول يساومه ويفاوضه للتقليل من هذا العدد ، وكأن الصلاة هي سلعة معروضة للمساومة ، والأدهى أن النبي موسى / وفق الرواية الأسلامية ، هو الملقن لرسول الأسلام من أجل التقليل من عدد الصلوات لغرض الوصول لعدد الصلوات المقبول لدى الرسول ! .

ثانيا . أول صلاة في الأسلام : متى تحققت ، بل متى مورست أول صلاة في الأسلام ، هنا يبحث موقع / أسلام ويب ، بهذا الأمر ، وأنقله بأختصار (( فإن أول صلاة ظهرت في الإسلام هي صلاة الظهر ، ولهذا سميت ظهراً ، وتسمى الأولى عند بعضهم لأنها أول صلاة صلاها جبريل بالنبي بعد فرض الصلاة ليلة الإسراء ، جاء ذلك في آثار كثيرة عن بعض الصحابة والتابعين ، ويستأنس له بما في صحيح البخاري عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله كان يصلي الهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس .. قال الحافظ في الفتح : قيل لأنها أول صلاة صلاها جبريل بالنبي حين بين له الصلوات الخمس ، وقيل لأنها أول صلاة ذلك مفصلاً في مصنف عبد الرزاق عن الحسن قال:  أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَار ، فكانت أول صلاة صلاها رسول الله الظهر ، فأتاه جبريل فقال : وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ . فقام جبريل بين يدي رسول الله والنبي خلفه ثم الناس خلف رسول الله والنساء خلف الرجال ، قال:  فصلى بهم الظهر أربعاً...  )) .                                                                                                                                * ما أثار انتباهي ، ليس موضوع الخبر - بما يضم من تسميات للصلاة ، أن كانت تدعى صلاة الهجير أو الظهر أو الأولى .. ! . ولكن المثير ، كيف لجبريل وهو الوحي ، وملاك الله ، أن يصلي بالرسول أئماما ! ، وكيف لروح أن تأم بشرا ! ، وهل من شاهد يروي الحادثة ! ، وهل رواية البخاري معتمدة ! - وصحيح البخاري جاء بعد أكثر من عقود من الزمان على وفاة رسول الأسلام ! / والصحيح نفسه مشكوك به . أم أن الواقعة مجرد قصة من قصص المفسرين والمحدثين والفقهاء!. 

ثالثا . ما الذي يمنع الصلاة : هل هناك من أمور تجعل من الصلاة باطلة ! ، فمن موقعي www.alshirazi.com  وأبن باز ، أنقل التالي (( هناك الكثير من الموانع منها : - الأول : أن يفقد في أثناء الصلاة شرطاً من شروطها ، مثل أن يعلم في أثناء الصلاة بغصيبة المكان . الثاني : أن يعرض له في أثناء الصلاة ما يبطل الوضوء أو الغسل ، عمداً كان أو سهواً ، أو عن اضطرار مثل أن يخرج منه البول . الثالث : التكفير وهو وضع إحدى اليدين على الأخرى .. )) ، وغيرها الكثير ، ولكن التساؤل هو المانع التالي لم " المرأة والكلب الأسود والحمار يقطعون الصلاة " ، ويكمل (( ثبت عن الرسول أنه قال : يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود ، وجاء في حديث آخر : المرأة الحائض ، والمراد : المكلفة . فمن مر بين يديه واحد من هؤلاء الثلاثة وراء السترة لم يقطع صلاته ؛ أما إن مر بينه يقطعها .. )) .                                                                                                                           * سوف أغفل كل النقاط الواردة في أعلاه حول موانع الصلاة ، وسوف أتناول واحدة فقط وهي " المرآة " ، وأقول لم المرأة تمنع الصلاة في مرورها أو في موقفها أو جلوسها أو .. ! ، ولم هذا الأنحطاط الوصفي للمرأة حيث قرنت ب " الحمار والكلب الأسود " ، علما أن المرأة ليست نجسا ! ، بل زهوا وجمالا ! . ولكن السيدة عائشة ، تقول غير ذلك ! ، ففي موقع / الموسوعة الشاملة - الجزء الأول من موقع الدرر السنية ، أنقل التالي (( وجه الاستدلال بهذا الحديث على جواز الصلاة على الفراش : أن عائشة كانت تنام على فراش النبي الذي ينام هو وعائشة عليه ، وكان يقوم فيصلي من الليل وهي نائمة معترضة بين يديه على الفراش ، وكانت رجلاها في قبلته ، فإذا أراد أن يسجد غمزها فقبضت رجلها ليسجد في موضع ، وهذا يدل على أنه كان يسجد على طرف الفراش الذي كانت نائمة عليه ، وكانت رجلاها عليه . والله أعلم..  )) ، ثم يضيف المصدر ما رواه عبيد الله بن عمر ، عن القاسم ، فيقول (( أن عائشة قالت : كان رسول الله يصلي فتقع رجلي بين يديه - أو بحذائه - ، فيضربها فاقبضها )) . هنا عائشة تنسف كل ما قيل مما سبق ، حيث أن المرأة ليست فقط لا تمنع الصلاة ، بل أن رجلا عائشة كانت بطرف القبلة ، فعلى من يعتمد المسلمين ، أيتبع عائشة ، أم يتبع الفقهاء ! .

رابعا . الفروقات بين السنة والشيعة في الصلاة : هناك فروقات في أداء الصلاة وفي بعض التكبيرات والحركات ، ومن موقع / wikiarticle.xyz  أسرد بعضا منها (( وضع اليدين ، لايرى الشيعة أنَّها سنة . يرى أهل السنة والجماعة أن من السنّة وضع اليدين على الصدر في الصلاة ( اليمنى فوق اليسرى ) ، وتركها لايبطل الصلاة . كذلك يختلف الشيعة عن السنة في كون من الواجب قول حيَّ على خير العمل ومن المُستحب قول " أشهد ان عليًّا ولي الله " . يختلف عن الشيعة في أذان الفجر مثلًا في قول " الصلاة خير من النوم " . )) .                                                                                                                  * هنا نلحظ أن الخلافات المذهبية بين المسلمين تنجر حتى في كيفية وضع اليدين ! ، وأود أن أسرد جوابا نقل عن موقع / أبن باز ، حول الفرق بين المذهبين (( سمعنا يا سماحة الشيخ أنك تقول بأنه ليس هناك فرقٌ بين أهل السنة والشيعة إلا ببعض الفروع ، فهل هذا صحيح أم لا ؟ وهل هناك فعلًا فرقٌ بين أهل السنة والشِّيعة ؟ . الأجابة : هذا من العجائب ، هذا كذبٌ وافتراءٌ - نسأل الله العافية - هذا كذبٌ ، ولم يصدر مني هذا الكلام ، ولا قريب من هذا الكلام ، بل بيننا وبينهم مثل ما بين السماء والأرض ، ولا سيما بينهم وبين الرافضة ، الرافضة والنُّصيرية وأشباههم طوائف باطنية .. )) .                أما فقهاء وشيوخ المذهبين يظهرون أنفسهم بأنهم في بودقة واحدة ، ولكن كل هذا هو من مبدأ التقية ! .
خامسا . الوضوء : هناك أختلاف في أداء الوضوء بين السنة والشيعة ، وأنقل من موقع / مركز الأشعاع الأسلامي - الشيخ صالح الكرباسي ، تفاصيل عامة عن الوضوء (( الوضوء مُستحب في نفسه ، و يجب لأمور كالصلاة و الطواف ‏و مسِّ كتابة المصحف الشريف و أسماء الله عزَّ و جل ، ولأمور أخرى .يشترط في الماء الذي يتوضى به أمور هي : 1 ـ طهارة الماء .2 ـ إطلاق الماء ، أي كونه ماءً خالصاً يصحُ أن يُطلق عليه " ماء " فلا يجوز التوضوء بالماء الذي أُضيف اليه شيء آخر بحيث أخرجه من إطلاقه ، كما لو أضيف اليه السكر أو الملح .3 ـ إباحة الماء ، أي يجب أن يكون الماء الذي يتوضوء به مباحاً غير مغصوب .. )) .                                                                                                 * ما يهمني ليس الفروقات الحركية في الوضوء بين السنة والشيعة ، ولكن الذي أستوقفني هو موضوعة " طهارة الماء " ! . وأتساءل هل النبيذ طاهر ! ، والأية التالية تقول أن الخمر من عمل الشيطان ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ  وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .. / سورة المائدة 90 ، 91 ﴾ . بينما رسول الأسلام قد توضأ به ! ، فقد جاء في موقع alkalema.net ، التالي (( حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِى فَزَارَةَ الْعَبْسِىِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الْجِنِّ تَخَلَّفَ مِنْهُمْ رَجُلاَنِ وَقَالاَ نَشْهَدُ الْفَجْرَ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .‏ فَقَالَ لِىَ النَّبِىُّ «‏ أَمَعَكَ مَاءٌ »‏ .‏ قُلْتُ لَيْسَ مَعِى مَاءٌ وَلَكِنْ مَعِى إِدَاوَةٌ فِيهَا نَبِيذٌ .‏ فَقَالَ النَّبِىُّ «‏ تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ »‏ فَتَوَضَّأَ )) .‏أرى أن ما يتكلم به الفقهاء في طرف وما نقرأ من أحاديث للرسول في طرف أخر . ولكني شخصيا أرى أن الوضوء شكلي وغير مهم ! لأنه مادي ، ولكن المهم هو نقاء القلب وصفاء النية والعاقل يفهم ! .
أضاءة :                                                                                                                                  ليس من حقي أن أفتي في الصلاة ، لأنها علاقة أيمانية بين العبد وربه ، ولكن ما وددت أن أسلط الضوء عليه ، هو هذه الخلافات والأختلافات ، بين ما يقوله رسول الأسلام ، وأزواجه والصحابة والتابعين والفقهاء ، وبين ما يروى على لسان المحدثين والمفسرين .. ، وكل ما ورد في جانب وما ورد في النص القرآني في جانب أخر ، لأن الكل في تضادد وتضارب ! ، هكذا هو الموروث الأسلامي بحر من التقاطعات المتلاطمة ! .


131
                                         اللغز .. في أسماء وترتيب سور القرآن
المقدمة :                                                                                                                                                        كالعادة لم يتفق رجال الأسلام / فقهاء وأئمة ومحدثين وشيوخ .. ، على من رتب سور القرآن ، وعلى من سمى سوره ! ، وما وجد في الكتب والمراجع هو مجرد أجتهادات وأراء ، ليس من خبر يقين مدعوم بأدلة أو بقرائن ثابتة ، كلها أفكار متأرجحة ، بعضها تستند الى أحاديث الرسول ، وهذه الأحاديث أيضا غير مؤكدة / خاصة أحاديث البخاري ومسلم ، وبعضها مجرد حجج واهية ! ، أذن ليس من معلومة مؤكدة في هذا المجال ، لذا نلاحظ أن معظم رجال الأسلام ينهون تفسيراتهم بجملة : " والله أعلم " ، هذا ما سأبحثه في هذا المقال .
الموضوع :                                                                                                                               البحث معقد ومتشعب ، وقد كتب الكثير من الكتب في هذا الصدد ، منها ( أسرار ترتيب سور القرآن ل جلال الدين السيوطي ، و البرهان في ترتيب سور القرآن ل أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي أبو جعفر ) وغيرها . وسأعرض بشكل مبسط ومختصر ، أهم ما قيل بهذا الموضوع ، ومن مصادر مختلفة .                                                                                          1 . فبخصوص أسماء السور ، فموقع / أسلام ويب ، يبين التالي ( فإن أسماء السور كانت معروفة على عهد رسول الله ومشهورة ، وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على أن هذه التسمية كانت متداولة في ذلك العهد ، ففي المسند والسنن أن ابن عباس قال : قلت لعثمان بن عفان ما حملكم أن عمدتم إلى براءة وهي من المئين وإلى الأنفال ، وهي من المثاني فجعلتموهما في السبع الطوال ، ولم تكتبوا بينهما سطر : بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال عثمان: كان النبي مما تنزّل عليه الآيات ، فيدعو بعض من كان يكتب له ، ويقول له : ضع هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وتنزل عليه الآية والآيتان ، فيقول مثل ذلك ) .

2 . بينما موقع / أبن باز ، يعطي ثلاث أحتمالات لمن قام بتسمية سور القرآن ( الذي أذكر أنَّ بعضها وقع في كلام النبي ، وبعضها أُخِذَ من نفس السورة ، وبعضها من الصَّحابة  وأرضاهم ) .                                                                                 * هنا نلحظ عدم التأكيد من أن الرسول هو الذي كان يسمي السور ، دون سواه ، بل بعضها كان من أجتهاد الصحابة .

3 . وحول ترتيب السور في القرآن ، يبين موقع / الفجر ، التالي ( أن الذي رتب سور القرآن كما هي الان في المصحف ،  هو : رسول الله ) . اما موقع / أسلام ويب ، فقد قال أنها من أجتهاد الصحابة ( وأما ترتيب السور حسبما في المصحف ، فقد اختلف فيه أهل العلم : هل كان بتوقيف من النبي ؟ أم أنه اجتهاد من الصحابة ؟ فالجمهور بين : على أنه اجتهاد من الصحابة استوحوه من قراءة النبي ، ومن ذكره لبعض السور مرتبة حسبما في المصحف الآن ، كقوله : " اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران…" أخرجه مسلم . ) . و مواقع أخرى ، كموقع / أعرف ، بينت أحتمالين ( اما عن من وضع سور القرآن بالترتيب الذي هي عليه ؟ . فقد اختلف العلماء بين رأيين : أحدهما قال - أن الترتيب تم بتوقيف من النبي  . و الرأي الآخر أفاد - أن سور القرآن بالترتيب الذي هي عليه إنما هو اجتهاد من صحابة رسول الله ) .                                                               أما الأمام بن باز 1912 – 1999 م ، فيؤكد أن ترتيب السور في القرآن ، هو من أجتهاد الصحابة حصرا ، ويبين التالي ( أما ترتيب السور في المصحف :  البدء بالحمد ، ثم البقرة ، ثم آل عمران ... إلى آخره ، هذا الترتيب من اجتهاد الصحابة . نقل من موقع / أبن باز )  .                                                         
 * أذن بعض المصادر تؤكد أن ترتيب السور توقيفي على الرسول ، بينما بعض المصادر تعطي أحتمال آخر حول ترتيب سور القرآن : هو من أجتهاد صحابة الرسول . أما الأمام أبن باز فيؤكد على أنها من " أجتهاد الصحابة " . أذن ليس من أجماع على رأي محدد حول ترتيب السور في القرآن .                                                                               

القراءة :                                                                                                                                    أولا - أن القرآن وفق العقيدة الأسلامية منزل من عند الله ، وكان لديه في اللوح المحفوظ  ، وفق النص القرآني التالي     " في لوح محفوظ / 22 سورة البروج " ، وتفسيرها ( أي هو في الملأ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل / نقل من quran.ksu.edu.sa ) . فهل يعقل والقرآن محفوظ عند الله ، وينزل على محمد ، غير مرتب السور وآياته غير مسماة ! ، أما كان من المنطق أن ينزل منظما مرتبا من الله على محمد ! ، لأن الله لا ينزل عملا ناقص التنظيم ! ، وأذا قبلنا غير ذلك ، فهذا يعني أن القرآن لم يكن في اللوح المحفوظ ! ، أي أن القرآن لم يكن منزلا من الله ! .                                                                   ثانيا - تقول بعض المصادر أن محمدا كان يرتب ويسمي سور القرآن بذاته ، ( كان النبي مما تنزّل عليه الآيات ، فيدعو بعض من كان يكتب له ، ويقول له : ضع هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وتنزل عليه الآية والآيتان ، فيقول مثل ذلك . نقل من موقع / أسلام ويب ) ، فهل يعقل هذا مع رسول الأسلام ، علما أن القرآن ( عدد أجزاء القرآن الكريم ثلاثون جزءاً.  عدد سور القران الكريم 114  سورة.  عدد آيات القران الكريم 6236  آية . نقل من موقع / موضوع ) ، فهل من المنطق هكذا أمكانيات وقابليات لدى شخص أمي ، والقرآن بهذا الحجم من الآيات والسور ! . أذن الرسول ليس أميا ، فالذي يحفظ هكذا حجم من المعلومات من المؤكد أن يكون ضليعا وعالما فقيها في القراءة والكتابة ! .                                     ثالثا - بعض المصادر تقول أن الصحابة وفق أجتهادهم رتبوا سور القرآن – بشكل توفيقي ! ، أذن هناك تدخلا ووضعا أدميا بالقرآن / وهو دور الصحابة في تنظيمه ، غير الله ! ، أذن صفة القداسة والتنزيل الألهي تنجر عن القرآن ! .

اللغز :                                                                                                                                        موضوعنا لا زال أمره غامضا بل لغزا ! ، قرآن وجد عند الله منذ الأزل - غير مخلوق ، ينزل على محمد ويحتار الجمهور على من قام بترتيب آياته ، هل هي توقيفية ، أم توفيقية / تخضع للأجتهاد ، وكذلك تسمية سوره ، والأحتمالات - الرسول ، أو من وحي السورة نفسها أم من أجتهاد الصحابة ! ، أرى أنه ليس من عليم أوعارف بكل ما ورد من أفكار ، والأشكالية أن موقع / أعرف ، يطرح موضوعا على شكل درس في مدرسة أبتدائية ، بين الرسول كتلميذ وبين جبريل كمعلم ! حول مراجعة القرآن ( و كان جبريل عليه السلام يراجع القرآن معه كل عام مرة في رمضان ، ففي كل رمضان يراجع جبريل مع النبي ما نزل سابقا من القرآن ، الا في العام الأخير فقد راجعه معه جبريل عليه السلام مرتين ) ، واني لأقف مشدوها من هكذا أفكار ومن هكذا روايات لا تستحق التعليق ! .. برأي أن الكتاب بأجمله رتب وسميت آياته ، وأخرج للقوم من قبل التابعين بعد حقب زمنية غير محددة ! وفرض على الجمع وفرض على عقولهم المغيبة ، بعدة صيغ ، وما وصلنا بالطبع هي " أحدى صيغه ".. والله أعلم .

132
                                     خطب الرسول المفقودة .. سؤال بلا أجابة
1 . خطب رسول الأسلام لا زالت اللغز الأكبر ! ، لم لم تدون ! ، ولم لم تذكر نصها المراجع ، ولم غفلتها كتب الأحاديث ، ولم لم تسرد في المصادر ! ، ولم غابت عن كتب السيرة / سيرة أبن أسحق ، سيرة أبن هشام ، سيرة الندوي وفقه السيرة لمحمد الغزالي .. وغيرها ، ولم غابت عن كتب الأحاديث / صحيح البخاري وصحيح مسلم ، بينما الكتب تعج بسرد قصص أقل منها أهمية ، مثال ذلك : سيرة وأحاديث عائشة بنت أبي بكر ( عائشة كانت تكشف للنبي عن فخذها وهي حائض ، فيضع خدّه وصدره على فخذها ، فتحني عليه فينام / السنن الكبرى - البيهقي : ج 1 - ص 313 – 314 ) و ( رواياتهم بأن النبي (ص) كان يقبِّل عائشة ويمص لسانها وهو صائم / مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل : ج 6 - ص 123 ) ..     كل ذلك يذكر أما الخطب فلا يكتب عنها أي نص ! .
2 . في جريدة الرياض السعودية ، أنقل بأختصار مقالا بعنوان أين ذهبت خطب الرسول / للكاتب - فهد عامر الأحمدي ، ألخص فحوى المقال - حول خطب الرسول الضائعة ، بما يلي ( .. وفي المقابل لا خلاف في أن خطبة الجمعة فرضت قبل هجرة الرسول للمدينة ، ولكنه لم يستطع أن يجمع الناس بمكة ولم يصل الجمعة علنا إلا في المدينة المنورة " حسب تلخيص الحبير لابن حجر العسقلاني ، مجلد4 ص 517 " ، وعشر سنوات في المدينة المنورة تعني إقامة 510 خطب جمعة ،     " حيث تتضمن السنة 51 أسبوعا " ، ألقاها الرسول أمام جموع المؤمنين لا نعرف عنها شيئا .. باستثناء خطبة الوداع التي ألقاها لاحقا في عرفات في السنة العاشرة من الهجرة .. ) الكل أصبح لديهم الهوس عن معرفة فقدان خطب الرسول ! .
 3 . وأورد مقطعا أخرا من مقال للكاتب - أحمد متاريك / منشور في موقع رصيف 22 ، يتساءل به أيضا عن كيفية أن الكتب أحتوت كل صغيرة وكبيرة عن الرسول ، ولكنها أهملت خطبه ! ( على الرغم من مرور مئات السنوات من الجهود الهائلة في تحقيق آثار النبي ، تم خلالها النبش عن أصغر تفصيلات دنياه وتأليف آلاف الكتب عن حياته وأفعاله ؛ كيف كان يحكم ويحكّم ، يحضُّ صحابته على الجهاد ويضاحكهم ، يمازح الأطفال ويساعد النساء في البيت ، كيف يشرب ويتوضأ ويقضي حاجته ، مصير مِكحلته وعباءته وخاتمه وبقايا رسائله ، بل وكيف كان يخطب بالمسجد ، دون أن تصلنا أيٌّ من خُطَبه ! على الرغم من أن " صلاة الجمعة " فُرضت على الرسول في مكة ، إلا أنه لم يقمها إلا بالمدينة عقب هجرته إليها (622  م) بعد 13 عاماً من الدعوة داخل أم القرى .. ) .
4 . من جانب اخر ، في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، يبين أستحالة توثيق خطب الرسول - كعادة شيوخ الأسلام في ترقيع الحقائق ( يتبين أن المطالبة بالوقوف على جميع خطب النبي بالرقم والتاريخ ، من حين صعوده وحتى نزوله عن المنبر ، هي مطالبة متكلفة متعنتة ، لا تقدِّر حدَّ الطاقة البشرية المتيسرة في ذلك الوقت لعملية الاستدعاء التاريخي والتدوين التوثيقي والأرشيفي ، ولا تدرك الغاية مِن علم الحديث كله رواية ودراية .. ) . علما ان كتب الحديث تتكلم عن أدق تفاصيل حياة الرسول الخاصة مع أزواجه ، ففي موقع / جامع السنة وشروحها ، يبين التالي :" عن أنس أن النبي كان يطوف على نسائه بغسل واحد " فكيف لرواة الحديث أن يحصوا هكذا أمر خاص وحميمي جدا ! ، ويجهلوا أي معلومة عن خطب الرسول ! .
القراءة :                                                                                                                                                أولا . لو جنبنا فقدان الخطب جانبا ، وطرحنا السؤال التالي : هل رسول الأسلام كان " أمي أم متعلم " ! ، فلو كان أميا ، وهنا نسأل ، أريتم جاهلا أميا يخطب كل جمعة ! وأمية الرسول تتفق مع الحديث التالي ، ( .. اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني .. / فتح الباري - الحديث رقم " 3 " ) . ولو كان يقرأ ويكتب ، وهنا يقع المعتقد في مطب وهو التناقض مع الموروث الأسلامي ! . أذن كان رواة الحديث والمفسرين والفقهاء أمام خيارين ، أخيرهما مر بل علقم . 
ثانيا . هل من أحتمال أن يكون كل ما روي عن الرسول من أحاديث وسنن وقصص و.. كلها من وحي التأليف والأختراع في العهود اللاحقة للدعوة المحمدية / في العهد العباسي مثلا ! ، وذلك لأغراض سياسية وسلطوية .. وضعت هذا الأحتمال من باب الجدل ! ، وذلك لأنه لم كل شي ذكر وروي عن الرسول ، ولم لم تروى الخطب ، والتي تؤرخ لمراحل من الأسلام المبكر في مكة الى حقبة أسلام المدينة / حين قويت شوكة الأسلام ، أي أننا نتكلم عن زمن يمتد من عام ( 13 قبل هج  - 11 هج ) ، أي حوالي 24 سنة  .. هذا مجرد تساؤل !! .. أي بمعنى أخر : أن ذكر خطب الرسول كان أيضا أختراع وتأليف ! .
ثالثا . هناك ألغاز في سيرة الرسول - منها في عملية تدوين أخباره ، فالرسول توفى 11 هج ، وكتابي السيرة كتبا بعده بحوالي ( 150 – 200 سنة ) ، سيرة أبن أسحق المتوفي 150 هج  وأبن هشام المتوفي 218 هج ، ولكن مع كل ذلك أن الأخبار كتبت ! ، بالرغم من الشكوك التي أكتنفتها ! ، فلم لم تكتب الخطب وعددها حوالي 510 خطبة !! . 
خاتمة :                                                                                                                                             يوجد أحتمال ، أردت أن أطرحه في ختام هذا المقال المختصر ، وهو هل من الممكن أن تكون خطب رسول الأسلام كانت لا ترقى الى المستوى المطلوب / لغة وتعبيرا وفحوى ومضمون ، فلذا أهملت من قبل المحدثين ! ، ولكن من جانب أخر ، يقول الرسول عن نفسه : " أنا مدينة العلم وعلي بابها / ذكره العجلوني في كشف الخفاء ورواه الحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير - نقل من موقع أسلام ويب " ، فهل من كان " مدينة العلم " لا يتقن فن الخطابة ! ، أذن هناك تقاطع وألغاز في المعلومات ، " فنلغي هذا الأحتمال ! " .. ونقول أخيرا وليس أخرا : أن سيرة الرسول - ومنها خطبه لا زالت تشكل أشكالية محيرة للباحثين ، يجب البحث فيها بشكل أعمق وأدق ، حالها حال صاحب السيرة ذاته !!! .
   

133
                                           سرد ونقد ل " سورة الفاتحة "
المقدمة :                                                                                                                                        سورة الفاتحة ، ونصها " بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)" – وهي من السورة المكية ، قيل عنها أنها فاتحة الكتاب:  ( وقد رُوي عن أبي هريرة أن رسول الله أمره أن يخرج فينادي : « أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد » . وسميت بذلك : لأنه يفتتح بها في المصحف والتعليم ، والقراءة في الصلاة ، وقيل : لأنها أول سورة نزلت من السماء ، وقيل : لأنها أول سورة كتبت في اللوح المحفوظ ، وقيل : لأن الحمد فاتحة كل كلام ) .                                                                                                                                   * وفق حديث أبي هريرة ، أن سورة الفاتحة نصا وموضوعا ، هي تأكيد وتذكير للمسلمين بأنه لا صلاة تبدأ من دونها ! ، وذلك لأنها أول صورة نزلت من السماء على الرسول / أي التي أفتتح به المصحف – قرآن محمد ، ولكن المثير للجدل هو معلومة أنها " كانت منذ الأزل في اللوح المحفوظ " ، بمعنى أخر أن الله قد قال و أكد أن آية : " صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)" ، منذ الأزل كانت في لوحه المحفوظ !! ، فمن هم : " غير المغضوب عليهم ، ومن هم الضالين " ! . هذا المقطع هو الأهم / برأي ، من سورة الفاتحة ، وهو ما سأتناوله في هذا البحث المختصر .
الموضوع :                                                                                                                             أورد في التالي بعض التفاسير للآية 7 من سورة الفاتحة { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } منها : موقع ww.imadislam.com › tafsir  ( وهذا الصراط المستقيم هو : { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . { غَيْرِ } صراط { الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم . وغير صراط { الضَّالِّينَ } الذين تركوا الحق على جهل وضلال ، كالنصارى ونحوهم . فهذه السورة على إيجازها ، قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن .. ) ، وموقع quran.ksu.edu.sa › tafseer ((..واليهود فقدوا العمل ، والنصارى فقدوا العلم ؛ ولهذا كان الغضب لليهود ، والضلال للنصارى ، لأن من علم وترك استحق الغضب ، بخلاف من لم يعلم . والنصارى لما كانوا قاصدين شيئا لكنهم لا يهتدون إلى طريقه ؛ لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه ، وهو اتباع الرسول الحق ، ضلوا ، وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليه ، لكن أخص أوصاف اليهود الغضب ، كما قال فيهم : ( من لعنه الله وغضب عليه / المائدة : 60) ، وأخص أوصاف النصارى الضلال ، كما قال ( قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل /  المائدة : 77 ) ، وبهذا جاءت الأحاديث والآثار. . )) . ومن موقع الأمام بن باز ، أورد التالي ، حول تفسير ذات الآية ( والصراط المستقيم هو : العلم والعمل ؛ العلم بما شرع الله والعمل بذلك هذا هو الصراط المستقيم ، العلم بما شرع الله وبما أوجب الله على عباده ، والعمل بذلك ، أن تعلم حق الله عليك ، وأن تعلم ما أوجب الله عليك ، وأن تعلم ما حرم الله عليك ، وأن تستقيم على أداء ما أمرك الله به ، وعلى ترك ما حرم الله عليك ، هذا هو صراط الله المستقيم الذي تطلب من ربك في كل ركعة أن يهديك صراطه المستقيم. غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [الفاتحة:7] ، غير صراط المغضوب عليهم ، وهم : اليهود وأشباههم ، الذين عرفوا الحق وحادوا عنه ، وتكبروا عن اتباعه ، وغير الضالين ، وهم : النصارى وأشباههم ، الذين تعبدوا على الجهالة والضلالة .. ) .
القراءة :                                                                                                                                  أولا - هذه الآية لا يمكن أن تكون ألهية ، وليس في بنائها النصي أي منطق رباني ! ، فهل يعقل أن يقول الله على عباده ، من أتباع النبي موسى / كليم الله ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا / 164 سورة النساء ) – أي اليهود ، مغضوب عليهم ! . وبذات الوقت ، كيف يقول الله على أتباع السيد المسيح / كلمة الله “إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ” (النساء 171) – أي المسيحيين ، بأنهم ضالين ! ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، هل من المنطق ان تكون هذه الآية في اللوح المحفوظ / هذا لو سلمنا جدلا بوجود هذا اللوح ! ، بمعنى ، أن اليهود والمسيحيين قد حكم الله عليهما منذ الأزل ، منذ بداية الخليقة ، بأنهم مغضوب عليهم وأنهم ضالين ! ، فهل هناك أي منطق بكل هذا اللغط ! .
ثانيا - هناك آية تنسف نسفا " سورة الفاتحة " ، وهي الآية التالية : " منْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ . يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ( سورة آل عمران 113) " ، في هذا الصدد أن الله الذي قال عن اليهود والمسيحيين ، بأنهم مغضوب عليهم وضالين ، ولكنه قال خلاف ذلك في السورة السابقة ، وبين أنهم ( يتلون آياته ، يسجدون ، يأمرون بالمعروف .. ، يسارعون في الخيرات ، ومن الصالحين ) ، فكيف لهذا أن يقبل ! ، والسؤال هنا هل آية آل عمران لم تكن في اللوح المحفوظ مع سورة الفاتحة ! ، ولكني أرى غير هذا الأمر ، أن سورة الفاتحة مستحدثة على قرآن محمد ، من آجل الحكم عل اليهود والمسيحيين بهذه الأوصاف . خاصة بعد أستقواء محمد وتثبيت دعوته ، ورغبته في عزل اليهود والمسيحيين عن المجتمع القبلي في تلك الحقبة الزمنية ، وأبعاد أفراد القبيلة عن الدخول في معتقدهم ، والأبقاء فقط على الأسلام كدين أوحد ، وفق الآية التالية ( إنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران ) ، التي أنهت أي معتقد عدا الأسلام ! .
ثالثا – رجوعا الى حديث رسول الأسلام ( وقد رُوي عن أبي هريرة أن رسول الله أمره أن يخرج فينادي : « أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد » .. ) ، أرى وجود قصد وتعمد من قبل الرسول في ذكر هذا الحديث ، وتبليغه للعامة ، وذلك حتى يحشر حشرا ، في عقول الصحابة والتابعين ومعشر المسلمين – والى مسلمي اليوم ! ، بأن يتلى في كل صلاة بأن " اليهود والمسيحيين هما مغضوب عليهم وضالين " ، تذكيرا لهم ، وهذا الأمر هو الذي قاد الى الدعاء عليهما في كل صلاة من كل مسجد ببلاد المسلمين ، بأن اليهود والمسيحيين ، هم " المغضوب عليهم والضالين " ، أضافة لدعاء " أحفاد القردة والخنازير " .
رابعا – من تفاسير الآية موضوعة البحث / المذكور في أعلاه ، هو التالي ( الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم . وغير صراط { الضَّالِّينَ } الذين تركوا الحق على جهل وضلال ، كالنصارى ونحوهم .. ) ، وانا أقول أي " حق " عرفوه اليهود وتركوه ، أهل هو حق قتل أسراهم .. كقتل أسرى يهود بني قريضة ، من قبل محمد ، وبتحكيم سعد بن معاذ / المحكم الخائن للعهد ، وأنقل التالي ملخصا عن هذه الواقعة ، من موقع / طريق الأسلام ( من بعد أن أخذ سعدا المواثيق على الطرفين أن يرضى كل منهما بحكمه ، أمر بني قريظة أن ينزلوا من حصونهم وأن يضعوا السلاح ففعلوا ، ثم قال : " إني أحكم أن تُقتل مقاتلتُهم وتُسبَى ذريتُهم وأموالهم " ، فقال رسول الله : « حَكَمْتَ فيهم بحُكْمِ اللهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ »!! ، فقتل رجالهم ، وسبي نساءهم وذراريهم ، ومَن لم يُنبِتْ من أولادهم ، ولاقى بنو قريظة أسوأَ مصير على أفظع خيانة .. ) فهل هذا حكم الله !! . أما وصف المسيحيين بالضلالة ، فالقرآن يناقض ذاته ، لأنه وصفهم في موقع أخر ب " المودة والأيمان ولا يستكبرون " ، وفق الآية  " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ " (سورة المائدة 82) .
الخاتمة :                                                                                                                              الآية موضوعة البحث ، حالها حال باقي آيات القرآن ، بعضها يناقض بعضا ! .. وأخيرا : ليس الله من يقول على عباده " المغضوب عليهم والضالين " ، لأن الله لا يخلق بشرا أشرارا ! ، هذه الأقوال لا تمت لله بصلة ، هذه الأقوال أقوال بشر ! ، فالبشر يحقدون ويكرهون وينتقمون .. أما الله فهو " غفران " و " محبة " .

134
                                    بغداد .. هل الشعب مخصي !
بغداد
يا نبع الثقافة
وعبق الحضارة
يا عروس الرافدين
 والنخيل ...
بغداد
كيف صمت الشعب
أن يجعلك
الأنذال
بين ليلة و ضحاها
محضية
 و فتاة ليل ...
و كيف 
مارسوا السمسرة
على جسدك
الجميل ...
بغداد
الأنذال
لم يكتفوا
بفض بكارتك تعاقبا
بل وزعوا
دم عذريتك
في قارورة عطر
تقدم  كالهدايا
كدليل أغتصاب
و أقسموا على
موت أجيالك القادمة
وقالوا أنت عاقر
و لا أمل لك بالأنجاب ...

                               ---------------------------
بغداد
كان أعتياديا
أن يتركوا جسدك   
بورقتي التوت
و يرحلوا ...
ولكن الأنذال
 بلا دين
وبلا رب
قاموا ينادون عليك
بكل درب
و يدعون
 كل من هب و دب
أن يدخل عليك
وأنت
عارية الصدرين
أسمعتم عن أنذال
يدورون  بضحيتهم
على المنازل
وهي مكممة العينين
مقيدة اليدين
هكذا هم
أنذال العراق
الجدد ...

                        -------------------------------------

بغداد
رفع الستار
وبان المخفي و المستور
في نظام الحرية المقبور
النساء تبكي بغداد
و الأنذال
المدعين للشرف
 يحملون
المناشف البيضاء
الملطخة بدماء
بغداد العذراء
هاتفين
نحن أولادك الأوفياء
نحن الذين
حررناك 
من الفسق و الرياء
و أشدنا صروح الديمقراطية
و أضفنا على  البناء  بناء ...


                          ------------------------------


أين رجالكم  يا عرااااااق
ماذا حل بهم
أفقدوا رجولتهم ...
أما أنتم دعاة :
"  وطن حر و شعب سعيد  "1
أما أنتم الذين
سحلتم الباشا
نوري السعيد
الذي ( قوندرته)
أفضل من
العهد الجديد
أما انتم الذين هتفتم :
" نوري القندرة وصالح جبر الكيطان "2
و لكن الباشا
 لم يبيع
الشعب والارض
و الأوطان ...
أما أنتم الذين
قتلتم الملك
و مثلتم بالوصي
و الأن
هل الشعب خصي !!!!
يا شعبا لا يخاف الله
أما هولاء
أحفاد النبي
أم نسيتم
أئمة علي ...

              ---------------------------------------


أين أنت ياعراااااق
الذي قتلت
قاسم
و بكيت عليه
ثم رأيت صورته
في القمر ...
ياشعبا بلا مبدأ
صفق و هتف
لكل الرؤساء
ثم بصق عليهم
ونكل بهم
و أقام الأنذال
مقام الزعماء ...


      -------------------------------------------


أين أنت يا عراااااق
الذي عدمت صدام
و الأن تبكي على
أيام حكم صدام
و تترحم عليه
و على أزلام النظام
و تتمنى رجوعه
ولو لأسبوع
ليعيد الأمن و النظام
 لوطن منكوب
وطن مغلوب
وطن مجزأ
مقطوع الأيدي
وليرحموه
الأنذال
بتروا رجليه
و جعلوه مقعد
لايمشي
 ولا يحبو
فقط على
الألم و الأوجاع
يصحو و ينام ...


              -------------------------------------


أين أنت ياعرااااق
من الميلاد
الى الأن
كم مسيحا
صلبت
ومن
واقعة الحسين
الى الأن
كم حسينا
ذبحت
وكم ملكا
بايعت
وكم مناضلا
غدرت
ولكم رئيسا
صفقت و هتفت
ثم به
فتكت
وكم بريئا
ظلمت
يا شعبا
خسر نفسه
و نسى الله
ودفن رأسه
في التراب
و رفع شعار
تأييد الظالم
و ظلم المظلوم
وتأييد الغاصب
و التنكيل بالمغصوب
ورفع الواطئ
وسحق المنكوب ...

    -------------------------------

يا عرااااق
يا شعب
القتل
والسحل
و اللطم
و الدجل
ونهب العباد
أصحوا
جاء وقت الحساب
 فكفروا عن
ذنوبكم
بثورة
تعلو نيرانها
للسحاب ...

      --------------------------------------


كفا صمتا
 ياعراااق
قم الأن
وأسحلهم
 في شوارع بغداد
من أكبر عميل
الى أصغر قوا..!!!!
أغسل العار
ولا ترحم الفجار
فمن المخاض
الدامي
سيولد العراق
من جديد
على أيدي
الأحرار...


135
                                           قراءة في أسماء رسول الأسلام

المقدمة :
محمد بن عبدالله / رسول الأسلام 571 – 632 م ، شكل " أسمه " مشكلة فقهية ، وأسس حيرة في علم الأنساب ، وذلك لورود عدة تسميات له ! ، والكثير من الصفات والتشبيهات ، وكني بالعديد من المفردات الخارقة ، هذا ما سأوجزه في هذا البحث المختصر . ومن الممكن / من مجرى البحث ، أن أتعرض لبعض المواضيع ، التي تطرح من خلال سياق البحث . 

الموضوع :                                                                                                                                            أولا - بينت بعض البحوث ، أن أسم محمد قبل البعثة النبوية ، كان " قثم " ، وفي موقع / إسلام أون لاين . نت ، قال الباحث والمفكر التونسي الدكتور هشام جعيط ، التالي ( أن الاسم الحقيقي لمحمد هو " قُثَم " ! ) ولم يستبعد الباحث جعيط في كتابه الأخير " تاريخية الدعوة المحمدية في مكة " ( أن تكون بعض العبارات والآيات زيدت في النص القرآني عند تدوينه ، واعتبر أن التأثيرات المسيحية على القرآن لا يمكن إنكارها . وعن محمد ، قال إنه ولد في حدود سنة 580م ، وإنه كان يُدْعَى " قُثَم " قبل بعثته ، وتزوج وهو في الثالثة والعشرين وبُعِث في الثلاثين ، وإنه لم يكن أبدا أميّا ) .                                            * هنا نلاحظ أن ولادة محمد حسب الباحث جعيط ، هي 580 م ، وليس 571 م ، كذلك ذكر أن سن الرسول عندما تزوج من خديجة بنت خويلد كان 23 عاما وليس 25 عاما ، وحول بعثته قال انها كانت بالثلاثين وليس بالأربعين ، ، ونفى الباحث جعيط أن يكون الرسول أميا .                                                                                                      * ووددت أن أشير ، بهذا الصدد ، أن الموروث الأسلامي ، أخباره وسردياته معظمها ، متقاطعة متضاربة ، ليس من حقيقة تامة ، كل الحقائق نسبية ! . 

ثانيا - بعض الأحاديث تشير الى أن محمدا كان يدعى " أبن أبي كبشة " ، وقد جاء في موقع / الشيخ أبي أسحق الحويني ، بهذا الصدد ما يلي ، أنقله باختصار ( أبو كبشة هو الجد الأعلى لأم الرسول ؟! ونسبه إلى جد غامض غير معروف ؟! تحقيراً له ؛ لأن العرب كانت إذا حقرت إنساناً نسبته إلى جدٍ غامض غير معروف في الناس . وفي حديث رواه ابن حبان والبزار بسندٍ حسن : أن عبد الله بن أبي ابن سلول مر على النبي في أجمة ، فقال : لقد غبَّر علينا ابن أبي كبشة ، غبَّر علينا ، أي : أخذ مننا السلطان فبلغت هذه الكلمة الرسول ، فذهب عبد الله بن عبد الله بن أبي أبن سلول إلى النبي فقال : والذي بعثك بالحق ، لو أمرتني لآتينك برأسه ، قال له : لا ، برَّ أباك ، وأحسن صحبته .                                                                                                                             * من سياق الحديث أعلاه أن التسمية " بن أبي كبشة " ، بها تقليل من شأن الرسول ، وتعد مادة للأستهزاء بنسبه بين القبائل ! خاصة لأن التسمية ترتبط بنسب غامض غير معروف عند العرب ، أضافة الى أنها تتعلق بنسب الأم وليس الأب ! . أما المعلومة المثيرة والمقززة بذات الوقت ، وهو كلام عبدالله للرسول عن أبيه بن أبي سلول ، حيث قال لرسول الأسلام " لو أمرتني لآتينك برأسه " .                                                                                                       

ثالثا - وهناك أسماء شائعة عند جمهور المسلمين ، كان قد أعتقد انها من أسماء الرسول ، ولكن الفقهاء والمفسرين نفوا ذلك منها " طه " و " يس " ، وحول هذا الموضوع جاء في موقع / مملكة العلم - عبد الرحمن السديس ، التالي أنقله بأختصار (( أشتهر عند كثير من المسلمين أن " طه و يس " من أسماء نبينا محمد ، وسببه توهم ذلك ، وورودهما في قوله ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى / 1-2 سورة طه ) ، وقوله ( يس(1)  وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ / 1-3 سورة يس ) . واعتقدوا في هذا السياق أنها من أسماء نبينا محمد ، ثم جاءت في شعر بعض الشعراء ، وسمي بذلك بعض الناس!  . والصحيح الذي رجحه جمع من محققي المفسرين أن " طه ويس " من الحروف المقطعة أوائل السور كـ :{الم} و{المص} و{الر} و{كهيعص} و{طسم} .. )) .                                                                                         * وهنا سؤال يطرح نفسه ، هذا الكم الهائل من عامة المسلمين ، ومنهم فقهاء وشيوخ المسلمين ، لم يعرفوا أن هذين الأسمين هما من الحروف المقطعة ! ، وأذا كان كذلك ، لم لم نرى أن أحدا أسمه / كباقي الأحرف المقطعة ، ك : كهيعص أو المص ! . والسؤال الأهم : أن عميد الادب العربي طه حسين ، لو كان أسمه من الأحرف المقطعة ، أما كان بالأحرى به أن يغيره ! وهو أعلم العلماء لغة وأدبا وفكرا .                                                                                           ** وقد قال الباحث لؤي الشريف / سعودي الجنسية ، أن " طه " ، ليس لها معنى ، ولكنها باللغة الأرامية تعني " يا رجل " ، وهنا يقرأ النص كما يلي ( " يا رجل " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى ) ، أذن بعض نصوص القرآن لا بد من قراءة آرامية لها حتي يستقيم المعنى . فهل غاب هذا المعنى على فقهاء المسلمين ! أم أنهم أغفلوا ذلك ! .   

رابعا - في علم المخطوطات ، ورد ذكر لرسول الأسلام أيضا ، دون ذكر أسمه الصريح ! ، وذلك في " مخطوطة يعقوب 634 – 640 م " ، انقل بعضا منها فيما يلي وبأختصار ( وكانوا يقولون لقد ظهر النبي وقادم مع السارسانيين " العرب " ، فذهبت أنا ابراهيم إلى رجل عجوز مطلع للغاية على الأسفار المقدسة وسألته : ما رأيك ، أيها السيّد والمعلم ، بالنبي الذي ظهر بين السرسانيين ؟ أجاب ، وهو يتأوه للغاية : « إنه دجال . وهل يأتي الأنبياء بالسيف ؟ لكن اذهب ، يا سيد ابراهيم ، واستعلم عن النبي الذي ظهر » . وهكذا ، قمت بتحرياتي ، وأخبرني أولئك الذين التقوه : ليس ثمة من حقيقة يمكن أن توجد عند النبي المزعوم ، سوى إراقة الدماء .. / نقلت من موقع ar-ar.facebook.com ) .                                                                                           * هنا توضح هذه المخطوطة ، ما كان ينقل من أخبار عن رسول الأسلام ، مما لا تتميز بها صفات الرسل والأنبياء – هدره للدماء ، أما مفردة " السرسانيين " فهي كانت تطلق على أتباع محمد من العرب .                                                                       

خامسا -  بالنسبة لأسماء الرسول محمّد ، وفق الموروث الأسلامي ، فهي كثيرة منها صفات ومنها رمزية وأخرى تمجيدية ، مثلا ( محمّد وأحمد ، الماحي أي الذي يُمحى به الكف ، الحاشر نسبة إلى حشر الناس على قدم ، العاقب ، المقفى أي لا نبي بعده ، نبي التوبة ، نبي الرحمة ، المزمل ، والبشير ، والمذكر ، والسراج المنير ، حبيب الرحمن ، المصطفى ، سيد المرسلين ، المختار ، سيّد ولد آدم .. / نقل بأختصار من موقع https://mawdoo3.com ) .                               * وهناك الكثير من الأسماء غير ما ذكر ، منها : الأمين و خاتم المرسلين وسيد الأولين والأخرين وسيد الخلق ، وأرى أن هذا التعداد الهائل لأسماء الرسول ، أخذت تشبيها بأسماء الله الحسنى .                                                                       

أضاءة :
1 . الأسماء التمجيدية والفخرية والكنى .. كلها أتت تعويضا لما كان الرسول يعانيه من أسماء لا تليق به كنبي / لو فرضنا كونه نبيا جدلا ! ، كأسمي " قثم وأبن أبي كبشة " . فالأسماء المذكورة في أعلاه ، لم يدعى بها الرسول وهو حي - هذا أذا أهملنا بعض ما وصف النص القرآني به رسول الأسلام ! ، وأعتقد أن هذه الأسماء هي صناعة عباسية ، من قبل فقهاء وشيوخ الأسلام ، حالها حال الأحاديث - صحيح البخاري ومسلم ! ، لأن معظمها ظهرت بعد موت الرسول سنة 632 م .
                                                                                                           
2 . وددت أن أعلق على أحد أسماء الرسول – المثير للجدل ، وهو : " نبي الرحمة " ، فكما أن الكلام هو صفة المتكلم ، فأن الأسم هو أيضا يجب أن يمثل حامله ! ، ولو أخذنا بعض أحاديث الرسول ، منها : ( بُعِثْتُ بين يَدَيِ السَّاعة بالسَّيف ، حتى يُعبَدَ اللهُ وحدَه لا شريك له ، وجُعِلَ رِزْقي تحت ظلِّ رُمْحي ، وجُعِلَ الذَّلُّ والصَّغار على مَنْ خالَف أمري ، ومَنْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهو منهم ) ، ومن / موقع طريق الأسلام ، أشرح هذا الحديث ، وبأختصار " هذا الحديث اشتمل على حِكَم عظيمة ، وجُمَل نافعة ، ينبغي أن نقف عندها وقفةَ تأمُّل وتدبُّر .. " ، وكذلك حديث ( أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ ) ، وشرحه وفق موقع / صيد الفوائد ، ما يلي " هذا الحديث في بيان التعامل مع الكفار ، وبيان حرمة دم المسلم وماله " ، أن المفسرين كالعادة يفسرون الاحاديث كما رأينا في أعلاه يفسرون وفق هواهم ! .
                                                                                                                                     
3 . هنا لا بد أن نقول وأيضا بأختصار / تعقيبا على الحديثين أعلاه : " أي نبي رحمة هذا الذي يكون رزقه تحت ظل رحمه ، فالمفروض أن يكون أدات النبي ، كلمة محبة وليس نهرا من الدم والرقاب ! " ، " وكيف لنبي الرحمة أن يقاتل كل الناس - أي الكفار وفق مفهومه العقائدي ، حتى يقروا ويشهدوا به رسولا من الله ، كان من المفروض أن يحث الناس على الأيمان به من أعماله وأفعاله وسلوكه ، وليس بالقتال وفقا مقولته - أسلم تسلم ! " ..                                                                               أخيرا : الرسل والأنبياء جاءوا لكي يبشروا بالمحبة ولم يبعثوا لكي ينشروا القتل والكراهية والانتقام ! - أننا بحاجة الى أنبياء يمنحون الحياة ، وليس لأنبياء يغرزون بفكرنا ثقافة الموت .


136
                                          11 سيبتمبر .. بعد عقدين

1 . هل عملية 11 سيبتمبر عملية جهادية وفق المعتقد الأسلامي ، هل قتل العامة مشرعن أسلاميا أنتقاما من الدولة المعنية العدوة ! ، هل القتل في منهج المعتقد الأسلامي أصبح نوعا من الثقافة ! ، هل القتل بأسم الدين أصبح طريقا ومنهج ! ، أم أن الدين أصبح معتقدا للقتل ! ، هل قتل الأخر في المعتقد الأسلامي أصبح الغاية ، من أجل بث الخوف والرهبة في قلوب غير المسلمين ، ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ / 60 سورة الأنفال ) ، هل سيصبح القتل أحد أعمدة الدين بدل الأيمان وأركان العبادة ، وذلك وفق نهج النصوص القرآنية ذات الصلة  ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ / 191 سورة البقرة ) ، كل هذه أسئلة يجب الأجابة عليها . 

2 . القاعدة قتلت الأبرياء بأسم الدين ، ووفق نصوص قرآنية صريحة ، منها ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام / 28 سورة التوبة ) ، وذلك من أجل الدفع لأخراج القوات الأميريكية من السعودية ، لقربها من الحرم ، التساؤل هنا : لم لم تلجأ القاعدة الى حكومة المملكة العربية السعودية لأخراج القوات الأميريكية من على أراضيها ، وهي الطريقة الأصح لحلحلة القضية ، والأبتعاد عن قتل الأبرياء ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ / 125 سورة النحل ) ، ولكن القاعدة وأخواتها / داعش والنصرة وغيرها ، نهجها قتل المخالف الأخر ، وليس الحوار معه .

3 . نعم غزوة 11 سيبتمبر / كما دعيت من قبل أسامة بن لادن ومريديه ، كانت فظيعة ورهيبة ، وأراها كعملية كانت نوعية ، بالرغم من الشكوك التي أكتنف من قام بتنفيذها ، ومن ساعد في ذلك ! ، ولكن هناك نقطة مهمة ومفصلية ، وهي أن هذه العملية ربطت الأسلام كمعتقد بالأرهاب بشكل أوثق ، وأسست لمفهوم " الأسلام فوبيا " ، وجعلت من الأسلام كمعتقد في موقع الأتهام بدلا من القاعدة كمنظمة أرهابية أسلامية - وهي المنفذة للعملية . وهذا الأمر سوق على الصعيد العالمي ، أضافة الى طروحات مصطلح الأسلام فوبيا في معظم أروقة اللقاءات الدولية . يمكن القول أن أحداث 11 سيبتمبر عرفت العالم الحديث لأول مرة من أن الأسلام هو معتقدا للأرهاب ، وليس معتقدا للأيمان ! .

4 . تصفية روؤس الأرهاب لا يعني القضاء على جذوره ، فقد تم بعد زمن ، تصفية بن لادن في 2 .5. 2011 ، ولكن الأرهاب أستمر ، والقاعدة لم يقضى عليها ، وذلك بتولي أيمن الظواهري زعامتها ، وذات الأمر حدث عندما صفي الخليفة أبو بكر البغدادي في 27.10.2019 / خليفة داعش ، وتم مبايعة أبو إبراهيم الهاشمي القرشي خلفا له ، وقبل ذلك قتل أبو مصعب الزرقاوي في 7 يونيو  2006/ زعيم تنظيم القاعدة في العراق .. أن القضية لا تتعلق بالقيادات الرأسية ، وأنما تتعلق بالأفراد والقواعد والجماعات ، بل بالأحرى ترتبط بالمجتمع الذي يمد المنظمات الأرهابية بالمتطوعين - المجتمع الذي ثقف بنصوص الحقد والكراهية وعدم قبول الأخر ! . لأجله بقى الحال على ما هو عليه - أي أن الأرهاب أستمر . 

خاتمة :                                                                                                                                       * لكي نحلل الوضع ، لا بد لنا أن نرجع بالزمن قليلا للماضي .. أرى انه كان من الممكن أن يتغير الأمر برمته ، وذلك لولا الدعم الرئيسي للولايات المتحدة الأميركية للحرب في أفغانستان ضد السوفيت ! . وكان بالأمكان أن يحل الأمر بين القطبين / السوفيت وأميركا والأخرين بطرق أخرى غير الحرب والدعم ! فقد غزا الأتحاد السوفيتي أفغانستان عام 1979 لمساندة الحكومة الأفغانية ضد الثوار الأفغان ( جاء الغزو السوفياتي لأفغانستان في 25 ديسمبر/ كانون الأول عام 1979 لغاية 15 فبراير 1989 ، في سياق مطامع قديمة لموسكو في المنطقة ، وصراع القطبين حول مناطق النفوذ في إطار الحرب الباردة .. / نقل من موقع الجزيرة نت ) ، وقد قدم الكثير من المجاهدين لمساعدة الثوار الأفغان ضد السوفيت وأطلق عليهم بالأفغان العرب - وهم كانوا البذرة الأولى لنشوء الأرهاب / القاعدة وداعش وأخواتها ( ومن أهم المقاتلين العرب الذين جاءوا لمقاومة الغزو السوفيتي ، أسامة بن لادن وعبد الله عزام وثامر السويلم .. ) . والولايات المتحدة وباكستان والسعودية أمدتهم بكل أشكال الدعم . ولولا هذا الدعم لقضي على المجاهدين في مهدهم ، ولم يكن اليوم لا قاعدة ولا داعش ، ولا أرهاب ! وهذا سيناريو ممكن حدوثه بأنعدام الدعم الخارجي السابق / أميركا والباكستان و .. للمجاهدين .                                                                                        * قد يجوز أن الولايات المتحدة لم يكن في حساباتها من أن الذين دعمتهم سيكونوا خنجرا داميا في خاصرتها ! ، فالأرهاب كله والمشاكل كلها كانت وليدة هذا الدعم ! ، وأن الحرب في أفغانستان / قبل خروج أميركا وحليفاتها ، وعملية 11 سيبتمبر 2001 سابقا ، كانت أحد أفرازات الموقف الأميريكي عام 1979 / الحرب السوفيتية الأفغانية ، وهذا شكل وضعا لم يحسب حسابه أميريكيا في حينه بشكل دقيق ، فتولد على أثره الأرهاب ! ، وكما يقول المثل : " مثلما تزرع سوف تحصد " .                                                                                                                                  * ونحن بهذا الصدد ، نود سرد واقعة الوقائع / التي حدثت في منتصف أب 2021 ، وهو سيطرة قوات طالبان على أفغانستان مرة أخرى .. أن التداعيات المستقبلية لهذه الواقعة ، ستجر الويلات من جهة على الشعب الأفغاني ، المسحوق أصلا ، ومن جهة أخرى على السلام الدولي العالمي ، وذلك لأن هذا الحدث سيؤسس للأرهاب الأسلامي العالمي ، لأن الأرهاب الأن لديه مؤسسة رسمية سيتحرك من خلالها - وهي دولة أفغانستان ، ومن جهة أخرى أين سيذهب اللاجئين الأفغان ، الذي يفرون من جحيم طالبان - بالرغم من قبول بعض الدول لللاجئين ، كل هذا نتيجة الحسابات الستراتيجية  الأميريكية الخاطئة ! . التساؤل هنا : هل سيكون هناك عمليات أرهابية دولية ستظهر على الأفق بسيطرة عصابات طالبان الأجرامية على مقاليد حكم دولة أفغانستان !! . وأن غدا لناظره لقريب .

137
                                  السلفيون وعودة نظام الخلافة الأسلامية .. قراءة أولية
أستهلال :                                                                                                                                      لو أردنا معرفة أي نظام حكم ، فيجب معرفة من يقود ويحكم هذا النظام ! ، لأن أن فسد الحكام فسد النظام ، وأن صلح الحكام صلح النظام .   
المقدمة :                                                                                                                                    لا زال الأسلاميون - السلفيون بالتحديد ، يضاف أليهم بعضا من فرق الأسلام السياسي / كجماعة الأخوان المسلمين ، وغيرهم ، يحلمون ويطبلون ، صباح مساء بعودة الخلافة الأسلامية ، ويحلمون أيضا بوحدة البلاد العربية مع بعضها ، مع الدول الأسلامية الأخرى ، والحلم الرئيسي المستقبلي للسلفيين هو أسقاط العالم الغربي وأقامة حكمه تحت راية الأسلام .                            هذا ما سأبحثه في هذا المقال ، ساردا نموذجين فقط  كمثال ، من خلفاء " الخلافة الأموية والعباسية " - بشكل أنتقائي ، من الذين كانوا يحكمون دولة المسلمين !! ، مبينا ما كان عليه هؤلاء الخلفاء من حياة - كلها مجون ولواط وفسق .                                                                                          وأود أن أشير ، بهذه الصدد ، أنه لا يمكن أن أشمل كل الصفحات المطوية / المخفية ، من هاتين الحقبتين ، ولكن سأسرد الأبرز والأهم - حسب وجهة نظري ، أخذا بنظر الأعتبار مساحة المقال . 
الموضوع :                                                                                                                                المحور الاول / الدولة الأموية : وهي تمتد للفترة من 41 لغاية 132 هجرية ، ساردا سيرة بعضا من خلفائها :             1 . الخليفة يزيد بن معاوية 26 – 64 هجرية ، عرف عنه شرب الخمر ، حتى قال فيه ابن كثير : “ كان ( يزيد ) قد اشتُهر بالمعازف ، وشُرب الخمر ، والغناء والصيد ، واتخاذ الغلمان والقيان ، والكلاب والنطاح بين الكباش ، والدباب والقرود ، وما من يوم إلا يصبح فيه مخمورا ً، وقد لقبه الناس بـ " يزيد الخمور " . كما جاء في “ مروج الذهب ومعادن الجوهر” للمسعودي ، أن يزيدا بن معاوية كان “ صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود ومنادمة على الشراب … وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة ، واستعملت الملاهي . مما قاله يزيد بن معاوية في وصف الخمر :                            ومدامة حمراء في قارورة … زرقاء تحملها يد بيضاء - فالخمر شمس والحباب كواكب … والكف قطب والإناء           نقل بأختصار وتصرف من مقال ل كريم الهاني – بعنوان : من تاريخ الخمر ، منشور في موقع مرايانا .                                          أضاءة - ومن مثالب وفظاعة ووحشية جيش الخليفة يزيد : واقعة الطف 61 هجرية ، حيث نحر رأس الحسين بن علي ، وأيضا وحشية جيشه في وقعة الحرة 63 هجرية ، حيث أستباح المدينة ثلاثة أيام ، وأعتدوا على الأعراض والأموال وقتل الشيوخ والأطفال ، وشقوا بطون النساء الحوامل وقتلوا ما في بطونهن ، وقتلوا العديد من الصحابة والتابعين . الخليفة               يزيد هو أبن معاوية بن أبي سفيان ، من صحابة وكتبة رسول الأسلام ! ، فأذا كان أبناء الصحابة ينحرون رأس حفيد الرسول ، ويفعلون الموبقات والمجون ، فأي صحابة هؤلاء ، وأي نهج تربوي قام به معاوية لأبنائه ! .

2 . الخليفة يزيد بن عبد الملك ، هو يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي القرشي 71 – 105 هجرية . كان من أصحاب المروءات مع إفراط في طلب اللذات ، فقد هام حبا بجاريتين ، إحداهما تدعى " حبابة " والأخرى تسمى " سلامة " ، وقد تتيم بحب حبابة ومات بعد موتها بأيام يسيرة ، ولا يعلم خليفة مات عشقا غيره . / نقل بأختصار من موقع المعرفة . ومما يروى أن يزيدا في أول عهده أنتهج سيرة عمر بن عبدالعزيز / الذي قتلوه آل بيته ! ولكن ( أتى أليه أهله الأمويون بأربعين شيخا شهدوا له أن ما على الخلفاء حساب ولا عذاب ، فقضى خلافته فى تهتك ومجون الى أن مات عام 105 - تاريخ الخلفاء للسيوطى 392 : 393 أى كانت غواية ذلك الخليفة الشاب عن طريق الفقهاء / نقل من موقع أهل القرآن ).                                                                                                                                      أضاءة - خلفاء يموتون حزنا على الجواري ، نهارهم وليلهم خمر ومجون ( .. وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ 2 / سورة الحج ) ، المعروف ان الحاكم ينذر نفسه لخدمة شعبه وليس لخدمة مجونه وقيانه وجواريه . وهنا يبرز الدور المشبوه لفقهاء المسلمين في تحليل المحرمات والموبقات ، على أعتبار الخليفة لاحساب عليه ! . 

3 . الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك (90 – 126 هجرية ) ، كان يلقب بخليع بني مروان ، وقد اختلفت الأقوال فيه ، وتضاربت الأراء فيه ! ، فمن قائل يقول عنه مثل قال العصامي : " كان أكمل بني أمية أدبًا وفصاحة ، وأعرفهم باللغة والحديث ، وكان جوادًا مفضالاً " ، ثم يناقض " العصامي " نفسه قائلاً : " ولم يكن في بني أمية أكثر منه إدمانًا للشُّربِ والسماع ، ولا أشد مجونًا وتهتكًا منه واستخفافًا بالدين وأمر الأمة " ، بينما يقول عنه السيوطي : " كان فاسقًا شريبًا للخمر ، منتهكًا حرمات الله ". ويقال أيضًا بأن الوليد بن يزيد أخذ يومًا المصحف وفتحه فأول ما بان له " واستفتحوا وخاب كل جبارٍ عنيدٍ " فقال ‏:‏ " أتتوعدني ؟ " ثم علقه وضل يضربه بالنشاب حتى خرقه ومزقه وهو ينشد :                                                    أتتوعد كل جبار عنيــد ، فها أنا ذاك جبـار عنيـد  - إذا لاقيت ربك يوم حشرٍ ، فقل لله مزقني الوليد
ولما حوصر الوليد قال لمحاصريه : ألم أزد في أعطياتكم ؟ فقالوا : ما ننقم عليك في أنفسنا ، لكن ننقم عليك انتهاك ما حرم الله ، وشرب الخمر ، ونكاح أمهات أولاد أبيك ، ولما قتل وقطع رأسه  وجيء به يزيد الناقص نصبه على رمح ، فنظر إليه أخوه سليمان بن يزيد ، فقال : بعدًا له أشهد أنه كان شروبًا للخمر ، ماجنًا ، فاسقًا ، و" قد راودني على نفسي " . / نقل بتصرف وبأختصار من المواقع التالية : قصة الاسلام  وسطور وطريق الأسلام .                                                                                      أضاءة - فقهاء وشيوخ التأريخ الأسلامي هم كذلك ، يجعلون الظالم مظلوما ، والمظلوم ظالما ، وبذات الوقت يحيلون الفاسق ناسكا متدينا ورعا ، ويجعلون الورع فاسقا ، يكتبون بهوى الحاكم ، لذا أحكامهم وأقوالهم لا أعتبار عليها ! ، ولكن هكذا أعمال شنيعة لخليفة نكح حتى زوجات أبيه ، وراود أخيه عن نفسه ، أعتقد انها سابقة مقززة لخلفاء الأسلام ! .

المحور الثاني / الدولة العباسية : وتمتد للفترة من عام 132 - 656 هجري ، وسأسلط الضوء على بعض من خلفائها : 1 . الخليفة هارون الرشيد 149 - 193 هجرية ، ومن مقال لأحمد صبحي منصور في موقع أهل القرآن ، يبين التالي بشأنه " وكان للرشيد أربعة آلاف جارية من أجمل النساء ، ومع ذلك كانت تصبو نفسه لما ليس في يده أو لما يحرمه عليه الشرع . وقد هوى جارية لأبيه فامتنعت عليه وقالت له : ( إن أباك قد طاف بى ) أى نام معها ، وبالتالى تحرم على أولاده ومنهم الرشيد . فاشتدت رغبة الرشيد فيها وبحث عن حيلة شرعية ، فأفتى له بالفقيه أبو يوسف باستحلالها ، وقال ابو يوسف للخليفة هارون الرشيد : كيف نأخذ بشهادة جارية ؟ ! ، ولم يأخذ بصدق شهادتها  فيما تحكيه عن نفسها أن والد الرشيد ـ قد نالها من قبل ".                                                                                                                          أضاءة - خلفاء عندهم الجواري كقطيع ماشية ، لم يكتفي الرشيد بكل الجواري الذي لديه ، فمال الى جارية أبيه ! ، التساؤل هنا ، أن شيوخ وفقهاء الأسلام / ومنهم الفقيه أبو يوسف ، لديهم طرقهم الملتوية في تحليل ما حرمه الله ! .

2 . الأمين بن هارون الرشيد 170 – 198 هجرية ، كان شغفه بالشطرنج والغلمان ، امتنع الخليفة الأمين ظل الله في الارض عن معاشرة النساء سواء الأحرار أو الجواري . وأبتاع لنفسه عددا كبيرا من الغلمان الحسان وجعلهم لخلوته في ليله ونهاره . زبيدة بنت جعفر - والدة الخليفة الأمين حاولت تحبيب النساء لأبنها . حيث قامت بإلباس الجواري الحسان لباس الغلمان وأمرت كل جارية أن تقص شعرها على شاكلة الذكور ، كما قامت بتسميتهن ب " الغلاميات " ، من بين غلمان الخليفة غلام وسيم اسمه " كوثر " ، استطاع أسر قلب الخليفة ، إذ هام شوقا وهياما به ، وبلغ عشقه حيث نظم فيه شعراً يصف به حبه له : ما يريد الناس من صب بما يهوى كئيب ... كـوثـر ديني ودنـيـاي وسقـمي وطبـيبـي                                                الأمين في عهده إبتاع الخصيان والغلمان وعالى بهم وصيرهم لخلوته ورفض النساء والجوارى ، فقال الشعراء في حكمه : في عصره أضاع الخلافة غش الوزير وفسق الأمير وجهل المشير . / نقل باختصار وتصرف من موقع المعرفة .                                   أضاءة - خليفة يهيم حبا بغلام / كوثر ! ووالدة الخليفة زبيدة ، تبذل جهدها لتحويل عشق أبنها الخليفة ، من عشق الغلمان الى حب الجواري والنساء والقيان ، فبئس لخليفة المسلمين ، وبئس لعهد أن يكتب خليفته شعرا للغلمان .

3 . الخليفة الواثق بالله بن المعتصم 200 – 232 هجرية ، كان يتنقل من غلام إلى آخر ، وهام عشقا بالصبيان والغلمان حتى ملكوا عليه وجدانه وأذابوا مشاعره تولها وصبابة ، إلا أن  غلاما مصريا اسمه " مهج " ، استطاع اللعب بعواطفه ، واستعمار قلبه ، يقال إن رضا مهج عن الخليفة كان يوم سعد المسلمين ، وإن غضب فالويل كل الويل للمسلمين إن أتوا للخليفة بيوم زعل مهج . ولأن الغلام كان يعرف قدر نفسه عند الواثق فكان يدخل على الخليفة كل صباح وهو جالس بين الوزراء والحاشية ومهج يمشي إليه ، مترنح ، مترجرج ويناول الخليفة وردا ونرجسا / نقل بأختصار من موقع الصباح . أضاءة - رضا المعشوق " مهج " هو رضا الدنيا على الخليفة الواثق ، ويوم سعد للرعية ! ، هذا هو حال المسلمين ، يوم سعدهم يوم رضا الغلمان على خليفة المسلمين ! .                                                                                     

القراءة :
أولا - يتشبذ الدعاة وشيوخ الأسلام والسلفيون بعهد زهو الخلافة الأسلامية ! ، وهم العارفين بفساد هذه الحقب أكثر من غيرهم ، لأنهم هم المطلعين على طيات وخفايا هذه الحقب ، وذلك لأنهم درسوا هذه الأنظمة في مؤسساتهم التعليمية / منها مؤسسة الأزهر ، وهم يؤمنون أن نظام الحكم وخليفته / ظل الله على الأرض ، ما دام يطبق شرع الله ، فله الحق أن يفعل ما يشاء من مجون وفسق وظلم ، وفق النص القرآني ) يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر .. / 59 سورة النساء ) ، المهم تطبيق الخليفة للشرع . ولا يمكن أعتبار الفتوحات والتوسع وغزو الدول الأخرى وفتحها بقوة السيف وسبي نسائها ، كمؤشر على صلاح عهد الخلافة ، فلا يقاس الصلاح والأزدهار ، بأستعباد الشعوب وقهرها . 

ثانيا - للذين يدعون الى أعادة عهد الخلافة ، أود أن أبين لهم ، أن الجسر الذي يربط بين الماضي السحيق الغابر لعصر الخلافة والتاريخ الآني ، قد أفتقد وتهرأ ، والجسور البالية لا تتحمل عجلة الحضارة لعالم اليوم ، فمجتمع اليوم ليس كمجتمع القبيلة أيام الخلافة الأسلامية ! ، والظروف الزمانية والمكانية قد تبدلت وتغيرت ، ولا يمكن للسيف الذي يعتبر وسيلة وأدات الماضي أن تكون كالقلم وسيلة وأدات العصر الراهن ! .

ثالثا - شيوخ السلف لديهم ستراتيجية تدعى " الوحدة الأسلامية " ، أي توحيد الدول تحت راية " الشريعة الأسلامية " ، وهذا الأمر يقودنا الى أن الشريعة الأسلامية المطبقة في دولة مثل السعودية / والتي هي أصلا ضد التحضر ، لا يمكن تطبيقها في دولة أخرى مثل تونس أو الأردن ! ، كذلك السلفيون من أمنياتهم ، جعل كل الدول ، بما فيها الغربية ، أن تكون تحت حكم " راية الأسلام " ، وأنا أتساءل كيفية تطبيق الشريعة الأسلامية في دولة مثل فرنسا أو أيطاليا ! . وانقل خبرا منشورا في BBC 26  أكتوبر/ تشرين الأول  2014  ( أن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة " غالوب " عام 2006 ، اُستطلع فيه رأي مسلمين في مصر والمغرب وإندونيسيا وباكستان ، أشار إلى أن ثلثي المشاركين يؤيدون فكرة " توحيد كل الدول الإسلامية " في خلافة جديدة لكن لماذا يراود الكثير من المسلمين هذا الحلم الذي يبدو غير قابل للتحقق ؟ ) .                   

رابعا - تساؤلي للسلفين ، أي خلافة تريدون أرجاعها ! ، فكل الخلافات أصبحت خارج الزمان والمنطق ! ، نعم كان هناك ثقافة وأدب وشعر ، ولكن دار الخلافة أيام زمان كان مملوءا بالجواري والقيان والغلمان ، تمارس به الفحشاء واللواط والمجون ،. وأن الكثير من الكتاب يشيرون الى أنتشار اللواط في قصور خلفاء المسلمين ، فهذا مقال للكاتب الحسين بوتشيشي بعنوان " ظاهرة الغلمان و اللواط في قصور الدول الإسلامية عبر التاريخ " / المنشور في موقع محيط المعرفة ، يبين التالي ( أن تاريخ المسلمين لم يكن دائما  بذلك البياض الذي نظن ، بل كانت هناك نقاط سوداء تمثلت في ممارسة اللواط مع الغلمان داخل قصور بني أمية وبني العباس والفاطميين والموحدين والمرابطين سنميط اللثام عن بعض هذه الطابوهات المسكوت عنها والتي لم يتم حتى التلميح إليها في مناهجنا التعليمية.  ) .

خامسا - أي عهد للخلافة الأسلامية ! ، فأذا كان الخليفة فاسد أو فاسق أو لوطي ، والقاضي لوطي أو مرتشي ، والدواوين والقصور مرتع للفسق والمجون واللواط ، فأي عصر يتمناه لنا السلفيون أن يرد ! ومن أمثلة لواط وفسق أهل الفقه والقضاء : " القاضي يحي بن اكثم المتوفى 242 هجري " كان لوطيا - وهو في عهد المأمون ، وبعد موت يحيى اشتهر فقيه آخر بالعشق الشاذ وهو " محمد بن داود الظاهري ت 297 هجرية " ، وذكر الخطيب البغدادي أن بن داود كان يهوى فتى حدثا من أهل اصبهان يقال له محمد بن جامع ويقال له " ابن زخرف " وكان أبن جامع هو الذى ينفق على محمد بن داود ، حتى قيل ( لم ير معشوق ينفق على عاشق غيره ) . كان على شاكلته الفقيه المحدث  ( محمد بن مناذر) المتوفى عام 198 هجرية . وكان محمد بن مناذر يتعبد ويتنسك ويلازم المسجد ، ثم هوى عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي فتهتك وعدل عن التنسك وأظهر الخلاعة . وكان عبد المجيد من أحسن الناس وجهًا وأدبًا ولباسًا ، وكان يحب ابن مناذر أيضًا ) . ( المنتظم 10 / 71 ) كان هذا فى العصر العباسى . / نقل بتصرف من مقال ل أحمد صبحي منصور - موقع أهل القرأن .

كلمة أخيرة :                                                                                                                               أعادة عهد الخلافة ، هو تأسيس لنظام الموت والدم ، وما وجود القاعدة وداعش والنصرة وبوكوحرام وغيرها ألا لنماذج للخلافة الأسلامية ! - والأتي من المنظمات الأرهابية هو أفظع وأوحش ! ، أن العصر الحالي بحاجة لتأسيس نظام يخلق حياة أفضل للبشرية ، ولسنا بحاجة لخلافة تقوم على السبي والأغتصاب والنهب والجزية والتكفير ، كلمتي الاخيرة للسلفين ، أذهبوا بدعوتكم للخلافة الى قبور الخلفاء وأسسوا وأياهم الخلافة الأسلامية من جديد ولكن سيكون ديوانها المقابر ! .

 




138
                                   حول النهج الأسلامي للمنظمات الأرهابية
    بين الفينة والفينة تظهر مقولات / في الميديا ، تقول أن " المنظمات الأرهابية الأسلامية " القاعدة وداعش والنصرة وبوكوحرام وجماعة الأخوان المسلمين وغيرها " ، لا يمثلون الأسلام ، معللين ذلك بأن الأسلام دين سلام ورحمة وتسامح ! ، وان رسول الأسلام ، هو رسول الرحمة ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ / الأنبياء:107) ، الى أخره من الكلام المنمق الفارغ المعنى ، الذي لا يمت للحقيقة والواقع بصلة ! ، غافلين النص القرآني ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم /ٌ 5 سورة التوبة ) ، وتناسوا حديث رسول الأسلام ، ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله ؟ ) / الحديث الصحيح قد رواه الشيخان : البخاري ومسلم في الصحيحين ..  أن كل المنظمات الأرهابية الأسلامية شيوخهم أكاديمين ، عارفين بالأسلام وبالفقه ، وسوف أستعرض بعضا منهم :                                       
* من زمن الجهاد في أفغانستان ضد القوات السوفيتية ، يبرز الفلسطيني الشيخ عبدالله عزام ، وهو ، دكتور في أصول الفقه ، " والشيخ د .عبد الله عزام 1949 - 1989 : هو شخصية سلفية إخوانية من قادة المقاتلين في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي ، يوصف بأنه رائد الجهاد الأفغاني - ومن أعلام جماعة الإخوان المسلمين : دراسته الجامعية في كلية الشريعة بجامعة دمشق ، ونال منها شهادة الليسانس في الشريعة بتقدير جيد جداً سنة 1966 ، وحصل على الماجستير في أصول الفقه عام 1969 من جامعة الأزهر . وحصل على الدكتوراة في أصول الفقه من نفس الجامعة عام 1973 / نقل من www.ikhwanwiki.com " .                                                                                           
* أما المصري الشيخ عمر عبد الرحمن 1938 – 2017 : الذي قتل د. فرج فودة بسبب فتواه ! ، فقد التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة في عام 1965 وحصل على الليسانس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ، بعدها حصل على الماجستير ، ، ثم حصل على الـ " دكتوراه "، وكان موضوع أطروحته " موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة " ، وحصل بعد ذلك على درجة " رسالة العالمية " بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف .. / نقل من الموقع التالي بأختصار omarabderahman.wordpress.com ، وأستقر بعد ذلك في أميركا . وكان متهما بعملية تفجير المركز العالمي للتجارة ولكن " هيئة المحلفين برأت الشيخ الضرير من قضية محاولة تفجير مركز التجارة العالمي ، ومن كل التهم المنسوبة إليه ، باستثناء تهمتي التحريض على أغتيال الرئيس حسني مبارك أثناء زيارة كانت مقررة وقت ذاك إلى نيويورك ، كما برأ من تهمة التحريض على قتال الجيش الأمريكي .. / نقل من موقع مصراوي " .                                                                                   
* ومنظمة داعش الذين خيروا المسيحيين واليزيديين / في الموصل - العراق ، بين الأسلام أو الجزية أو القتل والسبي ، وفق النص القرآني ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ 29 / سورة التوبة ) .. كان خليفتهم أكاديمي ودارس للشريعة الأسلامية ، وهو العراقي " خليفة المسلمين د . أبوبكر البغدادي 1971 - 2019 : حصل على شهادته الجامعية الأولى من كلية الشريعة الإسلامية  في الدراسات القرآنية عام 1996 ، والماجستير من جامعة العلوم الإسلامية عام 2002 ، ثم حصل على الدكتوراه في القانون الإسلامي من الجامعة ذاتها في عام  2006  - مصادر أخرى تقول من جامعة صدام / نقل من موقعي www.aljazeera.net  & BBC " .                                 
* المصري القطري الشيخ د . يوسف القرضاوي 1926 - : الأب الروحي لجماعة الأخوان المسلمين - كان رئيساً للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين : حصل على إجازة التدريس من كلية اللغة العربية التابعة لجامعة الأزهر في عام 1958 ، وحصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العليا التابع للجامعة العربية تخصص اللغة والأدب في عام 1960 ، وحصل على شهادة عليا في شعبة علوم القرآن والسنة ، وهي معادلة لشهادة الماجستير من كلية أصول الدين من جامعة الأزهر . وفي عام  1973 حصل على شهادة دكتوراه بدرجة امتياز ، من نفس الكلية ، وكان موضوع أطروحته عن " الزكاة وأثرها بحل المشكلات الاجتماعية " / نقل من موقع  www.arageek.com  .                                              والسؤال الذي يبرز هنا ، من الذي يفتي لهذه المنظمات الأرهابية ! ، ومن الذي يقودها ! ، ومن الذي يبرمج عمليات القتل والحرق والصلب والسحل ! ، فهل المفتي من حاخامات اليهود ! أو من مطارنة المسيحيين ! ، الجواب لا يحتاج الى عناء ! الخلفاء والقادة ومجلس الأفتاء والشورة .. كلهم من المسلمين ، بل من المسلمين المؤهلين ، خريجي الأزهر وباقي الجامعات المرموقة ، والجميع لم يؤتى بهم صدفة من الطرقات ، بل أنهم مجموعة قد درست القرآن والفقه والحديث والسنة النبوية ، أي أنهم في قيادتهم لهذه التنظيمات الأرهابية قد طبقوا أصول الدين والفقه ، الذي درسوه جامعيا ، وحصلوا على أعلى الدرجات الأكاديمية في تخصصهم / كما رأينا في أعلاه .                         
أضاءة :                                                                                                                   خلاصة الموضوع ، أن المنظمات الأرهابية الأسلامية ، كلها دون أسثناء ، تطبق النهج الأسلامي - فكرا ومضمونا ، ويقود هذه المنظمات شيوخ مسلمين ، وتستقي فتاويها ومشورتها من شيوخ مسلمين درسوا أصول الدين . ولا بد أن نشير ، بأن الأسلام  هو أسلام واحد لا يوجد .. أسلام معتدل أو أسلام وسطي أو أسلام متطرف وأخر متزمت ، كما يدعون ! ، الأسلام هو النص القرآني والحديث والسنة النبوية ، وهذا ما تنهجه وتطبقه القاعدة وداعش وغيرها ، وما يدعون بأن الأسلام براء من هذه المنظمات ، هو محض هراء .                                                                                                                                                                                             

139
                                             تساؤلات في كتاب القرآن

المقدمة :
لم يقييم المستشرق الألماني فيودور نودلكة (1836 - 1930  / يعد نودلكة شيخ المستشرقين الألمان . ولد في هامبورغ ، أتقن العربية ، العبرية ، والسريانية.  درس في غوتنغن وفيينا وبرلين وليدن . حصل على الدكتوراه عام 1856م وهو في سن العشرين عن تاريخ القرآن . عين مدرساً للتاريخ الإسلامي في جامعة غوتينغن عام1861  وأستاذ التوراة واللغات السامية في كييل عام 1864 .. ) : القرآن ككتاب منزل بل كنص وضعه النبي محمد نتيجة إلهاما متفاعلا مع التطورات الدينية والاجتماعية والسياسية . نقل من موقع / منار الأسلام - من مقال ل سهام صالحي . ويضيف الكاتب أنه ( حتى يتحقق للمستشرقين انكار الوحي أصبحوا يرددون أن ما جاء به النبي محمد مجرد ابداع ذاتي أو إشراق روحي أو إنجاز أدبي أو مشروع محمدي أو توصل فكري أو املاء إنساني .. ) ، ولكني سأسرد بحثي بناءا على رؤيتي الخاصة للموضوع ، وذلك على شكل تساؤلات ، حول من كتب القرآن ، ومن أملى على رسول الأسلام النصوص ! ، وهل أن النصوص القرآنية ألهية ! ، ويمكن أن يكون هذا البحث مجرد أضاءة متواضعة بهذا الموضوع المعقد . 

القراءة :
أولا - هل القرآن كتابا منزلا من الله ! : أن شيوخ الأسلام يؤكدون ذلك ، ويعتبروه معجزة ألهية لا يمكن الأتيان به ألا من قبل رب قدير ، وقد جاء في موقع / أسلام ويب ، التالي بهذا الصدد ( أن الله تحدَّى الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن فعجزوا ، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور فقط مثله فعجزوا ، ثم تحداهم أن يأتوا بمثل سورة منه فلم يستطيعوا ، على الرغم من أن الذين تحداهم كانوا أبلغ الخلق وأفصحهم ، والقرآن إنما نزل بلغتهم ، ومع ذلك فقد أعلنوا عجزهم التام ، قال الله: " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا / سورة الإسراء:88 " ) . وهنا أتساءل هل الله يتحدى بشرا ، وهو خالقهم ! ، في أمر قد أنجزه ، ولم لم يبلغنا النص القرآني من هم الذين تحداهم الله من الأنس والجن ! . وسوف أسرد بعضا من التقاطعات التي تؤخذ على القرآن :          1 - تقول الآية ( إِنَّآ أَنزَلْنَٰهُ قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ / سورة يوسف 2 ) ، بينما القرآن يضم الكثير من الكلمات السريانية / الأرامية . فمن موقع / تاريخ الأسطورة والأديان ، مقال بعنوان جدلية السريانية و الآرامية في القرآن الإسلامي . بقلم : لؤي الشريف و أبولودور الدمشقي . Apolodor Damascene - تحرير و تقديم : د. سام مايكلز Dr. Sam Michaels  ، أنقل التالي (( من أشهر الامثلة للكلمات السريانية : صلوة ، زكوة ، ملكوت ، قرآن ، فرقان .. فكلمة (قرآن) هي كلمة سريانية الاصل و ليست عربية ، فهي مأخوذة من كلمة قريانا السريانية ، وتعني كتاب القراءات الكنسية ، او كتاب الصلوات الكنسية ، وتم استعارة هذا الاسم من السريانية و نسب للقرآن لتشابه الوظيفة . وكلمة الفرقان : هي أيضاً كلمة سريانية تقرأ ( فرقانا ) و تعني الخلاص ، و هي كلمة ذات مدلول لاهوتي . )) . فأذا كانت كلمة القرآن هي كلمة سريانية ، فكيف لكتاب يقول الله عليه بلسان عربي مبين وأسم الكتاب أصلا سريانيا ! . 2 - سأستشهد بنصين أخرين من القرآن ، يؤكدان أنه لا يمكن أن يكون القرآن من لدن الله ، وهوالسلام العادل الرؤوف ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5)/ سورة التوبة ) ، هل يعقل أن تكون لدى الله هذه النزعة الدموية وفق البنية النصية للآية ، وهل الله يثقف عباده بالدم أم يثقفهم بالمحبة ! والأشكالية أن الأية تختم ب " إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " ، فمن جانب الله يقول : أقتلوا ، ومن ثم يقول بغير صيغة المتكلم أنه سيغفر ! ، هذا هو قمة التناقض . 3 - أما آية ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / سورة آل عمران ) ، فهي تأكيد على أن الدين لدى الله هو الأسلام ، والتساؤل أذن : ما جدوى رسل الله من موسى ، يوحنا المعمذان / يحي ، والمسيح .. ! ، لماذا أرسلهم الله ما دام الدين لديه هوالأسلام ، وما مصير أتباع هذه الرسل ! .                                                                                                      * مما سبق لا أعتقد أن القرآن كتابا ألهيا منزلا من قبل الله ! ، وذلك لأن الله بعيد كل البعد عن هكذا نصوص ظلامية أنتقامية ، ف الله هو الرحيم القدوس ولم يكن الله يوما دموي الصفات ، ولم تكن تعاليمه يوما داعية لثقافة القتل والتربص في قتل الأخرين ! ، من المؤكد يوجد الكثير من النصوص تستحق البحث ، ولكن النص أعلاه / 5 سورة التوبة - بالتحديد ، هو نصا لا يمكن تصنيفه ألهيا ! . أني أرى أن كل نص لا يعزز من القيمة الأنسانية للبشر ، لا يمكن أن يكون سماويا ، لأن الله هو رب العباد ، وليس الله هو المنتقم من العباد .. لأجله أرى أن هكذا نصوص تقطع كل السبل والأوصال من كون أن القرآن نص ألهي منزل .
* هناك العديد من النصوص القرآنية ، كحور العين والجهاد وموضوعة خاتم الأنبياء وغيرها ، لا يمكن أن تكون ألهية ، أما آيات الناسخ والمنسوخ ، فغير منطقية ، لأن الله لا يغير أحكامه ! ، ولا مجال لبحثها في هذا البحث المختصر .                                                                                                        * وللأستزادة ، في موضوع عدم عربية القرآن ، أود أن أذكر أنه هناك الكثير من المفردات العجمية والعبرية واليونانية واللاتينية والحبشية والفارسية والنبطية في القرآن ، من مقال ل محمد سمير في موقع / عواجل برس – بعنوان " الألفاظ غير العربية في القرآن مصدرها سبع لغات قديمة " . للمهتمين مراجعة المقال - وهي دليل على بطلان أن القرآن عربي .                                                             

ثانيا - (1) هل يمكن أن يكون محمد بن عبدالله هو كاتب النص القرآني ! ، والجواب : هل لمحمد القدرة والقابلية والأمكانية العقدية لكتابة هكذا كتاب ، بما يضم من أحكام وقصص ومواضيع .. ، شخصيا لا أعتقد هذا ، بغض النظر أذا كان الرسول أميا أم لم يكن ! ، من جانب أخر ، أن معظم خطب الرسول ما زالت مفقودة ! ، التي من الممكن أن تمنحنا خطوطا عامة لفكره ومستواه الفقهي . (2) وجدليا ، هناك أمكانية للرسول أن يكلف آل بيته أو أصحابه أو أتباعه بهذا الأمر ، بعد أن ينقل شفاهة ما يلهم به . (3) في هذا الصدد هناك حديث أنه بموت القس ورقة بن نوفل فتر الوحي ، ومن موقع / الكلمة ، أنقل التالي (( عن عائشة قالت في حديث طويل أن خديجة أتت بالنبي إلى ورقة بن نوفل وهو ابن عمها كان قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب فلما مات ورقة فتر الوحي(انقطع) حتى حزن النبي فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال لكي يلقي بنفسه فيتبدى له جبريل فقال يا محمد انك رسول الله حقا فإذا طالت فترة (انقطاعه) الوحي غدا لمثل ذلك.. )) ، السؤال هنا هل كان ورقة يملي على محمد القرآن ، ولهذا فتر الوحي بموت ورقة ! . وفي موقع اخر ، يقول يوحنا الدمشقي ، في كتابه الهرطقة ( قال يوحنا الدمشقي : إن رسول الإسلام محمداً كان يقتبس كلام ورقة بن نوفل لكتابة القرآن . وقال إن ورقة بن نوفل قام بترجمة الانجيل " المحرف " إلى العربية ، وأن قسا نسطوريا كان يترجم بعض الأناجيل إلى العربية .. / نقل من موقع تناقضات الأسلام ) . جدلا فيما يخص النقطة الثالثة ، من المحتمل أن يكون ورقة مصدرا لقرآن محمد ، ما دام فتر الوحي بموته ! . (4) وفرضا أن كان قد حصل هذا / أي دور ورقة في كتابة القرآن ، فمن أكمل كتابة القرآن بعد موت ورقة بن نوفل ! . وأود أن أمهد لمرحلة تكملة كتابة القرآن : للعلم كان هناك الكثير من كتبة الوحي ، فقد جاء في موقع / موضوع . كوم ، التالي ( بخصوص عدد كتاب الوحي : اختلف أهل السِّيَر في تحديد عدد كُتَّاب الوحي ، فمنهم من جعلهم ثلاثةَ عشر ، ومنهم من جاوز بهم العشرين ، وجعلهم ابن كثيرٍ ثلاثةً وعشرين كما في البداية والنِّهاية ، وأورد أسماءهم وتراجمهم ، حيث قال : أما كُتَّاب الوحي وغيره فمنهم الخلفاء الأربعة ؛ أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ بن أبي طالب .. وزيد بن ثابت .. ) . وأود التوقف عند زيد بن ثابت ، وأرى أنه شخصية مهمة ومحورية في كتابة القرآن ، فمن موقع / قصة الأسلام ، أنقل التالي ( عن عامر قال : كان زيد بن ثابت ممن علم ، لقد كان مثقفًا ، يتابع حفظ القرآن ، ويكتب الوحي لرسوله ، ويتفوق في العلم والحكمة ، وحين بدأ الرسول في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي ، وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرته ، أمر زيدا أن يتعلم بعض لغاتهم فتعلمها في وقت وجيز .. فقال الرسول لزيد : " تعلّمْ كتاب يهـود ، فإنّي ما آمنهم على كتابي". ففعلتُ ، فما مضى لي نصف شهـر حتى حَذِقْتُـهُ ، فكنت أكتب له إليهم ، وإذا كتبوا إليه قرأتُ له . وعن ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت قال : قال لي رسول الله : " أتحسن السريانية ؟ " قلت : لا. قال : " فتعلمها فإنه تأتينا كتب " . قال فتعلمتها في سبعة عشر يومًا . من هنا أطلق عليه لقب ترجمان الرسول ) . (5) هل هناك من مصادفة في أن يطلب محمد من زيد بن ثابت أن يتعلم العبرية وأن يدرس كتاب اليهود ! ، وهل هناك من مصادفة أيضا أن يتعلم زيدا السريانية ! والقرآن ملئ بأخبار ومواضيع منقولة من التوراة والأنجيل ! وتساؤلي هنا هل كان لزيد من دور في تكملة كتابة القرآن بعد وفاة ورقة ، وفق الكم المعلوماتي الذي يعلمه عن اليهودية والمسيحية عقيدة ولغة ، هذا مجرد تساؤل ! .
   
ثالثا - (1) أذا لم يكتمل القرآن في عهد محمد ، فمن المؤكد أن الخلفاء الراشدين / الأربعة ، قد أكملوه ، وذلك من أجل أدامة حكمهم وسلطتهم ، الذي كان يتم تحت المظلة الدينية بعد موت محمد ! . (2) التساؤل هنا ! ، لماذا حرق الخليفة عثمان بن عفان كل نسخ المصحف ! ، ولماذا أبقى على نسخة واحدة لينسخها ومن ثم يرسلها للأمصار ! ، بحجة توحيد المصدر ! ، وبماذا كانت تختلف النسخ المحترقة عن نسخة عثمان ! ، ومن يقول أن نسخة عثمان هي مصحف محمد ! . (3) أما في عهدي دولة بني أمية فدولة بني العباس ، فهم الذين أخترعوا السير والأحاديث النبوية ، فليس من الصعوبة لديهم من تكملة الغطاء الأساسي لحكمهم ! - في حالة عدم تكملة كتابة القرآن سابقا .
الخاتمة :                                                                                                                                  وأنا ككاتب يكتب في مجال نقد الموروث الأسلامي ، لا بد لي أن أتعرض لهذا الموضوع الأشكالي الشائك ، وأنا لا أجزم على كل ما سردته من تساؤلات ! ، لكن ما سردته كان مجرد أضاءة ، لأن الحقيقة النهائية ليست معي ! ، ولكني أثير مجرد تساؤلات ، وأعتقد أن الموضوع يستحق الكثير من التفكير والتمحيص والتدقيق قبل الأيمان بأن القرآن هو كتاب ألهي ، لأن الله ليس له هذه الروح الأنتقامية ، ولا يستخدم الله هذه اللغة الدموية في النصوص .. ما وددت قوله أن القرآن يبقى الكتاب اللغز ، ولا بد من أهل الأختصاص الدقيق ، أن تبحث في من الذي كتب ومن أي مصدر قد كتب ومن أي مرجع وأي قرآن نقرأ اليوم ! .


140
                                           غاية وطرق أنتشار الأسلام بين الماضي والحاضر 
* الأسلام المبكر بدأ بحكاية غريبة من محمد الى زوجته خديجة يخبرها " بظهور الوحي جبريل له في غار حراء " ، وممكن أن ينطبق على هذه الواقعة غير الموثقة ، وعلى هذه البداية التي أنفرد بها محمد وحيدا مع جبريل ! حديثه القائل :     ( بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا .. فطوبى للغرباء ) ، لكن الأسلام توسع وأنتشر بعد ذلك ، وفق طرق عدة منها :                                                                                            أ - بالترغيب ، كالعطاء للمؤلفة قلوبهم ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 60 / سورة التوبة ) .
ب - ولما تمكن محمد وقوي وضعه بدأ محمد " بغزو القبائل " ، ينهب ويسبي .. ( فقد ثبت في الصحيحين أنه قيل لزيد بن أرقم : كم غزا النبي من غزوة قال : تسع عشرة ، قيل : كم غزوة أنت معه ؟ قال سبع عشرة قلت ، ـ القائل هو ابو اسحاق السبيعي الراوي عنه - فأيهم كانت أول ؟ قال : العسيرة أو العشيرة . ونقل أهل السير أن غزواته خمس وعشرون وقيل : سبع وعشرون وقيل : تسع وعشرون / نقل من موقع أسلام ويب  ) .                                                                             
ج - و من ثم بالترهيب / السيف ، وهي مرحلة تخيير الأخرين بين الأسلام أو القتل أو الجزية ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون / 29 سورة التوبة ) .. هذا كان بواكير أسلام الدعوة المحمدية !! .                                               * المرحلة الثانية لنشر الأسلام بدأت بعد موت محمد ، وذلك في زمن خلافة أبو بكر الصديق ، وكانت أيضا بالسيف ، وتحت مسمى أخر وهو الفتوحات ، وغرضها كان " التوسع والنهب والسبي ونشر الدين " ، وحول هذه المرحلة جاء في موقع الألوكة ، التالي – نقل بأختصار ( في 11 هجرية جهَّز الخليفة أبو بكر الصدِّيق الجيوشَ من أجل أن تسير لفتح الأمصار ، وأمَّر أمراءَ الفتوح على الجند ، وكان على رأسهم:  خالد بن الوليد بعَثه إلى العراق . أبو عبيدة عامر بن الجراح بعثه إلى الشام . عمرو بن العاص بعثة بالمدد إلى أبي عبيدة . المثنى بن حارثة الشيباني كان مع خالد بن الوليد . عدي بن حاتم الطائي  كان مع خالد بن الوليد . ضرار بن الأزور كان مع خالد . ضرار بن الخطاب كان مع خالد.) ، وأكتفي بهذا القدر من هذه الحقبة التي أستمرت لقرون ، وذلك لأن سرد هذه الفتوحات مدرج في المراجع والمصادر المتاحة .                                                * المرحلة الثالثة كانت على يد العثمانيين : أستمرت وتوالت الفتوحات بنفس الأغراض بالنسبة للمرحلة الثانية  ، ألا أن أوسع وأشرس الفتوحات كانت من قبل العثمانيون والتي استمرت منذ عام 1281م إلى عام 1566 م تقريبا . وقد مرت الفتوحات العثمانية بخمس مراحل وكما يلي ( المرحلة الأولى بدأت بالاستيلاء على مناطق سيطرة البيزنطيين في الأناضول وآسيا الصغرى . والمرحلة الثانية كانت تحت قيادة مراد الأول بن أورخان منذ العام 1360 ، ففي هذه الفترة تم السيطرة على أنقرة عاصمة إمارة القرمان ، كما تمكنوا من الوصول إلى مدينة أدرنة والاستيلاء عليها في سنة 1362 ، وفتحت مدن : صوفيا ، وسالونيك ، وكوسوفو في البلقان . المرحلة الثالثة بدأت في عهد بايزيد الأول وتم فتح مدينة آلاشهر التي كانت آخر مدينة تحت سيطرة البيزنطيين في الأناضول ، وفي سنة 1393 تم فتح بلغاريا وتحديد حدود المجر ، وحصار القسطنطينية ، وفي عهد ابنه مراد الثاني استرد الكثير من المناطق التي فقدوها بفعل النزاعات الداخلية وتهديد التتار لهم . المرحلة الرابعة كانت في سنة 1453 حاصر السلطان محمد بن مراد الثاني مدينة القسطنطينية من خلال أسطول بحري متقدم ، وتمكن بعد 53 يوماً من الحصار من فتح القسطنطينية ، كما فتح بلاد الصرب ، والمورة ، وألبانيا ، والبشناق ، والبندقية . المرحلة الخامسة ، في عهد سليم الأول تم  السيطرة على بلاد الشام بعد انتصاره على المماليك في معركة مرج دابق سنة 1516، ثمّ السيطرة على مصر وهزيمة المماليك فيها سنة 1517. وفي عهد سليمان القانوني تم فتح جزيرة رودس ، والقسم الجنوبي والأوسط من بلاد المجر ، وفتح طرابلس الغرب - نقل بأختصار من الموقع التالي : https://mawdoo3.com/مراحل_الفتوحات_العثمانية ) .                                                                       * أضاءة : كانت فترة الفتوحات العثمانية من أسوأ مراحل التأريخ فكانوا يفتحون الأمصار ، يسرقون خيرات البلدان ، يفرضون الضرائب على شعوبها ، يغتصبون ويسبون نسائها ويستعبدون حتى الاطفال ، وأكبر دليل على ممارسة الجيوش العثمانية أفظع وأشنع الجرائم في كل بلدة يحتلونها ، هو ما جاء في موقع https://s3.eu-central ، حول فتح القسطنطينية ( دخلت القوات المسلمة ، وقتلت الآلاف حتى بعد توقف كل محاولات الدفاع عن المدينة ، وأسروا كل بالغ يُنتفع به في العمل غنيمة ، واغتصبوا النساء ؛ حتى الراهبات منهن تم اغتصابهن بعنف ، ولم تهدأ تلك الثورة الجنسية ، إلا حين وجد محمد الفاتح أحد جنوده يُتلف الممر الرخامي لكنيسة آية صوفيا ، فغضب بشدة وأمر جنوده أن يلتزموا الهدوء ، فالغنائم لا بد أن تُصان حتى ينظم أمرها السلطان ) .
القراءة :
* ما سبق مثبت في المصادر والمراجع ، وليس به من جديد ، ولكن لا بد من البدأ به حتى يأخذ الموضوع سياقه ، ولكن المهم الأن ، كيف هي ديناميكية نشر الأسلام في أوربا وأميركا ، وما هي غاياته ! ، أني أرى جهادا أسلاميا ليس كجهاد الأولين ! ( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم /  سورة التوبة الآيات 20 ـ22 ) ، أنه جهاد منظم وعميق تقوده وتموله دول ذو شأن ، منها السعودية وقطر وتركيا .. أضافة الى منظمات أسلامية تقف في مقدمتها جماعة الأخوان المسلمين ، التي لها أذرع في الكثير من دول العالم ، ولها أهداف ستراتيجية بعيدة الأمد ، وهذا ما بينه " نايف العساكر "، ( أكد الكاتب والباحث فى شئون الجماعات المتطرفة " العساكر " ، عبر تغريدة له على تويتر ، تابعها المشهد العربي ، أن جماعة الإخوان المسلمين منتشرة فى القارة الأوروبية لأن هدفها هو تأسيس دولة إسلامية عالمية ، مستشهدًا بمقابلة أجرتها صحيفة نرويجية مع مرشد جماعة الإخوان المسلمين بمصر./ نقل من الموقع التالي :  /https://www.almashhadalaraby.com/news/52345 ) .. وهناك ظواهر أسلامية لا بد من التوقف عندها لمعرفة الغايات الحقيقية منها ! ، ولكن الدول الأوربية وأميركا تصنفها من باب الحريات الدينية !! ، فمثلا بناء مراكز دينية أسلامية ضخمة ، ليست مبررة ! ، مثلا ( تحدثت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية عن بناء مركز إسلامى ضخم فى مرتفعات رولاند ، بتمويل وتبرعات المسلمين المحليين دون أى مساعدات من المانحين الأجانب ، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه طفرة فى بناء المساجد الجديدة ليس فى جنوب كاليفورنيا فحسب ، وإنما فى أنحاء الولايات المتحدة / نقل من الموقع التالي https://www.akhbaralsabah.com/article3188.htm ) ، وهناك أزدياد في عدد المساجد بما لا يتناسب وأعداد المسلمين في أميركا ، " ففي ولاية تكساس / مثلا ، يزيد عدد مساجد عن  338 وهناك عدد غير قليل من المساجد والمراكز الإسلامية في طور البناء ، ولكن الكثافة الاسلامية تتركز في منطقة هيوستن الكبرى التي تضم 21 مسجدا ومراكز معروفة من بينها ، الجمعية الإسلامية في هيوستن / نقل من موقع القدس العربي " ، والذي يساعد أيضا على أنتشار الأسلام ، هو زيادة الهجرة الشرعية وغير الشرعية (  وبحسب ما أوردت صحيفة " الغارديان " البريطانية على موقعها الإلكتروني ، فإن عدد المهاجرين غير الشرعيين يتراوح بين .9  3 مليون و4.8 مليون مهاجر في عام  2017. وأجرى المسح مؤسسة بيو للأبحاث ، أغلبهم يعيشون في بريطانيا والمانيا / نقل من موقع التالي : https://www.skynewsarabia.com/world/1297849. ) . والغالبية العظمى لهؤلاء من المسلمين ! .                                                                                                                                             * أن أزدياد موجات الهجرة تؤشر الى وجود دفع منظم لمجموعات بشرية ضخمة من الدول العربية الأسلامية الى الخارج ، فأذا كان 2 %  من هذه الموجات هي لخلايا أسلامية أرهابية نائمة ، فهذا يكفي لتغيير الأمن الغربي الى وضع خطر / في الأفق المستقبلي ! .                                                                                                                                          * ختام الأمر ، هناك غزو جهادي " عميق " ، يمكن تسميته " جهاد ناعم " ، كيفيته وطرقه وأساليبه مختلفة عما مضى ! ، غرضه تغيير التركيبة السكانية - المجتمعية لأوربا / وهذا يحصل تحديدا في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا ، تقوم به دول ومنظمات ، عن طريق تأسيس مراكز ومؤسسات ووجمعيات ومساجد ، والدفع بالهجرات البشرية ، ممكن أن يكون مجردا من السيف في أوله ، ولكن نهاياته غير معلومة ! ، الهدف الظاهر بداية نشر الأسلام ، أما الأهداف الستراتيجية هو أقامة حكم الأسلام .. نقطة رأس السطر !! .

141
                                            ( القندرة ) ... في المفهوم العراقي
         
      للعراقيين باع طويل في مفهوم هذه المفردة ( القندرة ) ، حيث يستخدموها في أحاديثهم للنيل من الأشخاص فيقال فلان " أبن القندرة " أو " جنة قندرة عتيكة " أو " وجها وجه القندرة " أو " مايسوى قندرة " .. ، وفي القرن الماضي  سمعنا في المظاهرات بعض هتافات العراقيين ضد ( نوري باشا السعيد ) والتي تقول   :
" نوري سعيد القندرة و صالح جبر كيطانة ."
    وفي قراءة ناقصة لتاريخ تلك الحقبة الزمنية للدولة العراقية ربط ولاء ( الباشا )  بالأنكليز متغافلين و متناسين أنه  كان يؤدي دورا سياسيا معينا في تلك المرحلة مع الانكليز ، والذين ظلموا هذا الرجل تجاهلوا أيضا دوره في الكثير من القضايا الاساسية ،  حيث كان للباشا  نوري  السعيد الباع الطويل فيها ، منها على سبيل المثال لا الحصر (  تأسيس الدولة العراقية ،  دوره في ضم العراق الى عصبة الامم / حسب ما كانت تسمى في ذلك الوقت ، أضافة الى صولاته في تأسيس جامعة الدول العربية ، و كاد أن يكون الباشا أول رئيس لها  لولا  ذهاب المنصب عام 1945 الى المصري / السيد عبد الرحمن عزام ، ودوره في تأسيس الجيش العراقي  ... ) ، أن نوري باشا السعيد عاش مدافعا عن الدولة العراقية بكل أخلاص ، أما نهايته  فكانت دراماتيكية لا يمكن لأي انسان أن يتوقعها أو أن يتخيلها بشر ، حيث أن الغوغاء لم يكتفوا بقتله و تقطيعه و سحله ( حيث السحل أيضا من المفاهيم العراقية ) في الشوارع و لكن الروح الهمجية للغوغاء دفعت بهم بأن يسحقوه بدبابة أمام مبنى الاذاعة و التلفزيون ، وفي رواية يقال : ثم حرقوه / قرب الأذاعة ! ، وعندما طلب ولده صباح بما تبقى من جثته قتلوه .
الباشا مات محروقا و حكام اليوم من  الذين لا يستحقون أن يقارنوا ( بقندرته ) يتكلمون  كالسياسيين الشرفاء و هم سراق لثروة الشعب العراقي المظلوم ويمتلكون في دول العالم العمارات و الفنادق و الفلل والشقق ،.. التي حصلوا عليها عن طريق السرقة و العمولات وغيرها من الطرق والأساليب الملتوية التي باعوا بها الوطن بعد أن باعوا شرفهم ، أضافة لسحقهم  لكرامة الشعب العراقي ب " القندرة " هكذا أصبحت الدنيا كل من هب و دب صار سياسيا و هو لا يستحق أن يكون   )كيطان(   قندرة الباشا الذي بقى تاريخه المالي نظيفا  لم تسجل عليه أي ملحوظة أو شائبة في التربح من منصبه بل كان هو المتبرع في كثير من المواقف .
الباشا يقال أنه تمنى ..  لو رجع للحياة بعد مماته ليرى ماذا سيحدث للعراق وللعراقيين .. وفي رواية أخرى كان يقول الباشا : أن  العراق ( !!!!  ) و أنا غطاؤه  ..
و نحن نقول لك .. يا باشا ، الله يرحمك  ، لا تقلق ،  حال العراقيين بكل خير وعافية !!
و الله ... لو رجعت للحياة لضربتنا ألف ( قندرة ) على ما جرى بالدولة العراقية التي سعيت في تأسيسها وضحيت من أجل أرساء ركائزها الاساسية ، وتكملة " لردع القنادر " كنت طلبت " أسطوانة مقامات " للمطرب العراقي المشهورمحمد رشيد القندرجي مع ( بيك عرك ) وماعون ( جاجيك )  وأخر ( لبلبي )  لتخفف قليلا من هول الخيبة العراقية وضعا وحكاما التي ما تسوى " قندرة عتيقة " ..                                                                 
                                               
                                                                     

142
                                                  قراءة للجماعة السلفية                                                                                      المقدمة :                                                                                                                                 في البدأ لا بد لنا أن نرجع الى السند الذي أستند عليه السلفيون في معتقدهم ، بأنهم الفرقة الناجية حيث انهم يؤسسون على الحديث التالي : ( قال رسول الأسلام : أنه سيَحْصُل افتراق في هذه الأمة كما حصل في الأمم السابقة ، وأوصانا عند ذلك أن نتمسك بما كان عليه هو وأصحابه ، قال محمد : افترَقَتِ اليهود على إحدى وسبعين فِرقة ، افترقتِ النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فِرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ، قال : إنه من يعِش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وفي رواية:  وكل ضلالة في النار /  نقل من  https://www.alfawzan.af.org . ) .   
القراءة الأولية لحديث الفرقة الناجية :                                                                                                        * لم يشر الحديث أي أشارة لا من بعيد ولا من قريب على أن السلفيون هم الفرقة الناجية ! ، وما يعتقدوه بأنهم هم المقصودين بالحديث - فهذه هي وجهة نظرهم ! ، وهناك العشرات من الفرق التي تعتقد هي المقصودة بهذه الأشارة .                                                                                                                                                                                   * ولكن رجوعا الى حديث رسول الأسلام الوارد في أعلاه ، نرى أن الحديث غير دقيق ، فليس اليهود على 71 فرقة ، بل هم على3  فرق رئيسية ( الطوائف اليهودية بدأت في الظهور في فترة من نهاية القرن الثالث قبل الميلاد الى القرن الثاني قبل الميلاد ، وهم ينقسمون الى طائفتين رئيستين ، الأولى هي الفريسيين / الحسيديين ، ومنهم : الأسينيين وجماعات أخرى والغيوريين والكتبة ، والطائفة الثانية هي الصدوقيين ، واخيرا الهيرودسيون ، وهم ليسوا طائفة يهودية ولا تعود جذورهم الي زمن نشأت الفريسيين والصدوقيين بل هم مجموعة بدات تظهر في زمن هيرودس الكبير وهم والوه وساندوه إذ رأوا فيه المسيا المنتظر ، كما رأوا في حكمه ما يحمى الأمة من جور روما الوثنية ، مع أنهم كانوا موالين سياسيا لروما .. / نقل بأختصار من https://drghaly.com/articles/display ) . وهناك تفرعات أخرى محدودة من هذه الفرق .                                                                                                                 * أما المسيحيون ، فهم أيضا ليسوا 72 فرقة كما قال رسول الأسلام ، بل هم 3 طوائف رئيسية ، وكما يلي :- الأرثوذكسية : كلمة يونانية تعني "الرأي الحق" أو "الرأي المستقيم" وقد بدأت هذه التسمية منذ حوالي 14 قرن واستمرت طوال هذه المدة تحافظ على إيمانها الذي تسلمته من الرب يسوع ورسله القديسين . الكاثوليكية : كلمة يونانية تعني "عام" أو "عالمي" أو "جامعة" لأنها جمعت كل الكنائس الغربية . وهذه التسمية ظهرت وتبلورت في القرن الحادي عشر . والبروتستانتية : معناها "الاحتجاج" أو "المعارضة" وقد ظهرت في أواخر القرن الخامس عشر . / نقل بأختصار من  https://st-takla.org/FAQ-Questions ) ، وهناك تفرعات من هذه الطوائف ولكن لا تصل الى 72 فرقة .     * وحتى العقيدة الأسلامية ، فانه غير معروف حدود فرقها ، لأنها في تفرق وتمذهب دائم ! ، وأنقل من موقع / المجلس اليمني بهذا الصدد التالي " الراجح من أقوال العلماء أن حصر الفرق غير ممكن فالأمة مازالت تختلف وتتولد محدثات الأشخاص فكيف يمكن حصر الفرق ... وكيف لو أتت فرقة بعد ذلك الحصر بزمن ! " ، أذن أيضا حديث رسول الأسلام غير دقيق بالنسبة للفرق الأسلامية ! ، وحول عدد الفرق أنقل من نفس المصدر السابق أسماء الفرق الأسلامية الرئيسىية وهي " الخوارج والقدرية المعتزلة والمرجئة " وكل منها يتفرق الى عشرات الفرق ! وتكفر هذه الفرق بعضها البعض ، وفي موقع / الأسلام سؤال وجواب ، يبين التالي حول مدى التكفير فيما بين الفرق ، أنقل التالي بأختصار " ولا يصح إعطاء حكم واحد لجميع الأشخاص المنتسبين لهذه الفرق ، بل كل شخص له الحكم الذي يستحقه ، إذ منهم العالم ومنهم الجاهل ، ومنهم من وصل إلى حد الكفر ومنهم من هو دون ذلك . فأما الكافر : فمخلد في النار ، وأما العاصي والمبتدع فكلاهما تحت مشيئة الله تعالى : إن شاء عذبه وإن شاء غفر له . " .                                                                                   *  أن الأحاديث التي أعتمدها السلفيون في عقيدتهم بمجملها ليست موضع صدق وتأكد ، لأن الأحاديث معظمها صنعت في أزمان لاحقة بقرون من موت الرسول المتوفى 11 هجرية ، حيث أن أول وأقدم نسخة من صحيح البخاري معروفة حتى الآن هي التي نشرها المستشرق منجانا في كمبردج عام 1936 م ، وقد كتبت عام 370 هـ ، برواية المروزي عن الفربري ، أي هناك فجوة زمنية بينها وبين حقبة الرسول تصل الى أكثر من ثلاث قرون ، من جانب أخر أن الحديث المذكور في المقدمة أعلاه به تقاطع زمني ، حيث ان الرسول يقول " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " ، والتساؤل هنا هل الرسول كان يعلم بتسمية حقبة خلافة " أبو بكر وعمر وعثمان وعلي " ب الخلافة الراشدة ، وهي أصلا تسمية لاحقة ! .             
الموضوع :                                                                                                                                أرى من الضروري بداية أن نعرف السلفية - كما يدعي أصحابها – فهي " الرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح من العبادة و السلوك و الاقتداء بهم و عدم الخروج عن منهجهم باعتماد القرآن و السنة فقط و السعي الى تنقية الاسلام مما علق به من شبهات و بدع و آراء نتيجة لعدم الاعتماد " . وسأسرد فيما يلي تفرعات السلفية بأختصار : 
أولا - السلفية العلمية  : وقد اطلقت على نفسها اسم المدرسة السلفية . و تشترك هذه المدرسة مع الخط العام للمنهج الذي تعتمده الحركات السلفية الاخرى ، إلاً أنّها تختلف عن باقي المدارس كونها أكثر حرفية ، أي اندكاكاً بالمنهج و نبذ ما سواه ، و هم بعيدون عن منهج التجديد و الاجتهاد ، و يقفون في الجانب المعاكس من خط الجهاد والعمل المسلح و العمل التنظيمي و التجمع الهيكلي و بعيداً عن السرية والتكتم .
ثانيا - السلفية الحركية : وهي تختلف عن سابقتها في أنّها تتصدى للحاكم الكافر الذي لا يحكم بالشريعة الاسلامية ، وأنّها تعتبر الأعلان عن كفر الحاكم و التصدي له هو السبيل الافضل للوصول للحاكمية الاسلامية ، وأنّ أفضل السبل لمحاربة الحاكم الكافر هو العمل الجماعي في ايجاد التجمعات القادرة على احداث التغير المطلوب في ردع الحاكم الكافر أو قتله .
ثالثا - السلفية الجهادية :  برزت هذه الحركة في ثلاثة مواطن جغرافية ، في مصر حيث البيئة الازهرية التي برزت فيها حركة الاخوان المسلمين و خرجت منها نظرية الحاكمية الالهية ، وفي السعودية حيث البيئة الفقهية للمدرسة الحنبلية و التي خرجت منها عقيدة الولاء والبراء ، وفي الهند حيث البيئة الهندية التي تواجه التحديات الكافرة كالهندوسية والبوذية ، ومن الصعب أن يقف التيار السلفي بوجهه منعزلاً و منقسماً على نفسه ، لذا فقد تمّ السعي لتوحيد هذه الخطوط لتشكيل منظومته العصيّة على الذوبان أو الانقياد سيّما وأن المذهب الحنبلي المتشدد هو القاعدة التي ترتكز عليها جميع هذه الخطوط ، ساعد على توحيد هذه المنظومة ورصّ صفوفها من أكابر المفكرين الاسلاميين ، منهم : أبو الأعلى المودودي و سيد قطب و حسين الهضيبي ساهموا في رسم الخطوط العريضة لهذه المدرسة .. / نقلت المادة من الموقع التالي بأختصار وتصرف https://ar.rasekhoon.net/article .   
القراءة الرئيسية :                                                                                                                                 - أعتمدت المنظمات الأرهابية الأسلامية أن تضم أليها أفرادا من الجماعات السلفية ، وذلك لأن السلفيون مهيأون عقليا ونفسيا وعقائديا لثقافة القتل ، أي جاهزين للأنخراط والعمل دون أي عناء .                                                                                      - عملت الجماعات السلفية على نشر المعتقد السلفي ، وذلك من خلال تهيأ ثلاث عناصر : المال – ومصدره السعودية وقطر وأخيرا تركيا ، السلطة - ويتمثل بالزخم والتأثير الدولي للمملكة العربية السعودية ودولة قطر وتركيا ، أضافة للدور السياسي للدول الثلاث آنفة الذكر على المستوى الدولي ، فقد عملت هذه الدول على بناء المساجد والجوامع والمؤسسات الدينية والجمعيات و.. ، الذي يخدم هذا الغرض ، وبالرغم من الأختلاف الستراتيجي فيما بينهم ! ، ولكن العقيدة السلفية وحدتهم ! .                                                                                                                               - أن الجماعات السلفية ، ومن خلال أستقراء سيرتهم ، فأنهم يقدمون النص / النقل ، على العقل ، لذا فهم مبرمجون على قبول القوالب الجامدة ، وقد بين بعض رجالهم هذا الأمر ، كالدكتور وليد المرزوقي ، في موقع / العقيدة والحياة : " فمن أخطر الأخطاء العقدية المستشرية في ثقافتنا : تأليه العقل في مقابل توهين النص أو بعبارة أخرى تقديم العقل على النقل " ، أي أن المرزوقي يؤكد على تحجيم وحجر العقل أمام النص ، أي قبوله للنص كما هو دون أي تشكيك ! .                                                                                                                 - ان نهج الجماعات السلفية وتفكيرهم ينصب بالعودة الى الماضي من خلال نصوص أنتقائية والأعتماد على سيرة رجال محددين ، يقف في مقدمتهم الرسول ومن ثم الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ، ويؤسسون من كل هذا في عملية تشكيل مركب - أيدولوجي وسياسي وأجتماعي ، عن طريق نصوص وسنن وأحاديث ، يسخرونها لأدارة الحاضر والمستقبل .                       - أن العقيدة السلفية بكل فرقها وصورها وتطبيقاتها ، أن سخرت جدلا لأدارة عالم اليوم / دولة ومجتمع ، ستولد أرتباكا ثقافيا وحضاريا ، لأن السلفيون لديهم نوعا من الأنفصام العقلي ، فهم من ناحية يقبلون مادية العلم الغربي / أختراعات وأكتشافات علمية وطبية وتكنولوجية ، ولكنهم بذات الوقت يرفضون التحرر الحداثوي للفكر الغربي .
أضاءة :                                                                                                                           خلاصة الأمر أن السلفيون يعيشون خارج نطاق الزمن والمكان ، مستلهمين فكر وواقع وطريقة حياة حقبة الدعوة المحمدية لرسول الأسلام وسيرة ونهج وسياسة أصحابه وأتباعه في حل معضلات العصر الراهن ، غافلين أن الأرتداد الماضوي لا يمكن أن يكون حلا لا للحاضر ولا للمستقبل ، وذلك لأستحالة أن يكون الفكر القبلي الجاهلي للموتى أن يستخدم لقيادة الحاضر ، الحل هو في بناء الفكر الحداثوي الذي يستوعب ويواكب الحاضر ويؤسس حلولا للمستقبل .


143
                                                      الأسلام ..  أغتصاب حياة

1 . لا بد من الغوص قليلا في مخرجات التطرف الأسلامي ، فهل هذه المخرجات تقود الى حياة مجتمعية أنسانية ! ، أم هي تنحدر بالنشأ الى الهاوية والأنحراف ، فهل الملتحقين بالمنظمات الأرهابية الأسلامية ، بتشكيلاتها المختلفة / القاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام .. ، يعطون نوذجا حياتيا يقتدى به ! ، أم انه يمثل صورة دموية للتفاعل الحياتي ، المدمر للعلاقات الأجتماعية / من الفرد الى الأسرة ! ، هذا مجرد توضيح وتساؤل بالوقت ذاته .                                                 
2 . الأسلام المتطرف أعطى النشأ ، وبنفس الوقت ثقف الجيل من الشباب ، بمفاهيم العنف التي تقود الى ثقافة القتل ، فمثلا ما عبرت عنه داعش من " أفلام الهوليودية " التي بثتها على الميديا ، من " حرق وصلب وسحل وأغراق .. " للبشر ، كرست نموذجا يبقى بالذاكرة من كمية الرعب المقيت ، والذي سيبقى في العقل الباطن لأجيال وعقود متعددة ، ولا يمكن أن يمحى بيسر من مخيلة النشأ بمرور السنين ، هذه الدموية ستبقى تظلل حياتهم بالظلامية مدى الدهر .
3 . هذا الأنحراف الحياتي ، له مسبباته ، وأرى أنه يرجع الى محورين عميقين ، وهما : الموروث الأسلامي ، الذي فكك كل الأواصر المنطقية والأنسانية والأجتماعية للحياة ! ، ومن ثم هناك محور أخروهو رجال الأسلام ، من فقهاء وشيوخ ودعاة و .. ، فهم الذين قاموا بترسيخ هذا المفاهيم المشوهة ، بعقول النشأ ، الأمر الذي أدى الى تدمير كل القيم الأخلاقية الثابتة الراسخة بالعقل المجتمعي ، وأحلال قيم منحرفة لا تبني مجتمعا ، بل رسخت مفاهيم تحطم الحياة وتفكك الوطن . 
4 . الأسلام المتطرف ، أغتصاب لحياة الأوطان والشبان معا ، فلا حياة ولا أستقرار ولا تعايش ولا مواطنة ولا قبول للأخر ، في ظل الحقد و الكره والنظرة العدائية تجاه الأخر ، أغتصاب الحياة لا تولد حضارة ، بل تنتج أنهيار وألغاء للتقدم والتحضر للمجتمع .. فالماضوية الظلامية ، قبر للمستقبل ، لأنها تعبد الطرق نحو الجهل والأنغلاق والأنعزال عن الظروف الزمانية والمكانية ، فلا حياة مع ماض سحيق غابر ! ، الحياة حاضر زاهر ومستقبل واعد ، الحياة جهد من التكامل والتوافق والتعايش مع الأخر ، فلا حياة تولد من القبور .         


144
                                         رجال الأسلام السياسي وتدمير الأمة

                           من الضروري قبر الأسلام السياسي من أجل غد أفضل .. كاتب المقال
                                                                                                                                              * ليست من أمة أبتليت بالدين المسيس ، وبأساليبه الملتوية ، وفتاواه المظلمة ، وطرقه الخرفة ، كأمة العرب . فالعرب أحكم بل أطبق الأسلام على عقليتهم ، وعلى تفكيرهم ، وعلى أسلوب حياتهم الآني والمستقبلي ، مما جعل شيبهم وشبابهم وحتى الأحداث منهم ، " أسرى " ، لدى فكر ومعتقد ونهج هؤلاء الرجال ، وهم شلة من رجال الدين ، ومن المتطرفين فكريا وعقائديا ، وهولاء الأسرى ، بذات الوقت دمروا أنفسهم ، وشردوا أسرهم ، وبالنتيجة أثروا على المجتمع العربي ككل ، وبعضهم ، أخذوا هذا التأثير – بل هذا السم العقائدي ، في حقائبهم لدى هجرتهم للغرب .

* يقف في مقدمة هولاء الأمام الخميني 1902 – 1989 م : الذي كان وبالا على العرب وعلى الفرس معا ، هذا الرجل ، أحدث تغييرا عقائديا في الفكر الشيعي الأثني العشري ، وهو أختلاق ولاية الفقيه ( هي نيابة الفقيه-  الجامع لشروط التقليد والمرجعية الدينية - عن الإمام المهدي ، في ما للإمام من الصلاحيات ، والاختيارات المفوضة إليه من قِبَل الله عبر نبيه المصطفى في إدارة شؤون الأمة والقيام بمهام الحكومة الإسلامية .. وولاية الفقيه أصطلاحاً : هي عبارة عن الرئاسة على الناس في أمور دينهم ودنياهم ومعاشهم ومعادهم . نقل من موقع / ويكي شيعة ) . ومن التعريف ، يتجلى ما شرحته سابقا ، وذلك من أن الناس أصبحوا " أسرى " لدى هذا الرجل في كل الأمور الدينية والمعاشية والحياتية . وألف الخميني بعضا من الكتب منها ( الحكومة الأسلامية ، شرح دعاء السحر ، كتاب البيع .. ) ، هذه الكتب لم تخدم المسلمين ، ولم تطور حياتهم ، بل خدرتهم وسطحتهم ، أما أنجازه الكارثي ، أنه تسبب في قتل مئات الألاف من المسلمين ، وذلك لتعنته في عدم وقف الحرب العراقية الأيرانية ، وأني هنا لا أبرأ / بشكل أو بأخر ، حكومة البعث من الأمر ( الحرب العراقية الإيرانية - حرب الخليج الأولى ، وتسمى بالفارسية   ( جنگ تحميلی ) ، أي الحرب المفروضة ، وسميت من قبل الحكومة العراقية باسم قادسية صدام ، وأستمرت الحرب من سبتمر 1980 إلى اغسطس 1988 . أعتبرت هذه الحرب من أطول الحروب التقليدية في القرن العشرين و أدت إلى مقتل زهاء مليون شخص من الضحايا وخسائر مالية تقدر بحوالي 1.19 ترليون دولار أمريكي / موقع المعرفة ) . هذا ما سببه لنا الخميني من عودته من فرنسا الى أيران ! .
*  محمد باقر الصدر 1935 – 1980 م ، هو مؤسس حزب الدعوة ( أجتمع الأعضاء المؤسسون للحزب في سنة 1957 ، وتأسست النواة الأولى لحزب الدعوة الإسلامية على صيغة هيئة مؤلفة من 8 أعضاء ، وكان لـمحمد باقر الصدر دور رئيسي في لجنة قيادة الحزب الذي تشكل لخلق حالة توازن فكري مع الشيوعية والعلمانية والقومية العربية وغيرها من الأفكار المادية ، كما كان لمحمد حسين فضل الله تأثرًا كبيرًا بفكره وعقلانيته وتدينه. ) ، وقد قتل / فيما بعد ، الصدر هو وأخته بنت الهدى من قبل حكومة البعث في 9.4.1980 .. ، وقتل الكثير من أتباعه . أما حزب الدعوة الحالي هو ليس ذات حزب الصدر السابق ، وذلك لأن حزب الدعوة الأن في الحكم ، وليس بالنضال السري ( تحوّل حزب الدعوة العراقي الذي تأسّس على يد محمد باقر الصدر واستلهم أفكاره عن " ولاية الأمّة " ، من حركة سرّية تعتنق الثورة الإسلامية إلى لاعب أساسي في حكومة عراقية ديمقراطية . وقد شهد الحزب تحوّلات أيديولوجية هائلة لكن ما زال يواجه تحدّيات كبرى من أجل حشد الدعم الضروري إذا كان يأمل في الحفاظ على حضور على الساحة العراقية .. نقل من / موقع صدى ) . وسوف لا أعلق على الصدر وفكره – ومن كتبه ( الفتاوى الواضحة ، بحث حول المهدي ، المدرسة الأسلامية ) ، ولكني سوف أقدم أضاءة  لمن يقود حزب الدعوة من الرجال الأن ، وفي مقدمتهم ، نوري المالكي ، الذي قدم بعد 2003 لأيران العراق ، أرضا وشعبا وتاريخا وثروة ، على طبق من ذهب ، قبل أن يتخاذل أمام داعش وقدم الموصل لهم ، أضافة لخضوع مناطقي لصلاح الدين والأنبار وديالى وكركوك للأرهاب الداعشي ، فالعراق الأن ليس عراق الأمس ! لأنه عراق الميليشيات ، عراق الأحزاب الدينية - الأيرانية الهوى ، أن قادة حزب الدعوة سرقت الشعب وتاجرت بآل البيت ، بل تاجرت بأسم الدين بالله ذاته ! ، وما قدمته للشعب / الشيعة منهم ، فقط اللطم وضرب الزناجيل والتطبير ، أما رجال العراق – من علماء وأساتذة وخبراء وضباط وطيارين ، فمعظمهم هاجروا من العراق ، والباقي أغتيلوا بأيعاز وتخطيط من أيران ، من قبل المليشيات الدينية ، خلاصة الأمر ، أن هوية العراق الحضارية قد بيعت لأيران !! .
* المصيبة العقائدية والفكرية الأعظم تأثيرا على المنطقة ، هي ظهور الأمام حسن البنا 1906 – 1949 م ، مؤسس جماعة الأخوان المسلمين ، الذي بنى نهج الجماعة على الفكر السلفي ، وقد أنتشرت هذه الجماعة في أكثر من 72 دولة ، هذه الجماعة شعارها " القرآن والسيف " ، وأعتقد أن شعارهم دليل على مضمون فكرهم الماضوي : " الله غايتنا ، والرسول قدوتنا ، والقرآن دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا" . " الأسلام هو الحل " - ولم يكن يوما الأسلام حلا لأي مشكلة . الأخوان جماعة لا تعترف بالأوطان ، وتدعوا الى الجهاد والتكفير ، تتلون كالحرباء ، وهي أنتهازية في سبيل الوصول الى أهدافها / الحكم . ولحسن البنا مؤلفات منها ( الدعوة والداعية ، قضيتنا ودعوتنا ، السلام في الأسلام .. ) . حاليا - تقوم هذه الجماعة بالأغتيالات / كسالف عهدها ، وتحارب السلطة في مصر ، ومن أنتهازيتها ، فأن أخوان فلسطين - تحت مسمى حماس ، متفقة مع أيران ، والتي معتقديا تكفرها ، وتسميهم الروافض ، ولكن ظروف المرحلة تتطلب هذا الأتحاد ! . وتمارس هذه الجماعة  " التقية " ، ومن شواهد ذلك ، ضحالة وهزالة شهادة الشيخ السلفي محمد حسين يعقوب ، الذي أبدى شهادته في قضية " داعش أمبابة " / في منتصف شهر حزيران 2021 ، والذي كرر بعدم معرفته بالأخوان والقاعدة وداعش ، علما أنه كان المهللين لهم في عهد الرئيس محمد مرسى ، الأمر الذي وصفه الكاتب أبراهيم عيسى / في برنامجه حديث القاهرة ، بأنه " كذاب وجبان وشهادته شهادة زور " ! .
* ومن أهم الشخصيات الأسلامية ، سيد قطب 1906 – 1966 م ، شخصيا كان قطب غير مستقر الأنتماء ، فتنقل بين حزب الوفد ، وحزب السعديين ، فجماعة ثورة 52 / جمال عبدالناصر ، ولكنه أخيرا أرتمى في حضن الأخوان ، وكانت لمقولته (  لا بد وأن توجد طليعة إسلامية تقود البشرية إلى الخلاص ) ، هي الفيصل بهذا الأنتماء . ولكن هذه الشخصية ، أشكالية ، لأنها متهمة في أنتمائها للماسونية ، حيث كان يكتب بعض مقالاته الأدبية في جريدة ماسونية هي " التاج المصري " لسان حال المحفل الأكبر الوطني المصري . ولقد جاء في مقال لوائل أبراهيم الدسوقي ، منشور في موقع / المعرفة ، التالي ( لكن انضمام أعضاء من " الأخوان المسلمين " إلى الماسونية لهو من الأمور الشائكة التي تحتاج إلى التفسير ، خاصة وكما رأينا أن أحد المعاصرين المقربين وهو الشيخ " محمد الغزالي " أكد بأن الماسونية زرعت وسط صفوف الأخوان رجالا ومنهم " سيد قطب " .. )  ، وقد ألف سيد قطب الكثير من المؤلفات منها ( في ظلال القرآن ، التصوير الفني في القرآن ، مشاهد القيامة في القرآن .. ) . وماسونية سيد قطب ليست مستغربة ، وذلك لأن حسن البنا ذاته يقالا أنه يهوديا ماسونيا ( في 8 سبتمبر 2015م ، خرج علينا اللواء عادل عزب ، مسئول ملف النشاط المتطرف في جهاز الأمن الوطني والمكلف بمتابعة " جماعة الإخوان " بأمن الدولة في مصر قبل ثورة 25 يناير 2011، في محاكمة الرئيس محمد مرسي ، بتهمة التخابر مع دولة قطر ، بقوله : والد حسن البنا مغربي يهودي جاء إلى مصر وعمل بإصلاح الساعات وهي مهنة مقصورة على أبناء اليهود في ذلك الوقت ، وأضاف : الإخوان جماعة ماسونية وظهر ذلك في إطلاق اسم البنا رغم عدم وجود أحد من العائلة يحمل هذا الاسم / نقل من موقع ويكيبيديا الاخوان المسلمين ) .
 خاتمة :                                                                                                                                     1 . نحن لسنا بحاجة الى أسلام سياسي ، أنما نحن نحتاج الى حياة خالية من التكفير وألغاء للأخر ، نحن بحاجة للسلام ! . 2 . ماذا جلب لنا الأسلام بلبوسه أو بحلته الجديدة / أي السياسي ، سوى الخراب والدمار للأمة ، فكل رجالات الأسلام ، من فكر ونهج ومؤلفات وأحزاب لا تخدم الشعوب ، بل أنها جلبت الويلات لهذه الشعوب ، وأدخلتهم في طرق مظلمة لا أمل منها ، فهذا الجهاد / مثلا ، الذي أفسد الشباب ، وجعلته يفجر نفسه في أمل أن يلتقي بالرسول محمد ، من أجل أن يطأ حور العين ، فالأنتحاريون تحولوا الى أشلاء ، فهم سوف لن ولم يلتقوا الرسول / لأن الرسول قد مات منذ 14 قرنا ، ولم يطأوا حور العين أبدا . الفكر الجهادي هو أحد أفرازات المعتقد الأسلامي ، لتحرير البلاد من الكفار ، وقد أحترت بتسمية الكفار !! ، هل هم من أشاعوا نور الحضارة في العالم ، أم هم من أظلموا طرق البشر ! . أن الخراب الذي حصل في العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر ولبنان .. ، هو شهادة شديدة البيان من أن فكر الأسلام السياسي ، بمعتقده ونهجه ورجاله وأحزابه ، ليس لهم من دور في الحياة .



145
المنبر الحر / العنف المقدس
« في: 21:10 20/06/2021  »
العنف المقدس

منذ الحقبة المحمدية والى الأن ، شهد الحكم الأسلامي - دول وممالك ومنظمات أرهابية التي تعمل تحت راية وكهنوت الأسلام ، ثقافة في القتل الوحشي / من صلب وحرق وذبح .. ، ليس لها من سبب منطقي ، ولكن فقهاء الأسلام وشيوخه ، ينسبوها الى آيات بحد ذاتها ، أو يقرونها بأحاديث لرسول الأسلام ، أو بما يخترعونه من فتاوى تتفق مع الحدث ، أو يسندون هذه الأعمال لسوابق تاريخية أسلامية معينة..  هذا ما سأبحثه في هذا المقال ، مستعرضا بعضا من هذه الأفعال الوحشية التى تمت تحت مظلة العقيدة الأسلامية مصنفة ب " العنف المقدس " ، ثم سأسرد قراءتي الخاصة لها .

الموضوع :                                                                                                                                   أولا - النصوص القرآنية ، تحث بعضها على عدم الأعتداء على الأخرين ، ألا في حالة الدفاع عن النفس ، وسأعرض بعضا منها مع تفاسيرها : " لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ  (8) / سورة الممتحنة  " ، وأنقل تفسيرا لهذه الآية – وفق أبن كثير / من الموقع التالي :
  quran.ksu.edu.sa › sura60-aya8
))" وقوله تعالى : لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ) أي لا ينهاكم عن الإحسان إلى الكفرة الذين لا يقاتلونكم في الدين ، كالنساء والضعفة منهم  ( أن تبروهم ) أي : تحسنوا إليهم  ( وتقسطوا إليهم ) أي : تعدلوا( أن الله يحب المقسطين ". وآية " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) / سورة البقرة " ، وتفسيرها وفق الطبري " قال أبو جعفر : اختلف أهلُ التأويل في تأويل هذه الآية . فقال بعضهم : هذه الآية هي أول آية نـزلت في أمر المسلمين بقتال أهل الشرك . وقالوا : أمر فيها المسلمون بقتال من قاتلهم من المشركين ، والكف عمن كفّ عنهم ، ثم نُسخت ب" براءة  (( ". ولكن كعادة النصوص القرآنية يقال أن الآية نسخت ، حيث يستكمل الطبري تفسيره للآية ، ويقول (( حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب .. قال ابن زيد في قوله: "  وقاتلوا في سبيل الله الذين يُقاتلونكم " إلى آخر الآية ، قال : قد نسخ هذا ! وقرأ قول الله : " وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً / سورة التوبة: 36 " ، وهذه الناسخة ، وقرأ : " بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ حتى بلغ : فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ إلى : إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ / سورة التوبة: 1-5. " )) . من التفاسير السابقة نلحظ تخبطا في التأويل والتفاسير يوقع المتلقي في حيرة ، هل يعتدي أم لا يعتدي !! ، ثم يأتي النص التالي لينهي أي شك ، وهو النص الأكثر عنفا " فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4)سورة محمد ".                                                                                                          * أن فقدان الرؤية التحليلية الواضحة والجلية للنصوص القرآنية هي أحد مسببات خلق ما يسمى ب " العنف المقدس " .

ثانيا - بدأ العنف المقدس في ظهوره على العلن ، عندما ربط الأمر بشخص رسول الأسلام ، وذلك وفق وقائع معينة ، منها مثلا : غزوات الرسول ، والتي لم تكمن دفاعية ( وقد ثبت في صحيح البخاري أنّ زيد بن أرقم سُئِلَ عن عدد غزوات النبي : قال : تسع عشرة ، قيل : كم غزوت أنت معه ؟ قال : سبع عشرة ، قُلْت فأيهم كانت أول ؟ قال : العشير أو العسيرة ، فذكرت لقتادة فقال : العشيرة / نقل من موقع موضوع ) . وفي الحقبة المحمدية مورس أيضا هذا العنف بشكل مريع : كقتل أم قرفة ( التي كانت تؤلب على الرسول فأرسل في السنة السادسة للهجرة زيد بن حارثة في سرية فقتلها قتلا عنيفا ، فقد ربط برجليها حبلا ، ثم ربطه بين بعيرين حتى شقها شقا . وكانت عجوزا كبيرة ، وحمل رأسها إلى المدينة ونصب فيها ليعلم قتلها / نقل من موقع أسلاميات ) . في هذه الواقعة نلحظ أن التعرض لرسول الأسلام هو مسا بالمقدسات ، فيجابه بأعنف رد ! ، بالرغم من أن الله يصف محمدا ب " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)/ سورة الأنبياء " . كذلك الرسول كان قضاءه أو جزاءه عنيفا أو حكمه ، وأسرد حادثة تؤكد ذلك ، وردت في موقع / الأسلام سؤال وجواب ( ما رواه البخاري ومسلم عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : " قَدِمَ أُنَاسٌ مِنْ عُكْلٍ أَوْ عُرَيْنَةَ ، فَاجْتَوَوْا المَدِينَةَ ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ بِلِقَاحٍ ، وَأَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا ، فَانْطَلَقُوا ، فَلَمَّا صَحُّوا ، قَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ ، وَاسْتَاقُوا النَّعَمَ ، فَجَاءَ الخَبَرُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ ، فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ جِيءَ بِهِمْ ، فَأَمَرَ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ ، وَسُمِّرَتْ أَعْيُنُهُمْ ، وَأُلْقُوا فِي الحَرَّةِ ، يَسْتَسْقُونَ فَلاَ يُسْقَوْنَ ) . أما تصفية يهود بني قريضة ، فهي حادثة لا يمكن أن تغفل تاريخيا ! ، وكانت بتحكيم سعد بن معاذ ، أنقل الحدث بأختصار من موقع / قصة الأسلام ( .. أمر بني قريظة أن ينزلوا من حصونهم وأن يضعوا السلاح ففعلوا ، ثم قال : " إني أحكم أن تُقتل مقاتلتُهم وتُسبَى ذريتُهم وأموالهم" ، فقال رسول الله : "حَكَمْتَ فيهم بحُكْمِ اللهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ" ! فقتل رجالهم ، وسبي نساءهم وذراريهم ، ومَن لم يُنبِتْ من أولادهم ن ولاقى بنو قريظة أسوأَ مصير على أفظع خيانة.. ) ،  وذات الموقع يطرح تساؤلات حول تصرف الرسول ، ويعطي حلولا على سبيل الجدل ( وهنا يحلو للبعض أن يتقوَّلوا على الإسلام وأن يتطاولوا على تصرف الرسول ومعاملته لبني قريظة ، ويعتبروا أن معاملته هذه لهم تتسم بالوحشية والقسوة ، وأنه كان من الممكن أن يُعاقَبوا بأي عقاب آخر كالإجلاء أو النفي.. ) .

ثالثا - ومن موقع / طريق الأسلام ، أنقل الواقعة التالية ، وهي من بواكير الحقبة المحمدية ، عن حرق أحد المرتدين ( أخرج الطبراني عن معاذ وأبي موسى أن النبي أمرهما أن يعلما الناس ، فزار معاذٌ أبا موسى فإذا عنده رجل موثق بالحديد فقال يا أخي أو بعثت تعذب الناس إنما بعثنا نعلمهم دينهم ونأمرهم بما ينفعهم فقال أنه أسلم ثم كفر فقال والذي بعث محمدًا بالحق لا أبرح حتى أحرقه بالنار ، فأتى بحطب فألهب فيه النار فكتفه وطرحه فيها ) . هذا العنف المسند بوقائع من الحقبة المحمدية ، مورس أيضا في زمن الخلافة الراشدة ! ، فهذا الخليفة أبو بكر الصديق يقوم بحرق الفجاءة (( قاله ابن اسحاق ، وقد كان الصديق حرق الفجاءة بالبقيع في المدينة ، وكان سببه أنه قدم عليه فزعم أنه أسلم ، وسأل منه أن يجهز معه جيشا يقاتل به أهل الردة ، فجهز معه جيشا ، فلما سار جعل لا يمر بمسلم ولا مرتد الا قتله وأخذ ماله ، فلما سمع الصديق بعث وراءه جيشا فرده ، فلما أمكنه بعث به إلى البقيع ، فجمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار فحرقه وهو مقموط . / نقل من كتاب أبن كثير - البداية والنهاية  ، الحوادث الواقعة في الزمان ووفيات المشاهير والأعيان سنة 11 هجرية - أبو بكر يقتل الفجاءة - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة 456 )) .. وفي لقاء تلفزيوني مع أبراهيم عيسى ، يقول المفكر العلماني سامح عسكر : أن الفقه الأسلامي يجيز حرق الأحياء ، حيث يقول الإمام ابن حجر: "ويدل على جواز التحريق فعل الصحابة فقد حرق أبو بكر البغاة بالنار ، وحرق خالد بن الوليد بالنار ناسا من أهل الردة وأكثر علماء المدينة يجيزون تحريق الحصون والمراكب على أهلها...( فتح الباري 6 / 150) " .                                                                                                                                             * وهذه الواقعة جددت في عام 2015 عندما حرقت داعش الطيار الأردني معاذ الكساسبة في 3.1.2015 .                                     

رابعا - واقعة نهر الدم / أليس ، وهي مذبحة نفذها خالد بن الوليد في صفر عام 12 هجرية ، ذبح بها بن الوليد عشرات الألاف من الأسرى معظمهم من المسيحيين ، وأنقل ملخصها من / موقع مداد – مقال ل شريف عبد العزيز ( لم يطل الأمر كثيراً حتى انتصر المسلمون انتصاراً باهراً ، وأمر \'خالد\' بإمساك الأسرى ، وأخذهم جميعاً عند نهر \'أليس\' ، وسد عنه الماء ، ومكث يوماً وليلة يضرب أعناقهم ، حتى يجرى النهر بدمائهم وفاءً بنذره لله ، ومع ذلك لم يجر النهر بدمائهم ، فقال له \'القعقاع بن عمرو\' : \'لو أنك قتلت أهل الأرض جميعاً لم تجر دماؤهم - ذلك لأن الدم سريع التجلط كما هو معروف طبياً - فأرسل الماء على الدماء ، يجرى النهر بدمائهم\' ففعل \'خالد\' ذلك فسمى النهر من يومها \'نهر الدم\' وقتل يومها أكثر من سبعين ألفاً من جنود التحالف \'المجوصليبي\'. ) . وسبب الموقعة وفق موقع / الألوكة - مقال د . محمد منير الجنباز ، هو ( غضب نصارى العرب وهم من بكر بن وائل على ما أصاب العرب من قومهم الذين أعانوا الفُرس ، فنكبوا في معركة الوَلَجَة ، فاجتمعوا في أليس وعليهم عبدالأسود العجلي ، ثمَّ انضمَّ إليهم جابان بجيش كبير من الفرس / أما جيش المسلمين فكان بقيادة خالد بن الوليد .. ) .                                                                                * " وفي عام 2014 أعدم عناصر من تنظيم داعش رميا بالرصاص نحو 1700 جندي كانوا قد فروا من قاعدة سبايكر الواقعة قرب تكريت - العراق ، في اعقاب سقوط مدينة الموصل . نقل من موقع / كردستان 24 " . التاريخ يعيد نفسه بقتل جنود عزل ، وكانوا يقتلون ومن ثم يلقونهم في النهر ، فأصطبغ النهر بدمهم ، والبعض الأخر دفنوا بمقابر جماعية .

خامسا - ومن المذبح التي نفذها الأتراك / بعنف وفق تصفية دينية عرقية ، هما : مذبحة الأتراك للسريان ( مذبحة سيفو ) " المذابح التي ارتكبت في حقّ السريان ، أي أبناء الكنائس السريانية من الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى على يد تركيا  تعد مذبحة “سيفو” مقدمة لمذابح الأرمن على يد الأتراك في نهاية عهد الدولة العثمانية والتي تأتي قبل نحو ثلاثة أشهر من مذابح الأرمن . نقل من / موقع  www.ahram-canada.co . " . ومن ثم تم تصفية الأرمن من قبل الدولة العثمانية ، فوفق موقع / موسوعة الهولوكوست ، أنقل التالي وبأختصار " تشير الإبادة الجماعية للأرمن إلى الإبادة الجسدية للشعب المسيحي من أصل أرمني الذين عاشوا خلال فترة الإمبراطورية العثمانية من ربيع 1915 إلى  خريف 1916. كان هناك ما يقرب من 1.5 مليون أرمني يعيشون في الإمبراطورية. وتوفي ما لا يقل عن 664.000 وربما ما يصل إلى 1.2 مليون خلال الإبادة الجماعية. لقد أطلق الأرمن على تلك الأحداث (الجريمة الكبرى) أو ( الكارثة ) " .
القراءة :                                                                                                                                 كل ما ورد من وقائع مريعة ومتوحشة / ذكرت بعضا منها في أعلاه - منذ زمن الحقبة المحمدية ولحد الأن ، أرتبطت أسلاميا ، بحراك تظلل ب " العنف المقدس " ، وذلك لأنه أرتبط بموروث أسلامي / نصوص وأحاديث وسنن وفتاوى و .. ، تحث على القتل والعنف المتوحش ، لكن سائل يسأل لم " مقدس " ! ، يمكن القول لأن محمدا كان يجمع بين السلطتين الدينية / كرسول ، وبين السلطة الدنيوية / كحاكم أو زعيم أمة ، لذا أسميت ب " العنف المقدس " ، فالعقيدة طغت على الحراك . ولكن ما هو وصف الحراك الذي رافق من جاء بعد الرسول ، من خلفاء ، سلاطين ، وأمراء . هنا أرى أن قوتهم  في الحكم ، جعلتهم أن يستخدموا ذات التسمية في حروبهم ، وأهمها الفتوحات ، التي قتلوا وأستباحوا بها الأرض والأنسان ، وقد منحوا توحشهم هذا الغطاء الديني . أخيرا أقول أن " العنف المقدس " وصمة عار بجبين القادة المسلمين .   


146
أضاءة في خلق خط مواز للقرآن

1 . لم يكتفي رجال الأسلام “ أبتداءا من صحابة الرسول والتابعين ، ومن ثم فقهاء وأئمة وشيوخ ودعاة .. الأسلام “ بالنص القرآني فقط ، وذلك لأن النص لم يعد يلبي أحتياجات خططهم المستقبلية في السلطة والحكم والأجتهاد ، فأوجدوا خطا موازيا للقرآن ، ظهر هذا العمل / النهج ، في ختام الدعوة المحمدية ، وتاكد في أحتضار رسول الأسلام - ورغبة الرسول في أن يكتب وصية لأتباعه حتى لا يضلوا بعدها ! ، وما عرف ب " رزية يوم الخميس " ، التي قال حينها الجمع : قد هجر الرسول ( عن أبن عباس ، قال : لما حضر النبي ‏، ‏قال وفي البيت رجال فيهم‏ ‏عمر بن الخطاب ‏، ‏قال : ‏هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ، قال عمر ‏: ‏أن النبي ‏غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله / نقل من صحيح البخاري ، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة - باب كراهية الخلاف ) ، وهذا الحجب جاء مخالفا لأية ﴿ وَمَا آتَاکمُ الرَّ‌سُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکمْ عَنْهُ فَانتَهُوا / 7 سورة الحشر ﴾ ، أن رفض الصحابة لكتابة الرسول " الوصية " ، بحجة وجود القرآن ، أعتقد أنها كانت أول أجتهاد جلي وواضح في رفض ما أمر به الرسول - وكما هو معروف أن الرسول ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ / 3 سورة النجم ) .. وبدأ الخط الموازي للقرآن يصبح أكثر أتضاحا بعد الوقائع التالية " سقيفة بني ساعدة 11 هج ، مقتل عثمان بن عفان 35 هج ، معركة الجمل 36 هج ، رفع المصاحف على أسنة الرماح 37 هج - والتي قال الإمام علي بن أبي طالب قولته المشهورة : كلمة حق يراد بها باطل " .. وقائمة الحوادث المشابهة تطول وتتعدد !! .

2 . وبدأ بعد ذلك عهد الأحاديث النبوية ، لخلق أحكام تناسب ظروف الزمان والمكان ! - وفق الأحداث والوقائع السياسية ، غير المنصوص عليها قرآنيا ، وذلك على يد البخاري المتوفى سنة 256 هج ، وأحاديث مسلم بن الحجاج المتوفى 261 هج / أي بينهما وبين الرسول المتوفى 11 هج حوالي قرنين ونصف ، علما أن الباحث رشيد أيلال ، قد قال : لا توجد نسخة أو مخطوطة " للصحيح " بخط أبو عبدالله البخاري ذاته ! . وأن الأشكالية " أن البخاري يقول حول أحاديثه : خرجته من نحو ستمائة ألف حديث ، وأما عدد أحاديثه فسبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون 7275 حديثاً كما قال ابن الصلاح والنووي رحمهما الله . / نقل من موقع الحديث والسنة " .. فهل يعقل أن يفحص رجلا هكذا عددا من الأحاديث من أجل التوصل الى 7275 حديثا ! ، ومن يقول أن ما وصل أليه من الأحاديث هو الصحيح ، وأن ما حجبه كان مدلسا ! .

3 . رجال الأسلام منذ عهود الخلافة الأسلامية الأولى - ومن ثم الخلافة الأموية والعباسية فسلاطين آل عثمان ، أستخدموا أحاديثا وفتاوى وتخريجات ولويا للحقائق تصاغ على مقاس ورغبات الخلفاء والسلاطين والأمراء ! . فهذا الخليفة هارون الرشيد - مثلا ، بالرغم من مئات الجواري التي لديه ، يعشق أحدى جواري أبيه ، والقاضي أبويوسف / 113 – 182 هج ( هو يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المشهور ب " أبي يوسف " وهو من تلاميذ الإمام أبي حنيفة النعمان. القاضي أبو يوسف هو الإمام المجتهد العلامة المحدث قاضي القضاة ) ، أخرج له فتوى تجيز له وطئها ! " أخرج السلفي في الطيوريات بسنده عن ابن المبارك قال : لما أفضت الخلافة إلى الرشيد وقعت في نفسه جارية من جواري المهدي / أبيه ، فراودها عن نفسها فقالت : لا أصلح لك فإن أباك قد طاف بي ، فشغف بها فأرسل إلى أبي يوسف القاضي ( تلميذ أبي حنيفة ) فسأله : أعندك في هذا شيء ؟ فقال : يا أمير المؤمنين أو كلما ادّعت أمة شيئًا ينبغي أن تصدق لا تصدقها فإنها ليست بمأمونة . / نقل من موقع قصة الأسلام " .. وغير ذلك الكثير من الوقائع التي تزخر بها المصادر والمراجع .

4 . رجال الأسلام - قضاة وفقهاء وأئمة .. ، تفننوا بتخريج وملائمة وتوفيق لكل حدث أو واقعة يؤمرون بالقضاء أو بالأفتاء أو بالحكم بها ، من قبل أصحاب السلطة والحكم ، وذلك لأن القرآن أصبح قاصرا بنصوصه عن تلبية طلبات أولياء الأمر ، فكل شي أخذ يحسب أو يرد على الأحاديث والسنن وأقوال الصحابة والتابعين وأهل الفقه والحديث ، وأذا الأمر لم يستوي عملوا رجال الأسلام بأبتداع فتاوى تتماشى مع الواقعة أو الحدث ، وقاموا بأسنادها على سند من الموروث الأسلامي ، أو قاموا هم بأبتداع وتلفيق حجج أو سند لها ! ، وبهذا وضع خطا أو نهجا ، مواز للقرآن ! ، يمكن التعامل معه بطريقة مرنة واكثر عملية ! ، لذا تمخضت خلال فترات وعهود الحكم الأسلامي ، عن فئات تتربح عن طريق الأجتهاد و والفتاوي من الحكام تحت غطاء العقيدة والمذهب .






147
                                   تطبيق الشريعة الأسلامية .. بين الهلوسة والواقع
الموضوع :                                                                                                                            يؤمن الأسلاميون ، من مفكرين وشيوخ وفقهاء ورجال السلفية وجماعة الأخوان المسلمون وغيرهم ، بتطبيق الشريعة الأسلامية - بأعتبارها شريعة الله ! ، وذلك وفق نصوص قرآنية ، منها : ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة: 44]. ، ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [المائدة: 45]. ، ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 47]. . وهنا نلاحظ أن النص القرآني يشدد على الذين لم يطبقوا شرع الله بوصفهم ( الكافرون ، الظالمون والفاسقون ) ، والأسلاميون أيضا يعتقدون ، أن هذه الأحكام هي من أعظم الأحكام الألهية ، وقد جاء في مقال للدكتور عماد الدين خيتي - منشور في موقع / مجلس الأسلام السوري ، بهذا الصدد ما يلي ( مميزات تحكيم الشريعة الإسلامية : خص الله تعالى شريعة الإسلام بأن جعلها خير الشرائع وأكملها ، فختم بها الرسالات ، وجعلها ناسخة لما قبلها ، ومن كمالها أنها صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان إلى قيام الساعة ، وعلى أي جزء من أجزاء المعمورة ، ولجميع الأمم ، وكل الأجناس والشعوب ، كما أنها معصومة من التحريف .. ) . وأن تطبيق الشريع الأسلامية ، تلزم الحكام والشعوب معا بالنصوص القرآنية ، وقد جاء في موقع / طريق الأسلام ، حول هذا الألتزام ، ما يلي ( تحكيم الشريعة معناه : التزام الحاكِم والمحكوم بما أنْزَل الله ، فالحاكِم والمحكوم مُلزَمان باتِّباع شريعة الله ، الحاكِم مأمورٌ بتطبيقِ شرْع الله في المحكومين ، أي : بوضعه موضعَ التنفيذ وبالعدل المطلوبِ منه ، والمحكوم مأمورٌ بطاعة هذا الحاكِم فيما يُطيع الله ورسولَه .. ) . أذن هي من الله ، وهي الأكمل ، وملزمة للحاكم والمحكوم وصالحة لكل زمان ومكان الى قيام الساعة ! .

القراءة :                                                                                                                               أولا - التساؤل ، هل من الممكن أن تكون الأحكام الشرعية الأسلامية ، صالحة لكل زمان وفي أي مكان ولأي مجتمع ! ، وهل من المنطق أن تطبق هذه الأحكام القبلية ، المهينة أنسانيا ، والتي كانت تطبق على مجتمع قبلي جاهلي قبل 14 قرنا ! ، هل من الأمكان تطبيقها على مجتمع القرن 21 ! . وسوف أستعرض بعض الامثلة على تلك الأفعال والأحكام التي تطبق أزائها : ( السرقة / قطع اليد - والزنى / أن كان محصنا الرجم وألا فمائة جلدة - وتحريم شرب الخمور / ثمانين أو أربعين جلدة - والفساد في الأرض / أن تقطع يده ورجله من خلاف أو أن يقتل أو ينفى من الأرض - و القذف / ثمانين جلدة .. نقل من موقع / بيان الأسلام ) ، فهل بالأمكان لهذه الأحكام أن تطبق على شعوب العالم الأن ! . أكيد من المستحيل ! .                                 
ثانيا - سوف أستعرض حالة من الأحكام الشرعية ، وسأبين مدى ضحالتها القانونية ، أضف على ذلك سيتوضح كم هذه العقوبات والأحكام ضعيفة الحجة وركيكة القرينة ! ، في موضوع الزنى - بين موقع / كليه الأمام الهادي قسم الشريعه  والقانون ، التالي ، مستهلا تعريف الأئمة الأربعة للزنا ، ( 1ـ المالكية:ـ بأنه وطء مكلف فرج أدمي لا ملك له فيه باتفاق تعمداً.  2ـالاحناف :ـ انه وطء الرجل المرأة في القبل في غير الملك أو شبهة الملك. 3ـ الشافعية:ـ بأنه إيلاج الذكر بفرج محرم لعينه خال من الشبهة مشتهي طبعاً .4ـ الحنابلة :ـ فعل الفاحشة في قبل أو دبر ) ، لم نلاحظ أي توافق أو أتفاق على عملية الزنى كحدث بين المذاهب الأربعة ! ، بالطبع لم نستعرض باق المذاهب ! ، ويستكمل الموقع الموضوع حول الشهود ، حيث يقول ( وفي الشهادة نصاب خاص استلزمته الشريعة وهي " أربعة شهود " عدول لقول ) ، وهنا أشكالية كبيرة ! ، حيث أن الحدث يشترط أربعة شهود ! ، فكيف لهكذا عملية حميمية خاصة ، أن يشهد عليها هكذا عدد من الشهود ، حيث أن الذي يقوم بهكذا فعل يكون قد أحترز في أمره ! ، وليس من المنطق أن يباشر فعله بمكان عام ! ، والأغرب من كل ذلك ، هو الأتي (  .. وفي حديثه لسعد بن عبادة  : ويعتبر الوطء محرما ً، إذا كان في الفرج ، بحيث يكون الذكر في الفرج " كالميل في المكحلة " ويكفي لاعتبار الوطء زنا تغيب الحشفة (أو مثلها) على الأقل في الفرج .) ، وهل من المنطق أن يكون كذا شهود / أي أربعة ، شاهدين على عملية الوطأ ، وأن يكون هناك ولوج واضح وبين ك " كالميل في المكحلة " ، أعتقد أن هكذا أمر ، من تعريفه الى شهوده ، الى تفاصيل الولوج ، أرى أنه هلوسة فقهية لا تستحق أي أعتبار لا قانوني ولا عقابي ! ، بل أنها من أرهاصات الفقهاء ، على أختلاف مذاهبهم ! .

ثالثا - وقد ورد عن الفقهاء ، بعض الأعمال التي تدخل في نطاق التقويم الأخلاقي ، وهي عملية التعزير ( وهو التأديب ، مِن عَزّر يُعَزِّر تَعْزِيْرَاً ، و لغةً : عزّر فلاناً ، أي لامه و أدبّه . التعزير في المصطلح الفقهي ، التعزير : هو العقوبة التي يفرضها الحاكم على المذنب لتأديبه بما يراه مناسباً من الضرب مما دون الحدّ الشرعي المقرر ، فهو عقوبة غير محدّدة صاحب القرار فيها هو الحاكم الشرعي ( القاضي ) المنصوب من قِبَل الفقيه الجامع للشروط / نقل من موقع الأشعاع الأسلامي ) . وهنا نلحظ فرقا بين " الحد والتعزير " ، ممكن تلخيصه بما يلي ( وأما الفرق بينهما من حيث العقوبة ، فالحد يكون بالقتل والصلب وجلد مائة أو ثمانين جلدة وقطع اليد والسجن والنفي ونحو ذلك ، بحسب الذنب الذي اقترفه الشخص . وأما التعزير فليس فيه شيء محدد ، وإنما يوكل إلى اجتهاد الإمام فيضرب أو يسجن أو يفعل غير ذلك مما يراه رادعا عن  المعصية ، ولكن لا ينبغي له الزيادة في الجلد على عشرة أسواط ، لقوله الرسول : لا يجلد فوق عشر جلدات ، إلا في حد من  حدود الله. رواه البخاري ومسلم وغيرهما ، واللفظ للبخاري . نقل من موقع / أسلام ويب ) . وهنا أيضا يوجد أشكالية ، وذلك لأنه أخضع التعزير الى أجتهاد الأمام ، وهذا الامر يجعل من العقوبة / التعزير ، غير محددة ، وللعلم : لا توجد في القوانين الوضعية عقوبات على هوى القاضي ، وذلك لأن القوانين نصوص ثابتة محكمة ! ، ولكن فعل التعزير يترك الأمر على هوى الأمام ! .
 
الخاتمة :                                                                                                                              المجتمع ليس في حاجة الى أحكام شرعية أسلامية ! ، ومن غير المنطق ، ان تكون هذه الأحكام ، كما يدعون رجال الأسلام بأنها " ألهية !" وصالحة " الى قيام الساعة " ، فالله لا يقطع الرقاب ، ولا يقطع الأيادي ، ولا يجلد .. ، ولا أرى الله بعلوه في منزلة القاضي لعباده ! ، لأن الله قدوس بعيد عن هكذا أفعال ، فهو يغفر ويسامح ويخلص البشر من الخطايا . المجتمع من الضروري أن تحكمه القوانين الوضعية ، التي تعاقب من أجل الأصلاح والتهذيب والتأديب ، فالذي يجلد / مثلا ، نتيجة عمل ما ، سيتحول الى فرد معقد ، فرد مريض نفسيا ، فالجلد عملية ليست عقابية ، بل عملية همجية ، تحول الفرد الى وحش منكسر مريض نفسيا ! . ونحن في أمس الحاجة الى مجتمع أسوياء ، وليس الى مجتمع مرضى نفسيين ! .





 

148
                                   أضاءة .. حي الشيخ جراح والموقف الأسلامي والعربي

الموضوع :                                                                                                                            هذه مقدمة مختصرة حول الموضوع :- الأشتبكات التي حدثت بين منظمة حماس وأتباعها ، والتي أنضم أليها بعض الفلسطينيين المتعاطفين مع حماس ، وبين القوات الأسرائيلية ، في منتصف الشهر الخامس 2021 ، على أثر ( قرار محكمة إسرائيلية بطرد عائلات فلسطينية ، من منازلهم بحي الشيخ جراح ، أدى الى تصاعد الغضب الفلسطيني .. / نقل من موقع عشتار المجلة ) – والأشتباكات دامت حوالي أسبوعين ، حول ما يسمى قضية " حي الشيخ جراح " ( الشيخ جراح ، هي قرية مقدسية تتبع لمحافظة القدس ، وهي في الجانب الشرقي لمدينة القدس ) ، وجوهر القضية حول عائدية هذا الحي ، بين الدولة الأسرائيلية والفلسطينيين ، ويقول الأسرائيليون بعائدية الحي لهم ( ويقطن سكان حي الشيخ جراح الفلسطينيين ، الواقع خارج أسوار البلدة القديمة في القدس مباشرة بالقرب من باب العامود الشهير ، في تلك المنازل منذ خمسينيات القرن الماضي " بينما يزعم المستوطنون اليهود أنهم اشتروا الأراضي " بشكل قانوني ، من جمعيتين يهوديتين  منذ أكثر من 100 عام / نقل من موقع رصيف 22 ) . ووددت في هذا المقال المقتضب أن أسرد بعض الأضاءأت . 
أضاءة :                                                                                                                                           أولا - لست أنا بموقف يتعلق بصدد أحقية الأرض ، أهي حقا للفلسطينيين ، أم أن المستوطنون اليهود حقا قد أشتروا الأرض قبل 100 عام ! لأن ذلك يحتاج لحجج ومستندات ملكية ، وكل ذلك هو شأن قانوني ، وأني لست بهذا الصدد .
ثانيا - المقاومة التي حدثت ضد الدولة الأسرائيلية هي فلسطينية تماما . وأذا كان هناك من دعم خارجي ، فهو أطلاقا ، لا يذكر البتة .
ثالثا - تأسيسا على أنتفاضة حي الشيخ جراح ، أرى العرب والمسلمون ، لا زالوا أفواه للكلام لا للفعل ، وليس هم أهل مواقف ، بل هم قوم الشعارات والصراخ ، يتكلمون لغرض العرض ، ولا يتكلمون من أجل المقاومة ! ، هذا ديدنهم منذ أغاني أيام زمان " يا اهلا بالمعارك " ، و " أصبح عندي الأن بندقية " .. قوم شعارات وهتافات .
رابعا - قتل أكثر من 213 فلسطيني / وأيضا أكثر من 12 أسرائيلي ، ماذا فعل حماة الدين الأسلامي ، من الشيوخ ورجال الدين والدعاة ، أين الجهاد في سبيل الأسلام ، كل ما ذكروه هو مجرد هراء . أين شعار الدجل لفيلق القدس الأيراني ! ، أين موقف أروغان الأخوانجي ، أين حزب الله اللبناني ! ، المسلمون والعرب دوما يقولون ولا يفعلون ! .
خامسا - بعد كل هذه الضحايا ، أن منظمة حماس تقول أنتصرنا ! ، وأني أقف مشدوها من هذا الأنتصار ، هل 213 روح زهقت ، ليس لها أي ألم أو خسارة لدى قيادة حماس ، التي تلعب بمشاعر شعب غزة ! .
خاتمة :                                                                                                                                  العرب أختصارا وخلاصة : كما قال المفكر عبدالله القصيمي - مفكر سعودي ، عنهم / أي عن العرب ، في مقدمة كتابه " العرب ظاهرة صوتية " ، وأسرد مقطعا من هذه المقدمة ( انه في كل التاريخ العربي ، في كل الوطن العربي لم يحدث ولن يحدث أن يعلو أو أن يسمع بكل الجرأة والقوة والحرية ومشاعر الأمن والمباهاة والكبرياء ، من فوق كل منبر ، ألا الصوت الجاهل او المنافق الكاذب أو الدجال أو الأبله أو الفاجر ) .


149
                                قراءة لحديث .. رهن الرسول لدرعه عند يهودي
يشكل هذا الحديث أشكالا جدليا للموروث الأسلامي ، لأنه يدلل على صناعة هزيلة ومستهلكة لسيرة رسول الأسلام ! . 
الموضوع :                                                                                                                                أنقل من موقع أسلام ويب ، التالي - أن الرسول قد رهن درعه لأطعام أهله ، ( جاء في "صحيح البخاري"  من حديث أم المؤمنين عائشة أنها قالت:  توفي رسول الله ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير ، وكذلك أخرج هذا الحديث الترمذي في جامعه عن ابن عباس قال:  توفي النبي ودرعه مرهونة بعشرين صاعاً من طعام أخذه لأهله . قال الترمذي:  هذا حديث حسن صحيح . وقال الألباني : صحيح . وكذلك أخرجه النسائي ، وابن ماجه ، وأحمد في "مسنده" ، وابن حبان في "صحيحه" ، وغيرهم . فهو حديث متفق على صحته من حيث الإسناد والمتن عند أئمة الحديث جميعاً. ) .
القراءة :                                                                                                                                              أولا - أن الرسول " متزوج من 13 زوجة ، منهن ما ملكت أيمانكم / نقل من موقع رسول الله " ، فكيف لفرد يتزوج من هكذا عدد من النساء وليس لديه طعام لأهله ! ، وكيف دفع مهور أزواجه ! ، وفق الأية “فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا” سورة النساء:24. أمّا في السنة : ” ، أنّ رسول الله أعتقَ صفية ، وجعل عِتقها صَداقُها”. . فهل تعقل هكذا رواية عن رسول الأسلام ! ، أن الذي يدفع مهور 13 امرأة دليل لا يقبل الشك على أنه أكثر من مقتدر ماليا ! .
ثانيا - أن الرسول خاض عدد كبير من الغزوات ، فقد ورد في موقع ويكي شيعة ، التالي بشأن عدد غزوات الرسول (  الغزوة ، تطلق على الحروب التي اشترك بها النبي محمد بنفسه ، سواء حدث فيها قتال أو لم يحدث . ومن أهم غزوات الرسول هي بدر ، وأحد والخندق ، وهناك اختلاف في عدد الغزوات بين المؤرخين ، فبعضهم يعدونها 26 غزوة وآخرون 27 غزوة ) ، وكان للرسول خمس الغنائم من غزواته ، وفق الأية التالية ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ. {الأنفال:41}. ولقوله تعالى :  مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ.   / سورة الحشر:7 ) ، أي أن الرسول قد إغتنم خمس ما أنتصر به من غنائم هذه الغزوات ماديا وماليا / أضافة للعبيد والسبايا ، فهل من المنطق أن هذا الكم من الغنائم تجعل من الفرد لا يستطيع أن يعيل أهله ! .                                                       
ثالثا - التساؤل هنا لم يلجأ الرسول الى يهودي لرهن درعه ! ، ولم لم يلجأ لأصحابه الذين يعدون بالعشرات لهكذا حاجة ! ، ولم مات الرسول وهو مطلوب ليهودي ! ، أما كان من المنطق أن يوصي بأيفاء دينه في أواخر أيامه ! ، وتساؤل أخر كيف كان يحارب الرسول بلا درع ! ، ولم لم يسأل أصحاب الرسول ، عندما يرون الرسول في الغزوات بلا درع ! . هذه مجرد تساؤلات ! .

رابعا - أنقل هنا مقطعا - وبشكل مختصر ، من المناظرة التي جرت بين الخوارج / الذين خرجوا على الأمام علي بن أبي طالب ، وبين أبن عم الرسول أبن عباس / حبر الأمة وترجمان القرآن ، تدلل على ان الرسول كان يرتدي أفخم الحلل . فهل رجل بهذا الوضع يرهن درعه ليطعم اهله ! . " قال أبن عباس : لَمَّا خرجت الحَرُوريَّة ، اعتَزلُوا في دارٍ على حدتهم .. قال علي : إني أخافهم عليك . قلت : كلاَّ إن شاء الله .. فلَبِستُ أحسنَ ما يكون من حُلَل اليمن ، وترجَّلتُ ، ودخلت عليهم في دارٍ نصف النهار وهم يأكُلون ، هكذا في مُعظَم الروايات ، وفيه رواية : وهم قائلون / في نحر الظهيرة . فقالوا : مرحبًا بك يا ابن عباس ، فما هذه الحُلَّة ؟ قلت : ما تَعِيبون عليَّ ؟ لقد رأيت على رسول الله أحسنَ ما يكون من الحُلَل ، ونزلت ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ / سورة الأعراف 32 ) / نقل من موقعي الألوكة والدرر الشامية " . أن شهادة أبن عم الرسول أبن عباس لا تقبل الجدل ولا الرد بخصوص المظهر الخارجي الفخم لرسول الأسلام من ناحية الملبس والهيئة .

خاتمة :                                                                                                                                        1 . من مفارقات حديث رهن الدرع ، قد قرأت في موقع طريق الأسلام ، أن للرسول موالي / أي خدم وعبيد ، أنقل التالي وبأختصار ، على لسان أبن القيم الجوزية في كتابه " زاد المعاد - خدم النبي ومواليه " : في مواليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمنهم زيد بن حارثة بن شراحِيل ، وأسلم ، وأبو رافع ، وثوبان ، وأبو كَبشَة سُلَيْم ، وشُقران واسمه صابح ، ورباح نُوبي ، ويسار نوبي أيضًا، ، وَمدْعَم ، وَكرْكرَةَ ، ومنهم أنْجَشَةُ الحادي ، وسَفينة بن فروخ ، واسمه مهران ، ومنهم أَنَسة ، ويكنى أبا مِشرح ، وأفلح ، وعُبيد ، وطهمان ، وهو كيسان ، وذكوان ، ومهران ، ومروان ، حُنين ، وسندر ، وفضالة يماني ، ومابور خصي ، وواقد ، وأبو واقد ، وقسام ، وأبو عسيب ، وأبو مُويهبة / هذا فقط  قسم من أسماء العبيد . ومن النساء : سلمى أم رافع ، وميمونة بنت سعد ، وخضرة ، ورضوى ، ورزينة ، وأم ضُميرة ، وميمونة بنت أبي عسيب ، ومارية ، وريحانة .                                                                                                                                                * فهل 30 صاعا من الشعير الماخوذة من اليهودي ، يمكن أن يدار بها مأكل ومشرب وكسوة أزواج الرسول وعبيده !! . ومن جانب أخر لم يتفق المحدثين على : هل كان 30 صاعا من الشعير / وفق البخاري ، أو 20 صاعا من الشعير / وفق أبن عباس ! .
2 . أرى أن أهل الحديث وكتاب السيرة النبوية ، أما مغيبين ، وأما يتجاهلون الحقائق الدامغة ! ، وذلك لغرض أظهار الرسول بصفات لم يتميز بها ، أو بأخبار لا تمت له لا من قريب ولا من بعيد ، فرسول الأسلام / الذي رهن درعه ليوفر طعام أزواجه / الرسول توفى عن تسع أزواج ، وحاجات عبيده والخصيان ، فهو كان يدير تجارة زوجه خديجة بنت خويلد لمدة تقترب من 25 عاما ! ، خديجة التي تعتبر من أغنى نساء قريش ، والتي قالت عنها نفيسة بنت منية ( كانت خديجة بنت خويلد امرأة حازمة جلَدِةَ شريفة مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير ، وهي يومئذ أوسط نساء قريش نسباً ،  وأعظمهم شرفاً ، و " أكثرهم مالًا " / نقل من موقع بوابة السيرة النبوية ) ، فهل ثروة خديجة تناقصت أو تضاعفت خلال دعوته ! ، أضف الى كل تلك الثروة ، حصة الرسول من الغنائم . مما سبق أعتقد أن هذا الحديث لا يمت للواقع ولا للحقيقة بشئ ، أن الرسول لم يكن فقيرا ! ، وهو يدير ثروة خديجة ، بل كان غنيا ! ، وما كتب عن " رهن درعه " مجرد هراء لا يقبله العقل .
3 . أن الفقهاء وأهل الحديث وكتاب السيرة النبوية .. ، أرادوا بشكل متعمد أن يصوروا للعامة من أن الرسول ، شخصية مثالية ، تاركا لمتاع الدنيا ، آملا بالأخرة ، وما فحوى الحديث الذي نحن بصدده ، ألا مظهرا من هذه الصور الطوباوية لرسول الأسلام ، ولكنهم دائما ما يفشلون في مسعاهم ، لأن واقع سيرة الرسول ، عكس ذلك تماما ، لأنه شخصية دنيوية بمعنى الكلمة ، نال من ملذات الدنيا قدر المستطاع ، غزا ، وسبى ، وقتل الأسرى ، وبذات الوقت لم يكن متسامحا مع منتقديه / حتى أفتراض انه نبي ، بل كان منتقما / حيث قام بتصفية خصومه جميعا - قتل أم قرفة الفزارية وكعب بن الأشرف ..                                                                     * خلاصة القول : أن ترقيع الروايات عن الرسول ، لتصويره على أنه شخصية فريدة ونموذجية وزاهدة بذات الوقت ، أصبحت بضاعة فاسدة ، وذلك في زمن أصبح فيه كل فعل ماضوي أو واقعة أو رواية أو حدث .. قابلة للتحقق والتمحيص والنقد من قبل المتنورين والعقلانيين ! . 

















150
                                                أضاءة .. المرجعية وتحرير العراق


 * تبقى الكثير من الأفواه صامتة ! ، وتظل معظم الأقلام جافة بلا مداد ! ، وتشوه أغلب المواقف الدينية ، وتموه بعض المواقف السياسية .. وذلك عند التعرض لموقف مرجعية النجف السلبي ، مما يجري من أحتلال أيراني للعراق ، سلطة ودورا وموقفا وأقتصادا .. وعلى كل الأصعدة . بعض الشخصيات سياسية كانت أو دينية ، تقول أن المرجعية لا تتدخل في السياسة ، ونحن نقول أن الذين تأخذون من عندهم الخمس ، يا مرجعية محتلون من قبل أيران ، أي أنتم تكيلون بمكيالين ! ، من جانب تأخذون أموال العراقيين / كخمس ، ولكن موضوع تحررهم ذلك الأمر يخصهم وحدهم ، بعيدا عنكم وعن مصالحكم مع العراق وأيران ! .

* لم يتجرأ أحد أن يكتب في نقد المرجعية ، وأني أرى أن المرجعية بعيدة كل البعد عن العراق الحر المستقل ، وعن ماهية وسبب أنكساره الأليم ! . وأرجع الى تساؤلي لم لم يتم الكتابة في نقد المرجعية ، المرجعية موقفها واضح ومعلن ، فهو أذا لم يكن متواطأ ، فهو موقف سلبي ! .

* أعتقد أن الأمر بعد 2003 والى الأن 2021 ، أصبح لا يمكن السكوت عليه ، " فالساكت عن قول الحق شيطان أخرس " ، ف " الى متى الصمت عن كل ما يجري في العراق ! ، فالعراق شعبا وأرضا و.. " ، أصبح تحت سيطرة أيران ، وذلك لوجود ، سياسيين وأحزاب ومليشيات ورجال دين قد قدموا ولاءهم للأمام الولي الفقيه ..

* هل من ثورة في مرجعية النجف ! ، ألم يثور الحسين ضد الظلم ! ، ألم ينحر عندما قال لا للباطل ! ، فمتى يتم هكذا حراك في النجف الأشرف ضد قوى البغي والظلام .. نقطة رأس السطر ! . 


151
                                   التغيير المرحلي للمسيحية في الموروث الأسلامي
المسيحية كعقيدة ، والمسيحيين كأتباع للسيد المسيح ، تغيرا " وضعهم وموقفهم وحالهم .. " ، من حيث الكفر والأيمان والقبول و .. ، ومرا بمراحل مختلفة ، زمانيا ومكانيا ، وفق أحكام الموروث الأسلامي من جهة ، المقترنة والمعززة بقوة وسلطة الحاكم من جهة أخرى ! ، وسأسرد في هذا البحث المختصر بعضا من هذه المراحل .
الموضوع :                                                                                                                              الموروث الأسلامي / القرآن والأحاديث والسنن النبوية و .. ، تعاملت مع العقيدة المسيحية والمسيحيين بتناقض صريح وواضح للعيان ، ولا يقبل الجدل ، وفيما يلي بعضا من هذه المراحل : -
المرحلة الأولى :                                                                                                                     يمكن أن نختصر هذه المرحلة ، ونقول ان النص القرآني المبكر ، تعامل معهما " المسيحية والمسيحيين " واليهود أيضا ، تحت مسمى " أهل الكتاب " ، وتبين النصوص القرآنية أنهم من الصالحين ، وهناك آيات تؤكد ذلك ، منها " منْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ . يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ( سورة آل عمران 113) " . وآيات قرآنية أخرى تحث على التعامل " معهم " بشكل حسن ، " وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ، وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ ، وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (سورة العنكبوت 46) " ، ولكن رجع النص القرآني ، ناقضا ما قاله سابقا ، وبشكل جزئي ، وبين أن المودة والقرب للنصارى فقط ، دون اليهود والمشركين ! " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ " (سورة المائدة 82) . ومن جانب أخر ، رسول الأسلام ذاته يقر من جانبه بالتوراة والأنجيل ، بنص قرآني تام ، " نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ (سورة أل عمران 3و4) " . والقرآن أيضا يذكر أن الرسولين موسى والمسيح تمييزا عن الأخرين ( فموسى وعيسى -عليهما السلام - يذكرهما ربنا كاثنين من أُولي العزم من الرسل ؛ فيقول سبحانه في حقهما: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا } [الأحزاب: 7]. / نقل من موقع طريق الأسلام ) .
المرحلة الثانية :                                                                                                                      هذه المرحلة ، هي مرحلة التناقضات والتداعيات والأحتراب .. ! ، أولا - الأسلام يخطط للأنفراد بالوضع المجتمعي بكونه هو الدين الأوحد للقبائل أنذاك ، بالرغم من أعترافه بالرسولين موسى والمسيح ، وفق آية ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 سورة آل عمران ) ، ويرغب هنا الأسلام أن يكون وكيل الله الوحيد على الأرض ! . ثانيا - ويعزز هذا الوضع بقتل من لا يتبع الأسلام كدين ، وفق الحديث النبوي التالي ( وعَن ابن عُمَر رَضِيَ اللَّه عنْهَما ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ مُتفقٌ عليه . ) . ثالثا - وأخيرا يقرن الوضع المثير للجدل بين الدخول في الأسلام وبين الجزية أو القتل ، أيضا وفق نص قرآني ألهي ﴿ قَاتِلُوا الَّذينَ لا يُؤمنونَ باللَّهِ ولا بِاليومِ الآخِرِ ولا يُحَرِّمونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ ورسُولُه ولا يَدِينونَ دِينَ الحَقِّ من الَّذينَ أُوتُوا الكِتَابَ حتَّى يُعْطُوا الجِزْيةَ عَنْ يَدٍ وهم صَاغِرُون ﴾ [التوبة:29] .
المرحلة الثالثة :                                                                                                                      وهي مرحلة التكفير ، حيث يقوم القرآن بتناقض أخر : أولا - هو تكفير المسيحيين / الذي فضلهم القرآن على اليهود في المرحلة الأولى وفق آية 82 من سورة المائدة ، هذا التكفير جاء بالآية التالية " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ / 72 سورة المائدة " . ثانيا - وهذا الأمر أنجر الى مضايقات أهل الكتاب / من المسيحيين و" باقي الكفرة " ! ، وتمثل هذا الوضع بمفردات التواصل المجتمعي ، ك " البدأ بالسلام " .. ، وفق الحديث النبوي القائل « لا تُبَادِرُوا أَهْلَ الْكِتَابِ بِالسَّلَامِ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طريق فاضطروهم إلى أضيقه » ، ولكن هذا الحديث نقضوه جمهور فقهاء المسلمين ، وفق ما جاء في موقع / حبل الله " يجوز للمسلم أن يبدأ غير المسلم بالسلام ، فقد سلّم إبراهيم عليه السلام على والده { قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ } (مريم، 47) ، وكان المؤمنون يواجهون لوم الكافرين إياهم بالقول ( لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) (القصص، 55) وقال سبحانه لنبيه عليه الصلاة والسلام ( فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ ) (الزخرف ، 89)." .. هكذا نرى الموروث الأسلامي يتناقض بعضه بعضا ، ولا يجعل المطلع او القارئ أن يصل الى نتيجة محددة ! . ثالثا - ومن ثم يرقع فقهاء ومحدثي المسلمين حديث " عدم البدأ بالسلام والمضايقات لغير المسلمين " ، بتعليل ركيك ، وهو الأتي ( يظهر أن النبي قال ذلك في ظرف خاص حيث كان يتجهز لحرب بني قريظة بعد انتهاء غزوة الأحزاب كما تشير بعض  روايات الحديث ، ولا شك أن حالة الحرب لها مصطلحاتها وقوانينها ، ويصح أن نسمي هذا بمقدمات الحرب ، ولا يمكن أن يُعمم قول النبي في الحالة الطبيعية ، لأن التعميم يعارض ما ذكرنا من آيات . / نفس المصدر السابق ) .               

الخاتمة :                                                                                                                                      المراحل والتداعيات والتناقضات كثيرة ، لكن ما ذكرته كان بعضا منها / وهوغيض من فيض . أن الوضع المأساوي للمسيحيين في الشرق هو نتاج شرعي للتراث الماضوي للأسلام ، وأن ما برز من منظمات أرهابية أسلامية / القاعدة وداعش والعشرات غيرهما ، هو التفريخ الأرهابي المنطقي لهذا التراث المتناقض ضد باقي الأديان / وخاصة المسيحية ، التي كانت المفضلة قرآنيا ، والرسول ذاته تزوج بمسيحية " خديجة بنت خويلد وبعقد مسيحي ، حيث أن الرسول لم يتزوج بأخرى في حياة خديجة ! " . والتراث المتناقض أيضا أبرز فقهاء وشيوخ ودعاة .. يكفرون المسيحيين ، بل يكفرون بعضهم البعض ، وأنقل فيما يلي مقطعا مختصرا من مقال د . حميد توفيق / منشور في موقع الحرة الألكتروني ، يوضح النهج التكفيري للشيوخ ( .. يخرج علينا أحد الشيوخ سواء كان سلفيا مثل المدعو ياسر برهامي ، أو أزهريا مثل الشيخ عبد الله رشدي بتصريح مفاده أن المسيحيين كفرة ! ، وللأسف الشديد إن الأمر لا يقف فقط عند حدود هؤلاء المشايخ ، بل يتعداه إلى نسبة ليست بقليلة من المجتمعات الإسلامية والتي تؤمن بنفس الفكر . الأمر برمته مثير للغثيان لأن الكافر في المفهوم التقليدي للشريعة الإسلامية لا بد من قتاله حتى يذعن للإسلام . ويراه ، للأسف الشديد ، العديد من " الفقهاء " حلال المال والدم وأحيانا حلال العرض . شيء بشع ومقزز حتى لمجرد مناقشته ..) . أرى وجود نزعة عدائية أسلامية ضد الغير ، وهذا الأمر يجب معالجته جذريا من أجل خلق أجيال متحضرة تقبل الأخر وتتعايش معه في عالم يقبل كل الأديان ، سماوية كانت أو أرضية ! ، وأورد مقطعا أخرا من مقال يؤكد هذا العداء ، حيث يورد المقال الأية ومن ثم يعلق عليها ( " وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " ، ويفسر هذه الأية بقوله " هنا يطلب القرآن معادات النصارى أو المسيحيين ، على إعتبار أن المسيحيين لم يتبعوا تعاليم المسيح الحقيقيّة بل غيّروا فيها .. " / نقل من موقع - البحث عن الحقيقة ، من مقال بعنوان : حقيقة و نظرة الدين الإسلامي نحو اليهود والمسيحيين / والنصارى ) .                                                                                        * كان من نتيجة الوضع الذي يعيشه المسيحيين في الشرق الأوسط - وهم أصحاب الأرض الحقيقيين ، هو هجرتهم الى الغرب ، وما تبقى منهم موزعين في مصر ولبنان والعراق والأردن وسوريا .. ، وعدا نسبتهم في مصر / والأقباط أيضا متعرضين لمضايقات ! ، فأن وجودهم في باقي الأقطار مهدد للزوال ! ، والسبب لكل ذلك ، هو العداء الأسلامي لهم !! . 


152
                                           أضاءة حول القرآنيون والسلفية
تمهيد :                                                                                                                                                     ليس الغرض من هذا المقال المختصر عرض هذين المفهومين المختلفين في المعتقد الأسلامي ، لأن الكتب تعج بالكثير من الأدبيات حول هاتين المدرستين المتناقضتين ، ولكن ما وددت هنا ، هو أن أدلو بدلوي المتواضع في هذا الصدد .
 الموضوع :                                                                                                                                                 في بداية هذا المقال ، لا بد لنا أن نعطي لمحة مختصرة عن هذين المفهومين المثيرين للجدل في الفقه الأسلامي .                      * القرآنيون : ( اسم يطلق على طائفة منتسبة إلى الإسلام يزعمون أنهم أهل القرآن ، ويرون أن القرآن هو مصدرهم الوحيد للإيمان والتشريع في الإسلام ، وأن السنة لا يُحتج بها ؛ لأنها إنما كُتبت بعد النبي بمدة طويلة ، فهم لا يعترفون بالأحاديث ولا الروايات التي تنسب للنبي على أساس أن الله قد وعد بحفظ القرآن فقط ، ولا ذكر للسنة في هذا الحفظ ، وهؤلاء امتداد لقوم آخرين نبأنا عنهم رسول الله" يوشك أن يقعد الرجل متكئاً على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه ، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله " - رواه أبو داود والترمذي / نقل من موقع أسلام ويب بأختصار ) . ومن أبرز رجالات القرآنيون هو المصري الأزهري د . أحمد صبحي منصور .                                                                                        * أما السلفية ، فيمكن أن أنقل تعريفا لها مقتطعا من مقال ل محمد عبدالرحمن ، منشور في موقع اليوم السابع في يوم 7.5.2020 – أسرده بشكل مختصر ( .. من بين الطرق والحركات الإسلامية المنتشرة فى وقتنا الحالى هو الحركة السلفية ، والمعروفون لدى البعض بأنهم أحد أكثر الفرق الإسلامية تشددا للتعاليم العقائدية ، ويرفضون المساس بأى مما ذكر فى الكتاب أو السنة النبوية الشريفة ، ويعتقدون أنهم يمثلون صحيح أهل السنة والجماعة . ف " السلفية " : منهج يقصد منه اتباع المنهج الحق ، وهو منهج الصحابة ومن تلاهم من القرون المفضلة ، وهم غير محصورين بأسماء أو أشخاص أو طوائف ، ويدخل فيهم أتباع المذاهب الفقهية ما داموا ملتزمين بمنهج السلف الصالح من العمل بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة .) .
القراءة :                                                                                                                                   أولا . أرى أن القرآنيون قد أحسوا ، بل تيقنوا أن باقي الجماعات الأسلامية - ومنهم السلفية بالتحديد ، الذين بدأوا يرقعون في المعتقد الأسلامي ، وأخذوا يضيفون لتفاسير النص القرآني شروحات من السنن القولية والفعلية والأحاديث النبوية ، وهاتين الأضافتين كلاهما من أختلاق الفقها ومنهم ، أبن تيمية 1263 – 1328 م ، وتلميذه أبن الجوزية 1292 – 1350 م ، أن الحركة السلفية انتشرت بقوة فى زمنهما ، وأعلن هذا المذهب فى ( جرأة وقوّة وزاد آراءه انتشاراً اضطهاده بسببها ، فإنّ الاضطهاد يُذيع الآراء وينشرها " لكن هذه الصحوة السلفية لم تنجح فيما نجح فيه ابن حنبل ، فلم تصبح مذهباً للدولة ، وإنّما ظلت حركة ، يلقى اعلامها السجن والعنت والاضطها .. "./ نقل من نفس المصدر السابق ) . لأجله أقتصروا القرآنيون على النص القرآني ، وأعتبروه مصدرهم الوحيد معتقديا .
ثانيا . أن القرآنيون على يقين من أن السنن والأحاديث قد أختلقت بعد وفاة رسول الأسلام ، المتوفي سنة 11 هج ، بحوالي قرنين من الزمان على يد البخاري / صحيح البخاري ، ومسلم بن الحجاج / صحيح مسلم ، وعلى يد أبن أسحق وأبن هشام / كاتبا السيرة النبوية .. وغير ذلك . لذا ركزا القرآنيون على أن القرآن فقط بقولهم " أن القرآن يفسر نفسه بنفسه " .
ثالثا . السؤال هنا ، هل يستطيع " القرآن أن يفسر نفسه بنفسه " ، وهل يستطيع الأنسان المطلع ، بل حتى المثقف معتقديا ، أن يفسر النص القرآني ، فكيف الحال مع العامة ! ، فمثلا أية ( الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ / سورة الحاقة ) ، هل يستطيع القارئ أن يعرف ما المعنى وما المقصود منها ! . لذا لجأ السلفيون الى التفاسير المساعدة من السنن والأحاديث ، والى شروحات الأولين من الصحابة والتابعين في تفسير النص القرآني .
رابعا . من أهم ما أعتمد عليه القرآنيون في نهجهم هو الحديث التالي ، " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ( لا تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلا حَرَجَ ... ) رواه مسلم ( الزهد والرقائق/ 5326) " . ومن موقع الأسلام سؤال وجواب ، نلحظ  أن الموقع يعرض أتجاهين مختلفين / أنقلهما بأختصار ، أحدهما " يؤيد كتابة الأحاديث عن الرسول " ، والأخر " ينفي ذلك " ، ( قال ابن حجر : أَنَّ النَّبِيّ أَذِنَ فِي كِتَابَة الْحَدِيث عَنْهُ .. وَهُوَ يُعَارِض حَدِيث أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ القائل ، أَنَّ رَسُول اللَّه َ قَالَ " لا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا غَيْر الْقُرْآن " رَوَاهُ مُسْلِم  ) . وهنا أيضا أرى أن الموروث الأسلامي يوقع القارئ في حيرة ، وذلك في أي من الحديثين يؤمن ويعتمد ! .
خامسا . أن السلفيون يؤمنون بأيمان راسخ بأنهم هم الفرقة الناجية من الأسلام ، وهذا يعني أن كل الفرق والمذاهب الأسلامية الباقية في النار / بما فيهم القرآنيون ، وذلك وفق الحديث التالي ( " قال الرسول : افترقت اليهود على إحدى وسبعون فرقة. وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعون فرقة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة . قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي / رواه والترمذي وأحمد وغيرهم ، وصححه الحاكم ووافقه " .. والمقصود من قوله الثنتين والسبعين فرقة " كلها في النار" -عند عامة السلف - أن هذه الفرق قد انعقدت عليها أسباب دخول النار بانحرافها عن هدى النبي وهدى أصحابه ؛ فهم مستحقون لدخول النار لانحرافهم ولا يعني ذلك الحكم عليهم بالكفر المخرج من الملة والخلود في النار ، بل إن الدخول الفعلي من عدمه ومدة البقاء فيها له أحوال متفاوتة ../ نقل من موقع أنا سلفي ) ، وأرى أن هذا الأمر يؤسس لأشكالية عقائدية معقدة عند العامة من جمهور المسلمين ! .
الخاتمة :                                                                                                                                شخصيا أن الفرد المسلم أراه تائها بين المدرستين / السلفية والقرآنيون - ومدارس أخرى يمكن أن نتناولها في مقالات أخرى ، ويمكن أن نلخص بعضا من الملاحظات في الختام بما يلي :
1 - لم تخدم السلفية العقلية الفردية للمسلم ، لأنها وضعته بين تناقضات النصوص وباقي الشروحات والتفاسير في السنن والأحاديث ، فما حرمته النصوص حللته السنن والأحاديث ! ، والعكس بالعكس . وفي أحيان أخرى ، تأتي الشروحات والتفاسير بأحكام لم تأتي بها النصوص ذاتها ، بل في أحيان أخري تناقضها ! .
2 - أما القرآنيون فوضعت الفرد المسلم في العبث ، فجعلته يقرأ و يرتل ، وهو لا يفهم ما يقرأ أو ما يرتل ! ، وفي ذات الوقت .. أرى أن القرآنيون ، بودقوا النص القرآني في جانب ، وأوقعوا في جانب أخر ، من العقلية الفردية للمسلم في متاهة الفهم ! . 


153
المنبر الحر / الأسلام والعلم
« في: 04:26 30/04/2021  »
                                                                 الأسلام والعلم                                         
الموضوع :                                                                                                                                                المتداول في الشأن الأسلامي ، تسميات منها : علماء الدين - عالم دين ، علوم الدين ، هيئة علماء المسلمين ، لجنة أو هيئة أفتاء علماء المسلمين ، علماء الأزهر .. ، وغير ذلك / ما ذكر قد لا يتطابق مع ما موجود في الساحة الأسلامية ، وممكن أن تكون هناك تغيير في بعض المفردات ، ولكن المنظور العام أنها تسمى في هذا السياق أو المفهوم . والملاحظ على هذه التسميات أنها تربط التسميات بكلمة " عالم وعلم " ، والتي تعرف كما يلي : تعرف كلمة عالم ( يُعرّف العلماء في كلّ عصرٍ بأنّهم صنفٌ من النّاس تميّز عن غيره بعددٍ من الصّفات والسّمات البشريّة من ذكاءٍ أو إبداع ، وكان نتاج هذه السّمات والصّفات مخرجات فكريّة أو أدبيّة أو علميّة أو في أيّ مجالٍ من مجالات الحياة ، وكانت هذه المخرجات نافعةً للبشريّة وتمثّل إضافةً على النّتاج العلمي أو الأدبي أو الفكري للبشريّة ، وقيل في تعريف العالم كذلك أنّه الإنسان الذي يحيط علمًا بشيء معيّن فمن كان عالمًا بشيءٍ من جميع جوانبه اعتبر عالمًا به / نقل من موقع موضوع ) ، أما تعريف كلمة علم ، فتعرف وفق موقع / الموسوعة الحرة ( العِلْـمُ والجمع العُلومْ / المسمّى باللاتينيّة scientia، أي المعرفة هو أسلوب منهجي يقوم ببناء وتنظيم المعرفة في شكل تفسيرات وتوقعات قابلة للاختبار حول الكون . يرتكز مفهوم العلم على مصطلح المنهجية العلمية الذي بدوره يقوم بدراسة البيانات ووضع فرضيات لتفسيرها ويقوم باختبارها وكل هذه العملية للوصول إلى معرفة قائمة على التجربة والتأكد من صحتها بدل التخمين / نقل من موقع الموسوعة الحرة ) .
القراءة :                                                                                                                                  أولا - الكثير من الباحثين والكتاب يستخدمون هذه التسميات / الواردة في أعلاه - ومنهم كاتب المقال ، وأرى أنه قد آن الآوان لتقييم وتقويم هذه التسميات ! ، والعمل على تصحيح ما تم سرده في كتابات وبحوث ونقد التراث الأسلامي ! .
ثانيا - العالم بالمفهوم العام ، يقدم أضافة علمية أو طبية أو فكرية أو .. للحضارة الأنسانية ، فهل فتاوى علماء الأسلام مثلا ، كفتاوى الجهاد / الدفع والطلب .. وهي دعوة للقتل ! ، تقدم أي نتاجا مماثلا لهذا ! ، وهل جهاد النكاح على سبيل المثال وليس الحصر ، يقدم أي مفهوما أخلاقيا للمجتمع الأسلامي أو للمجتمع عموما . ففتاوى علماء الأسلام أنما تقدم شلالا من الدم ، ولا تقدم أي جهدا حضاريا من أجل التقدم والتطور نحو حياة أفضل ، لذا علماء الأسلام ليسوا علماء ، بل هم  شيوخ وفقهاء .. ! وذلك لأنهم لا يقدمون أي أضافة حضارية للأنسانية عامة . فالعالم هو الذي يقدم جهدا حضاريا ، كتوماس أديسون - مخترع الكهرباء ، الطبيب الاسكتلندي السير ألكسندر فلمنج - مخترع البنسلين ، والأخوين وايت - أطلاق أول طائرة وألبرت أينشتاين - النظرية النسبية .. هولاء هم العلماء ! .
 ثالثا - الأشكالية أن المسلمين يعتقدون أن كل مفصل أو ركن أو حتى أي معلومة وردت في الأسلام / القرآن والأحاديث  - أي التراث الأسلامي عامة ، ثابتة مطلقة كاملة ، وأن الأسلام نسخة كاملة لعقيدة دينية شاملة متكاملة لكل العصور ، لا يمكن أن تتغير ، وأنها صالحة لكل زمان ومكان .. وهذا الأمر لا يمكن أستيعابه لا علميا ولا فكريا ولا عقليا ولا حتى أيمانيا ! . الأشكالية الأكثر والأكبر ، أن المسلمين لا يقبلون بأي نقد أو مس فكري أو علمي بالذات المحمدية / جدلا قبول هذا الأمر بالنسبة للذات الألهية بشكل أو بأخر ، وهذا الحال وضع الأسلام / القرآن ومحمد ، في قالب مغلق جامد ! بعيدا عن المنطق وعن حركة التاريخ ، وهذا خلاف العلم ، التي تتغير نظرياته وفق التطور العلمي والتكنولوجي ، فالكثير من الأمور العلمية / القواعد والنظريات ، كانت سابقا من المسلمات ، ولكن هذا الأمر تغير ، فمثلا ( ظلّت قوانين الحركة الثلاثة التي وضعها " العالم نيوتن " لعدة عقود أمراً مُسلّماً به ، إلى أن نشر " العالم الفيزيائي أنشتاين " عام 1905 ورقة تُشكّك بمدى دقة هذه القوانين ، والتي باتت تُعرف اليوم بالنظريّة النسبيّة الخاصة ، ثُم أتبَعَها بالنظريّة النسبيّة العامّة ، التي تطرَّقت إلى موضوع الجاذبيّة وبرهنت على قصور الفهم السائد لها ، حيث اعتمد هذ الفهم بشكل أساسي على قانون نيوتن للجاذبية / نقل من موقع موضوع ) . وحتى النظرية النسبية خضعت للكثير من النقد ! فليس من أمر ثابت ! . أي أن العلوم تقوم على ما يلي ( مدخلات علمية ، فتكون المخرجات علمية ، أذن كل النتائج علمية ) ، أما الأسلام باق على نمطه الماضوي لا يتغير ولا يتطور وفق التغيير الزماني والمكاني .   
 الخلاصة :                                                                                                                            ختام القول ، لايمكن بأي حال من الأحوال أن نطلق على مفاصل وأركان و .. الأسلام " بعلوم الدين " ، بل يستوجب تسميتها بعقائد الدين ، ولما كانت هذه المفاصل ليست " علوم " ، أذن من يتفقه أو يبحث أو يفتي بمضونها أيضا ليس بعالم دين بل ممكن تسميته ب " شيخ " ، " أمام " أو " مفتي " . وعندما يقبلون النقد العلمي لهذا المعتقد من أجل تطويره وتنقيته من المفاهيم والتخاريف والهلوسات الماضوية ، في ذلك الزمن يمكن أن يكون هذا المعتقد تحت مظلة العلم ، فيكون شيوخه الناقدين له  من أجل رفع القداسة والألوهية عن معتقداته ، بذلك الوقت يمكن أن يسمى هولاء الشيوخ : ب " العلماء " .

154
                                                  قصة الغرانيق والرسول والشيطان
أستهلال :                                                                                                                                        ملخص المقال أن رسول الأسلام - أثناء صلاته بمكة ، لقنه الشيطان آية / أو تكملة آية ، من سورة النجم 20 ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ، أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ " تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهنّ لترجى ").
الموضوع :                                                                                                                                           بادئ ذا بدأ ، من الضروري أن نعرف كلمة " الغرانيق " ( الغرانيق جمع غُرْنَيْق ـ بضم الغين وفتح النون ـ هو طائر أبيض طويل العُنق من طيور الماء ، كما قال الجوهري والزمخشري .. / نقل من موقع أسلام أو لاين ) . وحول هذه الرواية ، فقد جاء في / موقع أسلام ويب ، التالي ((  أن تلك القصة التي أوردها الكثير من المفسرين عند تفسير آية " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ / سورة الحج :52 " . والقصة رواها الطبري وابن أبي حاتم والبزار وابن مردويه وملخصها - كما في الفتح - أن النبي ، قرأ بمكة "والنجم" فلما بلغ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى [النجم:20] ، ألقى الشيطان على لسانه :  " تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترجى " ، فقال المشركون : ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم ، فسجد النبي ومن معه من المسلمين ، وسجد معهم المشركون ، فكان هذا سبب نزول قوله تعالى:  " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نبي .. / سورة الحج 52 " . وقال الحافظ في الفتح بعد ما ذكر مبحثا طويلا في هذا الموضوع والأقوال الواردة فيه عن أهل العلم :  وكثرة الطرق تدل على أن للرواية أصلاً .. وقيل:  كان النبي يرتل القرآن فارتصده الشيطان في سكتة من السكتات ، ونطق بتلك الكلمات محاكياً نغمته بحيث يظن من سمعه أنها من قوله وأشاعها ..)) هذا ملخص ما ورد عن قصة الغرانيق .                   
القراءة :                                                                                                                                أولا - تأكيد القصة ، الغرانيق قد ذكرها الكثير من الفقهاء والمفسرين ، منهم : الطبري وابن أبي حاتم والبزار وابن مردويه ، كما وردت في صحيح البخاري / أصح كتاب بعد القرآن ، وغيرهم ، وذكرت في الكثير من المواقع الأسلامية ، منها : أسلام ويب ، أبن باز ، مركز الشعاع الأسلامي وغيرها . ولا يمكن أن يكون كل المفسرين على خطأ ، وبذات الأمر لا يمكن لتلك المواقع التي أوردتها بين ذاكريها لها أو منتقدين لها .. ولا يمكن ان يكون واقع القصة قد ذكر دون سند صحيح ! ، ولا يمكن أن يتفق هذا الجمع من فقهاء ومفسري ومحدثي المسلمين على باطل ، وفق الحديث النبوي ( عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ ، وَيَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ / رواه الترمذي وحسنه الألباني ) .           
ثانيا - شخصيا لا أهتم كثيرا بما قاله المفسرين ، الفقهاء والمحدثين وغيرهم ، ولكني أركز على بنية الحديث ، الرواية ، السردية أو القصة : فكيف لنبي مرسل أن يكون له تخاطر او أتصال ، قناة معلوماتية أو مصدر ألهي ، من قبل " الشيطان " بما يتفق وبنية وفحوى وسرد آيات من النص القرآني ! . فكيف أن يخطأ الرسول بذكر آيات وفق تلقين الشيطان له وهو " معصوم " ، فقد جاء في موقع الأسلام سؤال وجواب ، التالي ( إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر : هو قول أكثر علماء الإسلام ، وجميع الطوائف ... وهو أيضاً قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول . " مجموع الفتاوى " ( 4 / 319 ) . .
ثالثا - وفق التحليل المنطقي ومبدأ " الشك الديكارتي " ، من يقول أو يؤكد عدم تكرار فحوى هذه القصة مع باقي الآيات ! ، فليس من العقلانية ، أن يكون هذا الأمر حدث مرة واحدة في سورة واحدة ! ، علما أن ( عدد سور القران الكريم 114 سورة . عدد آيات القران الكريم 6236 آية / نقل موقع موضوع . كوم ) . فتخيل كم من الآيات التي من المكن أن يكون بها مس شيطاني .
رابعا - في كتاب نفحات القرآن ، للشيخ ناصر مكارم الشيرازي / نقل من موقع https://almerja.com ، يقول قولا خطيرا ، فيما يخص " قصة الغرانيق " ، من الضروري التوقف عنده - تحليلا وتفحيصا ! ، حيث أنه يضع شبهة على موضوعة " عصمة الانبياء " ، حيث يبين ، التالي ( مع هذا الحديث تكون " عصمة الأنبياء " حتّى في تلقّي الوحي ، معرّضة للخطر والإعتماد عليها غير ثابت ) . وأرى أن الشيرازي يفتح الباب على مصراعيه في قضية ثنائية " الوحي والرسول " ، وأحتمال تدخل مصدر آخر ، وهو " الشيطان " ، كما حدث و" قصة الغرانيق " ! .                           
خامسا - سؤال يطرح في خضم قصة الغرانيق ، وهو : لم لم يذكر الرواة ما هو رد فعل صحابة الرسول على هذا التجاوز في النص القرآني ! - أي أضافة الشيطان لمقطع " تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترجى " ! .
الختام :                                                                                                                                  1 . الأشكال لم رب القرآن ، ينزل آية ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ  ..ٌ / سورة الحج :52 ) بعد فوات الأوان - أي بعد واقعة الغرانيق ، أما كان من المنطق أن يحمي الله رسوله من الشيطان في بادئ الأمر .
2 . هناك آية تنص على ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا / سورة الأسراء ) ، والتساؤل هنا : لو وافقنا جدلا على " الأنس " ، ولكن المنطق لا يتفق مع دور الجن في كتابة كتاب بمثل القرآن ! ، وهل للجن أو للشياطين هيئة تحرير للكتابة ! ، وما دور الجن والشيطان مع نصوص القرآن ! .
3 . يظهر من كل ما سبق أن رسول الأسلام له صلة بمفاهيم منها " الجن والشيطان والسحر " / حديث رواه البخاري عن عائشة ( سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ .. ) . أن كل ماذكر من ترقيع المفسرين والفقهاء والمحدثين لقصة الغرانيق غير مقنع ! ، ويبقى الأبهام كيف للشيطان أن يكلم محمدا وهو : (  وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى" / سورة الحج 3 ) .

155
                                          التاريخ الأسلامي .. الحقيقة الضائعة
1 . وفق شيوخ السلفية ، ومنهم الداعية المصري / محمد حسان ، يقول : " أن التأريخ الأسلامي لم يكتب في العهد الأموي ، بل كتب في العهد العباسي ، وقد كتب من قبل ثلاث طوائف ، الطائفة الأولى - من قبل كتاب يقتادون مما يكتبون ، الطائفة الثانية – من قبل الروافض والخوارج ، الطائفة الثالثة - من قبل أهل السنة / أبن كثير المتوفى 774 هج ، وأبن عساكر المتوفى 571 هج ، وأبن الأثير المتوفى 630 هج وغيرهم " . وهذا الكلام وفق المنطق يعني الكثير ، أي أن الحقبة من ( ولادة الرسول 53  قبل الهجرة – ووفاته 11 هجرية ، وفترة الخلافة الراشدة 11 – 41 هج ، والعهد الأموي 41 – 132 هج ) ، ولغاية بداية زمن الدولة العباسيية 132 – 656 هج / سقوط بغداد على يد التتار ، لم يكتب ولم يسطر تأريخيا أي مرويات ، أي بدأت الأحداث والوقائع التأرخية تسجل في العهد العباسي ! ، أي وفق أهل السلف أن التأريخ لم يكتب وقت حدوثه ، ولم يكتب بعده بقرن ، بل كتب بعد وقوع الحدث بأكثر من هذا الزمن بكثير ! . الأمر الذي حدا بالأمام الطبري 839 – 923 م / مفسّر ومؤرّخ وفقيه ولُقِّبَ بإمام المفسرين ، أن يقول في في مقدمته : " أننا نؤدي ما أودي ألينا " ، أي أنه لم يكتب ما سمع أو حضر ، بل أنه كتب ولم يشهد أي حدث مما كتب ! وهذه معضلة تاريخية .           
2 . ولو أخذنا مثال على ذلك ، كرسائل رسول الأسلام الى الملوك منها ، الرسالة الى هرقل أمبراطور الروم وكان التنوخي من أوصل الرسالة ، والرسالة الى المقوقس / البطريرك كيرلس ، وكان حاطب بن أبي بلتعة من اوصل الرسالة ، والرسالة للنجاشي ملك ملوك الحبشة وكان جعفر بن أبي طالب من أوصل الرسالة .. ، حيث قال المتخصصين بشأن مصداقية هذه الرسائل ، ومنهم عالم الخطاطة الأستاذ محمد المسيح ، والمفكر د . يوسف زيدان ، أن الرسائل بمجملها غير حقيقية ، لأنها لاتتفق لا خطا ولا نصا ولا منطقا ولا أسلوبا ولا تاريخيا مع الحقيقة العلمية المجردة بوجود هذه الرسائل من عدمها ، بل كتبت من قبل كتاب بأزمان لاحقة ليس لها علاقة زمنية بحقبة رسول الأسلام ! . 
3 . الأشكالية ، في سرد ما قاله هرقل عن رسول الأسلام ، فأنقل من موقع / أسلام ويب ، حديث أبي سفيان وهرقل عن محمد ( حين سأل هرقل عن أحوال النبي ، وقال هرقل بعد ذلك لأبي سفيان .. إن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين ، وقد كنت أعلم أنه خارج ، ولم أكن أظن أنه منكم ، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه . / البخاري . وفي رواية مسلم " لأحببت لقاءه " ) .. أتعقل هكذا هلوسات تأريخية عن أمبراطور الروم هرقل الذي كان يحكم أمبراطورية ، ولم لم يسلم هرقل ! ، وأي شاهد شهد هكذا حديث بين هرقل وأبي سفيان ! .

4 . أن التاريخ الأسلامي ، معظمه مزيف ، فالدكتور يوسف زيدان في برنامجه ( متواليات ) على قناة الغد - سيبتمبر 2020 ، يصف هذه  الرسائل المزعومة ب : " المهزلة " و " الوهم " ، وهذا يعني ضربة هادمة في صميم المروي ليس عن التاريخ الأسلامي المبكر فحسب ، وأنما ضربة هادمة لجوانب من تاريخ رسول الأسلام وسيرته الذاتية معا ! .
5 . بناءا وتأسيسا على ما سبق ، أرى أنه عندما تكون رسائل الرسول " مجرد كذبة " ، أذن كم كذبة في السيرة النبوية ! ، وكم من كذبة في أعمال ومنجزات ومرويات صحابة الرسول ، وكم من كذبة في العهدين الأموي والعباسي ! ..
6 . وقائع أخرى لم يكتب لنا التاريخ الأسلامي عن حقيقتها ، وتحديدا السيرة النبوية ! ، مثلا : ماذا كان يعبد محمد فعلا قبل البعثة النبوية ! ، وأيضا كما نعلم أن محمدا قد تزوج من خديجة بنت خويلد ، بمباركة القس ورقة بن نوفل ، ولم يتزوج عليها أطلاقا في حياتها .. التساؤل لم التاريخ والسيرة لم تخبرنا حقيقة ما كان دين محمد قبل بعثته / ما دام وكما يقال انه لم يسجد لصنم ، وأيضا لم لم يروي التاريخ على أي ملة تزوج محمد خديجة ! ، فالمنطق يقول انه تزوجها على ملة المسيحية / النصرانية ! لأن خديجة كانت على ملة أبن عمها القس ورقة بن نوفل ! لم لم يوضح التاريخ هذه الحقيقة .
خاتمة :                                                                                                                                                   كمهتمين بالشأن الأسلامي ، أجد ضياعا وثقوب سوداء في تعاقب الحقب الأسلامية الأولى ، فالكثير من الأحداث والمرويات والقصص والوقائع ، ليس لها أي أساس أو أي مستند مادي ، وليس لها أي حجج او قرائن ! ، تاريخ مسطر ، عند التدقيق والتمحيص فيه ، تجده غير معلوم الهوية ، مجهول الملامح ، ظاهره براق وواقعه هش ، لا يقوى أمام أي تحليل نقدي علمي وعقلاني ! . أرى أن الحقيقة ضائعة ! فالسرديات كتبت ثم وضعت على مقاس ومقام من أمر بكتابة صفحات الأسلام - من حقب بوكيره الأولى ، وأذا أردنا أن نعلم حقيقة هذا التاريخ وجب علينا " أعادة كتابته من جديد " ، تاركين صفحات بيضاء للفترات " الغير مؤرخة " ! .


156
                                                الأسلام من أول الدهر الى زمن القهر !!
المقدمة :                                                                                                                                              بموت محمد أنتهى الأسلام كرسالة  ودعوة - وذلك بأجتماع " سقيفة بني ساعدة " / سنة 11 هجرية ، وتحول الأسلام من  ذلك الوقت ، من كونه " رسالة محمد " ، تحول الى وسيلة للسلطة والحكم ، ومن ثم بدأت مرحلة تأسيس حقبة الأسلام كمفهوم أيدولوجي سلطوي - بسقف لاهوتي ، والذي يقوم على أساس : أن محمدا هو خاتم الأنبياء { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا / 40 سورة الأحزاب  } والذي أستخدم " كغطاء فقط " ، وأن كل  ما جاء به الأسلام  من موروث / قرآن وسنة وأحاديث .. ، هو أخر الحقائق ، وهذه أشكالية رئيسية خاصة أذا عرفنا أن الأسلام الأيدولوجي ، قد قسم العالم الى فسطاطين - في أول الأمر ، الى : - مسلم وكافر ، وكل كافر بالنار ( وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِى أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ / رواه مسلم ) ، ومن ثم بدأت مرحلة التكفير بين المسلمين أنفسهم ، وظهر التمذهب وبدأت الطوائف والفرق تأخذ دورها بين المسلمين ، وذلك عن طريق الأئمة والفقهاء والشيوخ ، وبرز مفهوم الفرقة الناجية " فعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما أَنَّهُ قَالَ : أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَامَ فِينَا فَقَالَ : أَلَا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ ، ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ / رواه أبو داود ( 4597 ) وغيره وصححه الحاكم( 1 / 128 )  " .                                                                                * هذا ما كان بأختصار هو القاعدة الأساسية والمرجع الرئيسي لكل ما تشكل فيما بعد من دول وأفكار ومذاهب وطوائف ..
القراءة :                                                                                                                                     بناءا على كل ما ذكر سأسرد بعض الأضاءات :                                                                                         1 . وبعد أكثر من أربعة عشر قرنا من التطاحن الأسلامي الأسلامي ، ما هو وضع الدول العربية الأن / في القرن الواحد والعشرين ! ، أرى أن معظم الدول العربية و الأسلامية لم تحقق أي تقدما ملحوظا على مستوى الحضارة العالمية - وأختزل دورها الدولي : على أنها مصدرا للثروات / النفط والغاز ، الموقع الستراتيجي ، وبعض الأدوار السياسية الأقليمية ! . ولا زالت هذه الدول تعيش على هامش التقدم والتحضر الدولي ، لأنها دول مستهلكة غير منتجة ! . 
2 . معظم الدول الأسلامية - دولا تعيش فراغا فكريا ، ولازال الدين شغلها الشاغل  ، لأن الأسلام لا زال هو المهيمن على حراكهم المجتمعي ! ، ولا زالت دساتيرهم بمرجعية قرآنية ، ولازال الدين الرسمي للدولة هو الأسلام ، فكيف لهذه الدول أن تخرج من شرنقة الأسلام الى الفضاء الحر ، الى العالم الحضاري والأسلام مصدرها الحياتي والفكري ! . 
3 . الدول الأسلامية على مفترق طرق ، أما أن تبقى في قاعها المظلم ، علما وفكرا وحياة ، وأما أن تبزغ من مخاضها الأليم ! ، لتتشكل بعيدا عن أيمانها بمعتقدات باتت خارج نطاق الزمان والمكان ! ، وهذا لا يمكن أن يكون ألا بنقض مفاهيم نامت على صدور شعوبها دهرا من الزمن ، كمفهوم " أن الأسلام هو الحل " . 
4 . الأسلاميون لا زالوا يمارسون أنفصاما فكريا - خاصة الذين يعيشون في الغرب ، كلما تعافوا من هذا الأنفصام ، رجعوا وأصيبوا بأنفصام أكثر داءا من الأول ! . فهم يعيشون في مدن الكفار ، وينعمون بخيراتها - معيشة وسكنا وتطبيبا وتدريسا ، وبذات الوقت يمارسون الأرهاب على الدول التي تأويهم !! ، ويكفرون شعوبها ، ولكن لا يغادروها الى بلدانهم الأصلية ! .
5 . كان العالم ينتظر ربيعا عربيا - تحققه الجماهير العربية من أجل دولها ، ولكني شخصيا أرى ، أن التغيير لا يتم بتبديل أو بأسقاط الأوجه الرئيسية للأنظمة ، أن التغيير يتم بتغيير الموسسات التي تطبق القوانين ، فيجب أن تكون هناك ثورة داخل الأنظمة المؤسساتية ! ، أن البلدان الأسلامية تحتاج الى تغيير جذري للأنظمة بأيجاد نظام مدني علماني من أجل النهوض التام .         
الخاتمة :                                                                                                                                               أولا - أن العالم الأسلامي ، لم ولن ينهض من عزلته بخطاب أسلامي معتدل ، وذلك لعدم وجود أسلام معتدل أو أسلام متطرف ! ، يوجد أسلام ، والأسلام حزمة واحدة لا تتجزأ - القرآن والسنة والأحاديث .. ، بعد موت رسول الأسلام وتشكيل الخلافات والدول ! ، لم نخطو خطوة الى الأمام ، وأن تقدمنا خطوة تراجعنا خطوات ! ، أن سبب هذا التراجع ، هو مسار التاريخ الأسلامي ، الغارق في الدم والحروب والقتل ، فبعد العهود العربية جاءت الدولة العثمانية التي حطمت بعنفها وتوحشها ، ما بقى من أطلال العرب ! ، كل هذا أدى الى خلق هذه الدول العربية المتهالكة مع دول أسلامية أكثرها ظلامية .   
ثانيا - رجال الدين ، شكلوا منذ القدم والى الآن دورا مخربا لكل المفاهيم المجتمعية ، فقد نصبوا من أنفسهم أوصياءا على الشعوب ، ولعبوا على حبل الدين بشكل مقيت ، حتى دفع بالكثيرين الى ترك الأسلام ، وهذا الأمر يجب أن يعالج من جذوره .
ثالثا - حاليا أرى وجود المؤسسات الدينية ، كالدولة العميقة داخل الدولة الرسمية ، وهي التي تقف سدا منيعا أمام أي أختراق لخنادق الظلام الذي وجدنا فيه ! ، فهدم هذه المؤسسات تحرر الفرد من تقديس الأفراد ، وتجعل من الدين أيمان فردي غير مسييس ، غير تابع لأي جهة ، حر الرأي ، غير مقيد الأرادة ، وهذا الذي نصبوا أليه في زمن يسوده التعصب وألغاء وتكفير الأخر .     

157
                                             الأخوان المسلمين .. الوجه الأخر
* لا يقوم الوطن على الدين أو المذهب أو العقيدة ، وكل التجارب التي تقوم على هذا النحو تنزلق الى هاوية الأنحراف ، ومن ثم الى الزوال ! ، حيث تضيع الهوية الوطنية ، ويضيع الوطن معها ، فالوطن لا تشيده الأديان ، أنما الأوطان تبنى بالأخلاص للأرض ، بغض النظر عن الأنتماء الديني أو المذهبي أو العرقي ، وبنفس الوقت لا تبنى الأوطان بتنظيمات الجماعات الدينية المتطرفة ، كجماعة الأخوان المسلمين ! ، التي دمرت الوضع المجتمعي العربي ، وبالتحديد المجتمع المصري ، منذ بواكير أنطلاقها على يد الأمام حسن البنا 1928 م . وقد ترجم نهج جماعة الأخوان المسلمين - البعيد عن الوطنية ، بحديث مرشدهم الأسبق محمد مهدي عاكف / 1928 – 2017 ، البعيد عن مفهوم الوطنية والمواطنة ، في حديث صحفي له حيث تلفظ بألفاظ لا تدل ألا على التوغل في  " خيانة الجماعة .. للوطن وللأرض وللشعب " ، حيث قال ( أثار حوار صحافي نشرته صحيفة « روزاليوسف » اليومية قبل أيام مع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة محمد مهدي عاكف أزمة عنيفة بين الصحيفة وجماعة الإخوان ، حيث تضمن نص الحوار عبارات على لسان عاكف قال فيها : « طز في مصر .. وأبو مصر .. واللي في مصر » ، وقابل الإخوان النشر بانتقادات عنيفة وتأكيدات بأن ما نشر كلام مفبرك ، وردت صحيفة " روزاليوسف " بإعلان التحدي ضد الجماعة بأن لديها نص الحوار مسجلا بصوت عاكف .. / نقل باختصار من موقع - دنيا الوطن بتاريخ 12.04.2006 . ) .                                                 
* جماعة الأخوان المسلمين ، ليست فقط باعت الوطن للأجنبي / كقضية التخابر مع دولة قطر وتنسيقها التخريبي مع منظمة حماس في فتح سجون مصر - كسجن طرة ، ولكنها أيضا كانت تلتزم قضايا ، وما تلبث بعد حين أن تقوم بخذل القضية ذاتها ، بل تبيعها ! ، وأكبر مثال على ذلك حين أنتخب محمد مرسي رئيسا لمصر 2012 – 2013 ، قال الأعلام الأخواني عنه ، بأنه سيحرر " فلسطين " ، وأورد لكم ملخص مقال منشور في موقع / المسار للدراسات الأنسانية ، بعنوان " الرئيس محمد مرسي والقضية الفلسطينية " ، بقلم - باسم القاسم ووائل سعد : ( كان لأنتخاب الرئيس الشهيد محمد مرسي وقعه الكبير فلسطينيًا ، خصوصًا المؤيدين لمسار المقاومة ؛ فقد مثل انتخابه فرصة لمسار المقاومة لتعزيز السير نحو مشروع التحرير الذي بات أقرب من ذي قبل ، وذلك لما لمصر من مكانة استراتيجية في الصراع العربي الصهيوني . وقد بات للمقاومة الفلسطينية سند وظهير يحميها ويدعمها من جهة الجنوب . هذه المقاومة في قطاع غزة ، التي كانت تقف وحيدة ، قبل انتخاب مرسي ، في تصديها للاعتداءات الإسرائيلية.  لم تقتصر مواقف مرسي من القضية الفلسطينية على حياته السياسية قبل انتخابه رئيسًا لمصر في حزيران/ يونيو 2012؛ بل إن مواقفه تجاه القدس وفلسطين والمقاومة ازدادت صلابة ورسوخًا ودعمًا ؛ حيث اقترن القول بالفعل . وكانت فترة رئاسته لمصر من أكثر الفترات رعاية ودعمًا للقضية الفلسطينية . ) .
* ولكن هذا الرئيس ذاته / محمد مرسي ، بتسلمه للسلطة أبرز وجهه الأخر ، أي وجه جماعة الأخوان الحقيقي ، وهو الوجه الذي يمثل موقفا متناقضا بكل المعايير من القضايا الوطنية ، وعلى سبيل المثال ، أورد الواقعة التالية : حيث ختم الرئيس محمد مرسي رسالة كان قد أرسلها لشيمون بيريز / رئيس الوزراء الأسرائيلي ، يوصي بها مرسي ل " بيريز " خيرا بسفير مصر لدى أسرائيل ، أسرائيل التي تمثل العدو الغاصب والمحتل لفلسطين - بالنسبة لجماعة الأخوان ، تبدأ هذه الرسالة بعبارة " عزيزي وصديقي العظيم " وتنتهي بعبارة " صديقكم الوفي " ، وأورد مقطعا مختصرا من ديباجة هذه الرسالة / وهو يتكلم بها عن تعيين " عاطف أسماعيل " ، كسفير لمصر لدى أسرائيل : ( بدأ الرسالة .. ب : " عزيزي وصديقي العظيم " بيريز .. ولاعتمادي على غيرته ، وعلى ما سيبذل من صادق الجهد ، ليكون أهل لعطف فخامتكم وحسن تقديرها ، أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم ، وتولوه رعايتكم ، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة ، ما يبلغه إليكم من جانبي ، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة ، ولبلادكم من الرغد .. " صديقكم الوفي " .. محمد مرسي . / نقل بأختصار من موقع بوابة الأهرام ) .
القراءة                                                                                                                                     أولا - جماعة الأخوان ، جماعة سياسية ، مشبوه في أرتباطاتها بالدوائر الأجنبية ، الأن مصنفة بأنها " منظمة أرهابية " ، أمامها / حسن البنا ، مشكوك في أصل مؤسسها ، جماعة بنت أسسها على الحكم والسلطة ، تحت سقف الحكم الديني ، متبنية لشعار " الأسلام هو الحل " ، ولكنها تعتمد القتل في سبيل تحقيق أهدافها ! ، فهي تحتجب وراء الأسلام من أجل القفز على السلطة ، تقوم بأي عمل في سبيل السلطة والحكم ، حتى وأن كان العمل حرق الوطن / مصر .. فقد صرح خيرت الشاطر - أحد قيادي الجماعة ، بحرق مصر ( " الجماعة أو حرق مصر " هذه العبارة التى أطلقها خيرت الشاطر مهندس الإرهاب فى جماعة الإخوان ، قبل ساعات من عزل مرسى فى 30 يونيو 2013 ، أصبحت هذه المقولة حقيقة مطلقة ، خاصة مع تزايد العمليات الإرهابية وكان آخرها تفجيرات مدينة الطور بسيناء ، وميدان المحكمة فى مصر الجديدة وتفجيرات شارع رمسيس .. / نقل من موقع اليوم السابع - لمقال لعبدالمنعم أسماعيل ) . هنا يتضح بأن الجماعة بعيدة عن الوطنية ولاغية للأنتماء لمصر ، كل هدفها هو الحكم ، حتى وأن كلف ذلك حرق مصر ! .
ثانيا - تتبنى الجماعة أيضا مبدأ الأغتيالات في عملها السياسي من أجل الوصول الى مآربها ، ولها في ذلك تأريخ  ، منها :   ( أغتيال أحمد باشا ماهر - رئيس وزراء مصر الأسبق عام 1945 ، اغتيال محمود فهمى النقراشى - رئيس وزراء مصر فى عام 1948 ، أغتيال هشام بركات - النائب العام المصري عام 2015 ) ، كما لهم محاولات أغتيال فاشلة ، منها ( أبراهيم عبد الهادي - رئيس وزراء مصر الأسبق عام 1949 ، الرئيس المصري جمال عبدالناصر عام 1954 ) .
ثالثا - من ناحية التحالفات فالجماعة تتحالف حتى مع الذين تكفرهم عقائديا ، حيث أن للجماعة تحالفات مع النظام الأيراني ، وهو نظام شيعي أثني عشري ، تكفره كل الجماعات الأسلامية السلفية ومنها جماعة الأخوان ، ولكن السياسة تقتضي مثل هكذا تكتيكات ، فهي تغفل العقيدة في سبيل المصالح السياسية ، وأورد مقطعا من مقال منشور في موقع / العين الأخباري ، للدكتور نبيل الحيدري ، يعبر عن فكرة هذا التحالف ( لاشك في التقارب والتحالف التاريخي بين ولاية الفقيه والإخوان المسلمين ، حيث تشابه الرؤية والفكرة والأيديولوجيا والأسلوب والتقية والغدر والإرهاب والممارسة ... وكذلك قيادة ولي الفقيه وقيادة المرشد ، حيث الطاعة العمياء والنسبة إلى الكهنوت فيتركان القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ويطيعان المرشد في كل تناقضاته وأهوائه وطغيانه وجرائمه. ) .
خاتمة :                                                                                                                            جماعة الأخوان المسلمين ، لا مبدأ دائم لها ، كل شئ قابل للتغيير ، معتمدة على تكتيك مرحلي ضبابي ، ولا نهج جلي وواضح تتبعه في مسيرتها منذ الأنطلاق / عام 1928 والى الأن . وأن ما ترفعه من شعارات ، ك ( "الإسلام هو الحل" و " الإسلام دين ودوله "  و " المصحف والسيف " و .. ) ، كلها شعارات تخبئ خلفها وجها ظلاميا ، تكتنفه مخططات لدمار الشعوب والأوطان . جماعة الأخوان المسلمين ، لها اكثر من وجه ، وما سردته هو أحد تلك الأوجه الكالحة الذي تستتر من ورائه ! . 

158
                                               أضاءة في المناطق المحظورة   
                                                                                                                                            * روي في التراث الأسلامي أن محمدا أرسل رسائلا الى عددا من الملوك - غير مؤرخة ! ، منهم : " هرقل (عظيم الروم) وكسرى (عظيم فارس) والنجاشى (عظيم الحبشة) والمقوقس (عظيم مصر) و .. " ، يدعوهم بها للأسلام ، ولكن هذه الرسائل قال عنها الكتاب والباحثين ، أن الموضوع غير حقيقي ! ، وقد قال بهذا الصدد الباحث والمفكر فراس السواح / في لقاء مع أبراهيم عيسى - برنامج مختلف عليه : " أن رسائل محمد مزورة ! ، ولم تثبت تاريخيا " ، وقد عمل السواح استاذا في جامعة بكين للدراسات الاجنبيه ، يدرّس مادة تاريخ الحضارة العربية ومادة تاريخ أديان الشرق الأوسط .                   أن المصادر الأسلامية تزخر بهذه الرسائل ، وتعتبرها من عظمة و قوة وشدة حقبة الرسول في نشر الأسلام ، ولكن هذه الرسائل وغيرها هي من وهم رجال الأسلام ، الذين صنعوا سيرة رسول الأسلام ! ، سيرة كتبت على يد أبن هشام المتوفى 218 هج ، المعتمد على روايات سيرة أبن أسحق المتوفى سنة 151 هج ، فكيف لسيرة الرسول أن تكون حقيقة وهو المتوفي سنة 11 هج ! ، والفاصل الزمني بينهما أكثر من قرنين من الزمن ! . أرى أن سيرة الرسول في مجملها ، هي نسج روائي قصصي لا غير ! صنع من قبل رجال العهود اللاحقة ، وما بني على وهم كان ناتجه وهم ، ومنها رسائله ! .         
* يدعوا رجال الأسلام من خلال منصات التواصل الأجتماعي الى العودة الى نهج حقبة الرسول وعهود السلف الصالح ، غافلين أن مفهوم الماضوية عامة ، هي دعوة للتخلف ! وهي ليست خطوة للتحضر ، فكل خطوة لرجوع تأريخي ، هي نقيض للنظر المستقبلي ، فمثلا الدعوة الى عهد الرسول ماذا ممكن أن تستلهم منها ! ، سوى الغزوات والسبي وقتل الأسرى ، وفتاوى وقصص عائشة وزيجات محمد ذاته ، أما حقب السلف فمختلف عليها ! ، وأجمالا كانت حقبا كلها حرق وقتل للمرتدين ، وأحتلال للبلدان والأمصار .. نحن أذا رضينا بالماضوية جدلا ، فنحن لا نقبل بنسخها ! ، بل نقبلها دون فكرها وعقائدها ونهجها ، التي أصبحت خارج نطاق الزمان والمكان ، وما يمكن أن نقبله منها ، هو أستلهام بعضا من مفاصلها التي يمكن أن تتطور مع الواقع المجتمعي الحياتي الحالي ، وهذه المفاصل هي قلة قليلة ! . 
* كان رسول الأسلام يجمع القيادة والزعامة مع السلطة الدينية ، وبعده أفتقد هذا الدور ، ألا الخليفة عمر بن الخطاب الذي مارس بعضا منه لشدته وجرأته ( فهو الذي ألغى نصوص سهم المؤلفة قلوبهم ، وفي عام الرمادة أوقف قطع يد السارق .. ) . أرى أنه بموت محمد أنتهت الدعوة وبدأ عهد الحكم والسلطة ، الحكم بكل مصائبه وظلمه ومجونه وفسق خلفائه ، فهذا مثلا ( الخليفة الأموي الوليد بن يزيد 706 - 744  م ، دخل يومًا فوجد ابنته جالسة مع جليستها فبرك عليها وأزال بكارتها فقالت له المرأة :‏ هذا دين المجوس فأنشد ‏:‏ مخلع البسيط من راقب الناس مات غمًا وفاز باللذة الجسور .. وهو الذي أيضا " أخذ يومًا المصحف وفتحه فأول ما طلع له " واستفتحوا وخاب كل جبارٍ عنيدٍ " فقال‏ :‏ " أتتوعدني؟ " ثم علقه ولا زال يضربه بالنشاب حتى خرقه ومزقه . / نقل من موقع المعرفة ) . بموت محمد بدأت السياسة تتشكل من أجل تحديد من الذي يحكم ، فخلفاء الرسول ، خلفوه سلطويا وليس دينيا .. لا توجد سلطة دينية ، سوى بزمن محمد لأنه هو صاحب القرآن ، ومحمد قد مات .                                       
* الخلفاء والحكام بعد رسول الأسلام أبتعدوا عن القضايا الدينية بشكل عام / ألا الخليفة العباسي المأمون 170 – 218 هج - ودوره في خلق القرآن ، وذلك لأن الخلفاء أنشغلوا بأمور الدنيا دون الآخرة ، كالسلطة والحكم ، وهنا برز دور الشيوخ والأئمة والفقهاء ، فهم الذين مارسوا الكهانة ، بل تحولت السلطة الدينية التي كان محمد يحمل رايتها ، تحولت أليهم ، وأصبحوا هم يوجهون الدين والعقيدة والعباد معا ، فنشأ التمذهب وتشكلت الطوائف ! . فهل يوجد من ضرورة لهذا الأمر ! وعلى أثر ذلك نشأ الأزهر ، وكان أول شيوخه محمد الخرشي عام 1090 هـ -1679  م / ويعتبر الأزهر من مؤسسات أهل السنة والجماعة ، وفي عام 448 هج - كان لهجرة الشيخ أبو جعفر الطوسي الى النجف من بغداد ، أول ملامح شيعية لتشكيل حوزة النجف .. والتساؤل هل خدمت المرجعيات تابعيها ، أم أنشغلت بالزكاة دون النظر الى مصلحة العباد !.           
* ليس كل ما كتب في التراث الأسلامي صحيح ! ، والمروي ليس دقيقا دون قرائن وسند ، والحقيقة دائما نراها غائبة في الكثير من المرويات وحتى في أغلب ما كتب في التراث ! ، لأن التاريخ دوما يكتبه الحاكم أو المنتصر ! ، أن معظم المكتوب لم يعمل العقل بوقائعه وبأحداثه ، وأرى أن أعمال العقل ليس بما جرى ويجري وبما سيجري ، ولكن يجب أعمال العقل أيضا ، في النص القرآني وفي سيرة الرسول وفي سننه وأحاديثه ! ، آن الآوان أن نفكر بما نقرأ وبما نسمع ، وأن لا نقبل الأمر على وضعه ، أن الفعل العقلي في كل ما دون أمر يجب تفعيله ، فكم من الأخبار قد كتبت في العهود السحيقة كنا نقبلها ، دون وعي ، وهي من نسج الخيال ! ، وهي هلوسات رجال الدين ... هذه مجرد دعوة للوعي والتفكير بما نقرأ !! .


159
الأخوان المسلمين بعد مرحلة تركيا
الموضوع :                                                                                                                             أنتشر في الأعلام المرئي والمقروء ، نبأ سقط كدوي القنبلة وهو ، تحجيم أو تقنين / كمرحلة أولى ، نشاط جماعة الأخوان المسلمين من الأراضي التركية ، والذي أمتد لأكثر من سبع سنوات . حيث ذكر " موقع  RT " ، أنقله باختصار ( طلبت السلطات التركية من ثلاث قنوات تلفزيونية معارضة مصرية مقرها في اسطنبول ، وهي "الشرق" و"مكملين" و"وطن" ، بتخفيف تغطيتها السياسية الانتقادية للحكومة المصرية في حين تسعى تركيا إلى إصلاح العلاقات المتوترة مع مصر . وذكر المعارض المصري المنفي ورئيس قناة "الشرق" التلفزيونية المرتبطة بجماعة "الإخوان المسلمين" ، أيمن نور ، في تصريحات متلفزة ، أن المسؤولين الأتراك طالبوا وسائل الإعلام الـ3 بتخفيف حدة خطابها ، وأشار نور مع ذلك إلى أن القنوات الـ3 لم تتلق أوامر بالإغلاق أو بوقف بث برامج ، وأضاف : " بدأ حوار بيننا وبين الأتراك في إطار تغيير الخطاب". . وقال محرر يعمل لدى قناة "الشرق" ، في حديث لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية ، إن مسؤولين أتراكا تقدموا بالطلب خلال اجتماع في اسطنبول أمس الخميس مع مديرين من "الشرق" و"مكملين" و"وطن". . وأبلغ المسؤولون مديري البث أن بإمكانهم الاستمرار في تقديم برامج عن مصر ولكن ليس ضد الحكومة المصرية ، مشيرين إلى مفاوضات تجريها تركيا مع مصر ، بحسب المحرر ) .
القراءة :                                                                                                                              أولا - هذا هو حال المرتزق ! ، الذي لا وطن له ، والذي لا يقدس تراب أرض كان يحيا عليها ، والذي ينكر نهرا كان يروي عطشه منه ، والذي كان لا ينتسب الى حضارة كان يعيش على أمجاد تاريخها ! ، جماعة مرتزقة هدفها تحطيم القيم الحضارية للمجتمعات ، وأحلال محلها قيم بالية مضى على أنحلالها أكثر من 14 قرنا من الزمن . 
ثانيا - أما تركيا - صاحبة القرار ، فأنها رغبت / ولو متأخرة ، أن تحسن من سمعتها الدولية ، تركيا التي أقترن أسمها دائما بالأرهاب الدولي ، بسوريا وليبيا والعراق .. ، وحتى في أوربا . تركيا التي كان لها دورا في تمويل الأرهاب لمنظات أسلامية وأرهابية ، فقد جاء في موقع DW ( ذكر تقرير للقناة الأولى في التلفزيون الألماني "ARD" أن الحكومة الألمانية تعتبر تركيا حاليا "منصة العمل المركزية" لمنظمات إسلامية وإرهابية في الشرق الأوسط . ويستند التقرير الخاص بالقناة الأولى إلى رد سري لوزارة الداخلية الألمانية على أستجواب كان مقدما من نائبة في حزب اليسار المعارض في البرلمان الألماني "بوندستاغ". . وكتبت القناة الأولى على موقعها اليوم الثلاثاء (16 آب/ أغسطس 2016) نقلا عن ذلك الرد السري أن "التصريحات الكثيرة عن التضامن وإجراءات دعم جماعة الإخوان المسلمين المصرية ، وحماس وجماعات المعارضة الإسلامية المسلحة في سوريا من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم والرئيس رجب أردوغان ، تؤكد على وئام أيديولوجي مع الإخوان ". ) . فمحاولة تحسين صورة تركيا العثمانية  / بتحجيم دور الأخوان المسلمين ، أمام المجتمع الدولي لم يأتي من فراغ . 
ثالثا - ويظهر أن قطر أيضا قد أنسحبت من الظهور في الصورة من دعمها لجماعة الأخوان ، وذلك لتراكم المشاكل الخليجية والأقتصادية والسياسية وحتى الرياضية في سجلها ، ولا يخفى مما تعانيه قطر من ملاحقات دولية - بسبب دورها في دعم الأرهاب الدولي ، الذي ينشط حينا ويفتر حينا أخر ، فقد جاء في موقع / الغد ، بهذا الصدد التالي ( كشفت دعوى قضائية جديدة أقامها أفراد ينتمون لعائلات ضحايا أمريكيين قتلوا جراء العديد من الهجمات الإرهابية ، عن تورط مؤسسات مالية كبرى ترعاها العائلة الحاكمة في قطر بالقضية . وأشارت المحكمة الجزئية الأمريكية في بروكلين إلى أن مؤسسات قطر الخيرية ، ومصرف الريان وبنك قطر الوطني ، سهلوا الأنشطة المالية لعدد من الجماعات الإرهابية . ويطارد قطر سيل من الدعاوى القضائية في العديد من المحاكم حول العالم، بعد أن اتضحت معالم المؤامرة الإرهابية القطرية واسعة النطاق . ) . أذن قطر وفق هذا الموقف المتأزم سوف لن تأوي جماعة الأخوان .
رابعا - مما سبق يظهر أن الجماعة خسرت دولتين / تركيا وقطر ، ولا أعتقد عربيا وجود من دولة ما أن تحتضن الجماعة ! . علما أن بعض أعلامي الأخوان / منهم محمد ناصر ، رشحوا أن ينتقلوا الى بريطانيا ، كندا أو ماليزيا . وحقيقة بخصوص أحتمال شد الرحال الى بريطانيا ، عندي بعض التعليقات ، حيث أن بريطانيا ، كانت لديها بصمة في أنبثاق ونشوء وتشكيل هذه الجماعة في مصر عام 1928 ، فقد جاء في موقع / اليوم السابع ، بهذا المقام التالي ( العلاقة الحرام بين بريطانيا والإخوان .. بدأت منذ نشأة الجماعة بدعم الدولة الإنجليزية لحسن البنا بأموال طائلة لإفساد القومية العربية .. وتوطدت بإصدار لندن قانونا يمنح اللجوء السياسى للتنظيم رغم العنف ) ، أي أن لندن هي التي ساهمت في تأسيس الجماعة ، مع منح صك غفران مفتوح بقبول اللجوء السياسي الى بريطانيا ، ويظهر أن هذا الأمر موثق رسميا من التراث المسجل لبريطانيا ، حيث أن حدث تأسيس الجماعة ، مثبت في المتحف البريطاني - من قبل السير مايلز ، وقد ورد في موقع / الدستور ، التالي بهذا الصدد ( قال اللواء تامر الشهاوي ، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري ، إن المفوض السامي البريطاني مايل لامبسون ، كتب عن علاقة جماعة الإخوان ببريطانيا ، وأنهم تلقوا تمويلات لإنشاء الجماعة . وأكد "الشهاوي" ، خلال حواره مع الدكتور محمد الباز ، في برنامج "90 دقيقة" ، المُذاع عبر فضائية "المحور" ، أن هذا الكلام مثبت في متحف لندن ، حيث يوجد 7 شخصيات في مدخل المتحف ، من ضمنهم السير مايلز ، وأسفله رخامة كتب عليها أنشأ جماعة الإخوان المسلمين في مصر . ) . بمعنى أخر ، أذا رحلت الجماعة الى بريطانيا ، هذا يعني ( أن بضاعتكم ردت أليكم ) !! .
أضاءة :                                                                                                                                 أن تركيا تنظر الى مصالحها السياقتصادية أولا وأخيرا ، خاصة مع مصر ، أضافة الى الوضع الأقتصادي - تدهور العملة التركية ، وعندما تتيقن أن ورقة الأخوان قد أحترقت تماما ، فأنها من المؤكد ، سترميها في أقرب سلة للمهملات ! ، وتنظر الى مصالحها . ولذا تركيا ستشطب جماعة الأخوان نهائيا عاجلا أو أجلا من أولياتها . أن جماعة الأخوان المسلمين كانوا منذ النشوء لا يؤمنون بالأوطان ، ولأجله سيبقون ويظلون كالغجر ، متنقلين من بلد الى أخر . ويحضرني مقولة للمفكر المصري الدكتور خالد منتصر ، الذي " شبه الأخوان المسلمين ب الغرغرينا .. التي تستوجب البتر " .


160
                                           قراءة حداثوية لمحنة القرآن     
المقدمة :                                                                                                                                  أطلقت تسمية محنة القرآن حول موضوع عقائدي معقد جدا ، وهو هل أن القرآن مخلوق ، أم أنه كلام الله الأزلي ، وحتى نسترسل في هذا المقام لا بد لنا أن نعرج / وبشكل مختصر ، على جماعة المعتزلة ، التي قالت بخلق القرآن ، مع بعض أفكار الأمام أحمد بن حنبل ، الذي رفض قول خلق القرآن ، وأيضا سوف نذكر بعضا من حوارات القديس يوحنا الدمشقي .
الموضوع :                                                                                                                                             سأسرد محنة القرآن بأختصار ، فالذين قالوا بأن القرآن كلام الله الأزلي ، بينوا التالي (( القرآن كلامُ الله ، منزَّلٌ غيرُ مخلوق ، القرآن كلام الله ، ليس ككلام البشر ، وقد توعَّد الله من وصَف القرآن بأنه ككلام البشر ، توعَّده بالنار فقال تعالى ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ﴾ [المدثر: 25، 26] ، فإن كان كلام البشر مخلوقًا لهم ، فكلام الله ليس مخلوقًا له ، إنما هو صفةٌ من صفاته سبحانه وقد تولى كِبْر هذه المسألة : الجهميةُ والمعتزلة النفاة للصفات . وادعاء القول بأن القرآن مخلوق ، هو جرم عظيم وذنب كبير ، لسببين:- الأول:  أن هذا الادِّعاءَ قولٌ على الله بغير علم ، وجعل الله القولَ عليه بغير علم فوق الشرك ؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33].  فجعل القول على الله بلا علم فوق الشرك . الثاني : أنه كذب على الله ؛ قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ﴾ [الزمر: 60]؛ فهو متوعَّدٌ بأن يسودَّ وجهُه يوم القيامة ، نعوذ بالله . / نقل بأختصار من موقع الألوكة )) . ومن أتبع هذا القول هم أهل السنة والجماعة .                                                                                                                              أما الذين قالوا بخلق القرآن ، فهم المعتزلة - (( المعتزلة فرقة إسلامية نشأت في أواخر العصر الأموي وازدهرت في العصر العباسي ، وقد اعتمدت على العقل المجرد في فهم العقيدة الإسلامية لتأثرها ببعض الفلسفات المستوردة مما أدى إلى انحرافها عن عقيدة أهل السنة والجماعة . وقد أطلق عليها أسماء مختلفة منها : المعتزلة والقدرية والعدلية وأهل العدل والتوحيد والمقتصدة والوعيدية / نقل من موقع صيد الفوائد )) ، أما مؤسس المعتزلة وسبب تسميتهم بالمعتزلة ، فقد جاء في موقع أسلام ويب ، بهذا الصدد التالي (( سموا معتزلة لاعتزال مؤسسها مجلس الحسن البصري بعد خلافه معه حول حكم الفاسق . مؤسسها : واصل بن عطاء الغزال : قال الإمام الذهبي في ترجمته في السير :" البليغ الأفوه أبو حذيفة المخزومي مولاهم البصري الغزال .. مولده سنة 80 هج بالمدينة  وتوفى سنة 131 هج ، .. طرده الحسن عن مجلسه لما قال الفاسق لا مؤمن ولا كافر فانضم إليه عمرو واعتزلا حلقة الحسن فسموا المعتزلة " .. )) ، وقد حرر المعتزلة مذهبهم في خمسة أصول وهي : (( 1 .- التوحيد .2 ـ العدل .3 ـ الوعد والوعيد .4 ـ المنزلة بين المنزلتين .5 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر / نقل من موقع صيد الفوائد )) . وقد تبنى الخليفة العباسي المأمون هذه الفكرة سنة 218 للهجرة ، وقد أستند المعتزلة على بعض الأدلة في قولهم بخلق القرآن ، سأسردها بأختصار (( الدليل الأول : القرآن شيء ، وقد قال الله تعالى : ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) ( الزمر: من الآية62 ) ولفظ ( كل ) للعموم ، فالقرآن داخل في عموم ما خلق الله من الأشياء . الدليل الثاني: القُرْآنُ مَجْعُوٌل ، قال تعالى : ( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ) (الزخرف: من الآية3) , والجَعْلُ : الخَلْقُ .الدليل الثالث : القرآنُ محدثٌ ، كما قال تعالى : ( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) (الانبياء:2) وكما قال تعالى : ( وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ) (الشعراء:5) ، والمحدث : المخلوق. الدليل الرابع : جعل الله أمره مقدوراً فقال : ( وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً ) (الأحزاب: من الآية38 ) , وأمر الله : كلامه ، والمقدور : المخلوق. الدليل الخامس: سمى الله تعالى عيسى ( كلمته ) فقال : ( إنمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ) (النساء: ة171) وقال : ( يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ) (آل عمران: 45) ، وعيسى مخلوقٌ ، فالكلمةُ مخلوقةٌ .. / نقل من موقع الدرر الشامية )) .                                                                             *  وبعد حملات تعذيب الأمام بن حنبل / القائل بان القرآن كلام الله الأزلي ، بين أنه ( يرفض القول بخلق القرآن وبعدم خلق القرآن ، فاكتفى بالقول إن القرآن كلام الله فقط ، وأضاف من قال بخلقه فهو جهمي ، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع . / نقل من موقع عربي 21 ) . أي أن أبن حنبل توسط فكريا بين القولين - وأكيد لخوفه من بطش الخليفة .                                         * واستمرت " محنة خلق القرآن " بعد وفاة المأمون ، وأيضا فى عهد خلفه المعتصم ومن ثم الخليفة الواثق ، وانتهت عام861  م بوصول حفيد المأمون ، الخليفة المتوكل للحكم .
القراءة :                                                                                                                                               أولا - هل كان هناك تأسيس أفكار حول خلق القرآن قبل المعتزلة ، الجواب : نعم ، فقد شاهدت حلقة من برنامج " مختلف عليه " مع أبراهيم عيسى ، حلقة 17.09.2020 ، وكان الضيف د . لويس صليبا / أستاذ الدراسات الإسلامية والأديان المقارنة ومدير الأبحاث فـي كلية العلوم الدينية - الجامعة اليسوعية ، فقد بين الدكتور صليبا ، التالي (( تكلم عن القديس يوحنا الدمشقي 676 – 749 م " والذي يعد آخر أباء الكنيسة وكانت عائلته تعمل بالبلاط في العهد الأموي " ، وعن حواراته مع المسلمين ، ألخصها بما يلي :- كان يسأل المسلمين : هل المسيح كلمة الله ، كانوا يجيبون - نعم ، وذلك وفق النص القرآني " إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَم / 171 سورة النساء " ، ويسأل الدمشقي : هل هو مخلوق . يجيبون - نعم ، ثم يسأل : هل القرآن كلمة الله ، الأجابة - نعم ، هنا يسأل : هل القرآن مخلوق ، هنا تكون الحيرة ! ، فأذا قالوا : غير مخلوق ، أذن المسيح كلمة الله هو غير مخلوق ، وهذا يتفق مع المسيحية " مولود غير مخلوق " ، أي المسيح موجود منذ الأزل ، وأذا قالوا : مخلوق ، فهذا يعني أن القرآن ليس كلام الله الأزلي .. )) .                                          * يرى الدكتور صليبا ، أن هذه الحوارات ليوحنا الدمشقي هي التي أسست النواة التي قامت عليها فرقة المعتزلة فكريا .   
ثانيا - ومن خلال مطالعاتي / والتي تؤكد ما جاء به د . لويس صليبا ، هي أطلاعي على دراسة جدا قيمة للدكتور محمد حسن بدر الدين -مفكر تونسي ، حول بواكير الجدل الكلامي المسيحي العربي : جدل يوحنّا الدمشقي مع المسلمين نموذجاً ، للأستزادة يمكن الاطلاع عليها في موقع / مؤمنون بلا حدود . هذه الدراسة بها أستفاضة للجدل والحوارات للقديس يوحنا الدمشقي مع المسلمين ، والدراسة هي تساؤل حول " هل يمكن الحديث فعلاً عن لاهوت عربي مسيحي مبكّر ؟ امتلك ملامح واضحة ومضامين ناضجة ؟ أم كان مجرّد مواقف عابرة وبالية، ما عاد لها من أثر ولا قيمة في هذا العصر المتطوّر ؟ " .                                                                                                     
ثالثا - بغض النظر أن كان القرآن كلام الله أو من تدوين مراجع محمد / ورقة بن نوفل وبحيرة الراهب وغيره ، أو من كتابة أصحاب محمد ، أو من خيال محمد نفسه .. لم وضع محمد القرآن في مرمى الشك بكون كلامه أزلي ، ومرتبط بأزلية الله ! ولم هذا النص ( في لوح محفوظ ) سورة البروج آية 22 ، وتفسيره ، قال ابن كثير (( في لوح محفوظ أي : هو في الملإ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل . تفسير ابن كثير 4 / 497 و 498  )) ، لم لم يكتفي رسول الأسلام بكون القرآن كتاب سماوي ، حاله حال التوراة والأنجيل ، أرى أن الجواب على هذا التساؤل هو : التمييز الذي أراده محمد للقرآن عن التوراة والأنجيل ، ولكن هذا الأمر أوقع محمد في سيل من الشك ، لا يمكن النجاة منه ! .                                                                                               
رابعا - هذا الأمر يقودنا الى الناسخ والمنسوخ / وهو موضوع لسنا بصدده ولكن لا بد من ذكره وبعجالة لأنه في سياق نهج الموضوع ، وسأكتفي بذكر مثالا واحدا من النسخ (( والنسخ على أنواع ، فمنها نسخ القرآن بالقرآن ، ومثاله نَسْخُ قوله تعالى:  ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس / سورة البقرة:219 ) ، فقد نسختها آية:  ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه / سورة المائدة: 90) ، وهذا النوع من النسخ جائز بالاتفاق / نقل من موقع أسلام ويب )) . وهنا أبين : لو كان القرآن كلام الله وأزلي ، ألا يعرف الله الصالح من الضار للأنسان ! ، فلم ينزل الوحي على محمد نصا ثم ينسخه بنص أخر ! ، أما كان من المفروض من الله وهو العليم أن ينزل النص الأصح والأفضل للأنسان من أول الأمر . أذن القرآن ليس كلام الله الأزلي ، والأمثلة كثيرة ..                                                                                                                   
خامسا - أن القرآن بالأضافة الى أحتوائه لنصوص عقائدية وجهادية وقصص وغير ذلك ، ولكنه بذات الوقت هو يسرد مثلا كيفية تشريع الله زواج محمد من زينب بنت جحش زوجة أبنه زيد بالتبني ( قال الإمام الحاكم في لمستدرك : { قَالَ ابْنُ عُمَرَ .. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، قَالَ : جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ بَيْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ يَطْلُبُهُ ، وَكَانَ زَيْدٌ إِنَّمَا يُقَالُ لَهُ : زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، فَجَاءَ مَنْزِلَهُ يَطْلُبُهُ فَلَمْ يَجِدْهُ فَتَقُومُ إِلَيْهِ زَيْنَبُ فَتَقُولُ لَهُ : هُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَوَلَّى فَيُولِّي يُهَمْهِمُ بِشَيْءٍ لَا يَكَادُ يُفْهَمُ عَنْهُ إِلَّا سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ مُصَرِّفِ الْقُلُوبِ .. / نقل من موقع مكافح الشبهات ) ، وعلى أثر ذلك أنزل الله نصوص تفيد بتحريم التبني ، وتلبي زواجه من زينب ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا / 37 سورة الأحزاب ) .                                                                                                                   
سادسا - وكذلك في أتهام عائشة في حادثة الأفك ( وقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما حديث الإفك.. وملخص القصة كما وردت في كتب الحديث والسيرة : أن المنافقين استغلوا حادثة وقعت لأم المؤمنين في طريق العودة من غزوة بني المصطلق ، حين نزلت من هودجها لبعض شأنها ، فلما عادت افتقدت عقدًا لها ، فرجعت تبحث عنه ، وحمل الرجال الهودج ووضعوه على البعير وهم يحسبون أنَّها فيه . وحين عادت لم تجد الرَّكْب ، فمكثت مكانها تنتظر أن يعودوا إليها ، وصادف أن مرَّ بها أحد أصحاب النبي وهو صفوان بن المعطل السلمي ، فحملها على بعيره ، وأوصلها إلى المدينة.. فاستغل المنافقون هذا الحادث ، ونسجوا حوله الإشاعات الباطلة ، وتولى ذلك عبد الله بن أبي بن سلول،.. فاتُّهِمت عائشة بالإفك. / نقل من موقع قصة الأسلام ) ، فنزل الوحي بالنص التالي " إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُم مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * / 11 سورة النور " .
سابعا - مما سبق نرى أن القرآن يعكس الفعاليات الحياتية لمحمد ، فليس من المنطق أن يكون كلامه أزلي ، فهل الله مثلا كتب أنه بعد كذا ألف سنة سيرغب محمد بزينب ويحرم التبني ومن ثم سيتزوج منها ! ، ومن موقع صوت العقل ، أنقل حديثا عن عائشة بهذا المضمون (( ونزل القرآن لتطليق زينب وتزويجها في الوقت نفسه للرسول ، فغضبت عائشة وقالت للرسول ( ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ) . أي أن ألهك ليس سوى متمم لرغباتك وغرائزك الدنيوية . وربما أغضب عائشة نزول آيات تسمح للرسول بمعاشرة ماريا القبطية بعد ان وعد عائشة بأن لا يعاشرها ، بالإضافة إلى نزول آيه تعطي الرسول الأحقية بأن يعاشر اي امرأة تهب نفسها اليه في قوله ، " وامراة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي ان اراد النبي ان يستنكحها خالصة له من دون المؤمنين / 50 سورة الأحزاب " )) .                                                                    *  وهل الله يؤرخ بعد ألف سنة أن عائشة ستنسى عقدها ليلا وترد للمدينة مع صفوان بن المعطل السلمي وعلى بعيره !! .
خاتمة :                                                                                                                                       كل هذه أدلة على أن القرآن ، في الكثير من نصوصه يسجل الحياة الدنيوية للرسول ، أذن القرآن كلامه ليس أزلي وأيضا ليس مخلوق ، لأنه كلام محمد ! . أرى أن محنة القرآن ليس بكلامه ! ، بل أن محنة القرآن في هل هو من وحي الله أو من وحي محمد ! .   
 



161
تنويه .. حول المنظمات الأرهابية

أستهلال :
أشارة الى مقالي الأخير ، والذي كان بعنوان " الجماعات الأسلامية الأرهابية الوجه الأخر للأسلام " ، والذي نشر بتاريخ 15.3.2021 ، أود ان أبين التنويه التالي :

تنويه :
قد ينزعج البعض ، أو قد يمتعض ، أو قد يرفض ، أو لا يقبل .. بتسمية المنظمات الأرهابية / التي تحارب بأسم الأسلام ، بتسميتها ب " المنظمات الأرهابية الأسلامية " ! . وانا أسأل ! ، ماذا من الممكن أن نسميها ! ، أن كان أسمها قد أرتبط بالأسلام كدين ومعتقد وفكر ! ، أنسميها : " منظمات من أجل حياة أفضل " . دعنا نضرب مثلا ب " داعش " ، ما هو تنظيم داعش ، ولم سمي بهذا الأسم المختصر ، فداعش هو مختصر لتنظيم الدولة الإسلامية أو الدولة الإسلامية في العراق والشام ، الذي كان يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يُعرف اختصاراً بـ " داعش " : وهو تنظيم مسلَّح يتبع فكر جماعات السلفية الجهادية ، وأن أعضاء التنظيم هم الذين أطلقوا عليه هذا الأسم الأسلامي ، وهو مشتق من الموروث الأسلامي ، والذي يدعوا الى العودة الى عهد الخلافة ! ، ولكن ليس أي خلافة .. لا ، بل " الخلافة الأسلامية " ، خلافة التوسع والفتح والأحتلال ، خلافة أذلال البلدان مع شعوبها ، خلافة الجواري والغلمان ، خلافة فرض الجزية ، خلافة أهل الذمة ، خلافة قطع الأيادي ، خلافة الرجم ، خلافة الجهاد ليس في سبيل الله ، بل خلافة الجهاد لأستعباد غير المسلمين / الكفرة ، وفق آية " فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا / 52 سورة الفرقان " ، ولكن لأبن عباس - حبر الأمة ، رأيا أخر ، حيث يبين ( وجاهدهم به أي القرآن . فالجهاد الكبير هنا ليس هو القتال ، وإنما هو الدعوة والبيان بالحجة والبرهان ، وأعظم حجة وبيان هو هذا القرآن ، إنه حجة الله على خلقه ، ومعه تفسيره وبيانه الذي هو السنة . - تفسير بن كثير / نقل من الويكيبيديا ) . أي بمعنى أخر جهادا عقلانيا وليس جهاد السيف والدم ! .

* أخيرا : من الضروري أن نسمي الوقائع والأحداث بأسمائها ، وأن عملية التجهيل والتزوير وترقيع الحقائق قد ولى ، ومقالي كان مجرد أضاءة مقتضبة في طريق الحقيقة ، لم أقصد به أي أساءة لأي معتقد .. لأجله أقتضى التنويه .          مع كل أحترامي وتقديري .


162
الجماعات الأسلامية الأرهابية الوجه الأخر للأسلام                                               
       
تشكلت للأسلام الجهادي صورا متعددة في " التاريخ الحديث " / خلال القرن الأخير ، حيث أن الأسلام تقمص بل أنخرط بعدد من التنظيمات ، أختلفت تسمياتها ، ولكن الهدف والحراك كان واحدا ، وهو الأرهاب ، القتل وتكفير الأخرين ! ، من هذه التنظيمات التالي ، سأعرضها ثم سأختمها بأضاءة :
1 . وبدأت هذه الصور تتضح لأول مرة ، في تشكيل جماعة الأخوان المسلمين سنة 1928 في مصر ، على يد الأمام حسن البنا 1906 - 1949 م / والذي كان يسمى فيما بعد بالأمام الشهيد ، هذه الجماعة شكلت علامة فريدة ومميزة للأسلام السياسي المسلح في ذات الوقت ، وأنتشر تنظيم الجماعة فيما بعد في أكثر من 72 دولة . المحور الأهم في بواكير مسيرة الجماعة ، هو تشكيل التنظيم الخاص ، ( في كتابه " حقيقة التنظيم الخاص " يُعرف محمود الصباغ هذا الجهاز فيقول :   " وهو تنظيم سري عسكري خصص لأعمال الجهاد في سبيل الإسلام " .. في منتصف الأربعينات أنهى حسن البنا العمل   " بفرق الجوالة " وأنشأ النظام الخاص وجعل على رأسه عبد الرحمان السندي ، فيما ظل يشرف على تدريب كتائبه الضابط السابق بالجيش المصري محمود لبيب والذي سيلعب دورا محوريا في تكوين أولى الخلايا السرية داخل الجيش والتي ستعرف فيما بعد ب  " تنظيم الإخوان داخل الجيش " والذي ستنبثق عنه هو الآخر ، الخلية الأولى لتنظيم            " الضباط الأحرار". /  نقل بأختصار من مقال لعبدالحق الصنايبي منشور في موقع Realistic Arabic  ) . كان هذا التنظيم هو المسؤول عن الكثير من الاغتيالات منها : ( أغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر في عام 1945 م - الذي اغتيل في قاعة البرلمان ، ثم المستشار والقاضي أحمد الخازندار عام 1948م ، وبعده بشهور لقي رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النُّقراشي مصرعه - عند ديوان وزارة الدَّاخلية .. / نقل بأختصار من موقع الوطن ) .                                                                                   
2 . الأفغان العرب ، وهذه المجموعة أظهرت الجهاد الأسلامي بشكله العميق ، العابر للأقطار ، وقد ( برز مصطلح الأفغان العرب في وسائل الإعلام ليطلق على أخلاط من الشباب العربي العائد من باكستان وكان له ارتباط ما بالقضية الأفغانية وشارك في أعمال عنف في بعض الدول العربية مثل مصر والجزائر وليبيا واليمن ، ثم تطور ليشمل كل من شارك في الحرب الأفغانية بأي صورة . ويمكن تحديد أسباب قدوم العرب إلى أفغانستان في النقاط التالية : مساندة المجاهدين الأفغان في حربهم على القوات السوفياتية منذ أواخر السبعينيات وطوال عقد الثمانينيات ، وفي حربهم على الحكومة الموالية لروسيا حتى أبريل - نيسان 1992. / نقل من موقع الجزيرة نيت ) .
3 . من أهم التشكيلات الأسلامية الجهادية في مصر ، هي " الجماعة الجهادية المصرية الأسلامية " ، ويعتبر الشيخ عمر عبد الرحمن ( 1938 - 2017) - عالم أزهري مصري ، هو الزعيم الروحي لهذه الجماعة ، وكان معارضا سياسيا لنظام الحكم في مصر ، اعتقل في الولايات المتحدة و قضى فيها عقوبة السجن المؤبد بتهمة التآمر ، في قضية تفجيرات نيويورك سنة 1993 ، وهي التهم التي نفاها عمر عبد الرحمن ، وتوفي بتاريخ 18 فبراير2017 في سجون الولايات المتحدة الأمريكية ، وسجن عبد الرحمن مرتين في مصر .. وأطلق سراحه في قضية اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات . / نقلت المادة من الويكيبيديا و  BBC ARABIC ) .
4 . منظمة القاعدة ، وهي المتهمة بتنفيذ أحداث 11 سيبتمبر 2001 في أميركا ، التي راح ضحيتها حوالي 3000 فرد ، وبعد مقتل زعيمها أبن لادن تزعمها أيمن الظواهري ، وهي ( قاعدة الجهاد أو كما يطلق عليها تنظيم القاعدة ، هو تنظيم سلفي مسلح إنشئ في أفغانستان من قبل عبدالله يوسف عزام ، بعدها أستبدل بأسامة بن لادن في سنة 1988، وبعد مقتل أسامة بن لادن في 2011 ، تولى القيادة العسكرية بصفة مؤقتة سيف العدل ، قامت القاعدة بالهجوم على أهداف مدنية وعسكرية في العديد من البلدان وتعتبر هدفاً رئيسياً للحرب الأمريكية على الإرهاب. / نقل من موقع موقع المعرفة ) .
5 . جماعة بوكو حرام ، أسسها محمد يوسف / رجل الدين الإسلامي ، وقد ( أنشات جماعة بوكو حرام في مايدوغوري في عام 2002 ، حيث أقام مجمعا دينيا يضم مسجدا ومدرسة إسلامية . وألحقت العديد من العائلات المسلمة الفقيرة من جميع أنحاء نيجيريا أطفالها بالمدرسة . ورغم أن الاسم الرسمي للمجموعة هو " جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد " ، لكن السكان في مدينة مايدوغوري الشمالية الشرقية ، حيث مقر المجموعة ، أطلقوا عليها اسم بوكو حرام / نقل من موقع  BBC ) .                                                                                                             
 6 . منظمة داعش ، أول قائد لها كان أبو بكر البغدادي ، وبعد مقتله أصبح أبو إبراهيم الهاشمي القريشي زعيما لها ،    " الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ISIS، المعروفة أيضا باسم ( الدولة الاسلامية في العراق والشام ) ISIL، وهي مجموعة جهادية سنية تتبنى أيديولوجية عنيفة حيث تطلق على نفسها اسم الخلافة وتدعي السلطة الدينية على كل المسلمين . وقد حلل خبراء الإرهاب في مؤسسة RAND كيفية تمويل ، وإدارة ، وتنظيم هذه المجموعة ، إضافة لدراسة حالة عدم الاستقرار التي أدت لظهورها كمشكلة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط ، ودراسة الاستراتيجيات الإقليمية والعالمية اللازمة لمواجهتها . / نقل من موقع RAND . org " .
أضاءة :                                                                                                                                      أولا - عندما تتحول المنطقة الى بؤرة أزمات تظهر الجماعات الأسلامية ، بل أنها تتوالد بشكل غريب ، فمثلا في سوريا ، قدرت دراسات  ل BBC ، أن ( عدد الجماعات المسلحة المعارضة في سوريا بحوالي ألف جماعة ، وتضم ما يقرب من مئة ألف مقاتل . معظمها جماعات صغيرة وتعمل بشكل محلي . ولكن مؤخراً ظهرت جماعات قوية لها حضور على طول البلاد ، وعقدوا تحالفات مع جماعات أخرى لها نفس الأهداف .. ) ، ومن المؤكد أن معظم هذه الجماعات هي " أسلامية " ! ، وهذا مؤشر يستحق الدراسة .
ثانيا - الأسلام الجهادي المسلح ، حالة أينما وجدت البيئة الملائمة له يأخذ بالتفاقم ، وبذات الوقت يأخذ رجال الدين الأخرين بتقليد ما هو موجود من منظمات وجماعات فينشؤن هم أيضا جماعات مرادفة لها ، ومن ثم يتحاربون فيما بينهم ، لأختلاف المصالح ! والولاءآت ، مثلما حدث في سوريا بين جماعة داعش وجبهة النصرة ، وكذلك الخلاف بين القيادات ، كالخلاف الذي كان بين أيمن الظواهري وأبو بكر البغدادي .
ثالثا - الجماعات الأسلامية الجهادية المسلحة ، منحت أعمق صورة ظلامية للأسلام ، حيث أن هذه الجماعات لم تملك أي تصور فكري تقدمي ، أو أي رؤية حضارية للمجتمع ، بل أنها كانت تحلم بالعموم .. بالخلافة الأسلامية ، التي ولى عليها الزمن ، والتي أصبحت خارج نطاق التاريخ والزمان والمكان ! . وهذه النظرة الماضوية لهذه الجماعات جعلت منها علامة للتخلف ، أضافة لأنها جماعات تكفيرية ، بل أخذت هذه الجماعات ذاتها تكفر بعضها البعض ! .
رابعا - من جانب أخر ، لم نلحظ خلال العقود الاخيرة أي جماعة أسلامية لها تصور أنساني لعموم المجتمع ، أو لديها مشروع حضاري يمكن ان يؤدي الى تقدم فكري أو ثقافي للمجتمع - بغض النظر عن الهوية الدينية أو المذهبية ! . وللتارخ أن شيوخ ورجال الأسلام القدامى ك محمد عبده  1849 – 1905 م / داعية ومصلح ، أفضل من شيوخ ورجال اليوم ! ، الذي تغلب عليهم النظرة السوداوية لكل جماعة أو تشكيل لا يدين بالأسلام ، بل لا يؤمن بذات المذهب الذي ينتمون أليه ! .
خاتمة :                                                                                                                              نصوص / أيات ، السيف والقتل والدم لا يمكن أن تنتج عنها جماعات تنادي بالعمل المجتمعي ، وليس لها أرضية لأبراز النتاج الفكري الأممي ، وليس لها الخلفية الحضارية لخلق مشروع أنساني ، جل عملها هو هدم كل ما هو حياتي ، من أجل تنظيمات وجماعات ، همها هدم الحاضر والتغافل عن المستقبل ، من أجل الرجوع الى الماضي السحيق المظلم .      خلاصة القول : أن هذه الجماعات والتنظيمات تزيد الخناق يوما بعد أخر على مرتكزات الأسلام كعقيدة وكدين .

 

163
                                       الموروث الأسلامي بين الأنهزام والأنسلاخ !!

* أذا بقى الموروث الأسلامي على وضعه ، متضمنا كل نصوص " الجهاد ، والسبي ، الجزية ، حور العين ، الولدان المخلدون .. " ، وكل أحاديث وسنن الرسول التي أصبحت خارج نطاق الزمان والعصر ك " لقد جئتكم بالذبح ، زواج محمد من مريم في الجنة ، أرضاع الكبير ، شرب أبوال البعير ، عذاب القبر .. " ، أضافة الى تعبئة المسلم عقليا بثقافة " ألغاء الأخر ، التكفير ، الكراهية .. " ، فأستعد أيها المسلم ( للأنهزام ) من الحياة - لأنك ستبقى منعزلا ! . نعم أنت ولدت وارثا لكل هذا التراث  ! ، لأنه تراث أباءك وأجدادك ، ولكن أذا بقى الحال على حاله ، دون تمحيص وتنقية - ألغاء أو حذف الغير مواكب منه للعصر الراهن ، فأن لم يجري ذلك : سيضعك هذا التراث في هوة عميقة مظلمة ، لا تستطيع الأنفلات منها ، وستجعل وعيك الفكري يعوم بالماضوية القبلية وبالجهل المطبق تاما ! وسوف تبقى " منهزما " من الحياة المجتمعية ! . 
* تأسيسا على كل ما ذكر في أعلاه - أرى أن الأمر يبدو شبه مستحيلا / أي تنقية الموروث ، بمعنى أن الموروث سيبقى على ما هو عليه ، وسيظل الشيوخ والدعاة يتاجرون به / أي بالدين ! ، ولكن فسحة الأمل موجودة في عملية متقاطعة لفعل    " الأنهزام " من الحياة المجتمعية الى حركة " الأنسلاخ " من التراث الماضوي بذاته المخالف لقوانين الحياة ، أي حراك لألغاء مقولة " أن الأسلام صالح لكل زمان ومكان " ، أي لا بد من " الأنسلاخ " من هذا التراث وعزله ، ومن ثم الأنتماء للحياة الأنسانية بكل أطيافها المجتمعية . 
* هذ الأمر / أي " الأنسلاخ " من التراث ، لا يتم ألا بثقافة ووعي النخبة التي ستقود المجتمع فكريا ، والمطلعة على المخفي والمستور من التراث الأسلامي ، العارفة بكل طرق ونهج الشيوخ والدعاة والمؤسسة الدينية بتشكيلاتها المذهبية المختلفة - الذين يخافون على بضاعتهم من الفساد ! ، هذه النخبة هي المسؤولة عن كشف وفضح المستور ، وذلك من أجل بناء أجيال مثقفة وواعية ، في ظل حياة متألفة مجتمعيا ، بعيدة عن الأنتماء الديني والمذهبي . 


164
المنبر الحر / محنة المسلم
« في: 04:28 04/03/2021  »
 محنة المسلم
الموضوع :                                                                                                                            يحيا أو بالأحرى يمر المسلم بأزمة لا بعدها أزمة ، لأنها محنة المحن ، حيث أن المسلم تحمل وطأ أثقال لا يقوى على حملها ، فالتراث الأسلامي متناقض متقاطع غير سوي ، أبتداءا من الدعوة المحمدية بنهجها ووقائعها المثيرة للجدل ، ومن ثم سيرة الرسول - وفق بن هشام المتوفى سنة 213 هج / المبنية على سيرة بن أسحق المتوفي سنة 151 هج ، وسيرة رسول الأسلام ذاته ، متناقضة فيما يخص المنقول عنها ، حيث يقول النص القرآني ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ 107 / سورة الأنبياء ) ، ولكن الرسول بسلوكه غير ذلك حيث يقول في أحاديثه ( عن ابن عمر، أن رسول الله قال : أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى / رواه البخاري ومسلم ) .            محنة المسلم لا تقتصر على هذا قط ، بل عبأ بكتاب صحيح البخاري / المملوء بالمغالطات - ويعتبر أصح كتاب بعد القرآن ، والبخاري المتوفى سنة 256 هج ، أحاديثه كتبت بعد حوالي قرنين ونيف لوفاة محمد - المتوفى سنة 11 هج ، فكيف لهكذا أحاديث ان تكون منطقية ! ، ومن ثم كتب بن تيمية 661 - 728 هج / من علماء أهل السنة والجماعة ، الى محمد بن عبدالوهاب 1703 – 1791 م / الذي دعا الى نبذ الخرافات والبدع في شبه الجزيرة العربية ، والذي شكل الطامة الكبرى للعقيدة الأسلامية بتطرفه ، وصولا الى نهج الأزهر ، وأخيرا وليس أخرا ، بدأ الأسلام السياسي بالظهور ، تحت راية حسن البنا / مؤسس الأخوان المسلمين من عام 1928 م والى الأن .. كل ما ذكر أسس لصورة من صور الأسلام الحالي ، الذي تمخض عنها منظمات أرهابية أسلامية : كمنظمة القاعدة وداعش والنصرة وبوكوحرام .. ومن جانب ثان ، المسلم الشيعي أيضا معبأ بتقليده المقيت لمراجع منها السيستاني ، النجفي ، الحكيم والفياض ../ في العراق . والخامنئي ، الخراساني والشيرازي .. / في أيران . والعاملي في لبنان . ومحمد النجفي في باكستان ، هذا التقليد وضعه في قوقعة لا يستطيع الأنفلات منها .. وتمخض للشيعة أساليب حكم - كولاية الفقيه / في أيران ، وتأسيس أحزاب دينية مذهبية في العراق ولبنان / مؤسسة على الفقه الشيعي أو مستندة عليه . أضافة الى كل هذا دفع المجتمع الشيعي من قبل رجال الدين لممارسة طقوس غير حضارية " اللطم والتطبير وضرب الزناجيل " .
القراءة :                                                                                                                                    المسلم الأن روحه أتعبت ، لما حملت من عقائد - على هيئة نصوص وسنن وأحاديث وتراث مظلم ، عقل المسلم لم ولن يقوى على تحمل كل هذا العبأ العقدي ! ، فهو يريد الهروب من هذه الدائرة القاتمة التي أهلكت كل أمال وسبل التطلع الى مستقبل أفضل ، ولكنه بقى مجتمعيا في قوقعة الماضي ، أسيرا لقوالب ماضوية ، وذلك لأنه ولد محملا بها من أبويه مجبرا وليس مختارا ! . فالمسلم عليه عبأ تقاليد العائلة وعرف المجتمع هذا من جهة ، ولكنه بذات الوقت عقله الباطن ليس بأستطاعته تحمل هذا الهرم الثقيل من الموروث المتهالك فكريا . فأما أن يذعن لهذا العقائد الغير منطقية ! ، أو أن يقلب الهيكل بأكمله على رؤوس أصحاب موروث قد قبر منذ أربعة عشر قرنا ! ، ومن ثم يدع جناحيه أن يحلقا في عالم الفكر الحداثوي وأفاق العلم ورحاب الأنسانية ، وهذا الأمر يحتاج الى التسلح بالثقافة ، ونبذ التبعية لشيوخ لا زالوا يتحكمون بمصائرنا وعقولنا .. أن الحرية والعقلانية الفكرية ونبذ العقائد الماضوية هي التي ستخرجنا من كل هذه المحن .


165
                                       حول سطوة التأثير الديني على النزاعات
أستهلال :                                                                                                                             لو بحثنا في سبب النزاعات والأحداث عامة / على شتى صورها ومختلف أنواعها وتعدد مضامينها ، لرأينا أن الدين أن لم يكن أحد مسبباتها الرئيسية ، فهو أحد دوافعها - بشكل مباشر أو غير مباشر .. هذا ما وددت بحثه في هذا المقال ، وذلك وفق وقائع سأسردها على سبيل المثال وليس الحصر .
الموضوع :                                                                                                                                 الشعوب والحكومات والأديان والمذاهب في تطاحن مستمر ، بصور وطرق مختلفة ، منها الحروب / وبأشكالها المتعددة - العسكرية ، الدينية والمذهبية .. ، وأخرى تنطوي تحت مسمى الجدالات والسجالات الفكرية ، وأخرى تجري وفق السياقات والأختلافات والخلافات السياسية ، وضحايا كل هذه الحروب بالألاف بل بالملايين ! ، البعض يقتل البعض الأخر ، والجيوش أو الأتباع أو الأنصار كلها مغيبة الوعي ! ، تجهل لما حملت السيف ! ، ولم تقوم بقتل المخالف لها ! ، ولا تعرف أيضا من المحق ، هل هو القاتل أم المقتول ، وفي نهاية الوقائع ، رجال المنتصر هم الذين يكتبون التأريخ ، هكذا العالم يخطوا خطواته منذ القدم والى الأن . 
1 . فالحروب الصليبية (1096 - 1291) م ، هي أحد الحروب المسيحية الأسلامية ، والتي تنضوي تحت الغطاء الديني و غايات أخرى ! ، وتعريفها وفق / معجم الحروب - د . فريدريك ، " تنضوي تحت هذه التسمية الحملات العسكرية التي نظمتها الكنيسة الكاثوليكية بين القرن الحادي عشر والثالث عشر بغية تحرير الأرض المقدسة ، على حد تعبير قادتها في ذلك الوقت .. / نقل من موقع https://killinglove7.blogspot.com " ، وكانت ضحايا هذه الحملات بعشرات الألاف ، أن السبب المهم والمشدد عليه في هذه الحروب ، أن المدينة المقدسة شهدت مولد المسيح ، ولا علاقة لمحمد بها / فلم يولد أو يحيا على أراضيها ، أي لا علاقة للمسلمين بها - خاصة بعد تحويل قبلة المسلمين الى البيت الحرام .
2 . ومن الخلافات المذهبية في العقيدة المسيحية ، والذي أدت الى تطور مذهبي مهم ، هو رفض المتنورين لصكوك الغفران ، وذلك على " يد الراهب الألماني وأستاذ علم اللاهوت مارتن لوثر ، الذي رأى أن صكوك الغفران تُباع علنًا لمن يدفع مالا أكثر ، فما كان منه إلا أن أقدم في 31 أكتوبر عام 1517 على إصدار وثيقة مكونة من 95 بندا يرفض فيها مجملًا تصرفات الكنيسة ويطلب فيها من البابا أن يبني الكنيسة من ماله الخاص ، دون الاستحواذ على أموال الفقراء والمشردين / من مقال ل مصطفى السيد - من موقع SAS " ، وفي العقود اللاحقة أدت هذه الخلافات المذهبية الى قتل مئات الألاف ، فقد جاء في موقع / اليوم السابع - بتأريخ 10.04.2015 التالي ( حرب الثلاثين عاماً : هى حرب قامت بين الكاثوليك والبروتستانت خلال القرن الـ17 فى ألمانيا ، وانتهت بأوبئة ومجاعات وتدمير شامل بكل النواحى عام 1648م .. بدأت الكنيسة الكاثوليكية بما يسمى الحرب الدينية المقدسة ضد البروتستانية ، حيث أبادت %40 من شعوب أوروبا الذين ينتمون للبروتستانت ، وما يقرب من نصف سكان ألمانيا تحديداً .. ) .
3 . في الجانب الأسلامي ، حصلت فتن مذهبية بين المذاهب السنية ذاتها ، قادت الى كوارث ! ، ومن مقال بعنوان " الصراع بين المذاهب السنية .. دروس مستفادة - أ. عبد الوهاب حسن ، أنقل بأختصار أهم هذه الفتن / إن المتأمل في التاريخ المديد للفتن يجد أنه لم يتغير شيء كثيرا عما نراه اليوم ، وكأن الزمن يعيد نفسه ، ولكن مع اختلاف المسميات ، فالتضليل والتكفير والحروب واستباحة الدماء والأعراض والأموال مازالت قائمة بيننا ، ودروس التاريخ تبين لنا أن الخلاف بين الفرق والمذاهب ليس خلافًا يحض عليه الدين بقدر ما يشجعه حب الزعامة والرئاسة . فلم يكن الصراع بين المذاهب والفرق الإسلامية حكراً على السنة والشيعة كما يعتقد كثيرون ، فقد شهد التاريخ الإسلامي صراعًا داميًا وحروبًا دامية ، بين الفرق والمذاهب السنية كذلك ، على أساسين مختلفين ؛ فقهي وعقدي .. أما أهم الفتن فهي : الفتنة الأولى - كان ما حدث سنة 393 هجرية بين الشافعية والحنفية ببغداد . والفتنة الثانية - ما حدث بمدينة مرو ببلاد خُراسان بين الشافعية والحنفية . الفتنة الثالثة - ما حصل بين الحنابلة والشافعية ببغداد سنة 573 هجرية . الفتنة الرابعة الكبرى - حدثت بأصفهان ببلاد فارس سنة 560 هجرية ، بين عبد اللطيف الخُجنّدي الشافعي ، ضد مخالفيه من المذاهب الأخرى ، واستمر القتال بين الفريقين لمدة 8 أيام ، قُتل منهم خلق كثير ، وأُحرقت وخُرّبت منازل كثيرة . أما الفتنة الخامسة - فكانت بأصفهان أيضًا ، بين الشافعية والحنفية في سنة 582 هجرية ، وقع فيها كثير من القتل والنهب والدمار ، وكانت سادس الفتن - بين المذاهب الفقهية السنية ، ما وقع بين الشافعية والحنفية بمدينة مرو أيضًا ، زمن الوزير الخوارزمي مسعود بن علي ، فالوزير كان متعصبًا للشافعية ، فبنى لهم جامعًا بمرو مشرفًا على جامع للحنفية ، فغضب الحنفية وأحرقوا الجامع الجديد ، وذكر ياقوت الحموي (ت 626ه) أن مدينة أصفهان في زمانه عمها الخراب ؛ بسبب كثرة الفتن والتعصب بين الشافعية والحنفية .. ولي مقال بهذا الصدد ، منشور في موقع / الحوار المتمدن ، بعنوان " أئمة الأسلام خلاف وفتن وحروب " / يمكن الرجوع أليه للأستزادة .
4 . أما أذا تكلمنا عن عمليات القتل بناءا على أختلاف الدين والقومية ، فيتجلى لنا عملية الأبادة الجماعية للمسيحيين / الأرمن ، من قبل العثمانيين - وكان عدد الأرمن الكلي في الأمبراطورية العثمانية حوالي 1.5 مليون نسمة . و للأمبراطورية العثمانية 1299 – 1923 الباع الطويل في عمليات التصفيات العرقية ! ، فقد جاء في موسوعة الهولوكوست ، ما يلي ( .. وحول عدد ما قتل العثمانيين من الأرمن في سنة 1915 ، فأن الموسوعة تشير الى أن عدد الضحايا ما لا يقل عن 664.000 ، وربما يصل العدد إلى 1.2 مليون خلال الإبادة الجماعية للأرمن .. ).
5 . وقام العثمانيون أيضا بمذابح أخرى ضد الشعب المسيحي ، بناءا على الأختلاف الديني والأثني ، وهي ما يعرف ب    " مذابح سيفو " ، وبدأت الأبادة في صيف 1915 ، وقد جاء في موقع / المعرفة ، بهذا الصدد مايلي ( وتعرف كذلك بالمذابح الآشورية أو مذابح السريان ، وتطلق على سلسلة من العمليات الحربية التي شنتها قوات نظامية تابعة للدولة العثمانية بمساعدة مجموعات مسلحة شبه نظامية كردية ، استهدفت مدنيين من " الآشوريين ، السريان والكلدان " أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى.  أدت هذه العمليات إلى مقتل مئات الآلاف منهم كما نزح آخرون من مناطق سكناهم الأصلية بجنوب شرق تركيا الحالية وشمال غرب إيران ، وتقدر عدد الضحايا بين 250,000 إلى 500,000 شخص ) .   
6 . ومن عمليات الأختلاف الفكري ، أسرد أغتيال المفكر د . فرج فودة ، الذي طالب بفصل الدين عن السياسة والدولة وليس عن المجتمع ، وأعلن من قام بأغتياله ، المدعو - عبد الشافي رمضان ، أنه قتل د . فودة بسبب فتوى د . عمر عبد الرحمن / مفتي الجماعة الإسلامية الذي أفتى بقتل المرتد في عام 1986. ولما سؤل القاتل من أي كتبه عرف أنه مرتد ، أجاب بأنه لا يقرأ ولا يكتب . وكانت للمناظرة الذي حضرها فودة مع محمد خلف الله ، حول ( مصر بين الدولة الإسلامية والدولة المدنية ) وبين الشيخ محمد الغزالي ومرشد الإخوان مأمون الهضيبي والمفكر المصري محمد عمارة . وذلك في معرض الكتاب 1992 ، كانت المطرقة التي دقت المسمار الأخير في نعش حريّة الرأي وقتها من قبل الذين لا يعرفون كيف يجابهون القلم إلا بالرصاص / نقل مع أضافات للكاتب من موقعي أراجيك و www.independentarabia.com .                           
7 . ولو تفحصنا الأزمنة الحالية ، لرأينا أن الحروب والنزاعات تأخذ شكلا سياعسكريا ، ولكن السبب الرئيسي لنشوب هذه الحروب يرجع بالحقيقة الى الأختلافات المذهبية ، فالحرب في اليمن كانت بين الشيعة / الحوثيين ، وبين مجموعة من الدول السنية - هي حرب مذهبية بالأنابة بين محوري المذهب : السعودية الوهابي ، المدعومين من قبل الأمارات والبحرين ، وبين أيران الشيعية . وتتحرك أيران ، من جانب أخر ، في محاور أخرى أيضا ، وفق ثقلها المذهبي " وهذا يتمثل بتدخلها في العراق وسوريا ولبنان . وكذلك تركيا / السنية ، وزعيمها الأخونجي أردوغان ، تمد أذرعها التخريبية في سوريا وليبيا والعراق .. مدعومة بشكل رئيسي من قبل قطر .                                               
القراءة :                                                                                                                                  أن الدين ورجاله يجب أن يبقوا في ركنهم المعد لهم ، وهو تقديم الوعظ الأيماني للمجتمع ، بعيدا عن التدخلات في معترك السياسة ، فيجب ترك الدولة ومؤسساتها لرجالها ، كما يجب فصل الدين عن الدولة ، فهذا التشابك أن حصل ، سيفقد للدين دوره الروحاني والعقائدي ، وبنفس الوقت سيعرقل دور الدولة المكرس لخدمة الشعب ، وما رأينا في الطرح أعلاه ، هو كان نتيجة للتدخلات الدينية ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، في هياكل الدولة ، فالدين يجب أن يمارس في المعبد وليس في أروقة الدول والحكومات ! . فأن حصل عكس ذلك سقطت الدولة والدين معا ! وشواهد التأريخ تدلل على ذلك ! .                                                                                                                                  أولا - بنيت العقيدة المسيحية على الخلاص ، وهذا الخلاص يتأتى من الأيمان بالمسيح ، ولم ياتي نتيجة الجهاد ضد الاخرين ، ففي " رومية 10: 9, 10, 13 تنص على : لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ . لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ . لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ " ، فلا قتل ولا تكفير ، لأن الأيمان بالمسيح هو الخلاص ! ، وفي نفس السياق يقول المسيح في أنجيل يوحنا ( 11 : 25 " قَالَ لَهَا يَسُوعُ : أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ . مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا " ) ، فليس من وعود لنيل ملكوت السماوات ، عن طريق تصفية المخالفين . والكنيسة بعد مخاض كبير أبتعدت عن السياسة ، والعصور المظلمة التي كانت للكنيسة الكلمة العليا بها ، انتهى زمانها ، ففي موقع arknowledge.net يقول د. سمعان مجيد إلياس ( كان للكنيسة قوة في العصور الوسطى وسلطة على الناس ، وقد تم تخصيص الملوك لحماية الدين والكنيسة الكاثوليكيه الرومانية ، وقد قدم الناس مساهمات كبيرة للكنائس ، وكانت الكنيسة ترغم الناس على دفع حوالي 10% من أرباحهم . حتى أصبحت الكنيسة هي المؤسسة الاكثر نفوذا في العالم ) .. أما في العصر الراهن ، فأن الكنيسة ، أصبحت واجهة للدين وللحياة المجتمعية وليس من دور سياسي لها . وأصبح الخطاب الكنسي يتمحور على المسيح وتعاليمه بعيدا عن معترك السياسة ، وفقد رجال الكنيسة الثقل  الدولي وأصبحت قيمتهم رمزية ، وانعكس كل هذا على خطابهم الديني المكرس لنهج المسيح في الخلاص والمحية .                                                                              ثانيا - أما بالنسبة للأسلام ، فلم يتطور خطابهم ، وظل في غياهب الماضي ، فالاسلام تراثه لا يقبله العقل ، لأنه خارج متطلبات العصر ، ونصوصه دموية ، كالنص التالي ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 29 سورة التوبة ) ، ونصوصا أخرى تلغي باقي الاديان ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران ) ، أن هذا التراث المتحجر جعل من الأسلام ورجاله في عزلة تامة ، ومن جانب أخر ، تدخل رجال الأسلام في مفاصل الدولة - بشؤونها وقراراتها ، مما أدى الى خراب الدين والدولة معا ، أضافة الى تدخلاتهم الأخرى المذهبية والفكرية ، والمتفحص للدولة الدينية ، كأيران ، أو الدول التي يتحكم بها الدين كالعراق والسعودية والسودان .. ، يلاحظ أن الدين  قد عطل العجلة المؤسساتية للدولة ، وما حدث من نزاعات وحروب كالحرب العراقية الأيرانية 1980 – 1988 أكبر دليل على ذلك ..                                  " فعندما يتحكم الدين بالقرار السياسي ، يصبح الدين لعبة وتكتيك ، بينما هو عقيدة وأيمان " . 

 







166
                                           ضيعة ضائعة .. يا سيادة الرئيس - بشار الأسد 
أستهلال :                                                                                                                              هذا مقال مختصر مؤسس على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد في جامع العثمان في يوم 7.12.2020 / يمكن للمهتمين مشاهدة الخطاب كاملا على اليوتيوب ، والخطاب جاء تعقيبا على خطاب وزير الأوقاف السوري عبدالستار السيد - الذي أوضح فيه ( أنه " لولا المؤسسة الدينية لكان التطرف والفكر التكفيري قد انتشر في مناطق كثيرة من الجغرافيا السورية " ، محذرا من خطر " فصل الدين عن الدولة " ، الذي يخدم جماعات " الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة " .. / نقل من موقع سبوتنك ) . وأرى أن عملية عدم فصل الدين عن الدولة ، معقدة ! ، وذلك لأن النسيج الديني السوري أكثر تعقيدا ، لأنه يتكون من الأطياف التالية ( المسلمين - السنة ، الشيعة الأثني عشري ، العلويون ، الأسماعيليون ، والدروز والمسيحيون واليهود واليزيديون .. ) . فكيف سيكون التوفيق بكل هذه الحزمة الدينية المتشعبة !! .
 
الموضوع :                                                                                                                         أنبرى الرئيس " المؤمن " بشار الأسد ، خطيبا كشيوخ الأسلام ، في جامع العثمان متناولا قضايا عقائدية " معقدة " ، هو أبعد الناس عن مضمونها ! - أمام جمع غفير من رجال وشيوخ الدين السنة وسيدات يعملن بالحقل الديني .. ، مخاطبا الجمع ب " العلماء والعالمات " !! ، من هذه المواضيع : عروبة سوريا ، عربية القرآن ، عروبة الرسول / على أساس أنه كان مستعربا وليس عربيا ! ، وتكلم بأسهاب بالأخص عن لغة القرآن / مبررا وجود بعض المفردات غير العربية فيه كالسريانية .. ومؤكدا في الوقت ذاته ، على خطاب وزير الأوقاف في مقولة " عدم فصل الدين عن الدولة " ! .
القراءة :                                                                                                                                  أولا - من الذي أوجد التطرف في سوريا ! ، ومن الذي جذره في المجتمع السوري ! ، ومن أي كتب نهل النشأ ليكون متطرفا ! ، وكيف تأسست المنظمات الأرهابية الأسلامية في سوريا ، كجبهة النصرة والقاعدة وداعش والأخوان المسلمين وجبهة تحرير سوريا الإسلامية وغيرها . فمن المؤكد أن الجوامع والمساجد والجمعيات التي تعمل تحت مظلة المؤسسة الدينية في سوريا ، هي التي نهلت منها الجماعات الأسلامية لتكون متطرفة وتكفيرية ، فالكلام من أن المؤسسة الدينية منعت التطرف ، هذا كلا عار عن الصحة : فأن المؤسسة الدينية هي التي ساهمت في التطرف ، وليست هي التي منعته !! .   
ثانيا - أن المؤسسة الدينية بكل قطاعاتها وبكل مفاصلها وبكل قياداتها ، كانت تبث خطبا ، وتنشر كراريس ومنشورات وكتب ، وتعطي دروسا ومحاضرات ، ضمن الفقه السني ، وأن التثقف بهذه الأفكار تهيأ وتعبأ الفرد فكريا للتطرف الديني ، والذي أسس لاحقا للمنظمات الأرهابية . فالمؤسسة الدينية هي بذرة الأرهاب في المجتمع السوري ، حالها حال الأزهر ! ، ولم تكن يوما رادعا له ، لأجله أنتشر الأرهاب في أكثر المدن السورية .
ثالثا - أما قضية فصل الدين عن الدولة ، فهي أشكالية في أي دولة ! ، خاصة الدول العربية ! ، فكيف للتعايش والمواطنة أن يتحققا في أي دولة تخضع فيها قوانين الدولة المؤسسية للدين ، دون القوانين المدنية . فأن ما أكده وزير الاوقاف السوري والرئيس بشار الأسد معا ، بعدم فصل الدين عن الدولة يخالف الدولة المدنية الحديثة ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر أن الرئيس الأسد هو قائد لحزب البعث الذي يحكم سوريا ! ، والبعث حزب علماني وليس حزبا دينيا / أي أن حزب البعث يفصل الدين عن الدولة بمعظم أدبياته ! . فكيف للرئيس أن يؤيد وزيره في مقولة عدم فصل الدين عن الدولة ، لأن هذا المبدأ يتقاطع مع مبادئ البعث الذي يقوده الرئيس . وهذا يعني من جانب ثالث ان الأسد يؤمن بشي ويطبق شيئا اخر!.                         
سيدي الرئيس :                                                                                                                         1 . أذا لم تكن المؤسسة الدينية هي المسؤولة عن الأرهاب في سوريا ، أذن من أين جاء الأرهاب / بكل تنظيماته وجماعاته الى سوريا ! . فهل يمكن أن يفرخ الأرهاب صدفة دون حاضنة رسمية وشرعية ، من داخل الأراضي السورية .
2 . وللتذكير .. من أين جاء هذا العطف على المؤسسة الدينية ! ، والوالد / حافظ الأسد ، والعم / رفعت الأسد ، قد فتكا فتكا بالجماعات الأسلامية السنية قبل عقود ، الجماعات التي هي الأبن الشرعي للمؤسسة الدينية التي تدافع عنها ، ومجزرة حماة أكبر مثال على ذلك ( مجزرة حماة : هي مجزرة حصلت في شُباط/فبراير من عام 1982 حينما أطبقت القوات البرية العربية السورية وسرايا الدفاع حصارًا على مدينة حماة بناءً على أوامر من رئيس البلاد حافظ الأسد وذلكَ لمدة 27 يومًا من أجل قمع انتفاضة الإخوان المسلمين ضدّ الحكومة ، قد أنهت المذبحة التي نفذها الجيش السوري بقيادة اللواء رفعت الأسد فعليًا الحملة التي بدأت في عام 1976 من قِبل الجماعات الإسلاميّة السنية وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين ضدّ النظام .. وقد أختلفت عدد ضحايا المجزرة باختلاف المصادر ولا أحد يعرف الحصيلة النهائية لعدد القتلى خلال ذلك الهجوم ، حيث وثّقت اللجنة السورية لحقوق الإنسان مقتل 40 ألف مدني ، غالبيتهم قضوا رمياً بالرصاص بشكل جماعي ثم تمّ دفن الضحايا في مقابر جماعية . أمّا " روبرت فيسك " الذي كان متواجداً في حماة بعد المجزرة بفترة قصيرة يقول إن عدد القتلى كان 10 آلاف شخص تقريباً. أما " جريدة الإندبندنت " ، فقالت إن عدد ضحايا مجزرة حماة وصل إلى 20 ألفا . / نقل من موقعي عربي بوست والويكيبيديا ) .
3 . سيدي الرئيس ، البلد يحترق منذ عام 2011 ، والسبب الرئيسي لكل هذه النيران هو التطرف الأسلامي ! ، التطرف الذي يدعوا الى توحيد سوريا أسلاميا تحت رايته بقوة الرصاص ، وهذا هو سبب خراب البلاد ! ، فعدم فصل الدين عن الدولة سيزيد من هذه الحريق ، في بلد هاجروا معظم سكانه / المسيحيين بالتحديد ! ، من أجل السلام والأمان ، سيدي : أن الجماعات الأسلامية / المنبثقة من المؤسسة الدينية ، هي النار التي حرقت البلد ! ، وحتى لم تحاول أطفائه .
خاتمة :                                                                                                                               سيدي الرئيس ، أنتم من ناحية تتحالفون مع أيران / الشيعية - وتنضمون للمحور الشيعي للمنطقة ، ومن ثم تستوردون عدة وعتادا وخبرة من روسيا / ذات الجذور الشيوعية ، وتستقبلون مليشيات شيعية / لبنانية عراقية و.. ، كي تحارب معكم ضد المنظمات التكفيرية ذات الأغلبية السنية ، ومن ناحية ثانية ، خطابك الديني الأخير في جامع العثمان يغازل الجماعات السنية - دون غيرهم ، ومن ناحية ثالثة تعمل على تدريس المذهب الشيعي في سوريا ، فقد جاء في موقع / أيلاف ، بهذا الصدد التالي ( يخاف معظم السوريين من أن يكون مرسوم بشار الأسد بتدريس المذهب الشيعي الاثني عشري في المناهج الدراسية السورية مقدمة جدية لمأسسة التشيع في سوريا .. ) ، وفي الأخير مذهبيا ، أنت لست أثني عشريا ، بل انك علويا ! ... حقا سيدي الرئيس المؤمن : " أنها ضيعة ضائعة " ! .

167
                                              قراءة نقدية للقراءأت القرآنية


مقدمة :
ليس الغرض من هذا المقال المختصر تقديم سرد لموضوعة قراءأت القرآن ، وذلك لأن الموضوع متناول وبالتفصيل ، مع الكثير من التفاسير ، وبمصادر لكبار الفقهاء ، ومن وجهات نظر مختلفة - وفق منظور المذاهب الأسلامية المتعددة ، وذلك في الكثير من المواقع المتخصصة .. ولكن ما سأقدمه هو وجهة نظري النقدية للقراءأت القرآنية . وسوف أقدم بعض الأضاءات المختصرة حول القراءات ، قبل عرض قراءتي الخاصة .

الموضوع :                                                                                                                               1 . لغرض الأطلاع السريع للقراء عامة ، ولغرض أجمال الموضوع بداية ، أود أن أبين في ما سرد وباختصار في موقع / أسلام ويب ، حول " ان الفرق بين القرآن والقراءات " ( وقد بين الفرق بينهما الزركشي في البرهان في علوم القرآن فقال:  واعلم أن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان:  فالقرآن هو : الوحي المنزل على محمد للبيان والإعجاز.  والقراءات هي : اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتابة الحروف أو كيفيتها من : تخفيف ، وتثقيل وغيرها ..) .
                       
2 . ويجب ان نفرق بين " نزول " القرآن على سبعة أحرف وبين القراءات السبع ، فهما موضوعين مختلفين ! ، وذات الموقع السابق يبين التالي ( فقد ثبت في الصحيحين عن ابن عباس : أن رسول الله  "أقرأني جبريل على حرف فراجعته ، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".  وقد اختلف العلماء في معنى هذا الحديث اختلافاً كبيراً ، وليُعلم أن العلماء اصطلحوا بعد ذلك على تقسيم قراءات القرآن إلى سبع قراءات ، حتى توهم عوام الناس أن القراءات السبع التي اصطلح عليها العلماء هي بعينها الأحرف السبعة الواردة في الحديث السابق ، وهذا خطأ . وقد اصطلح العلماء كذلك على تقسيم قراءات القرآن إلى عشر قراءات ، فأضافوا إلى القراءات السبع ثلاث قراءاتٍ أخرى ، كلها متواترة .. ) .
   
3 . قراءة القرآن ، قراءات مختلفة ، ولكل جماعة قراءة خاصة محددة لها ! ، فهذا موقع / نون للقرآن وعلومه ، يبين بعضا من هذه الأختلافات ، أنقلها بأختصار (  قال الأصفهاني في تفسيره ، كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة ، وهي قراءة العامة التي قرأ بها رسول الله على جبريل في العام الذي قبض فيه ، وبقي الذين قرأوا قراءات مخالفة لمصحف عثمان يقرأون بما رووه لا ينهاهم أحد عن قراءتهم ولكن يعدونهم شذاذا ولكنهم لم يكتبوا قراءتهم في مصاحف بعد أن أجمع الناس على مصحف عثمان ، قال البغوي في تفسير قوله تعالى " وطلح منضود " عن مجاهد وفي الكشاف والقرطبي - قرأ علي بن أبي طالب " وطلع منضود " بعين في موضع الحاء ، وقرأ قارئ بين يديه " وطلح منضود " فقال : وما شأن الطلح ؟ إنما هو " وطلع " وقرأ " لها طلع نضيد " فقالوا أفلا نحولها ؟ فقال إن آي القرآن لا تهاج اليوم ولا تحول ، أي لا تغير حروفها ولا تحول عن مكانها فهو قد منع من تغيير المصحف ، ومع ذلك لم يترك القراءة التي رواها .. ) . أي أن الجماعة المحيطين بالرسول كانوا يقرأون القرآن كما يقرأءه محمد ، والأخرين كان لهم قرائتهم الخاصة بهم ! ، هذا والرسول حي ! . وبذات الوقت يعدلون ويصححون من كلمات الأيات ! .

4 . ولكن القراءات ، ليس كما ذكر الفقهاء أختلاف الحروف في " التخفيف ، والتثقيل وغيرها " - التي ذكرت في النقطة "1" أعلاه ، فهناك في القراءات تغيير في النص أيضا ، وذات الموقع السابق يبين التالي (( .. قد يؤخذ من كلام أبي علي الفارسي في " كتاب الحجة " أنه يختار حمل معنى إحدى القراءتين على معنى الأخرى ، ومثال هذا قوله في قراءة الجمهور قوله تعالى " فإن الله هو الغني الحميد  / سورة الحديد " ، وقراءة نافع وابن عامر " فإن الله الغني الحميد " بإسقاط ( هو ) أن من أثبت " هو " يحسن أن يعتبره ضمير فصل لا مبتدأ ، لأنه لو كان مبتدأ لم يجز حذفه في قراءة نافع وابن عامر .. )) .

5 . تعددت القراءات ووصلت الى عشرة قراءات ، حيث بين موقع / موضوع ، التالي ( أوجه اختلاف القراءات العَشْر هو في أوجه القراءات العَشْر يتفرّع إلى سبعة أوجهٍ ؛ الأوّل : الاختلاف في الحركات فقط دون التغيير في معنى الكلمة أو صورتها ، والثاني : الاختلاف في المعنى دون الصورة ، والثالث : الاختلاف في الأحرف ، وتغيّر المعنى وبقاء الصورة نفسها ، مثل : تبلوا ، وتتلوا ، والرابع : التغيير في الأحرف والصورة دون المعنى ، مثل : الصراط والسراط ، والخامس : الاختلاف في الصورة والأحرف ، مثل : يتأل ويأتل ، والسادس : الاختلاف في التقديم والتأخير ، مثل : قاتلوا وقتلوا ، والسابع : الزيادة والنقصان ، مثل : وصّى وأوصى .. ) .

6 . وأود أن أبين الفرق بين القراءة والرواية ( إنّ القراءة هي اختيار الإمام الطريقة التي يقرأ فيها اللفظ القرآني كما وصله بسند متّصل إلى الرّسول ، وتنسب إلى إمام من أئمة القراءة ، أمّا الرّواية فهي نقل الراوي لكيفيّة قراءة الإمام ، ولكلّ قارئ راويان ، كرواية ورش عن عاصم .. / نقل من نفس المصدر السابق ) ، وسوف أسرد فيما يلي عددا من القراءات المتداولة من موقع / بيت العلم  ( عدد القراءات الصحيحة للقرآن الكريم هو 10  قراءات ، والقراءات كالتالي : قراءة نافع المدني ، قراءة ابن كثير المكي ، قراءة أبي عمرو البصري ، قراءة ابن عامر الشامي ، قراءة عاصم الكوفي ، قراءة حمزة الكوفي ، قراءة الكِسائي الكوفي ، قراءة أبي جعفر المدني ، قراءة يعقوب البصري ، قراءة خَلَف ) .

القراءة :                                                                                                                                   أولا - لا زال الفقهاء وشيوخ الدين يجملون من الوضع العقائدي للقرآن ، ويركزون على أقل عدد من القراءات القرآنية ، ولكن المفكرين الموضوعيين يسردون غير هذا العدد / القراءات العشر ، فقد بين د . يوسف زيدان ، بوجود أكثر من 11 ألف قراءة للقرآن ، فقد جاء في موقع / بوابة مصر ، التالي أنقله بأختصار (( زعم د . زيدان ، أنه لا يوجد نسخة موحدة للقرآن ، وأن علماء الدين واللغة على مر السنوات الماضية كانوا يضعون اجتهاداتهم في ذلك . وقال زيدان إن هناك 11 ألف قراءة للقرآن ، بـ11 ألف معنى ، نافيا ما هو مترسخ بذهن الناس أن عبارة " المصحف العثماني " ، تعود إلى عثمان بن عفان ، قائلا إنها لشخص متأخر قبل سنوات ليست بالبعيدة ، ووضع عليها جميع اجتهاداته ، كما قال زيدان إن غالبية المفسرين ، لا يتعاملون بالطريقة المثالية لتفسير القرآن ، وبين : أن  صيغ القرآن المختلفة قابلة لقراءات لا حصر لها ، مضيفا أن المؤلف حاجي خليفة له كتاب اسمه ( كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ) ويقول فيه ، إن عدد القراءات للنص القرآني وصل إلى 11 ألف قراءة هي عدد المدن والنواحي العربية )) ، وهذا المؤلف هو مصطفى بن عبد الله الشهير ب " حاجي خليفة " ويعرف كذلك بلقبه كاتب جلبي (1609 م - 1657 م) / ولد بالقسطنطينية ، جغرافي ومؤرخ عثماني ، عارف للكتب ومؤلفيها ، مشارك في بعض العلوم . صنفه ( فرانز بابنجر) كأكبر موسوعي بين العثمانيين .         

ثانيا - لو فرضنا جدلا وجود 11 ألف قراءة قرآنية / وفق كلام المؤرخ العثماني " حاجي خليفة " ، ولو قلنا من جانب أخر أن هذا الرقم جدا مبالغ به ، ولو قبلنا بأقل نسبة عددية من هذا الرقم ، مثلا " ألف قراءة " ، فماذا يعني هذا ! ، أعتقد يعني وجود ألف قرآن يختلف أحدهما عن الأخر " ضبطا وتشكيلا ، و زيادة كلمات أو ضمائر أو أحرف ونقص أخرى ، مع الأختلاف في المعنى الكلمة أو صورتها - أو الأثنين معا .. " وقس على ذلك !! .                                                           

ثالثا - يضاف الى كل ذلك ، المشاكل التي تحصل في القرآن المترجم ، فكيف نترجم مثلا أية ( الحاقة 1 ما الحاقة 2 وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّة 3 / سورة الحاقة ) ، والذي تفسيرها : " تعظيما ليوم القيامة كما تسمعون " ، لأن القرآن لا يمكن ترجمته كباقي الكتب ! ، بمعنى أخر أن القرآن أضافة الى المشاكل السابقة / التي ذكرت في أعلاه ، يضاف أليه الصعوبة الخاصة في ترجمته ! ، فالقرآن أذن مختلف في معانيه ومقاصده وصوره ورسمه من بلد الى أخر ! ، والذي يقرأ في المغرب العربي ليس كالذي يقرأ في مصر أو باقي أفريقيا ! .                                                                                     

رابعا - ومن باب علم الأحصاء ، فأذا كان في القرن السابع عشر هناك 11 ألف قراءة للقرآن / وفق المؤرخ العثماني حاجي خليفة ، فكم قراءة ستكون لدينا ونحن في القرن الواحد والعشرين ! ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، يقول الفقهاء أن : " الأدلة الواردة في القرآن الكريم التي تدل حفظه من الضياع أو الزيادة والنقصان هي قوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9 ، وتفسيرها وفق الإمام الطبري : ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ) وهو القرآن ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال : وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما ليس منه ، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه ، عن قتادة : ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال : حفظه الله من أن يزيد فيه الشيطان باطلا ، أو ينقص منه حقا.. / نقل بأختصار من موقع الأسلام " . هذا الأية وتفسيرها الوارد في أعلاه يوقعنا في أشكاليات لا حصر لها ، وذلك لأن الأية تتكلم عن أن " الله يحفظ القرآن من الزيادة والنقص .. " !! ، وكيف التعامل مع أية أخرى في نفس السياق ( قُرْآنٌ مَجِيدٌ 21 * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ 22 / سورة البروج ) ، وتفسيرها " في لوح محفوظ من الزيادة فيه والنقصان منه عما أثبته الله فيه / وفق تفسير الطبري " ، فالقرآن المحفوظ منذ الأزل عند الله ، وبه ألاف القراءات .. ، وانا أتساءل كفرد عاد ، أذا كان الله يحفظ القرآن وللقرآن 11 ألف قراءة ، فكيف الحال لو لم يحفظه الله !!! .                                                                                                     

خاتمة :                                                                                                                                      من كل ما سبق نلاحظ أن معظم المسلمين يقراؤن ولا يفهمون ما يقرأؤن ! ، يرتلون ويجهلون ما يرتلون ! ، يحفظون القرآن عن ظهر قلب دون علم بما يحفظون ! - فهل ما يقرؤونه ويرتلونه ويحفظونه هو قرآن محمد ! ، وهل هو ذات ما أنزل على محمد ! . أن الأهمية هي في أن نفهم ما نقرأ ، وليس في حفظ ما نقرأ ! .. أن القراءات القرآنية أشكالية مستمرة ومتفاقمة ! ، وهذا الأمر يجرنا الى " أي قرآن نقرأ الأن " ، لأن المسلم وحتى المطلع والمثقف عقائديا ، وحتى أن عرف أسماء بعض القراءات القرآنية ، لكنه يجهل أختلافها وتوظيفها في النص القرآني ، لذا مصحف الشرق يختلف عن مصحف الجنوب ! ، والمسلمون صامتون ومسلمون أمرهم الى شيوخهم وهم معصوبوا العيون ! . 


168
 قراءة في تدويل أن " الأنجيل " محرف ! 
المقدمة :                                                                                                                                      يدعي رجال الأسلام من شيوخ ودعاة من أن الأنجيل محرف ! ، وفي هذا البحث المختصر سنبحث في هذا الموضوع ، بشكل حيادي ، بعيدا عن العواطف والأنتماءآت الدينية ! . وأن النصوص القرآنية تتطرق أيضا للتوراة أنه محرف ! ، ولكني سأتحدد بالأنجيل فقط .                                                                       
الموضوع :                                                                                                                             أولا وفق النص القرآني هناك أقرار كامل وتام بالتوراة والأنجيل ككتابين سماويين ، وذلك وفق ما جاء في سورة آل عمران/3-4 ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ . مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ) ، وجاء في نفس السياق في سورة المائدة/48 ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) .                                                                                                       ولكن شيوخ الأسلام يستندون على بعض النصوص ، ومنها ( أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) البقرة/75. و ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) المائدة/13. ويؤكدون على أن هذين النصين تفيدان بتحريف الأنجيل .
* وللمثقف المطلع ، أقول أن قراءة معمقة للنصين الأخيرين ، نلاحظ أنهما لم يذكرا أي دلالة واضحة على أن المقصود هو الأنجيل . ثم يضيف بعضهم النصين التاليين ، على أنهما دليلين آخرين على تحريف الأنجيل ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران/78. ولكن هذا النص المقصود به القرآن وليس الأنجيل ، وذلك لتعدد قراءآت القرآن لذا ، أختلفت الألفاظ والمعاني ( لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ ) ، أما النص ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) البقرة/79. فالمقصود به هو تعدد المصاحف ، وهذا لا ينطبق على الأنجيل بل ينطبق على القرآن ، حيث جاء ب  "موجز دائرة المعارف الإسلامية" (ج26 ص 8175) ، ما يلي : ـ " كان النص القرآني الذي اعتمده عثمان بن عفان مجرد نص واحد بين نصوص أخرى وجدت خلال القرون الأربعة الأولى للهجرة " وأضافت: " وثمة مصاحف أخرى ارتبطت بعدد من الصحابة يقال أنها انتعشت في الكوفة والبصرة والشام . " / نقل من da3wat-mahabbah.blogspot.com .
* أي أن النص الأخير من سورة البقرة يدلل على كتابة نسخ مختلفة للمصحف ، وهو أمر غير متفق على عددها ، فقد جاء في موقع / نداء الأيمان ، التالي ( وقد اختلف في عدد المصاحف التي كتبت في عهد عثمان ، ووجّه بها إلى الأمصار فقيل ستة ، وقيل أكثر من ذلك ، وقال القرطبي في تفسيره : قيل سبعة ، وقيل أربعة .. ) ، كذلك أمر الخليفة عثمان ، بحرق باق نسخ المصاحف التي تخالف المصحف الذي أعتمده ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب ، التالي ( فقد روى البخاري في صحيحه أن الصحابة لما كتبوا المصاحف أرسل عثمان إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق ، وفي رواية للطبراني وابن أبي داود : وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي أرسل به. ) ، هذا الأمر كان في عهد الخليفة عثمان ، فكيف الحال بعدد المصاحف التي كتبت بالعهود اللاحقة ! .
القراءة :                                                                                                                                                    1 . ليس من خيار أمام رجال الأسلام - من أجل البقاء ، سوى " تسويق " فكرة  أن " الأنجيل محرف " ، وذلك لأن هذا الموضوع يجذب الأنظار للأسلام كمعتقد أوحد ، ولكنهم يفشلون في كل مرة بتمرير الفكرة ، ويبقون دوما يقاومون الرفض من أجل الأستمرار بدعواهم ، وأيضا من أجل مصالحهم - أي تكريس التجارة الدينية التي ينشط بها الشيوخ والدعاة ! . 
2 . المشكلة عند شيوخ الأسلام واحدة لا غير ! ، وهي أن الأنجيل المتداول بين المسيحيين لا يعترف بمحمد كرسول أو كنبي ، ولا يبشر به / أي في الأنجيل ، كرسول سيأتي بعد المسيح ! ، ولو تضمن الأنجيل الحالي ولو ب " أشارة " لمحمد لكان الأنجيل المتداول هو الأنجيل الحق الغير محرف .                                                                                                                               
3 . السؤال الأهم : أين الأنجيل الأصلي / غير محرف – هل يملك المسلمون نسخة منه ! ، بالطبع الجواب : كلا ، وبما أن الأنجيل هو أنجيل يسوع المسيح ، فأتباعه هم الذين يعرفون المحرف من غير محرف ، ولذا الكنيسة حيدت عددا من الأناجيل غير معترف بها كنسيا ، فقد جاء في الموقع التالي https://st-takla.org ما يلي : ( هناك أناجيل غير قانونية منها أنجيل يعقوب ، انجيل العبرانيين ، أنجيل المصريين وأنجيل بطرس .. ) .
4 . أكثر من ستة قرون تفصل بين المسيحية والأسلام ، فكيف لمعتقد جاء بعد حقب تعد بمئات السنين أن يحكم على كتاب - لمعتقد ديني أخر ، بأنه محرف أو لا ! . من جانب أخر أن رجال الأسلام لا بد لهم أن يحكموا على باقي المعتقدات بأنها محرفة ، وذلك حتى يسوقوا لنص قرآني أخر وهو : ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران ) ! .                       
الختام :                                                                                                                                   أن الأسلام سوف لم ولن ينتصر لا " بموضوعة تحريف الأنجيل " ، ولا بمفهوم " أن الأسلام هو الدين الأوحد عند الله " ، ولا بشعار أن " الأسلام هو الحل " ، وسيبقى مادة للأخذ والرد والقبول والرفض والأعتراف والنكران للمسلمين ولغير المسلمين على مدى الدهر !! .

169
                                          الخلافة الراشدة بين الوهم و الحقيقة 
 أستهلال :                                                                                                                               لا زال التأريخ الأسلامي بضاعته فاسدة ! ، ليس من حدث أو واقعة - يمكن التحقق من حدوثها أو لا ، وليس من عهد أو حكم أو ملك أو قائد .. ، يمكن التأكد من صلاح أو فساد عهده ، أو هل هذا الحاكم أو ذاك ، كان عادلا أم ظالما ، بل بعض الأحداث أو الرجال أو الشخصيات مجرد وهم - من أختراع كتبة التأريخ بذاتهم ! ، فتأريخنا الأسلامي مملوء بالتضليل والكذب والتدليس والتهويل والغلو ! . والخلافة الراشدة أحد هذه العهود المأزومة بصحة المروي عنها .
الموضوع :                                                                                                                             لم تكن الخلافة الراشدة راشدة ! ، وسأسرد بعض المحطات - مع هوامش ، ومن ثم سأعرض قراءتي الخاصة لها :                        1 . فهذا الخليفة الأول بعد رسول الأسلام ، أبو بكر الصديق / 50 قبل الهجرة - 13 هج ، خلافته سنة 11 هج ، ودامت أقل من ثلاث سنين ، يعفو عن أعمال خالد بن الوليد ( إقدام خالد على قتل مالك بن نويرة ، أدى إلى غضب بعض الصحابة ، ومنهم عمر بن الخطاب الذى طلب من أبى بكر الصديق عزله ، وقال له « إن فى سيفه لرهقًا » ، لكن الصديق أبى وتمسك به قائدًا لجيوشه . ويذكر « ابن كثير » أنه لما عاد خالد إلى المدينة ودخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من عمامة خالد فحطمها ، وقال : أرياء ؟!.. قتلت امرأً مسلمًا ثم نزوت على امرأته ، والله لأرجمنك بالجنادل .. حتى دخل خالد على أبى بكر ، فاعتذر إليه فعذره وتجاوز عنه / نقل بأختصار من موقع الدستور ) ، وفي حروب الردة لأبي بكر الكثير من الفظائع الشنيعة ، التي لا تتوافق مع كونه أحد المبشرين بالجنة ، منها  ( وكان أبو بكر / وكما أمر قادة الجيوش ، ورغم ظاهره السمح والمعتدل ، حازماً جداً في قمع المتمردين ومعاقبتهم ، فبعض الروايات تتحدث عن تعامله مع الفجاءة السلمي - إياس بن عبد ياليل ، وتقول : ذهب إياس إلى أبي بكر ، وأخذ منه سلاحاً وعتاداً ليقاتل أهل الردة ، إلاّ أنه أغار على المسلمين بتلك العدة ، فأمر أبو بكر بعد إلحاقه الهزيمة به وإلقاء القبض عليه أن تضرم نار على حطب كثير في مصلى المدينة ، ثم رمى به فيها مقموطاً / نقل من موقع ويكي شيعة ) ، أما كان لأبي بكر أن يكتفي بقتله ! ، لهذا قامت داعش بحرق الطيار الأردني منذر الكساسبة / بعد 1400 سنة من واقعة الفجاءة ، أقتداءا بخليفة رسول الله !! .                                                                                       
2 . عمر بن الخطاب / 40 قبل الهجرة – 23 هج ، تولى الخلافة سنة 13 هجرية ، وقد شهد عصر عمر إيثارا للقرشيين بالمناصب السّياسيّة مقابل إقصاء الأنصار رغم مؤهلاتهم الدّينية و السّياسيّة المشهود لها ، وهو شبه إنكار للدّور الأساسي الذي لعبوه في دعم الدّين الجديد .. وكان عمر يأخذ جزية حتى من تجارة الخمور والخنازير ، فقد جاء في كتاب الخراج ل أبو يوسف / الموسوعة الشاملة ( ويؤخذ من اليهود والنصارى والصابئين والمجوس بالقيمة ولا يؤخذ منهم في الجزية ميتة ولا خنزير ولا خمر فقد كان عمر ينهى عن أخذ ذلك منهم في جزيتهم وقال : ولوها أربابها فليبيعوها وخذوا منهم أثمانها هذا إذا كان هذا أرفق بأهل الجزية ) ، المهم عند عمر جمع المال حتى وأن كان مصدره حراما ! ، محرما وفق النص القرآني ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ .. / سورة المائدة: آية 3 ) و ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان / سورة المائدة 90 - 91 ) ، ما كان أصله حرام فكيف يؤخذ منه جزية ! ، ومن أفعاله التي تخالف العقيدة ، انه قد أوقف سهم المؤلفة قلوبهم ، الواردة بها نص قرآني صريح ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم 60 / سورة التوبة ) ، وأوقف أيضا عقوبة قطع يد السارق في عام الرمادة / سنة 18 هج - عام مجاعة ، حيث خالف النص القرآني ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ / 38 سورة المائدة ) .
3 . عثمان بن عفان / 47 قبل الهجرة - 35 هج ، تولى الخلافة 23 هجرية ، تميز حكمه بتفضيل أهله وقومه من الأمويين على باقي القبائل ، وقد جاء في موقع ar-ar.facebook.com ( بدأ يظهر النقد لعثمان في وسط الصحابة إزاء تجاوزاته التي أصبحت كثيرة في نظرهم . و من أخطاءه الجسيمة التي ارتكبها عثمان من وجهة نظر الصّحابة  تعيين شقيقه من أمه ، الوليد بن عقبة ، عاملاً في الكوفة ، بدلاً من سعد بن أبي وقاص ، وتعيين عبدالله بن عامر ، عاملاً على البصرة ، بدلاً من الصحابي المشهور أبو موسى الأشعري . كما أفرط الخليفة عثمان في محاباته لعائلته وتسهيلاته للأمويين . ) ، أما مقتله فكان دليلا على أن القبائل لا تدين ألا بالقوة والسلطة والسياسة ، حتى للذي قال عنه رسول الأسلام " إني لأستحيي ممن تستحي منه الملائكة " ، فقتل عثمان قتلة شنيعة - وهو من العشرة المبشرين بالجنة ، فقد جاء في موقع / المرسال ، حول مقتله التالي ( قتل سنة 35 هج ، و كان رجلا طاعنا في السن حيث كان عمره وقتها 82 سنة ، و يقال بأن عدد من شاركوا في قتل عثمان حوالي ألفين رجل ، و يقال بأن قاتل عثمان هو رجل اسمه كنانة بن بشر التجيبي ، و يقول آخرون بان قاتل عثمان هو سودان بن حمران السكوني ، وقتل وهو يقرأ القرآن و هو عند آية : “ فسيكفيكهم الله ”، و يقال أنهم طعنوه عدة طعنات و يقال انهم ذبحوه ، و كان يحمل كتاب الله في يديه ، و سقط المصحف على الأرض ، و يقال أن القاتل ركل المصحف برجله ) ، هكذا قتل ذو النورين ، و زوج بنتي محمد رسول الأسلام ، رقية وأم كلثوم .
4 . علي بن أبي طالب / 23 قبل الهجرة - 40هج ، تولى الخلافة 35 هج ، من أهم مؤشرات ولايته ، انه خاض حربين قتل بها عشرات الألاف من الصحابة وحافظي القرآن ، وهما : معركة الجمل 36 هج ، ومن موقع العتبة الحسينية المقدسة ، أنقل ملخصا حسب الرواية الشيعية ( وكان طلحة والزبير من أهم الناقمين على علي ، وكانت قضية المطالبة بدم عثمان افضل حجة و ستارا لتغطية مآربهم ، ولذلك جعلت لهم حافزا في تحفيز جيشهم باستعمال عائشة بنت ابي بكر التي تعتبر جانب التعبئة الروحية لهم وينقل انها كانت من المحرضين على الاطاحة بخلافة علي ، وتبعها الكثير من التفاصيل التي منها مطالبة الامام علي بمجانبة الحرب و حقن الدماء ولكن لم ينفع نشده لهم وانتهوا الى الحرب بينهم التي أسفرت عن قتل ستة عشر آلاف وسبعمائة وسبعون رجلاً من أصحاب الجمل وأربعة آلاف رجل من أصحاب علي ، وانكسار جيش أصحاب الجمل ) ، معركة صفين 37 هج - خدعة رفع المصاحف ، وهي معركة جرت بين علي ومعاوية بن أبي سفيان ، ووفق موقع arabic.al-shia.org كان عدد القتلى كما يلي (( قُتل من الطرفين خلال المعركة (۷۰) ألف رجلاً ، فمن أصحاب معاوية من أهل الشام 35 ألف رجلاً ، ومن أصحاب الإمام علي من أهل العراق 25 ألف شهيداً.)) . ومن أبرز التساؤلات أن معركتي الجمل وصفين تتقاطع مع حديث الرسول ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما ، فالقاتل والمقتول في النار . فقيل : يا رسول الله هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟ قال : إنه كان حريصاً على قتل صاحبه . رواه البخاري ومسلم) .
 القراءة :                                                                                                                                  أولا - ليس من عهد ضم أشكاليات كعهد الخلفاء الأربعة / الخلافة الراشدة ، وأنت قس على أوله ، ففي سنة 11 هج ، بعد موت الرسول - وهومسجى لثلاث أيام في دار عائشة ، كانت هناك سقيفة بني ساعدة ، حيث أخذت الخلافة غصبا من سعد بن عبادة / من الأنصار ، ومنحت لأبي بكر الصديق ، أي بداية عهد الخلافة الراشدة لم تكن راشدة ! ، بل كانت خلافة غاصبة ، دون شورى ( وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ / 38 سورة الشورى) أخذت بعزم وقوة بن الخطاب .   
ثانيا - حكمت عهد الخلافة الراشدة ، ثلاث أقطاب رئيسية ، وهي العقيدة / الأسلام ، والقبيلة / كل خليفة وعشيره ، الغنائم / توزيع الغنائم وفق رأي الحاكم ! هذه المحاور هي التي تحكمت بعهود الخلفاء الأربعة ، وزعوا الغنائم على أهوائهم .                                         
ثالثا - سجل التأريخ الأسلامي أول رشوة في عهد عمر بن الخطاب ، وهي ( رشوة بن معيط الى " يرفا " حاجب عمر بن الخطاب - من حديث د . مصطفى تاج الدين " في حلقة مختلف عليه في 5.7.2020 مع أبراهيم عيسى " ) ، هذا ما سجله التأريخ ، والله أعلم كم الرشى التي دفعت ولم تسرد ! .                                                                             
رابعا - وحتى الخلفاء لم تكن تصرفاتهم وأفعالهم راشدة ، فالآتي تصرف علي بن أبي طالب مع جارية وبوجود فاطمة زوجه ! ( يروي القمي والمجلسي عن أبي ذر أنه قال : كنت أنا وجعفر بن أبي طالب مهاجرين إلى بلاد الحبشة ، فأُهديت لجعفر جارية قيمتها أربعة آلاف درهم ، فلما قدمنا المدينة أهداها لعلي تخدمه ، فجعلها عليّ في منزل فاطمة ، فدخلت فاطمة  يوماً فنظرت إلى رأس عليّ في حجر الجارية ، فقالت : يا أبا الحسن !! فعلتها ؟؟ فقال : والله يا بنت محمد ما فعلت شيئاً ، فما الذي تريدين ؟ قالت : تأذن لي في المسير إلى منزل أبي رسول الله . فقال لها : قد أذنت لك ، فتجلببت بجلبابها ، وأرادت النبي . / نقل من موقع أيلاف ) .                                                                                         
خامسا - عمر بن الخطاب تخدمه أماء متبرجات ، ( فقد قال البيهقي في سننه 3222 : أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْحِرَفِيُّ بِبَغْدَادَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : " كُنَّ إِمَاءُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَخْدِمْنَنَا كَاشِفَاتٍ عَنْ شُعُورِهِنَّ تَضْرِبُ ثُدِيّهُنَّ " / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) ، أذا كان الخليفة العادل الفاروق عمر بن الخطاب ، جواريه كذلك ، فأي رشد في الخلافة الراشدة ! .                               
خاتمة :                                                                                                                                    في التأريخ الأسلامي لا يمكن الوصول الى الحقيقة ، وذلك لتحكم ثلاث عناصر بها - والحقيقة تائهة بين هذه العناصر :    " الحاكم والكاتب من جهة ، وبين حقيقة الواقعة ذاتها " ، فبعض الحوادث لم تحدث وتسرد ! ، وبعضها حدثت ولم تسرد ! والبعض الاخر حدثت وسردت وسيف الحاكم فوق رقبة الكاتب ! أي تسرد وفق رؤية الحاكم ! ، لذا من الصعب الولوج الى كنهها ، وبالنسبة للخلفاء الأربعة / أو ما يسمى الراشدون ، هو أحد هذه المواضيع التي تنطبق عليها ما ذكرت . ومن أهم المراجع الذي أعتمد في سير الخلفاء هو كتاب ( سير أعلام النبلاء للأمام الذهبي - المتوفي سنة 748 هج / 1374 م ) ، أي تفصل سبعة قرون بين وقوع الحدث وبين كاتب الحدث ! والتساؤل : هل ما سرد حول الخلفاء كان " حقيقة أو وهم " .


170
                                                أضاءة أستباقية ل " زيارة البابا للعراق "
الموضوع :                                                                                                                                           ( أعلن # الفاتيكان # الأثنين 7.12.2020 ، أن البابا فرنسيس يجري زيارة غير مسبوقة لحبر أعظم للعراق من 5 آذار إلى 8 منه 2021 ، في أول رحلة خارجية له منذ تفشي جائحة كوفيد - 19. وقال الناطق باسم الفاتيكان ماتيو بروني في بيان : " تلبية لدعوة جمهورية # العراق والكنيسة الكاثوليكية المحلية ، يجري البابا فرنسيس زيارة رسولية للبلد المذكور من الخامس من آذار 2021 الى الثامن منه . وسيزور بغداد وسهل أور المرتبط بذكرى إبراهيم ومدينة اربيل ، وكذلك الموصل وقرقوش في سهل نينوى". / نقل من موقع  النهار ) . علما أن مسيحيي الموصل مهجرين الى أقليم كردستان من قبل داعش ، منذ 6 – 10 حزيران 2014 ، فمن سيتقبل البابا في الموصل ! .
القراءة :                                                                                                                                          سيدي البابا ، زيارتك سوف لا تقدم شيئا لشعب العراق المنكوب عامة / وبذات الوقت سوف لا تضيف أي ناحية أيجابية للمسيحيين الذين جلهم ينتمون الى تبعيتك الرسولية ، وسأسرد بعضا من الأضاءأت بهذا الصدد :                                                    أولا - حكام العراق نهبوا العراق كثروات ، وجعلوا من أسمه الأعلى في قائمة الفساد ، حيث يحتل " العراق الترتيب 162 من موقع درجات الفساد ، وتحتل الصومال الموقع 180 الأكثر فسادا في العالم / نقل من موقع الحرة " ، فهل تستطيع يا سيدي أن تهدي القوم الفاسدين ! ، حيث مرجعياتهم الدينية - الشيعية والسنية ، لم تقدر أن تهديهم ، فكيف بكم يا سيدي .
ثانيا - حكام العراق جعلوا من شعب العراق من أفقر الشعوب " حيث يحتل العراق من ناحية مستوى الدخل ، المركز 14 عربيا ، والمركز 124 عالميا / نقل من موقع Babnet  " - بالرغم من ثروات العراق الهائلة ! ، فسيدي زيارتكم سوف لن تؤدي الى تحسين مستوى دخل الفرد ، التي أهبطها حكام العراق الى الدرك الأسفل ! .                                                           
ثالثا - سيدي : هل يستطيع الكردينال لويس ساكو / رئيس الطائفة الكلدانية في العراق - والذي تعود مرجعيته لكم ، أن يحثكم أن تطالبوا بدماء المسيحيين - أكثر من 50 شهيدا ، الذين قتلوا في كنيسة سيدة النجاة ببغداد في  30.10.2010 ، وذلك في فترة رئاسة نوري المالكي للحكومة العراقية / والقضية غطي عليها من قبل حكومته ! . بمعنى أخر هل زيارتكم يا سيدي : سترجع حقوق دماء المسيحيين التي ذهبت هدرا ! .                                                                                     
رابعا - سيدي زيارتكم سوف لن تعدل او تقوم من وضع المسيحيين الذين هجروا أو أختطفوا أو سرقت عقاراتهم ، أرى أن الحال سيبقى على ما هو عليه ! ، المهجر سيبقى مهجرا ! ، والمخطوف قد دفع فدية ورجع لذويه أو قتل ، وما سرق قد سرق ، الزيارة سيدي سوف لن تضيف حلا لكل ما حصل ! .
خامسا - التساؤل المهم : هل أوجز الكاردينال لويس ساكو رئيسه الديني " البابا  " ، عن ماهية وضع العراقيين المسيحيين في العراق ! ، وهل أخبره عن معاناتهم ! ، خاصة مسيحيي الموصل ، الذين خسروا أملاكهم وهجروا ! ، وهل أوجزه بالحقيقة كاملة شفافة ! ، أم أوصل له ما يعزز من تشجيعه على الزيارة ! . 
سادسا - تساؤل أهم : بما أن البابا هو أعلى سلطة كنسية دينية في العالم أجمع / بالنسبة للمسيحيين الكاثوليك ، فمن البروتوكولات الدولية أن يكون بأستقباله أيضا شخصيات دينية عليا - مرجعية سنية أو شيعية أو .. ، فهل السيستاني سيستقبل البابا ! / وهوليس له ظهور أعلامي وحتى لا يؤم المصلين ، ومن المرجعيات السنية العليا من سيستقبله ! ، علما أن الكثير من المرجعيات وفق المعتقد الأسلامي تكفر المسيحيين ! ، هذه مجرد تساؤلات ..
سابعا - البابا زعيم روحي ، يتحرك أيدولوجيا وفق مبدأ المحبة والسلام والأخاء ، وحكام العراق ، شلة من اللصوص الذين ليس لديهم قيم لا دنيوية ولا أخروية ، يؤمنون فقط بنهب ثروات بلدهم وسحق شعبهم . فلا يوجد أيا من التجانس الفكري أو الحياتي بين الحكام والبابا ، فليس من الممكن أن تؤتي الزيارة بأي نتائج أيجابية للعراقيين ، فالحكام سعيهم نحو توظيف الزيارة لصالحهم من أجل أضفاء الطابع القانونية لحكمهم ! .. والبابا هدفه توثيق وتركيز المحبة بين الشعوب ، التي هي أخر ما يفكر به حكام العراق .   
خاتمة :                                                                                                                                          الزيارة سيدي – ستتم في الزمن الخطأ ، والمكان الخطأ ، ومع الحكومة الخطأ ، فأنتم سيدي ستستغلون في تعزيز مكانة الكابينة الحكومية دوليا ! ، الحكومة التي قتلت المتظاهرين ، وسرقت قوت الشعب ، وجعلت من الشعب يلهث وراء لقمة العيش ، اللقمة التي سرقها الحكام . لأول مرة في التاريخ يا سيدي ، الحكومة تنظم أنقلابا على شعبها ، من أجل سرقته ووضعه داخل قضبان من الفقر والتخلف والقهر والجهل ! ، سيدي : مع الأسف سنرى وضع وحال المسيحيين بعد الزيارة ، التي من الممكن أن تكون أسوأ من حالهم قبل الزيارة ، وان غدا لناظره لقريب ! .   



171

                                  أزمة التراث الأسلامي والتعايش الأنساني   
 
1 . لا زال بين ( التراث الأسلامي / القرآن والحديث والسنة .. وبين الواقع الأنساني والمجتمعي ، وما يضم من كتلة هائلة تصل الى أكثر من 5.5 مليار نسمة / عدا المسلمين الذين هم بحدود 1.5 مليار ! . ) لا زال هناك عدم توافق ، ولا زال هناك فجوة لا يمكن تفاديها ! ، حيث هناك نصوص لا يمكن أغفالها ، ولا يمكن أن قبولها أو التعامل معها في عالم اليوم .. كأنفراد الأسلام بالدين الأوحد لدى الله ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ / 19 سورة آل عمران ) ، والسؤال هنا لم الله أوجد أنبياء أخرين ومعتقدات مختلفة ! ، وكذلك قتال المشركين ، وفق الآية ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5)/ سورة التوبة ) ، وفي موقع الأسلام سؤال وجواب ، يبين التالي ( ويطلق على الكافر أنه مشرك ، وعلى المشرك أنه كافر ) ، وهذا يعني على المسلمين وفق العقيدة قتال مئات الملايين من البشر ! / منهم اليهود والمسيحيين والصابئة .. ، وأن رسول الأسلام ، أجاب على كل هذه الأسئلة بحديثه ( عن ابن عمر ، أن رسول الله قال : أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى / رواه البخاري ومسلم ) ، ورسول الأسلام يتكلم بوحي ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) / سورة النجم ) ، وهذا يعني ، أما أسلمة البشرية - أو القتال ، وهذه أشكالية كارثية .. وكل ما سبق هو غيض من فيض .
2 . التراث الأسلامي أصبح خارج نطاق الزمان والمكان ، ولكن العقدة العقلانية ، انه لا زال شيوخ وفقهاء وأئمة ودعاة المسلمين يؤمنون بهذا التراث ، ولا زالوا بذات الوقت ، يرقعونه من كل صوب وجنب ، حتى أصبح مهترئا مترهلا ! ، ورجال الأسلام قد تمادوا بهذا الوضع أكثر ، وذلك بوضع هالة من القدسية على الماضوية القبلية لهذه التراث ، حيث أصبح المس بها كفرا ، بل أصبح التعرض لها جريمة ، عقابها بنحر الرقاب .                                                                                   
3 . يا رجال الأسلام ، أرجعوا الى محبة الأخرين ، وأندمجوا مع حضارة العصر ، وفق التقدم الأنساني ، الذي يسوده الفهم المتبادل والمعاملة بالحسنى ، " عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : (( والكلمة الطيبة صدقة )) ؛ الحديث متفق عليه " ، وكما جاء بالنص القرآني ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .. / 125 سورة النحل ) ، فأختاروا يا قوم المقبول من التراث ، وأحجبوا ما تبقى من دموية النصوص دون أسثناء ! ، أتعلمون تابعيكم ثقافة القتل والأرهاب ! ، وتحجبون عنهم التعايش مع باقي البشر ! ، فأعلموا ان بقيتم على نهجكم الماضوي السحيق المظلم ، فستبقون معزولون في قوقعة منفردة وحدكم ، في عالم يتجه نحو السلم وقبول الأخر والتعايش معه ! .

172
                                   قراءة لتقاطع القرآن لظرفي الزمان والمكان 
                                                    الجزء الثاني                           
أستهلال :                                                                                                                                                    هي سلسلة مقالات في النقد العقلاني للنص القرآني .. سأتناول في كل مقالة نصا قرآنيا محددا ، ومن ثم أعرض قراءتي الخاصة له بعقلانية وكل تجرد .
الموضوع :                                                                                                                                                  سأعالج في هذا الجزء ، النص التالي ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [ سورة الإسراء: 1] أولا سانقل التفسير المختصر للرحلة وفق تفسير الطبري ، منقول بأختصار / والمصادر تعج بتفاصيل هذه الرحلة ، من موقع (1) / http://quran.ksu.edu.sa        ( ثبت الإسراء في جميع مصنفات الحديث ، روى الصحيح عن أنس بن مالك أن رسول الله قال : أتيت بالبراق وهو دابة أبيض ، فوق الحمار ودون البغل - قال - فركبته حتى أتيت بيت المقدس - قال - فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء - قال - ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل - بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل اخترت الفطرة - قال - ثم عرج بنا إلى السماء .. ثم أتيت بيت المقدس الأقصى فنزلت عن الدابة فأوثقته في الحلقة التي كانت الأنبياء توثق بها ثم دخلت المسجد وصليت فيه .. فقال لي جبريل ما سمعت يا محمد فقلت نداء عن يميني يا محمد على رسلك حتى أسألك فمضيت ولم أعرج فقال ذلك داعي اليهود ولو وقفت لتهودت أمتك - قال - ثم سمعت نداء عن يساري على رسلك حتى أسألك فمضيت ولم أعرج عليه فقال ذلك داعي النصارى أما إنك لو وقفت لتنصرت أمتك .. قالوا لجبريل : ومن معك قال : محمد قالوا وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، ففتحوا لي وسلموا علي وإذا ملك يحرس السماء يقال له إسماعيل معه سبعون ألف ملك مع كل ملك مائة ألف - قال - وما يعلم جنود ربك إلا هو .. ) . وفي تكملة الرحلة أنقل التالي وبأختصار من موقع (2) / https://www.masr3.com  ( .. وظل جبريل يصعد بالرسول إلى جميع السماوات ، وفي كل سماء كان يُتم الترحيب برسول الله ، واستمر الصعود حتى وصلوا إلى سدرة المنتهى ، وهناك اقترب جبريل وبصحبته الرسول من الحجاب ، والذي فيه منتهى الخلق ، وعندها قام جبريل بترك الرسول ، واستلمه ملك آخر ، فقام هذا الملك بالصعود برسول الله إلى عرش الرحمن ، وهناك فرض الله سبحانه وتعالى على النبي وأمته الصلاة ، وكانت وقتها خمسون صلاة في كل يوم وليلة ) ، وظل الرسول يفاوض على تخفيض الصلوات الى أن وصلت الى : ( وظل الأمر على هذا النحو ، ورسول الله يرجع إلى ربه في كل مرة ، ويسأله التخفيف في عدد الصلوات ، حتى أصبحت خمس صلوات في اليوم والليلة ، وفي تلك المرة أراد موسى عليه السلام أن يرجع الرسول إلى ربه ، حتى يسأله التخفيف ولكن الرسول استحى من ربه .. ) .                   * سأكتفي بهذا المرور على بعض تفاصيل رحلة الأسراء والمعراج ، وللمزيد يرجى الرجوع الى المراجع ذات العلاقة .
القراءة :                                                                                                                                             أولا - من القراءة الأولية ، نلاحظ عدم ذكر أسم " محمد أو النبي محمد أو الرسول أو محمد رسول الله .. " في النص ، لأنه ذكر فقط  كلمة : " عبده " ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ..  ) ، فمن هذا العبد ! ، وهي تستخدم لكل عباد الله ! .   
ثانيا - لو سلمنا جدلا أن الرحلة لرسول الأسلام ، فهل هي رؤية أم حلم ، وأن كان حقيقة أن محمدا هو المقصود هل سافر بروحه أم بالجسد ، وهو الذي يبينه المصدر (1) أعلاه ، حيث يبين ما يلي " وهي هل كان إسراء بروحه أو جسده ; اختلف في ذلك السلف والخلف ، فذهبت طائفة إلى أنه إسراء بالروح ، ولم يفارق شخصه مضجعه ، وذهب معظم السلف والمسلمين إلى أنه كان إسراء بالجسد وفي اليقظة ، وأنه ركب البراق بمكة ، ووصل إلى بيت المقدس وصلى فيه ثم أسري بجسده  " ، ولكن المنطق يقول / ووفق تفكير السلف المفسرين ، أنه أسرى بجسده وفي اليقظة ، ولو كان بروحه لكان حال النص ، كما يلي ( سبحان الذي أسرى بروح عبده .. ) ! . أي أن معظم التفاسير تميل الى أنه أسرى بجسده يقظا !! .                                                                               
ثالثا - في موقع الألوكة الشرعية ، يعطي سببا لهذه الرحلة ، وهوأرادة الله لتقليل الضغط على الرسول ، حيث يبين التالي : ( ولقد اشتدَّ إيذاء قريش له ولأصحابه ، عقب وفاة زوجه خديجة وعمه أبي طالب ، قبل الهجرة بثلاث سنين ، وكان لهما في تسليته والتخفيف عنه أثرٌ عظيم . ) ، والتساؤل هنا هل أن الله يأخذا محمدا برحلة سماوية بصحبة جبريل وعلى البراق ، من أجل الترويح عنه ! ، وهل من مهام الله الترويح عن الأنبياء في أحزانهم ! .                                                                                                             
رابعا - هناك أشكاليات متعددة في التفسير منها : " عدد الصلوات " ، والتي خفضت من 50 صلاة الى 5 صلوات ، وبجهد وتلقين من النبي موسى ! ، التساؤل هنا هل كلام الله يخضع للتفاوض ! ، أم كلامه لا رجعة فيه ، خاصة وهناك آية بالقرآن تنص على ذلك ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ 82 / سورة يس ) ، ومن جانب أخر ، هل تحديد عدد الصلوات يكون بهكذا أسلوب من الكر والفر ! .                                                                                             
خامسا - أشكالية أخرى ، وهي في وجود المسجد الأقصى وقت رحلة الرسول ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى .. ) ، حيث أن الرسول توفى " في عام 11 هجرية المصادف يوم الأثنين 12 ربيع الأول / نقل من موقع / موضوع " ، أما المسجد الأقصى ف " بني في 73 هجرية / نقل من موقع / اليوم السابع " ، هنا نكون أمام تضارب  تأريخي في الحقائق ! حيث أن المسجد الأقصى لم يكن قد بني وقت الأسراء والمعراج ، بالرغم من كل ذلك أن شيوخ الأسلام يجدون حلا لأي تقاطع أو تضارب في الوقائع والأحداث والحقائق ، حيث يبين ابن حجر في الفتح ( كتاب أحاديث الأنبياء ) : (( إن أول من أسس المسجد الأقصى آدم عليه السلام ، وقيل الملائكة ، وقيل سام بن نوح عليه السلام ، وقيل يعقوب عليه السلام " ، وقال كذلك : " وقد وجدت ما يشهد ويؤيد قول من قال : إن آدم عليه السلام هو الذي أسس كلا المسجدين ، فذكر ابن هشام في ( كتاب التيجان ) أن آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس وأن يبنيه فبناه ونسك فيه". / نقل من موقع طريق الأسلام )) .                                                                                   * وهذا الأمر غير منطقي حيث يعطي عدة أحتمالات للذي شيد المسجد الأقصى " أدم ، الملائكة ، سام بن نوح ثم قيل يعقوب " ، وهذا التعدد يعطي عدم مصداقية لرواية أبن حجر ! .                                                                 
الخاتمة :                                                                                                                             غذيت شخصية رسول الأسلام من ينابيع الميثولوجيا / علم الأساطير ، وذلك من أجل أضفاء نوعا من الهالة الأسطورية والقداسة لصورته مع أعطاء رمزا غيبيا لسيرته ، وتمثل هذا جليا في نص " الأسراء والمعراج " ، ومن المؤكد هذا لم يأتي من فراغ ، بل أنه مرتبط بسرد متخصص لغرض تشكيل صورة مبهرة للرسول ! .   وأرى أن خلفية رحلة محمد مستقاة من عدد من الأساطير ، منها التالي : ( دونت كتب الزراداشتية منذ 2600 سنة ان اول من امن بزراداشت بعد نزول الوحي عليه زوجته هافويه و ابن عمه ميتوماه ، وذكرت معراج زرادشت على ظهر حصان طائر الى السماء ، خلدت الرسوم الحجرية و كتب الزرادشتيين قصة معراج زرادشت منذ 2600 سنة ، النبي زرادشت صعد الئ السماء بواسطه طائر كبير يشبه الئ حد ما الثور المجنح الاشوري وكان لزرادشت موعد مع الاله اهوارا مازدا " الاله النور " لكي يعلمه : الحكمه ويعطيه الشرائع ورافق زرادشت من السماء الاولئ الئ السماء السابعه ملاك عظيم .. نقل بأختصار من الموقع التالي : https://nidaatatsache.wordpress.com/  ) ، وكذلك قصة صعود ايليا الى السماء ، حيث جاء في / 2  Ketab El Hayat (NAV)، التالي ( عِنْدَمَا أَزْمَعَ الرَّبُّ أَنْ يَنْقُلَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ ، ذَهَبَ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعُ مِنَ الْجِلْجَالِ. فَقَالَ إِيلِيَّا لأَلِيشَعَ: « امْكُثْ هُنَا أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَوْفَدَنِي إِلَى بَيْتِ إِيلَ». فَأَجَابَ أَلِيشَع ُ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ إِنِّي لَا أَتْرُكُكَ » فَانْطَلَقَا مَعاً إِلَى بَيْتِ إِيلَ . / نقل من الموقع التالي بأختصار https://www.biblegateway.com) . ، وبما أن الحقبة الزمنية للسيد المسيح يفصلها عن رسول الأسلام ستة قرون ، فلا بد من أضفاء هذه الصورة الأسطورية للرسول ، تمثلا وتشبها بالمسيح ، ولكن المسيح  شخصية أخرى يصعب أن يشبه بها أي كائن ، حيث يقول ، " سي. إس. لويز " - وهو كاتب وباحث إيرلندي وُلد في 29 نوفمبر 1898 وتوفي في 22 نوفمبر 1963. تنوعت اهتماماته بين أدب القرون الوسطى وعلم العقائد في المسيحية والنقد الأدبي ، حيث قال عن السيد المسيح : " إنها أسطورة لكنها وقعت " .                           *  وأنا أقول ، نعم أن المسيح هو الأسطورة الحقيقية الوحيدة في العالم التى حدثت فعلا ، والكثير يشهد لها ، أما صعوده الى السماء لم يكن حلما ، أو رؤية ، أو في اليقظة ، بل كان صعودا ، على رؤوس الأشهاد ، أمام تلامذته وأتباعه ، وأنقل المقطع التالي ، حول صعود السيد المسيح الى السماء ( نقرأ قصة صعود الرّب يسوع في سفر أعمال الرّسل 9:1-12 "وَلَمَّا قَالَ هذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ . وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ . وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السّماء وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ، وَقَالاَ :" أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السّماء ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السّماء سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السّماء ". / نقل من الموقع التالي  https://www.linga.org/varities-articles/ODEyNA . ) .                                                                                                         
* من كل ما سبق ، أرى أن نص الأسراء والمعراج نصا يرتبط بحقبة ماضوية جاهلية قبلية ، كان العرب / جلهم ، لا يقرأون ولا يكتبون ، وليس لهم أطلاع على أمهات الكتب فلسفية كانت أو دينية ، فالرسول جاء في هكذا حقبة ، تتميز بفراغ عقائدي وفكري ، والوعي الثقافي شبه منعدم ، والوعي كان نخبويا ، والمجتمع القبلي من الممكن أن يصدق ما يقال له ، فالنص أبهر القوم ، كل هذا من جانب ، التساؤل لو جاء هذا النص في ظرف زماني ومكاني قريب من حقبتنا الزمنية ، هل سيؤمن به المجتمع ! ، من المؤكد لا . ومن جانب أخر ، أرى أن شيوخ ورجال الأسلام يتحملون وزر دفن هكذا خرافات في عقول المسلمين .
1.2.2020



 

173
                                 قراءة لتقاطع القرآن لظرفي الزمان والمكان                                                                       
                                                  الجزء الأول                                                                                                                                                                                         
أستهلال :                                                                                                                                              هي سلسلة مقالات في النقد العقلاني للنص القرآني .. وسأتناول في كل مقالة نصا قرآنيا محددا ، ومن ثم سأعرض قراءتي الخاصة له بعقلانية وكل تجرد .                                                                           
الموضوع :                                                                                                                              في هذه الحلقة سأتناول النص التالي ( ..ْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا . 34 / سورة النساء ) . وأنقل فيما يلي شرحا مختصرا للأية أعلاه ، وفق تفسير بن كثير / نقل من موقع quran.ksu.edu.sa :
وقوله تعالى ( واللاتي تخافون نشوزهن ) أي : والنساء اللاتي تتخوفون أن ينشزن على أزواجهن . والنشوز : هو الارتفاع ، فالمرأة الناشز هي المرتفعة على زوجها ، التاركة لأمره . فمتى ظهر له منها أمارات النشوز فليعظها وليخوفها عقاب الله في عصيانه فإن الله قد أوجب حق الزوج عليها وطاعته . وقد قال رسول الله : لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، من عظم حقه عليها ، وروى البخاري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله  : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت عليه ، لعنتها الملائكة حتى تصبح ، ورواه مسلم ، ولفظه : إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها ، لعنتها الملائكة حتى تصبح ، ولهذا قال تعالى : واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن . وقوله ( واهجروهن في المضاجع ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : الهجران هو أن لا يجامعها ، ويضاجعها على فراشها ويوليها ظهره . وكذا قال غير واحد ، وزاد آخرون - منهم : السدي ، والضحاك .. ولا يكلمها مع ذلك ولا يحدثها . وقال علي بن أبي طلحة أيضا ، عن ابن عباس : يعظها ، فإن هي قبلت وإلا هجرها في المضجع ، ولا يكلمها من غير أن يذر نكاحها ، وذلك عليها شديد . وقد قال أبو داود : حدثنا موسى بن إسماعيل .. عن أبي حرة الرقاشي ، عن عمه أن النبي  قال : فإن خفتم نشوزهن فاهجروهن في المضاجع ، قال حماد : يعني النكاح . وقوله " واضربوهن " أي : إذا لم يرتدعن بالموعظة ولا بالهجران ، فلكم أن تضربوهن ضربا غير مبرح ، كما ثبت في صحيح مسلم عن جابر عن النبي : أنه قال في حجة الوداع : " واتقوا الله في النساء ، فإنهن عندكم عوان ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف " . 
القراءة :                                                                                                                               أولا - ليس من نص قرآني له ديمومة القبول والتطبيق في عالم اليوم - والنص السابق هو كذلك ، وذلك لأنه نص ظرفي محدد ، ولوجود حقبة زمنية تعدت أكثر من 14 قرنا ، ولا يمكن أعتبار مقولة " أن الأسلام هو الحل " / حلا لمشاكل العصر الحالي ! ، التي تدعو أليها أكثر الجماعات الأسلامية ، وقد شرحها الدكتور محمد عمارة في كتابه الذي يحمل نفس العنوان ، وبين أن الأسلام هو الحل " لجميع المشاكل التى تواجه الحياة الفكرية ، والنهضة العقلية ، والنظام السياسى ، والقضية الاجتماعية ، تحرير المرأة ، وحقوق الإنسان ، وعلاقة الوطنية بالقومية وبالجماعات الإسلامية ومشكلات الأقليات ، والسياسة الخارجية حيث العلاقات الدولية والنظام العالمى ، والجهاد فى سبيل الله " .                                  * وأعتقد أن كل مفردة مستخدمة من كون أن الأسلام هو الحل لها ، يكون الجواب عكس ذلك تماما ، لأن الأسلام ليس حلا لأي موضوع لأنه يستخدم السيف في كل موضوعاته ، " عن ابن عمر أن رسول الله ، قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إلاه إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى ) متفق عليه . " ، وليس من حل يكون السيف أداته ! . 
ثانيا - رجوعا للنص الذي نحن بصدده ، هل يعقل أن يكون هذا النص منزلا من الله ! . وهل هذا النص عقلاني ! .. هنا الله يعطي ثلاث حلول لنشوز المرأة ، أولهم : " فَعِظُوهُنَّ " ، من الممكن أعتبار هذا الحل مقبولا نوعا ما ، ولكن المصيبة بالحلين اللأخرين وهما " وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ " ، فهل من قدر وحكم الله الأخلاقي أن يوصي بهكذا أمور لعباده ، وكما فسره المفسرين ، هجر المضاجع يعني " النكاح " ، هل الله يدخل بهذه التفاصيل الجنسية بين الرجل والمرأة ! ، وهل عدم / أمتناع ، معاشرة الزوج لزوجته عقابا لها ، فكيف الحال لو كانت الزوجة تعاني برودا جنسيا ، والزوج كان مهووسا بالجنس ! فماذا سيكون الحل ! ، أما الحل الثالث : " فلكم أن تضربوهن ضربا غير مبرح " ، هل هكذا حل يمكن أن يكون ألهيا ! ، هل الله يشجع على التعنيف ! . أما حديث الرسول بأنه " لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " ، وأرى أن هكذا قول يعتبر قولا فوقيا أستعلائيا على المرأة ، أما حديث أبي هريرة :" أذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت عليه ، لعنتها الملائكة حتى تصبح " ، فأرى أن هذا الحديث يظهر أن الأعراب كان تفكيرهم بالجنس فقط ، لذا هكذا أحاديث يتم بها أستمالتهم للدين الجديد ، خاصة جملة غضب الملائكة على المرأة الممتنعة عن الفراش ! . أني أرى أن الرسول يعبر بأحاديثه عن مجتمع قبلي متخلف ، وعن رؤية تحبطنا من كون أن رسولا لله أن يحيل الرجل كصنم للعبادة ، تستحق المرأة أن تسجد له ، وهذا الأمر في غاية التحقير والتنزيل من قيمة المرأة المجتمعية ! .
الخاتمة :                                                                                                                                      من النظرة البنيوية للنص ، يتبين أنه نصا ذكوريا تاما ، لا يمكن أن يكون نصا ألهيا ، لأنه يصور حلولا عن واقع مكاني وزماني معينين ، يمثلان الحقبة المحمدية للقرن السابع الميلادي ، ولمجتمع قبلي جاهلي ، وبيئة صحراوية كانت المرأة عبئا على الأسرة ، لذا كان الأعراب يأدون بناتهم " وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ / سورة التكوير " ، فالنص يتوافق مع تصور القبيلة للمرأة عموما ، وهكذا تكون لنا وضعا أجتماعيا وفق ظروفا زمانية ومكانية ماضوية ، لا تمت لعالم اليوم بصلة ، الذي به المرأة سيدة مجتمع ذا رأي وذا موقف لا يمكن أن تخضع لهكذا حلول ، ولا يمكن أن تركع ألا لربها ! .   
26.1.2020

174
                                      المخفي والمعلن في صناعة الأحاديث
   ليس في كل الأحيان تظهر الحقيقة في وقتها ، فبعض الحقائق تحتاج الى قرون لكي تظهر !! / كاتب المقال 

الموضوع :                                                                                                                            تملأ الأحاديث التي تنسب الى رسول الأسلام المراجع والمصادر ، وفي أولهما صحيح البخاري وصحيح مسلم – ثاني وثالث أصح كتابين بعد القرآن عند أهل السنة والجماعة ، وهناك أكداس أخرى بذات الوقت ، من الأحاديث والفتاوى لأئمة السلف ، ما أنزل الله بها من سلطان ! ، وسأعرض فيما يلي حديثين ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة لهما :                                                                                                                 
* إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما.  ومثله حديث : إنه ستكون هنات ، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان.  روى ذلك كله مسلم في صحيحه . قال الإمام النووي : فيه الأمر بقتال من خرج على الإمام أو أراد تفريق المسلمين ونحو ذلك ، وقد نقل الإجماع على ذلك النووي في شرح مسلم فقال:  اتفق العلماء على أنه لا يجوز أن يعقد لخليفتين من عصر واحد سواء اتسعت دار الإسلام أم لا ، وقال إمام الحرمين في كتابه " الإرشاد " : قال أصحابنا لا يجوز عقدها لشخصين .. نقل أختصارمن موقع / أسلام ويب .                                                                             
* قال الإمام أحمد : ومَن غلب عليهم بالسيف ؛ حتى صار خليفة ، وسُمّي أمير المؤمنين : فلا يحل لأحد يؤمن بالله أن يبيت ولا يراه إمامًا ، برًّا كان أو فاجرًا . وقد سئل الإمام أحمد عن حديث « من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية » ما معناه ؟ فقال : ( أتدري ما الإمام ؟ الإمام الذي : يجمع المسلمون عليه ، كلهم يقول هذا إمام ، فهذا معناه ) ولعل في كلام شيخ الإسلام هذا يزول الإشكال ، وأما قول الرافضي " إنهم يقولون إن الإمام بعد رسول الله أبو بكر بمبايعة عمر برضا أربعة " ، فيقال له ليس هذا قول أئمة أهل السنة وإن كان بعض أهل الكلام يقولون إن الإمامة تنعقد ببيعة أربعة كما قال بعضهم تنعقد ببيعة اثنين وقال بعضهم تنعقد ببيعة واحد فليست هذه أقوال أئمة السنة بل الإمامة عندهم تثبت بموافقة أهل الشوكة عليها .. نقل بأختصار من موقع / ملتقى اهل الحديث . 
* وبعض المفاصل من الأحاديث السابقة بنيت أو مسندة بأحاديث أخرى ! فرسول الأسلام يشدد على الأمارة على الجماعة حتى ولو كانوا ثلاث أشخاص ! ، فقد جاء في موقع / ملتقى أهل الحديث ، أنقله بأختصار " وقال في رواية إسحاق بن منصور وقد سئل عن حديث النبي من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ما معناه فقال تدري ما الإمام الإمام الذي يجمع عليه المسلمون كلهم يقول هذا إمام فهذا معناه ، ولو كان جماعة في سفر فالسنة أن يؤمروا أحدهم كما قال النبي لا يحل لثلاثة يكونون في سفر إلا أن يؤمروا واحدا منهم . فإذا أمّره أهل القدرة منهم صار أميرا فكون الرجل أميرا وقاضيا وواليا وغير ذلك من الأمور التي مبناها على القدرة والسلطان متى حصل ما يحصل به من القدرة والسلطان حصلت وإلا فلا ، إذ المقصود بها عمل أعمال لا تحصل إلا بقدرة فمتى حصلت القدرة التي بها يمكن تلك الأعمال كانت حاصلة وإلا فلا .. " .                     * من فحص من كل ما سبق ، أرى أشكالا في صفات الحاكم ، حيث أن الأحاديث لا تشترط في ولاة الأمر أن يكون الأمام أو الأمير صالحا ، بل قالوا : " برًّا كان أو فاجرًا " ، وهذا الأمر هو الذي يعطي الحاكم أن يكون مطلق اليد في أمور رعيته ! ، أضافة الى هذا هناك تأكيد على أن يكون لكل فرد أو جماعة أماما وألا : « من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية » .
 القراءة :                                                                                                                                  أولا - الذي يقرأ واقعة الطف / مثلا ، وملخصها " شهد التاريخ الإسلامي في كربلاء واقعة مروعة تعد من أكبر الوقائع والأحداث المؤلمة التي شهدها العالم الإسلامي ، ألا وهي حادثة الطف (عاشوراء) التي وقعت بين الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وأهل بيته وأصحابه المعدودين ، وبين الملك العضوض المتمثلة بيزيد بن معاوية بن أبي سفيان وجيشه الكبير في شهر محرم الحرام سنة 61هـ 680م ، وأنتهت بنحر رأس الحسين بن علي .. / نقل بأختصار من موقع شبكة النبأ المعلوماتية " ، يستشعر بكل تأكيد أنها تتوافق مع الأحاديث أعلاه ، وهو أعطاء الأحقية لجيش يزيد في قتل من يخالفه في الخلافة ! ، بغض النظر عن من يكون يزيدا ! ، المعروف بفجره وكفره ، من جانب أخر ، أن شيوخ الأسلام أنقسموا أيضا حول سيرته ، وذلك حسب مصالحهم منه ، ففي موقع / الأسلام سؤال وجواب ، أنقل التالي بأختصار حول سيرة يزيد بن معاوية ، فبعضهم من قال : ( إنه كان كافراً منافقاً ، وأنه سعى في قتل سبط رسول الله تشفِّياً من رسول الله وانتقاما منه ، وأخذاً بثأر جده عتبة وأخي جده شيبة وخاله الوليد بن عتبة وغيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي بيد على بن أبى طالب وغيره يوم بدر وغيرها .. ) ، وأخرين يقولون : ( يظنون أنه كان رجلًا صالحاً وإمام عدل ، وأنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي وحمله على يديه وبرَّك عليه . وربما فضَّله بعضهم على أبى بكر وعمر ، وربما جعله بعضهم نبيَّا .. ) . والمواقع الشيعية ، من جانب أخر يصفون يزيد بأقذع الصفات ، حيث يقولون عنه ( تجاهره بشرب الخمر ، إقامتة مجالس اللهو والفسق ، رقصه مع الجواري وملاعبته للقرود .. / نقل من موقع ويكي شيعة ) .                 
* هكذا هم رجال الأسلام لا قرار لهم ولا تأخذ منهم ألا التملق والتودد لولي الأمر ! ، فمن المؤكد أن يزيدا أتته مباركة من قبل شيوخ الأسلام بأن يقتل من يخالف بيعته على الخلافة التي أخذها من أبيه معاوية ، حتى وأن كان ذلك حفيد الرسول الحسين بن علي ، بل حتى التمثيل به / حيث تم قطع رأسه .. ! .   
ثانيا - بعد رسول الأسلام ، صارت الكهانة ، والحل والربط ، للشيوخ والفقهاء والمحدثين والمفسرين و .. ، فهم يغيرون الأحداث والوقائع حسب تفاسيرهم ، ووفق أحاديث مصنوعة من قبلهم ، أحاديث تتواكب وتتماشى مع نهج الواقعة أو الحدث ، شرط أن تتفق مع رؤية ونظرة الحاكم لها ! ، فالأئمة لا منطق لهم سوى منطق الحاكم .                                                                                                                                                 
ثالثا - في التاريخ الأسلامي دهاليز ، ومنها محاور رجال الدين وولاة الأمر الذي شكل ويشكل ثقبا أسودا ليس من اليسير أدراكه ، ما وددت قوله بعد سرد " واقعة الطف " ، كمثال لدور رجال الدين في التكييف الديني للقتل من آجل السلطة ، أقول : أن رسول الأسلام لم يكن يوما من الأيام مفسرا للنص القرآني ! ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، لم يكن بذاك المستوى الفكري حتى يمكن أن يؤخذ منه نهج معين أو طريقا محددا للمعالجات القبلية أو الأجتماعية ينصح بها بني قومه من بعده / لأعتماده في حقبته على صحابته كأبن عباس وعمر بن الخطاب وغيرهم في الأشكاليات التي تتطلب قرارا حاسما ! ، لذا أخذ زمام الأمر من قبل رجال الدين ، فقاموا هم بعد موت الرسول بالتفسير والأفتاء وأعطاء الأمر والفتوى بالنسبة للقضايا الأشكالية ! .                                                                                                                          رابعا – أني أرى أن الأحاديث صناعة رجال الأسلام / الشيوخ والفقهاء والمحدثين والمفسرين ، فبعد موت رسول الأسلام سنة 11 هجرية ، ذهب الأفتاء والحلال والحرام والحق والباطل وما يكون وما لا يجب أن يكون الى رجال الأسلام ، فهم أصحاب القرار ، وهم أهل النهي والأمر ! ، شرط أن تتوافق فتاواهم مع الحاكم ! .

ختاما : مما سبق يتأكد لنا أنه ليس من وجود منطقي وعقلاني للأحاديث المكتوبة ، وحتى نكون أكثر دقة ، فأن معظم ما نقرأ من أحاديث هي صناعة رجال الدين ! ، وذلك لأنها كتبت بما يتفق ورؤى ولي الأمر ، والسيف مسلط فوق رؤوسهم ! ، خدمة للسلطة والحكم ! . أن رجال الدين أخذوا مكانة الرسول بعد وفاته ! ، فشغلوا المسلمين بأحاديث موقعة من قبلهم ، وهم بهذا أحتلوا المكانة العليا دينيا ، وشغلوا بذات الوقت أهم المناصب في الدولة وفي المجتمع ، أضافة الى ما تدر عليهم تجارة الاحاديث والفتاوى من أموال من قبل الحاكم ! ، لذا – بعد موت الرسول ، الشعب وجه بوصلته نحو رجال الدين ، بدل أن توجه الى صاحب الدعوة المحمدية ! .
 

175
                                   قراءة في العلم والعلماء والأسلام
العرب أمة تعيش في الماضي ، وإن التاريخ يلهمها أكثر مما يعلمها في الواقع ، لذلك فهي لا تحسن التعامل مع الزمن الذي تعيشه وهذا هو السبب في تخلفها  - عبد الرحمن منيف
الموضوع :                                                                                                                              بداية كان الأجدر والأصوب ب عبدالرحمن منيف أن يقول أن " أمة الأسلام ، أمة تعيش في الماضي .. وليس العرب !! " .                        وقبل أن أسرد أضاءأتي الخاصة حول موضوع المقال ، أرى أن نعرف المفاهيم الثلاثة الواردة في العنوان أعلاه :                                                             أولا " العلم " هو ( منظومة ومجموعة المعارف والتطبيقات التي تتعلّق بموضوع معين أو ظاهرة ما ، وتعتمد هذه المعارف في تجميعها على منهج علميّ معين يقود لاكتشاف وصياغة النظريات والقوانين العلميّة / نقل من موقع موضوع ) . أما تعريف " العلماء " ( يعرف العلماء في كل عصر بأنهم صنف من الناس تميز عن غيره بعدد من الصفات والسمات البشرية من ذكاء أو إبداع ، وكان نتاج هذه السمات والصفات مخرجات فكرية أو أدبية أو علمية أو في اى مجال من مجالات الحياة ، وكانت هذه المخرجات نافعة للبشرية وتمثل إضافة على النتاج العلمي أو الأدبي أو الفكري للبشرية ، وقيل في تعريف ومعنى العالم كذلك أنه الإنسان الذي يحيط علما بشيء معين فمن كان عالما بشيء من جميع جوانبه / نقل من الموقع التالي   http://wiki.kololk.com/wiki17593-ta3leem-) . وقبل تعريف الأسلام أرى أن نعرف      " الدين " بالعموم ( الدين إيمان وعمل ، إيمان بوجود قوى خارقة فوق طبيعة البشر العقلية ، ولهذه القوى تأثير في مجرى حياة الإنسان . وعمــل ، في أداء فرائض وشعائر وطقوس معينة ، تفرضها الأديان السماوية ، والأرضية ( لعبادة الأصنام والأوثان ) لاسترضاء الآلهة [ جواد على - المفصل في تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام 6/ 28 ] ./ نقل من موقع alkalema.net/ ) . وأخيرا سأعرف الأسلام ، فالأسلام كلغة:  هو الانقياد والخضوع والذل ؛ يقال : أسلم واستسلم ؛ أي : انقاد ومنه قول الله تعالى:  ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾ [ الصافات : 103] ؛ أي : فلما استسلما لأمر الله وانقادا له . والإسلام في الشرع يأتي على معنيين : المعنى الأول : الإسلام الكوني:  ومعناه استسلام جميع الخلائق لأوامر الله تعالى الكونية القدرية . المعنى الثاني : الإسلام الشرعي ، والإسلام بهذا المعنى ينقسم إلى عامٍّ وخاص ، فالإسلام العامُّ : هو الدين الذي جاء به الأنبياء جميعًا ، أما الإسلام الخاص :هو الدين الذي جاء به محمد / نقل بأختصار من موقع الألوكة " .. التعاريف أعلاه ستكون المادة الأساس للقارئ عندما يطلع على قراءأتي الخاصة .
القراءة :                                                                                                                                                1 . الأسلام بنصه القرآني لا يمت للعلم بصلة ، وذلك لأن النص القرآني ماضوي ، أما العلم فهو قابل للتطور ويخضع للتجارب ، والعلم ممكن أن تكون بعضا من مفاصله أو نظرياته ترفض بتقادم الزمن ، لظهور أكتشافات تدحظها ، عكس الأسلام فهو " أستسلام الخلائق لأمور الله الكونية والقدرية " ، أما العلم فهو حلقة من البحث والتقصي تبقى مستمرة دون توقف ! ، أما الأسلام فقد توقف منذ نهاية الدعوة ، وذلك بموت الرسول في سنة 11 هجرية / 632 ميلادي – قبل حوالي 14 قرنا ! .

2 . لماذا لم يتطور الأسلام / بالرغم من كونه ليس علما حتى يتطور ! ، أرى من أسباب ذلك ، أن شيوخ وفقهاء الأسلام ليسوا علماء / بالرغم من تسميتهم بعلماء الأسلام ! - حتى يعملوا على تطويره ! ، فالعالم يقدم مخرجات - أكتشافات وأختراعات ووسائل ، نافعة للبشرية وتمثل إضافة على النتاج العلمي أو الفكري للبشرية ، أما رجال الأسلام ، فهم المسيطرون على العقيدة بعد موت الرسول ، لذا ظل النص القرآني رهينا بتفسيراتهم الشخصية ، ووفق هوى الحاكم ! ، كما بقت الغيبيات والخرافات مظللة على العقيدة ، بمباركة شيوخ الأسلام ، لكي ينتفعوا منها رجال الأسلام ، خاصة بأن المتلقي / المسلم ، مغييب عقليا ، ومتدني الوعي .                                                                                   
3 . لا زال الأسلام كموروث في مرحلة الغيبيات ، كالأيمان برحلة الأسراء والمعراج لرسول الأسلام ! / على سبيل المثال وليس الحصر ، فلا يوجد جرأة فكرية لرفض موروث أصبح خارج نطاق الزمن ! ، والأسلام كعقيدة حارب أي فكر أو علم أو تطور عقلي خارج حلقته الضيقة ، لذا هو حارب المفكرين والعلماء والفلاسفة منذ القدم ، أمثال (( ابن المقفع : اتهم بالزندقة وقتل بعدها على يد سفيان بن معاوية حيث قام بصلبه وتقطيع لحمه قطعة قطعة وشيها في النار أمام ناظريه حتى مات(المصدر : البداية والنهاية لابن كثير 96/10 ) . ابن سينا : إمام الملاحدة فلسفي النحلة ضال مضل من القرامطة الباطنية كافر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وله من الضلالات والكفريات ما تنشق له السماوات. ( المصدر : المنقذ من الضلال : ص 98 + البداية و النهاية : 42/12 + سير أعلام النبلاء : 531/1 - 539 .) . الفارابي : من أكبر الفلاسفة وأشدهم إلحاداً وإعراضاً كان يفضل الفيلسوف على النبي ويقول بقدم العالم ويكذب الأنبياء وله في ذلك مقالات في إنكار البعث والسمعيات وحتى ابن سينا على إلحاده كان خيراً منه .( المصدر : المنقذ من الضلال : ص 98 + البداية و النهاية : 224/11 + إغاثة اللهفان : 601/2.) . أبو بكر الرازي : "من كبار الزنادقة الملاحدة يقول بالقدماء الخمسة الموافق لمذهب الحرائيين الصابئة وهي الرب والنفس والمادة والدهر والفضاء وهو يفوق كفر الفلاسفة القائلين بقدم الأفلاك وصنف في مذهبه هذا ونصره وزندقته مشهورة" .(المصدر : در التعارض : 346/9 + مع منهاج السنة : 209/1 + مجموع الفتاوى : 304/6 .) / نقلت المادة بأختصار من موقع ناظور 24 .. )) .                                                           * وما ورد هو مجرد غيض من فيض ، أذن الأسلام على ضد مع العلم والعلماء ، لذا العلم في صوب لأنه يتطور ، والأسلام في صوب آخر ، جامد وباق على ماضويته .                                                                                                       
4 . الحضارة والتقدم لا تبنى بنصوص تؤسس على الغيبيات والخرافات ، نصوص تقوم على كره وألغاء الأخر ، نصوص تلغي الفكر والوعي ، نصوص تخدر العقل ، لذا نتيجة هذا الهوان الفكري والعقلي ، برز مفكرين ورجال حاربوا هذا التخريف العقلي للمجتمع ، من أمثال ( محمد محمود طه / أعدم 1985 ، د . فرج فودة / أغتيل 1992 ، د . نصر حامد أبو زيد ، د . سيد القمني ، د . يوسف الصديق ، رشيد أيلال ، محمد المسيح ، أسلام بحيري ، أبراهيم عيسى .. وغيرهم ) ، هؤلاء الرجال يجتهدون ويبحثون وفق النهح العلمي على دحض القوالب الماضوية السوداوية للنص القرآني ، بل لخرافة الموروث الأسلامي بمجمله .                             

أضاءة :                                                                                                                                    لا يمكن الأستسلام للنص القرآني بحرفيته الماضوية ، حيث أن هذا الخضوع والأستسلام له ، لا يمكن أن يخلق مجتمعا متحضرا متقدما ، ولا يمكن للمجتمع الأسلامي أن يتطور ، والمسلمين لا زالوا لغاية الآن يؤمنون بالعلاج ب " بول البعير والحجامة .. " ، والمجتمع لا يتقدم بموروث ينص على " أرضاع الكبير و حور العين ومدة حمل المرآة أربع سنوات .. " ، ولا تنار الأنسانية والأسلام معتقدا جعلت نصوصه فكرا يغذي ثقافة القتل .. أخيرا أستطيع أن أقول :                                     أن الأسلام لا ماض نفتخر به ولا مستقبل نعتز به بين الأمم .   


176
                                              ومضة للتعبئة القسرية للعقلية الأسلامية

   من الضروري ان يدرك المسلم أن الدين ليس سردا أعجازيا ، وليس مرويات أسطورية ، وليس قصصا غيبية ، بل هو وسيلة أتصال أيمانية مع الله ، أضافة لكونه أسلوب حياة وطريقة للتعايش مع الأخرين ، وهذا ما يفتقره المعتقد الأسلامي .                                            بداية أن الفرد العربي قبل الدعوة المحمدية كان معبأءا بكم من الخرافات ورثها من موروثه القبلي الجاهلي ، هذا الأمر أثقل كاهله الفكري ، الذي كان أصلا هلاميا ، ثم جاء رسول الأسلام محملا فكره كما آخرا من الغيبيات والخرافات ، فجعله مترنح عقليا ، لا يستطيع التأكد مما هو خرافي ومما هو حقيقي ، فالنصوص القرآنية معبأءة بالقصص الخرافية ، كنصوص حور العين ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾ سورة الدخان: 51-54 ، وحتى الرسول نفسه كان يعزز النص القرآني بأحاديث وفق هذا النهج ، حيث يقول عن حور العين ، فعن .. المقدام بن معد يكرب : قال ( قال الرسول للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقاربه ) ، أما رحلة الأسراء والمعراج ، فهي تخريف أخر لعقل المسلم ، الذي هو أصلا مغييب ( وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى  14 عنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى 15  عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى 16  إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى 17  مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى  لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى 18 / سورة النجم ) .                                                         
من جانب أخر ، ظل التراث الأسلامي يبني القصص الغيبية حول أئمة الأسلام وصحابة الرسول ! ، وهذا أيضا نخر آخر في عقلية المسلم فمثلا ، تنسب الروايات الى علي بن أبي طالب ، حول تنبئه بظهور داعش ، منها ما جاء على لسان عبد الناصر حلمي ، أحد دعاة الصوفية ، أنقله بأختصار فيما يلي ( القاهرة ، مصر  (CNN) 3.8.2014 : " سيدنا الإمام علي يتحدث عن داعش : قال الإمام : " إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض ولا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم ! ثم يظهر قوم ضعفاء لا يوبه لهم ، قلوبهم كزبر الحديد ، هم أصحاب الدولة ، لا يفون بعهد ولا ميثاق ، يدعون إلى الحق وليسوا من أهله ، أسماؤهم الكنى ونسبتهم القرى ، وشعورهم مرخاة كشعور النساء حتى يختلفوا فيها بينهم ثم يؤتي الله الحق من يشاء. ) .                                                                                                                             
بعد موت رسول الأسلام برز دور شيوخ الأسلام على السطح ، وأصبحوا ممثلي ورعاة الدين والمعتقد ، ومعظمهم بالحقيقة وعاظا للسلاطين ، ليس من بينهم التنويري والعقلاني ! ، وكما يقال " ليس من بين القنافذ أملس " ، وأصبحوا هم المرجع بعد " توقف الوحي !! " ، أي أصبحت الكلمة العليا لهم ، وبات الفرد مكبلا بسلاسل بكل ما يفتون وما يدعون وما يخطبون ، وهذا الذي أثقل عقلية المسلم بأحمال لا يقوى على أستيعابها ! ، يضاف الى كل ذلك ما أثقل به الكاهل الفكري الجمعي من أحمال التراث الأسلامي نصا وأحاديثا وسنن .. أرى على الفرد المسلم أن ينتقي بكل عناية ، ما يسمع وما يشاهد وما يقرأ ، بعيدا عن دعاة التكفير ، وأن يكون حريصا على متابعة المتنورين ك د.يوسف الصديق والشيخ وسيم يوسف وسيد أحمد القبانجي وأسلام بحيري وغيرهم ، عقلية المسلم يجب أن تتحرر من سلاسل الأفكار الماضوية التي حجرت على عقليته ل 14 قرنا ، فقد آن الآوان لتمزيق الحجاب المبني على عقلية المسلم ، لكي يرفض كل خرافات وغيبيات التراث الأسلامي التي عوقت تحرر الفكر الأسلامي فرديا وجمعيا من كل صنمية مقيتة ! .

177
                                       أضاءة نقدية لأحاديث عبدالله بن عباس
المقدمة :                                                                                                                             ليس الغرض من هذا المقال المختصر سرد أحاديث بن عباس أو تصنيفها أو تقييمها ، أنما الغرض هو مدى العقلانية والمنطق في قبولها وأعتمادها ، وذلك لأنها تؤشر تقاطعا ( للفترة الحياتية بين رسول الأسلام وبين عبدالله بن عباس ) .
الموضوع :                                                                                                                               أولا - سنتكلم عن السيرة الذاتية ل عبدالله بن عباس ، وبأختصار (( هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي ، أبو العباس " الحبر البحر " ابن عم رسول الله ، وأبو الخلفاء ، أمُّه أمُّ الفضل لبابة بنت الحارث الهلاليَّة ، وُلِد وبنو هاشم بالشِّعب قبل الهجرة بثلاث سنوات ، وقيل بخمس ، والأول أرجح ، وكان له عند موت النبيِّ ثلاث عشرة سنة ، وقيل غير ذلك ؛ فعن عبد الله بن عباس قال : « قُبِضَ النبيُّ وأنا ابن عشر سنين مختون » ، وفي رواية : وأنا ابن خمس عشرة سنة )) ، ومن ألقابه المتداولة (( أبا العباس ، حبر الأمَّة وتُرجُمَان القرآن ، فعن عبد الله بن عمر : قال : « نَعَمْ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ » .. )) نقل بتصرف من موقع / قصة الأسلام .                                                                           ثانيا - هناك رواية أخرى متقاطعة حول سن أبن عباس - حين وفاة رسول الأسلام (( توفي رسول الله وعمر عبدالله ابن عباس لا يتجاوز 13 سنة ، وقد روي له " 1660 حديثا " . كان بن عباس مقدما عند أبو بكر الصديق  وعثمان بن عفان ، ثم جعله علي بن أبي طالب واليا على البصرة ، وكان عمره يوم وفاة النبي محمد 14 عاماً .. / موقع المعرفة )) . 
ثالثا - رُوي عن عمرو بن دينار أنّه / أي عبدالله بن عباس ، وُلد عام الهجرة ، ممّا يعني أنّه كان ابن عشرة سنوات حين وفاة النبي ، وممّا يؤيد ذلك ما رواه ابن العباس : ( مات رسولُ اللهِ ، وأنا ابنُ 10 سنينَ ) ، و رُوي أنّه وُلد قبل الهجرة بخمس سنين ، أي أنه كان ابن 15 سنة عند وفاة الرسول ، وأيّد هذا الرأي ابن كثير . واختلفت الروايات في تحديد السنة التي توفي فيها ابن العباس ، فقيل إنّها كانت في السنة الخامسة والستين للهجرة ، وقيل في السنة الثامنة والستين ، كما قيل أيضاً في السبعين ، أو الحادية والسبعين ، أو الرابعة والسبعين للهجرة . / نقل بتصرف من موقع موضوع .
رابعا - أما بالنسبة لعدد الأحاديث التي رواها عبدالله بن عباس ، فهناك رواية تخالف ما ذكر في النقطة ثانيا أعلاه / 1660 حديثا : " فقد قال الشيخ محمد بن الشيخ علي الولوي في شرحه لهذه المنظومة المسمى ( إسعاف ذوي الوطر بشرح نظم الدرر في علم الأثر) والبحر عبد الله بن عباس المتوفى سنة 68هـ .. روى 1696 حديثاً . نقل من موقع / أسلام ويب " . 
خامسا - وفي الصفحة الرسمية للشيخ عمر الحدوشي ، يذكر عددا أخرا من الأحاديث غير ما ذكر في أعلاه ! (( أن عبدُ الله بنُ عباس بحرُ الأمة وحبرُها ، المتوفى سنة : (68هـ ، عن:71) ، روى 1170 حديثاً )) .                                                                                                          سادسا - وفي موقع / دار الأفتاء المصرية ، يورد رواية أخرى لعدد الأحاديث المروية عن عبدالله بن عباس ، تختلف عما سبق ذكره ! (( وقد عَدَّ العلماء أحاديثه التي رواها عن النبي حوالي أكثر من 1600 حديث ، فكان من المكثرين من الصحابة في رواية الحديث ، وكان أكثرهم إفتاء ، وقد أشار إليه الإمام السيوطي في منظومته ولقَّبه بالبحر )) .

الأضاءة :                                                                                                                                   1 . بعيدا عن ألقاب عبدالله بن عباس - كونه حبر الأمة و ترجمان القرآن و الحبر البحر وغيرها ، التي يهتم بها شيوخ الأسلام ، دون المحاور المهمة في سيرته الشخصية ! ، وهي محوري تولده و وفاته ، التي أختلف بها مؤرخي الأسلام ، فولادته وفق المصادر أعلاه تؤشر ان سنه حين وفاة الرسول كان بين 10 – 15 سنة ، وشخصيا أرجح 10 سنين ، وذلك وفقا لروايته الشخصية حيث قال : ( مات رسولُ اللهِ ، وأنا ابنُ 10 سنينَ ) ، أما وفاته التي هي بين 65 – 74 للهجرة ، فهي لا تشكل نفس أهمية ولادته ! . أذن نحن أمام سيرة ضبابية مجهولة البداية وغير معروفة النهاية ! .                                           2 . ولو رجعنا الى سيرة رسول الأسلام الذي " ولد سنة 53 قبل الهجرة و توفى سنة 11 هجرية . نقل من موقع / المرسال " ، يتبين لنا أن بن عباس تشترك مسيرته الحياتية ورسول الأسلام ب " 10 سنين " ، فقط لا غير ! .                                                                                                                 3 . ثم لو ربطنا الأمر أعلاه بعدد الأحاديث المروية عن رسول الأسلام نقلا عن بن عباس ، حيث نلاحظ أيضا أنها غير محددة ! ، فهي بين 1170 حديثا الى 1696 حديثا - وفق ما جاء في أعلاه ، وهذا يؤشر الى أشكالية كبيرة ، فكيف لرجل محوري ومهم في الأسلام / وصف بحبر الأمة ، لا تعرف عدد أحاديثه المروية عن رسول الأسلام ! .                                                                                                                             4 . والنقطة الأهم : هل من المنطق أن طفلا يروي هكذا عددا من الأحاديث ! ، وهذا يجرنا الى نقطة أهم : متى بدأ بن عباس برواية أحاديث الرسول التي بلغت المئات ، فليس من المعقول أنها رويت كلها وبن عباس بسن العشر سنين ! - أي سنة وفاة الرسول ! ، لأن المنطق يقول أن هكذا عدد من الأحاديث لم تروى في سنة واحدة ! ، أكيد أنها بدأت قبل عدة سنوات ! ، ولنقل أنه أستمرت 4 سنين مثلا ، فهل من المنطق أن بن عباس روى أحاديث الرسول من عمر 6 سنين لغاية 10 سنين وقت وفاة الرسول ! .                                                                                                    5 . ولو فرضنا جدلا ، انه روى الأحاديث حين شب ، فهل من المعقول أن طفلا يحفظ هكذا عدد من الأحاديث ! ليرويها في كبره وبلوغه سن الشباب ! ، وهل من الممكن لطفل أن يرافق رسول الأسلام في حياته الخاصة ، وفي غزواته ، وفي مجالسه ، وفي مسيرته الدعوية ! ، كل هذه مجرد تساؤلات لا يمكن الأجابة عليها .                                                                                        6 . تذهب أحاديث شيوخ الأسلام لحالة من الغيبيات ، في وصف سيرة بن عباس - وذلك عندما ترغب الشيوخ في تعظيم أحد الأفراد ، فهناك رواية تذكر رؤية عبدالله بن عباس للوحي جبريل ( كنت مع أبي عند النبي وعنده رجل يناجيه ، فقال العباس : ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني ؟ فقلت : إنه كان عنده رجل يناجيه . قال : أوكان عنده أحد ؟ قلت : نعم . فرجع إليه ، فقال : يا رسول الله هل كان عندك أحد ; فإن عبد الله أخبرني أنه كان عندك رجل تناجيه ؟ قال : هل رأيته يا عبد الله ؟ قلت : نعم . قال : ذاك جبريل ) نقل من https://mqalaat.com  و https://ur.wikipedia.org .          * وهنا يوجد تساؤل هل الوحي مرئي أم لا ! ، وهل الوحي يكلم رسول الأسلام وفي مجلسه أناس ! ، وهل ضيوف رسول الأسلام يشاهدون وحي الرسول ! .

كلمة :                                                                                                                  أذا كانت بعض أحاديث رسول الأسلام ، مصدرها أطفال دون سن الأدراك - ك عبدالله بن عباس ، فهذه كارثة عقائدية .. ولكن هذا هو نهج كهنة الأسلام ، الذين لديهم عقدة " فقه تضخيم الفرد " على حساب الحقيقة ، لأنهم هم الذين يسوقون لهكذا أحاديث ! ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، هل كان عبدالله بن عباس " بالغا راشدا " ، يفرق الصالح عن الطالح ، عند نقله أحاديثا عن رسول الأسلام ، حيث ورد في موقع / موضوع ، حول سن الرشد - وفق العقيدة الأسلامية ، أنقله بأختصار وتصرف فيما يلي ( والرُشد في الإسلام يعني التكليف ومسؤوليّة الإنسان عن أفعاله وأعماله .. والرشد بمعنى الهداية إلى الحق ، فالإنسان الراشد يتبع طريق الحق والهداية ، ويُميز بين الحق والباطل ) .                                                        وأخيرا أقول : أن شيوخ الأسلام يتحكمون بأدوات التصويب والتحديث لمفاهيم ماضوية لا يمكن أن تنهض بها أي أمة ، وأيضا أن شيوخ الأسلام يؤمنون بأحتكار كل الحقيقة وكامل الحق ، وقد نصبوا أنفسهم / بذات الوقت ، وكلاء في أتخاذ القرارات المصيرية عن المسلمين ، لذا أصبحت أمة الأسلام تجهل مصيرها ! .. أن شيوخ الأسلام يعلمون الحقيقة / ويعلمون مدى خطورتها على الأيمان ، ولكنهم ينقلون ما يتفق ورؤيتهم للعقيدة والدين لشعب مغلوب على أمره ! . 

   
 



178
                                               قراءة للآية 24 من سورة النساء
أستهلال :                                                                                                                                             نزلت الآية أعلاه على أثر غزوة أطاس ، التي وقعت عام 8 هجرية ، وذلك في أعقاب غزوة حنين ، وأوطاس - هو وادي بين حنين والطائف ، وكان سببها : أن هوازن لما انهزمت ذهبت فرقة منهم فيهم الرئيس مالك بن عوف النصري ، فلجأوا إلى الطائف فتحصنوا بها ، وسارت فرقة فعسكروا بمكان يقال له أوطاس ، فبعث إليهم رسول الله سرية من أصحابه عليهم أبو عامر الأشعري ، وفي الغزوة قتل ابا عامر الاشعري ، فأخذ الراية بعده ابن أخيه أبو موسى الاشعري ففتح الله عليه وقتل قاتل أبى عامر وهزمهم وغنم أموالهم .. / نقل بتصرف وبأختصار من موقع مع الحبيب .
الموضوع :                                                                                                                                         وفي صدد تفسير ونقد سبب نزول الأية 24 من سورة النساء ، على أثر معركة أوطاس ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ) ، وجاء في تفسيرها وفق كتاب البداية والنهاية - الجزء الرابع - غزوة أوطاس - لأبن كثير : وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أنبا سفيان - وهو الثوري - عن عثمان البتي ، عن أبي الخليل ، عن أبي سعيد الخدري قال : أصبنا نساء من  سبي أوطاس ولهن أزواج ، فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج ، فسألنا النبي فنزلت هذه الآية { وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } ، قال : فاستحللنا بها فروجهن ، وهكذا رواه الترمذي ، والنسائي من حديث عثمان البتي به.  وأخرجه مسلم في صحيحه من حديث شعبة .. وبذات المعنى جاء تفسير النص في موقع quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sural وقوله " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم " ( أي : وحرم عليكم الأجنبيات المحصنات وهن المزوجات ) ، إلا ما ملكت أيمانكم ) يعني : إلا ما ملكتموهن بالسبي ، فإنه يحل لكم وطؤهن إذا استبرأتموهن ، فإن الآية نزلت في ذلك ) .
 القراءة :                                                                                                                                أرى أن هذه الآية أدت أشكالا في النص وفي سبب النزول ! ، أما تفسيري المبسط لها : أن قوم محمد عندما كانوا يغزون في وادي أوطاس وغلبوا الكفار ! ، وسبوا نساءهم ، وأرادوا وطأ النساء ، ولكن رجال محمد قالوا ربما النساء متزوجات ( فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج ) ، فذهبوا للرسول يخبروه بذلك ، فالله بجلاله حلل لهن وطأ هذه النساء ، بقوله ( إلا ما ملكت أيمانكم ) ، أي ألا المسبيات من النساء .. أضاءآتي :
1 . هل من المنطق والعقلانية أن يأمر الله بوطأ النساء المتزوجات ، حتي وأن كن سبايا ! . والله هو الرحيم والستار ! . والتساؤل هنا ، متى ألتقى الوحي بمحمد ، وهل الله يتابع غزوات محمد ، وما هي المسافة الزمنية بين " أخبار قوم محمد برغبتهم بوطأ النساء .. " وبين " أستجابة الله بتحليل وطأ السبايا ! " ، من المؤكد وجود رحلات مكوكية من قبل الوحي – بين الله ومحمد ، لأخبار الله برغبة محمد ثم الأمر بتحليل وطأ السبايا ! فهل يعقل هذا الحال ! .
2 . هل الله يشرعن لمحمد وقومه بوطأ نساء العرب ، وهل الله يلبي لمحمد وقومه رغباتهم الجنسية ! . وفي نفس السياق نسرد ما قالته عائشة لمحمد / بموضوع ذات صلة ، عندما كان الله يسارع في تحقيق رغبات محمد ( أخرج بن سعد عن منير بن عبد الله الدؤلي ، أن أم شريك الدوسية عرضت نفسها على النبي ، وكانت جميلة فقبلها . فقالت عائشة : “ ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خيرٌ ” ، قالت أم شريك : “فأنا تلك”. فسمَّاها محمد مؤمنة. فقال : “وامرأة مؤمنة … الخ” ، فلما قال محمد هذا قالت عائشة : “ إن الله يسرع لك في هواك ”. وهذا أيضاً مذكور بالنص في صحيح البخاري الجزء الثالث صفحة 164 ) .
3 . والقول أنه لن يتم وطأ السبايا ألا بعد ( فإنه يحل لكم وطؤهن إذا استبرأتموهن ) ، أي أذا كانت حاملا أن تضع حملها أو أن تحيض حيضة واحدة ثم يباشرها ، فهذا الكلام لا أراه عمليا ولا يمكن تطبيقه على غزاة متعطشين للجنس ! في مجتمع قبلي جاهلي ، ومن هو الرقيب على الغزاة أذا لم يطبقوا ذلك ! ، وهل هناك من جهة يمكن اللجوء أليها أو التظلم عندها في حال وطأ السبايا قبل أن تحيض أو أن تضح حملها ! أن المهم عند محمد هو الفوز في الغزوة وليس شيئا أخر .   
4 . في المعتقد الأسلامي القرآن محفوظ عند الله منذ الأزل ، وفق الأية التالية ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ  / سورة البروج 21 – 22 ) ، وتفسير هذه الآية وفق موقع / الأسلام سؤال وجواب ،  قال ابن كثير ( في لوح محفوظ أي : هو في الملإ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل . " تفسير ابن كثير 4 / 497 / 498  . وقال ابن القيم  وقوله " في لوح محفوظ  " أكثر القراء على الجر صفة للوح ، وفيه إشارة إلى أن الشياطين لا يمكنهم التنزّل به لأن محله محفوظ أن يصلوا إليه ، وهو في نفسه محفوظ أن يقْدِر الشيطان على الزيادة فيه والنقصان .) .
* هذا الآية وتفسيرها تأخذنا في متاهات ، لأنها تعني أن كل ما حدث في " غزوة أوطاس " / من سؤال قوم محمد حول وطأ نساء العرب المتزوجات ونزول الوحي على محمد بسماح وطأهن من قبل الباري كله مسطر و مذكور عند الله في اللوح المحفوظ !! ، فهل من المنطق أن يكون الأمر كذلك هذا أولا ، وثانيا بما أن الله يعلم الغيب ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ  وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ  78 / سورة التوبة ) ، كان من المفروض أن يكون تحليل وطأ النساء المتزوجات مذكور في النص القرآني منذ البدأ " إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " !! وليس من داع أن ينزل الوحي على محمد متأخرا في غزوة أوطاس.                   5 . أختم مقالي بأن الله هو العادل الحكيم ، ولكن في هذا النص يظهر القرآن لنا الله بآنه ظالم وغير عادل ، لأنه يحلل وطأ نساء العرب من قبل قوم محمد ، وهذا أمر مشين ، ولا يمكن أن يكون من مهام الله القدسية ! .



179
                                            محمد بن عبدالله .. نبي أم قائد أم نبي وقائد   

المقدمة :                                                                                                                                            محمد بن عبدالله ، رسول الأسلام ، هو من أكثر الشخصيات التأريخية التي أثير حولها الجدل واللغط ، وأكثر من كتب عنه بحوث ومقالات متقاطعة ، وأكثر من وضعت الأراء بصدده في محل الخلاف والأختلاف ، وأكثر من سرد عنه قصص وحكايا وسرديات مبالغ بها ، وأكثر من نقل عنه أحاديث غريبة ( قال ابن حجر العسقلانيّ إنّها بلغت سبعة آلاف وثلاثمئة وسبعة وتسعين حديثا ) - علما أن قرآن محمد يضم 114 سورة / 6200 آية ، وأكثر من ربط بمولده كم من الأساطير والغيبيات العجيبة ، فقد جاء في موقع / زاد المعاد ، التالي - نقل بأختصار ( كان إبليس يخترق السماوات السبع ، فلما ولد عيسى حجب عن ثلاث سماوات ، وكان يخترق أربع سماوات ، فلما ولد رسول الله حجب عن السبع كلها ، ورميت الشياطين بالنجوم ، وأصبحت الأصنام كلها صبيحة مولد النبي ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه ، وارتجس في تلك الليلة إيوان كسرى ، وسقطت منه أربعة عشر شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وفاض وادي السماوة ، وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ) .                                                                                          وبحثنا هو : هل محمد كان نبيا أم كان قائد غزوات ( اختلف أهل العلم في عدد الغزوات التي حصلت في عهد النبي ؛ حيث تراوح عددها بين التسع عشرة غزوة والثلاثين غزوة / نقل من موقع موضوع ) ، أم كان نبيا وقائد بذات الوقت ! .

القراءة :                                                                                                                                 أولا - لو قلنا انه نبي ، فهل لمحمد بن عبدالله ، مظاهر أو صفات أو قدس النبوة ، والتي يمكن ان تتلخص بالتالي ( التعريف الكتابي للنبي أنه الشخص الذي يعلن إرادة اللّه ، والمستقبل ، للشعب ، كما يرشده الوحي الإلهي ، ينادي بالقضاء على الخطأ ، والدفاع عن الحق والبر ، والشهادة لسمو الأخلاق على الطقوس الشكلية ، فإن النبوّة وثيقة الارتباط بمقاصد نعمة اللّه من نحو شعبـه / نقل من موقع drghaly.com/articles/display/13370 ) ، وهذه المؤشرات لا يمكن أن تنطبق على رسول الأسلام ! ، ولو ناقشنا عدم أنطباق كل مفردة على حدا لأحتجنا مجلدات لكي نفي بالغرض ! . ولكني كمثال ، ساتناول موضوعة " المستقبل " / المذكورة في أعلاه ، فأن محمدا ربط مستقبل المسلمين بالغزو ، ولكن ربطه أقترن بفقه ألهي ، ألا وهو الجهاد ، حيث أن محمدا جعل من الغزو فريضة عقائدية ، وفق النص القرآني ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ / 218 سورة البقرة ) ! ، وهناك الكثير من الآيات التي تدلل نفس النهج ، وهذا الأمر قاد المجتمعات الأسلامية ، أينما كانت ، الى تلبية فريضة الجهاد المقدس ! ، أذن لا مستقبل لهكذا مجتمعات عدوانية ، وليس من نبي / بالمفهوم الأنساني ، أن يقود شعبه الى التهلكة والحروب والعداء لكل البشر ! .   

ثانيا - لرسول الأسلام ثقافة خاصة للقتل ، وما يتصل بها من مفاصل - كالغزوات والتعذيب والأغتيال ، ومثال ذلك : أغتيال كعب بن الأشرف / أباه من عرب طئ وأمه يهودية من بني النضير ، والتمثيل بأم قرفة الفزارية ( أن زيد بن حارثة مثل بها عند قتلها ، فيقال : ربطها في ذنب فرسين وأجراهما فتقطعت .. / نقل بأختصار من موقع أسلام ويب ) ، وأنقل من بعض المخطوطات ، بعضا من الشواهد ، التي تؤكد أستحالة كون محمد أن يكون نبيا ! فقد جاء في الموقع التالي أنقله باختصارar-ar.facebook.com ، ما يلي ( مخطوطة يعقوب / المخطوطة 1 - من تعاليم يعقوب 634-640 م : وكانوا يقولون لقد ظهر النبي وقادم مع السارسانيين " العرب " ، فذهبت أنا ابراهيم إلى رجل عجوز مطلع للغاية على الأسفار المقدسة وسألته : ما رأيك ، أيها السيّد والمعلم ، بالنبي الذي ظهر بين السرسانيين ؟ أجاب ، وهو يتأوه للغاية : « إنه دجال . وهل يأتي الأنبياء بالسيف ؟ لكن اذهب ، يا سيد ابراهيم ، واستعلم عن النبي الذي ظهر » . وهكذا ، قمت بتحرياتي ، وأخبرني أولئك الذين التقوه : ليس ثمة من حقيقة يمكن أن توجد عند النبي المزعوم ، سوى إراقة الدماء ؛ إما ما تقوله حول امتلاكه لمفاتيح الجنة ، فهو أمر غير قابل للتصديق ، نلاحظ من هذا النص أن النبي كان لايزال حيا ولم يمت كما في القصه الإسلاميه ونجد أن لا وجود للفظ " المسلمين " ) .                                                                         * هذه المخطوطة شهادة حية على ثقافة محمد في أراقة الدماء ، وأستهزاء الأخرين من أمتلاك محمد لمفاتيح الجنة ! / وهذا الأمر يذكرنا بالحرب العراقية الأيرانية ، عندما أقنع الأمام الخميني الأيرانيين بأعطائهم مفاتيح الجنة ، تشجيعا لمحاربة العراق - فهل التأريخ يعيد نفسه ! ، وهناك نقطة أخرى ، هي تقاطع الفترة التأريخية لوفاة محمد ، فوفق التأريخ الأسلامي أن محمدا قد توفى 632 م ، ولكن وفق المخطوطة المذكورة ، أن محمدا كان لا يزال حيا حين كتابة المخطوطة  / بين عامي 634-640 م ! ، والنقطة الأهم عدم ذكر لكلمة مسلمين في المخطوطة ، بل ذكر مفردة " السارسانيين " ، وهذا الأمر يحتاج لبحث متخصص ، كما أن هذا الوضع يجعلنا أيضا أن نتساءل متى ظهرت أو متى أطلق مفردة " مسلمين " على أتباع محمد ! .                                                                                                                                 

ثالثا - هناك تضارب بين شخصية محمد وبين القرآن ! ، فقد جاء في موقع / رصيف 22 - مقال لمحمد وهبة ، يستشهد بمحورين مهمين - الأول (( ويذكر المؤرخ البيزنطي ثيوفان (752-818) المعرف في تاريخه عن أحداث عام 631 م التالي : " في هذه السنة مات محمد ، حاكم السراكنة ( العرب ) والنبي المزيف " )) . هنا المؤرخ ثيوفان يؤكد على نقطة مهمة وهي أن محمدا كان حاكما ، ولكنه كنبي فهو مزيف ! . المحور الثاني - يستطرد محمد وهبة ويذكر (( في الرواية السريانية ، أن المؤرخ روبرت هويلاند ، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في العصور الوسطى : إن أول ذكر صريح للنبي محمد تاريخياً جاء في مخطوطة سريانية منسوبة إلى القس السرياني اليعقوبي توماس والتي جاء فيها : " في يوم الجمعة 4 من فبراير (634) م في الساعة التاسعة ، اندلعت حرب بين الرومان وعرب محمد ( طائيي محمد ) في فلسطين على بعد 12 ميلاً شرقي غزة . وهرب الرومان ، مخلفين وراءهم البطريرك وردان Brydn الذي قتله العرب . كما قتلوا فيها 4000 من القرويين المساكين من المسيحيين واليهود والسامريين في فلسطين . لقد خرب العرب المنطقة بأسرها ". )) .                                                                                                                                       * هنا أتساءل ، كيف لمحمد أن يقتل رجل دين مسيحي وقرآنه ينص على ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)/ سورة المائدة ) ، وكيف لمحمد أن يذبح 4000 قروي من اليهود والمسيحيين والسامريين ، وقرآن محمد يعترف بكتبهم وبأنبيائهم ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3)/ سورة آل عمران ) . من الملاحظات المهمة أيضا لا ذكر للمسلمين في النص ، بل ل ( طائيي محمد ) / أتباع محمد ، الأهم : هل أن شخصية محمد في القرآن هي نفسها في رواية المؤرخ هويلاند – المنقولة عن القس توماس ، وأذا كانت نفسها لم هذا التناقض في سلوك محمد وبين بنية النص القرآني ! ، كان من المنطق أن لا يقتل محمد البطريرك وردان Brydn ، وذلك لأن القرآن خصهم بانهم " لَا يَسْتَكْبِرُونَ " ! . لأجله أرى أن نص القرآن في جانب وسلوك محمد في الجانب المغاير الأخر ، بل في الجانب النقيض ! .                                                                                                                     

رابعا - النص القرآني يؤكد على أن محمد هو آخر الأنبياء ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليماً / 40 سورة الأحزاب ) ، وبما أن الأسلام أغلق باب كل العقائد السماوية ، وأصبح هو الدين الأوحد لدى الله ، بقوله ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران ) ، أذن منطقيا لا بد أن يكون الأسلام محصلة كل الأديان ، عقائديا وأنسانيا ، وهذا التوصيف يجب أن ينطبق أيضا على رسول الأسلام ، وذلك حتى يكون نبيا حامل خلاصة شريعة موسى ومحبة المسيح ، ولكن هذا الشأن هو بعيد كل البعد عن الواقع ، وأنقل من موقع / صوت أونلاين – مقطع من مقال ل بلال مؤمن ، حول همجية أتباع محمد ، ( ففي كتابه " تاريخ هرقل " الذي يعد المصدر الوحيد للرواية المسيحية عن حروب المسلمين مع الدولة البيزنطية - وصف الأسقف الأرمني سيبيوس المسلمين بقوله : « ومثلما ينطلق السهم من قوس شديد التقوس يمسك به رجل تجاه الهدف . كذلك هم العرب الذين يأتون من صحراء سيناء لكي يدمروا العالم بأسره بالجوع ، والسيف ، والإرهاب العظيم ) .                                                                              * وهنا نحن أمام أتباع شخصية لا هي بقدس النبوة ولا تتسم بصفات القائد ، وذلك لأن خلاصة الأنبياء والأديان السماوية ، التي كان من المفروض أن تكون لدى محمد بصفته خاتما للأنبياء ، لا بد أن تنتقل الى الخلفاء والأتباع .
   
خاتمة :
أني أرى أن من أولويات مهام الأنبياء : أن يكونوا - دعاة محبة ، مبشرين بالخير لكل البشرية ، نابذين للعداء ، غير مكفرين للأخرين ، لا سيف ولا رمح لهم ، بل يؤمنون بالكلمة الطيبة ، والعظة الحسنة .. وهذا الأمر غير منطبق على رسول الأسلام ، القائل ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله ؟ ) ، أما ان يكون قائدا حربيا ، فممكن ذلك ، ولكن  يجب أن نأخذ بعين الأعتبار أنه قائد غير متسامح مع الأخرين / لقتله كعب بن الأشرف وأم قرفة الفزارية ، علما أن قرآنه ينص على العفو( ِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا / 149 سورة النساء ) . وفي موضوع أخر ، لا يمكن أن نأخذ القرآن كذريعة على نبوة محمد ! ، وذلك لوجود تقاطعات بين نهجه ونهج القرآن ! ، وسأسرد مثالا على ذلك ، أن القرآن يصدق بالتوراة والانجيل ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ / 3 سورة آل عمران ) ، ويؤمن رب القرآن بالأنبياء ( قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ / البقرة136 ) ، ولكن محمد " وهو لا ينطق عن الهوى " ، نهى الأمر بحديثه ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله .. ) ، ثم رب القرآن ينص على ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران ) ، فالقارئ هنا يتيه ، بمن يتبع وبمن يهتدي - بين كل هذه التقاطعات والخلاف والأختلاف بين نهج محمد وبنية النص القرآني ! ..                                                                                                       أرى أن محمدا هو قائد ، حكم لسنين لعرب ، لم يدعوا ب " مسلمين " ! ، ففي كتابات دعوا " السرسانيين " وأخرى دعوا ب " طائيي محمد " ، وأصحابه حكموا من بعده بأسمه ، ومن ثم خلفائه حكموا بالسيف تحت ظل القرآن وعقيدة الأسلام !.   





180
البيت الشيعي .. أضاءة في جلد الذات

1 . كان البيت الشيعي العراقي بعد السقوط 2003 ، نوعا ما متماسكا ، تسوده بعضا من التفاهمات الأولية ، تتركز قواه ، أو أعمدته الرئيسية على : حزب الدعوة / الجعفري والمالكي ، المجلس الأعلى للثورة الإسلامية / جماعة الحكيم ، منظمة بدر / هادي العامري ، جماعة الصدر / مقتدى الصدر ، وبعض رجالات الشيعة ك أياد علاوي ، أحمد الجلبي ، عبد الكريم المحمداوي ومحمد بحر العلوم وغيرهم .. ، أما الأن / 2020 ، فكل القوى فرخت قوى أخرى ، وكل التحالفات تمخضت عن تحالفات عديدة ، وكل الأحزاب تفرعت وأنقسمت لأخرى ، وظهرت رجالات لأول مرة على الساحة العراقية ! .
2 . ثم برزت فيما بعد ، الكثير من المليشيات التي أصبح لها ثقلها المؤثر في المشهد السياسي ( يتواجد في العراق أكثر من 30 مليشيا أبرزها : عصائب أهل الحق ، سرايا طليعة الخراساني ، كتائب سيد الشهداء ، حركة حزب الله النجباء وكتائب حزب الله .. ) ، أما الحشد الشعبي الذي تشكل بفتوى من المرجعية عام  2014 - بفتوى الجهاد الكفائي / والذي أنضمت أليه الكثير من المليشيات المذكورة في أعلاه ، فأصبحت فصائله ووفقاً ل " مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية " : تقدر فصائل الحشد الشعبي بثمانية وستين فصيل موزعين بين العراق وسورية ، وكلها مختلفة الولاءات.
3 . السؤال والتساؤل الذي يطرح نفسه في هذا الصدد ، هل كل هذه القوى الشيعية موحدة ، الجواب : لا - فكلها تدعي مظلة المرجعية ، ولكنها بحقيقة الأمر تتحرك وفق مصالحها ووفق أجندتها الخاصة ! . والسؤال الأهم : هل " معظم هذه القوى " تخدم العراق ، وهل تؤمن بوحدة العراق ، وهل تضحي لترابه ، وهل هدفها عزة العراق ، الجواب :أيضا ، كلا ! . 
4 . والتساؤل الأهم من كل مما سبق ، لم البيت الشيعي أصبح حاله مزريا الى هذا الحد ! ، الجواب : وذلك لأن السياسيين الشيعة في جانب ، والمكون الشيعي المهدور حقه في جانب أخر ، فالساسة يسرقون ثروات العراق ، والشعب يعاني / خاصة المكون الشيعي ! .
5 . وحتى نأتي الى بيت الداء ، فأن وضع العراق وصل الى ما وصل أليه من هوان الحال ، وذلك لأن الساسة الشيعة / معظمهم ، أيرانيي الهوى ! ، ليس لهم ولاء ألا  " للولي الفقيه : خامنئي ورجاله " ! . فكيف لدولة كان بيننا وبينها نهرا من دم أن تكون حليفة لنا ! ، بل مرجعا لنا ! .
6 . أين دور المرجعية من كل ما يحدث ! لا أحد يدري ! ، بل لا أحد يرغب أن يدري ! ، أما تعلم المرجعية أن المكون الشيعي يعيش حالة من الفقر والعوز ! . أم أن المرجعية تهتم بخمسها ! ، حتى وأن كان المكون الشيعي / المسلوب حقه ، في أهون حال ! .
خاتمة :                                                                                                                                كلما عزمت أن لا أكتب في الوضع العراقي ، أرى أن الحال يجرني جرا الى هذا الوضع ! .. سؤالي الأخير : هل أكتسب أو حقق المكون الشيعي أي مكاسب أو ميزات من حكومات ما بعد 2003 في العراق ، هل أصبح حال الشيعة أفضل ! ، هل أنشأ الساسة الجدد للمحافظات الجنوبية المستشفيات والمدارس والجامعات والجسور .. الجواب كلا ، كل ما هو موجود كان من العهد السابق ، الذي تهالك من القدم ! ، فقط الذي تحقق للشيعة من مكاسب هو : حرية اللطم وضرب الزناجيل والزيارات .. أما حال الوطن والسياسيين ، فوضعهم ، كما يقول شاعر العراق خالد الذكر معروف الرصافي :
قد كان لي وطنٌ أبكي لنكبته     واليوم لا وطن عندي ولا سكن.
ولا أرى في بلاد كنت أسكنها   إلا حُثالة ناس قاءها الزمن !.


181
                                       الفتوحات الأسلامية .. بين المعلن والمخفي   
        دماء السيوف وأسنة الرماح لا تنشر الأديان ، لأن الدين أيمان ، والأيمان غير قابل للنشر .. كاتب المقال   
ليس من نبي أو رسول أو دين أو عقيدة تأمر أتباعها بالغزو من أجل نشر دين محدد أو عقيدة بذاتها ، ألا الأسلام ، الذي يرفع هذا الشعار ، ولكن المطلع العقلاني يرى أن كل الفتوحات الأسلامية كان ظاهرها المؤطر هو نشر الدين ، ولكن الغرض الأساسي منها هو التوسع وأستعباد الشعوب والغنائم والنهب والسبايا ، وهذا ما سأناقشه في هذا البحث المختصر.                                                                                                                            الموضوع :                                                                                                                              1 . يمكن أعتبار غزوة حنين - عام 8 هجرية ، وبرأي الشخصي ، أنها من أهم بواكير الفتوحات الأسلامية ، وذلك لأنها : أولا - كانت في عهد رسول الأسلام ، وهي التي قال عنها أبن القيم " الفتح الأعظم الذي أعزَّ الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين ، واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدى للعالمين ، من أيدي الكفار والمشركين . وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء . / نقل من موقع قصة الأسلام " ، ثانيا - في هذه الغزوة / غزوة حنين ، وضع تكييف قرآني لمعاشرة السبايا ، بنص قرآني محدد وصريح ، حيث ( أسَر المسلمون عدداً من نساء المشركين ، لكنَّهم حاروا في مسألة معاشرتهن ، هل هي جائزة أم محرمة ؟ وكان هذا سبباً لنزول آية " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم". ما كان " ملك اليمين " يشمل الجواري أو السراري سواء كن من غنائم الحرب أو قد تم بيعهن خارجها . ومع أن الإسلام كافح هذه الأنظمة بتشجيعه على عتق العبيد ، لم يُحرّم " ملك اليمين " الذي صار يُطلق غالباً على النساء المخطوفات في الحروب . / نقل من موقع المرسال ) .   
2 . وبالنسبة للنص القرآني ، المشار أليه في أعلاه ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24) سورة النساء ) ، لا بد لنا أن نقدم له تفسيرا وفق المصادر الأسلامية المعتمدة / من آجل التوضيح ، فقد جاء في الطبري ، ما يلي أنقله بأختصار ( القول في تأويل قوله تعالى" : والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم " يعني بذلك جل ثناؤه : حرمت عليكم المحصنات من النساء , إلا ما ملكت أيمانكم . واختلف أهل التأويل في المحصنات التي عناهن الله في هذه الآية , فقال بعضهم : هن ذوات الأزواج غير المسبيات منهن . وملك اليمين : السبايا اللواتي فرق بينهن وبين أزواجهن السباء , فحللن لمن صرن له بملك اليمين من غير طلاق كان من زوجها الحربي لها . ذكر من قال ذلك : 7124 - حدثنا محمد بن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال : ثنا إسرائيل , عن أبي حصين , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس , قال : كل ذات زوج إتيانها زنا , إلا ما سبيت . / نقل من الموقع التالي  quran.ksu.edu.sa ) .
3 . وكان للرسول السبق في موضوع السبي ، أي الرسول هو القدوة ، حيث أنه سبى صفية بنت حيي ومن ثم تزوجها في دراما دموية ، أنقل ملخصها من موقع / نور العقل ( صفية هي أسيرة يهودية من سبايا خيبر أغتنمها محمد في العام السادس من الهجرة ؛ قتل محمد زوجها كنانة بن الربيع صاحب حصن خيبر ؛ وقتل أباها حيّ ابن احطب ؛ وقتل أخاها ، أتي النبي بكنانة بن الربيع زوج صفية بنت حيّ وكان عنده كنز بني النضير فسأله عنه فجحد ( أنكر ) أن يعرف مكانه فأتى النبي برجل من يهود فقال الرجل رأيت كنانة يطوف بهذه الخربة كل يوم فقال النبي لكنانة زوج صفية ارأيت أن وجدناه عندك أأقتلك ؟ قال نعم فأمر النبي بالخربة فحفرت فأخرج منها بعض كنزهم ؛ ثم سأله عن الباقي فأبي أن يدله فأمر النبي الزبير بن العوام وقال عذبه حتى يقر فكان الزبير يقدح بزنده في صدره حتى قارب الموت ثم دفعه النبي إلى محمد بن مسلمة ليضرب عنقه فضربها وكان أخو مسلمة قتل في هذه الحرب ../ عن  سيرة أبن هشام - باب ذكر المسير إلى خيبر ) . 
4 . وحتى تأخذ الغنائم سياقها في التوزيع ، وضعت نصوص حول هذا الموضوع ، وحصة الأسد هي لرسول الأسلام ، منها :      ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ..  41 / سورة الانفال ) ، وأيضا هناك أحاديث بهذا الصدد ، منها : فقد جاء عن " ابن عباس " بخصوص توزيع الغنائم التالي : كان رسول الله إذا بعث سرية فغنموا ، خمَّس الغنيمةَ فضرب ذلك في خمسةٍ ثم قرأ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وللرسول .
5 . أما ما فعله المسلمون في البلدان التي تم فتحها فكان كله : قتل وأغتصاب وتعذيب وسبي .. ، وهذا الموضوع مسهب ، ولكني سأسرد أبشعه وأفضعه ، وهو دخول المسلمين للهند ، وقد أخترت مقالا مترجما من قبل موقع / مصطفى الفارس ، وكان بعنوان " الغزو الاسلامي للهند : أعظم ابادة جماعية في التاريخ " ، تمت الترجمة من المقال الاصلي الموسوم بالعنوان التالي: Islamic Invasion Of India: The Greatest Genocide In History من اللغة الانكليزية .. وبين الموقع مفاصل كثيرة ، وقد أخترت بعضا منها ، وأنقلها بأختصار : ( المؤرخين والعلماء المسلمين كانوا قد أرّخوا وسجلوا بكل فخر واعتزاز عمليات ذبح الهندوس ، و التحويل القسري للدين الاسلامي ، و خطف النساء و الاطفال الهندوس لاستعبادهم ، و تدمير المعابد الذي جرى على يد مقاتلي الاسلام للفترة من 800 م الى 1700 م . ملايين الهندوس تم تحويلهم للاسلام بوساطة السيف خلال هذه المدة .. ) ، وبهذا الموضوع قد كتب " ألان دانيلو "  في كتابه الموسوم " تاريخ الهند " ، ما يلي " منذ ان بدأ المسلمين بالوصول للهند ، حوالي سنة 632 م ، اصبح تاريخ الهند طويلا بسلسلة رتيبة من جرائم القتل و المذابح و التخريب و التدمير . و كل هذا كالعادة كان بأسم ( الحرب المقدسة ) النابعة بايمانهم بألاهم الوحيد . هؤلاء البرابرة حطموا حضارة ، ومسحوا أعراقا بكاملها عن بكرة ابيها " ، وكتب أيضا " ويل دورانت " في كتابه الصادر في عام 1935 الموسوم بعنوان قصة حضارة - تراثنا الشرقي ص 459): الغزو المحمدي للهند كان على الارجح القصة الاكثر دموية في التاريخ . سجل المؤرخين و رجال الدين الاسلاميين بفخر و فرح شديد المذابح التي ارتكبوها ضد الهندوس ، التحويل القسري للدين الاسلامي ، اختطاف النساء و الاطفال الهندوس والمتاجرة بهم في اسواق العبيد و التدمير الشامل للمعابد الذي جرى على يد المحاربين المسلمين خلال الفترة الممتدة من عام 800 م الى عام 1700 م . ملايين الهندوس قد تم تحويلهم الى الديانة الاسلامية بواسطة السيف خلال تلك الفترة ) . أما المؤرخ الأسلامي فرشته - أسمه الكامل هو محمد قاسم هندو شاه ، ولد في عام 1560 و توفي في 1620 مؤلف تاريخ فرشته (Tarikh-i Firishta) ، فقد بين في كتابه حول غزو المسلمين للهند ( كان اول من اعطى فكرة عن حمام دم القرون الوسطى و هو الهند في عهد الحكم الاسلامي ، عندما اعلن ان 400 مليون هندوسي تمت اذابتهم خلال الغزو الاسلامي للهند .. ) .                                          القراءة :                                                                                                                                 أولا - قدمت في أعلاه بعضا من الأضاءات للفتوحات الأسلامية ، منها نصوصا حول أباحة سبي النساء ، وطريقة توزيع الغنائم .. ومن ثم ما فعله المسلمون بالبلدان التي يتم فتحها من قبلهم ! ، وقدمت الهند كنموذج . 
ثانيا - من الغريب / في المعتقد الأسلامي ، أن الذات الألهيىة يشرعن بنص قرآني عملية وطأ السبايا ! ، وحتى المتزوجات منهن ! ، ويعتبر وطأ السبية ليست بزنا ! ، ولم يتفق المفسرين على رأي بذلك ! ، فهل ( هن ذوات الأزواج غير المسبيات منهن . وملك اليمين : السبايا اللواتي فرق بينهن وبين أزواجهن السباء .. ) ، ولكن المهم تحليل الله وطأ المسبيات  بالنسبة للمنتصر . والتساؤل هنا هل الله محلل لما يقوم به المسلمون من محرمات وذنوب بحق المظلومين والمهزومين ! .                                                            ثالثا - الرسول دشن عهد السبي ، وذلك بسبيه صفية بنت حيي ، وذلك بعد تصفية أهلها / زوجها وأبيها وأخيها ، والرسول نفسه قد سلبها من أصحابه ، أي أن الرسول سبى سبية كانت مسبية أصلا ، ( جاء الصحابي الجليل دحية بن خليفه المالي الى رسول الله وقال له اعطيني جاريه من السبي فقال له رسول الله اذهب فهد جارية فذهب دحية وأخذ صفية بنت حيي إلا أن أهل الرأي والمشورة من الصحابة قالوا يا رسول الله انها سيدة قريظة والنضير ما تصلح إلا لك ولكن رسول الله اشتراها من دحية نقل بأختصار من الموقع التالي / www.storiesrealistic.com ) . والرسول سباها لجمالها ! .
رابعا - بالنسبىة لتوزيع الغنائم ، هل من المنطق أن الله يشارك ويحدد نسب وحصص ما ينهبه المسلمون أثناء فتح البلدان ! ، وأن يمنح الله رسول الأسلام خمس الغنائم ! ، ولم النص القرآني يحشر الذات الألهية في هكذا أشكال ! .                                                       خامسا - هل الدين ينشر بالسيف وبالترهيب ! ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، لم دعيت هذه الغزوات بالفتوحات الأسلامية ! ، وهل الله يدعوا للقتل من آجل نشر الدين ! ، وهل الدين الأسلامي فرض على العالم أجمع ، وما هو أذن مغزى آية ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي/ سورة البقرة:256 ) ، وقد جاء في تفسيرها وفق موقع / أسلام ويب التالي ( وروي عن ابن عباس أيضاً ، أنها نزلت في رجل من الأنصار ، كان له ابنان نصرانيان ، وكان هو رجلاً مسلماً ، فقال للنبي : ألا أستكرههما ، فإنهما قد أبيا إلا النصرانية ؟ فأنزل الله فيه ذلك - رواه الطبري.) ، ولكن شيوخ الأسلام ، كالعادة ليس لديهم ثوابت تتبع لا بالنصوص القرآنية ولا حتى بأحاديث رسولهم ! أنهم يتبعون ويبررون ما يقوله السلاطين والأمراء ! .                                                                                                                         خاتمة :                                                                                                                              رجال وشيوخ الأسلام يعطون صورة وردية للفتوحات الأسلامية ! ، وذلك لأنهم يدلسون التأريخ ويقلبون كل الحقائق والوقائع ! ، الفتوحات تدمر المجتمعات ، لأنها النقيض للسلم والأمن ، الفتوحات تعوق التحضر الأنساني ، والمحتل لا يقدم وردا ، لأنه غزا لكي يقتل ويسبي وينهب ، والسؤال الأهم بأي قانون تغزون البلدان ! ، وبأي حق تنشرون معتقدا أنتم أمنتم به دون الأخرين ! ، أما تأريخ الفتوحات الأسلامية فيكتبه وعاظ السلاطين ، الذين يحللون حراما ويحرمون حلالا ، والحقائق التأريخية لا يسطرها المنتصر ، بل تكتبها الأقلام الحرة ! .



182
                                                     الأسلام بين الوطن والخلافة
الأستهلال :                                                                                                                               أرى من الضروري ، قبل الولوج في الموضوع ، أن نعرف المفردتين أعلاه  -                                                      * فكلمة " وطن " في اللغة : وفق ابن منظور في لسان العرب ، الوطن : هو منزل تقيم فيه ، وهو موطن الإنسان ، ومحله يقال : أوطن فلان أرض كذا ، وكذا أي اتخذها محلاً ومسكناً يقيم فيه . وقال : الزبيدي : الوطن منزل الإقامة من الإنسان ، ومحله وجمعها أوطان . أما تعريف الوطن اصطلاحا : عرف الجرجاني الوطن في الاصطلاح بقوله : الوطن الأصلي هو مولد الرجل ، والبلد الذي هو فيه .. / نقل من موقع قبائل الجزيرة العربية .                                                                                                                           * أما مفردة " الخلافة " : فتعرف بأنها ( الخلافة - هي الإمامة الكبرى ، وهي أصلٌ استقرت عليه قواعد الملة ، وهي رئاسة تامة ، وزعامة عامة ، وخلافة للنبوة لحراسة الدين وإقامته ، وسياسة الدنيا بتطبيق الشريعة ، وسياسة الرعية ورعاية شئونها ، والقيام على مصالحها ، وإظهار شرائع الدين ، وإقامة حدوده ، والائتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه .. / نقل بأختصار من موقع الخلافة نت ) .
الموضوع :                                                                                                                              1 . بداية يجب أن نقر ونعترف بعدم وجود وطن في الأسلام ، لأنه أصلا لا يؤمن به ، ولا يقره ، وما يقوله شيوخهم بأن النص التالي يعبر عن حب الوطن ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ.. ٌ (40)/ سورة الحج ) ، لا أراه صحيحا ، لأن كلمة ديار ليست وطن ، ولو كان مفهومها أيضا يدلل على السكن – لأنه من الممكن أن تكون قد نزلت بديار وسكنتها لفترة ولكنها ليست موطنك ! ، أما الوطن هو مولد ونشأة وسكن ومواطنة وأخاء .
2 . الأسلام يؤمن بالخلافة ، لأنها من صلب العقيدة ، ولأنها تمثل لهم مبدأ ( خلافة للنبوة لحراسة الدين وإقامته ) ، وهذا المبدأ عمل به منذ دعوة رسول الأسلام محمد من أجل توسيع خلافته وملكه ، حيث أرسل نبي الأسلام / عندما أستقرت أموره وقويت شوكته رسائل الى الملوك والقادة في زمانه منهم يدعونهم للأسلام من أجل توسيع ملكه وتوسيع خلافته على الأرض ( حيث كتب إلى هرقل قيصر الروم - ملك الروم - وكتب إلى كسرى ملك فارس ، وكتب إلى ملك الإسكندرية ، وإلى النجاشي في الحبشة ، وإلى ملك عمان ، وإلى ملك البحرين ، وغيرهم / نقل من موقع الألوكة ) . والرسائل أصلا مشكوك في صحتها ! . 
3 . وربطت الرسائل أعلاه ب ( أما الأذعان والأستجابة للأمر أو الحرب ، وهذا نموذج مختصر من رسالته الى هرقل الملك الروماني ، وكان نصها كما ثبت في الصحيحين : " من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم ، السلام على من اتبع الهدى ، أسلم تَسْلَم ، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، وإن أبيت وإن تولَّيت ، فإن عليك إثم الأريسيين .. " ) ، أي في حالة الرفض هناك حرب وأحتلال للبلد وما يلحقها من قتل ونهب وسبي .. وهكذا بدأت الفتوحات الأسلامية ، والتساؤل : هل هناك من مواطنة بين أمير جيش غاز وبلد مهزوم !  .   
4 . أن الأيمان بالخلافة هي عملية سرق ونهب للأوطان ، وذلك لأن ما يسمى ب الفتوحات الأسلامية ، هي أحتلال للأوطان ونهب للخيرات وتدميرا للشعوب وبالنتيجة هي ألغاء للأوطان وأحلال للخلافة بدلا عنها ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر ، أورد في التالي بعضا مما أقترفه عمرو بن العاص في فتح مصر عام 21 هجرية .. } يذكر حنا أسقف نقيوس - يوحنا النقيوسي - الذي عاصر دخول العرب إلى مصر في الفصل (113) احتلال العرب لمنوف ولأتريب ( أن عمرو بن العاص قبض على القضاة الرومانيين وقيد أيديهم وأرجلهم بالسلاسل والأطواق الخشبية ، ونهب أموالا كثيرة وضاعف ضريبة المال على الفلاحين وأجبرهم على تقديم علف الخيول ، وقام بأعمال فظيعة عديدة . وحدث الرعب في كل المدن المصرية وأخذ الأهالي في الهرب إلى مدينة الإسكندرية تاركين أملاكهم وأموالهم وحيواناتهم . ودخل الغزاة المدن واستولوا على أموال كل المصريين الذين هربوا .. ). وفي الفصل (121) يقول النقيوسي : ( ويستحيل على الإنسان أن يصف حزن أوجاع المدينة بأكملها فكان الأهالي يقدمون أولادهم بدلا من المبالغ الضخمة المطلوبة ) / نقل بأختصار من موقع المعرفة {.             * ويقول المؤرخ المصري المسلم ابن عبد الحكم في كتابه فتوح مصر (ص153) " أن بعض الأقباط ذهبوا لعمرو بن العاص طالبين أن يخبرنا ما على أحدنا من الجزية فيصير لها " ، فأجاب عمرو : " لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك . إنما أنتم خزانة لنا إن كُثّر علينا كثّرنا عليكم وإن خُفف علينا خففنا عليكم". .                                           * هذه أدلة دامغة بأن المسلمون في توسيع خلافتهم ، كان من أجل نهب خيرات الأوطان والسبي ، تحت عباءة نشر الدين .
5 . وأفظع مثال على ذلك هي داعش – الدولة الأسلامية في العراق والشام ، وخليفتها أبو بكر البغدادي / المقتول في عام26.10.2019 ، وهي أشنع خلافة أسلامية في العصر الحديث ، لما مارسته من قتل وحرق وصلب وسحل ونهب وسبي ، فهي دمرت أوطان من أجل بناء خلافة على غرار السلف ! .
خاتمة :                                                                                                                                الأسلام كعقيدة أعتمد على نهج مبدأ الخلافة ، وسخر لهذا المبدأ الجهاد وفق النص القرآني ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ۝ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ۝ .. / سورة الصف 10 – 13 ) ، وتحدث رسول الأسلام أيضا بهذا الصدد ( وعن ابن عمر ، قال : سمعت رسول الله يقول:  أذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه شيء حتى ترجعوا إلى دينكم رواه أحمد وأبو داود وصححه ابن القطان ، وقال الحافظ في البلوغ : رجاله ثقات / نقل من موقع بن باز ) ...  ونلحظ أيضا أنه في الأسلام هناك تشديدا على فتح البلدان وفق " جهاد الطلب / وهو جهاد لفتح أراضي جديدة لا تعرف شيء عن الإسلام ويندرج تحته جهاد الدعوة وجهاد التعليم " ، كل هذا من أجل توسيع أرض الخلافة .                                    من كل ما سبق نلحظ أرتباط الأسلام بالخلافة دون الوطن كمفهوم ، وبذات الوقت هناك عروة بين الخلافة من جهة وبين الجهاد وفتح البلدان من جهة أخرى ، وهذا لا يتم ألا بالحرب " السيف " ، ولم يعر الأسلام كمعتقد أي أعتبار للوطن وذلك لأن الوطن غير مهموم بالدين والشريعة ، فالأوطان راية مقدسة تض نات الشعوب .




183
                                                 أضاءة بين الداعية والمفكر   
    شغل الدعاة حيزا أعلاميا كبيرا في العقود الأخيرة ، منتشرين في كل البلدان ، ويظهرون في معظم القنوات الفضائية ، ويمتلك أغلبهم " كاريزما " ، مع أسلوب ونهج شبه فني ! ، وأصبح لبعضهم تخصص ، فمثلا د . زغلول النجار دعوته تنصب على الأعجاز القرآني ، وكذلك الشيخ عبدالمجيد الزنداني ، د . محمد العريفي - المعروف بجهاد النكاح ، وهناك دعاة يمارسون أعمالا ترويجية أضافة لعملهم الدعوي ، كالداعية عمرو خالد - له فيديو يظهر به حول تسويق الدجاج ، والكثير منهم يمتلك قنوات تلفزيزنية ، كالداعية خالد الجندي - يمتلك قناة أزهري الفضائية ، وظهر بالأونة الأخيرة دعاة  على " الموضة " كعبدالله رشدي ، وهناك دعاة أصبحوا من أصحاب الملايين كالداعية عائض القرني - له فيديو بقصره الذي قال كلفته ملايين الدولارات .. الدعاة عامة : ذو عقلية محدودة الأفق ، عقلية ماضوية ، مرجعهم هو الموروث الأسلامي المتحجر ، الداعية : مردد غير مجدد ، يمتلك أسلوب التلقين ، غير مبدع ، عمله تجاري مربح ، يمارس بعضهم " الفتوى " على عقلية المسطحين والجهلة من الأتباع ، يتميزون بقوة أسلوب الخطابة ، يحفظون ولا يفهمون ، يتبعون قوالب جامدة - أصبحت خارج نطاق الزمان والمكان ، أقوالهم تتميز بجملة مكررة " قال الله وقال الرسول " ، معظمهم يقدسون صحيح البخاري - كأعظم كتاب بعد القرآن .
يقف ( المفكرون العقلانيون موقفا منطقيا من الحراك الفكري والعقائدي الذي يجري على أرض الواقع ، هذه النخبة ذو فكر متحرر مبدع ناقد لكل موروث ظلامي / برز قبل أكثر من 14 قرنا ، ومن هؤلاء الرواد المفكرين : الشهيد د . فرج فودة ، الراحل علي عبدالرازق ، الراحل د . نصر حامد أبوزيد ، الراحل د . علي مبروك ، د . يوسف الصديق ، د . سيد القمني ، ويقف مع هذه النخبة الأعلامي أبراهيم عيسى .. وغيرهم الكثير ) ، تقف هذه النخبة ضد ( ذوو العقلية الماضوية الجامدة التي تتخبط وفق قوالب متحجرة لا أمل ولا فائدة يرتجى منها ، ويمثلهم الدعاة وشيوخ الأسلام وجماعة الأخوان المسلمين والسلفيين ) . ومن المؤكد ان الفكر الحر ستعلوا رايته على العقلية الماضوية ، وكل الدلائل تشير الى ذلك .                النخبة الفكرية حطمت الأيقونات ، لأن سلطة المفكر لا تكون فعالة ألا بتحريرها من القيود البالية ، الفكر الذي نطمح أليه ، هو الفكر الحداثوي الرافض لكل الأساطير والمعجزات المفارقة للواقع ! ، الطموح هو الفكر المبني على ثقافة الوعي والأطلاع والتدقيق والتمحيص ، وذلك لأن الفكر ليس به مسلمات ، حيث يكون الشك الديكارتي أساس منطقي للبحث العلمي ، وليس للعواطف والأنتماء والتحزب والتمذهب من حيز فكري ! .
ختاما - أقول لا سلطة على الفكر ، ولا قيد على العقل ، ولا حد للأبداع ، الأجيال السابقة عانت من قيود على تفكيرها ، الأمر الذى أدى الى تحجيم فكري مزمن ! ، آن الآوان الى نبذ عقلية رجال الدين ، آن الآوان الى شرعنة التحرر من كل غاصب لأحقية التفكير الحر ..   
 


184
                                  أضاءة  في " تحديد عدد الصلوات في الأسلام "
عدد الصلوات في الأسلام هي خمس صلوات ، والصلاة كما هو معروف ، هي أحد أركان الاسلام الخمسة : ( شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، إقام الصلاة ، إيتاء الزكاة ، صوم رمضان ، حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا ) ، وسأبحث في هذا المقال من أين جاء هذا التحديد ، ومن ثم سأعرض قراءتي العقلانية له .
الموضوع :                                                                                                                             أن رحلة الأسراء والمعراج ، كانت هي المصدر الرئيسي في تحديد عدد صلوات المسلمين - تحديدا في رحلة المعراج مع الملاك جبريل لله ، وكان الدور الأبرز للنبي موسى ، وكما هو موضح في التالي .. وأن الإسراء ثابت بالقرآن ، والأحاديث الصحيحة المتكاثرة ، أما القرآن ففي قوله ( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ / 1 سورة الإسراء ) . أما قصة المعراج فقد جاءت وفق مفهوم ونص سورة النجم  " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) ". وفي قصة المعراج أنقل التالي وبأختصار / من مواقع أسلام ويب ، موضوع و www.masr3.com : ( وبعدها رجع جبريل برسول الله إلى موسى ، فقام سيدنا موسى بإرجاع الرسول إلى الله ، ليسأله التخفيف في عدد الصلوات فأصبحت أربعون صلاة ، بعد أن خفف الله عنه عشر صلوات وبعد أن رجع الرسول إلى موسى ، قام سيدنا موسى بإرجاعه إلى ربه مرة أخرى ، ليسأله التخفيف وبالفعل خفف الله عنه عشر صلوات أخرى ، فصارت ثلاثون صلاة فقام موسى  بإرجاعه مرة أخرى ليسأل ربه التخفيف فخفف الله عنه عشر ، وصارت عشرون صلاة في اليوم والليلة . وظل الأمر على هذا النحو ، ورسول الله يرجع إلى ربه في كل مرة ، ويسأله التخفيف في عدد الصلوات حتى أصبحت خمس صلوات في اليوم والليلة ، وفي تلك المرة أراد موسى أن يرجع الرسول إلى ربه ، حتى يسأله التخفيف ولكن الرسول استحى من ربه ) .. ثم نادى الله الرسول قائلا ( قد فرضْتُ عليكَ وعلى أمَّتِكَ خَمْسِينَ صَلَاةً ، وَالْخَمْسُ بِخَمْسِينَ ، وَقَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي ) .. وقد روى قصة الأسراء والمعراح ، الكثير من الصحابة ، حيث ( وعدَّ الإمام القسطلاني في المواهب اللدنِّيَّة ستَّة وعشرين صحابيًّا وصحابيَّة رَوَوْا حديث الإسراء والمعراج ، لذا فهو حديث متواتر مع نصِّ القرآن عليه في سورتي الإسراء والنجم ) .
القراءة :                                                                                                                                 أولا - في بنية ونص قصة المعراج / وأنا أخترت تحديدا ما يخص موضوع المقالة وهو " تحديد عدد الصلوات " ، أرى أنه هناك عدة أركان رئيسية في الرواية ، وهم : الله عز جلاله - المصدر ، الملاك جبريل - المرافق للرسول في رحلته ، النبي موسى - الوسيط والناصح للرسول ، ومن ثم رسول الأسلام . 
ثانيا - نحن أمام عملية أشبه بصفقة ، حول عدد الصلوات ، وليس أمام تحديد ركن أساسي للعقيدة الأسلامية ، فهل من المنطق والعقلانية ، أن يتم التفاوض بهذه الطريقة والأسلوب مع الله ، في قضية تحديد عدد الصلوات ! ، كما أن الله هو القادر على كل شي وهو العليم ، والقائل ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ / 40 سورة النحل ) ، فلم هذا الأخذ والرد ! .
ثالثا - وفق المفهوم الأسلامي ، أن كل شي في " في لوح محفوظ / 22 سورة البروج " ، فلم الله ما حدد من أول الأمر عدد الصلوات بخمس صلوات ، وذلك على أساس أن كل أمر مقدر ومثبت منذ الأزل ، ولم هذه الطريقة في التعامل بين الله وبين باقي أركان القضية ! . ولم يقول الله للرسول في آخر الأمر ( قد فرضْتُ عليكَ وعلى أمَّتِكَ خَمْسِينَ صَلَاةً ، وَالْخَمْسُ بِخَمْسِينَ ) ! ، أما من المنطق أن يقول الله للرسول من أول مقابلة " فرضت عليك خمس صلوات تعادل خمسين " ! .
رابعا - لا بد لنا كمهتمين أن نرفع القدسية عن هكذا سرديات أو مرويات أو قصص ، ويجب أن نصنفها في خانة ما كان يدور في عقلية الرسول من خيال و وهم ، وللعلم أن هكذا مرويات قد سردت على قبائل ، لأنها تتسق مع العقلية السطحية لمجتمع القبيلة ، وأيضا تتفق مع ضعف الوعي الفكري للمحيطين بالرسول ك " آل البيت والصحابة والتابعين ولمعشر المسلمين عامة " ، كما أن في تلك الحقبة كان كلام الرسول لا يمكن رفضه أو رده ، وفق ما جاء به النص القرآني "(2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى(3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى / سورة النجم " .. ولكن الأن قد مات الرسول ، وأنتهت حقبة " الدعوة المحمدية " ! ، وأصبح كل نص تحت وهج قلم النقد العلمي ! ، فليس من نص ألا وأن يخضع للتحليل والبحث والتمحيص الدقيق ، و" صفقة تحديد عدد صلوات المسلمين " هو أحد هذه النصوص .

185
                                    حكام العراق - بعد 2003 / أضاءة في جلد الذات
 
1 . ماذا حقق حكام  العراق الذين يحكمون بأسم المذهب الشيعي " للشيعة " ! ، سوى اللطم والتطبير وضرب الزناجيل ..  ، من أجل تسطيح وتجهيل الشعب ! ، هل حققوا نقلة نوعية لأهل المذهب ، هل عمروا مدنهم ، كربلاء والنجف والناصرية والعمارة والبصرة ومدينة الثورة .. ! ، أم أنهم خربوا مدنهم ! ، هل أسسوا جامعات ومستشفيات .. ، هل حكام العراق أتعضوا بما قاله علي بن أبي طالب ! القائل : ( ليس الخير أنْ يكثر مالك وولدك ، ولكنّ الخير أنْ يكثر علمك ، ويعظم حلمك ، وأنْ تباهي الناس بعبادة ربك . ) ، هل حكام العراق يعرفون لم أستشهد الأمام الحسين بن علي سنة 61 للهجرة ! ، الذي كان ( رمزا لمطالبة الحق وعنوانا للشجاعة والشهادة ) ، وهل حكام العراق ، تغافلوا عن ما قاله الإمام الصادق : ( إذا كان الزمان زمان جور وأهله أهل غدر فالطمأنينة إلى كل أحد عجز ) ! .
2 . ولكن لم هذا التخاذل من شعب عرف بالبأس والقوة والعزم ! ، من شعب كان له جيشا حارب ثمان سنوات ببطولة ! ، لم هذا الخنوع ! ، ولم الحكام ومن وراءهم ! " حلوا " الجيش ، وشكلوا رديف من المليشيات والعصابات التي لا ولاء لها للعراق ! ، التاريخ القديم والحديث لم يسجل حكاما ولاءهم للعدو / أيران ، سوى " أبن العلقمي " المقتول 1258 م - الذي أسقط بغداد وسلمها للعدو ! ( والذي كان وزيرا للخليفة العباسي المستعصم ، ورتب مع هولاكو قتل الخليفة واحتلال بغداد ، على أمل أن يسلمه هولاكو إمارة المدينة ، إلا أن هولاكو قام بإهانته وقتله بعد تدمير بغداد ) ! . فحكام العراق هم أحفاد أبن العلقمي ، فكيف لحكام كانوا مرتزقة عند أيران يحاربون وطنهم ، ومن ثم يصبحوا حكاما للوطن الذي خانوه ، فالخونة لا وطن لهم ! .
 3 . التساؤل ، ما هو موقف المرجعية ، الذي حكم الحكام تحت مظلتهم ! ، وهل المرجعية ردعت هؤلاء الحكام عن ظلمهم للشعب العراقي ، ولكن من جانب أخر ، المرجعيات لا شأن لها بالشعب ! ، لأن أكثر المرجعيات ليست عراقية ! ، فما حالهم وحال العراقيين ! ( ما حك جلدك مثل ظفرك ) ، ولكن هل نست المرجعية قول رسول الأسلام ( الساكت عن الحق شيطان أخرس ، والناطق بالباطل شيطان ناطق ، فالذي يقول الباطل ويدعو إلى الباطل ؛ هذا من الشياطين الناطقين ) . من جانب ثالث ، أن المرجعية تأخذ " الخمس " ، والشعب مظلوم مغدور جائع ، لا يلقى لقمة العيش ، فهل خمسكم حلا أم حرام ! .
4 . ظلم الحكام جعل من الشعب - جائعا فقيرا ! ، أنسى الحكام قول الأمام علي ( لو كان الفقر رجلا لقتلته ) ، هذا الفقر والعوز ، جعل من الشعب أن يكفر بكل شئ ، فبعضه ألحد ، والبعض الأخر غير دينه ! . من من ناحية ثانية ، أن الحكام نسوا أن ( الفقر قميص من نار ) ، وهذه النار قد تحرق يوما الحكام بكل طواقمهم ! ، وقد تعاد مأساة من سحلوا في الشوارع - ظلما في عام 1958 ! ، فهناك الأن من يستحقون هذا ، وهم الأولى بهذا العمل الوحشي ، وهم لا زالوا يهتكون بشعب العراق المغدور ! .
5 . ملاحظة : ما ينطبق على حكام الشيعة ، ينطبق على الحكام من أهل السنة ! ، فكلاهما باعا العراق وغدرا بشعبه ! .





186
                         الصراع الدموي على السلطة في الأسلام – واقعة الحرة 63 هجرية / كنموذج
أستهلال :                                                                                                                                            الصراعات في التأريخ الأسلامي على السلطة والحكم عديدة ، ولكن واقعة الحرة / 63 هجرية ، كانت من بواكير هذا الصراع ، فهي نموذج متفرد ومتميز ، لأنها أولا أستخدمت طريقة دموية في القتل والسبي والنهب والاغتصاب للحصول على البيعة ، وثانيا في واقعة الحرة كان الجلاد والضحية مسلما ! .
الموضوع :                                                                                                                                              " الحرة " : هي أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة كأنها أحرقت بالنار ، وسبب الحدوث الواقعة : هو خلع أهل المدينة بيعة يزيد لما بلغهم ما يتعمده من الفساد إذ علموا أنه رجل يشرب الخمر ويزني بالحرم ويراقص القرود ! ، فأخرجوا عامله عثمان بن محمد بن أبي سفيان من بين أظهرهم ؛ وولوا على قريش عبد الله بن مطيع وعلى الأنصار عبد الله بن حنظلة . وكان عدد جيش يزيد : 42 ألف منهم 27 ألف فارس و15 ألف راجل ، عام الحدوث : 63 للهجرة ولم يمض على وفاة رسول الاسلام سوى 52 سنة فقط ! ، وكان أمير جيش يزيد : مسلم بن عقبة وكان عمره قد تجاوز التسعين ؛ وهو صحابي ، ما فعله هذا الصحابي بالمدينة وأهلها : ( أباح المدينة ثلاثة أيام فدخل جنده المدينة فنهبوا الأموال وسبوا الذرية فأضحوا يقتلون ويأخذون النهب مما أثار الرعب والإرهاب والخوف الشديد والترويع عند أهل المدينة !.  واستباحوا الفروج ، فوقعوا على نساء الصحابة والتابعين حتى قيل حملت في تلك الأيام ألف امرأة زوج ! وحملت منهم ثمانمائة حرة وولدن ! وكان يقال لأولئك الأولاد أولاد الحرة ! وافتض فيها ذلك الجيش ألف عذراء من بنات الصحابة والتابعين . وبلغت القتلى من الأنصار 1700 ؛ ومن قريش 1300 ! . وقتل من القراء سبعمائة !. وأن هذه الوقعة لم تبق من أصحاب الحديبية أحدا !. ومن القتلى ولدا زينب بنت أم سلمة / أم سلمة زوجة رسول الاسلام ، والصحابي عبد الله بن زيد بن عاصم ، والصحابي معاذ بن الحارث القاري من بني النجار ، وكثير بن أفلح وأبوه ، ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي ، وإبراهيم بن نعيم بن النحام .. وغيرهم / نقلت المادة بأختصار وتصرف من قبل الكاتب من المواقع التالية : قصة الأسلام ، الأسلام سؤال وجواب ، شبكة الألحاد العربي وموقع المعرفة ) .                                                                                                                             
القراءة :                                                                                                                                                أولا - بالرغم من ان هذه الواقعة الكارثية مؤكدة بكل المراجع والمصادر ، ولكن لا زالت بعض الأقلام تجمل ما حدث من قتل ونهب وأغتصاب ، فقد جاء في موقع / فيصل نور - نقل بأختصار ، بأن ما روي من أنتهاكات هي مجرد أكاذيب (  قد حدثت معركة بالحرة .. لكن اسطورة الاستباحة هي خرافة لا يصدقها عاقل ، أما إباحة المدينة ثلاثاً لجند يزيد يعبثون بها يقتلون الرجال ويسبون الذرية وينتهكون الأعراض ، فهذه كلها أكاذيب وروايات لا تصح .. هوفعل بالمدينة ما فعل قلت : وما فعل ؟ قال : قتل أصحاب رسول الله  وإسنادها صحيح ، أما القول بأنه استباحها فإنه يحتاج إلى إثبات ، وإلا فالأمر مجرد دعوى و  إستباحة المدينة خرافة لا يمكن تصديقها .. ) ، علما أن كارثية واقعة الحرة مذكورة في أمهات المصادر منها " شرح الزرقاني - موطأ الإمام مالك ج 3 ص 158 / نقل من موقع الكلمة " ، فقد جاء التالي ( فأباح مسلم بن عقبة أمير جيش يزيد المدينة ثلاثة أيام يقتلون ويأخذون النهب ووقعوا على النساء حتى قيل حملت في تلك الأيام ألف امرأة زوج وافتض فيها ألف عذراء وبلغت القتلى من وجوه الناس سبعمائة من قريش والأنصار ومن الموالي وغيرهم من نساء وصبيان وعبيد عشرة آلاف وقيل قتل من القراء سبعمائة ثم أخذ عقبة عليهم البيعة ليزيد على أنهم عبيده إن شاء عتق وإن شاء قتل ، وفي البخاري عن سعيد بن المسيب أن هذه الوقعة لم تبق من أصحاب الحديبية أحدا  ) .   
ثانيا - بالرجوع الى هذه الواقعة الكارثية ، أود أن أبين من أن يزيد يرجع نسبه الى أبوسفيان بن حرب ، وهو من المؤلفة قلوبهم - الذي كان أسلامهم نظير دافع مادي ، فقد جاء في موقع  / أسلام ويب ما يلي ( فكان من مسلمي الفتح الذين عرفوا بالمؤلفة قلوبهم ، لأن النبي أكثر لهم العطاء من غنائم الطائف تأليفا لقلوبهم ، روى البيهقي في دلائل النبوة عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيره ، قالوا كان من أعطى رسول الله من أصحاب المئين من المؤلفة قلوبهم من قريش وسائر العرب من بني عبد شمس : أبو سفيان بن حرب : مائة بعير ، وأعطى ابنه معاوية : مائة بعير ) ، أذن أسلام يزيد وأجداده كان أسلاما مدفوع الثمن ، لذا فهم ليسوا بمسلمين عن قناعة ! ، وليس من ضير لديهم قتل المسلمين في سبيل السلطة والحكم .         
ثالثا - تساؤلي لا زال رجال الأسلام يطالبون بعودة زمن الخلافة ، فأي خلافة ترومون أرجاعها ! خلافة قوامها الدم والقتل والأغتصاب والسبي وفض الأبكار ، كالذي حصل بثقافة القتل المتمثل بنهج داعش في الموصل والشام ، أذا كان هذا ما تريدونه فبئسا لكم ولأفكارككم ! .
 
رابعا - من الضروري أن نقول أن الدعوة المحمدية أنتهت بموت الرسول ! ، وما تبقى بعد ذلك هو " حقبة الحكم والسلطة " ، وذلك بدءا من سقيفة بني ساعدة 11 هجرية والى الأن ، لهذا رأينا ما حدث من أستباحة للمدينة / قتل ونهب وأغتصاب بنات وفض بكارة ألف عذراء – قسم منهن من بنات الصحابة والقراء ، وقتل أيضا العديد من الصحابة والقراء ، هو دليل على بدأ مرحلة السلطة والملك ، وأن الأمير / يزيد بن معاوية ، وقائد الجيش / مسلم بن عقبة - صحابي ، هم قادة حرب ، غرضهم سياسي / واضعين الدين والمعتقد ورائهم ، وهو الحصول على بيعة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ! ، لذا فتكوا بالمدينة فتكا دون الأخذ بنظر بأن الضحايا أن كانوا من صحابة الرسول أو من القراء أو من التابعين أضافة لهتك شرف النساء والعذارى ! .

187
                                              أضاءة بين الجاهلية والأسلام 
 
                  أن السكوت عن قول كلمة الحق لعدة قرون ليس معناه أن الواقع كان حقا / كاتب المقال               

المقدمة :                                                                                                                                  يعكس مصطلح " الجاهلية " الذي يطلق على حقبة قبل الرسالة المحمدية ، أشارة سلبية حضاريا – أي من جميع نواحي الحياة الفكرية والمجتمعية ، وأرى أن هذه التسمية ، أطلقت بصورة عاطفية من قبل رجال الأسلام ، وذلك حتى تعطي للحقبة المحمدية أشراقا عكس ما كان عليه العرب قبل ذلك ! .. فهل هذه التسمية حقا منطقية أم أنها تسمية غير علمية ، جانبت الصواب للواقع الحقيقي لمجتمع ما قبل محمد ورسالته ! .. هذا ما وددت أن أبحث فيه في هذا البحث المختصر . 
 
القراءة الأولية :
أولا - نعم كان هناك عبادات وثنية ، قبل الأسلام وأستمرت هذه المعتقدات الوثنية لما بعد رسالة محمد ( حيث غزت الوثنية شبه الجزيرة العربية ، فاتخذت العرب الأصنام آلهةً من دون الله ، والأصنام مجسماتٌ مصورةٌ على هيئة بشرٍ أو حيوانات ، واتخذت القبائل أصنامًا لكلٍ منها ، واشترك بعضها في عبادة أصنامٍ معينةٍ ، كعبادة قريش وكنانة للعُزى ، وكان لقبول قريش أصنام مختلف القبائل ووضعها في الكعبة وحولها أثرٌ بارزٌ في نجاح مواسم الحج في مكة ؛ تشير مصادر التاريخ إلى إن عبادة الأصنام دخلت إلى شبه الجزيرة العربية عمومًا ، عن طريق "عمرو بن لحي الخزاعي" ، ومن أشهر أصنام العرب قديمًا : سواع ، ويغوث ، ويعوق ، ونسر ، واللات والعزى ، ومناة ، وهبل ) /  نقل بأختصار من موقع سطور .               
ثانيا - لكن بذات الوقت كان هناك أديان سماوية ، أشار أليها موقع https://chababnet.yoo7.com/t3-topic  ( حيث كانت الجزيرة العربية منذ أقدم الأزمنة معبراً للقوافل وعلى اتصال وثيق بجيرانها ، فانتقلت إليها الأديان ، الأمر الذي كان له أثر كبير في التلونات الاعتقادية في شبه الجزيرة ، وقد تجلى هذا التأثير في اعتناق بعض أبناء الجزيرة للمسيحية واليهودية إلى جانب الحنيفية.. وانتشرت " اليهودية " على وجه الخصوص في اليمن عن طريق اتصال ملوك حمير بيهود يثرب ، وتذكر المصادر أن جماعات منهم هاجرت إلى بلاد العرب الشمالية والحجاز بعد أن دمر الرومان أورشليم "القدس"عام 70 للهجرة ، واستقرت في يثرب ووادي القرى وخيبر وفدك وتيماء . كذلك كان هناك "المسيحية" ، وتطلق على الدين المنـزل من الله على عيسى وكتابها الإنجيل ، انتشرت المسيحية في بادئ الأمر في المناطق التي عاش فيها العرب جنباً إلى جنب مع عناصر يونانية أو رومانية ، ويرجع انتشارها في تلك المناطق إلى التأثيرات التي مارستها ثلاث مراكز مسيحية مجاورة لبلاد العرب " الشام ، العراق ، الحبشة " . وكان هناك " الأحناف " وهم على دين النبي إبراهيم القائم على التوحيد ، والأشخاص الذين كانوا على الحنيفية ، كما تشير إليهم المصادر ، كانوا خليطاً عجيباً من أمم مختلفة ، بعضهم عرب وبعضهم شعوب أخرى .. ) .                                                                                                                                            * أذن المجتمع القبلي لم يكن وثنيا صرفا ! ، بل كان مجتمعا متنوع عقائديا ، ولم تذكر المصادر التأريخية من وجود نوعا من التكفير أو الأجبارعلى أعتناق أي دين معين فيما بين القبائل ، وهذا يشير الى مساحة الحرية المعتقدية التي كانت سائدة أنذاك ، وهذا يدلل على تقدم فكري عما عليه في الأسلام ، حيث أصبح الأسلام هو الدين الوحيد ! ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران ) ، فكيف لرجال الأسلام أن يطلقوا على تلك الحقبة تسمية الجاهلية ! .                                                             
ثالثا - وكان هناك قبل الأسلام ممالك لها شأن حضاري مميز وأكثر تطورا من دولة الأسلام ذاتها ، ومنها :                        " دولة الغساسنة " وتدين بالمسيحية الأرذوكسية ( بدء الغساسنة في تأسيس مملكتهم بدءا من عام 220 م ، واستمروا في توسيع أراضيهم حتى بلغت كل من الأردن وجنوب سوريا ، وغوطة ، ودمشق ، وسهل حوران ، والجولان ، ويُقال أنهم وصلوا إلى منطقة خيبر في غزواتهم ، واختار الغساسنة جيبة الجولان لتكون عاصمة لمملكتهم الواسعة ، ومن ثم نقلوا العاصمة من بصرى الشام إلى الجولان ، وأول ملوكهم جفنة بن عمرو ، ومن اهم شعرائهم جذم بن سنان الغساني  وعبد المسيح بن عمرو / نقل بأختصار وتصرف من موقع https://www.thaqaf-ar.com ) .                                      وكان هناك أيضا " مملكة المناذرة " وتدين بالمسيحية النسطورية ( وهي إحدى الممالك العربية القديمة التي ظهرت بعد الميلاد ، واتخذت من بلاد ما بين النهرين / العراق ، حالياً موطناً جغرافياً لها ، وتعد من أقوى الممالك العربية قبل الإسلام ، واستمرت لفترة زمنية بين القرنين الثالث والسابع الميلادي ، أي منذ (268 – 633) م ، من أهم ملوكها جذيمة بن مالك ، ومن أهم شعرائها أمرو القيس والنابغة الذبياني/ نقل بأختصار وتصرف من موقع https://almoheet.net ).
رابعا – أرى أن الحقبة المحمدية كانت أمتدادا للحقبة الجاهلية ، فليس من بعد حضاري بين الأثنين وهذا يتمثل بالمواضيع التالية / التي تشترك بها الحقبتين مع بعض الأختلافات ، التي سأعرضها على سبيل المثال وليس الحصر :                                                                                    * الحج ، هو أمتداد منذ القدم - منذ سيدنا أبراهيم ، فحقبة ما قبل الأسلام ومن ثم الأسلام . فمن موقع / موسوعة ، أنقل مختصرا لمقال ل أمل سالم ، تحدثنا بما يلي ( الحج معروف منذ زمن سيدنا أبراهيم ، ولكن بمرور الزمن تبدل الحال إلى غيره ، فإذا بعمرو بن لحى يُدخل الوثنية وعبادة الأصنام إلى بيت الله الحرام ، لدرجة أن أصبحت الكعبة من أكبر المتاجر التي تُعرض بها الأوثان بمختلف أشكالها وألوانها . أما الحج فتغيرت مناسكه تمامًا عن عهد سيدنا إبراهيم ، فإذا بالعرب قبل الإسلام يأتون للكعبة فيطوفون بها سواء كان بالملابس التي يمنحها لهم قريش ، أو عراة دون كسوة تمامًا . وبعدما ينتهون من الطواف تبدأ مرحلة السعي ما بين الصفا والمروة ، ومن ثم يقفون على عرفة ، ويذبحون الذبائح ليضعوا أيديهم بدمائها ومن ثم يضعوها على الكعبة اعتقادًا منهم أنهم بذلك يتقربون إلى الآلهة .. ) .                                وهنا التشابه واضح في مناسك الحج الأساسية بين حقبة ما قبل الأسلام وبين حقبة الدعوة المحمدية .                                                                                                      * البغاء ، أيضا هو أستمرار من قبل الأسلام ، وحتى زمن الدعوة المحمدية ، فقد كتب فرحات عثمان في موقع / نفحة ، عن موضوعة البغاء ، وبين أنه لا تحريم للبغاء في النص القرآني ( من الثّابت عند الفقهاء المسلمين أن التّحريم لا يكون إلا بحكم ، فإذا انعدم الحكم ، انعدم التحريم ؛ ولا تحريم للبغاء في القرآن . فكل ما فيه هو الحثّ على عدم الإكراه عليه ، مما يعني طبعًا أنه حلال لا حرام ، لأن الحلية تبقى الأساس والتحريم الاستثناء في الدّين القيّم . لنقرأ ما نجد في الغرض في محكم الكتاب ، وهي الآية 33 من سورة النّور: " وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " .. ) .                                                                                                              * موضوعة تبادل الزوجات أستمر ، تحت مسمى أخر وهو التطليق ثم الزواج ، وهذا حدث حتى بين الصحابة والخلفاء ، ففي موقع / الكلمة نت ، يبين أن بعض النساء تزوجن ثلاثة أو أربعة أو خمسة مرات - أنقل التالي بأختصار وتصرف :
•  عاتكة بنت زيد بن عمر بن نفيل تزوجت خمسة : عبد الله بن أبي بكر ، عمر بن الخطاب ، طلحة بن عبيد الله ( أحد المبشرين بالجنة ) ، محمد بن أبي بكر ( شقيق عبد الله بن أبي بكر ) ، عمرو بن العاص .
•  أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط تزوجت بأربعة : زيد بن حارثة ، الزبير بن العوام ( أحد المبشرين بالجنة ) ، عبد الرحمن بن عوف ( أحد المبشرين بالجنة ) ، عمر بن العاص .
•  عائشة بنت طلحة بن عبيد الله تزوجت بثلاثة : عبد الرحمن بن أبي بكر ، مصعب بن الزبير بن العوام ، عمر بن عبيد الله .
•  أم كلثوم بنت علي تزوجت بثلاثة : عمر بن الخطاب ، عون بن جعفر الطيار بن أبي طالب ، وتزوجت من أخيه محمد . المتفحص للوضع السابق ، يتيقن أن المرأة ليس عيب عليها أن تتزوج بعدة رجال خلال حياتها ، ولكن المحرج أن الرجال معظمهم من أعلام الأسلام ، وأيضا لا خجل للمرأة أن تتزوج بشقيق طليقها ! . فهل أن الأسلام هو حقبة الأخلاق والقيم وزمن الجاهلية هي الفترة المظلمة لتأريخ العرب ! ، أعتقد أن القارئ يستطيع أن يحكم من ذات نفسه ! ، والتساؤل الأبرز في هذا المقام ، أي قيمة وأي عفة للمرأة ، التي يطأها خمس رجال !! .                                                                              * السبي ، أن السبي معمول به منذ القدم ، وأستمر الى الحقبة المحمدية ، بل الى الأن / متمثلة بنهج داعش ، وقد ذكر ذلك بأسهاب د . هاشم الدراجي – في كتابه الموسوم " سبي النساء من الجاهلية الى نهاية عصر " / يمكن الأطلاع عليه ، ولكن هناك شرح مقتضب سأورده بهذا الصدد ، وذلك في موقع / الأسلام سؤال وجواب ( جاء في الموسوعة الفقهية " : فالفقهاء في الغالب يخصون السبي بالنساء والأطفال ، والأسر بالرجال .. والأصل أن من لم يشارك في القتال فلا يقتل .. وإذا أخذ المسلمون الغنائم فإن من يوجد فيها من النساء والأطفال يعتبر سبيا . والسبي لا يختص بزوجات المقاتلين ، ولا بمن وجدت في أرض المعركة ، فكل نساء العدو من أهل البلاد والحصون المفتوحة عنوة ، يدخلن في هذا الحكم . وقد كان هذا معمولا به في الجاهلية عند جميع الأمم ، ولا يخصون ذلك بالحرب ، فجاء الإسلام وحصره في حال حرب الكفار بعد أن يعرض عليهم الإسلام والجزية .. ) .                                                                                                 أذن السبي مستمر في الحقبتين ، ولكن الأسلام أضاف عليه ، من أن كل النساء / حتى من كان خارج المعركة ! ، يخضعن تحت مسمى السبي .                                                                                                                    * الرق ، وهو معمول به قبل الأسلام وغير محرم وفق النص القرآني ، وقد جاء في موقع / طريق الأسلام والجواب ، التالي ( هو أنه لا يوجد أصلا نص ولو كان غير صريح يحرم الرق في الإسلام ؟ إن دلائل مشروعية الرق كثيرةٌ كتاباً وسنة ، واتفق على جوازه المسلمون عبر العصور ، وكان المسلمون أفضل من عامل الرقيق ، ولو تأملت كتب الفقه والحديث وغيرها من كتب أهل الإسلام التي تناولت أحكام الرقيق لرأيت قمة السمو في التعامل وقمة الرحمة ، وكيف حث الإسلام على عتق الرقيق ورتب عليه من أنواع العبادات والثواب .. ) .                                                        فقهاء المسلمين دائما يضعون هالة التمييز على أفعالهم المثيرة للجدل حيث وصفت ب"قمة السمو" والرق مثال على ذلك .                                                                      * اللباس ، نلحظ هناك تخصيص معين للباس زوجات الرسول تحديدا ، أما الباقي فمن المتتبع كانوا يرتدين جلالبيب قصيرة ، وكما يذكر د . سيد القمني ، في أحدى حواراته التلفزيونية ، بأن النساء كن بلا ألبسة داخلية ! وفي موقع / صيد الفوائد ، حول أحكام اللباس ، أورد التالي وبأختصار( يجب على كل من الزوجات وهن زوجات النبى وبناته ونساء المؤمنين إدناء الجلابيب عليهن أى إرخاء الجلابيب على أرجلهن والمراد تطويل الجلابيب حتى تغطى السيقان تماما والسبب أن يعرفن فلا يؤذين أى أن يعلمن فلا يصل لهن ضرر أى عقاب على الكشف لبعض العورة التى يجب إخفائها ، وقد جاء بسورة الأحزاب " يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ") . الموضوع واضح من أن باقي نساء المسلمين لباسهم يختلف عن لباس آل بيت الرسول والمؤمنين ، أي قد تبان عوراتهم!.
القراءة الختامية :                                                                                                                                                1 . بداية لا يمكن أن نطلق على حقبة ما قبل الأسلام بالجاهلية ، وذلك لعدم وجود فجوة مطلقة بين الحقبتين ، وحتى لو سلمنا جدلا بهذه الفجوة ! ، فأن هذه الفجوة مجسرة ، مما يجعل القارئ أن لا يلحظ بأي أختلاف بنيوي - فكريا ومجتمعيا ودينيا ، فقط المشهد الديني في الحقبة المحمدية ، تميز بشكل أساسي ، بوجود معتقد أخر أضيف لما هو موجود أصلا من اليهودية والمسيحية والأحناف والوثنية ، ألا وهو الأسلام . أما باقي الظواهر والتي ذكرت قسما منها في " الفقرة رابعا " في أعلاه ، فهي أمتداد مجسر لها من ما قبل الحقبة المحمدية ، مع تغييرات هامشية بالتفاصيل .                                                                      ويمكن أن نقول أن النص القرآني كان له دورا مؤثرا في التنبيه الى موضوعة ( وأد البنات ) ، وفق الأية التالية من سورة التكوير " وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ(8) " ، فهذا الأمر يحسب لحقبة محمد ، كعلامة مميزة فارقة ورئيسية بين الحقبتين .   
                                                                                               
2 . يمكن أن يكون هناك فجوة بين مشهدين أخرين ، وهما حقبة ما قبل محمد ، أي الفترة الجاهلية ، وفترة تأسيس الدولة - بالمعنى المعروف ، وهي حقبتي العهد الأموي 661 – 750 م ، والعهد العباسي 750 - 1517 م ، هنا من الممكن أن نقول هناك فارق سياسي ومجتمعي وفكري بين هاتين الحقبتين – ما قبل وبعد الأسلام ، حيث أن الحكم كان قد تشكل تحت مسمى محدد وكانت هناك دولة وقادة ودواوين ، وكان هناك نظام ، بالطبع تطور مفهوم الدولة الى أن وصل لزهوه ، في عصر الخليفة هارون الرشيد 786 – 809 م ، وعصر أبنه عبدالله المأمون 813 – 833 م .
                                                                                                                                                3 . العرب قبل الحقبة المحمدية ، كانت تعتمد على التجارة والغزو كحياة قبلية ، وفي حقبة محمد أعتمدت أكثر على الغزو دون التجارة ، فرسول الأسلام منذ الدعوة / وهوبالأربعين من عمره ، والى وفاته / 11 هجرية ، وهو بالثالثة والستين – ففي فترة 23 عاما ، غزا الرسول بعدة غزوات ، فيحدثنا موقع / موضوع ، بهذا أنقله باختصار (عدد غزوات الرسول التي شارك بها يبلغ 28 غزوةً ، أشرف على بعضها دون أن يشارك بنفسه ، وقاتل بعدد منها بنفسه .. / وفق [صحيح مسلم] ) . وهنا نلاحظ ، أن الحياة قبل الأسلام كانت أقل عنفا ، بينما الرسول غزا أكثر من غزوة في كل سنة من سنين البعثة النبوية ! . ومن مظاهر العنف في حقبة محمد ، مثلا مقتل أم قرفة بأيعاز من محمد( في الطبقات الكبرى لأبن سعد يشير - ذِكْرُ مَنْ قَتَلَ أُمّ قِرْفَةَ ، قَتَلَهَا قَيْسُ بْنُ الْمُحَسّرِ قَتْلاً عَنِيفًا ؛ رَبَطَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا حَبْلاً ثُمّ رَبَطَهَا بَيْنَ بَعِيرَيْنِ وَهِىَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ فشقها شقا ..). ، كذلك قتل كعب بن الأشرف بطريقة الأغتيال والخيانة من قبل أخيه بالرضاعة وبأمر من محمد ، فقد جاء في موقع / أتباع المرسلين ، أنقله بأختصار( وانتهت المفرزة إلى حصن كعب بن الأشرف ، فهتف به أبو نائلة ، فقام لينزل إليهم ، فقالت له امرأته ـ وكان حديث العهد بها‏ :‏ أين تخرج هذه الساعة ‏؟‏ أسمع صوتاً كأنه يقطر منه الدم‏ .‏ قال كعب‏ :‏ إنما هو أخي محمد بن مسلمة ، ورضيعي أبو نائلة ، إن الكريم لو دعي إلى طعنة أجاب ، ثم خرج إليهم وهو متطيب ينفح رأسه .. وأدوا مهمة قتله ).‏ 

الخاتمة :                                                                                                                                    في ختام هذا البحث المختصر ، أرى أن حقبتي الأسلام والجاهلية ، هما أمتداد تأريخي وأجتماعي لا يمكن العزل بينهما ، وليس من المنطق أن تدعى حقبة قبل الأسلام بالجاهلية ، بل أرى أن تدعى " حقبة ما قبل الدعوة المحمدية " ! ، أما الفارق الذي ميز الحقبة الأسلامية عن ما سبقها ، وأصبح سمة لها ، هو أقتران مبدأ الغزو وفتح الأمصار في الحقبة المحمدية بمبدأ عقائدي ، ألا هو الجهاد ، فقد سكبت النصوص القرآنية سكبا التي تحث على هذا النهج ، ويوجد عشرات النصوص ، منها الآية التالية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ / 35 سورة المائدة ) ، هنا أقترن الغزو - الفعل الحربي العدائي بقرينة دينية ، لا يمكن للمسلم الأنفلات أو الأنسلاخ منه ! ، من جانب أخر ، أن آيات الجهاد هي التي جندت الكم البشري لأغراض سياسية وتوسعية وعدوانية ، وتمخض عنها السبي والجزية ، ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ 29 / سورة التوبة ) ، وبالنتيجة ساعدت على تكوين المنظمات الأرهابية الأسلامية كالقاعدة وداعش .                                                               

188
                                         أضاءة بين تحرير العقل وتحجيره   
                                                                                                                                           * لا زال " العقل " هو المشكلة وهو الحل معا ، ولا زال شيوخ السلف لغاية الأن يكفرون الأخرين بل يكفرون العالم كله ، ولا زالوا يعتقدون بان الأسلام هو الحل ، وأن الله لا يقبل ألا الأسلام دينا ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ 19/ سورة آل عمران) ، ولا زالوا يعتقدون بوجود الفرقة الناجية ( فالفرقة الناجية : هم الذين ساروا على منهج النبي واستقاموا على دينه ، يقول رسول الأسلام : ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل : من هي يا رسول الله ؟! قال : كما أنا عليه وأصحابي ./ نقل من موقع أبن باز ) ، ولكن من الذي يحدد الفرقة الناجية ! ، فالوهابيون يقولنا نحن ، بل كل فرقة تقول نحن ، وهم في وهم مبين ! ، ولازال الجمهور يتبع ويقلد ويذعن لأفكارهم " أفكار الموتى " ، ولا زلنا نحكم من من قبل " قبور الموتى " ! ، أذن لا تقدم ولا تحضر ! وسنظل في ظلام القبور ! .
* السلفيون قد حجروا على العقل ، بل أنهم حجروا على التفكير والأبداع معا ! ، السلفيون جماعة تجمد العقول ، ليس للمتلقي سوى السمع والطاعة ، والسكوت عن النقاش وعن السؤال والصمت عن الأستفسار ، السلفيون فقط يدعون الى تكفير الأخرين والى الجهاد ! ، السلفيون يتبعون ثقافة عداء عجيب غريب ومريب للأخرين ، ليس اليهود والمسيحيين فقط ، بل العالم كله ، وحتى الفرق الأسلامية الأخرى ! ، العقل لديهم منسي ، لذا فأتباعهم مغيبون مجهلون مسطحون ، عقولهم خشبية ! ، وخلاياهم الدماغية منتهية الصلاحية ، أفكارهم وعقلياتهم ماضوية ، لذا هم يعيشون خارج نطاق الزمن والمكان الحالي ! . 
* أذا أردت أن تكتب بموضوعية وعقلانية لا بد لك من تنحية عقيدتك وقوميتك ومن ثم قناعتك جانبا ، ومن ثم أبدأ بالكتابة ، ولكن هذا الأمر سيجعل منك مادة للتكفير ، وذلك لأنك ستتقاطع مع منهج السلفيين ، فكيف الحال أذ كنت تكتب في نقد الموروث القرآني : فالباحث علمي وعقلاني والسلفي عقائدي ، الباحث يتعامل مع الفكر كسلطة - محررة للعقل ، أما السلفي فهو داعية - ماضوي الترديد ، السلفي حافظ للقرآن - مرتل له ، أما الباحث العقلاني قارئ له – يعني الفهم والتحليل والأدراك للنص ، وهناك بون شاسع بين المرتل والقارئ ! ، السلفيون يحجرون على الفكر ، أما العقلانيون يؤمنون بتجديد الفكر ، حيث قال رائدهم ، د . طه حسين 1889 – 1973 ( أن العلم كالماء والهواء ) ، وقال الشهيد د . فرج فودة 1945 – 1992 ( إن المستقبل يصنعه القلم لا السواك ، والعمل لا الاعتزال ، والعقل لا الدروشة ، والمنطق لا الرصاص ) ، وقال د . نصر حامد أبو زيد 1943 - 2010 ( المساجد ملأى والفساد يعم المجتمع ! الحج يحضره ملايين ، بينما الفقر تعانيه المجتمعات ! ) ، لذا كل هولاء كفرهم السلفيون .
* السلفيون يبدأون بالنص القرآني وخلال مسيرتهم اللافكرية ينتهون به ، ليس من نتاج أنساني ينتفع به ، ولا وجود للعقل البشري من قيمة أو أهمية في تفكيرهم ، وذلك لأنهم مغيبون أنسانيا ، الدين عندهم وظيفة ربحية وليس أيمان وطريقة حياة ، تائهون ، بل قابعون في عبث النص وتفاسيره وتأويلاته ، وبين الناسخ والمنسوخ ، والحديث المسند والضعيف والحسن ، وسنة وسيرة الرسول ! ، ينتجون نصا على مقاسهم العقلي المقوض ! ، ومن ثم يفرضونه على الأخرين دون مسوغات عقلية ، فينتجون العقلية الفردية المغيبة التي نشاهدها في المساجد والحسينيات ، حيت تلحظ الجمع مخدر الوعي ومسطح الأدراك ! .
* العقل السلفي عقلية مركبة ، تستدعي الماضي لأدارة الحاضر ، فهم يقدمون النقل على العقل ، عقلهم ماضوي ، وتأريخهم الماضوي هذا أنتقائي / أي العودة على بعض النقاط المضيئة فيه ! ، يعيشون مرحلة أرتباك ثقافي وحضاري ، فهم يقبلون الحداثة المادية - من أختراعات وأكتشافات علمية وتكنولوجية وطبية ، وبذات الوقت يرفضون العقلية الحداثوية للفكر الغربي ، وهذا بعينه الأنفصام العقلي ! ، فهم مواكب متشبذة بالماضي ، لا حاضر لهم ، ومستقبلهم مجهول ، فالعقل الحداثوي يؤسس ويضع لبنة حضارات وهم " من أفكارهم يتقيأون علينا ! " .                                                                                     



189
                     أضاءة حول أستبداد الموروث الأسلامي على عقلية المسلم

أستهلال : 
يعرف الأستبداد وفق معجم المنجد في اللغة العربية المعاصرة ، فيعرف كلمة " استبد " : " حكم بأمره ، تصرف بصورة مطلقة ، غير قابل الاعتراض  .
الأضاءة :
* في المجتمعات الأسلامية ، يمارس الموروث الأسلامي دورا أستبداديا على العقل الفردي والجمعي ،  بحيث يحيل العقلية الفردية الى عقلية أسيرة لهذا الموروث ، بكل مفاهيمه ، وهذا الأستبداد ، أصبح يتحكم حتى في سلوكنا على المستوى الأسري ، وينعكس بذات الوقت على سلوكنا المجتمعي . 
* لأجله أصبح العقل الفردي يردد مفاهيم هذا الموروث ، دون أي تفكير أو تمحيص ، وذلك لأنغماس هذا الموروث في اللاوعي للفرد المسلم ، حيث أصبح الفرد مرتبطا بالماضي بشكل دائم ، مما أدى الى فصله عن الحاضر ، وبذات الوقت حجب عنه المستقبل ، فأصبح أسيرا لماضوية الموروث بكل ترهله الفكري .
* الفرد المسلم ، بدأ لي أنه يأخذ الحدث والخبر والواقعة كما تورد له في الموروث ، دون أي تفكير ، خلاف ما قاله خالد الذكر أبن خلدون / 1332 - 1406 م " ينبغي علينا إعمال العقل في الخبر " ، وهذا الأمر هو الذي يجعلنا أن نترك العقل جانبا في عملية أستقبال الخبر ، وهذا الوضع يؤدي الى تأكل العقلية الفردية الى أن تصبح تابعة لأستبداد عصا وسوط الموروث .                                                                   
* أذن هناك أزمة أستبدادية للموروث الأسلامي ، سيطرت على العقلية الأسلامية ، ولا سبيل من الأنفلات منها ألا بالوعي الثقافي المركز ، وخاصة بالأطلاع على ما يقوله الأخرين على ما نؤمن من مسلمات ماضوية دون وعي ! ، وهذا الأمر يستوجب نهضة ثقافية فردية قبل أن تكون مجتمعية ، وذلك لأن المجتمع لازال محكوما بشيوخ ودعاة الأسلام ، الذين هم أفضل من يمثل هذا الأسبداد ! .   


190
                                       قراءة لحديث " من أطاعني فقد أطاع الله .. " 
الموضوع :                                                                                                                             سوف نتناول في هذا البحث المختصر الحديث التالي ، عن أبي هريرة - أن رسول الله - قال : ( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن يعصني فقد عصى الله ، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني ) ؛ رواه مسلم . وفي شرح هذا الحديث ، في موقع / الألوكة ، أورد التالي وبأختصار ( وقد ﺩﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﻭﻟﻲ الأﻣﺮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮﻭﺍ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ ، ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ 59 سورة النساء ، ﻛﻴﻒ ﻗﺎﻝ : ﻭﺃﻃﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ : ﻭﺃﻃﻴﻌﻮﺍ ﺃﻭﻟﻲ الأﻣﺮ ﻣﻨﻜﻢ ؟ لأﻥ ﺃﻭﻟﻲ الأﻣﺮ لا ﻳﻔﺮﺩﻭﻥ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ، ﺑﻞ ﻳﻄﺎﻋﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ليس بمعصية ، ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ؛ لأﻥ ﻣﻦ ﻳﻄﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻓﻘﺪ ﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ لا ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻐﻴﺮ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺃﻣﺎ ﻭﻟﻲ الأﻣﺮ ﻓﻘﺪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻐﻴﺮ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻼ ﻳﻄﺎﻉ ﺇلا ﻓﻴﻤﺎ ليس بمعصية ، ﻭﺃﻣﺎ ﻟﺰﻭﻡ ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﺟﺎﺭﻭﺍ ، ﻓﻸ‌ﻧﻪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﺟﻮﺭﻫﻢ ، ﺑﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺭﻫﻢ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﻀﺎﻋﻔﺔ الأﺟﻮﺭ . ) ، ثم سأسرد قراءتي العقلانية له ، مع أستعراض لبعض الأحاديث الاخرى التي تندرج تحت نفس المضمون .
القراءة :                                                                                                                                   1 . أن الحديث أعلاه في نصه البنيوي ، يؤشر الى أن طاعة الله تؤخذ من خلال طاعة الرسول ! ، واني أرى / بعد ترك تفاسير الفقهاء والمفسرين - لأنهم يفسرون وفق أهوائهم العقائدية ! ، أنه هناك تضاربا بين النص القرآني ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ 59 سورة النساء ، وبين حديث الرسول القائل ( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن يعصني فقد عصى الله .. ) ، أي بمعنى : في النص القرآني هناك تقديم طاعة الله على الرسول ، بينما في الحديث أن طاعة الرسول هى بالنتيجة طاعة الله ، وفي محاضرات العالم السيد فرقد القزويني ، يقول : " نقلا عن عائشة بنت أبي بكر الصديق ، أن الصديق أمر بحرق 500 حديثا مكتوبا بخط يده ، نقلا عن الرسول مباشرة ! " ، السؤال : لم حرق الصديق الأحاديث ! ، لا بد هناك من سبب منطقي لحرقها ، منها مثلا : تضاربها مع النص القرآني ! - وهذا دليلا أخرا على تضارب وتقاطع بين القرآن وبين الأحاديث النبوية ! . ولكن : أيضا هناك أشكالية ، حيث وجود نص قرآني يبين أن الرسول : لا ينطق كيفما شاء " ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ سورة النجم: 3، 4 " .                          * أذن طاعة من أولا - الله أم الرسول ! ، ما دام حديث الرسول موحى أليه من قبل الله ! .
2 . حتى الرسول بذاته يركز على أطاعة الحاكم ، الهدف السامي والمهم لديه هو تطبيق الحاكم للشريعة ، فقد جاء في موقع / اسلام أون لاين ، التالي ، أنقله بأختصار ( وقد وجدنا في المروي عن النبي ما يشير إلى التلازم بين وجوب طاعة الحاكم وبين تطبيقه لكتاب لله ، فعن أم الحصين أنها سمعت رسول الله يخطب في حجة الوداع يقول : " ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله ، اسمعوا له وأطيعوا " - رواه مسلم .. فوجوب الطاعة متلازم مع تحكيم الحاكم لكتاب الله ، في حين أن تضييع الحاكم لبعض حقوق الرعية لا يسقط طاعته - إذا كانت له شرعية - ما لم يتخذ من ظلم الرعية ومنع الحقوق نهجا متبعا ، ثم إن هذا الحاكم الذي يجب التغاضي عن هناته وتضيعه لبعض الحقوق إنما هو الحاكم الذي جاء عن طريق بيعة شرعية ) .                                                                                                                         * فيما يتعلق ب " التشديد على أطاعة الحاكم / الذي بويع شرعيا وفق حديث الرسول ، مع وجوب التغاضي عن سيئاته ! " ، أني لا أرى في هذا الشأن من عدل وحق في هكذا أحاديث ! .                                                                                                                                     
3 . أن الأحاديث النبوية ومنها / الحديث أعلاه ، وظفت لخدمة الحاكم ، خاصة حكام الدولتين الأموية والعباسية ، وذلك لجور وفسق وفساد وظلم ومجون بعض حكام تلك الحقبتين ، وهكذا أحاديث تجعل من الشعب يصبر على ظلم الحاكم ما دام  الحاكم يطبق الشريعة - أي تخدير للشعب ، وفي موقع  https://sites.google.com/site/ahbaralhadith يبين التالي " الحديث من صنع الإنسان و ليس من وحي الرحمان ولا من الرسول (ص) ، الأحاديث والروايات صناعة أموية عباسية بإمتياز " ، وبهذا المضمون أيضا يتكلم في قناة الحرة في 18 يماير 2018 - وبشكل أكثر شمولية ، المفكر الإسلامي محمد شحرور ، ويقول " إن المسلمين وقعوا في الفكر الأحادي ولم يتقبلوا الآخر . وأضاف في حوار مع قناة الحرة أن ما وصل إلينا من الإسلام هو صناعة إنسانية صيغت في العصرين الأموي والعباسي . " .                                  * هذا يدلل على أن الأحاديث صنعت على مقاس الحكام ، وبمباركة فقهاء الأسلام ، في الحقبتين الأموية والعباسية .
4 . الأحاديث النبوية تمادت في خدمة الحاكم ضد مصلحة المحكوم ! ، وأنتهجت نصا غريبا ! ، فقد جاء موقع / أسلام ويب ، التالي ، أنقله باختصار ( حديث:  " وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك " ، وشرحه : وأما مسألة الخروج بالسيف على الحاكم المسلم الظالم ، أو الفاسق ، الذي لا يصل فسقه للكفر البواح ، فقد اختلف فيها سلف هذه الأمة وخيارها ، ثم آل الأمر ، أو كاد إلى اتفاق كلمة أكثر الأئمة المتبوعين والعلماء المعروفين على القول بترك القتال وعدم الخروج .. ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة ، للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي ، وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ، ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم ، وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين .. ) .                           * هنا لا أرى أكثر من هذا الجور في نص الأحاديث النبوية وتفاسيرها ، بالرغم من وجود بعض من الروايات التي تشير الى " وقد ﺩﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﻭﻟﻲ الأﻣﺮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮﻭﺍ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ " ، الأشكال أن الأحاديث النبوية تحث على الصبر والصمت على جور وظلم الحكام ! . 
الخلاصة :                                                                                                                                * بعيدا عن كل ما قاله المفسرون ، وبغض النظر عن قراءتي للحديث ذات العلاقة ، والأحاديث التي تصب بذات المفهوم ، أود أن أبين أن محمدا كان دوما في طرف الحاكم وضد مصلحة المحكوم ، وينصر الأمير ويقنع المظلوم بالصبر على الجور ، وذلك لأستغلال محمد للأمير والقائد في تحقيق أهدافه – والرسول يهدد من يعصى الأمير أو القائد بالعقاب و الثبور ! ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ قَــالَ : " مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِر ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَــــاهِلِيَّة - البخاري7053 / مسلم1851 " . وكان رسول الأسلام أيضا يشدد على طاعة الحاكم ، حتى أن فعل وفعل من مفاسد وموبقات ، فعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، " لا نَسْأَلُكَ عَنْ طَاعَةِ مَنِ اتَّقَى ، وَلَكِنْ مَنْ فَعَلَ وَفَعَلَ ، فَذَكَرَ الشَّرَّ ، فَقَالَ : اتَّقُوا الله ، وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا - ابن أبي عاصم في السنة1069 " .                                         * أما المذهب الوهابي السلفي ، الذي يسير على نهج مذهب محمد بن عبدالوهاب - والذي يعظم ويعزز – بل يشرعن ، من شأن السلطة الحاكمة في السعودية ويتغاضى عن معاصيها ! ، والذي ساهم الأخير في تأسيس المملكة السعودية  مع آل سعود ، فأحد أئمة السعودية الكبار " عبد العزيز بن عبد الله بن باز 1912 -  1999 / قاض وفقيه سعودي " قد نشر في موقعه ( وبين أنه لا يجوز أطاعة الحاكم في المعاصي ، ولكن لا يجوز الخروج على الحاكم ، حتى وان فسد وجار ! ) . وهنا أيضا تكريس لسلطة الحاكم الظالم الجائر على المحكوم المظلوم .                                                                         * خلاصة الأمر أن المحكوم في الحالتين صابر على الظلم وصامت في عدم الخروج على الحاكم ! .. والرسول دوما / وفق أحاديثه ، كان مع سلطة وقوة وبطش القائد و بعيدا عن حق المحكوم والمظلوم ، وذلك من أجل تحقيق ما يصبوا أليه ! .



191
                                                مريم العذراء .. والتقاطع التأريخي للقرآن

القرآن دعاها " مريم بنت عمران " ، وقال أنها أم عيسى ، وأخت هارون أخي النبي موسى . وهي وفق الأناجيل " مريم العذراء " أم المسيح - القديسة الدائمة البتولية .. ، هذا ما سأبحثه في هذا البحث المختصر مع محاور أخرى  .
 
الموضوع :                                                                                                                                               النص القرآني يسرد آيات حول مريم بنت عمران / البنية النصية مستوحاة من الأناجيل - بشكل أو بأخر ، منها ما ذكر في سورة آل عمران : ( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ۞ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ / 42 - 43 ) و( إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِين / 45 ) . وقد خصص القرآن لمريم سورة كاملة بأسمها / سورة مريم - تضم 98 آية / وقد ذكر أسم مريم بالقرآن 34 مرة ، بها تفاصيل حول مريم ، يمكن أن نقول أكثر مما ذكر في الأناجيل بكثير ! : " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24)" .
التقاطع التاريخي ، المثير للجدل ، هو الذي ورد في الآية التالية ( يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّ / 28 سورة مريم ) ، هذا ما أردت أن أسلط الضوء عليه بالتحديد ! ، مع بعض التفاصيل الأخرى .

أضاءات :
أولا - المقصود بالآية 28 أعلاه " يا أخت هارون " أي هارون أخي موسى النبي ! ، ولكن النبي موسى تأريخيا ، ظهر في غير حقبة زمنية ، حيث تقول المصادر ( ظهر موسى ما بين أواخر القرن الرابع عشر وبداية الثالث عشر قبل الميلاد ، وتقتصر المعلومات عنه على ما أمدت به المصادر المقدسة / نقل من موقع المعرفة ) - أي هناك أكثر من ثلاثة عشر قرنا بين ظهور النبي موسى ومريم العذراء ! .                                                                                                                       ثانيا - المدلسون من أهل التفسير يذهبون دوما الى " الأتجاه الترقيعي " ، فيقولون التالي / نقل بأختصار من موقع أسلام ويب - تفسير الطبري ( اختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله قيل لها : يا أخت هارون ، ومن كان هارون هذا الذي ذكره الله ، وأخبر أنهم نسبوا مريم إلى أنها أخته ، فقال بعضهم : قيل لها " يَا أُخْتَ هَارُونَ" نسبة منهم لها إلى الصلاح ، لأن أهل الصلاح فيهم كانوا يسمون هارون ، وليس بهارون أخي موسى ) ، تفاسير أخرى تبين التالي ( ذكر من قال ذلك : حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق .. عن قتادة ، في قوله "  يَا أُخْتَ هَارُونَ " قال : كان رجلا صالحًا في بني إسرائيل يسمى هارون ، فشبَّهوها به ، فقالوا : يا شبيهة هارون في الصلاح ) ، تفاسير أخرى تقول ( حدثنا موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ " يَا أُخْتَ هَارُونَ " قال : كانت من بني هارون أخي موسى ، وهو كما تقول : يا أخا بني فلان ) .. أما المفاجأة هو / ما قاله البعض : بل كان ذلك رجلا منهم فاسقا معلن الفسق ، فنسبوها إليه ) !! .                                                                                                                                   ثالثا - أذن كل تفاسير المفسرين لم ولن يتوصلوا الى تفسير واحد مقنع ، وذلك لأنهم أمام مشكلة لا تؤول ولا تفسر ، ولا ترقع ! أيضا ، لذا لم يتفقوا على تفسير واحد مقبول !! .                                                                                                                      رابعا - ولكن في موقع / المكتبة الأسلامية ، تشدد عائشة زوج الرسول على صحة نسب مريم الى هارون ، حيث جاء في الموقع ما يلي ( حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن سعيد بن أبي صدقة ، عن محمد بن سيرين ، قال : نبئت أن كعبا قال : إن قوله " يا أخت هارون " ليس بهارون أخي موسى ، قال : فقالت له عائشة : كذبت ، قال : يا أم المؤمنين ، في ص 187 ، أن كان النبي قاله فهو أعلم وأخبر ، وإلا فإني أجد بينهما ست مائة سنة ، قال : فسكتت ) .                        * حتى في هذه النقطة ، أن الحقبة التي ذكرها كعبا " بست مائة سنة " غير صحيحة لأنها أكثر من ذلك بكثير ! .                                                       خامسا - وفي ذات المصدر السابق / موقع أسلام ويب ، يبين ( " يا أخت هارون " إنما هو حكاية لتلك المقولة التي صدرت عن قوم مريم ، وإثبات الاسم واللقب لا يدل على أن المسمى واحد . أما معرفة السبب في وصف قوم مريم لها  :  " يا أخت هارون " ، فهذا أمر آخر ، ساكت عنه النص القرآني ، وينبغي البحث عنه فيما وراء ذلك ) .                                                                          * هنا المفسرون وقعوا في مشكلة معقدة أخرى ، وقالوا : أن النص القرآني لم يبين لم دعيت مريم ب " يا أخت هارون " !! ، والموضوع يستدعي البحث .                                                                                                       سادسا - أما بالنسبة لمريم ، فالموروث الأسلامي يبين بأن أسمها هو ( هي السيدة مريم بنت عمران بن باشم بن أمون بن ميشا بن حزقيا بن أحريق بن موثم بن عزازيا بن أمصيا بن ياوش بن أحريهو بن يازم بن يهفاشاط بن إيشا بن إيان بن رحبعام بن داود ، وهي التي اصطفاها الله على نساء العالمين ، وأمها حنة / نقل موقعي قصة واقعية وقصص ) .                  * أما في العقيدة المسيحية ، فبالنسبة لأسم مريم : ( ويعني اسم مريم القادم من اللغة العبرية " المرارة " ، وهو من الأسماء الواسعة الانتشار في المجتمع اليهودي القديم ، وكان أول من دعي به في العهد القديم النبية مريم وهي شقيقة النبي موسى / انظر سفر العدد 59/26 ) .                                                                                               * ومن الممكن أن كاتب القرآن أشتبك عليه الأمر بين مريم العذراء ومريم شقيقة هارون .                                       أما بخصوص نسب العذراء فموقع St-Takla.org يبين ما يلي ( ولدت العذراء بمدينة الناصرة حيث كان والداها يقيمان ، وكان والدها متوجع القلب لأنه عاقر . وكانت القديسة حنة أمها حزينة جدًا فنذرت لله نذرًا وصلَّت إليه بحرارة وانسحاق قلب قائلة : " إذا أعطيتني ثمرة فإني أقدمها نذرًا لهيكلك المقدس". ، فلما جاء ملء الزمان المعين حسب التدبير الإلهي أٌرسِل ملاك الرب وبشر الشيخ " يواقيم " والدها الذي أعلم زوجته حنة بما رأى وسمع ، ففرحت وشكرت الله ، وبعد ذلك حبلت وولدت هذه القديسة وأسمتها مريم .. ) ، أذن والد مريم هو " يواقيم وليس عمران " ! . وحول قدسية وبتولية مريم ، أنقل التالي من موقع / مريم ( أن مريم العذراء لم تعرف الخطيئة ، لا الأصلية ولا الفعلية . إنها بتول وأم ، وظلت بتولاً قبل الميلاد وفيه وبعده ، بفعل قدرة الله التي استقرت عليها بحلول الروح القدس ، هذا ما شرحه لها الملاك بعد أن قال لها  " الرب معك "  مؤكداً واقعاً حاضراً فيها ، لا مجرد دعاء . وبذلك هي مثال الأمومة والأبوة الروحية للذين واللواتي يكرسون بتوليتهم لله وللكنيسة بنذر العفة سواء في الحياة الرهبانية أم في العالم ) .
القراءة :                                                                                                                                  1 . أولا سأهمل ما قاله المفسرون حول دعوة مريم العذراء ب " يا أخت هارون " ، وذلك لأن كل التفاسير لا تلمس الحقيقة لا من قريب ولا من بعيد ، بالرغم من أن أحد التفاسير بين في النقطة " خامسا " أعلاه ، ما يلي : فهذا أمر آخر ، ساكت عنه النص القرآني ، وينبغي البحث عنه فيما وراء ذلك ! .                                                                   2 . ولكني أقول ، أن وفق العقيدة الأسلامية ، أن القرآن هو كلام الله ، هذا من جانب ، ولكن من جانب أخر ، هل الله / وهو الذي كلم موسى ، فهل من المنطق أن الله لا يعرف بأن حقبة موسى كانت قبل العذراء مريم بمئات السنين . فكيف يقول الله لمريم " يا أخت هارون " .                                                                                                            3 . أذن ليس الله من قال ذلك ! ، أذن هل أن محمدا هو الذي قال ذلك ، ولكن وفق ما ذكر بحديث عائشة وكعب في " النقطة رابعا " في أعلاه ، أرى ان هذا الأمر مستبعد ، وذلك لأن الرسول لا يتكلم من هواه ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ سورة النجم : 3 ، 4 .                                                                                                         4 . أذن أذا أستبعدنا كلا من " الله و محمد " من أحتمالات ذكر ذلك في النص القرآني ، أذن من كتبه ! ، ولماذا هذه الأخطاء : في أسم العذراء ونسبها وفي بعض النصوص التي تتعلق بذاتها ! ، ولماذا الكاتب حشر هذه الأخطاء ! ، فالذي يعرف معظم تفاصيل ولادتها الأعجازية ، هل من الممكن أن لا يعرف أسمها ونسبها وحقبتها الزمنية ! .. هذه مجرد تساؤلات ، من الممكن أن يعقبها الكثير من علامات الأستفهام حول من قال لمريم " يا أخت هارون " .                                                        5 . قد وصف القرآن مريم بأعظم الأوصاف منها ( يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ / 42 سورة آل عمران ) و ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ / 91 سورة الأنبياء ) ، ولكن يأتي من جانب أخر حديث لعالم دين يقول أن محمدا سيتزوج من مريم العذراء في الجنة ، فقد جاء في موقع / بوابة الشروق : ( أطلق العالم الأزهري د. “سالم عبد الجليل”، الأحد ، تصريحات مثيرة للجدل حين “زعم” إنّ النبي محمد سيتزوج في الجنة من السيدة مريم العذراء إضافة إلى آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون ، وكلثوم أخت موسى ) ، علما أنه في موقع / أبن باز ، بين التالي بخصوص هذا الحديث : ( لا أعلم أنه ورد عن النبي حديث صحيح في تزوجه بـمريم ، وتزوجه بـآسية ابنة مزاحم امرأة فرعون ، لا أعلم في هذا حديثاً صحيحاً ) .. وانا أقول أن مريم العذراء هي بتول وفق القرآن ، ( قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا / 20 سورة مريم ) ، ووفق العقيدة المسيحية أيضا ، لأن العذراء أنتقلت الى السماء بالروح والجسد ، ففي موقع www.massi7e.com  بين التالي ( أن مـريـم الدائـمـة البـتـوليـة ، بعـد أن أنهـت مـجـرى حـيـاتـهـا الأرضــيـة ، رٌفـعـت بجسـدهـا ونفـسـها إلـى المجـد السمـاوي - إن إعـلان هـذه العقيدة يعبـر بشكل واضح عن إيمان الكنيسة منذ القرون الأولـى للمسـيحـية ، وهـذا الإنتقال كما يقول المجمع الفاتيكانى الثانى عنه هو “علامة رجاء وطيد” .. ) .                                                                                                                    * والتساؤل كيف لمحمد الذي مات ، وتحلل جسده قبل 14 قرنا ! ، أن يتزوج من السيدة البتول القديسة ! ، وهل يجوز للموتى أن يتزوجوا من الأحياء في عليين جسدا ونفسا - وهي العذراء في الدنيا والأخرة ! .


192
                                           أضاءة حول بناء النص القرآني
 في النص القرآني هناك آيات لا بد من قراءة تحليلية لها ، منها الآية التالية ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى ٰفَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا / سورة النساء :3 ) ، والتساؤل هنا في سياق هذه الآية ، هو حول كيفية " بناء النص " والمفردة المستخدمة بها ! ، وما هو الجدوى من هكذا آيات ! .                                                                                                                              لو سلمنا جدلا أن القرآن منزلا من قبل الله على محمد بن عبدالله ، فهل الله يدخل ذاته في مثل هكذا مسؤوليات / عدد النساء الذي يحق للفرد المسلم أن يطأ ! وبهكذا أيحاء ، وما هذه المفردة غير اللائقة المستخدمة من قبل الله " فأنكحوا " ، فهناك بالعربية الكثير من المفردات المرادفة لهذه المفردة البذيئة - هذا لو سلمنا أن القرآن كانت لغته عربية ! / حيث أن البحوث تشير الى أن الكثير من نصوصه ومفرداته أرامية / سريانية ، فارسية وحبشية .. ، التفاسير تقول ان المقصود بالآية : عدد الزيجات التي تحق للمسلم ، فقد جاء في تفسير بن كثير – نقل من موقع quran.ksu.edu.sa التالي : (( قال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أنه سأل عائشة عن قول الله تعالى ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى )  قالت : يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها ، فيريد وليها أن " يتزوجها " بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره ، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن )) ، لم التفاسير تشير الى مفردة " الزواج " / وهي أكثر قبولا ، والله لا يشير الى هذا ، بل يشير الى مفردة " فأنكحوا " ، وهل الله عنده عملية الزواج مرادفة للنكاح ! .        ومن التساؤل التي يحق للفرد أن يسأل ، هل القرآن كتاب عقائدي سماوي ! ، أم كتاب دنيوي أرضي حياتي ، يبحث حتى بالقضايا الجنسية ، كوصفه لحور العين ( فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ) الرحمن/70 - 76 . وقال تعالى : ( وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) الواقعة/23 .. وأيضا يبحث بحالات تدخل بتفاصيل الحياة اليومية للمسلم .                                                                                              وفي هذا السياق نورد سؤالا أخر ، لم رسول الله لم يطبق الآية ، ألم يكن من المفروض أن يحدد عدد زوجاته وفق الآية أعلاه ! / أي أربع زوجات - حيث أن المصادر أختلفت في عدد زيجات محمد ، فمنها من أشارت الى أحد عشر زوجة ( أما زوجاته فهن إحدى عشرة ، مات منهن في حياته اثنتان ، وتوفي هو عن تسع / موقع طريق الأسلام ) ، ومصادر أخرى تقول أثنى عشر زوجة ( والنساء اللاتي عقد عليهن ودخل بهن ثنتا عشرة امرأة / موقع أسلام ويب ) ، وحتى أسباطه ك الحسن بن علي ، فقد تزوج عشرات المرات ( ذكر غير واحد من أهل العلم أن الحسن بن علي كان كثير التزوج ، كثير التطليق . قال ابن كثير "  قالوا : وكان كثير التزوج ، وكان لا يفارقه أربع حرائر ، وكان مطلاقا ، مصداقا ، يقال إنه أحصن سبعين امرأة " ، من كتاب البداية والنهاية" (8/42)  / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) .                      لم يعلن الله - وبنص قرآني ، الزواج ب أربعة نساء / هذا عدا ملك اليمين !! ، وما جدوى أن يكون للرجل أربع نساء ، وكيف نعلل عقليا هكذا نص ! ، خاصة أذا كان النص ألهي ! ، ولم الله في ختام الآية ، يقول : " فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً "  ، وهل من رجل أن يعدل بين نسائه ! ، فالرسول نفسه لم يعدل بحبه لنسائه ! (( قالت السيدة عائشة : " كان رسول الله يقسم فيعدل ويقول : " اللَّهم هذا قسمي فيما أملك ، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " ( أبو داود ) وهو يعني بذلك القلب كما فسَّره به أبو داود ، وقيل : يعني الحب والمودة ، كما فسره الترمذي / نقل من www.sarayanews.com )) .     أذا نظرنا للآية من ناحية البناء ، رأينا أن الله أعطى ثلاث خيارات للمسلم : أولا - حقه في الزواج ب مثنى وثلاث ورباع ، ثانيا - في حالة عدم العدالة بين النساء فواحدة ، ثالثا - أو ما ملكت أيمانكم ، وأعطى تفسيرا للخيار الأخير مفاجئ للمتلقي ( وقرأ أبو جعفر ، أو ما ملكت أيمانكم  يعني " السراري " لأنه لا يلزم فيهن من الحقوق ما يلزم في الحرائر ، ولا قسم لهن ، ولا وقف في عددهن ، / نقل من موقع أسلام ويب ) ، فهل من المنطق والعقلانية أن يكون هذا كلام الله ! .                              أخيرا هكذا نصوص أصبحت خارج الزمان والمكان ، وتعد غير متناغمة مع المجتمع المتحضر ، فالنساء ليست بسلعة تكدس لغرض الجنس ، ولا يمكن لأم أن تخلق أجيالا واعية ، وهي رقما من عدد في دار يؤم بالجواري .





193
                                معجزات رسول الأسلام بين المنطق والخرافة
الموضوع :                                                                                                                             قبل الخوض في موضوع المقال ، أرى من الضروري أن نعرف معنى كلمة معجزة ، " فكلمة المعجزة في اللغة : ضمّ الميم مأخوذة من العجْز ، وهو انعدام القدرة تجاه أمرٍ ما ، وأمّا في الاصطلاح الشرعيّ : فالمعجزة هي أمر خارق للعادة يؤيد به الله -تعالى- أنبياءه بإجراءه على أيديهم ، ويكون مخالفاً لطبيعة الكون وسنن الحياة التي اعتاد عليها النّاس ، والهدف من ذلك إظهار صدقهم وصدق نبوّتهم ، ويكون ذلك الأمر مقروناً بالتحدّي للنّاس بأن يأتوا بمثله أوبما يقاربه . نقل من موقع / موضوع " .. وسأسرد في التالي بعضا من معجزات رسول الأسلام ، ثم سأعرض قراءتي العقلانية الخاصة لها :                                                                                                          * جاء في موقع / الألوكة ، حول معجزات الرسول ، التالي أنقلها بأختصار : ومن ذلك قصة أبي هريرة حيث روى عشرات الرجال من قدح لبن ناولهم إياه نبينا محمد - ( والقصة في صحيح البخاري ) . تكثير طعام أصحابه في عدد من الغزوات حتى يفيض عليهم وهم مئات . قصة جابر بن عبدالله في غزوة الخندق وإطعامه للمئات من الصحابة من قدر واحد - ( والقصة في مسند الإمام أحمد بن حنبل ) . تسبيح الحصى في يديه - ( أخرجه البزار والطبراني في الأوسط ) . تكليم الحيوانات له - ( كما ورد في دواوين السنة المطهرة ومن ذلك كلام البعير له وكذلك القُبَّرة ) .                                                            * وفي موقع / الأسلام سؤال وجواب ، حول معجزات الرسول ، جاء التالي أنقلها بأختصار : تسليم الحجر عليه وهو في مكة - ( والحديث رواه مسلم ) . إبراء المرضى – ( والأحاديث في ذلك كثيرة في الصحيحين وغيرها ) .                                      * وفي موقع / منتديات أتباع المرسلين ، حول معجزات الرسول ، جاء التالي أنقلها بأختصار : أتاني جبريل بقدر يقال لها : الكفيت ، فأكلت منها أكلة فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع ، الراوي : أبو هريرة المحدث : أبو نعيم – المصدر : حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم : 8/421 . خلاصة حكم المحدث : غريب من حديث صفوان تفرد به وكيع .                              * وهناك كم من المعجزات الأخرى الركيكة منها ، مثلا ما جاء في موقع / موضوع ، أنقلها بأختصار : حنين الجذع ، كان الرسول عندما يخطب في مسجده يقوم على جذع من جذوع النخل التي كان المسجد مسقوفاً بها ، فلمّا صُنع المنبر سُمع لذاك الجذع صوت كصوت العشار ، وقد روى حديث الجذع من الصحابة بضعة عشر .. كل هذا مجرد غيض من فيض ! .
القراءة :                                                                                                                                            أولا - تملأ كتب السيرة والأحاديث كم من المعجزات هي أقرب للخرافة والهلوسة الفكرية من كونها سردا أعجازيا ، وذلك لأنها معجزات تفتقر الى - مصداقية الرواة ! ودقة السرد ! والتحقق من الوقائع ! والتاكد من صحة حدوث الواقعة من عدمها ! فهي حشو للغيبيات في الكتب ، كان الهدف منها أضافة هالة من القدسية للرسول ، ليكون حاله كحال باقي الرسل ، المعروفين بالمعجزات كالنبي سليمان وموسى والمسيح .                                                                                                                                          ثانيا - الأشكالية أن معجزات الرسول لا توجد لديها أي أدلة في أي مصادر محايدة ، سوى المصادر الأسلامية / الأحاديث وكتب السيرة .. ، ولكن معجزات الأنبياء الأخرين ذكرت في القرآن ، فمثلا النبي سليمان كان يكلم الحيوانات ، فقد جاء في الموقع التالي https://mwthoq.com ، أنقله بأختصار التالي " كان نبي الله سليمان يفهم منطق الطير والحيوان والنبات والحشرات ، ولعل أغلبنا يعلم قصة النملة التي سمعها نبي الله تحذر قومها من جيش سليمان ، كما في قوله تعالى : ( حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا ) / سورة النمل ، الآية 18/19 . " .                                                                                                                                            * وهنا نلاحظ أن رواة الحديث يشبهون محمد بالنبي سليمان ، حيث يذكرون أن محمدا أيضا كان يكلم الحيوانات / البعير والقبرة ، كما هو مذكور في المقدمة أعلاه ! .                                                                                                                 ثالثا - وذات الوضع مع النبي موسى ، فقد ذكر القرآن تحول عصا موسى الى أفعى ، فقد جاء في موقع / المرسال ، التالي أنقله بأختصار ( فقام سحرة فرعون أولا بعمل سحرهم ثم القى موسى بعصاة في الأرض فتحولت إلى أفعى كبرى التهمت جميع أفاعي السحرة ، فما كان للسحرة الا أن امنوا برب موسى ، وذكرت المعجزة في القرآن - سورة الشعراء ﴿ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ* وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴾ . وكذلك معجزة شق البحر بعصا موسى ، كما جاء بذات السورة ( فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ *وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ* ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ) .                                                                                                                                                 رابعا - أما معجزات المسيح ، فهي تختلف عن كل ما سبق ، لأن معجزات المسيح تتصف بالخلق ، كأحياء الموتى ، وخلق الطير ، وكذلك شفاء المرضى ، ومؤكدة هذه المعجزات وفق النص القرآني التالي ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ / 110 سورة المائدة ) .                                                                                        * وهناك حشر لبعض معجزات محمد ، وذلك حتى تتطابق مع معجزات المسيح ، كشفاء المرضى ، كما ذكر في حديث الصحيحين أعلاه ، وكذلك تكثير طعام ، ومن ذلك قصة أبي هريرة وقصة جابر بن عبدالله في غزوة الخندق الواردتين في أعلاه ، أما معجزة تكثير الطعام من قبل المسيح فأنها حدثت قبل حوالي 6 قرون من زمن محمد ، فقد جاء في موقع / نداء الرجاء التالي : ( ٩ «هُنَا غُلامٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ ، وَلٰكِنْ مَا هٰذَا لِمِثْلِ هٰؤُلاءِ؟» ١٠ فَقَالَ يَسُوعُ: « ٱجْعَلُوا ٱلنَّاسَ يَتَّكِئُونَ». وَكَانَ فِي ٱلْمَكَانِ عُشْبٌ كَثِيرٌ ، فَٱتَّكَأَ ٱلرِّجَالُ وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلافٍ. ١١ وَأَخَذَ يَسُوعُ ٱلأَرْغِفَةَ وَشَكَرَ ، وَوَزَّعَ عَلَى ٱلتَّلامِيذِ ، وَٱلتَّلامِيذُ أَعْطَوُا ٱلْمُتَّكِئِينَ . وَكَذٰلِكَ مِنَ ٱلسَّمَكَتَيْنِ بِقَدْرِ مَا شَاءُوا. ١٢ فَلَمَّا شَبِعُوا ، قَالَ لِتَلامِيذِهِ: « ٱجْمَعُوا ٱلْكِسَرَ ٱلْفَاضِلَةَ لِكَيْ لا يَضِيعَ شَيْءٌ». ١٣ فَجَمَعُوا وَمَلأُوا ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مِنَ ٱلْكِسَرِ ، مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةِ ٱلشَّعِيرِ ٱلَّتِي فَضَلَتْ عَنِ ٱلآكِلِينَ. ) .                                                                                                                                                                                                                                                                            خامسا - وددت أن أتوقف قليلا عند معجزة أعطاء الرسول قوة 40 رجلا ! / المذكورة في أعلاه ، ، فأرى أن هذا الحال يعرض شخص الرسول الى نوعا من الأشكالية ! فكيف الأمر أذا كان هذا الشخص كما يدعى انه " نبيا " ، بل خاتما للمرسلين ! ، وبذات الصدد " يروي البخاري عن أنس بن مالك قوله : أن نبي الله كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة " ! .. وأن كان الأمر كذلك فأن منح الرسول هذا القدر من " القدرات الجنسية " من قبل الله يضعنا في موقع الشك حول حقيقة مهام رب العالمين ! .                                                                                         خاتمة :                                                                                                                                  أود القول أن المعجزة دلالة أيمانية تقدم للبشر ، الغرض منها زيادة التقوى والأمعان في قدرة وعظمة الذات الألهية ، وتدلل بذات الوقت على مصداقية حامل النبؤءة ، وليس الغرض منها ، أستعراضا للقدرات الفردية ، ما ذكر بأجمله هو مجرد خرافات وهلوسة سردها رجال الأسلام ، بعد وفاة محمد بقرون ! ، وذلك حتى يعززون من مكانة محمد كنبي من بين الأنبياء ! ، وهي حكايات تشبه الحكايات التي يسردها " الحكواتي " ، بعيدة عن المنطق ولا تتصف بأي قدر من العقلانية ، لأنها مجردة من الأشارات النبوية ، بل انها تؤكد على شخصية رجل كان يروم أن يتصف بصفة من صفات الأنبياء ! . 

194
                                   أضاءة أولية في كتابة التأريخ الأسلامي

توطئة :
سأسرد فيما يلي بعضا من أهم الحقب التأريخية لحكم المسلمين - مع بعض الحوادث والوقائع ، وهذه الحقب كانت تحت مسمى " الخلافة الأسلامية " ، ومعظمها ليس من تأكيد ويقين على مجريات أحداثها ووقائعها ! .. وبعد السرد سأعرض أضاءة لقراءتي الخاصة للموضوع .
الموضوع :                                                                                                                                           1 . التأريخ الأسلامي ، من فترة ما قبل موت الرسول سنة 11 هجرية بأيام ، جرت الكثير من الأمور والأحداث ، منها : حين أمر الرسول حينها بأن يكتب وصيته ( روى البخاري بسنده عن عبيد الله بن عتبة .. قال : لما حُضِر الرسول وفي البيت رجال ، فقال : هلمُّوا أَكتب لكم كتابًا لا تضلُّوا بعده ، فقال بعضهم : إن الرسول قد غلبه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول : قرِّبوا يكتب لكم كتابًا لا تضلُّوا بعده ، ومنهم من يقول غير ذلك ، فلما أكثروا اللَّغو والاختلاف قال الرسول قوموا. .. فكان يقول ابن عباس : إنَّ الرزية كلَّ الرزيةِ ما حال بين رسول وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب .. رواه البخاري أيضًا وفيه تسمية القائل بأنه هو عمر بن الخطاب ، وكذلك رواه مسلم / نقل بأختصار من  موقع - سلف للبحوث والدراسات ) ، وأرى شخصيا أن سبب عدم السماح للرسول بكتابة وصيته ، هو أن الصحابة كانوا قد أدركوا بوهن الرسول ، وأن عصره قد أفل ! لذا لم يطيعوه بكتابة وصيته وهو نبي الأمة ! . هذا تفسيرعام وأولي للحدث .
                                                                                                             
2 . وبعد وفاة رسول الأسلام بأيام - وهو مسجى عند عائشة ، حدث أجتماع " سقيفة بني ساعدة " ، وما وقع بها من مطاحنات وسجالات ! ( أجتمعت الأنصارُ إلى سعد بن عُبَادة في سقيفة بني ساعدة ، فقالوا : مِنَّا أمير ٌ، ومنكم أميرٌ ، فذهب إليهم أبو بكر وعمرُ بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح ، فذهب عمر يتكلَّم ، فأسكتَه أبو بكرٍ ، وكان عمر يقول : والله ما أردْتُ بذلك إلا أنِّي قد هيَّأتُ كلامًا قد أعجبني ، خشيت ألاَّ يَبْلغه أبو بكرٍ ، ثم تكلم أبو بكرٍ ، فتكلم أبْلغَ الناس ، فقال في كلامه : نحن الأُمَراء ، وأنتم الوُزَراء ، فقال حُبَاب بن المنذر : لا والله ، لا نَفْعل ، منا أميرٌ ، ومنكم أميرٌ ، فقال أبو بكر: لا ، ولكنَّا الأمراء وأنتم الوزراء ؛ هم أوسَطُ العرب دارًا ، وأعرَبُهم أحسابًا ، فبايِعُوا عمر ، أو أبا عبيدة بن الجراح ، فقال عمر: بل نبايعك أنت ؛ فأنت سيِّدُنا وخيرنا ، وأحبُّنا إلى رسول الله - فأخذ عمر بيده فبايعَه ، وبايعه الناس ، فقال قائلٌ : قتلتم سعْدَ بن عُبَادة ، فقال عمر : قتلَه الله .. / نقل موقع الألوكة . ) ، وهناك روايات أخرى للسقيفة لا مجال لذكرها ! .

3 . بعد " سقيفة بني ساعدة " بدأت مرحلة ما يسمى ب" الخلافة الراشدة " ! ، وهي مرحلة تؤشر لأنتهاء الدعوة المحمدية وبدأ حقبة السلطة والحكم تحت غطاء الدين ! ، وخلفاء هذه الحقبة هم : أبوبكر ، عمر ، عثمان وعلي ، و جرى بهذه الحقبة أحداث عديدة منها : حروب الردة ، ثم كان مقتل عمر سنة 26 للهجرة على يد ابو لؤلؤة المجوسي ، ومن ثم مقتل عثمان سنة 35 للهجرة على يد عبدالله بن أبي بكر الصديق وعبدالله بن سبأ / البعض يشكك بهذه الشخصية ومنهم دكتور طه حسين ! ، وجمع من الثائرين على خلافته ، وجرت معارك منها : معركة الجمل سنة 36 هجرية ومعركة صفين 37 هجرية ، وختمت بمقتل علي بن أبي طالب سنة 40 هجرية على يد عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم .
                                                                                                                                                                           4 . عهد الدولة الأموية ، وأستمر من 41 هجرية لغاية 132 هجرية ، المؤسس هو معاوية بن أبي سفيان ، وهو أول من أتبع النظام الوراثي في الحكم ، حيث عين أبنه يزيد وليا للعهد ، فكانت هذا الحقبة بداية للأسر الحاكمة ، وخلال هذه الفترة  بدأت مرحلة تصفية آل بيت رسول الأسلام ، من أجل الأستفراد بالحكم والسلطة بتخطيط من معاوية بن أبي سفيان وأولاده حيث : تم تسميم الحسن بن علي / ليس من تأريخ محدد على ذلك - يقال 49 أو 50 أو 51 للهجرة !! عن طريق زوجته / جعدة بنت الأشعث وبأغراء مالي من معاوية - وقدره 100 ألف درهم ، ثم واقعة الطف - التي نحر بها رأس الحسين سنة 61 للهجرة بيد شمر بن الجوشن ، وحدثت في ولاية يزيد واقعة الحرة 53 هجرية التي أستبيحت خلالها المدينة المنورة .
                                                                                                                         
5 . سقطت الدولة الأموية على يد المدعين بأحقية آل البيت بِالخلافة ، وبعد فشلهم بالخلافة تحولت الدعوة إلى القائلين بأحقية سلالة العباس بن عبد المطلب عم الرسول ، وقد لاحق العباسيون الأمويين ولم ينج منهم إلا من لجأ إلى الأندلس ، وكان من ضمنهم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام ، وأستمر حكم سلالة بني العباس من 750 لغاية 1519 م ، وكان أول خلفائهم : أبو العباس السفاح 750 - 754 م ، وأتبعوا العباسيين أيضا النظام الوراثي في الحكم .
6 . الأمبراطورية العثمانية ، ومؤسسها عثمان الأول ، أستمر حكمهم من 1299 لغاية 1924 م ، وكان أخر خلفائهم عبد المجيد الثاني 1922 – 1924 م ، ومن أهم الأحداث التي وقعت في عهدهم هو سقوط الأمبراطورية البيزنطية وسقوط القسطنطينية عاصمتهم ، التي أتخذها السلطان محمد الثاني الملقب بمحمد الفاتح فيما بعد عاصمةً لملكه ، وسميت بذلك الوقت باسم إسلامبول والتي تعني تحت الإسلام .. ودعيت لاحقا " أسطنبول " ، ولسقوط القسطنطينية دور مهم في تغيير الوضع العالمي : حيث جاء في موقع / موضوع ، بهذا الصدد التالي ( انتشار الاسلام في أوروبا ، ظهور أهمية سلاح المدفعية ، هجرة العلماء من القسطنطينية إلى ايطاليا ثم بريطانيا ، واعتبر سقوط القسطنطينية نهاية العصور الوسطى و بداية العصر الحديث ) .

القراءة :                                                                                                                                        * ما سردته هو مجرد عناوين لحقب تأريخية للخلافة الأسلامية ، وهو سرد مقصود ! ، وذلك لمعرفة الكم الهائل من التدقيق والفحص الواجب للحقب الزمنية التي يجب أن تخضع للمراجعة والتدقيق ! ، السرد أعلاه ليس فيه سبق تأريخي ، ولكن الأشكال أن أغلب المطلعين يثقون بما ورد بمجريات الحقب الزمنية أعلاه من أحداث دون أي تدقيق أو تمحيص في الخبر ! ، ولكن في التأريخ لا يوجد به مسلمات ، وفي نفس الوقت لا بد لنا ، أن نقدم " العقل على النقل " ، ويجب أن لا نقبل بالوقائع والأحداث التأريخية دون يقين من حدوثه ، ويقول ديكارت " المبدأ الأول لا أقبل بأي شيء على نحو صحيح حتى أعلم أنه على هذا النحو من دون شك واحد . إذا أردت أن تكون باحثًا صادقًا عن الحقيقة ، فمن الضروري أن تشك" .                                                                                                                       * وسائل يسأل لما وضعت في أولا أعلاه ، وصية الرسول التي لم تكتب ! ، أني أرى في هذا الموضوع هناك أشكالية منطقية وعقلية في نقل هذا الحدث :                                                                                                 

أولا - أن الرسول قبل مماته كان عند عائشة ، فهل من المعقول عند رفض الصحابة أن يكتب الرسول وصيته ، أن لا يلجأ الى عائشة في كتابة وصيته وهي / كما تحدث المصادر السنية ، قمة من الذكاء والفطنة والرجاحة ، حيث قيل عنها في موقع / صيد الفوائد ( قال الزُّهريُّ : لو جُمِع عِلمُ عائشة إلى عِلمِ جميعِ النساء ، لكان علمُ عائشةَ أفْضلَ ، أنَّ الله قد وهَبَها الذكاءَ والفِطنة ، وسُرعةَ الحافظة ، قال ابن كثير : لم يَكُن في الأُممِ مثلُ عائشةَ في حِفْظها وعِلْمها ، وفصاحتِها وعَقْلِها ، ويقول الذهبيُّ : أفْقَهُ نِساء الأمَّة على الإطلاق ، ولا أعْلمُ في أمَّة محمَّد ، بل ولا في النِّساء مطلقًا امرأةً أعلمَ منها ) .   
*هذا الحدث موضع شك ! ، فلم يطلب الرسول أذنا من الصحابة لكتابة وصية ولديه عائشة ! .                                                                             

ثانيا - لو فرضنا جدلا عدم وجود عائشة في هذا الحدث ! ، فأرى وجود أحتمال ، ولو كان 10% أن الوصية قد كتبت ! ، ولكن لم تكن في منفعة ومصلحة صحابة الرسول ، ومن المنطق أن الحاضرين وقت أحتضار الرسول ليس جمع غفير ، بل هم أقرب الصحابة للرسول / يتقدمهم أبوبكر وعمر ، لهذا عولج الأمر وحجبت الوصية ! ولو حدث وتأكد هذا الحدث ، فأنه من الممكن أن الوصية سيتغير الوضع المتعاقب أي المستقبلي كله ، ومن الممكن أيضا أن كل مراكز الحكم ستختلف ، أقصد مبدأ الخلافة والسلطة وطريقة الحكم .                                                                                                       
* أن التأريخ يكتبه المنتصر والحاكم ، وليس من أستدلال مادي متفق عليه في مجريات أحدثه ووقائعه ، وذلك لأن الكلمة الفصل للخليفة وقواده ! ، فلو أخذنا كنموذج واقعة الطف 61 هجرية ، فالروايات السنية تخفف من وقعها ! ، فبخصوص مقتل الحسين تبين : ( لكن هناك أمراً لا بد من التفطن إليه ، فإنّ قتله / الحسين ، ليس بأعظم من قتل الأنبياء والمرسلين ، فقد قُدّم رأس نبي الله يحيى لبغيّ ، وقُتل زكريا ، وقًتل غيرهم من الأنبياء والمرسلين وهم بلا شك أفضل من الحسين وأفضل من جميع الصحابة / موقع فيصل نور ) ، وحول سبي آل بيت الرسول ، أيضا تقول عكس ذلك ( وَلَمَّا قَدِمَ أَهْلُهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ : أَكْرَمَهُمْ ، وَسَيَّرَهُمْ إلَى الْمَدِينَةِ ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ لَعَنَ ابْنَ زِيَادٍ عَلَى قَتْلِهِ ، وَقَالَ : كُنْت أَرْضَى مِنْ طَاعَةِ أَهْلِ الْعِرَاقِ بِدُونِ قَتْلِ الْحُسَيْنِ !! لَكِنَّهُ مَعَ هَذَا لَمْ يَظْهَرْ مِنْهُ إنْكَارُ قَتْلِهِ ، وَالِانْتِصَارُ لَهُ ، وَالْأَخْذُ بِثَأْرِهِ : كَانَ هُوَ الْوَاجِبَ عَلَيْهِ ، فَصَارَ أَهْلُ الْحَقِّ يَلُومُونَهُ عَلَى تَرْكِهِ لِلْوَاجِبِ ، مُضَافًا إلَى أُمُورٍ أُخْرَى / موقع الاسلام سؤال وجواب ) ، وحول يزيد بن معاوية هناك روايات تبين فضائله ( وكان ذا جمال وحسن معاشرة . وحتى شيخ الإسلام ابن تيمية ، والمشهور عنه بأنه لم يكن من محبي يزيد بن معاوية ، قال عن يزيد : " ولا كان كافرًا ولا زنديقًا ، وكان فيه شجاعة وكرم ، ولم يكن مظهرًا للفواحش كما يحكي عنه خصومه ". ويقول عنه الإمام الغزالي : " بل إن يزيد بن معاوية مدحه عدد من أهل البيت أنفسهم ، منهم محمد بن علي بن أبي طالب المشهور بمحمد بن الحنفية وهو أخو الحسين من أبيه ، فقد قال محمد بن علي بن أبي طالب عن يزيد فيما أورده الإمام تاريخ الطبري : " وقد حضرته وأقمت عنده فرأيتهُ مواظبًا على الصلاة ، مُتَحَرِياً الخير ، يسأل عن الفقه ، مُلازماً للسنة " / نقل بأختصار من كتاب مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ للكاتب جهاد الترباني ) . بينما الروايات الشيعية تنهج عكس ذلك : فحول سبي آل البيت تبين التالي ( وقال البهائي في الكامل : أوقفوا أهل البيت على باب الشام ثلاثة أيام ، حتى يزينوا البلد فزينوها بكل حلي وزينة ، ثم استقبلهم أهل الشام من الرجال والنساء مع الدفوف ، وخرج أمراء الناس مع الطبول والصنوج والبوقات ، فلما ارتفع النهار أدخلوا الرؤوس إلى البلد ومن ورائها الحرم الأسارى من أهل البيت ، قال سهل بن سعد الساعدي : رأيت الرؤوس على الرماح ويقدمهم رأس العباس بن علي  فنظرت كأنه يضحك ورأس الإمام كان وراء الرؤوس أمام المخدرات .. / نقل من موقع جامع المبرقع ) ، ويقال أن يزيد أنشد شعرا بحضور السبايا ( لقد وصلت العقيلة زينب مع السبايا بعد مسيرة طويلة مضنية الى ديوان يزيد بن معاوية عليه اللعنة ، وكان السبايا منهمكين متعبين .. وبعد استقرارهم اخذ يزيد يتغنى في ابيات شعرية يقول بها : ليت اشياخي ببدر شهدوا - جزع الخزرج من وقع الاسل . لأهلوا واستهلوا فرحا - ثم قالوا : يا يزيد لا تشل ./ نقل من موقع وكالة أنباء براثا ) ، أما يزيد ، فالروايات الشيعية تقول عنه التالي ( صفاته الخَلقيّة : كان ضخما ، كثير الشعر ، شديد الأدمة ، بوجهه أثر الجدري ، صفاته الأخرى : كان ناصبيا فضًا ، غليظًا ، جلفًا ، يتناول السكر، يفعل المنكر ، نشأ عند النصارى ، تجاهره بشرب الخمر ، إقامتة مجالس اللهو والفسق ورقصه مع الجواري ، ملاعبته للقرود .. / نقل من موقع ويكي شيعة ) .               
 الخاتمة :                                                                                                                                              أولا - هذا مجرد غيض من فيض حول تقاطعات كتابة التأريخ الأسلامي ، فلو دققنا بكل ما ذكر في أعلاه من الحقب التأريخية المتعددة ! ، لما أستوعبت المكتبات ! ، أن الكل لا يكتب بمنهجه أو بدوافعه الفكرية بل يكتب وفق ما يؤتمر به من قبل الحاكم ، ولكن لا بد من المتلقي العقلاني ، أن يدقق فيما يقرأ ، ويجب أن تعلوا رجاحة العقل على النص الأصم ، وهذا خلاف ما يقوله أهل السلف ، فقد جاء بهذا الصدد في موقع / الشيخ محمد صالح المنجد ، التالي ( عباد الله ، هذا دين الإسلام الذي أنزله الله تعالى رحمة للأنام ، وأنزل فيه ما هو خير لنا ونهانا فيه عما هو شر لنا . عباد الله ، إن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، ومن أعظم البدع التي حصلت في تاريخ الإسلام تقديم العقل على النقل ، وادعاء أن العقل يخالف النقل في بعض الأحيان ، وأنه إذا حصل خلاف بين دليل وبين العقل يقدم العقل ) .                             خلاصة أن السلفيون مدفونون بالنص المكتوب وعقولهم مغيبة تماما ! .                                                                                                                                       

ثانيا - أن الفقهاء والكتاب لم يستطيعوا أن يقولوا كلمة حق في الحدث أو الواقعة أو النهج ! ، ولو أخذنا مثال : طريقة أنتقال الحكم ، حيث أن معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية ، غير طريقة الحكم من الشورى / بشكل أو باخر ، الى الحكم الوراثي ، حيث أوصى بأنتقال الخلافة الى أبنه يزيد ، وهذا الوضع يتقاطع مع النص القرآني " وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38)/ سورة الشورى " ، كما أنه بفعله يعزز السلطة والأنفراد بالحكم ! . فلم نرى أي فقيه أو قاض أو صحابي أن يتجرأ و يعارض الحاكم ، لأنه سيفصل من عمله وسيقطع رزقه ، وقد يقطع رأسه لمخالفته ولي الأمر . وحول أطاعة الفقهاء وشيوخ الدين للخليفة ، مثلا : قضية سب علي بن طالب ، وهو أبن عم الرسول وزوج أبنته ( وقال ابن الأثير عن معاوية " فكان إذا قنت سب عليا وابن عباس والحسن والحسين والأشتر " وقد ثبت بالأسانيد الصحيحة أن المغيرة بن شعبة أول ولاة معاوية طاعة له في سب علي / نقل من موقع شبكة الشيعة العالمية ) .
* أذن الكل يطيع الحاكم حتي في السباب والشتيمة ، ما دام الخليفة بذاته / أي معاوية بن أبي سفيان ، يسب ويشتم ! ، و وصل الأمر الى سب عليا من على المنابر الى عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز ، وليس من معارض أو مخالف لذلك ! .                                                       ثالثا - ما يثر أنتباهنا أنه هناك عدة قراءآت للتأريخ الأسلامي / أحداث ووقائع وغزوات .. ، منها : القراءة السلفية ، القراءة الشيعية ، القراءة الأستشراقية ، قراءة أخرى مستندة على الحكايات والمرويات والقصص ، ومن ثم قراءة وعاظ السلاطين / فقهاء البلاط  ، ونحن ركزنا على أثنين منهما / السلفية والشيعية ، وأن كل حقبة كتبت وفق مرحلتها ، يؤثر بها الحاكم وبلاطه وحاشيته ، حيث أن مادة الموروث هو فكر الحاكم ورأيه في الحدث أو الواقعة - المكتوب بقلم ودواة الفقيه أو الكاتب أو القاضي ! ، فليس من رأي حر ولا نهج مستقل ولا حيادية في السرد ! ، ولهذا كان لكل حدث عدة قراءأت مختلفة متباينة ومتقاطعة ، معتمدة على الكاتب وزمن حكم الخليفة ! .

195
الأستخدام السياسي للقرآن                                                                         

* القرآن منذ بواكيره لم ينحسر فعله على الشأن العقائدي ، بل أنجر الى الفعل والأستخدام السياسي ، وأصبح قناعا تتخفى من ورائه الحكام والأمراء في صراعاتهم ! ، وأكبر حدث مؤرخ على ذلك ، هي واقعة صفين 37 للهجرة بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان ( حين أحس معاوية أن السيوف وحدها لن تنجيه من قبضة علي ، وباعتباره أحد دهاة العرب المشهورين ، فقد لجأ إلى استخدام " خدعة الحرب " ، معتمدًا على مشورة عمرو بن العاص ، الذى لم يكن بأقل منه دهاء ، فقد دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح ، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكم بينهم ، ليدعوا جيش علي إلى التوقف عن القتال ويدعون علياً إلى حكم القرآن .. / نقل بتصرف من موقعي بحوث وبوابة الأهرام ) ، وهذا يعتبر أول أستخدام سياسي للقرآن بعيدا عن فعله الدعوي ! .                                                                   * هذا الفعل يؤشر الى جرجرة القرآن من موقعه العقائدي الى الفضاء السياسي ، وهو يعتبر ربطا جديدا جاء عن طريق صحابة رسول الأسلام ، معاوية بن أبي سفيان وأعوانه ، وذلك حينما أحسوا أن بساط السلطة سوف يسحب من تحتهم ، فتيقنوا أن أكبر حل هو الخدعة عن طريق رفع القرآن على أسنة الرماح ، والصحابة بهذا الفعل أنهوا عهد الدعوة المحمدية وبدأوا عهدا جديدا هو زمن السلطة والسياسة ، غير مراعين للهدف والغاية من القرآن .                        * أني أرى عملية " رفع المصاحف " ، أكبر ترجمة فعلية ماضوية للمبدأ الميكافيلي " الغاية تبرر الوسيلة " ، لذا فأن الأسلام السياسي دوما يستخدم أقنعة في حروبه وشعاراته ، وليس من أقنعة يتخفون خلفها أكثر وقعا على الجانب الأخر كالقرآن ! .                                                                                                                      * هذا الأمر يتمثل في التأريخ المعاصر على أفضل شكل ، من قبل الأسلام السياسي ، حيث أتخذه الأخوان المسلمون شعارا لهم ، ولكن شعارهم قرن بسيفين أضافة للقرآن ! ، وهو أمرا ذو دلالات أعمق ! ، حيث يشير الى أن القرآن هو وسيلة للأخضاع بواسطة السيف ! ، وهو تكرارا لواقعة صفين 37 هجرية ، أي التأريخ يعيد نفسه ! .                                                                                                                * أذن قرآن محمد الدعوي أنتهى ، أي الدعوة المحمدية أنتهت بموت محمد 11 هجرية ، وأنبثق منذ " سقيفة بني ساعدة " ، عهدا جديدا أوجده ومهد و روج له أصحاب رسول الأسلام نفسه ! بدءا من أبي بكر فعمر فعثمان أنتهاءا بعلي والى الأخرين .. وكلما تعمقنا في التأريخ بعد موت محمد ، نشعر بالفعل السياسي للقرآن أكثر قوة وظهورا من باق دلالات القرآن ، الى أن أصبح القرآن قناع يحاربون الأخرين به وشاهرين سيوفهم بسلطة القرآن ذاته !! .


196
                                             أنفصال الأسلام عن العقل الأنساني     
بالرغم من أن العقل عضو مولود مع الفرد ، بينما العقلية تتطور ، ولكن يبقى العقل هو الأساس للعقلية .. كاتب المقال   
أستهلال :                                                                                                                              قال الإمام أحمد : ( إذا رأيت النصراني أغمض عيني ، كراهة أن أرى بعيني عدو الله ) نقل من موقع / مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - الموسوعة الشاملة .                                                                                           * هل لا زال عقل في العصر الراهن يفكر بعقلية قائل الحديث المذكور أعلاه ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى : هل من فرد على المعمورة ألا وأن يكون مخلوقا من قبل الله عز وجل ، وعلى صورته ..                                                                                                                     
القراءة :                                                                                                                                     أولا - عند أكتمال القرآن ، أو وفق المعتقد الأسلامي حين موت الرسول – وتوقف الوحي ، أصبح شيوخ ومفسري وفقهاء الأسلام هم المحرك الرئيسي للأسلام تفسيرا وتوضيحا ونهجا ، حيث أصبحوا هم كهنة المعتقد ، وأخذوا بالأسلام طولا وعرضا ، وفق عقليتهم ، هذا العقل الذي بقى في قوقعة مغلقة ! ، بل هم الذين سجنوه وأغلقوا عليه منذ أنتهاء حقبة الدعوة المحمدية .                                                                                                                            ثانيا - لم يقتنعوا رجال الأسلام ، بأن التراث الأسلامي / نصا وحديثا وسننا و.. ، بمجمله هو نتاج عصره وبيئته ، لم يقتنعوا أن هذا التراث ، الذي وجد قبل 14 قرنا كان منتجا للمجتمع القبلي الجاهلي ، الذي لا يمكن أن يتلائم ويتجانس مع مجتمع اليوم ! ، مجتمع المكننة والحداثة ، رجال الأسلام بقوا على فكرهم ، الأمر الذي أدى الى أنفصال الفكر الأسلامي عن الفكر الأنساني ككل .                                                                                                                          ثالثا - رجال الأسلام ، لا يستخدمون النهج العقلي الحداثوي في قراءة التراث الأسلامي الماضوي – الذي بين أيديهم ، لأنهم لا زالوا يجملون هذا التراث ، بكل خرافاته وغيبياته التي لا يتقبلها العقل المتنور الحديث ، رجال الأسلام بدل تحديث وتنوير الصنم المقبور ، أخذوا يزرعون الورود حول القبور ، ناسين أن زراعة الورود لا تحيي الميت ! .                                                       
رابعا - العقل البشري المتنور ، هو عقلا يحوي فكرا كونيا تراكميا ، ليس له حدود وليس له صفات زمنية تكبله عن الأبداع والخلق الفكري ! ، أما عقلية رجال الأسلام ، فهي عقلية قد توقفت عند حدود الماضي السحيق ، عقلية حقبة رسول الأسلام والصحابة والسلف الصالح ، لذا أصبحت خارج نطاق الزمن والمكان ! ، بل أنفصلت عنه .                                               
أضاءة :                                                                                                                                  آن الآوان لأعادة بناء العقل الأسلامي وفق التطور الأنساني ، وبما يتفق ومبادئ التحضر والتقدم البشري ، وبالأخص عقول رجال الأسلام ، التي لا زالت تغط في سبات فكري سحيق ، والتي دوما تنظر للأخرين نظرة دونية ! ، أن العقل المتحجر لرجال الأسلام سيجر المعتقد الى زوايا مظلمة أكثر مما هو عليه ، وسيجعل من المسلمين منغلقين عن مسايرة التطور والتمدن ! . أن البناء الفكري للمجتمعات لا يبنى بعقول مؤسسة معتقديا على معطيات الحقبة المحمدية ، بل بعقول مستنيرة حداثوية تواكب ما يحصل من تقدم فكري وتكنولوجي في العالم أجمع .. وأختتم مقالي بمقولة شهيد الفكر د . فرج فودة : إن المستقبل يصنعه القلم لا السواك ، والعمل لا الاعتزال ، والعقل لا الدروشة ، والمنطق لا الرصاص .



197
                                   
                                   أضاءة  لحديث " من بدل دينه فاقتلوه "
 أستهلال :
   الحديث ‏‏« من بدل دينه فاقتلوه » حديث صحيح رواه البخاري وغيره من أهل السنة بهذا اللفظ‏‏ : « ‏من بدل دينه فاقتلوه‏ » وأما الجمع بينه وبين ما ذكر من الأدلة فلا تعارض بين الأدلة ولله الحمد ‏؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم‏‏ : « ‏‏من بدل دينه فاقتلوه » ‏[ ‏رواه الإمام البخاري في ‏ ‏صحيحه‏ ‏ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ‏]‏ في المرتد الذي يكفر بعد إسلامه فيجب قتله بعد أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل .. / نقل بأختصار موقع الشيخ د . صالح بن فواز الفوزان .
أضاءة :
   قد أغني الحديث أعلاه شرحا وتفسيرا وتوضيحا ، ولكني وددت أن أضيف مجرد أضاءة .. وذلك لأني أرى وجود تناقضا في الموروث الأسلامي ! ، فمن ناحية يشهر محمد السيف بوجه من يرتد عن دينه بالحديث القائل ‏‏« من بدل دينه فاقتلوه » ، ومن ناحية أخرى ، يعطي النص القرآني مساحة من حرية الأعتقاد بقوله " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)/ سورة البقرة " ، ومن جانب أخر يصف القرآن / عن الله ، الرسول بوصف بغاية السماحة والرقة والوداعة بقوله " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)/ سورة الأنبياء " ، هذا الموروث يجعلك أن تقف مشدوها ! ، مستغربا ! متعجبا ! .. من هذه التقاطعات ! ، فكيف أنت رحمة للعالمين وأنت تأمر بقتل المرتد ! ، وكيف تتحدث بلسان الذات الألهية بقولك " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله ؟ " ، والانكى من كل ذلك ، يذهب النص القرآني الى أبعد من ذلك ، بموضوع شائك ! ، بقوله { فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } / الكهف: 29 ، أي يمنح حرية الأيمان والكفر للفرد ! . التساؤل الذي يبرز هنا عن من يقف وراء كتبة القرآن ، وعن أحاديث الرسول الذي يتكلم بوحي من الله ( وما ينطِقُ عَنِ الهَوَى * إنْ هُوَ إلاّ وَحْيٌ يُوحَى/ النجم : 3 ، 4) ، ليس من المنطق أن يكون كاتب القرآن واحدا ، وحتى لو سلمنا جدلا أن الله قد أنزله على الرسول فكيف التعامل مع هذه التناقضات ! ، أي هل أن الله يناقض نفسه ! .                                                                                                                أرى وجود نهجا مرحليا وفكريا وبنيويا في الموروث الأسلامي ، يختلف وفق الظرف والحدث والواقعة والظرف ! ، بمعني لا توجد وحدة فكرية في النص القرآني ، الأمر الذي أبرز هذا المزيج والخلط بين مجموعة من المبادئ المتضاربة عقائديا وأيمانيا ! .   

198
                                       قراءة لعملية التطبيع بين الأمارات وأسرائيل

                  ( المقال كتب على هامش توقيع معاهدة التطبيع بين الأمارات وأسرائيل في 15.09.2020 )
الموضوع :
قالوا الكثير عن الأمارات ، من نقد لاذع ، وغالوا في التهجم والقذف اللامبرر ، وحملوا الأمارات كل أثقال الخيانة للقضية الفلسطينية ، وكأن الأمارات هي أول من وقع أتفاقية مع أسرائيل ! ، فلو تركنا جانبا كلا من مصر والأردن اللتين لديهما أتفاقيات مع أسرائيل / لكونهما دولتان حدوديتان ، فهناك الكثير من الدول لديها علاقات أو أتصالات بشكل أو بأخر مع أسرائيل ، وسأذكر بعضا منها : أقليم الصومال - ( إن إقليم أرض الصومال يعدّ حالة مختلفة كليا ، فقد دعا لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ، كي يحظى باعترافها به دولة مستقلة ، ونشر مقال يوم 22 تشرين الثاني / نوفمبر 2018 على موقع في ذلك الإقليم ، جاء فيه أن إسرائيل وإقليم أرض الصومال شريكتان في المصير ذاته ، وآن أوان إقامة علاقات دبلوماسية ثنائية متبادلة ، وكما أن إسرائيل تواجه أعداء كثر لا يعترفون بها ، فإن الإقليم يواجه المشكلة ذاتها / نقل من موقع عربي 21 ) موريتانيا - ( تعد موريتانيا  ثالث دولة عربية بعد مصر والأردن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل على مستوى السفراء . بدأت العلاقات عام 1996 في عهد الرئيس معاوية ولد الطايع رغم الرفض الشعبي . / نقل من موقع الحزيرة نيت ) ، قطر - (  بدأ التأسيس للعلاقات مع إسرائيل رسيمًا وبعد أشهر من التنسيق الخفي ، في إبريل من العام 1996. فكان أول قرار اتخذه الشيخ حمد بن خليفة ، بعد خطاب تنصيبه المتلفز ، هو فتح مكتب تمثيل المصالح الإسرائيلية في الدوحة.  وفي إبريل من ذات العام زار رئيس الحكومة الإسرائيلية وقتها شمعون بيريز قطر وافتتح مكتب تمثيل المصالح الإسرائيلية . لتصبح الدوحة العاصمة الخليجية الوحيدة التي سمحت بحضور مسؤول إسرائيلي دائم في أراضيها. / نقل من موقع المرصد المصري ) ، المغرب - (  قال المناضل الحقوقي اليهودي المغربي ، سيون أسيدون ، الذي يُعتبر واحدا من أكثر الرافضين للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي المحتل ، إن العلاقات المغربية الإسرائيلية موجودة منذ عقود ويوجد تطبيع ثنائي في جل القطاعات . / نقل من موقع القدس العربي ) ، عمان - ( الزيارة ، الأولى لقائد إسرائيلي إلى الدولة الخليجية / عمان – أكتوبر 2018 ، منذ أكثر من عقدين ، اعُتبرت مؤشرا على دفء في العلاقات بين الدولة اليهودية والعالم العربي السني ، بحسب تقرير بثته أخبار القناة 13 مساء الثلاثاء ، كان من المقرر بداية أن يقوم نتنياهو برحلته برفقة مجموعة صغيرة من المساعدين ، ولكن قبل يومين من الرحلة ، أعربت سارة عن رغبتها بمرافقة زوجها . / نقل من موقع the times of Israel  ) ، البحرين - ( البحرين تتبع في موقفها تجاه اسرائيل مواقف العربية السعودية إلى حد كبير . وفي حزيران/ يونيو 2019 على هامش اجتماع "مبادرة السلام العربية" التي دعت إليها العربية السعودية في بداية العقد الجديد تحدث وزير الخارجية البحرينية ، خالد بن أحمد الخليفة ، في صحيفة "تايمز أوف اسرائيل" عن علاقة بلاده باسرائيل ، إذ أنه لم يشأ التحدث بعدُ عن وجود علاقات دبلوماسية رسمية ، لكنه أوضح أن البحرين تعترف بحق وجود اسرائيل:" اسرائيل بلد في المنطقة...وهي موجودة لتبقى". والبحرين تتطلع إلى السلام مع اسرائيل / نقل من DW ( . وكذلك السعودية - هي ماضية قدما / وعن أستحياء لأنها بلد الحرمين الشريفين ! ، في خط التطبيع مع أسرائيل - حيث ( تم عقد اجتماع علني نادر بين مسؤولين إسرائيليين وسعوديين رفيعي المستوى في واشنطن يوم الخميس ، حيث شارك المدير العام الجديد لوزارة الخارجية الإسرائيلية المنصة مع جنرال سعودي متقاعد / أنور عشقي - كان أحد كبار المستشارين السابقين للحكومة السعودية وقام بمصافحته .. / نقل من موقع times of Israel ) .                                                                                                                          * وفي خبر عاجل - يوم الجمعة 11.9.2020 " أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو ، مساء الجمعة ، عن اتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية بين بلاده ومملكة البحرين .. / نقلا عنbbc  " .

القراءة :
1 . أن الأمارات دولة آمنة ومستقلة ، تعتمد على النفط وعلى السياحة في معظم دخلها القومي ، ولها حركة تجارية عالمية تعتبر الأولى في المنطقة / خاصة في مجال النقل المائي . الشعب الأماراتي والوافدين يبلغ عددهم 9.3 مليون نسمة / 2.7 مليون من السكان الأصليين والباقي من الوافدين ، يعيشون بتأخي حيث هناك عيش مشترك ، وهناك حرية دينية ، مع تسامح ثقافي وقبول للأخر ، يوجد عشرات الكنائس /  بأختلاف طوائفها ، وهناك معابد للهندوس والسيخ ، وسيكون هناك أول معبد يهودي في الامارات ، " ورغم أن المعبد اليهودي سيكون الأول في الإمارات فإن مجموعة صغيرة من الوافدين اليهود تستخدم بيتا في دبي لإقامة الشعائر الدينية ، وكانت إسرائيل قد كشفت - متباهية - في أبريل / نيسان الماضي عن وجود كنيس في دبي ، بعد أن ظل سريا طوال الفترة الماضية . / نقل من موقع الجزيرة " .
* من هذه المقدمة المتواضعة عن الأمارات ، يتبين لنا المنهج الفكري والسياسي الذي تنهض به الأمارات ، التي تعتبر دولة الأمن والأمان في المنطقة ، فالتطبيع مع أسرائيل - أضافة الى الأهداف السياسية والتي منها الأتفاق حول تعليق ضم أراضي الضفة الغربية ، فالأمر له أيضا الكثير من الجونب العلمية والتكنولوجية والتجارية والسياحية والتطوير العقاري وغيرها ، التي تصب لمصلحة الدولتين .                                                                                                           
 2 . الكثير من الدول هاجمت التطبيع ، وكانت أولها الحكومة الفلسطينية متمثلة برئيسها محمود عباس - ( قالت الرئاسة الفلسطينية إن التطبيع بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل " مرفوضٌ ويمثّل خيانةً للقدس". ) ، وبعض القيادات الفلسطينية قالت ( وكانت المفاجأة الأكبر للفلسطينيين الذين وصفوا الاتفاق بأنه " طعنة في الظهر " ، إذ لا يزالون بعيدا عن الحصول على دولة خاصة بهم وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم ) .                                                                 
3 . واني لأستهجن من هذه الأقوال ، أولا ان الحصول على دولة فلسطينية هو بيد الفلسطينيين أنفسهم وليس بيد العرب ، وثانيا أن منظمة التحرير الفلسطينية ، هي أول من وقعت معاهدة مع أسرائيل - أتفاق مبادئ في " أسلو 1 " في 13 سيبتمبر 1993 ، أي كانت هي السباقة في هذا المضمار ، ونست شعارها الرسمي " تحرير " ، فأي تحرير ، و شعارات  " ثورة ثورة حتى النصر " وأي ثورة . وحتى ثورة الحجارة في 8.12.1987 ، ماذا جنى منها الشعب الفلسطيني الصابر ، " حيث أستشهد حوالي 1300 فلسطيني ، كما قتل 160 أسرائيليا " ، ومن الغريب أن الفلسطينيين ، الذين يقولون أن التطبيع الأماراتي خيانة وطعنة في الظهر ، فهناك خونة فلسطينيين ! " فمنظمة التحرير قد أعدمت 1000 فلسطيني متعاون مع السلطات الأسرائيلية / نقل من موقع المعرفة " . أن المحلل العلمي للأحداث ، يجب أن لا يطلق الأحكام جزافا علي أي عمل أو مشروع أو قضية ، قبل قراءة الماضي والحاضر والمستقبل !! .                                                                                       
4 . ومن الجدير بالذكر على القيادة الفلسطينية أن تلقى الحلول لشعبها المشرد قسما منه في المخيمات ! ، وأن تستخدم الأموال التي لديها لحلحلة وضعه المأساوي ، ليس فقط أسرائيل وحدها المسؤولة عن الوضع الفلسطيني المأزوم ، بل أن القيادة الفلسطينية أيضا لها نصيب في ذلك . أن الرئيس الراحل ياسر عرفات كان يعتبر من أغنى الرؤساء ، فقد بين موقع الجزيرة ، التالي بشأن ثروته - التي كان من الواجب أن تنفق على الفلسطينيين ! لا أن تخزن ( ورغم هذا فإن مجلة فوربز وضعته في المركز السادس بين أغنى قادة العالم مقدرة ثروته بنحو 300 مليون دولار . وقال شالوم حراري وهو رئيس مخابرات إسرائيلي سابق إن عرفات كان قد هرب نحو 700 مليون يورو بعضها للطوارئ حين هددت إسرائيل بطرده . وهنالك اسمان دائما يشار إليهما عندما يتعلق الأمر بأموال عرفات هما رشيد وسهى زوجة عرفات ) ، وهناك شائعات على أن زهوة أبنة عرفات لديها ثروة طائلة ! (  شائعة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" عن امتلاك زهوة ابنة الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات 8 مليارات دولار ثروتها من إرث والدها ، وأثارت المعلومة مفاجئة لدى الكثير من رواد موقع "فيسبوك" وتناولت التعليقات الساخرة على المبالغ الطائلة التى تركها زعيم عربى ناضل من أجل القضية الفلسطينية وترك لأسرته هذه الثروة الطائلة. / نقل من موقع FALSO ) . علما أنه قد بين أحد وزراء عرفات السابقين ما يلي بشان ثروة عرفات ( قد صرح جاويد الغصين وهو وزير مالية سابق لمنظمة التحرير الفلسطينية للأسوشيتد برس أن ثروة عرفات كانت تقدر بما بين 3-5 بلايين دولار عندما غادر هو المنظمة سنة 1996 ، ولا أحد يعرف الآن كم هي ، إلا أن التقديرات تقول إنها عدة ملايين من الدولارات ) . أني أرى أنه من العقلانية عدم رمي الأتهامات على الأخرين بأنهم " قد خانوا القضية الفلسطينية " ، فالقضية يجب أن يكون حلها بيد الشعب الفلسطيني ذاته ، وليس بيد السياسيين ! ، وكما قال الأمام الشافعي : " ما حك جلدك مثل ظفرك - فتولى انت جميع أمرك "! .                       
 5 . ونحن في هذا المقام حول ثروة القادة الفلسطينيين ، فأود أن أبين أن ثروة محمود عباس تقدر بمئات الملايين ( صحيفة ألمانية تقدر ثروة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعائلته بمليار و200 مليون دولار ./ نقل من موقع Gaza Now ) ، كما أن نجلي الرئيس طارق وياسر يمتلكون الملايين ، فقط أشير الى قسم من عقارات النجل الأصغر للرئيس طارق ( صحيفة المرصد ــ متابعات : قال كلايتون سويشر ، يملك طارق فيلا في عمّان وشقة على الروف في بيروت ، وامتلاكه شقةً من غرفتين اشتراها بمبلغ 1،030،000 جنيه إسترليني في لندن ) . أما ياسر فنشاطه وفق موقع الشاهد ، كما يلي ( ياسر ، المولود عام 1962 في دولة قطر ، يمتلك عدة شركات استثمارية وتجارية ، بعضها له عقود احتكارية مع سلطة أبيه ، وتقدر أوساط اقتصادية رأس مالها بمئات ملايين دولارات ، دون أن يدري أحد كيف استطاع أن يحقق كل هذه الثروة الكبيرة . وطبقا لما كشفته صحف أمريكية وبريطانية في فترات سابقة ، فإن نجل عباس يدير شركات تدر مليارات الدولارات ، من أهمها شركة «فيرست أوبشن» للمقاولات ، التي أشرفت على تنفيذ مشاريع بنى تحتية وبناء مدارس وشق طرقات وإنشاء مستشفيات وأبنية للمؤسسات الحكومية ) .. من أين هذه الملايين يا سيادة الرئيس ، فأرى عوض أتهام الأخرين بخيانة القضية ، يجب النظر الى من قادوا القضية الفلسطينية وتربحوا منها ! .                                                                                                           
6 . منظمة حماس الفلسطينية التي أدانت التطبيع الأماراتي الأسرائيلي ، وقالت ( رفضت حركة حماس الفلسطينية ، الأتفاق على تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل برعاية أمريكية ، ووصفته بأنه مكافأة مجانية للاحتلال / نقلا عن  RT ) ، ف " حماس " ذاتها هي التي خانت القضيىة العربية وأتفقت مع جماعة الأخوان المسلمين ضد مصر - وهي التي فتحت السجون وهربت قيادات الأخوان - ومنهم محمد مرسي ( أصابع الاتهام التي يوجهها المواطن المصري ، صاحب القضية الرئيسية ، إلى حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة ، وتنظيم الإخوان المسلمين ، وتيار الإسلام السياسي في مصر ، وذلك في تحطيم السجون المصرية وتدمير مراكز الشرطة في ثورة يناير 2011 . / نقل من موقع البوابة ) وحماس هي التي تنسق مع أيران ضد الدول العربية ، والدليل على ذلك ، مثلا / زيارة هنية زعيم حماس الى أيران للتعزية بمقتل قاسم سليماني - الذي دمر العراق وكان السبب بمقتل ألاف المتظاهرين ، أضافة الى دورها مع قطر ضد الدول العربية ! .                                                                                                                     6 . أما تركيا التي أيضا هاجمت التطبيع ، فهي لديها علاقات مع أسرائيل منذ عشرات السنين ، فمن موقع العين الأخبارية ، أنقل التالي ( في الوقت الذي يهاجم فيه النظام التركي معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل ، تناسى رجب طيب أردوغان أن بلاده كانت من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل ، وبدأت علاقات رسمية معها عام 1949 ؛ حيث رفرف العلم التركي فوق مبنى سفارتها في تل أبيب ) . ومن جانب أخر ، أن الهجوم التركي ضد الأمارات مسيس ، وذلك لموقف الأمارات من جماعة الأخوان المسلمين ، التي أعتبرتها منظمة أرهابية ، وكما هو معروف أن أردوغان من زعماء الأخوان في العالم ! .. وكما قال السيد المسيح : لا تدينوا لكي لا تدانوا .                                                                                           

خاتمة :                                                                                                                                      أن العالم العربي وأسرائيل ، خاضا عدة حروب / 1948 ، 1967 و 1973 ، والتساؤل ألم تكفيهما ما خاضا من حروب ! ، وهل الحروب أضافت تقدما للشعبين العربي والأسرائيلي ، أن الحروب كما معروف آلة لا تجلب سوى الدمار والموت والفقر ، أن عالم اليوم هو عالم سلام ووئام ، عالم تعايش ومودة ، أن الحروب يجب أن تقبر ، وأن يقام عوضها عنها صروح للسلام . فالبرغم من كل ماكتب عن عملية التطبيع الأماراتي الأسرائيلي بالأيجاب أو بالسلب ، فأني أرى أنها  :     " إضاءة شمعة خير من لعن الظلام " .


199
                                   في الشخصية المحمدية - الجزء الرابع / الأخير                                             
                                                 محمد .. الشخصية اللغز 
المقدمة :                                                                                                                                     في الجزء الأخير من هذه السلسلة من المقالات - حول الشخصية المحمدية ، تتداعى الأسئلة والأجوبة في فكري ، ولكن بنفس الوقت تبقى معظم الأسئلة بغير جواب واضح ومحدد ! / حول هذه الشخصية الخلافية ، والتي برأيي شغلت معظم الكتاب والباحثين / أكثر من غيرها ، المسلمين وغير المسلمين! .. أذن ليس من اليسر كتابة خاتمة لهكذا بحث ، ولكن لا بد من نهاية لكل بداية ، ألا شخصية رسول الأسلام ، الذي ليس له بداية معروفة ، وأما نهايته فمجهولة ، لأجله الحقبة ما بين البداية والنهاية تبقى سيرة الشخصية المحمدية غامضة و قابلة للتأويل أيضا ! . 
الموضوع :                                                                                                                                      أولا - كان هناك سيناريو عميق ، لدى المروجين لمحمد كنبي والمدعين للأسلام كدين ، ومن هذه " السيناريوات " ، التغيير بأسم ما يدعى بصاحب الدعوة ، فهو كان قبل الترويج لمحمد والأسلام يدعى " قثم " ، وحتى أباه لم يكن يدعى عبدالله ! ، وسأعرض ملخص لمقال منشور بموقع / صيد الفوائد ، للدكتور أبراهيم عوض ، بهذا الصدد (( فى موقع      " إسلام أون لاين.نت " مقالا للأستاذ محمد الحمروني بعنوان - باحث تونسي يزعم أن الاسم الحقيقي لمحمد هو " قُثَم " جاء فيه : لم يستبعد الدكتور هشام جعيط في كتابه "تاريخية الدعوة المحمدية في مكة" ، إنه كان يُدْعَى "قُثَم" قبل بعثته ، وإنه لم يكن أبدا أميّا . وفي ندوة عُقِدت في تونس وعرض فيها لكتابه شدّد الكاتب على أن ما توصل إليه من نتائج هو ثمرة عشرات السنوات من البحث والدراسة . غير أن باحثا تونسيا أشار في تعقيبه على الكتاب إلى أن الرؤى التي يطرحها سبق أن طرح معظمها مستشرق ألماني في القرن الـ19 الميلادى . ويمضى الكاتب قائلا إن جعيط قد أكد أن اسم والد النبى لم يكن "عبد الله" ، بل الأرجح ، أنه هو الذى أطلق عليه هذا الاسم . أما عن اسم النبى ذاته أنه لم يكن يدعى "محمدا" فى البداية ، مستشهدا في ذلك بأن القرآن لم يسمّه باسم "محمد" إلا في السور المدنية : "محمد رسول الله والذين معه" (الفتح) ، "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل" (آل عمران) . ويزعم الكاتب أن اسم "محمد" هو واحد من التأثيرات المسيحية فى الإسلام ، وأنه نُقِل إلى العربية عن السريانية وأنه يعني في تلك اللغة "الأشهر والأمجد" ، أما الاسم الحقيقي للرسول فهو "قُثَم"، وقد سُمِّىَ به لأن أحد أبناء عبد المطلب كان اسمه "قُثَم" ومات على صِغَرٍ فسُمِّىَ النبي على اسم عمه المتوفَّى . كما زعم أن والده لم يكن يُدْعَى : "عبد الله" ، بل على لأرجح ، حسبما ورد فى كلامه ، أن النبى هو الذى أطلق عليه هذا الاسم .)) .   
ثانيا - وحول أسم والد محمد تؤكد بعض المصارد أن أسمه كان " عبد اللات " ، جاء في موقع / منتديات زهرات البستان (( قُثم بن عبد اللات بنِ عَبدِ المُطَّلِب النصراني الموحد . ولد في الميلاد : ٢٢ أبريل ، ٥٧١ م ، وقُثم بن عبد اللات بنِ عَبدِ المُطَّلِب النصراني الموحد هو نفسه أَبُو القَاسِم ( مُحَمَّد بنِ عَبد الله بنِ عَبدِ المُطَّلِب ) / 22 أبريل 571 - 8 يونيو 632 ، الذي يُؤمن المسلمون بأنَّه رسول)) . والدليل على صحة ما جاء في أعلاه ، هو نفي بعض المواقع لهذه الحقائق ، فقد ورد في موقع salah7.weebly.com  ( أن الشبهات السخيفة التي يستحي المرء حتى أن يرد عليها شبهة انتشرت في الآونة الأخيرة حول اسم النبي تقول بأن اسمه هو " قثم بن عبد اللات  " وأنه قام بتبديل اسمه لمحمد ابن عبد الله بعد الإسلام واستدلوا بذلك على أنه لا يوجد اسم لعبد الله الا بعد الاسلام فكيف يكون اسم والد نبي الاسلام نفسه عبد الله ! ) .
ثالثا - مصادر أخرى تبين أن لرسول الأسلام كانت له أسماء اخرى ، ومنها " بن أبي كبشة "، فقد جاء في موقع / المكتبة الشيعية ، التالي ( قصة أبى كبشة ، كانت قريش تنسب النبي إلى أبى كبشة فيقولون " قال ابن أبي كبشة " و " فعل ابن أبي كبشة ". فكان " وهب " بن عبد مناف بن زهرة ، أبو آمنة - أم محمد ، يكنى أبا كبشة ) . وعند العرب عندما ينسبون أمر الفتى الى جده من أمه به أهانة ، ففي موقع / الداعية المصري أسحق الحويني ، يؤكد ذلك (( وفي حديث رواه ابن حبان والبزار بسندٍ حسن : ( أن عبد الله بن أبي ابن سلول مر على النبي فرآه في أجمة ، فقال : لقد غبَّر علينا ابن أبي كبشة ) غبَّر علينا ، أي: أخذ مننا السلطان فبلغت هذه الكلمة الرسول ، فذهب عبد الله بن عبد الله بن أبي إلى النبي فقال :  ( والذي بعثك بالحق ، لو أمرتني لآتينك برأسه ، قال له : لا ، برَّ أباك ، وأحسن صحبته ) . قال : ( لقد أمر أمر ابن أبي كبشة ) أبو كبشة هو الجد الأعلى لأم الرسول ، لماذا لم يقل : لقد أمِر أمر ابن عبد المطلب ؟! فلماذا نسبه إلى جد غامض غير معروف ؟ تحقيراً له ؛ لأن العرب كانت إذا حقرت إنساناً نسبته إلى جدٍ غامض غير معروف في الناس . )) .
رابعا - سأعرض في هذا الجزء من البحث ، تساؤلات حول وجود شخصية محمد ، فهل هذه الشخصية هي ذاتها التي نعرفها كما يصورها الموروث الأسلامي لنا ، وتساؤلاتي معتمدة على مدونة / الإسلام من القرآن - مدونة خاصة بدراسة الدين الإسلامي من نصوص القرآن فقط بعيدا عن نصوص المذاهب الشركية ، مع أضافات وشروحات وفق ما يقتضيه الأمر : ( تعتبر شخصية  محمد بن عبد الله بالنسبة للعديد ممن أنكروا سيرة و تاريخ المذاهب المروي أو جزء منه مجرد شخصية وهمية صنعها التراث الأموي العباسي للتوفيق بين شخص الرسول محمد و صورة سلاطين و حكام اللحظة لكن ماذا لو كانت هنالك بالفعل شخصية تدعى محمد إمتحنت شخصية محمد الحقيقي و لعبت دور رسول ونبي آخر الزمان ؟ ) ، ثم تضيف المدونة في نقطة غاية بالأهمية وهي أنها تؤكد فقدان الأدلة المكتوبة حول شخصية محمد ، حيث تبين ( دعنا أولا نتفق على نقطة بالغة الأهمية فمن الناحية العلمية والتاريخية لا يوجد أي دليل ملموس على عيش محمد في فترة ما بين نهاية القرن السادس و بداية القرن السابع الميلادي في ظل غياب التوثيق التاريخي في نصوص القرآن لتواريخ و أحداث و شخصيات هذه الحقبة الزمنية مما يفتح المجال لعدة إحتمالات و من بينها أن يكون الرسول محمد قد بعث وعاش قرون طويلة قبل ذلك ) ، وهنا تضعنا المدونة أمام مفصل جدا مهم ، وهو عدم توافق ما مدون في الموروث الأسلامي الأموي والعباسي وبين ما طرحته المدونة من أن رسول الأسلام تأريخه يتقاطع مع ما هو معروف في الموروث ، من أن محمد ولد سنة 570 م وتوفى سنة 632 م ، أذن هناك شك بالنسبة لحقبة محمد ! . ولكني لا أعتقد شخصيا أن التقاطع التأريخي يمتد لقرون ! ، الغريب أن المدونة تطرح مفصلا أخرا ، وهو وجود شخصية أخرى أيضا تحمل أسم محمد ، وتقريبا في نفس الحقبة ( بطبيعة الحال تاريخ المذاهب المروي يدعي العكس و يزعم تلقي محمد بن عبد الله لرسالة القرآن في نفس الفترة الزمنية طبعا هناك من يرفض هذا التاريخ المروي وهذه الشخصية لكن ماذا لو كانت هنالك مصادر أخرى غير إسلامية تؤكد وجود شخصية شبيهة تدعى " محمد " عاشت تقريبا في نفس الحقبة ؟ بالنسبة لاصحاب المذاهب فقد توفي محمد سنة 632 م لكن هذه المخطوطة تدعي العكس و تؤكد قيادة محمد للجيوش الإسماعيلية التي قامت بغزو بلاد فارس ! ) ، وتبين المدونة أن " يزدجرد " توج ملكا في عام 632 م - زمن موت محمد ، وأنتهت الأمبراطورية الفارسية في عهده ، وتؤكد المدونة ( ولكن الرب بعث ضدهم ابناء إسماعيل وكانوا كما الرمال على الشاطئ لا تحصى ، قائدهم كان يدعى " محمدا" ولا جدران ولا أبواب ولا الدروع ولا المدرعين صمدت أمامهم .. ويزدجرد أرسل ضدهم قوات لا تعد ولا تحصى ولكن العرب تغلبوا عليهم وقتلوا رستم . يزدجرد أغلق على نفسه أبواب المدائن حتى إستطاع الهرب اخيرا ثم إنه ارتحل من بُست و سار الى نيسابور، و سار من نيسابور نحو طوس حيث إنتهت حياته 651 م. ) / أي بعد موت محمد بحوالي 20سنة ! ، في الموروث الأسلامي نسب ما قام به محمد الى عمر بن الخطاب ، وهذه أشكالية تأريخية جديرة بالبحث ! .. وفي مخطوطة القس توماس في أوائل 640 م ، تسرد المدونة التالي : ( في يوم الجمعه كان هناك معركه بين البيزنطيين و" تايايايي محمد "  في فلسطين على بعد 12 ميل من غزه . فر الرومان وتركوا ورائهم " بريردن ألأرستقراطي " الذي قتله العرب وقتل 4000 قروي من المسيحين واليهود والسامريين . لقد دمر العرب المنطقه بالكامل . مرة أخرى يأتي ذكر" إسم محمد و ليس عمر بن الخطاب " - في سنة 640 ميلادية بعد ثمانية سنوات من وفاته / أي محمد ، المزعومة شيء محير بالفعل ! ) . 
اللغز :                                                                                                                                   1 . أن الأجزاء الثلاث الأولى من البحث ، كانت لكل حقبة من سيرة محمد قراءتها الخاصة بها ، وذلك وفق أحداث ووقائع المرحلة وبما يتناسب والتطور الخاص لشخصية محمد ، فلا أرى من حاجة لأي أضافة ، لأجله أقتضى التنويه .                                                          2 . في الجزء الأخير من البحث / الرابع - الذي نحن بصدده ، وضعنا هذا الجزء أمام مفاصل متقاطعة وخلافية ومختلفة في الوقت نفسه ، منها :
أولا - أنه من المؤكد أن الشخصية المحمدية تغيرت وفق تعدد الأسماء / قثم أو أبن أبي كبشة أو محمد ! ، وذلك لأن كل أسم يترك أثرا لحامله ، حيث جاء في موقع  https://iraq1.1forum ( إن علم الاسم ينعكس على حامله بمجمله وخصوصاً بأبعاده اللغوية والصفات الوضعية والمعنى في تفسيراته وهوحالة قدرية وليس هومشيئة ذاتية وهو إيحاء سماوي لمن يقع عليه الاسم مخصوصاً به قبل التكوين الفيزيولوجي وهوأبعد من حدود الزمان والمكان .. ) ، وهذا واضح من السلوك الشخصي لمحمد قبل الدعوة ، فمرحلة زواجه من خديجة بنت خويلد ومن ثم حقبة بعد وفاة خديجة وأشتداد قوة الدعوة وزيادة عدد أتباعه ، وتعدد زيجاته ، ومراحل غزو القبائل والقوافل ، وبذات الأثر مدلول القرآن المكي ومن ثم القرآن المدني ، أن تغيير أسم الرسول الى محمد من المؤكد ترك له أثرا قويا ، خاصة عندما كان ينادى"أبن أبي كبشة "وما به من أهانة !.
ثانيا - اللغز الأكبر هو أختلاف محمد المذكور في الموروث الأسلامي عن محمد المذكور في القراءأت غير الأسلامية ، من الناحية الزمانية والمكانية ! ، وهذا يدخلنا في دهاليز وطلاسم الشخصية المحمدية ، وهذا الأمر يجرنا الى مفصل أخر ، وهو في الأقسام الثلاثة الأولى من البحث هل تكلمنا عن محمد 570 – 632 م المذكور في الموروث الأسلامي ، أم كنا نتكلم عن شخصية أخرى حيث أن محمد في المصادر الأخرى شارك بحروب بعد سنة 640 م ! أي بعد وفاته بسنين ! .                             
ثالثا - حقا محمد الشخصية اللغز ، فكيف لرجل يميل لزوجة في الأربعينيات / خديجة بنت خويلد - متزوجة قبله مرتين من أبو هالة بن زرارة بن النباش التميمي ، ومن عتيق بن عائذ المخزومي ، ثم يتزوج من عائشة الطفلة ذات الست سنوات / ووطأها في التاسعة . فالذي يميل لتلك لا يميل لهذه ! . وكيف لرجل يقول عنه النص القرآني " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ / 107 سورة الانبياء " ، ثم يقول لمخالفيه " لقد جئتكم بالذبح " ، فكيف تتحول الرحمة الى هذا التوحش ! . وكيف لرجل أمي ( وهو في غار حراء ، قال له الوحي جبريل : اقرأ ، وقال له النبي : ما أنا بقارئ ) ، ومن جانب أخر ، قال لأصحابه قبل وفاته أريد أن أكتب لكم وصية ( فرواه في كتاب العلم ، باب كتابة العلم ، بسنده عن عبيدالله بن عبدالله [أي ابن عتبة بن مسعود] عن ابن عباس قال : لما اشتدَّ بالنبي وجَعُه قال : ائتوني بكتاب أكتبْ لكم كتابًا لا تضلوا بعده ) ، فهل كان محمد يقرأ ويكتب ، أم كان أميا وهو التاجر والقائد والرسول ! . كل هذه أدلة على أن شخصية الرسول كانت تتغير وفق المراحل ، وبما تقتضيه الظروف الزمانية والمكانية ووفق المصالح ! .
 رابعا - أني أرى أن سيرة شخصية محمد لا زالت هي اللغز الأكبر ، والتي عجز الفقهاء من تقويم سيرته ، لأن الماضي لا يمكن أن يصحح ، وذلك لأن الماضي قد قضى . أن سيرة محمد المتوفى 11 هج ، رويت عن طريق أبن هشام المتوفي سنة 218 هج - المؤسسة على سيرة أبن أسحق المتوفى سنة 80هج ، وهي سيرة مفقودة وثائقيا ! . مما سبق نبين : أنه حتى ولو فرضنا جدلا أن رسول الأسلام هو ذاته وفق الموروث الأموي العباسي ، ولكن السؤال كيف نقلت الوقائع والأحداث لكاتب السيرة الذي يفصله حوالي قرنين من الزمان عن صاحب السيرة / أي محمد ! ... والتساؤل الأخير : كيف الأمر لو كان كل ما كتب هو عن " محمد آخر " !! .


200
في الشخصية المحمدية – الجزء الثالث
                                            من الرعي الى الحكم 
أستهلال :
     في هذه السلسلة من المقالات ، سأتكلم عن بعض المؤشرات في الشخصية المحمدية ، وسأستعرض ذلك من خلال بعض الوقائع والأحداث ، والموضوع الأخر في هذه السلسلة هو " من الرعي الى الحكم " وهدفي في هذه المقالات هو بيان التغيير في النهج العقلي لشخصية الرسول ، وبيان العوامل التي أثرت على فعلها ..

المقدمة :
   أرجو الأطلاع على السرد التالي لبعض المراحل الحياتية والسياسية والدعوية .. للرسول / ومن المؤكد أنها لم تشمل كلها ولكنها الأميز ، علما أن المراحل الأخرى ذكرت في باقي سلسلة المقالات - والتي أوردتها حسب الروايات الأسلامية ، دون أي تعليق ، تاركا مجمل قراءتي لنهاية هذا البحث المختصر .

النص :
     بروز غير عادي للرسول محمد ، من راعي غنم معدم فقير الى رسول من ثم حاكم ، كيف تكونت هذه الشخصية لكي تتأهل الى كل هذه المكانة ، من المؤكد كانت هناك عوامل ومؤثرات أدت الى تغيير في عقلية الرسول حتى يتأهل لهذا الدور ، وقبل قراءة الحدث أرى أن نتعرض لهذه المحاور من حياة الرسول من وجهة النظر الأسلامية :                                                                       * رعي الغنم : الرسول بدأ حياته راعيا ، ففي  صحيح البخاري" كتاب الإجارة "  باب رعي الغنم على قراريط ، الحديث المرقم  2143حدثنا أحمد  بن محمد المكي حدثنا عمرو بن يحيى عن جده عن أبي هريرة  عن النبي قال :  ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم فقال أصحابه وأنت فقال نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة ، قوله : ( على قراريط لأهل مكة  ) في رواية ابن ماجة  عن سويد بن سعيد عن عمرو بن يحيى : كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط  ،  وكذا رواها الأسماعيلي عن  المنيعي عن محمد بن حسان عن عمرو بن يحيى ، قال سويد أحد رواته :  يعني : كل شاة بقيراط ، يعني : القيراط الذي هو جزء من الدينار أو الدرهم .                                                                                                      * التجارة : كذلك عمل الرسول في البيع والشراء ، وقد جاء في موقع الأسلام سؤال وجواب – أنقله بتصرف ، التالي (  عمل الرسول  بالتجارة قبل البعثة مع عمه أبي طالب ؛ وعمل لخديجة كذلك ، وسافر لذلك إلى بلاد الشام ، وكان أيضا يتاجر في الأسواق ؛ فمجنة ، وعكاظ : كانت أسواقاً في الجاهلية ، وكان التجار يقصدونها للبيع و الشراء  .وكان الرسول يباشر البيع بنفسه ، كما سيأتي في حديث جمل عمر ، وجمل جابر ، أو يُوكل ذلك إلى أحدٍ من أصحابه ، كما في عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ قَالَ : أَعْطَاهُ النَّبِيُّ دِينَاراً يَشْتَرِي بِهِ أُضْحِيَةً - أَوْ شَاةً - فَاشْتَرَى شَاتَيْنِ ، فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ ، فَأَتَاهُ بِشَاةٍ وَدِينَارٍ ، فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ ، فَكَانَ لَوِ اشْتَرَى تُرَابًا لَرَبِحَ فِيهِ )  .
* زواجه من خديجة : أن زواج الرسول من خديجة شكل مؤشرا مهما في حياة الرسول المستقبلية ، فهو زواج مدروس بأتقان ، شاب يتزوج من أمرأة ثيب / تزوجت قبله برجلين - قال ابن كثير :  قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَقَدْ كَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ تَزَوَّجَتْ قَبْلَ الرَسُولِ بِرَجُلَيْنِ ; الْأَوَّلُ مِنْهُمَا عَتِيقُ بْنُ عَائِذِ بْنِ مَخْزُومٍ ، فَوَلَدَتْ مِنْهُ جَارِيَةً وَهِيَ [هند] أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ ، وَالثَّانِي أَبُو هَالَةَ التَّمِيمِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ هِنْدَ بْنَ هِنْدٍ . لأنه قد قيل : إنه اسم أبي هالة هند .
وكانت خديجة تكبر الرسول ب 15 سنة ، بينما كان الرسول في مقتبل العمر ، ففي موقع / قصة الأسلام ، يبين التالي ( روى ذلك ابن سعد في الطبقات عن الواقدي وفيه : وتزوجها الرسول وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة ) ، ويبين الرسول فضل خديجة على حياته كلها ، حيث جاء في الموقع التالي https://ar-ar.facebook.com ( والله ما أبدلني الله خيراً منها . قد آمنت بى إذ كفر بى الناس وصدَّقتنى إذ كذبنى الناس ، وواستنى بمالها إذ حرمنـى الناس ورزقنى الله أولادها وحرمنى أولاد الناس ) .
النبوة : نزل الوحي على الرسول حسب الروايات الأسلامية وهو بعمر 41 سنة ، أي بعد زواجه من خديجة بحوالي 16 سنة ، ففي موقع موضوع – أنقل التالي بتصرف (  نزل الوحي على النَّبي في شهر رمضان ليلة القدر يوم الاثنين قبل طُلوع الفجر في تاريخ الحادي والعشرين ، كان حينها يبلغ من العُمر إحدى وأربعين سنةً ، وهو معتكف في غار حِراء ، يذكر الله ويعبده كما اعتاد ذلك كلَّ سنةٍ في شهر رمضان .. ) ، وأقترنت بعثته بنزول خمس أيات ، فقد جاء في موقع / مركز الأشعاع الأسلامي ، أنقله بتصرف ( بُعث محمدٌ ، نبياً في 27 من شهر رجب عام  13 قبل الهجرة ، واقترنت بعثته بنزول خمس آيات من القرآن ، و هي الآيات الأولى من سورة العلق ، " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " ﴾ .
الغزوات : بعد النبوة كان الرسول حاكما ، بل كان أمير غزو ، وقد أختلف الرواة  في عدد غزواته ، ففي موقع الفجر- نقل بتصرف ، أنقل التالي (  قد ورد في صحيحي مسلم والبخاري أنّه قيل لزيد بن أرقم : " كم غزا النّبي من غزوة ؟ قال : تسع عشرة ، قيل : كم غزوة أنت معه ؟ قال سبع عشرة قلت ، ـ القائل هو ابو اسحاق السبيعي الرّاوي عنه - فأيّهم كانت أوّل ؟ قال : العسيرة أو العشيرة " ، ونقل أهل السّير أنّ النّبي قدا غزا خمساً وعشرين غزوةً ، وقيل أنّها كانت سبعاً وعشرين ، وقيل أنّها تسع وعشرون .. وقد أورد " الحافظ ابن حجر " طريقةً للجمع بين هذه الأقوال ، ومنها أنّ الذين أشاروا إلى العدد الكبير من الغزوات قاموا باحتساب كلّ واقعة لوحدها .. ) .
الدعوة : هناك تتطور في عقلية الرسول بالأنتقال من الدعوة السرية الى الدعوة الجهرية ، ونلاحظ ذلك في التالي ، نقل بتصرف (( الدعوة السرية : في هذه المرحلة تم دعوة الأقربين ، وكان أولهم زوجه خديجة وابن عمه علي بن أبي طالب ، ومولاه زيد بن حارثة ، وأبا بكر الصديق وعثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف ، و سعد بن أبي وقّاص .. أما الدعوة الجهرية : فكانت بعد ثلاث سنواتٍ من بعثة النبي - حيث جاء في ذلك قوله : ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) ، وقوله تعالى : " وَأَنذِرْ عشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ*وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ*فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ غزوةً " / نقل من موقع الفجر )) .
الدعوة عبر الحدود : وطموح الرسول الكبير جعل منه أن يخاطب ملوكا لدول ، كانت في حينها الأعظم والأكبر ، فقد جاء في / موقع الرحمة المهداة ، التالي - نقل بتصرف (( أرسل النبي رسائل للملوك والأمراء في عصره يدعوهم إلى الإسلام ، ومنهم : كسرى وقيصر  .فعن أنس ، أن الرسول ، كتب إلى كسرى وقيصر وإلى النجاشي - وهو غير الذي صلّى عليه - وإلى كل جبّار يدعوهم إلى الله ـ عز وجل ـ  رواه مسلم ))  .
وصية الرسول التي لم تكتب - أفول عهد الرسول وبداية العصيان : أراد الرسول في أخر حياته أن يكتب للصحابة كتاباً كي لا يضلّوا من بعده ، وربط وبين عدم الضلالة ، وهذا يعني إنّ كتابة الكتاب من أهم وصاياه التي يجب مراعاتها بعد وفاته ، لكن بعضهم عصوا أمره ، ولم يكتفوا بالعصيان بل اتهموه " بأنه يهجر " ، تنص الرواية أنّه قال : « ائتوني بكتابٍ أكتب كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً » ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا " هجر رسول الله " ، فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير ممّا تدعونني إليه ( صحيح البخاري 4 : 85 . وصحيح مسلم 3 : 1258 . وتاريخ الطبري 3 : 193 . والكامل في التاريخ 2 : 320 . وتاريخ ابن الوردي 1 : 129 ) . وفي رواية أخرى : قالوا : ما شأنه ؟ أهجر ! إستفهموه ، فذهبوا ( يعيدون عليه ) القول - تاريخ الطبري 3 : 193 . وتاريخ ابن الوردي 1 : 129 . والكامل في التاريخ 3 :320 .. .ويؤكد المؤرخون ان ( عمر بن الخطاب ) هو الرادّ على الرسول .. نقلت بعض الفقرات وبتصرف من موقع / منتدى الكفيل ، وهذه الفقرة تدل على أن الرسول لم يكن أميا !! ، لأنه قال « ائتوني بكتابٍ أكتب كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً » ولم يقل ( أكتبوا عني كتابا .. ) ! .

القراءة والرؤى :
1 . لا بد لنا بادئ ذي بدأ ، أن نقر بأن هناك الكثير من المناطق الرمادية في مراحل حياة الرسول ، وهذه الرمادية تغطي أو تتخلل بين كل ما أسلفا سردا في أعلاه ، وكذلك غير ذلك من الفترات التي نهجتها العقلية المحمدية كقرار أو فعل ، وبكل ما يتعلق من جراء ذلك من أحداث أو وقائع ، ولكن القدسية التي فرضها الشيوخ على " الموروث   الأسلامي " جعل مجرد الأقتراب من هذه المناطق محرم ، مثال ذلك " قصة الأسراء والمعراج " ! أو واقعة زواج الرسول من طليقة أبنه بالتبني زيد " زينب بنت جحش " ! 

2 . أن الأب الروحي للرسول هو " ورقة بن نوفل " ، ويجمع الأثنين جد واحد ، ( ورقة بن نوفل ، هو أحد الحنفاء في الجاهلية اسمه : ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعزى بن قصى الذى يجتمع نسبه مع نبي الاسلام في قصى بن كلاب الجد الرابع لنبي الاسلام / نقل من www.forum.ok-eg.com ) ، كان ورقة الصاحب والمرافق والموجه والمعلم والمترجم والمصدر المعلوماتي للرسول ، كما كان ورقة هو المرجع المعتقدي للرسول ، ( ولجأ  محمد لورقة بن نوفل في تفسير جميع الوقائع التي حدثت معه ، لذا يمكن اعتباره بأنّهُ مُرشِد الرسول الذي علّمهُ سائر الديانات السماوية وقصص الأنبياء السابقة .. وعند وفاة ورقة خلِفه صديقه القسّ بحيرى في كتابة القرآن وتعليمه  ، وكان عمر نبّوة محمد أربع سنوات / نقل من موقع موضوع ) ، ليس من عقلية أثرت على الرسول قبل وبعد الدعوة كورقة بن نوفل ، وممكن أن نستشهد ذلك من الأتي : أولا – تساؤلات .. دور ورقة في نزول الوحي !، وما هو تأثير ورقة من أستمرار نزول الوحي من عدمه !، وهل الوحي ألهي أم وحيا مستوحى من شخصية ورقة !، ولماذا فتر الوحي بموت ورقة عام 6 للهجرة !، وروى البخاري (4953) حديث عائشة في بدء الوحي وفيه إخبار النبي ورقة بما رأي ، وقول ورقة له : " إِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ حَيًّا أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا " قالت عائشة : " ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ ، وَفَتَرَ الوَحْيُ  " .، ثانيا - وقد بلغ الحزن بالرسول أنه أراد الانتحار ، فقد جاء في موقع / منتديات غرفة الغدير المباركة ، التالي : ( حتى حزن النبي فيما بلغنا حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال ، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدّى له جبريل ، فقال يا محمد إنكَ رسول الله حقاً ، فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع - عن الإنتحار - فإذا طالت عليه فترة الوحي غداً لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك ) ، وهذا الحديث المثير للجدل ، يجعلنا أن نتساءل كيف لرسول أن ينتحر وهو مبلغ برسالة ألهية ! ، ومن جانب ثان كيف يظهر جبريل للرسول وقد " فتر الوحي بموت ورقة " ! ، ثالثا - هناك منزلة كبيرة لورقة عند الرسول ، فقد جاء في سنن الترمذي :" سُئلَ الرَسُول عن ورقَةَ فقالت لهُ خديجةُ إنَّهُ كان صدَّقَكَ وإنَّهُ ماتَ قبلَ أن تظهَرَ فقَالَ الرَسُولُ أريتُهُ في المنامِ وعليهِ ثيابُ بياضٍ ولو كانَ من أهلِ النَّارِ لكانَ عليهِ لباسٌ غيرُذلكَ " .. وتساؤلي ، هل لقس حسب المعتقد الأسلامي أن ينال الجنة ! . أن الشخصية المحمدية لغاية موت ورقة كانت مسيرة وليست مخيرة ، وفق عقلية المعلم الأول والموجه الرئيس ، ورقة بن نوفل ! .
                                                                                                                                               3 . كتابة القرآن : من نقل من من !! ، وروح النص والمعنى متشابه !! ، للرسول علاقة قوية من الناحية الفكرية ، مع أثنين من معاصري زمانه وهما ، ورقة بن نوفل / الذي تكلمنا عنه سابقا ، وأمية بن أبي الصَّلْت الثقفي / المتوفي سنة 630 م ، ويقال له " أبو الحكم " ، شاعر جاهلي ومن رؤساء ثقيف ، أشتُهر بالحنيفية والتوحيد وكان من الدعاة إلى نبذ الأصنام وتوحيد الإله . وله ((  ديوان شعر .. وأكثر شعر الديوان في المسائل الدينية : تأمُّلاً في الكون ودلالته على ربوبية الله ، ووصفًا للملائكة وعكوفهم على تسبيح ربهم والعمل على مرضاته وإخبارًا عن اليوم الآخر وما فيه من حساب وثواب وعقاب ، وحكاية لقصص الأنبياء مع أقوامهم ، ومن الشعر الديني المنسوب إليه ما يقترِب اقترابًا شديدًا من القرآن الكريم معنًى ولفظًا ، وكأننا بإزاء شاعر وضَع القرآن بين يديه وجَهَد في نَظْم آياته شعرًا / نقل من موقع الألوكة وديوان العرب )) .. وهناك تشابه أخر روحا ومعنى في سورة مريم " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) " .. وبنفس الشأن يقول أمية " وَفي دينِكُم مِن رَبٍ مَريمَ آيةٌ مُنَبِّئَةٌ بِالعَبدِ عِيسى اِبنِ مَريمِ (1) اَنابَت لِوَجهِ اللَهِ ثُمَّ تَبتَّلَت فَسَّبَحَ عَنها لَومةَ المُتَلَوِّمِ (2) فَلا هِيَ هَّمَت بالنِكاحِ وَلا دَنَت إِلى بَشرٍ مِنها بِفَرجٍ وَلا فَمِ (3) ولَطَّت حِجابَ البَيتِ مِن دُونِ أَهلِها تغَيَّبُ عَنهُم في صَحاريِّ رِمرِمِ (4) يَحارُ بِها السارِي إِذا جَنَّ لَيلُهُ ولَيسَ وإِن كانَ النَهارُ بِمُعلَمِ (5) تَدّلى عَليها بَعدَ ما نَامَ أَهلُها رَسولٌ فَلم يَحصَر ولَم يَتَرَمرَمِ (6) فَقالَ أَلا لا تَجزَعي وتُكذِّبي مَلائِكَةً مِن رَبِ عادٍ وجُرهُمِ (7) " .. مما سبق نلاحظ الكثير من التشابه والتماثل بين النصين !! . رجوعا الى القس ورقة ، يقول بعض الباحثين غير المسلمين (( أن محمد تلقى القرآن وتعاليم الرسالة الإسلامية عن القس ورقة بن نوفل ، خصوصاً أن ورقة كان نصرانيا و متمكناً من العبرانية و من معرفته بالأديان .. / منتديات غرفة الغدير المباركة )) ، وفي نفس الصدد يبين " يوحنا الدمشقي " في كتابه الهرطقة :   (( قال يوحنا الدمشقي إن رسول الإسلام محمداً كان يقتبس كلام ورقة بن نوفل لكتابة القرآن . وقال إن ورقة بن نوفل قام بترجمة الانجيل " المحرف " إلى العربية ، وأن قسا نسطوريا كان يترجم بعض الأناجيل إلى العربية )) . أن الشخصية المحمدية ، بفطنتها أستخدمت كل النتاج الفكري لكل هؤلاء - والراهب بحيرى ، في سياق كتابة وأستلهام نصوص القرأن ، وذلك لأن الرسول كان ملتصقا بهم ومعاشرا لهم وتلميذا في رحاب فكرهم ومطلعا على طقوس معتقدهم  ، هكذا كانت العقلية المحمدية مرتكزة على المراجع المعتقدية لهؤلاء الرجال ! . 
                                                                                                                                               4 . أن الشخصية المحمدية ، بالرغم من كل علاقاتها الوثيقة بعلية القوم من المسيحيين / القس ورقة والراهب بحيرى ، وغيرهم كأمية بن أبي السلط والتي نصوصهم المعتقدية كلها ، محبة وتسامح وتضحية وغفران ، لكننا نرى من جانب أخر ، أن الشخصية المحمدية شذت عن نهجهم وعن خطى سيرهم المعتقدي / خاصة في مفردة المحبة ، فهي تطورت الى نحو دموي - في قتل يهود بني قريظة ، ودفع الجزية - ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / سورة التوبة 29 ) ، والى سبي النساء - خاصة سبي الرسول نفسه لصفية بنت حيي ، وقد ورد لأحد السائلين في موقع الأسلام سؤال وجواب ، السؤال التالي ( كيف ستشعر هذه المرأة التي قُتل أبوها وأخوها وزوجها في الحرب على أيدي جيش محمد وهي ترى نفسها في آخر النهار على نفس السرير مع قاتلهم ؟ وأشير بذلك إلى صفيّة بنت حيي ! لا يمكن لربٍّ أن يقول بذلك أبداً .. ) . أن الشخصية المحمدية تتغير حسب الظرف والزمن والحدث ووفق مقتضيات المصلحة والسياسة !! ، ونرى بالرغم من كل ذلك يقول عنه النص القرأني :     ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ / سورة الأنبياء  107 ) !! .                                                                                     

الختام :
ما وددت أن أختم به هذا الجزء ، أن الشخصية المحمدية ، نتيجة علاقاتها ووجودها بالقرب من أشخاص محددين بالذات / القس ورقة بن نوفل وأمية بن أبي الصلت والراهب بحيرى وأخرين ، قد أعتمدت هذه الشخصية أفكارا ونصوصا لأخرين من أجل أستخدامها أو توظيفها بطريقة أو بأخرى في نصوص محمد المعتقدية ، دون أذن منهم ، ولكل أفكار حقوق لا يجوز أستغلالها من قبل الأخرين / هذا بالطبع في الوقت الراهن ، وتدعى هذه الحقوق ب  " الملكية الفكرية " ، وتعرف : " هي حقوق امتلاك جهة ما لأعمال الفكر الإبداعية أي الاختراعات والمصنفات الأدبية والفنية والرموز والأسماء والصور والنماذج والرسوم الصناعية ، التي تقوم بتأليفها أو إنتاجها أو تنتقل إلى ملكيتها لاحقاً / نقل من موقع www.wipo.int/about-ip/ar " .. فليس من باب المصادفة أن تتشابه البعض من المواضيع والأفكار والقصص والأحداث وحتى المفردات / بشكل عام ، بين " نصوص القرآن ونتاجات الأخرين ! " ، خاصة أن الرسول والأخرين وكل كتبهم ومدوناتهم وأشعارهم .. ، كانوا متواجدين في العهد نفسه وبذات الفترة الزمنية وفي تمام المكان والظرف !! .



 

201
                                  في الشخصية المحمدية – الجزء الثاني
                                  مع أستطراد لمذبحة يهود بني قريضة
أستهلال :
     في هذه السلسلة من المقالات ، سأتكلم عن بعض المؤشرات في الشخصية المحمدية ، وسأستعرض ذلك من خلال بعض الوقائع والأحداث ، والموضوع الأخر في هذه السلسلة هو " مذبحة يهود بني قريضة " ، وسوف لن أسترسل في كل روايات وأحاديث هذا الواقعة ، بل سأقتصر على بعض منها ، لأنه ليس موضوعنا الأساس ، وهدفي في هذه المقالات هو بيان النهج العقلي لشخصية الرسول في التعامل مع تفاصيل هذه الواقعة ..
.
النص :
الروايات الأسلامية تبين أن سبب هذه الواقعة / المذبحة ، هو نقض يهود بني قريضة للعهد الذي وافقوا عليه مع الرسول ، وتسرد أحدى المواقع التالي (( أن النبي بمجرد قدومه المدينة عقد مع اليهود الموجودين بها معاهدة ، التي كان من أهم بنودها : التزام كل من المسلمين واليهود بالمعايشة السلمية فيما بينهما وعدم اعتداء أي فريق منهما على الآخر في الداخل . وتعهد الطرفين بالدفاع المشترك عن المدينة ضد أي اعتداء خارجي ، وعلى اليهود أن يتفقوا مع المؤمنين ما داموا محاربين . وقد حدث في العام الخامس من الهجرة أن تجمعت أكبر قوة معادية للمسلمين في ذلك الوقت للقضاء عليهم داخل المدينة ، وأحاطت جيوش الأحزاب بالمدينة في عشرة آلاف مقاتل من مشركي قريش وقبائل غطفان وأشجع وأسد وفزارة وبني سليم ، على حين لم يزد عدد المسلمين على ثلاثة آلاف مقاتل . وكان المتوقع أن ينضم يهود بني قريظة إلى صفوف المسلمين ضد القوات الزاحفة على المدينة بناء على نصوص المعاهدة المبرمة بين الفريقين ، لكن الذي حدث هو عكس هذا ! فلم تكتفِ بنو قريظة بمجرد السلبية ، ولكن فوجئ المسلمون بهم يخونونهم ، وبمجرد أن سمع رسول أرسل وفدًا مكونًا من سعد بن معاذ سيد الأوس ، وسعد بن عبادة سيد الخزرج ، وعبد الله بن رواحة ، وخوات بن جبير ؛ ليذكِّروا القوم بما بينهم وبين المسلمين من عهود ، فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم ، وقالوا عن الرسول : من رسول الله ؟ لا عهد بيننا وبينه !! وهكذا ركب القوم رؤوسهم ، وقرروا الانضمام للغزاة ، وأخذوا يمدونهم بالمال والعتاد . وقد تدخلت عناية الله لنصرة الإيمان وأهله ، وشاء الله أن يندحر ذلك التحالف الوثني اليهودي    { وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ / الأحزاب 25 } . وبعدها مباشرة جاء الوحيُ للرسولَ يأمره بأن ينهض إلى بني قريظة ؛ فسار إليها وحاصرهم والمسلمون شهرًا أو خمسة وعشرين يومًا.. ولمـا طال عليهم الحصار عرضوا على الرسول أن يتركهم ليخرجوا إلى أذرعات بالشام تاركين وراءهم ما يملكون ، ورفض الرسول إلا أن يستسلموا دون قيد أو شرط ، وبالفعل استسلم يهود بني قريظة ، فوكل الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ أحد رؤساء الأوس . وكان سعد حليف بني قريظة في الجاهلية ، وقد ارتاح اليهود لهذا الاختيار ، وظنوا أن الرجل قد يحسن إليهم في حكمه ، لكن سعدًا نظر إلى الموقف من جميع جوانبه ، .. وقال :  " لقد آنَ لسعدٍ ألا تأخذه في الله لومة لائم " ، ثم بعد أن أخذ المواثيق على الطرفين أن يرضى كل منهما بحكمه ، أمر بني قريظة أن ينزلوا من حصونهم وأن يضعوا السلاح ففعلوا ، ثم قال : " إني أحكم أن تُقتل مقاتلتُهم وتُسبَى ذريتُهم وأموالهم " ، فقال الرسول : " حَكَمْتَ فيهم بحُكْمِ اللهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ "!! فقتل رجالهم ، وسبي نساءهم وذراريهم ، ومَن لم يُنبِتْ من أولادهم .. / نقل بتصرف من موقع قصة الأسلام )) .

القراءة :
1 . هناك في كل يقين شك يقود الى الحقيقة ! ، وبنفس الوقت هناك شك يؤدي الى اليقين ! ، بداية هل كان هناك حقا وثيقة بين الرسول ويهود بني قريظة ! ، هذا هو السؤال الأهم الذي جعل من عقلية الشخصية المحمدية أن تلجأ الى التحكيم فالتصفية الجسدية لبني قريظة ! ، أولا : بعض المصادر تشير الى وجود وثيقة بين الرسول وقبائل اليهود ، التي كانت تُساكنه المدينة في أعقاب هجرته ، وقد اختلف العلماء والمؤرخون على هذه الوثيقة ومدى صحَّتها ؛ فقد أثبتها البعض ك " الشيخ محمد الصادق عرجون في كتابه ( محمد رسول الله ) ، والدكتور محمد حميد الله في كتابه ( مجموعة الوثائق السياسية ) " ، ولكن قد " نفاها البعض الاخر " ، ومن نصوص هذه الوثيقة ما يلي : ( إن يهود بني عوف أُمَّة مع المؤمنين ، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم ، وإن على اليهود نفقتهم ، وعلى المسلمين نفقتهم ‏، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة‏ .. ) ، ثانيا : الأمر المهم ، هو  النص الأتي " ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الموضع أن هذه الوثيقة لم تذكر يهود بني قينقاع ولا يهود بني النضير ولا يهود بني قريظة " / اعتمدت على عدة مواقع في سرد النقطة الأولى منها - أسلام ويب ، طريق الأسلام ونداء الأيمان . ثالثا : أذن يهود بني قريظة ليسوا من الموقعين على الوثيقة لأجله لم يلتزموا بها ! ، رابعا - أرى ان حتى الشك في عدم ورود أسم يهود بني قريظة في الوثيقة الموقعة مع الرسول ينفي أمر الوثيقة وينسف ألتزام الأطراف بها ، خامسا : قال اليهود " من رسول الله ؟ لا عهد بيننا وبينه " ، فلو كان هناك وثيقة موقعة بين الطرفين لكشف عنها المسلمين .

2 . مصادر اخرى تبين ، أن العقلية المحمدية يأست من الوضع ، وأنهكها التعب من حفر الخندق لمقابلة الأحزاب ، الذي ساعدت اليهود في أنجازه ، فعقد العزم على الأجهاز عليهم ! ، يقول برهان الدين الحلبي / في السيرة الحلبية : ( ودأب المسلمون يبادرون قدوم العدو . قال : واستعاروا من بني قريظة آلة كثيرة من مساحي وكرارين ومكاتل .. فهاهم بنو قريظة يساعدون محمد ويعطونه المعدات اللازمة لحفر الخندق .. ) ، الى أن يبين السبب النفسي / الباطني ، في العقلية المحمدية ، لأتخاذ قرار التصفية  (  ولما رأى الرسول ما بأصحابه من النصب والجوع قال متمثلا بقول ابن رواحة : اللهم لا عيش إلا عيش الآخره ** فارحم الأنصار والمهاجره )  ، وفي الموقع التالي يعطي الخلاصة لسبب المذبحة  117n.blogspot.com ( وأرى أن ما جعل فكرة الاغارة على بني قريظة تراود محمد خصوصا ، وذلك لأن اليهود كانو نشطاء ويعملون في التجارة والزراعة وغيرها ولديهم الكثير من الاموال وكذالك النساء الجميلات وهذا ما يبحث عنه محمد وهو السبب الحقيقي لتلك المذبحة ) .

3 . هناك بعض الاحاديث التي تشير الى واقعة مقتل بنو قريظة ، ولكنها تبين عكس المتداول في سرد الحدث ، حيث تبين أن أمر الاجهاز على اليهود كان غير مخططا له بعد واقعة الخندق ، فقد جاء في صحيح البخاري رقم الحديث 3813  ، أنقله بتصرف :( حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى .. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : أُصِيبَ سَعْدٌ يَوْمَ الْخَنْدَقِ .. فَلَمَّا رَجَعَ الرَسُولُ مِنْ الْخَنْدَقِ وَضَعَ السِّلَاحَ وَاغْتَسَلَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنْ الْغُبَارِ فَقَالَ قَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ وَاللَّهِ مَا وَضَعْتُهُ اخْرُجْ إِلَيْهِمْ قَالَ النَّبِيُّ فَأَيْنَ فَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَأَتَاهُمْ الرَسُولُ .. فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ فَرَدَّ الْحُكْمَ إِلَى سَعْدٍ قَالَ فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ الْمُقَاتِلَةُ وَأَنْ تُسْبَى النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَّةُ وَأَنْ تُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ .. ) ، من النص السابق نتبين أن الرسول كان يجهل من سيحارب بعد غزوة الخندق ، لذا قال لجبرائيل " فَأَيْنَ فَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ " ، ولو كان الرسول متيقن من خيانة بنو قريظة لما أستفسر من جبريل " فأين " !! .

4 . أن الشخصية المحمدية نهجت نهجا فكريا وقبليا ومجتمعيا ، به الكثير من الدهاء والتحسب والكسب !! ، وذلك بمنح التحكيم بقتل بنو قريظة الى سعد بن معاذ ، وأرى أن هذه العملية هي عملية متقنة ومدروسة من قبل الرسول ، فسعد بن معاذ أولا : هو حليف اليهود ، لذا لا خلاف عليه ، وثانيا : أبعدت عن الرسول أي ثأر يهودي مستقبلي ، ثالثا : أنهاء قوة بني قريظة بقتل الرجال ( 600 – 900 رجل / الروايات غير متفق عليها ) ، رابعا : التمتع في سبى النساء والذرية ، خامسا : الفائدة المالية  من تصفية بني قريظة ، وهي نهب الأموال والأملاك .

5 . بعد حكم سعد بن معاذ على يهود بنو قريظة / المشار اليه في النقطة 4 أنفا ، قال الرسول : " حَكَمْتَ فيهم بحُكْمِ اللهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ " ، وأرى التالي في رد فعل الرسول على حكم سعد بن معاذ ، أولا - من المؤكد أن الحكم كان متفقا عليه بين سعد والرسول ، وذلك لأنها عملية تصفية جسدية عرقية لبني قريظة ، وأن بن معاذ من صحابة الرسول ، وقد أتى للتحكيم وكان جريحا في غزوة الخندق ! فأكيد أن الأمر كان مدبرا ، ثانيا - أرى هنا أن العقلية المحمدية شطحت بالقول بأن الحكم كان ألهيا / أي متفق مع حكم الله ، وأرى أن هذا القول ليس عقلانيا البتة ، فهل يعقل أن يكون الله جزارا الى هذا الحد في تصفية رجال قوم بالكامل ! ليكون حكمه متفقا مع حكم سعد ، ثالثا - وهل الرسول كان عليما بما يدور في خلد الله من أفكار ومن أحكام !! ، ليقول لسعد " .. بحُكْمِ اللهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ " !! .

6 . أن العقلية المحمدية بعد معركة الخندق خططت على تصفية المنطقة حتى من الأعداء المحتملين ، كما هو العمل مع الأحزاب ، وأن تصفية بني قريظة ليسوا الهدف الوحيد في هذه التصفية ، بل كان غيرهم من قبائل اليهود ، وتقول المصادر ، أن " الرسول واصل حروبه ضدّ اليهود واستطاع الانتصار عليهم في غزوة بني قُريظة ، وفي معركة خيبر ، وفي فدك وفي يهود وادي القرى وتيماء / نقل من شبكة المعارف الأسلامية " .

أضاءة :
أن الشخصية المحمدية كالنص القرآني تتطور ، تتغير ، تختلف وتخالف ، تتناسب و تتماشى مع الظروف المجتعية والزمانية والمكانية ! ، وهناك توجيه مباشر نصي للرسول بذلك ، يتمحور الرسول شخصبا وفقها ، أثرت على عقلية هذه الشخصية ، فمثلا هناك أيات تؤكد على الأعتراف الكامل بباقي الكتب السماوية ، ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ / سورة آل عمران 3 ) ، ثم يأتي نص به تفضيل فئة على أخرى ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ /  سورة المائدة  83 ) ، ومن ثم تلك الفئة / المسيحية ، التي فضلت على اليهود تكفر في نص لاحق ( لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ / سورة المائدة 73 ) ، ثم ينهي النص القرأني الأمر ، ويجعل من الدين الأسلامي هو الواجب الأتباع ، ملغيا كل ما تقدم وما تأخر عقائديا من أديان ، كما جاء بالنص التالي ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ  / سورة آل عمران 19 ) .. أرى أن الشخصية المحمدية تتحرك ضمن محور النص القرآني تتغير معه سلبا وأيجابا تجاه الأخرين ، هذا من جهة ، وتتحرك وفق المصالح السياسية والسلطوية من جهة ثانية ، وهذا الذي يجعل منها شخصية غير متوقعة كرد فعل لأي فعل نحوها ، فهي غير متوازنة وغير مستقرة تحكمها وتؤثر بها سير الأحداث والوقائع وفق تبدل الظروف الزمانية والمكانية ضمن الحراك القبلي !! .

202
                                          في الشخصية المحمدية  / الجزء الأول                                               
                           مع أستطراد لزواج الرسول من خديجة بنت خويلد - قراءة نقدية

المقدمة :
     في هذه السلسلة من المقالات ، سأتكلم عن بعض المؤشرات في الشخصية المحمدية ، وسأستعرض ذلك من خلال بعض الوقائع والأحداث ، وسأبدأ بالموضوع التالي " زواج الرسول من خديجة بنت خويلد " ، وسوف لن أسترسل في كل روايات وأحاديث هذا الزواج ، بل سأقتصر على بعض منها ، لأنه ليس موضوعنا الأساس ، وهدفي في هذه المقالات هو بيان النهج العقلي لشخصية الرسول في التعامل مع تفاصيل هذه الواقعة ..

النص :
 في الرواية الأولى لزواج الرسول : أن الذي زوج خديجة للرسول / وبخديعة من خديجة نفسها ، هو والد خديجة بعد أن أسقته شرابا حتى ثمل ، فقد جاء في موقع / ملتقى أهل الحديث - نقل بتصرف ، التالي : (( ‏حدثنا ‏ ‏أبو كامل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد بن سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏عمار بن أبى عمار ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏فيما يحسب ‏ ‏حماد ‏أن الرسول ذكر ‏خديجة ‏، ‏وكان أبوها يرغب أن يزوجها ، فصنعت طعاما وشرابا فدعت أباها  وزمرا من ‏ ‏قريش ‏ ‏فطعموا وشربوا  حتى ثملوا فقالت ‏ ‏خديجة ‏ ‏لأبيها ‏ ‏إن ‏ ‏محمد ‏يخطبني فزوجني إياه فزوجها إياه فخلعته وألبسته حلة وكذلك كانوا يفعلون بالآباء فلما سري عنه سكره نظر فإذا هو مخلق وعليه حلة فقال ما شأني ما هذا قالت زوجتني ‏ ‏محمد ‏قال أنا أزوج يتيم ‏ ‏أبي طالب ‏ ‏لا لعمري  فقالت ‏ ‏خديجة ‏ ‏أما تستحي تريد أن تسفه نفسك عند ‏ ‏قريش ‏ ‏تخبر الناس أنك كنت سكران فلم تزل به حتى رضي ، ‏حدثنا ‏عفان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏عمار بن أبي عمار ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏فيما يحسب ‏ ‏أن الرسول ‏ذكر ‏ ‏خديجة بنت خويلد ‏ ‏فذكر معناه . )) ، بينما في رواية أخري / تخالف الأولى ، أن الذي زوجهما هو ليس أباها وأنما عمها " عمرو بن أسد " ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب – نقل بتصرف ، ما يلي : ((  قالت  نفيسة أخت يعلى بن أمية : فأرسلتني خديجة  إليه دسيساً ( خفية ) ، أعرض عليه نكاحها ، فقبل وتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة ، والذي زوجها عمها عمرو لأن أباها كان قد مات في الجاهلية ، وحين تزوجها الرسول كانت أيماً بنت أربعين سنة )) ، وأنهي هذا المحور بمقتطفات من كتاب قس ونبي / للأب جوزيف قزي ، الذي يبين به أن عقد الزواج كان " عقدا نصرانيا " ، وأن القس ورقة بن نوفل هو الذي زوجهما ، ويبين الأب قزي التالي (( وكان محمد متزوج من خديجة بنت خويلد وهي أولى زيجاته ، و ورقة بن نوفل أبن عم خديجة / كان قسا نصرانيا و مرافقا لمحمد ، أذن من المنطق أن بنت عمه / خديجة كانت نصرانية أيضا ، والقس ورقة هو الذي زوجها الى النبي وأشهر زواجهما ، أذن كان زواجا نصرانيا ، والنبي لم يتزوج عليها في حياتها ، وكل زيجاته وملك اليمين حدثت بعد موتها )) .

القراءة الأولى :
1 . قبل الولوج في قضية الزواج ، أود أن أبين أن أهم حالة / وضع ، عانى منه الرسول ، ومن ثم أثرت على شخصيته ، هو اليتم الذي عاشه وألمه منذ نعومة أظفاره ، وهذا اليتم هو الذي شكل وكون أتجاهاته الشخصية الأولية ، وبنفس الوقت طبعت مؤثراته على عقليته فيما بعد ، ثم حدد بناءا على ما سبق الكثير من أهدافه المستقبلية ، وهذا العامل شكل محورا ومرتكزا في حياته .

2 . ويضاف الى ما سبق عاملا أخرا طبعت به شخصية الرسول  وهو " الفقر " ، حيث عاش محمد مع عمه أبو طالب ، الذي كان فقيرا ، فقد جاء في موقع / ويكي مصدر ، التالي : " لما بلغ الرسول  ثماني سنوات توفي جده عبد المطلب بمكة سنة 578 م بعد عام الفيل بثماني سنين وله عشر ومائة سنة ، ولما حضرته الوفاة أوصى به إلى عمه شقيق أبيه «أبي طالب» واسمه عبد مناف وعبد الكعبة وكان كريما لكنه كان فقيرا كثير الأولاد " ، وهذا الأمر جعل الرسول راعيا للغنم مرة ، وأحيانا أخرى يمارس التكسب / التجارة ، من أجل العيش ، وهذا ما جاء في موقع مركز الفتوى : " فقد كان الرسول يشتغل بالتجارة قبل البعثة ، كما اشتغل برعي الغنم ، لأعمامه وغيرهم لقاء أجر ، في بعض فترات حياته الأولى . " .

3 . مما سبق ، يتضح أن الملامح الشخصية للرسول تمخضت من رحم اليتم والفقر ، وأرى أن هذين العاملين ، فيما بعد قد أثرا على تفكيره وعلى بعض من قراراته المستقبلية ، وأرى أن هذين العاملين يعتبران من المؤشرات المركزية و الأساسية ، في حياة الرسول العائلية خاصة والمجتمعية عامة .

4 . أما بخصوص قصة زواجه من خديجة بنت خويلد ، فكانت رد فعل ذاتي لحال هذا الشاب اليتيم الفقير ، حتى يكون حياته وطموحاته المستقبلية ، بالرغم من كون خديجة ثيب ، وقد قال ابن كثير : (( قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَقَدْ كَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ متَزَوَّجَةْ قَبْلَ الرَسُولِ بِرَجُلَيْنِ ; الْأَوَّلُ مِنْهُمَا عَتِيقُ بْنُ عَائِذِ بْنِ مَخْزُومٍ ، فَوَلَدَتْ مِنْهُ جَارِيَةً وَهِيَ [هند] أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ ، وَالثَّانِي أَبُو هَالَةَ التَّمِيمِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ هِنْدَ بْنَ هِنْدٍ .. )) ، والرسول وجد في هذا الزواج ، المال والجاه والأمان والأستقرار ، فلا رعيا للغنم ولا تكسب في أعمال يراها لا تلائم تطلعاته ، ومن المؤكد أنه كان يأمل ذلك الزواج في قلبه ونفسه ، بالرغم من فارق العمر ، ولكن الأمر ينظر له من جانب أو زاوية نفسية أخرى من قبل الرسول !! ، فأن هذا الزواج عوض له اليتم الذي عاناه ، فخديجة كانت زوجة وأم ، أضافة لكونها مصدرا للمال !! ، وتقول الأية : ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى / سورة الضحى 8 ) ، والمقطع الأخير من الأية تفسيره ( أي أغنى بمال  خديجة ، كما قال المفسرون ./ نقل من موقع مركز الفتوى ) .

5 . أرى أن زواج الرسول من خديجة ، لم يكن مجرد صدفة ، بل كان مخططا له ، خاصة من خلال علاقة الرسول بالقس ورقة بن نوفل / أبن عم خديجة ، التي كانت جدا حميمة ، فهما مترافقان متصاحبان دوما ، وكان ورقة مؤثرا  فيه داعما ومساندا له ، فقد جاء في موقع الكلمة ، التالي " وتمدنا كتب السيرة النبوية ، وكتب المؤرخين المسلمين بالكثير من علاقات النبي برهبان هؤلاء النصارى ، ولهذه العلاقات قصص شيقة ومثيرة ويكتنفها الغموض ، بدءاً بقصته مع بحيرا الراهب ، مروراً بقصته المدهشة مع ورقة بن نوفل وهي من أهم قصصه مع رجال الدين النصارى على الإطلاق ، لا سيما لو عرفنا ما الذي صنعه ورقة بن نوفل مع محمد ومن ثمة الإسلام ذاته ، ولو عرفنا أيضاً من هو ورقة وما هي صلته بالنبي وبالوحي ، إنه ورقة بن نوفل ابن أسد ابن عبد العزى ابن قصي سيد قبيلة قريش ، وأول من أعزها ، وكان يتولى العناية بالكعبة وهو جد النبي ، أي أن ورقة والنبي جدهم واحد وهو قصي .. " ومن المؤكد أن هذه العلاقة هي التي قادت الى هذا الزواج المؤمل ، والتي تطورت مستقبلا وقادت الى نبوة محمد ! ، وبفعل مؤثر من القس ورقة وخديجة زوجة محمد !!! .

6 . وأرى أن بأضافة المحور الخاص بدور وتأثير " القس ورقة بن نوفل ومجموعة الرهبان ومنهم بحيرا الراهب " على شخصية الرسول ، الى العاملين السابقين المذكورين في أعلاه " اليتم والفقر " تكتمل أهم المؤثرات الأولية للشخصية المحمدية .

7 . أما محور شخصية الرسول عقائديا قبل الأسلام وقبيل ظهوره كنبي ، فهي مجهولة !! وغير متفق عليها وليس من أجماع بشأنها أبدا ! ، وكل واحد يدلوا بدلوه ! ، فمنهم من قال ( فلم يكن النبي قبل البعثة على دين قومه قط ، بل هو مبرأ من ذلك ، وقد ولد مسلماً مؤمناً ، هذا ما قاله العلامة السفاريني  في لوامع الأنوار البهية 2/305 ) ، أما السيد المجلسي فبين أن ( الرسول كان مؤيداً بروح القدس منذ البداية ) ويكمل ( بأن النبي كان قبل البعثة ، ومنذ أكمل الله عقله في بداية عمره الشريف ، كان نبياً مؤيداً بروح القدس ، يكلمه الملك ويعلّمه ويرشده إلى شرع الله سبحانه ويسمع صوته من دون رؤية شخصه ) ، وأخرين قالوا ( فذهب بعضهم انه على دين المسيح عليه السلام اذا انه الدين الاقرب اليه وهو الدين الرسمي الغير المنسوخ قبل بعثة الرسول ./ عن موقع منتديات مدرسة الحسين ) ، أما القرطبي في تفسيره ” ج 16 ص 57 ” فذكر ( أن العلماء تكلَّموا في النبي ، هل كان متعبدًا بدينٍ قبل الوحي أم لا ، فمنهم من منع ذلك مطلقًا وأحاله عقلاً ، قالوا أنه يبعد أنه يكون متبوعًا من عُرِف تابعًا ، وبنَوا هذا على التحسين والتقبيح ، وقالت فرقة أخرى بالتوقُّف وترك قطع الحكم عليه بشئ في ذلك ، حيث لا دليل على شئ بالعقل أو النقل ، وهذا مذهب أبي المعالي ، وقالت فرقة ثالثة : إنه كان متعبدًا بشرع من قبله وعاملاً به ، ثم اختلف هؤلاء في التعيين ، فذهبت طائفة إلى أنه كان على دين عيسى ، فإنه ناسخ لجميع الأديان والمِلل قبله فلا يجوز أن يكون النبي على دين منسوخ ، وذهبت طائفة إلى أنه كان على دين إبراهيم ، لأنّه من ولده فهو أبو الأنبياء ، وذهبت طائفة إلى أنه كان على دين موسى ؛ لأنه أقدم الأديان ( هكذا ) ، وذهبت المعتزلة إلى أنه لابد أن يكون على دين ، ولكن عين الدين غير معلومة عندنا ./  نقل من موقع فتوى أسلام أونلاين ) ، ما سبق هو بعضا مما ورد بشأن دين الرسول قبل البعثة !! ، ويتبين أنها روايات مختلفة متناقضة !! .

8  . ليس من رواية أو حديث واضح وجلي حول دين محمد قبل البعثة ، لأجله أرى أن دين محمد قبل الأسلام هو النصرانية ، على دين خليله ورفيقه القس ورقة بن نوفل ، وذلك لأن المصاحبة والعشرة دليل مؤكد على التشابه والتماثل والتوافق ، ويقول المثل ( قل لي من تصاحب ؟ أقول لك من أنت ؟ - إنها قاعدة عظيمة تقرها فطرة الإنسان وطبيعته ، فالنفس تؤثر وتتأثر سلبًا أو إيجابًا ، وكلما كثرت الخلطة وطالت .. كثر ذلك التأثر وزاد ، والناس على اختلاف ، فمن مقل ومكثر .. / نقل من موقع أسلاميات ) ، والرسول نفسه يؤكد ذلك في حديثه التالي : ( وما سمعت إلى قول نبيك : المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ، الراوي : المحدث : ابن باز-  المصدر : مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم : 306/6 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ) ، ومن جانب ثان ، كذلك كان عقد زواجه من خديجة " عقدا مسيحيا " ، حيث أن الرسول لم يتزوج بأخرى خلال فترة زواجه من خديجة التي دامت أكثر من 24 سنة ! / أن العقيدة المسيحية لا تسمح بتعدد الزوجات . وأخيرا ( أيعقل أن يكون الرسول عقائديا نصرانيا للفترة ، من قبل الزواج بخديجة ، ولغاية ترتيب شؤون البعثة ! ، حيث تغير النهج العقائدي للشخصية المحمدية للأسلام ! من أجل تبوأ مركز " النبوة " ) هذا تساؤل !! .

القراءة الثانية :
أرى أن الشخصية المحمدية بمحاورها / اليتم والفقر ، خاصة أذا أضفنا لها العلاقات مع القس ورقة والرهبان ، شخصية ميكافيلية ( الغاية تبرر الوسيلة ) ، فصحابته مع القس ورقة ، كانت جسرا موضوعيا مدروسا للوصول الى خديجة بنت خويلد ، والعمل لديها ، ومن ثم الزواج منها فيما بعد ، من أجل الأستقرار والأمان المادي ، وبنفس الوقت هذه الشخصية بنت علاقة فكرية مع الكثير من المسيحيين من أجل التهيؤ لمرحلة " النبوة " ، ومنهم الرهبان / الراهب بحيرا ، والكثير غيرهم ، فعن ابن هشام قوله " وكان الرسول - فيما بلغني - كثيرا ما يجلس عند المروة إلى مبيعة غلام نصراني يقال له جبر عبد لبني الحضرمي فكانوا يقولون والله ما يعلم محمدا كثيرا مما يأتي به إلا جبر النصراني غلام بني الحضرمي " ، وذكر في طبقات ابن سعد " أن محمدا خرج مع غلام خديجة ميسرة حتى قدما بصرى من الشام ، فنزلا في سوق بصرى في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان يقال له نسطور ، فاطلع الراهب إلى ميسرة ، وكان يعرفه قبل ذلك ، فقال : يا ميسرة من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي " ، فالشخصية المحمدية تحقق لها ما تمنت في عهد خديجة ! ولكنه بمجرد أن خديجة زوجته قضت ( 68 ق.هـ - 3 ق.هـ ) ( 556م - 620م ) ، ظهرت أفاق أخرى للشخصية المحمدية ، لم ينهجها سابقا ، وهي زيجاته المتكررة ، ( عدد زوجات الرسول إحدى عشرة ، مات منهن في حياته اثنتان ، وتوفي هو عن تسع / نقل من موقع طريق الأسلام ) ، وقد ربطت الشخصية المحمدية التقوى وأركان الدين بتعدد الزواجات ، بينما لم تكن ميوله الشخصية كذلك في عهد خديجة ، وأعتبر هذه الأمور سنة نبوية ، حيث قال ( أشدكم لله خشية أنا ، أنام وأقوم ، أصوم وأفطر ، أتزوج النساء ، هذه سنتي ، فمن رغب عنها فليس من أمتي .  / أخرجه أحمد في مسنده ) ... والشخصية المحمدية في مراحل متقدمة أيضا تطورت وتغيرت ، وهذا ما سنلاحظه  في المقالات القادمة !! .





203

                                 قراءة نقدية في الموروث الأسلامي و تحريف التوراة والأنجيل

المقدمة :
 هوى الموروث الأسلامي بطروحاته في حراك ، ليس له القوة من حجج وأسانيد وروايات في الدفاع عن وجهة نظره ، وأقل ما يقال عنه ، أنه  خسر مصداقيته ، حيث أنه لم يستطيع أن يؤكد أو أن يثبت ما رمى أليه ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، تضاددت مراميه مع بعضا من نصوصه التي تؤكد على مصداقية هذين الكتابين / التوراة والأنجيل ، في هذا البحث المختصر ساطرح وجهتي النظر ، مع قراأتي الخاصة .. ومن ثم خاتمة .

الموضوع :
سأسرد بادئ ذي بدأ ، بعضا مما جاء في الموروث الأسلامي حول تحريف التوراة والأنجيل / وهي أوردتها على سبيل المثال وليس الحصر :                                                                                                                                                     
1 . جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، حول  التحريف في التوراة والأنجيل ، التالي – أنقله بتصرف (( تشتمل نسخ التوراة والإنجيل على شيء من الحق ، الذي وصفته الآيات الكريمة بأنه ( حكم الله ) ، ودعا القرآن الكريم اليهود والنصارى إلى إقامة هذا الحق واتباعه ، وجعله حجة عليهم في باطلهم . في هذين الكتابين كلام من كلام البشر ، نُسب إلى الله كذبا وزورا . ووقع في هذين الكتابين نقص ظاهر عن الكتب المنزلة على الأنبياء ، وذلك بسبب كتمان بعض الأحبار والرهبان شيئا مما استحفظهم الله عليه . تضمن تحريف الكتب السابقة أمرين : التحريف اللفظي ، بزيادة أو نقصان عما كان فيه ، والتحريف المعنوي ، بصرف الحق الباقي في هذه الكتب بلفظه ، إلى معاني باطلة ، تناقض ما أراده الله لعباده .. )) .

2 . وقد جاء في موقع / مركز الفتوى ، التالي حول التحريف أيضا ، أنقله بتصرف (( فإن تحريف أهل الكتاب اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل ثابت بالأدلة القطعية من الآيات القرآنية والأحاديث الصريحة ، أما الدليل من القرآن فهو قوله تعالى ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ) [المائدة: 13] . وقوله تعالى : ( ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم ءاخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه ) [المائدة : 41] )) .

3 . أما في الأحديث النبوية ، فقد جاء بنفس الصدد ، التالي : (( فما رواه الإمام أحمد والبزار واللفظ له عن جابر قال : نسخ عمر كتابا من التوراة بالعربية فجاء به إلى النبي فجعل يقرأ ، ووجه يتغير ، فقال له رجل من الأنصار : ويحك يا ابن الخطاب ألا ترى وجه رسول الله ، فقال رسول الله : " لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا ، وإنكم إما أن تكذبوا بحق ، أو تصدقو بباطل . " )) / نقل من نفس المصدر السابق .
 
4 . ومن طروحات علماء وفقهاء الأسلام ، أنقل التالي ، يقول " ابن حزم " (  994 – 1064 ميلادي/  يعد من أكبر علماء الأندلس ، ومن أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري ، وهو إمام حافظ و فقيه ظاهري .. ) : إن كفار بني إسرائيل بدلوا التوراة والزبور فزادوا ونقصوا ، وأبقى الله تعالى بعضها حجة عليهم كما شاء ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )  ، ( لا معقب لحكمه ) ، وبدل كفار النصارى الإنجيل كذلك فزادوا ونقصوا ، وأبقى الله تعالى بعضها حجة عليهم كما شاء ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) . 
                                                                   
5 . ويقول أيضا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ( ولد ببني هاشم 618 م وتوفى 687 م ، صحابي جليل ، وابن عم محمد  ، حبر  الأمة وفقيهها وإمام التفسير ، وترجمان القرآن .. ) عن موضوعة التحريف ، التالي : " يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ ، كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الكِتَابِ ، وَكِتَابُكُمُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى نَبِيِّهِ أَحْدَثُ الأَخْبَارِ ، أَفَلاَ يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ العِلْمِ عَنْ مُسَاءَلَتِهِمْ ، وَلاَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلًا قَطُّ يَسْأَلُكُمْ عَنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ  "اللَّهِ ، تَقْرَءُونَهُ لَمْ يُشَبْ ، وَقَدْ حَدَّثَكُمُ اللَّهُ أَنَّ أَهْلَ الكِتَابِ بَدَّلُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ وَغَيَّرُوا بِأَيْدِيهِمُ الكِتَابَ ، فَقَالُوا : هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا . / نقل بتصرف من موقع / ملتقى أهل الحديث .

القراءة :                                                                                                                                       أولا - أن التعلم يقود الى الوعي ، والوعي يوصل الى فهم أفضل ، والفهم يجعل من الحكم على الأشياء أقوم ، والفهم يقود للمعرفة ، فكيف من رسول أمي / هذا أذا سلمنا جدلا من أن الرسول حقا أمي ، أن يحكم من أن هذا الكتاب حق والثاني باطل والأخر محرف !! ، أقرأ بذاته هذه الكتب حتى يحكم بصحتها من بطلانها !!! .. هذا مجرد تمهيد أولي لقراأتي الخاصة .

ثانيا - ولو سلمنا جدلا من أن هذه الكتب محرفة / التوراة والأنجيل ، أين الكتب التامة الكاملة ، الكتب الحق ! ، وما هي النصوص المحرفة ، وأين النصوص الأصلية ! ، أما ما ورد في التفاسير ، من قبل بعض مفسري الأسلام ، فهو كلام مرسل لا يغني عن شي ، ولا يوصل الى حقيقة ما ! والذي يقول بباطل أمر ما ، عليه أن يبين الأمر الحق ، وأن يظهره للأخرين كقرينة دامغة .

ثالثا - والمفسرين أنفسهم غير مستقري الرأي ، وليسوا على منهج واحد ! ، فقد جاء في موقع الأسلام سؤال وجواب ، أنقله بتصرف التالي ((  تحدث القرآن  في العديد من المواضع عن التوراة والإنجيل ، فهما من وحي الله عز وجل لاثنين من أولي العزم من الرسل ، وكانا كتاب نور وهداية للبشرية في زمانهما ، والقرآن الكريم نفسه جاء مصدقا لهما ، ومؤمنا بهما ، ومهيمنا عليهما ، كما قال سبحانه : ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ . مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ) آل عمران/3-4 .. وقال عز وجل : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) المائدة/48 )) ، نستنتج من هذا الموقع أنه يبين عكس ما قاله المفسرين من رأي في التوراة والأنجيل .
رابعا - والأمر المثير للعجب والدهشة ، كيف لله العليم الحكيم ، أن ينزل نصوص متضاددة متناقضة ! ، فمن جهة يقول بتحريف الكتب ، كقوله : ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ) [المائدة: 13]. وقوله : ( ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم ءاخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه ) [المائدة : 41] )) ، ومن جهة أخرى ، يناقض ويخالف ما قال ، كقوله ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ... ) آل عمران/3-4 .. وقال : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) المائدة / 48 )) ، أيعقل أن الله لم يعلم بأن أهل الكتاب سيحرفون ما لديهم من الكلم ، فكان الأولى بالله ، بأن يؤكد / أي في القرأن ، على نصوص التحريف فقط !! ، دون غيرها !! .                                                                                                                     
خامسا - وبما أن المسيح هو كلمة الله ، وفق المعتقد المسيحي ( فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ / أنجيل يوحنا 1: 1 ) / وهذا أيضا معترف به أسلاميا بقوله ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ/ 171 سورة النساء ) ، فأن المسيح يؤكد بعدم تحريف هذه الكتب ، ويقول (( ويقدم المسيح وعدا بأن كلمة الله لا تتغير فهو يقول في الموعظة على الجبل : " إلى أن تزول السماء والأرض .. لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس " . هذا التأكيد تجده في الإنجيل كما رواه متى ، كما يقول المسيح أيضا : " السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول ". وهذا الوعد أيضا نجده في الإنجيل كما رواه متى أيضا . ويؤكد المسيح أيضا " لا يمكن أن يُـنقض المكتوب " ، وجاء ذلك في السفر الرابع من العهد الجديد  " إنجيل يوحنا " الأصحاح العاشر - الآية رقم 35 / نقل بتصرف من موقع - الخدمة العربية للكرازة بالأنجيل )) .

سادسا - أن الأدعاء بتحريف الكتب السماوية ، هو تمهيد لأسلمة العالم ، لأجله أن النص القرآني أختصر الأمر بأية واضحة جلية مباشرة وهي ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون /  29سورة التوبة ) ، وأن كل الذي ذكر من تفاسير وأحاديث ، فأنه يصب في أن الأسلام كدين هو الحق ، ملغيا كل ما قبله وما بعده من أديان ومن معتقدات ! وأن أزمة التحريف هي أزمة مفتعلة الغاية منها هو " الأسلمة " .

خاتمة :
    أيعقل من أن كل الكتب السماوية محرفة ألا القرأن !! ، وأن كان الأمر كذلك / وهذا غير منطقي البتة ، فأن الأمر يصب في مصلحة غايات محددة ، وهو من أجل تأكيد النص القرآني القائل  ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 سورة آل عمران ) ، وعملية التحريف ، هي أطروحات دعائية دينية غير مسندة بحجج ، وبنفس الوقت هي تصدير فكرة الدين الأوحد للمتلقي ، وأن الأسلام ، وبنفس الوقت وضع حد التشكيك على كل دين ظهر قبله ، ونهى عن أي معتقد أو فكر بعده ، على أعتبار أن الأسلام هو الدين عند الله ! ، ومن ثم نهج الموروث الأسلامي من أن الرسول هو خاتم الأنبياء " مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليماً "/40 سورة الأحزاب " .. أرى ختاما أنه من الصعوبة بمكان أن يقف الأسلام منتصبا أمام قامات دينية سبقته بقرون ، خاصة وأن الأسلام مخضبا حتى قدميه بالدم من خلال الأرهاب التي تصدره نصوصه للعالم ! .






204
                                    قراءة في لغة كتابة القرأن .. مع تساؤلات أخرى !!
   
تنويه :                                                                                                                                            البحث الحالي ، يمت بصلة بشكل أو بأخر بسلسلة بحوثي السابقة ، المكونة من أربعة أجزاء ، حول لغة كتابة القرأن ، والتي نشرت تحت عنوان " قراءة في لغة كتابة القرأن -  مع أستطراد لأراء العالم الألماني كرستوف لوكسنبرغ " لأجله أقتضى التنويه .                                                                                                                                                                                                                             
المقدمة  :                                                                                                                                 بادئ ذي بدأ ، أن النصوص القرأنية تؤكد على عربية لغة القرأن بشكل تام لا تقبل الجدل أو النقاش ، أو حتى الشك بأيماءة من قريب أو بعيد ، وهذا ما يجمع عليه الموروث الأسلامي ، ويؤكده فقهائه وشيوخه ومفكريه ، وذلك وفق أيات منها التالي : (( " ‏إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون‏ / 2 سورة يوسف " ، " بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ / 195 سورة الشعراء " ، " قرآنا عربيا غير ذي عوج / 28 سورة الزمر " ، " حـم 1 والكتاب المبين 2 إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون 3 / سورة الزخرف  " .. )) ، وهذا الأجماع مبرر أسلاميا من الناحية العقائدية ، وذلك لأن الفكر الأسلامي لا زال يعيش وضعه الماضوي ، وأنعكست حالته الماضوية هذه على الفرد ذاته ، وجعلته لا يقبل قوانين التغير والتطور  كمعتقده ، وبهذا الصدد قال الدكتور جورج الفار /  ((  اعتبر الفار .. أن القانون الوحيد في الكون قانون " التغيير" ، لأن حركة الكون لا تتوقف أبداً . فكون الإنسان كائناً  تاريخياً لا يعني أن الإنسان كائن " ماضوي " إنما هو ابن للتاريخ في لحظاته الثلاث ، إما أن يتمسك الإنسان بلحظة واحدة من التاريخ هي الماضي ولا يريد أن يغادرها ، فهذا هو الغباء بعينه ../ نقل بتصرف من موقع العربية الألكتروني   في 17 .05 .2017 )) .
 المحور الأول :                                                                                                                       النصوص القرأنية ، بالأضافة الى ما سبق تبين ، أن القرأن محفوظ ، كما جاء في الأية التالية ، " ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ  (21)  فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ) 22 / سورة البروج " ، وقد جاء في تفسير هذه الأية ، نقل من موقع / أسلام ويب (( فاللوح المحفوظ هو الكتاب الذي كتب الله فيه مقادير الخلق قبل أن يخلقهم.  قال الله تعالى : ( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب / 70 سورة الحج : ، قال ابن عطية : هو اللوح المحفوظ . )) ، وقال " الطبري " أيضا في تفسيره  ، ما يلي : (( حدثنا عمرو بن عليّ ، قال : سمعت قرة بن سليمان ، قال : ثنا حرب بن سريج ، قال : ثنا عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك ، في قوله:  بلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) قال : إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله )  ، بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظ " في جَبْهَة إسرافيل " )) ، مما سبق يتضح أن هذا القرأن العربي اللغة ، محفوظ في اللوح عند الله ، منذ البدأ .

 القراءة الأولى :
المقدمة والمحور الأول في أعلاه ، تقودنا وتدخلنا في تساؤلت متقاطعة مهمة ، وهي : هل كان هناك لغة عربية مكتوبة أصلا ، في القرن السابع الميلادي !! / زمن كتابة القرأن ، كما هو معروف عليه اليوم في عالم اللغة العربية ، وكيف الحال مع اللغة العربية منذ بدأ الخليقة !! ( دون التطرق الى تفاصيل و مسائل التنقيط والتحريك للحروف التي تم التعرض أليها سابقا في سلسلة المقالات المنشورة ، المشار أليها بأعلاه ) ، حيث كان معروفا بذلك العهد اللغة / القرن السابع الميلادي " السريانية:  ܣܘܪܝܝܐ جرشوني " : (( وهي  الكتابة  العربية بالحروف السريانية ، التي اشتهرت في كتابة المخطوطات العربية  حين كان الخط العربي غير منتشر على نطاق واسع .. وتعددت آراء الباحثين حول الأصل الذي اشتق منه الخط العربي ، وهي في مجملها تتمحور حول مصدري اشتقاق أساسيين ، (الأول) : تبناه مؤرخو العرب ويقول بأنه مشتق من الخط المسند ، والذي عُرف منه أربعة أنواع هي الخط الصفوي ، والخط الثمودي نسبة إلى ثمود سكان الحِجْر ، والخط اللحياني نسبة إلى لحيان ، والخط السبئي أو الحميري الذي وصل من اليمن إلى الحيرة ثم الأنبار ومنها إلى الحجاز ، و(الثاني) : تبناه المؤرخون الاوربيون  ويقول بأن الخط العربي مشتق من حلقة الخط الآرامي لا المسند ، وقالوا أن الخط الفينيقي تولد منه الخط الآرامي ومنه تولد الهندي بأنواعه والفارسي القديم  والعبري والمربع التدمري والسرياني والنبطي .  وقالوا أن الخط العربي قسمان ، ( الأول ) : كوفي وهو مأخوذ من نوع من السرياني يقال له السطرنجيلي . ( الثاني ) : النسخي وهو مأخوذ من النبطي .. / نقل بتصرف من الويكيبيديا )) . التساؤلات هنا : أولا - أذا كان الخط العربي أصلا ، لم يكن مكتملا وغير مكتوبا وغير محركا وغير منقطا وغير مشكلا ، في القرن السابع الميلادي ، فكيف يمكن ان يكون القرأن في " اللوح المحفوظ " بالعربي ، قبل التأريخ ، في أول الخلق !! . وهو بهذه الوضعية الأولية كلغة و كتابة !! ، وهل كان هناك عرب أصلا حتى يتكلموا بالعربية !! ، ثانيا - وبأي " قراءة " وبأي " أحرف " كان القرأن ، في اللوح المحفوظ  لدى الله ، فقد جاء في موقع / مركز الفتوى ، بهذا الصدد التالي (( فقد ثبت في الصحيحين عن ابن عباس : أن الرسول قال :  " أقرأني جبريل على حرف فراجعته ، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف " ، وقد اختلف العلماء في معنى هذا الحديث اختلافاً كبيراً . وليُعلم أن العلماء اصطلحوا بعد ذلك على تقسيم قراءات القرآن إلى سبع قراءات ، حتى توهم عوام الناس أن القراءات السبع التي اصطلح عليها العلماء هي بعينها الأحرف السبعة الواردة في الحديث السابق ، وهذا خطأ.  )) ، ثالثا - أليس من المنطق أن تقول الأية بدل " ‏إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون‏ / 2 سورة يوسف " ، أن تقول : " ‏إنا أنزلناه قرآنا كرشونيا لعلكم تعقلون " ، من أجل وضع الامور في نصابها ، وذلك لعدم ولادة العربية كلغة مكتوبة في ذلك الزمن ، علما أن الكرشونية / السريانية ، هي وليدة  اللغة الآرامية ، وهي لغة سامية شرقية - أوسطية ، انطلقت مع قيام الحضارة الآرامية في وسط سوريا  وكانت لغة رسمية في بعض دول العالم القديم ولغة الحياة في الهلال الخصيب ، كما تعد لغة مقدسة ، تعود بدايات كتابتها للقرن العاشر قبل الميلاد ، أي أنها أقدم من العربية المتكاملة بأكثر من 18 قرنا ! ، فكان الأجدر بالأية أعلاه أن تذكر الكرشونية بدل العربية ، لقدمها في التداول والأنتشار ولقدسيتها .
المحور الثاني :                                                                                                                              يمكن أن يكون هذا المحور ، مخالفا لما سبق ، وقد يكون غير مألوفا ، بالبحث المتداول من قبل الكتاب ، وينصب على المعنى الأخر لموضوعة " القرأن العربي " ومن جانب مغاير ، حيث أن المقصود هو ليس القرأن المكتوب باللغة العربية ، بل يقصد منها معنى أخر ، سنأتي أليه لاحقا ، وهو ما تناوله الدكتور أحمد عمارة /  استشاري الصحة النفسية والطاقة الحيوية ، حيث بحث بأيات منها : " قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ / 28 سورة الزمر " وقال : ( ما علاقة العربي بالتقوى ؟؟ ) ، وأية " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ / 2 سورة يوسف"  وقال : ( ما علاقة العربي بالعقل ؟؟ ) ، وأضاف (  لماذا يقول الله قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ؟؟ لعلكم هذه تعود على العرب فقط أم على كل البشر ؟ ) و ( لماذا يقول الله قرآنا عربيا لعلكم تتقون ؟؟ وفي الآية السابقة لعلكم تعقلون ؟ ما علاقة العقل والتقوى بالقرآن العربي ؟ ) ، وأستنتج الدكتور عمارة الى الأتي  ((  بناءا على سياق الآيات ، لا علاقة لكلمة عربي بالعرب العاربة ولا بيعرب بن قحطان ولا بأرض العرب أصلا ولا بأي بشري على الإطلاق ، لذا لا علاقة لها باللغة العربية أساسا . لسان عربي : أي لسان أصلي واضح جلي مبين مفصل بيسر شامل كل جوانب الشيء ومن هذا المنطلق تكون كلمة أعجمي معناها : غير واضح ولا أصلي وناقص غير جلي ويحتاج لتوضيع وتفصيل وبيان وأنه صعب ولا يشمل كل جوانب الشيء . /  منقول بتصرف من مقال للدكتور أحمد عمارة بعنوان " هل نزل القرآن باللغة العربية حقا " )) . من بحث الدكتور عمارة ، يتبين ، أنه نسف مبدأ القرأن العربي ، وبين أنه " لا وجود لمفهوم اللغة العربية بالقرأن بل كان المقصود منها منطق القرأن " ، و أضاف أن القرأن العربي يعني القران الواضح والجلي والبين الذي لا لبس به .
القراءة الثانية :                                                                                                                                 أولا - لا يمكن للقرأن أن يكون في اللوح المحفوظ ، وذلك لأن نصوص القرأن هي تسجيل تأريخي للأحداث والوقائع ، كواقعة الأفك وتحريم التبني وزواج الرسول من زينب بنت جحش وقتل الأسرى .. ، مع وجود علامات أستفهام حول اللغة التي وجد بها في اللوح المحفوظ ، هل هي العربية أو الكرشوني أو .. ، هذا في حالة تم قبولنا بهذا المبدأ / اللوح المحفوظ  ، الغير منطقي .                                                                                                                                ثانيا - أستبعاد كون القرأن قد كتب بلغة عربية تامة ، لأن العربية كانت في مهدها ، وبهذا الصدد قد بين الباحث محمد المسيح ، من أنه هناك (( تطور في أليات الخط القرآنى من الخط الآرامى للخط النبطى للكرشونى للحجازى والكوفى .. / نقل بتصرف من حديث للخبير محمد المسيح مع أحمد عبد الصمد ، في برنامج  Box Of Islam  الحلقة 22 ، حول تطور آليات القرآن )) .
 ثالثا - بحوث الدكتور أحمد عمارة ، هدمت مفهوم مبدأ اللغة العربية للقران ، وبين الدكتور عمارة أن ورود مفردة العربي ، هي دلالة المقصود بها هو منطق القرأن ، وموضوعة القران العربي ، تعني ، ال (( واضح ، جلي ، الذي لا لبس به ، لا ريب به )) .
رابعا - هناك عدم وضوح في الرؤية من حيث موضوع كتبة القرأن ، فأولا وجود أية تبين أن القرأن كان في قلوب المؤمنين ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ / 9 سورة الحجر ) ، أي أن القرأن لا يحتاج للتدوين لأنه بالصدور ، ولكن في عهد عثمان بن عقان ، كلف رهط لكتبة القرأن ( وهم ما عرفوا في تراجمهم بكتاب الوحي كالخلفاء الأربعة وعبد الله بن عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وزيد بن ثابت وغيرهم  /  نقل بتصرف من موقع الأسلام سؤال وجواب ) ، أذن هناك تضادد من جانب النصوص !! أيضا ، فكيف أن القرأن محفوظ بالصدور ومن جانب اخر تم الأمر بتدوينه !! .
خامسا - هل هناك من تأكيد تام ومطلق من أن هؤلاء هم فقط كتبة القرأن !! ، خاصة أن اللغة العربية لا زالت في عهد مراهقتها على اللغات أخرى ، وهل كتب أو ساهم المدونون السريان أو اليهود بكتابة القران ، خاصة أن زيد بن ثابت كان يتعلم العبرانية ، وكما ورد في موقع أسلام ويب ((  بخصوص الحديث الذي رواه زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، وقَال فيهَ : أَمَرَنِي الرَسُولُ أَنْ أَتَعَلَّمَ لَهُ كَلِمَاتٍ مِنْ كِتَابِ يَهُود ، قَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي ، قَالَ : فَمَا مَرَّ بِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى تَعَلَّمْته لَهُ قَالَ : فَلَمَّا تَعَلَّمْتُهُ كَانَ إِذَا كَتَبَ إِلَى يَهُودَ كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ ، وَإِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ قَرَأْتُ لَهُ كِتَابَهُمْ )) ، وهل يعقل أن يتعلم فردا لغة ب 15 يوم !! . فمن المؤكد أن لزيد رفاق كانوا معه ليل نهار ، ومن المحتمل أن يكونوا قد ساهموا معه في مهامه التدوينية ! . 
سادسا – من جانب أخر هل يكفي أربعة أفراد لكتابة القرأن ، المكون من ( 114 سورة ، و 6348 أية ، 112 بسملة ، وبلغ عدد حروفه 240740 حرفاً ، وعدد كلماته 77429 كلمةً ، وعدد أحزابه 60 حزباً ، وعدد أجزاءه 30 جزءاً ، وعدد قراءته 7 قراءات . ويبلغ عدد صفحات القرآن تقريباً ستمائة صفحة ، وعدد أجزاء القرآن ثلاثون جزءاً  / نقل بتصرف من موقع موضوع ) ، المنطق والعقلانية تشير الى وجود فريق للكتابة وليس أربعة أفراد !! .
سابعا - وأردت هنا أن أبين التالي (( عجبا القرأن الذي بين أيدينا " الأن " ، والذي لا شك يستطيع أي عربي أن يقرأءه في الوقت الحالي ، هو من أي مصدر مأخوذ من المصاحف التالية التي سأتي على ذكرها ! ، وبأي لغة كان مكتوبا ! ، وما مدى الأختلافات التي بين هذه المصادر ! .. )) ، فقد جاء في موقع / بالدليل والبرهان ، نقل بتصرف " da3wat-mahabbah.blogspot.com/2008/04/blog-post_1962.htm "
(( " بموجز دائرة المعارف الإسلامية " ( ج26 ص 8175 ) : ـ " كان النص القرآني الذي اعتمده عثمان بن عفان مجرد نص واحد بين نصوص أخرى وجدت خلال القرون الأربعة الأول للهجرة  ." وأضافت  " وثمة مصاحف أخرى ارتبطت بعدد من الصحابة يقال أنها انتعشت في الكوفة والبصرة والشام" وأنقل لك ما ذكر عن المراجع المختلفة التي وضحت بالتفصيل عن اختلاف المصاحف " فتقول : " تتحدث المصادر عن قراءات مختلفة بل وتتحدث عن اختلاف المصاحف فقد عدَّ ( ابن النديم ) عناوين أحد عشر عملا في هذا المجال وهو إختلاف المصاحف " ، منها :
 1ـ اختلاف مصاحف الشام والحجاز والعراق لابن عامر اليحصبي [المتوفي 118هـ / 736م] 
2ـ وكتاب اختلاف مصاحف أهل المدينة والكوفة وأهل البصرة للكسائي [توفى 189 هـ / 805م]
3ـ وكتاب اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف لأبي زكريا الفراء [توفى 207 هـ / 822م]
4ـ وكتاب اختلاف المصاحف وجامع القراءات للمدائني [توفى 231 هـ / 845م]
5ـ7 بالإضافة إلى ثلاثة كتب تحمل جميعا عنوان: المصاحف لابن أبي داود السجستاني [المتوفي 316 هـ /928م]
8ـ وابن الأنباري [المتوفي 328 هـ / 939م]
9ـ وابن أشته الأصفهاني [المتوفي 360 هـ / 970م]
10ـ والمختصر الذي ألفه ابن خالويه [المتوفي 370 هـ / 979م]
11ـ والمحتسب لابن جني [المتوفي 392 هـ / 1002م   

خاتمة :
  في ختام القول سأتجاوز كل ما كتبت في أعلاه ، لأني أرى أننا أمام أشكالية مأزومة من النتائج المتقاطعة أعمق من المسرد في ما سبق ، هذه الأشكالية ليست مجرد لغة القرأن ، أن كان عربيا أم لا ! أو ما هي اللغة التي كتب بها حقيقة ! ، ولكن أرى أن الأزمة أبعد وأجذر من هذا بكثير ، حيث كتب موقع / مركز الفتوى في 4.10.2008 ، (( أرسل الخليفة عثمان بن عفان إلى حفصة بنت عمر بأن تسمح له باستخدام المصحف الذي بحوزتها ليجمع  القران منه ، وأمر عثمان بنسخ عدة من المصحف لتوحيد القراءة وأمر أن توزع على بلاد المسلمين ، كما أمر بإحراق ما يخالف هذا المصحف .)) !! ، تساؤلاتي : من يستطيع أن يحكم أو أن يقرر أن الذي بين أيدينا هو قرأن محمد !! هذا أولا ، وعلى أي قرار أو رأي أعتمد عثمان على أن " مصحف حفصة " هو الذي نزل على محمد ، خاصة وأن أكثر الصحابة و الحفاظ والكتاب أما  قد توفوا أو قتلوا !! ، أأخذ عثمان برأي " المفسرين الأربعة " ، من أن مصحف حفصة هو الحق ، وهم قد قضوا أو غيبوا أو عزلوا ، حيث يقول الشيخ كشك ، التالي في كتابه الموسوم " آراء شرعية " ( الجزء الأول ص :102(  " كان أهم أربع مفسري القرآن هم : إبن عباس ، إبن مسعود ، علي ابن أبي طالب ، وأبيّ ابن كعب الأنصاري." ، هذا ثانيا ، وهل يوجد أحتمالية من أن أحد المصاحف المحروقة من قبل عثمان ، كان هو قرأن محمد !! هذا ثالثا .
 أذن أرى أن موضوعة لغة كتابة القرأن عامة هي محل تساؤلات وأشكاليات وأزمات ، بدأت منذ نصوصه الأولى المكية ثم المدنية ، أضافة الى أبهام مصدر اللغة الأم التي كتب بها القرأن ، وأشكالية حفظه في اللوح المحفوظ ، هذا أذا تجاوزنا تسمية قرأن اليوم بقرأن محمد ، أم هو قرأن أخر .. يمكن أن ندعوه ب " قرأن عثمان " ، كل ما سبق من تساؤلات وشكوك وأشكاليات تستحق مشروعية تامة " للبحث الديكارتي " !! .

205
أضاءة في النقد الديني ..
أستهلال :
  هذا المقال ، أو البحث المختصر متجاوز لبعض الخطوط الحمراء ، وحساس بنفس الوقت ، لأنه يمس بعض الثوابت ، ولكن لا بد من تناوله وذلك للأهمية النقدية التي تتطلبها حقائق الأمور ، ولكي يرتقي الفكر الأنساني ، أرى أن يخضع الموروث الأسلامي / بالتحديد ، للنقد .. لأجله أقتضى التنويه !! .

الموضوع :
   بداية لو تحددنا بالتوراة والأنجيل كتمهيد ، فان " التوراة كتبت من قبل موسى عدا الأصحاح الاخير فقد كتبه تلميذه أيشوع ، والذي يسجل فيه خبر وفاة موسى وأضافه لسفر التثنية / نقل من موقع الأنبا تكلا هيمانوت " ، ولكن النقد العلمي يرى غير ذلك ، فقد بين البروفيسور الطبيب جان أستروك /  1684 - 1766 والذي لعبَ دورًا أساسيًا في أصول التحليل النصي الناقد لأعمال الكتاب المُقدس ، ما يلي " بأن التوراة لم يكتبها شخص واحد وإنما عدة أشخاص ، وذلك بسبب أربعة مميزات في نصوص سفر التكوين والأسفار الأخرى ، وهي : تكرار لا حاجة له ، تناقضات داخلية ، اختلافات في الأسلوب واللغة ، اختلافات إيمانية وفكرية " . أما اللغة التي كتب موسى بها التوراة فيرى " د. عبد الحميد زايد أنها كتبت باللغة المصرية القديمة ، فموسى عاش وتوفي قبل أن توجد العبرية ويعرفها الإسرائيليون ... بينما رأى البعض الآخر ، مثل دكتور " نافل " ومستر " سايس " والكولونيل   " كوندر " أن موسى النبي كتب التوراة بالخط المسماري على ألواح من الأجر / / نقل من موقع سانت تكلا " . أذن كان هناك مساحة من البحث العلمي في التأكد من لغة التوراة ومن كتبها ، ولم يقتصر الأمر على أراء محددة من قبل المؤسسة الدينية اليهودية فقط ! .
كذلك الأناجيل ، فأن المعترف بها كنسيا هي أربعة : انجيل متى ، انجيل مرقس ، انجيل لوقا ، انجيل يوحنا ، وتقدم الأناجيل صورة أكثر إكتمالاً عن المسيح.  في حين أن كل الكتاب هو موحى به من الله ( تيموثاوس الثانية 16:3 ) ، " فقد إستخدم الله أشخاص لهم خلفيات وشخصيات مختلفة لتحقيق أهدافه من خلال كتاباتهم . كان لكل ممن كتبوا الأناجيل هدف مميز من الإنجيل الذي كتبه ، وللوصول إلى ذلك الهدف قام كل منهم بالتركيز على جوانب مختلفة في شخصية وخدمة الرب يسوع المسيح /  نقل من موقع got question " ، وبنفس الوقت عرف الكثير من الأناجيل المنحولة ، لم تخفيها بل بينتها الكنيسة من مبدأ الوضوح العقائدي ، وهي " نصوصٌ دينية تروي حياة يسوع ، كُتِبَ معظمُها انطلاقًا من منتصف القرن الثاني ، وحكم عليها المسيحيون الأوائل بكونها غير موثوقة من الناحية التاريخية وبالعموم غير موحاة من الله . أمّا فحواها فيتضمن في معظم الأحيان مفاهيم هرطوقية / نقل من aleteia.org/ar " . أما بالنسبة للغة التي كتبت بها الأناجيل فهي اليونانية ، فقد جاء في موقع الويكيبيديا التالي " إن مخطوطات العهد الجديد ، والتي أنشئت في كثير من اللغات ليست كتابًا واحدًا بخط المؤلف نفسه بل هي نسخ أو نسخ النسخ للكتب الأصلية التي فقدت اليوم ، إن أقدم النصوص المتوافرة للعهد الجديد ترقى إلى القرن الثالث وقد كتبت باللغة اليونانية  على الرق " . من جانب أخر تعرضت بعض نصوص الأنجيل للنقد منها ، مثلا  النص التالي : لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ . مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا / انجيل متى 10 : 34 ) ، كما أن المؤسسة الكنسية بذاتها تعرضت أيضا للكثير من النقد في حقبة محاكم التفتيش ، وهي ( ديوان أو محكمة كاثوليكية نشطت خاصة في القرنين 15 و 16 ، مهمتها اكتشاف مخالفي الكنيسة ومعاقبتهم . ان محاكم التفتيش هي       " سلطة قضائية كنسيه استثنائية " التي وضعها البابا غريغوري التاسع لقمع ، في جميع أنحاء العالم المسيحي ، جرائم البدع والردة ، وأعمال السحر ، من القرن 13 و 16 / نقل من الويكيبيديا ) .                                                 مما سبق مسيحيا لم يغلق باب النقد الديني ، حيث لم تخفي الكنيسة مثلا وجود عشرات الأناجيل المنحولة ، كما أن أحتجاج مارتن لوثر 1843 – 1546 ( راهب ألماني ، وقسيس ، وأستاذ للاهوت ، ومُطلق عصر الإصلاح في أوروبا ، بعد اعتراضه على صكوك الغفران) ، نشر في عام 1517 رسالته الشهيرة المؤلفة من خمس وتسعين نقطة تتعلق أغلبها بلاهوت التحرير وسلطة البابا في الحل من " العقاب الزمني للخطيئة " ، وهذا أكبر دليل على وجود مساحة من الحرية في النقد .

القراءة :
  العرض السابق / وهو غيض من فيض ، يبين أنك تستطيع أن تنتقد أو أن تشكك ببعض المفاهيم والثوابت أو بعض النصوص ، ولا ارى شخصيا أي ضرر من هذا النقد ، ما دام علميا ويستند على وقائع معينة ، ولا يؤثر على أيمان المؤمنين ، ما دامت العقيدة الدينية ثابتة راسخة في أيمان التابعين . ولكن الأمر يأخذ منحنيا أخر في الأسلام " الرسول والقرأن والأحاديث والسنن – بل كل الموروث الأسلامي ! " ، فالنقد محرم ، وذلك لأنه يمس الثوابت ، ويمكن أن يتعرض الناقد لأبشع وأقسى الأتهامات ، وفي البلاد الأسلامية ممكن أن يتعرض للقتل ! كمقتل المفكر المصري فرج فودة ، وقتل الكثير حتى في أوربا / كما حدث مع محرري جريدة شارلي أيبدو الفرنسية .. أن الأمر مختلف أذا مس الأمر محمد ، فأنت لا تستطيع أن تنقد ، مثلا : من هو رب محمد ! ولم يختلف عن الرب في اليهودية والصابئة والمسيحية ! ، ولم رب محمد دمويا " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) / سورة النساء " ، ولم نزل القرأن على 7 أحرف ، ولم لم ينزل القرأن كاملا محركا مضبوطا منقطا ما دام القرأن كان عند الله في اللوح المحفوظ ! ﴿ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ / سورة البروج 22 ﴾ ، وماذا كان يعبد محمد قبل البعثة ! هل كان مسيحيا حقا ! ، وما حقيقة قصة الأسراء والمعراج ! ، ولم هذا التغيير في نهج النصوص من اللين والود الى التكفير والألغاء ! " لتجدن أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ/ سورة المائدة  (82)" ، ثم يحدث تغيير في منهج الرسول ، جعله أن يقول ، الحديث التالي ( وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاة َ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ / مُتفقٌ عليه ) ، أما هلوسة " حور العين في الجنة " فيجب التوقف عندها لأنها تمثل أشكالية جنسية في رواق الجنة ، ( عن أنس عن النبي  قال : " يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنْ الْجِمَاعِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ " رواه الترمذي برقم 2459 وقال : صحيح غريب ) . هذه شواهد فقط  ، وما خفي كان أعظم ، أذن لا بد من البحث في حيثيات تاموروث الأسلامي ككل بعين الناقد المجرد ! .   

أضاءة :                                                                                                                                  من الضروري ان تتخلخل موازين الأيمان العمياء ، وذلك من أجل تفكير عقلاني ، فالمطلق في روايات الخرافات والهلوسات يجب تحطيمه ، وذلك في سبيل الأرتقاء بالتفكير البشري وأخراجه من السجن المأبون بأشكاليات الحكايات ، وبنفس الوقت يجب الأبتعاد عن المقدس والايقونات ، فالرسول نفسه غير مقدس ، وفق الأية التالية " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)سورة الكهف " ، لذا أرى من الضروري وضع الكل تحت مجهر النقد البناء ، كما يجب ألغاء مبدأ التسليم التام للأفكار اللاعقلية ، مع أتباع المبدأ الديكارتي / مبدأ الشك كوسيلة للوصول الى اليقين ، للوصول لحقيقة أي واقعة أو حدث ، والعمل على رمي مقولة " رجاحة المنطق المشبوه وفصاحة اللسان المعسول  " للشيوخ ورجال الدين والدعاة في سلة المهملات ، لأنها تعمل على تحجيم الفكر الأنساني ! ، فحقبة المحذور والممنوع ، في صحيح البخاري مثلا ، زمن قد ولى ، والمقابر لا تبعث منها الحياة لأن المدفونين فيها موتى ، والموتى لا يمنحون الحياة للأخرين ! ، وأن التأخر في كشف الحقيقة أفضل من هلوسة التخبط بالخيال القبلي في زمن الدعوة المحمدية المسكون " معظمه " بالجهالة السحيقة والتخلف الفكري ! .
 

206
قراءة حداثوية ل " سورة الفاتحة " وثقافة الكره والحقد


أستهلال :
    " الأسلام يزرع والمسلمون يحصدون " .. كاتب المقال

النص :
     في هذا البحث المختصر ، سنبحث في سورة الفاتحة ، بعيدا عن تفسير المفسرين الأوائل الذين فسروا النصوص وفق معتقدهم وفكرهم ، وبكل ما هو بعيد عن العقل والمنطق ! .. مركزا في البحث على بعض الأيات التي رأينا أنها تستوجب البحث المركز حداثويا .. سورة الفاتحة عدد أياتها سبع : " الْحَمْدُ الْعَالَمِينَ لِلَّهِ رَبِّ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) " .. وقد أخترت مصدرين للتفسير :
 أولا - ما جاء في موقع / نداء الأيمان - تفسير متولي الشعراوي ، حول الأية 6  " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ " ، نقل بتصرف ، حيث بين أن (( الهداية نوعان : هداية دلالة وهداية معونة . هداية الدلالة هي للناس جميعا .. وهداية المعونة هي للمؤمنين فقط المتبعين لمنهج الله . والله هدى كل عباده هداية دلالة أي دلهم على طريق الخير وبينه لهم .. فمن أراد أن يتبع طريق الخير اتبعه .. ومن أراد ألا يتبعه تركه الله لما أراد . ولذلك فأن الدعاء :       { اهدنا الصراط المستقيم } ، يعني الطريق الذي ليس فيه إعوجاج ولو بضعة ملليمترات .. الطريق الذي ليس فيه مخالفة تبعدنا عن طريق الله المستقيم .. ))  .
 ثانيا - وما جاء في موقع / الألوكة الشرعي ، نقل بتصرف ، حول الأية 7 " صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ " ، (( الضالُّ ضد  المهتدي ، فالناس ثلاثة أقسام :- القسم الأول:  عالم بالحق وعامل به : هذا منعَم عليه ، فكأن الذي يقول ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ  كأنه يسأل  الله العلم والعمل ) ، القسم الثاني:  عالِم بالحق ، مستكبر عنه ، وهذا مغضوب عليه . القسم الثالث:  جاهل بالحق ، وهذا ضال .. المغضوب عليهم اليهود ، والمغضوب عليهم النصارى ، بعد بعثة الرسول . فالنصارى قبل بعثة الرسول ضالون ، لكن بعد بعثة الرسول وعلمهم بالحق ؛ صاروا من قسم المغضوب عليهم ، لاحظوا أنكم تجدون في كثير من كتب المفسِّرين أن المغضوب عليهم هم اليهود ، والضالين هم النصارى ، هذا قبل بعثة الرسول لأن اليهود جاءهم عيسى بالحق واستكبروا ، فعلموا الحق واستكبروا عنه ، والنصارى ما جاءهم بعد عيسى رسولٌ ، لكنهم تاهوا . بعد مجيء محمد صار النصارى مثل اليهود بعد مجيء عيسى ؛ يعني : قامت عليهم الحجة ، فهم مغضوب عليهم ملعونون ، كما لعن اليهود وغضب عليهم ، قال نبينا ( لعنة الله على اليهود والنصارى ) ، وإني لأعجب ، كيف تتردى أحوال المسلمين إلى هذه الحال ، يربون أعداءهم بالمال وبالحفاوة ، إلى حدِّ أن وصل ضعفُ الدين ونقص العقل ، فصار الواحد يقول : إخواننا اليهود والنصارى ، نعوذ بالله ، إذا رأيت أن يكونوا إخوانك فأنت مثلهم .. وفي نفس الصدد قال " ابن العثيمين " الناس ثلاثة أقسام : منعَم عليهم ، ومغضوب عليهم ، وضالون )) .

القراءة :
 1. النصوص القرانية ، هي من المصادر الرئيسية المكونة للموروث الأسلامي ، وتدخل ضمن مضامين الحراك الفكري للأسلام كدين وللمسلمين كعقيدة وفكر ، ينهلون منها في حياتهم المجتمعية ، و " سورة الفاتحة " ، لا تلقي طيبا بل تنفذ سما في نفوس المتلقين لها ، كما أن هذا النص يمييز ويصنف البشر ، ويضع فوقية بين بعضهم البعض ، حيث يصف المسلم بأنه " عالم بالحق وعامل به : هذا منعَم عليه " ، أما غير المسلم فضال ، وهذا الأمر خلق تخلخلا نفسيا مرضيا لدى الأسلام  تجاه باقي الأديان هذا من ناحية ، وأوجد تفاوتا طبقيا بين المسلمين وباقي البشر ، من حيث مفاهيم الأيمان والكفر والضلال ، هذا من ناحية أخرى .
2 . سورة الفاتحة ، كنص قرأني ، بدأت بأول بذور الحقد والكراهية ، وأعتبرت باقي البشر / اليهود والنصارى ، مغضوب عليهم وضالين ، وأتساءل كيف لله ، أن يكون أجماع عباده دون المسلمين مغضوب عليهم وضالين ، ولسبب واحد ، وهو عدم أتباعهم الأسلام ورسوله ! ، هذا أولا ، ولم الله عامدا متعمدا أن يكون من أجماع عباده ، فئة على الصراط المستقيم ، وهم المسلمون ، وأخرى ضالة ، وهم اليهود – ونبيهم موسى كليم الله ، والنصارى ونبيهم المسيح كلمة الله !! هذا ثانيا .
3 .  سورة الفاتحة وضعت حجرا على الفكر ، وقولبته في قوقعة الكراهية والحقد ، ومن تراكماته أنبثق الفكر السلفي التكفيري ، الذي قاد الى المنظمات الأسلامية الأرهابية المتطرفة كالقاعدة وداعش والنصرة ، التي أمتهنت الأرهاب وثقافة القتل .. أذن بالنتيجة " أصبحت الكراهية والحقد ثقافة تقودان الى الأرهاب " .
4 . أن الحقب الزمنية المتعاقبة تأريخيا للنصوص السوداوية ، وتفاسيرها ، التي تبث سما ، نتج عنها أجيالا .. في طفولتهم رضعوا كراهية بدل الحليب ، وفي يفاعتهم تشربوا بالكراهية في وجباتهم اليومية ، وفي شبابهم ، بدأوا يتثقفون بها في كتبهم المدرسية كثقافة حياتية ، ثم تشبعوا بها فيما بعد أثناء الخطب والمواعظ الدينية في المساجد ، لذا تولد لدى الأسلام ، بعضا من المسلمين ، على هيئة قوالب من الكراهية والحقد ، تكفر كل العالم ، وحتى المسلمين من غير ملتهم ، كما هو الحال لدى شيوخ الوهابية والمفكرين المتطرفين والدعاة المتزمتين وًأصحاب الفكر السلفي التكفيري .
5 . أن بذور الضلال والتكفير والفوقية والتمايز والخلاف والأختلاف .. المتكرسة بالنصوص ، والتي أدت الى لعن كل البشر عدا المسلمين ، كقول الرسول ( لعنة الله على اليهود والنصارى ) ، ستنتج سنابلا ملؤها الحقد والكراهية  ، فالويل الويل للبشرية من الحصاد والحصادون !!! .




207

                                                        تساؤلات في الوجود

                                 ( الوجود اللغز الأكبر ... بعيدا عن كل التعاريف و المفاهيم )

*  كيف وجدنا على الأرض ! ، ولم وجدنا عليها ! ، ومن أوجدنا ، وهل كنا قرود ! ، وهل كان القرد قبل الأنسان ، أو بالعكس ، ولو فرضنا أن الانسان الأول هو : الإنسان القديم الذي يسمى هومو سابين "Homosapiens"! ، فكيف تناسلنا أول مرة ، وكيف تعلمنا هذا الأمر / في حالة كوننا بشر ، وهل هذا الفعل تأتى عن طريق مراقبة الحيوانات          ( وبالحديث عن كيفية اكتشاف البشر أن ممارسة العلاقة الحميمة ما أسمته العالمة البيولوجية " هولي دانسوورث " بـ " الإنجاب بوعي " ، فإنه على الأرجح تم من خلال مراقبة دورات تكاثر الحيوانات ، واستخلاص أن المرأة التي لم تعاشر أحدا لن ينتهي الأمر بها حاملا / نقل من https//arabic.sputniknews.com ) ، وكيف تم الأعتناء بأول وليد ! ، وكيف ولد ! ، وكيف تمت أول عملية ولادة ! ، وهل كان لدى الأنسان الأول خبرة جراحية أولية ! . 
                                                                                                                                              * لم وجد الشرق يتكلم العربية ، ووجد الغرب يتكلم لغات غير العربية / كالأنكليزية والفرنسية والألمانية .. ، ولم كان الأمر كذلك ، وكيف توزعت اللغات على البلدان ، وكيف نطقت الشعوب أولى الكلمات ، وكيف أحتاجوا لهذا الأمر ، وكيف تعلمت الشعوب رسم الكلمات ، ولم أختلفت اللغات ، وهل كان من الممكن أن تختلف اللغات وتتوحد الكتابة بطرق نطقها ، وكيف تطورت الكتابة لتصل الى وضعها الحالي ( الكتابة قديمة في المجتمعات البشرية ، لكن من غير اليسير إعطاء تاريخ محدد لنشأتها وأول ظهورها ، ويبدو أن الكتابة الأبجدية ، وهي التي تقوم على تخصيص رمز واحد لصوت واحد ، جاءت بعد مراحل من التطور حاول فيها الإنسان أن يجد وسيلة لتسجيل أفكاره ولغته ، ويكاد مؤرخو الكتابات البشرية يتفقون على أن الكتابة مرَّت بمراحل متعددة قبل أن تصل إلى مرحلة الكتابة الأبجدية / نقل www.dr-ghanim.com  ) . أذن كل أمر مجهول وغير معلوم ! .                                                                                                                                       

* وجدنا ووجد الأختلاف والخلاف الديني العقائدي ، فالعرب تدين غالبيته الساحقة بالأسلام ، والغرب يدين معظمه بالمسيحية واليهودية و.. ، العرب المسلمين يكفرون الغرب ، وبنفس الوقت يهاجرون لبلدانهم ، ويعيشون في مجتمعاتهم ، العقيدة الأسلامية متعصبة متزمتة ، مغلقة ملغية للأخر ، عكس نقيضتها المسيحية المتسامحة ! ، المهاجرون المسلمون للغرب ، عقلهم على لأسلام وقلبهم يهوى حياة الغرب ، وهذا الوجود شكل تناقضا نفسيا لسيكولوجية المسلم في المجتمع الغربي ، وجعلهم يعيشون شخصيتين في آن واحد ، لذا المجتمع المسلم في الغرب يعيش حالة من الشيزوفرينيا ، وتعرف  هذه الحالة على أنها ( الفـُصام أو الانفصام العقلي - Schizophrenia هو اضطراب حاد في الدماغ يشوه طريقة الشخص المصاب به في : التفكير ، التصرف ، التعبير عن مشاعره ، النظر إلى الواقع ورؤية الوقائع والعلاقات المتبادلة بينه وبين المحيطين به / نقل من www.webteb.com ) .                                                                                                         

* أرى أن الأيدولوجية / العقيدة الفكرية ، للثقافة العربية - وتعرف بأنها " النسق الكلي لـلأفكار و المعتقدات و الاتجاهات العامة الكامنة في أنماط سلوكية معينة . وهي تساعد على تفسير الأسس الأخلاقية للفعل الواقعي ، وتعمل على توجيهه . وللنسق المقدرة على تبرير السلوك الشخصي .. / نقل من الموسوعة الحرة " ، لا زالت مرتبطة ومتأثرة بالوقت ذاته بالوجود المكاني والزماني والعقائدي لرسالة الأسلام ، وفق حراك ذلك المجتمع القبلي العصبي المغلق فكريا ، وأرى أن الفرد العربي ثقافويا ، لا زال يرزخ تحت تأثير الأسلام كعقيدة وفكر لذلك الوجود المجتمعي ، ولكن هذا الفرد ذاته ، جعله هذا التأثير الديني على فكره وسلوكه وفعله المجتمعي ، أن يفقد وجوده الانساني في كثير من الأحيان ، لذا فهو يهرب للبحث عن وجوده الى محاور مجتمعية و حياتية وفكرية وعقائدية أخرى ، كالتحول للمسيحية أو للألحاد أو اللادينية ! .                                                                               

* رجال الدين الأسلامي / شيوخ ودعاة ومنظرين و .. ، قد فقدوا وجودهم الأنساني والمجتمعي والوطني ، و ألتصقوا بوجودهم الدنيوي النفعي ، وما يحقق لهم هذا الوجود من مكاسب ، وذلك من خلال المتاجرة بالدين ، فهم فقدوا صفة المواطنة ، بل أنهم أنسلخوا من كونهم مواطنين ، وألحقوا بالعقيدة الأسلامية كمروجين لها ، لأنها هي التجارة الأربح ! ، وهم بذات الوقت يحثون بخطابهم على ألغاء وجود باقي مكونات المجتمع من غير المسلمين ، ولكنهم كعادة رجال الأسلام ، يصرحون خلاف ما يؤمنون به ، وهذا الأمر يدعى " بالتقية " ، التي تعرف ( .. وقال الدكتور ناصر بن عبد الله القفاري : يعرف المفيد التقية عندهم بقوله : التقية كتمان الحق ، وستر الاعتقاد فيه ، وكتمان المخالفين ، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررًا في الدين أو الدنيا .. / نقل من موقع الأسلام سؤال و جواب ) .                                                                                                         * الوجود الديني / الأسلامي ، عربيا ، كان عاملا مساعدا في ألغاء الوجود العقلي للفرد ، وبنفس الوقت كان محركا في تغييب عملية الوعي لديه ، الأمر الذي جعل من الفرد المسلم أن يضع أنتماؤه الديني فوق أنتماؤه الوطني ! ، ومحصلة كل هذا يتمثل بفقدان أي قطر عربي  لوجود أي حضارة ، حتى ولو كان بمفهوم الحضارة الأولي ! ، وذلك لأن غالبية المجتمع مغيبة ، ويعزى كل هذا الى تأثير دور رجال الدين بمختلف فئاتهم على عقلية الفرد العربي المسلم ، وتعبئة فكره بكم من الموروث الأسلامي .. المملوء بالغيبيات والأساطير والخرافات ، لذا أصبح المجتمع العربي خارج نطاق الزمن والواقع الحياتي لمجتمع اليوم ! .. ونتيجة لكل هذا أرى أن الأقطار العربية كوجود أصبحت خارج التأريخ ، لأنها أصبحت منزوية تكنولوجيا وثقافيا ومجتمعيا ! ، وذلك لأنها لم تساهم في كتابة أي جملة في حراك مسار التمدن الحضاري لعالم اليوم ! .

* الفرد / عامة ، يهوى وجود قرينه معه ، فوجود القرين يعزز الهوى والعشق والشغف ، وهو قمة السعادة ، ووهو الذي يجعل من وجود الفرد وقرينه معنى للحياة ، ولكن الكثير من الأفراد لا يتوافق وجودهم الحياتي مع قرائنهم ، ولكن الحياة أيضا ستستمر ، ولكن وفق وجود من المعايشة وسياسة الأمر الواقع ! ، لذا نرى أن الفرد ضائع بين وجوده الذي يجب أن يكون مع قرينه / وهذا هوى الفرد ، ومع ما آلت الحياة أليه من ظروف ، وينطبق على هذا الأمر قول شاعر العرب الأكبر .. أبو الطيب المتنبي :                                                                                                                          ما كل ما يتمنى المرء يدركه        تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

* الموت هو السلطان على وجود الحياة ، والحاكم بأمرها ، لأنه الناهي لأي وجود ، والموت بكل صوره ، له القدرة على أنهاء أي حراك بكل أشكاله أو أي فعل بمختلف أنواعه .. فألغاء العقل ، أنتحار الأفكار ، موت البشر ، نهاية الحقب الزمنية ، فقدان الوعي المجتمعي وهدم الحضارات .. كل هذا هو نماذج وحالات وأشكال من مفاهيم الموت ، فالموت لا سلطان عليه ، لأنه هو السلطان ، ولا قدرة عليه ، لأنه ختام كل الأمور ..  فهو نهاية كل بداية ، ونحن الساعين واللاهثين للوجود طوال مراحل حياتنا ، ننسى أو نتناسى ، أن الموت هو أخر باب مغلق ينتظرنا لكي يختم لنا نهاية طريق الوجود ! ، لأن الموت هو قاهر وجود الحياة .


 


208
                         قراءة عقلانية لآية " ق والقرآن المجيد "
المقدمة :
أن " فلسفة الفهم " هي محور أساسي للعقل البشري ، لأنها المحرك الوحيد للمعرفة ، ومن دونها سوف نظل مغيبين عن أدراك حقيقة النص ، خاصة النص القرآني بالتحديد ! ، وفي هذا الصدد ، قد أوقفتني آية " ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) / سورة قاف " ، وهي سورة من السور المكية ، ووددت أن أقرأها قراءة عقلانية حداثوية ، وذلك بعد أن طرح بعض التفاسير الأسلامية المعتمدة التي تناولتها . 
التفاسير :                                                                                                                                  بادئ ذي بدأ ، أن الكثير من المصادر تزعم عامة بأن قاف التي أقسم بها الله في القرآن في قوله ( ق والقرآن المجيد ) هي " إشارة إلى جبل قاف الأسطوري " ، وأرتأيت أولا ، أن أستعرض بعضا من التفاسير الواردة بخصوصها وفق المصادر المتداولة / سنة وشيعة وحتى من الصوفية ، ومنها التفاسير التالية ، وهي وردت على سبيل المثال وليس الحصر :
أولا - وفق تفسير القرطبي ، قال ( واختلف في معنى " ق " ما هو ؟ فقال ابن زيد وعكرمة والضحاك : هو جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء اخضرت السماء منه ، وعليه طرفا السماء والسماء عليه مقبية ، وما أصاب الناس من زمرد كان مما تساقط من ذلك الجبل . ورواه أبو الجوزاء عن عبد الله بن عباس . وقال الفراء : كان يجب على هذا أن يظهر الإعراب في " ق " ; لأنه اسم وليس بهجاء . قال : ولعل القاف وحدها ذكرت من اسمه ; كقول القائل  :قلت لها قفي فقالت قاف .. ) .

ثانيا - في موقع / أسلام ويب ، يقال الاتي بشأن الآية أعلاه ، نقل بأختصار ( .. واختلف في معنى ( ق ) فقال الواحدي :  قال المفسرون : هو اسم جبل يحيط بالدنيا من زبرجد ، والسماء مقببة عليه وهو وراء الحجاب الذي تغيب الشمس من ورائه بمسيرة سنة ، وحكى الفراء والزجاج : أن قوما قالوا معنى ( ق ) : قضي الأمر وقضي ما هو كائن ، كما قيل في ( حم ) : حم الأمر . وقيل : هو اسم من أسماء الله أقسم به . وقال قتادة :  هو اسم من أسماء القرآن . وقال " الشعبي " أنها تعني   فاتحة السورة .   
                                                                                                                                                        ثالثا - وفي موقع / موقع نداء الأيمان ، نستعرض التالي ، ( قال مجد الدين الفيروزابادي ، بخصوصها : إِثبات النبوّة للرّسول  وبيان حُجّة التَّوحيد ، والإِخبار عن إِهلاك القرون الماضية ، وعلم الحقّ تعالى بضمائر الخَلْق وسرائرهم ، وذكر الملائكة الموكَّلين على الخَلْق ، المشرفين على أَقوالهم  .. قال ابن عاشور سورة " ق " : سميت في عصر الصحابة سورة ق ينطق بحروف : قاف ، بقاف ، وألف ، وفاء ، فقد روى مسلم عن قطبة بن مالك أن النبي قرأ في صلاة الصبح سورة " ق والقرآن الْمَجِيدِ " ، وربما قال:  " ق " ويعني في الركعة الأولى .

رابعا - أما في موقع / المكتبة الموالية ، فنبين التالي ، وهو وفق تفسير " القمي " / أحد أئمة المذهب الجعفري : ( بسم الله الرحمن الرحيم ق والقرآن المجيد ) قال : ق جبل محيط بالدنيا من وراء يأجوج ومأجوج وهو قسم ( بل عجبوا ) يعنى قريشا ( ان جاء‌هم منذر منهم ) يعنى رسول الله ( فقال الكافرون هذا شئ عجيب‌ ء‌إذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد .. ) .                                                                                                                 

خامسا - ومن موقع / المكتبة الشيعية ، أسرد تفسير أبن عربي ، أحد أئمة الصوفية ( تفسير سورة ق من [ آية 1 - 14] * ( ق ) * إشارة إلى القلب المحمدي الذي هو العرش الإلهي المحيط بالكل كما أن ( ص ) إشارة إلى صورته على ما رمز إليه ابن عباس في قوله : (ص) جبل بمكة كان عليه عرش الرحمن حين لا ليل ولا نهار، ولكونه عرش الرحمن ، قال : ' قلب المؤمن عرش الله '، وقال : ' لا يسعني أرضي ولا سمائي ويسعني قلب عبدي المؤمن '.، قيل : * ( ق ) * جبل محيط بالعالم وراء العنقاء لإحاطته بالكل وكونه حجاب الرب لا يعرفه من لم يصل إلى مقام القلب وإنما يطلع عليه من طلع هذا الجبل . أقسم به وبالقرآن المجيد أي : العقل القرآني الكامل فيه الذي هو الاستعداد الأولي الجامع لتفاصيل الوجود كله .. ) . 
                                                                     
القراءة :
1 - الأية ببنيتها اللغوية هي قسم ، والقَسَم (بفتح القاف والسين) أو اليمين .. كتعريف ( هو لفظ لإثبات حقيقة أو وعد يذكر فيه المؤدي للقسم شخصاً أو شيئاً ما عزيزاً عليه وعادة ما يكون هو الله باعتباره الشاهد على هذا القسم / نقل من موقع الويكيبيديا ) ، ولكن البناء النصي هنا يختلف حيث أن الله نفسه هنا يقسم ، فالسؤال : هل يحتاج الله قسما لأثبات صحة ما يقول هذا أولا ، وثانيا أن القسم وفق التعريف يجب أن يكون موجها لفرد أو لذات أكبر مكانة وأكثر قدسية من الذي يقوم بفعل القسم ! ، والسؤال هل من ذات أكثر قدسية من الله ليوجه أليه القسم ! .

2 - والقرآن ككتاب مملوء بالعشرات من آيات القسم ، منها – وفق موقع / منتدى عطر الحياة ، التالي" -1 لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [الحجر 72] (لعمرك) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أي وحياتك (إنهم لفي سكرتهم يعمهون) يترددون . 2- وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ [يس 2] (والقرآن الحكيم) المحكم بعجيب النظم وبديع المعاني . -3 وَالصَّافَّاتِ صَفّاً [الصافات 1] (والصافات صفا) الملائكة تصف نفوسها في العبادة أو أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به " .        وسائل يسأل لم هذا الأكثار من أيات القسم ، وهل يحتاج الله ل " مصداقية أو تاكيد " ليقسم دوما على صحة نصوصه !! .

3 - رجوعا للآية ، نلاحظ أن المفسرين وكعادتهم ، يفسرون حسب أهوائهم ووفق قابلية الفهم التي يتميزون بها ،  فمنهم من قال أنه أن " ق " هي ( جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء اخضرت السماء منه .. ) وأخرين قالوا ( قضي الأمر وقضي ما هو كائن ، كما قيل في " حم " : حم الأمر . ) ، أو ( هو اسم من أسماء الله أقسم به )  ، أما قتادة فقال  ( هو اسم من أسماء القرآن )  وقال الشعبي أنه (  فاتحة السورة ) .  وعن قطبة بن مالك قال : أن  " ق " تعني الركعة الأولى ، والذي أستوقفني تفسير " ق " على أنه ( جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء .. ) ، وأرى في هذا التفسير أشكالية كارثية ، فهل يعقل أن قاف جبل بهذه المواصفات الأسطورية ! والذي زاد التفسير جهالة ، هو ما ذكره كتاب الثعالبي في مؤلفه ( عرائس المجالس ) ، حيث بين " أنّ عبدالله بن سلام سأل الرسول عن أعلى جبال الأرض ، فأجابه النبي هو جبل قاف ، حيث إنّ ارتفاعه مسيرة خمسمئةِ سنة ، وطوله مسيرة ألفي سنة ، وأنّه مخلوقٌ من زمردٍ أخضر " ، فأذا كان هذا جواب الرسول ، وهو الذي لا ينطق ألا بوحي من الله ، وفق الأية التالية " { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى } (3) { إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } (4) / سورة النجم " ، أذن من حق الدارسين أن يسألوا عن جهالة جواب الرسول ، وعن يتبينوا عن أي منطق معلوماتي كان جوابه ! ، ولكن شيوخ الأسلام كعادتهم يعتمون على كوارث سرديات الموروث الأسلامي ! .

خاتمة :
ان الموروث الأسلامي عامة يخضع لعدة تأويلات تفسيرية من قبل فقهاء وشيوخ الأسلام ، والكثير منها لا تطابق أو لا تتساير ، فيما قاله أو تحدث به الرسول ، او ما سنه من سنن ، وهذا الأمر يضعف من مكانة الموروث الأسلامي ، وما ورد في موقع / نون والقران وعلومه - أنقل بأختصار ، يبين التالي بأن " ق " ليس لها معنى ، لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين تفسير قوله تعالى : (  ق والقرآن المجيد ) يقول الله : { ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ } [ق:1] ( ق ) : حرف من الحروف الهجائية التي يتركب منها الكلام العربي ، وهي كسائر الحروف ليس لها معنىً في حد ذاتها ، ومن المعلوم أن القرآن نزل باللسان العربي ، وإذا كانت هذه الحروف ليس لها معنىً باللسان العربي ، أذن " فهي كذلك ليس لها معنىً في كتاب الله من حيث المعنى الذاتي لها . " .. وهنا الشيخ بن عثيمين / 1929 – 2001 وهو من شيوخ السلفية - فقيه ومفسر ، ينسف كل ما قاله الرسول من أن " ق " هو :  " جبل من زمرد .. " ، ونحن كمهتمين بالمورث الاسلامي ،  ذهلنا من تضادد روايات الفقهاء والمفسرين ، أذن أي رواية من الروايات الواردة في أعلاه نصدق أو نعتمد !! .
 

209
المنبر الحر / الأعتراف
« في: 17:30 31/07/2020  »
                                                       الأعتراف
يمكن أن تكون المجتمعات جاهلة ومتخلفة ، الأخطر أن ترى جهلها مقدساً - بيرتراند راسل
    المعرفة والوعي والعقلنة عندما تغيب عن تحليل الوقائع والأحداث ، وغيابها أيضا ، عن مدى واقعية الروايات والسير الذاتية ، والتي تؤطر جميعها بتفسير صدقية الموروث الأسلامي ، من المؤكد أن يؤدي كل هذا الغياب القسري لمنطق البحث والتحليل العلمي ، بدفع بالمجتمع أن يبقى قابعا في غياهب الجهل والتغييب والتسطيح ، هذا من جهة ، فكيف الحال أذا كان المروج لكل هذه الأوهام والخرافات .. هم علية القوم ! ، من الشيوخ والدعاة ورجال الدين .. ! ، هنا تكون الأشكالية المجتمعية الكبرى ، أي بمعنى أخر ، أن هذه الفئة - من المروجين لهكذا أمور ستسحق النهضة لأي تطور مستقبلي وحضاري - بتجهيلها للمجتمع ، الذي وعيه هو النواة الأولية للتقدم ! .     
هذا التجهيل المتعمد للمجتمع ، من قبل هذه الفئة / الشيوخ والدعاة ورجال الدين ، يزيد أيضا من الفجوة الكارثية بين التمدن والتحضر للعالم المتقدم ، وبين المجتمعات الأسلامية ، التي لا زالت في المرحة الهلامية لعصر القبلية للمجتمعات الجاهلية في زمن الحقبة المحمدية / قبل أكثر من 14 قرنا ، وينطبق هذا الحال على كل المجتمعات الأسلامية ، أينما كانت - في الشرق الأوسط أو في الغرب ، بل في كل العالم .. أن هذه " الفئة " هي المحرك الرئيسي للماضوية التي تعيشها المجتمعات الأسلامية قي الوقت الراهن .         
أن كل المنظمات الأرهابية الأسلامية التي نشأت والتي ستنشأ هي نتيجة للدور الذي تلعبه هذه " الفئة " ، حيث تقوم هذه الفئة بتجنيد الشباب بعد غسيل فكري لهم ودفعهم للجهاد ، مع زرع ثقافة الكراهية للأخرين في فكرهم ، من خلال مؤسسات دينية مشبوهة ، بدعم مالي سعودي قطري ، وتركي / مؤخرا . ومن مهام هذه الفئة أيضا : نشر الأفكار الدينية الأسلامية المتطرفة ، وذلك حتى يبقى المجتمع يغط في جهله ، هذا من جهة ، والعمل على التحكم بكل مفاصل المجتمع المغيب ، وتحريكه مركزيا ! ، ومن جانب أخر ، هناك كسب مادي مفرط تجنيه هذه الفئة من دورها الهدام للقيم الأنسانية للمجتمع ، فأنت لن ترى داعية أو شيخ ألا أن يكون غارقا بالملايين ، وهذا السعودي - عائض القرني ، أكبر مثال على ذلك ، والذي قصره بملايين الدولارات – يمكن الأطلاع على مشاهد من قصره / في اليوتيوب .
هذه الفئة أيضا تتحكم بعقلية المجتمع ، حيث أنها ترسخ مبادئ قدسية هذا الموروث في الفكر المجتمعي المحشو بالخرافات والجهالة والأساطير .. ، وهذا الأمر يجعل من الموروث الأسلامي مقدسا ، شأنه شأن الذات الألهية ! ، ويشكل أي نقد له ، خرقا لثوابت الأسلام ، ويقع على المنتقدين حد الردة !! . ويقود الأزهر هذا الجانب ، حيث أن شيوخه يكفرون كل من يتعرض للموروث الأسلامي ، بحجة أنه قد تعرض للمقدسات !! ، وأكبر مثال على ذلك الشهيد فرج فودة والراحل د . نصر  حامد أبو زيد و د. سيد القمني .

الأعتراف
 في هكذا واقع مزري - مجتمع آيل للسقوط في مستنقع الخرافة والجهالة والأساطير والغيبيات ، لا بد له من نهضة ، وهذه النهضة هي مسؤولية رجال الدين والشيوخ والدعاة .. والمؤسسات الدينية ! ، لأنهم بيت الداء ، ولأن الفئة المروجة للأفكار السوداوية هي سبب التغييب والتجهيل ، لذا يجب عليهم " الأعتراف " / على أقل تقدير ، بأن كل ما كان يدعون أليه هو مجرد نزوة فكرية ماضوية عقيمة ليست لها أي وزن عقلي في عالم اليوم ! ، وذلك حتى ينهض  المجتمع من سباته أذا أستطاع أن ينهض !! ، ولكن الشيوخ ورجال الدين والدعاة .. أضعف من أن يكونوا بهذا القدر من المسؤولية الفكرية ! .                               
 * ولكن الأمل ليس في هذه الفئة المتربحة من تجهيل المجتمع بل يرتكز في دور رجال الفكر الحر ، من أجل كشف الحقائق وأزالة الغشاوة عن مجتمع محكوم بالأوهام والجهالة منذ أكثر من 14 قرنا !

210
المنبر الحر / القضم
« في: 01:19 28/07/2020  »
                                                          القضم 
    الدول المجاورة للعراق ، أما أن تكون دول وفق المفهوم العام لدول الجوار / مصالح مشتركة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية .. ، أو أن تكون دول تخطط لأسقاط البلد ، عن طريق التشرذم الطائفي ، تشكيل المليشيات ، مساندة العناصر الخارجة عن القانون ، تفكيك القيم المجتمعية ، أضعاف سلطة القانون وسحب الولاء الوطني ومنحه للدولة المجاورة .. خلاصة الأمر تشكيل " دولة عميقة داخل الدولة العراقية " ، هذا الأمر ينطبق بالحرف على العراق / كوطن ، وعلى أيران / كدولة مجاورة ، وشخصيا فأني أمثل هذا الوضع كعملية " قضم " للوطن من قبل أيران من أجل أبقاء شعب العراق مقسم ، متشرذم طائفيا ، مسلوب القرار .. كل ذلك من أجل أن تحيا أيران وينقبر العراق ! .                                                                هذا الأمر حصل ويحصل ، لعدم وجود الحس الوطني لمعظم حكام حقبة ما بعد 2003 ، أضافة لستراتيجية بعض السياسيين العراقيين ، أضف الى ذلك لدور بعض الأحزاب الطائفية وتشكيلاتها المليشياوية / الذي همهم نهب العراق ، مقابل حماية أيرانية لهم - وبذات الوقت ، مشاركة للثروات المنهوبة من العراق مع الدولة المجاورة / أيران .                                                                               العراق بمرجعياته الشيعية / الغير عراقية الهوى - أصلا ونهجا ! ، وهذا ينطبق على القيادات الدينية السنية أيضا ! - المرتبطة بأجندات غير وطنية ، ساعد على عملية " القضم " الذي يتم من قبل ايران ، أي ليس من سد منيع لا سياسي ولا ديني يصد مما يجري من تدمير للعراق ، لأن " الكل يغني على ليلاه " .                                                                 أيران التي " تقضم " العراق ، بتأريخها الماضوي ، سوف لن ولم تنسى حرب السنوات الثمان / قادسية صدام ! ، والتي أغتالت غدرا / بمعاونة ذيولها ، ضباط وطياري تلك الحقبة ، أضافة الى رجال السياسة والعلم والطب .. ، أيران لا يمكن أن تكون لديها ميل أو أحساس أنساني أو مذهبي تجاه العراق ، وسوف تظل " تقضم " بالعراق ، ما دام البعض يتستر على البعض الأخر .. أيران دولة يغلب عليها الطابع القومي الفارسي ، على الأنتماء الديني المذهبي ! ، لله درك يا عراق .         



211
المنبر الحر / النهوض ..
« في: 19:12 25/07/2020  »
                                                النهوض ..
لا تنهض أمة أمامها السيف ، ورهط مصليها مجموعة من الخناجر ، لا تنهض أمة راياتها على أسنة الرماح ، وحوافر خيولها تدنس البلدان ، النهوض يبدأ بشحن العقول بالثقافة ، ثقافة مدادها أزرق ، وليس مدادها أحمر كلون الدم ، النهوض يتم بزرع الحقول بالأس والريحان ، ولا يتم بقطع الرقاب في الساحات تحت صيحات الله أكبر ، والسواطير مخضبة بدماء الأبرياء ، النهوض لا يتم بسبي النساء والأطفال ، ولا يتم بأستعباد النساء جنسيا ، النهوض ليس عملية وسيلتها أحتلال البلدان ، ولا يتم بقهر الشعوب ، ولا يتم بفرض الجزية ، ولا يتم بخيار تغيير الدين أو القتل ، فهذا ليس نهوض ، بل هذا قبر للعقول ، وقبر للأنسانية ، وقبر للأخر .
لا يتم النهوض بأمة واحدة ، على أساس أنها خير الأمم " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُون َ (110)/ سورة آل عمران " ، النهوض بودقة من الأمم تكمل أحدها الأخر بالمعرفة والعلم والتكنولوجيا والثقافة والأدب ، من أجل بناء حضارة راقية ، فحضارة الجواري وملكات اليمين و الخصيان قد ذهبت ، ولم يبقى منها ألا روايات تأريخية مخزية ، النهوض لا يتم ألا بشطب زمان القهر والعهر والغزو والنهب والسبي ، أبنوا سدا من الوعي والأدراك من أجل عدم تسرب موروث ماضوي متحجر دمر أمما بشعوبها ، وشيدوا صرحا من التأخي والتألف والمنافع ، أنهلوا من روافد المعرفة ولا ترموا فضلاتكم بها ، أن ماضيكم في الدرك الأدنى ويدنى له الجبين ، وحاضركم ليس له دور بعالم اليوم ، كطفل معوق لا يحبو ، ومستقبلكم لا أمل يرتجى منه .. فأنهضوا وخططوا لأجيالكم التائهة بين البلدان ، أن قراءة التأريخ أهم محور لبناء مستقبل أفضل ، والعاقل يعي ويفهم ! .


212
                                        الأنقلاب الداخلي في الأسلام المبكر
الموضوع :                                                                                                                                      كيف لمعتقد يبدأ موروثه في بواكيره ، سلميا مع " الأخر " ، معترفا بهم ، مصدقا بأنبياهم ، مؤمنا بكتبهم  ، وفق نصوص شتى منها / على سبيل المثال وليس الحصر : ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ۗ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (4)/ سورة آل عمران ) ، ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)/ سورة المائدة ) ، ( وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)/ سورة مريم ) – قيلت بشخص السيد المسيح ، ( والذي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا . ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ :  وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) ، ( أذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون 55 / سورة آل عمران ) ..                                                                                                       ثم بفاصل زمني مبهم يتحول هذا المعتقد الرمادي وبأنقلاب دموي ، الى ناكرا  مكفرا للأخر ، ليس للمسيحيين أو اليهود و .. فقط ،  ولكن مكفرا للعالم أجمع !! وحتى أخذ المسلمين أنفسهم يكفرون بعضهم البعض !! ، مع خزين من الكره والحقد والكراهية والبغضاء تجاه الأخر ، وفق نصوص منها ، ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)/ سورة آل عمران ) ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 51 / سورة المائدة ) ، ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون 29  / سورة التوبة ) .. ومن الأحاديث الدموية : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله ؟ الحديث الصحيح قد رواه الشيخان : البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث ابن عمر ) ، ( يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا أُرْسِلْتُ إِلَيْكُمْ إِلَّا بِالذَّبْحِ ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ ) .                                                            * فما الذي حدث !! ، وما الذي تغير !! .
القراءة :                                                                                                                                              أولا - بادئ ذي بدأ ، وأول ما يتبادر للذهن أن رسول الأسلام ، بذاته ، أخذ زمام المبادرة و " قلب الطاولة " ، على الفهم العام للمفهوم القرآني ، وأوجد / أدخل ، " نصوصا لاحقة " – خاصة أنه مصدر وناقل الوحي بذات الوقت !! ، تضادد كل ما أشارت أليه " النصوص الأولية " التي يحسب بعضها على مفهوم " النصوص السلمية / الرمادية " ، وبذات الوقت حتى يبقى هو ، أي محمد رسول الأسلام ، بذاته مهيمنا على صورة " المحور و المحرك الأهم " في النص القرآني ، بالرغم من عدم ذكره بالقرآن سوى 4 مرات ! ( الآية 144 من سورة آل عمران.  في الآية 40 من سورة الأحزاب . في الآية 2 من سورة محمد . في الآية 29 من سورة الفتح / نقل من موقع مركز الأشعاع الأسلامي ) .                                                                                                                     
ثانيا - من الممكن أن صحابة الرسول الأولين ، تحديدا الذين لهم أفق مستقبلي للحكم والسلطة – كعمر بن الخطاب وأبي بكر الخطاب وعثمان بن عفان .. وغيرهم ، هم الذين غيروا من هذا الوضع ، خاصة لشعورهم بأن وجود " النصوص السلمية / الرمادية " ، ليس في صالح أستمرار سلطتهم ، من جانب أخر ، أن القرآن كان محفوظا لدى حفصة أبنة عمر بن الخطاب  " كانت حفصة هي التي اختيرت من أمهات المؤمنين جميعاً لتحفظ أول مصحف خطي للقرآن الكريم ، وكان ذلك هو السبب في تلقيبها بحارسة القرآن ، أقامت حفصة عاكفة على العبادة قوّامة صوّامة حتى ماتت في عهد معاوية بن أبي سفيان .. / نقل من أسلام ويب " ، ووجود المصحف عند حفصة يسهل من التغييرات التي من الممكن ان تجرى على النصوص من قبل والدها عمر ! . أما بالنسبة لعثمان فهو نسخ الصحف وأمر بحرق ما سواه ، ومن الذي يدري ما نسخ وما الذي حرق !! " عن أنس بن مالك : .. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ، فأرسلتها ، فأمرعثمان ، زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف .. فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق / نقل بأختصار من موقعي الويكيبيديا والمعرفة " .
ثالثا – أما الأمر الأهم ، فكيف لأبرز شخصية مثيرة للجدل ، ومن أصحاب رسول الأسلام ! ، واحد كتبة الوحي ! ، معاوية بن أبي سفيان ، التي تشير بعضا من الأدلة على أنه كان مسيحيا ، حيث يقول هشام حتاتة في كتابه " محمد ومعاوية التاريخ المجهول " ، التالي : " وجود الصليب على العديد من الشواهد وعلى عملات لمعاوية مطموس فيها الصليب يدل على أن معاوية مسيحي ، الكتابة باللغة العربية على كل عملات معاوية تدل على أنه عربي ، نخلص من هذا أن معاوية كان حاكماً عربياً مسيحياً لإحدى ولايات منطقة الشام جنوباً فيما يعرف الآن بالأردن .. " ..   
* التساؤل : أذا كان معاوية بن أبي سفيان مسيحيا ! وهو أحد كتبة الوحي ! ، وحفصة بنت عمر بن الخطاب حارسة للقرآن ، وأبيها " عمر الذي قال للرسول عندما أراد كتابة وصيته قبل وفاته حين أشتد الأم عليه – الوصية التي لم يعرف أحدا قط مضمونها ! ، حيث قال عمر لمحمد : ( أنه يهجر ! حسبنا كتاب الله ) / نقل من صحيح البخاري  - كتاب العلم - باب كتابة العلم " ، أضافة لأحتمال من دور لعمر بن الخطاب في تغيير نصوص مصحف حفصة أبنته ! ، وعثمان الذي نسخ القرآن وحرق الأصل .. ألا نستطيع القول ، من كل ما سبق ، أنه لا يمكن معرفة النصوص الأصل من النصوص الحالية التي بين أيدينا التي من الممكن أنها وجدت نتيجة أنقلاب معتقدي ! قام به أكثر طرف !!!

213
                           قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية  /                                                                                                                                         
                                      الجزء الرابع - الخلافة العثمانية
تنويه :                                                                                                                              أرتأيت أن أسرد في بداية كل جزء من سلسلة المقالات / ذات الصلة ، نفس المقدمة ، لأنها تقريبا ، دالة ومؤشرة على كل حقب تعاقب الخلافات الأسلامية . 
المقدمة :                                                                                                                                  مارس رجال الأسلام / شيوخ وكتبة ودعاة .. نوعا من القهر الفكري على العقل المجتمعي للمسلمين خاصة ولغير المسلمين أيضا ، وذلك عن طريق حجب الحقائق ، وتضليل الذهن ، ونشر الخرافات ، وتزوير الوقائع ، وجعل الظالم مظلوما ، والمظلوم ظالما .. هولاء الرجال نقلوا صورة أسطورية للمجتمع / الأسلامي خاصة ، من أن عصر الخلافات / من الخلافة الراشدة الى الخلافة العثمانية – مرورا بالخلافة الأموية والخلافة العباسية ، من أن هذه الحقب ، هي حقب كسلسلة من اللؤلؤ والمرجان ، شعارها نشر الدين بالحب والقبول ، وطابعها هو الورع والتقوى والتدين والزهد ، لا مجون ولا خمر ولا فسق ولا غزل بالجواري ولا لواط بالغلمان ، حقب أنتشرت بها المعرفة ، وساد بها العدل والمساوات ، حتى بالنسبة لليهود والمسيحيين فقد كان حالهم حال المسلمين!  لا تفرقة ولا خلاف ولا أختلاف ، فقط تحقيرهم ، وفرض الجزية عليهم ، والمعاملة الدونية لهم ، ك " أهل الذمة "، ولولا دورهم بالطب والترجمة والمعرفة عامة ، لسحقوا أو هجروا !! ، كما صوروا خلفاء وأمراء وقادة ورجال تلك الحقب ، على أنهم ، ظل الله على الأرض ، ودعاء ، تركوا متاع الدنيا ، وعشقوا الأخرة ! .. في هذا البحث المختصر سأسلط الضوء على بعض من هذه المغالطات بالمراجع وبالأسانيد ، لكي يفقه ويعي الفرد المسلم قبل غيره ، على حقيقة الصورة الحقيقية لعصر تلك الخلافات الغابرة المقيتة ! المعبأة  بروايات بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع ، وذلك لأن تلك الروايات الماضوية كتبت تحت سيف ونار الخليفة أو الحاكم ، ولكن هذا لا يعني أنطواء كل الحقب تحت شبهة التزييف والتضليل ! وهذا لا يحجب أيضا من وجود بعض الجوانب المنيرة.                                                                                               
الخلافة العثمانية :                                                                                                                 الدَّوْلَةُ العُثمَانِيَّة ، بالتركية العثمانية ( دَوْلَتِ عَلِيّهٔ عُثمَانِيّه ) ؛ أو الخِلَافَةُ العُثمَانِيَّة ، إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل ، واستمرت قائمة لما يقرب من 600 سنة ، وبالتحديد من 27 يوليو1299م حتى 29 أكتوبر 1923م.  بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وقوتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر ، حيث امتدت أراضيها لتشمل أنحاءا واسعة من قارات العالم القديم الثلاثة:  أوروبا وآسيا وأفريقيا ، حيث خضعت لها كامل آسيا الصغرى  وأجزاء كبيرة من جنوب شرق أوروبا ، غربي آسيا ، وشمالي أفريقيا ، ووصل عدد الولايات العثمانية إلى 29 ولاية ، وكان أول سلطان للدولة هو - عثمان الأول 1326-1290م ، أما أخر سلطان فهو - عبد المجيد الثاني 1924-1922م ، وتعاقب على حكم الخلافة العثمانية 36 حاكماً من آل عثمان . / نقل بتصرف من المواقع التالية : المعرفة ، الويكيبيديا وموضوع . كوم .
أضاءات :                                                                                                                            ليس المراد من هذه القراءة لعهد الخلافة العثمانية ، أن أسرد الفتوحات التي تمت خلال هذه الحقبة ، والتي تمت بحد السيف ، والتي عنونت تزييفا وتدليسا وأفتراءا تحت عنوان ( نشر الدين الأسلامي ) ، والسؤال الأول ، هل يتم نشر الدين بالقتل والسبي والأستعباد وجلب الغلمان ونهب الاموال والممتلكات .. !! ، أم يتم بالدعوة السلمية للعقائد الجديدة في بلاد بعضها يدين بالمسيحية ، ودول أخرى هي أصلا تدين بالأسلام ! ، والسؤال الأخر ، هل يحتاج الأمر لدول أسلامية أن تكون جبرا وحصرا تحت ظل الحكم العثماني ! .. أود في هذا لبحث المختصر ، أن أضع ولو ضوء قنديل على بعض الوقائع والأحداث ، ليس حصرا بل الأكثر معرفة والأكثر شيوعا ، كالأتي :
  أولا * الحرملك : يمكن أعتبار الحرملك هو علامة مميزة وواقع هيكلي ومكاني فارق للخلافة العثمانية ، لأنه يمثل الحياة الخاصة ، المميزة بالترف والمجون والخلاعة للسلطان العثماني ، فهو مكان للجواري الذين يتمتع بهن السلطان تحت أشراف أحد أعضاء العائلة المالكة / وغالبا ما تكون والدة السلطان أو أخته .. ، وتمارس رئيسة الحرملك سلطة مطلقة في اختيار أعضاء الحرم وتوزيع أدوارهم ولا يضاهي سلطتها هذه سوى السلطان نفسه ، وهي التي تختار الجواري ليطأهن السلطان ، الذي هو بالعادة يكون أبن هذه المسؤولة أو أخوها ! .. ، و رجوعا الى أسم الحرملك ، فيقال " ان اللفظة نفسها آشورية مأخوذة من كلمة « حرمتو » اي النساء / نقل من مدونة قال الراوي " ، وقد ارتبط مفهوم الحريم بالدولة العثمانية للدلالة على الجناح الضخم الملحق بقصر السلطان  والذي يضم والدته وزوجاته وجواريه ، وأبنائه .. كان الحرم السلطاني في الباب العالي يأخذ مساحة كبيرة تضم ما يزيد على 400 غرفة ، وكان يضم أيضًا الخدم والموظفين من النساء فقط للاهتمام بأعضاء الجناح ومرافقه ، أما مصدر الجواري فهو ( الشراء ، الإهداء للسلطان ، السبايا وهناك من تجبرهم ظروفهم القاسية على اللجوء إلى الحرملك ) ، أما سبب وجود الحرملك من و جهة نظر السلاطين العثمانيين ، فهو لأن الجواري كانت تستعمل لإنجاب أكبر عدد من البنين لتقوية الدولة و السلالة العثمانية . وكان السلاطين يفضلون الجواري على الزوجات الشرعيات لأن زوجاتهم غالباً ما تكون من السلالة نفسها أو من عائلة مرموقة مما يثير خوف السلاطين على أن يكون ولاء هذه النساء لعائلاتهن وليس لأزواجهن ، وكان يطلق على النساء اللاتي يخترن لمخدع السلطان « خاصكي » . والخاصكي التي تلد ابناً للسلطان تتمتع بامتياز خاص : فتذهب بمراسيم خاصة لتُقبّـل يد السلطان وهي ترتدي التاج وفرو السمور ، وكان يُفرد لها جناح خاص في البلاط ، أما إذا أنجبت بنتاً يطلق عليها « خاصكي خاتون » ومعناها والدة ابنة السلطان .. / نقل بتصرف مع أضافات الكاتب ، من المواقع التالية : harimalsultan.wordpress.com  ، ثقافات و الويكيبيديا ..                                                                                                                   1 . ان الحرملك يمثل أدق صورة واقعية للعبودية الجنسية للمراة ، أن هذا المهجع يمثل أهانة للمرأة بوضعها الأنساني والأجتماعي والأسري . فهو مستودع لحريم السلطان ، في أي وقت أو مكان يحتاج أليه السلطان .                                                                                                                                          2 . أن الحرملك ، منظومة سرية تديرها الأسرة الحاكمة ، بعيدا عن أعين السلطنة ، فهي تخضع لمزاج والرغبة والميول الجنسية للسلطان ، وقد جرت الكثير من الدماء من أجل هذه السرية ، ويحدثنا موقع / ثقافات ، عن محاولة معرفة هذه الخبايا بالتالي (  .. من ذلك حادثة لأحد تجار البندقية ، أمسك منظارا وحاول أن ينظر من بعد من فوق منزله إلى أجنحة الحريم السلطاني ، وسرعان ما اكتشف أمره وهو يقوم بمحاولته في كشف خبايا الحريم ، فأمر السلطان بشنقه فوراً . وتكررت المحاولة بعد ذلك وقام بها أرمني ، يعمل ترجماناً للسفير الفرنسي في استانبول ، وألقت السلطات العثمانية القبض عليه وأسرعت بشنقه ) .                                                                                                    3 . أن سلطة الحرملك ، ليست سلطة في تنظيم الحياة الجنسية للسلطان فقط ، " بل لقد شكل تدخل حريم الحرملك ، بدرجات متفاوتة ، في شئون الدولة ، ظاهرة فجة ومتكررة ، حتى بات « الحرملك بمثابة بلاط داخل البلاط » ! / نقل من نفس المصدر السابق " .                                                                                                              4 . الحرملك ، مفهوم ونهج للجواري وللعمارة والثقافة وحتى للسياسة خلال حقب الخلافة العثمانية ، ويعبر ، مثلا قصر  ( ضولمه باغجه ) ، نموذجا للعمارة الرائعة ، فهو يبين " الاهتمام الشديد بزخرفتها من الداخل بالخزف العثماني والآيات المذهبة والرسوم . ويتمتع هذا القسم من القصر بإطلالة بديعة على الخليج الذهبي والبوسفور ، ولذلك كانت تضاف إليه باستمرار مبان كـ « ركن بغداد » البديع الذي بني ذكرى لحملة السلطان مراد الرابع ضد الصفويين عام 1634م .. / نقل من موقع الحياة تجريبي " . والسؤال ، هل بنيت القصور خلال الحقبة العثمانية من أجل الشعب المقهور ! ، أم من أجل السلطان وولعه بالجواري ، هل هذه القصور بما فيها أركان الحرملك ، بنيت وشيدت / والتي صرف عليها ملايين الليرات من الذهب ، من أجل حضارة معينة للشعب ، أم بنيت من أجل العبودية الجنسية للجواري ، ومن أجل الهوس والرغبة الجنسية للسلطان !! . هذه مجرد تساؤلات ! .                                                             
ثانيا * ليس من خلافة بربرية ، همجية ووحشية كالخلافة العثمانية ، فالسلاطين العثمانيون أوحش من الوحوش في سبيل سعيهم وراء الخلافة والسلطنة ، حتى لو كلف ذلك قتل الابناء / كما قتل السلطان سليمان القانوني ( 1494 / 1566 م ) أبنه وولي عهده الأمير مصطفى وذلك خوفا من طمعه بالملك ، أو قتل الأخوة ، والغرابة أن القتل ، وضع له مسوغ قانوني وفق الشريعة الأسلامية ، التي يكيفها الفقهاء حسب مقتضيات الحكم ، والفقهاء كالعادة يفتون حسب رأي ورغبة السلطان ، وتقول هذه المادة ( " إذا تيسرت السلطنة لأي ولد من أولادي فيكون مناسبًا قتل إخوته في سبيل تأسيس نظام العالم ، وقد أجاز هذا معظم العلماء ، فيجب العمل به " ، وشرحها " إن عقوبة الإعدام في كل نظام قانوني وحقوقي للمحافظة على الصالح العام ، أي " نظام العالم " حسب تعبير القوانين العثمانية ، أي لصالح " نظام المجتمع " / نقل من الموقع التالي بتصرف مع أضافات الكاتب http://ottoman-state.blogspot.com ) ، والتساؤل هنا ، أي قانون أنساني ينص على قتل الأخوة والأبناء من أجل الخلافة ، فأنها كلمة حق يراد بها باطل ، وأي منفعة أجتماعية في هكذا توحش ، أن كمية الدم المتضمن في الخلافة العثمانية فاق كل شئ ! ، ومن أغرب وأشنع من قتلوا في سبيل بقاء الخلافة لهم ، هو ما حدث في عهد السلطان محمد الثالث ( 1566 – 1603 م ) ، فقد جاء في موقع  yallafeed.com/ashhr  ، التالي ، نقل بتصرف (  وكان الحادث الأبشع في حياة الأسرة العثمانيّة الحاكمة هو التالي : أنه بعد لحظاتٍ من تنصيب  محمد الثالث سلطانا ، أمر بتجهيز 20 قبراً ، أحدهم لأبيه السلطان مراد الذي توفي ، و19 قبراً لأشقّائه الأمراء ، حيث تم خنقهم من قبل الجلّادين ، ليخرج من القصر 19 تابوتاً بالوشاح الأسود في مجزرةٍ بكل معاني الكلمة ، كان من بينهم 3 رضّع و 5 أطفال أعمارهم بين 3 و 6 سنوات .. ) ، هذا هو الحكم العثماني ، لا رحمة ولا شفقة حتى مع الأهل ، شابا كان أو رضيعا ، المهم الحكم والسلطنة ، ولتجري الدماء أنهارا !!  .                                                                                                                   
ثالثا * السلطنة الطائفية وقتل الشيعة : المعروف عن العثمانيون ، عدم قبول الأخر ، وهذا يتحقق في كل بلد يتم فتحه من قبلهم ، ليس فقط المسيحيين ، بل حتى المسلمين والشيعة خاصة ، فقد جاء في موقع / شبكة النبأ المعلوماتية ، التالي :    (( أنتهج الاتراك موقف معادي للشيعة وانتهاج سياسة همجية وقاسية تجاههم فأمتلأ تاريخ دولهم بصفحات سوداء وعمليات إبادة بحق الشيعة في كل زمان ومكان ، وتشير المصادر إلى أنهم ـ أي الأتراك ـ كانوا يحاولون بشتى الطرق إلى إبادة هذه الطائفة واستئصالها عن بكرة أبيها ، فما إن وطأت أقدام الأتراك الغزاة أرض الهند عام (392هـ/1001م) حتى سعى قائدهم ( محمود بن سبكتكين الغزنوي ) إلى حرب الشيعة واضطهادهم ومحاربة معتقداتهم وقتل علمائهم وسلبهم ونهبهم ، وقد استمر في غزواته لفتح تلك البلاد حتى عام (416هـ/1025م) وقد سفك في تلك السنوات مما لا يحصى من دماء الشيعة وغيرهم حتى وصفه المؤرخون بأنه " متعطش للدماء مغرم بالتدبير " )) . أن أي خلافة تقوم على مكون واحد لا يمكن أن تستمر ، وهي حتى أن أستمرت زمنا ، فأنها سوف تحتضر وتفنى بعد حين ! .                                                                                                                               
رابعا * مذابح الأرمن : وهي عملية تصفية عرقية ، أرتكبتها السطنة العثمانية بحق الارمن ، وتعتبر الابشع والأفضع في التاريخ ( حيث قامت الدولة العثمانية بمذبحة بحق الأرمن ، أضافة الى تصفية طوابير من المسيحيين / الكلدان والسريان و الأشوريين واليونانيين .. ، وتعتبر هذه المذبحة تصفية بشرية عرقية دينية ، قام بها الأتراك ، متجردين من الرحمة ومن أي حس أنساني ، وذلك في يوم 24 نيسان 1915 ، حيث قام الأتراك بالتعاون مع عشائر كردية بإبادة مئات القرى الأرمينية شرقي البلاد في محاولة لتغيير ديموغرافية تلك المناطق لأعتقادهم أن هؤلاء قد يتعاونون مع الروس والثوار الأرمن ،  وأستمرت المذبحة حتى عام 1922 - أثناء عهد أتاتورك / نقل بتصرف من مقال لكاتب المقال بعنوان " مذابح الأرمن .. الوجه الحقيقي لتركيا اليوم " ) .. هذه هي الخلافة العثمانية ، التي يتغنى بها حاكم تركيا اليوم " أردوغان " ، ويطبل لها الدعاة المسلمين ، حالمين بأن التأريخ سيعيد يوما نفسه ، وترجع تلك الخلافة العثمانية البشعة ، التي فتكت ليس فقط بالمسيحيين ، بل بالعرب عموما أيضا ! .                                                                                 
خامسا * العثمانيون والفتك بالمصريين : كذبا كل ما يقال مأ ان الخلافة العثمانية ، بسطت نفوذها في البلدان ، ومنها مصر ، من اجل حماية الأسلام والمسلمين ، أن العثمانيون قتلة للمسلمين ، همهم هو بسط النفوذ وأمتلاك الحكم والسلطة والأرض ، أنهم يكرهون العرب ، ويعتزون ب " العثمنة " ، ومن مقال في / موقع اليوم السابع للكاتب عبد الرحمن مقلد ، نقل بتصرف وأختصار ، يقول عن حقبة أحتلال الأتراك لمصر وما أرتكبوه من جرائم ، التالي ( كانت القاهرة قبل عام 923 هجرية ، عاصمة الخلافة الإسلامية ، وكان حكامها من المماليك من المدافعين عن الإسلام والعرب ، وكانت تدين لها بلاد الحجاز بالولاء ، وكانوا القائمين على شؤون الحرمين ، علاوة على أن مصر كانت مقر الخلفاء العباسيين بعد سقوط بغداد ، لتنتهى بعد نقل الخليفة المتوكل عنوة إلى اسطنبول ليتنازل عنها لسليم الأول الامبراطور التركى ، غزا العثمانيون مصر بقيادة سليم ، بمبررات الدفاع عن الدين الإسلامى وحماية الشريعة ، مستندين لرسالة أرسلها شيوخ وقضاة الشام تطلب إنقاذهم من ظلم المماليك وتعطيل الشريعة . ولم يكن شهر محرم لعام 923 هجرية الموافق يناير 1517 م ، شهرًا عاديًا على مصر ، ولكنه كان يوم نكبة وحسرة ، وحسب ما يقول المؤرخ المصرى محمد ابن إياس فى كتابه « بدائع الزهور فى وقائع الدهور » ، وصل الأمر لوصفه أنه وقع في مصر ، مثل ما وقع من جند هولاكو فى بغداد . ابن إياس الذى توفى عام 1523 ، أى بعد 6 سنوات من سقوط عاصمة الخلافة فى هذا الوقت « القاهرة » فى يد الترك ، وروى الأهوال التى تذهل لها العقول مما قام به الأتراك وفاقت ما قام به من بعده الإنجليز والفرنسيون بل والاحتلال الإسرائيلى ، والتى وصلت لاقتحام الأزهر الشريف ومسجد ابن طولون وجامع الحاكم ، وإحراق جامع شيخو ، كما أنهم خربوا ضريح السيدة نفسية وداسوا على قبرها . الأتراك هدموا الدين ذاته ، فعسكر الأتراك " قلة دين يجاهرون بشرب الخمور فى الأسواق بين الناس " وبين أن عدد مذابح العثمانيين فى مصر .. وصل الى 10 آلاف قتيل من عوام المصريين فى يوم واحد وعرّوا الناس فى الشوارع .. والاتراك أطعموا الغلال لخيولهم وسرقوا الدجاج والأغنام من الفلاحين وفرضوا الإتاوات فجاع الناس .. ) .     
خاتمة - الأضاءأت / الخوازيق : أرى أن أفضل خاتمة للخلافة العثمانية هو سرد بعض الشي عن الخوازيق ، ويعتبر الخازوق ميزة بل علامة أخرى للخلافة العثمانية ، بالرغم من أنه كان معروفا تاريخيا سابقا ، ولكن العثمانيون رسخوه ومارسوه كوسيلة للأعدام المرفق بالتعذيب ، و« الخازوق » كمفهوم : " هي إحدى أشنع وسائل الإعدام ، حيث يتم اختراق جسد الضحية بعصا طويلة وحادة من ناحية ، وإخراجها من الناحية الأخرى ، حيث يتم إدخال الخازوق من فم الضحية أحيانا ، أو في الأعم الأغلب يدخل من مؤخرة الضحية ليخرج من رأسه ... / نقل من موقع المصري اليوم " .   وقد ربط الخازوق بتاريخ المنطقة العربية ، وأقترن بدخول العثمانيين لمصر والشام ، حيث أستخدم كأدات للموت الوحشي ، ( وقد تفنن الأتراك في صنع الخازوق ، وكانت الدولة العثمانية تدفع المكافآت للجلاد الماهر الذي يستطيع أن يطيل عمر الضحية على الخازوق لأطول فترة ممكنة تصل إلى يوم كامل ، حيث يتم إدخال الخازوق من فتحة الشرج ليخرج من أعلى الكتف الأيمن دون أن يمس الأجزاء الحيوية من جسم الإنسان كالقلب والرئتين بأذى قد يودى بحياة “ المخوزق ” سريعا  / نقل بتصرف من موقع خارج السرب ) . هذه هي ثقافة الخلافة العثمانية ،  فالخلافة العثمانية لم تخلق حضارة معينة ، بل أوجدت حضارة خوازيق وقهر للبلدان التي تحتلها ، أضافة الى خوزقة شعبها المقهور .                                                         
سقوط الخلافة :                                                                                                                          " بعد ستة قرون من الخلافة العثمانية المريرة ، سقطت الدولة العثمانيّة ، بعد الحرب العالميّة الأولى ، ونشط في هذه الفترة مصطفى كمال أتاتورك ، الذي عمد الى ، إنهاء الخلافة وإلغاء منصب السلطان ، وتمّ توقيع معاهدة لوزان ، وهي معاهدة بين تركيا الحديثة وريثة الدولة العثمانيّة والدول المُنتصرة في الحرب العالميّة الأولى ، وأعترفت بموجبها بسيطرة بريطانيا على قبرص ، وبسيطرة إيطاليا على دوديكانيسيا اليونانيّة ، كما تخلّت تركيا عن أيّ مطالب لها في المشرق العربيّ .. وفي عام 1924م انتهت الخلافة الإسلاميّة نهائياً في تركيا ، وانهارت الدولة العثمانيّة التي دامت أكثر من ستّة قرون .. / نقل بتصرف من موقع موضوع كوم " . وبدأت دولة تركيا الحديثة ، بعهد أتاتورك ( ولد في 19 مايو 1881 - توفي 10 نوفمبر  1938 ) ، دولة علمانية ، بسيطرة عسكرية على الدولة ، وركن الدين جانبا ، الى أن برز دور ( رجب طيب أردوغان ) ، الذي يريد أن يرجع الخلافة العثمانية بأسلوب جمهوري ، مع أعادة الدين للواجهة ، وتقليل دور جنرالات العسكر ، وتركيز سلطته المطلقة ، ولكن لا يمكن لخلافة الظلم والقهر والتوحش والجواري والخصيان والخوازيق .. أن تستنسخ مرة أخرى في القرن 21 .










214
                                  غزوة كنيسة آيا صوفيا والخذلان العالمي والكنسي

  ( بساطيل العثمانيين وحوافر خيولهم وسنان رماحهم تغزو كنيسة آيا صوفيا وتحولها الى مسجد في القرن 21 ) 

المقدمة :                                                                                                                                   جاء في الأخبار تحويل كنيسة آيا صوفيا الى مسجد ، حيث ورد فيCNN   بتاريخ  10.07.2020 ما يلي ( قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، إن تحويل المعلم التاريخي الشهير آيا صوفيا إلى مسجد ، يعتبر " بعثا جديدًا قد تأخر" ، و" بشارة نحو عودة الحرية للمسجد الأقصي" ، وأضاف أردوغان ، عبر تويتر ، مساء الجمعة ، أن "إحياء آيا صوفيا هو بداية جديدة للمسلمين في كافة أنحاء العالم من أجل الخروج من العصور المُظلمة.. وأكد الرئيس التركي أن الخطوة تؤكد أن بلاده "فاعل وليست مفعولا به في هذا الزمان والمكان" ) .
الموضوع :                                                                                                                                        سأسرد فيما يلي بعض المحطات التي مرت على كنيسة آيا صوفيا ، وبأختصار . أن أسم " صوفيا " ليس من أسماء العلم التي تحمل الكثير من المعاني بل ( أن معنى اسم صوفيا كما ورد في معجم معاني الأسماء هو " الحكمة " ، وما يجب ذكره أن صوفيا في اللغة اليونانية تعني الحكمة أي أن الكلمة معربة بترجمتها على عكس بعض الأسماء العلم الأخرى / نقل من موقع muhtwa.com  ) ، وتم بناء آيا صوفيا من قبل الأمبراطور جستنيان في الألف السادس للميلاد ، وقد ورد في موقع / المعرفة ، بشأنها ما يلي ( آيا صوفيا هي كاتدرائية سابقة ومسجد سابق وحاليا متحف يقع بمدينة إسطنبول بتركيا ، وتعد من أبرز الأمثلة على العمارة البيزنطية ، بدأ البناء في هذه الكنيسة عام 532م ، واستغرق بنائها حوالي خمس سنوات حيث تم افتتاحها رسمياً عام 537م ) . وأستمرت ككنيسة لغاية عام 1453 م ، بعدها ( قام السلطان العثماني السابع محمد الثاني بتحويل مبنى آيا صوفيا - الذي قدم خدمات العبادة للمؤمنين المسيحيين بها لمدة 916 عاما . وتحولت من كنيسة إلى جامع بعد فتح إسطنبول في 29 مايو 1453 ، أي أصبحت مسجدا للفترة من 1453 لغاية 1931 م ، ثم كانت متحفا من 1931 لغاية 7 . 2020 / نقل من موقعي وطن و يا هلا أسطنبول ) .. أن قرار تحويلها الى مسجد لاقى الكثير من الأستهجان ، ففي موقع أحوال / تركيا ( عبر أعلى مسؤول للأرثوذوكس وهو البطريرك المسكوني بارثولوميو - الزعيم الروحي لنحو 300 مليون مسيحي أرثوذكسي في العالم ، وقال : أن " تحويل آيا صوفيا إلى مسجد سيثير غضب ملايين المسيحيين حول العالم ، ويتخذ البطريرك بارثولوميو من اسطنبول مقرا له .. ) ، كما أكد ( مجلس كنائس الشرق الأوسط ، أن قرار الرئيس التركي أردوغان تحويل كنيسة “آيا صوفيا” إلى مسجد هو اعتداء على الحرية الدينية التي كرستها المواثيق والأعراف والقوانين الدولية داعياً المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة إلى موقف حاسم من هذا القرار وإعادة الاعتبار للرمزية التاريخية التي تمثلها كنيسة آيا صوفيا . نقل من موقع / SANA ) .   
القراءة :                                                                                                                                              1 . أن تحويل كنيسة آية صوفيا الى مسجد ، هو مؤشر جديد يشرعن على أنتهاك وسلخ حقوق المراكز الدينية من أصحابها الأصليين - المسيحيين ، وتلصيقها بغير حق الى الغزاة المسلمين / أشارة الى غزو وفتح القسطنطينية من قبل السلطان العثماني محمد الفاتح ، وذلك عبر قرار من قبل حكومة الرئيس التركي رجب طيب  أردوغان - أحد زعماء الأخوان المسلمين في العالم ، وأحد قيادي وداعمي الأرهاب الأسلامي الدولي ، والذي له بصماته الواضحة في تدمير كلا من : سوريا ، العراق ، مصر وليبيا .                                                                                             2 . للعلم هناك الكثير من الكنائس قد تحولت الى مساجد منها ، على سبيل المثال وليس الحصر ( المسجد الأموي / سوريا ، مسجد الخضراء / فلسطين ، جامع العطارين / مصر ، جامع العرب / تركيا .. نقل من موقع / رصيف 22 ) ، السؤال هنا لم هذا الجبن الدولي ولم هذا الخضوع المهين من قبل ما يسمى بالعالم المسيحي – أسما وليس فعلا ! ، ولم لم يتدخل الرئيس ترامب في هذا الأمر كما حصل عندما أطلق سراح القس أندرو برانسون ، الذي أعتقل في تركيا عام 2017 وأطلق سراحه وأعيد الى أميركا عام 2020  ! / بدور أمريكي فعال ، وأين موقف الرئيس الروسي بوتين / وهو الزعيم الأرثوذكسي الأقوى في العالم ! ، الكل صامت ، لا فعل ! سوى البيانات الفارغة الرنانة ! .                                    3 . أما التخاذل والهوان في الشأن الكنسي من قبل قادة الكنيسة / أرثوذكس وكاثوليك وبروتستانت .. ، فيشار له بالبنان ! من ضعفه وتهالكه ، الكنيسة تمر بحالة من التخاذل والتهالك ليس له مثيل ، لأن الرؤوس الكنسية لم تقدر أن توحد الأعياد فكيف لها أن تحرر الأرض التي خصصت للصلاة والعبادة ! ، فلا يوجد لقادة الكنيسة من ثقل ، لا أقليمي ولا دولي ولا حتى وزن سياسي ، فهم قادة تقليديين ، ليس لهم من كلمة مؤثرة على الدول المحسوبة على المسيحية ، فكيف يكون لهم تأثيرا على الدول الغير مسيحية ! . وهذا الأمر بالرغم من أنه يتعلق بالكنيسة الأرثوذكسية ، ولكنه شأن يمس الكنيسة بالعموم ، وكان لا بد ان تتوحد الكنائس من أجل موقف حازم دولي ، ولكنه تمخض عن موقف هزيل - فلا حياة لمن تنادي .                                                                                                                           4 . الذي يثير الأهتمام هو جملة أردوغان : أن بلاده " فاعل وليست مفعولا به في هذا الزمان والمكان " ، وهذا الأمر يؤشر على مدى أهانة أردوغان للمجتمع الدولي والكنيسة معا ! ، لأنه متيقن من الصمت العالمي ، هذا أذا لم يكن قد أخذ الضوء الأخضر من الدول الكبرى ! أما قوله بأن تحويل آيا صوفيا الى مسجد أنه : " بشارة نحو عودة الحرية للمسجد الأقصى " ، فهو كلام أستهلاكي لا قيمة له ، لأن تركيا مع الدولة الأسرائيلية قلبا وقالبا .
كلمة :                                                                                                                     على الكنيسة والدول الغربية أن تعي ، أن تركيا وغيرها من الدول ستتجرأ على أفعال أكبر وأضخم ، وأكبر دليل على ذلك ، الدور الفعال والهدام التي تمارسه عربيا ودوليا ، فهي تغذي وتشرعن للأرهاب وتبني مؤسسات ومراكز تبث بها روح التفرقة والتكفير للأخر ، وتعمل أيضا على أسلمة تركيا ، كما أنها تجند الشباب الغربي للأرهاب الدولي ، كل ذلك والدول الغربية في سبات عميق قد لا تفيق منه ، أو قد تفيق ، ولكن بعد فوات الأوان . 


215
                           قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية /                                                                                                                                           
                                        الجزء الثالث - الخلافة العباسية /
                                                   القسم الثاني
تنويه :                                                                                                                                             1 . أرتأيت أن أسرد في بداية كل جزء من سلسلة المقالات / ذات الصلة ، نفس المقدمة ، لأنها تقريبا ، دالة ومؤشرة على كل حقب تعاقب الخلافات الأسلامية .                                                                                                         2 . نظرا لطول حقبة الخلافة العباسيىة ، أرتأيت أن تكون الحقبة على جزئين ، وللعلم من أنه حتى الجزئين ، فانهما لا يغطيان الموضوع كليا .
المقدمة :                                                                                                                            مارس رجال الأسلام / شيوخ وكتبة ودعاة .. نوعا من القهر الفكري على العقل المجتمعي للمسلمين خاصة ولغير المسلمين أيضا ، وذلك عن طريق حجب الحقائق ، وتضليل الذهن ، ونشر الخرافات ، وتزوير الوقائع ، وجعل الظالم مظلوما ، والمظلوم ظالما .. هولاء الرجال نقلوا صورة أسطورية للمجتمع / الأسلامي خاصة ، من أن عصر الخلافات / من الخلافة الراشدة الى الخلافة العثمانية – مرورا بالخلافة الأموية والخلافة العباسية ، من أن هذه الحقب ، هي حقب كسلسلة من اللؤلؤ والمرجان ، شعارها نشر الدين بالحب والقبول ، وطابعها هو الورع والتقوى والتدين والزهد ، لا مجون ولا خمر ولا فسق ولا غزل بالجواري ولا لواط بالغلمان ، حقب أنتشرت بها المعرفة ، وساد بها العدل والمساوات ، حتى بالنسبة لليهود والمسيحيين فقد كان حالهم حال المسلمين!  لا تفرقة ولا خلاف ولا أختلاف ، فقط تحقيرهم ، وفرض الجزية عليهم ، والمعاملة الدونية لهم ، ك " أهل الذمة "، ولولا دورهم بالطب والترجمة والمعرفة عامة ، لسحقوا أو هجروا !! ، كما صوروا خلفاء وأمراء وقادة ورجال تلك الحقب ، على أنهم ، ظل الله على الأرض ، ودعاء ، تركوا متاع الدنيا ، وعشقوا الأخرة ! .. في هذا البحث المختصر سأسلط الضوء على بعض من هذه المغالطات بالمراجع وبالأسانيد ، لكي يفقه ويعي الفرد المسلم قبل غيره ، على حقيقة الصورة الحقيقية لعصر تلك الخلافات الغابرة المقيتة ! المعبأة  بروايات بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع ، وذلك لأن تلك الروايات الماضوية كتبت تحت سيف ونار الخليفة أو الحاكم ، ولكن هذا لا يعني أنطواء كل الحقب تحت شبهة التزييف والتضليل ! وهذا لا يحجب أيضا من وجود بعض الجوانب المنيرة.                                                                                               

                                                             بداية  .. القسم الثاني
سابعا - فقهاء وقضاة وأدباء لوطيون  : نقل من المواقع التالية ، www.goodreads.com ، الموسوعة العربية ، أهل القرأن ، الويكيبيديا ، www.arageek.com والشبكة الليبرالية الحرة - بتصرف مع أضافات الكاتب .                                                                                                                           
1 - قاضي القضاة يحيى بن أكثم بن مُحمّد التميمي : ( توفي 22 ذو الحجة 242 هـ ) ، عالِم وإمام وفقيه وراوٍ للحديث النبوي وقاضي قضاة أهل البصرة ويُعّد من تبع التابعين ، كانَ من كِبار الفقهاء وأئمة العلم في زمانه ، واشتهر عنه أنه كانَ شديد القرب مِن الخليفة العباسي المأمون كَما اشتهر عنه مواجهته للكثير ، خاصة للشيعة ، وواجه المعتزلة وقولهم بِخلق القرآن . والمأمون الذى تستّر على قاضى القضاة يحيى بن أكثم أشهر ( لوطى ) فى العصر العباسى قائلا عنه ( أما يحيى بن أكثم فما ندري ما عيبه ‏!‏ أما ظاهره فأعف خلق الله ) ، ولكن الذى تواتر فى سيرته هو اتهامه يالشذوذ الجنسى الايجابى .                                                                                                2 . الفقيه محمد بن داؤود الظاهري ، المتوفي عام 297 هجرية ، أبوه داود بن على فقيه العراق ومنشىء المذهب الظاهري / الذي يقف عند ظاهر النصوص ويمنع تأويلها والاجتهاد فيها ، وهو صاحب الكتاب الضخم " تاريخ بغداد " .. وذكر الخطيب البغدادي أن محمد بن داود كان يهوى فتى حدثا من أهل اصبهان يقال له محمد بن جامع ويقال له ابن زخرف .. وكان الفتى / ابن جامع ، هو الذى ينفق على محمد بن داود ، حتى قيل ( لم ير معشوق ينفق على عاشق غيره ) . ودخل محمد بن جامع يوما الى الحمام وخرج فنظر فى المرآة فأعجبه حسنه فغطى وجهه بمنديل ، وجاء الى الفقيه محمد بن داود وهو على تلك الحالة فقال : ما هذا ؟ قال : نظرت فى المرآة فأعجبنى حسنى فما أحببت أن يراه أحد قبلك ، فغشى على محمد بن داود من فرط العشق .                                                                                                             3 . محمَّد بن مُناذر مولى بني صبير ابن يربوع ، المتوفى عام 198 هجرية ، يكنَّى أبا جعفر، وأبا عبد الله ، وأبا ذريح . أديبٌ شاعر مقدَّمٌ في العلم باللُّغة ، نشأ في البصرة ، وكان أوَّل أمره ناسـكاً ، ثمَّ تهتَّكَ ، وقذفَ أعراضَ أهل البصرة ، فأُخْرِجَ منها ، فهربَ إلى الحجاز ، وبقيَ فيه حتى مات في مكَّة .. قيل عنه ( سمع محمدًا وشعبة وسفيان بن عيينة وغيرهم ‏.‏ وكان محمد بن مناذر يتعبد ويتنسك ويلازم المسجد ، ثم هوى عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي فتهتك وعدل عن التنسك وأظهر الخلاعة . وكان عبد المجيد من أحسن الناس وجهًا وأدبًا ولباسًا ، وكان يحب ابن مناذر أيضًا ) / المنتظم 10 / 71.                                                                                                                                                              4 . أبو نؤاس : هو أبو علي الحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس ، ولد في مدينة الأحواز من بلاد خوزستان جنوب غربي إيران سنة (145 هـ / 762م) لأب دمشقي حكمي وأم فارسية واسمها جلبان (بضم الجيم) ، نبغ في  الشعر والأدب بل كان يدرس الفقه والحديث والتفسير حتى قال فيه ابن المعتز في كتابه ’طبقات الشعراء‘ : " كان أبو نواس ٍعالماً فقيهاً عارفاً بالأحكام والفتيا ، بصيراً بالاختلاف ، صاحب حفظٍ ونظرٍ ومعرفةٍ بطرق الحديث ، يعرف محكم القرآن ومتشابهه ، وناسخه ومنسوخه " . وحين توفي الرشيد وتولى ابنه الأمين الحكم من بعده فعاد أبو نوّاس إلى بغداد حيث كانت تربطه صداقة قديمة بالأمين ، أبقاه الأمين بجواره يستمع إلى مدحه وطرائف شعره . وعندما توفي الأمين رثاه أبو نواسٍ بقصائد تنم عن صدق عاطفته نحوه . وكان ابو نواس عاشقا متيما بالغلمان وشديد الولع بهم وفي ذلك يذكر أن أبا نواس وهو في زيارة للخليفة هارون الرشيد أُعجب بغلام جميل لدى الرشيد ، وطلب أن يبيت عند الخليفة في تلك الليلة ، فأمر الخليفة بأن يبيت أبو نواس على الأرض والغلام ( أبو طوق ) على السرير ، لكن عندما أتى الصباح قدِم الخليفة ، فوجد أبا نواس والغلام معا على السرير ، وعندما سأله الرشيد غاضبا عن سبب عدم إطاعته لأوامره ، أجابه أبو نواس ، قائلا :                                                    هزّني الشوق إلى أبي طوق .. فتدحرجت من أسفل إلى فوق                                                                                    ويذكر أيضا بأنه ذات يوم كان هو ومجموعة من خلانه ذاهبون للخمارة بنية السمر وشرب الخمر وإذا بهم في الطريق وتقام صلاة العشاء فقال أحدهم دعونا نصلي أولا وبعد ذلك نذهب لمقصدنا فرد عليه أبونواس قائلا   :
دع المساجد للعباد تدخلها       * وأذهب بنا إالى الخمار يسقينا
ما قال ربك ويل للذين سكرو   * بل قال ربك ويل للمصلين .                                                                                         * بالرغم من أن الدولة العباسية ، بزغ بها الكثير من الرجال الافذاذ ، ولكنها بذات الوقت ، ظهر بها الكثير من الرجال الذين أرتبط أسمهم بالشذوذ والمجون والخلاعة والتهتك ، وهم في أعلى مراتب الدولة الوظيفية ، و في أرفع المكانة العلمية والأدبية والقضائية . 
                                                                                                                                                       ثامنا – مقتل أبو مسلم الخراساني : يحفظ التاريخ لنا عن شخصيتين ظهرتا في الدولة الأموية ثم الدولة العباسية اشتهرتا في التاريخ بالقوة والشدة وسفك الدماء وكان لهما الأثر البالغ في تشييد كلتا الدولتين أولهما الحجاج الثقفي ، وثانيهما أبو مسلم الخراساني ، " الذي كان غلاماً للسراجين في بغداد فرأه الإمام محمد بن علي بن عبد الله بن عباس والد المنصور والسفاح فاعجب به وضمه الي الدعوة لبني العباس حتي اصبح كبير الدعاة في خراسان وما والاها وما ان استتب الامر لبني العباس حتي سار هذا السفاح من اعظم القتلة وكان سيفا مصلتاً علي العرب خاصة " . كثيرون يعتقدون ان الحجاج بن يوسف الثقفي هو اشهر واكبر طاغية وهذا فيه بعض الحقيقة ، لكن ابو مسلم كان يوازيه في القتل وسفك الدماء ، وقد قال عنه الامام الذهبي : كان أبو مسلم بلاء عظيما على عرب خراسان فإنه أبادهم بحد السيف ، وقال الذهبي : كان أبو مسلم سفاكا للدماء يزيد على الحجاح في ذلك وهو أول من سن للدولة لبس السواد ، وكان ذا شأن عجيب ونبأ غريب من رجل يذهب على حمار بإكاف من الشام حتى يدخل خراسان ثم يملك خراسان بعد تسعة أعوام ويعود بكتائب أمثال الجبال ويقلب دولة ويقيم دولة أخرى ، ويعتبر  أبو مسلم صاحب الدعوة العباسية وهازم جيوش الدولة الأموية والقائم بإنشاء الدولة العباسية .. وفي واقعة قتله من قبل الخليفة المنصور ، خاطبه المنصور : لم قتلت سليمان بن كثير ، وإبراهيم بن ميمون ، وفلانا ، وفلانا ؟ ، قال : لأنهم عصوني وخالفوا أمري ، فغضب عند ذلك المنصور وقال : ويحك ! أنت تقتل إذا عصيت ، وأنا لا أقتلك وقد عصيتني ؟ وصفق بيديه - وكانت الإشارة بينه وبين المرصدين لقتله - فتبادروا إليه ليقتلوه فضربه أحدهم فقطع حمائل سيفه ، فقال أبو مسلم : يا أمير المؤمنين ! استبقني لأعدائك ، فقال : وأي عدو أعدى منك ؟. ثم زجرهم المنصور فقطعوه قطعا ولفوه في عباءة .. / نقل بتصرف مع أضافات الكاتب من المواقع التالية ، الالوكة ، قصة الاسلام و ويكي مصدر / من كتاب البداية والنهاية – الجزء 10  .                                                                                        * هذا دليل على أن الملك والحكم هو المحور ، وأذا كان أستمراره يتطلب القضاء على أحد اركان دولة العباس ، فليس من ضير ، المهم عدم الشعور بأي أحساس من قبل أي فرد مهما كان دوره ، من أنه طامعا بالخلافة . 
                                                                                                                                                         تاسعا - سقوط الخلافة /  المستعصم بالله : آخر خليفة عباسي لبغداد ، وحكمها فى الفترة بين 1242 و1258  ميلادية ، بعد أبيه المستنصر بالله ، كان شغوفًا بالقراءة والمطالعة في مكتبة دار الخلافة لساعات طويلة ، لم تتمرّس ثقافته بواقع الخبرة العملية ؛ بل رافقها ضعف بادٍ في الشخصية ؛ ما استثمره رجال الدولة من الأمراء والوزراء لصالحهم ؛.. وتعود بداية غزو بغداد عندما أرسل ابن العلقمي / الوزير الخائن للمستعصم ، إلى هولاكو عام 645 هـ يشيرعليه باحتلال بغداد فزحف إليها ولم تثبت أمامه ، وقام أبن العلقمي  بمساعدة المغول في خطتهم حيث استطاع بحكم منصبة كوزير دولة أن يحث على صرف جيش المعتصم تحت سبب أمن البلاد والعباد ، وذلك بسبب جهل المعتصم  وعدم حنكته ، فوقع فى الفخ وصرف الجيش ولم يبقى في أخر أيامة الا 10 آلاف مقاتل .. يقول ابن كثير : وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب ، حتى أصيبت جارية كانت " تلعب " بين يدي الخليفة وتضحكه ، وكانت تسمى " عرفة " ، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي " ترقص " بحضور المستعصم ، فانزعج الخليفة من ذلك ، وأحضر السهم الذي أصابها ، فإذا عليه مكتوب : " إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره ، أذهب من ذوي العقول عقولهم "  فأمر الخليفة ، بأكثار الستائر بعد هذه  " الكارثة " ( كارثة قتل الراقصة ) !! ، ولم يأمر الشعب بالتجهز للقتال .. وحين وقع المستعصم في الأسر ، ومُنع عنه الطعام ، وشعر بالجوع ؛ أمر هولاكو أن تُقدم إليه الكنوز التي وجدوها في قصره ؛ فقال له المستعصم : " إن الكنوز لا تُزيل جوعًا ". فرد عليه هولاكو ساخرًا : " إذا كانت الكنوز لا تسد الرمق ، وإذا كانت لا تحفظ الحياة ؛ فلماذا لم تعطها لجنودك ليحموك ، أو إلى جنودي ليُسالموك . ويذكر العصامي في كتابه ( سمت النجوم في ابناء الأوائل و التوالي) : أن هولاكو أستبقى المستعصم أياما الى أن استصفى أمواله و خزائنه و ذخائره ، ثم رمى رقاب أولاده و ذويه و أتباعه ، و أمر أن يوضع الخليفة في غرارة ، و يرفس  بالأرجل حتى يموت . ويروى أيضا ، ورغم أن الخليفة المستعصم كان مشهورا بالبخل وحب المال إلا أنه أرشد هولاكو إلى نهر مطمور في القصر من الذهب المتجمد ، ومع ذلك فانه بكي حين أخذ هولاكو يستعرض جواري الخليفة الحسان وعددهن 700 زوجة وسرية وألف خادمة ، وأخذ الخليفة يتضرع إلى هولاكو قائلا     " منّ على بأهل حرمي اللائي لم تطلع عليهن الشمس والقمر " .. / نقل بتصرف مع أضافات الكاتب من المواقع التالية : أسواق المربد ، الوفد ، الويكيبيديا ، الميدان ، موقع النور / مقال ل هند يوسف مجيد السامرائي  والموقع التالي  .www.startimes.com .
شعلة :                                                                                                                                        1 . " قد يدوم الملك على الكفر ولكنه لا يدوم على الظلم " ، فكيف بخلافة قامت على الأثنين معا ، أضافة الى المجون والخلاعة ، الغزل بالجواري ولواط الغلمان ، البذخ والترف ، قتل كل مخالف بالرأي أو بالفكر ، ليس من خلافة كالخلافة العباسية ، فهي كقرينتها السابقة / الأموية ، أولها دم وقتل – مرحلة القضاء على الأمويين ، ونهايتها مذبحة جماعية ، كانت بمثابة تصفية حقبة زمنية بالكامل ، دولة ومؤسسات ورجال مرحلة وكل علماء ورجال الفكر والثقافة والقضاء ، وذلك في بغداد ، على يد التتر / هولاكو عام ( 654 هجرية – 1258 ميلادي ) ، حيث قتل أكثر من مليون وثمانمائة ألف فرد ! ، أما ما يحكى عن نهضة ثقافية وعلمية ، نعم حدث ذلك ، وهو أمر طبيعي ، لحقبة زمنية أمتدت لعدة قرون ، نتيجة لتلاقح الحضارات ، الفارسية واليونانية والسريانية والهندية ، ويرجع ذلك الى نشاط الترجمة على يد المسيحيين وغيرهم ، ومنهم حنين ابن إسحاق العبادي ، رائد الترجمة في العصر العباسي  وغيره العديد .
2 . إن نظام الخلافة العباسي صنع له تراثا ضخما من الأحاديث والتفسيرات والتأويلات ، وبما يتوافق وأسلوب ومبادئ الحكم العباسي ، والتساؤل هنا ، من يقول أن الموروث الأسلامي ، عامة في الحقبة العباسية ، يتطابق مع الحقبة الأموية ، الذي صال وجال به الحجاح بن يوسف الثقفي ، أو يتطابق مع الموروث الأسلامي للخلافة الراشدة / الذي أصلا  كان أغلبه غير مدون ، حيث كانت اللغة العربية ، محكية أكثر من أن تكن مكتوبة ! .. هذه مجرد تساؤلات .                                                             3 . الأسلام كمعتقد والعباسيين كدولة ، هل هناك نوعا من التماثل أو التوافق بينهما ، الجواب لا ، وأنما أستخدم العباسيين الأسلام الدين ، كوسيلة لهما للأستمرار في السلطة ، ولو كان غير الأسلام يجعلهم أو يؤمن لهم ذلك لأنتهجوه ، فهم طلاب سلطة ، طلاب دنيا ، وفي سبيل الحكم ، يقدمون على كل أمر ، يوصلهم الى مأربهم ، وأخذوا يستخدمون الرجال في تحقيق ذلك ، دون أعتبار لأي قيم دينية ، وبغض النظر عن مبدأ العدالة الدينية ، ويروى : " أنه شوهد ( أبو مسلم الخراساني ) في عرفات وهو يقول : إلهي أستغفرك من ذنوبي وأطلب منك الغفران وإن كنت أعلم أنك لا تغفر لي ، فقيل له : لماذا تيئس من رحمة الله وغفرانه ؟ ، قال : إني نسجت ثوباً سداها ولحمتها من الظلم والعدوان وألبستها جسد بني العباس وما دامت دولتهم باقية فصراخ الناس من ظلمهم وتعديهم وتجاوزهم متعالية ، ومع كل هذه المظالم والتعديات كيف أرجو المغفرة . " .                                                                                                                              4 . خلفاء بني العباس ، يتوزعون على عدة نماذج ، منهم : مولعون بالجواري واللهو والمجون والترف ، أو موصومون بالشذوذ / أيجابيا أو سلبيا ، أوهائمون بالغلمان والخصيان ، أو سفاحون قتلة بأشنع الطرق ، اي شخصيات سادية مرضية ، وقد يجمعون أكثر من نموذج في ذات الشخصية ! ، ولكن بالرغم من كل ذلك كانت هناك نهضة حضارية .. رجوعا الى الواقعة الكارثية لسقوط بغداد ، نلحظ من الرواية ، أن المستعصم كان مغيبا ، في عالم أخر ، البلد آيل للسقوط وهو مهتم بالأكثار من الستائر خوفا على الجواري ، هذا من جانب ، ومن جانب ثان الخليفة غير مهتم بالبلاد ، همه الجواري ، وحفظهم من الأذى ، وسترهم ، والشعب سيذبح فيما بعد عن بكرة أبيه ! ، من جانب ثالث ، أن عدد الجواري المذكور / 700 زوجة وسرية وألف خادمة للمستعصم ، هذا لا يعني أن الخلفاء الاخرين ليس عندهم جواري بهذا العدد ، ومن الممكن وجود خلفاء لديهم جواري بالمئات ، لكن الروايات لم تذكرهم ! .

خاتمة :                                                                                                               
  أهم نقطة محورية ومركزية ، تتطابق مع عصور الخلافات السابقة كلها ، أن التأريخ الذي كتب ، ليس كله حقيقة تامة ، ومن المنطق أن يكون به الكثير من الكذب والتدليس والأفتراء ، أضافة أو نقصانا ، كما أنه ليس كل ما كتب قد حدث ، كما أنه هناك الكثير من الاحداث التي قد حدثت فعلا ، ولكنها لم تدون .. واختم الحقبة العباسية ، بالقول التالي للدكتور خالد الذكر / علي الوردي ( ما دام السلطان الظالم محاطاً بالفقهاء ، وهم يؤيدونه فيما يفعل ويدعون له بطول البقاء ، فمتى يستطيع أن يحس بأن هناك أمة ساخطة ) !! .

216
                           قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية                                                                                                                                           
                                        الجزء الثالث - الخلافة العباسية
                                                   القسم الأول
تنويه :                                                                                                                                             1 . أرتأيت أن أسرد في بداية كل جزء من سلسلة المقالات / ذات الصلة ، نفس المقدمة ، لأنها تقريبا ، دالة ومؤشرة على كل حقب تعاقب الخلافات الأسلامية .                                                                                                         2 . نظرا لطول حقبة الخلافة العباسيىة ، أرتأيت أن تكون الحقبة على جزئين ، وللعلم من أنه حتى الجزئين ، فانهما لا يغطيان الموضوع .
المقدمة :  مارس رجال الأسلام / شيوخ وكتبة ودعاة .. نوعا من القهر الفكري على العقل المجتمعي للمسلمين خاصة ولغير المسلمين أيضا ، وذلك عن طريق حجب الحقائق ، وتضليل الذهن ، ونشر الخرافات ، وتزوير الوقائع ، وجعل الظالم مظلوما ، والمظلوم ظالما .. هولاء الرجال نقلوا صورة أسطورية للمجتمع / الأسلامي خاصة ، من أن عصر الخلافات / من الخلافة الراشدة الى الخلافة العثمانية – مرورا بالخلافة الأموية والخلافة العباسية ، من أن هذه الحقب ، هي حقب كسلسلة من اللؤلؤ والمرجان ، شعارها نشر الدين بالحب والقبول ، وطابعها هو الورع والتقوى والتدين والزهد ، لا مجون ولا خمر ولا فسق ولا غزل بالجواري ولا لواط بالغلمان ، حقب أنتشرت بها المعرفة ، وساد بها العدل والمساوات ، حتى بالنسبة لليهود والمسيحيين فقد كان حالهم حال المسلمين!  لا تفرقة ولا خلاف ولا أختلاف ، فقط تحقيرهم ، وفرض الجزية عليهم ، والمعاملة الدونية لهم ، ك " أهل الذمة "، ولولا دورهم بالطب والترجمة والمعرفة عامة ، لسحقوا أو هجروا !! ، كما صوروا خلفاء وأمراء وقادة ورجال تلك الحقب ، على أنهم ، ظل الله على الأرض ، ودعاء ، تركوا متاع الدنيا ، وعشقوا الأخرة ! .. في هذا البحث المختصر سأسلط الضوء على بعض من هذه المغالطات بالمراجع وبالأسانيد ، لكي يفقه ويعي الفرد المسلم قبل غيره ، على حقيقة الصورة الحقيقية لعصر تلك الخلافات الغابرة المقيتة ! المعبأة  بروايات بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع ، وذلك لأن تلك الروايات الماضوية كتبت تحت سيف ونار الخليفة أو الحاكم ، ولكن هذا لا يعني أنطواء كل الحقب تحت شبهة التزييف والتضليل ! وهذا لا يحجب أيضا من وجود بعض الجوانب المنيرة.                                                                                                                                                                                                                               

الخلافة العباسية :                                                                                                                       
 وأمتدت ما بين 750 – 1258 ميلادية ، أي 508 عاما / دون دولة المماليك ، وسميت الدولة العباسية بهذا الاسم ، نسبة إلى العباس عم الرسول ( فمؤسس الدولة العباسية وخليفتها الأول هو أبو العباس عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب عم الرسول)  ، وقد اشتهر أبو العباس بأبى العباس السفاح .. حكم 54 خليفة عباسيّ / مع دولة المماليك في مصر ، وتعتبر واحدةً من أقوى السلالات التي تحكم بالإسلام على مرّ التاريخ ، وكانت عاصمة الدولة الكوفة منذ عام 750 وحتى 766 ميلاديّة ، وفي من عام 766 وحتى عام 836 ميلاديّة كانت بغداد ، ومنذ عام 836 إلى عام 892 كانت سامراء ، ثمّ عادت إلى بغداد منذ عام 892 وحتى عام 1258 ، أنتهى الحكم العباسي في بغداد سنة 1258م عندما أقدم هولاكو خان التتري على نهب وحرق المدينة وقتل أغلب سكانها بما فيهم الخليفة / المستعصم بالله ، وأبنائه .. / نقل بتصرف مع أضافات الكاتب ، من مواقع الويكيبيديا ، موضوع وويكي جامعة .                                                                                                                                  سيكون تناولي للموضوع للفترة أعلاه ، مهملا لحقبة الدولة العباسية المؤسسة في مصر / والتي سميت بعصر المماليك ، والتي أمتدت من 1261 – 1519 ميلادية . وسوف أبين بعض الوقائع السلبية التي تؤشر على حقبة الخلافة العباسية ، والتي يجب أن توضع تحت مجهر القراء .                                                                                     
 أضاءات :
أولا - المؤسس ، هوعبدالله بن علي الأصغر وهو السفَّاح ، وهو عمُّ أبي العباس والمنصور ، فإنَّ أصلَه منقول من ابن سعد في طبقاته ، حين ذكر أولادَ علي بن عبدالله بن عباس فقال : (( عبدالله بن علي الأكبر... وعبدالله بن علي الأصغر السفَّاح الذي خرج بالشام )) ، وإنَّما السفاح ، هي صفة كالسفَّاك والقتَّال ./ نقل من موقع الألوكة .         
 * بادئ ذي بدأ ن أن مؤسس الدولة العباسية ، كان سفاحا ، وهذا دليل على ان الدولة قامت على الدم والقتل ! .
ثانيا - تصفية الدولة الأموية : من مؤشرات الدموية المتبعة في نهج الخلافة العباسية ، أنقل الحدث التالي ، الذي وقع خلال تصفية فلول الدولة الاموية ، ففي موقع الشرق الاوسط  / من مقال د. محمد عبد الستار البدري ، يبين به التالي ( هزم الخليفة الأموي مروان بن محمد في معركة « الزاب » على ضفاف أحد روافد نهر دجلة ، واستمرت جيوش أبي العباس تستولي على مدن الشام الواحدة تلو الأخرى ، وهزم مروان مرة أخرى في معركة « بوصير » في بني سويف بمصر ، وقطع رأسه وأرسلت للخليفة ، وبموته انتهت الدولة الأموية رسميا واستتب الأمر لأبي العباس .. ) ، وتورد بعض المصادر التاريخية أن عمال أبي العباس تفننوا في القضاء على من تبقي من بني أمية ، ( ويورد المؤرخ " ابن الأثير " ، أن عمه عبد الله أحضر ما يقرب من تسعين أمويا وأمر بقتلهم ، فغطاهم وجلس يأكل غداءه على جثثهم وبعضهم لا يزال تزهق روحه ، حتى إن الشعراء كانوا يخرجون بأبيات شعر تؤيد هذه المجازر ، منها قول أحد الشعراء :                          جرد السيف وارفع العفو  حتى لا ترى فوق ظهرها أمويا ) .                               
* الوقائع السالفة الذكر تدلل على ثقافة القتل والدم التي كانت متبعة من ذلك الوقت في تصفية الخصوم ، بغض النظر عن الدين ، المهم في الأمر ، أستمرار السلطة والحكم ، حتى لو أريقت دماء المسلمين ، من قبل مسلمين ! .                               
ثالثا - الخليفة العباسي الخامس هارون_الرشيد (149  هـ / 766م - 193هـ - 809م ) ، ينقل لنا كتاب / هارون الرشيد ولعبة الأمم / للكاتب أندريه كلو ، صورة من حياة الترف التي يعيشها الرشيد ، ففيما يتعلق بالنساء ، يبين ( إن هارون كان لديه مائتا امرأة ، عشرون منهم فقط أنجبن له الأولاد ، وكانت الجواري من أصول مختلفة ، فمنهمن العربيات ، والشركسيات ، الفارسيات ، واليونانيات ، وكان مصدرهن في الغالب هو الغنائم والحروب والغزوات ، ولم يكن اختياره للنساء يعتمد على الجمال فقط بل على الذكاء أيضا.. ) . أما فيما يتعلق بحياته في القصر ، فأن الكتاب يبين التالي (  كان الرشيد يدير قصره وحاشيته وفق تقاليد إمبراطورية تقضي بأن يكون هناك حاجز بين الخليفة وبين الآخرين ، فلا يحق لهم التحدث إليه أو التكلم معه وعند الضرورة القصوى حيث يوجه السؤال والسائل في حالة سجود ، إلا أن هناك عددا محددا من الأشخاص يحق لهم وحدهم التحدث إليه أو التكلم معه بل حتى مناقشته وهم من يطلق عليهم الندماء ، أقربهم إلى الخليفة كان : إسحاق ابن إبراهيم الموصلي ، وهو أعزهم وكان موسيقيا مشهورا ، إضافة إلى جعفر البرمكي .. ) .                                                                                                     
 * وهنا نلاحظ حياة ماجنة ومترفة كان يحياها هذا الخليفة / وبالرغم من أن عصره كان عصرا متقدما ، ولكن الذي نلحظه ، أنه هناك نوعا من العبودية المتمثلة من أعتبار أن الخليفة هو ظل الله على الأرض ، لأجله كان يشعر الخلفاء من أنهم بمنزلة الربوبية ، خاصة من ملاحظة حالة " السجود حين توجيه الأسئلة " للخليفة ! .                                   
رابعا - كان العباسيون  الأكثر فتكا في العلويين ، فيحدثنا موقع شبكة الشيعة العالمية / سأعلق عليها لاحقا ، بما يلي بهذا الصدد (( .. خلافة " الهادي العباسي " هي الاخرى اشتهرت بالشراسه والتضييق على أهل البيت وشيعتهم وتوعد الامام موسى الكاظم ، وهدده مراراً لكن لم تسنح الفرصة له بذلك إذ مات بعد وقت قصير ، فانتقلت السلطة الى هارون الرشيد الذي فاق أقرانه وأسلافه إجراماً وممارسة الضغط والارهاب ضد العلويين .. )) ، ثم يدرج ذات الموقع رواية أخرى ، منطقيا لا تستقيم ! ، فيبين التالي (( نقل عن " المأمون " ، كنت عند أبي "هارون" في احد الايام وتعجبت كثيراً من إكبار أبي لموسى بن جعفر وتقديره له . فقلت لأبي : من هذا الرجل الذي أعظمته وأجللته ، وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته وأقعدته في صدر المجلس ، وجلست دونه ؟ قال : هذا إمام الناس ، وحجة الله على خلقه ، وخليفته على عباده فقلت : أو ليست هذه الصفات كلها لك وفيك ؟ فقال : أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر ، وموسى بن جعفر إمام حق ، والله يا بني إنه لأحق بمقام رسول الله  مني ومن الخلق جميعاً ، والله لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك ، فإن الملك عقيم   ( كتاب - قادتنا كيف نعرفهم ج6، ص305 ، وعيون أخبار الرضا ، ج1، ص91.)..)) .                                                                                     * 1 . في هذا المقام لا بد لنا أن نسجل ملاحظة مقتضبة ، وهي ليس كل ما يكتب في التأريخ هي حقيقة تامة ، لأن ما ورد في هذه الجزئية ، تبين هناك عدم أمانة في السرد التاريخي للوقائع ! .                                         
 2 . ولكن لو صحت الرواية ، فأنها تبين نوعا من الشيزوفرينيا لدى الحكام ، لأن الحكام من جانب قلبهم لله / الحق ، ومن جانب اخر ، عقلهم على الخلافة والحكم ! وسيفهم على رقبة أي طامع مهما كان نسبه ، وحتى لو كان حفيد الرسول ! .                                                                 
خامسا - الخليفة الأمين ( 787 - 813 هـجرية ) ، وهو أبن الخليفة هارون الرشيد وأخوه المأمون ، ورغم اختلافه مع الأخير ، والذي قد تم قتله من قبله . فقد كانت حياة الأمين أكثر غرابة ممن سبقوه . برغم الأخبار المختلفة عن هارون الرشيد والمأمون وما حدث في عصرهما ، فما يميز الخليفة الأمين هو الروايات المتناقلة عن  ميوله المثلية ، فقد اشتهر بقصصه الجنسية مع الخصيان ، .. و إذا كان “هارون الرشيد” قد عرفه التاريخ بما كان يملكه من ألاف الجواري والسراري فإن إبنه “الأمين” لما آلت إليه الخلافة بالوراثة ، قد أبي هو الأخر إلا أن يذكره التاريخ من باب أخر أشد تفرداً وتميزاً من باب أبيه . ففور أن وضع خاتم الخلافة في يديه ، إبتاع “الخصيان” وجعلهم لخلوته في ليله ونهاره ، ورفض الجواري والسراري . وعبثاً حاولت أمه أن تثنيه عن عادته هذه . فقد أتت له بفتيات يتمثلن بالغلمان ، وسمتهم “الغلاميات” ، فما أستطاعت أن تصرفه عن شذوذه ! ومن شعر خليفة المسلمين وأمير المؤمنين “الأمين” للغلام الأقرب له ، الذي طار له عقله وتعلق به فؤاده ، وكان هذا الغلام يدعى “كوثر” وبلغ في عشقه لغلامه أن نظم فيه شعراً يصف به حبه له فقال :                                                كـوثـر ديني ودنـيـاي وسقـمي وطبـيبـي      أعجز الناس الذي يلحي محباً في حبيبِ
حتى أن الأمين لم يسلم من أبي نواس ، ويقال إن الاثنين كانا يسبحا في بركة بعد أن شربا الخمر ، ولاحقاً حين أراد الأمير قتل أبي نواس استعطفه بهذه الأبيات : " يا قاتل الرجل البريء وغاصباً عزّ الملوك /  كيف السبيل للثم سالفتيك أو تقبيل فيك / الله يعلم أنني أهوى هواك ، وأشتهيك/ وأصدّ عنك ، حذار أن تقع الظنون عليّ فيك  ". / نقل بتصرف مع أضافات للكاتب من موقعي مصر المدينة ورصيف 22 .
*هذا أحد خلفاء المسلمين ، أمير المؤمنين ، وظل الله على الأرض ، يسبح في بركة من الخمر ، مع أشهر الشعراء المثليين ، أبو نواس ، فعجبا كيف كانت قرارات وحيثيات الحكم لخليفة كان يقضي ليله ونهاره باللواط !! .           
هذا الوضع  جعل من أحد الشعراء أن يمثل حال خلافة الأمين ، كما أورد الطبري في تاريخه ، حوادث عام 135:  قال شاعر من أهل بغداد لمّا رأى تشاغل الخليفة محمّد الأمين بلهوه وبطالته :
لواط الخليفة أعجـــــــــــــوبة وأعجب منه حــــلاق الوزير   
فهذا يدوس ، وذاك يــــــداس كذاك لعمري اختلاف الأمور                                                                                                                                               
سادسا - التمثيل بالمفكرين والعلماء ، ومنهم :                                                                                                     1 . مقتل أبن المقفع (  724 -   759 ) ميلادي : هو مفكر وكاتب من البصرة ، في ظل الدولة العباسية اتصل ابن المقفّع بعيسى بن علي عم السفاح والمنصور واستمر يعمل في خدمته حتى قتله من قبل سفيان بن معاوية والي البصرة في خلافة المنصور ، والأرجح أن سبب مقتله يعود إلى المبالغة في صيغة كتاب الأمان الذي وضعه ابن المقفع ليوقّع عليه أبو جعفر المنصور ، أماناً لعبد الله بن عليّ عم المنصور . وكان ابن المقفع قد أفرط في الاحتياط عند كتابة هذا الميثاق بين الرجلين    ( عبد الله بن علي والمنصور ) حتى لا يجد المنصور منفذاً للإخلال بعهده . ومما جاء في كتاب الأمان : إذا أخلّ المنصور بشرط من شروط الأمان كانت " نساؤه طوالق ، وكان الناس في حلّ من بيعته " ، مما أغاظ المنصور فقال : " أما من أحد يكفينيه " ؟ وكان سفيان بن معاوية يبيّت لابن المقفع الحقد ، فطلبه ، ولما حضر قيّده وأخذ يقطعه عضواً فعضواً ويرمي به في التنور ، حيث قطع أجزاءه وهو حي وألقاه قطعة قطعة في النار أمام عينيه حتى مات من شدة التعذيب . / نقل بتصرف مع أضافات الكاتب من موقعي الويكيبيديا وموضوع كوم .                   
2 .  مقتل الحلاج  : هو أبو عبد الله حسين بن منصور الحلاج ( 858 – 922 ميلادي ) / ( 244 – 309 هجري ) من أعلام التصوف ، إتهمه الخليفة المقتدر بالله بالكفر وحكم عليه بالموت . فضرب بالسياط نحو ألف سوط ، ثم قطعت يداه ورجلاه ، ثم ضربت عنقه ، وأحرقت جثته بالنار ثم ألقي ما بقي من تراب جثته في نهر دجلة ، وفي رواية ، أخرى أن أقرت عليه زوجة ابنه سليمان بأنه قد أمرها بالسجود إليه وقال لها لما اعترضت : « نعم إله في السماء وإله في الأرض » ، فعقدوا له مجلسًا مع الفقهاء والعلماء فأفتوا بكفره وضلاله ووجوب قتله . وقد  قال عنه الإمام عبدالقادر الجيلاني حين سُئل عن الحلاج قال : عثر الحلاج ولم يكن في زمانه من يأخذ بيده ، ولو أدركته لأخذت بيده ، وقال عنهُ الإمام أبو الحسن الشاذلي : أكره من العلماء تكفير الحلاج ، ومن فهم مقاصده فهم مقصدي .. ولا زال قناع الحلاج يوظّف بشكل واسع في الشعر العربي المعاصر منذ ستينيات القرن العشرين ، مثلا : في أعمال محمد لطفي جمعة ونجيب سرور وعبد الوهاب البياتي / نقل بتصرف مع أضافات الكاتب من  قصة الاسلام ، https://majdblog92.wordpress.com    والويكيبيديا .                                                                       
  * ان ثقافة التمثيل بالجثث التي تتبع  من قبل المنظمات الارهابية الأسلامية اليوم ، انما هي أمتداد تأريخي لحقب الخلافات الأسلامية ، وأن الذي يحدث اليوم من صلب وحرق للجثث لم يأتي من فراغ ! ، أنما جاء من ثقافة أسلامية متأصلة في أسلوب الحكم من قبل الخلفاء والأمراء الاولين .   

يتبع في القسم الثاني       

217
                           قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية                                                                                                                                           
                                        الجزء الثاني - الخلافة الأموية
تنويه :                                                                                                                              أرتأيت أن أسرد في بداية كل جزء من سلسلة المقالات / ذات الصلة ، نفس المقدمة ، لأنها تقريبا ، دالة ومؤشرة على كل حقب تعاقب الخلافات الأسلامية . 
المقدمة :                                                                                                                             مارس رجال الأسلام / شيوخ وكتبة ودعاة .. نوعا من القهر الفكري على العقل المجتمعي للمسلمين خاصة ولغير المسلمين أيضا ، وذلك عن طريق حجب الحقائق ، وتضليل الذهن ، ونشر الخرافات ، وتزوير الوقائع ، وجعل الظالم مظلوما ، والمظلوم ظالما .. هولاء الرجال نقلوا صورة أسطورية للمجتمع / الأسلامي خاصة ، من أن عصر الخلافات / من الخلافة الراشدة الى الخلافة العثمانية – مرورا بالخلافة الأموية والخلافة العباسية ، من أن هذه الحقب ، هي حقب كسلسلة من اللؤلؤ والمرجان ، شعارها نشر الدين بالحب والقبول ، وطابعها هو الورع والتقوى والتدين والزهد ، لا مجون ولا خمر ولا فسق ولا غزل بالجواري ولا لواط بالغلمان ، حقب أنتشرت بها المعرفة ، وساد بها العدل والمساوات ، حتى بالنسبة لليهود والمسيحيين فقد كان حالهم حال المسلمين!  لا تفرقة ولا خلاف ولا أختلاف ، فقط تحقيرهم ، وفرض الجزية عليهم ، والمعاملة الدونية لهم ، ك " أهل الذمة "، ولولا دورهم بالطب والترجمة والمعرفة عامة ، لسحقوا أو هجروا !! ، كما صوروا خلفاء وأمراء وقادة ورجال تلك الحقب ، على أنهم ، ظل الله على الأرض ، ودعاء ، تركوا متاع الدنيا ، وعشقوا الأخرة ! .. في هذا البحث المختصر سأسلط الضوء على بعض من هذه المغالطات بالمراجع وبالأسانيد ، لكي يفقه ويعي الفرد المسلم قبل غيره ، على حقيقة الصورة الحقيقية لعصر تلك الخلافات الغابرة المقيتة ! المعبأة  بروايات بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع ، وذلك لأن تلك الروايات الماضوية كتبت تحت سيف ونار الخليفة أو الحاكم ، ولكن هذا لا يعني أنطواء كل الحقب تحت شبهة التزييف والتضليل ! وهذا لا يحجب أيضا من وجود بعض الجوانب المنيرة.                                                                                                 
الخلافةالأموية :                                                                                                                               الدولة الأموية أو الخِلافَةُ الأُمَوِيَّةُ أو دولة بني أمية ( 41 – 132 هجرية / 662 – 750 ميلادية ) هي ثاني
 خلافة في تاريخ الإسلام ، وأكبر دولة في تاريخ الإسلام ، وواحدةٌ من أكبر الدُّوَلِ الحاكِمة في التاريخ.  كان بنو أمية أولى الأسر المسلمة الحاكمة ، إذ حكموا من سنة 41 هـ (662 م) إلى 132 هـ (750 م) ، وكانت عاصمة الدولة في مدينة دمشق.  بلغت الدولة الأموية ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك ، إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً .. / نقل من الويكيبيديا .
أضاءأت :                                                                                                                                            أنها حقبة بشكل عام طويلة زمنيا ، وأخترت بعض الوقائع و الأحداث ، التي أعتبرها مميزة وفريدة ، وبالرغم من أنها عديدة ، ولكني أخترت بعضها على سبيل المثال وليس الحصر .                                                                          أولا - ما دمنا في الحقبة الأموية لنتكلم عن مؤسس الأمويين ، وهو معاوية بن أي سفيان ، من يكون وما هي أصوله ونسبه ، من طرف أمه ، يكلمنا التأريخ عنها بالتالي فهي ( هند بنت عتبة وقد اشتهرت بالبغاء السري في الجاهلية ، وهي زوجة ابي سفيان ، وابنها معاوية يعزى الى اربعة نفر غير ابي سفيان ، مسافر بن ابي عمرو بن امية ، عمارة بن الوليد بن المغيرة ، العباس بن عبد المطلب ، والصباح مولى مغن لعمارة بن الوليد … يروى ان سيدنا علي : قال في كتابه الى معاوية : واما قولك نحن بني عبد مناف ليس لبعضنا فضل على بعض … فكذلك نحن … لكن ليس المهاجر كالطليق ولا الصريح كاللصيق . وهي اشارة واضحة بالصاق اصول معاوية بعبد مناف / من مقال لكاتب المقال بعنوان " بغايا وسبايا الجاهلية تلدن حكام وأمراء الدولة الأسلامية " - قراءة نقدية ) . 
                                                                                                                                                  * الخلافة الأموية ، مؤسسها وخليفتها الأول ، لا يعرف له من أب ! ، أبن أمرأة تدعى هند ، كانت عاهرة وبشكل علني ، دخل عليها أي وطأها ، عددا من الرجال ، ولكنها أختارت أبو سفيان ليكون أبا لوليدها معاوية ! ، ومن يقول هو أباه حقا ! . أذن خلافة مؤسسها لا يعرف له من أب ، من جهة أخرى ، أنا لا أضع أي سلبية على معاوية ، لأنه ليس له أي ذنب أو سبب فيما وقع أو حدث ! ، ولكن يجب أن يكفوا الشيوخ والدعاة من التفاخر بالخلافة الأسلامية الأموية ، ومؤسسها معاوية .. وهو أبن عاهرة ! . 

ثانيا - " مقتل الحسين بن علي / واقعة الطف " : وقعت على ثلاثة أيام وختمت في 10 محرم سنة 61 للهجرة والذي يوافق 12 أكتوبر 680م ، وهي واقعة لا زالت ليومنا هذا شاخصة ماثلة للشيعة ، يتذكرون مناقبها ، فقد جاء في موقع / مركز الأشعاع الأسلامي ، نقل بتصرف التالي ( .. ثم بدأوا يرشقون الحسين بالسهام و النبال حتى صار درعه كالقنفذ ، .. ثم صاح عمر بن سعد بأصحابه : ويلكم إنزلوا و حزّوا رأسه ، و قال لرجل : ويلك إنزل إلى الحسين و أرحه .. فعند ذلك أقبل شمرٌ و جلس على صدر الحسين وحز رأسه .. ) ، وقد قتل مع الحسين رهط من آل بيت الرسول ، والموقع التالي :  ttp://arabic.islamicweb.com يخبرنا – نقل بتصرف ( من قتل مع الحسين في كربلاء ، وهم : من أولاد علي بن أبي طالب : أبو بكر – محمد – عثمان – جعفر – العباس . و من أولاد الحسين : أبو بكر – عمر – عثمان – علي الأكبر – عبد الله . ومن أولاد الحسن : أبو بكر – عمر – عبد الله – القاسم . ومن أولاد عقيل : جعفر – عبد الله – عبد الرحمن – عبد الله بن مسلم بن عقيل . ومن أولاد عبد الله بن جعفر : عون – محمد ، وأضف إليهم الحسين ومسلم بن عقيل ..  )  .                                                                                                                                       * أن هذه الحادثة لها دلالات متعددة منها ، أنه في سبيل الحكم والخلافة ، كل شي وارد ، حتى وأن قضي على معظم أحفاد الرسول وآل بيته ، دون أكتراث من كونهم أحفاد صاحب الدين الجديد ! ومن قبل أوامر باقي صحابة الرسول والمسلمين الأوائل .. فبأي خلافة يتفاخر الشيوخ ، وبأي قيم عليا ومثل قويمة صوروا لنا رجال الأسلام هذه الخلافات الدموية السلطوية ! للأجيال المستقبلية من المسلمين ! .   
                                                                                                                                                        ثالثا - مقتل عبدالله بن الزبير وضرب الكعبة : ليس الغرض هنا سرد ثورة أبن الزبير ، وتفاصيل ضرب الكعبة ، ولكني سأنهل بعض القبسات منها ، يحدثنا موقع / اسلام أون لاين ، حول مولد بن الزبير - التالي (  أنه ولد في بيت من أكرم بيوت العرب وأنبلها نسبًا وشرفًا ، ولد عبد الله بن الزبير في الثاني من شعبان من العام الثاني للهجرة ، فأبوه الزبير بن العوام من كبار الصحابة ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق .. ) ، وعن ثورة أبن الزبير ، يحدثنا الموقع التالي www.khayma.com  - نقل بتصرف ( بعد مقتل الحسين أخذ عبد الله بن الزبير يدعو لنفسه بمكة . واتهام يزيد بن معاوية بترك الصلاة ، وشرب الخمر وملاعبة الكلاب .. قام يزيد بشنّ حملة عسكرية على أهل المدينة الذين خلعوه ، سُميت بالحرة 63 هجري وهي منطقة شرقي المدينة . وبلغ جيش الأمويين حوالي 12000 مقاتل بقيادة مسلم بن عقبة . وقتل من أهل المدينة 1000 رجل معظمهم من الأنصار والمهاجرين ، واتهم جيش يزيد بـ : إرسال رؤوس القتلى إلى يزيد .. استباحة المدينة بأمر من يزيد –" فإن ظهرتَ عليهم فأبحها ثلاثاً ، فما فيها من مال أو سلاح أو طعام فهو للجند فإن مضت الثلاث فأكفف عن الناس". عن الإمام مالك : قتل يوم الحرة 700 رجل من حملة القرآن .. ) ، وفي تطور أخر الحجاج يضرب مكة ، ففي موقع أسلام أون لاين ، يحدثنا التالي (  فالذي ضرب الكعبة بالمنجنيق هو الحجاج وكان السبب هو حصاره لابن الزبير ، قال الإمام لذهبي في السير  4/343: في رمضان سنة 95 ، وكان الحجاج ظلوماً جباراً ناصبيا خبيثا سافكا للدماء . وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورميه إياها بالمنجنيق وإذلاله لأهل الحرمين .. ) . وبعد قتل بن الزبير ، يحدثنا موقع المكتبة الأسلامية ، عن صلبه .. ( وكتب الحجاج إلى عبد الملك بما وقع ، وبعث برأس ابن الزبير مع رأس عبد الله بن صفوان ، وعمارة بن حزم إلى عبد الملك ، وأمرهم إذا مروا بالمدينة أن ينصبوا الرءوس بها ، ثم يسيروا بها إلى الشام ، ففعلوا ما أمرهم به . ثم أمر الحجاج بجثة ابن الزبير فصلبت على ثنية كداء عند الحجون - يقال : منكسة - فما زالت مصلوبة حتى مر به عبد الله بن عمر فقال : رحمة الله عليك يا أبا خبيب ، أما والله لقد كنت صواما قواما ، ثم قال : أما آن لهذا الراكب أن ينزل ؟ فبعث الحجاج ، فأنزل عن الجذع ، ودفن هناك .. ) .

* تساؤلات :                                                                                                                                        1 . سؤال عقائدي ، لو كانت الكعبة صدقا مقدسة عند الله ، فأين الله من هدم الكعبة من قبل الحجاج ! ، لم لم يكون هناك عقابا له ! ، وهذا التساؤل يجرنا الى تساؤل أهم ، فلم ضرب الله أبرهة الحبشي و" الفيل " ، بحجارة من سجيل ، عند هجومه على الكعبة ، وفق سورة الفيل " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)" ، ولم يعاقب الله الحجاج على فعلته ! .
2 . القتلة والمقتولين من المسلمين ! ، مع أستباحة أهل مكة نهبا وفتكا وقتلا ، غير مراعين لحديث الرسول ( عن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي، قال : سمعت الرسول يقول : " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" ، فقلت : يا رسول الله هذا القاتل ؛ فما بال المقتول ؟ قال : " إنه كان حريصاً على قتل صاحبه " - رواه الشيخان وأبو داود والنسائي .                                                                                                                                        3 . الصحابة يقتلون بعضهم البعض ، فهذا الزبير ، حفيد رفيق الرسول / أبي بكر الصديق ، قتل وصلب وقطع رأسه ، ومثل به ، وامه ذات النطاقين أسماء ! ، لم يراع لها أي قدر ، وهي أبنة أبي بكر .                                                                                                     4 . من كل ما سبق ، يدلل ويؤشر على أنه بموت الرسول انتهت الدعوة المحمدية ، وما بقي تصارع دموي على السلطة والخلافة والحكم ، تحت غطاء الأسلام ! .                                                                                                   


رابعا – يزيد الثاني ابن عبد الملك بن مروان ، أبو خالد القرشي الأموي ، أمير المؤمنين ، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية.  ولد بـدمشق في عام (72هـ/691م) وكان قبل استخلافه يكثر من مجالسة العلماء ، بويع له بالخلافة بعد عمر بن عبد العزيز في (شهر رجب عام 101هـ/ شهر كانون الثاني عام 720م) وبوفاة عمر بن عبد العزيز عام 101هـ/720 .. بدأ عمليا عصر الانهيار في الدولة الأموية ، وانتقلت الخلافة إلى يزيد الثاني ابن عبد الملك ، وفي بداية عهده أراد أن يكمل سيرة الخليفة عمر بن عبد العزيز ، وقال : والله ما عمر بن عبد العزيز بأحوج إلى الله مني ، فأقام أربعين يوما يسير بسيرته .. الى ان :   تلطفت جارية تدعى " حبابة " وغنته أبياتا ، فقال للخادم : ويحك ! قل لصاحب الشرط أن يصلي بالناس . وهي التي أحب يوما الخلوة معها ، فحذفها بعنبة ، وهي تضحك ، فوقعت في فيها فشرقت ، فماتت ، وبقيت عنده حتى أروحت ، أي حتى نتنت ! . / نقل بتصرف من عدة مصادر مع أضافات للكاتب - موقعي المكتبة الأسلامية وأكتشف سورية .                                           * أن الخليفة يزيد بن عبد الملك ، زاد العلماء من فساده ، لأنه عندما أستخلف أراد أن ينهج سيرة عمر بن عبد العزيز ، ولكن أهله مانعوا ذلك ، وهم أصلا من سموا عمرا ، ويروى أنه قال : ( سيروا بسيرة عمر بن عبد العزيز .. فأتى له أهله الأمويون بأربعين شيخا شهدوا له أن ما على الخلفاء حساب ولا عذاب ) ، فقضى خلافته فى تهتك ومجون الى أن مات عام 105 . ( تاريخ الخلفاء للسيوطى 392 : 393 ) ، أى كانت غواية ومجون ذلك الخليفة الشاب عن طريق الفقهاء .                       

خامسا -  ثورة الامام زيد بن علي في المدينة المنورة ، أبوه الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وأمه من بلاد السند ، قد أورد ابن الأثير في الكامل شهادته في أحداث عام (122هـ) ، وكذلك الدينوري وابن الجوزي والطبري . وفئة من المؤرخين ذكروا أنه استشهد في عام (121 هـ) ومنهم ابن الأثير في تاريخه ، فبعد أن أثبت وفاته سنة (122 هـ) ، كتب : (وقيل سنة وفاته عام (121 هـ) ، وقد شهدت الدولة الأموية العديد من الثورات الداخلية التى قامت لتدهور وضع الخلافة  الداخلى ، ومن بينها كانت ثورة الإمام زيد الذي اختار الكوفة منطلقاً لثورته ، ودعا المسلمين لمبايعته ، فأقبلت عليه الشيعة وغيرها تبايعه حتى بلغ عددهم من الكوفة فقط خمسة عشر ألف رجلا ، واستشهد فى سبيل ذلك سنة ( 122 هـ)  .. وما يهمني هو طريقة التمثيل به ، التي تبين مدى وحشية ودموية الخلفاء !! .. فقد أمر الخليفة هشام بن عبد الملك بإخراج جثته من قبره وصلبه عرياناً ، حيث بقيت جثته مصلوبة على جذع الشجرة أربعة سنوات ، ثم أمر الخليفة بإحراقها ، فكانت شهادته والتمثيل به حدثاً مروعاً هز وجدان الأمة الإسلامية ، وأزكى فيها روح الثورة ، ويمكن القول بأنه عجل بسقوط الحكم الأموى ، إذ لم يمض على استشهاده أكثر من 11 عاماً مليئاً بالثورات والأحداث والانتفاضات حتى إنهار الحكم الأموى وولى إلى الأبد .. / نقل بتصرف وأضافات من موقعي اليوم السابع و المكتبة الحسينية المقدسة .
                                                                                                                                            * ما أود ذكره في هذه الجزئية هو : أن ما يحدث الأن من قتل وحرق وصلب وتمثيل بالجثث من قبل المنظمات الأرهابية الأسلامية كداعش والنصرة وغيرها ، هو أعادة لما كان يحدث سابقا في عهد الخلافة الأسلامية التي يتباهى بها الشيوخ ! هذا أولا ، أما الذي يثير الأنتباه والتعجب ، هو الممثل به هو حفيد الرسول ! هذا ثانيا ، وهذا دليل على أن الحكم والخلافة هما الغاية والوسيلة هو الأسلام .. هذا ثالثا . 

سادسا - الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، حكمه بين ( 743 – 744 ميلادي ) / ( 125 – 126 هجرية ) ، هذا الخليفة المثير للجدل ، كان ليس فاسقا فقط ، فقد حكى الماوردي في كتاب أدب الدنيا والدين : أن الوليد تفاءل يوما في المصحف فخرج له قوله تعالى : " واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد " .. فمزق المصحف وأنشأ يقول : 
   أتوعد كل جبار عنيد فها أنا ذاك جبار عنيد               إذا ما جئت ربك يوم حشر فقل يا رب مزقني الوليد
كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ 220 : الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ، الخليفة الفاسق أبو العباس ، وكان فاسقاً شريباً للخمر منتهكاً حرمات الله أراد الحج ليشرب فوق ظهر الكعبة فمقته الناس لفسقه وخرجوا عليه فقتل في جمادى الآخر سنة 126 ، وأنه لما حوصر قال : ألم أزد في أعطياتكم ؟ ألم أرفع عنكم المؤن ؟ ألم أعط فقراءكم ؟ فقالوا : ما ننقم عليك في أنفسنا لكن ننقم عليك انتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله . ولما قتل وقطع رأسه وجيء به يزيد الناقص نصبه على رمح فنظر إليه أخوه سليمان بن يزيد فقال : بعداً له أشهد أنه كان شروباً للخمر ماجناً فاساقاً ولقد راودني على نفسي ، وقال الذهبي : لم يصح عن الوليد كفر ولا زندقة بل اشتهر بالخمر والتلوط فخرجوا عليه لذلك .                                                                                                            * الخليفة الوليد ـ لوطي فاسق أراد أن يشرب الخمر فوق الكعبة ، مزق القرأن ، حللوا له فقهاء ذلك الزمن أن يطأ حتى زوجات أبيه ، وراود أخيه سليمان عن نفسه ! وفوق كل ذلك كافر ، حيث قال عنه المعافى الجريري :  " جمعت شيئاً من أخبار الوليد ومن شعره الذي ضمنه ما فجر به من خرقه وسخافته وما صرح به من الإلحاد في القرآن والكفر بالله " .. والشيوخ يقولون بعودة زمن الخلافة ، فأي خلافة .. خلافة المحرمات والكفر واللواط والفسق والمجون .
شعلة :                                                                                                                             الخلافة الأموية ، سفينة أشرعتها محترقة ، ومجاديفها متهرئة ، تبحر في أنهار من الدم ، على ظهرها خلفاء جلهم مغموسون باللهو والمجون والجواري واللوط بالغلمان ، والأخر بالكفر والزندقة ، والاخر بتصفية المعارضين ، صلبا وحرق ، وأخرين هاموا بأستعمار البلدان ! تأريخ ملؤءه أكاذيب وتدليس ومغالطات ، فقد جاء في موقع قصة الأسلام ، حول تشويه وقائع تلك الفترة ، نقل بتصرف التالي ( وتتعدد الأدلة على حدوث الكذب والتحريف في كتابة التاريخ الأموي ؛ فقد أثبت بعض المؤرخين القدماء ذلك وحذروا منه ، رغم أنهم لم يجدوا بُدًّا من ذكر هذه الأخبار الموضوعة لشيوعها أحيانًا .. ويروي أبو الفرج الأصفهاني ما يعتبره من أكاذيب بعض الرواة ، وينبه إليه أحيانًا فيقول : " وهذا من أكاذيب ابن الكلبي ، وإنما ذكرته على ما فيه لئلا يسقط من الكتاب شيء قد رواه الناس وتداولوه " ... بينما ينتقي ابن الأثير بعض الروايات ويهمل بعضها ، ويقول في سبب ذلك : " فإن الناس قد حشدوا تواريخهم بمقتضى الأهواء ". ) .                                                                                                                                     التأريخ الأموي كتب في عهد الحكام الطفاة ، والكاتب محكوم بسيف السلطة ، المهم عند الأنتهاء من تزييف الحقائق ، ينال المدلسون حفنة من الدراهم !! .   








218
                           قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية                                                                                                                                           
                                        الجزء الاول - الخلافة الراشدة
تنويه :                                                                                                                                                 أرتأيت أن أسرد في بداية كل جزء من سلسلة المقالات / ذات الصلة ، نفس المقدمة ، لأنها تقريبا ، دالة ومؤشرة على كل حقب تعاقب الخلافات الأسلامية . 
المقدمة :                                                                                                                                           مارس رجال الأسلام / شيوخ وكتبة ودعاة .. نوعا من القهر الفكري على العقل المجتمعي للمسلمين خاصة ولغير المسلمين أيضا ، وذلك عن طريق حجب الحقائق ، وتضليل الذهن ، ونشر الخرافات ، وتزوير الوقائع ، وجعل الظالم مظلوما ، والمظلوم ظالما .. هولاء الرجال نقلوا صورة أسطورية للمجتمع / الأسلامي خاصة ، من أن عصر الخلافات / من الخلافة الراشدة الى الخلافة العثمانية – مرورا بالخلافة الأموية والخلافة العباسية ، من أن هذه الحقب ، هي حقب كسلسلة من اللؤلؤ والمرجان ، شعارها نشر الدين بالحب والقبول ، وطابعها هو الورع والتقوى والتدين والزهد ، لا مجون ولا خمر ولا فسق ولا غزل بالجواري ولا لواط بالغلمان ، حقب أنتشرت بها المعرفة ، وساد بها العدل والمساوات ، حتى بالنسبة لليهود والمسيحيين فقد كان حالهم حال المسلمين!  لا تفرقة ولا خلاف ولا أختلاف ، فقط تحقيرهم ، وفرض الجزية عليهم ، والمعاملة الدونية لهم ، ك " أهل الذمة "، ولولا دورهم بالطب والترجمة والمعرفة عامة ، لسحقوا أو هجروا !! ، كما صوروا خلفاء وأمراء وقادة ورجال تلك الحقب ، على أنهم ، ظل الله على الأرض ، ودعاء ، تركوا متاع الدنيا ، وعشقوا الأخرة ! .. في هذا البحث المختصر سأسلط الضوء على بعض من هذه المغالطات بالمراجع وبالأسانيد ، لكي يفقه ويعي الفرد المسلم قبل غيره ، على حقيقة الصورة الحقيقية لعصر تلك الخلافات الغابرة المقيتة ! المعبأة  بروايات بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع ، وذلك لأن تلك الروايات الماضوية كتبت تحت سيف ونار الخليفة أو الحاكم ، ولكن هذا لا يعني أنطواء كل الحقب تحت شبهة التزييف والتضليل ! وهذا لا يحجب أيضا من وجود بعض الجوانب المنيرة.                                                                                               
الخلافة الراشدة :                                                                                                                     وهي الخلافة التي دامت من 11 هجرية / 632 ميلادية – لغاية 41 هجرية / 661 ميلادية ، والتي قامت عقِب وفاة الرسول مُحمَّد ، توالى على حكم الدولة أربع خُلفاء من كِبار الصحابة ، وجميعهم من العشرة المُبشرين بالجنة ،  وِفق المُعتقد الإسلامي السُنّي تحديدًا ، وهم:  أبو بكر الصدّيق وعُمر بن الخطَّاب وعُثمان بن عفان وعليّ بن أبي طالب ، يُضاف إليهم الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب الذي يعدّ البعض عهده القصير في الحكم مُتممًا لعهد الأربعة الذين سبقوه . استمرت الخلافة حتى سنة41 هـ، أي استمرت (30 عامًا ) ، سيطرت الخلافة في أوج قوتها على شبه الجزيرة العربية والشام والعراق وبلاد فارس ومصر وأجزاء من أوروبا ، وأنتهت بعد عام الجماعة لتقوم الدولة الأموية (41هـ/661م) .. / نقل بتصرف من ويكي الكتب والموسوعة الحرة .
أضاءات :                                                                                                                              سأسرد بعضا من الأضاءات لحقبة الخلافة الراشدة التي يعدها شيوخ الأسلام من أعظم الحقب وأمتدادا للحقبة المحمدية :                     1 . كان هناك نموذجا لتبادل للزوجات ، بين الصحابة ، ومنهم من العشرة المبشرين بالجنة ، تحت مسمى الزواج ، ونلاحظ من أن المرأة تتزوج عدة مرات وكأن الأمر عادي ، والسؤال هنا ما قيمة المراة التي يطأها أكثر من خمس رجال ! ، ونلحظ من أن حتى الخلفاء الراشدون يتناوبون نساء بعضهم البعض / أي يطلقها أحدهم ليتزوجها الاخر ، وحتى بين الاخوة / كالحسن والحسين ! فقد جاء في  موقع / والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ، التالي ( عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ( ابنة عم عمر بن الخطاب ) تزوجت خمس مرات / من كل من : عبد الله بن أبي بكر ، عمر بن الخطاب ، طلحة بن عبيد الله ( من المبشرين بالجنة ) ، محمد بن أبي بكر وعمرو بن العاص ... أسماء بنت عميس الخثعمية تزوجت خمس مرات من كل من : حمزة بن عبد المطلب ، شداد بن الهاد ، جعفر الطيار بن أبي طالب ، أبو بكر الصديق و علي بن أبي طالب ... و أم كلثوم بنت عتبة بن أبي معيط تزوجت أربع مرات من كل من : زيد بن حارثة الزبير بن العوام ( أحد المبشرين بالجنة ) وعبد الرحمن بن عوف ( أحد المبشرين بالجنة ) وعمرو بن العاص .. سهلة بنت سهيل بن عمرو تزوجت أربع مرات : أبو حذيفة بن عتبة وعبد الله بن الأسود بن مالك والشمّاخ بن سعيد بن قائف وعبد الرحمن بن عوف ... أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تزوجت ثلاث مرات من كل من: عمر بن الخطاب وعون بن جعفر الطيار بن أبي طالب وأخاه محمدا ... أم أسحق بنت طلحة بن عبيد الله تزوجت ثلاث مرات من كل من: الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب ومحمد بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ) . 
2 . أبو بكر الصديق (50  ق هـ - 13هـ / 573م - 634م ) ، هو أولُ الخُلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المُبشرين بالجنَّة ، وهو القائل ( أما بعد ، فمن كان يعبد محمدا فإن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم قد مات ، ومن كان يعبد الله ، فإن الله حي لا يموت .. ) ، تحليليا أن أبو بكر مخططا للخطبة مع عمر / لأن عمر كان من هيأ لمبايعىة لأبو بكر في " سقيفة بني ساعدة " ، حيث أنه بين أن محمدا ودعوته قد قضت ، والمراد هنا ، أذا مات مؤسس الرسالة فنحن هنا لأستمرار الحكم والسلطة ، لهذا كان هذا الخليفة دمويا من أجل السيطرة على الحكم وأستمراره ، كدوره في حروب الردة / واخذت عنه المنظمات الارهابية أفعاله ، ومنها الحرق ، وانقل بهذا الصدد التالي وبتصرف ( ابن كثير / البداية والنهاية - 11 هجرية ، أبو بكر يقتل الفجاءة: ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 456 ) قصة الفجاءة : واسمه إياس بن عبد الله بن عبد ياليل بن عميرة بن خفاف من بني سليم ، قاله ابن اسحاق ، وقد كان الصديق حرق الفجاءة بالبقيع في المدينة ، وكان سببه أنه قدم عليه فزعم أنه أسلم ، وسأل منه أن يجهز معه جيشا يقاتل به أهل الردة ، فجهز معه جيشا ، فلما سار جعل لا يمر بمسلم ولا مرتد الا قتله وأخذ ماله ، فلما سمع الصديق بعث وراءه جيشا فرده ، فلما أمكنه بعث به إلى البقيع ، فجمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار فحرقه وهو مقموط . ) . 
3 . التأريخ يصور لنا عمر بن الخطاب / ثاني الخلفاء الراشدين ، زاهدا في الدنيا ، ولكن الحقيقة غير ذلك ، حيث أنه دفع مهرا لحفيدة الرسول 40 الف درهم ، ( وإنما الثابت زواج عمر من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، قال ابن كثير" تَزَوَّجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فِي أَيَّامِ وِلَايَتِهِ بِأُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْ فَاطِمَةَ ، وَأَكْرَمَهَا إِكْرَامًا زَائِدًا ; أَصْدَقَهَا أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ لِأَجْلِ نَسَبِهَا مِنْ الرَسُولِ َ، فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْدَا ورقيةِ " / "البداية والنهاية" (8/ 243)  وانظر : "سير أعلام النبلاء" (4/ 479) ، "الإصابة" (8/ 465) ، "السلسلة الصحيحة " (2036) / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ، وموقع  www.nabulsi.com ) ، ولكن في موقع قصة الأسلام ، يصور لنا صورة اخرى عن عمر بن الخطاب ، ويصوره زاهدا في الدنيا !! ( يمثل الزهد في حياة الفاروق أصلاً من الأصول التي قام عليها دينه . ومن عجيب أثر الزهد في حياته أنه جعله يحيا مع الناس ببدنه ، وأما قلبه وعقله ففي عالم الآخرة . ومن آثار الزهد في حياته أن الله تعالى ثبت الحكمة في قلبه ، وأطلق بها لسانه وبصّره بعيوبه ، ورَغِب في الباقيات الصالحات ، وترك الشهوات الفانيات .. ) .                       هكذا هي الروايات الأسلامية بعضها يناقض البعض الاخر تماما ! ، ورواية عمر بن الخطاب أحد هذه النماذج ! .                                                                                                         
4 . الخلفاء الراشدون أنفسهم كلهم ماتوا قتلا وغدرا ، حيث يخبرنا موقع أسلام ويب ، بالتالي ( فليس في وفاة الخلفاء الراشدين ما يحمل على الاستغراب ، وأما أولهم وهو أبو بكر الصديق فقد ورد في كتاب الكامل في التاريخ أنه كان قد سمه اليهود في أرز ، وقيل في حريرة وهي الحسو ، فأكل هو والحارث بن كلدة فكف الحارث وقال لأبي بكر : أكلنا طعاما سم سنة فماتا بعد سنة .. وأما عمر بن الخطاب فقتله أبو لؤلؤة فيروز الفارسي غلام المغيرة بن شعبة وهو يؤم الناس في صلاة الفجر ، وأما عثمان بن عفان فقد قتل بسبب الفتن التي دبرها عبد الله بن سبأ اليهودي ، والتي كان من جرائها الكتاب الذي كان زوره مروان بن الحكم . وأما علي بن أبي طالب فقتله عبد الرحمن بن ملجم الخارجي في مؤامرة دبرها جماعة من الخوارج .. ) .                                                                                                                   وسوف أعلق فقط على مقتل عثمان ، لأنها حالة فريدة ، حيث تبين أن الصحابة يقتلون بعضهم بعض ، حيث تقول كتب السنة أن أغلب القتلة هم من أهل مصر والبصرة ، ولكن مصادر أخرى تقول أن القتلة من صحابة الرسول (( أن القتلة صحابة اجلاء وقسما منهم بايعوا تحت الشجرة وهي في الحقيقة كانت ثورة بوجة التجاوزات التي قام بها الخليفة عثمان وكما ذكرنا اول الذين اعترضوا وافتى ضده هي السيدة عائشة ! ، أما عبد الرحمن بن عديس البلوي : صحابي ممن بايع النبي تحت الشجرة وقد شارك في قتل عثمان بن عفان ، الدليل :
 أولا : الكامل في التاريخ لابن الاثير ج3ص81 وذكر ابن الاثير ص90 قال : واما عمرو بن الحمق الخزاعي ( صحابي ) فوثب على صدره وبه رمق فطعنه تسع طعنات..
ثانيا : ابن سعد في طبقاته الكبرى ج7 ترجمة أبو سعادة يقول : صاحب رسول الله وكان فيمن رحل الى عثمان حين حصر حتى قتل ..
ثالثا : كتاب المواعظ الإسلامية والاعتبار في ذكر الخطب والاثار ج2 ترجمة . / نقل بتصرف من موقع منتدى الوارث )) . وهناك عن رواية اخرى عن مشاركة محمد بن أبي بكر الصديق في قتل عثمان ( بأنه عندما دخل محمد على عثمان قال الأخير له : ويلك ، أعلى الله تغضب ، هل لي إليك جرم إلا أني أخذت حق الله منك ، فتركه وخرج ، ورواية الاستيعاب لابن عبد البر عندما رآه عثمان قال له " لو رآك أبوك لم يرض هذا المقام منك " فخرج عنه وتركه ، وهذا هو الرأي الأشهر ، حتى إن ابن تيمية قد برأ محمد من قتل عثمان ، أما خصومه ، وخاصة الأمويين فيرون أنه شارك في قتل عثمان ، ويستدلون برواية الذهبي في سير أعلام النبلاء بأنه سار لحصار عثمان ، وفعل أمرا كبيرا ، فكان أحد من توثب على عثمان حتى قُتل  .. / نقل من موقع أخبار ) .                                                                                                                     
5 . كان هناك الكثير من المعارك ، في حقبة الخلافة الراشدة ، ولكن يمكن اعتبار موقعة الجمل ، واقعة مميزة ، وذلك لمشاركة أحدى نساء النبي بها / عائشة بنت أبي بكر ، مع الصحابيان طلحة والزبير ضد علي بن أبي طالب ، وهي أيضا تؤشر الى صراع آل الرسول والصحابة مع بعضهم البعض ، ( موقعة الجمل هي معركة وقعت في البصرة عام 36 هـ بين قوات أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب  والجيش الذي يقوده الصحابيان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام بالإضافة إلى أم المؤمنين عائشة التي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل ، وسميت المعركة بالجمل نسبة إلى ذلك الجمل / نقل من موقع المعرفة ). وهذه المعركة تبين أيضا أن السلطة والحكم أهم من الدين والعقيدة ومن أرواح المسلمين  ، حيث قتل بها أكثر من 15 ألف مسلم والكثير من الصحابة وحفظة القرأن ، فقد جاء في موقع www.khayma.com حول حصيلة المعركة التالي (( مقتل طلحة والزبير ، وكان الزبير بن عوام قد لمح الخسارة في صفوف جيشه وانسحب إلا أن رجلاً تعقبه وقتله وهو يصلي خارج المعسكر واسمه عمرو بن جرموز ، أما طلحة فقد رماه مروان بن الحكم بسهم فمات . قتل في المعركة عشرة آلاف من جيش البصرة ( ثلث الجيش ) وخمسة آلاف من جيش علي بن أبي طالب ( ربع الجيش ) . وقوع عائشة بنت أبي بكرفي الأسر بعد عقر جملها ( عسكر ) ، وأرسلها علي بن أبي طالب مع أخيها محمد بن أبي بكر الذي حارب إلى جانبه إلى مكة )) .                                                                                                                       
6 . الحسن بن علي / حفيد الرسول ، استلم الحكم بعد والده وكانت فترة خلافته ستة أشهر ، وقيل ثمانية ، وكان أول من بايع الحسن قيس بن سعد بن عبادةالأنصاري فقال : أبسط يدك على كتاب الله وسنة رسوله وقتال المخالفين ، فقال الحسن: "على كتاب الله وسنة رسوله فإنهما ثابتان ". ، هذا الخليفة لا أعتقد انه كان متفرغا للخلافة والحكم ، لأنه كان ولعا شغوفا بالنساء ! ، وكما قال عنه والده علي أنه " مزواج ومطلاق " ، وحول عدد زوجاته ، أنقل الرواية التالية  ( قال ابن كثير في البداية والنهاية (8/42) :-قالوا: وكان كثير التزوج ، وكان لا يفارقه أربع حرائر ، وكان مطلاقا مصداقا ، يقال إنه أحصن سبعين امرأة ، وذكروا أنه طلق امرأتين في يوم ، واحدة من بني أسد وأخرى من بني فزارة - فزارية - وبعث إلى كل واحدة منهما بعشرة آلاف وبزقاق من عسل ، وقال للغلام : اسمع ما تقول كل واحدة منهما ، فأما الفزارية فقالت : جزاه الله خيرا ، ودعت له ، وأما الاسدية فقالت : متاع قليل من حبيب مفارق ، فرجع الغلام إليه بذلك ، فارتجع الاسدية وترك الفزارية ، وقد كان علي يقول لاهل الكوفة : لا تزوجوه فإنه مطلاق ، فيقولون والله يا أمير المؤمنين لو خطب إلينا كل يوم لزوجناه منا من شاء ابتغاء في صهر رسول الله ) ، وأنتهى الامر به مسموما من قبل زوجته جعدة ، وبترتيب من معاوية بن أبي سفيان ! فقد جاء في موقع الامام الولائي ، التالي ( وفي الكافي :1/462 ، قال : ( إن جعدة بنت أشعث بن قيس الكندي سمت الحسن بن علي وسمت مولاة له ، فأما مولاته فقاءت السم وأما الحسن فاستمسك في بطنه ثم انتفط ( التنفُّط حالة كالجدري ) به فمات ) . وفي كمال الدين للصدوق/546: ( مات الحسن مسموماً ، سمته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي لعنها الله ، دسّاً من معاوية ) . طائفة من العلماء ، ذكرهم في الإستيعاب :1/141، وفي طبعة:1/ 389: " قال قتادة ، وأبو بكر بن حفص : سُمَّ الحسن بن علي ، سمته امرأته بنت الأشعث بن قيس الكندي . وقالت طائفة : كان ذلك منها بتدسيس معاوية إليها وما بذل لها في ذلك وكان لها ضرائر . " )) . يتبين من الامر ، أنه لا ضير بالنسبة لصحابة الرسول أن يدسوا السم لحفيد الرسول ، ما يهم رجال في تلك الحقبة هو الحكم والسلطة والخلافة ! ، هذا من جهة ، ولكن من جهة أخرى من أين الاموال للحسن بن علي  التي تدفع كمهور وصداق لزيجاته و طلاقه !! .         
 شعلة :                                                                                                                                     أولا : أرى أن حقبة الخلافة الراشدة ، بدايتها شبهة ومؤامرة مدبرة ومخططا لها بين أبي بكر وعمر ، حيث أن الرسول كان قد توفى / 11 هجرية ، ومسجا في بيت عائشة لأيام ، وبني هاشم وأهل بيت الرسول أولهم علي بن أبي طالب مشغولين بجهاز الرسول وتوديعه ، وباقي الصحابة أنظارهم على الحكم ، حيث أنقسم الصحابة في سقيفة بني ساعدة ، تاركين الرسول دون دفن ، إلى فريقين منافسين : الأول يطالب بخلافة سعد بن عبادة وهم من الأنصار ، والآخر يطالب بـخلافة أبي بكر وهم من  المهاجرين ، غير مكترثين بالمتوفى ودعوته ، وأنتهت أخيرا بفوز أبو بكر ! .. أرى أن سقيفة بني ساعدة ، أول مؤامرة مخططا لها بشكل مدروس بعد وفاة الرسول ، لأنها غيرت مجرى التأريخ الأسلامي ، حيث غيرت مسار الخلافة من آل البيت / علي بن أبي طالب ، الى خط أبو بكر وعمر ، ومن الممكن لو ان عليا كان أول الخلفاء ، لكان الحكم وراثيا .                                                                                                                                 ثانيا : ويقال أن الاسلام قد أكرم المرأة ، وكما رأينا في أعلاه ، فالمرأة يطأها صحابي ، ثم يتركها لأخر ، ومنهن من تزوجن خمس مرات ، فما القيمة الأنسانية والأجتماعية لهكذا نساء ! ، وكيف يرضى الرجال والنساء معا أن يتزوجن نساءا قد وطأهن عدة رجال ، انها نوعا من العلاقات الجنسية المنظمة ! ، أن الحالة المجتمعية لتلك الحقبة كانت ذو هم جنسي أكثر من هموم الدولة ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر أن هم السلطة والحكم أكثر من قيمة وأهمية صاحب الدعوة ، لذا رأينا في تأمر الصحابي معاوية على حفيد الرسول الحسن ، دون أعتبار من أن جده كان صاحب الدين الجديد  .                                                                                                               
ثالثا : والمروجين للخلافة الراشدة ، أراهم في ظلال فخلفاء تلك المرحلة كانت نموذجا لثقافة القتل والعنف الدموي التي تمارسه الأن المنظمات الأرهابية الأسلامية ، كحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة من قبل داعش ، ومن المؤكد هناك الكثير من الحوادث الذي يندى لها الجبين ، قام بها هؤلاء الخلفاء ! ، فأي حقبة كانت ، لكي يتحسر عليها الشيوخ ! ولم يكفي الحكام العرب ظلمهم لشعبهم حتى يتمثلون بخليفة ، مثلا ، كالحسن الذي كان همه النساء ، مزواج ومطلاق ، أهناك وقت للحكم ! والنساء تنتظر دورها في الوطأ ! ..                                                                                                       
رابعا : من المؤكد أن ما نشر من تلك الحقبة لا يوازي ما خفي ! . وأن كل التصورات التي نقلت الى الجمهور كان يصب من أن خلفاء تلك المرحلة كانوا قمة من المثل وعلو في الخلق ، لأن الناقل للوقائع والأحداث لا ينهج نهجا محايدا ، وكما يقول خالد الذكر د . علي الوردي ( إن مُشكلة الوعاظ عندنا أنهم يأخذون جانب الحاكم ويحاربون المحكوم فتجدهم يعترفون بنقائص الطبيعه البشريه حين يستعرضون أعمال الحكام فإذا ظلم الحاكم رعيته أو ألقى بها فى مهاوى السوء ، قالوا : إنه اجتهد فأخطأ ، وكل انسان يُخطىء والعصمة لله وحده ، أما حين يستعرضون أعمال المحكومين فتراهم يرعدون يزمجرون وينذرونهم بعقاب الله الذى لا مرد له ، وينسبون اليهم سبب كل بلاء ينزل بهم ) . 


219
                               قراءة نقدية ل .. كلمتي " الله أكبر " في علم العراق

أستهلال :   
 العراق منذ القدم / نعم أنه كان مهدا للحضارات ، ولكنه بنفس الوقت كان مسرحا للقتل والغدر والخلاف والأختلاف ، وطن للثورات والأنقلابات ونقض العهود ، فمنذ مقتل الحسين بن علي ذبحا ، سنة 56 للهجرة – 626 ميلادية ، والى الأن تتوالى ويلاته ، فحكامه الحاليين خضوعهم وولاءهم للمرجعيات الدينية مع رهط من رجال دين تسييسوا ، ولكنهم باعوا الله ورسوله ، وزادوا على ذلك عليا وأئمته المعصومين ! .. جعلوا من الشعب ، يبكي ويلطم ويطبر فرحا مبتهجا ، تحت ممباركة المراجع المعممون ، حتى أمسى الشعب مغيب مجهل مسفه ، شعب دفن ذاته في ماضيه ، وجهل حاضره ، ففقد مستقبله ، شعب أصبح مسيرا من قبل حكام لصوص ورجال دين يتاجرون بالدين وبالله ، شعبا غائبا عن الوعي ، ليس له كلمة حق في أمر وحتى وأن كان هذا الامر باطلا وتدليسا .. ومن هذا الامر كلمتي " الله أكبر " في علم العراق .
 
النص:
المعتقدات الدينية الرئيسية في العراق هي : الأسلام ، المسيحية و الصابئة ، ثم : اليزيدية ، الشبك وهناك الكاكائية ( تنظيما اجتماعيا عفويا قائما على الشباب والفروسية ، ثم دخل إليها مزيج من الأفكار والعقائد المستمدة من التصوف والتشيع المتطرف والمسيحية والفارسية ، وهي ليست دينا أو مذهبا خاصا ولكنها خليط من الأديان والمذاهب ، ولعلها حركة باطنية سرية .. / نقل من www.wikiraq.org ) ، أما كقوميات ، فغالبية سكان  العراق هم من العرب ثم القومية الكردية ثم تليها القوميات التركمانية والآشورية و الأرمن والشركس وغيرها من القوميات .. هذا ليس أحصاءا دقيقا ولكن نظرة عامة على الوضع المجتمعي العراقي ، ومن المؤكد الوضع العام بعد 2003 أنحدر الى معطيات جديدة على المجتمع العراقي  كالألحاد ، فقد جاء في موقع  www.shafaaq.com شفق نيوز ، التالي – نقل بتصرف ( زعم الباحث الأمريكي "جوان كول" أنه رغم المخاوف والانقسامات التي تعيشها العراق ، إلا أن 32% من الشعب العراقي " لم يعد يؤمن بوجود الله ". وقال أن " شريحة كبيرة من الشباب العراقي تحولت إلى الإلحاد خلال الأعوام الأخيرة ؟" ، ويشير " جوان كول " أنه وفق استفتاء أجرته وكالة "AKNEWS" الكوردية في أبريل 2011 تحت سؤال : هل تؤمن بوجود الله ؟ جاءت النتائج غريبة عن دولة توجد في الشرق الأوسط ، حيث أن67% فقط من قالوا نعم ، بينما 25% قالوا ربما يوجد وربما لا ، و7% قالو غير موجود ، بينما 1% رفض الإجابة .. ) ، هذا الوضع المضطرب والحساس بالوقت ذاته ، من ناحية يشير الى رد فعل المجتمع على ما فعله الحكام الجدد ورجال الدين من نهب وتخريب وتدمير في العراق ، فدفعهم الى الألحاد ، ومن ناحية أخرى يؤشر الى ظاهرة غريبة في مجتمع أقل ما يقال عنه أنه ملتزم .

القراءة :
من المعطيات السابقة عامة ، نستطيع بشكل أو بأخر أن نقرأ الوضع العراقي ، خاصة فيما يتعلق بعلم العراق !.
1 . العلم ، هو شعار الدولة ، ويجب أن يمثل العلم بشعاره عموم مرجعيات الشعب دينيا وقوميا وأثنيا و.. ، والعراق ليس حاله كحال الدول الأخرى ، فهو كما ذكرنا فسيفساء من الأديان والأعراق والقوميات والأثنيات .. ، و كلمتي     " الله أكبر " ، لا تمثل الشعب العراقي ككل ، ولكنها تشير الى الأسلام فقط كدين .
2 . ولو تناولنا أحد مصادر " الله أكبر " ، لرأينا أنه يرجع الى الأية التالية (  اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) سورة العنكبوت / 45 . وجاء موصولا وكما يلي ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) ، وجاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، في تفسير هذه الأية التالي – نقل بتصرف ((  وللعلماء في قوله تعالى ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) أقوال  :قال ابن الجوزي ، قوله تعالى : ( ولذكر الله أكبر) فيه أربعة أقوال : أحدها : ولذكر الله إياكم ، أكبر من ذكركم إياه ، وبه قال ابن عباس ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد في آخرين  .والثاني : ولذكر الله تعالى أفضل من كل شيء سواه ، وهذا مذهب أبي الدرداء ، وسلمان ، وقتادة  .والثالث : ولذكر الله تعالى في الصلاة ، أكبر مما نهاك عنه من الفحشاء والمنكر ، قاله عبد الله بن عون  .
والرابع : ولذكر الله تعالى العبد- ما كان في صلاته- أكبر من ذكر العبد لله تعالى ، قاله ابن قتيبة .                        وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَقَوْلُهُ : ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) بَيَانٌ لِمَا فِيهَا مِنْ الْمَنْفَعَةِ وَالْمَصْلَحَةِ ، أَيْ ذِكْرُ اللَّهِ الَّذِي فِيهَا ، أَكْبَرُ مِنْ كَوْنِهَا نَاهِيَةً عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ.. )) .
* أذن كلمتي " الله أكبر " ، مقولة أسلامية ، تامة خالصة ، مصدرا ومرجعا ، لا تمت لمعتقدات باقي مكونات المجتمع العراقي / من غير المسلمين ، بأي صلة لا بعيد ولا من قريب ! .
3 . صيحات الأرهابيين القتلة ، من القاعدة مرورا بداعش والنصرة وغيرهم ، مرتبط بهذه المقولة ، صراحة وبيانا ووضوحا ، فأي قتل أو ذبح أو صلب أو سحل أو أعدام أو حرق او تغريق .. لا بد أن ترافقه صيحات " الله أكبر " .
* فهذه المقولة أذن ، سيئة الصيت ، وذلك لأن أستخدامها يرافق أي عملية نهايتها هو القتل ، والشعب عامة لا يرجع الى ما قاله المفسرين والفقهاء والشيوخ من تفاسير بحقها ، بل الشعب يتعامل مع المحسوس والمرئ والملموس من الأمور والوقائع والأحداث ! .
4 . فكيف للشعب أن يكون له ولاءا لهذا الوطن ، وعلمه / رايته ، لا يمثل أماني وتطلعات أجمالي مكوناته ، ولا يؤمن بها كمقولة ! ، وذلك لأنها لا تمثل أساسيات معتقده ، كما أن معظم الذين يؤمنون بها / المسلمين ، ويعتبرها مقولة ذا مرجعية دينية ، من جانب أخر ، ليس لهم من الدين من علم ، سوى الصوم والصلاة ، دون فهم ما تعنيان من مقصد في الدين ، أضافة لأنشغالهم بمراسم الزيارات وما يرافقها من لطم وتطبير وضرب للزناجيل .
5 . وحتى لو تركنا المرجعية الدينية لهذه المقولة ، وفرضنا جدلا ، أن الهدف منها هو أعلاء من شأن الذات الألهية ، ولكن أي أعلاء للذات الألهية ، ورجال الدين هم : بين لص وتاجر ومنافق ودجال ومحتال ، ألا ما ندر ، فهذا مثلا ، النائب العراقي / رجل الدين المعمم خالد العطية ، ينهب بطريقة مقززة مقرفة يندى لها الجبين ، فقد جاء في مقال ل جمعة عبدالله / موقع الفرات الأخباري ((  .. فهذا ( خالد العطية ) يتقمص دور المحتال ، لنهب الاموال بكل طرق ، حتى الشيطان يخجل من فعلها ، فقد كان هذا فارس الزمن الاغبر والتعيس والرذيل ، فقد كان نكرة في دنيا المجهول والضياع ، وعائش على الاعانة الشهرية من بلدية لندن ، واليوم بسبب القدر الذي جعل العراق يغوص ببرك الدماء ، يصبح مالك امبراطورية مالية شاسعة .. وقضية ومؤخرته المثيرة للجدل التي كلفت ميزانية العراق 59 مليون دينار بعد إجرائه عملية  جراحية ( بواسير ) في إحدى المستشفيات خارج العراق .. )) .
 
خاتمة :
أشارة للحكام الجدد في العراق - بعد عام 2003 / من تكنوقراط ورجال دين وعلمانيين و .. ، فمعظمهم أول من خان الوطن ، وهم بذاتهم من وضع دستور هذا الشعار " الله أكبر " / بالخط الكوفي ، وذلك لأنهم بعيدون كل البعد عن كل المقدسات وعن القيم وعن الله نفسه ، لأنهم باعوه في سوق النخاسة مقابل الدولار ومقابل كراسي الحكم والسلطة ، فأن هم تنكروا لله بذاته ، فأذن لا شعار يحكمهم ولا دستور يحددهم ولا قانون يقيدهم ! لأنهم لله نفسه لم يضعوا له أي قدسية !! . نعم للعلم من أهمية بمكان لو كان يمثل أماني وأهداف الشعب ، ولأستطاع الشعب لو كان يؤمن بشرف العلم أن يثور على هكذا وضع مزري ! أيمانا منه بقدسية العلم ، ولكن على من يثورون ، لو كان معظم الحكام ورجال الدين بين مارق ولص ومحتال ودجال ومرتزق ، لا يقيدهم من حد ، لأنهم أصلا باعوا .. الله والوطن والشعب والشرف ، فأذن أي قيمة لرمزية العلم ! .





220


                          قراءة في ... التمايز والتصنيف الفوقي في الموروث الأسلامي

المقدمة :
    المطلع الجيد على الموروث الاسلامي ، يحصل على نتيجة لا تقبل النقاش أو الجدل ، مفادها أن هذا الموروث  وفي الكثير من مفاصله ، يتصف بطبقية وفوقية جلية وواضحة عن غيره . في هذا البحث المختصر ، سأبحث في هذا المسار ، معتمدا على عينات من الموروث الأسلامي / نصوص وأحاديث وسنن و.. ، أخذت على سبيل المثال وليس الحصر ، مقرونة بقراءتي الخاصة ، ثم منهيا البحث بخاتمة .

النص :
* المحور الأول - في جانب تصنيف الأديان ، وتفضيل الأسلام على غيره من الأديان ، كان للموروث الكثير من النصوص منها النص القرأني التالي : ( أنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 سورة أل عمران ) ، وجاء في تفسير الأية وفق موقع quran.ksu.edu.sa ما يلي (( وقوله:  إن الدين عند الله الإسلام ، إخبار من الله تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام ، وهو اتباع  الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين ، حتى ختموا بمحمد ، الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد ، فمن لقي الله بعد بعثته محمدا بدين على غير شريعته ، فليس بمتقبل . كما قال تعالى :  " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ، وهو في الآخرة من الخاسرين " /  آل عمران : 85 " ، وقال في هذه الآية مخبرا بانحصار الدين المتقبل عنده في الإسلام :  إن الدين عند الله الإسلام . وذكر ابن جرير أن ابن عباس قرأ :  شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام .. )) .

القراءة :
ليس من المنطق والعقلانية ، ان يكون هكذا نص مصدره " ألهي " ، وسبب ذلك : أن الله لا تصدر عنه هكذا معلومة ، وكان الأحرى به / الله ، أن لا يوجد الأديان قبل الأسلام أصلا ، مادام هناك أفضلية للأسلام كدين ، هذا أولا ، وأذا كان النص القراني ألهي ، فلم لم ترد نصوص مماثلة توراتية أو انجيلية أو .. ، تشير الى ظهور دين جديد بعد كذا قرن ، يدعى الأسلام ، هذا ثانيا ، ولم يكون الأسلام هو " الدين عند الله الإسلام " ، أجاء الأسلام مثلا : بالمحبة والتعايش والألفة والمساوات والأخاء ، أم جاء بالسيف !! هذا ثالثا ، ولم هذا التصنيف والأفضلية والتمييز لدى الله بالنسبة للاديان ، هذا رابعا ، وأخيرا ، هل لله دين يمايزه على الأخر مادام كل الأديان تتعبده ، هذا خامسا .

* المحور الثاني - وصف الرسول بأعظم الأوصاف تمييزا عن غيره ! ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب التالي (( وردت في فضائل النبي وخصائصه أدلة كثيرة جدا ، ولم يرد – فيما نعلم - دليل صريح فيه النص صراحةً على أن النبي أفضل الخلق ، والذي ورد النص عليه : أنه أفضل البشر وسيد ولد آدم  .روى مسلم ( 4223 ) عن أبي هريرة  قال : قال الرسول : أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ، وقد فهم العلماء من هذا النص وغيره من النصوص الواردة في فضائل نبينا أنه أفضل الخلق ))  .، وكذلك ورد على أن الرسول خاتم المرسلين ، فقد جاء في موقع / طريق الأسلام ، التالي (( " مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا  / الأحزاب:40  " ، فمحمد خاتم النبيين وبالأولى خاتم المرسلين ، فلقد ختم به النبوة فطبع عليها فلا تفتح لأحد بعده إلى قيام الساعة وختم به النبوة ، لأنه شرع له من الشرائع ما ينطبق على مصالح الناس في كل زمان وكل مكان ، لأن القرآن ما ترك أما من أمهات المصالح إلا جلاها ولا مكرمة من أصول الفضائل إلا أحياها فتمت الرسالات برسالته إلى الناس أجمعين .. ، قال العلامة ابن كثير : " وقد أخبر الله في كتابه ورسوله في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده ليعلموا أن كل من ادعى هذا بعده فهو كذاب دجال ضال مضل ". ، أما الأحاديث فمنها :ـ  وعن أبي هريرة قال: قال الرسول  : « لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله / رواه البخاري ومسلم . وفي زيادة صحيحة :  وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي/  سنن الترمذي )) .

القراءة :                                                                                                                          ليس من الحقيقة بشئ أن يكون الرسول أعظم الخلق ، وكل الصفات المقدسة كانت قد أجتمعت قبله للمسيح ، وبشهادة القرأن ، هذا أولا ، حيث أن النص القراني وصف المسيح بالكثير من الصفات العظيمة منها ، " إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه / سورة النساء171 " ، " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ / سورة أل عمران 55 " ، وغيرها من النصوص ، هذا ثانيا ، وبموقع أخر ، كالموقع التالي  im-muslim.blogspot.com يبين الكثير من العجائب والمعجزات التي ليس لبشر أن يقوم بها ، وبشهادة الموروث الأسلامي منها / المعجزات التي أيّده الله بها ، كالتالي (( كلم الناس في المهد بإذن الله . " لم تذكر بالكتاب المقدس مع انها المعجزة التي برأت العذراء عليها السلام  ". . تنزيل المائدة من السماء . .)) هذا ثالثا ، وهناك عدة خوارق للمسيح منها التي وردت في الموقع التالي ، نقلت بتصرف  alkalema.net/masihinkuran.htm ((  منها : الولادة العجيبة للمسيح ومن غير دنس . ألقاب المسيح الالهية / كلمة الله  دُعي المسيح ( كلمة الله )  في القرآن ، لقد لقب المسيح بالوجيه في الدنيا والآخرة ، كما في سورة آل عمران 45 . معجزات المسيح ، ومنها : الخلق : " ياعيسي ابن مريم اذكر نعمتي عليك... اذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل واذ تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فتكون طيرا بإذني " سورة المائدة 110 ، احياء الموتي وابراء الاكمه والأبرص : يقول القرآن بلسان المسيح : " وابرئ الاكمه والابرص واحيي الموتي بإذن الله " سورة آل عمران 49 . العلم بالغيب : وهذه صفة لا تتوفر الا عند الله عز وجل ولكن القرآن نسبها للمسيح حيث قال القرآن بلسان المسيح : " وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم " سورة آل عمران 49 . عصمة المسيح عن الخطيئة ، حيث يشهد القرآن ان لكل الانبياء والرسل خطايا معينة  .. ))

* المحور الثالث – الموروث الأسلامي يصنف البشر ، ويعتبر أن كل غير المسلمين هم كفرة ، وقد زاد في ذلك بتصنيف الكفار الى طبقات ، فقد جاء في موقع / صيد الفوائد ، ما يلي (( أقسام الكافرين : فالكفار على أربعة أقسام ، القسم الأول : الكافر المحارب ، الذي اجتمعنا معه في معامع القتال ومواقع النزال . الثاني : الذمي ، وهو من يدفع الجزية لولي أمر المسلمين كل عام  . الثالث : المعاهد ، وهو من كان بيننا وبينه عهد لمدة معينة أو مطلقة ، كالذين عاهدهم النبي  من المشركين بصلح الحديبية  .الرابع : المستأمِن الذي أُعطي أماناً من مسلم ))  ، ومن حيث دم المسلم ودم الكافر ، ووجوب قتل الكفار ، فقد جاء في موقع حراس العقيدة ، التالي (( ".. فهؤلاء يجوز قتلهم في مكان المعركة " ، أي الكفار ، وهذا القول هو مخالف لكثير من الآيات التي امرت بقتل المشركين ، وإلا فهذا تقييد منك لا دليل عليه ، كالنص التالي " وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ  أخرجوكم وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا  تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ / 191 سورة البقرة " )) .

القراءة :
ليس من دين له هذه النزعة الفوقية و الأستعلائية في تصنيف البشر كالأسلام ، فهو حتى يصنف الكافر الى أقسام ، هذا أولا ، وليس من المنطق ، أن غير المؤمنين بالأسلام ورسوله كلهم كفرة ! ، هذا ثانيا ، وأذا كان الرسول لا يتكلم من نفسه ، بل بأمر ألهي ، كما ورد بالنص التالي " {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} (3) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم " ، فنكون هنا أمام معضلة أنسانية وعقائدية ، بالموروث الأسلامي في تصنيف البشر وفي كيفية وسبل قتلهم ، حيث أن كل ماورد هو أنما وحي يوحى به ، أي كل القتل هو بأمر من الله ، وهذه معضلة دينية وألهية بنفس الوقت ، هذا ثالثا ، وهل من المعقول أن يأمر الله بقتل عباده لمجرد كونهم غير مسلمين ، هذا رابعا .

* المحور الرابع - أستحداث تصنيف وتمييز للنساء ، ووضع العذراء مريم فوق كل نساء ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب ، التالي ((  فإن ظاهر القرآن والأحاديث يقتضي أن مريم أفضل من جميع نساء العالم من حواء إلى آخر امرأة تقوم عليها الساعة ، وذلك لما اختصت به من مكالمة الملائكة ، قال تعالى : " إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ / أل عمران : 42 " ، فبهذه المكالمة والاصطفاء والبشارة من الملائكة استدل بعض العلماء على نبوتها عليها السلام.  وعلى كلٍ فهي أفضل من كل النساء ثم تأتي بعدها في الفضيلة ( فاطمة ثم خديجة  ثم آسية ) ، وذلك لما رواه موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس  قال : قال الرسول  : سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمه ثم خديجه ثم آسية.  وقد ذهب المحقق النووي أن الذي عليه الجمهور هو أن مريم صديقة وليست نبية . وعلى كل فإن أغلب العلماء ذهبوا إلى أنها وإن كانت صديقة فهي تبقى أفضل النساء جميعا ، والدليل قوله تعالى : " وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ / آل عمران: 42 ". ثم لما حباها الله تعالى به حيث أعطاها ما لم يعطه أحداً من النساء ، وذلك أن روح القدس كلمها وظهر لها ونفخ في درعها فليس هذا لأحد من النساء ، وصدقت بكلمات ربها ولم تشك عندما بشرت بعيسى عليه السلام ، ولذلك سماها الله صديقه فقال : " وَأُمُّهُ صِدِّيقَة  / المائدة :  75 " )) .

القراءة :
في هذا المحور أرى أن الموروث الأسلامي وضع معادلة غير متوازنة بالنسبة لأعظم نساء العالمين ، فالحقائق تؤكد عظمة العذراء مريم ، وهذا أمر مفروغ منه بدلالة المسيحية والأسلام ، حيث جاء في موقع / كنيسة سانت تكلا (( الإشارات المقتضبة إلى العذراء مريم في الكتب المقدسة تصورها لنا في كونها المباركة من النساء والمنعم عليها عظمى ( لو 1: 28 ) . وكذلك يقدمها لنا الكتاب المقدس كمثل أعلى للأمهات وللنساء قاطبة ( لو 2: 27 و33 و41 و48 و 3 : 23 ) . )) ، بينما النساء الباقيات نساء عاديات حسب المفهوم البشري لم يكن لهن كرامات ولا أمور خارقة كمريم العذراء ، التي ولدت المسيح دون أي دنس ، هذا أولا ، كما أن العذراء مريم هي والدة المسيح ، كلمة الله ومن روحه ، بينما نرى في الجانب الأخر ، أن خديجة أحدى زوجات الرسول ، وفاطمة أبنته ، أما أسية ، فهي (( آسية بنت مزاحم امرأة فرعون . التي تلقت النبي موسى من اليم وآمنت به وأسندت رضاعته لأمه / نقل من الويكيبديا )) ، هذا ثانيا ، العذراء مريم ، ووفق الموروث المسيحي ، أنتقلت الى السماء بسلطان أبنها المسيح ، كلمة الله ، فقد جاء في موقع / القديسة رفقا - نقل بتصرف ، التالي (( .. فرحت العذراء بحضور الرسل و قالت لهم أنه قد حان زمان إنتقالها من هذا العالم . و بعدما عزَتهم وودَعتهم حضر إليها إبنها وسيدها يسوع المسيح مع حشد من الملائكة القديسين فأسلمت روحها الطاهرة بين يديه المقدستين ورفعها الرسل ووضعوها فى التابوت و هم يرتلون و الملائكة أيضاً غير المنظورين يرتلون معهم ودفنوها فى القبر ، .. وكانت مشيئة الرب أن يرفع الجسد الطاهر الى السماء محمولاً بواسطة الملائكة .. )) ، أما النساء الأخريات دفن كما تدفن باقي النساء ! ، هذا ثالثا .
خاتمة :
نصوص الموروث الأسلامي ، التي تنهج التمييز والمفاضلة والفوقية والأستعلائية ، تضعه في موقف ضعيف بنيويا ، وذلك لأن نفس الموروث أورد نصوصا أخرى خلافا لذلك النص المذكور في الكثير من مفاصل الموروث ، وهذا مرده ضعف التواصل بين حقائق ووقائع الموروث نفسه ! والعاملين عليه ، أضافة الى فقدان النسق المعلوماتي للموروث بما أخبر المتلقي بعد قرون ، منها يمتد الى أكثر من 14 قرنا ، وأرى في بعض الأحيان ، وجود تناقض في من كتب أو نسخ أو قال أو أخبر أو دون أو أورد .. من خبر أو معلومة ، وكأن كل فرد يكتب دون الأكتراث بما كتب الأخرين من قبله ، لذا أصبح الموروث سلسلة غير منظمة وغير متسقة وغير متوافقة معلوماتيا ، بل متناقضة في بعض الأحيان .. وأنتهاءا ، أرى وفي الكثير من الحالات ، لا يمكن الركون للموروث الأسلامي ، كمصدر محايد وسليم ودقيق في حالة البحوث الرصينة !! .   


 

221

                                      الأسلام .. و ”وهم صنع الأبطال “
                                               صلاح الدين الأيوبي   
مقدمة :
كعادتهم دوما ، ينهج المهتمين بالموروث الأسلامي ، من شيوخ وفقهاء وأئمة ودعاة ، بتعظيم القادة المسلمين ، تعظيما أعمى ، دون البحث والتدقيق بالجوانب المظلمة لهذه الشخصية أو تلك ، واضعين نصب أعينهم معتقد أو دين الشخصية كمحرك رئيسي وأدات تقييم محورية للبحث ، غافلين دموية ووحشية هذه الشخصيات في معالجة بعض الاحداث والوقائع ، وبذات الوقت ، صانعين منهم أيقونة ، لا يمكن المساس بها بأي شكل من الأشكال ، وصلاح الدين الأيوبي - موضوع البحث ، هو أحد هذه الشخصيات ، التي سأتعرض لها في هذا المقال ، وسأسرد أولا نبذة مختصرة جدا عن سيرته / ونحن لسنا بصددها التفصيلي لأنها معروفة ومتداولة في الكثير من المصادر والمراجع ، ومن ثم سأعرض قراءتي الخاصة للبحث ، الذي شكل أزمة ، خاصة من قبل مفكري ومثقفي مصر .

النص :                                                                                                                                 هو المظفر صلاح الدين الأيوبي ( (532 - 589  هجري (   1138 - 1193 ) ميلادي ، قائد عسكري أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن في ظل الراية العباسية ، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية  التي استمرت 262 سنة ، قاد صلاح الدين عدّة حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي المقدسة التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخرالقرن الحادي عشر ، وقد تمكن في نهاية المطاف من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس ، بعد أن هزم جيش بيت المقدس في معركة حطين ، كان صلاح الدين يقول بمذهب أهل السنة والجماعة ، وروي أن عبد القادر الجيلاني دعا له ، وهذا يفسر أتباعه الطريقة القادرية فيما بعد ، وبعض العلماء كالمقريزي ، وبعض المؤرخين المتأخرين قالوا : إنه كان أشعريًا ، وإنه كان يصحب علماء الصوفية  الأشاعرة لأخذ الرأي والمشورة ، وأظهر العقيدة الأشعرية ، " يشتهر صلاح الدين بتسامحه ومعاملته الإنسانية لأعدائه " ، لذا فهو من أكثر الأشخاص تقديرًا في العالمين الشرقي الإسلامي والأوروبي المسيحي ، حيث كتب المؤرخون الصليبيون عن بسالته في عدد من المواقف ، منها عند حصاره لقلعة الكرك في مؤاب ، وكنتيجة لهذا حظي صلاح الدين باحترام خصومه لا سيما ملك إنگلترا ريتشارد الأول " قلب الأسد "  .. / نقل بتصرف وأختصار من موقع الويكيبيديا .                                                                                                                    ولكن أين الحقيقة من كل ما كتب عنه ! هذا هو السؤال ! .
 
القراءة :                                                                                                                                                   ليس من المتداول السهل والمقبول أن يتم أنتقاد الشخصيات الأسلامية ، وخاصة أذا كان الكاتب المنتقد يعيش ضمن حدود الدول العربية ، ولكن القامات الفكرية الجريئة ضربت الأمر عرض الحائط / بما به من خطورة ، في سبيل طرح الحقائق التاريخية المؤكدة وفق المراجع والمصادر المعتمدة ، وسأتناول في الأتي عرضا لبعضها :                                                   أولا - أرى أن طروحات المفكر يوسف زيدان ، كانت الأخطر والأجرأ في هذا الصدد ، حيث وصفه ب " واحد من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني " ، ومن المؤكد هكذا قامة فكرية أن يوصف الأيوبي بهكذا وصف أن يقترن نعته بدليل ومراجع معتمدة ! ، فقد جاء في موقع / عربي 21 ، التالي أنقله بتصرف وبأختصار ( تهجم المفكر المصري زيدان على صلاح الدين الأيوبي قائلًا إنه " واحد من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني". وفي مداخلة لزيدان ببرنامج "كل يوم" على فضائية "ONE" مع الاعلامي عمرو أديب قال : " قصة وا إسلاماه ومعركة عين جالوت تزيد إحساس العنف عند الأطفال وكلها مغالطات تاريخية وقبل سنة 1950 مش هتلاقي صلاح الدين ده ولا قظز ده". وتابع "صلاح الدين من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني ، تعرف أن الفاطمي ظلوا في مصر 250 سنة وهم من نسل آل البيت ، لما جه صلاح الدين عمل فيهم جريمة ضد الانسانية ، عزل الرجال ابتداء من الرضع في مكان ، والنساء في مكان آخر حتى لا يتناسلوا وحرق مكتبة القصر الكبير التي كانت أهم مكتبة في العالم بدعوى سياسية معتادة تستعمل حتى الآن وهي مواجهة الفكر الشيعي". )  .. ومن موقع مصر فايف أنقل تكملة لأحاديث د . يوسف زيدان ، ومن ناحية تضخيم معارك صلاح الدين قال (  قد شارك في 3 معارك ، خسر في اثنان منهم وانتصر في معركة واحدة وهي معركة حطين ، ليعلق عن ذلك قائلًا " الناس دي بتضحك عليكم " ) ، (  وبأن صلاح الدين لم يكن هو “محرر القدس والشام” كما يعتقد البعض ، بل من قام بتحرير القدس فعليًا هو “المنصور بن قلاوون”. ) ، ( وأضاف زيدان في تصريحاته والتي أثارت جدل كبير ، بأن صلاح الدين قد شارك في إبادة حي كامل من أحياء القاهرة كان يسمى “ حي المنصورة ” وذلك طبقًا لما ورد في “المقريزي” ، والذي أكد كذلك على كون عدد القتلى خلال تلك الإبادة كان 50 ألف ، عند مؤرخين آخرين كالمؤرخ الذهبي ، قال إن عدد القتلى وصل إلى 200 ألف من السنة ، وكلهم من المسلمين السنة !! ) .                                                                                                                         

* أضاءة : من الطرح أعلاه ، يظهر لنا أن مدى التغييب والتجهيل الذي وقع به الجمهور العربي / الأسلامي خاصة ، من قبل رجال الأسلام مفكرين وشيوخا ودعاة ، وذلك لأننا شعب لا يقرأ ، يتلقن فقط ، هكذا كان حالنا في المدارس ، فالمسوؤلون عن التعليم أجرموا بحق العملية العلمية التاريخية ، في بث موروث أسلامي مدلس مملوء بالأكاذيب والخرافات ، الحقائق مغيبة والوقائع مدلسة خدمة في أعلاء شأن الشخصية الأسلامية ، مهما ما كانت دموية ، والأيوبي هو أحد هذه الشخصيات غير انسانية واقعا وفعلا وحراكا ، أضافة الى أجرامه الثقافي والحضاري لحرقه مكتبة القصر الكبير في مصر ! .     

ثانيا – أما المفكر د . سيد القمني ، فكان أنطلاقه حول نقد صلاح الدين الأيوبي من جهة أخرى وهي " المقدس "، سأتي على ذكرها لاحقا ، حيث قال وفق / موقع وطن ، التالي ( شن المفكر والكاتب العلماني المصري ، د . سيد القمني ، هجوما غير مسبوق على القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي ، زاعما بأنه ارتكب جرائم يندى لها الجبين ضد المصريين ، على حد قوله . وقال “ القمني ” في لقاء مع قناة “ الحرة ” الامريكية : “ عندنا حاجات كدا مقدسات ” ، متسائلا : “ هل صلاح الدين الأيوبي من ضمن المقدسات ؟ ”.  وأضاف قائلا : “ صلاح الدين الأيوبي ليس هو احمد مظهر " في إشارة لفيلم الناصر صلاح الدين " للمخرج يوسف شاهين .. صلاح الدين الأيوبي ليس الفيلم الذي ظهر ليمجد جمال عبد الناصر .. صلاح الدين الأيوبي له جرائم يندى لها الجبين ”، وفق مزاعمه . وفي نفس المقابلة ، دعا “ القمني ” إلى تحييد الدين مشيرا إلى أن الحل من وجهة نظره هو تهميش الدين لدى المجتمع . وطالب “ القمني ” بأن يقتصر ممارسة الدين في دور العبادة فقط ، وان من يريد الدين يذهب إليه إلى المعبد ، مطالبا بعدم خروجه إلى المجتمع . 

* أضاءة : في هذه الأشارة نرى أن " السيد القمني " يفصل في نظرته للأمر ، بين المقدس وبين غير المقدس ، ولأن صلاح الدين الأيوبي فردا عاديا ، قتل وذبح وظلم وخان و.. ، فأنه يخضع للأنتقاد والتقييم ، حاله ووضعه كأي فرد عاد غير معصوم وغير مقدس ، فقط أن منصبه أو وضعه كان قياديا ، أنه ليس برسول أو نبي ، وليس أفعاله وتصرفاته منزهة عن التعرض لها ! ، وأرى أن تحييد الدين في عملية النقد أساس موضوعي لكي يكون أي عمل تام ونزيه وقويم في نفس الوقت ، أخيرا أن سيرة صلاح الدين الأيوبي ليست سنة نبوية ! . 

ثالثا – أما مذهبيا فسأتناول ما تطرق أليه د . أحمد راسم النفيس / من رواد شيعة مصر ، بمقاله : صلاح الدين الأيوبى دمر مصر ، أنقله بتصرف ( حيث أكد أن صلاح الدين الأيوبى دمر مصر كلها ولم يقم بتدمير تاريخ الفاطميين والشيعة فقط ، حيث إن تدميره لمكتبة دار الحكمة والتى كانت تحوى أكثر من 2 مليون كتاب ، والتي تعد بمثابة جريمة حضارية فى حق المصريين جميعاً ، وأوضح النفيس أن صلاح الدين كان يريد محو تاريخ من سبقوه ، حيث قام كذلك بهدم أهرامات الجيزة ، والتى كان عددها 18 هرما بجوار الأهرامات الثلاثة الموجودة حالياً والتى لم يتمكن من هدمها ، مضيفاً أن صلاح الدين قام بتسريح الجيش المصرى والإبقاء على فرق الحرس الجمهورى الخاص به . وفجر النفيس مفاجأة جديدة بقوله : « إن دولة إسرائيل تأسست على يد صلاح الدين ، حيث إن الاستيطان اليهودى بدأ فى فلسطين على يد صلاح الدين ».. مشيراً إلى أنه لم يكن هناك أى يهودى على أرض فلسطين قبل الاحتلال الصليبى للقدس وتابع النفيس : « إن صلاح الدين كان مرتزقاً تابعاً للسلاجقة الأتراك الذين حكموا بغداد ، وكانت قبائلهم قائمة على السلب والنهب ».. مضيفاً أن المقريزى قال إن صلاح الدين هو الذى قام بتحويل الفلاح المصرى إلى «عبد قرار» أى لا يملك بيع أو شراء نفسه .
وبنفس الصدد قال محمد الدرينى : « إن صلاح الدين تعمد أن يحدث نوعاً من التجهيل للمذهب الشيعى لدى الشعب المصرى ، حيث هاجم هذا المذهب بشتى الطرق ، وحرق كتب الفاطميين وطاردهم فى مصر حتى هرب عدد كبير منهم إلى خارج البلاد ، حيث هربت مجموعة من الشيعة للهند وأطلقوا على أنفسهم طائفة البهرة ». 

* أضاءة : في هذه الفقرة يظهر وجه صلاح الدين الأيوبي الطائفي المذهبي ، متمركزا ضد مذهب آل البيت / الشيعة ، وعمله على أنهاء معتقدهم وطمس ثقافتهم كليا ، هذا من جانب ، ومن جانب ثان انه سلك دورا في أنهاء حضارة ما قبله ، وترسيخ وجوده الحالي ، وفي هذا تحطيم للحضارات المتتالية ووقف لتعاقب الثقافات ، وما هدم الأهرامات . 

كلمة :                                                                                                                                        لقد آن الأوان لكسر الأيقونات وتحطيم الأصنام للشخصيات الأسلامية المشبوهة ، صلاح الدين الأيوبي أحد هذه النماذج ، فلا قداسة لفرد ، ولا عصمة لبشر ، الكل يجب وضعه تحت المجهر ، ليعرف الجمع ما مخبأ وراء الزوايا المغلقة المظلمة ، المحجوبة خفاياها قسرا عن العامة ، وحان الوقت لتحييد وأبعاد شيوخ ودعاة وفقهاء الأسلام عن البحث العلمي الحر ! .   

222
عراق اليوم والأسلام السياسي

                             عندما تستحيل الحلول يصبح جلد الذات تنفسا للفرد .. كاتب المقال

ليس من عهد أو حقبة تمر بالبلدان ، كما يمر بها الوضع المأساوي في عراق ما بعد 2003 ، فالعراق ليس عراق ! ، وحكام العراق ليسوا بعراقي الأنتماء ! ، لا دستور ولا نظام ولا تقليد ولا عرف ولا علاقات مجتمعية ولا وشائج أنسانية ، وحتى المستوى الأخلاقي قد تدنى بشكل لافت للنظر ! ، أما علاقات أهل القربى والرحم فقد أندثرت ! ، ما يسود الأن حقبة لا يمكن توصيفها ، وحتى لا يمكن تعريفها لا سياسيا ولا أجتماعيا ولا أقتصاديا ! ، لأنها متخبطة المنهج ومفتقرة الهدف . والطامة الكبرى ، بل المصيبة العظمى ، أن رجال الدين الأسلامي تحديدا ، على أختلاف ألوان عمائمهم ، وطول أو قصر جلبابهم ، ورشاقة أو كثافة لحاهم ، هم من عملوا وباركوا وساعدوا وشاركوا في تدمير العراق : شعبا وأرضا وثروة و ثقافة وحضارة ، وساهموا في أعطاء الضوء الأخضر للحكام وللساسة وللنواب وللقضاة .. للتنكيل بالوطن ! .                                                                           
 وأرى أن أبلغ مقطع شعري يعبرعن هذه الحقبة هو قول شاعر العراق الأكبر " معروف الرصافي 1875 - 1945 م " :
كان لي وطن ابكي لنكبته  ..   واليوم لا وطن لي ولا سكن 
ولا ارى في بلاد كنت اسكنها .. الا حثالة ناس قاءها الزمن   
الأسلام كعقيدة أستخدم أسوأ وأفظع أستخدام في تسخير كل موارد وخيرات العراق من أجل تقسيمه على رجال السياسة ورجال الدين وعلى أحزاب وميلشيات تحت أغطية دينية ! ، بل الأحرى كل ما يحدث في العراق مسكوت عنه مرجعيا / شيعة وسنة ! - الساكت عن الحق شيطان أخرس ، وأذا كان هناك من تعليق من قبلهم ، فهو تعليق من أجل حفظ ماء الوجه ، هذا أذا ظل وجه ، لأن الوجوه باتت ممسوخة .                                                                                      أن الأسلام السياسي ، بات هو الغطاء للأحزاب وللمليشيات وللحركات وللتجمعات .. ، فلا خير في أمة تسيرها العمائم ! ، أن العراق بات في قعر التأريخ ، وأصبح مضرب الأمثال في التفنن بالسرقات والرشاوي والفساد ، وأصبح المثقف سبة ، وأصبحت العمامة ميزة ورفعة ، حقبة عراق اليوم ، هو أسوأ عراق مر على شعب العراق المغدور به عقائديا ، والمطاح به من قبل رجال وحكام الأسلام السياسي ! .                                                                                                     خلاصة الوضع : أن رجال الأسلام السياسي وحتى شيوخ الدين ، يتقاسمون الكعكة مع لصوص حقبة ما بعد 2003 م .   


223
                                               الأسلام .. و ”وهم صنع الأبطال “
                                                        خالد بن الوليد   
مقدمة :
دأب رجال الأسلام ، من شيوخ وفقهاء وأئمة ودعاة ، على وضع هالة من التقديس على الكثير من الشخصيات الأسلامية ، خاصة القادة العسكريين منهم ، مستخدمين في ذلك كل الوسائل التجميلية من أجل أبراز الصورة الأفضل والأبهر لهذه الشخصيات ، وبنفس الوقت ، العمل منهم كأيقونة ، لا يمكن المساس بها بأي شكل من الأشكال ، وخالد بن الوليد ، هو أحد هذه الشخصيات ، التي سأتعرض لها في هذا المقال ، وسأسرد أولا نبذة مختصرة جدا عن سيرته / ونحن لسنا بصددها التفصيلي لأنها معروفة ومتداولة في الكثير من المصادر والمراجع ، ومن ثم سأعرض قراءتي الخاصة للموضوع .

النص :
1 . هو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي (30 ق.هـ / 21 هج ) ( 592 – 642 م )  ، صحابي وقائد عسكري ، لقّبه الرسول" بسيف الله المسلول " ، عرف بحسن تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين ، واشتهر بانتصاراته الحاسمة في معارك ك .. اليمامة وأُلّيس والفراض وغيرها ، وعرف بتكتيكاته العسكرية التي استخدمها في معركتي الولجة واليرموك . وشارك في حروب الردة وفتح العراق والشام ، في عهد خليفتي رسول الأسلام ، أبي بكر الصديق  وعمربن الخطاب في غضون عدة سنوات من عام 632 حتى عام 636 . كما شارك في الكثير من المعارك ضد الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية وحلفائهم ، من أهم معاركه ( غزوة مؤتة ، فتح مكة و معركة اليرموك .. ) ، ويعد خالد أحد قادة الجيوش القلائل في التاريخ الذين لم يهزموا في أي معركة طوال حياتهم ، حيث أنه لم يهزم في أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عليه عدديًا .. نقل بتصرف ، مع أضافات للكاتب من موقع / الويكيبيديا .                                                                                                                                             2 . أما عزل خالد بن الوليد فله أسبابا كثيرة منها ، التالي ( وقد نقل بعض المؤرخين بعض الروايات التي يُشم منها رائحة اتهام الصحابة  بالهوى ، وأن عزل عمر لخالد كان لهوى في نفسه ، وكراهية لخالد ، ويذكرون قصة مصارعة قديمة بين خالد وعمر ، وفيها : أن خالدًا صرع عمر وكسر رجله ، فحملها عمر في نفسه ، فلما تولى الخلافة عزله ... إلخ . ، ومن الأسباب الأخرى ، أن عمرا عزل خالدًا لما كان ينفق من أموال الغنائم دون الرجوع إلى الخليفة ، كما روى الزبير بن بكار ، قال : " كان خالد إذا صار إليه المال قسمه في أهل الغنائم ، ولم يرفع إلى أبي بكر حسابًا ، وكان فيه تقَدُّمٌ على أبي بكر ، يفعل أشياء لا يراها أبو بكر". / نقل من موقع – أسلام ويب ) .                                                                                     * وفي كل هذا تاكيد لعدم أمانة خالد بن الوليد ، من جانب ، ووجود ثأر شخصي بين عمر وبن الوليد ، من جانب أخر .
القراءة :
أولا - هل خالد بن الولد صحابي : الكثير ينكرون على خالد بن الوليد كونه من صحابة الرسول ، وهذا ما أكده ، الدكتور عدنان أبراهيم في الكثير من محاضراته ، وهو ما ذكره موقع / مركز أهل الفتوى ، حيث جاء بهذا الخصوص التالي - نقل بأختصار وتصرف ( والمدعو عدنان إبراهيم لا يطعن فقط في صحبته للرسول ، بل يزعم أن كل من أسلم بعد صلح الحديبية فليس صحابيًا ، وهذا يجري على أبي هريرة ، وأبي موسى الأشعري .. ) .                                                              * أن رجال الأسلام عندما يصنفون الفرد من كونه صحابيا للرسول ، له أغراضه الخاصة ، وهو العمل على حجب كل الأنتقادات التي من الممكن أن توجه أليه ، وليس من فرد نال كيلا من الأنتقادات كخالد بن الوليد ، أذن أرى أن رجال الأسلام بحسب هواهم يكبرون من شأن الفرد أو يصغرون من قدره ! .

ثانيا - لقبه : أخرين ينكرون من أن لقب " سيف الله المسلول " ، كان قد أطلقه الرسول على خالد بن الوليد ، وفق الرواية التالية ( .. وقد قال له سيدنا أبو بكر : سمعت رسول الله يقول:  نعم عبد الله ، وأخو العشيرة خالد بن الوليد ، سيف من سيوف الله ، سله الله على الكافرين والمنافقين ../ نقل بتصرف من موقع  www.islam.ms  ) ، ويقولون أن اللقب / وهؤلاء من شيعة آل البيت ، هو من نصيب و أستحقاق علي بن ابي طالب ، حيث يبين موقع / مركز الأبحاث العقائدية ، بهذا الصدد التالي (  لم نجد في كتبنا ولا كتبكم ما يؤيد كون الرسول ، قد لقب خالد بسيف الله المسلول ، بل الذي نعلمه أن من سماه بذلك أبو بكر ، نعم وجدنا هذا اللقب يطلق على امامنا علي بن ابي طالب وهو به جدير ) .                                 * هنا نلاحظ تحولا أخر في أحاطة هالة من التمجيد بالأشخاص ، ولكن بهذا المحور تنصب وفق أهواء شيوخ وفقهاء المذاهب المختلفة ! .                                                                                                                                             
ثالثا – دموية قتل الأسرى : قام خالد بقتل الأسرى ذبحا ، وكان جلهم من المسيحيين المتحدين مع كسرى ، وقد جاء وفق هذا الشان بالمصدر التالي ما يلي ( .. سبق هذه المعركة معركة تسمى “ الولجة ” في  12 هجرية – 633 م ، وكانت ضد الفرس ، وأعانهم فيها بعض نصارى العرب ، حيث قُتِلَ منهم ابْنَا زعيمين كبيرين ؛ هما : ابنا جابر بن بجير ، وعبد الأسود العجلي ، وانتقاما من المسلمين التفَّت نصارى عجل وتيم اللات للفرس ، فأمر كسرى قائده بهمن جازويه للسير بجيش جرار قُدِّرَ بمائة وخمسين ألفا لقتال المسلمين ، وكان عدد جيش المسلمين ثمانية عشر ألفا ، ودارت معركة طاحنة ، انتصر بها المسلمون على عدوهم ، وأمر خالد بقتل الأسرى ، وكان عددهم سبعون ألفا ، وأنهم قُتلوا بين ليلة وضحاها حتى سال نهر الدم . / نقل بأختصار وتصرف من الموقع التالي www.alqalamoun.com ) .
رابعا - وحول تفاصيل مقتل الأسرى ، يحدثنا الموقع التالي ببعض التفاصيل ( فاقتتلوا قتالاً شديداً ، والمشركون يزيدهم كلباً وشدة .. وقال خالد : " اللهم إن لك على نهرهم بدمائهم "! فأمر خالد مناديه ، فنادى في الناس : الأسر الأسر ! لا تقتلوا إلا من امتنع ؛ فأقبلت السيول بهم أفواجًا مستأسرين يساقون سوقًا ، وقد وكل بهم رجالًا يضربون أعناقهم في النهر ، ففعل ذلك بهم يوماً وليلة ، وطلبوهم الغد وبعد الغد ؛ حتى انتهوا إلى النهرين ، ومقدار ذلك من كل جوانب أليس فضرب أعناقهم ، وقال له القعقاع وأشباه له : لو أنك قتلت أهل الأرض لم تجر دماؤهم ؛ إن الدماء لا تزيد على أن ترقرق منذ نهيت عن السيلان ، ونهيت الأرض عن نشف الدماء ؛ فأرسل عليها الماء تبر يمينك . وقد كان صد الماء عن النهر فأعاده ، فجرى دمًا عبيطًا فسمى نهر الدم لذلك الشأن إلى اليوم .. / نقل بأختصار من موقع - منتديات أتباع المرسلين ) .         
أضاءة :                                                                                                                                  *  ما أشبه اليوم بالبارحة ، أن مذبحة قتل الأسرى من قبل خالد بن الوليد ، تشابه قتل داعش لطلاب القوة الجوية العراقية ، والذي يقدر عددهم بين 2000 – 2200 طالب ، والتي دعيت بمذبحة سبايكر ، في يوم 12 حزيران / يونيو 2014 م – في تكريت / العراق ، أن داعش لا تقوم بأفعالها أعتباطا ، أنما هي تطبق ما فعله الأولون كالحرق الذي قام به أبو بكر الصديق مع المرتدين ، وداعش ، بعملية مشابة ، حرقت الطيار الاردني منذر الكساسبة ، وهذا خالد بن الوليد الذي كان يذبح ويرمي بالنهر الأسرى ، كما فعلت داعش بمذبحة سبايكر !! .                                                                                      **  كذلك هناك تهويل وتضخيم في عدد الجيش الفارسي مقارنة بجيش المسلمين ، فليس من المعقول ان يكون الجيش الفارسي 150 ألفا ، مقابل 18 ألفا من المسلمين ، يعني كل جندي مسلم يقابله أكثر من 8 جنود فرس ، وهذا تضخيم مبالغ به ، وليس من داع له ، نعم ربح المعركة بن الوليد ولكن ليس بهذه الرواية ، ولكن من جانب أخر ، هكذا دأب المؤرخون المسلمون في تعظيم شأن قادتهم بروايات غير منطقية ! .
خامسا - السفاح : وكان خالد سفاحا ، لا يأمن جانبه ، حتى الرسول نفسه ، نأى عنه وعن أفعاله ، وكذلك نفس الأمر مع أبو بكر وعمر بن الخطاب ، فقد جاء في موقع research.rafed.net ، بهذا الشأن التالي ( خالد بن الوليد سفك دماء كثيرة دون وجه حق .. كقتله في بني جذيمة عندما أرسل لهم ، وكقتله من الرجال في يوم الفتح ثأراً لعمّيه " مخالفاً بذلك نهي النبي عن القتل في ذلك اليوم " ، ومع ذلك فإنّ النبي لم يُقم الحدّ عليه ( مع أنّه قال بأنّه يبرأ إلى الله ممّا فعل خالد ) فلمإذا ؟ وكذلك كان في عهد أبي بكر حيث رفض أن يقيم الحد على خالد بعدما قتل من قتل وسبى وسلب في قبيلة مالك بن نويرة .. ناهيك عن زواجه من زوجته في نفس اليوم " وبلا عدّة " ، مع أنّ عمر طالب بالحد على خالد ؟ / وسنأتي على ذكر الواقعة لاحقا ) .                                                                                                                                  * هنا نلاحظ أبقاء شأن خالد على ما هو عليه ، وذلك لأستخدام مهاراته وخبراته كمادة ووسيلة للحروب ، من عهد الرسول حتى عهد عمر ، حيث نفذ أمره ! ، أي أن الكل كان يتغاضى عن أفعاله مصلحة في دوره في المعارك ! ، وهذه نقطة سلبية محورية في عقاب الذين لا يطبقون الأوامر ويزيغون عن الحق والعدل .

سادسا - قتل مالك بن نويرة : أما حادثة قتل بن نويرة فهي حادثة يندى لها الجبين ، لأن خالد قتله وسلب أمواله ودخل بزوجته قبل أنتهاء عدتها ، ففي / تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام – للذهبي ، نقل بأختصار وتصرف - جاء التالي   ( وقال خالد لمالك : أما علمت أن الصلاة والزكاة معا لا تقبل واحدة دون الأخرى ، فقال : قد كان صاحبك يقول ذلك ، قال خالد : والله لقد هممت أن أضرب عنقك ، فكلمه أبو قتادة الأنصاري وابن عمر ، فكره كلامهما ، وقال لضرار بن الأزور : اضرب عنقه ، فالتفت مالك إلى زوجته ، وقال : هذه التي قتلتني ، وكانت في غاية الجمال ، قال خالد : بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام ، فقال : أنا على الإسلام ، فقال : اضرب عنقه ، فضرب عنقه وجعل رأسه أحد أثافي قدر طبخ فيها طعام ، ثم تزوج خالد بالمرأة .. ) ، والذي يؤكد ذلك أيضا هو ماجاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، نقل بأختصار ( فيقال إن خالد بن الوليد تزوج بامرأة مالك ودخل بها ، دون عدة ، وعلى ذلك أجمع أهل العلم . انتهى ، يقول الحافظ ابن حجر في " الإصابة" (5/755) ، وروى ثابت بن قاسم في "الدلائل" أن خالدا رأى امرأة مالك وكانت فائقة في الجمال - فقال مالك بن نويرة بعد ذلك لامرأته : قتلتِني ! يعني : سأقتل من أجلك ) .     
                                                                                                                                                           * أضاءة : كيف لرجل بهذا المستوى من التصرف ، أن يكون قائدا عظيما ، أرى أن العظمة تستوجب محورين ، هما القيادة والشجاعة العسكرية ، وهذه يمتلكهما خالد معا ، ولكنه يفتقد الترفع عن الأمور الشخصية - كزواجه من زوجة مالك ! ، أما المحور الثاني ، وهو عندما تكون منتصرا يجب أن تتصرف بحكمة وشهامة ، لا ان تمثل بالجثث !! كجعل  رأس مالك بن نويرة وقودا وحطبا.




224
هل يقف التاريخ والفكر عند ظهور " محمد و الأسلام "

المقدمة :
يخبرنا الموروث الأسلامي ، في الكثير من تفاصيله حول أن النبوة ختمت بالرسول ، كما جاء في الرواية الواردة في الموقع التالي (( أن محمدا خاتم الأنبياء والمرسلين دل عليها القرآن والسنة وآثار الصحابة وإجماع الأمة . ففي الكتاب قال تعالى : { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا / 40 سورة الأحزاب } ، فمحمد خاتم النبيين وبالأولى خاتم المرسلين ، فلقد ختم به النبوة فطبع عليها فلا تفتح لأحد بعده إلى قيام الساعة وختم به النبوة لأنه شرع له من الشرائع ما ينطبق على مصالح الناس في كل زمان وكل مكان ، لأن القرآن ما ترك أما من أمهات المصالح إلا جلاها ولا مكرمة من أصول الفضائل إلا أحياها فتمت الرسالات برسالته إلى الناس أجمعين / نقل بتصرف من موقع طريق الأسلام )) ، وبنفس الصدد جاء في السنة / سنة مقرونة بتهديد لغير المؤمنين بالرسول والوعيد لهم بالنار : ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار/  أخرجه مسلم في صحيحه ) ، وفي النص القرأني ، هناك تأكيد على أنفراد الدين الأسلامي كدين وحيد لدى الله ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ  / 19 سورة آل عمران ) ، وأنطلاقا من هذا ، فأن أتباع أي دين أخر غير الأسلام يجعل من الفرد خاسرا لأخرته ، كقوله (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ / 85 سورة آل عمران).

القراءة :
الموروث الأسلامي ، بالموضوعين أعلاه / ختم النبوة و أنفراد الأسلام كدين عند الله ، أرى أن هذا الوضع يولد ويشكل حزمة من الأزمات ، عانى من جرائها كل من المسلمين كأفراد والأسلام كمعتقد ومحمد كرسول ، وسأركز على الأهم منها كقراءة شخصية وعقلانية للموضوع :
1 . الموروث الأسلامي ، وفق مفهومه ودلالاته أوقف التأريخ قبل أكثر من 14 قرنا ، وكأن الحياة حطت أرحالها وأرخت حبالها وأقفلت كل أبواب التطور التأريخي ، بظهور الأسلام وبروز محمد كرسول في الحقبة الجاهلية ، وأن قوله : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا / 3 سورة المائدة ) ، جاء كمسك ختام للبشرية ، وأن مفهوم هذا الموروث يرتكز على أن المجتمع البشري لا يحتاج لحاجة معينة حتى قيام الساعة ، وذلك لأن الأسلام قد شمل حلولا لكل تساؤلات الحياة الدنيا وكل مضامين الأخرة بنصوصه ! ، فهو شامل كامل جامع تام ، وأنه شرع كم من الشرائع ما ينطبق على أمور الناس في كل زمان وكل مكان وتحت أي ظرف ، ولأن القرآن ما ترك من شاردة أو واردة من تفاصيل الحياة ألا ووجد لها الحل ، لذا كان هو الدواء لكل داء ، وهو الحل والحياة المثلى للعالمين ! ، وهذا الأمر منطقيا ، ضد قوانين الحياة والطبيعة ! ، فالمجتمع البشري / حال وطبائع ومعيشة - في زمن النبوة ، كان ضمن واقع وظرف وبيئة معينة ، تحكمه مجموعة أعراف وتقاليد خاصة ذو سمة قبلية وعصبية ، مجتمع ليس له أي صفة أو ميزة حضارية ، لا تحكمه قوانين ، يقتات على الرعي من جهة و يمتهن الغزو والسبي والنهب والسلب ، وجد الأسلام والرسول في هكذا ظرف وفي هكذا واقع .. والتطور التأريخي سحق كل هذا بعجلته كي يصل الى عالم اليوم ، فمن المستحيل أن ما كان يصلح في تلك الحقبة السحيقة ، أن يجدي نفعا نصا وشرعة بعالم اليوم المتحضر !! .
2 . يقول المفكر والشاعر أدونيس ( أن الأسلام ينفي ما قبله وما بعده ، أذن الفكر متوقف في لحظة الرسالة المحمدية ) ، وهذه معضلة فكرية وعقلية في الوقت ذاته ، وهذه المعضلة بمضامينها تواجه أجماع كل شيوخ المسلمين وعلى مر العقود ، ولكنهم كالنعام / رؤوسهم في الرمال ! ، فليس من الممكن بأي حال من الأحوال ، وليس من المنطق بشئ ، وليس من طبيعة الفكر الأنساني ، أن يتجمد الفكر في حقبة زمنية معينة ، وأن تكون ذات تلك اللحظة الزمنية هي الأقدر تأريخيا في القراءة الفكرية للحياة والأخرة وللواقع بأختلاف الأزمنة ، وأن تكون تلك اللحظة لاغية لكل الحقبات الفكرية الماضوية والمستقبلية معا ، أنه العبث بعينه ، فالفكر يتجدد دوما ولا يمكن أن يبقى جامدا ! لأنه مرتبط بالعقل الأنساني ، الذي بنفس الوقت متطور ومتغير ، وفق قوانين التطور والتغير ذاتها .
3 . في جانب أخر ، وبزمن الرسول مثلا ، الذي كان معروفا من الرجال كمتعلم / وفق مقادير تلك المرحلة ! ، هو " أبن عباس " ، ( المولود 3 قبل الهجرة - المتوفي في 68 هجري ، وكان لقبه البحر ، وحبر الأمة الإسلامية وفقيهها ، وهو إمام التفسير للقرآن ) ، ولهذا فالقضية الفكرية كانت متقوقعة على أفراد محدد عددهم ، وأقتصر فكرهم على الرسالة المحمدية ، من أجل تفعيلها ، والمذكور كان أبرزهم ، بالأضافة الى ذلك ففي الحقبة المحمدية ، كان الشغل الشاغل للقبيلة وعلية القوم هو الغزو والسبي !! ، والحراك الفكري كان مهمل الجانب ، الأمر الذي أختلف في الحقب التأريخية اللاحقة ، فقد ظهر جهابذ فكرهم المعرفي موسوعي ، وعلمهم يفوق ما كان معروفا في زمن الحقبة المحمدية ، فمثلا : أبو بكر الرازي 865 -  923 م ، لُقِّبَ بألقاب عديدة منها جالينوس العرب و رائد المستشفيات الحديثة ، ثم أبن خلدون -  1332  1406 م ، الذي قال عنه أرنولد توينبي ( ابتكر ابن خلدون وصاغ فلسفة للتاريخ هي بدون شك أعظم ما توصل إليه الفكر البشري في مختلف العصور والأمم ) ، مرورا بالدكتور طه حسين1889 م  - 1973 ، عميدالادب العربي ( أخذ عليه قوله بانعدام وجود دليل على وجود النبيين إبراهيم وإسماعيل فضلا عن زيارتهما الحجاز ورفعهم الكعبة سالكا بذلك  المنهج الديكارتي في التشكيك ، ويقول : للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل وللقرآن أن يحدثنا عنهما ولكن هذا لا يكفي لصحة وجودهما التاريخي ) .. وصولا الى شهيد الفكر الحر د . فرج فودة ( كاتب ومفكر علماني  ولد في 1945 ، تم اغتياله على يد الجماعة الإسلامية في 8 يونيو 1992 في القاهرة ، كانت  جبهة علماء الأزهر تشن هجوما كبيرا عليه ، وطالبت لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه ، بل وأصدرت تلك الجبهة في 1992 "بجريدة النور" بياناً بكفره ) ..                                                                                                                    لو ألقينا نظرة فاحصة على الأعلام المذكورين ، في أعلاه ، فأننا نلاحظ مدى التطور الفكري والأختلاف والخلاف الذي بينهم ، وفق حقبهم الزمنية والمكانية المختلفة ، وهذا الأمر يوصلنا الى نتيجة مفادها الى أن الفكر يتغير ويتطور ، وهذا التطور يتبع التطور البشري والمجتمعي والتقدم الحضاري العام ووفق أختلاف القوانين والأعراف التقاليد السائدة .
4 . وأشارة الى كون الرسول خاتم الأنبياء - وفق النص القرأني ، فأن الموروث الأسلامي بني وأسس على أن الحقائق التي نقلها محمد هي الحقائق الأخيرة ، حيث أنه مصدر العلم وهو خزانته ، وهذا يتوافق مع الحديث التالي ، " عن النبي : ( أنا خزانة العلم وعلي مفتاحه ، فمن أراد الخزانة فليأت المفتاح / البحار ، ج 40: ص 200 و201. ) " ، والتساؤل هو كيف يمكن أن نستدل عقليا من نبي أمي / بدلالة القرأن ، أن تكون الحقائق التي نقلت أو رويت أو سنت عنه هي منتهى التمام والكمال ، وهذه الحقيقة تناقض / بنفس الوقت ، قوله : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا /  85  سورة الأسراء ) ، أي علم الرسول / لأنه بشر ، فهو قليل أيضا - ".. وما أوتيتم من العلم ألا قليلا " !! ، وذلك لأن الرسول بشر ، لقوله ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا / 110 سورة الكهف ) !! .. من كل ما سبق أرى ، أن الرسول ، بشر سوي عادي / مثلنا ، ولد ومات ودفن وتحللت جثته وأنتهت ، لأجله فأن علمه محدود ، وليس ممكنا أن تكون الحقائق المنقولة عنه أن تكون نهاية الفكر وغاية العقل وكنه الحياة وأن تكون بالنتيجة طريق الخلاص والهداية للبشرية ! .

الخاتمة :
     أن الحقبة المحمدية ، أحادية الفكر ، فليس من موضوع في فكرها سوى الدعوة للأسلام ، أما ثقافة الحقبة فكانت ثقافة السيف ، والوعد بحور العين والسبي وملكات اليمين .. ، في وضع مجتمعي تسوده العصبية القبلية ، كل ذلك كان في حقبة تأريخية معينة ، فليس من المنطق والعقلانية أن تلغي هذه الحقبة كل ما سبق من أديان ، وتمحو تعاليم أنبيائها ورسلها كموسى ويوحنا المعمذان والمسيح معتقدا وثقافة ودورا مجتمعيا ، وليس علميا أيضا أن يصادر الأسلام حتى الفكر المستقبلي ، غافلا أن المجتمع البشري دوما في تطور وتغير ، لأن المجتمع   عبارة عن منظومة معقّدة غير متوازنة تتغيّر وتتطوّر بأستمرار ، حيث تدفع كل تعقيدات وتناقضات التطور الاجتماعي الى نشوء أفكار مستحدثة تلائم الوضع المتغير دوما ، كل هذا من جانب ، ومن جانب ثان ، كيف الحال مع فكر الأسلام الماضوي المؤسس على ألغاء موروث الماضي ومصادرة أفاق المستقبل !! .


225
  قراءة  خاصة .. في أي قرآن يقرأ المسلمون 
         الموضوع حريق مروع قرب منطقة مقدسة .. وما سأتناوله هو مجرد ومضات من هذا الحريق
المقدمة :                                                                                                                             المسلمون اليوم يقرأؤون القرآن ، يرتلونه ، يجوودونه ، يحفظونه ، ويقصون قصصه ، معتقدين بقوة تأثيره ورهبته الأيمانية ، وفق قوله ( لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ / 21 سورة الحشر ) ، مع أيمانهم من أن القرآن ، نصا وبنية ولغة وبلاغا وبيانا وفصاحة وقيمة لايمكن الأتيان بمثله ، وفق قوله ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا  / 88 سورة الإسراء ) ، مع قناعتهم بكون الكثير من الأختراعات و الأكتشافات العلمية والطبية والفضائية منصوص عليها أو مشار أليها أو مذكورة في النص القرآني / وهذا مثلا ما يتبناه د . زغلول النجار (*) .. وأرى أنا شخصيا أن كل هذه التساؤلات وغيرها ، تنطلق من محور مركزي واحد ، وهو أي قرأن يقرأ المسلمون !! .                                                                                                                                       النص :                                                                                                                                           لا بد لنا قبل عرض القراءة الخاصة ، أن نمهد لها ببعض الأوليات عن القرآن ككتاب ومحتوى وبالأرقام .. بداية هناك أجماع على أن القرآن نزل على الرسول على مدى 23 سنة تقريبا ، وأن عدد سوره 114 سورة ، "87" منها مكية و"27" منها مدنية ، ويوجد 60 حزبًا فى القرآن ، ويبلغ عدد أياته (6236) أية ، أما عدد الكلمات فى القرآن فهي "77934" كلمة قرآنية ، وعدد حروفه فيبلغ عددها "323670" حرفا ، وتقدر عدد صفحات القرآن تقريباً ستمائة صفحة .. أذن نحن أمام كتاب ضخم في المحتوى !! .
القرأءة :                                                                                                                                       لكي نعرف يقينا ما الذي بين أيدينا من كتاب / القرآن ، لا بد لنا أن نستعرض ، أهم المراحل التي مر بها القرآن ، حتى وصلنا هذا الكتاب بهذا المكون والشكل والمحتوى العام :
1 . وفق المراجع الأسلامية أن الرسول " بُعث في يوم الاثنين 27  من شهر رجب قبل الهجرة النبوية ب  13 عاما ، و بعد عام الفيل ب 40 عاماً ، و بعد الميلاد بـ 610 سنة. / نقل من مركز الشعاع الأسلامي " ، وكان عمره في حدود 40 عاما / مختلف عليه ، وتوفى عن عمر بحدود 63 / غير متفق عليه (*) " ، حيث توفى الرسول في يوم الاثنين 12 من ربيع الأول من السنة 11 للهجرة ، الموافق632  ميلادي / نقل من قصة الأسلام " ، وخلال دعوته خاض الرسول عدد من الغزوات / غير متفق عليها ! بين 19 – 25 !! غزوة ، فقد جاء في موقع مركز الفتوى :   (  فقد ثبت في الصحيحين أنه قيل لزيد بن أرقم : كم غزا النبي من غزوة قال 19 ، قيل : كم غزوة أنت معه ؟ قال 17 قلت ، ـ القائل هو ابو اسحاق السبيعي الراوي عنه - فأيهم كانت أول ؟ قال : العسيرة أو العشيرة ) ، مما سبق يتضح أن الرسول باشر دعوته بحدود 23 عاما ، والرسول لم تكن بنيته كتابة القرآن وفق الكثير من النصوص ، على أعتبار أن الله قد تكفل بحفظ هذا القرآن بنفسه فقال : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ - الحجر/ 9 ) . قال ابن جرير الطبري في تفسيره (14/8 ) :  " يقول تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وهو القرآن وإنا له لحافظون ، قال وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما ليس منه أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه " .. وحتى أن عملية كتابة القرأن بحياة الرسول هو أمرا غير مأمور به !! ، ولكن لم كتب القران فيما بعد !! ، ومن جانب أخر أي كتابة للقرآن والرسول خاض عددا من الغزوات / 19 غزوة - غير متفق عليها ، وأن الكثير من حفاظ القرآن المشاركين بهذه الغزوات قد قتلوا أثناء المعارك !! ، أذن كتابة القران غير منطقية ! .                                                                                                                                 2 . كانت أولى المحاولات الأولية لكتابة القرآن  في عهد أبو بكر الصديق ، وكانت من قبل تأثير عمر بن الخطاب على كتابة القرآن ، ( وكان ذلك  بسبب حروب سمّيت "بحروب الردة" قتل فيها 70 حافظاً للقرأن ، من صحابة الرسول ، فأنزل هذا الأمر الخوف في قلب عمر أن يضيع القرآن بموت حفظته فذهب لأبي بكر فحدثه بالخطب فرفض أبو بكر " أن كيف يفعل مالم يفعله النبي " .. فجمع كل ما كتب عليه القرآن من سعف نخل وجلود وحجارة وكذلك من بقي من الحفاظ من صحابة الرسول ، ثم أوكل المهمة لزيد بن ثابت وهو من كتبة الوحي ، كاتب رسول وكان ممّن يحفظ القرآن عن ظهر قلب فقام بجمعه وتدوينه في كتاب وسموه بعد ذلك بالمصحف أو القرآن ، ثمّ حفظت النسخة كما رأى عمر عند حفصة زوجة الرسول / نقل بتصرف من مواقع متعددة منها موقع موضوع ) ، وأورد هنا معركة من حروب الردة كمثال على عدد من قتلوا فيها من حفظة القرآن ( .. وبعد قتل مسيلمة الكذاب وهنت نفوس المرتدين ، وخارت عزائمهم ، فلم يقووا على فعل شيء ، فأعلنوا تسليمهم ، وبلغ عدد قتلى المرتدين في معركة اليمامة 21000 قتيل ، واستشهد من جيش المسلمين 1200 شهيد ، منهم 500 من حفظة القرآن ./  نقل بتصرف من موقع ملتقى أهل الحديث ) . هذه الأضاءة مأزومة  ، وهذا يتمثل في رفض أبو بكر كتابة القرآن تقليدا لمحمد صاحب القرآن ، ومن الممكن أن يكون أبو بكر قد أوصي  بذلك من قبل الرسول قبل وفاته !! لسبب أو لأخر / ذهبت الأسباب بموت أصحاب العلاقة !! ، أضافة الى هذا أن المئات من حفظة القرآن قد قتلوا !! فأي قرآن كتب في ذلك العهد / وكان الأعتماد على زيد بن ثابت كمصدر رئيسي فقط ! ومن المؤكد هناك عدد هائل من النصوص طويت مع حفاظها خلال قتلهم في المعارك بدءا من معارك الرسول وأنتهاءا بمعارك الردة في زمن أبي بكر !! .                                                                                                                                     3  . في زمن عثمان بن عفان ، كانت من أهم المراحل الرئيسية لكتابة القرآن ، وتمخض عنها ما يسمى اليوم  ب " القرآن العثماني " ، وكانت أيضا مرحلة فاصلة في موضوعة القرآن ، لأن عثمان حرق النسخة الأصلية للقرآن ، فيحدثنا موقع مركزالفتوى عن " أنس " أنه قال ( اجتمع القراء في زمن عثمان من أذربيجان وأرمينية والشام والعراق ، واختلفوا حتى كاد أن يكون بينهم فتنة ، وسبب الخلاف حفظ كل منهم من مصاحف انتشرت في خلال ذلك في الآفاق كتبت عن الصحابة ، كمصحف ابن مسعود ، ومصحف أبي بن كعب ، ومصحف عائشة . هذا من جانب جمعه في مصحف واحد .. وأما حرق المصحف لمقصد صحيح فلا حرج فيه ، ويكفي أن عثمان قد فعل ذلك والصحابة متوافروِن ، فلم ينكر عليه أحد ، وقد اتفق الفقهاء على أن المصحف إذا صار خَلِقا غير صالح للقراءة فيه فإنه يصان عن الامتهان ، وجمهورهم على جواز حرقه ، وذهب الحنفية إلى أنه لا يحرق بالنار، بل يدفن عندهم ) . هنا في هذه الومضة ، هناك أشارات لوجود عدة مصاحف !! مع حرق المرجع الأصلي للقرآن .                                                                                                                  4 . أما الحجاج بن يوسف الثقفي ، فكان له القدح الأعلى في هذا الشأن ، لأن في عهده كانت عملية تنقيط وضبط  للقرأن ، مع تغييرات لغوية وبنيوية للنص وصلنا منها ما وصل ! ، فقد جاء في موقع  www.nquran.com التالي : (( وأما ما جاء في كتاب " المصاحف " لابن أبي داود : فإليك الرواية فيه والحكم عليها : عن عبَّاد بن صهيب عن عوف بن أبي جميلة أن الحجاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفاً ، قال :                                                                                                                                            كانت في البقرة : 259 { لم يتسن وانظر } بغير هاء ، فغيرها " لَم يَتَسَنه " .
وكانت في المائدة : 48 { شريعة ومنهاجاً } ، فغيّرها " شِرعَةً وَمِنهاجَاً ".
وكانت في يونس : 22 { هو الذي ينشركم } ، فغيَّرها " يُسَيّرُكُم " .
وكانت في يوسف : 45 { أنا آتيكم بتأويله } ، فغيَّرها " أنا أُنَبِئُكُم بِتَأوِيلِهِ " .
وكانت في الزخرف : 32 { نحن قسمنا بينهم معايشهم } ، فغيّرها " مَعِيشَتَهُم " .
وكانت في التكوير : 24 { وما هو على الغيب بظنين } ، فغيّرها { بِضَنينٍ }… الخ )) .                                  5 . أما موضوع القرأءات القرآنية ، فهو موضوع أخر أكثر أشكالية ، ولأجل الأستزادة والتوضيح أسرد ما جاء في موقع الفجر حول هذا الشأن (( والقراءات لغة ، جمع قراءة ، وهي في الأصل مصدر الفعل قرأ ، أما المقصود من علم القراءات في اصطلاح العلماء ، فهو العلم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها ، منسوبة لناقلها . وقد قسَّم أهل العلم القراءات القرآنية إلى قسمين رئيسين هما : القراءة الصحيحة ، والقراءة الشاذة .                                                                          أما القراءة الصحيحة : فهي القراءة التي توافرت فيها ثلاثة أركان هي : - أن توافق وجهاً صحيحاً من وجوه اللغة العربية .- أن توافق القراءة رسم مصحف عثمان  .- أن تُنقل إلينا نقلاً متواتراً ، أو بسند صحيح مشهور . فكل قراءة استوفت تلك الأركان الثلاثة ، كانت قراءة قرآنية ، تصح القراءة بها في الصلاة ، ويُتعبَّد بتلاوتها . وهذا هو قول عامة أهل العلم .                                                                                                                                                 أما القراءة الشاذة : فهي كل قراءة خالفت الرسم العثماني على المعتمد من الأقوال ؛ وعلى قول : إنها القراءة التي اختل فيها ركن من الأركان الثلاثة المتقدمة. ويدخل تحت باب القراءات الشاذة ما يسمى بـ القراءات التفسيرية وهي القراءة التي صح سندها ، ووافقت العربية ، إلا أنها خالفت الرسم العثماني ، كقراءة سعد بن أبي وقاص قوله تعالى : {وله أخت} (النساء: 176) فقد قرأها ( وله أخت من أم ) وقراءة ابن عباس قوله تعالى : { وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا * وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين } (الكهف:79-80) حيث قرأها : ( وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غضباً * وأما الغلام فكان كافراً ) .. )) .                                                                                                                                  6 . أما تأثير اللغة الأرامية على لغة القرأن ، فهو موضوع شائك ومعقد ، وذلك لأن بعض الأيات القرأنية تدلل على أن لغة القرأن هي العربية حصرا ، كقوله ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ  2 / سورة يوسف ) ، ولكن هل حقا أن اللغة التي كتب بها القرأن في بداية تدوينه ، هي لغة عربية خالصة ! ، أم عربية – أرامية / سريانية ، مع مفردات فارسة وحتى يونانية وحبشية ، مثلا ( أستبرق ، سندس / فارسية ، قنطار ، درهم / يونانية ) ، أم هي     " خلطة لغوية " .. / يرجى مراجعة بحوثي في هذا الشأن المكونة من أربعة أجزاء بعنوان " قراءة أرامية في لغة كتابة القرأن مع أستطراد لأراء العالم الألماني كرستوف لوكسنبرغ " .                                                              7 . رجوعا الى الأية ( 9 / سورة الحجر ) ، وأشارة الى حفظة القرآن ، لو قلنا أن عددهم كان ألفان ، وقتل منهم ما قتل وتبقى مثلا خمسمائة حافظ ، هل من المنطق أن يكون الكل كانوا يحفظون كتابا كاملا ضخما مثلما مذكور في النص أعلاه ! ، ومن جانب أخر هل من المعقول أن كل الحفاظ كان لديهم نفس المحتوى من النصوص ، أم كانت كل فئة لديها جزءا من القرآن ليس كمثل الحفظة الأخرين ! ، ومن جانب ثالث ، عند كتابة قرآن حفص ، هل هناك ذاكرة بشرية تستطيع أن تفرغ ما لديها من نصوص كأجهزة الحاسوب بعالم اليوم ! ، ونكرر أيضا التساؤل أي قرآن نقرأ اليوم !! .                                                                                                                                                   
النار لا زالت لم تخفت :                                                                                                                         أولا - لا أدري ما الحكمة الألهية من عدم كتابة القرآن في الحقبة النبوية ! ولا أعلم لم لم ينبه جبريل الرسول ، بأنه أجله قد حان ووجب عليه كتابة القرآن ، حتى وأن لم يكتمل القرآن في حينه ! ، لأنه ليس من المنطق أن يستمر الوحي بالنزول الى ما لا نهاية ! ، ومن جانب أخر ، لما كانت أصلا أية ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ - الحجر/ 9 ) ، أنه وضع وهن ! ، ولا أعلم كيفية أستمرار الدعوة وقرأنه محفوظ في الصدور ! ، ألا أذا كانت الدعوة المحمدية ذو سقف زمني محدد / تنتهي بموت الرسول ، أو أريدت أن تنتهي بموت الرسول ! .                                                                                            ثانيا - يمكن أن يكون أرتداد القبائل في عهد أبوبكر الصديق مسببا ومنطقيا ، حيث أن صاحب الدعوة قد مات ! وقرآنه أن كان محفوظا بالصدور ، فمعظم الحفاظ قد قتلوا في معارك الرسول والباقين قتلوا في معارك الردة ! فلم الأستمرار بالأسلام وكلفه الباهظة على القبائل ، كالمشاركة في الحروب ودفع الزكاة التي اعتبرتها هذه القبائل إتاوة يجب إلغاؤها بموت الرسول ، أذن ليس لتلك القبائل من محسوس مادي يثبت الدعوة ويكرس وجودها ويعمل على أستمرارها ! ، ومن جانب أخر ، ماذا كانت القبائل المرتدة ستقرأ والقرأن محفوظ بالصدور ، وأصحاب تلك الصدور تساقطوا بالحروب صرعى ! .                                                                         ثالثا - ولو ناقشنا الوضع الحالي للقرآن الأن ، ماذا يقرأ المسلمون في المساجد والتكايا والزوايا والبيوت و .. ! ، أي قرآن يقرأؤون ، فلو تجاوزنا مرحلة القرآن وأرتباطه بالحفاظ الذين قتلوا من عهد الرسول مرورا بأبوبكر و عمر وصولا لعثمان ، نكون قد وصلنا الى مفترق طرق ، وهو حرق عثمان للمرجع والمستند الأصلي للقرآن ، وجانب أخر ، من يقول أن ما كتب تحت أشراف زيد بن ثابت هو قرأن حفص المؤمن لديها ! ، علما أن ( كان كثير من القرآن الذي أنزل معروفا لاؤلئك الذين قُتلوا في يوم معركة اليمامة / من حروب الردة ... ولم يكن يعرفه الباقون ، ولم يكن مكتوبا ، ولم يكن أبو بكر أو عمر أو عثمان قد جمع القرآن بعد . ولم توجد هذه الأجزاء المفقودة من القرآن مع أي شخص من بعدهم  / إبن أبي داود ، كتاب المصاحف ، ص . 23  )  .                                                                                 رابعا - ونكرر التساؤل ماذا يقرأ المسلمون اليوم ! ، هل هو القرآن الذي كان محفوظا بالصدور ، وهذا مستحيل ! أم هو قرآن حفص ، وبأشراف زيد بن ثابت ، ومن يقول أن زيدا أثبت ووثق القرآن الذي كان محفوظا بالصدور ! ، وما قيمة أمانة زيد ! فهل كان زيد معصوما ! ، أم يقرأ المسلمون قرأن عثمان ، أم هو قرآن عثمان مع أضافات وتعديلات الحجاج ، ومن جانب أخر ، ما هي الأضافات التي ربطت بالقرأن من قبل ، كمخطوطات : ابن مسعود ، عُباي ابن كعب ، علي ابن أبي طالب ، أبي بكر ، أبي موسى الأشعري ، مِقداد ابن الأسود ، كل ما سبق تساؤلات.                                   
ختاما :                                                                                                                           ليس من أحد بمقدوره أن يجزم أي قرآن يقرأ المسلمون اليوم !! ، وذلك لأن القرآن كان محفوظا بالصدور ! فأين تلك الصدور !! التي كانت تحفظ كتابا بهذا الحجم !! .                                                                                                                       --------------------------------------------------------------------------------------------------                   (*) فضيحة د . زغلول النجار في الأردن 2017 ( في نقابة المهندسين الاردنيين ) ، لطفا الأطلاع على الرابط التالي :   https://www.youtube.com/watch?v=PFQxDUDUNac  .                                                      (*) أختلاف عمر الرسول بين التأريخ الميلادي والهجري ، إذا حسبنا الفترة بين مولد الرسول ووفاته أي من 20 إبريل سنة 571 إلى 8 يونية سنة 632 وجدناها 61 سنة يوليانية و 49 يوما وتساوي 22330 يوما .وبقسمة هذه الأيام على 354.367 ينتج 63 سنة قمرية وخمسة أيام وهو عمر النبي صلوات الله عليه / نقل بتصرف من الموقع التالي : forum.spacetoon.com   .



 

226
                                    قراءة في .. أنقلاب الصحابة على الرسول وآل بيته
المقدمة :                                                                                                                                       العرب عبيد سلطة ، تواقين للحكم ، رجال عنف وقسوة ، يقدسون الزعيم والقائد والرئيس ، ويؤلوهون الخليفة والسلطان والأمير والأمام والولي والشيخ  .هم مع الحاكم ، في قوة سلطته ، وزهو عصره ، وسطوع نجمه ، وبقاء عهده ، ومن جهة أخرى ، ينقلبون عليه ، في ضعف حكمه ، وأفول نجمه ، وأنزواء دوره ، وتخلخل سلطانه ، العرب مجبولين على الولاء والعداء ، وعلى التأييد والمعارضة ، على النظام والفوضى ، العرب رجال أنقلابات !. لا يختلف هذا الأمر في تطبيقه على الرسول محمد ، ففي زهو عهده وقوة دعوته ونشر رسالته ، كان الأعظم والأكبر في نظر أصحابه ، ولكن الحال أختلف في بهوت دعوته وضعف قوته وقرب منيته !! ، والأمر أنجر وبالا ودما وفتكا مريعا حتى على آل بيته وأحفاده بعد وفاته ، هذا ما سأتعرض له في هذا البحث المختصر من أنقلابات دموية مروعة على الرسول ومن ثم على آل بيته .. / والوقائع المختارة وردت على سبيل المثال وليس الحصر .
النص مع أضاءأت :                                                                                                                                               1 - " وصية الرسول " : يمكن القول أن أولى بشائر أنقلاب الصحابة على رسولهم ، هو عندما طلب الرسول أن يكتب وصية لصحابته وعشيره ، قبيل وفاته يوم الاثنين 12 ربيع الأول 11 هجري  / بأيام ، حتى يوجههم ويهدي مسارهم من بعده ، ولكن جمع الصحابة ، وأقربهم على الرسول ، عمر بن الخطاب ، أبى ذلك ، ربما لخوفه من كتابة شيئا مما يؤثر على تخطيط - عمر وأبو بكر ، من بعد وفاة الرسول ! ، لذا أستبق الأمر وقال ما قال ، وأن الذي وصلنا من الممكن أن يكون جزءا من الحقيقة وليس الحقيقة بكاملها !! ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، نقل بتصرف ، التالي (( عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا حُضِرَ النَّبِيُّ قَالَ : وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ : ( هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ) قَالَ عُمَرُ : إِنَّ النَّبِيَّ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ فَحَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ ، وَاخْتَصَمُوا ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ: ( قُومُوا عَنِّي )  .قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ : إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ الرَسُولِ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنْ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ .. )) .                                         أرى أن هذه الواقعة هي أول خذلان وعدم طاعة لأمر الرسول ، وذلك فقط عند شعور وأحساس صحابة الرسول بضعفه ووهنه ودنو أجله وقرب رحيله الأبدي ، هؤلاء هم صحابة الرسول ، كل ولاءهم تحول وأنقلب الى أهمال وأجتناب ، أنهم كحال عرب اليوم !! .                                                                                        2 - " سقيفة بني ساعدة " ، بعد وفاة الرسول / 12 ربيع الأول 11 هجري  بأيام ، خطط الصحابة للسلطة والحكم والخلافة ، تاركين الرسول مسجى ببيته ، وكل ذلك تم بقيادة عمر بن الخطاب ، من أجل حصر الأمر بأبي بكر الصديق كخليفة ، مع العمل على أبعاد علي بن أبي طالب عن الخلافة ! ، الذي كان مشغولا أصلا بتحضير الرسول للدفن ، فيحدثنا موقع / ويكي شيعة ، نقل بتصرف عن حادثة " السقيفة " ، (( وقعت أهم أولى الوقائع ، بل أعظمها تأثيراً ، التي حدثت مباشرة بعد رحيل النبي في  السنة 11 من الهجرة ، وكانت منعطفاً بالنسبة إلى الكثير من الأحداث والاتجاهات اللاحقة لكافة المسلمين  . فبينما انقسمت الصحابة في سقيفة بني ساعدة ، إلى فريقين منافسين : قسم من يطالب بخلافة سعد بن عبادة وهم من الأنصار ، وأخر يطالب بخلافة أبي بكر وهم من المهاجرين - في نهاية المطاف - ثلة تلتفّ حول أبي بكر وتبايعه ، ثم يتبعها آخرون ، فيتمّ تنصيبه كخليفة على رؤوس المسلمين ، وذلك في اجتماع لم يحضره أحد من بني هاشم وأهل بيت الرسول  - أولهم علي بن أبي طالب ، لانشغالهم بجهاز الرسول وتوديعه . وقد كانت مبايعة أبي بكر محل خلاف ونزاع في المدينة لفترة من الزمن ، كما تحفّظ البعض بشأنها . فضلاً عن بعض الصحابة الذين كانوا يعتقدون بأن البيعة هذه مخالفة لما وصّى به الرسول  في واقعة  غدير خم ومواقف أخرى )) .                                                                                                 أرى أن هذه الواقعة هي التي غيرت مسار الخلافة الى صحابة الرسول دون أبن عمه علي بن أبي طالب ! وكانت بداية لتصفية دموية لآل البيت فيما بعد ، وهي التي قلبت بنفس الوقت مسار تاريخ السلطة والحكم والخلافة بعد وفاة الرسول ، من آل بيته الى ثنائية " أبو بكر وعمر " و .. عثمان ، الذين أستشعرا من أن الأمر سيخرج عن سيطرتهم ، منذ طلب الرسول بكتابة وصيته قبل وفاته ! .. .علما أن الرسول في بعض الروايات تؤكد من أنه قد أوصى بالخلافة لعلي بن طالب ، وقال الرسول بهذا المعنى في محتشّد عظيم : ( " من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله" وقد بلغ الحديث في كلّ عصر حدّ التواتر بل تجاوز حدّه ، نقل بتصرف من موقع التالي https://research.rafed.net  ) .
3 - " سهم فدك .. " حتى أبو بكر أنقلب على آل البيت بوفاة الرسول ، خاصة فيما يخص الأرث والمال ، وتضاربت المصادر السنية والشيعية في عرض الأمر ، ونحن لسنا بصدد أن نبحث أي الروايات أصح !! ، ولكن أقول عند وقوع كبير القوم أو ضعفه أو وفاته فكل الأمر يختلف حتى مع أقرب أصحابه / أبي بكر ، الذي ذكر بسورة التوبة ( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ / 40 ) ، فقد جاء في موقع / ملتقى أهل الحديث ، نقل بتصرف ( أن أبا بكر الصديق لم يعطِ فاطمة بنت محمد أرض فدك عندما طالبته بذلك ، عملاً بحديث النبي : " إنا معاشر الأنبياء لا نورث " . ، فهل يُعقل أن فاطمة لا تعرف هذا الحديث وهو مختص بها ولا يخبرها أبوها وهي من المقصودين بهذا الحديث ؟ وإذا كانت تعلم بهذا الحديث ، فهل يُعقل أن تخالف كلام النبي ؟ لم تتفرد فاطمة بهذا الطلب ، بل طلبه كذلك أزواج النبي كما في  البخاري وغيره . وكذلك طلبه العباس عم النبي  .ولم يكن طلبهم في جميع الإرث وإنما طلبوا شيئا محددا وهو مال الفيء . ففاطمة لم تأت تسأل إرثها من كل ما ترك النبي ، وإنما جاءت تسأل عن مال فدك والسهم من خيبر  هذا يدل على علمهم بالحديث في العموم لأنهم لم يطلبوا كل الإرث  . فلعلهم فهموا أن سهم الفيء يكون لهم بعد النبي لأن النبي كان ينفق منه على نفسه وعلى أهله  .فلما سمعوا كلام أبي بكر وفهمه للحديث على عمومه أقروا بذلك  .ولهذا قال أبو بكر " وإني والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله يصنعه فيه إلا صنعته " ، وقالت له فاطمة : " فأنت وما سمعت من رسول الله ، رواه الإمام أحمد في مسنده 1/ 10.. وفي نفس الصدد أيضا  : روى البخاري عن عائشة أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان أرضه من فدك وسهمه من خيبر ، فقال أبو بكر  سمعت رسول الله يقول : " لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال " ) .                                                                        نرى من السرد السابق / وهو من مصادر أهل السنة والجماعة ، ونلحظ من النص ، قبول فاطمة وأزواج الرسول والعباس و .. برأي أبو بكر ، هكذا هي المصادر الأسلامية كل مصدر يؤيد مرجعيته  العقائدية والمذهبية ! .                                                                                                                    4 - " ضلع فاطمة الزهراء " ، حب الخلافة والسلطة والحكم والقوة كان شعار صحابة الرسول ، خاصة من حكموا من بعده ، فهذا عمر بن الخطاب ، يتعامل مع بنت الرسول بكل قساوة ! فقد جاء في موقع / مركز أبحاث أنصار الحجة ، نقل بتصرف التالي ( روى احمد بن يحيى البغدادي ، المعروف بالبلاذري وهو من كبار محدثيكم المتوفى سنة 2279 روى في كتابه انسا الاشراف 1\ 586 عن سليمان التميمي وعن ابن عون : ان ابا بكر ارسل الى علي يريد البيعة فلم  يبايع  .فجاء عمر ومعه فتيلة أي شعلة نار فتلقته فاطمة على الباب فقالت فاطمة : يا بن الخطاب ! اتراك محرقا علي بابي ؟! قال : نعم وذلك اقوى فيما جاء به ابوك  !!.. ) . وفي نفس المصدر يسرد ويبين التالي : (( 1. قال ابن أبي دارم المتوفى سنة 352 : إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن /  ميزان الاعتدال 1/139 ، 2 . قال إبراهيم ابن سيار النظام المتوفى سنة 231 : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها ، وكان يصيح عمر : احرقوا دارها بمن فيها ، وما كان بالدار غير علي و فاطمة والحسن والحسين/  الملل والنحل 1/59 ، الوافي بالوفيات 6/17 )) .                                                                                                    ومن المؤكد أن هذا الحدث مناقض لرواية مصادر أهل السنة والجماعة . السؤال هنا يتكرر ، أهكذا تعامل بنت الرسول ! ، ولكن أرى أن الأمر والحال طبيعي عند العرب ، خاصة حين يموت الزعيم والقائد ، فالكل يبدأ بالكشف عن الحوادث القديمة الغائرة في العقل الباطن ! ، تحديدا المسائل التي كانت بينهم / الصحابة ، وبين آل بيت الرسول ! ، والتي كان من المستحيل التعامل بخصوصها بهذا النهج في زمن حياة الرسول !! .                         5 - " مقتل عثمان بن عفان " ، لم تشفع عثمان زواجه من رقية وأم كلثوم ، بنات الرسول ، وقربه من الرسول ، من الهروب من قتلته الشنيعة ، فقد جاء في مركز أهل الفتوى ، نقل بتصرف التالي (  قتل عثمان ، جامع القرآن ، وكان مقتله في 18 من ذي الحجة 35هـ على أيدي جماعة عددهم الألفين ، اختلفت أغراضهم وأهواؤهم غير أنهم اتفقوا جميعاً على عزله أولاً ثم على قتله بعد ذلك وكلهم قتلة له.  غير أن الذين باشروا قتله هم : كنانة بن بشر التجيبي وهو الذي ذبحه : وقيل سودان بن حمران السكوني بعد أن طعنه قتيرة السكوني تسع طعنات من خنجر ، وكان الذي ابتدأ ضربه ، بعد أن هاب الناس ذلك لكونه كان يقرأ القرآن هو الغافقي بن حرب العكي ، ضربه بالسيف وركل المصحف برجله فسقط في حجره ، وشاركتهم جماعة من أهل البصرة كحرقوص بن زهير السعدي وحكيم بن جبلة ، ومن أهل الكوفة جماعة مثل الأشتر مالك بن الحارث النخعي. . ) ، و بعض المصادر تبين " أن محمد بن أبي بكر الصديق أخذ بلحيته إليه وهزّه منها وقال : إنا لا نقبل أن نكون يوم القيامة مما يقول {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ} [لأحزاب:67] . فقال عثمان : يا ابن أخي إنك أمسكت لحية كان أبوك يكرمها "  قتل خليفة وصحابي وزوج أبنتي الرسول ذبحا .. هكذا هم العرب حين تكون الغاية هي السلطة والحكم فيكون القتل بأشنع طرقه هو الحل ، حتى مع الذي قال عنه الرسول "... ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة " .             6 - " موت الحسن  بن علي بالسم " ،  وتتمثل هنا بعضا من مؤامرات الصحابي معاوية بن أبي سفيان / السياسي ورجل الدولة ، حيث أتفق مع زوجة الحسن على تسميمه ، فقد جاء في موقع / مفكرة الأسلام ، نقل بتصرف ، التالي ( .. وتوفي الحسن بعد خلعه بالمدينة في 5 من ربيع الأول سنة 49 من الهجرة وقيل توفي لثمان خلون من المحرم سنة 50  وصلى عليه سعيد بن العاص ، ويقال إن معاوية لما بلغه موته سجد شكرا ، وقد قيل إن زوجته جعدة بنت الأشعث سمته فمات وكان يزيد بن معاوية قد وعدها أن يتزوجها إن سمته ففعلت ولم يوف لها فلما مات الحسن بعثت إليه تسأله الوفاء بما وعدها فقال : إنا لم نرضك للحسن أفنرضاك لأنفسنا ) .                                                                        من أجل السلطة والحكم والخلافة ، كل شي مباح ومستباح ، حتى وأن كان الثمن والضحية الغدر بحفيد الرسول .            7 - " مقتل الحسين بن علي / واقعة الطف " وقعت على ثلاثة أيام وختمت في 10 محرم سنة 61 للهجرة والذي يوافق 12 أكتوبر 680م ، وهي واقعة لا زالت ليومنا هذا شاخصة ماثلة للشيعة ، يتذكرونا مناقبها ، فقد جاء في موقع / مركز الأشعاع الأسلامي ، نقل بتصرف التالي ( .. ثم بدأوا يرشقون الحسين بالسهام و النبال حتى صار درعه كالقنفذ ، .. ثم صاح عمر بن سعد بأصحابه : ويلكم إنزلوا و حزّوا رأسه ، و قال لرجل : ويلك إنزل إلى الحسين و أرحه .. فعند ذلك أقبل شمرٌ و جلس على صدر الحسين وحز رأسه .. ) ، وقد قتل مع الحسين رهط من آل بيت الرسول ، يخبرنا موقع  ttp://arabic.islamicweb.com بالتالي / نقل بتصرف ( من قتل مع الحسين في كربلاء ، وهم : من أولاد علي بن أبي طالب : أبو بكر – محمد – عثمان – جعفر – العباس . و من أولاد الحسين : أبو بكر – عمر – عثمان – علي الأكبر – عبد الله . ومن أولاد الحسن : أبو بكر – عمر – عبد الله – القاسم . ومن أولاد عقيل : جعفر – عبد الله – عبد الرحمن – عبد الله بن مسلم بن عقيل . ومن أولاد عبد الله بن جعفر : عون – محمد ، وأضف إليهم الحسين ومسلم بن عقيل ..  )  .                                                                                                                                       أن هذه الحادثة لها دلالات متعددة منها ، أنه في سبيل الحكم والخلافة ، كل شي وارد ، حتى وأن قضي على معظم أحفاد الرسول وآل بيته !! من قبل الصحابة والمسلمين الأوائل .                                                                                                                             
 خاتمة مضيئة :                                                                                                                             * أن الصحابة ، وكل الذين حاربوا وغنموا وسبوا النساء مع الرسول ، ومنهم المسلمين الأوائل ، أستثناءا معظم آل بيته ، مؤمنين بأن الرسول دعوة ورسالة ومكانة ، قد أنتهت بموته ، وما تبقى هو بداية عهد الحكم والسطة والخلافة ، لذا بادر أبو بكر الصديق بأرسال أول أشارة حاسمة واضحة دالة للمسلمين ، بعد وفاة الرسول ، أراها جدا محورية في بحثنا المختصر هذا ، وهو خطابه الذي قال به التالي : ( أما بَعْدُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ / أخرجه الحاكم ) ، وهذا دليل على أن حقبة محمد قد أنتهت وقضت ، وبدأ عهد جديد ربطه القائل ، بأن الذي تجلوه وتعبدوه قد مات !! ، ولكن " الله لم يمت " ، وهذا مؤشر على أن بعض المسلمين كانت تقدس وتؤله الرسول في حياته !! ، وهذه دلالة للجميع بأن عهدا جديدا " قد بدأ " ، وليس " سيبدأ  " ، وما حدث من وقائع ومآسي / التي ذكرنا بعضا منها في أعلاه ، دليل عملي على نهاية حقبة الرسول ودعوته ! . وأن أبو بكر لم يمهل الدموع أن تجف على الرسول ، وقال قوله .. وحسم الأمر ووضع حدا فاصلا لنهاية عهد الرسول ، وأرى أن المقصود ليس عبادة الرسول فقط ، ولكن المقصود يرمي الى أن :  " الرسول قد قضى ، والرسالة المحمدية بقت ستارا وواسطة نحكم أو يحكم من خلالها ، وعهد الخلافة والسلطة والحكم قد بدأ " .                                                                                                                   * الأن حال الأسلام المسلمين بات مأزوما ، فمرة المسلمين يقدسون عليا ، وبعضهم وصل بهم الأمر حد التأليه بعلي ، والبعض الأخر يقدسون الحسين ، والقاديانية مثلا ، تقدس " ميرزا غلام أحمد " معتبرة أياه مرة المسيح  ، ومرة محمد ، وأخرى المهدي المنتظر والنبيين معا ، ولكن جل المسلمين رجع بهم الحال الى تقديس محمد ، بعد جفاء الصحابة والمسلمين الاوائل ، من تعزيز منزلة مكانته وقدسية دوره ورسالته ، قبل 14 قرنا !! ، حتى أصبح التجديف على الذات الألهية ممكنا ، ودون حساب وعقاب يذكر ، أما مس الذات المحمدية فيعتبر من المحرمات ! ..                                                                        وأرى ختاما أن الأسلام ، يجهل ماذا يريد أن يكون للمسلمين كعقيدة ، ومن جانب أخر ، يجهل ماذا يشكل الأسلام للمسلمين ، من كونه دين ورسالة وكتاب .







227
                                    تساؤلات في الشريعة الأسلامية

المقدمة :
الشريعة الأسلامية كتعريف - " هي ما شرعه الله لعباده المسلمين من أحكام وقواعد ونظم لإقامة الحياة العادلة وتصريف مصالح الناس وأمنهم في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات ونظم الحياة ، في شعبها المختلفة لتنظيم علاقة الناس بربهم وعلاقاتهم بعضهم ببعض وتحقيق سعادتهم في الدنيا والآخرة ." / نقل من الويكيبيديا .                              وفي هذا البحث المختصر ، سأتناول جزئية واحدة وهي موضوعة تعدد الزوجات / وما يرتبط به ! ، في العقيدة الأسلامية ، والتي وردت في سورة النساء ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا / 3 ) ، حيث جاء في تفسير الطبري / للأية موضوعة الذكر ما يلي (( 8463  حدثنا هناد بن السري قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرمة في قوله: "  وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم "، قال : كان الرجل يتزوج الأربع والخمس والستَّ والعشر ، فيقول الرجل: "  ما يمنعني أن أتزوج كما تزوج فلان "؟ فيأخذ مال يتيمه فيتزوج به ، فنهوا أن يتزوجوا فوق الأربع .8464 -   حدثنا سفيان بن وكيع قال، حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن طاوس ، عن ابن عباس قال : قصر الرجال على أربعٍ من أجل أموال اليتامى . 8465   حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله: "  وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى "، فإن الرجل كان يتزوج بمال اليتيم ما شاء الله تعالى ، فنهى الله عن ذلك )) .

النص :
1 . اذا كان بعض الأنبياء قد تزوج بأكثر من واحدة ، فهذا لا يعني أن يتزوج أتباع تلك الديانة بما فعل أنبيائهم ! ومن ذلك
ما ورد فى سفر التكوين .. ((  فكانت له أربع حلائل فى وقت واحد : اختان هما ليئة ، وراحيل ، وجاريتين لهما . )) ، وبعض الأنبياء كانت لديهم مبالغات في عدد الزوجات ، فقد ورد  فى سفر العدد ، ما يلي (( وكانت لسيدنا داود عدة زوجات والعديد من الجوارى وكذلك لابنه سليمان :  " أما سليمان فقد زاد الألف ويقول عنه الرب فى التوراة فولدت له داود كما تزوج أبيا ملك يهود أربعة عشر زوجة " (4) وكان لجدعون سبعون ولداً جميعهم من صلبه لأنه كان مزواجاً .. ))  . أما رسول الأسلام (( فقد تزوج  13 مرّة ، بحيث اجتمع 9 من نسائه مع بعضهم في نفس الفترة ، وكان هذا التعداد الكبير بالزوجات وضع خاص له ، ففي كل مرة كان يزوج فيها كان ذلك لأسباب ودوافع متعددة ، وقد حظيت زوجات النبي بمنزلة أمهات المؤمنين .. / نقل من موقع موضوع )) .                                                                                             * فهل هذا يعني أكراما للأنبياء ولنهجهم ، أن نقتدي بما عملوا في هذه الجزئية / تعدد الزواج ، ونحن في القرن الواحد والعشرين !! . الجواب بالتأكيد : كلا .
2 . كما يوجد بذات الوقت أنبياء لم يتزوجوا أصلا ، مثلا يحيى بن زكريا والسيد المسيح ، فهل هذا يجرنا أن نعيش عزابا مثلهما ! ، من المؤكد الجواب هو : كلا .
3 . الأسلام كعقيدة ، أرى أنه من أكثر المعتقدات الدينية الذي ركز على هذه المفردات " الزواج وتعدد الزوجات وطرق وتعدد أشكال الزواج والزواج في الأخرة !! .. " ، فنقلا عن موقع / طاهرة ، أنقله بأختصار وتصرف ، الذي يعدد أنواع الزواج عند الوهابية والسنة ، فيبين (( أنـــــــواع النكاح المشروعة في دول مجلس التعاون حاليا ، ماعدا زواج المتعة فإنه حرااااااااااام ، وهناك زيجات متعددة عند الوهابية ، منها : المصواب - نكاح عادي مع عقد ونفقة وشهود عيان ، ويصلح لمن وصل سن البلوغ وصار يتلفت يمنه ويسره . المسيار - نكاح تتنازل فيه الزوجة عن كل شي حتى النفقة ولا يلزم الزوج أداءها إن طلبت الزوجة ذلك . المصياف - نكاح يعقد في بداية اجازة الصيف دون تحديد وقت للطلاق طبعا وينتهي هذا الزواج بالطلاق عند انتهاء الاجازة تقريبا . المسفار - نكاح تم اقتراحه مؤخرا لتتمكن المبتعثات من الحصول على محرم خلال فترة الدراسة في الخارج . المطيار - نكاح للطيارين والمضيفين من المضيفات خلال تكرر الرحلات الطويلة . المصياع - نكاح يتم بين اهل السياحة المتكررة والوناسة ومحترفات الزواج في بعض الدول لتلافي الوقوع بالحرام بالزواج الصوري . المحجاج - يتم بين طالبة لأداء فريضة الحج ورجل يرغب في قضاء الحج فتدفع الزوجة تكاليف الحج ليكون لها محرما . المسياق - نكاح يصلح للمعلمات اللاتي يدرسن في مناطق بعيدة ويحتجن محرما لركوب الأتوبيس فيتم الزواج بالسائق ،، او بين المدرسات وسائق أتوبيسات النقل ، الى حد أربعة زوجات لكل سائق ، ( و هذا حرم مؤخراً ) . المهراب - زواج يتم بالخطيفة ، ويكثر بين اهل الشام وعند من لا يشترط الولي في عقد الزواج . وزواج المسهال - وهو ان يلتقي الرجل بالمراة فيعطيها ثلاث حثيات من التمر .. )) . وفي موقع / النبأ ، يورد أشكالا أخرى من الزواج منها :
زواج المحلل - أما زواج المحلل ، فهو باطل ، حيث إن أقر المقرر شرعا أن البائنة بينونة كبرى وهى التى طلقها زوجها ثلاث طلقات لا تحل لمطلقها حتى تنكح زوجا غيره نكاحا صحيحا شرعا قصد به الداوم والإشهاد .
زواج القاصرات - أما الحالة الأخرى من الزواج والتى تنتشر داخل المجتمع المصرى ، وهى الزواج من قاصرات ، وهذا النمط من عقود الزواج يكون باطلًا ، لعدم توافر الشروط والأركان الحقيقية للزواج .                                                           الزواج العرفى - وهو اتفاق مكتوب بين طرفين ( رجل وامرأة ) على الزواج دون عقد شرعى ، مسجل بشهود أو بدون شهود .. )) ..
اما بالنسبة للشيعة فهناك زواج المتعة ، وقد جاء بخصوصه التالي (( موضوع زواج المتعه كان ولا يزال نقطة خلاف كبيره بين الشيعة وأهل السنة ، الشيعة يرونه زواجا مشروعا بينما يراه اهل السنة نوع من الزنا ، و زواج المتعة هو زواج محدد بأجل مقابل مهر متفق عليه بالتراضى ، وينتهى زواج المتعة بإنتهاء الأجل المحدد ، وليس هناك حد أدنى أو اقصى للأجل . ويثبت بهذا الزواج النسب . وتستحق الميراث إذا اشترطت ذلك فى عقد الزواج ، وهذا هو رأى فقهاء الشيعة .. / نقل بتصرف من موقع أهل القرأن )) ..
4 . والأسلام ، يذهب بعيدا بهذا الصدد ، حثا وتشجيعا وأغراءا منه لدفع الفرد لعمليات الجهاد ، حيث أنه يوعد للذين يقتلون في الجهاد بحور العين ، ويوصف الواقعة وصفا أغرب من الخيال ، متخللا الواقعة بتفاصيل جنسية ! ، وهي بعيدة كل البعد عن هكذا وعود من أن تصدر من قبل الذات الألهية ! ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، التالي أنقله بأختصار وتصرف :  ((  فقد أعد الله لعباده المؤمنين في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .. رواه مسلم برقم 275 . وإن مما أعده الله لعباده المؤمنين " الحور العين " ، قال الله تعالى : ( كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) الدخان /54 . وقال تعالى : ( مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) الطور /20 .والحور العين في غاية الجمال حتى إن مخ ساقيها ليرى من تحت الثياب ، وكل رجل يدخل الجنة له زوجتان من الحور العين ، قال تعالى في وصفهن :      ( فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ) الرحمن/70 - 76 . وقال تعالى :      ( وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) الواقعة/23 .ويجامع الرجل في الجنة زوجاته من الحور وزوجاته من أهل الدنيا إذا دخلن معه الجنة ، ويعطى الرجل قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع ، عن أنس عن النبي قال : " يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنْ الْجِمَاعِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ " رواه الترمذي برقم 2459 )) * هذه ليست نصوص دينية ألهية !! ، بل هي نصوص جنسية لا يمكن ان تقبلها عامة عقلية جمهور المسلمين من العقلانيين خاصة في الوقت الحالي ، وأنما قبلت في حينها ، قبل 14 قرنا وفق زمان ومكان ومجتمع بدوي قبلي جاهل أمي !! .
 
القراءة :                                                                                                                                             أولا - أن الأسلام ماضوي عقيدة و فكرا ونهجا ، لذا أرى أن ما يتم تداوله من نصوص / كالتي وردت أنفا ،  أن يحجر عليها لأنها وردت وفق سياق تأريخي موصوف ومحدد مكانا وزمانا ومجتمعا ! مضى عليه كثر من 14 قرنا ، ولا يمكن لهكذا نصوص أن تقبل في الصحوة العقلية التي يمر بها الموروث الأسلامي ! من قبل بعض المفكرين ! .
ثانيا - لم الله كهكذا شريعة خص بها الدين الأسلامي دون غيره ، في مواضيع بهكذا تفاصيل حميمية للعلاقات الجنسية ! ، كما وردت بهذا الكم من المفاهيم والمفردات الحميمية في النصوص الواردة في الموروث الأسلامي ، وهل الله كذات مقدسة يدخل في هكذا حيثيات !! .
ثالثا - ولم رسول الأسلام ، تحديدا وبهذا الموضوع بالأخص ، ينفرد عن باقي الأنبياء والرسل ! ، بأنه يتكلم مثلا عن القدرة الجنسية للرجل في الجنة ! " يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنْ الْجِمَاعِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ / رواه التلمذي " ، وهل للرسول معلومات عن الجنة أو سجل خاص يتعلق بقوة الرجال الجنسية !! .
رابعا - يقال أن الأسلام حدد كشريعة عدد الزوجات ! ، وأني لأرى أن الشريعة الأسلامية ، نهجت عكس ما ذكر ، لأنها فتحت الباب على مصراعيه في هذا الصدد بقوله ( .. فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ " مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا " .. / 3 سورة النساء ) ، وهذا الأمر جعل من الخلفاء / مثلا ، يمتلكون النساء والجواري دون أي تحديد للعدد ! ، ( وكان للخليفة هارون الرشيد أربعة آلاف جارية من أجمل النساء ، ومع ذلك كانت تصبو نفسه لما ليس في يده أو لما يحرمه عليه الشرع .. / نقل من موقع أهل القرأن ) ، والجواري هن بحكم الزوجات ( وأن الخليفة المهدي عرضوا عليه الخيزران كجارية .. وأصبحت زوجته فيما بعد ، وولدت له الهادي والرشيد ) ، وهنا يتضح أن الشريعة الأسلامية منحت الرجل حقا شرعيا غير محدد بسقف عددي للنساء ، وأمتلاك الخلفاء للجواري أكبر دليل على هذا والأختلاف فقط بالتسمية ( جارية بزوجة ) . ونفس الأمر يحدث في السعودية ، فالملك الراحل سعود بن عبد العزيز ( 1902 – 1969 ) ، على سبيل المثال وليس الحصر ، كان له أكثر من 102 أبن وابنة من زوجاته ومن ما أمتلك من عشرات الجواري !! .
 خامسا - هل الشريعة الأسلامية وما تضمنته من نصوص وروايات ، كانت مستخدمة من أجل غايات معينة ! ، خاصة أهداف مسخرة من أجل فتح دول / عن طريق الجهاد ، و جذب الأخرين لهذا الدين ، من خلال أغرائهم بمفاهيم تعدد الزوجات والجواري والسبي وحور العين !! ، أضافة للغنائم هذه مجرد تساؤلات . 

خاتمة :
في هذا المقام أرى أن الشريعة / وكما ذكر في التعريف المشار أليه في أعلاه ، هي مجموعة من الأحكام والسنن والضوابط  والقواعد التي تحكم الحياة العامة للأفراد .. ، ولكن الأشكال هي فيما ذكر من مفردات / تعدد الزوجات .. ، المفروض كونها أحكاما ألهية / وفق المعتقد الأسلامي ، من " نصوص قرأنية وأحاديث وسنن نبوية " - والرسول لا ينطق ألا بوحي ! ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ / سورة النساء ) ، فهل من المنطق أن الله يدعو الى تعدد الزوجات - مثنى وثلاث ورباع ! ، وهل من المنطق أيضا ، أن الله يدعوا عباده / المؤمنين ، الى أمتلاك الجواري - ما ملكت أيمانكم ، وهل هذه الأحكام تدلل في تطبيقها على قيم أخلاقية وأنسانية ! فأذا كان الجواب ! نعم ! ، فكيف لله الذي هو مصدرا للحق وللعدالة والمساوات أن يرتبط ذاته بهكذا أحكام ، وأذا الجواب كلا ! ، فكيف للذات الألهية أن تدعوا أليها ! ، هذا مجرد تساؤلات !! .

228
                                            رجال الدين و " عدة الشغل " !!
تنويه :                                                                                                                                                  هذا المقال لا يستثني أحدا ! ، وهو ينطبق بشكل أو بأخر على رجل الدين - من صغيرهم الى كبيرهم ! ، مهما كان معتقده أو طائفته أو مذهبه ! ، ولكن هذا لا يعني عدم وجود رجل الدين وفق المفهوم الذي يجب أن يكون به من أخلاق ونهج وسلوك / بالرغم من ندرته في الوضع المجتمعي الحالي ! .                                   
الموضوع :                                                                                                                                            * آن الآوان أن نتكلم بتجرد أكثر ! ، آن الآوان أن نضع النقاط على الحروف ! ، آن الآوان أن لا نطمس رؤوسنا في التراب كالنعامة من أجل غض النظر لأسباب معتقدية أو شخصية ، آن الآوان أن نمحوا المناطق الرمادية من أقوالنا ومن تلميحاتنا ! ، آن الآوان أن نقول كلمة حق فيما يتعلق ب " رجال الدين " !! .                                                                             
* الملاحظ أن رجال الدين أبتعدوا عن الخط والنهج الذي رسم  لهم ! ، وبكلام أكثر دقة قد نسوا أنهم رجال دين وجدوا لخدمة رسالة دينية معينة ومحددة ! ، فأخذوا ينغمسون في الحياة الدنيا ! ، أخذوا ينسلون في حياة ليست مخصصة لهم ! ، فهم أصبحوا يلبسون ثيابا لا يمثلونها ! لأن الثياب أصبحت من متطلبات العمل ! ، وكما يقال أصبحت " عدة الشغل " .             
 * الأمر أصبح كارثي ! ، وأصبح الفرد لا يفرق بينهم وبين الأخرين سوى بأمر واحد وهو المظهر " عدة الشغل " ! ، فهم تسللوا الى مناطق كانت محرمة عليهم ! ، مناطق كانت " للفرد المدني " ! ، فعندما تختار يجب أن تحترم هذا الأختيار ! ، وأذا كنت ضعيفا تميل الى الحياة المجتمعية للفرد ، فأذهب وأخلع " عدة الشغل " ، وأنساق لعالم المتع والشهوات " الحياة الدنيا " بكامل مفاهيمها وتفاصيلها ! .                                                                                                                       
 * عندما يكون رجل الدين " مقامرا ومغامرا و رجل مليشيات و زعيم عصابات و دجال و سارقا لقوت الفقراء وصاحب علاقات أو رجل سياسة أو محرضا أو مكفرا .. " ، فأرى أن يخلع " عدة الشغل " ، وينساق لحياته الخاصة / ولا غبار على ذلك ! ، وحقيقة هم أحرار في لبس "العدة " من عدمه ، أما ان يمارس كل ذلك وهو ب " العدة " فهذا هو الكفر والنفاق بعينه ! ، لأنه سيجلب الأنتقاد و التهكم على معتقده وعلى مذهبه ! ، وذلك لأنه ب " عدة الشغل " يمثل الدين .                                                                         
 * من الملاحظ والمستغرب بذات الوقت / من النادر ، أن تجد رجل دين فقيرا أو لنقل يعيش فقط لقوت يومه ! ، الكل أغنياء ومترفين ومرفهين هم وعوائلهم وأقربائهم ، بل حتى جيرانهم ، وهذا ينجر الى أهل الحي ومن ثم الى القرية أو المدينة المنحدر منها ! .   
* أصبح لرجال الدين مشاريع وشركات تجارية و.. ! ، ليست لخدمة الرعية أو المذهب أو الطائفة ، بل لخدمة مصالحهم الخاصة ولمنفعة الدائرة الضيقة المحيطة بهم ! ، وهم في هذا المضمار أكثر لؤما ومكرا وحيلة من غيرهم من رجال الأعمال ، وذلك لأن مملكتهم التجارية بأسماء باقي أفراد العائلة ، ولكن هذا لا يخفى عن المتتبع والمتقصي عن الخبر ! .
* رجال الدين أيام زمان عدا المحسوبين على السلطة ، فقراء في حياتهم أما بأرادتهم ! أو لعدم وجود مجال للتكسب والتربح ! ، أكثرهم مشغول في حضور مجالس العزاء أو حضور مناسبات عقد القران أو .. ، أما الأن فتاواهم ودجلهم يملأ الدنيا ، فهم وكما يقال يعرفون تقلب الظروف وخبراء بتغيير الأحوال ، ويؤمنون " بأن لكل زمان دولة ورجال " .       
* رجال الدين وجدوا لخدمة الجماعة أو الرعية ، وأي تصرف أو سلوك خارج هذا المجال ، أرى أن يرمى " بعدته " خارج المجتمع ، لأنه أيصبح غير نافعا لهم ! ، خلاصة الأمر : أرى أن يبقى رجل الدين في محيطه المخصص له وهو " المعبد " ، ولكن من لديه الجرأة والشجاعة أن يجهر بهذا الأمر و" رجل الدين الأن أصبح من متطلبات المرحلة " .                     
* ختاما : لا زال الأنسان البسيط وحتى المتعلم يؤمن بالدور المؤثر الذي يحتله رجل الدين في المجتمع .. آن الآوان لهذا الوضع أن يمحى من الحراك المجتمعي ، ويجب أن نقييم رجل الدين بشكل مجرد وبطريقة منطقية بعيدا عن العواطف وعن الأغراض المذهبية ، وذلك لأن رجل الدين فرد من هذا المجتمع ، فأذا كان صالحا يقبل لصلاحه ، وأذا كان فاسدا يجب أن ينبذ مهما كان مركزه أو درجته وبغض النظر عن معتقده أو مذهبه ! ، نقطة رأس السطر .   

229
                        أضاءة " الرد على د . يوسف زيدان حول الجهاد في المسيحية "
أستهلال :
شاهدت لقاء د . يوسف زيدان مع الأعلامي المصري وائل الأبراشي في 15 أبريل 2020 ، ببرنامج " التاسعة " ، وقبل أن أبين الغاية من هذه الأضاءة ، أرى أن أسرد نبذة مختصرة عن سيرته الذاتية ، ( الدكتور زيدان من مواليد 1958 سوهاج - مصر ، أستاذ جامعي ، كاتب و فيلسوف ، متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه ، له عدة مؤلفات وأبحاث علمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي ، عمل مديراً لمركز المخطوطات بالإسكندرية في مكتبة الإسكندري ، له مؤلفات تقترب من الستين وأبحاث تزيد عن الثمانين ، يعتبر د . زيدان أحد أهم الباحثين والمفكرين والروائيين المصريين بأعماله التاريخية والفهرسية والروائية ، عاش في الإسكندرية ودرس فيها الفلسفة وحصل على الماجستير والدكتوراه والأستاذية في الفلسفة الإسلامية / نقل بتصرف من موقعيwww.arageek.com  والمرسال ) .  الموضوع :                                                                                                                          سأسرد " بعضا " مما دار في اللقاء أعلاه ، دون أي أضافة أو تعليق ، ومن ثم سأبين قراءتي الخاصة حوله ، حيث ذكر في حديثه من أن الجهاد موجود أيضا في المسيحية ، وسرد آية قال أنها موجودة في العهد الجديد / الأناجيل ! ، وحتى نكون منطقيين سوف أسرد أهم ما دار في اللقاء وذلك حتى نعرف السياق الذي ورد فيه موضوع الجهاد في المسيحية ، قال : ( أن شعب مصر 10 % منهم متخلفين - أي 10 ملايين نسمة ! ، هناك مدن لدول تحتاج أن تولع فيها / أي تحرقها ، لا توجد مؤسسات في الأسلام / ويقصد الأزهر ودار الأفتاء والوقف - وكذلك الحال في المسيحية ، في زمن الوباء يجب الرجوع للأطباء وليس لشيوخ الدين ، قلقه من وصاية شيوخ الدين علينا وقال : " يجب عدم ركوب شيوخ الدين لعقولنا ! " ، كقراءة الدعاء قبل ممارسة الجنس مع الزوجة ودعاء الدخول للغرف .. ! ، وبين أن " رجال الدين ودوا الناس في داهية " ) ، وحول رأيه في العمليات الأرهابية قال : ( يجب أن لا أقول عمليات أرهابية بل عمليات أجرامية ، لأن في حال ذلك نعطيها المرجعية الأسلامية ، وأستشهد ببعض النصوص منها : " وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ .. / 10 سورة الانفال " وحديثي الرسول : " وجعل رزقي تحت ظل رمحي " ، " لقد جئتكم بالذبح " .. ، وتكلم عن " الجهاد .. " بأسهاب ، وقال أنه موجود حتى في المسيحية ، وبين عن وجود آية في العهد الجديد / الأناجيل - تنص " جاهد في سبيل يسوع ، كما يجاهد الجندي الصالح في سبيل وطنه " ، ثم أنتقد مما قاله شيوخ الأسلام من أن : " الصيام يقوي المناعة "..) .                                                                                              القراءة :                                                                                                                                                 أولا - كان د . زيدان غير موفقا بوصفه للشعب المصري بأن 10 % منهم متخلفين ! ، وكان الأحرى به مثلا أن يقول " أنهن أميين أو ضعيفي الوعي والأدراك " وهو العالم بذلك ! ، كما أنه لم يعطي سببا واحدا لهذا التخلف ! ، ألم تكن سيطرة المفاهيم الدينية الأسلامية على العقلية الأجتماعية قد جهلت وسطحت هذه الطبقة من المجتمع المصري ، وجعلته حتى يرفض ويكفر المشاركين لهم في الوطن / الاقباط ! . كذلك ليس من الأنسانية أن يقول " بحرق مدن لتخلفها ! " ، بل أن يضع أسسا لكيفية النهوض بها وليس بمحوها من الوجود ! .                                                                                                     ثانيا - كان مصيبا حول تحكم رجال الدين الأسلامي على عقلية المسلمين في مصر ! ، فشيوخ الأسلام ساهموا في تجهيل العقلية المجتمعية المصرية بفتاوى مقرفة ، حيث أصبح رجال الدين يتسللون في دقائق الأمور الحياتية للفرد المسلم . وكان مصيبا أيضا في رأيه بعدم تأييده بوجود مؤسسات أسلامية / الأزهر ومجلس الأفتاء والوقف ، وذلك لدور هذه المؤسسات السلبي على المجتمع ! ، ولكنه شمل بذلك أيضا دور المؤسسة الدينية في المسيحية ، وهذا غير صحيح وذلك لأن الدور المؤسساتي للمسيحية هو دور رمزي وغير مؤثر ، بما في ذلك الفاتيكان ، ولكن كان هذا الدور قويا ومؤثرا في القرون الوسطى ، عندما كانت للكنيسة دورا دينيا وسياسيا ! .                                                                                                          الجهاد في المسيحية :                                                                                                                               هذا المحور هو المهم بل الأهم في هذا المقال ! ، وذلك لأن الدكتور يوسف زيدان أعطى معلومات ليست خاطئة ، بل معلومات ، أراها نوعا من التزوير والتحريف في كتاب يعد مقدسا أسلاميا ، ألا هو الأنجيل " نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3)سورة آل عمران " ، وقال في سياق كلامه عن المنظمات الأرهابية / والتي سماها المنظمات الأجرامية ! ، قال الجهاد موجود في المسيحية أيضا ، وأردف قائلا ، أفتحوا الأناجيل هناك آية تنص على الجهاد : " جاهد في سبيل يسوع ، كما يجاهد الجندي الصالح في سبيل وطنه " ولكنه لم يذكر في أي أنجيل ! .. ولكن في الأنجيل لا توجد أي آية تشير الى الجهاد بمفهومه المتداول / والذي سأوضحه لاحقا ، فهل من المعقول مفكر بهذا القدر من المستوى الفكري والدراسي أن يختلق أية حسب هواه !! / وشخصيا أنا سردت سيرته الذاتية وذلك حتى أبين أن هكذا أخطاء لا يقع بها شخص بهذا الحجم من الثقافة والفكر ، كذلك من الممكن لأي شخص أن يتصفح الأنجيل ، وعندما لم يعثرعلى هكذا آية فبماذا سينعت الدكتور زيدان ! ، وفي موقع / دعوة للجميع ، يوضح النوع المتميز والخاص للجهاد في المسيحية ( ولقد ربط الكتاب المقدس الجهاد في المسيحية بالإيمان وحياة القداسة والطهارة والحب لكل الناس حتى الأعداء . إن الجهاد في المسيحية معناه الجهاد ضد الخطيئة . لا يوجد في المسيحية أي نوع آخر من الجهاد سوى الجهاد ضد الأثم وضد شهوات الجسد والكراهية والبغض والحقد والحسد والزنى والذم في الآخرين والقتل والأضطهاد . إنه الجهاد الذي يصل بالانسان إلى حياة الألتصاق بالله والحب والنقاء والصفاء والسلام الكامل الداخلي مع الله والناس ) ، ويقول المسيح حول الجهد في المسيرة الحياتية بأنجيل ( لوقا 13: 24) : “ ابْذِلُوا الْجَهْدَ لِلدُّخُولِ مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ ، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَسْعَوْنَ إِلَى الدُّخُولِ ، فَلاَ يَتَمَكَّنُونَ” ، ويقول أثناء محاكمته في إنجيل يوحنا 8: 35-36)1 ) “فَقَالَ بِيلاَطُسُ : “ وَهَلْ أَنَا يَهُودِيٌّ ؟ إِنَّ أُمَّتَكَ وَرُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ سَلَّمُوكَ إِلَيَّ . مَاذَا فَعَلْتَ؟” أَجَابَ يَسُوعُ : “ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ . وَلَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ ، لَكَانَ حُرَّاسِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ . أَمَّا الآنَ فَمَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا”. ، وهنا يؤكد المسيح ان مملكته ليست دنيوية بل سماوية ، أي بمعنى " لا جنود ولا قوم ولا أتباع يجاهدون في سبيله لتخليصه من الصلب ! " ، أما تلامذته ورسله فهم مبشرون برسالته والتي تقوم على أساس : المحبة ، حيث يقول المسيح بهذا الشأن في إنجيل يوحنا 13: 34)  وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ : أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا . كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا ) ، وفيما بعد في رسائل تلامذة المسيح بعد صعوده للسماء ، لم يكن هناك أي نوع أو أيحاء من الجهاد الدموي ، وهذا ما ذكره بطرس في رسالته الثانية3: 14)  ) “ فَبَيْنَمَا تَنْتَظِرُونَ إِتْمَامَ هَذَا الْوَعْدِ ، أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ ، اجْتَهِدُوا أَنْ يَجِدَكُمُ الرَّبُّ فِي سَلاَمٍ ، خَالِينَ مِنَ الدَّنَسِ وَالْعَيْبِ ”. وبطرس نفسه كان قد قطع أذن " ملخس " أثناء تسليم المسيح للحراس .. ، ولكن المسيح لم يوافق على هذا وأعادها ، وهذا ما نص عليه في أنجيل لوقا 22:47-5 : فَلَمَّا رَأَى الذِينَ حَوْلَهُ مَا يَكُونُ ، قَالُوا : يَا رَبُّ ، أَنَضْرِبُ بِالسَّيْفِ ؟ وَضَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَبْدَ رَئِيسِ الكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ اليُمْنَى . فَقَالَ يَسُوعُ : دَعُوا إِلَى هذَا ! وَلَمَسَ أُذْنَهُ َأَبْرَأَهَا " .                                                                                                              الجهاد في الأسلام :                                                                                                                    بينما الجهاد في الأسلام ، هو سيف ودماء وصراع وقتل وسبي ! ، وسوف أعرض بعض التفاصيل عن الجهاد من أجل أن يلاحظ القارئ الفرق بين الجهاد في المسيحية - والذي هو أيمان وعطاء ومحبة ، بينما في الأسلام - هو معركة دموية من أجل الغنائم والسبايا – منافع دنيوية ! ، ومن موقع / الأسلام سؤال والجواب ، أنقل التالي بأختصار" لفظ ( الجهاد ) ورد في القرآن في واحد وأربعين موضعاً ، ورد في سبعة وعشرين موضعاً بصيغة الفعل ، من ذلك قوله ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين / سورة التوبة 73 ) ، وورد بصيغة الاسم في أربعة عشر موضعاً ، من ذلك قوله ( أن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي / الممتحنة :1 ) " ، والجهاد في القرآن ورد على ثلاثة معان:  الأول - بمعنى الجهاد بالقول ، من ذلك قوله ( وجاهدهم به جهادا كبيرا / سورة الفرقان 52 ) ، الثاني - الجهاد بالقوة ، من ذلك قوله ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما / سورة النساء 95 ) ، الثالث - الجهاد بالعمل الصالح ، من ذلك قوله ( ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه / سورة العنكبوت 6 ) .                                  الختام :                                                                                                                                كان من المفروض بالدكتور يوسف زيدان أن لا يرتكب هذه الخطأ العقائدي غير المبرر بحق المسيحية ، والذي أحتسب عليه كفيلسوف ومفكر له وزنه في الساحة الفكرية ، وكان عليه / لو فرضنا جدلا قبول الجهاد كنص في المسيحية ، أن يبين على أقل تقدير الفرق بين الجهاد في المسيحية والأسلام ، خاصة لأن هذا الأمر سيجرنا الى أنواع أخرى من الجهاد ك " جهاد النكاح " لأمتاع المقاتلين ، وأول ما ظهر في سوريا ( دعوة النساء الى التوجه الى الاراضي السورية من اجل ممارسة النكاح لأمتاع المقاتلين في سوريا ضد نظام بشار الاسد لساعات قليلة بعقود زواج شفهية من اجل تشجيعهم على القتال ضد نظام الاسد / نقل من موقع / أهل القرآن  ) ، وكذلك لم يتكلم عن السبايا الذي يحدث من جراء الجهاد ( بعد أن أذنَ الله بالجهاد للمسلمين وفرض عليهم قتال من يعاديهم بالسيف ، كان لا بدَّ أن ينتج عن الغزوات التي دارت بين المسلمين والمشركين أسرى وغنائم وغير ذلك ، ومن هنا جاءَ مصطلح السبي والذي يعني الأسر ، والسبي من السباء ، فيُقال سبى العدو سبيًا أي أسره ، ويكون السبي غالبًا للنساء والولدان ، فالرجال في غالب الحال يموتون أثناء القتال ولا يصبحون إماء عند أسرهم ، بينما النساء يصبحن سبايا أي إماء . نقل من موقع / سطور ) ، فهل في معارك المسيحيين في الغرب سبايا ! . أخيرا أرى أنه بالرغم من ان د . زيدان معروف بأنتقاده للمؤسسة الدينية الأسلامية ، ولكنه دوما ما يحشر بأدخال المسيحية بما ليس من عقائدها ! ، أي أنه يسوق أفكاره عن طريق زج الأخرين بطروحاته ، من أجل أرضاء شيوخ المسلمين ، وهو بهذا يحيد عن الدقة الأكاديمية . والذي يجعله متمكنا من طروحاته ، أنه يمثل أحد رجال السلطة في مصر ، فقد جاء في موقع / فهرس ، التالي " أُشتهر يوسف زيدان عن طريق الإعلام المصري ، حيث يُعتبر من الشخصيات البارزة التي يتناوب الإعلام على عقد لقاءات صحفية لمُناقشته في الجانب السياسي وكذلك الأدبي في الوسط المصري ، وزادت شهرته بعد تسلم الرئيس السيسي زمام الأمور في جمهورية مصر العربية . " ، أضافة الى ذلك لا يجابهه أي أحد ، وذلك بسبب الهوان والضعف التي تمر به المؤسسة الدينية للأقباط في مصر ، متمثلة بالبابا تواضروس ! .
   

230
                                     أضاءة فكرية لأنبياء موتى ونبي حي !!
الموضوع :                                                                                                                               في العقائد الدينية هناك محور قد يغيب عن ذهن البعض ، او قد يتجاهله البعض الأخر ، وهو حقيقة أنبياء / رسل ، أموات ووجود نبي حي ! ، نعم بعض الكتب تشير الى وجود أنبياء أحياء ، ومنها كتب الموروث الأسلامي ، فقد جاء في كتاب تبرئة الذمة فى نصح الأمة - للأمام محمدعثمان عبده البرهانى ، التالي : ( أن الأنبياء أدريس ، الخضر ، ألياس وعيسى ، هم أنبياء أحياء ) ، ولكن كنبي وله رسالة وأتباع فقط المسيح هو الحي ، وذلك بأعتراف أغلب الكتب ، التي تؤكد أن المسيح قام من بين الأموات وهو حي ، ففي موقع / الانبا تكلا هيمانوت ، أنقل التالي عن قيامة المسيح بعد الموت ، فقد ورد في سفر هوشع النبي (( " هَلُم نرجع إلى الرب لأنه هو افتَرَس فيشفينا، ضَرَب فيجْبرنا. يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يُقيمنا فنحيا أمامه " (هو 6: 1، 2). والعجيب في هذه النبوة أنها قد أشارت إلى أن القيامة ستحدث في أول اليوم الثالث ، لأنها تقول "بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه " ، بمعنى أن اليوم الثالث لم يكتمل ، بل القيامة بعد يومين : أي بعد اكتمال يومين وفي بداية اليوم الثالث تحدث القيامة )) ، وكذلك تحدثت المزامير وبعض الأسفار عن قيامة المسيح ، منها ما ذكر في موقع / المعرفة ، ك ( مزمور 16: 10، ومزمور 30:  3 ، ومزمور 41: 10 ، ومزمور 118:   17، وسِفر هوشع 6 : ) ، كما وردت الكثير من الأيات القرأنية التي تؤيد أن المسيح حي منها الأيات التالية :    { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا . بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا  . / سورة النساء ، الآيتان : 157 ، 158 } ، و قوله تعالى (... إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذِينَ كَفَرُوا ...) سورة النساء من الآية 55 ، وفي الموقع الأسلامي المعروف / أسلام ويب ، يؤكد بأنفراد المسيح بهذه الصفة ، حيث يبين التالي ( فجميع الأنبياء عليهم السلام قد ماتوا إلا عيسى عليه السلام ، فقد رفعه الله إلى السماء حيا وسينزل إلى الأرض ، وسيموت ، ويصلي عليه المسلمون ) ، أما قيامة المسيح من بين الأموات فحسب العقيدة المسيحية مؤكدة وفق الأناجيل ، وأورد ملخصا لها من أنجيل لوقا : لوقا 24: 1 – 12 ( وجِئنَ عِندَ فَجرِ الأحَدِ إلى القَبرِ وهُنَّ يَحمِلْنَ الطِّيبَ الّذي هَيَّأنَهُ. فوَجَدْنَ الحجَرَ مُدَحرَجًا عَنِ القَبرِ. فدَخَلْنَ ، فما وَجَدْنَ جسَدَ الرَّبِّ يَسوعَ . وبَينَما هُنَّ في حَيرَةٍ ، ظهَرَ لَهُنَّ رَجُلانِ علَيهِما ثِـيابٌ بَرّاقَةٌ ، فاَرتَعَبْنَ ونكَّسنَ وجُوهَهُنَّ نحوَ الأرضِ ، فقالَ لهُنَّ الرَّجُلانِ : لِماذا تَطلُبْنَ الحَيَّ بَينَ الأمواتِ ؟ ما هوَ هُنا ، بل قامَ . أُذكُرنَ كلامَهُ لَكُنَّ وهوَ في الجَليلِ ، حينَ قالَ : يَجبُ أنْ يُسلَّمَ اَبنُ الإنسانِ إلى أيدي الخاطِئينَ ويُصلَبَ ، وفي اليومِ الثّـالِثِ يَقومُ .. ) .

القراءة :
     ليس المراد من هذا المقال غاية عقائدية محددة أو الدفع نحو المسيحية أو غرض أخر كتفضيل كفة دين على أخر ! وذلك لأن هذا ليس من نهجي العلمي و العقلاني ، ولكن المقال هو مجرد أضاءة من الضروري طرحها ، وقد أخذت كمثال الرسول محمد !! ، كرسول ميت / على أعتبار أن الأسلام ثاني أكبر ديانة في العالم :

1 . مما سبق في أعلاه ، يتبين لنا وبشهادات موثقة / ومن مصادر مختلفة ، من أن المسيح هو الحي الوحيد ! ، والتساؤل هنا أن الله كان يخاطب الأنبياء والرسل وهم أحياء ، ولكن حين توفوا ، لم يعد الله مخاطبا أياهم لأنهم أموات ، والله لا يخاطب الموتى ! ، فهل هذا يعني أن الرسالة أو الدعوة أنتهت ! هذا تساؤل ! ، وهذا يذكرني ، من جانب أخر ، بخطبة أبي بكر الصديق حين وفاة محمد في ضحى يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة ، وقد كان عمره حين وفاته ثلاث وستين سنة ، حيث قال أبو بكر الصديق ( من كان يعبد محمداً فان محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لايموت ) .                                                                                                                            أرى أن الخطبة دلالة واضحة على أن محمدا كان يعبد دون الله ! وألا لم الصديق قال هذا بعد وفاته ! ، كما أنها دليل على العودة لعبادة الله الواحد وليس عبادة رسول ميت  قد أنتهت دعوته ! ، وأخيرا الصديق يعلن أنتهاء عهد محمد ! .

2 .  ومحمد  / قبل مماته ، بذاته لم يوصي أحدا أو يخلف أحدا بتكملة رسالته ، فهو مات والصحابة في سقيفة بني ساعدة – لثلاثة أيام وهو مسجي في بيت عائشة بنت أبي بكر / في ذلك الصيف ، والصحابة يتنافسون بل يتصارعون على السلطة والحكم من بعده ! ، هذا من جانب ، أما المسيح ، فبعد قيامته أوصى تلامذته / الحوارين ، بنشر الرسالة فقد جاء في أنجيل متى 28 / 18-20 .. التالي ( 18 فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً : « دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ19 فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ . 20  وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ . وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْر ِ». آمِينَ ) .                                                                                                فهنا تأكيد على تكملة الرسالة من قبل تلامذته هذا أولا ، وهناك تأكيد أخر وهو الأهم حيث قال لهم " وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْر " ، وهذا أمر واضح على الأستمرارية والديمومة والحياة للمسيح وكلامه موجها الى رسله .

3 . الجانب الأهم أن الرسل الموتى / محمد ، لم يعهد بالرسالة لمن بعده ، بل أورث سلطة وحكم لمن بعده ، ولم يورث أي سلطة روحية أو معتقدية ، لأن أثر الدعوة كانت وسيلة للحكم ، فبعد موت الرسول ، تأسست دولة ، وأنشأ حكم وسلطة ، تحت مظلة الأسلام ، وسخر لها الحكام رجال ثبتوا السلطة بأسم الدين ، وهؤلاء / الرجال والشيوخ والفقهاء والعلماء .. ، أطلق عليهم " وعاظ السلاطين " وفق ما سماهم به خالد الذكر د . علي الوردي ، فهم يأتمرون بحكم السلطان ، ويقرون أن حرام السلطان حرام وحلال السلطان حلال ، فهم يكيفون الأمور وفق سلطة ورأي ومزاج ورؤى الحاكم ! حتى وأن خالفت سياساته ثوابت الدين ، فرجاله يجتهدون / فتاوى ، ليجدوا لها مخرجا ! .

خاتمة :
* أن المسيحية كعقيدة وكنيسة ورجال ، في تطور شفاف ، خاصة رجال الكنيسة فهم في نقد دائم ، من أجل تقويم بعض الممارسات ، أضافة الى مد الجسور فيما بين الطوائف !! ، مع أعطاء تفاسير حداثوية لبعض المفاهيم والمعتقدات .                                                                                                                  * لهذا أرى أن كتب الرسل الأموات / ومنها القرأن ، قابلة أيضا للتحديث والتنقيح والتقويم ، بما يتفق والظروف الزمانية والمكانية والقيم المجتمعية ! ، خاصة أذا خالفت هذه الكتب القوانين الأنسانية الحالية !! ، أن التغيير بأي نصوص بما يخدم المسيرة البشرية ، يجعل من هذه الكتب أن تحافظ على ما تبقى بها من الثوابت الأساسية ! .   

231
                                                                                                 محمد والأسلام .. اللغز
           
1  .  لم يكن مصيبا أبو بكر الصديق عندما قال غداة وفاة رسول الأسلام ، ضحى يوم الاثنين ربيع الأول سنة 11 هـ ، الموافق 8 يونيو سنة 632 م وقد تّم له ثلاث وستون سنة : " ألا من كان يعبد محمدًا ، فإنّ محمدًا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت " ، وذلك لأن محمدا هو المحور الرئيسي ل " الله والأسلام والمسلمين " ، في تلك الحقبة ، وما يزال كذلك / الأن ، في عهد التطرف الديني السلفي والوهابي والمقترن فيما بعد بأنتشار المنظمات الأرهابية الأسلامية التي تنهج نهج الرسول والصحابة والسلف في ثقافة القتل ، والحديث التالي أبلغ مثال ( حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا .. عن أنس بن مالك أن رهطا من عكل أو قال عرينة ولا أعلمه إلا قال من عكل قدمواالمدينة فأمر لهم النبي بلقاح وأمرهم أن يخرجوا فيشربوا من أبوالها وألبانها فشربوا حتى إذا برئوا قتلوا الراعي واستاقوا النعم فبلغ ذلك النبي غدوة فبعث الطلب في إثرهم فما ارتفع النهار حتى جيء بهم فأمر بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم فألقوابالحرة يستسقون فلا يسقون  قال أبو قلابة هؤلاء قوم سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله ) ، فهم أنتجوا مفهوما معتقديا جديدا مهيمن عليه الرسول سيرة وسننا وسلوكا وأحاديثا ، ويمكن القول أيضا ، أن محمدا في أخر دعوته أنتج ولادة جديدة لمفهوم الله والأسلام والمسلمين الكل معا ! .

 2 . من ناحية أخرى ، أني أرى أن رسول الأسلام طور مفهوما جديدا للذات الألهية بالتحديد ، فبعد أن كان الله متبوعا كأله أصبح تابعا أو ملحقا للرسول !! ، منفذا لأهوائه ، فعائشة بنت أبي بكر ، الزوجة المقربة للرسول ، والتي روت الكثير من الأحاديث عنه ، قالت هذا / في واقعة وهب النساء أنفسهن للرسول ! والتي على أثرها نزلت الأية التالية لتبرر هذه الواقعة فعلا (  تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ / الأحزاب:51  ) ، حيث قالت عائشة للرسول : " ما أرى ربك إلا يسارع في هواك " !! ، وقد ذكرت الواقعة في صحيح البخاري » كتاب النكاح » باب هل للمرأة أن تهب نفسها لأحد ، نسرد الحديث التالي الذي يشير للواقعة المذكورة انفا : حدثنا محمد بن سلام حدثنا ابن فضيل حدثنا هشام عن أبيه قال : كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهن للنبي فقالت عائشة : أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل فلما نزلت ترجئ من تشاء منهن قلت يا رسول الله " ما أرى ربك إلا يسارع في هواك " . 
3 . وكذلك الأمر عندما رأى الرسول زينب بنت جحش / أبنة عمته وزوجة أبنه بالتبني زيد بن محمد ، وهي في عجلة في لبس ثوبها ! ، فوقعت في هواه ، والواقعة مروية في طبقات بن سعد ، وفي تاريخ الطبري :  ( وعن محمد بن يحيي بن حبّان قال : جاء رسول الله بيت زيد بن حارثة يطلبه ، فيقول : أين زيد ؟. وتقوم إليه زينب زوجته فُضلاً فأعرض رسول الله عنها فقالت : ليس هو هاهنا يا رسول الله فادخل بأبي أنت وأمي . فأبى رسول الله أن يدخل وإنما عجلت زينب أن تلبس لما قيل لها رسول الله على الباب ، فوثبت عجلى فأعجبت رسول الله . فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يُفهم منه إلا ربما أعلن : سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب.. ) . وعلى أثر الواقعة تنزل أيات تأمر بألغاء التبني : ﴿ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ﴾ / سورة الأحزاب 4 ، وأخرى تؤشر زواج الرسول بزينب ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً / سورة الاحزاب37 ) . 

4 . الواقعة الأخيرة تؤطر لعدة محاور منها ، تلبية الله والوحي لأهواء الرسول ، فتنزل أيات تشرعن ألغاء التبني وتمهد طلاق زينب من زيد وتمهد لزواج الرسول من زينب ، وهذا النهج يؤشر أيضا أن محمدا ليس من يوحى أليه بل هو العملية بأجمعها ! / أي هو مصدر الوحي وهو مسطر النص ! ، والامر يقودنا الى القرأن و مفهوم " اللوح المحفوظ  " ، وتفسيرها  ، في لوح محفوظ أي : هو في الملإ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل - هذا في تفسير ابن كثير . وقال ابن القيم : وقوله  محفوظ : أكثر القراء على الجر صفة للوح ، وفيه إشارة إلى أن الشياطين لا يمكنهم التنزّل به لأن محله محفوظ أن يصلوا إليه ، وهو في نفسه محفوظ أن يقْدِر الشيطان على الزيادة فيه والنقصان .                                                                                      * والتساؤل هنا هل أن واقعة زينب بنت جحش وطلاقها من زيد وألغاء التبني ومن ثم زواجها من الرسول وكل الأيات السابقة الذكر المتعلقة بهذا الصدد كانت منذ الأزل في اللوح المحفوظ عند الله !! .   

5 . أرى أنه هناك تبادل بالأدوار بين رب محمد ومحمد نفسه ، فبينما هناك نصوص تؤشر لنوع من تقبل وأعتراف  للأخر ك (  نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ /  (3)سورة آل عمران ) و ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون / َ (82)سورة المائدة ) . ولكن كل هذه النصوص تغيرت حسب تغير قوة وسلطة ومركز محمد القبلي ، فالأمر أصبح لدى محمد مسألة وجود وسلطة ، فضرب كل ما قيل من نصوص وأحاديث جانبا ، وأظهر وجه الحقيقي تحت مظلة سيفه ، وهذا متمثل بالحديث التالي ( وعَن ابن عُمَر  عنْهَما، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ مُتفقٌ عليه . ) . وختم الأمر بألغاء كل المعتقدات نقطة رأس السطر ، ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 سورة أل عمران ) .                                                                           
وأعتقد أن الأية السابقة هي نهاية وختام كل التناقضات النصية في الموروث الأسلامي في الحقبة المحمدية !  .
 اللغز :
الله ومحمد في الأسلام ، من هو العابد ومن هو المعبود ! ، ومن هو التابع ومن هو المتبوع ! ، ومن هو الأمر ومن هو المأمور ! ، أهناك تبادل في الأدوار ! ، ولم هناك أنقلاب وتغيير في مفاهيم النص القرأني ! وفق تطور الأحداث وتغيير مراكز القوى ! ، ولم الوحي أختلف نهجه في مراحله المختلفة ! ، ولم فتر الوحي بعد موت ورقة بن نوفل ! ، حتى دفع الرسول للأنتحار ! ، وما علاقة ورقة بالوحي ! نعم كان هناك دورا لورقة بالدعوة المحمدية ، ولكن هل كان ورقة في حقبة معينة هو الوحي ! .
اللغز هو أعتبار الله أن الدين عنده هو الأسلام ، وعلوه على باقي المعتقدات ، والباقى كفرة أن لم يدخلوا الأسلام ، ناسيا أو متناسيا أو غافلا أنه القائل ( لا أكراه بالدين / 256  سورة البقرة ) ، ولم فضل الله المسلمين كعباد على كل البشر ! ، علما أن محمدا نفسه قال ( الناس مستوون كأسنان المشط ليس لأحد على أحد فضل إلا بتقوى الله ) ، من جانب أخر كيف لله وهو " العادل " ، أن يكون لاغيا لباقي المعتقدات ، وكيف يكون الله ناكرا لعباده من اليهود والمسيحيين والصابئة و... وهم يعبدوه ! ، اللغز المحير أنه ليس من حدود واضحة بل هناك تداخل عميق بين الله ومحمد !! .
أني أرى أن محمدا خطف الله / في بعض المراحل ، وأصبح رهينة عنده ، وأقام محمد بوحيه برسم نهج معتقد الأسلام  بنسخته المحمدية الشخصية المحدثة ، وهكذا تعامل من تبعه من خلفاء وأمراء بالدين وفقا لمقتضيات الظروف الزمانية والمكانية بما تضم من واقع مجتمعي بكل متغيراته المستقبلية الفكرية والفقهية ، مع الأخذ بنظر الأعتبارتبدل الأحداث السياسية والسلطوية ، ومن ثم أنتجوا هولاء الحكام أسلاما أخرا وفق منظورهم الدنيوي ويتماشى مع مصلحة النظام
والحكم والسلطة !! . 


232



                                                          قراءة في سورة الرحمن

سأتناول في هذا البحث المختصر .. بعضا من أيات سورة الرحمن / " الرَّحْمَٰنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنسَانَ  (3)علمه البيان (4) " .. ، وسأسرد بعض التفاسير لها ، من ثم سأعرض قراءتي الخاصة لبعض للأيات المختارة .

النص :
في التالي بعضا من التفاسير لسورة الرحمن ، سأسردها على سبيل المثال وليس الحصر :
1 . وفق تفسير بن كثير ، أبين التالي / أنقله بأختصار (( يخبرنا الله تعالى عن فضله ورحمته بخلقه أنه أنزل على عباده القرآن ويسر حفظه وفهمه على من رحمه ، فقال الله تعالى " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان " ، قال الحسن يعني النطق ، وقال الضحاك وقتادة وغيرهما يعني الخير والشر وقول الحسن ههنا أحسن وأقوى لأن السياق في تعليمه تعالى القرآن وهو أداء تلاوته وإنما يكون ذلك بتيسير النطق على الخلق وتسهيل خروج الحروف من مواضعها من الحلق واللسان والشفتين على اختلاف مخارجها وأنواعها .. )) .                                                                                                                                                                  2 . أما من تفسير الطبري ، أبين التالي ((  ص  138/ سورة الرحمن مكية كلها في قول الحسن وعروة بن الزبير وعكرمة  وعطاء وجابر .. ، وقال ابن مسعود ومقاتل:  هي مدنية كلها . والقول الأول أصح لما روى عروة بن الزبير قال : أول من جهر بالقرآن بمكة بعد النبي ابن مسعود : وذلك أن الصحابة قالوا : ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر به قط ، فمن رجل يسمعهموه ؟ فقال ابن مسعود : أنا ، فقالوا : إنا نخشى عليك ، وإنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه ، فأبى ثم قام عند المقام فقال : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) الرحمن علم القرآن ثم تمادى رافعا بها صوته وقريش في أنديتها ، فتأملوا وقالوا : ما يقول ابن أم عبد ؟ قالوا : هو يقول الذي يزعم محمد أنه أنزل عليه ، ثم ضربوه حتى أثروا في وجهه . وصح أن النبي قام يصلي الصبح بنخلة ، فقرأ سورة ( الرحمن ) ومر النفر من الجن فآمنوا به ، وفي الترمذي عن جابر قال : خرج رسول الله على أصحابه [ ص: 139 ] فقرأ عليهم سورة ( الرحمن ) من أولها إلى آخرها فسكتوا ، فقال : لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت على قوله : فبأي آلاء ربكما تكذبان قالوا : لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد قال : هذا حديث غريب . وفي هذا دليل على أنها مكية والله أعلم .. )) .
3 . أما في موقع / الدعوة المهدية العالمية ، أعرض التالي / نقل بأختصار (( " فأما البيان لقول الله تعالى:  الرَّحْمَـٰنُ ( 1 ) عَلَّمَ الْقُرْآنَ ( 2 ) صدق الله العظيم " ، أي علّمه لمُحمد رسول الله عن طريق جبريل الأمين . وأما قول الله تعالى:  " خَلَقَ الْإِنسَانَ ( 3 ) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ( 4 ) صدق الله العظيم " ، وذلك الإنسان هو الإمام المهدي خلقه الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور حتى إذا بلغ أشده علّمه البيان للقرآن وأن الشمس والقمر بحسبان وعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون لا أنتم ولا آباؤكم الأقدمون ولكل دعوى برهان ، وذلك لأن مُعلّم الإمام المهدي هو الرحمن بوحي التفهيم .. )) .
القراءة                                                                                                                                            أولا - المفسرون عامة ليس لديهم من أجماع على تفسير مما ورد في الأيات أعلاه !! ، وكل مفسر يفسر الأية من وجهة نظره ! ومن فهمه للأية ، فالمفسرون الذين أوردهم أبن كثير / في الفقرة 1 أنفا ، يركزون على مفهوم " النطق على الخلق و تسهيل خروج الحروف من مواضعها من الحلق واللسان والشفتين على اختلاف مخارجها وأنواعها " كالحسن ، أما الضحاك وقتادة وغيرهما ركزا على أن تفسيرهما للأيات يذهب بأتجاه وهو منحى " الخير والشر " .                                                                                                    ثانيا - اما في تفسير  الطبري /  في الفقرة 2 أنفا ، فقد أختلف المفسرون في هل " أن سورة الرحمن مكية أو مدنية ! " ففي قول الحسن وعروة بن الزبير وعكرمة  وعطاء وجابر قالا أنها مكية ، أما ابن مسعود ومقاتل : فقالا أنها مدنية ! ، ولكن الغريب بالأمر ، أن الرسول قرأ السورة على الجن ، ولاقت أستحسانا أكثر من البشر ! .                                                                                               * والسؤال هنا : هل للرسول أتصال مع الجن ! ، وكيف يكون رد فعل الجن أفضل من البشر ! ، وهل معشر الجن قد أسلموا على يد الرسول ! ، وهل يعني هذا ضمنا أن رسالة محمد موجهة لمعشر الجن ! ، وهل معشر الجن في حاجة الى هداية ! ، وهل هذه الأية تفسر وفق السياق التأويلي لسورة يونس : "  قال الكافرون إن هذا لساحر مبين ( ( 2  " ، ففي تفسير الطبري / أنقله بأختصار - ( إن هذا لسحر مبين ، بمعنى : إن هذا الذي جئتنا به - يعنون القرآن - لسحر مبين ، وقرأ ذلك مسروق وسعيد بن جبير ، وجماعة من قراء الكوفيين : إن هذا لساحر مبين .. ) كل هذه مجرد تساؤلات !! .                                                                                                                                          ثالثا - أما في موقع الدعوة المهدية العالمية / في الفقرة 3 أنفا ، فيذهب المفسر الى منحى أخر ، حيث يبين " أن الرحمن علم محمد القرأن " وأني أرى / وفق العقيدة الأسلامية ، كان الأولى القول " الرحمن أنزل على محمد القرأن " ، ومن جانب اخر ، أن النص القرأني لم يذكر محمدا بالأسم ! ، ثم يكمل بأن قول " خَلَقَ الْإِنسَانَ ( 3 ) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ( 4 ) " ، المقصود به هو " الإمام المهدي " ، وهذا الأمر هو خارج بنية وقصد النص ! ، ويزيد المفسر بأن المهدي مخلوق في قدره في الكتاب المسطور ، أي موجود من الأزل ، وهذه أشكالية لا يمكن فهمها ولا يمكن قبولها عقليا !! .                                                                          رابعا - وفي سياق أخر ، لو أخذنا الأية التالية (  إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون   ( / 9 سورة الحجر ، وتفسيرها حسب الجلالين ، التالي " { إنا نحن } تأكيد لاسم إن أو فصل { نزلنا الذكر } القرآن { وإنا له لحافظون } من التبديل والتحريف والزيادة والنقص " . شخصيا ارى نوعا من التضادد في مفهوم الأيتين / الرحمن والحجر ، لأن أية الرحمن عامة تتكلم عن ( أن الرحمن يعلم الانسان / بغض النظر عن هذا الأنسان ! ) ، بينما في سورة الحجر ، أن ( الله هو الذي أنزل القرأن وهو الرقيب والحافظ له من التبديل والتحريف ) ، وأرى أيضا وجود خلاف في بنية النص بين الأيتين ! / الله في سورة الرحمن يعلم القرأن بينما الله في سورة الحجر حافظ  و رقيب للقرأن .                                                                                                    خامسا - في سورة الرحمن هناك تضادد أيضا في الأسبقيات ، حيث أن عملية " التعليم " سبقت عملية " خلق " الأنسان ! ، والمفروض أن " تسبق عملية خلق الأنسان عملية التعليم " ، فكيف يكون هناك " تعليم " وليس من بشر على الأرض ! ، وهذه خطأ ليس لغوي بل أنه خطأ معرفي ! ، وهذه أشكالية في بنية النص ! .                                               سادسا – أما لو تناولنا الأيتان " خَلَقَ الْإِنسَانَ ( 3 ) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ( 4 ) " / سورة الحجر ، فيقول الرحمن .. خلق الأنسان ، علمه البيان ، ومعنى البيان ، وفق موقع / قاموس المعاني ، الحجة والمنطق الفصيح والبلاغة وحقيقة الحال ، أما وفق موقع / صباح الخير ، فتاتي بمعنى الظهور والأشراق والوضوح ، ولا أرى شخصيا أن لله مهام تربوية وأخرى لغوية يعلمها للأنسان ! .
خاتمة : 
يبقى تفسير المفسرين / معظمه ، غير مستندا على قرائن أو سند ، فالمفسرون يدلون بدلوهم كأي فرد من أفراد البشر ، فهم يصيبون ويخطأون ، ويتأثر منهجهم التفسيري بالوسط الأجتماعي والثقافي والسلطوي ، والسياسي بشكل خاص !! ، أضافة لكل هذا " أنعكاس العقيدة المذهبية على المفسر ! " ، لذا تلاحظ هذا الخلاف والأختلاف والتضادد بين هذا المفسر وذاك في تفسير الموروث الأسلامي .

233
                                  قراءة في تكرار أسمي المسيح والعذراء مريم في القرآن
 تمهيد :                                                                                                                                بعيدا - عن لغة كتابة القرأن ، وعن تأثير ودور اللغة السريانية في كتابة القرأن في وضعه البدائي الأولي ، وعن أنه كتب في بداياته دون تنقيط وتحريك وتشكيل ، وبعيدا عن الناسخ والمنسوخ ، وعن توظيف الأسرائيليات في النص القراني ، وعن تداخل الأحاديث النبوية مع النص القرأني ، وعن قواعد ونحو توظيف الضمائر في التخاطب بالآيات ..                     وددت في هذا البحث المختصر الغور في تكرار ذكر بعض الأسماء بالقرأن / منها المسيح والعذراء مريم ، دون أسماء أخرى / منها محمد نبي الأسلام وفاطمة أبنته ، التي كان من المفروض لهذين الأسمين هما اللذان يذكران بهذا الكم من التكرار .. لأجله نويت أن أدلو بدلوي في هذا الصدد .
الموضوع :                                                                                                                                  * ذكر أسم محمد نبي الأسلام في القرأن أربع مرات فقط لا غير ، فقد ذكر في التالية ( الآية 144 من سورة آل عمران.  في الآية 40 من سورة الأحزاب . في الآية 2 من سورة محمد . في الآية 29 من سورة الفتح . / نقل من موقع / مركز الأشعاع الأسلامي ) ..                                                                                                                       * أما أسم فاطمة بنت محمد فلم يذكر أسمها على الأطلاق . البعض علل ذلك بما يلي ( أن الأسماء قد تكون عرضة للتحريف والتزوير والتبديل وبخاصة من قبل الأعداء والموتورين والحاسدين، وبذلك إن عدم ذكر الأسماء صراحة قد يكون من أساليب حفظ وصيانة القرآن من التحريف على قاعدة : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون . موقع / مكتبة العتبة الحسينية المقدسة ) ..                                                                                                 ولكن كل ما ذكر هو تبرير غير مقنع لعدم ذكر أسم فاطمة بنت محمد رسول الأسلام في النص القرآني ! .                                                                                                         * أما أسم يسوع المسيح ، فقد ذكر في القرأن 25 مرة ، وبمفردات مختلفة منها مضافة الى صفة أخرى ، وكما يلي (( ورد لفظ عيسى فقط في القرآن الكريم 9 مرات خلال  9 آيات . ورد لفظ عيسى ابن مريم 13 مرة خلال 13 آية . ورد لفظ المسيح عيسى بن مريم 3 مرات خلال 3 آيات فيكون مجموع لفظ عيسى في القرآن الكريم : (9 + 13 + 3 = 25) مرة خلال 25 آية قرآنية . / نقل من الموقع التالي alargam.com/adum/6.htm )) .                          * أخيرا أن أسم العذراء مريم هو الأكثر تكرارا في القرآن ، فقد سميت سورة كاملة في القرآن بأسمها ، وهي السورة الوحيدة التي سُميت باسم امرأة ، كذلك تعد مريم العذراء هي السيدة الوحيدة التي ذُكرت باسمها صراحة في القرآن ، مما يُظهر ذلك عظم قدرها في الإسلام .. فقد ورد اسم السيدة مريم صراحة في القرآن 34 مرة : - 23 مرة مقرونا باسم ابنها: { ابْنُ مَرْيَمَ }16 .  مرات بصيغة {الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ }3 .  مرات بصيغة { عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ } 13 . مرة بصيغة { عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ } . 7 مرات ورد اسمها الصريح مقرونا باسم ابنها غير الصريح . 5 مرات بصيغة {الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ  . 7 مرات بصيغة : { ابْنُ مَرْيَمَ } . كما ورد اسمها الصريح من غير أن يقرن باسم ابنها 11 مرة . 5 مرات مقرونا بياء المنادى { يَا مَرْيَمُ } . 6 مرات من غير أن يقرن بياء المنادى: { مَرْيَمَ }. وهذا في:31 آية من آيات القرآن الكريم . / نقلت المادة بتصرف وبأختصار من موقع / تطبيق الشيعة الأشمل .

القراءة :                                                                                                                                           أولا - هناك أشارات وتساؤلات يرسلها كاتب / كتبة ، القرأن ، بهذا التكرار !! وهي تتضمن قدسية خاصة للمسيح والعذراء أمه في القرآن ، دون غيرهما !! ، وهذا يجعلنا أن نتسائل مرة أخرى : لم هذا التركيز على هذه الأسماء / المسيح والعذراء مريم ، بالتحديد ، التي لا تمتا بأي نسب لصاحب القرأن بأي صلة ! ، وهذا التركيز في التكرار ليس له من علاقة أو أي أرتباط أيضا بالأية التالية / مثلا ، التي تؤكد على مصداقية التوراة والأنجيل ( الم - اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ - نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ - مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ [آل عمران: 1 - 4] ) ، أو بالأية التالية ( وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46)/ سورة المائدة ) ، والتي تؤكد علي أتباع المسيح ، وبخصوص تفسير الآية فقد جاء في تفسير الطبري ، ما يلي : ( قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله:  وقفينا على آثارهم "، أتبعنا .. ) .                                                                                                                                       * أني أرى أن هذا التكرار له غرضا معينا بعيدا عن مسألة التكريم والاعتراف والمصداقية ! ، لأنه أعمق من هذه المضامين بكثير ، وكل هذه المؤشرات يسأل عنها واضع نصوص القرأن الفعلي ، وما هو الغرض من هذا التكرار ! ، والاجابة في هذا الشأن شبه مستحيلة ! ، لمجهولية من وضع / وضعوا ، النص القرآني تحديدا ! .                                                                                                       

ثانيا - من المنطق أن نتسائل هل أن محمدا هو الناقل الوحيد لكل الآيات الى مدوني القرآن ! ، وهل هناك مصدر ثان للنص القرآني غير محمد ! ، خاصة أذا آمنا أن محمدا كان أميا حقا ، أي أنه لم يكن بأستطاعته قراءة وتمحيص النصوص ، التي تكتب من قبل المدونين ! ، لأنه ليس من المنطق أن يعطي القرآن كل هذه المساحة النصية لأشخاص آخرين ، وهو بعينه يفتقدها ! ، وهل من الممكن قبول وجود ملقن أو ناقل أخر لمدوني القرآن غير محمد ! ، لأن الواقع يقول أن النص القرآني من بنيته لم يركز على صاحبه / محمدا ، سوى بذكره أربع مرات ! ..                                من جانب أخر ، نلاحظ أن رسول الأسلام أخذ يعوض هذا الأهتمام بنشر بعض الأحاديث منها : عن جابر بن عبدالله أن النبيَّ قال : (( أعطِيت خمسًا لم يُعطَهن أحدٌ قبلي : نُصِرت بالرعب مسيرة شهر ، وجُعِلت لي الأرض مسجدًا وطَهورًا ، فأيُّما رجل أدركَتْه الصلاة فليُصلِّ )) ، أو بوضع نص قرآني على أنه خاتم النبيين ( ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا  [الأحزاب:40] ) / وهي أحدى السور الأربعة التي ذكر محمدا بها ! .                                                                                                                                             

ثالثا - المثير للأنتباه أن أبنة محمد ، فاطمة الزهراء لم تذكر في القرأن أيضا ، وهي الأولى عن غيرها لكونها :          " أبنة الرسول وزوجة علي بن أبي طالب وأم الحسن والحسين ، والتي تلقب ب سيدة نساء العالمين " ، بالرغم من أن التفاسير الشيعية للأيات القرآنية تبين غير ذلك ، كقولهم في تفسير الأية التالية ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) [ سورة الأحزاب : آية ٣٣] ، وتفسر الأية وفق المذهب الشيعي كما يلي ( تشمل هذه الآية المباركة فيمن تشمل السيّدة فاطمة الزهراء (ع) بل هي محور الآية وأساسها .. لأنّها نزلت في أهل بيت النبوّة ، ولنا حديث مع أولئك الذين حاولوا إدخال البعض من غير أهل البيت في نطاق الآية ، وما يهمّنا الآن هو أنّ الزهراء معنية بهذا الخطاب الإلهي .. /  جزء من مقال لعبد المنعم حسن في موقع  https://research.rafed.net ) .                   * ولكن التفاسير الشيعية غير منطقية ولا تتصف بالمصداقية في هذا الصدد .

رابعا - هل تغير نهج القرأن ! من كتاب لمعتقد غير الأسلام / لما به من تركيز وأهتمام للمسيح وأهله ، الى كتاب للأسلام فيما بعد ، خاصة بعد موت ورقة بن نوفل ! ، وأنقطاع رافد معلوماتي وقصصي عن محمد ، هذا من جانب ومن جانب أخر كان لورقة الدور الكبير في دفع الدعوة المحمدية في بواكيرها .. والتساؤل كيف للوحي أن يفتر وكيف لنبي ان يحاول الانتحار ، بعد موت معلمه / ورقة بن نوفل ! وهذا ما جاء في حديث البخاري ، المرقم 6581 ( وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي ، فيما بلغنا ، حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال : يا محمد ، إنك رسول الله حقا . فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك ) .
                                                                                                                                                     خاتمة :                                                                                                                                          أني أرى أن واضع النص القران ترك لغزا ، بل ألغازا ، لا يمكن فك طلاسمها بهذا التكرار المقصود لهذين الأسمين تحديدا ، وذلك من أجل زرع مساحة من الحيرة والشك لدى المحللين والباحثين العقلانيين لهذه النصوص ، وليس من اليسير البت بهذا الأمر ! ، وليس من الممكن معرفة ما السبب ! وما هو المراد من هذا الوضع ، وما الهدف منه ! ، ألا أذا عرفنا شخصيات وخلفيات من كتب النصوص ، وهذا كما أسلفت يعتبر من شبه المستحيل !! .


234

                                        هل الرسول محمد .. مقدس !!  قراءة نقدية 

النص :
      التقديس هو التعظيم ، والمتعارف عليه لدى الجمهور ، أن " العظمة لله وحده " ، وليس من فرد وضعت له هالة من العظمة والرفعة والمكانة والعلو ، كمثل ما وضع لرسول الأسلام محمد بن عبد الله ، وذلك من قبل شيوخ ورجال وأتباع الأسلام ، الأمر الذي جعل المس به أو التعرض لسيرته أو لزوجاته أو تناول حياته أو شرح بعضا من أفعاله أو غزواته أو أحاديثه أو سننه ، أمرا في غاية الحساسية والخطورة بمكان ، الأمر الذي وصل الى أن التعرض للذات الألهية من الممكن التغاضي عنه ، أما محمد فأن المس به بات يعتبر من أعظم المحرمات .. حتى أمسى أن يقول أتباعه : " ألا رسول الله " !! .                                                                                                                 

القراءة :                                                                                                                                           أولا - بداية .. الرسول نفسه كان يقول عن نفسه أنه أنسان عادي لا غير ، فقد جاء في الحديث ، عن إسماعيل ابن أبي الحارث قال : حدثنا جعفر بن عون قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن أبي مسعود ، قال : أتى النبي رجل ، فكلمه ، فجعل ترعد فرائصه ، فقال له الرسول : " هون عليك ، فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد " .                                                                                                                    ثانيا - والرسول بذاته كان يوجه أصحابه بالأبتعاد عن توجيه عبارات التبجيل والتضخيم له ، فقد جاء في / موقع أسلام ويب ، التالي / نقل بتصرف : ( حديث مرفوع ) أَخْبَرَنَا الصَّالِحُ الْمُعَمَّرُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ السُّلَمِيُّ ابْنُ الْمَوَازِينِيِّ  .. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  : " لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ " ، مُتَفَقٌّ عَلَى صِحَّتِهِ ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ، عَنِ الْحُمَيْدِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا ، وَهُوَ طَرَفٌ مِنْ حَدِيثِ السَّقِيفَةِ ، مما سبق يؤكد على أن الرسول بشر لا غير .
ثالثا – وبنفس النهج يقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين  - عضو الإفتاء المتقاعد / حول عدم تقديس الرسول ، فيقول (  أما محبتهم ، والذود عنهم ، والأدب معهم ، والدعاء لهم ، وكفُّ الأذى عنهم ، وذكر محامدهم في تقواهم وطاعتهم لربهم للإقتداء بهم ، فمن علامة الإيمان ومن طاعة الرحمن .. أما المجاوزة في الحد عن ذلك بدعائهم ، والاستغاثة بهم ، والذبح لهم ، واعتقاد قدرتهم على تصريف الكون فمن الغلو فيهم ، ومن رفع منزلتهم فوق المنزلة التي أنزلهم الله تعالى إيَّاها .. كان ذلك غلوا ) ويبين قول الرسول ( لمن رآهم يغالون في محبَّته ويخرجونه عن عبوديته " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم " ، إنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله ).
رابعا - هل كانت القدسية والمكانة للرسول بذات وتيرتها في حقبة الدعوة المحمدية مقارنة بما هو الحال الأن ، وهل الرسول كان مطاعا أطاعة كاملة ، وهل كان لأوامره أنصياع تام ، وهل كان صحابته يعترضون أو يحتجون عليه .. هذا تساؤل !! ، ففي مقال للدكتور محمد حبش / موقع الحل – نقل بتصرف " هناك أجابات شافية وافية لهذا التساؤل المثير " ، وسأسرد ما حصل في واقعتين هما صلح الحديبية و يوم الجعرانة / من فحوى المقال :         1 . صلح الحديبية / هو صلح عقد في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة  ( مارس 627 م ) بين  المسلمين وبين قريش بمقتضاه عقدت هدنة بين الطرفين مدتها عشر سنوات. ( وفي يوم الحديبية شارك مئات الصحابة في موقف احتجاجي صريح على إبرام صلح الحديبية ورفضوا تنفيذ الأوامر ، وحين أمرهم الرسول بالحلق والتحلل والقفول إلى المدينة لم يطعه أحد !! وفتحت حوارات متوالية لرفض قرار النبوة في الصلح ، ودخل الرسول حزيناً على أم سلمة يشتكي أن الناس لم يستجيبوا لأمره ، ولكن أم سلمة ذكرته بأن عليه أن يتوقع مثل ذلك من الناس فهم لم يعودوا قطيعاً يمضي في تنفيذ الأمر بلا بصيرة ، لقد أصبحوا أحراراً ومن مسؤولية القائد أن يقدم لهم تفسيراً يقنعهم عند اتخاذ أي قرار .. ) .                                                                                            2 . يوم الجعرانة / الجعرانة مدينة وكانت قرية صغيرة قريبة من المسجد الحرام ، تقع في وادي الجعرانة ، على بعد 20 كلم شمال شرق مكة المكرمة ، اكتسبت شهرة تاريخية بنزول الرسول  فيها وتوزيع الغنائم بها بعد عودته من غزوة حنين (  وفي يوم الجعرانة اختار الأنصار موقفاً نقدياً شديداً من أسلوب الرسول في توزيع الغنائم الجعرانة ورفضوا قراره في تحرير 4500 سبية وقعت في يديه وردهم إلى ثقيف بلا مقابل ، فقد كانت هذه السبايا أكبر مغنم مادي في تاريخ الرسالة على الإطلاق ولم يكن العقل الجمعي ليستنكر السبي آنذاك ، ورأوا في موقفه هذا تفريطاً لمغانم هائلة ، ثم اعترضوا أشد الاعتراض على قيام الرسول بتوزيع الغنائم في سراة الأعراب والطلقاء وزعماء القبائل ، وأرسلوا وافدهم إلى الرسول " سعد بن عبادة " يناقشه في أمر قسمة الغنائم ويؤكد رفض الأنصار لهذه الطريقة في قسمة الغنائم .. ) .. هنا كان الأعتراض مقبولا من قبل صحابة محمد ، لأنه فضل توزيع الغنائم على مراكز القوة من توزيعها على قومه ! ، وذلك حتى يكسب تأييد الاخرين ويضمن جانبهم .
خامسا – والبعض يقول أن الرسول كان مباركا / هذا حسب رأي بعض الشيوخ ! ، ولكنه لم يكن مقدسا ، فقد قال     " الشيخ سعيد بن وهف القحطاني " الرسول مبارك ، جعل الله فيه البركة ، وهذه البركة نوعان :
أ. بركة معنوية : وهي ما يحصل من بركات رسالته في الدنيا والآخرة ، لأن الله أرسله رحمة للعالمين  .
ب. بركة حسّيّة ، وهي على نوعين : النوع الأول : بركة في أفعاله أما النوع الثاني : بركة في ذاته وآثاره الحسية.
نقل بتصرف من " نور السنة وظلمات البدعة " ( ص 49 ، 50 ) - ترقيم الشاملة / موقع الأسلام سؤال وجواب .
سادسا – وأخرين يقولون أنه كان مطهرا ، فقد قال أبو القاسم السهيلي : والقول عندي في الرسول : أنه متطهِّر ومُطهَّر ، أما متطهِّر : فلأنه بشرٌ آدميٌّ يغتسل من الجنابة ويتوضأ من الحدث ، وأما مطهَّر : فلأنه قد غُسل باطنُه وشُقَّ عن قلبه ومُلئ حكمة وإيماناً فهو مطهَّر ومتطهِّر . نقل من / " الروض الأُنف " ( 2 / 119 ) - نفس المصدر السابق .                                                                                                                                     سابعا - في كثير من المواقف ، رأينا أن صحابة الرسول لم تطعه / كما لاحظنا في النقطة 4 أعلاه ، ولكن هناك حادثة أراها الأهم ، وهي عندما رغب الرسول كتابة وصية له قبل وفاته ، ومنعه عمر بن الخطاب .. (( عنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا حُضِرَ النَّبِيُّ قَالَ : وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ : ( هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ) قَالَ عُمَرُ : إِنَّ النَّبِيَّ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ فَحَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ ، وَاخْتَصَمُوا ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ قَالَ : قُومُوا عَنِّي  .قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ : إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنْ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ . / نقل بتصرف من موقع - مركز الفتوى )) ، فلو كان الرسول مقدسا مهابا ، وهو حيا وفي زمن دعوته بالتخصيص ، لكان أمره ناهيا حازما قاطعا في كل ما يقول !! .

أضاءات :                                                                                                                                          1 . من الضروري بمكان نزع القداسة عن الرسول ، لأنه هو أصلا غير مقدس ، بأعتراف القران ، وبذاته الرسول يشدد على صحابته بعدم أكثار الأطراء عليه ، وهو القائل " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم " / كما أسلفت ، وأرى أن نزع القداسة بها أشكالية لأنها سوف تضع شخصية الرسول ، سيرة وحديثا وسننا ، تحت المجهر ، وفي هذا سيتعرض شيوخ الأسلام ، خاصة الذين يقتادون من الترويج لهذا الدين ولرسوله ، في الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية ، لأزمة ليس من بعدها أزمة !! ، لأن هذه المادة وسيلة للثراء لهم ! ، وغير ذلك سيضعهم في أحراج حساس ، لهذا نرى أن الشيوخ دائما يهيلون عليه هالة من القداسة  لتغييب المتلقي .                                                                                                                                               2 . القداسة فرضها الشيوخ على الرسول لغايات معينة ، غايات في نفس الشيوخ / وهي نشر الدين ومحاربة غير المسلمين ، وأهم وسيلة لترجمة هذين الأمرين هو الجهاد ، كقوله ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ - 73 / سورة التوبة ) ، فالجهاد منسوب للرسول ، ولولا الرسول لما طبق القرأن ، فالقرأن يمر عن طريق الرسول !  ، لهذا نرى في الأية السابقة بأن رب محمد يحدثه بأن يجاهد الكفار .. .                                                                                                                                         3 . كما أنه ليس من المنطق والعقلانية أن نقرن الرسول بالقداسة ، لأن القداسة تحتاج بشكل أو بأخر الى العفة والطهارة والنقاوة ، فالرسول رجل مزواج ، كما أنه كان شهوانيا ، فبصحيح البخاري / باب النكاح : (4917  حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم أن نبي الله كان  يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة  ) وهذه الأفعال ليس من القداسة بصلة .                                                                                                                                    4 . كذلك القداسة من الضروري أن تتصف بالمروءة والعفو والعفة والترفع عن ملذات الدنيا ، والأتجاه نحو حب الأخرة ، حيث أن الدنيا زُينت للكفار بخلاف الآخرة : كما في قوله { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } البقرة: 212 ، أما الدنيا فهي لعب ولهو : كقوله { وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} الأنعام: 32 ، ولكن الرسول فكان يفعل كل شي في سبيل دنياه ، ومثالنا على هذا زواجه من اليهودية ، صفية بنت حيي ، بعد قتل ذويها ، حيث دخل بها بذات يوم تصفية أهلها وعشيرتها (صفية بنت حيي  - هي أسيرة يهودية من سبايا خيبر أغتنمها محمد في العام السادس من الهجرة ؛ قتل محمد زوجها كنانة بن الربيع صاحب حصن خيبر ؛ وقتل أباها حيّ ابن احطب ؛ وقتل أخاها وتلك قصتهم مع نبي الرحمة .. / نقل بتصرف من موقع نور العقل ) .
5 . أذن الرسول ليس مقدسا ، وحتى ليس مباركا ولا طهورا ، ولكنه قائد عسكري ، أمسى منظرا وزعيما قبليا ، لعرب الجاهلية ، وحد العرب في فترة غاب بها العقل تحت حكمه وسلطته ، بدعوى أنه رسول ونبي ولديه كتاب توحى أياته له !.
 
خاتمة :
على المفكرين ، خاصة العرب منهم ، العمل على " تشكيل العقل العربي " ، وهذا الأمر لا يتم ألا عن " طريق المعرفة " ، والمعرفة في القرن الحالي ، مأزومة ، لكثرة التشويهات الفكرية التي ألصقت بها من قبل رجال وشيوخ الدين ، الذين شوهوا العقل ، وجمدوا الأبداع ، وأوقفوا الحقيقة والتاريخ عند القرن 6 - 7 الميلادي / زمن الدعوة المحمدية ، لذا أستوجب الأمر أن يكون هناك " صراعا من أجل المعرفة " ، كما يجب " أعادة بناء المفاهيم " ، من أجل البحث والتدقيق في كل ما أعتبر حقيقة مطلقة ، بعد نزع أي هالة عنها ، وذلك من أجل الوصول للحقيقة / قدر الأمكان ، كما يجب أتباع المبدأ الديكارتي " الشك من أجل الوصول للحقيقة " ( إعتمد ديكارت على الشك منهجًا لبلوغ اليقين ، فأخضع كل شيء لحكم العقل . إن شك ديكارت هو طريقة بحث لا غير ، وهو بداية البحث عن الحقيقة ، فهو إيمان بالعقل ، وعزم محقق على الوصول الى اليقين / نقل من الموقع التالي https://socrazein.wordpress.com  ) .                                                                                         فأذا أتبعنا ما سبق بكل عقلانية وتجرد ، نكون قد حررنا العقل ، وتحرير العقل يجب أن لا يكون أنتقائيا بالنسبة للمواضيع ، بل يجب أن يكون عاما وتاما ، بمن ما فيهم من حسبوا على منطقة القداسة ، والرسول أحدهم !! .


 

235
مؤامرة الصمت في الموروث الأسلامي

أستهلال :
سأسرد بعضا من المحطات في الموروث الأسلامي ثم سأعرض قراءتي الخاصة لهذه المفاصل الأشكالية !! .

المقدمة :                                                                                                                                 1 . منذ وفاة الرسول سنة 11 هجرية ، والتصارع الذي حدث على السلطة والحكم قبل دفنه في أجتماع - سقيفة بني ساعدة ، ومن ثم مراحل جمع القران في عهدي أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان .. ، ومن ثم عملية تنقيط القرأن ، ( وأول من وضع النقط في المصحف هو التابعي الجليل:  أبو الأسود الدؤلي من أصحاب علي بن أبي طالب فشكل المصحف بالنقط ، فجعل النقطة أمام الحرف علامة على الضمة ، وفوقه علامة على الفتحة ، وتحته للكسرة .. نقل من موقع / أسلام ويب ) ، بالرغم من أن بعض المصادر تقول أن الأعجام كان معروفا في الزمن الجاهلي ، حيث يقول بهذا الصدد ( الدكتور جواد علي يعود إلى الرواية التي تنسب إلى ابن عباس والتي تحكي عن النفر الثلاثة من بولان ، الذين اجتمعوا في الأنبار فقام أحدهم بالجزم وقام الأخر بعملية الفصل والوصل بين الحروف ، أما آخرهم فقد أنيطت به مهمة وضع النقاط على الحروف لكي تتمايز وتسهل قراءتها / نقل من ملتقى أهل الحديث ) ، ومن ثم بدأت مرحلة كتابة سيرة الرسول ، وأول من كتب بهذا الصدد عروة بن الزبير المتوفي عام 92 هجرية ثم أبان بن عثمان المتوفي عام 105 هجرية وغيرهم الكثير ، ولكن لم يصلنا شيئا مما كتبوا ، أما  أول محاولة في كتابة السيرة النبوية كانت من قبل محمد بن أسحق المتوفي 152 هجرية - كتاب المغازي ، والمصادر تبين أن الأخير كان غير دقيقا ، يهمه جمع الروايات فقط دون أن يدقق ما بها من أحداث "  لقد كان منهج محمّد بن اسحاق يعتمد على جمع الرّوايات من غير سند ، فقد كان  ابن اسحق أن يجمع كلّ ما ورد عن النّبي .. / نقل من موقع موضوع " ، وقام بعد ذلك أبن هشام المتوفي 215 هجرية ، بكتابة سيرة أبن هشام المعتمد على كتاب المغازي لأبن أسحق ! ، أما بالنسبة لأحاديث الرسول فقد رويت عن طريق البخاري المتوفي سنة 256 هجرية / أي بعد حوالي قرنين من وفاة الرسول ! ويعتبر رجال الأسلام من أن " كتاب صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى  .. / نقل من موقع الألوكة الشرعية " .                                                                                                                                          2 . ومن مذابح الحقبة النبوية ، قتل أسرى بني قريظة ، قال الشيخ الطوسي في (المبسوط): ((فصل : في حكم الأُسارى: الآدميون على ثلاثة أضرب : نساء وذرّية ، ومشكل ، وبالغ غير مشكل . فأمّا النساء والذرّية فإنّهم يصيرون مماليك بنفس السبي ، أمّا من أشكل بلوغه فإن كان أنبت الشعر الخشن حول الذكر حكم ببلوغه ، وإن لم ينبت ذلك جُعل في جملة الذرّية ؛ لأنّ سعداً حكم في بني قريظة بهذا فأجازه النبيّ ، وأمّا من لم يشكل أمر بلوغه ، فإن كان أُسر قبل تقضّي القتال فالإمام فيه بالخيار بين القتل وقطع الأيدي والأرجل ويتركهم حتّى ينزفوا ، إلاّ أن يُسلموا فيسقط ذلك عنهم ، وإن كان الأسر بعد انقضاء الحرب كان الإمام مخيّراً بين الفداء والمنّ والاسترقاق)) .. وهذا الأمر أتبعته منظمة " داعش " في واقعة سبايكر في العراق ( وهي مجزرة جرت بعد أسر طلاب القوة الجوية في قاعدة سبايكر الجوية من العراقيين في يوم 12 حزيران  2014م ، وذلك بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على مدينة تكريت في العراق وبعد يوم واحد من سيطرتهم على مدينة الموصلحيث أسروا (2000-2200) طالب في القوة الجوية العراقية وقادوهم إلى القصور الرئاسية في تكريت ، وقاموا بقتلهم هناك وفي مناطق أخرى رمياً بالرصاص ودفنوا بعض منهم وهم أحياء ) .
3 . وفي عهد الدولة الأموية ، كان عبدالملك بن مروان وراء أختلاق الكثير من الاحاديث النبوية التي تشد من أزر العائلة الأموية في الحكم ، مستغلا في ذلك الأمام الزهري ، كما لا يخفى دور معاوية بن أبي سفيان في أضطهاد آل بيت الرسول ، وحياكته للدسائس ومنها دس السم للحسن بن علي ( تؤكد كتب التاريخ بأن التي باشرت قتل الامام الحسن هي زوجته جعدة ، لكن الذي خطط لقتل الحسن و أمر بذلك و أعطى الوعود و الجوائز على قتل سبط رسول الله هو معاوية بن أبي سفيان . نقل من  / موقع الأشعاع الأسلامي ، فعن يحيى بن الحسين بن جعفر ، باسناده ، أن الحسن سقي السم ، و أن معاوية بعث الى امرأته جُعدة بنت‏ الاشعث‏ بن‏ القيس‏ مائة الف درهم‏ .. )  .                                                                                                       4 . ومن مذابح العباسيين ضد الأمويين ، حيث وقع الألاف من القتلى ، فقد كتب علاء الدين السيد في موقع / SAS ، التالي ( الثورة العباسية التي قامت ضد حكم الأمويين هي الأكثر تنظيمًا في تاريخ الدولة الإسلامية . وللقيام بها قام العباسيون بمجازر رهيبة لم يعرفها العرب عبر تاريخهم راح ضحيتها طبقًا لأقل الروايات 600 ألف مسلم بينما الرواية الأصح تقول أنه تم قتل أكثر من مليون مسلم في هذه الثورة التي قادها أبو مسلم الخراساني ، غالبية هؤلاء الذين تم قتلهم لم يكن لهم ذنب إلا أنهم عرب حتى يمكن اعتبار هذه المجازر بمثابة أول مجزرة عرقية في التاريخ الإسلامي ، قام أبو مسلم الخراساني خلال حروبه ومعاركه لتكوين الدولة العباسية بعمليات قتل واسعة حتى قارنه البعض بالحجاج بن يوسف الثقفي . الخراساني لم يكن يقتل بعد التثبت بل كان يقتل بمجرد الظن والشك حتى أجرى مذهب القتل فيمن خالف سلطانه )  .
القراءة :                                                                                                                                         أولا - هذا مجرد غيض من فيض من الموروث الأسلامي المسكوت عنه ! ، نعم أنه موجود في المصادر والمراجع المعتمدة ، ولكن لا يثقف به العامة ! ، فرجال الأسلام من شيوخ وعلماء وفقهاء ودعاة ، يغضون الطرف عنه ، همهم نشر وتسويق مقولات بحد ذاتها ، ك ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ / سورة الانبياء 107) وحديث ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق / مسند البزار عن أبي هريرة ) ، ولا يتفق هذين النصين والرسول أمر بقتل أسرى بتي قريضة !  .                         ثانيا - أما اللواط فكان منتشرا حتى من قبل الخلفاء أنفسهم ، فهذا الخليفة الأمين  كان شاذا جنسيا ( ففور أن وضع خاتم الخلافة في يديه ، إبتاع “الخصيان” وجعلهم لخلوته في ليله ونهاره ، ورفض الجواري والسراري . وعبثاً حاولت أمه أن تثنيه عن عادته هذه . فقد أتت له بفتايات يتمثلن بالغلمان ، وسمتهم “الغلاميات” ، فما أستطاعت أن تصرفه عن شذوذه الجنسي / نقل من الموقع التالي .karefalbkare.blogspot.com)  ، ومنهم من راودوا حتى أشقائهم فهذا مثلا    ( الوليد بن يزيد - 86-126 هجرية ، هو الخليفة الأموي الثاني عشر ويختلف الوليد عن سابقه يزيد ، فالأخير في تحدّ مع الإله والسلطة ، ونزواته ليس لها حدود. بالإضافة إلى حبّه للشرب والغناء وضرب الموسيقى، كان يجهر ب المعاصي . فمرّة أراد الحج ليسكر في الكعبة ، ويقال إنه راود أخاه عن نفسه . الوليد لم يقم اعتباراً لأحد ولا لأي مقدّس .. / مصادر متعددة منها رصيف 22 ) ، كل هذه الروايات مسكوت عنها في العلن من أجل تجميل صورة الموروث ! .                                                                                                                  ثالثا - خلفاء دولة الأسلام ، بعض أمهاتهم داعرات ك : ( 1 - حمامة أم أبي سفيان وهي زوجة حرب ابن امية بن عبد شمس وهي جدة معاوية ، كانت بغيا صاحبة راية في الجاهلية . 2- الزرقاء بنت وهب ، وهي من البغايا وذوات الاعلام ايام الجاهلية وتلقب بالزرقاء لشدة سوادها المائل للزرقة وكانت اقل البغايا أجرة ، ويعرف بنوها بنو الزرقاء وهي زوجة ابي العاص بن امية ، ام الحكم بن ابي العاص ، طرده الرسول من المدينة ، جدة مروان بن الحكم ، يقال ان الامام الحسين  رد على رسول مروان بن الحكم قائلا ” يابن الزرقاء الداعية الى نفسها بسوق عكاظ “. 3- أمنة بنت علقمة بن صفوان ام مروان بن الحكم جدة عبد الملك بن مروان وكانت تمارس البغاء سرا مع ابي سفيان بن الحارث بن كلدة .. جزء من مقال للكاتب بعنوان " بغايا وسبايا الجاهلية تلدن حكام وأمراء " .. الدولة الأسلامية - قراءة نقدية ) . أيضا لم يذكر شيوخ الأسلام بشئ من السوء أمهات أمراء وخلفاء دولة الأسلام وهن بغايا ! .                                                    رابعا - مؤامرة الصمت متفقون عليها رجال الأسلام من أجل أستمرار التعتيم على الموروث الأسلامي ، هذه المؤامرة هدفها تجهيل وتسطيح عقلية المسلم ! ، مع تغييب الوعي لديه ، وهذا سيعمل على ولادة أجيال مستقبلية ضائعة تائهة ، لا تعرف أساس موروثها ، وهي أصلا لا تفقه ما موجود بين دفتي هذا الموروث الأشكالي ، وذلك لأن رجال الأسلام يخفون الوجه القبيح لهذا الموروث ! بارزين محطات معينة يمكن أن يقال عنها مقبولة مجتمعيا ! . 

أضاءة :
     أن مؤامرة الصمت في الموروث الأسلامي / كموضوع ونهج ورجال ، تستوجب ثورة من الشفافية ، من أجل كشف الحقائق للعامة ! ، فمن الضروري مثلا أن يثقف المتلقي ، أنه كان هناك أغتصاب للطفولة بزواج الرسول من عائشة بنت أبي بكر وعي بعمر ست سنوات ، وأن زواج الرسول من زوجة أبنه بالتبني / زينب بنت جحش ، كان عملا مرتبطا بالشهوة ، وليس كما قال الشيخ محمد متولي بأنها " رياضة أيمانية " ! ، فأي رياضة أيمانية هذه بأن تطلق زينب من زوجها زيد ثم أن يتزوجها الرسول ، ولا بد من الأعتراف من أن الأحاديث والسيرة النبوية ، معظمها وضعية وليست فعلية ، وذلك لأنها كتبت بعد عشرات السنين من وفاة الرسول ، ومن أناس لم يعاصروا حتى أصحاب الرسول ! ، وأن الدولة الأسلامية من الخلافة الراشدة الى الخلافة العثمانية ، كانت زهوا وحضارة وعدلا ، بل كان الدم والخيانة والظلم والفسق والفجور يكتنف جوانبها ، وبأن الأسلام كعقيدة كان غطاءا ووسيلة لأستمرار وبقاء هذه الدول ..                                                 خلاصة أن مؤامرة الصمت في الموروث الأسلامي هي أكبر جريمة في الفكر الأنساني ، لأنها تبرز الباطل على أنه فضيلة وتحجب الحقيقة الفعلية للوقائع والأحداث ! .

236
                                    محمد بن سلمان هل هو البديل للدين والمذهب !
موضوع :                                                                                                                                * بين ليلة وضحاها .. أصبح الحرام حلالا ! ، هكذا هي دولة الأسلام ! ، ليس من حال دائم ! ، نهج الملك أو الحاكم فوق الدين والمذهب ، بنصوصه وأحاديث نبيه وحتى سننه ! ، وشيوخ الأسلام عبيد عند الحاكم ، يكيفون الأمر وفق هواه ، أليس الملك هو الحاكم الناهي بأمر شعبه ، أليس هو ظل الله على الأرض ، وفق حديث الرسول ( السُّلْطَانُ ظِلُّ اللهِ فِي الأَرْضِ ، فَمَنْ أَكْرَمَهُ أَكْرَمَهُ اللهُ ، وَمَنْ أَهَانَهُ أَهَانَهُ اللهُ / رواه الطبراني والبيهقي ) ، والرسول بذاته وضع الأسس والقواعد للسلطة المطلقة للحاكم ! ، وحكام اليوم يسيرون على خطاه ! ، أضف الى ذلك قوله : " ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني / رواه البخاري (7131) ومسلم (1835) " وحديث مرادف لسابقه : وعن ابن عمر أن رسول الله قال : " على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أوجب وكره ، إلا أن يؤمر بمعصية... / رواه البخاري (2955) ومسلم (  (1839" .                                                                                                                    * والحاكم السعودي ، المتمثل بولي العهد محمد بن سلمان / الحاكم الفعلي للمملكة ، طبق حديث نبيه بحذافيرها ! ، ومن المؤكد أنه رأى من مصلحة الملكية لكي تستمر ! ، وأن يكون هو على قمتها ، أن يقوم بتغيير كل الثوابت الخاصة بالمذهب الوهابي ، أرضاءا للغرب - متمثلة بالولايات المتحدة الأميريكية ، فالمملكة التي كانت تحرم قيادة المرآة للسيارة ، أصبحت مرتعا لأقامة الحفلات الغنائية والموسيقية والراقصة ، مع أختلاط الجنسين ، وحضور المرأة للمباريات الرياضية ، مع فتح " بارات الحلال " ! الخالية من الكحول ، أضافة لمنح المرآة مساحة من الحرية في التنقل ، وفي تبوأ المراكز الحساسة .                                                                                                                                 * أين شيوخ الأسلام من حكم النص القرآني بخصوص الغناء ، حيث جاء في سورة لقمان : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ 8 ) ، وتفسير الأية " ( قال ابن جرير : حدثني يونس بن عبد الأعلى .. عن أبي الصهباء البكري ، أنه سمع عبد الله بن مسعود - وهو يسأل عن هذه الآية : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله - فقال عبد الله : الغناء ، والله الذي لا إله إلا هو ، يرددها ثلاث مرات / نقل من الموقع quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura31-aya6.htm " .                                    أي الغناء تضليل عن سبيل الله ، والمملكة العربية السعودية الأن تضج بمواسم الحفلات والغناء والرقص ، أضافة الى المهرجانات السنوية ، أذن هي ضالة عن سبيل الله ! .                                                                                                                   * ليس الغناء وحده لهو عن التعبد ، بل حتى الألات الموسيقية ، ومنها المزامير ، فقد جاء في سورة الأسراء ، التالي :    ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ ، وتفسير الأية وفق موقع / الألوكة : " ﴿ بِصَوْتِكَ ﴾ قال مُجاهدٌ والضَّحَّاك : هو الغناء والمَزاميرواللَّهْو ، فتبَيَّن من الآية أنَّ مِن وسائل الشيطان لإضلال آدمَ الغناء والمزامير ، وهذا دليلٌ على تَحْريمه .                             * خلاصة الأمر أن العزف والغناء كله حرام ، ومؤكد تحريمه وفق المذاهب الأربعة / أبو حذيفة النعمان ومالك بن أنس ومحمد الشافعي وأحمد بن حنبل ، حيث جاء في موقع الاسلام سؤال وجواب ، نقل بأختصار التالي : " قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ، ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف ، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير ، .. ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا ) ، قال الألباني : اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها . " .                                     وذكرت الأحاديث أن متعاطيها يمسخون لقردة وخنازير ، أذن من يفتي بعدم حرمتها من الشيوخ ورجال الدين أيضا مصيرهم مصير المتعاطين ! .                         
من محمد بن عبدالله الى محمد بن سلمان :                                                                                                    في حقبة رسول الأسلام ، لم تكن هناك دولة ، بل كان هناك نشر لدعوة محمد ، يرافقها غزوات - غنائم ونهب وسبي ، لذا كان لصحابة محمد دورا كبيرا في الدعوة وفي الغزوات ، وعند وفاة الرسول عام 632 ميلادي ، كان عدد صحابة الرسول يعدون بالألاف ، منهم قادة الغزوات ، فقد جاء في موقع موضوع ، التالي نقل بأختصار ( وذكر العُلماء أنّ عدد الصّحابة الذين توفي عنهم رسول الله قد بلغ مئةً وأربعة عشر ألفاً ، وقد نُقل عن الرّافعيّ : أنّه عند وفاة النبيّ ، كان الصّحابة ستين ألفاً ؛ ثلاثين ألفاً في المدينة المنوّرة ، وثلاثين ألفاً في قبائل العرب ، وقد قيل إنّ ما صنّفه العُلماء من أسماء وسِير الصّحابة ما يقارب العشرة آلاف ) ، ووجوه الصحابة المعروفين أجتمعوا في سقيفة بني ساعدة - والرسول مسجى في دار عائشة ! لمدة ثلاث أيام ، يتقدمهم " سعد بن عبادة الخزرجي وبشير بن سعد والحباب بن المنذر ، ومن المهاجرين أبو بكر وعمر عبيدة بن الجراح .. / نقل بأختصار من موقع منشور  " ، لأختيار الخليفة – بل الحاكم ! .. ما أريد الوصول أليه ، أن الخلفاء ، كانوا على يقين بأن الدعوة أنتهت ! وبدأ عصر الحكم والسلطة ! ، وكان الحاكم هو الآمر الناهي دينا وسلطة ! ، فهذا عمر بن الخطاب ، في " عام الرمادة " أوقف نصا قرآنيا ، بخصوص قطع يد السارق ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ۝ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ۝ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 38 سورة المائدة ) ، نظرا لحدوث مجاعة  في آخر سنة 17هـ، إلى أول سنة 18هـ ، وكذلك أوقف عمر نص المؤلفة قلوبهم  " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) سورة التوبة " ، وتفسيره وفق موقع quran.ksu.edu.sa ( وأما " المؤلفة قلوبهم"  فإنهم قوم كانوا يُتَألَّفون على الإسلام ، ممن لم تصحّ نصرته ، استصلاحًا به نفسَه وعشيرتَه ، كأبي سفيان بن حرب ، وعيينة بن بدر ، والأقرع بن حابس ، ونظرائهم من رؤساء القبائل ) . وقد أوقف عمر هذا النص في خلافة أبو بكر الصديق " و قد منع عمر و أقره أبو بكر هؤلاء النفر الذين أعطاهم الرسول مثل الأقرع بن حابس و عيينة بن حصن عطائهم . و هذا الفعل مشهور بإسقاط سهم المؤلفة قلوبهم / نقل من  https://mosafer-lantern.blogspot.com  " . 
* أضاءة :                                                                                                                                  من كل ما سبق ، يتضح التالي : أن بعد وفاة رسول الأسلام لا وصاية على قرار ولا حدود لسلطة حاكم ، فهو ظل الله على الأرض ، وأخذ الحاكم يوظف شلة من الشيوخ ذات صفة رسمية ،  من أجل كبح جماح المؤسسة  الدينية ، ومحمد بن سلمان / ولي العهد السعودي ، أكبر مثال على هذا الواقع ، ومن المؤكد هناك تذمر بين المؤسسة الدينية ! ، ولكن من يجرؤ على تذمره علنا ، وقد جاء في موقع https://alkhaleejonline.ne : ( واشنطن بوست : محمد بن سلمان يقلب تقاليد الحكم السعودي ، رجل دين حكومي من بريدة ، بحسب ما وصفته الصحيفة ، قال لموفد الصحيفة إن سير الأمور لا يجعله مرتاحاً " القبول بالموسيقى في المناسبات العامة والعديد من التغييرات أمور تغضب الله ، إنها مشكلة ") . أن محمد بن سلمان وشيوخه وأعوانه يستخدمون نصوصا ك ( السُّلْطَانُ ظِلُّ اللهِ فِي الأَرْضِ .. ) وغيرها لتمرير نهجه الذي يبرره على أساس أنه من ضرورات العصر والتمدن والأنفتاح ، ضد نصوص أخرى ك ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ .. ) وغيرها ، وكما أوقف عمر بن الخطاب نصوصا قرآنية من قبله ، كقطع يد السارق وسهم المؤلفة قلوبهم ، أن محمد بن سلمان ، لا حدود توقفه ولا خط أحمر ألا وتخطاه ، يطبق ما يشاء من أمور بتكييف فقهي من قبل شيوخ السلطة المنفذين لأمره حتى وأن كان الأمر مخافا للدين والمذهب ، فهو الملك غير المتوج ! ، وأقواله أخذت تصاغ على أنها بدائل للدين والمذهب ! .
 



237
                                   من المفكرة الجنسية للموروث الأسلامي
" في الواقع يستطيع الكاتب أن يكتب مشهدًا جنسياً جيداً دون الفعل الجنسي نفسه ، فالمشاهد يجب أن تدور حول الكثافة العاطفية متبوعة بصور حسية مكتوبة بلغة شعرية .. "  د . كاثرين رامزلاند .                                             
النص :
   يشكل موضوع الجنس / وما يرتبط به أو ما يشير أليه أو ما يوحي بفعله أو ما يلمح بعلاقته ، مادة رئيسية في الموروث الأسلامي ، وبدأت بواكير هذا الأمر بالظهور / أيات وسنن وأحاديث ، بشكل محوري ورئيسي خاصة بعد وفاة زوجة الرسول الأولى " خديجة بنت خويلد " .. وفي هذا البحث المختصر سأسرد أضاءأت متفرقة حول هذا الموضوع الحساس ، منها ما يتعلق بالرسول وآل بيته ، ومنها ما يتصل بنصوص الموروث الأسلامي عامة ، وسيكون البحث على محورين ، ثم أختمهما بقراءتي الخاصة للموضوع .                                                                                                                                                                                                      المحور الاول / نصوص تتعلق بالرسول محمد وآل بيته : وهي سردت على سبيل المثال وليس الحصر :                                                                                                                                                                                                                                                         
1 . الرسول أظهر قوة جنسية - خرافية ، بعد وفاة زوجته الأولى خديجة / وعلى مدى زيجاته المتعددة ، حيث جاء في  سنن الترمذي / نقل بأختصار أن (  حدثنا بندار محمد بن بشار حدثنا أبو أحمد  حدثنا سفيان عن معمر عن  أنس أن النبي كان يطوف على نسائه في غسل واحد ، أي يجامعهن ثم يغسل غسلا واحدا ، ولأحمد والنسائي في ليلة بغسل واحد .. ) ، وتساؤلي الأول ، أن رجلا بهكذا قابلية جنسية ، بماذا كان يفرغ هذه الطاقة قبل زواجه الأول  من خديجة  وكان عمره 25 عاما أي في قمة بلوغه وحيويته ، حيث جاء في موقع  qadatona.org ، ( أن الرسول تزوّج السيّدة خديجة ، وكانت في عمر الأربعين ، وكان عمره خمس وعشرين سنة ، ولم يتزوّج غيرها في حياتها حتّى توفّيت ) ، أما تساؤلي الثاني ، كيف كان حال و وضع الرسول في حياته الزوجية الأولى مع خديجة ، الذي دام حوالي 25 عاما ، حيث جاء في موقع الويكيبيديا ( أن خديجة توفت عام 620م ، ولها من العمر خمس وستون سنة ، وعمر الرسول 50  عاما ، وكان مقامها مع الرسول بعدما تزوجها أربعًا وعشرين سنة وستة أشهر ) ، أيضا هذه الفترة هي موضع أستفهام وتساؤل !! ، حيث أن الرسول قضى فترة زواجه من أمرأة كان عمرها ما بين 40 – 65 عاما ، وكانت في سنواتها الأخيرة " كهلة " ! ولديه قابلية في أوج قمتها وذروتها حسب ما جاء في أنفا ، عجبا كيف كان وضعه الجنسي !! أبقى وفيا لها !! .     
                                                                                                                                                         2 . من أوائل ظهور المفهوم الجنسي في الموروث الأسلامي ، كان في حالة زواج الرسول من عائِشة بنت أبي بكر ( التيميَّة القُرَشِيّة / توفيت سنة 58 هـ/678م ، ثالث زوجات النبي محمد وإحدى أمهات المؤمنين ، والتي لم يتزوج امرأة بكرًا غيرها ) ، وهي بعمر 6 سنوات ودخل بها بعمر 9 سنوات ، وكان الرسول يفاخذها أول الأمر ، وأنقل هنا بأختصار وتصرف ، الجواب على أحد السائلين في الموقع الخاص بالأفتاء ، جاء به ما يلي : ( انتشرت في الاونة الاخيرة ، وبشكل كبير وخاصة في الاعراس عادة مفاخذة الاولاد الصغار ، ماحكم ذلك مع العلم ان الرسول كان قد فاخذ سيدتنا عائشة .. وبعد دراسة اللجنة الخاصة للاستفتاء اجابت : اما من جهة مفاخذة الرسول لخطيبته عائشة فقد كانت في سن السادسة من عمرها ، ولا يستطيع ان يجامعها لصغر سنها لذلك كان يضع اربه بين فخذيها ويدلكه دلكا خفيفا ، كما ان الرسول يملك اربه على عكس المؤمنين .. / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء - الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ ، نقل من موقع أنباع المرسلين ) !! ، هل ما طرح من أجابة ، وبهكذا وصف جنسي بحت ، تتعلق برسول من الله !!!! .
                                                                                                                                                     3 . كانت عائشة بنت أبي بكر تجاهر بالكثير من العلاقات الخاصة / الحميمية ، مع الرسول ، فقد جاء في صحيح البخاري ج 1/ 239 - كِتَاب الْحَيْضِ - بَاب غَسْلِ الْحَائِضِ رَأْسَ زَوْجِهَا وَتَرْجِيلِهِ / نقل بأختصار وتصرف ، التالي : (  عن  عائشة قالت : كان النبيّ  يباشرني وأنا حائض ،  وكان يخرج رأسه من المسجد وهو معتكف فاغسله وأنا حائض -  ومسند أحمد ج  6 / 204 . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ كِلَانَا جُنُبٌ وَكَانَ يَأْمُرُنِي فَأَتَّزِرُ فَيُبَاشِرُنِي وَأَنَا حَائِضٌ وَكَانَ يُخْرِجُ رَأْسَهُ إِلَيَّ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ ) ، تعتبر عائشة من أجرأ زوجات الرسول ، وكانت تفتي وهي بعمر صغير !! .           
                                                                                                                                                                                              4 . ومن الضروري أيضا ان نعرض بشكل مقتضب ، حادثة " الأفك " ، والتي نزلت بها عددا من الأيات منها الأية التالية ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْأِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [النور:11] . ، وهناك روايتين حول من المقصود من زوجات الرسول –  واقعة الزنى / أي سبب النزول ، ففي موقع / الشيخ علي آل محسن ، جاء التالي (( سبب نزول آيات الإفك : روي في سبب نزول آيات الإفك طائفتان من الروايات : - الرواية الأولى : رواية عائشة ، المروية في صحيح البخاري 3/1484 ، وصحيح مسلم 4 / 2129 ، التي جاء فيها أن آيات الإفك نزلت في تبرئة عائشة مما قُذفت به من الزنا مع صفوان بن المعطل السلمي . أما الرواية الثانية : وهي عدة روايات تدل على أن المرأة المقذوفة بالزنا هي مارية القبطية ، منها " ما أخرجه مسلم في صحيحه 4/2139 بسنده عن أنس : أن رجلاً كان يُتَّهم بأم ولد رسول الله ، فقال رسول الله  لعلي : اذهب فاضرب عنقه . فأتاه علي فإذا هو في رَكِيٍّ ـ أي بئر - يتبرَّد فيها ، فقال له علي : اخرج . فناوله يده فأخرجه ، فإذا هو مجبوب ليس له ذكر ، فكف عليٌّ عنه ، ثم أتى النبي ، فقال : يا رسول الله إنه لمجبوب ، ما له ذكر .. " )) .     
                                                                                                                                                     المحور الثاني /  نصوص حول الجهاد و الجنة وحور العين :                                                                                                                                                                                              أن موضوع الجهاد / المتمثل في بعض الأيات التالية ( فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً / الفرقان52 ) و ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ / الممتحنة1 ) و ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ / البقرة 216 ) ، شكل موضوعا أساسيا بنيت عليه ولأجله الكثير من النصوص ، كالجنة وحور العين ، والموروث الأسلامي دفع بهذا الأتجاه من أجل الحرب والقتال والغزو والأحتلال وما تبعه من سفك الدماء ، وما تمخض عن غنائم وسبي  ، وهناك تركيز وتشديد على موضوع الجهاد والأستشهاد ، كمرحلة أولية قبل الجنة والتمتع بحور العين ، فقد جاء في موقع / ملتقى أهل التفسير ، التالي (( قال الدكتور علي بن نفيع العلياني في رسالته للدكتوراة أهمية الجهاد قال في ( ص 117 ) .. ولكن لفظ الجهاد إذا أطلق فالمراد به قتال الكفار لإعلاء كلمة الله تعالى ، ولا ينصرف إلى غير قتال الكفار إلا بقرينة تدل على المراد .. يقول ابن رشد " وجهاد السيف قتال المشركين على الدين فكل من أتعب نفسه في ذات الله فقد جاهد في سبيله إلا أن الجهاد في سبيل الله إذا أطلق فلا يقع بإطلاقه إلا على مجاهد الكفار بالسيف حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " - مقدمات ابن رشد 1 / 369 ))  ، وسأسرد فيما يلي بعضا من الأضاءأت بهذا الصدد :   
                                                                                                                                                                                                                                  1 . حول حوالعين ، سأعرض وصفا مختصرا من موقع / موضوع دوت كوم ، أنه وصفا بالغ في الخيال و دقيق في تفصيل أمور لا يمكن أن توصف من قبل الله الخالق ! ( تهيئة الحور العين لأهل الجنة ، هيّأ الله الحور العين لأهل الجنة أكمل تهيئة ، حتى يكنَّ نعيماً للأبرار والمتقين وكان ذلك تمييزاً لأهل الجنة ، فقد جعل الله لأهل الجنة من النعيم ما لا عين رأت ولا أذُن سمعت ولا خطر على قبل بشر، وإنّ الحور العين جزء من ذلك النَّعيم ، قال تعالى:    ( وَحُورٌ عِينٌ*كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ*جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ*لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا*إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا*وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ*فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ*وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ*وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ*وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ*وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ*لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ*وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ*إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً*فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا*عُرُبًا أَتْرَابًا*لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ ) ، وقد جاء فى الحديث الذى رواه البخارى ، أن النبى قال : ( إنَّ أولَ زُمرَةٍ يَدخُلونَ الجنةَ على صورةِ القمرِ ليلةَ البدرِ ، ثم الذين يَلونَهم على أشدِّ كوكبٍ دُرِّيٍّ في السماءِ إضاءةً ، لا يَبولونَ ولا يتغوَّطونَ ، ولا يَتفِلونَ ولا يمتَخِطونَ ، أمشاطُهمُ الذهبُ ، ورَشحُهمُ المِسكُ ، ومَجامِرُهم الأَلُوَّةُ – الأَلَنجوج ، عودُ الطيبِ - وأزواجُهم الحُورُ العِينُ ، على خَلقِ رجلٍ واحدٍ ، على صورةِ أبيهم آدَمَ ، ستونَ ذِراعًا في السماءِ ) .   
                                                                                                                                                     2 . وفي موقع / الأسلام سؤال وجواب ، يبين جوانب أخرى حول حور العين (  هن غاية الجمال حتى إن مخ ساقيها ليرى من تحت الثياب ، وكل رجل يدخل الجنة له زوجتان من الحور العين ) ، ثم يذهب الوصف الى مدى أعمق ، حيث يبين ( ويجامع الرجل في الجنة زوجاته من الحور وزوجاته من أهل الدنيا إذا دخلن معه الجنة ، ويعطى الرجل قوة مائة رجل .. في الشهوة والجماع ، عن أنس عن النبي قال : " يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنْ الْجِمَاعِ ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ " رواه الترمذي برقم 2459 وقال : صحيح غريب ) ونلاحظ هنا التركيز على فعل الجماع ! ، ثم يستطرد ويضيف : (  وعن زيد بن أرقم أن رسول الله قال :    " إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي  .. َالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ . فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ : فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ ؟! قَالَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ : حَاجَةُ أَحَدِهِمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جِلْدِهِ فَإِذَا بَطْنُهُ قَدْ ضَمُرَ " رواه أحمد برقم 18509 ، والدارمي برقم 2704 .) . ثم يركز على فض الأبكار ، فيقول (  قال عبد الله بن مسعود وابن عباس وسعيد بن المسيب .. في قوله : ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ) قالوا شغلهم افتضاض الأبكار وقال ابن عباس في شغل فاكهون أي بسماع الأوتار وقال أبو حاتم لعله غلط من المستمع وإنما هو افتضاض الأبكار ( ابن كثير 3/ 564  ) . ويتكلم أيضا عن الولادة بأسلوب خرافي ! (  أما الولد ، فقد اختلف أهل العلم هل يكون ولد من الجماع أم لا ، فقال بعضهم إنه يكون الولد إذا اشتهاه الرجل ، ويكون الحمل والوضع في ساعة ، لما جاء عن أبي سعيد الخدري عن النبي قال : " إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ كَمَا اشْتَهَى " رواه الترمذي برقم 2487 ، والدارمي برقم 2712 ، وأحمد برقم 11339 . ) . 
                                                                                                                                                       3 . ونلاحظ في التالي بالنسبة للشهيد ، حيث التركيز على محور محدد وهو الزواج بحور العين ، في رواية الترمذي : ( ويزوج الشهيد اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين . فالخصال المذكورة ينالها الشهيد سواء كان رجلاً أو أمرأة إلا أن المرأة في الآخرة لا تريد غير زوجها من الإنس / من موقع مركز الفتوى ) . وقد ورد ما هو أكثر من ذلك ، رواه أبو نعيم في " صفة الجنة " (( عن أبي هريرة أن رسول الله قال : ( إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء . يعني في الجنة /  صححه الألباني في السلسلة الصحيحة – 367 )) ، وأيضا بالنسبة للجنة والمؤمن (  للعبد المؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة ، طولها ستون ميلاً ، للعبد المؤمن فيها أهلون لا يرى بعضهم بعضاً .. وفيها زوجات لا يرى بعضهم بعضاً ، أي أن التي في الزاوية الشمال لا ترى التي في الزاوية الجنوب ، وإنما يستمتع عند هذه مرة وعند تلك مرة .. / نقل من موقع صوتيات أسلام ويب ) . 
                                                                                                                                                                                                                                     
4 . ونلحظ في التالي تركيزا غريبا للشهوة والجماع ، فقد جاء في موقع / شبكة مشكاة الأسلامية ، نقل بأختصار وتصرف ، التالي ( إن الرجل من أهل الجنة يعانق الحوراء سبعون عاما لا يملها ولا تمله كلما أتاها وجدها بكرا وكلما رجعت إليه عادت إليه شهوته فيجامعها بقوة سبعين رجلا .  وفي حديث أبي هريرة : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَلْ نَصِلُ إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصِلُ فِي الْيَوْمِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ  .قال محمد بن عبد الواحد المقدسي : ورجال هذا الحديث عندي على شرط الصحيح . نَقَله عنه ابن كثير وابن القيم  .وسُئل الرَسُول : أَنَطَأُ فِي الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، دَحْمًا دَحْمًا ، فَإِذَا قَامَ عَنْهَا رَجَعَتْ مُطَهَّرَةً بكرا . رواه ابن حبان ، وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن ) .   
                                                                                                                                                                                     5 . وبالنسبة لوطأ الأماء ، فهناك الكثير من الروايات في الموروث الأسلامي ، نورد منها التالي : فقد أباح الإسلام للرجل أن يجامع أمَته سواء كان له زوجة أو زوجات أم لم يكن متزوجا ودل على ذلك القرآن والسنة .. وفعله نبينا محمد ، وفعله الصحابة والصالحون والعلماء وأجمع عليه العلماء كلهم ولا يحل لأحد أن يحرمه أو أن يمنعه ومن يحرم فعل ذلك فهو آثم مخالف لإجماع العلماء ، وقال الله تعالى : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا النساء / 3 }..  نقل بتصرف من موقع / الأسلام سؤال وجواب .     
                                                                                                                                                  6 . ومن أشنع وأفضع عمليات السبي ، والتي رافقها قتل للأسرى هي غزوة بني قريظة 5 هجرية ، فقد جاء في الحديث الصحيح في قصة غزو بني قريظة عندما حكموا سعد بن معاذ : فقالوا : يا أبا عمرو ، إن الرسول قد ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم ، فقال سعد بن معاذ : عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ، أن الحكم فيهم لما حكمت ؟ قالوا : نعم وعلى من هاهنا ، في الناحية التي فيها الرسول وهو معرض عن الرسول ، فقال رسول الله نعم قال سعد : فإني أحكم فيهم " أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري والنساء " ، فرد النبي : لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات . / نقل بتصرف من sudaneseonline.com . فأي حكم قاس وظالم هذا ليقول الرسول لسعد بن معاذ أنه " حكم الله من فوق سبع سماوات " ، أيوجد آله شنيع ودموي كرب محمد ! أن الله الذي نعرفه هو أله المحبة والتسامح ، وليس آله القتل !

7 . وينتشر الأن مفهوما جنسيا أخر ، وهو ما يدعى ب " جهاد النكاح " ، وربط هذا الجهاد للدخول للجنة ، وأقل ما يقال عنه ، أنه نوع من أنواع الدعارة ! ، فقد جاء في " موقع النهار " في 30 تموز 2014 ، التالي ( وقد جاء في الفتوى التي نسبت إلى العريفي " إن زواج المناكحة التي تقوم به المسلمة المحتشمة البالغة 14 عاماً فما فوق أو مطلّقة أو أرملة ، جائز شرعاً مع المجاهدين في سوريا ، وهو زواج محدود الأجل بساعات لكي يفسح المجال لمجاهدين آخرين بالزواج ، وهو يشدّ عزيمة المجاهدين ، وكذلك هو من الموجبات لدخول الجنَّة لمن تجاهد به ) .

 القراءة :   
* أن الرسول وآل بيته ، كانوا قدوة ومروجين لهذه الثقافة الجنسية ، بل كانوا أول المحدثين والمصدرين لهذه المفردات كأفكار ، وكانت عائشة بنت أبي بكر أجرأهم في هذا الصدد / كم رأينا في أعلاه ، ونحن نقف بأستعجاب كيف لصبية أن تكون بكل هذه الجرأة بالكلام حول أمور جدا حميمية ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى وتقوم بالأفتاء ، فقد جاء بشأنها التالي  (( قال الزُّهريُّ: لو جُمِع عِلمُ عائشة إلى عِلمِ جميعِ النساء ، لكان علمُ عائشةَ أفْضلَ . وقال ابن كثير: "لم يَكُن في الأُممِ مثلُ عائشةَ في حِفْظها وعِلْمها ، وفصاحتِها وعَقْلِها " ، ويقول الذهبيُّ: " أفْقَهُ نِساء الأمَّة على الإطلاق ، ولا أعْلمُ في أمَّة محمَّد ، بل ولا في النِّساء مطلقًا امرأةً أعلمَ منها ". وقدْ تجاوز عددُ الأحاديث التي روتْها ألْفَيْن ومائة حديث عن النبيِّ ، وهي مُشتَهِرة في كُتُب السُّنَّة : البخاري ومسلم ، والسُّنن والمسانيد ، وغيرها ؛ قال الحافظُ الذهبيُّ : مُسْنَد عائشة يبلُغ ألْفَين ومائتين وعشرة أحاديث ؛ اتَّفق البخاريُّ ومسلمٌ لها على مائةٍ وأربعةٍ وسبعين حديثًا ، وانفرَد البخاريُّ بأربعةٍ وخمسين ، وانفرد مسلِمٌ بتِسعة وستِّين )) .                                               وتساؤلي .. كيف لصبية مات الرسول عنها وهي بعمر 18 سنة ( فقد كان عُمْرُ أم المؤمنين عائشة عند وفاة النبي : ثمانِ عشرةَ سنة . / نقل من أسلام ويب ) ، أن يكون لها كل هذا الكم من الأحاديث والروايات ،  ولك كل هذه                                                                                                                   الرفعة والمنزلة لعائشة ، علما أن الرسول تزوجها وهي طفلة ، لم تكن واعية ، التساؤل لم كل هذا التضخيم لهذه المرأة في الموروث الأسلامي كفقيهة وصاحبة أحاديث و.. ، وهي لم تكن مدركة لعلاقتها مع الرسول لمدة أكثر ما يمكن تقديرها بأقل من سنتين ، بين ( 16 – 18 ) عاما ، حيث توفى عنها الرسول وهي بعمر 18 عاما ! ، ماذا ممكن أن تكتسب أمرأة من علم ومعرفة في هذه المدة القصيرة ! .                                                                                                                                                                                                                                                                         * : أولا - أني أرى أن كل الأوصاف التي ذكرت بها الجنة وحور العين ، وهي أوصاف خيالية وأسطورية ، لا يمكن أن تتعلق بالمنطق والعقلانية / بشكل أو بأخر ، ولكنها أوصاف سردت في الموروث الأسلامي لأسباب كان الغرض منها دفع القوم في زمن الدعوة المحمدية للجهاد ! ، من أجل تحقيق كل ما يتمناه الرسول محمد من سلطة دنيوية !
 ثانيا - وهذا الأمر جدا موضوعي بالنسبة للعقلية المجتمعية والفكرية للعصر القبلي ، في تلك الحقبة / زمن الحقبة
المحمدية ، التي كانت تهتم بالجنس والمرأة والغلمان ! .
ثالثا – منطقي  جدا  أن تنجلي هكذا أوصاف وأخبار على مجتمع قبلي جاهلي ! ، لأنه كان مجتمعا متقبلا بكل صدق لهكذا أوصاف ، حتى وأن كانت غير منطقية .                                                                                                      رابعا - أن الرسول وظف كل هذه النصوص من أجل تجييش الجيوش لغرض الغزوات ، وفيما بعد وظفت نفس النصوص في الجهاد من قبل الخلفاء والأمراء ، والأن التأريخ يعيد نفسه بالقاعدة وداعش والنصرة ..! .                                                                                                                                                                       *  ووددت في هذا المجال أن أسرد مقتطفات من مقال للدكتور أنور ماجد عشقي ( رئيس مركز الشرق الأوسط الاستيراتيجية والقانونية ) / نقل بتصرف ، حول الجنس وحور العين بالجنة وقضية الأرهاب :                                                                                               . أوضح الدكتور عشقي في مقال كتبه في ملحق ” الرسالة ” سبب تناوله لموضوع حور العين أنه كان لأمرين : أولها استغلال الإرهابيين للشباب من المراهقين ، والإيحاء لهم بأنهم إذا قاموا بعملية انتحارية وقتلوا ودمروا فإنهم يصبحون شهداء ، وحال موتهم تستقبلهم الحور العين في الجنة .                                                                                                                                                          . أن الحور العين ليسوا للمتعة الحسية ، وذلك لأن الدوافع الجنسية غير موجودة في الجنة وآدم لم يغادرها إلا بعد انكشاف سوءته ، وأن الاستمتاع بالحور ليس جنسياً بل هو معنوي لا ندرك مداه بعقولنا الدنيوية.                                                                                                                                                                                                                                                                  . وثانيهما ، قال أن عددا من طلبة العلم وكبار المثقفين ، يعتقدون بوجود الممارسة الجنسية في الجنة ، وأضاف : حتى بلغ الشطط ببعضهم أن ألف كتاباً وأفتن في هذا التصور العدمي ، فقال بأن ( الولدان المخلدون ) الذين وردوا في القرآن هم لأهل الجنة الذين كانوا يميلون بشهوتهم في الدنيا إلى اللواط ومنعوا أنفسهم من ممارسة ذلك الشذوذ ، فإن الله سيكافؤهم في الجنة بالولدان المخلدين ، وهذا ما يشوه صورة الجنة في أذهان المسلمين ، ويبعث على السخرية من قبل أعدائهم ..
خاتمة :                                                                                                                         لا زالت هذه النصوص / المشبعة بالجنس ، توظف حتى هذا اليوم ، بالدفع بشباب المسلمين الى ساحات الجهاد ، في سوريا والعراق وليبيا .. ، ولا زالت تستقطب حتى مسلمي الغرب من أجل الأنخراط في المنظمات الأرهابية  ، وهذا دليل على نقص في الوعي وقصور ثقافي وفكري وديني لشباب المسلمين ، الأمر الذي يجب أن يعمل عليه مثقفوا العرب / خاصة ، لأخراج المسلمين من هذا السيل النصي المعبأ بالخرافات الجنسية !! .






238
                                          د . مجدي يعقوب بين الكفر و السمو                                                أستهلال :                                                                                                                                     عذرا هذا المقال جاء متأخرا ، وذلك حول تكريم الشيخ محمد بن راشد - نائب رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة للدكتور مجدي يعقوب بوشاح محمد بن راشد للعمل الإنساني لقاء جهوده في العمل الخيري والإنساني وإنجازاته الطبية والعلمية التي منحت على مدى أكثر من 50 عاماً الأمل والحياة للملايين من المرضى .                                                         
 الموضوع :                                                                                                                              وقد تلقى المكرم - د. مجدي يعقوب هجوما عنصريا تكفيريا من قبل بعض الشيوخ والدعاة ، أذكر منهم : الداعية عبدالله رشدي والذي بين أن ( العمل الدنيوي مادام ليس صادرا عن الإيمان بالله ورسوله فقيمته دنيوية تستحق الشكر والثناء منا نحن البشر في الدنيا فقط ، لكنه لا وزن له يوم القيامة : وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً ، ومن السفاهة أن تطلب شهادة بقبول عملك في الآخرة من دين لا تؤمن به أصلا في الدنيا / نقل بأختصار عن CNN في 24.02.2020) . كذلك هوجم من قبل عاصم عبدالماجد - أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية ، حيث ( شن عاصم عبدالماجد لاذعا على الدكتور مجدي يعقوب عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، واصفًا إياه بـ " الملعون " / نقل بأختصار عن موقع  الحق والضلال ) .                                                                                                                      أضاءآت :                                                                                                                                                 أولا - دكتور مجدي يعقوب .. ماذا قدم للعالم ! ، سوف لن أعدد أنجازاته / يمكن الأطلاع عليها عبر المواقع ، ولكن سأسرد أحدها ، لسبب محدد ، وهو أنه منح أمل الحياة لفرد حيث أنه ( في عام 1983 قام بعملية زرع قلب لرجلٍ إنجليزي يدعى جون ماكفيرتي ليدخل بسبب تلك الجراحة موسوعة غينيس كأطول مدةٍ يعيشها شخص بقلبٍ منقول وذلك لمدة 33 عامًا حتى توفى عام 2016 ، نقل بأختصار من https://www.arageek.com/bio/ ) . بينما المنظمات الأرهابية الأسلامية ، الذي يفتي لها المدعو عاصم عبدالماجد وغيره ، ماذا قدمت للمجتمع غير القتل والذبح والأفتاء بالسبي .. ، أي فرد يمنح أمل الحياة ومنظمات تسرق حياة الأخرين .                                                                ثانيا - د . مجدي يعقوب ، يجول العالم لجمع التبرعات لقضايا أنسانية ومن أجل بناء مؤسسات ومستشفيات طبية ، وهذا ما قام به في الأمارات ، حيث جاء في موقع / مصر الأن ، التالي أنقله بأختصار ( الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، جمع تبرعات بقيمة 360 مليون جنيه لمستشفى مجدي يعقوب الجديد للقلب في القاهرة ، وذلك خلال مبادرة صناع الأمل في دورتها الثالثة .. ) ، بينما شيوخ ودعاة الأرهاب يجمعون التبرعات من أجل بث ثقافة الدم والقتل وكره وتكفير الأخر بين الشعوب .. أي فرد يبني مؤسسات خيرية طبية للجميع ، وأخرين يبنون تلال من الجماجم .                                                                            ثالثا - د . مجدي يعقوب ، له أنجازات طبية ودورا أنسانيا مشهودا بهما عالميا ، منها ( شارك في تطوير تقنيات زراعة القلب والرئة . لقد أجرى السير مجدي يعقوب أكبر عددٍ من عمليات الزراعة الجراحية في العالم ، كما أنشأ مؤسسة مجدي يعقوب للقلب عام ٢٠٠٨ التي تمكنت من إنشاء مركز القلب بأسوان لتوفير خدمات طبية مجانية للمحتاجين ، كما أسس شبكة مجدي يعقوب للبحوث التي ساعدت في إنشاء مركز قطر للبحوثات القلبية الوعائية بالتعاون مع مؤسسة قطر وشركة حَمَد الطبية / نقل من موقعي البديل و مصر الأن ) ، أما شيوخ ودعاة الأسلام ، بماذا يفخرون ! ، هل يفخرون بأرث الطب النبوي ، الذي لا يستجيب / لا من بعيد أو من قريب ، لمشاكل العصر الطبيىة - كبول البعير ، وفق حديث رسول الأسلام ، أنقله بأختصار ( حيثُ روى أنس بن مالك الحديث التالي : قدِم رَهطٌ من عُكَلٍ على النبيِّ ، كانوا في الصُّفَّةِ ، فاجتَوَوُا المدينةَ ، فقالوا : يا رسولَ اللهِ ، أَبغِنا رِسلًا ، فقال : ما أجِدُ لكم إلا أن تَلحَقوا بإبلِ رسولِ اللهِ ؟ . فأتَوها ، فشَرِبوا من ألبانِها وأبوالِها ، حتى صَحُّوا وسَمِنوا .. ) ، والمواقع تعدد - وبلا خجل ، بأن بول البعير يشفي الكثير من الأمراض منها :  ( علاج بعض أمراض السرطان والكبد والقرحة الهضمية والقلب .. ! / نقل بأختصار من موقع موضوع ) .                                     
 ختاما :                                                                                                                                متى تشعرون بشئ من الحياء والخجل يا أشباه الرجال ! ، متى تشعرون بأن ما تصرحون به هو أدانة لكم ولأعمالكم القذرة ولدعواكم المتخلفة ودوركم المشبوه وخطابكم المدان أنسانيا ! ، أعلموا أن عالم اليوم قد تغير ! ، والأقنعة قد سقطت عنكم ، وأصبح الكل يعرفون ما تقومون به من أعمال ضد الأنسانية ! ، و يتقنون أن ما تؤمنون به هو مجرد خرافات وهلوسات ماضوية قد باتت من مفاهيم الجاهلية ، وأن تحقير وأهانة وتكفير الأخرين بات أمرا من ثقافة العصر القبلي الجاهلي في زمن الدعوة المحمدية ، التي أنتهت بموت محمد ! . 
                                 
1.3.2020

239
                           تساؤلات بين القرآن المقروء والقرآن المكتوب
المقدمة :                                                                                                                                               في محاضرة للدكتور يوسف زيدان ، يقول ما نصه : (( أن القرأن – نص مقروء والكتابة أستثناء .. العرب كانوا معتمدين على الشفاهية .. كتابة القرأن عمل سياسي وليس ديني .. الأصل للقرأن أن يتلى لا أن يكتب ..)) ، وكذلك من خلال قراءأتي القرأنية ، هناك أية - تنهج نفس ما طرح الدكتور زيدان / ضمنيا أو جزئيا وبشكل أو بأخر ، والأية تنص على : ( أنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ / 9 سورة الحجر ) ، المقولة والنص الأنفي الذكر أوقفاني كثيرا .. ومن خلال أستقراء ما سبق سأسرد بحثي المختصر  .
النص :
أولا لنتعرف على بعض تفاسير الأية 9 / سورة الحجر ، فقد جاء في تفسير الطبري ، وفق موقع / أسلام ويب ، حول تفسير الأية أعلاه التالي (( يقول تعالى ذكره : إنا نحن نزلنا الذكر "  وهو القرآن  "  وإنا له لحافظون ، قال : وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما ، ليس منه ، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه ، والهاء في قوله : ( له ) من ذكر الذكر )) . وفي الموقع التالي  www.quran7m.com ، جاء في تفسير نفس الأية أعلاه / نقل بأختصار التالي ((  التفسير الميسر : إنَّا نحن نزَّلنا القرآن على النبي ، وإنَّا نتعهد بحفظه مِن أن يُزاد فيه أو يُنْقَص منه ، أو يضيع منه شيء . ويقول السعدي : " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " ، ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ) أي : القرآن الذي فيه ذكرى لكل شيء من المسائل والدلائل الواضحة ، وفيه يتذكر من أراد التذكر ، ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) أي : في حال إنزاله وبعد إنزاله ، ففي حال إنزاله حافظون له من استراق كل شيطان رجيم ، وبعد إنزاله أودعه الله في قلب رسوله ، واستودعه فيها ثم في قلوب أمته ، وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص ، ومعانيه من التبديل ، فلا يحرف محرف معنى من معانيه إلا وقيض الله له من يبين الحق المبين ، وهذا من أعظم آيات الله ونعمه على عباده المؤمنين .. )) .                                           *  من التفسير نلاحظ أن مفردة " الذكر " ، هي مرادفة للقرأن ! ، فلم لم يقل النص القرأن مباشرة ! ، الأمر الذي يوصلنا بأن المفسرين يفسرون ما يعتقدون من أنه هو الكلام القويم . كذلك لا يمكن أن يحفظ كلام / في صدور المؤمنين ، دون توثيق ، فكيف يحفظ القران شفاها وهو أكثر من 600 صفحة / سورا وأياتا .
القراءة :                                                                                                                              1 . أن الله أنزل على موسى الوصايا العشر مكتوبة / دون الدخول في تفاصيل هذا الحدث ، فقد جاء في موقع الويكيبيديا ، ما يلي (  الوصايا العشر ، أرفع الآثار الموسوية وأبرزها في التراث اليهودي المسيحي ، تلقفها موسى منقوشة على لوحي الشريعة في جبل حوريب .. ) ، ولقد جاء في سفر الخروج / بذات المضمون السابق ولكن كان المقصود موضوعة التوراة ، ما يلي : (  أن التوراة التي سلمها الله لموسى كانت مكتوبة على لوحين من الحجارة : ثم أعطى -  أي الله -  موسى عند فراغه من الكلام معه في جبل سيناء لوحي الشهادة ، لوحي حجر مكتوبين بأصبع الله / الخروج  31/18 – نقل بتصرف من موقع www.drghaly.com ) ، وكان ذلك قبل دعوة الرسول بأكثر من 20 قرنا (  .. أن الوصايا العشر كُتبت لليهود عن طريق موسى النبي وكان ذلك حوالي 1400 سنة قبل الميلاد / نقل بتصرف من الموقع التالي : https://ar.arabicbible.com  ) ، والسؤال .. لم لم يكتب الله للرسول الأيات مكتوبة بواسطة الوحي جبريل ! ، وذلك خوفا كما قال المفسرون ( من استراق كل شيطان رجيم ) ! . ولو نزل القرأن مكتوبا كحال التوراة ، لما أستدعي الله الى عمل ما يلي ( .. وبعد إنزاله / أي القرأن ، أودعه الله في قلب رسوله ، واستودعه فيها ثم في قلوب أمته ، وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص ، ومعانيه من التبديل .. ) .                                                                             *  أذن النص المكتوب يغني عن النص المقروء والمسموع من الضياع ومن التغيير ، ولن تتيه النصوص بين الحفاظ .
2 . ولو تركنا النقطة أعلاه جانبا ، وسلمنا جدلا أن القرأن نزل متفرقاً ، وعلى دفعات يطول ويقصر الزمان فيما بينها ، وعلى فترات الرسالة المحمدية / 13 عاما ، فبأي لغة نزل القرأن !! ، أسلاميا القرأن نزل عربيا  ، وفق الأية ( أنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ / 2 سورة يوسف ) ، ولكن النص القرأني يؤكد من جهة أخرى على أن المسيح هو " كلمة الله " (  أنما الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ .. / 171 سورة النساء ) ، والمسيح كان يتكلم الأرامية ( ولقد تكلم المسيح الآرامية بالرغم من إنه سكن فلسطين لأنها اللغة التي كانت سائدة آنذاك .. / نقل من موقع التالي https://ar.arabicbible.com ) .                    *  وبما أن المسيح هو كلمة الله والمسيح يتكلم الأرامية ، أي من المنطق من أن القرأن قد نزل وحيا على الرسول بالأرامية ! وهذه معضلة عقائدية تحتاج الى أجوبة !  .
3 .  ولو تركنا النقطتين السابقتين ( 1 و 2 ) جانبا أيضا ، ونرجع الى النص القرأني الذي يقول ( .. وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ / 9 سورة الحجر ) ، والتي فسرها / السعدي " حفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص ، ومعانيه من التبديل ، فلا يحرف محرف معنى من معانيه .. " ، السؤال هنا ، هل الله حفظ القرأن ، منقطا مشكلا مضبوطا ، أم حفظه دون كل ذلك ! لأن القرأن أول ما كتب ، كان دون كل الذي ذكر ، فقد جاء في موقع / بوابة الأسلام ، التالي : ( كُتبت مصاحف عثمان خالية من النقط والشكل ؛ حتى تحتمل قراءتُها الأحرف السبعة التي نـزل بها القرآن الكريم ، وعندما أرسلها إلى الأمصار رضي بها الجميع ، ونسخوا على غرارها مصاحف كثيرة خالية من النقط والشكل . واستمروا على ذلك أكثر من أربعين سنة ) .                                                    *  والسؤال هنا ، أيعصى على الله " أن يحفظ الذكر " ، منقطا مشكلا مضبوطا ! أذن لم أنزله دون كل ذلك وأدخل القرأن بحساب التأويلات وتفسيرات المفسرين ! .
4 . وتساؤل أخر ، لم الله أنتظر الى عشرات السنين - لحين مجئ أبو الأسود الدؤلي والفراهيدي ،  لكي يكتمل القرأن بالوضع المشكل ، فقد جاء في موقع / مركز الفتوى ، التالي ( فكان " أبو الأسود الدؤلي " أول من وضع النقط للضبط فكان يضع النقطة أمام الحرف علامة على الضمة ، والنقطة فوقه علامة على الفتحة ، وإذا كانت تحته فهي للكسرة ، واستمرت الكتابة على هذا إلى أن جاء"  الخليل بن أحمد الفراهيدي" فوضع ضبطاً أدق من ضبط أبي الأسود  فجعل بدل النقط : ألفاً مبطوحة فوق الحرف علامة على الفتح ، وتحته علامة على الكسر ، وجعل رأس واو صغيرة علامة على الضمة .. ) .                                                                            * ألم يستطيع الله بقوله كن فيكون القرأن منزلا بفتراته مشكلا ومنقطا ، وفق قدرة الله ، وتأكيدا للأية التالية :    ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ  / .سورة البقرة 117 ) ، وهنا لا حاجة لا للدؤلي ولا للفراهيدي !! .
5 . أن كتابة القرأن كان في زمن عثمان بن عفان ، وذلك (  في السنة الخامسة والعشرين ، وسببه اختلاف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة فخيفت الفتنة .. /  نقل من الموقع التالي : www.denana.com ) ، وهذا الأمر يجعلنا أن نتساءل بوضع القرأن المكتوب لاحقا ، لأختلاف النصوص بين المحفوظ في ذاكرة الصحابة وبين المكتوب في الصحف / الرقاع والجلود .. ، المودع لدى زوجة الرسول    " حفصة بنت عمر " وبين ما أتفق عليه لاحقا رهط كتبة القرأن الأوائل ، وهم " زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام " ! هذا من جانب . ومن جانب اخر ، قد كان هدف الخليفة عثمان من كتابة القرأن ومن ثم أرساله للأمصار ، هدفا سياسيا ، وهو تثبيت الدولة والحكم والسلطة من وراء ستار الدين / القرأن ، وليس الهدف دينيا وعقائديا ، ولو كان كذلك لكتب القرأن في حقبة وعهد الرسول وبحياته ، ولم كتب بعد وفاة الرسول بسنين ! ، لأن الرسول أولى بهذا الأمر من غيره ! .
6 . ولكن النقطة ( 5 ) أعلاه ، نسفها د . آحمد صبحي منصور (*) نسفا ، حيث يقول في موقعه / نقل بأختصار : (( أن الرسول محمد ، كان يقرأ ويكتب ، وهو الذي كتب القرأن : إن القرأن الكريم يؤكد على أن النبي محمدا كان يقرأ ويكتب ، فأول ما نزل للقرأن هو امر إلهي : ( اقرأ ) ، والله تعالي لا يأمره بالقراءة إلا إذا كان قارئا ولا نتصور عقلأ ان يقول له ربه : ( اقرأ ) فيرفض قائلأ ( ما انا بقارئ ) ، كما لا نتصور عقلا ان يكون ذلك الراوي لتلك الرواية حاضرا مع النبي محمد حين نزلت عليه الآية ، وحتى لو حضر فكيف يسمع حوار الوحي . إذن هي رواية ملفقة ..)) ، من جانب أخر يؤكد الدكتور منصور على أن الرسول كان يقرأ الصحف ، ويبن (( .. والقرآن يؤكد على ان النبى محمدا  كان يقرأ القرآن من صحف مكتوب فيها القرآن : ( رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً ) "البينة 2" اى كان يتلو بنفسه من صحف ، وليس من أوراق الشجر او الاحجار او الرقاع )) - نقل من مقال للدكتور آحمد صبحي منصور - الأحد 06 اغسطس 2006 / موقع أهل القرأن .                                              * وهنا نكون أمام أزمة أكبر وأضخم من النقاط الأنفة الذكر ، لأن مفكر بوزن ومكانة د . أحمد صبحي منصور ، لا يمكن أن يقول قولا على هواه ، ألا أذا كان مسندا ، كما أكد ذلك في الأية أعلاه التي توثق وتؤكد ما قال ! . 
الخاتمة :                                                                                                                           * في هذه الخاتمة لهذا البحث المختصر ، سأطرح بعضا من التساؤلات : لم لم يأمر الله محمدا بكتابة القرأن ! ، من أجل الأستمرار والتواصل ، خاصة من بالنسبة للأجيال القادمة .. ولو لم يباشر عثمان بكتابة القرأن ما الذي كان سيحدث ! ، وهل من الناحية العملية أن يكون الأصل للقرأن هو " التلاوة وليس الكتابة " ! .. أيعقل أن يبقى القرأن محفوظا بالصدور الى الأبد ! ، وأن بقى كذلك ، كيف يمكن التواصل معه كعقيدة ودين بعد 100 عام مثلا ! ، فكيف الحال الأن والقرأن قد مضى عليه مكتوبا أكثر من 14 قرنا ! ، ولو كان العرب معتمدين على الشفاهية ، لعدم وجود لغة كاملة للكتابة ، لم لم ينزله الله مكتوبا منذ البدأ ، حلا للأزمة ! .. ونرجع هنا الى نفس التساؤل الأول ، لم لم ينزل الله القران مكتوبا كالتورة !! . 
* ومن جانب أخر -  بتعاقب الزمن ، ووقوع الكوارث والحروب ، وتبدل الحكام والسلاطين والأمراء وتعاقب الكتاب والنساخ والفقهاء ورجال الدين / خاصة المحكومين من قبل الحاكم ، وتغير وسائل الكتابة ، والأهم من كل ذلك  تطور الكتابة نفسها ، كلغة معتمدة كلغة اليوم - قراءة وكتابة ، من كل ذلك وغيره من تبدل الظروف ، وأختلاف وتباين الثقافات ، ونشوء المذاهب ، وبروز الطوائف ، من يقول من أن :                                           ( قرأن عثمان ) هو نفس ( قرأن اليوم ) ! .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
(*) أحمد صبحي منصور ، هو مفكر إسلامي مصري.  كان يعمل مدرسًا في جامعة الأزهر ، لكنه فُصل في الثمانينيات بسبب إنكاره للسنة القولية ، وتأسيسه المنهج القرآني الذي يكتفي بالقرآن مصدرًا وحيدًا للتشريع الإسلامي . الان مستقر في الولايات المتحدة  .. أنشأ مركزه الخاص تحت اسم المركز العالمي للقرآن الكريم . وينشط الدكتور منصور الآن في نشر مقالاته في بعض مواقع الإنترنت ، واشتهر الدكتور منصور بموقفه المعارض لفكر الجماعات الإسلامية / نقل بتصرف من الويكيبيديا .




240
                                         
                                        تساؤلات بين الحضارة والأسلام

أستهلال :
المقال هو مجرد أضاءة ماضوية تبحث عن تساؤلات بين الحضارة والأسلام ، مع بعض التقاطعات والأضافات التي ستطرح بأعتبارها من ضرورة السرد .

المقدمة :
لكي نطرح تساؤلاتنا لا بد لنا من مدخل ، وهذا أراه عن طريق طرح تعريف هاتين المفردتين بشكل عام ومختصر :                           * الحضارة - قال " رالف بدنجتون" : إنّ حضارة أيّ شعبٍ ما هي إلا حزمةُ أدواتٍ فكريّة وماديّة تُمكّن هذا الشعب من قضاء حاجاته الاجتماعية والحيوية بإشباع وتُمكّنه كذلك من أن يتكيّف في بيئته بشكلٍ مناسب . بينما عرف " إدوارد تايلور" الحضارة بأنّها : الكلُّ المركب الذي يجمع بداخله جميع المعتقدات ، والقيم ، والتقاليد ، والقوانين ، والمعلومات ، والفنون ، وأيّ عادات ، أو سلوكات ، أو إمكانات ، يُمكن أن يحصل عليها فردٌ ما في مجتمعٍ ما . ويُمكن تعريف الحضارة في النّهاية على أنّها إرثُ الإنسان المادي والمعنويّ الذي خلّفه في الماضي ، والذي اعتمد عليه الإنسان لإكمال مسيرة حياته وتقدّمه الحالي ، سواءٌ أكانت مظاهر معنوية كأسلوب الحياة ، والمعيشة اليومية ، والعلوم ، والمعارف ، أو أدواتٍ ووسائل ماديّة بقيت أثراً لوجوده كالبُنيان ، والمسكوكات ، والأعمال اليدوية المختلفة ؛ مثل الخزف ، والفخار ، وغيرها . / نقل بتصرف من موقع موضوع . كوم .                                                                                                                  * أما الأسلام – / نقلا عن المواقع ، هي ديانة إبراهيمية وسماوية ، وهو ثاني الديانات في العالم من حيث عدد المعتنقين بعد المسيحية ، والمعنى العام لكلمة الإسلام هو الاستسلام لله ، أي تسليم كامل من الإنسان لله في كل شؤون الحياة ، يؤمن المسلمون أن الإسلام آخر الرسالات السماوية وأنه ناسخ لما قبله من الديانات ؛ كما يؤمن المسلمون بأن محمدًارسول مرسل من عند الله ، وخاتم الأنبياء والمرسلين ؛ وأن الله أرسله إلى الثقلين ( الجن والإنس ) . ومن أسس العقيدة الإسلامية الإيمان بوجود إله واحد لا شريك له هو الله ، وكذلك الإيمان بجميع الأنبياء والرسل الذين أُرسلوا إلى البشرية قبل محمد ، كالنبي إبراهيم ويوسف وموسى والمسيح عيسى بن مريم  والإيمان بكتبهم ورسائلهم التي بعثهم الله بها كي ينشروها للناس ، كالـزبور والتوراة والإنجيل وصحف أبراهيم . / نقل بتصرف من الويكيبيديا .                       * أضاءة أستباقية ، حول " أن الله أرسل محمدا إلى الثقلين ( الجن والإنس ) " ، وتساؤلي هل للجن دين أو معتقد ! ، وهل  قرأنا من جن في الكتب المقدسة / التوراة والأنجيل ، كان يدين باليهودية أو بالمسيحية ! .. أرى أن هذا الوضع يشكل أشكالية فكرية  في المعتقد الأسلامي ! .

القراءة :
أولا - شخصيا أرى " أن الحضارة هي نسق تراكمي معرفي للحياة من شتى الميادين الأجتماعية والعلمية والأقتصادية والثقافية .. التي  تمتزج مع نهج المجموعات البشرية وفق سلوكهم وتقاليدهم وأعرافهم وقيمهم وضوابطهم ، سعيا من أجل حياة مجتمعية أفضل للأجيال المستقبلية . " ، فهل هذا يتفق أو يتماشى مع العقيدة الأسلامية ، شخصيا أرى الجواب هو  :  " لا " ، للأسباب التالية – على سبيل المثال وليس الحصر :- 
1 . الوضع الأسلامي كنشأة تكون في الجزيرة العربية / بيئة صحراوية رملية جافة حارة ، وهذا أنتج مجتمعا قبليا عصبيا حادا ، قيما وتقاليدا وأعرافا ، وبين أبن خلدون / بهذا الصدد ، بأن " للبيئة أثرا واضحا في تكوين الصفات البيولوجية للأنسان ، مما يُقرّر أثرها على عاداته ، وسلوكاته ، وعقله ، وقراراته ، حيثُ قال بأنّ للمناخِ دوراً مهمّاً ورئيساً في الأمر ؛ فإن كان المُناخ في منطقة ما حاراً فستتولّد أفكارٌ ، وعادات ، وتقاليد ذات طبيعة صلبة وحارّة ، أما إن كان مُعتدلاً فسينتجُ عنه أفكار وتقاليد معتدلة.. " . لذا أرى أن الوضع المجتمعي الأسلامي الزمكاني ليس من اليسير أن يقبل أو أن يتعايش مع وضعا أخر !! ، لذا نهج الأسلام مبدءا عدائيا لباقي المجتمعات تحت مسمى " الفتوحات  / عدة حروب خاضها المسلمون بعد وفاة الرسول محمد ضد بيزنطة والفرس والقوط في السنوات ما بين (632–732) في العهدين الراشدي والأموي " .. لأجله أرى أن الأسلام منذ بداياته ، لم يكن مستعدا لقبول باقي المجتمعات ، لذا فهو غزاها  بدعوى نشر الاسلام ، بدلا أن يتعايش معها ، ولهذا فقدت الحقب الأسلامية الأولى ، جذب التراكمات الحضارية للأمم الأخرى ! .
2 . العقيدة الأسلامية تطبق شريعة خاصة ومحددة بها في مجال القصاص ، وٍأستناول مفردة واحدة كمثال ، وهي عقوبة السارق ، أسلاميا قصاصها قطع يد السارق ، فقد جاء في سورة المائدة ، التالي " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 38 " ، وفي تفسير الأية  لأبن كثير : ( يقول تعالى حاكما وآمرا بقطع يد السارق والسارقة ، وروى الثوري عن جابر بن يزيد الجعفي عن عامر بن شراحيل الشعبي أن ابن مسعود كان يقرؤها : " والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما " . وهذه قراءة شاذة ، وإن كان الحكم عند جميع العلماء موافقا لها ، لا بها ، بل هو مستفاد من دليل آخر .. ) .                                                                                                                                          بينما عقوبة السارق وفق القوانين المدنية ، هي بعيدة كل البعد عن هذا المفهوم القاسي الشنيع ، فمثلا : ( نص المشرع العراقي على عقوبة جريمة السرقة في الماده 446 عقوبات و حددها بالحبس اذا لم تقترن بأي من ظروف التشديد الوارده في المواد 440 و 445 عقوبات ومن هذا النص يتضح أن المشرع قد أطلق لفظ الحبس وهذا يعني أن لمحكمة الموضوع سلطة تقديره في أن تقضي بعقوبه الحبس ما بين حديها الأدني 24 ساعه والإعلى 5 سنوات ولكون جريمة السرقة من الجنح فإن مدة العقوبة تنحصر بين أكثر من 3 أشهر إلى 5 سنوات على وفق الماده 26 عقوبات ويلاحظ أن المشرع أجاز تبديل عقوبة الحبس بالغرامة اذا كانت قيمة المسروق لا تزيد على دينارين / نقل بتصرف من موقع القانونيين العرب ) .                                                                                                * هنا يتضح أنه هناك بونا واسعا بين الأحكام الأسلامية ، وبين الأحكام المدنية ، التي تتطلبها الحياة المجتمعية المتحضرة ، وكما هو جلي / من المثال أعلاه ، أن الفرق واضح في عقوبة السرقة ، التي تتمثل أسلاميا بقطع يد السارق وبين الحبس أو الغرامة في القوانين المدنية ! .
3 . يمكن القول أن بواكير التطور في الوضع المجتمعي الأسلامي حصل بأنشاء دار الحكمة ( بيت الحكمة أو خزائن الحكمة ، وهي أول دار علمية أُسِّسَ في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ، واتخذ من بغداد مقرًا له ومن أبرز مترجمي الدار يوحنا بن ماسويه وجبريل بن بختيشوع وحنين بن أسحاق وكثير من العلماء العرب واليهود والنساطرة والفرس .. / نقل بأختصار من الويكيبيديا ) .                                                                                                                         * وحتى بيت الحكمة ( تتبع أثر تأسيس بيت الحكمة يشير إلى أنه في خلافة أبي جعفر المنصور135  هجري / 752  ميلادي -158  هجري / 774   ميلادي ، وليس بخلافة هارون الرشيد  ) ، لا يحسب حضاريا على العهد الأسلامي ! ، وذلك لأن معظم أعمدة بيت الحكمة لا ينتسبون عقائديا للأسلام ، كما أن اكثرهم ليسوا عربا !! ، كما أن معظم العلماء والفلاسفة الذين يفتخر على أنهم مسلمين ، ويدعون بأنهم بناة حضارة عربية أسلامية فمعظمهم ليسوا مسلمين بل ملاحدة وزنادقة وحتى أن بعضهم كفرة / على سبيل المثال وليس الحصر التالي ، أورد بعضهم ( أبن المقفع / عبد الله بن المقفع [ت : 145 هـ] كان مجوسياً فأسلم ، وكان يتهم بالزندقة . الجاحظ – عمرو بن بحر  [ت : 255 هـ]: من أئمة المعتزلة ، تنسب إليه البدع والضّلالات ، حتى قيل : (يا ويح من كفّره الجاحط) . حكى الخطيب بسنده ؛ أنه كان لا يصلي ، ورمي بالزّندقة ، وقال بعض العلماء عنه : ( كان كذاباً على الله وعلى رسوله وعلى الناس ) . الكندي / يعقوب بن اسحاق  [ت: 260 هـ]: من أوائل الفلاسفة الإسلاميين ، منجّم ضال ، متهم في دينه كإخوانه الفلاسفة ، بلغ من ضلاله أنه حاول معارضة القرآن بكلامه . الرازي / محمد بن زكريا الطبيب [ت: 313 هـ]: من كبار الزّنادقة الملاحدة ، يقول بالقدماء الخمسة الموافق لمذهب الحرانيين الصابئة ، وهي الرّب والنفس والمادة والدّهر والفضاء ، وهو يفوق كفر الفلاسفة القائلين بقدم الأفلاك ، وصنّف في مذهبه هذا ونصره ، وزندقته مشهورة . الفارابي / محمد بن محمد بن طرخان  [ت: 339 هـ] من أكبر الفلاسفة ، وأشدهم إلحاداً وإعراضا ً، كان يفضّل الفيلسوف على النبي ، ويكذّب الأنبياء . ابن سينا / الحسين بن عبد الله [ت: 428 هـ]  إمام الملاحدة ، ضال مضل ، من القرامطة الباطنية ، كان هو وأبوه من دعاة الإسماعيلية ، كافر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم بالآخر . /  نقل من faysaljalloul.wordpress.com ) .                                                                     * حتى أن أكبر البارعين في النحو والأدب ، كان من الفرس .. ك " سيبويه " 765 – 796 م ( عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء ، يُكنى أبو بشر ، الملقب سيبويه : إمام النحاة ، وأول من بسّط علم النحو .. ) .
4 . أذن لم تكن لدينا نواة / مؤهلات ، حضارة حتى يمكن أن تتفاعل أو أن تتراكم منتجاتها مع مثيلاتها من حضارات الأمم ، وذلك لأن معظم الرجال من علماء وفلاسفة لا ينتمون للعربية والأسلام معا ، وحتى الشعر الذي يشتهر به العرب ، ليس حضارة ،  بالرغم من أن الشعر من ضمن صنوف الأدب ، فالمتنبي 915 – 965 م ، بالرغم من مقامه الرفيع شعرا ، فهو لم يبني حضارة ، وهو عربي قح ( هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي المولد ، نسب إلى قبيلة كندة نتيجة لولادته بحي تلك القبيلة في الكوفة لا لأنه منهم . عاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاءاً في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان من أعظم شعراء العربية ) .. بل بنى قامة من الكبرياء والرفعة والعزة ، وهذه المزايا ليست نواة حضارة ! .                                                                                                                               * ما قصدته بأن الحضارة الأسلامية لا تبنى على أكتاف الأخرين ، لأن الحضارة تبنى من تراكمات جهود ذاتية لمجتمعات مختلفة تتقبل ثقافات الأخر .                         
ثانيا - لا يمكن أن يكون هناك تلاقحا حضاريا بين الأسلام كدول والأمم المتحضرة / كأميركا والدول الغربية واليابان .. ، وذلك لأن الأسلام يأمر بقتال غير المسلمين ما لم يسلموا ، وفق حديث الرسول ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله ) ، ومن جانب أخر أن الحضارة تنهج تقبل الأخر بغض النظر عن العرق والأثنية والدين والمعتقد واللون و .. ، فكيف والأسلام يأمر بنسخ كل الأديان - ما قبله وما بعده ، ويعتقد بأنه فقط الدين الألهي الوحيد ! وفق سورة آل عمران ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحساب 19 ) .. أذن الأسلام في واد والعالم بأجمعه في واد أخر ، ولذا سيبقى الأسلام بتابعيه منعزلا متقوقعا على نفسه دون تطور وتمدن وتحضر !! والشاهد على ذلك قول الرسول :  ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً ) !! .

19.02.2020

241
                                                  شيوخ الأسلام وحجب الحقيقة عن المسلمين


الموضوع :
   بالرغم من " الكم الهائل من الكتب والبحوث والمقالات المنشورة والمطبوعة ، يضاف الى هذا عدد كبير من البرامج والمناظرات والمقابلات والندوات والمحاضرات " ، التي تنصب كلها في نقد الموروث الأسلامي ، من قبل كتاب غير مسلمين وعلمانيين وعقلانيين وملحدين ، وأيضا من قبل عدد أخر لا يستهان به من المفكرين المسلمين المتنورين والمجددين .. ولكني لا زلت أرى أن مضمون هذا النقد لم يلمس شغاف عقلية وفكرعموم المسلمين ! ، وحتى نكون أكثر موضوعية يمكن أن نقسم / نصنف ، المتلقين لهذه الموضوعات من المسلمين الى ما يلي : ( فئة أقتنعوا بهذا النقد علانية وأوضحوا رفضهم لهذا المعتقد ، وفئة قبلت هذا النقد بصراحة رافقها نوع من التحسب والتوجس ! ، وفئة أقتنعت باطنيا وأخفت رفضها للموروث لأعتبارات أجتماعية أو قبلية أو سياسية أو لهواجس التهديد .. ، فئة أخرى بقت مترددة بين اليقين والشك من مضمونه ، أما السواد الأعظم فبقت على أعتقادها أما جهلا بالبحث والتقصي ، أو لأنها ضمن الطبقات التي لا تقرأ ، والتي أتبعت ما كان عليه أبائهم وأجداده ، ويمكن أن يطبق على الفئة الأخيرة /  مع مراعات و أختلاف سبب النزول ، الأية 104 من سورة المائدة ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا  ) ، أي حالهم كحال عرب الجاهلية الذين رفضوا هذا المعتقد الجديد في حقبة الدعوة المحمدية ! ، وبقوا على دين أبائهم وأجدادهم . 

القراءة :
أولا - شخصيا أن أدعوا الى تحلي رجال وشيوخ الأسلام خاصة الأكاديميين منهم بالعلمية والشفافية ، وذلك بكشف المستور وفضح الزوايا والعوالم المظلمة في هذا الموروث الذي بات مسكوت عنه من أجل التنفع والأتجار به ! ، وذلك لأن شيوخ الاسلام هم المستفيدين الوحيدين من هذا التيه المعلوماتي والأسطرة والبنيان النصي الحكواتي والسرد الخرافي للوقائع والحوادث .
ثانيا – أن التستر على العوالم المظلمة للموروث الأسلامي ، هو عملية حجب تسليط نور الحقيقة على هذه العوالم الخفية ! ، وهذا الأمر يزيد من عملية تجهيل وتسطيح لعقلية عموم المسلمين ، وذلك من أجل أبقائهم تحت سيطرة المؤسسة الدينية المتسلطة بشتى تسمياتها و جعلها تأتمر وفق توجيهات المرجعيات المذهبية المتعددة .   
ثالثا – ليس من المنطق من أن شيوخ الأسلام خاصة المؤهلين منهم علميا ! ، لا يعرفون أن " شرب بول البعير و أرضاع الكبير والمتعة وقطع يد السارق والجلد والسبي وملكات اليمين وحور العين .. " وغيرها الكثير من النصوص ، هي مفردات لموضوعات مستقات من مستنقع جاهلي لعقلية بدوية مضى عليها أكثر من 14 قرنا ! .
رابعا – أن قول الحق في حقيقة الموروث الأسلامي هي " فضيلة " ، وقول الحق تجعلك محترما ، أما السكوت عنه فتجعلك كالنعامة التي تغرز رأسها بالتراب وجسمها ظاهرا .. وأظن أن الشيوخ يعرفون الحديث التالي لجمهرة العلماء ، والذي يمثل الساكت عن قول الحق ب " شيطان أخرس " ( الساكت عن الحق شيطان أخرس ، والناطق بالباطل شيطان ناطق ، فالذي يقول الباطل ويدعو إلى الباطل ؛ هذا من الشياطين الناطقين .. / نقل من موقع أبن باز ) .                                            فأما أن تبقوا أيها الشيوخ شياطين !! ، أو أن تخرجوا من شرنقة الشيطنة والدجل الى أرض الواقع المتمدن المتحضر للقرن الواحد والعشرين وأن تنيروا عقلية جموع المسلمين بحقيقة الموروث الأسلامي ! .


242
المرجعية الشيعية في العراق .. المخفي والمعلن
  لدين ليس صلاة ومواعظ وتجارة كلام ، أنما الدين هو خدمة الراعي لرعيته .. كاتب المقال
تنويه : أقر أن هذا المقال المختصر هو غير تام وغير كامل ، ومن المؤكد أن مضمونه لا يشمل كل المرجعيات ، وذلك لأنه غير مشخصن ، ولكنه مجرد أشارة مقتضبة وعامة عن وضع المرجعية في العراق بعد 2003 .
الموضوع :
 * بعيدا عن عقيدة الأسلام كدين ، وبغض النظر عن دعوة محمد وحقيقتها .. ، ولكن من الضروري أن نقول أنه في زمن رسول الأسلام وآل بيته والأئمة الأثنى عشر والصحابة والتابعين .. أنهم كانوا بين الناس ، ويأمون الناس في صلاتهم ، ليس من حاجز بينهم وبين العشيرة أو القبيلة ، يحكمون و يستشار برأيهم ، يشكى أليهم نزاعا فيقضون ، في الغزو هم الأولون ، وفي السبي والغنائم يتقدمون على الأخرين .. وبالنسبة لتوزيع الغنائم ، ودون الدخول في حيثيات هذا الأمر ، يتبعون / عموما ، الآية التالية ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدير 41 / سورة الأنفال ) ، (( والتي تفسيرها وفق " الطبري " القول في تأويل قوله : فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ . قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك . فقال بعضهم قوله:  فأن لله خمسه  ، مفتاحُ كلامٍ ، الدنيا والآخرة وما فيهما ، وإنما معنى الكلام : فإن للرسول خمسه .. )) . فهكذا / بشكل أو بأخر ، كانت آلية توزيع الغنائم قديما .
* أما دور ونهج أئمة المسلمين في العراق ، مراجع الشيعة تحديدا / على سبيل المثال وليس الحصر – ومراجع السنة ليس بأفضل منهم  ، فمراجع الشيعة في واد والناس في واد أخر ، يأخذون الخمس ، وفق الآية أعلاه ، ثم يرجعون على ما تبقى منه لينهبوه هم أو مريديهم أو من حسبوا عليهم - من أعوان وخدام ومرددين ومقلدين و .. ، وبالنتيجة جل الأموال تذهب الى أيران بطريقة أو بأخرى ، وذلك لفقدان الولاء الحقيقي للعراق ! ، مرجعية فضلها على المذهب فقط في طبخ القيمة ، واللطم والتطبير وتسيير مواكب الزيارات لكربلاء والنجف ، وتحليل المتعة ، ونشر البدع : كتقبيل أحذية الزوار ، التمرغل بالتراب والطين ومسيرة الزحف على الأرض وصولا لكربلاء والنجف ، أما وضع الشعب فعلى حاله جائع هالك ، مغييب العقلية !! . مرجعية لم تنصف الشعب من جور وظلم ولصوصية ونهب الحكام الجدد !! ، بل ألتزمت الصمت ، فبالأحرى هي  : " مرجعية مغيبة " ، يتاجرون بالدين .. مرجعية / معظمهم ، قابعين في خلوتهم ! لا يصلون مع الناس ولا يظهرون أليهم ، هناك ستار وحاجب ووكلاء بين المرجعية وبين الرعية ، لذا الرعية تاهت حافية من لهثها على لقمة العيش ، والراعي في خلوته يعد ويحسب مما أتاه من الخمس ! .
* أين المرجعية من مقولة " الساكت عن الحق شيطان أخرس " - وهو حديث عن رسول الأسلام - غير مؤكد ، ولكنه ورد في مصدر " الرسالة القشيرية " للإمام أبي القاسم القشيري ( ص 62 : باب الصمت ) / نقل من موقع التالي  https://www.saaid.net ، وبغض النظر أن كانت هذه المقولة حديثا لرسول الأسلام أم لا !! ، لماذا تصمت المرجعية عن قول الحق لحكومة فاسدة ظالمة جائرة ! ، ألا أذا كان هناك تلاقي للمصالح ، من قبل كل الأطراف / بما فيها أيران ، في ظلم وسحق الشعب العراقي ، وتجهيله وتغييبه بنفس الوقت ! .                                                   
 آخيرا ، لم لا تصدر المرجعية فتوى تحث على الأنقلاب على الطغمة القابعة في المنطقة الخضراء ! ، لأستئصال الشر من جذوره .. ولكن كل هذا يستوجب : " مرجعية ناطقة " وليس " مرجعية صامتة "  كصمت الموتى ! .                       

243
                                   جامعة هارفارد واالقرأن ومبدأ العدالة
الموضوع :                                                                                                                                     طالعتنا الميديا بأن جامعة هارافارد الأميريكية ، أعتبرت القرأن أفضل كتاب للعدالة ، وأنقل ما كتبه أحد هذه المواقع بأختصار ، موقع البشائر ، في 20.01.2020 (  صنفت جامعة هارفارد الأمريكية القرآن الكريم كأفضل كتاب للعدالة ، وذلك بعد دراسات علمية مطولة بحثت بشكل مكثف قواعد العدالة التي يحتويها القرآن الكريم ، وخصت بذلك النص التالي ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا، 135 / سورة النساء ) ، أنتهى .          ووفق تفسير الطبري لهذه الأية ، أنقل شرح النص وبأختصار ( وهذا تقدُّم من الله تعالى ذكره إلى عباده المؤمنين به وبرسوله (1) أن يفعلوا فعل الذين سَعَوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر بني أبيرقٍ أن يقوم بالعذر لهم في أصحابه ، وذَبَّهم عنهم ، وتحسينَهم أمرهم بأنهم أهل فاقة وفقر . يقول الله لهم: " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين بالقسط" ، يقول : ليكن من أخلاقكم وصفاتكم القيام بالقسط (2) =يعني: بالعدل=" شهداء لله  " .
تعقيب لبعض المواقع :                                                                                                               ولكن بعض المواقع نقلت خلاف ذلك ومنها موقع سبوتنك عربي في 21.01.2020 ، حيث بينت التالي ( واعتمدت بعض المواقع الرسمية الخبر المتداول / حول عدالة القرأن ، فبحسب " دار المعارف " ونقلا عن " الموقع الرسمي للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة " فقد استشهدت لجنة التصنيف في جامعة هارفارد ببعض آيات القرآن الكريم في عمليات التقييم النهائي . ) ، ثم يكمل الموقع ( هارفاد لم تصدر أي بحث حول القرآن : أما قناة " الجزيرة " فذكرت أن جامعة "هارفارد" لم تقم بأي تصنيف للقرآن ، وأن الخطأ وقع بسبب قيام كلية القانون في الجامعة في عام 2013 بوضع سلسلة تحمل اسم " سلسلة العدالة " ووضعت الآية رقم 135 من سورة " النساء " / المذكورة في أعلاه ، على إحدى بواباتها ، واعتبرتها إحدى أقوى الدلائل على عدالة القرآن . وترجمت الجامعة الآية إلى اللغة الإنكليزية ووضعتها على البوابة الرئيسية لمكتبتها في كلية القانون ، وبحسب موقع الكلية في الجامعة فإن السورة تتعامل " بشكل أساسي مع التزامات ومسؤوليات المرأة في المجتمع الإسلامي ، لكنها تتناول أيضًا الميراث والزواج ، وأهمية الصدق في الشهادة " لكن الجامعة لم تصنف القرآن كأفضل كتاب للعدالة . ونشرت العديد من وسائل الإعلام العربية خبر تصنيف الجامعة للقرآن كأفضل كتاب للعدالة ، وحصل الخبر على استحسان الكثير من المتابعين ، لكن من دون التأكد من صحته . ) .              كل ما سبق منقول حرفيا من المواقع .                                                       
القراءة :                                                                                                                                بداية أود أبين أن الخبر غير دقيق ، لأن الجهة التي تبنت الأمر هي كلية القانون ، ولم تقوم جامعة هارفارد بأي بحث أو تصنيف بهذا الشأن ، حول عدالة القرأن ! ، وكل التفاصيل موضحة في أعلاه ، تساؤلي هنا هل من الممكن أعتبار القرأن أفضل كتاب للعدالة ! .. لأجله سأورد في التالي ، غيضا من فيض من أنه ليس من الممكن أعتبار القرأن بأي حال من الأحوال كتابا له شأن في العدالة أو المساوات ! ، وذلك من خلال عرض بعض النصوص التي تقاطع مبدأ العدالة :                                                                   أولا – النص القرأني ليس فيه عدالة ربانية أصلا ! ، لأنه يظهر الله بالمعذب ولا يظهره ب " العادل " ، وهذا موضح في النص التالي " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) / سورة النساء " ، جاء في شرح هذا النص وفق الطبري ، التالي ( - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن ثوير ، عن ابن عمر: " كلما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها "، قال : إذا احترقت جلودهم بدّلناهم جلودًا بيضًا أمثالَ القراطيس .  - حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: " إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارًا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودًا غيرَها "، يقول : كلما احترقت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرَها  ) .                                                                                           ثانيا - ان القرأن يصنف البشر بطريقة غير عادلة ، فمنهم مسلمين والباقي كفار وجبت عليهم الجزية ! ، وفق النص التالي ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ  / 29 سورة التوبة ) .                                                                       ثالثا - هناك أجحاف كبير بحق المرأة بالنسبة لتوزيع الأرث ، لأنه يمنح الرجل ضعف حصة المرأة ، وذلك وفق النص التالي " يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ ... إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11)سورة النساء " .  وكذلك بالنسبة للشهادة ، فشهادة أمرأتين تعادل شهادة رجل واحد ، وذلك وفق النص الأتي ( وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى / سورة البقرة ) ، ويعلل ذلك المقسرين بما يلي ( وَهُوَ سُبْحَانَهُ أَمَرَ بِإِشْهَادِ امْرَأَتَيْنِ لِتَوْكِيدِ الْحِفْظِ ; لأنَّ عَقْلَ الْمَرْأَتَيْنِ وَحِفْظَهُمَا يَقُومُ مَقَامَ عَقْلِ رَجُلٍ وَحِفْظِهِ ./ انظر إعلام الموقعين ج1 ص 75 – نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) ، وهذا غير مقنع ! .       * كما أن رسول الأسلام يصف المرأة بأقذع الأوصاف ، حيث قال « يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ »  فَقُلْنَ : وَبِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: « تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ » / هذا ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما صحيح البخاري (1/68) ، صحيح مسلم (1/86) واللفظ للبخاري بسنده عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ – نقل من موقع الأئمة الأثنى عشر .                                                                                  رابعا - القرأن وفق نصوصه حلل السبي أو ملك اليمين ، وفق الأية التالية ( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم فإنهم غير ملومين / سورة المؤمنون ) ، والسبية : " هي تلك المرأة التي وقعت في الأسر والتي تم أسرها في أرض المعركة سواء بقتال أو بدون قتال حتى أنها إذا كانت تقاتل مع الرجال أي محاربة جاز للأمام أن يقتلها أو يسترقها أو أن تقوم بفدية نفسها بالمال ، ويجوز له في تلك الحالة الاستمتاع بها مثل زوجته وذلك دون غيره من الرجال الآخرين وذلك يكون من غير أن يعقد عليها أو يقدم لها مهراً أو شهوداً " ..                                                         
* الحكم بعدالة أو بتقييم أي كتاب لا يتم بأختيار نصا أو مقطعا منه ، العدالة مضمون وبنية ومفاهيم للكتاب بمجمله ، خاصة في كتاب / القرأن ، مصادره التي نهل منها متعددة / اليهودية والمسيحية ومن قيم الجاهلية قبل الأسلام وغيرها ، وأن أي تقييم لأي كتاب لا يعتمد على أستقطاع نصوص مجتزأة منه ، بل يجب النظر للكتاب بكل ما قدم من قيم للبشرية ! .

244
قراءة لحقبة رجال الدين في عراق ما بعد 2003

 ( أستأصلوا رجال الدين من العراق ، لأنهم نار حرقوا الشعب ، وأحالوه حطبا يدفئؤن به أرجلهم القذرة . / كاتب المقال )   
أستهلال :                                                                                                                              بما أن الحال السياسي في العراق كحكم وسلطة هو شيعي بامتياز ، فالمقصود بمقولة " رجال الدين " ، هم رجال الدين من الشيعة ، ولكن هذا ليس يعني بأن رجال الدين السنة أفضل أو خارج نطاق الشبهات ، لأن " الكل في الهوى سوى "! .   
الموضوع :                                                                                                                               * المشهد العراقي السياسي والديني بعد 2003 مثير للجدل ، حيث أعتلت ثلة من رجال الدين الواجهة التامة للعراق .. ، أصبحوا يقررون ويفصلون ويحكمون ويصادرون ويمتلكون .. بغير حساب ! ، لا رقيب عليهم ولا سيطرة على نهجهم ! ، معتبرين أنفسهم سادة العراق ، فبعد أن كانوا ليس لديهم اللظى أصبحوا يمتلكون مليارات الدولارات .. من قصور وفيلات في كل أنحاء العالم .                                                                                                                    * وتزامنا مع هذا الأمر تشكلت مليشيات تأتمر برجال دين ، وأخرى يرأسها تابعين لرجال دين ، أكبرها جيش المهدي / مقتدى الصدر ، ومنظمة بدر / هادي العامري ، ووفق أحصائية 2014 هناك 30 مليشيا شيعية ، معظم هذه المليشيات تنهب وتقتل وتخطف وتبتز بأسم الدين وتحت مظلة المذهب ! .                                                                    * خلال الفترة من 2003 ولغاية الآن أيضا ، كل أمر جلل وكل قرار مفصلي أو حدث مهيب ، ينظرون به الى رأي المرجعية ! ، والمرجعية هم رجال دين وليسوا رجال دولة أو سياسة ! ، كما أنهم لم يواكبوا الحاضر لأنهم طاعني السن ، منعزلين عن العالم ، فالمرجع الأكبر علي السيستاني تولد 1930 ، أيراني ، وأبنه محمد رضا هو الذي يدير أعمال والده ، علما ان المرجع السيستاني لم نراه متكلما أو خطيبا أو جليسا ألا بالصور فقط ! .. والسيستاني بذاته كان بأستطاعته - مثلا ، أن يفتي بعدم قتل المتظاهرين / أكثر من 600 شهيد وألاف الجرحى ! ، لكنه لم يفعل !!! ، والتساؤل هنا لم لم يفتي السيستاني بذلك !! .                                                                                                                                              * وأن السياسيين بعد 2003 ، ومنهم المالكي والجعفري والعامري والحكيم والشابندر وغيرهم ، كانوا قبل ذلك مجاهدين في أيران ضد أبناء وطنهم - خلال حقبة الحرب العراقية الأيرانية ! ، ولديهم حتى أفلام مصورة في جبهات العراق ك محمد باقر الحكيم والعامري وغيرهم .. ويأتمرون أيضا من قبل رجال الدين / مرجعية ايران .                                                                                                          * معظم المذكورين في أعلاه تابعين لأيران ، أو ذيول لها ، أو يأتمرون بأمرها ، أو عملاء لها ، لأنهم تربوا سياسيا في أيران ، أو ولدوا فيها ، أو تنظموا وعملوا وحاربوا أبناء جلدتهم من أيران ، وكانوا أشد تعذيبا للأسرى العراقيين من غيرهم .. وتحت مظلة رجال الدين / مؤسسة الولي الفقيه .                                                                                                                                   * أذن لا قرار سيادي في العراق ! ، لأن الكل " ذيول " بشكل أو بأخر لأيران ! ، فالقرار أيراني ، المصيبة الأعظم أن الكل يتكلم .. بقال محمد وقال علي وقالوا آل البيت ، وذكر هذا القول في الحديث الفلاني ، أو نسب هذا النص بالأية تلك .. وهكذا ! ، والكل مختلفون مع بعضهم البعض ، الكل ضد للأخر ، الكل يدعون النزاهة والنضال ، وما يجمعهم فقط - هو أنهم سراق ولصوص ، لا يعملون للعراق ! ، لأنهن عراقيين فقط بالأسم ! – وأكثر هؤلاء من رجال الدين .                                                           * من مهازل الزمن ، تحت قبة البرلمان العراقي هتف النواب لقاسم سليماني / قاتل المتظاهرين ، وهذا أشكال كبير ، لأن البرلمان منتخب من قبل العراقيين ، والمفروض النواب عراقيين أيضا ، ولكن الظاهر ان الحضور الشيعي للجلسة قد باعوا أنفسهم وولائهم وظمائرهم لأيران ! ، دون أي أكتراث لدماء الشهداء ، فلا سيادة ولا أستقلالية حتى في البرلمان .
 أضاءة :                                                                                                                                   المضحك المبكي .. كل المجاميع أنفة الذكر ، من رجال دين أو من يحسبون على رجال الدين ، مليشيات وأحزاب ، وحتى السياسيين ، جباههم معلمة من أثر السجود ! وفق النص القرأني ( تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ.. 29 / سورة الفتح ) .. ولكنهم لصوص ، سرقوا قوت الشعب المقهور ، بأسم الدين ، ولا زالوا يأمون الشعب ، والشعب يصلي وراءهم ، خطبهم بليغة ! ، وعتدهم جاهزة ، وقت الظهور وهي : " الخاتم والسبحة والسجادة " ولقبهم أما " حاج " أو " سيد " ! ، وهم مستغلين لذات الله ولمحمد ولعلي و لآل البيت في الحكم وفي اللصوصية ! ، فرجال الدين أعينهم على الحياة الدنيا ، وأرجلهم تتدفأ على الشعب المحال حطبا !! . .
 

245
                                       الاسلام و مفهوم " الحرب والسلام " 
                                                     
 العرب أمة تعيش في الماضي وإن التاريخ يلهمها أكثر مما يعلمها في الواقع لذلك فهي لا تحسن التعامل مع الزمن الذي تعيشه وهذا هو السبب في تخلفها . - عبد الرحمن المنيف
مقدمة :                                                                                                                                   من المنطق أن ينعكس مفهوم الحرب والسلام على سيرة معظم الرجالات ، ومنهم الأنبياء والرسل والملوك والقادة .. ، ولكننا لم نلحظ ألا مفهوم الحرب بمفرده مهيمنا على سيرة ومفاصل ومحاور حياة رسول الأسلام – محمد بن عبدالله ، وأنعكس هذا على بنية النص القرآني ، وبذات الوقت تفاقم وتشرب على الأسلام كمعتقد ، وأنجر هذا النهج مقترنا للمسلمين كأتباع لمحمد الى الأن ! .
الموضوع :                                                                                                                                  * السيوف لا زالت لأكثر من 14 قرنا مخضبة بالدم ، ألم يكفيكم هذا الدم ! ، ألم تملوا من شربه بكؤوسكم بدل الماء خطبا وأفعالا ، صباح مساء ، ألم تنهوا حقدكم في عداء العالم بأجمعه ! ، ألم تشعروا بالخزي والتفاهة بوعدكم لقتلاكم ب " حور العين " ! ، العالم أكتشف الذرة قبل الدعوة المحمدية بأكثر من عشرة قرون ! وأنتم لا زلتم تغتسلون من الجنابة لحد الأن ( يرجح العلماء أنَّ أول ذكر لمفهوم الذرة في التاريخ كان في القرن الخامس قبل الميلاد ، عندما قال الفيلسوف اليوناني ليوكيبوس بأنَّ المادة مصنوعة من جسيمات صغيرة .. / نقل من موقع موضوع . كوم ) ..     نهاية ستظلون دوما في ركن مهمل من حقبة التأريخ . 
* النص القرآني ، وظف الأرهاب في بنيته ، ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ عَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)/ سورة الآنفال ) ، لم يكن نصا سلميا ، بل كان نصا للأرهاب والعنف ، بالرغم من وجود نصوص كذلك ( وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 61 / سورة الانفال ) ، ولكنها نصوص تسويقية فقط ، هذا ديدن النصوص القرآنية ، التقاطع والتضارب والتضادد ! ، لا توجد روحا من السلم في البنية النصية للقرأن ، وأن وجدت فهي من باب " التقية " .   
* الواقع القبلي ، فعلا وثقافة وحراكا مجتمعيا ، هو الغالب على المجتمعات الأسلامية ، فالمسلمين لم يتحرروا من جلباب الماضي المتهرئ ، فهم يعيشون أنفصاما أشكاليا في الشخصية المجتمعية ، حتى في المجتمعات الغربية التي يهاجرون أليها ، نسائهم تتنقب وتتحجب ، ورجالهم لا يتركون فرضا ! ، ويطيلون لحاهم ، وبعد حين تسيطر عليهم عقدة الأسلام فيميلون الى أحلال المجتمع الاسلامي الهاربون منه ! ، محل المجتمع الغربي المتحرر الذي هم يعيشون في كنفه ! ..                                                                                                                 والسؤال : ما دام الأمر كذلك ، لم هاجرتم  الى الغرب ! ، أذن هناك أنفصام في الشخصية الأسلامية دون وعي ! .
* مفهوم الحرب والأرهاب أقترن بالشخصية الأسلامية ، مبتعدة عن السلام والتعايش ، فأخذ المتطرفين من المسلمين يشكلون تنظيمات أرهابية أسلامية آملين عودة الخلافة الأسلامية – كتنظيمات القاعدة ، داعش والنصرة وغيرها ، وذلك لأن مفهوم الأرهاب والحرب قد هيمن على عقلهم الباطن ! ، وترجم هذا الى أفعال كارثية ، فهم السباقون في أعطاء مفهوم جديد للعنف والقتل ، فأصبح ذو سمة جديدة ، تسمى ب " ثقافة القتل " ، وذلك من خلال ممارسات كانت في زمن الدعوة المحمدية - والتي مورست من قبل الرسول وأصحابه ، كتسميل العيون والحرق والرمي من أماكن شاهقة ..
خاتمة :                                                                                                                               السلام هو ما نحتاج أليه ! ، الحرب وأرهاب الأخر والحقد والكره .. لا بد أن ينتهي من قاموس الأنسانية ، وأن أي فئة سوف تلتزم بهذا النهج ستعزل عن مجرى التأريخ .. أخرجوا من قمقم العنف الى نهر المحبة ، الحياة محبة وأخاء وتعايش ، لا تستمر الحياة بألغاء الأخر ، الألغاء والتكفير والكره والبغضاء لا يولد سوى ضغينة وحقد ، والحياة لا تستمر بهكذا مفردات ، أنما الحياة تزهو بالمحبة والسلام .. ولكن من جانب آخر ، كيف للمعتقد الأسلامي أن يكتنف المحبة والسلام بين دفتيه ، وكيف للمسلمين / خاصة المتطرفين منهم ، أن ينهجوا طريق السلام أذا كان رسول الأسلام يقول بحديثه : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله ) ، بينما سيد المحبة المسيح يقول في موعظته على الجبل – أنقل مقتطفات منها ( 5 طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ . 6 طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ . 7 طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ . 8 طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ . 9 طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ . / أنجيل متى الأصحاح الخامس ) .                                                             أصحوا أيها المسلمين ، الموتى لا يمنحون الحياة ! ، فأنبذوا أي موروث دموي قبل فوات الأوان !! .



246
                                                        حوار بين الدين والسياسة

أستهلال :
أوضح الشيخ الأزهري د. أحمد كريمة - في حقبة حكم الأخوان المسلمين في مصر 2012 – 2013 ، بين المهانة التي لحقت بالدعوة ومكانة الدين في النفوس جراء الممارسات الخرقاء للإخوان ، وصرخ وبكى من هتك قداسة الدين وجعله مطية للسياسة .. قاصدا الأخوان المسلمين !! . / منقول بتصرف من جريدة الأتحاد الأماراتية .

الموضوع :                                                                                                                             ليس من معتقد أستغلت نصوصه بالسياسة والحكم والسلطة ، تفسيرا أو تأويلا أو تحويرا أو تكييفا ، كما أستغل وأستخدم المعتقد الأسلامي ، وقد بين ذلك د . علي مبروك ( مفكر وباحث مصري 1958 – 2016 ، أستاذ الفلسفة الأسلامية وعلم الكلام بكلية الآداب - جامعة القاهرة ، ويعد مبروك ، وأحد أهم الكتاب والمفكرين المصريين والعرب الذين ناقشوا التراث الإسلامى ) حيث قال في صالون علمانيون – الحديث منشور في 12. 2012 / نقل بتصرف : ( أنه في معركة صفين 37 هجرية / بين جيشي الأمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان ، حدثت خدعة " رفع المصاحف " من قبل أنصار معاوية ، لأحساسهم بالهزيمة ، قائلين : كتاب الله بيننا وبينكم ! ، وكانت هذه الواقعة أول أستخدام للدين / القرأن ، كوسيلة من أجل الحكم والسلطة ) .                                                                                                           1. وأعتقد شخصيا أن السيف لا زال منتجا للسلطة - ليس من معركة صفين فقط فحسب ، بل من سقيفة بني ساعدة عام 11 هجرية ( بين الأنصار / سعد بن عبادة وبشير بن سعد والحباب بن المنذر والمهاجرين / أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب ) ، على من سيخلف الرسول ، وهو مسجى في دار عائشة لم يدفن بعد ! ، ولكن الأمر والحال أخذ قالبا أخرا مرادفا للسيف ، وهو مبدأ القوة والجرأة التي كان يتمتع بها عمر بن الخطاب / والمستندة لجرأته بالدين أيضا ! ، عندما بايع أبو بكر الصديق ، ساعد هذا أيضا مبدأي القرب من الرسول / زواج الرسول من عائشة بنت أبو بكر وقرب الصديق وعمر من الرسول ذاته . وحول أجتماع السقيفة بين موقع الويكيبيديا التالي ( قال الحافظ أبو بكر البيهقي : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الحافظ الإسفراييني .. عن أبي سعيد الخدري قال : قبض رسول الله واجتمع الناس في دار سعد بن عبادة وفيهم أبو بكر وعمر قال : فقام خطيب الأنصار فقال : أتعلمون أن رسول الله كان من المهاجرين ، وخليفته من المهاجرين ، ونحن كنا أنصار رسول الله ، ونحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره ، قال : فقام عمر فقال : صدق قائلكم ! أما لو قلتم على غير هذا لم نبايعكم ، وأخذ بيد أبي بكر وقال : هذا صاحبكم فبايعوه ، فبايعه عمر ، وبايعه المهاجرون والأنصار ) .                                                                                                                               2 . والدليل على قوة عمر بن الخطاب في الدفع بالخلافة الى أبوبكر – والتصرف من ذات نفسه ! ، هو أعترافه في ثان يوم خلافة الصديق بقوله " أن ما تحدثت به الأمس هو رأي " ، وقد قال محمد بن إسحاق : .. حدثني أنس بن مالك قال : لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد ، جلس أبو بكر على المنبر ، وقام عمر فتكلم قبل أبي بكر ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت إلا عن رأيي وما وجدتها في كتاب الله ، ولا كانت عهدا عهدها إلي رسول الله ، ولكني كنت أرى أن رسول الله سيدبر أمرنا يقول : يكون آخرنا وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول الله ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله له ، وأن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله وثاني اثنين إذ هما في الغار ، فقوموا فبايعوه ، فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة .                                                                                3 . وأرى أنه بنفس الوقت أيضا يستخدم عمر موضوعة " القرأن " ، بقوله " وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول الله ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله له " ، ثم يعقب بأحقية أبوبكر بكونه " صاحب رسول الله وثاني اثنين إذ هما في الغار " ، ثم يبين بأن أبو بكر هو خيركم ! ، وهذا الأمر يستوجب علامات الأستفهام ! ، لما ما يكون علي بن أبي طالب أو أبن عباس حبر الأمة هو خير الناس ! .                                                                                            4 . لو تركنا الحقبة المبكرة للأسلام / وهذا الذي يشغلنا الأن ، وتعاملنا مع السيف والسلطة والقرأن – تحديدا ، في العصر الحديث ، المثل الذي يشخص أمامنا هو جماعة الأخوان المسلمين / تشكلت على يد الأمام حسن البنا عام 1928 في مصر ، هذه الجماعة المثيرة للشبهات تستخدم شعارا واضحا ملزما لمنتسبيها هو السيف والقرأن ، وهذه الجماعة تتبع المبدأ الميكافيلي " الغاية تبرر الوسيلة " ، فهي تستخدم الأسلأم برسوله وقرأنه وبكل موروثه في تحقيق أهدافها ، وبأي وسيلة أو طريقة كانت ! حلالا كانت أم حراما ! ، وأكبر مثال على ذلك ما قاله خيرت الشاطر / أحد قيادات الأخوان ، عقب عزل محمد مرسي ( " الجماعة أو حرق مصر " هذه العبارة التى أطلقها خيرت الشاطر مهندس الإرهاب فى جماعة الإخوان قبل ساعات من عزل مرسى فى 30 يونيو 2013 ، أصبحت حقيقة مطلقة ، خاصة مع تزايد العمليات الإرهابية وكان آخرها تفجيرات مدينة الطور بسيناء ، وميدان المحكمة فى مصر الجديدة وتفجيرات شارع رمسيس ، « الإخوان » نجحت بالفعل فى ترجمة كلمات الإرهابى خيرت الشاطر .. / نقل من موقع اليوم السابع ) ، لا تهتم هذه الجماعة لا بمصر ولا بأي مبدأ وطني ، وأعتقد ما قاله مهدي عاكف / مرشد الأخوان الأسبق 1928 – 2017 ، " طز في مصر والجماعة فوق الجميع " هو خير دليل على التفاهة الأخلاقية لهذه الجماعة . وعن مدى خطورة هذه الجماعة يبين صموئيل تادرس المحلل السياسي بمعهد هدسون للحرية الدينية الذي قال : " إن الإخوان ليس لديهم شعار أو هدف بعد سقوط مرسي من الحكم سوى « النصر أو الموت » / نقل من موقع العرب " ، وبرأي هذه الستراتيجية تضرب عرض الحائط شعار( السيف والقرأن ) ، وتضع موضوعة تحقيق أهدافها بغض النظر عن موافقة هذه الأهداف للقرأن أم لا ، المهم  الوصول للسلطة ، وبأي ثمن أو طريقة كانت ! .                                                                                                                                  * سأكتفي بهذه الأضاءأت ، حول أستخدام الدين / القرأن ،  سياسيا في تحقيق أغراض أو أهداف الحكم ، وللعلم أن أثنتان من هذه الأضاءأت محوريتان وهما معركة صفين 37 هجرية وشعار الأخوان المسلمين 1928 م ، والثالثة / مبايعة أبو بكر في السقيفة ، من الممكن أعتبارها ولو جدلا ضمن المحورين ! .. وسأسرد في الأتي قراءتي الخاصة للموضوع .
القراءة :                                                                                                                                بعيدا عن الأضاءأت وما جاء بها من أفكار ، أود أن أبين التالي : -                                                                     1 . أني أرى ليس حسرا ما جاء من أضاءأت كان الدين الأسلامي وما يمثله من ركائز وثوابت / القرأن أو الرسول وأحاديثه وسننه و.. ، أستخدم كسبل وطرق ووسائل لتحقيق مأرب سياسية ، ولكن الأسلام نفسه بعد أن أنتهت الدعوى المحمدية بعد موت الرسول - وهذا ما بينه المفكر أدونيس أيضا ، أخذ يستهلك في السلطة والحكم !! ، وأرى منذ عام 11 هجرية وما بعد ، وبالتحديد من سقيفة بني ساعدة ، أخذ الدين يتأطر سياسيا ، وأخذت أيات القرأن وسنن وأحاديث الرسول تتحور وتتكيف وتؤول من قبل العلماء والفقهاء خدمة للحاكم ! على أعتبار أن الحاكم يمثل سلطة الله على الأرض - " السلطان ظل الله في الأرض " / حديث متواتر ، لذا أن أطاعته واجبة وملزمة ، وهذا مؤكد أيضا وفق الأية التالية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59] ) ، " فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر ، وهم : الأمراء والعلماء ، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله تبين أن هذه الطاعة لازمة ، وهي فريضة في المعروف / نقل من موقع أبن باز " ، والأمر يتأكد أيضا بالحديث التالي : عن ابن هريرة عن النبي قال "... ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني " / رواه البخاري (7131) ومسلم (1835)..                                                         * أذن طاعة الحاكم واجبة وفق النصوص المشار أليها ، وأن كان الحاكم ظالما أو جائرا ، والتاريخ يشهد بذلك ، خاصة في العهدين الاموي والعباسي وما تلاهما ! .                                                                                                         2 . والدين تعدى أستخدامه السياسي ، الى أفاق أوسع ظلامية ، حيث تسند الى نصوصه ، بل الى كل موروثه ، كل عمليات القتل والسحل والصلب والحرق التي تمارس من قبل المنظمات الأرهابية الأسلامية كالقاعدة وداعش وبوكو حرام وغيرهم ، وهذه الجماعات بذات الوقت تكفر وتتحارب مع بعضها البعض .                                                                                        3 . وختاما : أن كل الظلم والجور الذي أصاب الشعوب العربية سببه الأساسي هو الدين المسيس من قبل علماء وفقهاء وشيوخ ودعاة باعوا الدنيا والأخرة خدمة لأرضاء الحاكم ! منذ الخلافة الراشدة الى السلطنة العثمانية مرورا بالعصر الأموي فالعباسي .

247
المنبر الحر / تساؤلات في القرأن
« في: 02:55 17/12/2019  »
                                                 تساؤلات في القرأن

                                     الحقيقة تبعد الشيطان .. وليم شكسبير

الموضوع :
   وفق الموروث الأسلامي ، أن القرآن ، كلام الله ، المُنزّل على محمد نبي الأسلام ، المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس ، أطول سورة فيه هي سورة البقرة ، وأقصر سورةٍ فيه هي سورة الكوثر ، يُعرَف بأسماء عديدة ، مثل : الفُرقان ، والكتاب ، والذِّكر ، واستمرّ نزوله ثلاثاً وعشرين سنةً ، وهو مقسم لثلاثين جزءاً ، في كلّ جزءٍ حزبان ، وكل حزبٍ منها أربعة أرباع ، أي أنّ مجموع أرباع القرآن الكريم 240 ربعاً ، ويبلغ عدد آياته 6236 آيةً ، أمّا عدد سوره فيبلغ 114سورةً منها : 28 سورةً مدنيةً ، و86 سورةً مكيةً . / نقل بتصرف من موقع موضوع . كوم .                                                                                                      في هذا البحث المختصر سأسرد بعض التساؤلات ، في عملية مراحل نقل الأيات من الله عن طريق الوحي جبريل الى محمد نبي الأسلام .. ومن ثم الى حفظة القرأن ، ليكون قرأنا !! .
 تمهيد :                                                                                                                                من الممكن أن نقسم الموضوع الى مرحلتين ، الأولى " الله والوحي / جبريل " والثانية " محمد وحفظة القرأن " .          * فلو أبتدأنا بالمرحلة الثانية – للضرورة : أرى أن الموضوع بدءا به أشكالية ، لأن المتلقن للوحي يجب أن يكون على مستوى جيد من التعليم والمعرفة / يقرأ ويكتب ، ولكن الموروث الأسلامي يبين أن محمدا كان أميا ، لا يقرأ ولا يكتب !    ( حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت أول ما بدئ به رسول الله الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال " اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ .. " ) وقال ابن كثير : ( وَهَكَذَا كَانَ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ دَائِمًا أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، لَا يُحْسِنُ الْكِتَابَةَ وَلَا يَخُطُّ سَطْرًا وَلَا حَرْفًا بِيَدِهِ ، بَلْ كَانَ لَهُ كُتَّابٌ يَكْتُبُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ الْوَحْيَ وَالرَّسَائِلَ إِلَى الْأَقَالِيمِ .. ) ، ويؤكد ما سبق النص القراني : ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) الأعراف / 158. و ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) العنكبوت / 48 .
ولكن بعض الأحاديث تبين أن الرسول كان يقرأ ويكتب ، فمن موقع / سلف للبحوث والدراسات ، أنقل التالي وبأختصار ( فى صحيح البخاري بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس قال : لما حُضِر رسول الله وفي البيت رجال ، فقال النبي  : «هلمُّوا أَكتب لكم كتابًا لا تضلُّوا بعده»، فقال بعضهم : إن رسول الله قد غلبه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله .. ) .                                                                                                                                                  * ومن سياق الحديث يتاكد من أن الرسول كان يتقن الكتابة ، حيث قال :  ( أكتب لكم كتابا ) ولم يقل : ( أكتبوا عني كتابا ) ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، هل يعقل أن تاجرا أن يكون أميا ، حيث كان محمدا يتاجر بأموال زوجته خديجة بنت خويلد ، يسافر ويتعاقد مع التجار ، يبيع ويشتري ! .. أيعقل كل ذلك كان شفاهة دون أي مواثيق . أذن من البداية المتلقي / محمد ، مشكوك في أمره ، هل كان أميا أم لا ، وهذا له الكثير من التساؤلات حول عملية تلقي النصوص ومن ثم نقلها للصحابة ! .
القراءة :                                                                                                                                              أولا - لو أتبعنا النص القرأني ، وسلمنا جدلا أن محمدا كان أميا ! ، فهل يعقل أميا أن ينقل ما يوحى أليه من أيات ، التي تصعب حتى قراأتها – وهو أمي ، فكيف حفظها ، ك : " الْحَاقَّةُ(1) مَا الْحَاقَّةُ(2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ(3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6)  / سورة الحاقة " ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ، أننا نتكلم عن عدد هائل من النصوص : " 6236 آيةً ، أمّا عدد السور فيبلغ 114سورةً " ،  فهل يعقل أميا ، لديه هذه القابلية في الحفظ والنقل والترتيب والتنظيم !! ، وحتى لو كان محمدا يقرأ ويكتب ، فأن الأمر صعب وشبه مستحيل ، في تلك الظروف الزمانية والمكانية ، ومحمد ليس لديه الوقت الكافي ، حيث كان مشغولا بغزواته وبالسبايا والغنائم وبنسائه ! . ألا أذا كان لديه فريق عمل !!! .
                                                                                                                                        ثانيا - من سمى سور القرأن ، هناك أختلاف كبير في هذا ، فمنهم من قال الرسول نفسه والصحابة من سميا السور ، وأنقل التالي من موقع موضوع . كوم ( اختلف أهل العلم من أهل السُّنة والجماعة في تحديد من سمّى سُور القرآن الكريم ؛ فقيل الرَّسول هو من سمّاها جميعًا لتسهيل حفظها وتذكرِّها ، وقولٌ آخر أنّ الصَّحابة هم من سمّوها ، أمّا أرجح الأقوال فهو أنّ النَّبيّ سمّى بعض سُور القرآن كسُورة الفاتحة ، وسورة البقرة وآل عمران والمعوذتيّن والمُلك ، أمّا باقي السُّور فقد سمّاها الصَّحابة .. ) ، أما موقع أبن باز ، يبين أن أكثر التسميات بأجتهاد الصحابة ، فيقول ( وسمي بعضها باجتهاد الصحابة ، فسميت سورة البقرة لأن فيها ذكر البقرة ، وآل عمران لأن فيها ذكر آل عمران ، والنساء لأن فيها ذكر النساء ، والمائدة لأن فيها ذكر المائدة .. ) ، أما موقع منتدى الكفيل ، فله رأي أخر ، فيحسرها بالرسول فقط ( أن الذي قام بالتسمية هو النبي عن طريق الوحي أي بوحي من الله أوحاه له عن طريق جبرئيل وكذلك الترتيب ، ترتيب الايات وترتيب السور والدليل على عدم تدخل اي بشر في ذلك الامر هو ان الله قد تحدى كل البشر على أن يأتوا بأية من القرأن فكيف يضع التسميات بيد البشر وهو يتحداهم أذن بطبيعة الحال ان التسمية والترتيب كان في عهد النبي ) .                                                                                                                                                       * أذن لا أتفاق على من قام بتسمية السور ، وسؤالي أليس من المفروض أن ينزل القرأن كاملا وبسوره المسمات ، ما دام هو من عند الله وكان باللوح المحفوظ ! .                                                                           
ثالثا - هناك حشو في الأيات في بعض السور ، دون أن يكون لها أي أرتباط أو علاقة للسياق العام لموضوع السورة ، فمثلا : سورة البقرة التي هي من أطول سور القرأن ، وأياتها 286 أية ، نلاحظ مثلا أن الأيات من 221 الى 237 ، تتحدث عن النساء والمحيض والطلاق و .. ولكن الأيتين 238 و 239 تتحدث بموضوع ليس له أي علاقة بالنساء ، حيث أنها تتحدث عن الصلاة ، ثم يرد الى موضوع السورة وهو النساء في الاية 240 وما بعدها ! : " وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237) حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239) وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (240) وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ " .                                                                                    * أن هذا يدل على أرتباك في تنظيم السور والأيات ، وحشو لأيات في صلب سور بعيدة موضوعها عن سياق السور ذات العلاقة ، والتساؤل لم الفقهاء وشيوخ الأسلام لم يعالجوا هذه الأشكالية ببعض الفتاوى !! ، ومن المؤكد الشيوخ والفقهاء قد لاحظوا هكذا أشكال .                                                                                       
رابعا – هناك الكثير من النصوص القرأنية تدل على أن القرأن ، يكتب وفق سياق الأحداث والوقائع ، وهذا ينفي أن القرأن كان في اللوح المحفوظ منذ البدأ ، كقصة زواج الرسول من زوجة أبنه بالتبني زيد بن محمد ، التي أشتهاها !! ، قال ابنُ إسحاق : (( مَرِض زيدُ بنُ حارثةَ فدخَل عليه رسولُ الله  يعودُه وزينبُ ابنةُ جحش امرأتُه جالسةٌ عندَ رأس زيد ، فقامتْ زينب لبعض شأنها ، فنَظَر إليها رسولُ الله ثم طأطأ رأسَه ، فقال : سبحان الله مقلِّب القلوبِ والأبصار ، قال زيد : أُطلِّقها لك يا رسولَ الله ؟ فقال : لا ، فأنزل الله:  ﴿ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ﴾ [الأحزاب: 37] ، أمَّا الطبري : فقدْ ذكَر عِدَّة روايات ، ملخصها : أنَّ رسولَ الله رأى زينبَ مرةً فأعجب بها ، فقال : سبحان الله العظيم، سبحان الله مصرِّف القلوب . )) .. ولعائشة حديث بهذا الصدد ، حيث قالت للرسول : ما أرى ربك يسارع في هواك ، فقد جاء قي صحيح البخاري " عن عائشة أنها قالت : كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله ، وأقول : أتهب المرأة نفسها ؟ فلما أنزل الله تعالى : ( ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ) قلت : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك " .                                      * هذه النصوص تؤكد ، أن القرأن ، أياته لها أسباب نزول ولها ظروفها الآنية في تلك الظروف الزمانية والمكانية للحقبة المحمدية / وهذا معترفا به من قبل الفقهاء ، ومن المستحيل أن تكون باللوح المحفوظ منذ البدأ ! / فهل يعرف الله أن الرسول سيعجب بزينب بنت جحش ، ويطلقها من زوجها – أبنه بالتبني ، ثم يتزوجها ! .                                                                                                     
خامسا - أما بالنسبة لحفظة القرأن ، أهم تساؤل هو : كيفية نقل النص شفاهة من الرسول الى الأخرين ، فقد جاء في موقع بصائر ، التالي (  فكان الرسول بعد ذلك إذا نزل عليه الوحي ، ينتظر حتى يسمعه كاملاً ، ثم يقرؤه على جبريل ؛ حتى يتثبت من حفظه ، ثم يعود فيقرأ ما نزل على أصحابه ، ويأمرهم أن يقرأوا عليه ، ليتم التلقي بالعرض والسماع على الهيئة التي نزل بها القرآن ، ثم يأمر بعضهم بكتابة ما نزل .. ) ، فهل يعقل بهكذا طريقة ينقل بها كتاب عدد صفحاته 600 صفحة / القرأن ، الى صحابة الرسول ! ، علما أن حفظة القرأن – فيما بعد ، قتل الكثير منهم في حروب الردة ! ، ويحدثنا موقع / الكاملة . نيت ، عن واقع القرأن بعد أن قضى الرسول ومقتل أكثر حفظته : ( قد قتل حفظة القران في موقعة بئر معونة ، وفي معركة اليمامة كانت السبب الاساسي في جمعهم للقران . اضف الى ذلك ان نبي الاسلام وقد ترك الأمة بعد وفاته بقرآن مشتت مبعثر هنا وهناك بعضه كتب في رقاع ، وبعض كتب على اللخاف وبعضه كتب على العسب والرقاع وقطع الاديم والاقتاب والكرانيف . وقد كانت ملقاة في بيوت الصحابة ، وجملة منه في صدور القرّاء وهكذا ، والنتيجة أن نبي الاسلام ترك الأمة الإسلامية بلا مصحف مجموع ولا كتاب مرتب يحوي القرآن ، وحيث كان بعض الصحابة يحفظونه وكان عدد كبير منهم قُتِلوا في حرب اليمامة ، فخيف ضياع كثير من القرآن مما حفظ هؤلاء القتلى ، فـأُمـر بجمعه فجمع ) .                                   
* فكيف لهكذا وضع وحال أن يكتب قرأن تاهت الكثير من أياته في صدور القتلى من الصحابة والأخر فقد ، ومصدر ومرجع القرأن قد مات / أي محمد ! . 
* المرحلة الأولى " الله والوحي / جبريل " : المرحلة الاولى ، نوعا ما ، تستحق التفكير والتحفظ  والتروي في السرد لأنها محشوة بالخيال ، بداية أن " الله " كان على أتصال مباشر مع بعض الأنبياء عدا محمد ، وهذا تسال ! – وفق النص القرأني ، ومنهم : أبراهيم ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 260 / سورة البقرة ) ، وكذلك موسى ( وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ ۚ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن َيقْتُلُونِ (14)  قَالَ كَلَّا ۖ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا ۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16)أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19)/ سورة الشعراء  ) . أما المسيح ، فهو كلمة الله ، وأعتقد هذه دلالة للمكانة الألهية له ، " إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ" (النساء 171). هنا ، يدعى المسيح "كلمته"، وفي آية أخرى نجده يقول : " إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " (آل عمران 45) .                                                                         * والتساؤل أن محمدا بالرغم من كونه خاتم الانبياء ( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ الأحزاب / 40 سورة الأحزاب ) ، يضاف الى ذلك أيضا ، أن الله فضل معتقده على كل المعتقدات ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)/ سورة آل عمران ) .. بالرغم من كل ما سبق لم يكلم الله محمدا قط بالمباشر ! ، بل أستخدم وسيطا ! وهو الوحي – جبريل ! . وهذا الأمر عوضه محمدا ، بأن قال أن القرأن كان محفوظا في اللوح المحفوظ ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22)/ سورة البروج ) ، ليبين الرسول نوعا من التمييز عند الله في قرأنه ، عوضا عن الأتصال المباشر معه !! ، الذي لا يستطيع محمد أدعائه دون قرائن وأثباتات !! .
الخاتمة :                                                                                                                                             في الخاتمة ساتكلم عن الوحي / جبريل ، وأتساأل هل من أثبات أو دليل على وجوده ! ، علما أنه أذا أردت ان تكون تحت الأضواء تكلم عن موضوع لا يمكن التأكد منه ، وللرسول تجارب في هذا ، فمثلا الرحلة الخيالية للأسراء والمعراج ، ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير ُ) [الإسراء: 1] و ( وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى*عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى*عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى*إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى*مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى*لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ) [النجم: 13-18] ، على الدابة الأسطورية " البراق " ! ، فهل من تأكيد لهذه القصة ! ، أنها ضرب من ضروب الخيال !! ، وكذلك كان جبريل وميكائيل من المرافقين للرسول في رحلته !! ، ولكن الرسول في سياق الرحلة كان في دار عائشة وفي فراشها ، ولدى عائشة حديث بخصوص الإسراء والمعراج تقول فيه :     ( ما فقدت جسد رسول الله ولكن أُسري بروحه ) !! . فقضية الوحي كقضية الأسراء والمعراج ، قضية تستحق التأمل قبل أعتمادها وتأكيدها ! .                                                                                                                                              * أما القرأن  - ذاته ، فهل هو منزل من الله أم لا ! ، وهل كان في اللوح المحفوظ أم لا ، وبالأصح هل القرأن كلام الله أم لا ، أم هو كلام من وجدان محمد ، وهل شارك النصارى في كتابته ، كالقس ورقة بن نوفل أم لا ! ، وهل قرأن اليوم هو قرأن محمد أم قرأن عثمان بن عفان ، وهل أضيف لنصوص قرأن اليوم الأمويين والعباسيين أم لا .. أعتقد أن الموضوع أصعب وأعقد أن يجيب عليه كاتب المقال أو غيره ، وكل ما كتبته هو دعوة للتفكير ، وتساؤلات قابلة للنقاش ، عن قرأن اليوم ! .


248
سقطت العمامة في القمامة .. العراق ينهض

* كل الأحداث تؤشر على أن رجال الدين وشيوخ الأسلام طلاب للدنيا وعبيد للمال وجباة للزكاة ، وليس لهم علاقة بالشعب لا من قريب ولا من بعيد ، يتظاهرون بالزهد وبالوقار وهم بعيدون عن القيم الأساسية للمجتمع ، فالشعب يقتل وهم في واد والشعب قي واد أخر ! ، لا يقولون كلمة الحق ! ، كلامهم يقبل أكثر من تأويل ، يعيشون دوما في المناطق الرمادية ! .                                                             
 * وهذا الحال ينطبق على عراق الثورة اليوم ، منذ أكتوبر 2019 ، فتلاحظ أن " المرجعية " لم تقل كلمتها الفاصلة الباتة ، والشهداء بالمئات والجرحى بالألاف ، وذلك لأن الوضع لا يعنيها ، والدماء التي تغطي ساحات التحرير والخلاني والبصرة والناصرية والنجف وكربلاء وغيرها ، دماء عراقية وليست أيرانية ! ، ألم يكن بأمكان المرجعية بأصدار " فتوى " لصالح الثوار ! ، لم لم تصدر هكذا فتوى ، هذا في حالة وجود مرجعية تحرص على دماء العراقيين ! .                                                                       * أما عمامات الأحزاب والكتل والمليشيات والسرايا الدينية ، فهي في أدنى مراتب الحضيض ! ، لأنها تقتل الثوار بيد وترفع راية الأسلام بيد أخرى ، وخطابهم المعلن أن ما يجري هو مؤامرة صهيوأمريكية ، والتساؤل هنا ، هل هذه الحشود من ناشطين وطلاب وثوار وابناء عشائر .. كلهم عملاء ! ، وأنتم الأحرار ، يا ذيول أيران !! .                                                                                             * مرة أخرى يثبت بالدليل القاطع ان الأسلام السياسي هو المتبقي لرجال وشيوخ الأسلام ، أما الدين كعقيدة ، فهو غطاء للأعمال التي يقومون بها ، التي هي لا تمثل الدين كعبادة بأي شكل من الأشكال ! .                                                                                           * أصحو أيها العراقيون أن رجال الدين ، على أختلاف مراتبهم وتسمياتهم ومواقعهم ، لا يكترثون بتضحياتكم وبدماءكم المبذولة في سبيل الوطن ، وذلك لأن وطنهم هو المال ! ، والعاقل يفهم .
   

249
                                    الوصاية الدينية على الفكر .. الاسلام كنموذج

                  ( عندما يكون الدين سيدا ، فلا بد للفرد أن ينتفض ويكون حرا .. كاتب المقال )

*  لا بد لنا من وقفة شجاعة من الوضع الفكري للفرد / المسلم بالتحديد ، الذي أصبح عبدا للموروث بكل أشكاله – من نصوص وسنن وأحاديث ، أضافة الى جاء من أقوال وما روي من قبل الصحابة والأولين والأتباع ، ومن كل ما كتب من قبل الأئمة والشيوخ ، التي جعلت من الفكر الأنساني أسيرا مطواعا لكل هذه النهج المترهل ، الذي يخالف التحضر والتمدن ، ويقاطع أي أندماج مع الوضع المجتمعي للقرن 21 .                                                                         
   * هذا الموروث الذي يحاول دوما أن يمارس السيادة بكل طرقها على الفرد .. فقد آن الأوان أن ينزوي هذا الموروث في قوقعة ضيقة ، لما يضم من التناقض والتوتر لذهن الفرد ، هذا التسيد أذا أستمر فأنه سيجعل من الفرد أن يتأسر له ،  الأمر الذي سيؤدي الى تعطل كل طاقات الأبداع الفردي ، ويجعل من الفرد تابعا أعمى للموروث الأسلامي ، أي يجعل من الفرد عبدا لأفكار ضيقة قبلية ، أصبحت خارج نطاق الزمن والتأريخ  .                                                                                   * الأطلاع والدراسة ، تزيد من ثقافة الفرد ، وتقوي من مناعته الفكرية ضد أي تسيد ديني ماضوي ، فكيف الحال مع المعتقد الأسلامي ، وما به من أفكار التي تعد خارج عقلنة أي فكر متحضر ، فلا بد صحوة فكرية من أجل أعادة بناء الفكر الأنساني بعيدا عن القولبة الماضوية التي أصابت معظم المجتمعات العربية ! ، بحيث أصبحت أسيرة ومنقادة له .           
 * لا زال رجال الأسلام ، من أئمة وشيوخ ، يجابهون المتنورين في أي نقاش أو جدل ديني ، معتبرين أي محاورة في المعتقد الأسلامي يعد مسا بالثوابت الدينية ، أي بالمقدس ، ويعتبر هذا من وجهة نظرهم ، أن أي مفكر أذا دخل هذا المعترك بأنه كافر وخارج عن الملة ! ، ووجب الحد عليه ، لذا رجال الدين أضطهدوا المفكرين ! ، وأكبر مثال على ذلك ما حدث مع المفكر المصري الراحل فرج فودة الذي أغتيل من قبل الأسلاميين ، وبتحريض من قبلهم عام 1992 .                                                                * الفكر الأنساني ليس عبدا للمعتقد الأسلامي ! ، ولا يمكن أن يكون كذلك ، وذلك لأن الفكر الأنساني يتطور ويتجدد ، أما الأسلام كمعتقد باق في قولبته منذ أكثر من 14 قرنا ، فالفكر يبدع بالمعرفة والعلوم والتكنولوجيا والأنفتاح على الحضارات الأخرى ، أما الأسلام فقد ظل في سباته منغلقا يستهلك أفكاره ، كما كان الوضع المجتمعي القبلي منذ الدعوة المحمدية ، لذا سيبقى التحرر الفكري منيرا لظلمة الأنغلاق المعتقدي ، وبذات الوقت فأن الماضوية الفكرية ستضمحل لا محال .   


250
                                                العراق ينهض من جديد
( هذا ليس مقالا سرديا لما يحدث في العراق ، وذلك لأن أي متتبع يستطيع معرفة ما يجري في العراق من أحداث من خلال مواقع التواصل الأجتماعي والقنوات الأخبارية .. ولكنني سأسجل مجرد أضاءة خارج النص !! ) .
مقدمة :                                                                                                    أمتنعت عن الكتابة منذ بداية الحراك الجماهيري في العراق / من أكتوبر 2019 ولحد الان 22.11.2019 ، وذلك لأن الوضع الكارثي أصابني بصدمة ، فالحكومة تغتال شعبها الذي فوضها بواسطة الدستور ، وكنت فقط أدون بعض الهوامش في صفحتي على  facebook ، التي تؤرخ للمظاهرات ، وأخيرا شعرت بأن الوضع في العراق قد بعث في الأمل من جديد / مظاهرات أكتوبر – لأنها دليل على ان العراق ممكن أن ينهض من جديد ، ولكن من ناحية أخرى ، أصابني الغثيان بسبب موقف المرجعية الدينية السلبي من الحراك الجماهيري ، أما رد فعل حكومة عادل عبد المهدي فـأنه أثبت موقفا أجراميا و دمويا تجاه قمع المتظاهرين العزل ، ومن ثم تتبعه موقف الاحزاب الدينية والذيول العميلة لأيران ، التي قامت بقنص وتصفية الثوار . 
الموضوع :                                                                                                        * عجبا يا أمة العرب ، ذكرت بالقرأن ب ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 110    سورة آل عمران ) ، ولكن كل الأحداث تبرهن بأن هذه الأمة ليست كذلك ! ، " لا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن المنكر " ، والدليل : أن الثوار العراقيون يذبحون والأمة العربية حكومات وشعوبا لا تحرك ساكنا ! ، فلا حراك قومي ولا أي رد فعل أيجابي ممكن أن يحسب للدول العربية تجاه ثوار العراق ، ولا حتى على مستوى الدبلوماسية ! بما فيها موقف جامعة الدول العربية الهزيلة مضمونا وفعلا ! . أمة لا تنظر ألا الى مصالحها وعلاقاتها الأقتصادية والسياسية ! ، لذا فأنتم أمة لا تستحق الذكر في الشدائد ، ولا تذكرون بمواقف التأخي والتعاون والتعاضد ! ، والتساؤل : الذين يذبحون يا أمة العرب ألم يحسبوا أخوة لكم في الدين والعرق ! . 
* من ناحية أخرى ، أرى من كل ما سبق أن الأسلام لم يوحد العرب ، ولكنه دفع العرب / خاصة في حقبة التأريخ المعاصر ، الى تشكيل وتكوين دويلات ، هم قادتها السلطة والحكم ، والتاريخ يسطر عموما من زمن رسول الأسلام والى الأن ، حروبا وثورات غاية قادتها السيطرة على مقاليد الحكم وكان الأسلام آخر همها ، حتى وأن كانت بعض الحروب كانت ذا غطاء مذهبي / كحروب نجد وحجاز - الوهابية الصبغة ، في تشكيل مملكة آل سعود .. لكن العرب كقوم كانوا دوما يقاتلون ويقتلون في سبيل السلطة والحكم .
* كانت بعض الأحزاب تنادي بالوحدة / كحزب البعث ، ولكن العرب في عقلهم الباطن يميلون دوما الى الحلقة الأضيق وصولا الى العرق والأثنية والقبيلة .. لذا بقى ثوار أكتوبر في العراق الى الأن يصارعون وحدهم طواحين الأستبداد متمثلة بالسلطة الحاكمة ، ومن المضحك المبكي أن الحكومة العراقية تستعين بأيران / التي دخلت مع العراق بحرب طاحنة ، لتقمع شعبها تحت مرآى من المرجعية الدينية ، التي تغرد خارج السرب ، لأن عمائمها ذو أصول غير عراقية ، بل أن أيران تتحكم بقراراتها ، كما أن المرجع الأعلى السيستاني نفسه أصوله أيرانية ، والباقين معظمهم غير عراقيين !! .           
* أخيرا يجب أن تدرك الجماهير الثائرة ، أن العراق أمانة في أعناقهم ، وأن التضحيات جسيمة ، وأن  هذا الطريق لا رجعة فيه ، وأن الدم المسال في الشوارع والساحات سيكون بمثابة " حناء لجدائل العراقيات " .. أن هذه الثورة الجماهيرية السلمية قد كشفت الغطاء عن العملاء من سياسيين وأحزاب دينية ورجال دين ، وقد بانت  عورتهم للعالم أجمع ، والمهم أن العراقيون أدركوا أن رجال الدين والمرجعية ، الذين باركوا هذه الحكومة ، هم تجار سلطة ، هدفهم جمع " الخمس " ، ودم العراقيين أخر همهم ، وليهلك من يهلك .                                                                             ختاما .. لا بد أن تبزغ شمس الحرية من زوايا ساحة التحرير في بغداد الصمود .
     

251
                                  وأخيرا .. " أستقال " الله من كونه ألها للأسلام

أستهلال :
هذه المقالة تعرض أستقالة " مجازية " غير مسبوقة ، فريدة وغير نمطية ، وقد تكون غير مقبولة عند البعض ! ، ولكن أرى آن الوضع والحال يشير الى أنه قد حان الوقت لتداولها وطرحها .. في هذه المقالة ، سأبتعد عن أي أستشهاد بأي نص من نصوص " الموروث الأسلامي " / قدر الأمكان ، مكتفيا ، بما يمليه العقل والمنطق من حكم ! ، ومن أراد الأستشهاد بنص ، لغرض اليقين ! ، فيمكنه الرجوع أليه بكل يسر من خلال المصادر المتداولة .

النص :
     نعم قدم الله أستقالته من ربوبية الأسلام ، وحتى تكسب الأستقالة أجرائيا ، الشكل المهني  ، كانت الأستقالة مكتوبة ، ولغة الأستقالة ليست العربية / على أساس أن لغة أهل الجنة العربية ، لأن الله ليس بعربي ، أستقالة لا رجعة ولا تعديل أو تغيير فيها ، أستقالة غير مؤرخة ، نافذة في حينه ، وقبل جفاف مدادها ، كما أن الأستقالة لا تتضمن في متنها أي قسم أو يمين ، من أجل عدم الرجوع بالأستقالة ، لأن الكل يقسم بأسمه ، صادقين أو مخادعين أو مرائين ، ما دام موجود ما يعرف " بكفارة عن أصحاب الأيمان الكاذبة او الغير مفعلة ! " .
قد نفذ الصبر ، وقد عجز الأمر عن ما يمكن تحمله من وضع ! فالكل .. يقتلون ويستعبدون السبايا ويكفرون ويأمرون بالجزية بأسمه ، وبنفس الوقت ، ومن جانب أخر ، الكل يتعبدون ويصلون ويحجون لمكة ويدعون ويصومون  ويزكون بأسمه ، حتى أصبح الله مجرد أيقونة خيالية ، أو أسطورة غيبية  ، أو رمز سماوي في عليين ، ولكنه / الله ، في كل الأحداث والوقائع هو " أخر من يعلم " !! .
أن الله أحس أن الأمر ، قد خرج عن السيطرة ، وأصبح أسمه مجرد وسيلة أو تغطية ، تستخدم من قبل رجال الأسلام " لخدمة أغراض معينة " ، للدين أو المعتقد أو المذهب أو الجماعة أو الفرقة أو الطائفة ، فمثلا .. أذا أرادوا قتل الأسرى / قتل 900 يهودي من بني قريضة ، زمن الدعوة المحمدية ، أو القتل على أختلاف المذهب / قتل 1700 مجند في معسكر سبايكر - العراق ، من قبل داعش ، ( وكل عمليات القتل تتم تحت صيحات " الله أكبر " ) ، وأذا أرادوا نشر الأسلام بالفتوحات وبحد السيف ، قالوا أن الله هو الأمر بذلك ، ومن فوق سبع سماوات !! كما أن كل فعل مما سبق ، يقرن بنزول أيات لا تقبل الجدل أوالشك و " بأسم الله ! " أيضا .
أستقال من كثرة الدماء التي نسبت أليه ، من قطع الأعناق وبتر الأيدي والرجم والرمي من علو شاهق والحرق وتسميل العيون والسحل والصلب ، وملأت أنهار الدم السماء والأرض ! ، حتى غدت الملائكة  حمراء بعد أن كانت ثلجية المظهر ! .
أستقال من كثرة الشخصيات التي تقمصها ، فمرة هو الحاكم / تبرئة عائشة - حادثة الأفك ، ومرة هو المقاتل / يقتل حتى الأسرى ، ومرة كان المأذون ، يزوج ويطلق / زواج الرسول من زينب بنت جحش ، ومرات أخر الرحيم الغفور ..
و أخيرا ، تصعب الموقف ، وتأزم الأمر ، وتفجر الوضع ، وذلك من جراء أطلاق موضوعة " حد الردة " و " التكفير " و " الخلاف والأختلاف " على الأخرين ! ، وأصبح الحال فوضى  دينية عارمة ، وبعد أن كان الفكر يقابل بالفكر ، والكلمة تجابه بالكلمة ، والحجة تعزز بالحجة ، أستقر الوضع أخيرا ، الى دم مقابل الفكر ، ورصاص مقابل الكلمة ، ونحر بالسيف مقابل الحجة ، وكل هذا بأسم الله ، فالشيوخ تفتي والعامة تقتل ، ومن جانب أخر ، رجال الدين يدعون ، ومن على  المنابر الى الوسطية والأعتدال ! والى التسامح والرحمة والمساوات في التعامل مع الأخرين ! ، انها شيزوفرينا دينية من طراز رفيع ! .
الفقهاء والمفسرين والشيوخ وحتى الدعاة الجدد ، يجتهدون ويفتون ، بالحلال والحرام ، وبالمسموح والممنوع ، وبكل تفاصيا حياتنا ، وحتى بعلاقاتنا الجنسية ، وينصبون أنفسهم ، مقام وكلاء ونواب و مساعدين ومنظرين لله ، وأمسى الله نفسه مقيدا ضمن صنمية تفاسيرهم وتحليلاتهم وحدودهم ! ، وأصبحوا يتكلمون ليس بأسمه فقط ، بل أصبحوا لسانه وكلمته الناطقة للرعية ، فألغي  دوره ، وطغى دورهم على مقامه ، علما أن الله بذاته ، هو الذي منحهم هذه القوة ، لأجله أستقال ! .
شيوخ الأسلام .. أعلنوا الجهاد في سبيل الله ، في بلاد المسلمين ضد الحكام ، وحتى ببلاد الغرب / الكفرة الزنادقة ، أحفاد القردة والخنازير !! ، فأحتار الله ! ، فهو لم يطلب من أحد أن يجاهد بأسمه ، وتحت ظله ، ومن جانب أخر ليس من عباده أي قردة أو خنازير ، ولم الجهاد ! ، أليس كل العباد هم عباد الله ، حتى اليهود والمسيحيين والصابئة ، بل حتى البوذيين والهندوس .. فلم الجهاد أذن !! .
يستغرب الله ، في متن أستقالته ، من أنه قد قال أن " الأسلام ومحمد هما خاتمة الدنيا والأخرة " ، لذا وجب أن يكون : الله مقرونا بالأسلام ، وأن " الدين عند الله هو الأسلام " ، وهذه المقولة ، بحد ذاتها ، كارثة ليست دينية فقط ، بل أنها كارثة أنسانية أيضا ، ولو كان كذلك ، لم أوجد الله .. موسى ويوحنا المعمذان / يحي ، ولم كان المسيح .. ، ولم أوجد الله باقي الانبياء والرسل والصالحين ، ولم لم يقل : أن محمد رسولي وكلمتي ونبيي !! ، وكان الأجدر بالله أيضا ، أن ينهي ويلغي كل الكتب ، الزبور والتوراة والأنجيل .. ، لكي يكون :
 " محمد والقرأن هما الحل في  الدنيا والأخرة " !!! .
أذن بعد معاناة لم توصف منذ أكثر من 14 قرنا ، أستقال الله ، وقضي الأمر ! ، وأعتقد الأن ، أن وضع  معظم المسلمين في مفترق طرق ، فأما أن يكملوا طريقا ، العقل به مطروح جانبا ! ويستمروا بنهج الرسالة المحمدية ، وبلا أله / لأنه قد أستقال ، وهذا هو طريق الدم والقتل والتكفير وتحت راية السيف ! ، أو أن يرجعوا لجادة الصواب ، وهذا الطريق يحتاج الى تضحية عقائدية ، وليس بأقتدار رجال وشيوخ الأسلام من تحملها ، لأنها ستلغي دورهم .. وما ضمر أو خفي من الوضع كان أعظم !!! .


252
                                             الموروث الأسلامي وفقه العنف

المقدمة : 
قبل تناول الموضوع ، أرى من الضروري أن نقدم تمهيدا أوليا له ، وذلك عن طريق عرض أو أستهلال أولي للمفردتين المحورتين في العقيدة الأسلامية ، ألا  وهما :                                                                                                  أولا - الموروث الأسلامي ، أن أصل كلمة تراث  / موروث ، في اللغة من مادة ( ورث ) التي تدور حول " ما يتركه الإنسان لمن بعده " ،  والموروث الأسلامي هو مصطلح شامل يتسع لكل ما له علاقة بالإسلام من نصوص القرآن والسنة النبوية واجتهادات العلماء السابقين في فهم هذه النصوص وتطبيقها على الواقع ، وقد حصل خلاف حول ما إذا كان هذا التراث دينا مقدسا يجب الالتزام به ، أو نصوصا واجتهادات مرتبطة بأزمانها وأماكنها الغابرة ، تعامل على أنها تاريخ ينقل لنا تجربة بشرية قابلة للنقد والنقض والتعديل والتطوير بما يتناسب مع الزمان والمكان والظروف الخاصة بكل عصر . / نقل من الويكيبيديا.                                                                                                                           ثانيا - الفقه ، أن معنى الفقه لغة - قال فى الصحاح : الفقه الفهم . قال أعرابى لعيسى بن عمر : شهدت عليك بالفقه . تقول منه فقه الرجل بالكسر ، وفلان لا يفقه ولا ينقه ( أى يفهم ) وفى القاموس المحيط : الفقه بالكسر العلم بالشىء والفهم له . وفى المصباح المنير الفقه فهم الشىء . قال ابن فارس : وكل علم لشىء فهو فقه . فالفقه هو الفهم لما ظهر أو خفى ، قولا كان أو غير قول ، ومن ذلك قول الكتاب الكريم : { ما نفقه كثيرا مما تقول } (1)، { ولكن لا تفقهون تسبيحهم }(2) .
النص :                                                                                                                                          ليس من موروث دينيا ماضويا ، يتقاطر الدم من على جنباته ومعبأءة نصوصه في ألغاء الأخر ومنغلق على نفسه .. كالموروث الأسلامي ، هذا الموروث وبكل ما أضيف أليه من قبل السلف والأولين حتى فقهاء ومشايخ المحدثين الى رجال ودعاة الأسلام اليوم .. ، لا زال ينهل متخبطا من جلباب عهد الدعوة المحمدية ، فهو موروث لم يأتي بجديد في مجال التعايش والتأقلم وقبول المجتمعات المغايرة لثقافته ! ، لأنه أصلا لم يكن بحد ذاته أضافة للحضارة الأنسانية ، وذلك لأنه أستمر يفسر / حسب فهم وميل ونهج الفقهاء والشيوخ ، بعيدا عن العقلانية ، وبما يتماشى مع عقيدة الأسلام ، في حلقة النصوص القرأنية والسنة النبوية وأحاديث الرسول ، التي يغلب على بعض نصوصها طابع التوحش والقتل ، حتى جعلني أرى أنه موروثا أوجد مفهوما للقتل ، تحت مسمى " فقه العنف " .
القراءة :                                                                                                                                               أولا - نحن في هذا المقام لسنا بصدد عرض ونقد الموروث الأسلامي كاملا ، الذي يحتاج الى عشرات الكتب ، الذي تثقف بعضا من نصوصه بالعنف المفرط المتوحش الغير مسبب !! ، ولكن سأعرض أضاءأت مقتضبة وحسب مقتضيات المقال .                                                                                       ثانيا - أن العنف أراه أخذ صيغة من الفقه / الفهم ، وهو ربط هذا العنف المتوحش بالموروث الأسلامي / بما يضم من نصوص وروايات ! ، وهذا هو الذي نراه في شناعة المنظمات الأسلامية الأرهابية اليوم بدءا من القاعدة وصولا الى النصرة وداعش ، أن كل ما يمارس من توحش / صلب وحرق وسحل .. ، له أوليات وسوابق في الموروث الأسلامي ، بدءا من زمن الحقبة النبوية وما بعدها ! .                                                                                                                                            ثالثا - تساؤل كيف يستقيم الحال / مثلا ، مع الوضع المجتمعي اليوم وفق حديث الرسول التالي ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله / روي الحديث عن أبن عمر و أبي هريرة ) ، وكيف يمكن أن يستقبل المتلقي لهكذا حديث / بعيدا عن تجميل تفاسير المفسرين ! ، لأن الحديث محدد في أيطار لا خيار فيه أما الأسلام وأما القتل ! .                                                                   رابعا - وفي نص قرأني أخر ، يصف الله الرسول بالتالي ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ107 / سورة الأنبياء ) ، هنا من الضروري أن نتساءل كيف لهذا الرسول أن ينقل عن حديثه ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله .. ) ، وبذات الوقت ، يقول الله عنه أنه " رحمة للعالمين " ! ، أرى وجود تناقضا بنيويا في الوضع المعلوماتي لشخصية للرسول ، من جهة ، وبالسياق العام للموروث الاسلامي ، هذا من جهة أخرى ! ، وذلك لأن الرحمة لا يمكن أن تتفق مع سياق الحديث أنف الذكر ، وهنا أيضا المتلقي / المطلع خاصة ، سيقف مشدوها وحائرا في أستيعاب هكذا نصوص متضاددة ! .                                                                                                                               خامسا - يمكن القول أن بواكير العنف والتوحش في الأنتقام والمروي عنه في الموروث الأسلامي كان في مقتل أم قرفة / بأمر مباشر من رسول الأسلام ( وهي فاطمة بنت ربيعة بن بدر بن عمرو الفزارية من قبيلة بني فزارة . وكانت شاعرة من أعز العرب ممن يُضرب بهم المثل في العزة والمنعة فيقال : " أعز من أم قرفة ". وإذا تشاجرت قبيلتها مع غطفان بعثت خمارها على رمح فيصطلحون ، كانت أم قرفة تؤلب الناس على النبي محمد .. قال حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق عن عبدالله بن أبي بكر قال : أرسل في السنة السادسة للهجرة زيداً بن حارثة في سرية فقتلها ، إذ ربط رجيلها بحبل ثم ربطهما بين بعيرين حتى شقها شقاً ، وكانت عجوزاً كبيرةً . ثم حُمل رأسها إلى المدينة ليُعلم أنها قتلت / نقل بتصرف من موقعي ملتقى أهل الحديث والويكيبيديا ) ، هل ما يقوم به الأن الأرهاب بعيدا عن شناعة قتل " أم قرفة " !! ، ام أنه متوافق مع ما حصل قبل أكثر من 14 قرنا ، أذن هناك موروث ديني لما يحدث اليوم ، يستند عليه الأرهاب كمرجعية لما يقوم به من أفعال وحشية .                                                                                                                           سادسا - وفي جانب أخر ، نفس الموروث الأسلامي ينقل عن علي بن ابي طالب / أبن عم الرسول وصهره ، " أنه قال :     ( اللهم اجعلني مظلوما ولا تجعلني ظالما ) لأن المظلوم سوف يأخذ الله حقه من الظالم وان اخذه ( اخذ عزيز مقتدر ) .. / نقل من موقع منتديات يا حسين " ، والتساؤل كيف لعلي / وهو من آل بيت الرسول ، والذي كان متلازما ومصاحبا مع الرسول ، ومرافقا له ليل نهار ، أن لا يؤمن بالأنتقام ويترك أمره لله ، وصاحب الدعوة / الرسول ، بنفسه ينتقم وبأفظع أنتقام - بقتل ام قرفة ! ، علما أن علاقة الرجلين / الرسول وعلي ، " أقرب من حبل الوريد "  .
سابعا - كما أن النص القرأني يقدم لنا صورة وحشية عن الله ، لا يمكن للأنسان أن يتصورها ، لأنه يقدم للمتلقي أن الله معذب للبشر ، وهو صفة الرحمة والغفران والمحبة ، وأرى أن هذا  الأمر أوقع النص القرأني في أشكالية بنيوية بحد ذاته من التوحش والعنف !! ، والأية التالية مثال على ذلك " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) / سورة النساء " .. وفي تفسير الطبري للأية / أنقله بأختصار :  ( قال أبو جعفر : هذا وعيد من الله للذين أقاموا على تكذيبهم بما أنـزل الله على محمد من يهود بني إسرائيل وغيرهم من سائر الكفار ، وبرسوله . يقول الله لهم : إن الذين جحدوا ما أنـزلتُ على رسولي محمد ، من آياتي ، يعني : من آيات تنـزيله ، ووَحي كتابه ، وهي دلالاته وحججه على صدق محمد فلم يصدقوا به من يهود بني إسرائيل وغيرهم من سائر أهل الكفر به ، سوف نصليهم نارًا "، يقول : سوف ننضجهم في نارٍ يُصلون فيها ، أي يشوون فيها " كلما نضجت جلودهم "، يقول : كلما انشوت بها جلودهم فاحترقت " بدلناهم جلودًا غيرها "، يعني : غير الجلود التي قد نضجت فانشوت .. ) .

خاتمة :                                                                                                                                             الموروث الأسلامي ، بكل ما به من مواضيع أشكالية وخلافية ، كالجهاد مثلا ، وفق كم هائل من النصوص ، كالأية التالية    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 35 / سورة المائدة ) ، أضافة الى موروث يتعلق ب : قتل الأسرى والجزية وأسلمة العالم وألغاء الأخر والتكفير وغيرها الكثير .. التساؤل كيف لهكذا موروث أن يتفق ويتسق مع العلاقات المجتمعية لعالم القرن الواحد والعشرين ! ، وكيف لهكذا موروث أن يقبل أنسانيا ، أو أن يكون ضمن التراث الحضاري ! أو أن يكون أضافة له ، وهو يصوغ ويشرعن كل عمليات الأرهاب ، حتى وسم هذا التوحش من قبل العصابات الأرهابية بأنه متفقها وفق الموروث الديني الأسلامي .

253
                                            قراءة حداثوية للسيرة النبوية لأبن أسحاق
المقدمة :                                                                                                                                             ليس الغاية من المقال سرد حياة ابن إسحاق (85 هـ/703م المدينة - 151 هـ/ 768م بغداد )  ، وذلك لأن هدف المقال هو " قراءة خاصة " لمؤلفه حول سيرة الرسول ، ولكني أرتأيت البدأ بومضات من حياته ، كأستهلال للمقال .. ( أبن إسحاق  مؤرخ من العصرين  الأموي والعباسي ، إسمه أبو بكر محمد بن اسحاق بن يسار بن خيار المدني ، ويعتبر أول  مؤرخ عربي كتب سيرة رسول الإسلام محمد بن عبد الله ، وهو من أطلق تسمية " سيرة رسول الله " على كتابه . وقيل هو : يسار بن كوتان - المطلبي بالولاء ، المديني نسبة إلى مدينة الرسول ، وهو من أشهر تلاميذ الزهري على الإطلاق ؛ وهو من أصل فارسي ، كان أبوه شغوفًا بجمع الأحاديث ، وعنه ورث محمد بن إسحاق هذا العلم منذ الصغر ، وقد أقام بالمدينة واتصل بكبار علماء عصره ، مثل : عاصم بن عمر بن قتاده ، والزهري ، وهما من أبرز أساتذته ، ورحل إلى مصر و العراق بغية جمع الأخبار والاستزادة من المعارف ، واتصل بالخليفة المنصور الذي طلب منه تأليف كتاب منذ خلق الله تعالى آدم حتى زمنه ، فألف كتابه في المغازي ، و لم يصل إلينا كاملاً ، وإنما وصل إلينا مختصرًا في سيرة ابن هشام المشهورة ؛ حيث قام ابن هشام ببعض التعديلات فيه والاختصار كما فعل بالمدونات الأخرى . ويعد ابن إسحاق أول مَن عالج حياة الرسول بطريقة يميزها التسلسل الفني المتسلق ، ووسَّع مضمون السيرة فضمَّنها تاريخ الرسالات والأنبياء المتقدمين ، كما عُنِي بكتابة الأخبار العامة موحدة من الروايات المختلفة / نقل بأختصار وتصرف كما وردت من موقعي الألوكة و الويكيبيديا ).

القراءة :                                                                                                                                      1 . لا بد لنا بادئ ذي بدأ أن نضع بعض المؤشرات الخاصة ،  حول بمن المقصود منه بالسيرة - وهو الرسول محمد ، ثم بكاتب السيرة - وهو أبن أسحاق ، فالرسول ولد في مكة عام 53 قبل الهجرة وتوفى 11 هجرية ، وقد ورد في موقع موضوع ، التالي حول عمر الرسول حين وفاته (  ورد في الصحيحين عن عائشة ، أنّ وفاة الرسول كانت وهو ابن 63 عاماً ، وجاء في روايةٍ أخرى أنّ عمره كان 65 عاماً ، وغيرُها أيضاً أورد أنّه توفي وهو ابن 60 عاماً . قد جمع العلماء بين الروايات بأنّ من قال إنه 65 كان قد حسبَ سنتي المولد والوفاة ، والصحيح أنّ عمره 63 ) ، لأجله أرى أنه لا توجد معلومة تامة ! ، وكان تواجد الرسول بين مكة والمدينة وما يجاورهما ، بينما أبن أسحاق ولد في المدينة عام 85 هجرية وتوفى 151 هجرية ، جاء في موقع قصة الأسلام ، حوله التالي (  وطاف ابن إسحق البلاد ، وسمع من جمع كبير في مصر ، والحجاز والعراق والري وما بينها ، وكان قد خرج مع العباس بن محمد إلى الجزيرة ، وأتى الخليفة أبا جعفر المنصور بالحيرة ، فكتب له المغازي .. ) .                                                                         2 . أول ما نلاحظ مما تقدم في أعلاه ، هو التباين والتباعد الزمني والمكاني بين الرسول وكاتب السيرة ، حيث أنه هناك حوالي 140 عاما تفصل بين الرسول وأبن أسحق كفاصل زمني ! ، وذلك أذا أخذنا عامل وفاة الأثنين كمؤشر مشترك بينهما ، مع الأخذ بنظر الأعتبار الأختلاف والبعد الجغرافي بين الأثنين ! .  وهذا الوضع هو أشكالي في كتابة أي سيرة ! ، خاصة لعدم وجود أي تواصل أو أي مراجع مكتوبة عن المراد كتابة سيرته ، ألا السماع والأخبار والنقل ، وحتى تناقل الاخبار غير دقيق ، لأن النقل من فرد الى أخر ، يجعل من الخبر غير مؤكد البتة ، وأحتمال هامش الزيادة والنقصان به كبير . وأن وجود فارق زمني يقترب من قرن ونصف بين الأثنين ، هو وضع يجعل من الدقة والمصداقية ضعيفة جدا في كتابة أي سيرة ، خاصة لأنعدام أي مراجع مكتوبة يعتمد عليها الكاتب في صياغة مؤلفه ! ، والأهم هو عدم معايشة كاتب السيرة للرسول أو لأصحابه  .                                                              3 . مما سبق رأينا عدم وجود أي مراجع / وثائق ، حجج ، وقائع أو سند ، أعتمد عليها أبن أسحاق في كتابة السيرة ، وذلك لأنه كان أول المهتمين بهذا الأمر ! ، لأجله كتبت بعض المواقع حول منهج أبن أسحق في كتابة السيرة النبوية للرسول ، منها موقع موضوع ، نقل بأختصار وتصرف التالي (  لقد كان منهج أبن اسحاق من أنه كان يعتمد على جمع الرّوايات من غير سند ، فقد كان همّه أن يجمع كلّ ما ورد عن النّبي من مواقف وأحداث وتفاصيل ، ولقد كانت الملاحظات على سيرة ابن اسحق حافزاً للمؤرّخ بن هشام الذي قام بتهذيب السّيرة وحذف الكثير من القصص والأخبار التي لم يرد فيها ذكر النّبي ، كما حذف كثيراً من الأشعار التي لم يسمعها عن أحدٍ من الشّعراء أو المهتمين بالشّعر .. ) .                                                                                                           4 . لقد شكك الكثير من المستشرقين في صحة السيرة النبوية لأبن أسحاق ، وربط  هذا الأمر ، من جانب بعامل الفارق الزمني ، وبعدم الحيادية من جانب أخر ، فقد جاء في موقع المعرفة  ، بهذا الصدد ، نقل بأختصار وتصرف التالي ( .. يرى بعض المستشرقين إن مدى صحة الحقائق التأريخية في كتابه قد يكون مشكوكا فيها لأنقضاء مايقارب 120  سنة بين وفاة الرسول  وبداية جمعه للروايات الشفهية ، وأيضا يشك البعض في حيادية بعض المواضيع التي قد تكون غير منصفة لبني أمية لكون الكتاب كتب في عهد الخلفاء العباسيين والذين كان لهم خلافات مع من سبقهم من الخلفاء الأمويين .. ) ، والمثير للأنتباه أن أبن أسحق نفسه يعترف بضعف المصداقية من صحة الخبر ، فقد ذكر أبن أسحق في مقدمة كتابه التالي : ( ان " الله وحده عليم أي الروايات صحيحة " ) .                                                                                                                               * مما سبق يتضح أن أبن أسحاق كان يعبأ المعلومات والاحداث والأخبار في السيرة النبوية للرسول ، دون الأهتمام أو الاكتراث بمدى صحتها أو صدقها ! ، أو حتى مدى حدوثها من عدمه ، وذلك لعم وجود أي سند موثق للمعلومة أو للحدث ! .                                                                                                                       5 . نتيجة الى طريقة نهج أبن أسحاق في سرد كتابه / السيرة النبوية ، والتي تفتقر الى السند والمصداقية ، لاحظنا أن الكثير من علماء عصره كانوا ضده وخالفوه أيضا ، فقد روى موقع المجتمع ، بهذا الصدد التالي (  وأما مالك  فإنه نال منه بانزعاج وذلك لأنه بلغه أنه يقول : اعرضوا عليَّ علم مالك فأنا بيطاره ، فغضب مالك فقال : انظروا  " إلى دجال من الدجاجلة " ) ، ومن العلماء الذين جرّحوه أيضا (  قال الإمام أحمد بن حنبل : هو كثير التدليس جداً ، فكان أحسن حديثه عندي ما قال أخبرني وسمعت . وقال أبو حاتم الرازي عنه : ليس عندي في الحديث بالقوي ، ضعيف الحديث ، يكتب حديثه . وقال النسائي عنه : ليس بالقوي . ) ، وبنفس الصدد بين موقع الويكيبيديا ، ما تعرض أبن أسحق من تجريح (  .. أن ما روي عن مالك ، وهشام بن عروة بن الزبير من تجريحهما لأبن أسحاق ، وقد حمل الكثير من العلماء المحققين تجريح هذين العالمين الكبيرين له بعداوات شخصية كانت قائمة بينهما وبين ابن إسحاق .. ) ، ولا أرى أن العداوات الشخصية تبين هكذا أراء ألا أذا كانت مبنية على حقائق محددة ! .                 6 . وتكلمت بعض المواقع عن طريقة وأسلوب أبن أسحاق بالكتابة ، وما بها من عدم ألتزام بالقواعد المرعية ، حيث بين موقع ملتقى أهل الحديث ، التالي (  ويمكن اجمال عثرات إبن إسحاق في السيرة في النقاط الآتية :       " الاسهاب في الرواية ، قلة الضبط  ورواية الغرائب " ) ، كما بينت أيضا مواقع أخرى ، بأن بعض رواياته كانت أما خاطئة أو كانت وهم ، وهذا ما بينه موقع قصة الأسلام ، " .. وقد فتشت أحاديثه الكثيرة ، فلم أجد في أحاديثه ما يتهيأ أن يقطع عليه بالضعف وربما أخطأ أو وهم في الشيء بعد الشيء كما يخطئ غيره ، ولم يتخلف في الرواية عنه الثقات والأئمة ، وهو لا بأس به " ( ابن عدي : الكامل في ضعفاء الرجال ، ترجمة رقم 1623 ) " .                      7 . ومن الأمور التي سجلت قدحا بابن أسحق ، ممكن أن تلخص بما يلي ، واوردها حسب موقع الأسلام سؤال وجواب ، نقل بتصرف وأختصار : ( 1 . اتهامه بالقدرية حتى ذُكر أنه جلد بسببه .2 . اتهامه بالتشيع / وهي ليس قدحا . وهذان الأمران – إن ثبتا عنه – فلا يؤثران في حديثه ، إذ ما زال العلماء يأخذون عن القدرية والشيعة إذا ثبت صدقهم وحفظهم ، 3  . اتهامه بالتدليس . 4 . أتهامه الكذب . 5 . اتهامه بمخالفة الثقات . 6 . اتهامه بالانفراد ببعض المناكير . 7 . روايته الإسرائيليات . 8 . جمعه بين ألفاظ الشيوخ ) . وللأمانةالعلمية ، وكعادة شيوخ الأسلام فقد عللوا كل ما ذكر من قدح ، وبينوا من أن كل ما ذكر لا يضعف أو يقلل من مؤلفه / السيرة النبوية !! .                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         
الخاتمة :                                                                                                                                    أولا : أنها ليست بسيرة نبوية لمحمد بن عبدالله ، ولكن من الممكن أن ندعوها " رواية محمد بن عبدالله " ، وذلك لأنها بمجملها سرد مرسل ، غير موثق ، يفتقر معظمه للأسناد ، كاتبها متهم بالكذب والتدليس ، لأجله قام أبن هشام ، بتهذيب وتشذيب السّيرة وحذف الكثير من القصص والأخبار ، لعدم المصداقية وضعف الخبر ، وقد جاء في موقع قصة الأسلام ، التالي ( أن أبن هشام أراد أن يُقوم ما يراه في السيرة النبوية لأبن أسحاق من عوج .. وحذف أشياءا بعضها يشنع الحديث به ، وبعض يسوء بعض الناس ذكره ) ، وهذا الأمر يقودنا الى أن سيرة أبن أسحق أنصهرت في سيرة أبن هشام ، وتشكلت لنا سيرة ببنية نصية جديدة ، وأعتقد أن ما كتبه أبن أسحاق في مقدمة كتابه  يجعلنا أن نشكك في مدى صحة ودقة مجمل الأخبار والوقائع التي وردت في السيرة النبوية ذاتها ، حيث قال أبن أسحاق التالي : ( ان الله وحده عليم أي الروايات صحيحة ) ، لأجله فانه حتى سيرة أبن هشام ينطبق هذا عليها لأنها قامت على أساس سيرة بن أسحاق ! .                                                                                                            ثانيا : أن الأسلوب المتبع في كتابة السيرة النبوية ، حتى في نسخة أبن هشام المتوفي في 218 هجرية ، أراه تراجيديا ، حيث سرد الأخير تفاصيلا دقيقة ، لا يمكن أن تكتب عن فرد يفصله عن الرسول أكثر من قرنين من الزمن ، فقد نقل عن  برنامج – تعلم أن تفكر مع العلماء / الحلقة 9  ، التالي : ( نقل عن أبن هشام / أنه عندما تزوج الرسول سلمى بنت أبي أمية .. أصدقها الرسول فراشا حشوه ليف .. قدحا .. صحفة ومجشة .. ) .                    * فلا أعتقد هكذا وقائع بهكذا تفاصيل  يمكن أن تكون حقيقية ألا أذا كان من نقل الخبر معايشا للرسول نفسه ! ، وقد دخل بيت زوجة الرسول / سلمى ، شخصيا حتى يقوم بنقل الحدث ! ، من جانب أخر ، أن ما  أصدقه الرسول لسلمى هو " كارثة " ، خاصة أذا علمنا أن الرسول له الخمس من كل الغنائم ، أي أن الرسول كان غنيا ، وما ذكر من صداق ، ممكن أن يقدم من قبل فرد فقير لا يلقى لقمة عيشه ، وليس من قبل الرسول ! .                                                                                      ثالثا : أن أصول أبن أسحاق ، أعتقد أنها مسيحية ، فقد جاء في موقع المعرفة ، التالي (  وكان جده يسار من سبي  قرية عين التمر حين أفتتحها المسلمون في خلافة أبو بكر الصديق ، سنة 12 هـ ، وقد وجده خالد بن الوليد  في كنيسة عين التمر من بين الغلمان الذين كانوا رهنا في يد كسرى فأخذه خالد إلى المدينة  ) ، فلماذا وجد جده  " يسار " تحديدا بالدير ! حتى وأن كان أسيرا فلم وضع بالدير أن لم يكن مسيحيا ! ، من جانب أخر ، هذا الأمر يقودنا  أن تربية أبن أسحاق هي مسيحية ، لتأثير ثقافة الجد " يسار " عليه ، وهذا الامر ينعكس أيضا على ثقافة أبن أسحاق العامة ، وبنفس الوقت ينعكس على كتابته للسيرة النبوية .                                                             رابعا : أعتقد أن محمد أبن أسحاق كتب سيرة ليس بها لا مراجع ولا وثائق ولا سند ، أي ليس بها قاعدة معلومات ، لأجله أرى أن السيرة بعضها مبتدعة الوقائع وأحداثها مخترعة !! .


254
                                      الدعوة للأسلام و جلد الذات الألهية
" هذه الدعوة مزدوجة الغرض ، وذلك لأنها موجهة للمسلمين ولغير المسلمين بذات الوقت ..  "                          تنويه : المقال يقرأ من ألفه الى ياءه ، ولا يمكن الأجتزاء منه ، وذلك من أجل نقل الفكرة كاملة للمتلقن !!  .
   لكل دين أو معتقد أسلوب دعوي خاص به ، له أدواته ومفرداته ، وله طريقته الجاذبة في التعبير والأيحاء ، وبنفس الوقت له فنه المتميز في طرح النصوص وفي أبراز الحجة والقرينة ، وذلك من أجل الوصول الى نتيجة العملية الدعوية .. وهي جذب المتلقي لمعتقد محدد دون آخر .. فكيف الحال مع الدعوة للأسلام !! .
1 . لو تركنا الدعاة والشيوخ المعروفين جانبا ، من المتوفي - متولي الشعراوي / صاحب مقولة الرياضة الأيمانية في زواج نبي الأسلام من زينب بنت جحش زوجة أبنه بالتبني زيد بن محمد !! ، و خالد الجندي / مروج دعاية الدجاج ، مرورا بعائض القرني / المتباهي بقصره المكلف ملايين الدولارات علىYOUTUB  ومعظم المسلمين دون دار يأويهم ! ، وصولا الى محمد العريفي / المروج لفتوى جهاد النكاح .. والقائمة تطول .
2 . للأسلام موروثا جنسيا مثيرا للجدل ، وهذا الجانب سيكون بوابتي لحملتي الدعوية حالي حال الباقين ، فلكل داع أسلوبه الخاص به ، يعتمد عليه في نشر رسالته ! ، أن رضي شيوخ ودعاة الأسلام أو لم يرضوا ! .. لأجله دعوتي تعمل على أخضاع المتلقي للنهج التالي ، وقد أقرنت دعوتي بمصادر ومراجع أسلامية معتمدة :
أولا - من الضروري أن يعرف المتلقن أن الأسلام ، له صور جنسية متعددة الأوجه والأغراض ، فهو له لكل حدث أو واقعة حل أو تكييف شرعي ! ، فوفق النص القرأني يبين التالي حول المعاشرة الجنسية ، حيث يبين الشيخ يوسف سبيتي / في موقع بينات ، التالي ( لقد قسَّم القرآن الكريم الحالات الّتي يجوز فيها للرّجل معاشرة المرأة من النّاحية الجنسيّة ، إلى حالتين : الحالة الأولى هي حالة الزّواج بقسميه الدَّائم والمؤقَّت " زواج المتعة " ، والحالة الثّانية هي ملك اليمين ، وملك اليمين يعني المرأة الّتي أخذت سبيّةً في  حال الحرب..) . وبخصوص السبي فهو موجود منذ الدعوة المحمدية ، فقد سبى الرسول بذاته ومعظم الصحابة " قد سبى الرسول من بني المصطلق ، وبني هوازن ، وقسّم السبي على المجاهدين ، والصحابة قاموا بذلك أيضاً من بعده ، كما فعل أبو بكر ، حين استرقّ نساء بني حنيفة وذراريهم ، وكما فعل علي بن أبي طالب أيضاً ، حين سبى بني ناجيةٍ / نقل من الموقع التالي  https://mawdoo3.com  " .                                                                        * وفق هذا النهج – في الحياة الدنيا ، للفرد له كامل الحرية الشرعية في العلاقات الجنسية تحت مظلة الدين ، من علاقة الزواج ، مثنى وثلاث ورباع ، الى المتعة نهاية  بالسبي ، والعلاقة الأخيرة صيغت من أجل الحث على الجهاد ! . وهناك طرق للمعاشرة الجنسية أخرى ، وأيضا تحت مظلة الدين ، منها : زواج المسيار ، الزواج العرفي ، زواج الدم والزواج السياحي .. / للأطلاع يرجى مراجعة موقع  https://www.shasha.ps/news/202982.html .
ثانيا - حتى في الأخرة وضع الأسلام صورة جنسية ، تسحر الألباب ، لا يمكن تصورها ألا في قصص ألف ليلة وليلة ، فأوجد حور العين / للعلاقة الجنسية والغلمان المخلدون لخدمة أهل الجنة ، فقد جاء في موقع / أهل الفتوى التالي ، نقل  بأختصار ( فإن الحور العين اللاتي يَتمتع بهن الرجال من أهل الجنة هن من الإناث ، فهن زوجات لهم ، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ:  إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً رَجُلٌ صَرَفَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ قِبَلَ الْجَنَّةِ ... ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ ، فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، فَتَقُولَانِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا وَأَحْيَانَا لَكَ ، قَالَ : فَيَقُولُ : مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ!!. ، وأما الغلمان الذين يطوفون على المؤمنين في الجنة فلا نعلم أن لهم اسمًا يخصُّهم ، فالله تعالى طوى عنا كثيرًا من أخبارهم ، ولكنه أخبرنا أنهم يكونون في أجمل صورة وأحسن هيئة ، وذلك في قوله سبحانه:  وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ / سورة الطور:24 ) .                                           
 ثالثا - أما الشهيد في الأسلام فله كم من الحوريات ، ( كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) الدخان/ 54 ، ومن الأحاديث حول حور العين ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، التالي أنقله بأختصار : روى الترمذي (1663) وابن ماجة (2799) وأحمد (16730) عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (( لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ : يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبه . حسنه المنذري في "الترغيب والترهيب" (2/210) ، وابن حجر في "الفتح" (6/16) من حديث عبادة بن الصامت ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".)) .                                                                                         * في هذا الصدد هناك دفع للمسلمين للجهاد ونيل الشهادة من أجل الممارسة الجنسية مع حور العين ، وتناول وجبة غذاء مع الرسول ! . وهناك وصف أسطوري لحور العين ، حيث أنهن خارج نطاق الحالة البشرية ، و يقول " ابن القيم " بهذا الصدد مايلي : ووصفهن بالطهارة فقال : ( ولهم فيها أزواج مطهرة ) طهرن من الحيض والبول والنجو ( الغائط ) وكل أذى يكون في نساء الدنيا ، وطهرت بواطنهن من الغيرة وأذى الأزواج وتجنيهن عليهم وإرادة غيرهم .
رابعا - كل من يدخل الأسلام من غير المسلمين ، أو من يذهب للجهاد من المسلمين ، والمسلمين عامة ، ينال كل أو بعض مما ذكرت ، هذا حسب الموروث الأسلامي ، والعهدة على المراجع الأسلامية المعتمدة التي سردتها في البحث / الدعوة ، من نصوص وأحاديث وفتاوى ، ولا أتحمل أنا شخصيا وزر من لم ينل شيئا ممن ذكر في أعلاه ! .
القراءة :                                                                                                                                  أني دعوت من يريد أن الدعوة ! ، ولكن لا بد لي في ختام المقال أن أبين التالي :                                               1 - بما أن النص القرأني هو نصا آلهيا / حسب المعتقد الأسلامي منذ البدأ ، وذلك وفق الأية التالية " في لوح محفوظ / سورة البروج آية 22 " ، وتفسير هذه الأية ( اللوح المحفوظ : هو مصطلح في العقيدة الإسلامية يدل ، بشكل عام ، على أداة حفظ بها الله مقادير الخلق قبل أن يخلقهم وهو مستودعٌ لمشيئاته / نقل من الويكيبيديا ) ، وبذات الوقت الرسول نفسه لا ينطق عن الهوى ، وتفسير هذه الآية : ( " وما ينطق عن الهوى 3 إن هو إلا وحي يوحى4 / سورة النجم " و معناها أن كل حرف ينطق به الرسول هو من الوحي ؟ - نقل من موقع أسلام ويب ) ، أي أن كل ما ذكرته من نصوص وأحاديث بأجمعها هي من لدن الله عز وجل  ، أي مصدرها هو الله – حتى أحاديث الرسول !! .                                                                                                   2 - وسؤالي ما هذه الذات الألهية المعبأة بالجنس بل المهووسة به ! وهل دور الله هو دعوة جنسية للغير ، أم هو دعوة للغفران والصلاة ! ، وهل من المنطق والعقلانية أن يدعو الله أو بالأحرى أن يروج الى الحور العين بهذه الصورة المبتذلة مستخدما مفردات  مقززة ، هل الله جنسي التكوين بهذا الشكل بأن يدفع المسلمين للجهاد من أجل أن يكافئهم بحور العين بعد شحن قابليتهم الجنسية بقوة مائة رجل ! كي يستطيعوا ممارسة الجنس مع 72 حورية ! ، هل نحن أمام آله حقيقي ، أم نحن أمام ذات ألهية ذو تركيبة جهادية معبأة بالجنس والشهوة والغرائز البشرية ! ، فالله الذي نعرفه هو محبة وليس ألها للجنس والشهوات ! ، الأله هو دعوة الى التعبد والصلاة والصوم وليس دعوة لحياة دنيوية ماجنة وحياة أخروية فاسقة ! .                                                                                                                          وأخيرا ، هل هذا الآله هو نفس الأله في الصابئة واليهودية والمسيحية أم أنه آله مبتكر من قبل المعتقد الأسلامي ، أي " النسخة المحمدية " للذات الألهية ، وهذا ما توصلت أليه في خلاصة للقول .   
 

 






255
                                        قراءة حداثوية بين الزكاة والخمس     
النص :                                                                                                                                          بداية سأسرد باختصار مقدمة أولية عن الزكاة ثم أضاءأت عن الخمس ، دون تفصيل ، وذلك لأن الكتب والمراجع تعج بهذه التفاصيل ، كما أن هذه التفاصيل / من نصوص وأحاديث وشروحات وتفاسير وروايات وفتاوى ، ليست موضوعنا الأساس ، أنما موضوعنا هو قراءة حداثوية لهذين المفهومين .                                                                                                                     1 * وفق المعتقد الأسلامي ، أن " الزكاة كلغة " ، تعرف على أنها ( هي‏ البركة والطهارة والنماء والصلاح ../ نقل من الموقع التالي zakat.al-islam.com ) ، وسميت الزكاة لأنها تزيد في المال الذي أخرجت منه‏ ،‏ وتقيه الآفات ،‏ وهذا الأمر عقليا لا أراه مقبولا ! ، كما قال ابن تيمية‏ :‏ نفس المتصدق تزكو‏ ، وماله يزكو ،‏ يَطْهُر ويزيد في المعنى ‏.‏                                                           2 * أما " الزكاة شرعا " ، فهي حصة مقدرة من المال فرضها الله للمستحقين الذين سماهم في كتابه الكريم ،‏ أو هي مقدار مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة ،‏ ويطلق لفظ الزكاة على نفس الحصة المخرجة من المال المزكى‏ .‏ والزكاة الشرعية قد تسمى في لغة القرآن والسنة صدقة كما قال تعالى‏ :‏ ‏(‏ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم‏ / سورة ‏التوبة 103‏‏)‏ ، وفي الحديث الصحيح قال الرسول لمعاذ حين أرسله إلى اليمن ‏:‏ ‏(‏ أعْلِمْهُم أن اللّه افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم ‏.‏‏)‏ أخرجه الجماعة – نقل بتصرف مع أضافات من الموقع التالي research.rafed.net . كذلك قضية أن الله فرضها على عباده أيضا غير منطقي ! ، لأن الله يأمر بتطبيق وصاياه ، وليس فرض ضريبة مالية ! . وفي موضوع متصل ، في العهد الجديد حين سُئل المسيح :              ( " أي عمل صالح أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟"، أجاب " احفظ الوصايا " ، وقد اعتبرت هذه الوصايا " خلاصة القوانين الأساسية للتصرف لإنساني .. ) ، ما مقصده أن المؤمن وفق المنظور الألهي بأعماله وفق وصايا الله ( لا تقتل ، لا تزن ، لا تسرق .. ) وليس بما يدفع من مال !! .                                                                                           3 * وقد وردت موضوعة " الزكاة " في أيات متعددة في النص القرأني منها / على سبيل المثال وليس الحصر التالي :                                                                                                 ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) [ سورة البقرة : ٤۳ ] .                                                           ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) [ سورة الأعراف : ۱٥٦ ] .                              ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ ) [ سورة الحج : ٤۰ ـ ٤۱ ] .
القراءة :                                                                                                                                      * أسلاميا ليس من توافق أو أتفاق على موضوعة الزكاة بين الفرق والطوائف الأسلامية عامة ، فبينما أهل السنة والجماعة متفقين على التسمية ، وفق النصوص القرأنية / المذكورة في الفقرة 3 آنفا ، ولكن الشيعة الأمامية ، يتبعون مبدأ " الخمس " ، بعد أن أغلقوا باب الزكاة ، وولجوا نهجا أخرا يصب لصالح المنتفعين من فقهاء وسادة .                                         * والتساؤل هنا ، عندما لا يكون هناك أتفاق على التسمية والمفهوم بين الطوائف الأسلامية على موضوع معين ، هذا من جانب ، فكيف تكون الزكاة أحد أركان الأسلام ! والشيعة موصدين باب الزكاة ، المذكورة وفق قول الرسول : « بني الإسلام على خمس ، شهادة ألّا إله إلا الله ، وأنّ محمّد رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً » . هل هذا يعني أن الشيعة الأمامية لا تطبق أحد أركان الاسلام ! ، وهذا يجرنا الى أن نقول : هل أن كل من لم يطبق أركان الاسلام يعتبر خارج الملة ! .                                                                                                                      * وهناك خلاف كبير من جانب أخر في مفهوم الخمس أسلاميا بالتحديد ، فوفق الأية التالية ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ / 41 سورة الأنفال ) ، والتي من تفاسيرها ، أخترت التالي ، وفق موقع / مركز أهل الفتوى ( قال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ، عن أبي العالية الرياحي قال : كان الرسول  - يؤتى بالغنيمة فيقسمها على خمسة ، تكون أربعة أخماس لمن شهدها ، ثم يأخذ الخمس فيضرب بيده فيه ، فيأخذ منه الذي قبض كفه ، فيجعله للكعبة وهو سهم الله . ثم يقسم ما بقي على خمسة أسهم ، فيكون سهم للرسول ، وسهم لذوي القربى ، وسهم لليتامى ، وسهم للمساكين ، وسهم لابن السبيل ) ..                                                                            * تساؤلي : من المستفيد من سهم الله الذي في الكعبة ! ، وهل الله يحتاج للمال ! هذا أولا ، ثانيا ، وأن كان الرسول له الخمس ، فالرسول قد مات ! فلمن خمس الرسول ! دون الدخول في أسترسال الشراح ، علما أن بعض المفسرين يذهبون بعيدا في لمن يؤول أليه سهم الله الذي في الكعبة ! حيث يقول ابن أبي حاتم :  حدثنا أبي ، حدثنا أبو معمر المنقري ، حدثنا عبد الوارث بن سعيد ، عن حسين المعلم ، عن عبد الله بن بريدة في قوله :  واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ، قال : الذي لله فلنبيه ، والذي للرسول لأزواجه .                                                                       * والشيعة الأثني عشرية ، يضيفون الكثير لما يشمله الخمس من أموال ، منها ( الأموال التي تزود عن المؤنة الشخص وعائلته مهما كان مبلغها وتخرج كل سنة ، الركاز وهو المال المدفون تحت الأرض إذا تجاوز قيمته النصاب فقط و .. ) ، ولكن الأشكال في ألية لمن تدفع هذه الأموال ، ففي موقع / مدونة الجزيرة العربية ، أنقل التالي باختصار " إن الزكاة حق الفقراء عموما بينما ( الخمس ) جعل خاصا بطبقة معينة هم ( السادة ) و ( الفقهاء) .. ويقال أن الخمس هو من حق ( الإمام الغائب ) ، ويمكن لصاحبه أن لا يخرجه أصلا فإن أخرجه – وذلك ليس بواجب عليه - فإما أن يدفنه في الأرض أو يوصي به إلى من يثق به لحين ظهور (المهدي) !! " .                                                                                                                    * وبخصوص الجزئية السابقة ، أرى أننا أمام أزمة عقلية حقا ، فأي أمام غائب ! ، ومتى يظهر هذا الأمام ! وعند من تودع هذه الأمانات العائدة للأمام / الخمس ، لحين ظهور المهدي ! ، ومن الذي يؤتمن في هذا الزمان ! ، خاصة ونحن نتحدث عن مبالغ تقدر بالمليارات من الدولارات !!! ، وهل يوزع حقا " الخمس " على مستحقيه !! ، أم يذهب أغلبه في جيوب السادة المراجع !! ، ومن ثم يستقر في خزينة الحكومة الايرانية !! ، " والخمس يقسم في الفقه الجعفري أي الشيعي الإمامي ، إلى قسمين : قسم لفقراء السادة الهاشميين الشيعة ، وقسم ثان يعطى للفقيه المجتهد المرجع الذي يقلده الشيعي في رؤيته الفقهية ، أينما أقام هذا الفقيه المرجع ... / نقل من موقع الشبكة الوطنية الكويتية " ، ولكن كل هذا الكلام !! ، من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، بأي حق أو قانون أو ألزام تعطى هذه الأموال للسادة الفقهاء ! ، ولماذا تعطى ! ، ووفق أي نص تمنح ، وبأي تخويل يستلم المراجع هذه الاموال ، أني أرى حالة من التغييب العقلي للجمهور العام !! .. كل هذه مجرد تساؤلات مشروعة !! .
خاتمة :                                                                                                                                                  أولا - أني أرى أن موضوعة " الزكاة و الخمس " ، هي وسيلة للتربح والأرتزاق ، تحت مظلة أو غطاء الله ! ، أوجدها رجال الدين ! ، وهذا هو ديدنهم ، لأن مصير معظم هذه الاموال لا تنفق على المسلمين / على أختلاف طبقاتهم ! ، بل كما أسلفت تذهب الى جيوب المراجع الكبار - أي هم أول المستفيدين !! .                                                                                                      ثانيا - وأذا كان الخمس مفهوما هو من غنائم الحرب ، فلم مستمر الى يومنا هذا ! ، حيث لا يوجد غزو ! ، / بالطبع لا زال هذا الامر معمولا به بالنسبة للمنظمات الارهابية الأسلامية / داعش والنصرة والقاعدة .. حيث لا زالت الى يومنا هذا تأخذ الغنائم وتسبي ! .                                                                                                                                                                  ثالثا - كيف تكون الزكاة ركنا من أركان الأسلام ! ، وهل الله يحتاج لهكذا ركن ليكون المسلم مكملا لدينه ! ، اني أرى أن التقرب لله لا يكون بالزكاة ، وانما بالترفع عن الصغائر والعمل الصالح والتبرع للفقراء والمحتاجين ، للمقتدرين ، عن طريق بناء دور للايتام والعجزة والمشردين ، وبناء المستشفيات للذين لا يملكون ثمن الدواء والعلاج ! ، وليس عن طريق الزكاة التي تذهب لرجال دين مترهلة جيوبهم بالمال / المتاجرين بأسم الله !! .                                                                   رابعا - ممكن القول أن الزكاة كانت من ضرورات مرحلة الدعوة المحمدية ، لتثبيت الدعوة وشد عودها ،  أما الأن فالدعوة المحمدية أنتهت ، وصاحب الدعوة بذاته قضى ، أذن لمن الزكاة ! .
كل ماسبق من بداية المقال الى الخاتمة ، في جانب ، ومن جانب أخر ، أنني أرى ومن معطيات كثيرة ، أن الزكاة تذهب لأغراض محددة ، مثلا نشر الوهابية / هذا بالنسبة لحكام السعودية ، وفي العراق يذهب الخمس الى المراجع ، تركيزا الى أية الله السيستاني ، وليس للأمام الغائب !! .. فلو كانت هذه الأموال تصرف على االمشاريع الخيرية / الطبية مثلا ، وعلى فقراء المسلمين .. لكنت مؤيدا لها ! ، ومن جانب ثالث ، الله لا يحتاج الى أموال ، بل يحتاج الى عقول تؤمن به . 
 
 

256
                                         الموروث الأسلامي .. بين تأريخ المفقود وواقع مشبوه
 
    الموروث الأسلامي منذ بدايايات الدعوة المحمدية ، تأريخ يفتقد للقطعية والجزمية ، تأريخ أغلبه ظني / حكايات وروايات ، يفتقد للتوثيق ، تتخلله حقب زمنية مجهولة ومبهمة ! ، وهذا الذي يدعى بالفراغ التأريخي المفقود . المطلع على التأريخ ، يلحظ حقبا زمنية غير مدونة منذ الدعوة المحمدية تبلغ حوالي قرن ونيف ،!! ، وهذه حقيقة تأريخية مؤكدة ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب ، التالي / نقل بأختصار – عن فترة متى بدأ التدوين ، ( فقد اعتنى الصحابة فمن بعدهم بنقل السير ، وأما التدوين ، وكتابة الحوادث كاملة : فمن أوائل من جمعها موسى بن عقبة المدني:141هـ ، وألف كتاب المغازي ، ثم أبو المعتمر سليمان بن طرخان البصري: 143هـ ، وألف كتاب السيرة الصحيحة ، ثم محمد بن إسحاق بن يسار:151هـ ، وهو صاحب السيرة المعروفة .. ) .. على هذه القرينة سأسرد قراءتي الخاصة كأضاءأت متفرقة .

القراءة :                                                                                                                                               أولا : وفق البحث العلمي المنطقي ،  من الضروري أن نتساءل لماذا لم يكن هناك مدونات للفترة أعلاه ، ولماذا بدأ التدوين بعد قرن ونيف من الدعوة المحمدية ! ، وأخر يتساءل ألم يكن هناك رجال علم وفقه ! فالتأريخ يحدثنا عن أهل علم مثلا :                                                                                                                                     * زيد بن ثابت / كاتب الرسول – المتوفي سنة 45 للهجرة ، يتكلم العربية والسريانية ، له دور كبير في جمع القران في عهدي الخليفة أبو بكر الصديق والخليفة عثمان بن عفان ، وهو القائل " والله لو كلفوني نقل جبل من مكانه ، لكان أهون علي مما أمروني به من جمع القرآن " / نقل بتصرف من موقع / قصة الأسلام .                                                          * أبن عباس – المتوفي 68 للهجرة ، صحابي جليل ، وابن عم النبي محمد  ، حبر الأمة وفقيهها وإمام التفسير وترجمان القرآن ، ولد ببني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين ، يعد ابن عباس من فقهاء الصحابة وساهم بشكل كبير في تأسيس مدرسة الفقه بمكة .. / نقل بتصرف من الويكيبيديا .                                                                                 ألم يكن في بال زيد بن ثابت وأبن عباس وغيرهم الكثير ، أن يكتبوا عن تلك المرحلة وهم الأعلم بها لقربهم من الرسول ! ، خاصة لدورهم في كتابة الوحي وجمع القرأن كزيد بن ثابت ! ، ألم يفقه زيد ان يكتب يوميات صاحب القرأن ! وهو اللصيق بالرسول ، والعارف به ، كذلك أبن عباس / أبن عم الرسول ، والأدرى بأحواله وأحوال آل بيته ! لم لم يكتب عن تفاصيل تلك الحقبة ! ، كل هذه مجرد تساؤلات ! .
                                                                                                                                          ثانيا : ما أثار حفيظتي هو ما نشر في موقع / موضوع ، حول تداخل النص القرأني وباقي مكونات الموروث الأسلامي كالحديث والسنة ، أنقله بأيجاز ( .. وكان التدوين في عصر الرسول قليلاً جداً ، لكن مع الابتعاد عن زمن النبي بدأ التدوين يزداد شيئاً فشيئاً ، وقد نهى الرسول عن تدوين الحديث أثناء نزول القرآن لكي لئلا يختلط مع كلام الله .. ) ، وسؤالي ، من يقول بعدم حصول الأختلاط بين النص القراني والحديث مثلا ! وأن نهي الرسول عن التدوين دليل على وجوده / الأختلاط ! ، أما قضية الأحاديث فأنها قضية أشكالية فمن الممكن قد تسرب بعضها للنص القرأني ، أو بالعكس ، لأن عددها غير متفق عليه ، حيث جاء في موقع / الالوكة " قال الامام اسحاق بن راهويه : جملة الاحاديث المسندة سبعة ألاف ونيف [ ذكره ابن حجر في النكت ] ، وقال اسحاق : سألت جماعة من اهل البصرة عن جملة المسند الذي روي عن النبي ، فقالوا : سبعة ألاف ونيف . [ ذكره الزركشي ] ( نقلاً عن كتاب : الامام اسحاق بن راهويه ومسنده ) " ، ولكن هذا العدد يختلف تماما في مصادر أخرى ، فقد جاء في موقع / منتدى كل السلفيين ، الذي يشير الى أن "عدد الأحاديث التي في الصحيحين دون المكرر هو 2507 حديثاً وهو مجموع المتفق عليه 1519 وما انفرد به احدهما دون الآخر 988 " !! .                                     

ثالثا : المنطق يقول أن كل من كتب في الموروث الأسلامي ، لم يعايش تلك الحقبة ، لأن الكتابات أتت بعد قرن ونيف ، أذن من كتب لم يعتمد على أي دليل مادي محسوس و مقروء! ، بل كان الأعتماد على المرويات والحكايات ، وذلك لأن رجالات تلك الحقبة الفعليين قد قضوا ، أما ميتة طبيعية أو قتلوا في الغزوات والمعارك والحروب ، وكما هو معروف أن النقل الشفوي للحدث ، خاصة المنقول من فرد الى أخر ، أي ما يعرف ب ( العنعنة )  / أي حدثنا فلان عن فلان .. ، أمر غير دقيق ! لأنه يخضع للزيادة والنقصان في الحدث ! ، ويخضع أيضا لرأي الحاكم ، وأن كتبة التأريخ عموما يكتبون أملاآت الخلفاء والأمراء ، أي يكتبون وفق رغبة وميل السلطان ! ، أذن معظم ما كتب هوغير ما حدث أو غير ما وقع من أمر بالفعل ! ، أذن التأريخ المكتوب للموروث الأسلامي لا يعتد به ! ، لأنه كتب تحت قوة سيف السلطان ، وأن الكاتب لم يعايش الحدث !! .                                                                         

رابعا : من الضروري أن نمهد لهذه الأضاءة ببعض الأمتدادات التأريخية ، 1- الخلافة الراشدة أمتدت من 11 هجرية الى 41 هجرية ، الدولة الأموية حكمت من 41 هجرية الى 132 هجرية ، أما الدولة العباسية فبدأت بواكيرها من 132 هجرية الى 932 هجرية .  السير النبوية بدأت بالظهور خلال العصر العباسي الاول ، الممتد من 132 هجرية الى 232 هجرية ، وبالتحديد خلال حكم الخليفة أبو جعفر المنصور / 137 هجرية – 158 هجرية ، وحكم الخليفة المهدي / 158 هجرية – 169 ههجرية .
التساؤل هنا : لم لم يكن هناك محاولات أو مبادرات لكتابة السير النبوية قبل عام 141 هجرية ! / هذا أذا تجاوزنا حقبة صحابة الرسول – كزيد بن ثابت وحبر الأمة بن عباس ، ألم يكن هناك جهابذة في التأريخ والفقه والعقيدة خلال هذه الحقبة الزمنية التي تمتد الى قرن ونيف ، وأذا لم يبادر رجالات العلم الى هذا النوع من الأدب ، لم لم يبادر الحكام من الخلافة الراشدة الى العصر العباسي الأول بدفع ذوي العلاقة الى هذا العمل الذي يؤرخ سيرة رسولهم الذين يحكمون تحت مظلته الدينية ! ، هل هكذا أهمال كان عفويا أو كان متعمدا ! .                                                                                                           

خامسا : في المراجع التأريخية ، يحدثنا موقع / الويكيبيديا ، عن فقدان بعض الصحف الخاصة بالسير ، أنقله فيما يلي بأختصار " مؤلفات مفقودة في القرنين الأول والثاني الهجريين: -1 صحف عروة بن الزبير ( ت 92 هـ ) ( مفقودة ) .             -2 صحف أبان بن عثمان بن عفان ( ت 105 هـ ) ( مفقودة ) . -3 السيرة لابن شهاب الزهري ( ت 120 هـ ) ( مفقود ) "             * وتساؤلي في هذه الأضاءة ، هل هكذا مؤلفات فقدت سهوا أو أهمالا ، أرى شخصيا أنها أهملت عمدا ! ، لأنه من المنطق الذي يهتم بالقرأن يهتم بصاحب القرأن !! ، كما أن هكذا صحف أهميتها كأهمية القرأن فكيف تفقد ! ، ولم لم يتم المحافظة عليها في مكان أمين ! .

الخاتمة :
1 . مبدأئيا ، التأريخ ليس مجرد نقل وتسطير وقائع وأحداث ، وأنما التأريخ هو " نقلي وعقلي " ، أي يجب تحكيم العقل في المنقول ، أذن ليس في كل ما يكتب ، يجب أعتباره حقيقة ! ، ونفس الأمر ينطبق على ما جاء بسيرة محمد فهل تقبل على عمومها ! ، أم يجب أعمال العقل والتروي بما تقرأ وبما تنقل وبما تثبت وبما تكتب من أحداث وقائع ! .   
                                                                                 
2 . من واقع ما أشرت أليه من أضاءات في أعلاه ، أرى أن رجال الحكم لم يكن همهم صاحب القرأن ، وهذا جلي وواضح منذ بداية أجتماع سقيفة بني ساعدة 11 هجرية / والرسول مسجى دون دفن في بيت عائشة والصحابة يتصارعون على خلافة الرسول ، أي هم الصحابة هو السلطة والحكم .

3 . وأرى .. أنه من الممكن القول أن حكام تلك الفترة ورجالات وشيوخ الأسلام أرادوا أن يكون لهم سيرة حياتية لرسول الأسلام ، شبيهة بسيرة المسيح في الأنجيل ! ، لذا بدأت كتابة السير ، مع الأخذ بنظر الأعتبار الخلاف بين السيرتين نصا ومضمونا ونهجا ! .     
                                                                                                                                                             4 . أما الأهتمام بالقرأن / كصحيفة مكتوبة ، فكان الأهتمام به ، لسبب رئيسي ، وذلك لأنه يمثل غطاءا لحكم الخلفاء والأمراء ! ، ولا يمكن أهماله ، وبالرغم من أن القرأن بذاته موضع شك  بالنسبة لمصدره ! وهو ما يعرف بمحنة " خلق القرآن" ، التي نادى بها المعتزلة ، والتي تعتبر أن القرآن مخلوق وليس كلام الله المنزل على نبيه محمد كما يؤمن المسلمون ، لكنه عامة ككتاب أصبح مهما في تثبيت العقيدة وترسيخ الحكم وأعطائه الغطاء القانوني .   
                                                                                                                                           * يمكن أن يكون كتابة السيرة النبوية ، قد أهملت لسبب دفين ، أو أنها أجلت لما تحوي من خفايا وأسرار ، وذلك لأن كتابتها ، في ذلك الزمن قد يشكل بداية لشبهة لمعتقد الرسول بذاته ، والوضع بتلك الحقبة قد يبدو حرجا ، لهشاشة المعتقد ، خاصة / مثلا ، قصة زواج الرسول من خديجة بنت خويلد / المسيحية ، على يد أبن عمها القس ورقة بن نوفل / المسيحي ، وتم العقد وفق المعتقد المسيحي ، والدليل على هذا أن الرسول لم يتزوج عليها طيلة حياتها ! ، وعندما توفت بدأ مسلسل زيجاته ! .. أذن كتابة السيرة / التي أجلت لسبب أو لأخر ، كانت تضم أحداثا جدلية ، لا بد من ذكرها في السير ، هذه الأحداث تشكل موضع شك وشبة لعقيدة صاحب القرأن في تلك الحقبة ! ، لأنها تؤكد أن الرسول / الذي لم يسجد لصنم ، كان مسيحيا وقت زواجه من خديجة !! ، وهكذا فعل قد يحطم ليس محمدا فقط بل قد يهدد القرأن والأسلام معا !! .


      
      
 



257
                                              المسلمون وفهم النص القرأني                                                   

المقدمة :
     لا يزال النص القرأني يشكل مهمة صعبة وشاقة في الفهم بالنسبة للعامة من المسلمين بل حتى من المثقفين والمتخصصين منهم أيضا ، وفي هذا المقال لست بصدد البحث في القرأن كلغة / وقد قدمت عدة بحوث بهذا الشأن معنونة " قراءة في لغة كتابة القرأن مع أستطراد لأراء العالم الألماني كرستوف لوكسنبرغ – أربعة أجزاء " ، ولكنني سألقي بعضا من الأستفسارات حول هل القرأن كلغة قابلة للفهم بالنسبة للمتلقي ! .
الموضوع :                                                                                                                             أن لغة القرأن غير مفهومة وغير واضحة المقاصد والمعاني هذ بالعموم ، وسبب ذلك ما أشار أليه كريستوفر لكسنبرغ / هو اسم مستعار لمؤرخ وعالم عربيات وساميات ألماني - اشتهر بكتابة كتاب قراءة آرامية سريانية للقرآن التي افترض فيها كتابة أجزاء من القرآن باللغة السريانية ( أن القران يحتوي على الكثير من اللغة الغامضة وغير القابلة للتفسير . ويشدد على انه حتى علماء المسلمين يجدون بعض الفقرات صعبة من ناحية إعراب معناها وأنهم قد ألفوا أكواما من التعليقات القرآنية في محاولتهم لتفسير هذه الفقرات ، وبين لوكسنبرغ أن القران لم يكن في البداية مكتوبا بصورة كليّة باللغة العربية ولكن بمزيج من العربية والسريانية / السورية القديمة .. - نقل بتصرف من الويكيبيديا ) ، فهذا الغموض  في النص مرده أن القرأن لم يكتب باللغة العربية المتداولة في أول نسخه وذلك لضعف العربية في تلك الحقبة ، وبنفس الصدد بين موقع / sputnik عربي ، ( أن  الحقيقة صادمة ولكن الحق يجب أن نعرفه…85 بالمائة من كتاب الله هو آرامي ، وفسّر قوله تعالى " بلسان عربي مُبين " بأن العربية هي لهجة آرامية ) ، كما أن الكاتب محمد الفقي بين بنفس المضمون في موقع رصيف 22 ، ما يلي ( واختلف الأئمة وعلماء اللغة المسلمون في وجود مكلمات معرّبة في القرآن ، فمنهم مَن نفى تماماً وقوع أي لفظ غير عربي في القرآن ، وعلى رأسهم الإمام الشافعي والعالم اللغوي ابن فارس ، احتجاجاً بالآيتين : " إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون " [يوسف: 2] وآية : " ولو جعلناه قرآنا أعجمياً لقالوا فصلت آياته ، أعجمي وعربي " [فصلت: 44] .  في المقابل ، أكد فريق آخر على ورود ألفاظ غير عربية في القرآن ، وعلى رأس هذا الفريق الصحابي عبد الله ابن عباس ، وهو أول من ألف في هذا المجال ، في الكتاب المنسوب إليه " اللغات في القرآن الكريم " والذي تضمن الألفاظ الفارسية والنبطية والحبشية وغيرها  ) . أذن لغة القرأن غير مسندة للعربية بالعموم ! لذلك شكل النص القرأني أبهاما بالنسبة للعامة من المسلمين .

القراءة :
1 . هذا الغموض في الصياغة والقصد أولد نصا يجعل المتلقي في حلقة من التيه في المعنى والهدف والسبب والغرض ، وقد يجوز أن يرد ذلك الى التشكيلة اللغوية المكتوب بها القرأن / السريانية الأرامية والفارسية النبطية والحبشية .. ، أضافة الى هذا أن عملية تنقيط القرأن وتشكيله كونت سببا أخر لهذا الغموض ، حيث أن الكلمة الواحدة كان من الممكن أن تقرأ بعدة معاني وطرق قبل عملية التنقيط والتشكيل ! .     
                                                                                                                                            2 . هذا الوضع أوجد نصوصا يصعب على المتلقي فهمه ، بل حتى أن بعضها لم يفهمها الصحابة أنفسهم !  فقد جاء فى موقع / ملتقى أهل التفسير ، حول جهل عمر بكلمة " أبا "  التالي ( عن ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه أنه سمع عمر بن الخطاب عنه يقول : قال الله : " وَنَخْلا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا / 31 سورة عبس " كلّ هذا قد علمناه ، فما الأبّ ؟ ثم ضرب بيده ، ثم قال : لعمرك إن هذا لهو التكلف ، واتبعوا ما يتبين لكم في هذا الكتاب ، قال عمر : وما يتبين فعليكم به ، وما لا فدعوه ) ! .. فأذا كان بن الخطاب لا يدري فكيف للعامة أن تدري وتفهم كتابها الذي تقدسه ! . وبنفس الصدد جهل أيضا أبو بكر بمعنى كلمة " أبا " ، ففي " أرشاد المفيد " سئل أبو بكر عن المعنى ( فلم يعرف أبو بكر معنى الأب من القرآن ، وقال : أي سماء تظلني أم أي أرض تقلني أم كيف أصنع ان قلت في كتاب الله بما لا أعلم ) .                                        * للعلم  " أبا "  كلمة سريانية تعني الفاكهة الناضجة !! . 
                                                                                                                                         
3 . في الكثير من النصوص القرأنية ، يقرن القرأن أمر التفسير بالله وفي أحيان أخرى ب " الراسخون بالعلم " وبهذا الصدد يبين موقع / هدى القرأن .. التالي (  قال تعالى في سورة آل عمران الآية 7 ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ﴾  نحن نقول بأنَّ الرَّاسخين هم الذين يعلمون تأويل القرآن الكريم وهم أهل البيت (ع) ولكن من سياق الآية يظهر بأنَّ كلمة "الراسخون" لا تعود على من يعلم التأويل بل هي بدايةٌ للجملة : " والراسخون في العلم يقولون " ، أي: الراسخون في العلم يقولون آمنا به ، وليسوا هم من يعلم تأويل القرآن ) .                                                                                                                                    * أضاءة :                                                                                                                                           أولا - هل من الممكن الرجوع الى الله في تفسير ما يعصى علينا من نصوص / حسب ما مذكور في الأية أعلاه ،                                                                                              والله في السماء السابعة !  .                                                                                                                         

ثانيا - أما التفسير الذي يعلق الأمر على أهل البيت في التفسير ، فأنهم قد قتلوا والباقي قد قضى نحبه ، فمن سيفسر النصوص أذن ! .                                                                                                                                 

ثالثا - وأما الراسخون بالعلم / في حال كونهم هم المعنيون بالتفسير ! ، فهم يفسرون على هواهم - كما رأينا وسنرى في الفقرة 4 لاحقا ، وليسوا متفقين على أمر ! ، أما أذا كان الراسخون بالعلم عليهم الأيمان فقط وليس التأويل ، أذن لا يوجد من يفسر النص القراني ! .
4 . لو أخذنا سورة الطارق .. كمثال " وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كيدا  (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا(16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)" ،    و تفسير القرطبي للأية أعلاه ، في قوله تعالى : والسماء والطارق قسمان  السماء قسم ، و الطارق قسم . والطارق : النجم . وقد بينه الله تعالى بقوله : وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب . واختلف فيه فقيل : هو زحل : الكوكب الذي في السماء السابعة ذكره محمد بن الحسن في تفسيره ، وذكر له أخبارا ، الله أعلم بصحتها . وقال ابن زيد : إنه الثريا . وعنه أيضا أنه زحل وقاله الفراء . ابن عباس : هو الجدي . وعنه أيضا وعن علي بن أبي طالب والفراء : النجم الثاقب : نجم في السماء السابعة ، لا يسكنها غيره .
                                                                                                                                      أضاءة :                                                                                                                                 هل المتلقي بأمكانه أن يفهم السورة السابقة بما بها من مفردات غير واضحة ! ، التي أختلف آل البيت عليها كعلي بن أبي طالب ، والصحابة معا كأبن عباس ، والراسخون بالعلم أيضا ، وذلك في تفسير مفردة النجم الثاقب ! ، هل هو زحل أو الثريا أم هو الجدي ، فكيف الأمر أذن مع عامة المسلمين ! . هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، وهل الله يحتاج لقسم ليؤكد أمرا ما ، وهو القائل " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُون ُ(82) / سورة يس "

خاتمة :                                                                                                                                               أولا - هل يتضح مما سبق أن النص القرأني ماضوي الفهم ، ومقترن بظروف المجتمع القبلي للعهد المحمدي ! ، الذي كانت لغة التخاطب حينها تغاير ما نحن عليه من لغة الأن ! ، كما أن الوضع الحالي يشير الى أن العامة / وهم يشكلون أكثر من 95 % وممكن أكثر من المسلمين ، يجهلون ما يقرأون ! ، وحتى الذين يحفظون القرأن عن غيب ، فهم لا يفهمون معظم ما يحفظون ! ، أما شيوخ اليوم فليست لديهم الجرأة أن يصرحوا مما هم عليه من مأزق أشكالي للفهم القرأني ، لذا فهم يكررون ما قاله الأولون ، غير أبهين أن فهم المتلقي ما يسمع أو يقرأ أم لا ! ، أي أنهم يعيدون الصيغ الماضوية دون أكتراث بالحداثة ، وأذا كان الأمر على هذا الحال أذن القلة من النخبة / الشيوخ والأئمة والدعاة ، هم أصحاب النهي والقبول بالتفسير – وهم أيضا لا يفهمون بالمطلق ، وعلى العامة أن تطيع هذه النخبة بأرادتها أو على مضض !  .                                                                                                                                             

ثانيا - هناك حديث رواه مسلم في الصحيح من حديث تميم الداري وله شواهد عند غير مسلم ، يقول الرسول : "  الدين النصيحة قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " .. وهنا سؤال يطرح نفسه ، أذا كانت النخبة / الشيوخ والأئمة والدعاة .. ، في طرف في فهم النص القرأني ، والعامة في الطرف الأخر ، لا تفقه وتجهل مقصد ومعنى ما تقرأ وما تتلقى من نصوص فأين " النصيحة من الدين " ! .


258
                                           القرأن بين الأمس واليوم    

الموضوع :
     وفق النص القرأني أن " الله تكفل بحفظ القرأن " ، وذلك كما جاء في الأية التالية ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ - الحجر/9  ) ، وقال ابن جرير الطبري في تفسيره (14/8) : " يقول تعالى ذكره إنا نحن نزلنا الذكر وهو القرآن وإنا له لحافظون قال وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما ليس منه أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه ، وقال السعدي في تفسيره (ص : 696) إنا نحن نزلنا الذكر أي : القرآن الذي فيه ذكرى لكل شيء من المسائل والدلائل الواضحة ، وفيه يتذكر من أراد التذكر ..

القراءة :                                                                                                                                                        أولا - تساؤلي في هذا الصدد / موضوعة حفظ القرأن : " كيف لله أن يحفظ القرأن ! ، والله روح ، وما هي الوسائل الخاصة لحفظه ! وهل لله أجهزة ومعدات معينة لحفظ القرأن ! " ، فلم يوضح لنا النص القرأني هذا الأمر ! ، علما أن أكثر حفظة القرأن قد قتلوا في حروب الردة عامي 11 - 12 هجرية الموافق 632 – 633 ميلادية / خلال خلافة أبي بكر الصديق . أذن الأية التي تنص على " بل هو ايات بينات في صدور الذين أوتوا العلم - سورة العنكبوت 49 " ، ولكن صدور الصحابة الذين كانوا يحفظون القرأن قد قتل أغلبهم / ولنقل بعضهم ، فكيف ستكون فيما بعد محاولات كتابة القرأن ، أستكون دقيقة ! ، وأساس النصوص قد فقد بعضها ! ، والسؤال الأهم : هل كل حفظة القرأن يحفظون نفس السور والأيات ! ، فمن المؤكد هناك صحابة تحفظ نصوص مغايرة للأخرين ! ، فكيف الأمر لو قتل الذين يحفظون سور أو أيات غير محفوظة بصدور ممن بقى منهم أحياء ! هذا من جانب ، ومن جانب أخر أن النصوص كانت تدون على وسائل جدا بدائية وفق تلك الحقبة ، فقد جاء في موقع أهل التفسير ، التالي ( وعن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قال : فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ.  وفي رواية : فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الْعُسُبِ وَالرِّقَاعِ وَاللِّخَافِ. وفي رواية ومن الأضلاع ، وفي رواية : والأقتاب ) ، كل هذه الوسائل المذكورة قابلة للتلف والأضمحلال ، وقد تتغير المادة المكتوبة عليها بمرور الزمن ، خاصة بعدم وجود أماكن مناسبة للخزن والحفظ وذلك في طقس صحراوي جاف مغبر ! ، وأرجع الى ما بدأت به كيف لله أن يحفظ القرأن ! ، فوفق البنية العقلانية للنص لم يوضح  القرأن " ماهية أو كنه حفظ الله للقرأن " ! .
ثانيا - القرأن الحالي على أي مخطوطة من المخطوطات قد أستند ! فالمراجع تذكر لنا عدة مخطوطات منها :                                   1 . هل أستند القرأن الحالي على " مخطوطة برمنغام البريطانية التي تعود الى عصر الخليفة أبوبكر الصديق ، والذي أثبت فحص بالكربون المشع الذي أُجري في تموز/ يوليو الماضي ، أنها تعود إلى ما قبل ألف و370 عاماً على الأقل .. وكانت هيئة الإذاعة البريطانية قد ذكرت أن الباحثة الإنجليزية ألبا فيديل ، هي التي عثرت على المخطوطة في جامعة برمنغهام ، قد أكدت أنها جزء من المخطوطة غير الكاملة للقرآن الكريم الموجودة في مكتبة باريس الوطنية ، وهو ما أكده الخبير الفرنسي المتخصص ، الدكتور فرنسوا ديروشي ، الذي قال إنه بعد تفحص المخطوطتين تبين أنهما  مكتوبتان على ورق واحد ، وبخط حجازي واحد / نقل بأختصار من موقع أرم " .
2 . أم أستند القرأن الحالي على مخطوطة صنعاء " مخطوطات صنعاء هي مجموعة من المخطوطات والرقائق القرآنية تبلغ حوالي 4500 مخطوطة ، كتبت بالخط الكوفي والحجازي وغيرها من الخطوط غير المنقوطة ، تعد بعضها من أقدم النصوص القرآنية الموجودة ، اِكْتٌشِفَتْ مع عدد من المخطوطات التاريخية في الجامع الكبير بصنعاء القديمة عام 1972  على طرس وتعود للعصور الأولى للإسلام ، ويُعتقد أن بعضها كتبت بخط علي بن أبي طالب ، النص الظاهر من المخطوطة يتطابق مع النص القياسي للقرآن مصحف عثمان ، بينما النص السفلي ( الخلفي غير الظاهر ) يحوي العديد من الاختلافات عن النص القياسي ، نٌشرت نسخة من النص السفلي في 2012 ، وتحليل الكربون الإشعاعي أرجع تاريخ الرق الأثري إلى 671 ميلادية بدقة 99% .. / نقل مما أدلى به عالم المخطوطات الأستاذ محمد المسيح في أحاديثه المتعددة " .
3 . وهناك مخطوطات أخرى من الممكن أن يكون القران قد أستند عليها ، منها :  “المخطوطة الأندلسية التايلندية ، مخطوطة كهوف الضالع باليمن وعمرها 1236 ، مخطوطة ولاية بادن الألمانية وعمرها 1366 .. / نقل بأختصار من موقع Arabia  “  Tops .                                                                                                          * وأرجع الى تساؤلي .. القرأن الحالي على أي مخطوطة من المخطوطات قد أعتمد ، يقول المؤرخون أن مصحف الخليفة عثمان بن عثمان ، هو الأساس المعتمد عليه ، ولكن الخليفة عثمان قد حرق الصحف الاخرى ( ثم عهد عثمان إلى زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوا الصحف في مصاحف .. معتمدين على مصحف حفصة بنت عمر بن الخطاب .. وأمر بما سواها من المصاحف أن يحرق ، أو يخرق .. / نقل بأختصار من موقع نداء الأيمان ) ، والتساؤل هنا من يقول أن مصحف حفصة هو الأصح والأدق . علما أن حتى مصحف حفصة بنت عمر قد حرق أيضا (  وقد ثبت أن الصحف التي كانت عند حفصة لم يحرقها عثمان ولكن أحرقها مروان بعد وفاة حفصة .. / نقل من موقع مركز الفتوى ) ! ، نتيجة لكل ما سبق نستنتج أن الأصل الأساس وحتى الصحف الاخرى كلها قد حرق !! فكيف يمكن ان نتحرى من أن ما بين أيدينا هو مصحف حفصة بنت عمر أو غير ذلك  !!  .
ثالثا – أن القرأن في أوله كان غير منقطا وغير مشكلا ، و ( تذهب الروايات الى أن اللحن في قراءة القرءان انتشر بانتشار الاسلام ودخول الأعاجم في الدين الجديد ، فقام زياد بن أبيه المتوفي 673 م ، بطلب حل هذه المشكلة من أبي الأسود الدؤلي 603 – 688 م ، فقام الأخير بنقط المصحف " إضافة الضمة والكسرة والفتحة والتنوين " إلى أواخر الكلمات ، ثم قام نصر بن عاصم / المتوفي 708 م ، ويحيى بن يعمر بإعجام الكلمات " وضع النقاط على الحروف المتشابهة للتمييز بينها " ثم تابع الخليل بن أحمد الفراهيدي 718 – 786 م بوضع الشكل النهائي لتشكيل المصحف ) ، نقل النص السابق من موقع أهل القرأن مع أضافات للكاتب ، علما أن الدكتور أحمد صبحي منصور ينتقد فكرة التنقيط والتشكيل ! . والأمر لا يحتاج الى تفصيل أو أيضاح من أن التنقيط والتشكيل وأضافة الألف الممدودة وغير ذلك يغير من المعنى والمضمون ، بل يقلب الأمور واطيها عاليها ! .
رابعا - أن الحجاج بن يوسف الثقفي 660 – 714 م ، قد غير بالقرأن ، فقد جاء في كتاب " المصاحف " لابن أبي داود : عن عبَّاد بن صهيب عن عوف بن أبي جميلة أن الحجاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفاً ، قال :    كانت في البقرة : 259 { لم يتسن وانظر } بغير هاء ، فغيرها " لَم يَتَسَنه " .
وكانت في المائدة : 48 { شريعة ومنهاجاً } ، فغيّرها " شِرعَةً وَمِنهاجَاً ".
وكانت في يونس : 22 { هو الذي ينشركم } ، فغيَّرها " يُسَيّرُكُم " .
وكانت في يوسف : 45 { أنا آتيكم بتأويله } ، فغيَّرها " أنا أُنَبِئُكُم بِتَأوِيلِهِ " .
وكانت في الزخرف : 32 { نحن قسمنا بينهم معايشهم } ، فغيّرها " مَعِيشَتَهُم " .
وكانت في التكوير : 24 { وما هو على الغيب بظنين } ، فغيّرها { بِضَنينٍ }… الخ .
هذا ما ذكرته المراجع ، ومن المؤكد هناك الكثير ممن لم يذكر !! ، والتأريخ كما هو معلوم يكتب تحت سيف الحاكم أو الخليفة وبأمره ! . فكيف لله أن يحفظ القرأن !! بوجود الحكام والقادة .
خامسا - كما هو معلوم أن القرأن في أول عهده كان على سبعة أحرف ! ، فقد بين أبن باز التالي ( ثبت عن النبي أن القرآن نزل من عند الله على سبعة أحرف ، أي لغات من لغات العرب ولهجاتها ؛ تيسيرًا لتلاوته عليهم ، ورحمة من الله بهم ، ونقل ذلك نقلًا متواترًا ، وصدق ذلك واقع القرآن ، وما وجد فيه من القراءات فهي كلها تنزيل من حكيم حميد . ) ، ولكن أبن باز / كعادة شيوخ الأسلام ، لم يبين الكم الهائل من التحريف أو التبديل أواللبس في المعاني والتناقض في المقاصد والأضطراب بالمضمون الذي من الممكن أن يحدث نتيجة لهذه البدايات المتواضعة لغة وكتابة وقراءة .. والمفاجأة أن المؤلف " حي خليفة " له كتاب اسمه ( كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ) ، ويقول فيه إن عدد القراءات للنص القرآني وصل إلى 11 ألف قراءة هي عدد المدن والنواحي العربية .. وأني أرى أن هذا الوضع مخيف جدا للنص القراني الحالي !! بالنسبة للمعنى والمضمون .
خاتمة :
ليس كل ما نقرأ اليوم من نصوص هو ذات الذي كتب قبل أكثر من 1400 عاما ! فالذين كتبوا القرأن على أختلاف مراحله ، كان له عهده وظروفه الزمانية والمكانية ، وأني أرى أن القرأن كأي نص تأريخي يتأثر بمحيطه من الناحية السلطوية والمجتمعية والمعتقدية وكذلك من ناحية التقاليد والأعراف والظروف أيضا ، وقد قال الشاعر الفرنسي بول فاليري ( أننا لانزال من التاريخ في حالة الاعتبار النظري ، والمراقبة المضطربة ... التاريخ يبرر ما نريد ، إنه لا يعلم شيئا بدقة وحزم لأنه يشمل على كل شيء ، و يقدم المثل على كل شيء ... التاريخ أخطر محصول أنتجته كيمياء الفكر ) . في جانب أخر نحن دائما نردد كالببغاوات دون أي دراية أو فهم ، فالكل يقول القرأن العثماني / نسبة للخليفة الثالث عثمان بن عثمان ، بينما النسب الصحيح أن الرسم القرأني هو نسبة للخطاط التركي عثمان ، قبل 200 سنة ، وهذا ما صرح به المفكر الدكتور يوسف زيدان في برنامج " كل يوم " مع عمرو أديب .. نحن لا زلنا في تيه لم نؤطر ما نحن نبحث فيه ، فالحكام المسلمين من بعد حقبة موت الرسول / الذي تركه أصحابه مسجى دون دفن لمدة ثلاثة أيام في ذلك القيظ من أجل السيطرة على السلطة ! ، التي تؤشر الى أنتهاء الدعوة المحمدية وبدأ عهد السلطة والحكم بسقف أسلامي ، منذ ذلك العهد يمكن أن يتصور الباحث أن الخليفة أو السلطان أو الأمير يمكن أن يغير أو يبدل كل شي في سبيل بقاءه على كرسي الحكم ! ، وهذا المنتج العقائدي / القران ، هو أحد هذه الموضوعات التي خضعت نصا وبنية الى سلطة الحكام عن طريق وعاظ السلاطين من فقهاء وشيوخ وعلماء !! .

259
                                                    القرأن ... العقيدة الخفية

المقدمة :                                                                                                                                             ليس من عقيدة شكلت تساؤلات ، وصاغت تفسيرات ، وأوجدت تأويلات ، وأنتجت مذاهب وطوائف وطرق ، وأبرزت أئمة وفقهاء وشيوخ  ككتاب الأسلام - القرأن !! نصوص بعضها واضحة ، وأخرى غامضة ، والبعض الأخر عصية حتى على المفسرين ، نصوص منها مباشرة ، وأخرى مرتبكة متداخلة متشابكة متناقضة ، والبعض الأخر تبين عدة معان وعدة أغراض في ذات السورة الواحدة ، من جانب تعترف النصوص بالاديان ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيل 3 / آل عمران ) ، ومن ثم تقول أن الاسلام هو النجاة ، ملغية كل ما سبق من أعتراف ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ من الخاسرين  85 / سورة آل عمران ) .. نصوص تعترف وتقر وتكفر وتلغي في الوقت ذاته ! انها العقيدة اللغز ، عقيدة ظاهرة داخل عقيدة أخرى مجهولة .. أنها العقيدة الخفية في القرأن الظاهر ! . 
النص :                                                                                                                               وللولوج لقراءتي الخاصة للموضوع ، لا بد لي أن أبين أن الأسلام قام على مرتكزات ، مسندة بنصوص ، منها :                                       * كنبوة .. أن محمدا كان أخر الأنبياء ، وفق الأية التالية ( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا 40/ سورة الأحزاب ) . أي أن الرسائل الدعوية والنبوية ختمت ب " محمد " ! .                                                                       * وكحقيقة .. أن الأسلام جاء بالحقيقة الكاملة ، لا حقيقة لا بعده ولا قبله .. أي أنه ختام الحقائق ، ولأن الأسلام هو الدين عند الله ، وفق الأية التالية ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 19 / سورة آل عمران ) ، أذن الأسلام جاء بالحقيقة الكاملة ، بعد أن أقرت نصوص القرأن بالتوراة والانجيل و .. ، ألغت نصوص لاحقة كل الأديان ، أي لا أديان في المعمورة ، سوى الأسلام .                                                                                                                                * كما أن الأسلام قسم العالم الى فسطاطين .. مسلم وكافر . ( وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ 16 / سورة الروم ) .. أذن أما تكون على ملة الأسلام ، أو أن تقتل ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله ؟ / حديث نبوي ) ، أذن لا خيار للأنسان ! .   
القراءة  الأولية :                                                                                                        1 . بالرغم من أن النص القرأني يقر أن محمدا هو خاتم الأنبياء / كما ذكر في أعلاه ، ولكن محمد - في حديثه ، يقول خلاف ذلك ، ( حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيد ٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏”‏ وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حكما عَادِلاً فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلاَصُ فَلاَ يُسْعَى عَلَيْهَا " وفي رواية البخاري : وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ، " وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلاَ يَقْبَلُهُ أَحَدٌ» / نقل من موقع - وأعتصموا بحبل الله جميعا ) ، هنا الحديث النبوي يعارض ويخالف النص القرأني ، حيث يؤكد الرسول نزول عيسى / المسيح ، في أخر الزمان ، وأذا تركنا قضية كسر الصليب ، فان هذه الرواية تناقض أن محمدا هو خاتم الانبياء !! وتؤكد أن المسيح هو خاتم الانبياء / لأنه سيأتي في أخر الزمان ، وليس محمد الذي توفى بأجله في 632 م .                                                                                                                                    2 . الحقيقة لم تقف قبل 14 قرنا ، وذلك لأن حقيقة الأسلام الماضوية لم تضف للحضارة شيئا ، سوى مفهوما جديدا لنشر الدين بالسيف ، فالأسلام لم يضف / مثلا ، أي حقائق تكنولوجية أو علمية أو ثقافية ، للاجيال القادمة ، وذلك لأن الحضارة هي عبارة عن تراكمات وأضافات تأريخية علمية وثقافية وحتى فنية، وقد عرَّف " إدوارد تايلور " ( الحضارة على أنّها : إرثُ الإنسان المادي والمعنويّ الذي خلّفه في الماضي ، والذي اعتمد عليه الإنسان لإكمال مسيرة حياته وتقدّمه الحالي ، سواءٌ أكانت مظاهر معنوية كأسلوب الحياة ، والمعيشة اليومية ، والعلوم ، والمعارف ، أو أدواتٍ ووسائل ماديّة بقيت أثراً لوجوده كالبُنيان ، والمسكوكات ، والأعمال اليدوية المختلفة ؛ مثل الخزف ، والفخار ، وغيرها ) ، ولم يترك محمدا أي أثرا للتأريخ سوى أنهارا من الدم ، ولم يترك أسلوبا للحياة سوى الجهاد وما يتبعها من سبي وثقافة الاقتران بحور العين في جنة محمد وليس جنة الله !! . 
3 . ليس من دين يكفر الأخرين كقرأن الأسلام ، ولكنه بنفس الوقت يعترف بمعتقداتهم ، وفق الأية التالية ( قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْلاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ / البقرة 136 ) ، وهذه معضلة أشكالية معقدة ، فكيف لنصوص دين يكفر أكثر من 6 مليار فرد ! ، ويعترف بذات الوقت بكتبهم ورسلهم وأنبيائهم ، والتساؤل هنا : هل يوجد نصين وكاتبين للقرأن !! .

القراءة الخفية :                                                                                                                                     بما أن العقيدة الأسلامية خفية في ذات النص ! ، أذن الأمر يستوجب قراءة خفية للموضوع أيضا ! ، وذلك لأن زمن الأستخفاف بالعقل البشري قد ولى و ذهب ، ولا بد لنا أن نكون عقلانيين تفكيرا ونهجا ، وهذا الحال يجعلنا أن نطرح تساؤلات خفية أصبحت كاللغز الذي يلازم عقيدة القرأن ! منها التالي :                                                                                                                                    أيوجد نص خفي داخل النص القرأني الظاهر / مثل قرأن صنعاء ! (  هي مجموعة من المخطوطات والرقائق القرآنية تبلغ حوالي 4500 مخطوطة ، كتبت بالخط الكوفي والحجازي وغيرها من الخطوط غير المنقوطة ، التي تعد من أقدم النصوص القرآنية الموجودة ، اِكْتٌشِفَتْ مع عدد من المخطوطات التاريخية في الجامع الكبير بصنعاء القديمة عام 1972 على طرس وتعود للعصور الأولى للإسلام ويُعتقد أن بعضها كتبت بخط علي بن أبي طالب ، النص الظاهر من المخطوطة يتطابق مع النص القياسي للقرآن مصحف عثمان ، بينما النص السفلي " الخلفي غير الظاهر " يحوي العديد من الاختلافات عن النص القياسي / نقل من الويكيبيديا ومن وحي أحاديث الأستاذ محمد المسيح ) .. أذن من كتب النص القرأني ! ، أ محمد أم أنه منزل من الله ! ، وهل هناك أكثر من كاتب  للقرأن ! ، وهل هناك كتاب للقرأن بالأنابة عن الحكام ! ، وهل هناك أختلاف عقائدي لكتبة القرأن ! ، وهل هناك وكلاء لله لكتابة القرأن ! .. ما هي قصة القرأن واللوح المحفوظ ! ، وهل القرأن منقول عن الأرامية ووليدتها السريانية ! ، وهل القرأن الحالي هو قرأن العهد المحمدي ، أم هو قرأن الخلفاء الراشدين ، أم هو قرأن الدولة الأموية ، أم هو قرأن الدولة العباسية ! ، أم هو هذا وذاك .. ، ولم هذا البون الواسع فكرا وعقيدة ونهجا بين النص المكي والنص المدني ! ، ولم الاعتراف ومن ثم الانكار لموسى والمسيح و .. وكل كتبهم ، ومن ثم الأدعاء بتحريفها ، ومن ثم تكفير اليهود والنصارى ، بل تكفير العالم كله وألغاء وجودهم ، ووجوب أما قتلهم أو دفع الجزية أو أسلمتهم ! .                                                                                                                                         وأخيرا وليس أخرا ، نحن .. نحن نتبع من ، وبمن نؤمن ، وبأي نص قرأني نهتدي ، أ .. بالقرأن الذي معظم أياته قد نسخت ، أم  بالقرأن الحالي ! ، وختاما أي " عقيدة أو مذهب أو فرقة أو طائفة أو طريقة  " أسلامية نتبع !!! .. كل هذه التساؤلات وغيرها ممكن أن يجيب عليها النص القرأني " الخفي " !!! .   
 

260
          الرسول والأسلام المبكر .. أضاءة في الصميم

أستهلال :
   لا بد لنا أن نهتم بنظرية المعرفة / الإبيستيمولوجيا ، عندما نتعرض لهكذا موضوع أساسي وجوهري للرسول وبداية الأسلام المبكر كمعتقد ، ومن الضروري أيضا ، أن لا نسلم بما روي من أحاديث وما كتب من سرديات وما تداول من حكايات أو أساطير أو معجزات عنهما ، هذا الأمر بالمطلق ، فبالرغم من حساسية الموضوع فهو لم يكتب عنه الكثير ، وبما يستحق من أهتمام من الجانب العقلاني والحداثوي معا ، وفي هذا البحث المختصر سألقي أضاءة شخصية متواضعة في هذا الصدد .

النص :
المحور الأول / مصادر الأسلام :                                                                                                                                           أن القارئ والمطلع ، سيقف مشدوها عن تشكيلة الأسلام كمعتقد ، لأن الأسلام كدين نهل من أكثر من مصدر ! ، وسوف نعرض بعضا منها ، دون الدخول في حيثيات الأمر / وللاستزادة يمكن الرجوع للمصادر ذات العلاقة :                                                          * أن الأسلام أخذ من اليهودية بالأساس ، فيحدثنا موقع / مؤمنون بلا حدود ، بقلم الكاتب / معاذ بني عامر ، عن ماذا أخذ محمد عن اليهودية ؟ فقد عرض الكاتب عامر أطروحة ل " أبراهام غايغر " وفقاً لكتاب اليهودية والإسلام ، فبين مايلي ، بخصوص نهل الأسلام من اليهودية ( أن النصّ القرآني في مجمله اقتباسات عن الديانة اليهودية . والكتاب في أصله أطروحة دكتوراه باللغة الألمانية حملت عنوان Was hat Mohammed aus dem judenthume aufgenommen ، ماذا أخذ محمد عن اليهودية؟  فـ "مهمتنا - على ما يقول غايغر - هي أن نثبت أنه كم كانت مرتبطة روح محمد ، نضاله وأهدافه ، مع عقل زمانه ودستور محيطه ، ومن ثم إثبات حقيقة أنه حتى إذا كنا حرمنا من جميع البراهين التي تظهر على نحو لا يمكن إنكاره أن اليهودية مصدرٌ للقرآن ، فإن التخمين بأن استعارة من اليهودية كانت قد حدثت لا تزال تمتلك احتمالية عظيمة .. ) .                                                                                                                 * بعض المصادر تبين ، أن الأسلام مسيحي المنهل والمصدر ، ولكنه أنشق عن المعتقد الأم / المسيحية ، فوفق موقع / الويكيبيديا – نقل بأختصار ، يتكلم عن أصل الأسلام بما يلي ( يرى بعض الباحثين غير المسلمين بأن الإسلام هو انشقاق عن النسطورية أو الآريوسية المسيحية .. ، ويربطون ذلك بزوجة محمد الأولى خديجة بنت خويلد / المسيحية ، وقرابتها من القس ورقة بن نوفل ، أو ربطه بقس بن ساعدة - يذكر أحمد أمين أن أدباء العرب ذكروا أن ابن ساعدة كان نصرانيا وأنه أسقف كعبة نجران ، وآراء أخرى ترى بأن محمدًا تأثر بتلك الاتجاهات الدينية ولكنه لم يُنشِئ امتدادًا لها بل أنشأ دينًا جديدًا بالكامل ، وتعود بعض هذه النظريات إلى فترة مبكرة من التاريخ الإسلامي ، ففي العهد الأموي مثلاً كتب الراهب يوحنا الدمشقي مزاعم بأن الراهب بحيرى النسطوري قام بمساعدة محمد في كتابة القرآن نافيًا ألوهية مصدر النص القرآني ! )  .                                                                                                                                           * ومصادر أخرى تبين أن الأسلام هو نسخة من المانوية ، وذلك لتطابق الكثير من المعتقدات الأساسية بينهما ، ففي موقع / موسوعة تاريخ أقباط مصر – بقلم المؤرخ عزت اندراوس ، كتب التالي ( فلقد شهدت بلاد العرب ومصر وسوريا وآسيا الصغري رواجا للديانة المانوية وانتشرت أفكارها انتشارا كاد يهدد المسيحية من القرن 3 الي القرن 13 الميلادي . لذلك عندما ظهر محمد في أواخر القرن السادس وبداية القرن السابع ، كانت المانوية معروفة لاكثر من 300 سنة . لذلك نجد في عقائد الاسلام صدى واضح لما زعمه مانى.  ومن المشتركات الأساسية بين المعتقدين ، على سبيل المثال وليس الحصر التالي " مانى ومحمد ظهر ملاك لهما كوحى ، مانى ومحمد هما خاتم الأنبياء والمرسلين ، مانى ومحمد أنبياء الهداية والحق ، مانى ومحمد بشارة المسيح بنبي يأتي من بعده ،  مانى ومحمد والمحافظة على الصلاة والصوم والزكاة والسجود ، مانى ومحمد الوضوء والتيمم .. " ) . ويمكن القول أن من أهم المشتركات بين الأسلام والمانوية ، هي مفردة  " الفارقليط " فقد جاء في / مدونة محمد الحجيري ، ما يلي ( أن أوجه للشبه ، وربما للخصومة أيضا ، بين المانوية والإسلام هو قول ماني بأنه هو : " الفارقليط " أو النبيّ الذي بشر به يسوع  ، ولقد رجّحت بأن هذه البشارة بنبيّ يأتي بعد المسيح قد وردت فعلاً في بعض الأناجيل على الأقل ، في إنجيل يوحنا ، وهو أحد الأناجيل الأربعة المشرعة من الكنيسة ، تَرِدُ هذه البشارة في أربعة مواقع ، تحت اسم " المعزّي " ، وهي الكلمة التي يبدو أنها قد وردت بأكثرَ من صيغةٍ حسب نسخ الترجمات القديمة أو الحديثة.. ) . وفي موقع أخر ( قال مانى ان المسيح لم يصلب لانه كان ذا طبيعة روحانية ، وقد أنكر مانى موت وعذاب المسيح على الصليب لانه كان فى اعتقاده أن المسيح روح كان يلبس جسدا ظاهرا وهميا – نقل بأختصار من موقع / المسيح ألهي ، للكاتب مايكل سعيد ) .

 المحور الثاني / سيرة الرسول :                                                                                                                  * لم يعرف عن رسول الأسلام أي سرديات الى أن جاء الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور ّ(95 هـ / 714 : 158 ـ 775 م ) وهو الخليفة العشرون من خلفاء الرسول - الخليفة العباسي الثاني ، حيث طلب المنصور من " ابن إسحاق " كتابة سيرة محمد رسول الأسلام ( 85 – 151 هجري ، 703م -   768م ) ، وهو مؤرخ من العصرين الأموي والعباسي . وكان جده يسار من سبي قرية عين التمر حين أفتتحها المسلمون في خلافة أبو بكر الصديق ، سنة 12 هـ ، وقد وجده خالد بن الوليد في " كنيسة عين التمر" من بين الغلمان الذين كانوا رهنا في يد كسرى فأخذه خالد بن الوليد إلى المدينة ..  والسؤال الذي يتبادر الى الذهن ماذا كان يفعل جد أبن أسحق في الكنيسة !! ، فهل كان كاتب سيرة رسول الأسلام مسيحيا !! أم كان يهوديا ! ، ويرى بعض المستشرقين إن مدى صحة الحقائق التأريخية لكتاب أبن أسحق قد يكون مشكوكا فيها لانقضاء ما يقارب 120 سنة بين وفاة الرسول محمد وبداية جمعه للروايات الشفهية وأيضا يشكك البعض في حيادية بعض المواضيع التي قد تكون غير منصفة لبني أمية لأن الكتاب كتب في عهد الخلفاء العباسيين والذين كان لهم خلافات مع من سبقهم من الأمويين.  ، علماً إن ابن إسحاق نفسه ذكر في مقدمة كتابه أن :                                            " الله وحده عليم أي الروايات صحيحة " . ! .                                                                                                               * السيرة النبوية لابن هشام أو سيرة ابن هشام / كتاب في السيرة النبوية لمحمد رسول الإسلام ، ويعد من أهم كتب السيرة النبوية ومصادرها الرئيسية ، وهو كتاب لأبي محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري البصري المتوفي 218هـ ،  يرويه عن محمد بن إسحاق ، وقد أجرى ابن هشام علي ابن إسحاق بعض التعديلات إضافةً وحذفًا ، حيث قام بتهذيبها ، وحذف ابن هشام كثيرًا من قصص الإسرائيليات ، والأشعار المنتحلة حتى عرفت السيرة باسم ابن هشام ، / المادة الأساسية نقلت من موقع الويكيبيديا مع أضافات الكاتب .                                                                                                                 *  المثير للأنتباه الجملة التي وضعها أبن أسحق في بداية السيرة ، وهي " الله وحده عليم أي الروايات صحيحة". ، التي أراها أنها تنسف معظم من كل ما كتب ! ، ، علما أن أبن أسحق الذي كتب سيرة الرسول ، لم يعايش الرسول ! ولم يعايش أصحابه ! ولا حتى أصحاب أصحابه ! ، لأنه كتب السيرة بعد أكثر من 120 سنة من وفاة الرسول ! ، والأشكال أن أبن هشام الذي ألتزم سيرة أبن أسحق ، أنه ألتزم سيرة غير موثوقة وغير موثقة في الوقت نفسه ! وفي موقع / الملتقى الفقهي ، أنقل التالي حول عدم دقة سيرة أبن أسحق ( ويمكن اجمال عثرات إبن إسحاق في السيرة في النقاط الآتية :  الاسهاب في الرواية ، قلة الضبط  و رواية الغرائب ) .                                                                                                                                                            * أن أبن أسحق متهم بأنه كذاب بشهادة كبار الفقهاء ، منهم مالك بن أنس وغيره ، فقد جاء في موقع / سحاب السلفية - بهذا الصدد .. التالي أنقله بأختصار ( روى مالك عن هشام بن عروة قوله : أشهد أنه كذاب عيون الأثر 1 \ 12. ) ، ( وقال الأثرم : سألت أبا عبد الله عن ابن إسحاق فقال : هو حسن الحديث ثم قال : قال مالك : وذكره ، فقال : دجال من الدجاجلة سير أعلام النبلاء 7 \ 38، تاريخ بغداد 1 \ 223، ميزان الاعتدال 3 \ 469.  ) ، ( ولم يكن يقدح  مالك في أبن أسحق من أجل الحديث إنما كان ينكر عليه تتبعه غزوات النبي عن أولاد اليهود الذين أسلموا وحفظوا قصة خيبر وبني قريظة ) ، ( وقال ابن المديني : سمعت يحيى يقول : قال إنسان للأعمش : إن ابن إسحاق حدثنا عن ابن الأسود ، عن أبيه بكذا وكذا ، فقال : كذب ابن إسحاق ، وكذب ابن الأسود ، حدثني عمارة بكذا وكذا سير أعلام النبلاء 7 \ 52. . )  .                                                                                                           * من كل ما سبق ، أرى أن كل ما ورد وكل ما روي أو حدث عن الرسول ، نقلا عن أبن أسحق ومن بعده أبن هشام ، لا يمكن الرجوع أليه كمصدر أو وثيقة مؤكدة ، لأنها تقبل الشك وتحتمل الخطأ ، وأنها من أختراعات العصر العباسي ، الملئ بالمغالطات ! ، وبأعتراف الكتاب أنفسهم ! .
                                                                                                                                                                  المحور الثالث / أحاديث الرسول :                                                                                                                      ومن أشهر مصنّفات كتب الحديث النبوي هو صحيح البخاري / لمحمد بن أسماعيل البخاري المولود سنة 193 هجرية - 810 م ، وهو المعتمد عند أهل السنة والجماعة كمرجع مقدس بعد القرأن . وقد مكث البخاري في تصنيفه وترتيبه وتبويبه ستة عشر عامًا . قال البخاري في سبب تصنيفه للكتاب «كنت عند إسحاق ابن راهويه ، فقال : لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنة رسول الله . فوقع ذلك في قلبي ، فأخذت في جمع هذا الكتاب » وقد جمع فيه البخاري حوالي 7593 حديثاً حسب عدّ محمد فؤاد عبد الباقي ، اختارها الإمام البخاري من بين ستمائة ألف حديث يحفظها .. / نقل بتصرف من موقعي نداء الأيمان والويكيبيديا .                                                                                                     * هذا الموضوع ليس صدد بحثنا المختصر ، ولكن ما وددت أن أضيف من أضاءة هي للفقرة التالية ( وقد جمع فيه البخاري حوالي 7593 حديثاً حسب عدّ محمد فؤاد عبد الباقي ، اختارها الإمام البخاري من بين ستمائة ألف حديث يحفظها / نقل من الأعلام - خير الدين الزركلي - طبعة دار العلم للملايين :  ج 6   ص 34  ) .                                                                                                                                        * أن البخاري وقع أختياره أو أعتمد على 7593 حديثا من مجموع 600000 حديثا كان يحفظه ، وسؤالي هنا : هل من قرينة أو دليل أو وثيقة تؤكد أن ما أختاره البخاري من أحاديث للرسول هو المؤكد وهو الصحيح !! ، علما أن الرسول ولد عام 571 ميلادية والبخاري ولد سنة 810 ميلادية ، أي أن بين الأثنين فترة زمنية تقدر ب 240 عاما !! . فأنا أرى أن الأحاديث كلها غير مؤكدة وغير صحيحة وغير دقيقة ، ولا يمكن الركون أليها كمصدر لأحاديث وسنن الرسول / ويمكن الرجوع الى الكثير من المحاضرات واللقاءأت والكتابات ل : أسلام بحيري والمستشار أحمد عبدة ماهر ود . أحمد صبحي منصور وغيرهم ، الذين يؤكدون عدم صحة أحاديث البخاري .

القراءة :                                                                                                                                                      أولا - أن كل ما كتب عن الرسول والأسلام هي كتابات تفتقر الى الثبوت والصحة والتأكد ، وكما هو معلوم أن التأريخ / مصادر وقراءات وتدوينات وروايات ، لا يمكن الركون أليها دون أستخدام العقل ، لأن التاريخ يجب أن يكون " نقلي وعقلي " في الوقت نفسه ، وأن أي أهمال في هذين الركنين نكون قد جانبنا الصواب في معرفة حقيقة أي نص .                                                                                                     ثانيا - أن الأسلام المبكر كان يفتقد الى كلمة مسلمين ! وذلك مثبت حتى في مسكوكاتهم ، وحتى أن معاوية بن أبي سفيان (41- 60هـ /  660- 680م) الذي ضرب النقد في دمشق ، وإلى ذلك يشير ابن خرداذبة الجغرافي المعروف في كتابه الموسوم ( المسالك والممالك ) الذي بدأ بتأليفه سنة (232 هجرية ـ- 846 ميلادية ) ، وكتب معاوية على مسكوكاته أمير المؤمنين وليس أمير المسلمين ، ويعتبر معاوية بن أبي سفيان أول من سك النقود الإسلامية ، وإلى ذلك أشار المؤرخ المشهور ( المقريزي )  في رسالته المعروفة بـ ( شذور العقود في ذكر النقود )  فيقول  "وضرب معاوية أيضًا دنانير عليها تمثال له متقلدًا سيفه". / نقل بتصرف من موقع / الألوكة .                                                                                                                                                    * وتعليقي لم كتب معاوية أمير المؤمنين وليس أمير المسلمين ، فهل المقصود ، كل المؤمنين / اليهود والمسيحيين والصابئة ، هذا تساؤل ! ألم تكن مفردة مسلمين معروفة في تلك الحقبة ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، لم وضع معاوية في مسكوكاته تمثال ! علما أن التصوير محرم بالأسلام ، والدليل على ذلك ، التالي : النص الأول - روى البخاري ومسلم عن عائشة عن رسول الله ، أنه قال  «أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله ، » النص الثاني - روى البخاري ومسلم وأصحاب السنن أن النبي ، قال:  إن اصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم : أحيو ما خلقتم ..            والتساؤل هنا هل كان معاوية بن أبي سفيان مسلما أم لا !! ، فأذا كان كذلك لم خالف حديث الرسول ! ، وهو الصحابي الجليل ! وأحد كتاب الوحي ! .
خاتمة :                                                                                                                     أن كتابة التأريخ شأن معرفي ، أذا لم يرتكز على الموضوعية سيفقد كونه عملية حقيقية لتسجيل الحوادث والوقائع ، و سيصبح مجرد تدليس للحقائق ، وفي شأن متصل كتب السيد ياسين في موقع / الأهرام الألكتروني ، مقالا بعنوان " كتابة التاريخ بين الذاتية والموضوعية " ، أنقل منه الفقرة التالية ( فى هذه النشأة حدث تركيز على مطلب الموضوعية تحت تأثير مؤسس علم الاجتماع الفرنسى " زإميل دوركايمس " / وهو بالمناسبة الأستاذ الذى أشرف على رسالة « طه حسين » فى السوربون عن ابن خلدون ، والذى قرر فى عبارة قاطعة « على الباحث العلمى ــ حين يتصدى لمشكلة بحثية ــ أن يتخلى عن تحيزاته وأهوائه ، وعليه أن يدرس الظواهر الاجتماعية وكأنها أشياء».  ) .. وهنا يتبادر لي / شخصيا ، التساؤل التالي ، من كل ما كتب من روايات وأحداث وما نقل من أحاديث وسنن ووقائع عن الرسول والأسلام والمبكر معا ، هل كان الكتاب والناقلين والرواة يتسمون بالحيادية وبالمنطق ، وهل أتسموا بالحيادية ، وهل كان نقلهم للأحداث والوقائع والأخبار والسير و .. نقلا عقلانيا ! ، وهل أتبعوا الموضوعية والعلمية  في الكتابة ! ، فاذا كان الأمر غير ذلك فسنكون نحن أمام ما يسمى      " حكاية من حكايات الحكواتي " أيام زمان ، ولا بد لنا في هذا المقام أن نذكر دور وسلطة سيف الحاكم في كتابة التأريخ !! وسأختم البحث بجملة مرادفة لما قاله أبن أسحق في كتابه عن سيرة رسول الأسلام  : " الله أعلم بالحقائق " !! .


261
                                            قراءة في غزوة سيرلانكا
يقول السيد المسيح : سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ . / من أنجيل يوحنا ( 16: 2-33) .
الموضوع :                                                                                                                                BBC NEWS في 21 .4.2019 ( لقي 290 شخصا مصرعهم وأصيب 500 آخرون في سلسلة تفجيرات استهدفت كنائس وفنادق في سريلانكا ، بحسب الشرطة ومصادر طبية ، أُفيد بوقوع ثمانية انفجارات على الأقل ، استهدفت 3 كنائس في كوتشيكادي في كولومبو ومدينتي نغومبو وباتيكالوا ، وذلك أثناء إقامتها المراسم الدينية للاحتفال بعيد الفصح .. )
القراءة :                                                                                                                                 أولا - مرت مذبحة سيرلانكا مرور الكرام على رد فعل المجتمع الدولي ، وكان الأمر متوقعا ! ، وذلك لأن العالم لا يهتم بمذابح المسيحيين أبتداءا من مذابح الأرمن في أبريل 1914 – 1923 من قبل تركيا ، ومذابح سيفو / أيلول 1914 -120/ للأشوريين والكلدان والسريان ، من قبل تركيا أيضا ، وغيرها الكثير ، لم يستطع الغرب قادة ودولا وميديا ، أن يسمي الأحداث بمسمياتها ! ، لم يتجرأ أي رئيس دولة أو قائد أو زعيم أن يقول ، مثلا : أن الأرهاب الأسلامي ضرب الكنائس في عيد الفصح ! ، وكأن العيد شهد صلب المسيح من جهة ، وشهد بذات الوقت نحر أتباعه من المسيحيين / شيبة وشبابا وأطفالا ، فهنيئا لقادة الدول الغربية وأميركا وكندا بلا أستثاء ، على ضبط النفس حفاظا على شعور المسلمين ! ، وينطبق عليهم قول الشاعر دريد بن الصمة : لَقَد أَسمَعتَ لَو نادَيتَ حَيّاً   وَلَكِن لا حَياةَ لِمَن تُنادي
ثانيا - وأني أتعجب على صمت القيادات الكنسية جمعاء ، على هذا الضعف والهوان والأنكسار ، الذين يجلسون على كراسيهم متقلدين بصلبان مذهبة ، قد خانوا مصلوبها ، فرجال الدين أجبن من يقولوا كلمة حق بصدد هكذا حدث فهم ناكرين لسيدهم المسيح كنكران تلميذه بطرس له ، والذي أصبح فيما بعد رسولا للمسيحية ، " وَصَاحَ الدِّيكُ ثَانِيَةً ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ الْقَوْلَ الَّذِي قَالَهُ لَهُ يَسُوعُ : « إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ». فَلَمَّا تَفَكَّرَ بِهِ بَكَى." ( أنجيل مرقس 14: 72) ، أبقوا على حالكم ، صورا مشوهة لربكم ! ، ولكن تذكروا قول السيد المسيح  " وَلكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." ( أنجيل متى 10: 33) .                                                 فمتى تقولون كلمة حق بما يجري من أضطهاد وقتل وتهجير للمسيحيين شعبكم ! .
ثالثا - من هذا المنبر / بخصوص الحدث أعلاه ، بقى فقط دور وفعالية أقلام المفكرين والكتاب والمتنورين ، وكل من له قوة وجرأة في قول الحق ! ، وذلك من أجل الدعوة الى تحطيم صنم جاهلية الموروث الأسلامي الذي يدعوا الى قتل وتكفير الأخر ، أستنادا الى حديث الرسول ( وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ  عَلى اللَّهِ مُتفقٌ عليه. ) .                                                                                       فمن الضرورى العمل على توعية العالم الأسلامي الى أنه يعيش في رحاب القرن الواحد والعشرين وليس في تخلف الحقبة الجاهلية ! .
أضاءة :                                                                                                                                 ألا تكفي ما قتلتم من بشر منذ أكثر من 1400 سنة تحت حماية " أله القتل والدم " ! من أجل نشر الدعوة المحمدية التي تفتقد الى " أله المحبة " !! الذي تقوم عليه الحضارة البشرية الأنسانية .
 

262
                           المرأة بين المسيحية والأسلام

   المرأة كأنسانة ، تختلف مكانتها بين المسيحية والأسلام ، وهذا الأختلاف هو المؤسس لدورها العام في الحياة المجتمعية ، ولو تركنا الأقوال والشعارات جانبا .. معتمدين فقط على النصوص ، لرأينا أنه هناك خلافا وأختلافا جوهريا في مفهوم المرأة بين هاتين العقيدتين ، وهذا المقال ليس غايته أجراء مقارنة ، ولكنه يسلط الضوء على بعضا منها ، وبهذا الخصوص / مكانة المرأة في العقيدتين ، سأستعرض بعض المفاصل :

أولا – المرأة في العقيدة الأسلامية :                                                                                             سأطرح بعضا من الأضاءات مما جاء من نصوص بخصوص المرأة في الأسلام ، وكيفية التعامل معها .
1 . أن المرأة في الأسلام ناقصة عقل ودين وشهادتها لا تقارن بشهادة الرجل ، فقد بين ( النبي في الحديث وجه نقصان دين المرأة وعقلها .‏ ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري قال : خرج رسول الله في أضحى أو فطر إلى المصلى ، فمرَّ على النساء فقال : " يا معشر النساء ‏تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار . فقلن : وبم يا رسول الله؟‏ قال : تكثرن اللعن وتكفرن العشير . ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل ‏الحازم من إحداكن . قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟ قال : أليس شهادة المرأة ‏مثل نصف شهادة الرجل .‏ ) .                                                   * والمستغرب من كل هذا فأن الرسول يوصفهن ب " رأيتكن أكثر أهل النار " !! ، وبذات الوقت زوجات الرسول يوصفن بأمهات المؤمنين ! .                                                                                                                             2 . الرجم والجلد للزانية : بعيدا عن التفاسير والأجتهادات وما يقال من أن " الرجم فليس حكمه ثابتًا بالسنة ‏فقط ، بل قد ثبت حكمه في القرآن ، كما ‏في الآية التي نسخ لفظها وبقي ‏حكمها .. " ، فعن عمر بن الخطاب قال:  إن الله تعالى ‏بعث محمدًا ‏بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان ‏فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها ، ‏وعقلتها ، ووعيتها ، ورجم رسول الله ‏، ورجمنا بعده ، ‏فأخشى إن طال بالناس زمان أن ‏يقول قائل : ما نجد الرجم في كتاب ‏الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ‏تعالى ، فالرجم حق على من زنى إذا ‏أحصن من الرجال ، والنساء إذا ‏قامت البينة ، أو كان الحبل ، أو ‏الاعتراف ، وقد قرأتها : الشيخ ‏والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ، ‏نكالاً من الله ، والله عزيز حكيم " . أما عملية الجلد : فهي واضحة صريحة وفق الأية التالية " الزَّانِيَةُ ‏وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ ‏جَلْدَةٍ {النور: 2} " ..                                 * أذن الرجم والجلد وفق الموروث الأسلامي معمول به ، وهناك دول لا زالت ترجم كالسودان / بموجب المادة 146 من القانون الجنائي السوداني ، وكذلك في إيران ، باكستان ، بعض ولايات نيجيريا ، والصومال ، وتطبقه الأن المنظمات الأرهابية الأسلامية كالقاعدة وداعش وغيرها ./ المادة نقلت من مواقع عدة منها موقع أسلام ويب و الويكيبيديا .
3 . النص القرأني في أسلوبه حول المرأة يتبع أسلوبا ليس به أحتراما لها كأنسانة ، فهذه الأية مثلا " وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (3) سورة النساء " .                                                                                                             * فأرى هنا أن النص القرأني  يعتبر المرأة مجرد " عدد " ، " بقوله مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ " ، وبنفس الوقت يعتبرها رغبة بقوله " ما طاب لكم " ، ولا يعتبرها كيان له أحترامه في المجتمع ! .
 4 . والرسول بذاته كان يطأ نسائه دون تقدير أو أكتراث بشعور وأحساس الباقيات من زوجاته ! ، ففي واقعة وطأ ماريا القبطية على فراش حفصة بنت عمر بن الخطاب ، أسرد الحديث التالي ( وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنِي اِبْن عَبْد الرَّحِيم الْبَرْقِيّ حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي مَرْيَم ثَنَا أَبُو غَسَّان حَدَّثَنِي زَيْد بْن أَسْلَمَ أَنَّ رَسُول اللَّه أَصَابَ أُمّ إِبْرَاهِيم فِي بَيْت بَعْض نِسَائِهِ فَقَالَتْ أَيْ رَسُولَ اللَّه فِي بَيْتِي وَعَلَى فِرَاشِي ؟ فَجَعَلَهَا عَلَيْهِ حَرَامًا قَالَتْ أَيْ رَسُول اللَّه كَيْف يُحَرَّم عَلَيْك الْحَلَال ؟ فَحَلَفَ لَهَا بِاَللَّهِ لَا يُصِيبهَا فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى " يَا أَيّهَا النَّبِيّ لِمَ تُحَرِّم مَا أَحَلَّ اللَّه لَك "، فإن القصة المذكورة اختلف أهل العلم في ثبوتها ، وقد رجح ابن حجر في التلخيص الحبير ثبوتها .. ) .                                                                                                * أضافة الى الفعل الذي قام به الرسول ! ، ولكن الغريب بالأمر : أن الله يزيل عن الرسول كربه بتحريم وطأ ماريا ، وذلك بنزول أية " يَا أَيّهَا النَّبِيّ لِمَ تُحَرِّم مَا أَحَلَّ اللَّه لَك " !!! .                                                                                       * مما سبق يؤكد الموروث الأسلامي أن المرأة سلعة للوطأ ، في أي يوم وعلى أي فراش دون الاخذ بنظر الأعتبار رد الفعل لهذا الكائن الحساس .
5 . بعيدا عن الأيات المنسوخة والتفاسير المتضاربة وأراء الفقهاء المتضادة عقائديا / بالاخص الشيعة والسنة ، فأن سورة النساء الأية 24 تذكر صراحة التمتع بالنساء لقاء أجر !! ، فقد قال : " القرطبي في تفسيره في سورة النساء آية 24 قال : الثامنة : قوله تعالى ( فما استمتعتم به منهن فآتوهن اجورهن فريضة ) الاستمتاع و التلذذ. والاجور المهور ، وسميّ المهر أجراً لأنه اجر الاستمتاع وهنا نص على أن المهر يسمى أجراً... " .                                              * أن الأية صريحة بصدد التمتع بالنساء لقاء أجر ، فهل هذا الأسلوب من قيمة ومكانة المرأة !! ، وهي سلعة يتلذذ بها لقاء مبلغ من المال !! .
6 . أما بخصوص السبي ، فأرى أنها جريمة من جرائم التأريخ القديم / في زمن الحقبة النبوية وما تلاها ، وكذلك في العصر الحديث / من خلال ما تمارسه المنظمات الارهابية الأسلامية كداعش مثلا ، في سبي الأيزيديات في الموصل – العراق ، فقد جاء في موقع / صيد الفوائد ، التالي ( فالسبي في الإسلام هو نتيجة حرب بين المسلمين وكفار محاربين ، فمن أسر من الرجال فهو تحت أربعة أحكام : قتل أو رق أو فداء أو منّ ، أما النساء والأطفال فليس لهم إلا السبي أو الفداء ، وأما القتل فهو محرم تحريما قاطعا على النساء ما لم تكن مشاركة في قتال أو تجسس ) ، وفي السنة قال أبو سعيد الخدري : خرجنا مع النبي في غزوة بني المصطلق فأصبنا سبايا .. متفق عليه . وحتى السبي يقع على المتزوجات ، وفق الحديث التالي المؤكد بنص قرأني " قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا سفيان - هو الثوري - عن عثمان البتي ، عن أبي الخليل ، عن أبي سعيد الخدري قال : أصبنا نساء من سبي أوطاس ، ولهن أزواج ، فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج ، فسألنا النبي ، فنزلت هذه الآية :( والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم / 24 سورة النساء ) [ قال ] فاستحللنا فروجهن " .                                                                                                                             * والرسول نفسه / وفق صحيح البخاري ، قد وطأ صفية بنت حيي ، بعد قتل زوجها وأهلها ، وهي سبية ! ويقال قد تزوجها . والسؤال هنا ، من يقول أو يؤكد أنه قد تزوجها أم بقت سبية ! ، أتوجد وثائق تؤكد ذلك ! ، علما أن الرسول دخل بها ولم ينتظر قضاء عدتها !! .

ثانيا – المرأة في العقيدة المسيحية :
1 . في الكتاب المقدس تبين نصوصه وبشكل واضح بأن الجنس البشري / رجل وأمرة ، بأنهما على صورة الله ، لم يميز الله بينهما قيد أنملة ، فقد جاء في سفر التكوين ، التالي : " خلق الله الانسان على صورته ، على صورة الله خلقه ، ذكرا وأنثى خلقهم " ( التكوين : 27:1) . وتتضمن هذه الفقرة المقتضبة الحقائق الاساسية لعلم اصول الجنس البشري.  وكذلك في أعمال الرسل هناك تأكيد على هذه المساوات ، ولكن في شخص المسيح ، ففي رسائل القديس بولس التي تعود إلى منتصف القرن الأول للميلاد ، يقول ( رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3:28 )" لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ . لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ . لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى ، أَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ " . وهذا تأكيد أخر على المساوات بالنسبة لكل البشر / بغض النظر عن فئته أو عن عرقه أو جنسه .. ، في كيان المسيح .                                                                                                            2 . ينظر يسوع للمرأة من منظار أخر ، فهو منظور فلسفي حياتي يختلف عن الأسلام كعقيدة !! ، فهو لا يدينها لمجرد أنها أخطأت ، وذلك لأن الكل خطاة !! ، فهو القائل ( ومن كان بلا خطيئة ليرجمها بحجر ) ، فإنجيل يوحنا يتطرق إلى قضية الأخلاق وكيفية تعامل يسوع بشكل مباشر معها ، حيث يروي عن حادثة تواجه فيها يسوع مع الكتبة والفريسيين لمناقشة عقوبة الرجم التي كانت فرضاً يجب تطبيقه على المرأة التي ترتكب خطيئة الزنا . فقال يسوع : "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر" (يوحنا 8 : 7) واستطاع بذلك تفريق الحشود : " فلما سمعوا هذا الكلام ، أخذت ضمائرهم تبكتهم ، فخرجوا واحداً بعد واحد ، وكبارهم قبل صغارهم ، وبقي يسوع وحده والمرأة في مكانها . فجلس يسوع وقال لها أين هم يا امرأة ؟ أما حكم عليك أحد منهم ؟ . فأجابت لا يا سيدي ، فقال لها يسوع وأنا لا أحكم عليك . اذهبي ولا تخطئي بعد الآن . (يوحنا 8: 9-11) .                                                                                                         3 . كذلك في الزواج فهناك بون شاسع من الخلاف ، فأسلاميا رأينا أن المرأة مجرد عدد ، ليس لها من كيان لأنها وسيلة للمتعة وقضاء أمر وهو " الوطأ " ، مسيحيا هناك أرتباط وهناك عملية تكوين جسد جديد وهو خلق كيان أخر ! ، ففي سفر التكوين الإصحاح الثاني ، إن سر الزيجة ، يبين ما يلي ( فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي . هذه تدعى امرأة لأنها من امرأ أخذت . لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا ) [تك23:2و24] ، ويمثل الرسول بولس حب الرجل للمرأة بتمثيل عظيم ، فيشبهه بالأتي : "أَيُّهَا الرِّجَالُ ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ " ( رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5:  25) .                                                                                                                                        4 . وللنساء في المسيحية / في العهود الاولى ، دورا كبيرا ، فبعضهن صرفن من مالهن على بشارة المسيح والبعض الأخر وقفن تحت  الصليب وقت المحن - أثناء صلب يسوع ، ومن موقع  Red Lips High Heels  ، أنقل التالي ( القديس لوقا يُشيرُ إلى النساء اللواتي تَبِعنَ يسوع مع الرسل في كرازتِه - لو8\1- . و مرقس البشير بدورِه ، يتحدَّثُ عن نساء تقيّاتٍ كُنَّ يُرافقن يسوع ويَصرِفنَ من أموالِهنَّ عى جماعة الرّسل .  ويذكر إنجيل يوحنا أن مريم العذراء وكذلك شقيقتها التي ينقل التقليد أنها سالومة ومريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية إضافة إلى يوحنا بن زبدي كانوا واقفين تحت صليب يسوع ) .

أضاءة أخيرة :
* بعيدا عن المعتقدات ، أيما كانت ، فأن المرأة محور الحياة ، لأنها من تمنحها ، فلا يمكن أن تكون سلعة للتمتع أو أن تكون مجرد عدد على هامش الدنيا ، لأنها من تغذي الأجيال قبل أن تلد الى أن يصبحوا رجالا ، فهي الأساس ، فأن فسدت أو أهملت أو همشت أو عوملت كأنسانة ناقصة ، أولدت أجيالا مشوهة ، وهذا سيؤدي الى خلق مجتمع عقيم !! .            * أن النصوص في الموروث الأسلامي ، نصوصا ذكورية لا فسحة أمل بها للمرأة ، وذلك لأنها تمثل أمتداد للثقافة الجاهلية ، للذين كانوا يؤدون الأنثى وهي رضيعة ، ولم يعطي النص القرأني حقا للمرأة بالرغم من الأية التالية ، التي لم تعالج الأمر من جذوره " وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ  (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت ْ (9)  / سورة التكوير " ، وذلك لأن الأية تمثل نصا تساؤليا فقط ! لذا ظلت المرأة " ناقصة عقل ودين " في المجتمع ! وهي بالحقيقة نواة المجتمع أذا صلحت صلح المجتمع بأكمله ! .

263
                                    الأعجاز القرأني .. رؤية عقلانية

المقدمة :
     يعتقد رجال الأسلام ، أنه هناك أعجازا في النص القرأني من أيات وسور ، ولا بد لنا في هذا المقام أن نقدم للموضوع تقديما مبسطا خاصة لمفردة " أعجاز " التي تمثل عنوانا للمقال ، ( فتعريف و معنى الإعجاز في قاموس المعجم الوسيط ، اللغة العربية المعاصر ، الرائد ، لسان العرب ، القاموس المحيط . قاموس عربي عربي .. كما يلي : الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ‏- هو‏ الآيات الكونية الموجودة في القرآن وعجز العلم عن إدراكها ‏. أما معني " عجز " فهي العَجْزُ،  نقيض الحَزْم ، عَجَز عن الأَمر يَعْجِزُ وعَجِزَ عَجْزاً فيهما ؛ ورجل عَجِزٌ وعَجُزٌ : عاجِزٌ . وعن ابن الأَعرابي : وعَجَّز فلانٌ رَأْيَ فلان إِذا نسبه إِلى خلاف الحَزْم كأَنه نسبه إِلى العَجْز ، قال سيبويه : هو المَعْجِزُ والمَعْجَزُ ، بالكسر على النادر والفتح على القياس لأَنه مصدر . والعَجْزُ : الضعف : عَجَزْتُ عن كذا / نقل من موقع المعاني بأختصار ) .

الموضوع :                                                                                                                              يقول د . زغلول النجار / وهو من أهم المروجين لموضوعة الاعجاز القرأني ، في موضوع  - من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم  ، ما يلي :                                                                                                                              ( هناك فرق بين قضيتي " الإعجاز العلمي " و" التفسير العلمي " للقرآن الكريم ، فالإعجاز العلمي يقصد به " إثبات سبق القرآن الكريم " بالإشارة إلى حقيقة من حقائق الكون ، أو تفسير ظاهرة من ظواهره قبل وصول العلم المكتسب إليها بعدد متطاول من القرون ) .. هذا هو محور ما يؤمن به شيوخ الأسلام بأختصار ! ، وهو أن القرأن له السبق تلميحا أو تفسيرا أو أشارة للظواهر والحقائق العلمية والكونية قبل توصل العلم أليها ! نقطة رأس السطر . / ومن أهم المناصرين لهذا الأمر أضافة للدكتور النجار هو الشيخ عبد المجيد الزنداني ومن القدامى طنطاوي جوهري . ومن موقع / نجوم مصرية ، أنقل بعضا من الأيات - مع شرح مبسط ، والتي يؤمن المسلمون بأنها أيات أعجاز علمي : 
1 . قال تعالى ( وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقَاً حَرَجَاً كَأَنَّمَاْ يَصَّعَّدُ فِيْ السَّمَاْءِ ) سورة الانعام 125 .
والآن عندما تركب طائرة وتطير بك وتصعد في السماء بماذا تشعر ؟ ألا تشعر بضيق في الصدر ؟ فبرأيك من الذي أخبر محمداً بذلك قبل 1400 سنة ؟ هل كان يملك مركبة فضائية خاصة به استطاع من خلالها أن يعرف هذه الظاهرة الفيزيائية ؟ أم أنه وحي من الله تعالى ؟ .
2 . قال تعالى ( وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَاْرَ فَإِذَاْ هُمْ مُظْلِمُوْنَ ) يس 3 ، وقال تعالى ( وَلَقَدْ زَيَّنَّاْ السَّمَاْءَ الدُّنْيَاْ بِمَصَاْبِيْحَ ) سورة الملك 5 . حسبما تشير إليه الآيتان فإن الكون غارق في الظلام الداكن وإن كنا في وضح النهار على سطح الأرض ، و لقد شاهد العلماء الأرض و باقي الكواكب التابعة للمجموعة الشمسية مضاءة في وضح النهار بينما السموات من حولها غارقة في الظلام فمن كان يدري أيام محمد أن الظلام هو الحالة المهيمنة على الكون ؟ وأن هذه المجرات والنجوم ليست إلا مصابيح صغيرة واهنة لا تكاد تبدد ظلام الكون الدامس المحيط بها فبدت كالزينة والمصابيح لا أكثر؟ .
3 . قال تعالى ( وَتَرَى الْجِبَاْلَ تَحْسَبُهَاْ جَاْمِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَاْبِ صُنْعَ اللهِ الَّذِيْ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ) سورة النمل 88 : كلنا يعلم أن الجبال ثابتات في مكانها ، ولكننا لو ارتفعنا عن الأرض بعيداً عن جاذبيتها وغلافها الجوي فإننا سنرى الأرض تدور بسرعة هائلة (100 ميل في الساعة) وعندها سنرى الجبال وكأنها تسير سير السحاب أي أن حركتها ليست ذاتية بل مرتبطة بحركة الأرض تماماً كالسحاب الذي لا يتحرك بنفسه بل تدفعه الرياح ، وهذا دليل على حركة الأرض ، فمن أخبر محمداً بهذا ؟ أليس الله ؟؟ .

القراءة :                                                                                                                                   أولا - هناك مس من " التفكير الرغبي " لدى رجال الأسلام ، وذلك في نقل القرأن من مرحلة كونه كتاب ديني الى مرحلة أخرى ، وهي أنه كتاب سبق علمي أعجازي أضافة للصفة العقائدية ، وهذا التفكير جعل من شيوخ الأسلام يفسرون الأيات وفق هوى الظواهر العلمية والكونية ، وأجتهد هذا الجناح ، في تحوير وتوفيق هذه النصوص بما يتلائم ويتساير مع الحقائق العلمية ، بينما هناك جناح أخر ، معارض لهذا النهج ، منهم الشيخ الشاطبي وشيخ الأزهر الأسبق محمد شلتوت ود . شوقي ضيف وغيرهم .                                                                                                                      * وأرى لزاما أن أتكلم عن مصطلح " التفكير الرغبي " ، فقد جاء في موقع / الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي ، التالي حول تعريفه .. أنقله بأختصار ( هناك فارقاﹰ بين الحدس السليم والتفكير الرغبي الذي يمكن تعريفه بأنه "  اعتقاد المرء بصحة شيء ما لمجرد رغبته في ذلك  ) . أي أن الفرد يفسر النصوص / الوقائع والأحداث والظواهر  .. ، حسب ما يؤمن به من معتقدات في العقل الباطن ، فهو نوع من الميل النفسي العاطفي في تفسير النصوص ، وذلك وفق الهوي العاطفي وليس وفق متطلبات البحث والتمحيص العلمي العقلاني المحايد ! .                                                          ثانيا - هذا الاعجاز تجاوز الظواهر الكونية والعلمية بل أمتد الى محور أخر وهو الطبابة والعلاج عن طريق الموروث الأسلامي / من القرأن والسنة والأحاديث ، فقد جاء في موقع / شبكة الألوكة ، التالي أنقله بأختصار :
( فمِن فضل الله تعالى أنه جعَل لكلِّ داءٍ دواءً، وجعَل في قرآنه وسُنة رسوله آياتٍ مِن الإعجاز التي تَشفي كل الأمراض إنْ أخلص العبد النيةَ في توكله عليه ؛ قال تعالى ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82] ، وقال رسولُ الله : ((ما أنْزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً)) ؛ أخرجه البخاري في  "الطب" (5678)، وابن ماجه في الطب (ح: 3439 ) ،  وفي الطبِّ النبوي علاجٌ لكثير من الأمراض البدنية ، فرسول الأسلام كان المرجعيةَ الطِّبية لصحابته الكرام ، وقد دلَّهم على الداء والدواء، ومِن هذه الأمراض على سبيل المثال : الحمَّى، استطلاق البَطن - الإسهال - الاستسقاء، الجروح ، التسمُّم ، أمراض الأسنان ، عرق النَّسا ، البثور ، الجذام ، الصداع... ) .                                                                                                   * ولكن الرسول نفسه / الذي هو مرجعا طبيا ، توفى بالسم ، فقد جاء في موقع أسلام ويب ( فإن تأثر النبي بالسم الذي دسته له تلك المرأة ثابت كما يدل له الحديث:  ما زالت أكلة خيبر تعاودني في كل عام ، حتى كان هذا أوان قطع أبهري.  رواه ابن السني وأبو نعيم وصححه الألباني في صحيح الجامع ) .. فلم لم يعالج الرسول  نفسه بنفسه ، وهو المرجع الطبي لأصحابه  .                                                                                                                               * وقد رد على موضوعة الطب النبوي الدكتور حسام موافى / رئيس قسم الجراحات الحرجة بطب قصر العينى في مصر ، فقد جاء في موقع / اليوم السابع ، التالي ( أولا لا بد من توضيح ما هو الطب النبوى أصلا ؛ لأن الربط بين هذه الوسائل العلاجية الرخيصة وبين النبى يعطيها نوعا من القداسة والحصانة هى فى الحقيقة لا تستحقها .. فلا يوجد كتب حقيقية وموثقة توضح لنا ما كان يفعله النبى فى العلاج ، ستقول لى : حديث بول الإبل ، وسأقول لك : إن هذا الحديث لم يحدد الجرعة ولا أى نوعية من الإبل ولا أعمارها بالضبط .. وهل هو شفاء لكل الأمراض أم لأمراض معينة ، وهذا ينطبق مثلا على حبة البركة وعسل النحل وغيرهم الكثير ، والخلاصة أنه لا يوجد مصادر حقيقية لهذا الذى يسمونه بالطب النبوى غير تخمينات يتم ربطها بالدين لمنفعة أصحابها. ) . وختم الدكتور موافي حديثه ب (  صدرت مؤخرا مجموعة كبيرة من الكتب تحمل عناوين الطب النبوى ، وتقدم وصفات أعشاب معينة كعلاج لأمراض معينة ؟ كلها كتب مزورة.. وليس فيها بحث علمى واحد حقيقى ) .                                                                                                                  * أن الجهل العقلي قاد شيوخ الأسلام الى جعل من موضوعة العلاج الطبي ، أحدى أفرازات النص القرأني وسنة الرسول ، أذن القرأن ليس له السبق للظواهر الكونية العلمية فقط ، بل هو وسيلة للتطبيب والعلاج أيضا ! .                          ثالثا - ولأن هذا الدين له السبق العلمي والكوني ، أضافة الى أنه يقدم حلولا طبية ، فقد أبتدع شيوخ الأسلام ووفق النص القرأني أن الله لا يقبل غير الأسلام دينا !!! ، فقد جاء في سورة آل عمران ، في هذا الصدد ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 19 ) . وفي تفسير أبن كثير حول الأية أعلاه يقول : إن الدين عند الله الإسلام ، إخبار من الله تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام ، وهو اتباع الرسل  فيما بعثهم الله به في كل حين ، حتى ختموا بمحمد ، الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد .                                                                                                                                                  * وفي هذا تناقض للأية التالية (  نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ  3 / سورة آل عمران ) ، فكيف للقرأن أن يكون مصدقا للتوراة والأنجيل من جهة ، ومن جهة أخرى ينص على أن الدين عند الله هو الأسلام !! .                                                                                                                       رابعا - تأسيسا على كل ما سبق وبناءا عليه ، أبتكر رجال الأسلام السياسي تسويقا جديدا للأسلام وهو شعار " الإسلام هو الحل " ، وذلك على أساس أنه الحل لكل المعضلات الكونية والأجتماعية والشرعية والحياتية .. وكان من أبرز المنظرين في هذا المجال هو د . محمد عمارة ، وذلك من خلال كتابه " هل الإسلام هو الحل ؟ لماذا وكيف ؟ " وهو ( دراسة حول شعار الإسلام هو الحل والذى ترفعه أكثر حركات الإصلاح الإسلامى ويحاول هنا الإجابة على السؤال لماذا يكون الإسلام هو الحل ؟ وماذا يعنى الحل الإسلامى لجميع المشاكل التى تواجه الحياة الفكرية ، والنهضة العقلية ، والنظام السياسى ، والقضية الاجتماعية ، تحرير المرأة ، وحقوق الإنسان ، وعلاقة الوطنية بالقومية وبالجماعات الإسلامية ومشكلات الأقليات ، والسياسة الخارجية حيث العلاقات الدولية والنظام العالمى ، والجهاد فى سبيل الله ) .                                                                                                                 * بينما أكد الدكتور الكويتي طارق محمد السويدان أن الدعوة ُ والحديث عن تفاصيل ِ الدين والبحث الشرعي لا تنهضُ بالأمم ِ، والاكتفاءُ برفع شعارات مثل "الإسلام هو الحلُ " أساليبُ لم تعدْ تجدي نفعاً من وجهةِ نظر  ِالسويدان ، فمواكبة ُ العصر ِيتطلبُ التجديدَ في طرق مخاطبة الآخرين ، وذلك في الحلقة الثالثة من برنامج " وجوه إسلامية " الذي يبث على شاشة العربية .

أضاءة :
    الأعجاز العلمي / وما يتبعه من أفرازات كالطب النبوي وأشكاليات نصية متعددة ! ، الذي يتكلم عنه شيوخ ورجال الأسلام وهناك من يدعون على أنهم " مفكرين أسلاميين " ، هو مجرد " تفكير رغبي " ، لا ينطلي على المثقف الواعي  المطلع ، فكيف الحال مع الباحثين ! ، أن الأعجاز العلمي الحق لم يرتبط يوما من الأيام بأي دين من الأديان ! ، الأعجاز العلمي ، هو التقدم الفضائي والطبي والتقني و .. الذي تبدعه الأفكار الأمريكية والأوربية واليابانية وغيرها .. أفكار شفافة علمية بحتة ، غايتها التقدم الحضاري للأسرة الأنسانية جمعاء ، لا تؤمن بالعرق أو بالقومية ، ولا تمايز بما يعتقد الفرد ! ، أفكار تقبل الأخر ، وتحترم الرأي والرأي المخالف .. والسؤال أين جدوى أو دور النص القراني من كل هذا الكم الهائل من الأختراعات والتطور الذي تشهده الحضارة الأممية اليوم !! ، فلا يمكن لنصوص كانت تعالج وضعا بدويا قبليا جاهليا قبل أكثر من 14 قرنا أن تكون قاعدة لبيانات التقدم الحضاري ، أو أن تكون نواة أو مصدرا أو أساسا للظواهر والحقائق الكونية لعالم اليوم! .



264
                                           رجال الكنيسة وحالة الضعف والهوان

تنويه :
هذا المقال موجه لكل رجال الكنيسة الذين لا يخدمون المسيحية ! ، وكما قال المسيح : لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَر َ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ ( أنجيل متى 6 : 24 ) .
 

الموضوع :
    الوضع المسيحي كمشهد أكثر من يرثى له !! ، أضطهاد ديني وتهجير ، هدم وحرق وتفجير كنائس وأديرة في مصر وباكستان والهند ، أبادة جماعية وحرق ل 120 من المسيحيين / كما حدث في نيجيريا – فبراير 2019 ، قتل رجال دين ، وفي الماضي القريب ( نحر 22 قبطيا من قبل داعش في 15.2.2015 في ليبيا ، قتل 50 من المصلين في كنيسة سيدة النجاة 2010 بغداد - العراق ) و.. ، وأخيرا طعن كاهن في مونتريال – كندا في 22.02.2019 ، والعشرات من الفظائع الاخرى ، يضاف الى كل هذا ما يتم من العمليات الأرهابية الأسلامية العشوائية ، كعمليات الدهس بالسيارات ، وفتح النار على مرتادي النوادي وحوادث الطعن في الغرب .. ليس الغرض من هذا المقال تعداد ما يتم من عمليات ضد المسيحيين والمجتمعات الغربية في العالم / يمكن الرجوع الى غوغل للمزيد ! ، ولكن هذا فقط سرد لليسير من هذه الفظائع ! كل هذا والعالم لم يبدي أي رد فعل مؤثر وحازم بما يتلائم وهذه الأعمال الشنيعة ، وخاصة من قبل رجال الكنيسة أو من قادة الدول الغربية !! ، وهذا هو الجانب الأهم .     

القراءة :                                                                                                                                                 أولا . لاحظنا .. عندما قتل المصلين في مسجد النور في نيوزلندا – 15.3.2019 ، أحتل الحدث حيزا أعلاميا لم يسبق له مثيل في العالم ، من سياسيين ورجال دين / مسلمين ومسيحيين وكل الميديا تفرغت للكتابة عنه ، وحتى رئيسة الوزراء النيوزلندية جاسيندا أردرن فقدت السيطرة على توازن عقلها ، وأتت متشحة بالسواد في صلاة الجمعة ، وقرأت أحاديث نبوية / وتلت عند ذكر أسم الرسول جملة " صلى عليه وسلم " ، وهذا يوضح مدى سيطرة العملية السياسية ، كالانتخابات على عقلية السياسيين ! - فالمهم أن لا تخسر أصوات المسلمين الأنتخابية ! .
ثانيا . رجال الدين المسيحي عامة ردة فعلهم على ما يجري على المسيحيين فعل سلبي ، والأمر فقط مجرد شجب وأستنكار ، وكأن الوضع موجه للأعلام الخارجي فقط ، وذلك من أجل " حفظ ماء الوجه " ، أمام العالم ! .                                 ثالثا . أما القادة الغربيين / المسيحيين بالأسم فقط ، فالأمر لا يهتمون به على الأطلاق ، فأذا أضطهدوا المسيحيين أو حرقوا او نحروا ، فالوضع لا يمسهم على البتة ، وذلك لأنهم أبعد ما يكونون حقيقة من العقيدة المسيحية بالأصل ! ، عكس القادة المسلمين ، كالرئيس الأسلامي أردوغان ، الذي هاج وماج وهدد وعربد في حادث مسجد نيوزلندا ! .
رابعا . ما يهمني بهذا الوضع هو موقف القيادات الكنسية الحاليين ، الذين من المفروض أن يكونوا هم السد المدافع عن أمن وحقوق المسيحيين في العالم ، وعلى أقل تقدير تحريك الوضع لدى قادة الدول الغربية أو في أروقة الأمم المتحدة ، ولكن كان موقفهم كموقف يهوذا الأسخريوطي / أحد تلامذة المسيح ، الذي خان ربه المسيح ، لقاء 30 قطعة من الفضة - وفق ( أنجيل متى 26 : 14، أنجيل مرقس 14 : 10 ) . أما الخونة الأن بالعشرات ، ولنفس الرب / المسيح ، ومن جانب أخر وعلى أقل تقدير أن يهوذا بعد أن شعر بالذنب ندم وأنتحر ، وذلك بشنق نفسه - وفق ( أنجيل متى  27 : 5 ) ، ولكن لم ينتحر أي مسؤول كنسي !! في واقعة تهجير مسيحيي الموصل أو في حرق مسيحيي نيجيريا ، أو في مذبحة كنيسة سيدة النجاة .
خامسا . أين موقف رجال الكنيسة والقادة السياسيين في بريطانيا مثلا .. من مناطق الشريعة في لندن ( مناطق تطبيق الشريعه فى بريطانيا Shariah Controlled Zone in Britain هى حملة اعلانات شنها المتطرفين الإسلاموين فى بريطانيا فى اواخر شهر يوليه 2011 بزعامة منظمه اسمها " الإماره الاسلاميه Islamic Emirate " التى يقودها باكستانى متطرف اسمه " أنجم شودارى Anjem Choudary ". اصحاب الحمله عملو بوسترات و منشورات بلون اصفر مكتوب عليها " انت داخل دلوقت منطقه بتحكمها الشريعه - الأحكام الاسلاميه مطبقه You are entering a Sharia-controlled zone – Islamic rules enforced " / نقل من الويكيبيديا ) .                                                                                     * فهنيئا لبريطانيا العظمى مناطق الشريعة الأسلامية ، فأذا كان هذا الحال الأن ، فكيف سيكون الوضع بعد 20 سنة مثلا !! .
سادسا . القادة الكنسيين الأن تنكروا لأتباعهم ، لأن ما يشغلهم حاليا هو ظهورهم " الوردي " في الميديا وليس حقوق المضطهدين المسيحيين ، ما يشغلهم السياسة والبروز بموقف المعتدل والتعاطف تجاه الكل ، أنهم يتنكرون للعقيدة وللمسيح أيضا ! ، وحالهم حال بطرس الذي نكر المسيح في ملحمة الصلب ، حيث ( تنبَّأ السيد المسيح خلال العشاء الأخير عن أنكار بطرس له ، وذلك قبل صياح الديك ثلاثة مرات ( متى 26:33-35؛ مرقس 14: 29-31؛ لوقا 22: 33-34؛ يوحنا 13: 36-38 ) . 
سابعا . ولكن الكنيسة من المؤكد ستتطهر من كل القيادات السلبية التي لا تخدم شعبها التي وجدت أصلا من أجل رعايته !! ، وكما طهر المسيح الهيكل ( وفق أنجيل متى 21: 12، 13 : " أخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل " ، " وقلب موائد الصيارفة ، وكراسي باعة الحمام " ، " ووبَّخ الناس بشدة قائلًا : " مكتوب بيتي بيت صلاة  يُدعى . وأنتم جعلتموه مغارة لصوص " ) ستتطهر الكنيسة من القيادات المتخاذلة أيضا .

خاتمة :                                                                                                                         المسيحيين الأن ، لا رجال الكنيسة تدافع عنهم ! ولا رؤساء الدول الغربية تساندهم ! ولا الدول التي تدعي بأنها علمانية تنصفهم كبشر ! ، المسيحيين الأن ينطبق عليهم ما قاله المسيح عنهم / وفق أنجيل يوحنا " قال الرب يسوع : بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله " !!! .



265

              قراءة  في " الأسلام الغربي "

النص :
     من الضروري الأعتراف جزما وقطعا ، أن الأسلام عقيدة واحدة / بالرغم من تعدد مذاهبه وفرقه وجماعاته .. ، كتاب واحد / بالرغم من عدم التأكد من أن قرأن اليوم هل هو ذات قرأن الماضي ، هذا القرأن لا يمكن تجميله ، وليس بالأستطاعة تحويره ، وما يمكن أن يعمله رجال الأسلام هو تقديم أجتهادات وتفسيرات وتأويلات وتوضيحات للنص القراني الذي بات يشكل مأزقا عقائديا لمجرى الحياة المجتمعية لعالم اليوم ، ولكن يبقى النص القرأني واحد ، وأني لأقف مشدوها وحائرا أمام تسميات ظهرت / برزت ، للتداول منذ عقود ، منها " الأسلام الوسطي " و " الأسلام المعتدل " و " الأسلام المنفتح ".. ويحاول بعض دعاة الأسلام في الغرب خاصة / بالرغم من كل ذلك ، تقديم أسلاما غربيا ! أو أسلاما أوربيا ! للعالم الغربي ، فعن أي أسلام يتكلم هؤلاء الدعاة !! .

القراءة :
1 . كل التسميات المقدمة للأسلام في أوربا وأميركا وغيرها ، هو محاولة من قبل رجال الأسلام ، بجعل الأسلام في الغرب مقبولا ، من قبل أوساط بعيدة فكريا وثقافيا وعقائديا ومجتمعيا عن الأسلام كنهج ودين وثقافة وحياة !! .
2 . الدعاة ليس بأمكانهم تجميل الروح الوحشية في الموروث الأسلامي ، لذا فليس من السوي تجميل صورة غير قابلة للتجميل  أو تحديث سيرة رسول لا يمكن أن تحدث ، أو تطوير نصوص أصبحت خارج نطاق الزمان والمكان !! .
3 . أني أرى الأسلام كعقيدة ، يمثل حياة ماضوية ، وذلك لأن الأسلام وجد كدعوة لمجتمع قبلي جاهلي / وأنتهت هذه الدعوة بموت رسول الأسلام ، وهذه الدعوة بنفس الوقت لايمكن أن تتوافق مع المجتمعات الغربية ، " ففاقد الشي لا يعطيه  " .   
4 . هذا الأسلام الذي يدعونه بالحداثوي والمسمى بالأسلام المنفتح أو الأسلام الوسطي أو .. ، هل يمكن أن يحجب من قاموسه نصا واحدا كالأية التالية من سورة التوبة ( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم  ) ، أو أنكار حديث رسول الأسلام التالي  ( عن ابن عمر ، أن رسول الله قال :  أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى / رواه البخاري ومسلم ) ، من المؤكد لا يمكن الحجر أو تجميد كل مما سبق / التي وردت على سبيل المثال وليس الحصر ، والذي يحاول ذلك سيعتبر كافر ومرتد .
 5 . ولأن الأسلام ماضوي ، فأننا نرى - مثلا ، أن كل الجهاديين / القادمين من الغرب ، يرتدون لباسا ماضويا ، متشبهين بالمسلمين الأوائل ، وهذا بحد ذاته دليلا دامغا على أن الأسلام هو عودة ماضوية للمجتمعات الأسلامية القبلية ! .

خاتمة :
أولا - أن التسويق لأسلام جديد ، أسلام بطبعة حديثة ، أصبح ضربا من الخيال الفكري ، وذلك لأن الأسلام عامة ، نصوص وأحاديث وسنن قد ثبت في فكر رجال الأسلام ، وليس من مخرج من هذا المحور الأشكالي !! .
 ثانيا - أرى أن الأسلام واحدا ، ليس وسطيا ولا معتدلا ولا منفتحا ، وبعيدا عن كل تسميات دعاة الأسلام في الغرب / كالأسلام الغربي أو الأوربي ، يظهر الأسلام كعقيدة أنه ماضوي لا يتقبل التمدن الحضري للمجتمعات ، وذلك لأنه في بودقة مقفلة منذ القدم لا يتطور ! كما أن الأسلام كموروث  لا يمكن أن يواكب التغيرات الزمانية للحياة الأنسانية / الغربية خاصة ، فهو الأسلام المحمدي ، الذي لا يقبل أي صفة أو لمسة تجميلية حداثوية ! .


266
                              توظيف الأسلام والقرأن في خدمة السلطة

المقدمة :
     في زمن الرسول تأطر الأسلام وفق أطر معينة ضم بين دفتيه ، العبادات / وهي الشعائر وفروض العبادة ، مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج ، وهذا ما بينه وأوضحه الحديث التالي ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله و إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان / متفق عليه أخرجه البخاري برقم 8 ) ، يضاف الى ذلك الغزوات والمعاملات ونشر الدعوة وغيرها .. ، ولم يكن هناك / بشكل أو بأخر ، أشارات مستقبلية الى تأسيس دولة أو سلطة أو حكم أو ملوك أو خلفاء !! ، وختم الرسول دعوته ، وفق الأية ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا / سورة المائدة 3 ) ، أي أن الأشارات كانت لدين وليس لدولة أو لسلطة أو خلافة ! ، ولكن بعد أنقضاء الدعوة وموت الرسول ، الأمر والحال تغير ، وذلك لأستخدام الأسلام وكتابه القرأن ، وسيلة وخدمة للحكم والحكام والسلطة والسلطان ، يحركه ويوجهه رجال وشيوخ السلطة / وعاظ السلاطين - أشارة لقول د.علي الوردي ، وفق مقتضيات المرحلة ومجريات الحدث ، وفق الرسول ومنهجه !! تارة ، وبعيدا عن سنة الرسول تارة أخرى . هذا ما سنحاول بحثه في التالي .

النص :
سأتناول بعض الوقائع أو الأحداث ، ثم سأبين مدى أستخدام الأسلام كدين أو القرأن ، كوسيلة من أجل توجيه الحدث أو الواقعة لمصلحة السلطة أو الحاكم ، منها الأتي / وهذا على سبيل المثال وليس الحصر :
 1 - حُرُوْبُ الرِّدَّةِ : هي سلسلةٌ من الحملات العسكريَّة التي شنَّها المُسلمون على القبائل العربيَّة التي ارتدَّت عن  الإسلام بعد وفاة الرسول ، خِلال الفترة المُمتدَّة بين سنتيّ 11 و 12هـ ، المُوافقة لسنتيّ 632 و633 م ، وكان أبو بكر هو الداعي إلى قتالهم والتصدي لهم . وكان أبو بكر قد تم مبايعته من أجل تولي خلافة المسلمين من بعد الرسول ، حيث إنّ هناك عددا كبيرا جداً من القبائل التي ارتدت عن الإسلام ، ما عدا أهل مكة ، ووصف البعض حالة الردة على أنها كانت عبارة عن انشقاق عن الدولة الإسلامية ، ورفضهم تسليم الخلافة لأبو بكر ، وقد كان السبب هو الزعزعة التي حدثت في قلوب بعض من ضعاف الإسلام بعد وفاة الرسول ، حيث كان باعتقادهم أنّ الرسول لا يموت . اختلفت طريقة ارتداد القبائل ، فالبعض منهم قام بالارتداد من خلال إقامة الصلاة فقط ، بينما امتنعوا عن دفع الزكاة ، والبعض الآخر قام بترك تعاليم الدين الإسلامي بشكل كامل . كما أنّ هذه الفترة شهدت ظهور عدد كبير من المكذبين الذين ادعوا النبوة ، والذين من أهمهم مسيلمة الكذاب ، والذي التف حوله عدد كبير من الأشخاص واتبعوه على أنه نبي ، وكانت حروب الردة حروبا جهادياً .. / نقل بتصرف من موقع الويكيبيديا ومن الموقع التالي mawdoo3.com .
أضاءة :
أولا - العرب على وعيهم القبلي ، أعتقدوا أن ولاءهم للرسول بالذات ، وبموت الرسول أنتهى الوعد الذي ألتزموا به ، لذا أرتدوا ! وهذا منطق وعقلية قبلية ، ثانيا - حروب الردة تدلل على أن أبو بكر كان غير مرغوبا به كخليفة ، ولأجله أرتدوا ، من الممكن كانوا يأملون عليا خليفة ! ، لقرابته من الرسول / أبن عمه ، ثالثا - الألتزام القبلي للرسول أثقل كاهل القبيلة ماديا وماليا ، وخاصة بالنسبة لمشاركة القبائل بالغزوات  ... أن موت الرسول ، يعني بشكل أو بأخر نهاية الدعوة ، وأن الخليفة أبو بكر ، بذل كل جهده مستغلا الأسلام دينا من أجل خلافته ، ولغرض بسط سلطته وحكمه بالقوة ، وأرجاع الزكاة خاصة ، لأنها الأمر الرئيسي للقضية ، لما تشكل من رافدا ماليا رئيسيا للخلافة الطرية ، أن ترسيخ الأسلام كدين ليس غاية حروب أبو بكر ، وأنما الدين كان وسيلة لأثبات أول خلافة سلطوية بعد تزعزع الوضع القبائلي بعد موت الرسول .

2 - رفع المصاحف على أسنة الرماح / معركة صفين 37 هجرية : ( قال المسعودي « وكان الاشتر في هذا اليوم ـ وهو يوم الجمعة ـ على ميمنة علي ، وقد أشرف على الفتح ، ونادت مشيخة أهل الشام : يا معشر العرب ، الله في الحرمات والنساء والبنات ، وقال معاوية : هلم مخباتك يا ابن العاص فقد هلكنا ، وتذكر ولاية مصر ، فقال عمرو : ايّها الناس ، من كان معه مصحف فليرفعه على رمحه فكثر في الجيش رفع المصاحف ، وارتفعت الضجة ونادوا : كتاب الله بيننا وبينكم ، من لثغور الشام بعد أهل الشام ، ومن لثغور العراق بعد أهل العراق ؟ ومن لجهاد الروم ؟ ومن للترك ؟ ومن للكفار ؟ ورفع في عسكر معاوية نحو من خمسمائة مصحف ، ثم نقول : هذا حكم بيننا وبينكم .. ) / نقل بتصرف من موقع  al-milani.com/library/lib-pg.php ... وهنا قال علي بن أبي طالب قوله المأثور ، ( عن بُسر بن سعيد عن عُبيد الله بن أبي رافع أن الحرورية هاجت وهو مع عليّ بن أبي طالب فقالوا : " لا حُكـــــــم إلا لله " فقال : عليّ : ( كلمـــــــة حق أريد بهــــــا باطل ، إن رسول الله وصف  ناسًا وأشار إلى خلق من أبغض خلق الله إليه ، فيهم أسوَد ، إحدى يديه طبْيُ شاة أو حَلمَةُ ثدي .. ) / نقل بتصرف من موقع منتدى كل السلفيين .
أضاءة :
في سبيل حب السلطة والقوة والحكم من الممكن لمعاوية بن أبي سفيان وداهية العرب عمرو بن العاص أن يستغلوا اي وسيلة أي طريق من أجل خداع المقابل ، حتى أن كان هذه الوسيلة هي القرأن ، وهنا أستخدموا رفع المصاحف / للتحكيم ، لقلب دفة المعركة لصالحهم ، ما نحن به هو أستخدام الدين من أجل السلطة ، وهنا كسب معاوية المعركة مع علي بالخداع !! ، ونسوا المتحاربين الرسول والأسلام والقرأن ، وهم من جهة ، من آل بيت الرسول / علي بن أبي طالب – أبن عم الرسول ، ومن جهة أخرى أفضل صحابة الرسول ، معاوية وبن العاص ، ولكن عند حد السلطة ، كل المسميات الأخرى تغيب !! .
3 - شعار الأخوان المسلمين : أولا سنوجز عن حركة الأخوان (( الإخوان المسلمون إحدى الحركات الإسلامية المعاصرة التي نادت بالرجوع إلى الإسلام ، وإلى تطبيق الشريعة الإسلامية في واقع الحـــياة ، وقد وقفت متصدية لسياسة فصل الدين عن الدولة ومنابذة موجــة المد العلماني في المنطقة العربية والعالم الإسلامي.  مؤسس هذه الدعوة الشيخ : حسن البنا ( 1324 ـ 1368هـ ) ( 1906 ـ 1949م ) ولد في إحدى قرى البحيرة بمصر ونشأ نشأة دينية .. )) / نقل من موقع صيد الفورائد . ثم ثانيا ، سنتكلم عن شعار الأخوان فهو “ الإسلام هو الحل ” و ” الإسلام دين ودوله و جنسيه ووطن و مصحف وسيف ” ، فقد جاء في الموقع الرسمي د . صبري محمد خيري ، ما يلي ، نقل بتصرف ( بين الاجتهاد والبدعة  رفعت جماعه الإخوان المسلمين عبر تاريخها ، جمله من الشعارات ومنها : “ الإسلام هو الحل ” و” الإسلام دين ودوله ” و” الإسلام جنسيه ووطن ” و “ الإسلام مصحف وسيف ”،  وهذه الشعارات من ناحية اللفظ حادثة في تاريخ الامه ، فلم يرد في القران أو السنة  أو أقوال  السلف الصالح ، أو علماء أهل السنة ، أما من ناحية الدلالة فان لها دلالات متعددة ، غير انه يمكن التمييز بين دلالتين أساسيتين لهذه الشعارات : الدلالة الأولى لها تخالف مذهب أهل السنة  فهي بدعه ، أما الدلالة الثانية لهذه الشعارات فتوافق مذهب أهل السنة ، وبالتالي يمكن اعتبارها شكل من أشكال الاجتهاد .. ) .                                                                  أضاءة :                                                                                                                        الأخوان وشعارهم المشبوه ، حالة دينية خاصة بوضع سياسي أنتهازي ضمن واقع عسكري مرتبط بسلسلة من الأغتيالات والأرهاب وحسب الحاجة ، أرى أن أي قراءة حداثوية لواقع الأخوان المسلمين ، يضعنا أمام ، جماعة مصابة بنوع من الشيزوفرينيا الفكرية ، لكثرة تغيراتها وتقلباتها ، وفق الأحداث والظروف ، وهذا الذي حصل مثلا في ثورة 25 ينايرفي مصر ، هي " مجموعة من التحركات الشعبية ذات الطابع الإجتماعي والسياسي انطلقت يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 " ، أنها جماعة تعشق السلطة والسياسة والتجارة والمال ، تضع كل حراكها تحت مظلة الأسلام ووفق القرأن ، ولكنها تحارب وتقتل من أجل السلطة والحكم أن أحتاج الأمر ، تاركة الدين والقرأن ورائها ، ولا يهمها سوى السلطة ، ولا تهتز أن كان بعضا من شعاراتها بدعة أم لا ، لأن أصولها مشبوهة كحركة / أشارة لأرتباطها بالمخابرات البريطانية ، وحتى أن مؤسسها حسن البنا / بعض المصادر تقول أن أصوله يهودية .. وتجربة الأخوان وحكمها في مصر خير دليل على أنتهازية الأخوان المسلمين ، أبان حقبة الرئيس الأسبق محمد مرسي ( تولى منصب رئيس الجمهورية رسميا في 30 يونيو 2012 بعد أداء اليمين الجمهوري حتى تم عزله في 2013 ، والذي جاء بعد مظاهرات 30 يونيو.  ولايزال معتقلا  منذ تاريخ عزله )  .

4- داعش / تنظيم الدولة الإسلامية : كان يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ، الذي يُعرف اختصاراً بـداعش ، ( وهو تنظيم مسلَّح يتبع الأفكار السلفية الجهادية ، ويهدف أعضاؤه - حسب اعتقادهم - إلى إعادة     " الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة " ، ويتواجد أفراده وينتشر نفوذه بشكل رئيسي في العراق وسوريا مع أنباء بوجوده في دول أخرى ، هي جنوب اليمن وليبيا وسيناء وأزواد والصومال وشمال شرق نيجيريا  وباكستان.  وزعيم هذا التنظيم الحالي هو أبو بكر البغدادي  ) / نقل بتصرف من الموسوعة الحرة .
أضاءة :
أرى أن هذا التنظيم ، يضم مؤشرين : أولهما ، هو تنظيم يطبق القرأن وكل مفردات الموروث الأسلامي بحذافيره في نهجه وفي أجمال أسلوبه ، ثانيهما ، يستخدم الأسلام والقرأن أيضا في سبيل نيل السلطة والخلافة والحكم ، وهي كلها شعارات زائفة ، لأن أعضائه مكفرين مغيبين كارهين للأخرين ، يحلمون بالعالم بلادا لهم ، لكي يحكموه بالقرأن ، ويسبون نسائه ، ويستعبدون سكانه ، ويسيطرون على ثرواته ، فهم يسحلون ويقتلون ويحرقون ويصلبون تحت قرائن من الموروث الأسلامي ، وأصبح الكثير من الشباب يقلدون أعماله وأفعاله في الغرب ، وهم أصلا مولودون على أراضيه .

خاتمة :
وفق أستقصاء التأريخ الأسلامي ، أرى يسر وسهولة توجيه الموروث الأسلامي عامة / وخاصة النص القرأني ، نحو أفق أي حدث أو واقعة أو مسألة .. بأقل جهد بحثي ولغوي وفقهي ممكن ، من قبل شيوخ السلطة ، وذلك لعدم وجود رؤية تفسيرية محددة وموحدة لأغلب النصوص ، وهذا ما حصل في الحقبة الأموية مثلا ، من تغيير وتبديل وتعديل للكثير من نصوص الموروث الأسلامي وفق متطلبات المرحلة !! ، وحسب رغبة الحكام ّ!! ، لذا أرى أن " قوة السلطة والحكم أنتصرت على القرأن كنص وعلى الأسلام كدين " ، فحور الموروث الأسلامي وفق الحدث أو المسألة المراد بحثها ، لذا فأن القضية هي الغاية بالنسبة للسلطة / أيا كانت هذه السلطة ، والأسلام بقرأنه هو الوسيلة / أيا كانت هذه الوسيلة .



                           


267

                                          الفكر ..  بين حراس القبور وبين شهود النور

                                      ( طريق النور لا يحتاج الى دليل .. كاتب المقال )

المقال لا يحتاج الى تمهيد أو مقدمات :
1 - لا زال رجال الأسلام / فقهاء وأئمة وشيوخ ودعاة و .. ، يحاولون جاهدين أحياء " الصنم المقبور منذ اكثر من 14 قرنا كنصوص مكرسة في ممارسة عقيدة الأسلام - أسلام الرسالة المحمدية ، التي أنتهت بموت الرسول " هذا أولا ، أو تجميله ثانيا ، أو تأويل وتفسير مفهومه بما يتوافق مع العقل الحداثوي ثالثا ، لكن المشكلة تكمن : أنه كلما  رتقوا من بنائه النصي  ( رتَق الفتقَ : سدَّه أو لحَمَه ، عكسه فَتَقَه ، رتَقَ القميصَ : خاطه ، رَتَقَ فَتْقَهُ : أصْلَحَ شَأْنَهُ / نقل من قاموس المعاني ) ، وقربوا من فلسفة فهم سردياته ، أنفتق الجسم من جهة أخرى ! وهكذا دواليك . ولأجله لا زال حراس المقبور .. تائهين شاردين في عملية الرتق التي لا يمكن لها أن تتم ، ما دام هناك شعار بني عليه الأسلام ، يقول ( قرأن يهدي وسيف ينصر ) ، وكيف للقرأن أن يهدي بشرا والسيف مسلطا على رؤوسهم ! .. أن فلسفة فهم الموروث الأسلامي باتت كارثة فكرية على عقلية حراس الصنم المقبور ! وأصبحوا خجلين ضائعين هاربين من هذا الموروث ، كقوله ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ  َورَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 29  سورة التوبة ) ، أو كحديث الرسول ( عن ابن عمر ، ان الرسول قـال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يـشـهــدوا أن لا إلــه إلا الله وأن محمد رسول الله ، ويـقـيـمـوا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى / نقل من موقع - ملتقى أهل الحديث ) . من ناحية أخرى أن هذه العقيدة تبلورت في العقود الاخيرة الى فكر متطرف ، وتحور قسم منها الى منظمات مسيسة ، وذلك بدمج الفكر بالسياسة ، من أجل السيطرة على الحكم ، وهو هدفهم الحقيقي / أي أن تكون السلطة تحت مظلة الدين ، و يتمثل هذا بجماعة الاخوان المسلمين ، الذين فتكوا بمصر فتكا ! ، أرهابا وقتلا وتخريبا ! ، ومنهم من أنتظم الى منظمات أرهابية / كالقاعدة وداعش وبوكوحرام .. آملين أرجاع زمن الخلافة ! السئ الصيت ، والأخر تحول الى مؤسسات فكرية متطرفة تنشر الفكر الوهابي ، وهذا الفكر عامة يسوق ماليا ، ولا يعتنقه سوى المغيبين فكريا ! ، وذلك لعدم وجود عقل أنساني يتبنى عقيدة ، ويتخذها كفكر ونهج وحياة  ، تنصب على القتل والصلب والسحل والحرق والسبي ونكاح حور العين والجزية والتكفير وألغاء الأخر والجهاد ضد غير المسلمين .

2 - ومن جانب أخر مواز ، ولكنه مضاد في التوجه ومخالف للعقيدة ، نلاحظ أديانا سماوية / كاليهودية والصابئة والمسيحية و .. ، بعيدة / كأديان وعقيدة وفكر ، عن هذا التوحش وعن ثقافة القتل ، وعن هذه الدموية التي دمرت وتدمر أجيالا من المسلمين ! ، فلو أخذنا المسيحية – مثلا ، المملوءة محبة وتضحية ونور كعقيدة وفكر .. من خلال نصوص الانجيل ، حيث نلاحظ أن المسيح يخاطب اتباعه بقوله ( ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلاً : " أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ . مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاة " / من أنجيل يوحنا ) ، وبأية أخرى (  قَالَ لَهُ يَسُوعُ : أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ . لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي ) ومن موقع www.thegrace.com أنقل مقتطفات من موعظة الجبل للسيد المسيح ، التي تنم عن فلسفة من التسامح والغفران والرحمة والسلام ( طوبى للمساكين بالروح . لان لهم ملكوت السموات . طوبى للحزانى . لانهم يتعزون . طوبى للودعاء . لانهم يرثون الارض . طوبى للجياع والعطاش الى البر . لانهم يشبعون . طوبى للرحماء . لانهم يرحمون . طوبى للانقياء القلب . لانهم يعاينون الله . طوبى لصانعي السلام . لانهم ابناء الله يدعون . طوبى للمطرودين من اجل البر . لان لهم ملكوت السموات ... ) ، فأين هذه الوصايا من قول رسول الأسلام ( حدثنا محمد بن يزيد يعني الواسطي ، أخبرنا ابن ثوبان ، عن حسان بن عطية ، عن أبي منيب الجرشي ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله  : " بعثت بالسيف حتى يعبد الله لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذلة ، والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم " / نقل من موقع منتديات أتباع المرسلين ) ! ، ما نلحظه : أن المسيح بعث بطريق كله رحمة ومغفرة ، والرسول بعث بالسيف ورزقه برمحه !! .

3 – كما يوجد أيضا ديانات أخرى أرضية / كالهندوسية والبوذية والطاوية و .. تعاليمها سلمية كلها تأمل ، ومن البوذية ، هناك تعاليم لبوذا ، أنقل منها التالي ( الكهنة والشيوخ وزعماء الدين بمختلف تسمياتهم هم أعداء الحقيقة وسلاحهم الوحيد هو اتهام الباحثين عن الحرية بالزندقة ، في المعابد بأنواعها تزرع بذور الكذب والرياء وفيها تسقى شجرة العبودية لتنمو وتزدهر ،  العبد الحقيقي هو من اتخذ أعداء الحقيقة أولياء له ومعلمين لأنه عما قريب سيصبح كلبهم الأمين ، إن الحرية أنواع وأولها التحرر من الأباطيل والأكاذيب البالية وأوسطها أن تصبح مقادير أنفسنا بأيدينا وآخرها أن نكون الإله نفسه ، إن المرء لا يقاس بضخامة جسمه بل بنضج عقله / نقل ما سبق ، من هكذا تكلم بوذا من  https://bedna7al.com ) . والبوذية تتمحور حول ثلاثة أمور ، وتسمى الجواهر الثلاث : أولها ، الإيمان ببوذا كمعلّم مستنير للعقيدة البوذية ، ثانيها ، الإيمان بـ "دارما " ، وهي تعاليم بوذا وتسمّى هذه التعاليم ب " الحقيقة " ، ثالثها وآخرها ، المجتمع البوذي .      وتعني كلمة بوذا بلغة بالي الهندية القديمة ، " الرجل المتيقّظ " وتترجم أحيانا بكلمة المستنير ./ نقل من الويكيبيديا ) ، والبوذية بعيدة كأسلوب حياة عن العنف وعن القتل ، ونهجها هو البحث عن الحقيقة سلميا ..

خاتمة :
أن حراس القبور هم حراس لصنم قد قبر وأنتهى دوره ونهجه ، وذلك لخروجه عمليا خارج نطاق الزمان والمكان ، ولأنه يمثل بيئة القرن السادس القبلية البدوية فكرا وحراكا ، وفكر اليوم المتنور ، فكر لكل البشرية ، ورواده يمثلون شهودا للنور ، وأصبح هذا الفكر غريبا عن فكر ذلك المجتمع الجاهلي الذي كان جل فكره ينصب على الغزو والغنائم والسبي .. ، ولا يمكن لنص فكري وجد لمجتمع يؤمن بمعتقدات غيبية كحور العين أو لخرافة الأسراء والمعراج .. / مثلا ، أن يحيا في عالم اليوم ، عالم الذرة ! ، ولا يمكن لصنم مات وقبر أن يحيا ! . فعلى الحراس أن يتركوا رماحهم وسيوفهم ، وأن يتقلدوا بسلاح الفكر الحر العقلاني ، وأن يلحقوا بركب النور ، من أجل المستقبل ، فظلمة النصوص دفنت ، وسوداوية الحياة التي تمثلها أفلة لا ريب ، لأنها سبب هلاك البشرية .. فأما النور والقيامة من أجل  حياة أفضل ، وأما ستبقون حراسا للقبور ! .



268
                                 الظلال العميقة في النص القرأني

                     " لا توجد سيطرة على أناملي ، لأنها تتحرك وفق فكري .. كاتب المقال "

الموضوع :
    يبقى معظم النص القرأني قبوله عصيا على العقلية البشرية ، معنى ومضامين وأهداف وغايات .. !! ، لا يمكن لأي مفكر حداثوي حر / تاركين شيوخ المسلمين جانبا ، أن يعرف التعليل والمنطق والعقلانية والسبب .. !! ، التي وضعت لأجله هذه النصوص ، ولكن بنفس الوقت ، أرى بالرغم من التضادد والتقاطع والاختلاف والخلاف بين هذه النصوص ، ولكن هناك صفة وطابع وميزة يجمع معظمها ، وهو أقرارها أن الأسلام هو البداية والنهاية ، وهو الحقيقة الكونية الوحيدة / كالنص التالي " إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب /  19 سورة آل عمران " ، وهو الذي لا يمس بثوابته أحد ، وهو الناسخ لما قبله واللاغي لما بعده ، وهو الذي من جهة يعترف بالأنبياء والكتب السماوية ، ولكنه يلغيها ويفندها ويشكك برسلها وينتقد متبعيها وحتى يقوم بتكفيرهم من جهة أخرى ! ، هذا ما أراه شخصيا ... فالنص القرأني التالي ، مثال على ذلك النهج :
"  قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون /  29سورة التوبة " ، وتفسير الأية وفق " الطبري " : (( قال أبو جعفر : يقول تعالى للمؤمنين به من أصحاب الرسول : ( قاتلوا ) ، أيها المؤمنون ، القوم الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ، يقول : ولا يصدقون بجنة ولا نار، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق ، يقول : ولا يطيعون الله طاعة الحق ، يعني : أنهم لا يطيعون طاعة أهل الإسلام ، من الذين أوتوا الكتاب  ، وهم اليهود والنصارى  .))

القراءة :
أولا - خلاصة النص ، هو " قاتلوا " اليهود والنصارى ، وذلك لأنهم " لا يؤمنون بالله .. " ، فالنص في ظاهره ، أن سبب القتال هو كفر اليهود والنصارى ، " لعدم أيمانهم بالله .. " / علما أنهم موحدون ومؤمنون بالله الواحد ! ، ولكن باطن النص يبين : قاتلوهم لعدم " أيمانهم بالأسلام " ، وهنا تكون الأزمة والمعضلة ! ، ولكن النص القرأني في سورة أخرى يضادد مما جاء في أعلاه ، حيث يخاطب النص الرسول قائلا " نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام / 3 سورة آل عمران " ، وهنا نلحظ التضادد والتناقض ، فكيف الرسول أن يكون ، " مصدقا لما بين يديه .. " ، وبنفس الوقت يقول له   " قاتلوا " اليهود والنصارى حتى يدينوا بدين الحق " الأسلام " !! .
ثانيا - هناك حقيقة يجب ذكرها ! ، وهي لم مقاتلة أهل الكتاب / دون ذكر الصابئة ! ، وليس مقاتلة ، مثلا : المجوس والوثنيين !! ، هذه أشكالية في النص القرأني ، وهو التشديد على مقاتلة أهل الكتاب! / وهم المؤمنين بالله ، دون غيرهم كالمشركين ! .
ثالثا - التساؤل ، لم الربط بين الدفع بالأيمان بالأسلام أو دفع الجزية عن " يد وهم صاغرون " ، وجاء في موقع / أسلام ويب ، تفسيرا لهذا النص التالي (( وأما قوله : ( وهم صاغرون ) ، فإن معناه : وهم أذلاء مقهورون . قال للذليل الحقير : " صاغر " )) ، أذن لم هذا الأذلال والتحقير لأهل الكتاب وهم بشر مؤمنون ! .
رابعا - النقطة " ثالثا " تقودنا الى حقيقة معينة لا بد لنا أن نتوقف عندها ! ، وهي لو كان النص القرأني هو نصا ألهيا ، وأن الله / بديهيا ، هو رب الجميع من يهود ومسيحيين ومسلمين .. ، أذن لم الله في النص القرأني يهين عباده من أهل الكتاب ، يذلهم ويستحقرهم ويهينهم ، في حالة عدم أتباعهم الأسلام ، لأجله أرى أن المتكلم في النص القرأني هو " ذات ألهية أخرى " ، غير أله أهل الكتاب !! .
خامسا - لم الله يفرض جزية على عباده من غير المسلمين ، جزاء عدم أتباعهم للأسلام ، والرسول نفسه يساوي بينهم كبشر ، ويرى أن التمايز فقط يكون بالتقوى ، وفق حديثه القائل " الناس سواسية كأسنان المشط الواحد لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى" ، أذن هناك خلاف بين النص القراني والأحاديث النبوية !! ، والأحاديث كما هو معلوم ، جزءا لا يتجزأ من الموروث الأسلامي .

خاتمة :
الظلال العميقة في النص القرأني ، هي تلك الحدود البنيوية التي تعبر عنها النصوص ، متجاوزة بل هادمة البعد الأنساني للنص / كما رأينا في أعلاه - سورة التوبة أية 29 مثلا ، هذا أولا ، وبنفس الوقت ، تقدس هذه الظلال  النص القرأني ، معتبرة أياه ، الحقيقة الكونية المطلقة والوحيدة في الحياة الدنيوية والأخروية للبشرية ، هذا ثانيا ، وهذا الأمر يجعل من حقائق النص ، أن تتوقف وتتجمد في اللحظة التأريخية والمكانية لهذا النص هذا ثالثا .           
 أذن نحن بموجب النص القرأني ، ألغينا كل الحقائق الماضوية ، ونكرنا كل ما يستجد وما سيستجد من حقائق آنية ومستقبلية .. مما سبق أرى أن المعتقد الأسلامي يتحرك / وفق بنية هذا النص ، في لحظة البداوة والقبلية والعصبية ذاتها التي وجد بها النص القرأني ، أي في زمن حقبة " الدعوة المحمدية " ، وهذه كارثة حضارية وأنسانية معا لمفهوم التطور! .


269
المنبر الحر / أبجدية الأرهاب
« في: 00:17 28/01/2019  »
أبجدية الأرهاب

( الأرهاب كلمة تقطر دما .. / كاتب المقال )
أستهلال :
أن الأرهاب الأسلامي لم يتحقق من العدم بل له سند في النص القرأني ! ، الأمر الذي أرتكز عليه الشيوخ والدعاة وغيرهم في تفعيل دور المنظمات الأرهابية الأسلامية ضد غير المسلمين / تحديدا المسيحيين ، بالرغم من أن سبب نزول هذه النصوص كان أرهاب " اليهود وقريش وكفار العرب " أو غيرهم .. ، ولكن الأية - موضوعة البحث ، الواردة في أدناه ، أصبحت سندا وسببا في أرهاب / الأضطهاد والأعتداء ، المسيحيين .. هذا ما سأخوض به في هذا البحث المختصر .

الموضوع :
المحور الأول - أهم نص قرأني / برأي ، يفعل من حركة الأرهاب هو ما جاء في الأية التالية ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُون َ (60)/ سورة الانفال ) ، وقد جاء في تفسير القرطبي ، حول المقطع الأهم في الأية التالي / أنقله بأختصار ( قوله تعالى " ترهبون به عدو الله وعدوكم " يعني تخيفون به عدو الله وعدوكم من اليهود وقريش وكفار العرب . وآخرين من دونهم يعني فارس والروم ، قاله السدي . وقيل : الجن . وهو اختيار الطبري . وقيل : المراد بذلك كل من لا تعرف عداوته . قال السهيلي : قيل هم قريظة . وقيل : هم من الجن . وقيل غير ذلك . ولا ينبغي أن يقال فيهم شيء ، لأن الله قال : وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ، فكيف يدعي أحد علما بهم ، إلا أن يصح حديث جاء في ذلك عن الرسول ، وهو قوله في هذه الآية : " هم الجن " . ثم قال الرسول : إن الشيطان لا يخبل أحدا في دار فيها فرس عتيق وإنما سمي عتيقا لأنه قد تخلص من الهجانة . وهذا الحديث أسنده الحارث بن أبي أسامة عن ابن المليكي عن أبيه عن جده عن الرسول . وروي : أن الجن لا تقرب دارا فيها فرس ، وأنها تنفر من صهيل الخيل .. ) .
أضاءة :
وكعادة المفسرين هو الأختلاف في تحديد من هذا العدو ، فهل هم اليهود وقريش وكفار العرب ! أم هم فارس والروم ! أم هم الجن ! وفق ما قاله الطبري ، أو غير ذلك ، والذي يثير الدهشة في هذه الأية .. ما نصه " لا تعلمونهم بل الله يعلمهم ! " ، التساؤل هنا كيف تعدون لهم العدة والعدد وأنتم تجهلون من يكون هذا العدو ! ، والأهم من كل ما سبق " هل لله أعداء " !!!! وهو الخالق القادر على كل شئ !! .
المحور الثاني - الأية السابقة تستوجب أية تكمل من دورها وتدعوا الى تجييش الأفراد من أجل أرهاب / محاربة ، الأخرين ، والقرأن يزخر بها ، ألا وهي أيات الجهاد ، ووفق موقع / الدائرة التربوية لأنصار الله " أن عدد أيات الجهاد والنفير والقتال في القرآن الكريم يبلغ عددها (70 آية) " ، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر الأية التالية ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ / سورة البقرة : 218 ) . وفي تفسير الأية للطبري / أنقل التالي وبأختصار ( حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قال : أثنى الله على أصحاب نبيه محمد أحسنَ الثناء فقال: " إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفورٌ رحيم "، هؤلاء خيارُ هذه الأمة . ثم جعلهم الله أهل رجاء كما تسمعون ، وأنه من رجَا طلب ، ومن خاف هرب ) .
أضاءة :
هنا نلحظ تفضيل الله لهولاء المجاهدين في سبيله على غيرهم ، حيث جعلهم الله " خيار الأمة " ، وفي تحليلي الشخصي للنص ، أنه هناك حث ودعوة ألهية للبشر للجهاد ، وميز الله هولاء المجاهدين على غيرهم ، ووصفهم بأنهم " أهل رجاء " ، وتساؤلي : أسلاميا أن الله خلق البشرية جمعاء ، وبما أنه الخالق لكل البشر ، أذن لم يدعوا الى جهاد فئة على أخرى ! ، وما دام الأمر كذلك ، لم خلق الله الفئة المراد الجهاد عليها ! فمنطقيا كان أن يكتفي بخلق فئته المفضلة ألا وهي " ملة الأسلام " ، وهو القائل " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)/ سورة يس " .
المحور الثالث - لا بد من جهة تقوم أستنادا لكل ما سبق / المحورين أعلاه ، في خلق - أيجاد ، واسطة لتنفيذ محاربة الأخرين ، وهذا يتم حاليا عن طريق الدفع بالشباب العربي والأممي الى عمليات الجهاد وذلك من خلال ( خطب المساجد ومحاضرات المراكز والمنظمات والجمعيات الأسلامية في الدول العربية والغربية ، وكذلك عن طريق المنشورات ، ووسائل التواصل الأجتماعي .. ) ، وهو ما يقوم به دعاة الجهاد وأمامهم يوسف القرضاوي وعدنان العرعور ومحمد العريفي وغيرهم الكثير ، هؤلاء هم الذين يقدمون الوقود التي يتسلح بها المنظمات الأرهابية الأسلامية ك .. داعش والقاعدة والنصرة وغيرها ، وبتمويل سعودي ، قطري ودعم تركي ! .

ختام :
الأرهاب لا يبدأ بسيف ولا برصاصة .. أنه يبدأ بالكلمة ، التي هي أخطر من كل ما ذكر ، لأن الكلمة ستتمخض بالنهاية عن جثة مبتورة الرأس . فما بدأت من محاور متسلسلة ترتكز على الكلمة ، كلمة سوداء تقطر دما ، يجب ألغائها أو حجبها أو تجميدها من قاموس الحياة . وبما أن الخطاب الأسلامي مؤثر جدا على الحياة المجتمعية للمسلمين ، خاصة الشباب ، لذا أرى أن يركز الخطاب ، مثلا .. على أركان الأسلام ( شهادة أنّ لا إله إلا الله وأنّ محمداً عبده ورسوله إقامة الصلاة إيتاء الزكاة صوم رمضان حج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً .. ) ، أضافة الى أسس العقيدة التي تشمل ستة أقسام ( الإيمان بالله ، الإيمان بالملائكة ، الإيمان بالكتب السماوية ، الإيمان بالرسل ، الإيمان باليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره ) ، هذا أذا أراد صدقا الشيوخ والدعاة حياة تعتمد على " الكلمة الوردية " ، لمجتمع متحضر متأخي متمدن ، يعتمد على العقل وليس على الخرافة والعاطفة !.

270
                               قراءة في كلمة شيخ الأزهر في أفتتاح كنيسة ميلاد المسيح

الموضوع :
في يوم 6.1.2019 ألقى شيخ الأزهر د . أحمد الطيب كلمة في أفتتاح كنيسة ميلاد المسيح ، فيما يلي ملخصها ، بعد حذف الجمل البروتوكلية !! ( .. حذر شيخ الأزهر من استدعاء فتاوى قيلت في زمن معين وظروف خاصة للقول بأنه لا يجوز في الإسلام بناء الكنائس ، فهذا ليس من العلم ولا الحق في شيء ، وهذا خطأ شديد واسألوا التاريخ ينبئكم أن كنائس مصر معظمها بنيت في عهد المسلمين . وتابع شيخ الأزهر " ستقف الكاتدرائية صامدة شامخة بجوار المسجد يتصديان لمحاولات بعث الفتن الطائفية " .. / نقل من موقعي الوطن الألكتروني و البوابة ) .

القراءة :
المتابع للغة الجسد للشيخ أحمد الطيب /  " إن لغة الجسد هي لغة تواصل لا تستخدم الكلمات ، وتعني قيام الإنسان بأي فِعل يقوم شخص آخر باستقاء معنىً محددٍ منه " ، نلاحظ أن وجه شيخ الأزهر كان مكفهرا عابسا متعصبا ، يبان على أنه مجبرا على ما يقول بالرغم من أنه لم يكن صادقا وأمينا على ما قال !! .. وفيما يلي بعض الأضاءات :
 1 . أن مصر يا شيخ الأزهر .. قبطية / مسيحية ، قبل الغزو الأسلامي لها عام 640 – 642 م ( الفَتْحُ الإسْلَامِيُّ لِمِصْر أو الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ لِمِصْر، وفي بعض المصادر ذات الصبغة القوميَّة خُصُوصًا يُعرفُ هذا الحدث باسم الفَتْحُ العَرَبِيُّ لِمِصْر ، هو سِلسلةٌ من الحملات والمعارك العسكريَّة التي خاضها المُسلمون تحت راية دولة الخِلافة الراشدة ضدَّ الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة ، وانتُزعت على إثرها ولاية مصر الروميَّة من يد الروم ودخلت في دولة الإسلام ، وقد تمَّ لعمرو بن العاص الاستيلاء على مصر بسقوط الإسكندريَّة في يده سنة 21هـ المُوافقة لسنة  642م.  وعقد مع الروم مُعاهدة انسحبوا على إثرها من البلاد وانتهى العهد البيزنطي في مصر ، وكان عمرو بن العاص أوَّل الولاة المُسلمين .. / نقل بأختصار من موقع الويكيبيديا ) ، وأنا على يقين أنك تعرف ذلك جيدا !! .                                                                                                           2  . الكنائس في مصر موجودة قبل وجود الأسلام كدين وقبل أنشاء الأزهر كموسسة الذي أنت شيخه ! ، حيث أن الأزهر كان جامعا ، أنشأ في عهد الفاطميين ، أما تحوله الى جامعة فكان عام 988 م ، وقد جاء في موقع / المعرفة بهذا الخصوص التالي (  ولم يلبث الأزهر الشريف أن أصبح جامعة علوم ، يتلقى فيه طلاب العلم مختلف المعارف والفنون ، ففي سنة 378هـ / 988م أشار البعض على الخليفة العزيز بالله بتحويل الأزهر الشريف إلى جامعة تدرس فيها العلوم الدينية والعقلية حرصاً على جذب طلاب العلم إليه من كافة الأقطار . وقد سمي بالجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء التي ينتسب إليها الفاطميون. ) ، ولكن التأريخ يشير الى وجود كنائس في مصر قبل ذلك بقرون عديدة ، منها كنيسة السيدة العذراء ( تم بناء الكنيسة فى القرن الثالث الميلادى فى المكان الذى أقامت فيه العائلة المقدسة ، وتهدم معظمها فى القرن السادس عشر الميلادى إلى أن أمر محمد على باشا والى مصر بإعادة بنائها مرة أخرى مع الحفاظ على الطابع الأثرى لها والحفاظ على الأجزاء الأثرية المتبقية منها ، وتم إعادة بناء الكنيسة أيام الرئيس جمال عبدالناصر، وفى عام 1968 أعيد بناء صحن الكنيسة ، وخلال عملية البناء ، وتم العثور على رفات أجساد بعض القديسين منهم القديس البطريرك الانبا ساويرس الانطاكى والقديس الانبا زخارياس أسقف سخا إلى جانب رفات أخرى / نقل من موقع اليوم السابع ) .. وهناك كنائس قديمة أخرى منها : ( الكنيسة المعلقة : سميت بهذا الاسم لأنها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الرومانى الذي بناه الإمبراطور “تراجان” "حصن بابليون" ، وتعتبر من أهم آثار مصر القبطية . وكذلك كنيسة مارجرجس : دير وكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بكوتسيكا هو ما تبقى من آثار الدير الديم الذى كان فى تخوم جبل طرة وكان يمتد من باطن الجبل الشرقى حتى نهر النيل . واستمر هذا الدير عامراً حوالى ما يقرب من سبعة قرون وقد بناه الامبراطور اركاديوس الرومانى الذى تولى الحكم سنة 395  م ، حبا واكراما للقديس ارسانيوس معلم اولاد الملوك الذى قضى اخر ثلاث سنوات داخل كهف بة وتوفى فيه / نقل من موقع مصراوي) .                                                                                                                           * فيا شيخ الأزهر أقرأ التاريخ بحيادية وعلمية قبل أن تتكلم ، وأذكر ما بني من كنائس على سبيل المعلوماتية ، وحتى تظهر للعالم أنت شيخ ودكتور وموسوعي وملم بالتاريخ ومنفتح على باقي الأديان ، وليس أمام جامع يردد كالببغاء ما يحفظ .
3 . شخصيا أرى أنه هناك ثلاث محاور ، أما أن تكون أنت صادقا ( بجواز بناء الكنائس في بلاد المسلمين وفق فهمك للأسلام ) ! ، أو أن تكون غير أمينا على معتقدك وموروثك الأسلامي ، لأن دينك الأسلامي لا يبيح بناء الكنائس ! ، أو أن تكون ممارسا للتقية ( أي تعرف الحقيقة و تسكت عنها لزوم المنصب والخوف من السلطة ! ) ، وسأورد لك بعض الأمثلة على عدم جواز بناء الكنائس في موروثك الأسلامي الذي أنت ضليع به ، وأنت من المؤكد خبير بما سأسرد ، منها التالي :                                                                                                                                         * في موقع الشيخ د . صالح الفوزان / حول بناء الكنائس في بلاد المسلمين ، أورد التالي بأختصار (  ما يجوز هذا ، ما يجوز أن تبنى الكنائس في بلاد المسلمين ؛ لكن المسلمون إذا استولوا على بلاد فيها كنائس وعاهدوهم ، عاهدوا النصارى أو اليهود تبقى كنائسهم ؛ لكن " ما يمكنون أن يحدثوا كنائس جديدة " إنما الموجود منها فقط بموجب العهد الذي بينهم ، فلا يجوز للمسلمين أن يبنوا كنائس للنصارى ، ولا يجوز لهم أن يمكنوا النصارى من إحداث كنائس في بلاد المسلمين هذا في البلاد غير جزيرة العرب .. ، أما في جزيرة العرب قال الرسول : لا يبقى في جزيرة العرب دينان ، أما في جزيرة العرب ما يجوز أن يبقى فيها كنائس ، ولا دين غير دين الإسلام ) .                                                                                                                                    * أما في مركز الفتوى ، فأنقل التالي ( وقال السبكي أيضاً : فإن بناء الكنيسة حرام بالإجماع وكذا ترميمها ، وكذلك قال الفقهاء : لو وصَّى ببناء كنيسة فالوصية باطلة ، لأن بناء الكنسية معصية وكذلك ترميمها ، ولا فرق بين أن يكون الموصي مسلماً أو كافراً ، فبناؤها وإعادتها وترميمها معصية - مسلماً كان الفاعل لذلك أو كافراً- هذا شرع النبي صلى الله عليه وسلم.  ) .                                                                                                                                              * أما في السعودية فالرئاسة العامة للأفتاء والبحوث ، تورد التالي بهذا الشأن ( كل دين غير دين الإسلام فهو كفر وضلال ، وكل " مكان للعبادة على غير دين الإسلام فهو بيت كفر وضلال " ، إذ لا تجوز عبادة الله إلا بما شرع سبحانه في الإسلام ، وشريعة الإسلام خاتمة الشرائع ، عامة للثقلين الجن والإنس ، وناسخة لما قبلها ، وهذا مجمع ) .                                            4 . ولكن شيوخ الأسلام ، بالرغم من كل ذلك ، ووفقا لمصالح الحكام يجوزون ذلك ، فمثلا يوسف القرضاوي / المصري القطري الجنسية ، المستقر في قطر ، ولأن في قطر هناك كنائس فبرر الأمر بما يلي / أنقله من موقع صيد الفوائد وبأختصار ( بخصوص فتوى الشيخ د. يوسف القرضاوي – حفظه الله – عن حكم بناء الكنائس في بلاد المسلمين ، ومشاركة المسلمين في ذلك ، والتي نُشرت في موقعه بناء على سؤال ورد إليه ، وكان جوابه – عفا الله عنه – بأن أجاز ذلك الفعل ولكن بشرطين :- الأول : إذا كان للنصارى حاجة حقيقة لذلك ! ، الثاني : إذا أذن ولي الأمر بذلك !  .                                          *  أذن الشيوخ يفتون وفقا لسلطة الحكام ! ، فالحلال عندهم حراما أحيانا ، والحرام نفسه حلالا أحيانا أخرى ! .
5 . ولكن الشيخ الطيب ، نسى أو تناسى أو تجاهل ما فعله المسلمون تجاه سكان مصر الأصليون / الأقباط ، فهو ذكر " أن كنائس مصر معظمها بنيت في عهد المسلمين " ، ونسى أن يقول عن أضطهاد المسلمون لأقباط مصر في عهد الحكم الأسلامي ، وأورد ما حصل فقط خلال السنوات الأخيرة ( رصد اتحاد شباب ماسبيرو اعتداءات جماعه الإخوان على الأقباط ، وأصدر بيانًا موثقًا بالفيديوهات والصور وشهادات شهود العيان ، وبلغ عدد الكنائس المعتدى عليها 38 كنيسة تعرضت للحرق ونهب محتوياتها وتفجير بعضها ، كذلك الاعتداء على 23 كنيسة اعتداء جزئيا بإلقاء الحجارة والمولوتوف وإطلاق الأعيرة النارية وحصارها ، وعن مدارس الأقباط التى تم حرقها بالكامل ، فقد وثق الاتحاد حرق 6 مدارس فى مختلف المحافظات ، بالإضافة لحرق 7 منشآت تابعة للكنائس ، وبالنسبة لممتلكات الأقباط ، فقد رصد الاتحاد الاعتداء على 58 منزلا بمناطق متفرقة بالجمهورية ، تم تهجير بعض أصحابها إلى خارج المدن ، و85 محلا تجاريا ، و16 صيدلية ، و3 فنادق ، و75 أتوبيسا وسيارة مملوكين للكنائس والأقباط . / نقل من موقع اليوم السابع ) .

الخاتمة :
وأختم مقالي بما قاله وليم شكسبير " الكلام وحده لا يكفي لا بد من نطق الحق " ، وأنا أقول لك ..  الحق بعيد كل البعد عنك أيها الشيخ ! فأنت الذي لم تكفر داعش ، التي ذبحت وصلبت وحرقت الأبرياء !! ، فما الذي يرتجى من قولك ! ، وقلت بالحرف الواحد " داعش لا استطيع أن اكفرها ، ولكن احكم عليهم أنهم من المفسدين فى الأرض ، فداعش تؤمن أن مرتكب الكبيرة كافر فيكون حلال دمه ، فأنا أن كفرتهم اقع فيما ألوم عليه الآن  " ، فأي حق يؤخذ من قولك يا شيخ الأزهر !!!! .

271
                                          رؤية .. في تناقض الأحاديث النبوية 

أستهلال :
في هذا البحث المختصر سأتناول بقراءة موضوعية حديثين لرسول الأسلام ، كنموذج للتناقض ، ، ومن ثم سأسرد رؤيتي العقلانية الخاصة لهما ..

النص :                                                                                                                                                    في موضوعة دخول المسلمين للجنة ، هناك أكثر من أية وحديث وسردية ورواية و .. ، وأخترت في هذا المقام حديثين رئيسيين / مثيرين للجدل ، مع طرح أحاديث أخرى بنفس الصدد .. :                                                                                                         1 . روى الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس عن النبي : "عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمْ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هَذَا ؟ أُمَّتِي هَذِهِ ؟ قِيلَ بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ ، قِيلَ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلأُ الأُفُقَ ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلأَ الأُفُقَ قِيلَ هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ فَأَفَاضَ الْقَوْمُ وَقَالُوا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ فَنَحْنُ هُمْ أَوْ أَوْلادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ فَبَلَغَ النَّبِيَّ فَخَرَجَ فَقَالَ :  هُمْ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَلا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ .. ". رواه البخاري 5270 .                                                                                       * ولكن تفسير المفسرين لا يتفق مع قول الرسول حيث أنهم يضيفون للحديث " أن هذه هي الفئة ذو المنزلة العالية " : ومقصود الحديث بيان أن هنالك فئة من هذه الأمة يدخلون الجنة من غير حساب لا لأن عدد أهل الجنة من هذه الأمة سبعون ألفا ، فهؤلاء السبعون ألفا المشار إليهم في الحديث هم ذو منزلة عالية من هذه الأمة لمزايا خاصة اختصوا بها ذكرت في الحديث ، وهي : " هُمْ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَلا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون " .                                                                * و في حديث أخر ، يختلف العدد للذين يدخلون الجنة من المسلمين من 70 ألف الى 700 ألف ، كالحديث التالي : وجاء في وصفهم أيضا .. عن حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ : " لَيَدْخُلَنَّ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا أَوْ سَبْعُ مِائَةِ أَلْفٍ ( شكّ أحد رواة الحديث ) لا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْر" / رواه البخاري .                                                      * وفي حديث أخر يختلف العدد أيضا ويصنف أضافة لذلك حسب الأمم :                                                                                                                                                    ، ثم أكمل الرسول في الحديث الصحيح الآخر الذي قال فيه : " أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ . " رواه الترمذي 3469 وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ .                                                                 نقلت الأحاديث / بأختصار وتصرف ، من موقع / الأسلام سؤال وجواب ، مع أضافات الكاتب .
2 . وفي نفس موضوعة دخول المسلمين للجنة .. يورد موقع / الرئاسة العامة للبحوث والافتاء – للمملكة العربية السعودية ، التالي .. هناك حديث أورده شيخ الإِسلام محمد بن عبد الوهاب في كتابه  [ مختصر سيرة الرسول ] ؛ وهو قوله  :   ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلاَّ واحدة   . وهناك تساؤلات يوردها نفس المصدر حول هذا الحديث ، أنقلها بأختصار ، وهي كما يلي :   
" من هي الفرقة الناجية المشار إليها في الحديث ؟ وهل تدخل الفرق الأخرى غير أهل الحديث  كالشيعة ، والشافعية ، والحنفية ، والتيجانية وغيرها في الاثنتين والسبعين فرقة التي نص الرسول على أنها في النار ؟ وإذا كانت هذه الفرق في النار إلاَّ واحدة فكيف تسمحون لهم بزيارة بيت الله الحرام ؟ هل كان الإِمام الكبير على خطأ أم قد حدتم عن الجادة المستقيمة ؟ " .                                                                                                       * وفي رواية أخرى:    على ثلاث وسبعين ملة   ، وفي رواية :  الطبراني برقم (724) ، في [ الصغير ] ، والترمذي برقم(2643)  قالوا : يا رسول الله ، من الفرقة الناجية ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي   ، وفي رواية قال :   هي الجماعة ، يد الله على الجماعة   .
الرؤية :                                                                                                                                               *  بالنسبة للحديث الأول / الذين يدخلون الجنة ، والموصوفين من قبل الرسول ب (  هُمْ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَلا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) .. تحليلي للحديث ، وحسب رؤيتي لبنية ومفهوم النص ، أبين التالي من الأضاءأت :                                                                                                                              أولا - الرواة أضافوا لهذا الوصف التالي ( هؤلاء هم الفئة ذو المنزلة العالية  ) ، وذلك لكي يبين المفسرون أن الذين يدخلون الجنة أعدادا أخرى من المسلمين غير ما ذكر ، و السبعين ألف هم فقط المميزون !! ، أي غاية التفسير هو الزيادة العددية لأهل الجنة من المسلمين .                                                                                                    ثانيا – وتفسير أخر للرواة أن عدد الذين يدخلون الجنة من المسلمين هو 700 ألف وليس 70 ألف !! .  وهنا الرقم يختلف من أجل الزيادة العددية أيضا للمسلمين ، ومن الممكن أن يكون هذا الحديث لاحق ومضاف زمنيا للحديث الاول !! .                                                                                                                   ثالثا - أما رواية " التلمذي " فيضيف التالي ، أن أهل الجنة 120 صفا ، 80 صفا من هذه الأمة و 40 صفا من باقي الأمم ، وهنا يتفنن الرواة في التفسير والأضافات ، حيث يطلقون الحديث دون تحديد رقم عدد الداخلين للجنة من المسلمين ، كما أنهم لم يبينوا كم عدد كل صف ! ثم يضيفوا " تمييزا عرقيا وأثنيا وقوميا " أخر لأمة محمد ، وهو أن 80 صفا لهم ولباقي الأمم 40 صفا .                                                                                                                            رابعا – ملاحظة مهمة وهو أن الحديث الأساس يختلف في المعنى والمفهوم عن باقي الأحاديث المكملة أو الملحقة له ، وهذا الأمر يجعلنا أن نستخلص أن ما كتب ليس من بأجماله من أقوال الرسول بل هو من أقوال الرواة ! . 

* اما بالنسبة للحديث الثاني : قول الرسول   ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلاَّ واحدة   ، فلي بعض الأضاءأت التحليلية بخصوصه :                                                                                                        أولا - من هي الفرقة الناجية ! ، فليس هناك من تحديد موضوعي وعقلي مفهوم للفرقة الناجية ، وحتى حديث الرسول الملحق القائل ، ( من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) أو   هي الجماعة ، يد الله على الجماعة  . فأي جماعة المقصود بها ، فأذا كان المقصود مثل الرسول وأصحابه / جماعته ، فحتى سلفيي ووهابي اليوم هم ليسوا كالرسول وأصحابه زمن الدعوة المحمدية ، ألا المنظمات الأرهابية كداعش !! ، وهذا الأمر يقودنا الى أستنتاج خطير ، الى أن الكل في النار لأن ليس كمثل صحابة الرسول في عالم اليوم !! ، الذين كانوا يغزون ويسبون ويأخذون الجزية من أهل الذمة ! .                                                                                                           ثانيا – عامة الحديث الأول يناقض الثاني ، هذا من ناحية ، ومن ناحية ثانية ليس من سياق توافقي عقلي بين الحديثين ، فالأول عامة محدد برقم عددي ، أما الثاني فبناؤه النصي مجهول ويختلف عن بنية النص الأول !! .                             ثالثا – الحديث الثاني يدخلنا في متاهة حول مصير 72 فرقة أو ملة الباقية من المسلمين ! ، الذي مصيرهم النار ، وهنا يقوم الرسول محمد مقام الله ، وذلك في تحديد من يدخل الجنة !! .                                                                                                            رابعا – أن فكر وعقلية ومنظور كاتب الحديثين مختلف ! لأجله أرى أن أحد الحديثين ليس للرسول ، ومن الممكن أن يكون الحديثين معا ليس من قول الرسول ، وهذه هي الأشكالية في أحاديث الرسول ، التي كتبت بعد الرسول بعشرات السنين ! . وقد جاء في موقع الويكيبيديا ، حول زمن كتابة الأحاديث التالي ( مرت عملية تدوين الأحاديث بمراحل عدة بدأت فعليًا مع القرن الثاني للهجرة حيث بدأت الخطوات الأولى لتدوين الحديث بكتابته بعد أن كان مقصورًا على المشافهة ) .

رؤية الختام
    تشكل الأحاديث النبوية أحد الأساسيات الرئيسية للموروث الأسلامي ، و الأحاديث بحد ذاتها هي أحد أعقد الأشكاليات في الأسلام كعقيدة ، وذلك لعدم التأكد من قائلها ومن كتابتها ومن صحتها ومن عددها ومن زمنها ، وذلك لأنها معتمدة عامة على صحيح البخاري ، الذي أنتقى أحاديثه من 600 ألف حديث للرسول !!! ، ويقول ( ابن الصلاح والنووي  ) أن عدد أحاديثه الصحيحة هو ( 7275) حديثًا ، وبدون المكرر أربعة آلاف ، أما ( أبن حجر ) فيقول أن مجموع الأحاديث هو      ( 2761 ) حديث .. ولهذه الأشكاليات أذن ليس من مصداقية من كل الأحاديث بشكل عام ! ، وأن ما ذكر من معلومات حول أحاديث البخاري ، وكيفية تنقيتها ، ينعكس على ما ذكرت من أحاديث / موضوع المقال ، من ناحية المصداقية والدقة ، وأخيرا .. ليس كل الاحاديث المتداولة في المصادر ، مرجعها للرسول !! ، وذلك لأن الرسول نفسه قد نهى عن كتابة الأحاديث ! ، وقد جاء في الموقع التالي ، https://www.tunisia-sat.com  ، ما يلي ( لم يكن الناس في أول عهد النبي يكتبون حديثه وكلامه ، بل ورد ما يدل على أنه  نهى عن هذا فقد روى مسلم في "صحيحه" (18/129 شرح النووي) عن أبي سعيد الخدري أنه قال:  لا تكتبوا عني ، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج ، ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . ) .. أذن ما مصدر الأحاديث المتداولة اليوم !! .




272
                              الرد على  تهجم النائب العراقي – عبد الأمير التعيبان .. على المسيحيين

المقدمة :
1 . أنتشر على مواقع التواصل الأجتماعي في يوم 29.12.2018 لقاء تلفزيزني على الهواء مباشرة ، للنائب العراقي الشيخ عبد الأمير التعيبان الدبي الطائي ! / عن كتلة الفتح  ، التي يرأسها هادي العامري ! ، تكلم التعيبان خلال اللقاء عن زيارته لأحدى الكنائس بمناسبة أعياد الميلاد ، وتكلمه عن مدى قبول المسيحيات من الزواج من الشيعة !! ، مطالبا بتعديل الدستور للسماح بهكذا زواج ! .. ، ( يرجى مشاهدة الفيديو في اليوتيوب للأطلاع على تفاصيل اللقاء " المخزي " ) .

2 . وقد رد عليه النائب مستشار رئيس مجلس النواب لشؤون المكونات عماد يوخنا ، أنقل فيما يلي مقتطفات و بأختصار من رد المستشار يوخنا عن لقاء الشيخ التعيبان ( طالب المستشار عماد يوخنا مجلس النواب محاسبة النائب عبد الامير التعيبان عن كتلة الفتح عن ما بدر منه من اساءة وتهجم على الديانة المسيحية ومس ثوابتها بما يثير النعرات العرقية بطريقة سخرية ومستهجنه .. كان الأولى بالنائب ان يهتم بشؤون المواطنين ويدافع عن حقوقهم وخاصة المسيحيين الذين تعرضوا لابشع انواع الاعتداء من قبل داعش وفكره المتطرف وشاركوا بقوة لمقاتلة هذا الارهاب التكفيري .. وطالب يوخنا المراجع الدينية الكرام ان يكون لهم دورا لاسكات هكذا اصوات نشاز تعكر صفوة العيش المشترك بين ابناء الشعب العراقي .. كما بين أن الدستور يضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الأفراد في حرية العقيدة ، كالمسحيين ، والايزيديين ، والصابئة المندائيين . ومواد اخرى تكفل حرية الدين والعقيدة وعدم التمييز ../ عن شبكة أخبار الحركة الديمقراطية الآشورية ) .

القراءة :
تابعت جزءا من لقاء النائب الشيخ عبد الأمير التعيبان ، ومن مفاصل اللقاء سأسرد قراءتي الشخصية :                       

أولا - النائب أدهشني بلغته " الشوارعية " ، والتي تدل على تدني ثقافي وأخلاقي ، ينم على مستوى وضيع في التركيبة العقلية لشخصية مبتذلة ، خاصة قوله التالي " حتى نخلص هذه الشغلة " ، أي حتى نعدل الدستور بما يحقق زواج المسيحيات من المسلمين !! ، وهذا يدل على مستوى من الثقافة التي لا تليق بنائب بل تليق برجل يحمل ثقافة شوارعية .

ثانيا - النائب يعاني من كبت جنسي ، كان الأولى به أذا كان مزواجا أن يتزوج من بنات عشيرته ! ، أما أذا كان لديه غايات أخري ! فعليه زيارة أحد " الماخورات " لقضاء حاجته !! ، بدلا من زيارة مكان مقدس وهي الكنيسة ، التي تمثل تجمع مجتمعي للصلاة الدينية والعبادة لله ، وليس تلبية رغبات الشواذ !! ،                                                                       

ثالثا - والذي فوجئت به ، وما أعتقد به ، أن النائب التعيبان نسى أو تناسى أو تغابى ، أو أن التعيبان يجهل حقيقة أنه يمثل الشعب العراقي ! ، وأن راتبه وراتب حماياته من قوت الشعب ، ومنهم المسيحيين .                                                   

رابعا - أن العشائر العراقية ، عشائر يشهد لها بالجود والشهامة والأصول والنخوة .. ، ولكن التعيبان غير مثقف عشائريا ، بل لا ينتمي أخلاقيا الى أخلاق وتقاليد العشائر الحميدة ! ، ومنها عشيرته " طي " !! .                                                     

خامسا – أعتقد أن التعيبان نسى أنه بالأصل ينتسب الى عشيرة طي ، التي جذورها مسيحية ! ، وتأكيدا على هذا ، أنقل التالي عن موقع / الويكيبيديا ، حول النسب المسيحي لعشائر طي ! (( اعتنق جزءٌ من طيء الديانة المسيحية منذ القرون الأولى للميلاد ، وتعزز المعتقد المسيحي في طيء بعد اعتناقه من قبل حاتم الطائي  وابنه عدي بن حاتم الطائي ( قبل دخوله الإسلام ) .. )) .                                                                                                           

سادسا - وكان للعتيبان دور في تثبيت نسب العشائر الى طي ، وهذا ما تأكد من مقال للكاتب وليد الطائي ( وهو اليوم في حركة دائبه لجمع ولم شمل عشائر قبيلة الدبات ونفض غبار المسميات وبعد ان استلم المسؤولية قام بخطوة جريئة بفك ارتباط جميع عشائر الدبات عن قبيلة عبودة وتم هذا الانفصال بحضور شيوخ عشائر الناصرية بمؤتمر اقيم في ديوانة في منطقة الشطرة بتاريخ 30\4\2006م وهو اليوم يقيم المؤتمرات والندوات واللقاءات المتلفزة لجمع عشائر الدبات واعلان هويتها السنبسية " الطائية " .. / نقل من شبكة أخبار الناصرية ) . فكيف يتهجم على قوم / مكون ، ترجع جذوره أليهم ! .                                                                                 

سابعا - سائل يسأل ، أن الذي ينكر أو يجهل أصله أعتقد يعرف النائب الشيخ ، تمام المعرفة ماذا يدعى !! .                                                                         

ثامنا - أين محمد الحلبوسي / رئيس مجلس النواب ، من هكذا تصرفات رعناء ! ، وذلك من قبل نائب يمثل حقوق الشعب العراقي ، ولكن أي حقوق يمثل هذا " الجاهل " ! ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر أين مسؤولية هادي العامري رئيس كتلته / الفتح ، من هكذا أقوال غير مسؤولة وتافهة بالوقت نفسه ! .                         

خاتمة :                                                                                                                                                         
أذا كان الشغل الشاغل لهكذا نواب هو تعديل الدستور لغرض أجراءأت الزواج بين الأديان ، وليس المهام الوطنية التشريعية الذي وجد من أجله مجلس النواب ! ، فهل من خير يرتجى من هكذا نواب متخلفون ! ، وأين قادة الكنيسة من هكذا تصريحات ! ، وأين دور القضاء العراقي من مفهوم " أزدراء الأديان " ، التي نهجها وصرح بها علانية النائب التعيبان ، والتي تنم عن تصرفات وأفعال مخزية لا تحترم حقوق باقي المكونات الدينية ! ، وهل أصبح المسيحيين مستهان بهم الى هكذا درجة في دولة العراق ، جعلت من بعض النواب يتعاملون معهم بهذه الدونية ! ، ومن سيحمي المسيحيين مستقبلا في حال تم السكوت والتمويه على هكذا أعمال منافية للدستور ! بعضا من هذه التساؤلات توجه الى : رئيس مجلس النواب / محمد الحلبوسي ، والى رئيس مجلس الوزراء / عادل عبد المهدي ، والى حامي الدستور رئيس الجمهورية / برهم صالح !! . 
 

273
                                         أضاءة .. ميلاد المسيح بين المسيحية والأسلام
أستهلال :                                                                                                                              هذا الموضوع ليس سردا تخصصيا حول ميلاد السيد المسيح ، الذي تعج به المصادر ، ولكنه مجرد أضاءة عقلانية حول الخلاف المسيحي الأسلامي حول زمن الميلاد ..
المقدمة :                                                                                                                                من الضروري أن أبين أن المقال ليس بحثا مكتملا ، وليس شاملا ، ولكنها مجرد أضاءة مقتضبة ، حول مسألة تأريخية خلافية ، بين المسيحية والأسلام ، وبقدر أقل بين بعض الطوائف المسيحية ، وهي تاريخ ميلاد المسيح . ويمثل هذا التأريخ ( تذكارميلاد  المسيح ، وذلك بدءًا من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر في التقويمين الغريغوري واليولياني غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني عشية 6 يناير ونهار 7 يناير .. / نقل من الموسوعة الحرة ) ، من جانب أخر ، أن الكنيسة تحتفل بعيد بشارة المسيح يوم 25 مارس ، ليكون يوم 25 ديسيمبر ، متماشيا مع مولد المسيح / خاصة أذا اخذنا بنظر أن فترة الحمل 9 أشهر ..
الموضوع :                                                                                                                                                 المحور الأول – مولد المسيح وفق الأناجيل / ففي أنجيل لوقا 26 - 1 ، بشارة ولادة المسيح وردت كما يلي :                                        ( وفي الشهر السادس أرسَلَ اللهُ المَلاكَ جِبرائيلَ إلى بَلدَةٍ في الجَليلِ إِسمُها النـّاصِرَةُ ، إلى عذراءَ إِسمُها مَريَمُ ، كانَت مَخطوبَةً لِرَجُلٍ مِنْ بَيتِ داودَ إِسمُهُ يوسُفُ . فدخَلَ إليها المَلاكُ وقالَ لها : السَّلامُ علَيكِ ، يا مَنْ أنعمَ اللهُ علَيها . الرَّبُّ مَعكِ . فاضطرَبَت مَريَمُ لِكلامِ المَلاكِ وقالَت في نَفسِها : ما مَعنى هذِهِ التَّحيَّةِ ؟ فقالَ لها المَلاكُ : لا تَخافي يا مَريَمُ ، نِلتِ حُظْوةً عِندَ اللهِ : فسَتَحبَلينَ وتَلِدينَ اَبنًا تُسَمِّينَهُ يَسوعَ . فيكونُ عظيمًا واَبنَ اللهِ العَليِّ يُدعى ، ويُعطيهِ الرَّبُّ الإلهُ عرشَ أبـيهِ داودَ ، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ إلى الأبدِ ، ولا يكونُ لمُلْكِهِ نِهايةٌ ! فقالَت مَريَمُ لِلملاكِ : " كيفَ يكونُ هذا وأنا عَذراءُ لا أعرِفُ رَجُلاً ؟ " فأجابَها المَلاكُ : الرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ علَيكِ ، وقُدرَةُ العليِّ تُظَلِّـلُكِ ، لذلِكَ فالقدُّوسُ الّذي يولَدُ مِنكِ يُدعى اَبنَ اللهِ ). * أهم مرتكز شكلي في هذا النقل المعلوماتي ، كنص ماضوي ، هو أنه جاء غير مؤرخا ، ولكنه ربط أو قرن بأحداث  منها التالي "( الاكتتاب ) الذي حدث قبل ولادة يسوع بوقت قصير ،‏ حيث اصدر القيصر اوغسطس مرسوما بأن «‏  يكتتب كل المسكونة‏ »  فسافر الجميع ليكتتبوا ،‏ « ‏كل واحد الى مدينته ‏» ،‏ وهي رحلة توازي سفر اسبوع او اكثر في حالة أبوَي يسوع .‏ ( ‏لوقا ٢:‏١-‏٣‏ )‏ / نقل من الموقع التالي    https://www.jw.org" . وفي أنجيل متى 1- 2 ، يبين أن ولادة المسيح تمت في عهد هيرودس ملك اليهودية " ولد يسوع في بيت لحم اليهودية ، في أيام هيرودس الملك .. " .                                                                                                                             المحور الثاني – مولد المسيح وفق القرأن / فقد جاء في سورة مريم 23 – 25 ، قال تعالى : (( فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة , قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا "(23) منسيا فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا "(24) وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا " جنيا "(25) فكلي واشربي وقري عينا " ))  .الموروث الأسلامي يرتكز جل تفسيره للحدث بأن الولادة تمت في وقت نضوج الرطب ، أي ليس في فصل الشتاء ، وهذا الأمر يستحيل به التوافق أنجيليا ، ولكن بعض المواقع الأسلامية انتهجت خطا أخرا مختلفا ، بالنسبة لتاريخ الحدث ، فقد جاء في موقع - الأسلام سؤال وجواب / نقل بـأختصار التالي ( أنها من الغيب الذي لا يمكن لأحدٍ الجزم به ، إلا أن يكون ممن يوحي لهم الله تعالى بوحيٍ من عنده ؛ لأنه لا سبيل لمعرفة ذلك إلا به ؛ لانقطاع الأسانيد بيننا وبين ذلك الزمان ، ولاختلاف النقلة في تحديد وقت ميلاده / المسيح ، أن معرفة ذلك الوقت علم لا ينفع ، والجهل به غير ضارٍّ ، ولو كان في معرفة ذلك فائدة لجاءتنا النصوص به ، ثم لو عرفنا وقت ميلاده : فما هو وقت ميلاد موسى ، وإبراهيم ، وغيرهما من الأنبياء والرسل ؟! وما فائدة معرفة ذلك الوقت ؟! . أن ميلاد نبينا محمد أقرب من ميلاد عيسى بن مريم ، وكان ابناً في بيئة تتجه لها أنظار العالَم – مكة المكرمة - ، وكان ابنا لشرفاء وسادة تلك البقعة ، ومع ذلك كله لا يُعرف على التحديد وقت ميلاده ، والخلاف في تحديد مشهور ) .                                                                                                                           * بالرغم من تركيز القرأن على الاختلاف في فصول السنة في ولادة المسيح ، حيث يبين أن ولادة المسيح ، وقت نضوج الرطب / أي صيفا ، حيث أن الباري قال للعذراء مريم ( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا " جنيا " ) ، هذا من جانب ، ولكن مفسري الاسلام ، من جانب أخر ، بينوا أن زمن وتأرخ مولد المسيح لا يمكن تحديده بالضبط ، وقالوا " من الغيب الذي لا يمكن لأحدٍ الجزم به ، إلا أن يكون ممن يوحي لهم الله بوحيٍ من عنده " !! .
أضاءأت :                                                                                                                                       سوف لن أتعرض للأية  23 – 25 من سورة مريم ، كنص أخباري !! ، لأن الأمر يحتاج الى مقالا أخر ، ممكن أن أتعرض له لاحقا ، ما سأتعرض له " موضوعة التأريخ " ، ومسألة هل ولد المسيح في " الصيف أم في الشتاء " !! .                                                                                                                                           1 . بادئ ذي بدأ ، يمكن أن نقول أنه هناك أزمة جدا شفافة في ميلاد المسيح ، وذلك لأن حتى الأناجيل الأربعة مجتمعة لم تذكر موعدا واضحا لميلاد المسيح صراحة ، ويمكن أن يعزى ذلك لعدم أعتماد قياس تأريخي محدد في حساب السنين في ذلك الزمن ! ، ولأعتماد أكثر من قياس زمني أيضا ، منه مثلا ، حساب تأسيس روما .                                                                                         2 . هناك حسابات خاصة لميلاد المسيح ، فقد جاء في الويكيبيديا التالي / نقلا عن الانبا تكلا وموقع الكنيسة القبطية الكاثوليكية ، نقل بأختصار وتصرف ، التالي ( رغم أن التقويم الميلادي يتخذ من ميلاد المسيح أساسًا لحساب السنوات ، إلا أنّ غياب الدقة من جهة ، والأخطاء في طول السنة الشمسية من جهة ثانية حتى أصلحت في القرن 16 ، قد جعلت تاريخ ميلاد المسيح ينزاح عن الموعد الافتراضي له ، الممثل في بداية التقويم الميلادي ، ولعدم أجماع  الأناجيل القانونية الأربعة ، كل هذا من جانب ، ونرئ من  جانب أخر إن إنجيل لوقا ، يذكر أن يوحنا المعمدان بدأ دعوته في السنة 15 من حكم طيباريوس قيصر ، وأن يسوع اعتمد بعد فترة وجيزة وكان عمره 30 عامًا . ملك طيباريوس قيصر شراكة مع أخيه عام 11 ومتفردًا عام 14 ، وبالاعتماد على التقويم الأول يكون يوحنا قد بدأ دعوته عام 26-27 وبالتالي يحدد تاريخ ميلاد المسيح بالعام 4 قبل الميلاد ، وهو يتفق بذلك مع إنجيلي لوقا ومتى اللذان يذكران بأن المسيح قد ولد في عهد الملك هيرودس ، والذي حدد معظم الباحثين تاريخ وفاته عام 4-3 قبل الميلاد ، استنادًا إلى يوسيفوس فلافيوس.  هناك دليل فلكي يعتدّ به عدد من الباحثين ، فإن إنجيل متى ، يذكر نجمًا عظيمًا ظهر تزامنًا مع ميلاد المسيح ولعلّه هو اقتران كواكب المشتري  والزهرة والمريخ الذي تم نحو 6-4 قبل الميلاد . هناك نظرية أخرى ، وهي الأقرب للتقليد ، باعتبار المسيح ، ولد نحو العام 2-0 قبل الميلاد ، وتقوم على احتساب السنوات الخمس عشر لحكم طيباريوس قيصر من حكمه منفردًا عام 14 ، هذا يجعل العماد نحو 28-30 أي الميلاد نحو 2-0 قبل الميلاد / الميلاد ، داعموا هذه النظرية يؤخرون تاريخ وفاة هيرودس الكبير لنحو العام 4 للميلاد . ) .                                                                                                                        3 . ومواقع أخرى تؤكد هذا المؤشرات ، فقد جاء في موقع : https://st-takla.org ، التالي ( إلا أن ما ذكره  المؤرخ يوسيفوس يُظهِر بوضوح أن هيرودس الكبير الذي مات بعد ولادة المسيح بوقت قصير ( مت 2: 19 – 22 ) ، أنه مات قبل عام 754 لتأسيس روما ، أي أنه مات قبل عام 754 لتأسيس روما الذي تقابل سنة 4 ق. م. ولذلك فالحوادث التي جرت بعد مولد المسيح وقبل موت هيرودس ينبغي أن توضع في تاريخ سابق للسنة 4 ق . م ، وربما جرت هذه الحوادث قبل هذا التاريخ ، إذن ميلاد المسيح تمّ إما في أواخر سنة 5 ق.م أو في أوائل سنة 4 ق.م .                                                                                                                              * هذه المؤشرات والتقاطعات تبين أن المسيح ، مولود قبل تأريخ ميلاده بحدود 4 سنوات ،  ولا أرى في هذا أي خطأءأ عقائديا ، بل خطأءا حسابيا ، ولكني أحسبه من باب الشفافية الذي أعتمده رجال الكنيسة ، لأنهم أقروا وأعترفوا به ! ، ولكن لا توجد أي روايات تؤكد النص القرأني / بان الولادة قد تمت صيفا .                                                                          4 . وأن أعتماد يوم 25 كانون أول لولادة المسيح ، جاء تاريخيا وفق الحدث التاريخي التالي ( من صرح بوضوح أن يسوع ولد في 25 ديسيمبر هو القديس هيبوليتوس الروماني ، في تعليقه على كتاب النبي دانيال ، الذي كتب في هام 204 ، وبعض مفسري الكتاب المقدس يربطون هذا التاريخ بالأحتفال بعيد تكريس هيكل اوروشليم الذي أطلقه يهوذا المكابي في 164 قبل الميلاد ، وفي مرحلة لاحقة ، في القرن الرابع أخذ العيد هيكليته النهائية عندما حل مكان العيد الروماني المعروف بأسم " الشمس الظافرة " ، وتم التجديد بهذا الشكل على أن مولد المسيح هو انتصار " النور الحق على ظلمة الشر والخطيئة " / نقل من  tps://www.eremnews.com ) .
                                                                                                                                                   5 . الكثير من المصادر الأسلامية تؤكد وتجزم على ان ولادة المسيح كانت شتاءا ، وهذا ما أكده " برنامج الدليل " حلقة 16.01.2018 / المذاع من قناة الحياة ، والمقدم من قبل " الأخ وحيد " ، الذي ذكر مصدرين يؤكدان ذلك وهما : ( اللباب في علوم الكتاب / لأبن عادل الدمشقي الحنبلي الجزء 13 ص 30 ) و ( البداية والنهاية لأبن كثير الجزء 2 ص 63 ) . والسؤال هنا كيف مخالفة هذين الشيخين للأية القرأنية من سورة مريم ، الواردة في أعلاه ! هذا من جانب ، ومن جانب اخر ،  كيف اتفقت روايتهما مع رواية الأنجيل ! . / للأطلاع مراجعة الحلقة أعلاه .                                                                                                        6 . أما قضية الرعي / وجود رعاة وقت ولادة المسيح حيث كانوا أول المبشرين بولادته ، ويبين شيوخ الاسلام من أنه لا يوجد رعي شتاءا ! ، فأبين أن قضية الرعي هي دائمية لكل فصول السنة ، وكل البلاد التي فصولها الشتوية ثلجية ، نرى أن رعاتهم يرعون بأبرد الأوقات ، كتركيا وسوريا والأردن وأسرائيل / فلسطين ..
شعلة :                                                                                                                                                     * بعيدا عن كل ذلك ، أن قراءتي الخاصة للموضوع ، خلافية من كل ما سبق في أعلاه ! شخصيا ، لا أكترث كثيرا أن ولد المسيح في الموعد المتداول 25 ديسيمبر أو عشية 6 يناير ونهار 7 يناير ، أو أن كان صيفا ، شتاءا ، خريفا أو ربيعا ، ولا أهتم لفرق السنين والأيام ، وأختلاف أنظمة حسابات التواريخ / بالرغم من الأهمية التوثيقية لهذه الحسابات .. المهم ماذا سجل لنا الحدث ، أو ما جلبت لنا الواقعة بعد تحققها ، وماذا سجل لنا التاريخ بعد هذه الولادة ! أسجل لنا التأريخ عهدا دمويا أم عهدا للفرح والمحبة والسلام ! ، أما شهادتي المتواضعة لهذا الحدث ، هي : " اني أرى كل الفرح والتسامح والغفران والمحبة في ميلاد المسيح ، مسيح السلام ، حيث تعتبر الولادة حدثا تاريخيا فاصلا ، بين ما كان  في الحقبة اليهودية ، وبين ما سيكون في الدعوة المحمدية / الدموية ! ، أن العهد الجديد / الأناجيل ، هو بشارة المحبة والخلاص ، المسيح بذاته هو من قبر الكراهية ، لأنه جاء بالمحبة والغفران والتسامح لعالم مضطرب ، متنبئا لأتبعائه ، بالقول الأتي   ( سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً لله ِ. / يوحنا 16 : 2 - 32 ) ، وهذا ما يتحقق الأن ! ، وذهب المسيح مصلوبا لخلاص البشرية ، غافرا لصالبيه ، قائلا لهم : " يا أبتاه إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون "  ( لوقا 23: 34 ) ، أن المسيح الذي أقتسموا حتى ثيابه : " يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون "      ( مزمور 22: 18) ، قام من القبر في اليوم الثالث ، والقيامة تعد أنتصارا وقهرا على الموت ، الموت الذي كتب على كل البشر والأنبياء والرسل ، عدا المسيح القائل ( أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ / أنجيل يوحنا أية 14 ، 6 ) " .                                                                                                                                         *  وأسرد بهذا الخصوص ما قاله " بليز باسكال " فيلسوف ورياضي و فيزيائي فرنسي / 1623 - 1662 ، قول يمثل العلاقة والترابط والأنصهار للفرد في المسيح ، حيث قال ( عام النعمة ، إله إبراهيم وإله إسحاق ، وإله يعقوب ، وليس إله الفلاسفة والعلماء .. يقين ، وفرح عميق ، وسلام . إله يسوع المسيح .. " إلهي وإلهكم " فرح ، وفرح ، فرح ، ودموع فرح ، يسوع المسيح . أُصَلّي ألا أنفصل عنه أبداً /  نقل بتصرف من الموقع التالي   www.desiringgod.org  ) . 

تساؤلات :                                                                 
السؤال الذي يطرح نفسه وفق المنطق والعقل ، كيف لمعتقد محدد وهو الأسلام ، وكتاب مخالف للأنجيل ، وهو القرأن ، الذي كتب بعد ولادة المسيح بأكثر من 7 قرون ، أن يتكلم عن واقعة حدثت قبل وجوده تاريخيا بعدة قرون ! ، وأن تكون روايته أصدق من شهود وكتبة الحدث ! ، وهل من الموضوعية أن يكون النص القرأني أصح من كتبة الأناجيل ، الذين كتبوا عن حياة سيدهم ! ، ومنهم من رافقه ، وكان من أكثر المقربين أليه / كالانجيلي يوحنا .. من جانب أخر ، هل لدى الحقبة الأسلامية أي وثائق أو مراجع ، ممكن الأستناد أليها ، تمكنهم أن يكتبوا صدقا ، ما كان في عهد المسيح من الولادة وحتى الصلب ! .. كل هذا هو مجرد  تساؤلات مشروعة .       

 

274
                             الأيمان  و النكران .. في القرأن
المقدمة :                                                                                                                 
    في هذا البحث المختصر ، سأجول في العنوان أعلاه ، من خلال صورة مصغرة / كنموذج ، وهي سورة آل عمران أية 84  التي تنص على ما يلي : ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) ، ساردا قراءاتي الخاصة لهذا النص القرأني ثم أختم الموضوع بأضاءة مقتضبة .                                 
النص :                                                                                                                               في تفسير " أبن كثير " للأية أعلاه / 84 من سورة آل عمران ، أبين التالي (( ثم قال تعالى :  قل آمنا بالله وما أنزل علينا ) يعني : القرآن ( وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ) أي : من الصحف والوحي : ( والأسباط ) وهم بطون بني إسرائيل المتشعبة من أولاد إسرائيل - هو يعقوب - الاثني عشر . ( وما أوتي موسى وعيسى ) يعني : بذلك التوراة والإنجيل ( والنبيون من ربهم ) وهذا يعم جميع الأنبياء جملة(  لا نفرق بين أحد منهم ) يعني : بل نؤمن بجميعهم ( ونحن له مسلمون"  فالمؤمنون من هذه الأمة يؤمنون بكل نبي أرسل ، وبكل كتاب أنزل ، لا يكفرون بشيء من ذلك بل هم مصدقون بما أنزل من عند الله ، وبكل نبي بعثه الله  ." )) ، أنتهى تفسير أبن كثير ، وأرى أن التفسير بسيط  ولا يحتاج الى أي تعليق ، حيث أن التفسير يبين : أن الرسول مؤمنا بالله وبالقرأن وبكل الكتب السماوية المنزلة وبكل المرسلين .. الى هذا الحد الأمر مقبول .
القراءة :
1 . من صيغة نص الأية نرى أن المتكلم هو الرسول وليس الله : ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ .. ) ، ولكن هذا الأمر مخالف للمبادئ ، وذلك لأن القرأن المفروض كلام الله ، وأرى مثلا أن يكون النص : ( أمن محمدا بالله وما أنزل عليه .. ) ، وهذا أستنادا لكثير من الأيات التي تؤكد على أن القرأن من لدن الله ، مثلا : ( .. وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز . لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ / 41 ، 42 سورة فصلت ) ، و ( إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا .. / 140 سورة النساء ) ، و (  أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا .. / 82 سورة النساء ) . أي يجب أن يكون النص بصيغة المتكلم أي " الله " وليس بصفة الرسول !! ، وهذه أشكالية موجودة بالنص القرأني ، وما ذكر ورد على سبيل المثال وليس الحصر !! .
2 . وهذه النقطة تجرنا الى معضلة أخرى أكبر من الأولى ، وهي : هل أن القرأن هو " كلام الله " ، أم هو " كلام الرسول " ، أم هو " كلام الأثنين معا " ،  أم " كلام من " !! .
3 . أرى أن بداية متن الأية 84 من سورة آل عمران ، أنه كان منطقيا ، وهو أيمان الرسول بالله وبالقرأن ، وبداية المتن هو مدخل لسياق باقي الأية ، وهو أيمان الرسول بكل الرسل وبكل الكتب المنزلة ، وهذه النقطة معطوفة على منطقية بداية المتن ، ولا أرى بها من خلل ، لكن الأمر يتضادد ويخالف للأية اللاحقة ، وهو قوله   (  وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ  / 85  ) ، وهنا أرى التالي : ( أن كل ما جاء في نص الأية 84 غير ذا قيمة ، لأن الأية 85 من نفس سورة آل عمران ، واللاحقة لها مباشرة ، نفت ما سبقها من حقائق ، وأكدت أن من يتبع غير الأسلام دينا هو من الخاسرين ، فما جدوى وفائدة الأعتراف بكتب ورسل وأنبياء من سبقوا الرسول !! ) ، وهذه هي المعضلة العقائدية !! .
4 . علما أنه بنفس السورة ، يؤكد القرأن على وحدانية الأسلام كدين عند الله ، بقوله (  إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ  وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 سورة آل عمران ) ، وهذا يؤكد على تناقض مضمون نصوص الأيات ليس في السور المختلفة ، بل في ذات سياق السورة الواحدة !! كما الحال في سورة آل عمران .                                                                5 . وأخير .. لم النص القراني دائما في مأزق ! ، لم يفتقر هذا النص الى وحدة المضمون والسياق ، ولم هذا النص غير مستقر معلوماتيا ، ولم لم يكن هناك وضوح تام في الرؤية ، ولم دوما القارئ والمطلع يقف مشدوها متعجبا من تعدد الأتجاهات والمؤشرات والحقائق في النص الواحد ! .
أضاءة :                                                                                                                                           عودنا النص القرأني على هذا الضعف في الذاكرة المعلوماتية ، لأنه دوما ما يلبث أن يؤكد حقيقة أو معلومة معينة ، ثم يعود فينكرها أو ينفيها أو يخالفها أو ينسخها ، بنفس السورة أو في سورة أخرى ! ، وبالرغم من أننا نبحث في النص القرأني ، ولكن لا بأس أن نستشهد بفقرة من نص أنجيلي ، حول وضع النص القرأني ، حيث يقول البشير لوقا " آية ( لو 19: 22 ) : مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ .. " ، ومن كل ما سبق وبالرغم من كل الطروحات المتضاددة .. نرى أن النص القرأني لا زال يؤكد على : ( الم 1 ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ 2 / سورة البقرة ) ! ، ولا أدري أنا شخصيا " أي ريب يتكلم عنه القرأن " ! .
   

275
                            الأهتمام الدولي .. بين خطف المطرانين وأغتيال جمال خاشقجي 
النص :
في عام 2013 أختطف مطرانين في الجمهورية العربية السورية / أثناء مهمة أنسانية ، وقد جاء في موقع / الجمهورية ، حول أختطافهما التالي - نقل بأختصار : ( صُعقت الطائفة المسيحية في لبنان وسوريا مساء امس بخبر اختطاف مطرانين من خيرة مطارينها بينما كانا يؤديان مهمة من أسمى مهمات رسائل الديانة المسيحية . فالمطرانان كانا في مهمّة إنقاذ في ريف حلب بهدف تحرير كهنة سريان وأرثوذكس كانوا اختطفوا منذ أكثر من شهرين ، بعد مفاوضات كثيفة سرية بينهما وبين الجهة الخاطفة عشية عيد القديس جاورجيوس . إلّا أن مجموعة شيشانية اعترضت طريقهما ورمت بالمرافقَين المدنيَّين أرضاً وفرّت بالمطرانين الى جهة مجهولة  المطرانان المختطفان هما المطران يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس ، وبولس اليازجي مطران حلب والأسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس ، وشقيق بطريرك  الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي .. ) .                                                                                                                         ومن جانب أخر / وبعد أكثر من خمس سنوات ، في أسطنبول / تركيا ، حدثت واقعة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده ، وقد جاء في شبكة ميديا نيوز حول عملية الأغتيال التالي : ( ميديا نيوز – انقرة – وكالات – اغتيل الإعلامي السعودي المعارض جمال خاشقجي في يوم 2.10.2018 ، في مدينة إسطنبول التركية ، عقب دخوله قنصلية بلاده لإنهاء بعض الأوراق الرسمية ، بجريمة وصفت ” الصادمة ” ، و” المروعة ” والتي ستسبب بأزمة دبلوماسية كبيرة بين تركيا والسعودية .. ) ..
هذه المقدمة هي مجرد " أضاءة دخول " للمقال .                                                     

القراءة :
سوف لن أتعرض لتفاصيل الحادثتين ، وذلك لأن الواقعتين تناولتهما الميديا بالكثير من الأسهاب ، وما سأعرضه في هذا المقال .. هو قراءة شخصية خاصة للواقعتين ومن عدة محاور !!!! .                                                                    * الولاء - يحسب ولاء جمال خاشقجي على التيار الأسلامي ، وهذا جلي منذ بداياته ، لأنه كلف بعمل لقاء صحفي لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن / قبل هجمات 11 سيبتمبر 2001 ، ولكن هل هذا اللقاء كان يتطلب من خاشقجي ظهوره بصور مرة يحمل " رشاش كلاشنكوف " وأخرى حاملا " قاذفة بازوكا " !!  ، لولا أيمانه بتنظيم القاعدة !! ، فقد جاء في موقع / أمان ، التالي (  يعتبر جمال خاشقجي أول من التقط صورة لأسامة بن لادن في أفغانستان ، وأول صحفي يجري مقابلة معه ، وقد نسق خاشقجي لإجراء حوار بين أسامة بن لادن والصحفي الأيرلندي "روبرت فيسك" المعروف بتأييده للجماعات المتطرفة ، واعترف خاشقجي ، في حوار صحفي أجرته معه صحيفة " الجزيرة " السعودية ، وقال : " نعم كنت صديقا لأسامة بن لادن " .. ) ، ويؤكد نفس الموقع نقلا عن خاشقجي ( إن منهج الإخوان هو منهج كل مسلم ، وكل حركة إحيائية ، وكان ذلك منطلقا للظهور بشكل المناضل الذي يدافع باستماتة عن الجماعة ، وعن سياستها وقياداتها المتهمين في قضايا إرهاب .. ) . مصادر أخرى كالويكيبيديا تقول أن خاشقجي كان " ولاءه متذبذب " ، فهو مرة مع آل سعود وأخرى ليبرالي وثالثة منتقدا للسلفيين ورابعا مع الأخوان !! .وبنفس الصدد، قد قال الأمير تركي الفيصل عن خاشقجي وولاؤه التالي ( وأشار الفيصل إلى أن خاشقجي سبق أن عمل معه كمتحدث إعلامي خلال توليه منصب السفير السعودي في لندن وفي واشنطن . وقال الأمير تركي الفيصل إن خاشقجي كان في وقت من الأوقات عضوا بجماعة الإخوان المسلمين في الثمانينات عندما كان طالبا / هذا حسب ما نقل من وكالة CNN في 24.11.2018 ) .
بينما ولاء المطرانين / يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي ، كانا للمسيح وللكنيسة فقط ! ، وهذا فرق كبير من كان ولاءه لبشر وتنظيمات !! ، ومن كان ولاءه لرب المحبة والخير والتسامح والخلاص ! ، بالأضافة لكل هذا أن المطرانين كانا في مهمة عمل أنساني ، وهو أدارة عملية أنقاذ كهنة أرثوذكس وكاثوليك ، من أيدي الأرهابيين ، وليس لهما غاية في الشهرة والظهور ! ..                                                                                                                                          * التعامل الدولي مع الحدثين - لم يلقى أي حدث من أهتمام دولي كما لقيه أغتيال خاشقجي ! ، على الصعيدين الأقليمي والدولي / مع شبه تعتيم عربي ، فكل وكالات الأنباء كانت مسخرة للحدث ليل نهار ! ، والتساؤل هنا هل كان الأمر مستحقا كل هذا الأهتمام !  أم كانت هناك غايات ومصالح أقتصادية وسياسية للأمر لجهات منها مستفيدة وأخرى خاسرة من الوضع .
بينما لم يلقى أختطاف المطرانين الأهتمام المطلوب ، نعم شغلت بعض الأوساط بهما ، خاصة السورية اللبنانية ، ولكن الأمر بمرور الزمن ! ، أصبح من ضمن القبول بالأمر الواقع  ! ، حيث بين بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ، أسفه " لأن تصل الأمور في قضية المطرانين المخطوفين يوحنا ابرهيم وبولس يازجي إلى ما آلت إليه " ، كما أسف أيضاً لـ " التعتيم  الذي يلفّ هذه القضية ، إن كان إقليميًا أو دولياً ، كأن الأرض إنشقت وإبتلعتهما " ..                                                                                                  * كان هناك دورا رئيسيا لكل من أميركا وأوربا في أهتمام ومتابعة " عملية أغتيال خاشقجي " ، من قبل الرؤساء والطواقم الحكومية والميديا و .. ، هذا الدور أستمر منذ وقوع الحدث - 2.10.2018 ولغاية الأن ، تمثل هذا الدور بأنشغال وأهتمام رسمي للعملية على أعلى المستويات ، مما أثار أنتباه العالم ، علما أن المقتول جنسيته سعودية ! وليست أجنبية ! ، فقط مقيم في أميركا ! ، وشخصيا لا انتقد هذا الدور ، ولكني أرى هناك مبدأ " الكيل بمكيالين " ، بينما عملية أختطاف المطرانين لم تلقى أي أهتمام من قبل المذكورين أعلاه ! ، وهنا لا بد أن نذكر عوامل " المال والنفط والسلطة " ، وتفاعلها مع عملية الأغتيال ، بينما حادثة الخطف ليس لها من رد فعل بهذا الخصوص ، أي لم تخلق رد فعل دولي مؤثر - هذا وفق فكر المصالح الدولية ! .                                                                                                                                              * الأهم من كل ما سبق غياب دور السلطة الدينية المسيحية ! / التي أصبحت سلطة رمزية غير مؤثرة ، حيث أن القيادات الكنسية لم يكن لها من دور فعال بهذا الجانب ! ، لأن هذه القيادات - أن كان البابا أو البطاركة ، تفتقد للقوة التأثيرية على المسرح الدولي ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، أن الدول الأوربية هي دولا علمانية لم تتأثر عقائديا بعملية الخطف / بالرغم من أن المخطوفين يمثلان رجالات كنسية على مستوى قيادي عال بالنسبة لسلم المسؤولية الكنسية ! ..                   * وكان من الممكن أن يكون هناك دورا روسيا مؤثرا / لأن الخاطفين من الشيشان ، خاصة وأن الرئيس الروسي بوتين له تأثير كبير بالنسبة للشيشان ، ولكن لم يكن هناك من أهتمام في الأتصال به من قبل القيادات الكنسية !! . ولبوتين أيضا تأثير على أردوغان / الدولة التركية ، التي تعتبر ممرا للأرهابيين الذين يفدون من الشيشان ويدخلون عبر تركيا الى سوريا  .                                                                                                                  * وأرى أخيرا ، لم يعد للعقيدة المسيحية من دور مؤثر على الدول الأجنبية / العلمانية - التي قياداتها " مسيحية بالأسم فقط ! "، وذلك لأن الدول العظمى تسعى من أجل مصالحها الأقتصادية والسياسية ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر "أتساءل" : لو كان المخطوفين شيوخ مسلمين .. لكانت الدنيا قامت ولم تقعد حتى قيام الساعة !!!! .

276
          السعودية وأغتيال الكلمة الحرة / جمال خاشقجي .. الجزء الثاني – بعد تقطيع وأذابت الجثة

الموضوع :
في الجزء الثاني للمقال موضوع البحث ، سوف لن أخوض في تفاصيل الأخبار ، عدا ما سأبني عليه مقالي :                            1 - بيان النائب العام السعودي ( العربية نت في 15.11.2018  النائب العام في السعودية ، قد صرح الخميس أنه ، بناء على ما ورد من فريق العمل المشترك السعودي ـ التركي ، والتحقيقات التي تجريها النيابة العامة مع الموقوفين في هذه القضية والبالغ عددهم 21 موقوفاً ، فقد تم توجيه التهم إلى 11 منهم وإقامة الدعوى الجزائية بحقهم ، وإحالة القضية للمحكمة مع استمرار التحقيقات مع بقية الموقوفين للوصول إلى حقيقة وضعهم وأدوارهم ، مع المطالبة بقتل من أمر وباشر جريمة القتل منهم وعددهم 5 أشخاص ، وإيقاع العقوبات الشرعية المستحقة على البقية ، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس".  ) .                                                                                                                                     2 - يقين عائلة خاشقجي ، بأن جمال قد قتل / والجثة قد أذيبت بعد أن قطعت ، فأبتدوا بتقبل العزاء للمقتول ، والجثة مفقودة ! ، لأنها قد أذيبت ! ، فقد جاء في وكالات الأنباء التالي ، ( دبي في 15.11.2018 الإمارات العربية المتحدة((CNN أعلن صلاح خاشقجي ، نجل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ، الخميس ، موعد صلاة الغائب على والده الراحل في المملكة العربية السعودية.  وقال صلاح ، في حسابه على موقع "تويتر" ، إنه "ستقام صلاة الغائب على الفقيد جمال خاشقجي بعد صلاة فجر الجمعة في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ، وبعد صلاة الجمعة بالمسجد الحرام بمكة المكرمة". ) .

القراءة :
أولا - على المستوى العربي لا زالت الدول العربية ذا موقف سلبي تماما / عدا قطر التي تعتبر من المحركين الرئيسيين للقضية أعلاميا ، حيث لم يكن هناك أي موقف عربي شفاف من هذه الجريمة الشنعاء ، بالرغم من كل الدلائل التي نشرت تركيا وسعوديا ! ، وهذا ليس غريبا على الدول العربية ، بل هذا هو ديدن العرب !! .
ثانيا - وحتى الدول الكبرى لم يكن هناك من موقف يذكر عدا مقاطعات لحضور " منتدى دافوس الصحراء " في السعودية ، وحجب تأشيرات دخول المتهمين ، وهذا رد فعل مضحك لأن المتهمين أصلا موقوفين ! ، أن الدول العظمى تتعامل وفق ما تقتضيه مصالحها وليس وفق الوقائع ، بالرغم من الضغط الدولي أعلاميا .
ثالثا - كل الدلائل تشير الى أن الأمر بالقتل هو في أعلى قمة السلطة في السعودية ، وهو ولي العهد محمد بن سلمان ، وهذا يتوضح من التسجيل التالي (  " أبلغ رئيسك .. أن المهمة أنتهت " ، هكذا جاء مضمون اتصال أجراه ضابط الاستخبارات السعودي " ماهر مِطرب " ، الذي قاد عملية اغتيال الكاتب الصحفي " جمال خاشقجي " ، داخل قنصلية المملكة بإسطنبول ، بمساعد لوليّ العهد السعودي " محمد بن سلمان " ، وفقا لما نقلته صحيفة " نيويورك تايمز " عن  3 أشخاص على صلة بالتحقيقات في جريمة الاغتيال / نقل من موقع قناة العالم ) .
رابعا - الفظيع والتوحش وهو في أسلوب القتل الذي يدل على حقد ليس له من تبرير ، سوى أنه صادر من أنسان مريض نفسيا نرجسي لا يتقبل أي أنتقاد ! ، وهو ولي العهد بن سلمان ، وفي الموروث الأسلامي يحضرني واقعة قتل " أم قرفة " شقا ، ففي موقع / مركز الفتوى ، أنقل التالي ( قال السرخسي في المبسوط :  والمرتدة التي قتلت كانت مقاتلة ، فإن أم مروان كانت تقاتل وتحرض على القتال وكانت مطاعة فيهم ، وأم قرفة كان لها ثلاثون ابنا وكانت تحرضهم على قتال المسلمين ، ففي قتلها كسر شوكتهم.  قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : وكانت أم قرفة جهزت أربعين راكبا من ولدها وولد ولدها إلى رسول الله ليقاتلوه ، فأرسل إليهم زيدا فقتلهم وقتلها وأرسل بدرعها إلى النبي فنصبه بالمدينة بين رمحين.  وفي روايات أخرى ضعيفة : أن زيد بن حارثة مثل بها عند قتلها ، فيقال : ربطها في ذنب فرسين وأجراهما فتقطعت .. ) ، وبنفس الصدد ، في " شرح فتح الباري " ، ( غزوة زيد بن حارثة ) ، أنقل التالي وبأختصار : ( وقد تتبعت ما ذكره أهل المغازي من سرايا زيد بن حارثة فبلغت سبعا كما قاله سلمة .. والسابعة : إلى ناس من بني فزارة ، وكان خرج قبلها في تجارة فخرج عليه ناس من بني فزارة فأخذوا ما معه وضربوه فجهزه النبي إليهم فأوقع بهم وقتل أم قرفة ، فيقال : ربطها في ذنب فرسين وأجراهما فتقطعت ، وأسر بنتها وكانت جميلة ، ولعل هذه الأخيرة مراد المصنف ، وقد ذكر مسلم طرفا منها من حديث بن الأكوع ) .
خامسا – من المؤكد أنه سيكون هناك كبش فداء للعملية ، وذلك من اجل تخفيف أحتقان الرأي العام الدولي ، وهذا ما أوضحه النائب العام السعودي " بقتل خمسة أشخاص منفذين رئيسيين لعملية قتل خاشقجي " ، وأرى هذا أجراءا غير أخلاقيا وغير قانونيا ، وذلك لأنه يجب أن يحاسب أولا العقل المدبر / ولي العهد ، ومن ثم محاسبة الذنوب وذلك لأنهم مأمورين / أي فريق الأغتيال !! .

خاتمة :
من المؤكد أن السعودية ستدفع ثمنا باهظا لما أقترفه ولي العهد محمد بن سلمان ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، لا أعتقد أن القضية أغلقت ، لأن تركيا لا زالت تناور بها ، ، وأن الواقعة مسجلة من ألألف الى الياء عند الأتراك ..                 وبخصوص شناعة القتل يذكر أنه حتى الطرف السعودي أبدى أستياؤه من عملية القتل ، حيث جاء في موقع / الخبر ، التالي ( أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، أن تركيا أطلعت كافة الأطراف على التسجيلات الصوتية المتعلقة بجريمة مقتل خاشقجي . وأوضح : " جهاز استخباراتنا لم يخفِ شيئا ، التسجيلات كانت كارثة بحد ذاتها . حتى أن ممثل الاستخبارات السعودية عندما استمع للتسجيلات قال : ربما تعاطى ( القاتل ) الهيروين ، لا يفعل هذا الأمر إلا من تعاطى الهيروين ". ) ، والسؤال هنا : أما آن الأوان لوضع حد لأعمال المملكة العربية السعودية / عائلة ونظام ، فهي لديها بصمة في كل عمل أرهابي / كتخطيط أو تمويل بشكل مباشر أو غير مباشر ! ، وهذا يرجع لأن المؤسسة الدينية في المملكة أفرخت أرهابيين متشبعين بثقافة القتل ، وفي هذا المقام يحضرني ، أن معظم المخططين والمنفذين والمشاركين في عملية 11 سيبتيمبر 2001 هم سعوديين ، ( 15 سعوديا ومصري ولبناني وأمارتيان ، الكل تحت أمرة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن – السعودي الجنسية ! ) .                   
أرى انه على النظام العالمي ان يتخذ أجراءا عقابيا مشددا ضد السعودية كنظام ، وضد ولي العهد محمد بن سلمان / تحديدا ، والدفع بخلعه من ولاية العهد ! ، والتساؤل : أذا كان محمد بن سلمان وليا للعهد وهذه أعماله ! ، فكيف الحال والوضع أذا أعتلى العرش !!! .


.


277
                                          الأسلام  و " لاهوت القتل "
أستهلال :                                                                                                                                               ليس صحيحا أن تقترن مفردة " لاهوت " بالكتاب المقدس حصرا ، والتي تعني " دراسة الله " ، وذلك لأنني أرى أنه  لكل معتقد لاهوته الخاص به ، يشكله وفق معتقده الديني وحسب أيمانه الألهي ! ، معتمدا على نصوصه ، بل على موروثه عامة ، الذي يختلف أو يتباين أو يتقاطع مع الأخر ، بالرغم من وجود بعضا من المشتركات بين هذه المعتقدات بشكل أو بأخر ، ويمكن أن نعرف " اللاهوت " / بصيغته العامة : ( بأنه فن وعلم يتناول معرفة ما يمكننا أن نفعله لمعرفة الله بصورة أعمق وبطريقة منظمة ومفهومة / نقل من الموقع التالي www.gotquestions.org  ) .. وأرى أن حصر مفهوم " اللاهوت " ، وفق المعتقدين اليهودي و المسيحي ، أصبح وفق حاضر الحراك المعتقدي اللاهوتي المعاصر ليس سويا ! .
النص :                                                                                                                                       وفق معطيات الأحداث الراهنة ، أصبح الأسلام عامة ، والمنظمات الأرهابية الأسلامية خاصة ، تتحرك وفق سياق لاهوت مرحلي تراكمي ، بدأ ب " لاهوت الألغاء والتمييز " ، وفق أية (( لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ 28/ سورة آل عمران )) ، وهنا ألغاء للأخر ، مع تمييز المسلمين عن باقي البشر ! ، وهم الكافرون – المقصود هنا اليهود والمسيحيين و .. ، ثم يتطور الحال الى " لاهوت الأذلال " ، وفق أية ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ 29 / سورة التوبة ) . وتفسير جملة " عن يد وهم صاغرون " ( قال أبو جعفر : وأما قوله:  وهم صاغرون ، فإن معناه : وهم أذلاء مقهورون ، ويقال للذليل الحقير " صاغر " / نقل من الموقع التالي quran.ksu.edu.sa ) ، ثم ينتهي الأمر ب " لاهوت القتل " وفق أية (  فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم 5 / سورة التوبة ) ، ووفق تفسير " الطبري " للأية أعلاه ( فاقتلوا المشركين ، يقول : فاقتلوهم ، حيث وجدتموهم ، يقول : حيث لقيتموهم من الأرض ، في الحرم ، وغير الحرم في الأشهر الحرم وغير الأشهر الحرم ، وخذوهم ،  يقول : وأسروهم ، واحصروهم ، يقول : وامنعوهم من التصرف في بلاد الإسلام ودخول مكة ، واقعدوا لهم كل مرصد ، يقول : واقعدوا لهم بالطلب لقتلهم أو أسرهم " كل مرصد "، يعني : كل طريق ومرقَب .. ) . 
القراءة :                                                                                                                                         * رجوعا الى النصوص الثلاث أنفة الذكر ، وبغض النظر عن سبب النزول ، أو تأريخية أو قدم النص ، أو تسلسل سياق النصوص ، أن هذا النصوص تعبأ الجمهور / المسلمين ، بالنتيجة الى قتل المخالف ، ضاربة عرض الحائط كل المشتركات الأنسانية والمجتمعية ، وتاركة جانبا كل القواسم التي تجمع أبناء الوطن الواحد ، وقد أكد رسول الأسلام هذا بقوله ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله ؟ ) .                                               * من جهة أخرى ، نلاحظ نهجا من التراكم العنفي في النصوص أعلاه ، يتصاعد رويدا رويدا ، تصاعدا مرحليا ، للوصول الى " لاهوت القتل " ، وذلك كمحصلة للحث والتحريض والشحن ، للمتلقي ! ضد الأخرين ، من معتقدي الأديان الأخرى ، وذلك لأن الأسلام أصلا لا يعترف ألا بالاسلام كدين ، وفق أية ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 19 / سورة آل عمران ) .                                                                                                                 * تساؤل : لم لم يطوعوا رجال اللاهوت الأسلامي لاهوتهم ألا للقتل ! ، ولم لم يجربوا تطويعه للحداثة ، وهنا أبين أن النص القرأني ، قد فقد أهليته لحراك العصر الحديث .. فكرا وعقلا ومجتمعا ، وذلك لأنه بني على حراك قبلي بدوي تشكل قبل أكثر 14 قرنا ، وأصبح الأن خارج نطاق الزمان والمكان الشرعي لمجتمع عالم اليوم ! .                       
 * أن الصيغة النهائية لللاهوت الأسلامي هو " لاهوت القتل " ، هذا اللاهوت موجه لكل البشرية ، وحتى ضد المسلمين أنفسهم وبين طوائفهم ، وهذه أشكالية نفسية أجتماعية وأنسانية بالوقت ذاته ! ، وفي موقع / ارفع صوتك – كتب .. خالد غالي ، بهذا الصدد ، أنقله بتصرف وأختصار ، التالي ( لم ترد كلمة السيف ولو مرة واحدة في القرآن . ومع ذلك ، فإن هناك آية يطلق عليها الفقهاء والمفسرون "آية السيف" ويقولون أنها تحدد العلاقة بين مليار ونصف مسلم وبين باقي سكان العالم . ونصها " فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ... 5 / سورة التوبة " ، وتعتبر التيارات السلفية الجهادية أن آية السيف تؤصل للعلاقة بين المسلم وغير المسلم ، فهي -حسبها- تأمر المسلمين بقتال المشركين أينما وُجدوا ، في كل زمان ومكان . ) .. أذن كيف لهكذا لاهوت أن يتعايش مع باقي المجتعات من غير المسلمين ، أذن نحن أمام مشكلة عقائدية أرى أستحالة تجاوزها.

* أن اللاهوت الأسلامي تأسس على القرأن والسنة والحديث / هذا هو المرجع العقائدي لللاهوت ، لذا ليس هناك من أختبار للعقل في تفسير النص ، أي لا يوجد أي عقلانية في تفسير النص ! ، لذا عندما يبدي النص فعلا محددا وجب على التابعين تنفيذه دون نقاش ! ، منها ما ذكر من النصوص أنفا ، وهذا أشكالية في ثقافة وأنسانية المجتمع الحديث ! ، لأجله هناك مطالبات بتجميد بعض الأيات من القرأن ، منها ما نشر في BBC في 27 . 4 . 2018 ، نقل باختصار ( .. وكان الرئيس الفرنسي السابق ، نيكولا ساركوزي و300 شخصية فرنسية عامة قد وقعوا على عريضة نشرتها صحيفة " لوباريزيان " الفرنسية ، للمطالبة بحذف وتجميد آيات من القرآن. . من جانب أخر ، أعلن الأزهر رفضه التام لمطالبة شخصيات عامة فرنسية بتجميد آيات من القرآن ، بدعوى أنها " تحرض على قتل غير المسلمين " ، معتبرا هذه المطالب : " غير مبررة وغير مقبولة ، وهي والعدم سواء".  ) .

خاتمة :                                                                                                                                                  حتى نكون موضوعيين ، غير محابين لطرف دون أخر ، نستطيع أن نقول : ان اللاهوت الأسلامي طابعه هو " القتل " ، والأمر موثق بالنصوص ، وهذه الصفة لا يمكن دفنها أو تجاوزها ، والتساؤل في كيفية تجاوز هذا الوضع ، وأرى أن الحل ينقاد الى محورين :                                                                                                                                               المحور الأول – تجميد أو أبطال كل الموروث الأسلامي ، من نصوص وسنن وأحاديث و .. ، الموسوم بالقتل والعنف والتكفير وألغاء الأخر ،  وكل نص يدخل في هذا الفعل ، وهذا الأمر يتطلب الى ثورة على تعاليم مؤسسة الأزهر ، وأستحصال فتاوى من المراجع الجعفرية تعمل على تفتيت تحجر الموروث الأسلامي .                                                                                                                 المحور الثاني – ولما كان المحور الأول يستحيل تحقيقه ، أرى بقيام ثورة فكرية من المثقفين المسلمين العقلانيين والعلمانيين ، مع أسناد مؤسساتي دولي من منظمات حقوق الأنسان و منظمات المجتمع المدني و.. ، ضد المؤسسات الأسلامية ، لدفعها للأتجاه نحو عقلانية  اللاهوت الأسلامي .                                                                                          أما رأي الشخصي هو تهئية ضغط دولي ضد مؤسسة الازهر / خاصة ، وباقي المراجع ، من أجل تنقيح القرأن نفسه ، من لاهوت القتل ! / الذي بني أساسه قبل أكثر من 14 قرنا ، وهذا الأمر يقع على عاتق الدول العظمى في دفع هذا الأمر الى الأمام ، وألا فان لاهوت القتل سيفرخ الأرهاب !! .


278
                                        السعودية .. المستقبل المجهول

    أن وجود الأمير محمد بن سلمان كولي للعهد / على رأس السلطة - وبوضع شكلي وصوري لوالده سلمان بن عبد العزيز كملك ، أعتقد أنه يشكل فاصلا مركزيا بالنسبة لمستقبل المملكة العربية السعودية كمملكة ! ، وحتى نضع النقاط على الحروف لهذا المستقبل المجهول ، لا بد لي من سرد قراءتي الخاصة لهذا المفصل الأشكالي للمملكة  كعائلة وكسلطة !:

تمهيد :
1 . أرى أن وضع المملكة على المستوى الدولي يمر بأسوأ أحواله - منذ أحداث سيتمبر 11 / 2001 ، وذلك لأن السعودية كمملكة قد سقطت في فخ الجريمة / مع سبق الأصرار والترصد ، بالنسبة لمقتل الصحفي جمال خاشقجي .  خاصة بعد أن صرح مسوؤل تركي بأن جثة خاشقجي قد قطعت ( قال ياسين أقطاي مستشار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يعتقد أن جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي قد أذيبت في الحمض بعد تقطيعها. / نقل من موقع BBC  في 2.11.2018 ) ، وأن الجريمة قد نفذت بتعمد والأوامر صدرت من أعلى مستوى حكومي سعودي ، ويمكن أن يكون الملك سلمان ليس على علم بالأمر ( أفادت " واشنطن بوست " عن أن " معلومات استخباراتية أميركية تظهر أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي"، وفق ما نقلت " الجزيرة " . / نقل من موقع الخبر اليقين ) ، وبغض النظر عن كل الأخبار أن خاشقجي وعملية قتله تدلل وتوضح بالوقت نفسه أن الأمر بالتنفيذ هو على رأس هرم السلطة " طائرات خاصة وفريق منظم للأغتيال وطبيب وخبراء كيميائيين لرفع أثار الجريمة .. " ، أنها ليست عملية عادية ، أنها عملية تحتاج الى موافقات أمنية وأستخبارية لا يمكن ان تتم دون علم مسوؤل رفيع ، والأمر واضح أن الأمر هو ولي العهد ، وهذا ما أكده أيضا جون ساوروز ، ( لندن - “ القدس العربي ” : أكد السير جون ساورز ، الرئيس السابق للمخابرات الخارجية البريطانية أنه على يقين بأن جمال خاشقجي قتل بأمر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ) . وهذا ما اكده الرئيس التركي أيضا رجب طيب أردوغان / بشكل غير مباشر (  وكتب أردوغان ، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست: " نعرف أن الأمر بقتل خاشقجي صدر من أعلى المستويات في الحكومة السعودية".  / BBC 3.11.2018 ) ، وبالرغم من الجريمة هي جريمة ! ولكنها كانت تنم عن غباء وسذاجة في التخطيط بالرغم من فضاعتها.                                                                                                                                                    2 . أن عودة الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود ( ولد في  / 5 سبتمبر 1942 وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية للفترة من 18 يونيو 2012 حتى 5 نوفمبر 2012، هو الابن الحادي والثلاثون من أبناء الملك عبد العزيز وهو أصغر أبناءه من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري ، وهو ممن يطلق عليهم لقب السديريون السبعة .. ) ، وذلك في أكتوبر 2018 ، يشكل محورا مهما في سير السلطة الحالي ، وفي عملية أنتقال الحكم في حال وفاة الملك سلمان / المريض وبات وجوده صوري ! ، وأرى ان عودة الأمير أحمد في هذا الوقت بالتحديد ، ليس أعتباطيا ، انه أمرا مدروسا ومسنودا دوليا خاصة من قبل بريطانيا الذي كان يقضي فيها فترة نفيه ! ، وبهذا الصدد قال موقع / عرب بوست ، التالي ( واعتبر الموقع البريطاني أن عودة وزير الداخلية السعودي الأسبق ، يعد ضربة لولي العهد محمد بن سلمان ، بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مقرِّ قنصلية بلاده في تركيا . ونقل الموقع البريطاني عن مصدر خاص مقرب من الأمير أحمد قوله إن « الأمير أحمد وغيره من أمراء العائلة المالكة باتوا مدركين أن محمد بن سلمان أصبح سامّاً » ، حسب تعبيره ، وأضاف المصدر أن « الأمير أحمد يريد لعب دور في إجراء التغييرات داخل مؤسسة الحكم في العائلة المالكة ، وقد يكون هذا الدور رئيسياً في أي ترتيب جديد ، أو للمساعدة في اختيار بديل لمحمد بن سلمان ». ) ، أذن هذه العودة للأمير أحمد بن عبد العزيز تمثل ضغطا مضافا لوضع محمد بن سلمان من حيث أستمراره كوليا للعهد ! .

القراءة :
ما قدم هو مجرد تمهيد للقراءة الخاصة ، وذلك لأني أرى أن قتل خاشقجي وعودة الأمير المنفي احمد بن عبد العزيز هما المحرك الرئيس لما سيترتب عليه من أوضاع للحكم ، والسلطة داخل المملكة !! :
أولا - أن ولي العهد محمد بن سلمان بات غير مسيطر عليه / خاصة في غياب أبيه عن متابعة أمور المملكة ، فهو أدخل المملكة في دوامة صراعات وأزمات لا حصر لها ، منها ( حرب اليمن ، أعتقال أمراء ورجال أعمال وسلطة وأحتجازهم في فندق الريتزكارلتون ، حجز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ، خلافه مع المؤسسة الدينية .. وأخيرا قتله خاشقجي بطريقة شنيعة لا ينفذها سوى مبتدئ متهور .. ) ، فشاب في مقتبل العمر لا يمكنه من حكم مملكة كالسعودية ، ويحضرني في هذا المقام ما قاله  د . سعد الفقيه – أحد المعارضين السعوديين ، عن شخصية محمد بن سلمان ، بوصفه شخصية معتلة نفسيًا ، التي هي باختصار من أكثر الشخصيات تعقيداً وصعوبة في التعرف على صاحبها ، ووصفه ب  (  الاندفاعية والنرجسية الحقيقة المطلقة لا يثق ألا بنفسه حساس .. لا نية حسنة .. ليس لديه عواطف سامية / الحب التسامح الرحمة القيم التي يحترمها القوة التفوق والأمتلاك والأنفراد العلاقة مع الأخرين التنافس والصراع ، الأنتقام والتشفي يحط من قيمة الاخرين يغوص بالأنانية ، مغامرة غير محسوبة العواقب ، الانطلاق بهذه الصفات من عمر صغير نشأوا في بيئة ملك صراع منافسة قاسية ، وخاصة كالذين أستلموا السلطة بسن صغير )  .                                                                                                                                     ثانيا - أول سيناريو : من الممكن أن يعتلي محمد بن سلمان العرش بعد وفاة أبيه الملك سلمان ، وبهذا ، سيستلم مملكة أمرائها حانقين عليه ، غير راضين على أنتقال السلطة أليه ! هذا داخليا ، أضافة الى عدم رضى دولي ، وذلك لدوره في قتل خاشقجي ، فكيف لقاتل أو أمر بالقتل ان يصير ملكا !! وأن يتصرف كملك بين الحكام الأخرين  !! .                                                                                     ثالثا - ثاني سيناريو : من الممكن أن يستبدل ولي العهد محمد بن سلمان بأحد أخوته ، مثلا الأمير خالد بن سلمان / سفير المملكة في الولايات المتحدة ، وهذا أحتمال غير موضوعي ، لأنه لا زال لم ينهي الثلاثين من عمره ! ، ولا يعتقد أن يوافق عليه من قبل مجلس العائلة ! .                               
رابعا - ثالث سيناريو : أن يخلع محمد بن سلمان وأن يعين بدله الأمير العائد من لندن - أحمد بن عبد العزيز أو الأمير محمد بن نايف / المخلوع ، أو الأمير المخلوع / أيضا ، مقرن بن عبد العزيز ، وهنا نتساءل كيف سيرضى محمد بن سلمان بعد أن قبض على الحكم / العرش ، بكلتا يديه ! . هذا السيناريو بالرغم من عقلانيته ، ولكني أراه دموي ، لسبب رئيسي ، أذا كان محمد بن سلمان لم يسيطر على أعصابه وأنفعالاته بمجرد صحفي نقده نقدا ذاتيا ، أقصد جمال خاشقجي ! ، فقطعه وأذابه بالأسيد ، فكيف الحال بمن يأخذ الحكم منه !!!! .

السعودية الى أين :                                                                                                                     أرى أن مفاتيح الحل بيد هيئةا لبيعة ( وهي هيئة سعودية تعنى باختيار الملك وولي العهد وولي ولي العهد ، وتتكون من أبناء وأحفاد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود ، ولقد أسست الهيئة في 18 أكتوبر 2006  ، بالأمر الملكي رقم أ / 135 وتاريخ 26 / 9 / 1427هـ ، وكان يرأس الهيئة الأمير مشعل بن عبد العزيز آل سعود حتى وفاته في 3 مايو 2017 ) ، وهذه الهيئة سيطر عليها الملك سلمان عندما أستلم الحكم من أخيه الملك الراحل عبدالله في يناير 2015 ، ولكن الملك سلمان الأن هو ليس ذاك الملك بعد أن أنهكه المرض ( كشفت صحيفة “ ديلي ميرور” البريطانية في تقرير نشرته مؤخرا حول التطورات الأخيرة التي تشهدها السعودية ، كاشفة الستار عن أن الملك سلمان يعاني من “ مرض عقلي ” ولا يقوى على التركيز أو استيعاب ما يدور حوله لمدد طويلة ، ويقول التقرير أن “ الملك سلمان البالغ من العمر 81 عاما يعاني حاليا من مرض عقلي ولا يستطيع التركيز وإدراك ما يدور حوله إلا لساعات قليلة ومحدودة في اليوم”.    / نقل من موقع السودان اليوم ) ، فقرار هذه الهيئة لو كان مستقلا لأطيح بولي العهد منذ زمان ، بل لكان محمد بن سلمان بعيدا كل البعد من ولاية العهد أصلا ، ولكن السيطرة من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز ورجاله على الهيئة بدأ منذ سيناريو أبعاد الأمير مقرن ثم تلاه أبعاد الأمير محمد بن نايف !! ، أرى أن السعودية في طريق مظلم ! ، خاصة أن ولي العهد بنى دائرة علاقات داخلية / ولكن أراها متهرئة أمام ما خلقه من أعداء من قبل أبناء عمومته ومن قبل رجال الدولة والأعمال والمؤسسة الدينية ، وطور بعض العلاقات الدولية بعقود تقف في مقدمتها عقود مع الولايات المتحدة ، ولكن الضغوط الدولية قوية / بالرغم من أن عقود الأسلحة على الأكثر سوف لن تتأثر ! .. فالأطاحة بهكذا رجل ، أراه يحفظ السلم القطري / السعودية ، والأقليمي / قطر و اليمن وأيران وسوريا ، والأمن الدولي / مثلا موقفه اللاعقلاني من كندا .

الموروث الأسلامي والحاكم الظالم :                                                                                                   أن الموروث الأسلامي يشجع على بقاء الحاكم في السلطة وأن كان ظالما " قال صاحب الطحاوية ( ولا نرى الخروج على أاِمتنا وولاة أمورنا وإن جارو ...) ، والجمهور من علماء السنة يعتنقون هذا الرأي ويقبلونه ودليلهم النقلي على ذلك حديث منسوب للرسول ( أطيعوهم ما أقاموا الصلاة فيكم ) ، وحديث آخر نسبوه أيضا للرسول ( من جائكم وأمركم على رجل واحد أراد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه ) / نقل بأختصار وتصرف من موقع / أهل القرأن " ، أذن لا عجبا أن يظلم الحاكم المسلم ويطاع ! ، ويقتل الحاكم المسلم ويطاع ! ، ويجوع الحاكم المسلم الشعب ويطاع ! ، ولا نتعجب من كل هذا أذا كان القرأن نفسه يأمر بذلك ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ..(59) ﴾ / سورة النساء ) !! .


279
                          ملحق  ( تحت وفوق الطاولة قابوس ونتنياهو )

أستهلال :
المقال الحالي يعتبر كجزء ثاني للمقال السابق " تحت وفوق الطاولة قابوس ونتنياهو " .
الخبر :                                                                                                                                          بثت وكالات الأنباء اليوم 26.10.2018 ، زيارة رئيس الوزراء الأسرائيلي نتنياهو الى سلطنة عمان ولقائه بالسلطان قابوس ، وجاء بالخبر ( أنهى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة ، زيارة لسلطنة عمان هي الأولى من نوعها ، التقى خلالها السلطان قابوس بن سعيد ، وشارك في الزيارة كل من رئيس الموساد يوسي كوهين ومستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي لشؤون الأمن القومي ورئيس هيئة الأمن القومي مائير بن شبات ، ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية يوفال روتيم ، ورئيس ديوان رئيس الوزراء يؤاف هوروفيتس ، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء العميد أفي بلوت ، وهذه الزيارة الثانية ، لرئيس وزراء إسرائيلي لعُمان ، حيث سبق أن زارها عام 1994 إسحاق رابين . كما استضاف رئيس الوزراء السابق شمعون بيريز ، عام 1995 وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي في القدس . وحتى الآن ، لا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين ، إلا أنهما وقّعا في يناير/ كانون ثاني ، 1996 ، اتفاقاً حول افتتاح متبادل لمكاتب تمثيل تجارية ، ولكن العلاقات جُمدت رسمياً مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أكتوبر/ تشرين أول 2000 / موقع العربية نيت في 26.10.2018 ) .
 
 النص :   
من الممكن القول ، أن أسرائيل تغازل عمان ، لأن سلطان قابوس قد بنى علاقة وثيقة مع العدو التقليدي لأسرائيل ألا وهي الجمهورية الأيرانية ، والعلاقة العمانية الأيرانية تمتد لنحو نصف قرن ، ولتاكيد ذلك ، فقد جاء في موقع / كيوبست – في 18.05.2018 ، التالي ينقل بأختصار (  تعطي العلاقات الإيرانية العُمانية صورة مختلفة تمامًا عن الواقع الذي يخيم على العلاقات الإيرانية في المنطقة العربية ، ففي حين استَعْدَتْ طهران شقًا كبيرًا من العرب ، بفعل طموح التوسع في المنطقة العربية ، وانخراطها عسكريًا في ربيع بعض الدول ، ما أدى إلى نشوب حروب أهلية مدمرة ، تغرد سلطنة عُمان منفردة في علاقة متينة مع إيران ، وتتسم العلاقات بين السلطنة والجمهورية ببعد إستراتيجي آخذ في الازدياد .. ) ، وعن صورة العلاقة التاريخية يضيف الموقع ، ما يلي ( بحكم الجغرافيا وسيطرة البلدين على أهم المعابر البحرية الدولية “ مضيق هرمز ” ، اتسمت العلاقة الإيرانية العُمانية تاريخيًا بالتقارب ، ومنذ تولي السلطان قابوس بن سعيد الحكم في عمان عام 1970 ، حرص على تقوية علاقات بلاده مع إيران ، كما نجح أيضًا بسياسة الابتعاد عن الاصطفافات الإقليمية ؛ ففي وقت تسود القطيعة والعداء بين إيران والمحور الخليجي بقيادة السعودية ، تحتفظ عُمان بعلاقة جيدة مع الطرفين. . ) ، هذه مجرد مقدمة لتاريخ العلاقة العمانية الأيرانية ، وذلك من أجل بناء قراءتنا الشخصية لزيارة نتنياهو لعمان ! .

 القراءة :                                                                                                                                                  1 . عربيا قد تعتبر عمان /  الدولة الخليجية الوحيدة ، ذات مسار ستراتيجي يحسب بعيدا عن منحى السياسة العربية ، ويسجل أيضا خارج نطاق التغريدة الخاصة لمجلس التعاون الخليجي ، فالبرغم من العداء المستفحل السعودي الأيراني مثلا ، نرى أن عمان لها علاقات وثيقة مع أيران .                                                                                                          2 . أرى أن عمان قد تستخدم لتوصيل رسائل أسرائيلية لأيران ، بالرغم من أن مصر أيضا ترتبط بعلاقة رسمية مع أسرائيل ولكن علاقتها مع أيران ليست بمستوى علاقة عمان / بأيران ! ، كذلك بنفس الوقت أن مصر تنظر الى مصالحها الستراتيجية مع السعودية أكثر من القيام بهكذا دور ! .                                                                                                           3 . أسرائيل تتغلغل في الصف العربي ، وهذا يحسب لأسرائيل ، فكيف كان موقف الدول العربية من أسرائيل .. بعد حرب 48 ، وبعد حرب 67 ، وبعد حرب 73 ، " كان يتسم بعدم وجود أي علاقة تذكر !! " ، ممكن قياس هذا بالتحديد ، بعدد الدول التي لديها علاقات الأن / بغض النظر عن مستوى العلاقة ! مع أسرائيل ، هنا نلاحظ متوالية هندسية تصاعدية في مستوى الأتصال عامة بين الدول العربية وأسرائيل بعد هذه الحروب .                                                                                                                     4 . من المؤكد أن عمان تنظر الى مصالحها الأقتصادية المستقبلية – مع أسرائيل ، بعيدا عن الموقف العربي العام ، المأزوم بمشاكل جمة ! ووقفت عمان أيضا موقف السياسي المحايد ، من الصراع الأيراني الأسرائيلي ! ، هذا من جهة ، وموقف متزن من الصراع العربي الأسرائيلي ، من جهة أخرى ، ِشخصيا لا أسميه صراعا ، لأنه مرتبط بأزمة الدولة الفلسطينية ! .
        " من كل ما سبق : أرى أن كل المواقف الخاصة للدول ، تبنى على أساس المصالح الأقتصادية للدول ذات العلاقة ، بعيدا عن أي مسميات او مواقف أو تكتلات أخرى . " .



280

                               تحت وفوق الطاولة ... قابوس ونتنياهو
الخبر :                                                                                                                                          بثت وكالات الأنباء اليوم 26.10.2018 ، زيارة رئيس الوزراء الأسرائيلي نتنياهو الى سلطنة عمان ولقائه بالسلطان قابوس ، وجاء بالخبر ( أنهى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة ، زيارة لسلطنة عمان هي الأولى من نوعها ، التقى خلالها السلطان قابوس بن سعيد ، وشارك في الزيارة كل من رئيس الموساد يوسي كوهين ومستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي لشؤون الأمن القومي ورئيس هيئة الأمن القومي مائير بن شبات ، ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية يوفال روتيم ، ورئيس ديوان رئيس الوزراء يؤاف هوروفيتس ، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء العميد أفي بلوت ، وهذه الزيارة الثانية ، لرئيس وزراء إسرائيلي لعُمان ، حيث سبق أن زارها عام 1994 إسحاق رابين . كما استضاف رئيس الوزراء السابق شمعون بيريز ، عام 1995 وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي في القدس . وحتى الآن ، لا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين ، إلا أنهما وقّعا في يناير/ كانون ثاني ، 1996 ، اتفاقاً حول افتتاح متبادل لمكاتب تمثيل تجارية ، ولكن العلاقات جُمدت رسمياً مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أكتوبر/ تشرين أول 2000 / موقع العربية نيت في 26.10.2018 ) .
 
 القراءة :                                                                                                                                     1 . بادئ ذي بدأ ، لم حكام العرب يمارسون الأزدواجية في المبادئ السياسية ، لم حكام العرب مبتعدين عن الشفافية والصدق أمام شعوبهم ، فأرى على الحكام أما أن يكونوا ذو موقف واضح وثابت وجرئ تجاه القضايا المصيرية ، وأما أن يكونوا كالوطاويط !! ، ترفعون  شعارات ضد أسرائيل في النهار وتلتقون معهم تحت جنح الظلام .. أرى أن كل هذه الممارسات ما هي ألا ضحك على الشعوب العربية وتجهيل وتسطيح لعقليتهم .                                                             2 . أذا كان الفلسطينيون أنفسهم يلتقون ويجتمعون مع الأسرائيليون ، وهم أصحاب القضية ! ، فما هو الضير لو ألتقت باقي الدول العربية مع الدولة الأسرائيلية ! ، فعدا مصر والأردن وموريتانيا اللذين لديهم علاقات رسمية مع أسرائيل ، ووجود الكثير من الدول العربية لديها مكاتب أو أتصال أو مراكز للتشاور ! كقطر و المغرب وغيرها ، وباقي الدول يتصلون ويجتمعون ويتشاورون من تحت الطاولة !  ودول أخرى تتغازل مع أسرائيل عن بعد ! .                                                                  3 . خاض العرب عدة حروب مع أسرائيل ( أولا - حرب 1948 / أو ما يسميه الفلسطينيون النكبة وما يسميه الإسرائيليون قيام الدولة ، وهي حرب حدثت في فلسطين وأدت إلى قيام دولة إسرائيل وهجرة وتهجير فلسطينيين عن أرضهم . ثانيا - حرب 1967 / هي جولة أو معركة من سلسلة معارك الصراع العربي الصهيوني وتعد هذه الحرب التي حدثت في 5 حزيران 1967 بين إسرائيل من جهة وكل من مصر ، الأردن ، وسوريا من جهة أخرى مع جحافل من بعض الجيوش العربية مثل الجيش العراقي الذي كان مرابطا في الأردن .. . ثالثا - حرب أكتوبر أو حرب تشرين التحريرية 1973 / هي حرب دارت بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى في عام 1973م . وتلقى الجيش الإسرائيلي ضربة قاسية في هذه الحرب حيث تم اختراق خط عسكري أساسي في شبه جزيرة سيناء وهو خط بارليف .. / نقل بأختصار من موقع الجيش العربي ) ، سؤالي ما هو وضع الدول العربية بعد هذه الحروب / عدا أسترجاع بعض الأراضي لمصر كصحراء سيناء ( عيد تحرير سيناء او ذكرى تحرير سيناء هو اليوم الموافق 25 أبريل من كل عام ، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها ، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد.  وفيه تم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989./ نقل من الويكيبيديا ) ، لم تترجم هذه الحروب الى دفع الدول العربية الى مراحل نمو وتقدم أقتصادي ، بل بقت الدول تتاجر بهذه الحروب !! .                                                                                                                             4 . السؤال المركزي والمحوري ، كيف أصبح حال الدول العربية بعد هذه الحروب / أقتصاديا واجتماعيا وسياسيا .. ، هذا من جانب ، وكيف هو الأن وضع اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية .. مثلا ! ، فنرى أن العرب / بعد حروبها مستهلكون ، يأكلون ولا ينتجون ! ، وفي أدنى قائمة الدول المتقدمة ، أما اليابان وألمانيا فتحتلا قائمة أرقى الدول الصناعية في العالم ! .
5 . الأن عصر السياسات الحكيمة وليس عصر الحروب العقيمة النتائج ، فالحروب لا منتصر بها ! ، وذلك لأن الشعب العربي يدفع التضحيات ، والقادة يتاجرون بدماء الشهداء ، والنصر يكتب للرؤساء لا للشعوب ! .
                                                   
خاتمة :
أولا - رجوعا لعنوان المقال ، عمان بالأخص لا تتدخل في الشأن العربي غالبا ، فهي دائما دولة على الحياد ، وما جرى من لقاء عماني / أسرائيلي ، " اللقاء تم في العلن وله مسبباته الأقليمية "، بالرغم من أن عمان دولة غير مجاورة لأسرائيل ! .                                                                                                                          ثانيا - علما أن السعودية أيضا لديها لقاءات منها علنية وأخرى سرية مع أسرائيل ، منها .. " حوار بين الأمير تركي الفيصل ، رئيس الاستخبارات السابق بالمملكة العربية السعودية ، واللواء المتقاعد يعقوب عميدرور ، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، وأدار الحوار المدير التنفيذي بمعهد واشنطن روبرت ساتلوف / نقل من موقع التقرير " ، والسعودية هي بلد الحرمين ! .                                                                                                       ثالثا - كما يوجد تبادل تكنولوجي بين بعض دول الخليج وأسرائيل ، حيث جاء في / موقع وطن في 13.8.2018 ، التالي :         ( علاقات السريّة بين الإمارات و إسرائيل ، على كافة الصعد ، وتحديداً وهو الأهم الجانب الأمنيّ ، فبعد أن كشفت قناة 24i العبرية عن أن وفداً إماراتياً زار إسرائيل سراً لحضور دورة مغلقة ، قدمها ضباط كبار في سلاح الجو الإسرائيلي حول كيفية استخدام مقاتلات إف 35 ، أكدت مصادر مطلعة في رام الله ، وسط الضفة الغربيّة ، عن زيارة وفدٍ إماراتيّ آخر لإسرائيل . وقالت المصادر إن وفدا أمنيا إماراتي زار “ إسرائيل ” نهاية الأسبوع الماضي ، وكان يرأسه مستشار مجلس الأمن القومي في الإمارات ، علي حماد الشامسي ، إضافة إلى أربع شخصيات أمنية إماراتية أخرى .. ) .                                                                                               رابعا - هل أن اللقاءأت أو أقامة العلاقات مع أسرائيل ، يشكل جرما قوميا ويصنف في باب خيانة القضية الفلسطينية ، و الفلسطينيون أنفسهم على أتصال دائم مع الدولة الأسرائيلية ! ، وأذا كان كذلك هل مصر والأردن قد باعتا أو خانتا القضية ! ، أني شخصيا أرى " ما كان محرما سابقا سيكون مقبولا مستقبلا .
" يجب أن نكون موضوعيين وعقلانيين في سياساتنا الخارجية ، من جهة ، وصادقين مع شعوبنا ! ، من جهة أخرى ، ويجب أن يعلم العرب شعوبا وقادة ، أن خيار السلام هو أول خطوة من خطوات التقدم ! " .


281

                                السعودية .. وأغتيال الكلمة  /  جمال خاشقجي
                                    الجزء الأول - قبل العثور على الجثة
                  (  الذي يرهب الطغاة هي الكلمة وليست الرصاصة !! .. كاتب المقال  )
 
أستهلال :
في الدول العربية عندما الأعلام يدلس ويشوه الحقائق ، يمكن أن يكون ذلك وقد يحصل في عالمنا العربي خاصة ! ، وحين الحكومات بكامل أعضائها تقلب الحق باطلا أيضا يجوز لأنها حكومات أجيرة للحاكم المطلق المتسلط الأوحد ! ، ولكن عندما تكون دولة / مملكة ، من مليكها وولي عهدها وكل طاقمها التنفيذي وكل الميديا وجميع شيوخ مؤسستها الدينية الموظفين من قبل الملك ، تشوه الحقائق والوقائع وتنكر أمام العالم جريمة واضحة المعالم ، ومع سبق الأصرار والترصد ، فهذه ليست دولة بل مجموعة / عائلة ! ، خارجة عن القانون  تحكم شعبا مغيبا مجهلا ومغلوبا على أمره ! .

النص :
أفادت دبي- العربية . نت  في 9.10.2018 التالي ( أعلن النائب العام السعودي ليل الجمعة أن التحقيقات أظهرت وفاة المواطن السعودي جمال خاشقجي خلال شجار في القنصلية.  وأفاد النائب العام في بيان أن التحقيقات الأولية في موضوع المواطن جمال خاشقجي أظهرت وفاته ، كما أوضح البيان أن المناقشات التي تمت بين خاشقجي وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مما أدى إلى وفاته  ، الى ذلك ، أكدت النيابة العامة أن تحقيقاتها في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية والبالغ عددهم حتى الآن ( 18 ) شخصاً جميعهم من الجنسية السعودية ، تمهيداً للوصول إلى كافة الحقائق وإعلانها ، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة . ) .

القراءة :
 ليس هذا المقال تعريفي بالأعلامي / الصحافي ، جمال خاشقجي – المعروفة سيرته ، والذي كان قبل سنوات في خدمة السلطة السعودية ، ولست مؤيدا له ، أو نصيرا لقضيته ، أو متعاطفا لنهجه وكتاباته ، ولا يهمني بشكل أو بأخر أذا كان قد جانب الحقيقة برأيه بجماعة الاخوان المسلمين أم لا ، كل هذا لا يشغلني ! ، وبنفس الوقت سأتجنب مجرى الوقائع والتحقيقات ، لأنها متوفرة في المواقع ووكالات الأخبار - ألا ما يتطلب المقال من عرضه لأكمال الصورة الكلية للوقائع ، ولكن الذي يشغلني كيف الحكومة تصفي مواطنيها أصحاب الكلمة الحرة : والذي سأسرده هو ألقاء الضوء على واقعة قتله من رأس السلطة السعودية ! .. " والمقال سيكون على جزئين " .
الحقيقة الأولى - المملكة من مليكها الى حكومتها وأعلامها مرورا بولي العهد محمد بن سلمان ، افادوا بأن خاشقجي دخل للقنصلية وخرج !! ، وأشدد على تصريح ولي العهد الذي قال أن خاشقجي غادر القنصلية ( أكد ولي العهد ، الأمير محمد بن سلمان ، أن هناك شائعات بشأن ما حدث للكاتب جمال خاشقجي ، مشددًا على أنه مواطن سعودي ، والمملكة حريصة جدًّا على معرفة ما حدث له ، وقال ولي العهد ردًّا على سؤال بلومبيرغ في هذا الشأن ، خلال حواره معها : إن المملكة سوف تستمر في محادثتها مع الحكومة التركية لمعرفة ما حدث لجمال خاشقجي هناك ، ولفت ولي العهد إلى أن ما يعرفه " أن جمال خاشقجي دخل القنصلية السعودية لدى تركيا وخرج بعد دقائق قليلة أو ربما ساعة ". / نقل من المواقع التالية : الخليج العربي / صحف السعودية / صحيفة المواطن  ) ، فكيف الأمر وخاشقجي لم يغادر القنصلية ، بل قتل على أرضها !! ، ألم يكن ولي العهد يعلم أنه لم يخرج !! ، والذي خرج فيما بعد هي جثته / كاملة أو مقطعة ! - والجزء الثاني من المقال سيسلط الضوء على هذه الجزئية ! .
الحقيقة الثانية - وكيف اليوم 19.10.2018 ، تقول السعودية بعد 17 يوما من دخوله للقنصلية أن خاشقجي توفى نتيجة أشتباك بالأيادي ! ، ولم تقل قتل ! ، هل هذه المعلومة / الأشتباك ، أستغرقت أكثر من أسبوعين حتى تصل للملك وولي العهد ! ومن ثم الى الحكومة بأكملها ، أم أن الكل مغيب ! ، أم أن الأمر كان يحاك من أجل أخراج رواية الوفاة ! . 
الحقيقة الثالثة - وفي مقال للكاتب والروائي الأميركي ديفيد إغناتيوس في صحيفة The Washington Post الأميركية / أنقله باختصار (( يبدو أن الرواية السعودية الجديدة ستنطوي على أن القصر صرَّح بالقبض على خاشقجي للتحقيق معه وليس قتله ، لكن هذه النسخة تحتوي على بعض الثغرات الواضحة : إذا كان الهدف هو «إعادته» إلى المملكة العربية السعودية ( بعبارةٍ أكثر تهذيباً ) ، فلماذا أُجري التحقيق معه في إسطنبول؟ ولماذا انضم خبير الأدلة الجنائية كما يُزعم إلى الفريق المُكون من 15 رجلاً .. )) ، وهنا التساؤل لم هذا الفريق المخابراتي الأمني الضخم ! ولماذ بالتحديد أن يضم هذا الفريق د . صلاح محمد الطبيجي ( 47 عاما ، طبيب شرعي حصل على الماجستير من جامعة غلاسكو في اسكتلندا / نقل من موقع BBC ) ، ولم الفريق يضم طبيبا ! ، أضافة الى ضباط من دائرة ولي العهد / ك " ماهر مطرب " – عقيد في المخابرات السعودية والذي يرافق ولي العهد دوما ! ، من الواضح ان الأمر مخطط له في المملكة ! ، ومبيت له ! ومن قبل ولي العهد تحديدا ! .
الحقيقة الرابعة - لماذا لم تعترف السعودية منذ اليوم الأول للحادث في 2.10.2018 أن أشتباكا حصل وقد قتل خاشقجي خلاله ! ، وهل العالم بهذه الجهالة ليصدق الرواية السعودية ، بعد أكثر من 17 يوم على قتله ! .
الحقيقة الخامسة - هل أن وفدا بهذا المستوى يغادر بدون علم ولي العهد ! ، ولم أعفي مستشار ولي العهد سعود القحطاني من منصبه ! ، وهل القحطاني يعمل من ذات نفسه دون أخذ مشورة رئيسه الأمير محمد بن سلمان .

خاتمة المقال / قبل العثور على الجثة ! :
1 . أني لأتعجب من الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان ، وظهورهما في الميديا وهما يرسمان أبتسامة عريضة ! ، وكأن شيئا لم يحصل ! ، هل أرواح الشعب بهذا الرخص ! ، خاصة بفرد على وزن خاشقجي ! .
2 . هل أختلاف الرأي والنقد وبيان ثغرات الأخفاق السياسي وتداعيات حرب اليمن وكبت الحريات .. مصير الذي يتعرض لها هو القتل ! / خنقا أو ذبحا أو تقطيعا أو تسميما ! .
3 . كيف يتحول فرد / خاشقجي ، من موظف داخل السلطة ، الى معارض ! ، وما سبب هذا الخلاف الذي أدى الى قتله ! هل يحمل المغدور أسرارا جعلت من المملكة أن تصفيه قبل البوح بها ! ، هذا تساؤل مشروع .
4 . ختاما .. في السعودية لا قانون ولا دستور مدني ! ما يحكمها هو الشريعة الأسلامية ، التي تؤكد على أطاعة الحاكم ، ووفق الأية التالية وغيرها ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ .. 59 / سورة النساء ) ، وكذلك حديث الرسول " ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني ". رواه البخاري (7131) ومسلم (1835) .. وهل يعني هذا الذي لم يطع / كجمال خاشقجي نهايته القتل !!
.
 

282
                            الرجم في الأسلام ( من يرجم من ! )
تمهيد :
الرجم ك " تعريف " ، هي عقوبة الرمي بالحجارة حتى الموت ، وهذه العقوبة شائعة في اليونان القديمة كما أنها موجودة في العديد من الديانات كاليهودية والأسلام .. / نقل من الويكيبيديا .                                                                              أما " معنى " كلمة رجم ، فقد جاء في قاموس المعاني : أن معنى - ر ج م : الرَّجْمُ القتل وأصله الرمي بالحجارة ، و الرُّجْمَةُ كالعجمة واحدة الرُّجَم والرِّجَامِ وهي حجارة ضخام دون الرضام وربما جمعت على القبر ليسنم ، وقال عبد الله بن مغفل في وصيته لا تُرَجِّمُوا قبري أي لا تجعلوا عليه الرجم أراد بذلك تسوية قبره بالأرض وألا يكون مسنما مرتفعا ، كما قال الضحاك في وصيته ارسموا قبري رسما والمحدثون يقولون لا ترْجُمُوا قبري بالتخفيف ..

النص :
 وبخصوص موضوعة الرجم وفق العقيدة الأسلامية .. سأطرح الأضاآت التالية / ومن يرغب بالتوسع هناك الكثير من المراجع يمكنه الرجوع أليها :                                                                                                                                    1 . أن الرجم / وفق النص القرأني ، نسخ لفظها وبقي حكمها ، لم تكن في سورة النور وإنما كانت في سورة الأحزاب كما عند ابن حبان في صحيحه من حديث أبي بن كعب ، قال : كانت سورة الأحزاب توازي سورة البقرة فكان فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ، وحكمها باق غير منسوخ كما ثبت عن عمر ، فقد أخرج ابن ماجه في سننه من حديث ابن عباس ، قال قال عمر بن الخطاب : لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل ما أجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة من فرائض الله ألا وإن الرجم حق إذا أحصن الرجل وقامت البينة أو كان حمل أو اعتراف ، وقد قرأتها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ... قال الشيخ الالباني : صحيح ، وكذا أخرجه البيهقي في سننه بروايات وألفاظ مختلفة وقال : وفي هذا دلالة على أن آية الرجم حكمها ثابت وتلاوتها منسوخة وهذا مما لا أعلم فيه خلافا . / نقل بأختصار من موقع مركز الفتوى .                                                                                                                                            * من النص السابق يتبين أن أية الرجم " نسخ لفظها وبقى حكمها " ، ويتبين أيضا من الرواية ، أن عمر بن الخطاب كان من أكثر المتحمسين والمتشددين بفرضها ! .
2 . روى البخاري (6830) ومسلم (1691) عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب صعد المنبر فخطب الجمعة ، وكان مما قال : ( إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ ، فَقَرَأْنَاهَا ، وَعَقَلْنَاهَا ، وَوَعَيْنَاهَا ، رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ ، وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، إِذَا قَامَتْ الْبَيِّنَةُ ، أَوْ كَانَ الْحَبَلُ ، أَوْ الِاعْتِرَافُ ) . زاد أبو داود (4418) : ( وَايْمُ اللَّهِ ، لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ : زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، لَكَتَبْتُهَا ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود . / نقل بأختصار من موقع الأسلام سؤال وجواب وموقع مركز الفتوى .                                                                                                                               * في هذا النص يؤكد عمر بن الخطاب ، أن الرسول قد رجم وهم من بعده قد رجموا / أي الصحابة ، ويؤكد عمر أيضا ، أن الرجم ، منصوصا عليها في القرأن ، وهي فريضة ألهية ! .     
3 . ومن الجدير بالذكر أنه ليس هناك من تعارض بين آية النور :  الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي ...... { النور: 1 } إلى آخر الآية ، وآية الرجم ( الشيخ والشيخة ... إلخ ) ، فهذه في حق الثيب المحصن فحكمه الرجم بالحجارة حتى الموت ، وآية النور في حق البكر فحكمه الجلد مائة جلدة مع التغريب كما في الحديث على خلاف في ذلك ، قال القرطبي : وهذه الآية ناسخة لآية الحبس وآية الأذى اللتين في ( سورة النساء ) .. /  نقل بأختصار من موقع أسلام ويب .                                                                                                                                     * الغريب بالأمر أنه في هذه النصوص هناك قياسات مختلفة للقصاص ، فأما الثيب / حكمها الرجم حتى الموت ، وأما البكر / حكمها الجلد ، علما أن الواقعتين هي " زنى " ! ، والتساؤل هل لله عقوبات مختلفة  لذات الفعل .

القراءة :
أولا - من الموروث الأسلامي ، ومن ما طرح في أعلاه ، يتبين أن ( الرجم قد نسخ لفظها وبقى حكمها ) ، وهنا ندخل في أشكالية وهي : هل الله يغيير في أقواله ! وكيف لله ذلك والقرأن موجود منذ الأزل ، وفق الايات التالية :
(بل هو قرآن مجيد، في لوح محفوظ ) ( البروج 21-22) ، ( إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون ، وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) ( الزخرف 3-4 ) ، ( إنه لقرآن كريم ، في كتاب مكنون ) ( الواقعة 77 – 78 ) .. وروى البخاري في صحيحه " من حديث عمران بن حصين -الطويل- وفيه عن محمد بن عبدالله :« كان الله ولم يكن شيء غيره ، وكان عرشه على الماء ، وكتب في الذكر كل شيء ، وخلق السماوات والأرض » ، قال الحافظ ابن حجر ان المراد بالذكر هنا : هو اللوح المحفوظ .. " ... فكيف أن يغيير الله فيما كتب وما أقر وما أمر من فرائض وأحكام !! . وكيف أن يستقيم الامر بفريضة نسخ لفظها وبقى حكمها ! ، فأما أن يبقى لفظها وحكمها ، أو أن ينسخ اللفظ والحكم معا ، وذلك من أجل وضوح التطبيق .
                                                                                                                                                             ثانيا - نلاحظ أيضا فيما ورد في أعلاه ، أن عمر بن الخطاب يبين بخصوص " الرجم " ، التالي ، نقلا عن أبو داود (4418) : ( وَايْمُ اللَّهِ ، لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ : زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، لَكَتَبْتُهَا ) ، وهنا نتساءل هل القران كان في اللوح المحفوظ كما ذكرت في الفقرة أولا ، أم أن القرأن يتقبل أضافات وتعديلات الأخرين ، كعمر مثلا !! ، وأذا كان كذلك / أي يقبل الأضافات ، أذن هو كتاب أرضي يخضع للظروف الزمانية والمكانية ، وفق التغيرات المجتمعية والحياتية ! .   
                                                                                                                                                               ثالثا - ليس كل فرق المسلمين متفقة على موضوعة الرجم ، فللشيعة رأي أخر ، لأنهم يقرون بأن أية الرجم محرفة ، ففي موقع / الشيعة العالمية ، يبينون التالي : أن كلمة الرجم قد جاءت بألفاظ عدّة وهي ( إذا زنيا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم .  الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بـما قضيا من اللذة . إن الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ) ، ويقولون : وإن كانت آية الكرسي سيدّة آي القرآن فإن آية الرجم سيدة آي التحريف حيث أخرجها البخاري في صحيحه في أكثر من موضع عن ابن الخطاب وقد ألـح عليها هذا في أكثر من موقف ومقام وأراد دمجها في المصحف الذي حاولوا إنجازه ليكون للمسلمين ملجأ – زعموا - ومصحفا رسميا للدولة في زمن أبي بكر ولكنهم فشلوا ، وحيث كان ابن الخطاب وحده لم يستطع دسها في القرآن ) ، ثم يضيف الموقع : ( ونذّكر هنا بما أخرجه ابن اشته في المصاحف عن الليث بن سعد قال : أول من جمع القرآن أبو بكر وكتبه زيد… وإن عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده ، ويا ليت محاولته اقتصرت على دسها في المصحف بل ظلت هذه الفكرة تراوده بين الحين والآخر ويتلهف لفشله في تنفيذ مخططه ، حتى قام خطيبا كاشفا عما يستره في صدره منذ أول زمن أبي بكر وزاد على ذلك أنه يريد الآن إلحاقها في القرآن ولكنه يخاف من أن يقول الناس إن ابن الخطاب زاد في كتاب الله عز وجل ! ، وهذا قول عمر : ( لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي ) ، فهو لم يكن يخاف من رب الناس في دسها في كتاب الله ، لأنه يرى أن تلك الآية من القرآن وإلحاقها فيه أمر مطلوب ) ..                                                                                                      في هذه النقطة ، نرى أن الشيعة تشدد على دور عمر في تثبيت حكم الرجم ! ، وبذات الوقت تؤكد الشيعة على أن أية الرجم محرفة ! .
رابعا - بخصوص النص التالي ( الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ نَكَالًا مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ، أرى أنه هناك أشكالية في بنية هذا النص ، وهي : لما ورد هذا النص بهذا التوصيف العمري للزناة ! ، وهل هذا يفضي الى أن الرجال والنساء والشباب والشابات والأحداث غير مشمولين بهذا الحكم ! ، ولماذا جاء بهذه الصيغة ولم يأتي عاما مطلقا ! .

خاتمة                                                                                                                                                       1 . هناك فلسفة توحش في الكثير من نصوص الموروث الأسلامي ، فعندما يقول عمر بن الخطاب : " رجم رسول الله ورجمنا بعده " ، هذا دليل على فلسفة دموية في العقاب ، لا يتخللها أي فسحة من السماح أو الغفران أو التوبة ، وكيف لرسول أن يرجم وهو قدوة لقومه ! ، وهذا الأمر يجرنا الى عرض فلسفة مناقضة أخرى للمسيح في ذات الحدث ، وهي متضاددة للأولى نصا وبنية ومفهوما ، ففي أنجيل يوحنا / أصحاح 8 : ( 1 أما يسوع فمضى إلى جبل الزيتون ، 2 ثم حضر أيضا إلى الهيكل في الصبح ، وجاء إليه جميع الشعب فجلس يعلمهم ، 3 وقدم إليه الكتبة والفريسيون امرأة أمسكت في زنا . ولما أقاموها في الوسط ، 4 قالوا له : يا معلم ، هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل ، 5 وموسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه ترجم . فماذا تقول أنت ، 6 قالوا هذا ليجربوه ، لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه . وأما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض ، 7 ولما استمروا يسألونه ، انتصب وقال لهم : من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر ) .. أني أرى أن الأية 7 تؤشر الى فلسفة غفران من جهة والى تساؤل حياتي وأجتماعي ودنيوي من جهة أخرى ، فمن من البشر من لم يرتكب الخطيئة ! ، فالكل خطاة ، فهل نرجم البشرية جمعاء .                                                                                                                      2 . وأرى أن أفضل ما أختم مقالي به هو التالي : من يجب أن يرجم  .. الخطاة ! ، أم نصوص ملؤها الدم والتوحش والقتل والكراهية والتكفير والسبي .. !! هذه النصوص هي التي قادت الى فلسفة حياة أحادية مغلقة منعزلة عن الأنسانية ! . وولد من رحمها العشرات من المنظمات الأرهابية الأسلامية ، بدءا من القاعدة وأنتهاءا بداعش .. 
 



283
                                   قراءة في منح العراقية / الأيزيدية ، " نادية مراد " نوبل للسلام

أستهلال :
نشرت في العديد من المواقع ، منها موقع / الحوار المتمدن ، مقالا في 2.1.2016 بعنوان ( العراق خسر نفسه كعراق ، فلنسعى ل "  نوبل  " لليزيدية نادية مراد .. كتعويض ) ، وتمر الأيام وتمنح نادية مراد العراقية / الأيزيدية ، التي أغتصبت من قبل داعش .. جائزة نوبل للسلام .

الموضوع :                                                                                                                                                طالعتنا الاخبار اليوم بنيل العراقية / الأيزيدية ، نادية مراد جائزة نوبل للسلام ، واسرد الخبر كما جاء في موقع  CNN:                           أتلانتا ، الولايات المتحدة الأمريكية 5 . 9 .2018  (CNN)-- أعلنت لجنة نوبل ، الجمعة ، منح جائزة نوبل للسلام لعام  2018 ، إلى الناشطة الأيزيدية العراقية نادية مراد والطبيب الكونغولي دينيس ماكفيغا ، بسبب جهودهما لإنهاء استغلال العنف الجنسي كسلاح خلال الصراعات المسلحة . وقالت رئيسة لجنة نوبل للسلام بيريت ريس أندرسون ، خلال الإعلان عن الفائزين بالجائزة ، إن نادية مراد ، التي احتجزها واغتصبها عناصر تنظيم " داعش "، بعد هجومهم على الأيزيديين في سنجار بالعراق عام 2014 ، أظهرت " شجاعة غير عادية في التحدث عن معاناتها ومعاناة الضحايا الآخرين".  وأضافت رئيسة لجنة نوبل للسلام أن الطبيب الكونغولي دينيس ماكفيغا ، دكتور أمراض النساء والولادة ، عمل على مدار سنوات لمعالجة عشرات آلاف النساء والفتيات من ضحايا الاغتصاب والعنف الجنسي ، الذي أصبح يتم استخدامه كسلاح حرب منذ بدء النزاع في الكونغو عام 1995. وأوضحت رئيسة اللجنة أن رسالة جائزة هذا العام هي أن " النساء ، اللاتي يمثلن نصف المجتمع ، يتم استغلالهن كأسلحة حرب ، ويجب حمايتهن ومحاسبة المعتدين على أفعالهم ومحاكمتهم".  .

القراءة :
1 . نادية مراد ، هي فتاة إيزيدية عراقية من قرية كوجو في قضاء سنجار/ العراق ، ولدت في سنة 1993، تزوجت في شهر أغسطس من عام 2018 من العراقي عابد شمدين في مدينة توتغاد بألمانيا ، ونادية هي إحدى ضحايا تنظيم الدولة الإسلامية -داعش الذي قام بأخذها كجارية عندهُ بعد أن تمكنَ من احتلال منطقتها وقتل أهلها في القرية من بينهم أمها وستة من أخوانها ..
2 . في سبتمبر عام 2016 ، عين مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ، رسمياً ، نادية مراد سفيرة للنوايا الحسنة من أجل كرامة الناجين من الإتجار بالبشر ، وقالت المنظمة أن هذا التعيين الرسمي ، التي جرت وقائعه في المركز الرئيسي للمنظمة في نيويورك ، يمنح للمرة الأولى لأحد الناجين من الفظائع . 
3 . زارت نادية مراد الكثير من البلدان وبعض المحافل الدولية لتعريف العالم ، بما عانته من داعش ، من ذلك مايلي : ألقت خطابا بمجلس الأمن في 16.12.2015 ، وزارت دولا منها السويد وفرنسا والمملكة المتحدة و إيطاليا .. ، ثم زارت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، ومن ثم شيخ الأزهر أحمد الطيب في شهر ديسمبر 2015 / علما أن شيخ الازهر لم يكفر داعش الذي هو سبب نكبة هذه الفتاة ، كما ظهرت في عدة قنوات إعلامية في مصر منها قناة القاهرة  مع عمرو أديب ، كما ظهرت في قناة البغدادية مع أنور الحمداني في برنامج استوديو التاسعة وروت قصة خطفها من قبل التنظيم هناك ، بعد ذلك التقت أيضاً برئيس اليونان بروكوبيس بافلوبولوس برفقة عون حسين الخشلوك مدير قناة البغدادية ..
4 . ليس سهلا التكلم عن هذه الفتاة / نادية مراد ، ولكن الحياة أنتصرت لها ، الحياة أنتصرت للمظلوم والمقهور ، فمن وحشة الأغتصاب وشناعة التعذيب يتولد الأمل ، فضحية داعش يتبوأ أسمها اليوم الأخبار بنيلها نوبل للسلام وتسقط داعش في مزبلة التأريخ مرذولة .                                                                                                        5 . أن من مرتكزات المنظمات الأرهابية / داعش مثلا ، في حراكها هو الموروث الأسلامي ، خاصة بما حدث في صدر الدعوة الأسلامية ، فهم يستندون على أحداثه ورواياته ووقائعه ، فمثلا في واقعة سبي بني النضير ، سبى محمدا صفية بنت حيي ، بعد قتل ذويها / زوجها وأخيها وأبيها ، ولكن رجال الأسلام دائما يجملون الأحداث المخجلة ، فيحدثنا موقع / موضوع ، بالتالي أنقله بأختصار " كان النبيّ قد جلس إلى صفيّة وذكر لها مفصِّلاً ما حلّ به وبالمسلمين من أذى اليهود ، وقومها تحديداً ، وبقي يخبرها عمّا حلّ بقومها حتى زال همّها وحزنها ، فلم يعاشرها الرسول وهي مبغضة له أبداً ، حيث قالت صفية في ذلك ( وكان الرسول من أبغض الناس إليَّ قتَل زوجي وأبي وأخي ، فما زال يعتذرُ إليَّ ويقولُ : إنَّ أباك ألَّب عليَّ العربَ وفعَل وفعَل ، حتَّى ذهَب ذلك مِن نفسي .. ) " .
6 . والتساؤل هنا : ماذا أظهر لنا التأريخ من حقائق بهذا الحدث ! ، أرى أن الاعمال الشنيعة التي أرتكبتها داعش ، والذي من أفرازاتها ما حدث  ل " نادية مراد " ، لم ياتي من فراغ ، وذلك لأنه مرتكز على نصوص قرأنية لا تقبل الشك أو الجدل ، فقد جاء في موقع / ملتقى أهل التفسير – حول التعامل مع الأسرى التالي ، أنقله بأختصار ( ففي تفسير أية " فأذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا 4 / سورة محمد " ، فقد نص الفقهاء على أن الحاكم الذي يُدير المصالح السياسية للدولة إذا رأى مصلحة ، له أن يفعل بالأسرى أربعة أشياء - أولها : قتل الأسرى إذا رأى الحاكم أنهم يُشكلون خطرا على الدولة ، ثانيا : المن : أي إطلاق الأسرى بدون ثمن ، ثالثا : الفداء وهو أن يفتدي العدو أسراه بالمال ، رابعا : الرق : وهو أن يرى الحاكم أن يجعل هؤلاء الأسرى / النساء والاطفال ، ضمن مؤسسة الرق الموجودة في المجتمع .. ) ، وهذا الأمر / الأسرى ، والتعامل الوحشي والقسري معه متأصل بالتراث الاسلامي ، ( فقد قال عبد الكريم الجوزي : كتب إلى أبي بكر في أسير أسر ، فذكروا أنهم التمسوه بفداء كذا وكذا ، فقال اقتلوه ، لقتل رجل من المشركين أحب إلي من كذا وكذا ) .

خاتمة :
 أرى أنه  من الضروري أن تعترف المراجع الأسلامية ، أن ما حصل لهذه الفتاة / نادية مراد ، هي أنها كانت ضحية للموروث الأسلامي وليس أنها ضحية ل " داعش " ، لأن داعش وليدة هذا الموروث المعبأ قتلا وعنفا ! .. وأن تكريم المجتمع الأنساني ل نادية مراد هو تسقيط لهذا الموروث ، وأعلاء لشأن هذه الفتاة ، التي تكلمت بكل شجاعة وعنفوان عن ما مارسه عبدة الموروث الأسلامي من أغتصاب لحياتها ومن قتل لأسرتها ومجتمعها ، أرى أنه من المهم أن يدين العالم بكل مؤسساته المجتمعية هذا الموروث الذي أراه وصمة عار في جبين الأنسانية ، لما به من تكفير وألغاء للمجتعات المخالفة لمعتقده ! . 



284
                                     المافيا الدينية الأحزاب الأسلامية كنموذج

أستهلال :
    عندما تموت القيم الأنسانية وتنحدر الروابط الأخلاقية وينتشر التكفير وألغاء الأخر ، تبرز تنظيمات دينية ، تتظاهر على أنها هي المنقذ والخلاص لكل ما فقد من المجتمع ، على أساس أنها الحل ! ، علما أنها هي السبب والنتيجة لكل ما حدث من تدهور أجتماعي وخلقي وأنساني ، هكذا فعلت المنظمات والتنظيمات والتجمعات والأحزاب الدينية الأسلامية ، خاصة بالمجتمعات العربية .. وسوف لن أخوض في تأريخ هذه التنظيمات وعددها وتشكيلاتها ، بل سألقي ضوءا فكريا على نهجها.   
النص :                                                                                                                                                 لعبت الأحزاب الأسلامية دورا رئيسيا في المجتمع والحياة السياسية ، وسأذكر بعضها على سبيل المثال وليس الحصر ، معتمدا على الأسوأ نهجا وفكرا وتجربة ، ثم سأسرد قراءتي الخاصة لهذه التنظيمات ..                                           جماعة الأخوان المسلمين ( تأسس تنظيم جماعة الاخوان المسلمين من قبل حسن البنا في مصر في مارس عام 1928م  كحركة إسلامية ، وسرعان ما انتشر فكر هذه الجماعة ، فنشأت جماعات أخرى تحمل فكر الإخوان في العديد من الدول ، ووصلت الآن إلى 72 دولة تضم كل الدول العربية ودولا أسلامية وغير إسلامية في القارات الست ) ، ينتمي فكر الاخوان المسلمون الى أهل السنة والجماعة ، يقابله بالعراق حزبان رئيسيان ، وهما حزب الدعوة / الشيعي الفكر والعقيدة ( أجتمع الأعضاء المؤسسون للحزب في سنة 1957، وتأسست النواة الأولى لحزب الدعوة الإسلامية على صيغة هيئة مؤلفة من 8 أعضاء ، وكان لـمحمد باقر الصدر دور رئيسي في لجنة قيادة الحزب الذي تشكل لخلق حالة توازن فكري مع الشيوعية والعلمانية والقومية العربية  وغيرها من الأفكار المادية ، كما كان لمحمد حسين فضل الله تأثرًا كبيرًا بفكره وعقلانيته وتدينه ) ، والحزب الأخر هو الحزب الإسلامي العراقي / الذي ينهج عقيدة أهل السنة والجماعة ( حزب سياسي من العراق أسس في عام 1960م ، وأعيد تأسيسه في لندن عام 1991 ، ثم عام 2003 في العراق ، يدافع عن أهل السنة والجماعة في العراق ويعد نفسه ممثلا لهم في الحكومة العراقية الجديدة بعد 2003 .)
 القراءة :
1 . أن معظم هذه الاحزاب / الأسلامية ، لها مليشيات أو تحالفات مع مليشيات أو لها تنظيمات مسلحة أو خلايا للأغتيالات والتصفيات الدموية .. وتعتمد على هذه الفرق لخلق الفوضى وعدم الأستقرار ، أضافة الى دورها المشبوه في الاغتيالات والخطف والأتاوات ! .
2 . ليس من هدف لهذه التنظيمات سوى الحكم ، حتى ولو كان السبيل الى ذلك تحطيم الوطن والمجتمع معا ، فهي ترفع شعار الدين كغطاء ومظلة من أجل الوصول للحكم ، الغاية عندها هو السلطة وليس الدين ، لأن الدين هو الوسيلة ! .                    3 . هذه الأحزاب وهي تتسلق للوصول للسلطة تتاجر بدماء وقوت الشعب ، فتلحظ على هذه الأحزاب أنها تمتلك ثروات طائلة ، أضافة الى هذا ، أن قيادات الأحزاب الدينية / خاصة العراقية منها ، تسلك كل الطرق للحصول على الثروة ، بغض النظر عن مصلحة الشعب .                                                                                                                                  4 . تعمل هذه الأحزاب على نشر الممارسات والطقوس والشعائر الدينية الشاذة ، بشكل ملفت للنظر ، وذلك حتى يبقى الشعب غاصا في سباته / تجهيل الوعي ، غاضا الطرف عن سلوك رجال العمائم والتابعين لهم ! .                                                      5 . هذه الأحزاب بعيدة كل البعد عن الحس الوطني ، فهي لديها تخابر مع دول أخرى / كحالة الاخوان المسلمين في مصر والتخابر مع قطر وتركيا – أيام حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى ، والأحزاب الأسلامية في العراق / والتخابر مع أيران وقطر وتركيا والسعودية ..                                                                                                                                   6 . كهنة الأسلام والأحزاب التي تحسب على فكرها ، هي أكثر الأحزاب ظلما للشعوب ، وهذا هو الواقع ، كما هو الحال في العراق ، حيث أصبح الواقع المعيشي بالعراق في أسوأ مستوياته ، فالشعب يعاني فقرا وجورا وظلما ، ورجال الدين والأحزاب الأسلامية يعيشون في ترف وبذخ ومجون ، هم وأعوانهم ، ويبررون بذات الوقت أفعال الحكومات الفاسدة .                                                                                                                            7 . وفي الوقت الذي يجب أن يكون رجال الدين وأحزابهم في جانب النزاهة والعدل والشفافية ، نرى هولاء ، من أكثر الجهات داعمة للفساد وللكسب غير المشروع ، مساندين كل لص ومرتشي في سبيل الحصول على المال وتبوأ المناصب العليا ! فهم الغطاء لكل أنواع القهر ! .                                                                                                                            8 . الأحزاب الأسلامية / العراقية خاصة ، أحزاب ظلال ، تزور وتدلس ، أوجدت الفساد الديني ! ، أليس من المفروض أن تكون أول من ينصر المظلوم على الظالم ، ولكنها دوما في جانب الباطل ضد حقوق شعب مقهور ، جائع بلا أي خدمات ! .

ليس وصف أدق من أن هذه الأحزاب / ورجال الدين الداعمين لهم ، هم مافيات حزبية بلباس ديني ، وذلك لأنها :
أولا - مستندة على العقيدة الدينية الأسلامية في النهج والتحرك ، ولأنها تنهل من لب العقيدة هذا من جانب ، ومن جانب أخر تساند العصابات التابعة للأحزاب أو تغض النظر عنها .
ثانيا - لها عصابات مسلحة ، تغتال وتخطف وتقتل بأسم الدين ، وتحت أعين رجال الدين أنفسم ، حتى وصل الأمر بها أن تقتل على الهوية !! .
ثالثا -  قسمت المجتمع الى مسلم والى كافر ، وهي بهذا أذكت روح التفرقة وألغت مبدأ المواطنة في الوطن الواحد .
رابعا - هذه العصابات غيرت ثقافة وتقليد المجتمع من صوره الحضارية التقدمية الى صوره الظلامية المتخلفة / خاصة الزي النسوي المتمثل بالنقاب والحجاب .. وحتى الرجال منهم كتطويل اللحى و .. ، وبهذا غيرت المظهر العام للمجتمع !! .             " لكل ما سبق .. ألا تستحق أن توصف الأحزاب الأسلامية كنموذج للمافيا الدينية بسيطرتها الأرهابية على المجتمع " .
 

 







285
                                                   الموروث الأسلامي في خدمة صنم الحاكم

 1 . في الدول العربية تحديدا الرئيس أو الملك أو الخليفة أو الشيخ أو الأمير .. هو القائم مقام الله / بشكل أو بأخر ، لأنه المنزه ، العليم ، المحصن ، هو الأمل ، لا يخطأ ، حتى يوصفه البعض بأنه المرسل من الله لخلاص الشعب ، والحال هذا يذكرنا بالحاكم بأمر الله / الخليفة الفاطمي السادس الذي حكم من 966 الى 1021 ، ( ذكر جلال الدين السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء في سنة 396 هـ أمر - أي الحاكم بأمر الله - الناس بمصر والحرمين إذا ذكر أسم الحاكم أن يقوموا ويسجدوا في السوق وفي مواضع الاجتماع ) ، وهذا الأمر ، يستوجب فريق من الأعوان ، يقف في مقدمتهم رجال الدين ! ، لأن رجال الدين هم الذين يسوغون بقاء الحاكم بخطبهم وبتوجيهاتهم ، وهم دائما في خدمة الحاكم ضد المحكوم ، فمثلا أعتمد الرئيس محمد أنور السادات / 1970 – 1981 ، في سنواته الأخيرة على العزف على الوتر الأسلامي ، حتى سمي ب " الرئيس المؤمن " ، الى ان أنقلب السحر على الساحر وأغتيل من قبل الجماعات الأسلامية / خالد الأسلامبولي ورفاقه .                                                                                                       2 . الحكام العرب ، لا يتركون الحكم مادام لديهم نفس بالحياة ، وحتى وأن أقعدهم المرض ! ، فالملك فهد بن عبد العزيز / 1982 – 2005 ، بقى في الحكم وهو على كرسي متحرك ، والرؤساء العرب أصبحوا مضرب الأمثال بالبقاء بالحكم ، مثلا الرئيس الليبي معمر القذافي 1969 – 2011 ، حكم أكثر من 42 عاما / الى أن قتل ، والرئيس المصري حسني مبارك 1981 – 2011 ، حكم 30  عاما / الى ان خلع ، والرئيس السوداني عمر البشير 1989 – حتى الأن / لا زال يحكم ! . هولاء هم حكامنا يأتون نزيهون ويذهبون باموال لا يستوعبها العقل ! ، وحكام العراق الجدد أكبر مثال على ذلك ! ، ينهبون بمرأى وسند وحماية من قبل رجال الدين / بلا أستثناء - شيعة وسنة ، ورجال الدين أنفسم شركاء في النهب ، وبنفس الوقت هي جزء مهم وفعال في العملية السياسية ! .                                                                                                              3 . والعرب الأن / حكاما ومحكومين ، هم أمتداد لعرب العهد النبوي المحمدي ، حيث كانوا يقدسون ويؤلهون الحاكم في تلك الحقبة ، والرسول بذاته كان عظيم قومه / الحاكم ، وكان مؤلها ومقدسا ! ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، منها : في سنن النسائي " كتاب الطهارة " ب البول في الإناء : ( قالت كان للنبي .. قدح من عيدان يتبول فيه ويضعه تحت السرير ، هذا مختصر وقد أتمه ابن عبد البر في الاستيعاب فقال فبال ليلة فوضع تحت سريره فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء فسأل المرأة يقال لها بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من الحبشة فقال أين البول الذي كان في هذا القدح فقالت شربته يا رسول الله . ) ، كما أن ( صحابة الرسول كانوا يمسحون وجههم بنخامة الرسول " مُخاط الأنف " ويتقاتلون على الماء الذي توضء به / صحيح البخاري " كتاب الشروط " باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط ) .                                                                                                4 . أذا كان موروثنا الأسلامي موبوء بهذه الأشكاليات والخرافات وباللاعقلي من الأفعال والأحداث ، فما علاقة عرب اليوم / القرن 21 ، بهذا الموروث ، والسؤال أيضا ما علاقة وحال دول العرب وحكامها بهذه الأمور ! ، أنا لا أقول أن العرب اليوم تشرب أبوال حكامها ! ، ولكنها تمجد وتعظم حكامها .. وكأن الحاكم من عالم أخر ! .. أري أن الحل في الأتي :                                                                                                                                       أولا - من الضروري أن نلغي هذا الجزء الخرف من الموروث الأسلامي ، ومن كل قواميس حياتنا المجتمعية ! وبذات الوقت يجب تحكيم العقل في الذي نسمعه والذي نقراءه ، والتأريخ / حوادث ووقائع وروايات و .. ، ليس نقلي فقط ، فيجب أن يكون  فعل النقل مرتبط بما يقبله العقل ، وكما يقول أبن خلدون ( قبل تصديق الخبر ، علينا أعمال العقل في الخبر ) .                                                                                    ثانيا - كفانا قبرا فكريا ، التنور لا يأتي من الماضي القبلي المعبأ جهلا ، لأن الماضي يجعلك متحجر منغلق غير ديناميكي ، فلا تقدم ولا اختراع ولا رقي ، وأمة تعيش على ماضيها لا خير فيها ، الحياة هي في الحاضر والمستقبل ، وكما يقول المفكر الراحل عبد الرحمن منيف  ( العرب أمة تعيش في الماضي وإن التاريخ يلهمها أكثر مما يعلمها في الواقع لذلك فهي لا تحسن التعامل مع الزمن الذي تعيشه وهذا هو السبب في تخلفها .. ) .                                                                                                             ثالثا – التأريخ الماضوي كتب من قبل رجال يفتقدون للشواهد والوثائق ، أنها مجرد روايات منقولة من شخص الى أخر / العنعنة ، لعشرات العقود !! ، لم يشهد أحدا من الذين كتبوا ما حدث ! ، ويبرز في هذا المقام ، كلا من أبن أسحق المتوفي 151 هجرية وأبن هشام المتوفي 218 هجرية / كاتبي السيرة النبوية  ، والبخاري / كاتب صحيح البخاري ، هؤلاء مثلا كتبوا عن الرسول وتواريخ حياتهم يبعد على أقل تقدير بأكثر من قرن ونصف عن فترة الدعوة المحمدية ! .                                                                                                    رابعا - الموروث الأسلامي أصبح محركا رئيسيا للحكام العرب ( وحتى المسلمين منهم والرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكبر نموذج على هذا ، وذلك في تخطيطه لأعادة الخلافة الأسلامية بأيطار حداثوي ) ، لأنهم يتمثلون بنصوصه قدوة بصاحب الدعوة المحمدية ، ولكن بصورة وأيطار تتناسب مع القرن 21 ، بعيدا عن العقلية العربية القبلية لزمن رسول الأسلام ، وهذا الأمر التوفيقي لا يمكن أن يتم دون دور وتوجيه وتعبئة من قبل رجال الدين المرتبط بخرافات الموروث الأسلامي الذي يجعل من الحاكم ظل الله على الأرض !! .


286
الأسلام والمسلمين في بودقة واحدة وليس في بودقتين !!
المقدمة :                                                                                                                                      سأستعرض في التالي ، عن علاقة مترابطة ، لا تنفرط بين الأسلام كدين ، وبين المسلمين كتابعين لهذا الدين ، مبتدءا ، بأستعراض حقبة معينة ، مبينا دور الأسلام والمسلمين ، في مفاصل هذه الحقبة ، من المؤكد لم أغطي كل الاحداث ، لذا كان السرد أنتقائيا لأحداث الحقبة ، لأجله مررت ببعض من أحداثها المهمة والبارزة ، لتكون كأستهلال لقراأتي الخاصة .                         
النص :                                                                                                                                       الأسلام ، منذ حوالي خمسة العقود / حقبة محددة على سبيل المثال وليس الحصر ، دخل في متاهات لا نهاية لها ، بادئ ذي بدأ ، نشط الأسلام في جهاد السوفيت في أفغانستان (*) ، وفق قوله ( لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا / سورة النساء: 95 ) ، هذه الحرب كانت الوعاء في خلق جيل من المجاهدين ، كان رائدهم الفلسطيني - عبدالله عزام (*) ، وهذه الحقبة هي التي فرخت القاعدة ، ومن بعدها داعش والنصرة وبوكوحرام وكل المنظمات الأرهابية المماثلة الأخرى ، وأبرزت قيادات ، ك .. أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والزرقاوي وصولا الى أبو بكر البغدادي ، تغذت كل هذه المفاصل عامة من " وهابية " السعودية وقطر وأخوانية تركيا ، بشكل أو بأخر .. ويمكن أعتبار هجمات سبتمبر هي الأبرز أرهابا ، كهجمات كارثية نوعية ، من قبل القاعدة ، الأم الشرعي للأرهاب ! ( أحداث 11 سبتمبر :  هي مجموعة من الهجمات التي شهدتها الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001 وتسببت بمقتل أكثر من 3000 فرد .. ) ، وهجمات سبتمبر كانت سببا في رسم خارطة جديدة للمنطقة !! ، كما أن الأسلام أخذ دوره في العراق منذ 2003 ، حيث قضت العمائم الأسلامية على ماتبقى من عراق الحضارة ! نهبا وفسادا وجهلا ، ونالت مصر من الحكم الأسلامي قسطا بوصول محمد مرسي (*) / الأخواني للحكم ، الذي أرادت جماعته القضاء على مصر الثقافة والفن ، وتحويل مصر الى " عزبة " للأخوان المسلمين ، لكن الجيش عزل مرسي ، ونالت الكثير من الدول العربية الاخرى من سهام الأسلام ك ليبيا وسوريا وغيرهم . ولا يخفى من دور السعودية وقطر وتركيا في كل ما جرى ، متضامنين أو منفردين !! .. هذه بعضا من مفاصل دور الأسلام والمسلمين كمنفذين للأحداث في المنطقة .
القراءة :                                                                                                                                أولا : أن الأسلام لا ينفصل عن المسلمين / والعكس صحيح ، فكل فعل أسلامي ، كالجهاد مثلا ، لا بد أن يكون من ورائه مسلم أو مسلمون ، يحركونه ويدعون أليه ويجييشون الشباب أليه ، ولا نستطيع أن نتعامل مع الأسلام ، كعقيدة دون تابعين / مسلمين ، ولو كان الامر كذلك ، لأصبح الأسلام ، مجرد كتاب مهمل على رفوف المكاتب ! .                   ثانيا : أن الأسلام ، كدين وعقيدة ، لا يتطور ، ولا يتحدث بما يلائم الزمان والمكان والتقدم المجتمعي ، بل أن الاسلام يعيد نفسه بذات الأليات التي وجد وعرف بها قبل أكثر من 14 قرنا .. وهذا الوضع عمل على تأكل داخلي للعقيدة ، وذلك لثبات نفس القوالب ونفس المسلمات التي كانت سائدة في حقبة الدعوة المحمدية ، وهذا الأمر وضع الأسلام الماضوي في جانب ، وعالم اليوم في جانب أخر ! .                                                                        ثالثا : شيوخ المسلمين يعملون على أعادة الأسلام الماضوي بنفس قالبه المحمدي الدعوي الأول ، ومنهم من يعمل ذلك بشكل مباشر ، كقفزة تأريخية على الواقع الحالي ، وهذه كارثة فكرية / كالسعودية مثلا ، والبعض الأخر بدأ بقولبة جديدة ، كمرحلة أولية ، أملا بالوصول بعد ذلك الى قالب الدعوة المحمدية / تركيا مثلا ، هذا الوضع أدى الى هجرة الكثير من المسلمين للأسلام الى الألحاد أو الى المسيحية ، كرد فعل لما يقوم به رجال الدين والشيوخ والدعاة ورجال الأسلام السياسي ، كل هؤلاء دفعوا بالمسلمين ، بطروحاتهم اللاعقلية ، الى هجر الأسلام ، وحصل نوعا من الفجوة بين العقلية الحداثوية والعقلية الدينية الماضوية المطروحة من قبل معاتيه العصر !! ، كالحويني والعريفي وعمرو خالد والجندي والعوضي .. وغيرهم .                                                                                                                        رابعا : لا زال الدين الأسلامي يقوم على أحتكار الحقيقة ، ويعمل على أيقاف كل أسهامات العقل والفكر والتطور والعلم .. عند فاصل حقبة الدعوة المحمدية ، وهذا فعل ونهج هادم للحضارة وللأنسانية معا ، ولا يمكن تنشئة جيل على هكذا مفهوم ، فالحقيقة التي كانت تامة ومطلقة في زمن ما ، قد تكون نسبية أو خاطئة بعالم اليوم ! . خامسا : أن مقولة " أن الأرهاب لا دين له " ، مقولة خاطئة ، فمثلا العمليات الأرهابية التالية ، هجمات سبتمبر 2011 ، عمليات الدهس بالسيارات بأوربا ، عمليات شارلي أبدو / بفرنسا ، وقتل المسيحيين بالكنائس بالعراق / كنيسة سيدة النجاة 2010 ، وغيرها ، ماذا ممكن أن نطلق عليها !! ، فالمنفذون مسلمون ، قاموا بهذا العمل الجهادي ضد الكفار وفق النص القراني القائل ( قاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 29 سورة التوبة ) ، أيمكن أن نقول أن المسلمون ينفذون عملياتهم الأرهابية وفق الناموس اليهودي أو وفق الأنجيل المسيحي !!! ، أذن بهذا الصدد بالتحديد ، لا بد لنا أن نوصف العمل وفق وقائعه الحقيقية ، وليس وفق سياق البروتوكولات الديبلوماسية الدولية ، أي أن نوصف العمل بأنه عمل " أرهابي أسلامي تام ومطلق " ، قام به المسلمون تنفيذا وتطبيقا لعقيدتهم الأسلامية .                                                                                                           
كلمة :                                                                                                                           لا يمكن تفريق وفصل الأسلام عن المسلمين ، فالأثنين هما دوما متلازمين معا ، ذاتين / كيانين ، في بودقة واحدة ، ولا يمكن أن يكونا في بودقتين منفردتين ، ولكن يمكن أن ينفصل بعض المسلمين بعيدا عن البودقة الحاضنة - الأم ، لأسباب شتى منها ترك الدين ، لأيمانهم بمعتقدات دينية أخرى ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، هاتين المفردتين مكملتان بعضهما البعض ، فعندما نذكر المسلمين ، فأن الأمر يربط بهم معتقديا بأن الأسلام هو دينهم ، والعكس صحيح ، أخيرا ليس من المنطق عندما نصف المسلمين أن نلغي معتقدهم الأسلامي .
----------------------------------------------------------------------------------------------- 
(*) الحرب الأفغانية - دخل السوفييت الجيش الأربعين في 25  ديسمبر 1979 لأفغانستان ، وانسحبت القوات السوفييتية من البلاد بين 15 مايو 1988 و2 فبراير  1989 وأعلن الاتحاد السوفيتي انسحاب كافّة قواته بشكل رسمي من  أفغانستان في 15 فبراير 1989.                                                                                             (*) عبد الله يوسف عزام /  1360  هـ - 24 ربيع الآخر 1410هـ  - هو شخصية سلفية إخوانية من قادة المقاتلين في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي ، يوصف بأنه رائد الجهاد الأفغاني ، ومن أعلام جماعة الإخوان المسلمين ولد عبد الله عزام في جنين بفلسطين . من عباءة الإخوان المسلمين خرج ، ومن عباءته خرج أسامة بن لادن . اشتهر بأنه الأب الروحي للجهاد ، واغتيل في باكستان في ظروف غامضة في 24 نوفمبر 1989 ، ووجهت أصابع الاتهام لجهات عديدة ، منها الاستخبارات الإسرائيلية والسوفياتية والأمريكية والباكستانية ، وحكومة كابول والجهاديين الأفغان ، وأيمن الظواهري . / نقل من موقع رصيف 22 .                                                                             (*) محمد مرسي - هو الرئيس الخامس لجمهورية مصر العربية والأول بعد ثورة 25 يناير ويعتبر أول رئيس مدني منتخب للبلاد ، وقد تولى منصب رئيس الجمهورية في 24 يونيو2012 ، وعزلته القوات المسلحة في 3 يوليو 2013 بعد مظاهرات معارضة له وأخرى مؤيدة . وكانت ( أبرز أخطاء الجماعة ، المنتسب لها محمد مرسي ، هو  تمريرها للدستور الجديد رغم رفض المسيحيين وجميع القوى المدنية له ، تمريراٌ كان كفيلاً بإحداث صدع كبير بين جماعة الإخوان وباقي القوى المدنية والسياسية .. / نقل من موقع العربية ) .




287
                                                  الأسلام " فعل ماضي "
المقدمة :                                                                                                                                   الرسول الذي أكد الموروث الأسلامي / حصرا ، أنه جاء قبل أكثر من 14 قرنا ( بُعث محمد بالنبوة في يوم الاثنين السابع و العشرين من شهر رجب قبل الهجرة النبوية المباركة بثلاثة عشر عاما ، و بعد عام الفيل بأربعين عاماً ، و بعد الميلاد بـ 610 سنة -  نقل بتصرف من موقع  / مركز الأشعاع الأسلامي  ) ، جاء محملا برسالته وقرأنه ، ومن خلال الأطلاع على بعض الأدبيات الأسلامية ، رأينا أن كل الذي نقل عنهما / الرسول والأسلام ، لاحظنا مؤشرات أشادة وتعظيم و صب هالة من القداسة على الأثنين معا ، فكل المواقع الأسلامية تعظم من مكانة رسول الأسلام ، وبنفس الوقت تعظم من شأن الأسلام ودوره في العالم كعقيدة وكرسالة ، فقد جاء في موقع / صيد الفوائد ، نقل بتصرف التالي ( بعثة رسول كريم ونبي طاهر جليل أشد والله من حاجتهم إلى أكل ما يأكلون وشرب ما يشربون ، هم بحاجة وربي إلى من يخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم ، وينقذهم من غياهب الظلم إلى معالم العدل ، فكانت الرحمة والهبة والمنة من الرحمن الرحيم ببعثة أرحم الخلق أجمعين محمد ، فأشرقت الأرض بهذه الرسالة بعد ظلمتها ، واجتمعت الأمة بعد شتاتها ، والتأمت بعد جراحاتها .. ) ، سأتناول فيما يلي موضوعا مفاده ، هل بالأمكان أستمرار حقبة أسلام محمد ، أم أن هذه المرحلة " كانت ثم مضت بموت الرسول " ! . 
القراءة :                                                                                                                                       1 . لو أخذنا موضوعا واحدا فقط كمثال ، مما كان عليه نهج وتعامل الأسلام مع الأسرى في زمن الحقبة المحمدية ، لذهلنا ! . فالرسول الذي نزلت بحقه أيات تدل على عظمته ومنزلته ومكانته وتميزه ، منها ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ / 107 سورة الأنبياء ) ، ومنها أيضا ، الحديث التالي : " عن أبي هريرة قال : قال رسول الله       ( فضلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم ، نصرت بالرعب مسيرة شهر ، أحلت لي الغنائم ، جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، أرسلت إلى الخلق كافة ، ختم بي النبيون ) رواه مسلم " . ولكن محمد ورسالته كان يسير في نهج بعيدا عن ما وصف به من توصيف سام وتبجيل مميز ، فمثلا في " موضوعة الأسرى " ، كانت معاملتهم شنيعة فضيعة قاسية ، فيحدثنا موقع / مركز الفتوى ، حول هذا الشأن بما يلي ، نقل بتصرف ( وأما الأسرى في معارك المسلمين مع الكافرين فأمرهم متروك للسلطان بحسب مصلحة الأمة ، قال ابن القيم في زاد المعاد   ثبت عن الرسول في الأسرى أنه قتل بعضهم ، ومنَّ على بعضهم ، وفادى بعضهم بمال ، وبعضهم بأسرى من المسلمين ، واسترق بعضهم ، ولكن المعروف أنه لم يسترق رجلا بالغا ، فقتل يوم بدر من الأسرى عقبة بن أبي معيط وبن الحارث .. ، وقتل من يهود جماعة كثيرين من الأسرى.. قال ابن عباس : خير الرسول في الأسرى بين الفداء والمنِّ والقتل والاستعباد ..) ، أما ما حصل مع أسرى يهود بني قريظة / تحديدا ، فهي مذبحة يندى لها الجبين ، وهذا ما حدثنا عنه موقع / مركز الأبحاث العقائدية – نقل بأختصار وتصرف (( حقيقة القصّة المروية في بعض كتب السيرة : أنّ النبيّ استشار الصحابي " سعد بن معاذ " في كيفية التعامل مع أسرى من اليهود في غزوة الخندق ، فقال سعد : نقتل رجالهم ، ونسبي النساء ، وأنّ الذي لم ينبت - أي لم يظهر شعر العانة لديه - كان حكمه حكم الذرّية ، أي : ممّن يصيرون مماليك بالسبي ولا يُقتلون ، وأمّا من لم يشكل أمر بلوغه ، فإن كان أُسر قبل تقضّي القتال فالإمام فيه بالخيار بين القتل وقطع الأيدي والأرجل ويتركهم حتّى ينزفوا .. والروايات في ذلك تنصّ على أنّه أمر بـ( قتل المقاتلة ) ، (لاحظ : المقاتلة! ) ، و ( سبي الذرّية والنساء) ، و ( أخذ الأموال ) . )) ، وبعد الحكم قال الرسول لسعد ( قد حكمت فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبعة أرقعة - والرقيع من أسماء السماء - / نقل من موقع أهل الحديث ) .                                                                                                                            2 . أما الأن فهناك أتفاقيات تنظم وضع الأسرى ، كأتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب ، المؤرخة في 12 آب/أغسطس 1949 ، فقد جاء في موقع www.ohchr.org › OHCHR ، حول المادة 13 التالي ( يجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية . ويحظر أن تقترف الدولة الحاجزة أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدتها ، ويعتبر انتهاكا جسيما لهذه الاتفاقية . وعلي الأخص ، لا يجوز تعريض أي أسير حرب للتشويه البدني أو التجارب الطبية أو العلمية من أي نوع كان مما لا تبرره المعالجة الطبية للأسير المعني أو لا يكون في مصلحته ، وبالمثل ، يجب حماية أسرى الحرب ، وعلي الأخص ضد جميع أعمال العنف أو التهديد ، وضد السباب وفضول الجماهير . وتحظر تدابير الاقتصاص من أسرى الحرب .) ، أما المادة 14 ، فتنص على ( لأسرى الحرب حق في احترام أشخاصهم وشرفهم في جميع الأحوال . ويجب أن تعامل النساء الأسيرات بكل الاعتبار الواجب لجنسهن . ويجب علي أي حال أن يلقين معاملة لا تقل ملاءمة عن المعاملة التي يلقاها الرجال . يحتفظ أسرى الحرب بكامل أهليتهم المدنية التي كانت لهم عند وقوعهم في الأسر . ولا يجوز للدولة الحاجزة تقييد ممارسة الحقوق التي تكفلها هذه الأهلية ، سواء في إقليمها أو خارجه إلا بالقدر الذي يقتضيه الأسر . ) .        هكذا تنظم الدول المتحظرة شأن ووضع الأسرى، وضعا ومعاملة وشأنا ! .                                                                                                    3 . أذن الأسلام ليس هو الحل ، وأنه صالح في كل زمان ومكان ، الذي يطبل له رجال وشيوخ الأسلام ، ومنهم : عبد الدائم الكحيل ، الذي يقول في موقعه www.kaheel7.com ( أن الإسلام هو الحل لكل المشاكل ، كمشاكل الاقتصاد ومشاكل المجتمع وهو الحل أيضا لكل مشاكل السياسة .. ) ، ولو كان الأسلام هو الحل لطبقت الدول العربية أولا ، ما أمر " سعد بن معاذ " ، في حكمه على يهود بني قريضة من ( قتل للأسرى وسبي للنساء وأستعباد للأخرين .. ) ، وبهذا الصدد ، خاصة في موضوعة أستعباد الأخرين ، نقول ما هذا التناقض بين حكم سعد بن معاذ وبين مقولة عمر بن الخطاب ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ ) ، أذن هناك عدم توازن في الموروث الأسلامي ، من جانب يؤمر بأستعباد الناس ومن جانب أخر يحرمونه !! .                                                                                                                       4 . قال أبي بكر الصديق ، وقت وفاة الرسول (  أَمَّا بَعْدُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ ) . أرى / مما سبق ، أن يفهم المسلمين أن محمدا قد مات ، وأن الحقبة المحمدية أنتهت بموته وأن يفهموا أيضا أن الرسول والأسلام المحمدي أصبحا " فعل ماضي " ، اني لا  أقول بنهاية الأسلام ، ولكن أن الضرورة المنطقية و العقلانية تحتم علينا بأن نعترف أن النسخة العقائدية لأسلام محمد قد أنتهت ، لأختلاف ظروف الزمان والمكان وتطور العقل الجمعي للمجتمع ،  فما كان صالحا في زمن الرسول لا يمكن أن يطبق بعالم القرن 21 ، ويجب على شيوخ الأسلام أن يؤمنوا بالتطور التأريخي للمجتعات ، وأن التقوقع في جلباب الماضي سيقزمها ، وأذكر هنا بقول المفكر عبد الرحمن منيف ، الذي يبين ( أن العرب أمة تعيش في الماضي وان التاريخ يلهمها أكثر ممن يعلمها في الواقع لذلك فهي لاتحسن التعامل مع الزمن الذي تعيشه وهذا هو السبب في تخلفها ) .                                                                                                               

الخاتمة :                                                                                                                                    نعم أن الأسلام " فعل ماضي " ، لا يمكن أن يتجانس أو يتلاءم بأي شكل من الأشكال مع الفكر الأنساني والعقل المجتمعي لعالم اليوم ، ولكن يجب علينا ، ويتحتم علينا فكريا وعقائديا ، أن نعترف وأن نبين ، بأن نسخة " أسلام محمد " قد رجعت الأن ، مرتدية لبوس جديد ، تطبق ما كان يطبق وقتئذ ، من قتل وصلب وسحل وحرق للأسرى ومن سبي للنساء وأغتصاب للفتيات ، وهدم للممتلكات ونهب وتدمير للحضارات / أثار وصروح ، و تفجير المراقد الدينية ومن تكفير للأخرين .. كل هذا يتم بأسم محمد وتحت صيحات " الله أكبر " ، أن " أسلام محمد " رجع متلبسا رداء القاعدة وداعش وباقي المنظمات الأرهابية والجماعات التكفيرية والجهادية ، رجع بأبشع وأفظع صورة .. وهذا الذي يجب أن تعمل عليه الدول ، لألغائه من قواميس الحياة !! .

 
 

288

                                       القبلة في صلاة المسلمين .. قراءة حداثوية

أستهلال :
    قرأت الكثير من المقالات والبحوث والدراسات ، المنشورة في العديد من المواقع ، حول موضوع " القبلة في صلاة المسلمين " ، ووددت أن أطرح رؤيتي لهذا الأمر المتناول من قبل الفقهاء والمفسرين والكتاب ، وفي هذا
البحث المختصر سأطرح محاورا لبعض المتداول حول " القبلة .. " ، من أجل التمهيد للموضوع ، ثم سأختم بقراءأتي  الخاصة ، عسى أن أضيف ولو أضاءة للموضوع !! .

الموضوع :
1 : القبلة كتعريف هي " الجهة " ، هذا ما تقوله المعاجم ، إنها جهة " يقبل " عليها الناس ، "جهة " يقبل بها الناس .. بين القبول والإقبال ستكون " القبلة " مكاناً ينجذب الناس إليه ، يذهبون إليه ، يرجعون إليه . وأن تعرف أنك تريد هذه الجهة بالذات ، هذه القبلة بالذات لتتوجه إليها في حياتك ، يعني أنك يجب أن تعرف بالضبط ماذا تريد من حياتك .. هذا التشديد على " الجهة " ، ليس من أجل خطوط الطول والعرض ، ليس من أجل الإتجاه الجغرافي ، ولكن من أجل أن نشدد على أن يكون لدينا هدف ، لدينا مقصد ، لدينا جهة نعرف أننا نريد أن نذهب إليها .. / هذا ما جاء في موقع ملتقى أهل التفسير - نقل بتصرف .
2 : فما هي القبلة ؟ القِبْلَةُ في اللغة هي الجِهة التي يُقابلها الإنسان  .قال العلامة الطريحي - نقل بتصرف : " و إنما تسمى القبلة قبلةً لأن المصلي يقابلها و تقابله " . أما القبلة في المصطلح الديني ، فهي الجهة التي يقابلها المسلمون حال وقوفهم للصلاة ، و حين ذبح ذبائحهم ، و ما إليها من الأمور التي يشترط فيها التوجه إلى جهة خاصة ، و هي جهة الكعبة المشرفة الواقعة في وسط المسجد الحرام ، والواقع في مكة المكرمة ، ثم إن المراد من استقبال القبلة هو مواجهة القبلة بمقاديم البدن ، و هي الوجه و الصدر و البطن  ..
3 : للعلم أن المسلمين أنفسهم أختلفوا في أمر القبلة ، فمنهم من قال أنها أولا كانت الى " بيت المقدس " ، ( لما قدم النبي من مكة إلى المدينة كان يستقبل بيت المقدس ، وبقي على ذلك ستة أو سبعة عشر شهراً ، كما ثبت في الصحيحين من حديث البراء بن عازب ، قال صلى النبي إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً .. ) ، ثم تغير الأمر بوحي رباني / حسب زعم المسلمين ، الى " البيت الحرام " ، ( ثم أمره الله تعالى باستقبال الكعبة " البيت الحرام " وذلك في قوله " فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره / سورة البقرة 144 " ) / نقل بتصرف من الإسلام سؤال وجواب - الشيخ محمد صالح المنجد وموقع الويكيبيديا .                                                         4 : ولكن أخرين قالوا أن القبلة هي " البيت الحرام " بدءا وأخرا ، وبين هذا وذاك وقع خلاف وأختلاف بين العلماء والمفسرين .. ، حول أمر القبلة وتغييرها أو ثباتها ، فقد جاء في موقع / نصوص معاصرة ، مقال للدكتور منصور بهلوان ، يبين فيه التالي ( لم يتفق المفسّرون على أن بيت المقدس كان قبلة المسلمين الأولى ، فقد اختلفت آراؤهم ؛ فمنهم من قال : كانت الكعبة قبلةً للرسول’ والمسلمين في مكّة منذ بداية الدعوة ، وقد نقلت في المدينة إلى بيت المقدس لفترة من الزمن ثم أعيدت إلى سابق عهدها ، ومنهم من يعتقد أنّ بيت المقدس كان قبلة المسلمين في مكّة ولكنه’ كان يجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس . ومنهم من قال : إن بيت المقدس كان القبلة في مكّة والمدينة إلى أن أمر الله بتغيير القبلة  ، والآراء الثلاثة المشار أليها هي حصيلة ما قاله الطبرسي في تفسيره ).                 
القراءة :                                                                                                                                  أولا - مما ورد في بعض روايات الموروث الأسلامي المشار أليها في أعلاه ، تظهر أنه ليس من أمر تام ومطلق في موضوع أتجاه القبلة بين المسلمين ، والأمر ليس جليا كنصوص واضحة للعيان !! ، وذلك لأن الأمر مختلف عليه !                                           ثانيا - من جهة أن التاريخ يظهر ، أن أمر الكعبة كان على قدر كبير من الأهمية ، حتى في زمن الجاهلية ، فقد جاء في موقع  makkah.org.sa ، التالي (  إن كفار قريش في الجاهلية كان موقفهم مع بيت الله الحرام والبلد الأمين مما يضرب به المثل في التعظيم والاحترام مع ما كانوا عليه من الضلال المبين ، والانحراف الواضح في عبودية الله عز وجل ، وفي العقيدة والتوحيد ؛ فقد نقلت عنهم كتب السير والتواريخ صورا ومواقف تبين أنهم كانوا على قدر كبير من التعظيم والإجلال تجاههما .. ) ، ويمكن أن نعلل من ذلك أنتقال أهمية مكة عند الرسول في الأسلام ! .                        ثالثا - من جهة ثانية ، أن مكة ، قبلة المسلمين ، والمقدسة أسلاميا ، نرى أنه في مسارها التأريخي هناك الكثير من الغموض والرمادية في ذكرها ! ، فقد جاء في موقع  arabatheistbroadcasting.com ، التالي (  مع تفحّص المدوّنات القديمة غير الإسلامية ، نفاجأ بأنّ مكّة ليس لها أيّ ذكرٍ واضحٍ أيضًا في التّاريخ ، سواءٌ في الزّمن القديم المقارب لابراهيم والأنبياء ، أو في الزّمن السّابق على الإسلام مباشرة . ) ، حيث يذكر أضا الباحث الدكتور رأفت عماري ، في كتابه المعنون : الإسلام في ضوء التّاريخ Islam: In Light of History التالي : (  يرصد في بعض فصوله الحضارات المختلفة في المنطقة منذ القدم ، ويتتبع التراث الأشوري ، والبابلي ، والفارسي ، واليوناني ، والعربي محاولًا البحث عن أي ّذكرٍ لمكّة في نصوص تلك الحضارات ، دون أن يجد لها أثرًا بالمرة . ) ، وهذا الأمر يوضعنا قاب قوسين أو أدنى من متاهة فكرية عقائدية ، ليس حول القبلة فقط ، بل حول كيان وجود مكة أصلا ! .                                                                                                                                 رابعا - أي كعبة ! كان هناك عددا لا يستهان به من " الكعبات " في مكة ، فأي كعبة كان يصلي أليها المسلمين ماضيا والأن كقبلة ! ، فقد جاء في موقع  history2955.blogspot.com حول عدد من الكعبات المعروفة في مكة ، التي كان يحج أليها العرب ، فأي كعبة منها كان المسلمين يتجهون في صلاتهم ! ( لم تكن كعبة مكة هي الكعبة الوحيدة التي يحج إليها العرب .. بل كانت هناك كعبات كثيرة وقد وجدت بيوت عرفت ببيوت الله غير الكعبة يقصدها الناس في مواسم معلومة تشترك فيها القبائل ويتعاهدون على السلم في جوارها ، وكان أشهرها في الجزيرة العربية : بيت الأقيصر ، وبيت ذي الخلصة ، وبيت صنعاء ، وبيت رضاء ، وبيت نجران ، عدا بعض البيوت الصغيرة التي كانت تحج إليها القبائل القريبة منها  .. ) ، كما أن بعض الروايات تقول " أن عبدالله ابن الزبير (1 هـ - 73 هـ ) ، قد قام بهدم الكعبة ( لم يحدد الرواة مكانها ) ، سنة 64 هـ ، و اعاد بنائها بمكة ، بعد أن لحقها الحريق والضرر من آثار قصفها بمنجنيق الحصين بن نمير السكوني ، في أخر خلافة يزيد بن معاوية ! " ، فعجبا أين أعاد بنائها ، أفي مكانها السابق أم في مكان أخر ! ، كل هذه الروايات والتساؤلات وغيرها تجعلنا أن نشكك ، بموقع كعبة الأمس من كعبة اليوم ، فعلى أي قبلة يصلي المسلمون ، خاصة أنه في ذلك الزمان لا توجد أي مخططات أو سندات أو وثائق تثبت بشكل لا يقبل الشك ، مقارنة بزمان اليوم ، من أن كعبة اليوم هي كعبة الرسول ! هذا مجرد تساؤل مطروح ! .                                                                                                          خامسا - المحور المركزي في هذا المقال هو " تغيير القبلة من القدس الى الكعبة " ، فقد جاء في موقع / طريق الأسلام ، التالي – أنقله بأختصار ((  شرح حديث عبد الله بن عمر قال : " بينما الناس في قباء (*) في صلاة الصبح إذ الصبح إذ جاءهم آت فقال : إن النبي قد أنزل عليه الليلة قرآن ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة " ( أخرجه البخاري : كتاب القبلة ، باب ما جاء في القبلة ، ومسلم : كتاب المساجد / باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة ) . )) .. للأستزادة يمكن الرجوع مثلا الى نفس المصدر المشار أليه للأطلاع على تفسير الأسباب الخاصة بالتغيير من قبل المفسرين ، ولكن قراءتي للأمر ، هي كما يلي  :                                                                                                                             1 - ألم يدرك الله وهو العليم العارف الحكيم القادر ، منذ البدأ أن القبلة نحو " المسجد الحرام " هي أصح من القبلة نحو " القدس " ! .                                                                                                                             2 - أم أن الرسول أراد ذلك لتمييزه عن اليهود ، وهم الذين يقدسون القدس / أوروشليم ، من باب الخصوصية ولكل جماعة معتقدهم الخاص بالنسبة للمكان ! .                                                                                                                 3 -  ويمكن أن ندخل الكثير من الأسباب الأقتصادية المستقبلية ، في غايات هذا التغيير ! ، وذلك من حيث قضايا الأنفاق أثناء الحج والعمرة ! . في حالة لو ثبت الأمر على القدس دون المسجد الحرام / حيث أن السعودية تحصد ألاف المليارات من هذا التغيير ! ، ومن المؤكد ينطبق هذا الحال على الدول قبل بروز السعودية .                                 4 -  ويمكن أيراد بعض الأمور الأخرى ، منها : وجود أقامة الرسول بذاته في نفس الحدود الجغرافية للقبلة الجديدة / مكة ، الذي يعزز من مكانة وسلطة الرسول  .
خاتمة :                                                                                                                                          أولا : أن الله موجود في كل مكان ، لا يحكمه أتجاه ، ولا يستلزم " بوصلة " للأستدلال عليه ! ، وان القبلة ليست مهمة حتى ولو أنحرفت ، بل المهم هو الأيمان والنية . وقد أورد موقع  www.blog.sami-aldeeb.com للدكتور سامي الذيب التالي ( .. في مدينة جنيف في سويسرا جامع تابع للمؤسسة الثقافية الإسلامية التي افتتحها عام 1978 الملك خالد بن عبد العزيز . وكان قد بناه مهندس مسلم . وفي يوم من الأيام ، زار الجامع المهندس العراقي يوسف كامو مخترع السجادة مع بوصلة ليعرض على المسؤولين هناك اختراعه ، فأكتشف ان القبلة في ذاك الجامع لم تكن باتجاه الكعبة . مما اضطر المسؤولين تغيير اتجاه القبلة . ) .                                                        وتعليقي على الأمر : " لمن كانت الصلاة الموجهة من قبل المسلمين طيلة هذه السنين ! ، والقبلة خطأ ! " .                                                                                                                           ثانيا : القبلة الأن يحكمها شيوخ الوهابية ، أمثال الشيخ عبد الرحمن السديس ، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ، وإمام الحرم المكي الشريف و إمام المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد الغامدي ، واللذان دعواتهم على أحفاد القردة والخنازير / اليهود والنصارى ، بمكبرات الصوت لا تنقطع أثناء خطبهم .                  وتعليقي على الخطب : أي مكان مقدس هذا وهكذا أهانات تلصق بأناس موحدون مؤمنون ، والمملكة العربية السعودية / بالتحديد ، مستمرة تحت عباءتهم وحمايتهم ! أي المسيحيين واليهود  .                                                                                          ثالثا : اورد موقع الويكيبيديا ، حول تغيير القبلة ، التالي (  ظل المسلمون طيلة العهد المكّي يتوجّهون في صلاتهم إلى المسجد الاقصى ؛ امتثالاً لأمر الله ، الذي أمر باستقبالها ، وجعلها قبلةً للصلاة . وفي تلك الأثناء كان الرسول ، يمتثل للحكم الإلهي و " في فؤاده أمنية كبيرة طالما ظلّت تراوده ، وتتمثّل في التوجّه الى الكعبة  بدلاً من المسجد الاقصى " .. ) .                                                                                                                              وتعليقي على الأمر : " هل الله يعمل على تحقيق أمنيات و طلبات وتمنيات الرسول ، أو على تطبيق وتنفيذ أوامره الربانية .. " ، هذا تساؤل أيضا . 
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
(*) حول معنى قباء : " قباء " ، مكان معروف عند المدينة فيه المسجد الذي قال الله فيه: { لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ } / سورة التوبة: الآية 108 .
 

289
المجتمع العربي ماذا والى أين .. " رؤية "
( تنسب بعض آراء سقراط الى تلميذه أفلاطون الذي تبنى أفكار أستاذه مع بعض التغيير ، وحين سئل أفلاطون  :             لمَ تخالف أراء أستاذك سقراط ؟ قال : أحب أستاذي ، ولكن أحب الحقيقة أكثر ) ..‏
أستهلال :                                                                                                                                     المجتمع العربي ، بلغ تعداده 359 مليون نسمة ، ويشكلون حوالي 5 % من سكان العالم - هذا حسب صندوق الأمم المتحدة للسكان ، ويشكل المسلمون به الغالية العظمى فيه ، أذن كلما يرد كلمة دين فالمقصود بها الأسلام .                                                                     
رؤية :                                                                                                                                            1 . المجتمع العربي ، في القرن 21 يحتضر !! ، يحتضر لأنه لم يقدم أية أضافة للحضارة الكونية الأن ، مجتمع أرتدى جلباب الأسلام صباح مساء ، فخسر نفسه كمجتمع مترابط ، ملغيا المواطنة من دستوره ، وأعتمد الدين كمحرك ، فقبر الأبداع ، مجتمع فقد وجوده المؤثر في العالم ، لأنه دفن نفسه في العقيدة ، المجتمع العربي .. كان ولا زال قامعا في قمقم الدين ، بل توغل في ذلك بدفن حتى الأجيال الواعدة . الدين الذي " أصطبغ " به المجتمع العربي أفقده الحس الحضاري ، لأنه جعل الدين شغله الشاغل ، لذا كان الدين محور المجتمع ، بدل أن تكون الحضارة محوره ، فبقى المجتمع يعيش حاضر اليوم وهو في داخله يعيش الحقبة محمدية الماضوية ، غير مكترثا بالمستقبل ، لذا ظل المجتمع دون حراك حضاري .
2 . ما يزال العرب عالقين في الماضي ، لأن العرب أمة ماضوية ، أن التشبذ بالدين الأسلامي ، كقياس ومحرك لمجتمع اليوم جعل من المجتمع العربي يفقد أهليته بالوجود في المجتمع العالمي ، بات على الباحث أن يلاحظ على المجتمع العربي ظلال عميقة كي لا تشرق الشمس عليه مرة أخرى ، فبعد  أن خرجت أوربا من العصور المظلمة ، التي هي  أنور من عصور العرب المظلمة اليوم ، نرى أن العرب دخلوا عصرا أشد ظلمة من العصور الوسطى لأوربا ، العرب اليوم مجتمعات تكفيرية ، لا تعترف بالأخر بل ملغية له ، ولا زالت تبني أسوارا بينها وبين الأخرين ! ، لذا المجتمعات العربية مجتمعات هجرتها شمس الحرية والمعرفة .
3 . حال العرب بات كقول الشاعر اليمني عبدالله البردوني / عندما يحدثنا عن مدينته صنعاء - اليمن :                                                                       ماذا أحدث عن صنعاء يا ابت ؟              مليحة عاشقاها السل والجرب                                                      سوريا وليبيا تفتك بهما المنظمات الجهادية ، بأسم الأسلام ، من القاعدة والنصرة وداعش والعشرات غيرها ، وفي حال سيطرت هذه المنظمات على الحكم سيقلبان هاتين الدولتين الى العصر الجاهلي ، كمثل ما حدث في الموصل / العراق ، حين أقامت داعش دولة الخلافة هناك .. أن الدين حالة عقائدية للمجتمع ، ولكن لا يمكن أن يكون وجها حضاريا للمجتمع ، لأنه أن حكم فأنه سيجر المجتمع خارج حركة التأريخ ، وسيخلق أنقسامات مذهبية وعرقية وأثنية ، وسيدفعهم الى الوراء أكثر مما هم فيه ! ، وأورد هنا ما قاله الدكتور سلطان الزغول / شاعر وناقد أردني ( ما زال العرب يعيشون خارج حركة التاريخ منذ انسحبوا من المشهد الحضاري في القرون الوسطى ، فإنجازاتهم الحضارية محدودة جدا ولا تكاد تذكر ، وهم يكتفون بالتلقي السلبي . أما واقعهم السياسي الاجتماعي فقد صارت تسمه الانقسامات على أسس مذهبية وطائفية ودينية ، وهي انقسامات تترسّخ يوما بعد يوم . ) .
 4 . لا يوجد دورا تأريخيا أيجابيا موجها للمرجعيات الدينية الأسلامية عربيا ، فمصر التي كانت " أم الدنيا " ، والتي كانت مركزا للأدب والثقافة والفن ، باتت جماعة الأخوان والأسلام السياسي والجماعات التكفيرية يسيطرون على معظم طبقات المجتع فيها ، أما الأزهر كمؤسسة دينية - سنية ، والذي سخرت له الدولة كل المتطلبات المادية والمالية ( تفاصيل مشروع موازنة الأزهر الشريف للعام المالى 2018/ 2017 ، وخصصت وزارة المالية للأزهر موارنة تقديرية تبلغ 12 مليارا و821 مليونا و561 ألف جنيه .. / نقل من موقع اليوم السابع ) ، الأزهر شيخا وشيوخا وكوادر ، أمسى موقفهم يقترب من السلبية ، فبكل هذه الأموال من الممكن أن ينجزوا الكثير ، ولكن لا زالت مناهجهم على حالها  وسياساتهم نفسها ، أما أبواقهم فتصب على الوسطية بالأسلام !! ، وما أقدموا عليه مؤخرا فضيحة حضارية ومجتمعية ، حيث قاموا بأنشاء " أكشاك للفتوى " ، أن المجتمع بحاجة للوعي والتثقيف والتنوير ، ونشر المحبة والتسامح بين المواطنين ، وليس لأكشاك للفتاوى !! ، متى ينهض الأزهر بواجبه الوطني قبل الديني .. والأرهاب يقصف بمصر ، وأخرها حادث مسجد الروضة ( تم استهدفت عددًا من المصلين أثناء تأديتهم صلاة الجمعة بمسجد الروضة بمركز بئر العبد بمحافظة شمال سيناء ، وأسفرت تلك العملية الإرهابية عن استشهاد 305 أشخاص من المصلين من بينهم 27 طفلًا كانوا برفقة ذويهم وإصابة 128 آخرين / نقل من موقع الوفد ) ، والأزهر / بكل سلبية ، فقد يدين ويشجب ويستنكر !! .
5 . والعراق ومرجعياته الجعفرية ، لا زالت تغض الطرف عن مايحدث في المناسبات الدينية والزيارات من أعمال مستهجنة ، حيث لا زال اللطم و التطبير والزناجيل ، وقع صداها في كربلاء والنجف !! ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، المرجعيات صامتة عن الظلم المجتمعي ، من جراء الدور التخريبي ، من سرقات لقوت الشعب ، الذي تؤديه الحكومة والبرلمان والأحزاب الدينية السياسية ، متناسية من أن " الساكت عن الحق شيطان أخرس ، والناطق بالباطل شيطان ناطق"  ، أن العراق قبل سيطرة رجال الدين كان دوره حضاريا ، أما الأن وصل الأمر بالمجتمع من أنه يفضل أي حكم / حتى لوكان كافرا ، بأستثناء حكم العمائم !! ، أن رجال الدين يؤدون دورا تخريبيا في المجتمع ، لأنهم ساهموا في تجهيل وتغييب الشعب ، وكانوا عاملا مساعدا في أنتشار الكثير من المظاهر غير الحضارية ! . أن رجال الدين لم يساهموا في تثقيف وتوعية المجتمع العراقي ، بل أنهم شاركوا في تعطيل حركة وعجلة تطور المجتمع العراقي حضاريا !! .
6 . الدعاة ينثرون التراب على عيون المسلمين ، من أجل تخديرهم ، وحجب الحقيقة عنهم ، ويؤكدون من أن الحضارة الأسلامية كان لها الفضل على حضارات العالم ، ومن شاكلة هؤلاء د.عدنان أبراهيم الذي يقول في أحدى محاضراته ( من أن الأسلام العظيم هو الذي أنشأ أوربا العظيمة .. ) ، والعاقل يقول عن أي أسلام تتكلم !! ، فالأسلام من نشأته بني على الدم والقتل والصلب وتسمير عيون والحرق والسبي والفتوحات وأسلمة الشعوب بالسيف ، ماذا قدم الأسلام للعالم ، نعم له نتاج تواضع في بعض الجوانب .. ، ولكن الحضارات لا تبنى على هكذا جهود ، وحتى هذه المشاركات أصولها كتب مترجمة في الطب والنجوم والهندسة والآداب .. ، ومنها أعمال إقليدس والمجسطي لبطليموس ، والمترجمين ليسوا بعرب وغير مسلمين ، ففي عهد " بيت الحكمة " / في خلافة هارون الرشيد ، كان من أبرز مترجمي الدار يوحنا بن ماسويه  وجبريل بن بختيشوع وحنين بن إسحاق والكثير غيرهم من العلماء وهم من اليهود  والنساطرة والفرس ، أي الأصول أجنبية والمترجمين غير مسلمين وغير عرب ، فأي حضارة ، أن الحقيقة مرة وقاسية ، وفي مجال كشف الحقيقة ، يقول الكاتب الروسي العظيم فيودور دوستويفسكي ، بهذا الصدد مايلي : ( إن من يكذب على نفسه ، ويرضى أن تنطلي عليه أكاذيبه ، يصل من ذلك إلى أن يصبح عاجزاً عن رؤية الحقيقة .. ) .

7 . ( " أنا أفكر أنا إذن موجود " / ديكارت ، فخاصية التفكير هي حقيقة الوجود البشري وإذا توقف الإنسان عن التفكير توقف عن الوجود ) ، يجب أن نفكر وأن نبحث عن الحقيقة ، وأن نقول : أن المجتمعات العربية تائهة في طرق مظلمة / خلقها لهم شيوخ الدين ، لم تحضى المجتمعات بالحقيقة التي نشأت باحثة عن أركانها ، وعن مفهومها ، لو أستقرينا التأريخ ، لتوصلنا الى أننا مجتمع مفقود لا زال يعيش على أمجاد قادة وأمراء وخلفاء كانوا بعضهم أولاد زنى / زياد بن أبي سفيان ، أو لوطيين / الأمين بن هارون الرشيد ، فأي حضارة أمتلكنا ! سوى حضارة السيف .. سأذكر جزئية حضارية طبية واحدة ، حول الأشعة في المجال الطبي ( الأشعة السينية وتسمى أيضًا أشعة إكس ، واحدة من أكثر أنواع الطاقة فائدة . وقد اكتشفها العالم الفيزيائي الألماني ويلهلم رونتجن في عام 1895م ) ، ودورها في مجال الكشف عن الكثير من الأمراض ، والذي تطور منها لاحقا جهاز " الماموكرام " ، وهو جهازٌ حديثٌ متطورٌ للكشف عن سرطان الثدّي ، ونحن في مجتمعاتنا الأسلامية ، لا زلنا نتكلم نتخبط تارة عن شرب بول البعير وأخرى عن الحجامة والحبة السوداء ! ، فأي جانب حضاري كان للمسلمين في عالم اليوم !.

أضاءة :                                                                                                                                        المجتمع ينهض : بالمواطنة الحقة ، وبالأعتراف بالأخر ، وبعدم تكفير المخالف ، وبالأنفتاح المعرفي على المجتمعات الاخرى ، ينهض : بالتعليم الهادف والتثقيف والوعي ، وحب الفنون ، وبنشر المحبة ، ومن الضروري تعميم دولة المؤسسات ، التي يجب بها سيادة القانون المدني وليس فرض الشريعة الأسلامية .. أما دور الدين الأسلامي في المجتمع الأن ، فهوعامل للتمذهب والتفرق والطائفية ، وقد أصبح الدين تجارة ووسيلة للتربح ، وأختم مقالي بما قاله أبن خلدون بهذا الصدد : (  الفتن التي تتخفي وراء قناع الدين تجارة رائجة جداً في عصور التراجع الفكري للمجتمعات .. ) . 
 


290
                                أضاءة  .. الأسلام السياسي في العراق / مابعد 2003
أستهلال :
كنت قد ألزمت نفسي أن لا اكتب في الشأن العراقي ، وذلك لأن هذا الشأن سرقه رجال الدين المسلمين – بعد سقوط الحكم في بغداد في 2003 ، وأستخدمه مطية لأغراضه ، وأصبحت العمائم / فيما بعد ، هي التي تقرر وهي التي تشرع ثم تنفذ وتطبق ما قررت !! ، فبئس دولة وبئس نظام يحكمه رجال لا زالوا يتبعون ويؤمنون بتطويل اللحى وبالمتعة والتقية ، ويعتمرون العمائم / بيضاء كانت أو سوداء .. 

النص :
1 . كيف لشعب كان له صولا وجولات في وجود الحرف والكلمة للوجود ، أن يخضع ، بين ليلة وضحاها ، لشلة من رجال الدين / شيعة وسنة ! ، كيف يستغفل ويستجهل هكذا شعب ! ، لتحكمه عصابات من العمائم ، موجهة ومسيرة أغلبها من خارج الحدود ، كيف ينقلب تحضر شعب الى درجات مقيتة من التعصب والتخندق الطائفي والمذهبي ، ماذا فعل رجال الدين بالعراق !! ، وما الذي جلب رجال الدين من مسخ رجال للحكم !! ، كي يحطمون العراق دولة وأرضا وشعبا ..                           
2 . أن ما يحصل في العراق أكبر دليل وبرهان ، على أن " الأسلام " هو ليس الحل ، وأن الأسلام لا يصلح لكل زمان ومكان ، لأن الأسلام  حتى في بداياته كان محط تساؤلات وشكوك ! كأسلوب ونظام حكم ، وكما قلت في مقالات سابقة ، أن بموت الرسول أنتهى الأسلام كدين دعوي ، وبدأ عصر الحكم والسلطة ، وهذا جلي وواضح منذ سقيفة بني ساعدة / 11 هجرية ، التي أحسبها أولى القمم العربية الأسلامية لتحديد أول حاكم بعد الرسول ، تاركين صاحب الدعوة مسجى دون دفن ! ، بمعنى أخر ، أن العرب يتركون كل القيم والمقدسات في سبيل السلطة ! .                                                                                                                            3 . لأول مرة في التأريخ يكون الحكام / تحت مظلة الدين وبمباركته ، خونة للوطن ، وقتلة لشعوبهم ، فهم يشكلون المليشيات والعصابات لأرهاب الشعب وأغتياله ! ، ونشر الفوضى ، ومن ثم سرق قوته ، وهذا تفرد في النهج ، وذلك لأن الطبقة الحاكمة ليست من الشعب ، بل أنها أدات لتصفية الشعب ، خاصة العلماء والأطباء والضباط  .. خدمة لأجندة خارجية ! . ويحدثنا التأريخ العربي الأسلامي عن خونة الوطن ك " أبن العلقمي / المتوفي 1258 ميلادي ، وزير الخليفة العباسي المستعصم ، رتب مع هولاكو بمعاونة نصير الدين الطوسي قتل الخليفة واحتلال بغداد ، على أمل أن يسلمه هولاكو إمارة المدينة ، إلا أن هولاكو قام بقتله بعد تدمير بغداد ". فما أشبه الماضي بالحاضر ! .                                                               
4 . أما بالنسبة لمظاهرات العراق أحتجاجا على الوضع المعيشي والخدمي – من تموز 2018 ، فأن المرجعية الشيعية صامتة بالعراق ممثلة بالسيستاني ، بالرغم من تصريحها الأخير في 27.07.2018 – الذي تلي في خطبة الجمعة بالنجف ، ولكن الخطبة لم تكن بالمستوى المطلوب ، لأنها ساوت بين الضحية والجلاد ! ، وكما أن المظاهرات خرجت أساسا ضد رجال الدين وأحزابهم ومليشياتهم وعصاباتهم ، وما يساندون من رجال الحكم والسلطة ، ومن جانب أخر ، أن جل ما يهم رجال الدين هو مصالحهم وليس مصلحة الشعب ! .                                                                                                              5 . أنه من المعلوم أن دور ومكان رجال الدين هو الجامع والحسينية ، وليس ادارة الحكومة والبرلمان ، فأذا كان كذلك ، فأنهم سينقلبون الى ذئاب تسرق حتى اللقمة من أفواه الفقراء .                                                                                        6 . هل المظاهرات ستنتصر ! ، وهل ستسقط الحكومة ، ويسقط رجال الدين معها ! ، وهل ستأتي حكومة تحقق للشعب الخدمات الأساسية ، وهل سيبتعد رجال الدين عن دفة الحكم ! ، أم سيذهب معمم ويأتي أخر ! .
7 . هل بأستطاعة المظاهرات أن تقوض دور أيران في السياسة العراقية ، وهل هذا الأمر باليسير ! هذا مجرد تساؤل ، وهو أساس المعضلة . 
8 . هل لقوة المظاهرات أن ترسل رسائل موجهة للأسلام ورجال كهنوته ملخصها " أن الحكم للشعب وليس للأسلام " .

291
                                        أضاءة فكرية حول أيدولوجية الأسلام السياسي

" من الضروري أن نقول في البدأ " ، أن معظم التصورات العقلية ، تقود الى نهج معين ، و يتحول كل ذلك على نسق من الخواطر والملاحظات المبعثرة ، ثم ما تلبث أن يتقولب كل ما سبق الى أفكار محددة ، ثم الأفكار تتطور الى أيدولوجية ، لها نصوصها ، وتستند الى مرجعيات محددة ، لا يمكن الزيغ عن خطوطها العامة ، و اصحاب هذه الأفكار ، يدخلون الى مرحلة متقدمة أخرى ، وهي مرحلة الرغبة في  تطبيق وتعميم هذه الأفكار على الواقع ، وفي حالة فشلهم في التعميم ، يلجأون الى القسرية في هذا التطبيق ، مستخدمين شتى السبل في هذا الخصوص ، ومن هذه الطرق اللجوء الى القوة المفرطة / حتى الوحشية ، بكل معانيها وتطبيقاتها ، وبكل الوسائل الممكنة ! .. والسؤال هنا ، كيف لو كانت ، هذه الأفكار مبنية على نصوص دينية ، لا يمكن المساس بثوابتها ، فمن المؤكد أن يكون فعلها أقوى ، ويكون اتباعها واجب وأشمل وأعم من قبل العامة ، لذا أن التثقيف بهكذا نهج أيدولوجي ، تكون نتائجه التطبيقية ، كمسائل الرياضيات ، أي من المؤكد أن تقود النتائج الى ثقافة العنف ، من أجل تحقيق الأهداف المرسومة لها .
" في الماضي " ، أرى أن الأسلام ، بعد موت الرسول ، أنتهى كعصر دين ودعوة ورسالة ، وبدأ عصر الأسلام كوسيلة أستخدمت بالتحديد للحكم والسلطة ، بدءا من الخلافة الراشدة ، ولكن هذا لم يمنع أن يرافق السلطة بذات الوقت نشر الاسلام كدين ، كتحصيل حاصل ، حاله حال بسط سلطة الحكام على الدول المحتلة .                                                                ولكن في الحقبة المحمدية ، كان الرسول يجمع بين يديه سلطتين ، هما : السلطة الدينية / الدعوة ، والسلطة الدنيوية ، زعامته على أصحابه ، ومن ثم على جماعته / المسلمين ، فيما بعد ، أي أنه لا يحتاج الى شريك لبسط أيا من السلطتين ، لأن السلطتين أحدهما تؤدي الى الأخرى ، ما دامتا بيد نفس الفرد ، وهو محمد بن عبدالله .                                                                                                                                                  أرى أنه نفس الوضع حصل مع بدايات ظهور " الأخوان المسلمين " ، كجماعة ، حيث أن وجودهم كان بداية لتبلور وظهور الأسلام السياسي / في العصر الحديث ، كمشروع عمل تحت شعار أن " الأسلام هو الحل " ، المعلن أن همهم نشر الدين ، ولكن الملاحظة المهمة هنا " أن الأسلام السياسي ، الذي بدأ كأفكار تبلورت الى أيدولوجية ، والتي كان هدفها الأولي والأساسي هو أقامة الدين الأسلامي ، أقترن لاحقا هذا الشعار ، من قبل منظري وشيوخ الأسلام ، بأن أقامة الدين مشروط بأقامة الدولة الأسلامية ، أي الخلافة / مثل ما حدث مع تجربة داعش في الموصل والرقة .. ، أرى أنه هذا هو منبع الأسلام السياسي وغايته النهائية " . وذات هذا المنطلق / حصل بعد مرحلة جماعة الأخوان ، حصل ويحصل الأن مع كل المنظمات الأرهابية الأسلامية ، التي أنطلقت من رحم هاتين المنظمتين / القاعدة وداعش ، وهم بالعشرات ، أي أن كل المنظمات عامة تبدأ بأفكار ، تهدف ظاهريا الى أقامة الدين ، ثم تكفر الحاكم والسلطة ، وبعد ذلك تكفر حتى مؤسسات الدولة ، ثم تنتهي برغبة السيطرة على الحكم ، ومن كل ما سبق ، نرى أن الدين هو الوسيلة ، أي الأسلام هو الوسيلة ، والحكم هو الغاية ، والهدف ليس الأسلام .
وكل هذه المنظمات ، التي نشأت على أيدولوجيات الأسلام السياسي ، لها مرجعية فكرية ، واحدة ، هو النص القرأني وسنة وحديث الرسول ، فهو الأصل عندها ، وهم يعتبروه كقياس لهم في أي فعل أو حدث أو واقعة ، أي أن كل حراك لديهم ، مهما كبر أو صغر ، فأنهم يرجعوه للأصل ، الذي هو النموذج الأوحد عندهم ، لأنهم محكومين ومسيرين به . 
 ونلحظ أن كل ما سبق ذكره من منظمات قاطبة ، أنها أتخذت ، من فكر " شيخ الأسلام أبن تيمية "  كنموذج ومرجعية " / وأبن تيمية أخذ بظاهر اللفظ  ، أي الاعتماد على القرأن والأحاديث النبوية ثم على آراء الصحابة وآثار السلف .. " . وهذه الصنمية الفكرية ، هي التي أنطلق منها وبها ، أيضا ، الشيخ محمد بن عبد الوهاب / ولد العيينة وسط نجد سنة ( 1703 م – 1791 م ) عالم دين سني على المذهب الحنبلي ، وهو الذي أتفق فيما بعد مع الأمير محمد بن سعود بن محمد آل مقرن ، فوضعت بجهديهما لاحقا ، أول بذور الدولة السعودية ، ويعتبر الأتفاق بين الأثنين ، أتفاق مصالح ، حيث يكسب به أبن سعود الحكم والملك ، شرط أن يكون للثاني تطبيق المذهب السلفي / الذي دعي بأسمه لاحقا – المذهب الوهابي ، ( وكان العهد بين الأثنين ، حول النصر أن مكنهم الله وحول خراج منطقة الدرعية ، حيث قال الشيخ بن عبد الوهاب لأبن سعود " أما المطلب الأول ، الدم بالدم والهدم بالهدم ، وأما الثاني فلعل الله يفتح عليك الفتوحات وتنال من الغنائم ما يغنيك عن الخراج "   / نقل من الويكيبيديا بتصرف ) .                                                                                                 أن ما ذكرته حول قيام السعودية كدولة ، ورد كمثال ، هو أيضا ينصب بداية ، على توظيف الدين / الأسلام ، من خلال أتفاق أبن سعود والشيخ بن عبد الوهاب ، من أجل الحكم ، فالاول همه الحكم والسلطة والمال / الخراج ، والثاني كانت غايته مذهبه السلفي ، بغض النظر عن كم الدم الذي سيهدر !! . والأتفاق السابق يمثل تمازج أساسي ومثالي بين الرغبة بالوصول للحكم ، وبين تطبيق المذهب السلفي / الوهابي ، لذا كان علم السعودية الحالي ، مطرزا ب      " شهادة لا ألله ألا الله .. " مقرونة بالسيف ، لأن السيف هو المحرك والحكم .                                                                                                                ونرجع بهذا المثال التوضيحي / نشاة الدولة السعودية ، الى نفس نقطة البداية ، وهو توظيف الأيدولوجية الدينية من أجل السلطة والحكم والملك ، وبالسيف ، أي بالدم ، كعادة العرب ، وليس الهدف من كل ذلك الاسلام ، كدين ومعتقد ، بل الحكم والسلطة والملك ، بغض النظرعن أن ، القاتل والمقتول والغالب والمغلوب والناهب والمنهوب يدين بالأسلام أم لا !!




292
                                      الأسلام بين مفهومي المحبة والكراهية

أستهلال : 
     دوما عند التحضير لكتابة أي موضوع محدد ، أو البحث في أي مفردة ما من مفردات الموروث الأسلامي ، ينتابني بعضا من التساؤلات المقلقة والملحة حول الأسلام و هذين المفهومين المتناقضين / المحبة والكراهية ، وأردت أن أهيأ لهما الأن مقالا مقتضبا ليكون نواتا لبحث مستقبلي أكمل وأوسع .
 
النص :
   لا بد لنا أولا أن نضع بعضا من الخطوط العريضة لهذين المفهومين / المحبة والكراهية ، وودت أن يكون هذا التقديم عاما غير مصنفا وغير تابعا لأي معتقد ، المَحَبَّة كمفهوم : هي المَيْلُ إلى الشيء السارّ / نقل من قاموس المعاني ، أما المحبة كتعريف ( فهي نوع خاص من أنواع الحب وتدل على الحب اللامحدود واللامشروط . بخلاف المعنى العام للحب ، فإن المحبة لا تمثل الحب البيولوجي بين البشر . بل تدل على الحب المطلق تجاه شخص ما أو فكرة ما أو الله .. والمحبة كلمة تستعمل في الفلسفة والدين للدلالة على العلاقة المعطاء الخالصة .. / نقل من موقع الويكيبيديا ) ، بينما في مفردة الكراهية فوددت أن أسرد بعضا مما قاله الفلاسفة بشأنها ، فقد قال  " رينيه ديكارت " ( إن الكراهية هي إدراك أن هناك شيء سيئ في مجتمع مع الرغبة في الانسحاب بعيدا عنه ) ، بينما قال " أرسطو " ( أن الكراهية على أنها الرغبة في إبادة الكائن المكروه ) .  وفي تعريف "  ديفيد هيوم " فأنه يعتقد التالي : ((  أن الكراهية هو شعور غير القابل للاختزال ولا يمكن تحديده ( تحديد سبب الكراهية ) على الإطلاق ، وغالبا ما يؤدي إلى تدمير الكاره والمكروه معا )) .

القراءة :
1 . أولا أوجد النص القرأني موقفا حديا من الكفار / فالكل كافر ما عداه وهذه أزمة عقائدية كارثية ، حيث طرح معلومة مستقاة من رب محمد وأله القرأن ، ليس لها من تسبيب منطقي عقلاني وفق معتقد الأديان عامة - علما أن الأسلام لا يعترف بأي دين ، وفق قوله ( أنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 سورة آل عمران ) - حيث يقول أن الكفار يرغبون بأطفاء نور الله ، وبهذا وضع الأسلام كمعتقد حدا وخطا أحمرا بين الكفار وبين المسلمين ، وهو خطا نشأت عنه وتبذرت عنه الكراهية ، ويقول بهذا الصدد موقع / أهل القرأن (  كراهية الكفار نور الله  :إن الكفار يريدون إطفاء نور وهو دين الله بكلامهم ويرفض الله إلا أن يكمل دينه حتى ولو كره أى بغض أى حارب الكفار دينه ، وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة " يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون  / 32 سورة التوبة " ) ، وزاد النص القرأني بوضع حدا أخرا وهو " الفوقية " للمسلمين بالنسبة لباقي البشر ، وذلك بوصف المسلمين ب " الأعلون " ، ليزيد الفجوة بينهم وبين الكفار / غير المسلمين ، بقوله ( فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ / سورة محمد 35 ) ، وأضاف أله القران مخاطبا نبيه ، بأن يفتك ويهلك الكفار ، بقوله ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير/ سورة التوبة 73 ) ، أما " أية الجزية " فأثقلت من وضع الكفار بوصفهم حقراء وذليلون ، وهذا الأمر ساهم بالأبتعاد عنهم وتصنيفهم بشريا بمستوى مهين ، وفق قوله ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون / 29 سورة التوبة ) ، ويفسر " الطبري " مفردة صاغرون بما يلي (  وأما قوله:  وهم صاغرون ، فإن معناه : وهم أذلاء مقهورون . يقال للذليل الحقير " صاغر ".. ) .                                                               * هذه النصوص وغيرها الكثير في الموروث الأسلامي ، وضعت ، بل رسمت مملكة أسلامية للكراهية ، مسندا ذلك بنصوص قرأنية عززت من كراهية المسلمين لغير المسلمين ، منذ بداية العهد المحمدي والى الأن !! .
2 . أيات السيف ، أيضا كان لها دورا محوريا في وضع المتاريس بين المسلمين وغير المسلمين ، وزادت من حدة الكراهية لغير المسلمين ، بالرغم من عدم ذكر مفردة " السيف " في النص القرأني ، ويبين موقع / أرفع صوتك ، ما يلي بهذا الصدد ( لم ترد كلمة السيف ولو مرة واحدة في القرآن . ومع ذلك ، فإن هناك آية يطلق عليها الفقهاء والمفسرون " آية السيف " ويقولون أنها تحدد العلاقة بين مليار ونصف مسلم وبين باقي سكان العالم . هذه الآية هي الآية 5 من سورة التوبة ، ونصها " فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم " ) ، ويقول " أبن كثير " بخصوص الأية أعلاه ( وهذه الآية الكريمة هي آية السيف ، ونزلت ناسخة لجميع الآيات التي فيها الصفح والكف عن المشركين ، آمرة بقتالهم .. ) .
* أذن الأمر وفق نص أية السيف ، لا يقتضي الكراهية فقط لغير المسلمين ولكنه يأمر بقتلهم وأنهائهم ، وهنا يتفق مفهوم النص القراني مع مفهوم " أرسطو " للكراهية الذي يبين ( أن الكراهية على أنها الرغبة في إبادة الكائن المكروه ) ، ويضع " أبن كثير " النقاط على الحروف بخصوص هذه الأية ويبين بأنها : أنهت التسامح واللين والمحبة واللطف مع غير المسلمين / الكفار !! .
3 . كما أن التكفير البيني بين المسلمين ذاتهم يقود الى الفرقة والكراهية أيضا ، فالسنة تكفر الشيعة ، فقد جاء في موقع ملتقى أهل الحديث ، التالي ( إن الشيعة الإمامية الاثنا عشرية من فرق الضلال التي جمعت في عقيدتها ، كل شرٍ وانحراف موجود في باقي الفرق والنحل ، ولهذا حكم جمهور العلماء بكفرهم وزندقتهم. . ) ، كما يقول العلامة     " بن باز " في فتاويه ، التالي ( التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة غير ممكن ؛ لأن العقيدة مختلفة ، فعقيدة أهل السنة والجماعة توحيد الله ، وإخلاص العبادة لله ، وأنه لا يدعى معه أحد لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم الغيب .. ) . والشيعة أيضا تكفر السنة ، فقد جاء في موقع منتديات السرداب الأسلامية التالي (( يقول علامتهم السيد عبد الله شبر الذي يلقب عندهم بالسيد الأعظم والعماد الأقوم علامة العلماء وتاج الفقهاء رئيس الملة والدين جامع المعقول والمنقول مهذب الفروع والأصول في كتابه ( حق اليقين في معرفة أصول الدين 2/188 طبع بيروت ) : " وأما سائر المخالفين ممن لم ينصب ولم يعاند ولم يتعصب فالذي عليه جملة من الإمامية كالسيد المرتضي أنهم كفار في الدنيا والآخرة والذي عليه الأكثر الأشهر أنهم كفار مخلدون في الآخرة ". ص 42 )) ، كما يقول الشيخ المفيد ( اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار .. ) .
* هذا التكفير الذي دأب الأسلام عليه ، هو قرار ينوبون به عن الله ، فهم يكفرون البشر يمينا ويسارا ، فهم يكفرون اليهود والمسيحيين والصابئة و.. كل من لم يؤمن بالأسلام دينا ، وينعتوهم كفارا ، كما أنهم فيما بينهم يكفرون بعضهم البعض ، وهذا نهج لا تراه ألا في الأسلام !! ، علما أن الرسول نفسه يذهب بأبعد من هذا ، فيقول : أن أمته كلها بالنار ألا فرقة واحدة ، فقد جاء في الحديث النبوي ، التالي (  وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي.  وفي بعض الروايات:  هي الجماعة.  رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم ، وقال:  صحيح على شرط مسلم )
3 . أن الأسلام أرتبط بالسيف ، ولا يمكن للسيف أن يولد زهرا وسلاما ومحبة ، بل يفضي الى كراهية وغيل وحقد ونفور من غير المسلمين .. والسيف دوما يقود للقتل ، أي يقود الى الموت ، والموت يعني شلال من الدم ، وكل ما سبق نتيجة وسببا هو واحد وهو الكراهية ، حقن المجتمع بالكراهية هو أخطر من حقنها بالأيدز ، لأن الأيدز لا بد من علاج له مستقبلا ، ولكن كيف تعالج الكراهية في المجتمع !! .
4 . بينما المحبة تقود الى الحياة ،  فليس من حياة دون محبة ، وذلك لأن المحبة / الحب ، هي أكسير الديمومة والحياة ، ويقول بهذا الصدد ، " ميخائيل نعيمة " : ( الحب خلاصة الحياة ، فمتى أحب الناسُ تقلصت عنهم كل ظلال الشناعة فرأوا كل ما فيهم جميلاً ، ومتى رأى الناس كل ما فيهم جميلًا عرفوا الحب ، ومتى عرفوا الحب عرفوا الحياة . ) .. نحن لم نقرأ بالنص القراني أي أية تفضي الى محبة الأخرين من غير المسلمين ، وهذه أشكالية كبيرة ، النص القرأني نصا وجد وخصص ووجه للمسلمين فقط ، ولم تكن هناك أي توجهات أو مؤشرات أنسانية للتعامل مع الأخرين ، النص القرأني ، بل الموروث الأسلامي عامة تغذى على أنهاء الأخرين ، للتفرد بالحياة الدنيا ، وهو أصلا قد ضمن و ملك الأخرة ، لذلك فأن مفهوم المحبة شبه معطل في النص القرأني ، ولا يمكن بث الروح الأن في نص ماضوي متحجر لا يعترف ( بمحبة حياة الأخرين من غير المسلمين ) !! ، وأختم الموضوع بقول للسيد المسيح : ( وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ : أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا . كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا . / من إنجيل يوحنا 13 - 34 ) .





293

                               قراءة في حديث " العشرة المبشرين بالجنة "

المقدمة :
أرى / وحسب رأي الشخصي ، أن من نصوص الموروث الأسلامي ، المثيرة للجدل ، هو حديث الرسول عن      " العشرة المبشرين بالجنة " ، ففي هذا البحث المختصر ، سأقرأ الحديث ، قراءة حداثوية !! .

النص :
حول حديث العشرة المبشرين بالجنة ، جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، نقل بتصرف ، التالي (( العشرة المبشّرون بالجنّة هم أصحاب النبي المذكورون في الحديث الذي رواه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ قَالَ ، قَالَ الرَسُولُ َ: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَعِيدٌ فِي الْجَنَّةِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ . رواه الترمذي 3680 وسعد هو ابن أبي وقاص وسعيد هو سعيد بن زيد ، وهناك عدد غيرهم من الصحابة قد بُشّر بالجنّة كخديجة بنت خويلد وعبد الله بن سلام وعكاشة بن محصن وغيرهم .. )) ، وبنفس المضمون هناك رواية أخرى ، جاء بها ما يلي (( وفي رواية عن أبي داود وغيره عن سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ، قال : أشْهَدُ عَلَى الرَسُولِ أَنِّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ : العَشْرَةٌ فِي الْجَنَّةِ : النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ .. )) / نقل بتصرف من موقع المرسال ، ونلاحظ في الحديث الثاني ، أن الرسول يبدأ  بنفسه ، ثم يذكر الباقين !! ، بينما في الحديث الأول ، لا يذكر الرسول نفسه ببداية الحديث كأول المبشرين بالجنة !! ، وهذه أشكالية !! .
 
القراءة :
أولا - أن أهل السنة والجماعة ، يؤكدون على صحة حديث العشرة المبشرين بالجنة ، وفق حديث الرسول ، ونقلا عن روايات مختلفة ، والتساؤل هنا : من أي مصدر ومن أي مرجعية ومن أي تخويل قال الرسول : أن العشرة المبشرين بالجنة هم المذكروين بالأحاديث أعلاه ، ومن يؤكد حديث الرسول بعد أنقضاء مئات السنين !! .
ثانيا - أما المذهب الشيعي ، فلا يؤكد حديث العشرة المبشرين بالجنة ، والشيعة عامة يعتقدون / ضمنا ، أن أي فرد من الصحابة كان على خلاف مع علي بن طالب ، يعتبر مقصيا من الحديث ، و (( يزعم الشيعة أن طلحة والزبير كانا إمامين من أئمة الكفر ، وهم من المذكورين بالحديث ، نقل بتصرف من موقع / البرهان )) ، خلاصة .. يؤمن الشيعة الاثنا عشرية ب (( بطلان حديث العشرة المبشرين ، نحن نعتقد أنّ حديث العشرة المبشرة هو من الموضوعات المختلقة على عهد بني أميّة ، وضعوه على لسان بعض الصحابة وممّا يثبت القول ببطلان حديث تبشير العشرة بالجنة ، ما رواه الشيخان والنسائي عن سعد بن أبي وقّاص ، قال : ما سمعت النبي يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنّه من أهل الجنّة إلاّ لعبد الله بن سلاّم . / نقل بتصرف من موقع منتديات مدرسة الامام الحسين الدينية . )) . والغريب بالأمر أن الشيعة يؤكدون فقط على عبد الله بن سلاّم ، دون علي والجميع !! .
ثالثا - أرى الحديث يدخلنا في أزمة منها : هل باقي قوم الرسول ، وبالتحديد صحابة الرسول زمن البعثة النبوية ، الذين حاربوا معه في غزواته ، وساندوه في نشر رسالته ، كان مصيرهم غير الجنة !! ، ويقف في مقدمة هؤلاء ، مثلا " حمزة بن عبد المطلب " (( الهاشمي القرشي صحابي من صحابة رسول الإسلام محمد ، وعمُّه وأخوه من الرضاعة وأحد وزرائه الأربعة عشر، وهو خير أعمامه لقوله :  خَيْرُ إِخْوَتِي عَلِيٌّ ، وَخَيْرُ أَعْمَامِي حَمْزَةُ ./ نقل من الويكيبديا )) ، فهل مصير الحمزة غير الجنة وهو أسد الله .                                                                                                                             رابعا - هل العشرة المبشرين بالجنة سيدخلوها منفردين دون زوجاتهم ! ، حيث أن هذه أشكالية كبرى لأن كل فرد له أكثر من زوجة ! فالمصادر مثلا ، تحدثنا أن علي بن أبي طالب كان له تسع زوجات (( فاطمة بنت محمد ، أم البنين بنت حزام ، ليلى بنت مسعود اليتيمة ، أسماء بنت عميس ، أم حبيبة بنت ربيعة التغلبية ، أمامة بنت العاص بن الربيع ، الحنفية خولة بنت جعفر ، أم سعيد بنت عروة الثقفية ، محياة بنت امرئ القيس الكلبية / نقل بتصرف من موقع / مركز الفتوى )) ، فهل علي سيدخل الجنة دون زوجاته التسع !! ، وأين سيكون مصيرهم ! .                                           خامسا - بالنسبة للنساء فان الرسول خص عدد معين بالجنة دون غيرهم ، فقد جاء في حديث رواه أحمد بن حنبل في ” المسند ” (6/68) التالي : (( ففي أحد الأيام رسم الرسول أربعة خطوط على الأرض فسأل الصحابة بجواره عن معنى هذا فقالوا “ الله ورسوله أعلم ” وأوضح الرسول قائلا : ” أفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِد ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ أَجْمَعِينَ “. فخص سيد الخلق بهذا الحديث أربع نساء على وجه الخصوص وأعلن أنهن سيصبحن ملكات نساء الجنة )) ، والسؤال هنا ! لم أقصى الرسول باقي زوجاته ! وخاصة أحب زوجاته أليه ! ، وهي " عائشة بنت أبي بكر " التي قال عنها الرسول : ( خذوا شطر دينكم عن الحميراء ) ، وبالرغم من أن بعض الفقهاء يقولون بضعف هذا الحديث ، ولكن في موقع / السنة النبوية وعلومها ، يقولون التالي بحق مكانة وعلم عائشة (( ولا يفهم من ضعف الحديث انتقاص منزلة أم المؤمنين عائشة ، فلا شك أنها من علماء الصحابة ومن مفتيهم وهي أفقه نساء الأمة على الإطلاق وقد نقلت عن النبي علما كثيرا طيبا مباركا .. )) ، أليس من المفروض لهكذا أمرأة أن تكون من " ملكات نساء الجنة " !! .   
سادسا - من المؤكد أن الموروث الأسلامي / نصوص وسنن وأحاديث .. ، يقف النص القراني في الأسبقية من هذا الموروث ، من حيث التأكد والتوثيق ، ولم تشير أيا من النصوص القرانية الى أي ذكر للعشرة المبشرين بالجنة ، ومن الأيات التي ذكرت الجنة في متنها ، والتي لم يذكر أيا من صحابة الرسول بها التالي / الأيات على سبيل المثال وليس الحصر ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ  / 35 سورة البقرة ) ، ( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ / 26 سورة يونس ) ، هذا أذا أعتبرنا أن القرأن كان في اللوح المحفوظ !! ، فمن المفروض أن تثبيت أسماء العشرة المبشرين بالجنة به " منذ الأزل " !! .
سابعا – عندما يكون هناك تحديد لأسماء محددة للجنة ، دون سواها من قبل الرسول ، أذن لا بد من وجود أسماء من صحابته مصيرها غير الجنة ! ، وهنا أتكلم على صحابة الرسول الاخرين ، وليس أعدائه ، الواضح مصيرهم ك ( عمه أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب ، أبو جهل بن هشام المخزومي ، الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم السهمي .. ) ، لأني أرى أن هذا الحديث مختلق ! ، وكان من المنطق أن يقول الرسول (( أنا وأصحابي في الجنة )) ، لا أن يحدد صحابة بالأسم دون سواهم !! .

الخاتمة :
تبقى الأحاديث المكون الرئيسي للموروث الأسلامي ، ولكنها بنفس الوقت هي أكثر المكونات الملصقة بها الشبهات والشكوك ، وذلك لكثرة التناقضات والأختلافات التي تحتويها ، والحديث الذي نحن بصدده ينطبق عليه هذا الأمر ، ولم يتفق أهل العلم أصلا على صحة وعدد الأحاديث أبدا ، فقد جاء مثلا في موقع / منتديات كل السلفيين ، التالي (( وعليه فمجموع ما انفرد بها الشيخان دون أحدهما الآخر هو 988 حديثاً وهو مجموع ما انفرد به البخاري دون مسلم 414 ، وما انفرد به مسلم دون البخاري 574 ،  فعليه يكون عدد الأحاديث التي في الصحيحين دون المكرر هو 2507 حديثاً وهو مجموع المتفق عليه 1519 وما انفرد به احدهما دون الآخر 988 )) ، بينما في مواقع أخرى ، كملتقى أهل الحديث يقولون أن (( الحديث المسند الصحيح 4000 حديث مسند متصل )) ، وبنفس الوقت ، يبين نفس المصدر أن ((  مجموع الحديث كله الذي تجده مكتوبا في الكتب المشهورة : 11830 حديثاً ، وأن الصحيح منها حوالي 4400 حديث. )) ، أي الباقي غير صحيح ، لأجله أرى ليس من أتفاق ولا توافق على موضوعة الأحاديث عامة ، صحيحها من ضعيفها ، وقد كتبت مجلدات في معرفة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، منها ما جا في موقع / منتديات أتباع المرسلين : (( .. والمسلمون قد صنفوا كتبا في معرفة الرواة وبينوا صدقهم وكذبهم وسوء حفظهم ، ككتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم وكتاب التاريخ الكبير للبخاري وكتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل وكتاب تهذيب الكمال للمزي ومختصره تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر .. )) . من كل ما سبق لا يمكن التأكد من الموروث الأسلامي نصوصا وسنن وأحاديث ، وهذا الذي يوقعنا في أزمات فقهية في تفسير الكثير من الموضوعات العقائدية !! .


294
                              أزمة عرض قيم القرأن بين حقيقة النص وبين الأسلام كفكر


     من القيم التي يعرضها القرأن ، والتي يبين بها أنفراد الدين الأسلامي ووحدانيته لدى الله كدين ، هي النصوص التالية : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 أل عمرن ) ، والقرأن بهذا يبين أن الإسلام هو الدين الحق الذي يطلبه الله من عباده ولا يقبل منهم سواه ، إذ ما عداه من الدين باطل وضلال ، وقوله أيضا وبنفس الصدد ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ / 85 آل عمران ) ، وقد جاء في تفسير ماسبق  ، نقل بتصرف من موقع / مركز الفتوى ، ما يلي : (( فإن ترك دين الإسلام واعتناق المسيحية ردة يستحق فاعلها القتل بعد أن يستتاب ، فإن تاب ورجع إلى دينه الحنيف سقط عنه الحد ، ودليل قتل المرتد قول النبي : " من بدل دينه فاقتلوه " / رواه البخاري و أحمد ، وليعلم السائل أن الإسلام نسخ جميع الرسالات السابقة وأبطل العمل بأحكامها ، وغير ذلك من الآيات التي تدل على أن الله لا يقبل غير هذا الدين من أحد مهما كان ، وأن الله دعا أهل الكتاب إلى ذلك ، فأهل الكتاب مأمورون بترك دينهم واعتناق دين الإسلام ، ومن لم يفعل ذلك منهم فهو من أهل النار ، فقد روى مسلم في صحيحه عن  أبي هريرة عن الرسول أنه قال : " والذي نفس محمد بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " )) .                           وهذا يذكرنا بمقولة ” إنّ الإسلام في أزمة اليوم “ ، التي أطلقها محمد مجتهد شبستري ، أستاذ الفلسفة في كلية أصول الدين في جامعة طهران – أيران ، ويضيف : ” إن دينًا لا يستطيعُ أنْ يعرض قِيَمَه بصورة سليمة هو دين يعيش في أزمة  “ ، وبالرغم من تعجبي عن أي ( عرض قيم )  يتكلم عنها " شبستري " ، قيم .. القتل والسبي وجهاد النكاح وقطع الرقاب والأيدي .. ، ولكن ذكره وجود أزمة ، جملة يستحق التوقف عندها . أن القرأن أختصر أجمالي الرسالات والرسل به ، وبه فقط ، والقرأن بهذا وضع قالبا واحدا في الأسلام كفكر ، وهو أن الأسلام دين الله ، ولا يقبل غيره ، والرسول خاتما للرسل ، ويجب أتباعه ، والقرأن ككتاب و دستور ألغى ما قبله من رسالات ، وهذا يوقعنا في مأزق فكري وعقائدي ، وحتى مأزق أجتماعي وأنساني ، وأرى أن كل التطرف والتزمت والتكفير وألغاء الأخر ، ينبع من عرض هذه القيم ، لأن القرأن صور للمسلمين ، أن الأسلام كدين فوق كل الأديان والمعتقدات ، والرسول أعظم الخلق ، ومن أنحرف عن الأيمان به ، مصيره النار ، وأن كل الرسالات الدينية التي سبقت القرأن : الزبور - داؤود ، وكنزاربا - يوحنا المعمذان ، التوراة - موسى ، الأنجيل - المسيح .. ، كلها نسخت وألغيت ! . وحل محلها الأسلام كدين ومحمد كرسول والقرأن ككتاب ، أذن نحن أمام أيقونة واحدة منفردة ، ومن هنا تنبع الأزمة ! وهذا الوضع يستوجب  تحرير العقل من الأصل ، الأصل الديني المتحجر ، وهذه هي أزمة الأزمات ، كما أنه ليس من المنطق تغيير أصل بأصل أخر .. لأن النتيجة ستكون نفسها ، أي تقييد أخر للفكر ، أننا بحاجة الى تفكير منطقي عقلاني يبعدنا عن الماضوية ، التي تقدس النص دون وعي ، فالأنفتاح على الثقافات والعقائد والمذاهب الأخرى ، ينور الجمود الذي أصاب الأسلام طيلة 14 قرنا الماضية ، والتي جعلته مصدرا لكل الأزمات الفكرية و العقائدية  دينيا ! بل أصبح رحما ولادا للأزمات  ! .                                     
 

295
                                  قراءة في " بدعة " التصوف في المسيحية

تعبدوا كما شئتم كمؤمنين ووفق أنجيل المسيح ، وأتبعوا تعاليمه ، لأنه القائل " أنا هو الطريق والحق والحياة " ، ولكن ليس ببدع ك" الصوفية " ، وذلك لأن البدع ستفتح أبوابا ل " بدع " أخرى .. / كاتب المقال 

النص :                                                                                                                                                    سأبين في التالي بعضا من الأضاءآت المقتضبة بخصوص الموضوع ، ثم سأسرد قراءتي الخاصة فيما بعد :
1 . ظهرت في الأفق ممارسات مسيحية حديثا ، صنفت على أنها طريقا مبتكرا لممارسة العبادة بالنسبة للمسيحيين ، ويقف في ريادة هذا النهج المرنم - ماهر فائز (  ماهر فايز ..Maher Fayez مرنم مصري مشهور ، اسمه بالكامل هو ماهر فايز زكى شنودة وتاريخ ميلاده 2/11/1962 ، عرف بألحانه وترانيمه المسيحية الصوفية .. اسس سنة 2003 كورال ترانيم مصري مسكوني باسم "الكاروز". / نقل من الويكيبيديا ) ويقال أنه درس ( الموسيقى العربية / نقل من المنبر الخمسيني ).                                                                                                                                                                  2 . حركة الكاروز :- حركة مسيحية مصرية مسكونية ، متخصصة فى الفكر والعمل التعبدى بكافة أنماطه والأبحاث والدراسات الخاصة ، وأهداف الحركة تتمثل فى ( الدعوة العامة لتوحيد أولاد الله .. والعبادة معا و نبذ التعصب الذي إرتبط بأشكال و أنماط تعبُدّية متعددة .. ) ، وتسعى الحركة الى : (  أولا - إضرام روح النبوة ومعرفة إعلان الله لمقاصده الآنية لهذه البقعة الغالية ، ولشعبه مصر . ثانيا - بتطوير أدوات التواصل مع المجتمع ، وكسر الأسوار الكنسية التى رفعتها الكنيسة ، بقصد أو بجهل ، أمام الشارع .. بل و أمام الكنسى الآخر  / نقل من الموسوعة الحرة ) .                                                                  3 . ويرى ماهر فايز ( أن هناك ما يميز التصوف المسيحي عن التصوف الإسلامي ، ويشكل فرقاً جوهرياً بينهما ،" في التصوف المسيحي يتم التواصل المباشر لله مع الإنسان ، حسبما أعلن الوحي في المسيحية عن تجسد الله وظهوره كإنسان أو اتحاده بالإنسان .. " وتابع " التصوف المسيحي يلتقي من نواحٍ أخرى بنظيره الإسلامي في الإبداع الإنساني الأدبي والفني والفكري ، حيث يتحرك الإنسان ناحية المعبود حباً وتقديساً وزهداً للاغتناء به والاتكال عليه والصبر له". ، وأوضح فايز " أن ممارسات الصوفية المسيحية لا تختلف كثيراً عن نظيرتها الإسلامية إذ إنها عبارة عن إبداع حبي لله وتعبير عن هذا الحب بكل الطرق والوسائل بداية من التعبير بالشعر ، أو بحركات الجسد أو من خلال استخدام الموسيقى ، على أن يكون هذا التعبير تحت إشراف شيخ متقدم له خبرات واسعة في التصوّف ويقود الصوفيين ويعلمهم الزهد في العالم ، والاتكال على الله والصبر له. " / نقل من موقع الموجز ) .

 القراءة :                                                                                                                                                 * تقول بعض السرديات التأريخية أنه هناك بعض المؤشرات الصوفية في المسيحية قديما ، حيث جاء في موقع / رصيف  22،12 ديسمبر 2017.، التالي (  يعود التصوف المسيحي إلى القرون الميلادية الخمسة الأولى ، عندما ظهرت مجموعة من الروحانيين المسيحيين ذكرهم التاريخ المسيحي بعد ذلك على أنهم معلمو اللاهوت الروحي وهم : " أوريغانوس ، وأنطونيوس ، وباسيليوس الكبير ، وغريغوريوس أسقف نيصص ، وغريغوريوس الثيؤلوغوس ، وأمبروز وأوغسطينوس " ، هؤلاء السبعة هم أصحاب أغلب نصوص العبادة اللاهوتية والشروحات الروحية ، وهم أول من بدأ التصوف المسيحي من خلال القراءة الروحية والتأويل الرمزي والمجازي للنص المقدس .. ) .                                     ولا بد لي هنا من تسجيل بعض الملاحظات في هذا الصدد : -                                                                                                                                    أولا : أن هذا التصوف / المتصوفين السبعة ،  له تأريخيته ، وظروفه الزمانية والمكانية ، وله وضعه الكنسي والعقائدي ، وكل ما سبق لا ينطبق على واقع وحال اليوم ، حيث أننا في القرن 21 .
ثانيا : أن المذكورين لهم عمق ديني ولاهوتي كبيرين أضافة الى أن بعضهم من القديسين ، فلو أخذنا و تطلعنا الى سيرة            " باسيليوس الكبير " / مثلا : ( ولد القديس باسليوس الكبير في قيصرية الكبادوك عام 329 من أسرة تضم عددًا من الشهداء سواء من جانب والده أو والدته . فوالد باسيليوس كان يدعى أيضًا باسيليوس احتملت والدته القديسة ماكرينا     " جدة باسيليوس " أتعابًا كثيرة في أيام مكسيميانوس الثاني بسبب تمسكها بالإيمان ، وقد بقيت حياتها نموذجًا حيًا للحياة الإيمانية الفاضلة والشهادة للسيد المسيح . كان باسيليوس أحد عشرة أطفال ، كان هو أكبر البنين ، سيم ثلاثة من أخوته الآخرين أساقفة : باسيليوس أسقف قيصرية الكبادوك ،غريغوريوس أسقف نيصص ، وبطرس أسقف سبسطية .. / نقل من موقع كنيسة سانت تكلا ) ، والمذكور بذاته كان أسقف قيصرية الكبادوك .
ثالثا : أذن ذلك التأريخ يسجل لنا وقائع عن قديسين ، يشغلون مواقع كنسية عليا ، وهكذا شخصيات من المؤكد أن علمهم وعمقهم الديني واللاهوتي على مستوى عال من المعرفة .
رابعا : أما السيد ماهر فائز ، فهو مرنم وموسيقي .. ومن المؤكد أنه لا يمتلك ميزات وأمكانيات وصفات المذكورين في أعلاه ، وليس له الأيمان العقائدي واللاهوتي الذي كان لديهم في تلك الحقبة .                                                                                                *  من ضمن نشاط حركة " الكاروز " لماهر فائز حفلات إنشاد ديني ( إسلامي مسيحي مشترك ) ، وسائل يسأل ماهر فائز ، هل المسلمين الذين معه في فرقة الأنشاد المشترك ، يؤمنون بان المسيح هو الله المتجسد !! ، لكي يشركهم في ترانيم مسيحية عقائدية ، أم هناك أسبابا أخرى ليس بها للدين من علاقة ! ، وسؤال أخر لو كان في نية فائز تعزيز الأخاء الوطني في مصر ، وهذا أمر مقبول ، كان من المفروض أن يعزل الدين عن هذا المنحى ، لأن الوطن لجميع المصريين ، من دون حشر الدين في مواضيع لها غايات ساسية ! .                                                                                                                                       * أن رسالة المسيح هي رسالة محبة وخلاص ، ولم يكن يوما للمسيحية رسالة صوفية ، والمسيح بذاته ليس صوفيا / كما يدعون ، كي يحتاج الى حركات جسدية معينة منغمة لأيصال رسالته للمؤمنين به ، بل المسيح يحتاج الى أيمان حق ( فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ : لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ . فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ : انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ / أنجيل متى – أية 17 ، 20 ) .. فالمسيحية ليست تعبدا صوفيا ، بل المسيحية محبة وأيمان وتضحية ، المسيحية ليست حركات تعبيرية بالجسد وعلى انغام الموسيقى ، بل المسيحية أيمان بالقلب ، المسيحية ليست نظم شعر ، لأنها ألهام للحياة .                                                                                                                              * برأي ان الصوفية بوضعها الحالي .. " بدعة " ، وهذه البدعة ستلد أخرى وهكذا ، فلا الوضع العقائدي يسمح لها ، ولا الكنسي يقر بوجودها ، لأنها خلاف تعاليم المسيح ، وذلك لعدم وجود أي أشارة لها في الأناجيل الأربعة - متى ، لوقا ، مرقس ويوحنا ، لذا أرى معالجتها ! .                                                                                                                                      * وسائل يسأل هل تلامذة المسيح كانوا صوفيين ، أو هل كان المؤمنين الأولين من المتصوفة ، الجواب على كل مضى " لا " ، أني ارى أن الصوفية تعطيل للحياة ، وأن المسيح يحب أن نمارس حياة طبيعية وبأعتدال دون غلو ، وهو القائل ( لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي : يَا رَبُّ ، يَا رَبُّ ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ . بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ / أنجيل متى 7 : 21 ) ، المسيح حي أيمانا ، بما كتب في الأناجيل الأربعة ، وغير كل ذلك بدع وأختلاقات تشوه الأيمان ولا تقويه ولا تعززه ، كما أن من يريد البحث عن خلاص المسيح سيجده في الأنجيل وليس في بدع الصوفية !! ..                                   
      السيد المسيح قال " أَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا " / ( أنجيل متى 24: 24 ) .
                                     

296
                                              الداعية  / عمرو خالد  .. والسقوط الفكري
المقدمة :                                                                                                                                                    نشر للداعية الأسلامي عمرو خالد ، مقطع فيديو ، يقدم به ترويج " لدجاج الوطنية " / المنتج عائد لشركة سعودية مصرية ، ويمكن مشاهدة الاعلان على الرابط التالي  www.youtube.com/watch?v=zBOaMD1KJOw ، ولاقى هذا الفعل الكثير من الأستهجان ، حيث نشر موقع / البوابة  في 19.5.2018 التالي بخصوصه : أستقبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي إعلان الداعية ، عمرو خالد ، المخصص لشركة دواجن مصرية سعودية ، بحالة من الغضب المصحوبة بالسخرية ، خاصة قوله " لن ترتقي الروح إلا لما جسدك وبطنك يكونوا صح مع خلطة الشيف آسيا " ، رابطاً عملية الاستهلاك بشهر رمضان والعبادة . الغضب والسخرية بسبب استغلال دوره كداعية في الترويج لشركة قيل إنها ضمن استثمارات الجيش ، أوصل اسم الداعية عمرو خالد لمركز متقدم في قائمة الأكثر تداولاً على موقع " تويتر " في مصر . وبعد الهجوم الشديد حذفت الشركة والداعية الإعلان من صفحتيهما الرسميتين على موقع " فيسبوك ".

القراءة :                                                                                                                                                     1 . هذا الداعية بطريقته وأسلوبه وشخصيته المثيرة للأشمئزاز ، مع صوت ونبرة  وحركات تخلو من رجولة الألقاء ، لا يصلح هذا الفرد أن يكون محاضرا أو خطيبا أو موجها ، فكيف يكون داعيا أسلاميا ! يشرح شؤونا في الموروث الأسلامي .                                                                                                                      2 . ولكن يبقى الدين ، وبالتحديد الدين الأسلامي ، أكثر دينا يستفاد من التربح به ومنه ، فترى الدعاة يمارسون هذه التجارة المربحة ! ، متقمصين شخصيات ومظاهر مختلفة ، بالجلباب أو باللباس العصري ، بلحية أو بدونها ، وأمتد الأمر ليشمل حتى صغار السن ، بعد أن كان الأمر محصورا على الفقهاء والشيوخ المتخصصين ، والدليل على أنتشار هذه التجارة الرائجة ، أننا في كل يوم يطل علينا داعية جديد ! .                                                                                                                       3 . المثير للسخرية هو جملة خالد ( نعبد صح ونأكل صح ) ، هل الأكل / التغذية ، له علاقة بالعبادة الصحيحة القويمة ! ، وما أرتباط ذلك بشهر رمضان ، ولو كان الأمر كذلك ، هل تستطيع مثلا ، المجموعات البشرية التي تعيش في العشوائيات ، أو الذين يعيشون في الشوارع ، في مصر أن تتغذى صحيا ! ، حتى تتعبد بشكل صحيح ! ، بل هل تستطيع أن تتناول أصلا ثلاث وجبات كباقي أهل مصر !  .                                                                                                                  4 .  وسؤالي هل يعيش الداعية خالد في مصر ! ، وأذا كان كذلك ، فتلك مصيبة ، والظاهر أنه منفصل ومنعزل عن الطبقة الكادحة لمصر ، ولا يشعر بأحساس فقرائها ! ،  ولكن عندما تفقد الحياء والخجل فلا عتاب عليك ، وتستطيع أن تقول أي كلام ! ، ومن جانب أخر ، أذا كان خالد داعية أسلامي حقا ، ألم يقرأ الحديث التالي ، وأن يعرف مغزاه ! ( عن أبي مسعود قال : قال الرسول : .. إذا لم تستح فاصنع ما شئت /  رواه البخاري ) .                                                                                                                           5 . أن الداعية عمرو خالد .. يستهزأ بالعقل العربي عموما ، المغيب فكريا ، ويستغل برنامجه من أجل الدعاية والترويج للدجاج ! ، والعالم لا تحظى كما يقال ( برغيف عيش ) ! ، وكان الأولى به أن يروج مثلا ، للأبتعاد عن تناول المخدرات ! التي فتكت بالمجتمع .                                                                                                                               6 . أن السماح بهكذا تفاهات بأن تذاع في الميديا ، تدلل على السقوط الفكري لهكذا أدعياء ، وعمرو خالد أحدهم ، وكذلك تؤشر على مدى السقوط المعنوي للجهاز الأعلامي – المسؤول عن البث ، ويبين أيضا مدى هوس سيطرة المال على الدعاة ومؤسسات الدولة بذات الوقت ، دون هدفهم الأساسي ، هذا في حالة لو كان لدى الدعاة أي هدف نبيل ! .
7 . أن العالم الأسلامي يمر بفترة تدهور فكري للخطاب الأسلامي ، وذلك لأن هذا الخطاب يغرد خارج السرب ، وهذا التدهور أنعكس على عقلية وفكر شيوخ الأسلام وفقهائه ودعاته و .. ، ويرجع كل ذلك الى الضعف والنخر في مؤسسة الأزهر ، المؤثرة على العقيدة الاسلامية ، فكرا ورجالا ، والتي لا زالت مناهجه كمؤسسة تبين على أنها لا تنتمي للنطاق الفكري والزماني والمكاني لعالم اليوم ! .


297
                                  الأزهر بين منهجي الوسطية والأرهاب 
المقدمة :                                                                                                                                                                                                                                                                      من الضروري بداية أن نستعرض بعجالة ، لمحة تأريخية عن جامعة الأزهر / القاهرة - مصر ، فهي المؤسسة الدينية العلمية الإسلامية العالمية الأكبر في العالم ، وثالث أقدم جامعة في العالم بعد جامعتي الزيتزنة  والقرويين ، ويسجل التاريخ أن ( الأزهر ) أنشئ في أول عهدالدولة الفاطمية بمصر جامعاً باسم ( جامع القاهرة ، الذي سمى الأزهر فيما بعد ) ، حيث أرسى حجر أساسه في  970 م ، وصلى فيه الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ثاني خلفاء الدولة الفاطمية عام 972م ، إيذانا باعتماده الجامع الرسمي للدولة الجديدة ، ومقرا لنشر الدين والعلم في حلقات الدروس التي انتظمت فيه ، وبدأها القاضي أبو حنيفة بن محمد القيرواني قاضي الخليفة المعزلدين الله ، وتولى التدريس أبناء هذا القاضى من بعده وغيرهم ، إلى جانب دراسة علوم أخرى في الدين واللغة والقراءات والمنطق والفلك .. / نقل بتصرف من الويكيبيديا .                                                                                                                                                                                                                                                     
الأزهر كمؤسسة :                                                                                                                                                                                                                                                 الأزهر يضم ثانويات أزهرية  ، أما كجامعة فهو يضم عددا من الكليات ، فوفق / أخر تعديل لصفحة الويكيبيديا في يوم 7 ديسمبر 2016 ، جاء أحصاء الكليات وأختصاصاتهم - نقل بتصرف وأختصار ، كما يلي :                                                                                                          * الكليات الطبية والعلمية : كليات الطب / 4 ، كليات طب الأسنان / 3 ، كليات الصيدلة / 3 ، كليات الهندسة / 2 ، كليات الهندسة الزراعية / 2  ، كليات العلوم / 3 ، كليات الزراعة / 2 ، كليات التربية / 3 ، كليات التجارة / 3 . وهناك 8 كليات متفرقة للعلوم الأنسانية  =  المجموع الكلي 33 كلية  .                                                                                                                                                                                * بينما الكليات التي تدرس أمور الدين الأسلامي كعقيدة وفقه وأصول .. ، وما يرتبط بها ، فهي كما يلي :                                                                                                                                                  كلية أصول الدين والدعوة / 6 ، كلية الشريعة والقانون / 5 ، كلية الدراسات الإسلامية والعربية / 17 ، كلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر بالقاهر ، كلية القرآن الكريم جامعة الأزهر بطنطا ، كلية الدراسات العليا جامعة الأزهر ،  كلية العلوم الإسلامية جامعة الأزهر ، كلية الدراسات الإسلامية و العربية جامعة الأزهر / بدسوق . و7 كليات للغة العربية = المجموع الكلي 40 كلية .                                                                                        * وتضم جامعة الأزهر ، الأكبر عددا بالنسبة لعدد الطلاب ، حيث جاء في موقع / الوفد الألكتروني ، كتب عبدالرحيم أبوشامة - القاهرة (  أظهر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن جامعة الأزهر احتلت المرتبة الأولى في عدد الطلاب بالجامعات الحكومية والأزهر ليبلغ عددهم 297 ألف طالب بنسبة 17.6% ، تليها جامعة القاهرة بعدد 235 ألف طالب بنسبة 13.9% من إجمالى أعداد طلاب الجامعات الحكومية خلال العام الدراسى  2014/2013 ) .
أضاءة :                                                                                                                                                                                                                                                                                من الأحصاءأت السابقة ، نلاحظ التالي :                                                                                                                                                                                                                         أولا - هناك 40 كلية تدرس / بشكل أو بأخر ، الأمور الدينية ، من شريعة وأصول دين وفقه ودعوة و.. . مقارنة ب 33 كلية تدرس أمور علمية وطبية .. ، ولكن أيضا حتى هذه الأختصاصات أن طلابها معظمهم فكريا وعقائديا ذات أتجاهات أسلامية ، ممكن أن تكون متطرفة .                                                                                                                                                                                            ثانيا - كعدد أن طلاب جامعة الأزهر أكبر من عدد طلاب الجامعات المصرية كلها ، وهذا يؤشر الى زخم وقوة خريجي الأزهر في العملية التعليمية في مصر خاصة والعالم عامة / وذلك لوجود أعدادا من الطلبة الوافدين ضمن طلبة الأزهر ، وهذا سيؤدي الى خلق أجيال معظمها متشبع فكريا بثقافة الأزهر المتطرفة ! .                                                                                                                                       ثالثا - لونظرنا من زاوية أخرى لأختصاصات الكليات ، ماذا لو تقلصت الأختصات الدينية على حساب التوسع بالأختصاصات الأخرى ، خاصة الطبية ، التي مصر بأمس الحاجة أليها ، و ماذا سيضيف الفقه مقارنة بطبيب ينقذ مريض من الموت ، هذا تساؤل !! .
القراءة :                                                                                                                                                                                                                                                            الأزهر يدعي بأنه ينهج الوسطية بالأسلام / الأسلام الوسطي ، ويعبر عبر شيوخه ورجاله بأنه ينشر رسالة ملؤها التعايش والتأخي والمحبة والمواطنة ، وقد عبرت المؤسسة الأزهرية على ذلك دوما ، ومن ذلك الخطاب ما جاء بموقع البوابة نيوز - الثلاثاء 19/سبتمبر/2017 ، حيث " أكد الدكتور محمد عبدالفضيل القوصى نائب رئيس   مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجى الأزهر ، أهمية تقديم الإسلام الوسطي المعروف بروح التسامح والمحبة ، بدلا من الصورة المشوهة التى أشاعها المتطرفون من أعداء الإنسانية التى ربطت الإسلام بالدم والقتل والسواد والعنف .. " ... وشخصيا لي قراءتي الخاصة للأزهر كمؤسسة وكدور موجه :                                                                                                                                                                                                                                                    1 . هل قال رسول الأسلام يوما ، أن ديني ومعتقدي وسطي ، وهل عبر أو أشار الرسول الى أن الأسلام دين محبة ! هذا من ناحية ، ومن ناحية ثانية ، ألم ينشر الأسلام بالسيف ، أما الفتوحات فقد قتل بها ما قتل ، وحتى أن الموروث الأسلامي ، المنقول عن الرسول فهو خال من أي وسطية أو أخاء أو تسامح ، بل كله دماء وقتل ، فقد جاء في صحيح البخاري ، كتاب الجهاد والسير ، باب ما قيل في الرماح ( ويذكر عن ابن عمر عن النبي : جعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري .. ) ، وكذلك الأمر في الحديث التالي ، الذي يدل على العنف والوحشية ، (  يا معشر قريش ! أما والذي نفسي بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذبح ، وأشار بيده إلى حلقه ، فقال له أبو جهل : يا محمد ! ما كنت جهولا ، فقال الرسول : أنت منهم / الراوي : عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة:  حسن ، المحدث:  الألباني ، المصدر:  صحيح الموارد ، الصفحة أو الرقم : 1403 ) .                                                                                                                                                                                                                                    2 . كذلك لم يشر الأئمة الأربعة أيضا  / أبو حنيفة والمالكي والشافعي وبن حنبل ، ومن بعدهم كأبن تيمية مثلا ، الى الوسطية بالأسلام ، لأن الأسلام كمعتقد واحد / نصوص وسنن وأحاديث ، أما تفسير الأزهر للوسطية فهي " كلمة حق يراد بها باطل " ، أما أية ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ .. / 143 سورة البقرة  ) ، فأن المراد بها منحا أخر غير مفهوم الوسطية بالأسلام ، الذي يقصده ويعنيه الأزهر ب " الأسلام المعتدل " ، فقد جاء في موقع quran.ksu.edu.sa  / نقل بتصرف ، التالي حول تفسيرها  التالي ( يقول تعالى : إنما حولناكم إلى قبلة إبراهيم ، واخترناها لكم لنجعلكم خيار الأمم ، لتكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم ; لأن الجميع معترفون لكم بالفضل . والوسط هاهنا : الخيار والأجود ، كما يقال : قريش أوسط العرب نسبا ودارا ، أي : خيرها . وكان رسول الله وسطا في قومه ، أي : أشرفهم نسبا ، ومنه الصلاة الوسطى ، التي هي أفضل الصلوات ، وهي العصر ، كما ثبت في الصحاح وغيرها ، ولما جعل الله هذه الأمة وسطا خصها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب .. ) .                                                                                             3 . أما مناهج الأزهر ، فأنها تحوي ما تحوي من مهازل العصر !! ، وللمستشار أحمد عبدة ماهر دورا كبيرا في كشف حقيقة هذه الخرافات ، وأن ما يدرس في الأزهر غائب عنه كل ، المنطق والعقلانية ، ومن الممكن الأطلاع على بعض أحاديث الأخير في الرابط التالي www.islameyat.com ، وقد بين المستشار ماهر في مناسبات أخرى : " أن العالم دون الازهر سيكون افضل " ، أطلع على ttps://mufakerhur.org ، ويعتمد الأزهر أيضا على كتاب صحيح البخاري ، كمادة تعليمية مركزية وأساسية كمنهج دراسي .  وقد جاء في موقع أرفع صوتك ، مصر – بقلم الجندي ، حول مناهج الأزهر التالي (  يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة والفقه المقارن في جامعة الأزهر لموقع " إرفع صوتك " إنّ بعض شروح الأحاديث النبوية في الفقه الإسلامي خاصّة عند السلفية الوهابية " خطيرة جداً لا سيما بعض فتاوى ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب " ، مطالباً بمنع هذه الفتاوى وبحذفها من المناهج . ويشير كريمة إلى أن بعض الطلبة الوافدين الذين يدرسون بالأزهر ، ونتيجة انتشار مثل هذه الفتاوى خاصة بالمساجد التي يسيطر على الخطابة فيها السلفيون والإخوان –حتّى وقت قريب– " تسهم في عودة هؤلاء الطلاب إلى بلادهم بمشروع فكر إرهابي ، بدلاً من عودتهم بثقافة أزهرية وسطية ". ونموذج ذلك ، حسب رأي كريمة ، تنظيم طالبان وتفريعاته من القاعدة وداعش والسلفية الجهادية .. ) ، ووفق الحديث الاخير نقول :    " شهد شاهد من أهلها " / العالم الأزهري الدكتور كريمة !! . كذلك جاء في بوابة الباب السابع - الأربعاء ، 26 نوفمبر 2014 ، التالي بخصوص مناهج الأزهر التالي : (  مناهج الأزهر .. الباب الخلفى للإرهاب والطائفية والعنصرية فى مصر .. كتب الفقه بالمعاهد الأزهرية تبيح أكل لحوم البشر والمرأة والصبى دون شيّها وتجيز للإنسان قطع جزء من جسده وأكله أذا أضطر .. ) . وبنفس الصدد جاء في موقع الحياة تجريبي  الرياض – مصطفى الأنصاري ، التالي : ( من مناهج الأزهر : أكْلُ لحم  « الكافر » .. وقتل « المرتد » وأكله حلال للجائع ! )                                                                                                                                                        4 . وحول الخطاب الحداثوي للأزهر ، الذي يتشبذ به شيوخ الأزهر ، والذي طالما طبل له الأزهر ، نتيجة الضغط الرئاسي له / بتوجيه مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي .. فنرى أن الأزهر لكي ينهض يحتاج الى ثورة دينية ، وهو الأن بعيدا كل البعد عن مستلزمات هذه الأنطلاقة ، وقد جاء بهذا الخصوص في موقع /  رصيف 22 ،  بقلم زيزي شوشة  ، التالي ( بين حين وآخر ، نسمع أحاديث وتصريحات لمسؤولين مصريين تتطرق إلى دور الأزهر في تجديد الخطاب الديني ، باعتباره المؤسسة الدينية الرسمية التي تُوصف بالوسطية والاعتدال . ولكنّ أصواتاً من خارج المؤسسة الأزهرية تطالب بضرورة تطوير وتغيير مناهج الأزهر نفسه لما تحويه من مواد تُكرس العنف والتطرف والأفكار التكفيرية ، الفريق المطالب بالتجديد يؤكد أن الأزهر ببنيته الحالية غير قادر لا على تجديد خطابه ولا على التصدي للإرهاب . ووسط هذه الاتهامات ، أجرت المؤسسة الأزهرية تعديلات على بعض مواد المرحلتين الإعدادية والثانوية ، وقد تم استثناء المرحلة الجامعية من التطوير .. ) ، مما سبق يتضح أنه عدم وجود أي خطوات جذرية ، بل هناك خطوات خجولة ، وذلك لأن المناهج الأزهرية تشكل أزمة وأشكالية في المعتقد ، وهذا الشيخ الأزهري سالم عبد الجليل / وكيل وزارة الأوقاف الأسبق ، يبين بأن " عقيدة المسيحيين عقيدة فاسدة " ، وقد جاء في موقع / اليوم السابع ، التالي ( " تكفير المسيحيين " يطيح بسالم عبد الجليل .. الشيخ يعترف بتصريحاته ويرفض الاعتذار .. ووزير الأوقاف يمنعه من الصعود على المنبر .. وقناة المحور تنهى التعاقد معه .. وبرلمانى يطالب بمحاسبته بتهمة " ازدراء الأديان " ) ، وسائل يسأل ، أين درس الشيخ سالم عبدالجليل ! وأين تعلم ! ، وأين تثقف ! ، وعلى أي نهج سار !! الجواب هو : مؤسسة الأزهر !                                                                                                                          5 . الأزهر تخرج منه أعتى المتطرفين والأرهابين ، ومنهم : أولا - عبدالله عزام /1360 هـ -  1410هـ)  هو شخصية سلفية إخوانية من قادة المقاتلين في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي يوصف بأنه رائد الجهاد الأفغاني ومن أعلام جماعة الإخوان المسلمين ) ، أنتسب إلى الأزهر فحصل على شهادة الماجستير في أصولالفقه عام 1389 هـ بتقدير "جيد جداً " وعاد سنة 1390 هـ إلى الأردن ليعمل مدرساً في كلية الشريعة بعمان ، وبعث من قبل الكلية إلى الأزهر للحصول على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه حيث حصل عليها سنة 1393 هـ  . ثانيا - عمر عبد الرحمن 3 مايو 1938 - 18 فبراير 2017 ( عالم أزهري  مصري ،  وهو الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية ) . كان معارضا سياسيا لنظام الحكم في مصر ، اعتقل في الولايات المتحدة ويقضي فيها عقوبة السجن المؤبد بتهمة التآمر ، في قضية تفجيرات نيويورك سنة 1993 ، التهم التي ينفيها عمر ، توفي بتاريخ 18 فبراير2017 في سجون الولايات المتحدة الأمريكية . ثالثا -  يوسف القرضاوي - رئيس الأتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، وقد التحق بالأزهر الشريف حتى تخرج من الثانوية ، ثم التحق الشيخ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ومنها حصل على العالمية سنة 1953 ، مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م ، لاحقا في سنة 1960 حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين ، وفي سنة1973 م حصل على الدكتوراة . تم إنهاء عضويته في رابطة العالم الاسلامي في مجمع الفقه الإسلامي اثر تصنيفه على قوائم الإرهاب الصادرة من المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات و البحرين و مصر في 9 يونيو 2017 اثر اصدارهم بيانا يتضمن قائمة بمؤسسات وكيانات قطرية او التي تؤويها وتدعمها قطر وتشكل خطراً على الأمن والسلم في الدول الأربع وفي المنطقة بنشاطاتها الإرهابية..                                                                   6 . لا يمكن أن يؤمل خطاب التأخي والمواطنة من مؤسسة الأزهر ، وهو محكوم من قبل لوبي / مشبوه !! ، منهم الشيخ الجزائري محمد سليماني - الذي كان له دورا في أزمة الجزائر 1992 ، محمد عبدالسلام / تولد 1981 - الذي رصد له 35 رحلة !! ، بين الأمارات والكويت والسعودية والبحرين ، والشيخ عباس شومان - الذي ثبت تعاونه مع الأخوان المسلمين ، والشيخ الدكتور حسن الشافعي - ودوره في تأييد الرئيس الأسبق محمد مرسي ، الدكتور محمد عمارة - ودوره في أغتيال المفكر فرج فودة / نقل بأختصار وتصرف من مقال بعنوان " اللوبي الذي يحكم مؤسسة الأزهر " - مقال منشور في موقع الصدى في 14 . 5 . 2017 بقلم : شريف مهران ( للأستزادة يرجى مراجعة المقال ) .
خاتمة :                                                                                                                                                                                                                                                             الأزهر كمؤسسة ، منهجا ونظاما وشيوخا ، يتبع القرأن والسنة النبوية والأحاديث ، وهو بهذا النهج / بشكل أو بأخر ، يعتبرا قلعة للأرهاب ، لأنه يشكل خطرا على السلم العالمي ، وذلك لأن الموروث الأسلامي .. معبأ بأفكار التكفير وألغاء الأخر .. ، ويؤمن بأحكام منها أن المسيحيين واليهود هم كفرة وأهل ذمة .. الى المئات من النصوص التكفيرية الزاخرة بها مناهج الأزهر التعليمية ، التي تشكل عقبة في طريق التقدم الحضاري ، ليس لمصر فقط ، التي تعاني من أشكاليات هذا الموروث ، بل ينعكس هذا أيضا على كل العالم العربي خصوصا والعالم عامة . هيكيلية الأزهر العليا ، تهيمن عليها شيوخ متطرفين ، وحتى أن منهم أرهابيين ، فقد جاء موقع الدستور الألكتروني / 24.11.2017  مقالا بعنوان " ضوابط لاستبعاد المنتمين للجماعات الإرهابية فى تعديلات قانون الأزهر " أنقله بتصرف ( قال الدكتور عمر حمروش ، أمين سر لجنة الشئون الدينية فى مجلس النواب ، إن التعديلات التى يقترحها على قانون تنظيم الأزهر ، تتضمن نحو ٢٠ مادة ، أبرزها مواد هيئة كبار العلماء ، ومجمع البحوث الإسلامية ، وضوابط اختيار أعضائهما ، وأضاف «حمروش»، لـ«الدستور»، أنه سينتهى من تعديلاته خلال أسبوع على أن يطرحها للنقاش المجتمعى تمهيدًا لعرضها على المجلس ، منوهًا إلى أن التعديلات من شأنها القضاء على وجود عناصر جماعة الأخوان  الإرهابية وغيرها من الجماعات السلفية ، داخل مؤسسة الأزهر ، بما يضمن دورها الدينى الوسطى ، وعدم جرها نحو أفكار متطرفة .. ) .                                             هذا هو واقع الأزهر ، معظم قياداته أخوان وسلفيون وأرهابيون ، فماذا تأمل منه سوى أنه عاملا مساعدا للأرهاب  والتطرف والتكفير ! ، لذا وجب تحجيمه كخطاب ومؤسسات وشيوخ .


298
                                 الدين والأنسان والتخلخل الحضاري

* المسيحية ، كانت الأكثر تطورا من باقي الأديان السماوية ، فهي الأوسع أنفتاحا وتقبلا للغير ، ولأجله نرى مثلا العالم الغربي وأميركا اللذان يدينا بأغلبية ساحقة بها ، بعيدين عن التطرف والتزمت ، وبنفس الوقت كانا الأكثر قبولا للأخر ، ولأجله نرى النسيج المجتمعي لهما ، أكثر أنسجاما وتناسقا / عدا بعض الحالات الشاذة ، من غيرها من الدول ، خاصة الدول العربية والأسلامية ، الأمر الذي جعل من هذه الدول / العالم الغربي وأميركا واليابان – البوذية .. ، الأكثر تطورا في شتى الميادين والقطاعات ، وسجلا قفزات حضارية ، وكل ذلك بسبب تحييد الدين عن الدولة وعن المجتمع ، وجعله ممارسة عقائديا في المعابد ، ولا حاكمية له ، خلاف المعتقد الأسلامي ، الذين  أدخلوا الدين في كل تفاصيل الحياة وفي كل مفردات الحكم ، اضافة الى ألزامه أسريا ومن ثم مجتمعيا ، فزادت عبودية الفرد ، وتمعنت جهالة المجتمع فهوت الدولة في براثن التأخر .

* وفلسفة الفرد في الغرب ، عامة ، حر في تفكيره ومعتقده وتوجهه ، خياراته غير موجهة ، فأن كان ملتزم دينيا فهو مرتبط من ناحية أخرى بثقافة مجتمعية نشأ فيه ، فيجب عليه أحترام خصوصية المجتمع المنفتحة ، وأن كان لا دينيا أو ملحدا ، فهذا خياره لا يكفر ولا ينبذ من قبل الأخرين ، أما المسلم في بلاد العرب والمسلمين ، فهو     " غالبا " يحيا حياة مزدوجة ، فهو ملتزم دينيا ظاهريا ، ولكنه يعيش حياته الخاصة البعيدة كل البعد عن ما يظهره للأخرين ، أنه فرد يعاني من أنفصام بالشخصية ، لأنه غير صادق لا مع نفسه ولا مع الاخرين !! وهو براء من هذا الخصام ، وذلك لأن هذا الوضع فرضه عليه الدين !! .

* أما دول العرب ، فهي دول حكامها باعوا الدنيا والأخرة  معا ، فلو أخذنا " العراق " كنموذج ، فنكون أمام حالة تراجيدية لا مثيل لها في العالم ، فالحكام والساسة يتاجرون بالشعب ، ويبيعون مدنه ، ورجال الدين يتاجرون بالدين ، والمقطع النثري التالي / لكاتب المقال ، أروع ما يمثل الوضع الحالي لعراق اليوم " ولا تعليق " !! :

                           شعوب و حكام                         

وأسفي على شعوب
مقهورة
تلوط بها الحكام ...

لا تفرق بالفعل
بحال الشعب
ان كان صاح
أو كن نيام ..

يمارسون فعلتهم بالرضا
و حسب ماتنص به
الاعراف
و الأحكام ...

يضاجعونا يوميا
طوال العام
عدا رمضان
يقولون صيام ...

يطبقون الشريعة بفعلتهم 
عدا  ذلك
يقولون حرام ...

فوضع هكذا حاله ، هل يرتجى من الشعب أن يكون له دورا حضاريا وهو تحت ثقل من الظلم والقهر والفقر ، وأما حكامه فهم شراذمة / كانوا الأكثر تعاسة من بين كل البشر ، وبين ليلة وضحاها أصبحوا هم علية القوم وسادته .. وأستشهد بقصيدة الشاعر العراقي الملا عبود الكرخي (*1) ، "  وهي من الشعر الشعبي  " التي تصور وضع الحكام في العراق !! خاصة البرلمانيين ، وعرف عن الكرخي جرأته في النقد والسخرية وتضمين الأمثال الشعبية في قصائده وأشعاره . ومن ضمن قصائده الرائعة التي لم تنس تلك الابيات التي يتنقد فيها تفشي الفساد واستحواذ السياسيين على السلطة وتكريسها لمصالحهم الشخصية ، اذ يقول فيها :
لازم انميز الزين امن الزلم
وننتخب كلمن شهم صاحب علم
ونرفض اللي يجي كل يوم ابفلم
من ايشوف المنصب اشويه اندرچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ
يا حكومتنه الرشيده ام الوقار
الفساد المالي عنوان الچ صار
ندري جابوكم ابدبابه وقطار
ليش ضليتوا سمچ ياكل سمچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ     

*  أن طغيان الدين الأسلامي على تفاصيل الحياة العامة للمجتمع والخاصة للفرد ، جعل من عقلية المسلم  محجورا عليها ، فأذا كان هناك " دعاءا قبل وطأ الزوجة وكان هناك فتاوى جهاد النكاح و أحاديث شرب بول البعير وأيات السيف والرجم وقطع الرقاب والأيدي .. " فكيف يتقدم العقل البشري ، أن الشيوخ والدعاة من العريفي والعودة واللحيدان والقرضاوي الى العرعور يجب أن يلغوا من العقلية الأنسانية وأن تشل يمناهم وأن يكمم أفواههم حتى تستقيم الحياة ، أن الحضارة لا تشيد بخطاب هؤلاء ، وفي نفس الوقت أن أستمروا ، فأن الجمع المنصت أليهم ستصب عقولهم في حقول الكره والحقد .
                                                                                                                                 * أن الحضارة فعل وحراك عقلي مبني على العلم والتقنية وعلى الأدب الرفيع النبيل ، أن الحضارة ليست مظاهر ، الحضارة ليست بأرجاع عادة " تطويل اللحى وحف الشارب " ، الحضارة جهد أنساني لعقود طوال ، جهد تعاقبي لعقول  مستنيرة ، لا جمود ولا تخلف ولا تكفير في النهج ، فبالتكاتف والأخاء تبنى الأوطان وليس بألغاء وتكفير الأخر ، فمتى خرجنا من شرنقة التخلف والتمذهب والطائفية والعنصرية ، عندئذ نكون قد خطونا أول خطوة على سلم الحضارة .
------------------------------------------------------------------------------------------
(*1) ولد الملا عبود الكرخي عام 1861 في جانب الكرخ في بغداد ومنها اخذ لقبه . وتوفى عام 1946 ، وكان والده ميسور الحال يعمل بتجارة الابل . ادخل عبود الى الكتاتيب كاقرانه في ذلك الزمان وعمره 6 سنوات ولما ترك الكتاتيب اخذ يرتاد حلقات الدرس في مساجد الكاظميه وبغداد .عند سن الخامسة عشر بدا والده باصطحابه معه في تجارته التي تتطلب السفر الى الدول المجاورة وبقي معه الى ان توفى عاد بعدها المله الى بغداد ليستقر بها ./ نقل من الموقع التالي www.iraqitorath.com .



299
قراءة عقلانية في نصوص قرأنية  تخاطبها " بصيغ  مختلفة "

         " لا أعرف إلا نوعا واحدا من الحرية .. ألا وهي حرية العقل " / ألدوس هكسلي - كاتب أنكليزي

أستهلال :
    في هذا البحث المختصر ، سأسرد قراءتي العقلانية لبعض النصوص القرأنية ، والتي صيغت نحوا وقواعدا بصيغ  مختلفة ، مع تسليط الضوء على بعضها ، بعيدا عن مقولات ، الأنحياز الديني أو الأصطفاف الطائفي أو التخندق المذهبي أو التعصب الفقهي أو الأنتماء الفرقي / أشارة للفرق الأسلامية ، سأسرد قراءتي ، فقط معتمدا على أسلوب العقل وما يمليه علي من أسس وأسانيد وحجج ورؤى ، بعيدا عن ما قال هذا أو فند ذاك أو علل فلان أو فسر علان من شيوخ الدين !! .

المقدمة :
     القرأن عامة يتكون من عدد من السور (  يحتوي القرآن على أربع عشرة سورةً فوق المئة ، ويبدأ القرآن  بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس .. / نقل من موقع موضوع . كوم ) ، وهذه السور تتكون من عدد من الأيات  ( أن عدد آيات القرآن هو 6236 آية .. ولكن الذي يتأمل القرآن يجد أن هناك آيات لم ترقم وهي البسملات ال 112 في مقدمات سور القرآن .. ولذلك نجد أن بعض قراء القرآن يعتبر أن البسملة آية من كل سورة . فإذا أضفنا هذه البسملات لعدد الآيات .. فسوف يكون أجمالي عدد آيات القرآن مع البسملاتً هو 6348 أية / نقل بتصرف من الموقع التالي www.kaheel7.com/ar/index.php  ) ، وكل هذه النصوص عامة بنيت لغويا بعدة صيغ منها : ( 1-  خطاب من الله بصيغة المتكلم ، باستخدام ضمائر المتكلم المباشرة ، 2-  خطاب عن الله بصيغة الغَيْبَة ، 3- خطاب موجه من الله إلى النبي بلفظ مباشر ، كالنداء " يا أيها " ،  4-   خطاب موجه إلى جماعات بعينها كالمؤمنين ، 5- كلام يُرْوَى على لسان أنبياء يتكلمون به ، 6 - كلام عام بأسلوب الغَيْبَة في سائر الكتاب إما أن يروي أحداثا ، كما في القصص القرآني أو يصف نفوسا وأفعالا أو يقرر حقائق أو يقرر أحكاما . أو يشير إلى معارف ومفاهيم ./ نقل بتصرف من الموقع التالي :  www.abcislam.net/Arabic%20Site/61Al%20Borhan/.../Ch1.htm ).

النص :                                                                                                                    قارئ القرأن يلحظ بشكل جلي وواضح ، أن الخطاب القرأني / أن صح التعبير ، متنوع ومتغير بشكل مستمر في أسلوب توجيه الخطاب ؛ فالقرآن لا يجري على نسق واحد في أسلوب توجيه خطابه ؛ ولكنه يتبدل أسلوبه الخطابي أولا بأول تبعا للسياق ، وذلك بما يتلائم وتوجيه النص والمغزى والغاية منه . وكما أسلفت سأتكلم بشكل عام عن نهج التوجيه الخطابي للنص القرأني ، فلو أخذنا مثلا الصيغة 2 في أعلاه ( خطاب عن الله بصيغة الغَيْبَة  ) ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر الأية التالية : ] هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [ [ التوبة  33 ] والتي تفسيرها (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ) فالهدى : هو ما جاء به من الإخبارات الصادقة ، والإيمان الصحيح ، والعلم النافع . ودين الحق : هي الأعمال الصالحة الصحيحة النافعة في الدنيا والآخرة (  ليظهره على الدين كله ) أي : على سائر الأديان ، كما ثبت في الصحيح عن الرسول ، أنه قال : إن الله زوى لي الأرض مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها  .وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن محمد بن أبي يعقوب : سمعت شقيق بن حيان يحدث عن مسعود بن قبيصة - أو : قبيصة بن مسعود - يقول : صلى هذا الحي من " محارب " الصبح ، فلما صلوا قال شاب منهم : سمعت الرسول يقول : إنه سيفتح لكم مشارق الأرض ومغاربها ، وإن عمالها في النار ، إلا من اتقى الله وأدى الأمانة نقل من :   quran.ksu.edu.sa/tafseer/.../sura9-aya33.html )) .
فأننا نلحظ أن قاصا يقص علينا أخبارا ووقائع وأحداثا ، كالتي وردت في الأية أعلاه ، بأن الله أرسل الرسول محمد بدين الحق .. ، هنا ليس المتكلم هو الله بل أحدهم ينقل ما قام به أو ما فعله الله بأرسال الرسول ، رغم كره المشركون ، أي أن الله لم يلتفت الى ممانعة وحقد وكره المشركين !! فعمد أخيرا الى أرسال الرسول رغم صد المعارضين / أي المشركين ، فمن هذا الراوي المستفيد من خبر النص القرأني ، ألا الرسول محمد ! .

القراءة :
أولا - المفهوم العقائدي للأسلام أن القرأن كلام الله ، وأنه ليس كلاما بشريا ، وفق ما جاء في سورة النساء 82 ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ، وفي موقع الأسلام سؤال وجواب / نقل بتصرف يبين أن
( أن البشر مهما كانوا من العلم والفهم فلابد أن يقع منهم الخطأ والسهو ، والنقص ، فلو كان القرآن ليس كلام الله لحصل فيه أنواع من الاختلاف والنقص ، ولكنه سالم من أي نقص أو خطأ أو تعارض ، بل كله حكمة ورحمة وعدل ، ومن ظن فيه تعارضا فإنما أتي من عقله المريض ، وفهمه الخاطئ ، ولو رجع إلى أهل العلم لبينوا له الصواب ، وكشفوا عنه الإشكال ) ، من جانب أخر لو كان القرأن كلام الله حقا !! لم جاء خطابه النصي بعدة صيغ / أكثر من 6 صيغ كما جاء في المقدمة ! ، من الحتمي أن الكلام يدل على ناطقه وأن كل فعل أو حديث يدل على قائله ، وهذا مفتقد في خطاب النص القرأني ! .
ثانيا - أن الكثير من النصوص يكون المتكلم بها الرسول نفسه ، وهذا ما جاء في تساؤل أحدهم في موقع المجلس اليمني ( كيف يمكن اعتبار القرآن قد أوحى إلى محمد ، وفي نفس الوقت نجد أن محمدا  هو المتكلم في آيات عديدة كما في سورة 1 الآية 5،7 - وفي سورة 2،105 الآية 117،163 وكما في سورة 3 الآية 2، وفي سورة رقم 40 الآية 65، والسورة رقم 43 الآية 88،89 ؟؟ ) ، وهذه أشكالية أخرى ، أن القرأن بهذا الصدد يبين حالة معينة ، وهي التكلم بالأنابة عن الله ، فمثلا ، في الأية 26 من سورة البقرة يبين القرأن ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ) ، والأية 116 من سورة المائدة تذكر خبرا عن المسيح (  وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) ، هنا من الواضح ان شخصا له صلاحية وتخويل وتفويض للكلام والقول عن الله ، ولا أرى من فرد يحمل هذه الصفات غير الرسول محمد ، أي أرى أن الرسول يقول ما يجول في خاطره وما في هواه من أمثال ووقائع وأخبار وأحداث ويسردها في القرأن كنصوص .
ثالثا - بعض المصادر تقول عن ان بعض الأيات كتبها بعض الصحابة ، ولكن بنفس الوقت أن الأمر يشكك به شيوخ الأسلام بنفس الموقع ! ، وهذا ما جاء به موقع بيان الأسلام (( معنى قوله تعالى ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ .) / أل عمران 144 ، يقال أنها من قول أبو بكر الصديق و  ( وأتخذوا من مقام أبراهيم مصلى ) / البقرة 125 ، من قول عمر بن الخطاب .. )) ومن الممكن أن يكون هذا واقعا ، فطالما رسولهم كتب وقال ، فرفاق الرسالة وتثبيت الدعوة أيضا لهم  الحق في المشاركة ! .
رابعا – هناك أيات تبدأ بحمد الله ، منها سورة الفاتحه " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) " و " سورة الأنعام " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ (1) " و سور أخرى منها " فاطر ، الكهف و سبأ " ، وسائل يسأل ، وبعيدا عن حذلقة المفسرين ، أذا كان القرأن كلام الله فكيف الله يقول على نفسه " الحمد لله " ، ألا أذا كان هناك كاتب أخر للقران غير الوحي ! فمن هذا الكاتب ! .
خامسا -  هناك أيات لها صيغ تخاطب مختلفة ، لا تنطوي مثلا  تحت تصنيف  :   " خطاب من الله بصيغة المتكلم " ، ولا تصنف ب " خطاب عن الله بصيغة الغَيْبَة " ولا غير ذلك ، هذه المجموعة من الأيات تبدأ جميعها بكلمة ( قل ) منها على سبيل المثال وليس الحصر :                                                        " قل يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ﴿٦٤ آل عمران﴾ " والأية التالية من سورة المؤمنون 84 " قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " ، .. هنا الكلمة قل ، لا تضيف معلومة الى بنى النص ، فلو حذفت من النص لبقى النص على وضعه وأعطى نفس المفهوم ، وكما يلي :                                                           " يا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ  " و " لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " .
 
خاتمة :
     بالرغم من أن هذا البحث المختصر لم يغطي سوى " غيضا من فيض " من هذا الموضوع الشائك ، المعبأ في التاريخ اللغوي للنص القرأني ، والذي كتب عنه الكثير ، وتناوله جمع كبير من الكتاب ، ولكن هذه الأضاءات المتواضعة ، قد تلقي بعضا من علامات الأستفهام على البنى اللغوية للنص القرأني ، وبالتحديد صيغة التخاطب ، وبنفس الوقت " قد "  ترفع بعضا من مؤشرات الغموض ! ، .. خلاصة أرى / رجوعا للتفكير العقلاني والفهم المنطقي للنص ، أن القرأن كتاب به أكثر من محدث وقائل ومتكلم ، وكل وضع طابعه وطريقته وصيغته اللغوية في بنية النص .. والله أعلم – كما يقولون .


300
                                      قراءة في حديث رسول الأسلام  " فتن أخر الزمان "

النص :
    في هذا المقال ، سنبحث في حديث الرسول ، حول فتن أخر الزمان ، فقد جاء في موقع / موسوعة علوم الحديث حول " ذكر أنواع الفتن أخر الزمان " ، التالي (( قال " البخاري " : حدثنا مالك بن إسماعيل ، حدثنا ابن عيينة أنه سمع الزهري يروي عن عروة عن زينب بنت أم سلمة ، عن أم حبيبة ، عن زينب بنت جحش أنها قالت استيقظ النبي من النوم محمراً وهو يقول : " لا إلهَ إِلا اللَّهُ ويْلُ للعرب من شر قد اقترب فُتِحَ اليومَ من ردم يأجوجَ ومأجوجَ مِثْل هذه وعقد تِسعين أو مائة "  قيل  ? أو نَهْلِكُ وفينا الصالحون ? قال : " نَعَم إِذا كثر الخَبَث ". ، وهكذا رواه : " مسلم " ، عن عمرو الناقد ، عن سفيان بن عيينة ، وقال : عقد سفيان بيده عشرة ، وكذلك رواه عن حرملة ، عن ابن وهب ، عن يونس الزهري به . وقال : وحلق بإصبعيه الإِبهام والتي تليها ، ثم رواه عن أبي بكر ، عن ابن أبي شعبة وسعيد بن عمرو وزهر بن حرب وابن أبي عمر ، عن سفيان ، عن الزهري ، عن عروة ، عن زينب ، عن حبيبة ، عن أم حبيبة ، عن زينب فاجتمع فيه تابعيان وزينبان .. )) ، و سأحلل الحديث من وجهة نظري ، ومدى مطابقته لواقع معين ، وحقبة محددة ، وهل هو يتنبأ عن واقع وحال اليوم !! .

القراءة :
    بادئ ذي بدأ أن الحديث يحوي على مؤشر أو قياس زمني مهم للغاية ولا يقبل الجدل ، حيث يقول الرسول أنه هناك " شر قد أقترب " ، وهو أشارة على حدث أو واقعة أو مصيبة .. ستحدث في المنظور القريب ، وليس في القرون القادمة ، أذن هناك يقين من بنية الحديث أن الشر سيحدث في المستقبل المنظور ، ولا يتكلم على مصائب وكوارث اليوم !! .
1 - هذا " التوقع المحمدي " /  ( ويْلُ للعرب من شر قد اقترب ) ، للفتن يمكن أخذه بنظر الأعتبار في فترة ما بعد الحقبة المحمدية ، ولا يتعلق بواقع الحال والوضع التراجيدي الذي يحدث اليوم ، وذلك لأن الرسول كان هو العارف بوضع أهل بيته وصحابته ورجاله وقومه ، في ذلك الزمن / قبل مماته ، وأرى أن توقعه كان في مكانه ، لمعرفته بجماعته وحبهم للسلطة والحكم ! ، بعد موته ، فمن بعد رفض القوم / وفي مقدمتهم عمر بن الخطاب ، أن يكتب الرسول وصيته قبل أجله (*) ، حدث ما حدث من فتن وصراع وتنافس على السطة ، بدءا من خلافة أبوبكر والتي تحققت بتعاضد وأسناد من عمر بن الخطاب ، في سقيفة بني ساعدة عام 632 م ، مرورا بقتل عثمان وحادثة الجمل (  هي معركة وقعت في البصرة عام 36 هـ بين قوات  علي ابن أبي طالب والجيش الذي يقوده الصحابيان  طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام بالإضافة إلى أم المؤمنين عائشة التي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل ، وسميت المعركة بالجمل نسبة إلى ذلك الجمل . ) ، ومن ثم معركة صفين ( موقعة صفين هي المعركة التي وقعت بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة37 هـ  ) .. الى كذا وقائع وأحداث ، حدثت بعد موت الرسول بسنوات ، لأجله أرى أن الحديث ينبأ بوضع وواقع قومه بعد أنتهاء عهده ! ، وليس للحديث أي أفق غيبي .                                                                                2 - أن الوضع المستقبلي لأمة الأسلام " عربيا " قد غاب عن فحوى حديث الرسول ، وذلك لأن كل مؤشرات الحديث تشير الى غاية القوم في حقبة قريبة بعد موت الرسول وأنتهاء الدعوة المحمدية ، والغاية كانت أحداث ووقائع وفتن وكوارث هدفها الخلافة ، أي بمعنى صراع على السلطة لا غير ! .
3 - الخراب والفتن الأن لا تقارن بالأمس ! ، لأن اليوم الأسلام أينما وجد أصبح يقترن بالأرهاب ، والغرب لاحظ الكثير من هذه المؤشرات ، وبموضوع ذا صلة قال جلادستون : " مادام هذا الكتاب «القرآن» موجوداً فلن يكون هناك سلام في العالم " ، (( هو وليم إيوارت جلادستون William Ewart Gladstone 1898–1809  رئيس وزراء بريطانيا لأربع فترات في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي . وقد ارتبط اسمه ، في ما يتعلق بالعالم الإسلامي ، بجملة تكرر دائما ، وهي  so long as there is this book, there will be no peace in the worldوترجمتها : «مادام هذا الكتاب «القرآن» موجوداً فلن يكون هناك سلام في العالم».  نقل من موقع www.alsharq.net  )) ، علما أن حال الأسلام كان مقبولا في عهد " جلادستون " ، ولكن الأن المارد أنطلق متجاوزا كل الخطوط الحمراء ، منتهجا تكفير العالم كله ، ألغاء الأخر والمخالف ، و أسلمة البشرية أو القتل ! ، تطبيقا لحديث الرسول ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إلله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى  ) ، وربما الأمر سيتطور الى مقولة  ( أسلم تسلم / مقولة الدعوة المحمدية ) .



4 – من الفتن التخريبية أمميا هي الدعوة للجهاد ، وفق النص القرأني ( ياأيها النبى جاهد الكفار والمنافقين / التوبة :73 .)  ، هذا النص وغيره من النصوص الجهادية كان السبب الرئيسي في خلق المنظمات الأرهابية بدءا من القاعدة مرورا بالنصرة وبوكوحرام وأخيرا داعش ، وهذا ليس  أخرا ، والتي خلقت أكبر فتنة بعالم اليوم ، وهي التي جعلت من المسلم أن يترك بلده من الغرب ليحارب - يجاهد ، في الشرق ، والمجاهدين الأجانب في سوريا والعراق أكبر مثال على ذلك ، يجاهدون في قتال الكفار / المسيحيين واليهود ، ويجاهدون حتى في قتال المسلمين من غير المذاهب والفرق ، أتوجد فتنة أكبر من هذا !! .
خاتمة :
     أرى أن الحديث تكلم عن نقطة مركزية ، وهو أن الهلاك واقع على العرب ، ولكن الحقيقة غير هذا ، لأن الشر جاء من المسلمين العرب وليس من أن الشر وقع عليهم ، وليس أيضا كما سرد المفسرون في موقع أسلام ويب    ( قوله : باب قول النبي ويل للعرب من شر قد اقترب " إنما خص العرب بالذكر لأنهم أول من دخل في الإسلام ، وللإنذار بأن الفتن إذا وقعت كان الهلاك أسرع إليهم " .. ) ، لأن التفسير المذكور لا يتطابق مع ما يحدث الأن من فتن وتكفير والتحريض على الحروب والجهاد .. من قبل الشيوخ والمنظرين والدعاة و.. ، ويقف في مقدمتهم شيوخ السلفية الوهابية في السعودية ، أن التخصيص لدور العرب المسلمين كمصدر للفتن ، خاصة الشيوخ ، واضح وجلي في كل ما يحدث الأن من فتن وكوارث وحروب ومن عدم أستقرار في المنطقة عامة ، والتي قادت الى خلق الأرهاب على المستوى العربي و الدولي .                       

(*) ففى البخارى ومسلم / عن ابن عباس قال : لما حضر الرسول وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب  فقال النبي " هلمَّ أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده " ، فقال عمر : إن الرسول قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن . حسبنا كتاب الله . فاختلف أهل البيت فاختصموا ؛ فمنهم من يقول قرّبوا يكتب لكم الرسول كتاباً لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ؛ فلمّا أكثروا اللغو والاختلاف قال الرسول " قوموا " . قال عبيد الله فكان يقول ابن عباس : إن الرزية كل الرزية ما  حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم / نقل بتصرف من موقع شبكة منهاج السنة .
 

301
                                        حلم / رؤية علمانية .. للأسلام
ومضة :
"  إذا وجد الإرهاب الفكري فقد وجد كل إرهاب ، كما أنه إذا وجدت الحرية الفكرية زال الإرهاب كله .. فلا حرية إذا لم توجد الحرية الفكرية و إذا وجدت فقد وجدت كل حرية ، ومن المستحيل أن نكون أحرار ما لم نكن أحرارا في تفكيرنا وفي التعبير عنه  " / عبدالله القصيمي ( 1907 -  1996  مفكر سعودي يُعتبر من أكثر المفكرين العرب إثارة للجدل بسبب انقلابه من موقع النصير والمدافع عن السلفية إلى الإلحاد ، وبسبب مؤلفاته المثير للجدل ومن أشهرها " العرب ظاهرة صوتية " ) .
أستهلال :
أبلغني أحد العلمانيين العقلانيين المتحررين ، أنه حلم  حلما / رؤية  ... للأسلام ، وسأرويه لكم كما نقله لي  .. وقد يقول البعض أن هذا الحالم / العلماني ، زنديق أو كافر ، وأن حلمه يحسب عليه أيضا ، فلما كان الحالم كافر فالحلم أيضا يكون مضمونه كفرا ، وأنا أقول هي أمانة دعونا نسردها ، وكما يقال " ناقل الكفر ليس بكافر " ، وأصل هذا القول هو ( .. ويعبر عنه أيضاً بـحاكي الكفر ليس بكافر ، قد وردت على لسان بعض أهل العلم ، ومن أولئك الحافظ ابن كثير في  البداية والنهاية وشيت بن حيدرةفي كتابه حز الغلاصم ، وهذه القاعدة صحيحة فيما إذا كان الناقل يحكي الكفر فقط، أو يحكيه ويرد عليه ، وهذا في القرآن والسنة كثير ، وأما إذا كان ناقل الكفر ينقله مقراً له أو موافقاً فهو كافر كالقائل. / نقل بتصرف من موقع  مركز الفتوى ) ، وسأرويه بصيغة المتكلم .
 المقدمة :
هناك أفراد ينهجون / يتبعون ، العلمانية بعد وعي أو كرد فعل  من الواقع الفكري و الديني الذي يعانوه ، وهناك أفرد يولدون علمانيون ، لأنهم يتنفسون العلمانية ، وطائفة وسطية يقفون بمنطقة رمادية ، حيث أنك تحتار على أي منهج تحسبهم ، وطيف أخر من الناس يكفرون العلمانية و العلمانيون .. ألخ ، وتعرف العلمانية / حسب بعض المصادر القريبة من الأسلاميين ( وترجمتها الصحيحة : اللادينية أو الدنيوية ، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين وتعني في جانبها السياسي بالذات اللا دينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيدا عن الدين وتعني في جانبها بالذات اللادينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم وقد ظهرت في أوربا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر / نقل بتصرف من صيد الفوائد ) ، أما التعريف الأكثر دلالة و الأكثر منهجية فهو أن ( العَلمانية هي فصل الحكومة والسلطة السياسية عن السلطة الدينية أو الشخصيات الدينية . وتعني أيضاً عدم قيام الحكومة أو الدولة بإجبار أي أحد على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية ، كما تكفل الحق في عدم اعتناق دين معيّن وعدم تبني دين معيّن كدين رسمي للدولة . وبمعنى عام فإن هذا المصطلح يشير إلى الرأي القائل بأن الأنشطة البشرية والقرارات وخصوصًا السياسية منها يجب أن تكون غير خاضعة لتأثير المؤسسات الدينية .. / نقل من الويكيبيديا ) . و بعيدا عن هذا التعريف و ذاك أرى أن العلمانية هي .. ( هي رؤية حداثوية لمؤسسات الحكم  و النظم / كالدولة مثلا ، غير مؤطرة بأي أطر دينية كانت أو قومية ، عرقية ، أثنية ، فهي نظرة أيدولوجية متحررة من أي قوالب معتقدية ، أنتمائية أو سياسية للفعاليات الحياتية عامة  ) .
النص :
أن هذا الحلم هو رؤية ، علمانية للأسلام ، ولما كان القرأن و السنة و الأحاديث .. ومن بعد الأجتهاد و الفتاوى / علما هناك توافق و أفتراق بين مفردتي " السنة و الأحاديث " لا مجال لبيانهما في هذا الموضع ، هو منهج وحياة المسلمين ، فأنصب الحلم كله على هذه المفاهيم ، الحلم بغايته ذو طابع علماني بعيد عن كل الأطر التي تكفر وتلغي الأخر بشكل عام .. قرأن ومبادئ أسلامية كلها تسامح وسلام ومحبة وتعايش ، جاء الحلم بقرأن علماني خالي من النصوص التالية / والنصوص المذكورة وردت على سبيل المثال وليس الحصر ، وهذا يشمل أيضا أي نص يتشابه أو يتوافق أو ينسرد تحت نفس الغرض أو المعنى أو المقصد ، وليس من أستغراب في الأمر !! ألم يوقف عمر في عام الرمادة ( .. قد حدثت زمن الخلافة الراشدة الأولى أن ألمت بالمدينة مجاعة زمن عمر بن الخطاب ، فكيف تصرف هذا الخليفة الراشد ؟ وكيف دبر أمر أمته ؟ لنعرف ويعرف المسلمون جميعهم معنا كيف سيتصرف الخليفة الراشد زمن الخلافة الراشدة الثانية الموعودة قريباً بإذن الله تعالى، وليعرف المسلمون جميعاً أنه لن يحفظ لهم دينهم وأرواحهم وكراماتهم وأرزاقهم إلا خليفة راشد يحنو عليهم كأب كما فعل عمر بن الخطاب  في عام الرمادة... / نقل بتصرف من موقع الوعي ) ، حد السرقة ، ومن بعد منع سهم المؤلفة قلوبهم ..، وقد يجوز حدثت أحداث أخرى لم يوصلها التأريخ لنا في زمن الخليفة عمر أو غيره ، لسبب أو لأخر ! فليدعى هذا الحلم / من باب المعاملة بالمثل ، بعام العلمانية ، أو عام العلمنة تيمنا بعام الرمادة ، .. ومن النصوص التي جمدها أو حيدها الحلم ، هو التالي / وهي كما أسلفت وردت على سبيل المثال وليس الحصر : 
1. أيات السيف ، كقوله تعالى ( براءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ * وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ * فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التوبة/1- 5 .
2. نصوص التكفير ، ( .. فلم يخطر بالبال –قبلُ- أنّ هذه المسألة –أعني بيان كفر اليهود والنصارى وأنهم في النار – ستحتاج إلى بيان ، ودفع شبه ، وعناية من الدعاة إلى الله ؛ إذ أنَّ ذلك من المسلمات التي لا ينبغي أن يطرقها التشغيب . ولكن لما كان هذا وجب البيان ؛ إظهاراً للعلم ، وإقامة للحجة .. ولعلي أقتصر على ذكر الأدلة الموضحة لما سبق تقريره :
الدليل الأول : قوله تعالى : { لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة : 17] .
هذا حكم من الله تعالى " بتكفير فرق النصارى من الملكية، واليعقوبية، والنسطورية، ممن قال منهم : بأن المسيح هو الله -تعالى الله عن قولهم وتنزه وتقدس- " [تفسير ابن كثر (2/111)] .
الدليل الثاني : قوله تعالى :{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة :73] . فهذا موضع آخر يحكم الله تعالى فيه بكفرهم .
الدليل الثالث : قال تعالى :{ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران :19] . / نقل من مقال لمهران ماهر عثمان ، بعنوان الأدلة والبراهين على أن اليهود والنصارى من المشركين )
3. أحاديث الذبح ، كحديث الرسول محمد .. التالي ( .. أو كما قالوا . ‏قال : فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ، ‏فأقبل يمشي حتى استلم الركن ، ثم مر بهم طائفاً ‏بالبيت ، ‏فلما أن مر بهم غمزوه ببعض ما يقول ، قال : فعرفت ذلك في وجهه ، ثم مضى ، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها ، فعرفت ذلك في وجهه ، ثم مضى ، ثم مر بهم الثالثة ، فغمزوه بمثلها ، فقال : تسمعون يا معشر‏ ‏قريش ، ‏أما والذي نفس‏ ‏محمد ‏ ‏بيده‏ ‏لقد جئتكم بالذبح ؛ فأخذت القوم كلمته حتى ما فيهم رجل إلا كأن على رأسه طائر واقع ، حتى إن أشدهم فيه وطأة قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول ؛ حتى إنه ليقول : انصرف يا أبا القاسم ، فوالله ما كنت جهولاً . فانصرف صلى الله عليه وسلم‏  .. / نقل بتصرف من موقع الأسلام سؤال وجواب ) .
4. فتاوى قتل المرتد ، كالفتوى التالية ( هل يوجد تعارض بين قول الله تعالى : لا إكراه في الدين . وأحاديث الردة ؟ حيث إن القرآن أصح من الأحاديث . والآية عامة لم تخصص ، وقد قال لي أحد أصدقائي أن أحاديث الردة موضوعة تناقض القرآن ، وأن حكم الردة يصنع المنافقين الذين خطرهم أكبر من الكفار، وأن الإسلام أعز من أن يحتاج إلى منافقين . وسؤالي الآخر: هل طبق الرسول صلى الله عليه وسلم حكم الردة ؟ وشكرا ... الإجابــة :                                                                                                                           الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد :                                                        فليس هناك تعارض البتة بحمد الله بين الآية ، وبين الأحاديث القاضية بقتل المرتد ، ومن توهم التعارض فإنما أتي من جهة ضعف الفهم للنصوص ، وعدم الرجوع إلى كلام أهل العلم المعتبرين ، وبيان ذلك أن الآية إنما هي في الكافر الأصلي ، الذي لم يدخل في الإسلام ابتداء ، فهذا الذي لا يُكره على الدخول في الإسلام ، وأما من دخل في الإسلام طوعا، والتزم أحكامه ، ثم ارتد عنه . فإن الآية لا تتناوله أصلا ، بل قتل مثل هذا يجيء صيانة لجناب الدين وحياطة له من عبث العابثين وكيد الكائدين ، ولا ريب في أن المرتد شر من الكافر الأصلي وأعظم خطرا وضررا.   قال الشيخ الفوزان: أما المرتد فهذا يقتل ، لأنه كفر بعد إسلامه ، وترك الحق بعد معرفته ، فهو عضو فاسد يجب بتره ، وإراحة المجتمع منه ؛ لأنه فاسد العقيدة ويخشى أن يفسد عقائد الباقين ، لأنه ترك الحق لا عن جهل ، وإنما عن عناد بعد معرفة الحق ، فلذلك صار لا يصلح للبقاء فيجب قتله ، فلا تعارض بين قوله تعالى :                        { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } [ سورة البقرة : آية 256 ] . وبين قتل المرتد ، لأن الإكراه في الدين هنا عند الدخول في الإسلام ، وأما قتل المرتد فهو عند الخروج من الإسلام بعد معرفته وبعد الدخول فيه . انتهى.../ نقل بتصرف من موقع مركز الفتوى ) .
5. أيات الجزية ، التي تفرق بين أبناء الوطن الواحد ، كقوله تعالى ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ – التوبة 29 ) .
6. أيات السبي وماملكت أيمانكم - والزواج ، كقوله تعالى :                                                                     (   المحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما / سورة النساء 24  ) . وقوله تعالى  ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا / 3 سورة النساء ) .
7. أيات الجهاد ، أيات الجهاد التي مضى سببها وأرى وقف تفعيلها ، عدا جهاد الدفع / الدفاع عن البلدان ، هذه الأيات دمرت بلدان .. كسوريا ، العراق ، ليبيا .. ومنها ، ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ / سورة البقرة: 218 ) و ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ / سورة آل عمران: 142 ) و ( لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا / سورة النساء: 95 ) .                                                        8. أيات حور العين ، ومنها ، قوله تعالى .. {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ{51} فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ{52} يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ{53} كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ{54} يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ{55} لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ{56} سورة الدخان الآية [51-52-53-54-55-56 . وقوله تعالى {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ{17} فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ{18} كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{19} مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ {20}سورة الطور الآية [17-18-19-21-20 .  قال تعالى:{ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ{54} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{55} فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ{56} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{57} كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ{58}سورة الرحمن الآية [54-55-56-57-58].... ومن الأحاديث النبوية الحديث التالي ، على سبيل المثال وليس الحصر  ( فعن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): " للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقاربه  ، " وبالنسبة لنساء الدنيا في الجنة فإن الله عز وجل يكسوهن جمالا يتفوقن به على الحور العين ) .. جاء في السنة ما في وصف الحور العين ، ومن ذلك  :عن علي ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَمُجْتَمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ يُرَفِّعْنَ بِأَصْوَاتٍ لَمْ يَسْمَعْ الْخَلَائِقُ مِثْلَهَا قَالَ يَقُلْنَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَبِيدُ وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْؤُسُ وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ - (سنن الترمذي) / نقل بتصرف من الموسوعة الحرة .
9 أيات منسوخة أرى ألغاء نسخها ، منها على سبيل المثال وليس الحصر ، "  يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس " (  الآية 219 من سورة البقرة ) ، قال سعيد بن جُبير: لما نزلت هذه الآية ، كره الخمر قومٌ للإثم ، وشربها قومٌ للمنافع ، حتى نزل قوله تعالى : ( لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى  ) ، الآية 43 من سورة النساء .  فتركوها عند الصلاة حتى نزلت : ( يا أيها الذين امنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) ، الآية 90 من سورة المائدة. فهذا يدل على أن آية البقرة منسوخة بآية المائدة ، والمائدة نزلت بعد البقرة بلا شك . / نقلت بتصرف من موقع التالي :  quranic1433.blogspot.com/2012/.../blog-post_2553.ht
10. الرق .. ( الرق في الإسلام ، حللت المذاهب الرئيسية الفقهية في الإسلام المعترف بها الرق على مدار تاريخ.  الرسول محمد والعديد من أصحابه قاموا بشراء وتحرير العبيد ،  استفاد العديد من العبيد من الإسلام حيث تحسنت أوضاعهم بالنسبة لما كانوا عليه في مجتمع ما قبل الإسلام ، وقع تحول في الفكر الإسلامي ، وأصبح الناس يرون أن العبودية والرق يتعارضان مع مبادئ الإسلام التي تدعوا إلى العدالة والمساواة ، هذا التفسير لم يكن مقبولاً من قبل الحركة الوهابية في المملكة العربية السعودية . الشريعة الإسلامية تناولت موضوع الرق بقدر كبير من التفصيل ، القرآن والحديث ينظر إلى الرق على أساس أنه أمر استثنائي يمكن استخدامه في ظل ظروف معينة ومحدودة .  فقط الأطفال من العبيد أو من غير المسلمين من أسرى الحرب يمكن أن يصبحوا عبيدًا لكن يمُنَع تمامًا أن يكون أي طفل مسلم حديث الولادة عبدا لأي شخص. كما أن الإسلام وضع قانون العتق من العبودية ليكون واحدًا من الأفعال الفاضلة العديدة المتاحة لتكفير الذنوب  ووفقا للشريعة ، يعتبر العبيد بشر ويمتلكون بعض الحقوق على أساس إنسانيتهم. بالإضافة إلى ذلك، المسلمين العبيد يتساوون مع الأحرار المسلمين في القضايا الدينية ويتفوقون على غير المسلمين سواء كانوا أحرارًا أو عبيدًا.)  / نقل بتصرف من الموسوعة الحرة . ومن الضروري أن نركز على ألغاء هذا النص " الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى " .
11. . البخاري وأحاديثه ، وضرورة أعادة قرائته حداثويا ، ومن هذه الأحاديث على سبيل المثال وليس الحصر ، ( .. يسند البخارى رواية أخرى لأنس تجعل النبى يخلو بأم سليم الأنصارية ، تقول الرواية " إن أم سليم كانت تبسط للنبى نطعاً فيقيل عندها - أى ينام القيلولة عندها- على ذلك النطع ، فإذا نام النبى أخذت من عرقه وشعره فجعلته فى قارورة ثم جمعته فى سك" (البخارى الجزء الثامن ص 78 ) ، ويريدنا البخارى أن نصدق أن بيوت النبى التى كانت مقصداً للضيوف كانت لا تكفيه وأنه كان يترك نساءه بعد الطواف عليهن ليذهب للقيلولة عند امرأة أخرى ، وأثناء نومه كانت تقوم تلك المرأة بجمع عرقه وشعره.. وكيف كان يحدث ذلك.. يريدنا البخارى أن نتخيل الإجابة.. ونعوذ بالله من هذا الإفك .  ثم يؤكد البخارى على هذا الزعم الباطل بحديث أم حرام القائل " كان رسول الله يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن أبى الصامت فدخل عليها رسول الله فأطعمته وجعلت تفلى رأسه فنام رسول الله ثم استيقظ وهو يضحك فقالت: وما يضحكك يا رسول الله؟... إلخ" فالنبى على هذه الرواية المزعومة تعود الدخول على هذه المرأة المتزوجة وليس فى مضمون الرواية وجود للزوج ، أى تشير الرواية إلى أنه كان يدخل عليها فى غيبة زوجها ويصور البخارى كيف زالت الكلفة والاحتشام بين النبى وتلك المرأة المزعومة، إذ كان ينام بين يديها وتفلى له رأسه وبالطبع لابد أن يتخيل القارئ موضع رأس النبى بينما تفليها له تلك المرأة فى هذه الرواية الخيالية ، ثم بعد الأكل والنوم يستيقظ النبى من نومه وهو يضحك ويدور حديث طويل بينه وبين تلك المرأة نعرف منه أن زوجها لم يكن موجوداً وإلا شارك فى الحديث. وصيغة الرواية تضمنت الكثير من الإيحاءات والإشارات المقصودة لتجعل القارئ يتشكك فى أخلاق النبى. فتقول الرواية " كان رسول الله يدخل على أم حرام.." ولاحظ اختيار لفظ الدخول على المرأة ولم يقل كان يزور والدخول على المرأة له مدلول جنسى لا يخفى ، والايحاء هنا موظف جيدا بهذا الأسلوب المقصودة دلالته . ثم يقول عن المرأة " وكانت أم حرام تحت عبادة بن أبى الصامت " فهنا تنبيه على أنها متزوجة ولكن ليس لزوجها ذكر فى الرواية ليفهم القارئ أنه كان يدخل على تلك المرأة المتزوجة فى غيبة زوجها ، وهى عبارة محشورة فى السياق عمدا حيث لا علاقة لها بتفصيلات الرواية . الا أن حشرها هكذا مقصود منه ان النبى كان يدخل على امرأة متزوجة فى غيبة زوجها ويتصرف معها وتتعامل معه كتعامل الزوجين . وحتى يتأكد القارىء ان ذلك حرام وليس حلالا يجعل البخارى اسم المرأة " أم حرام " ليتبادر إلى ذهن القارئ أن ما يفعله النبى حرام وليس حلالاً. ثم يضع الراوى- بكل وقاحة- أفعالاً ينسبها للنبى عليه السلام لا يمكن أن تصدر من أى إنسان على مستوى متوسط من الأخلاق الحميدة فكيف بالذى كان على خلق عظيم .. عليه الصلاة والسلام ، فيفترى الراوى كيف كانت تلك المرأة تطعمه وتفلى له رأسه وينام عندها ثم يستقيظ ضاحكاً ويتحادثان .. نعوذ بالله من الافتراء على رسول الله..وقد كرر البخارى هذه الرواية المزعومة بصور متعددة وأساليب شتى ليستقر معناها فى عقل القارئ (راجع البخارى: الجزء الرابع ص 19، 21، 39، 51 والجزء الثامن ص 78 والجزء التاسع ص 44 ) . / نقل بتصرف من موقع منتديات حراس أهل العقيدة .
** هذا ما تذكرته من الحلم .. أما عدا ذلك من نصوص و أيات فهي باقية ، مثال ذلك القصص عدا الغيبيات ، كالأسراء و المعراج ( سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ ليلاً من المسجدِ الحرامِ إلى المسجِد الأقصى الذي باركنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ من ءاياتِنَا إنّهُ هوَ السميع البصير) سورة الإسراء / 1  ، وانا أشدد على ما يلي / على سبيل المثال وليس الحصر :
1. نصوص أركان وثوابت الأسلام ، يرتكز الإسلام على أركان خمس ، تقوم عليها عقيدة المسلم وتبرز من خلالها طاعته لله ، بحيث يشمل الإسلام كل جوانب حياة المسلم - من أخلاقياته وسلوكه وحتى مأكله وملب ، بُني الإسلام على خمسة أركان ، تمثل أساس الحياة اليومية للمسلم الحق.  النطق بالشهادتين :  وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. إقامة الصلاة:  المواظبة على إقامة الصلوات خمس مرات في اليوم والليلة . أيتاء الزكاة: إخراج الزكاة للفقراء والمساكين. الصوم: صوم شهر رمضان ، الحج : حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً ، مرة واحدة على الأقل في العمر . تعمل أركان الإسلام على تعزيز عقيدة المسلم وعونه على طاعة الله، إذ تشمل في كل جوانب حياة المسلم - من أخلاقياته وعلاقاته وسلوكه وحتى مأكله وملبس / نقلت من موقع www.ipteq.com
2. أيات القصص ، سورة القصص (28): الآيات 1 الى 6 ( طسم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ 6 ) .
3. الأبقاء على النصوص الخاصة بالأحكام  التشريعية  كالأرث ، بعد محاولة تعديلها ، ك (  يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11) وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ  [سورة النساء آية: 11- 12 . وقوله تعالى ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ  سورة النساء آية:  176. ) .
4. أبقاء كل النصوص التي تنهج التعايش وقبول الأخر وقبول المخالف ، لا كفرة ولا أهل ذمة .. ، ولا تمايز طبقي  في المواطنة ، الكل متساوون ، وأبعاد هكذا أيات ، كقوله  ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين 51 )  ) فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ( 52 ) ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين ( 53 )  / سورة المائدة .
كلمة الراوي :
*. قد يجوز أن يكون الحلم حلما موجها للمثقفين المتنورين ، ولا ينسجم مع تطلعات شيوخ الأسلام و الدعاة و المنتفعين من الأسلام .. كما أن هذا الحلم قد يكون حلما صعبا تفسيره للمغيبين و الذين يصلون ويصومون ويتعبدون دون علمهم عما يعبدون وما يقرأون من نصوص ..                                                                                                   *. إن الخطاب الأسلامي لكثير من الأسلاميين ، الذين يدعون الوسطية أو التنوير و الحداثة ، هو مجرد وهم في مخيلتهم ، لأن كل محاولاتهم الفكرية هي محاولات توفيقية ، لسبب بسيط لأن الأسلام أبعد ما يكون عن الحداثة و التطور ، ولا يمكن أن يتحدث الخطاب الاسلامي دون انقلاب فكري ومعتقدي ، خاصة في بلد مثلا كالسعودية ، الذي تعتبر هي المصدر الرئيسي للأفكار السلفية الوهابية ، من أرهاب و تكفير و جهاد ، وألغاء الأخر و لأكثر من قرنين من الزمن ..
*. للحرية الفكرية ثمن ، وللتقدم و التحضر ثمن ، وللأنتقال من نصوص وجدت في حقبة البداوة الى نصوص يجب أن تقرأ وتنسجم مع عقلية حقبة القرن الواحد و العشرين ثمن ، ومن الممكن أن يكون هذا الحلم هو الثمن !
*. الأسلام ، غير قابل للتحديث دون علمنة نصوصه ، والحلم العلماني أرى أنه محاولة جذرية لتحديث الأسلام ، ولكن أن كل ما نقلته هو مجرد حلم !!! .







302
                  قراءة في ... هل القرأن مخلوق أم موجود منذ الأزل بين المعتزلة و الحنابلة
 
المقدمة :
موضوع هذا البحث لقي الكثير من السجال الفكري وتناولوه العلماء بقدر كبير من الجدل والنقد والأخذ والرد ، بين مؤكد بان القرأن موجود منذ الأزل ، على أعتبار أن القرآن كلام الله ، منه بدأ وإليه يَعود ، والذي تبنى هذا المعتقد الأمام أحمد بن حنبل (*1) ، وبين مؤيد بأن القرأن مخلوق ، وعلى أنّ القرآن هو كلام الله عز وجل مخلوق له عز وجل وليس بقديم ، وأنه صفة غير قائمة بذاته ، وقد أكد هذا النهج فكر فرقة المعتزلة (*2)  ..                          وبحثي المختصر يلقي بعضا من الأضاءات  على هذه المفاصل ، مبتدأءا بمحور أزلية القرأن ، محور خلق القرأن ، محور موقف أئمة أهل البيت ، قراأتي الخاصة للموضوع ثم خاتمة للبحث . 

المحور الأول - أزلية القرأن :
في هذا المحور سنتكلم عن أزلية القرأن ، والذي تبناه الحنابلة ، وأئمامهم أحمد بن حنبل ، ومؤيدي هذا المحور كفروا مخالفيهم ، وقد جاء في موقع صيد الفوائد / عن مقال لعبد الرحمن بن عبد الله السحيم - عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض ، نقل بتصرف التالي (( القرآن كلام الله ، منه بدأ وإليه يَعود ، تكلّم به ربنا على الحقيقة  . وقد سَمّى الله القرآن ( كلام الله ) فقال : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ )  ) . وأخبر سبحانه أنه أنزل القرآن ، وأنه نزّله تنْزِيلا ، فمن ذلك قوله : ( وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً ) . وقوله : ( وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ) إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على تنْزيل القرآن من لدن حكيم خبير  . ومن قال : إن القرآن مخلوق فهو كافر ، وقد أجمع سلف الأمة على ذلك ، وعلى أن القرآن كلام الله ، ولم يُعرف القول بِخلق القرآن إلا لما نشأت البِدَع وظهرت الْمُبتَدِعة  .ولم يَقُل به أحد إلا بعد أن تُرجِمت كُتب الفلسفة وكُتُب اليونان ونحوها  .وإنما قالت المعتزلة بموجب هذا القول لأنهم أعمَلوا العقل فوق مَنْزِلته  ! وحينما حكّموا العقل على نصوص الوحيين  .قال الإمام أحمد : والقرآن كلام الله ، تكلّم به ، ليس بمخلوق ، ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ، ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يَقُل ليس بمخلوق ، فهو أخبث من قول الأول ، ومن زعم أن ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي ، ومن لم يُكفّر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم  .وروى ابن جرير الطبري في صريح السنة من طريق معاوية بن عمار الدهني قال : قلت لجعفر بن محمد : إنهم يسألون عن القرآن مخلوق أو خالق ؟ فقال : إنه ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله  . وروى من طريق ابن عيينة قال : سمعت عمرو بن دينار يقول : أدركت مشايخنا منذ سبعين سنة يقولون : القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود  .وقال البيهقي في الاعتقاد : وروينا عن محمد بن سعيد بن سابق أنه قال : سألت أبا يوسف ، فقلت : أكان أبو حنيفة يقول القرآن مخلوق ؟ فقال : معاذ الله ، ولا أنا أقوله . وروى الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة من طريق أبي الحسن إدريس بن عبد الكريم قال : أرسل رجل من أهل خراسان إلى أبي ثور إبراهيم بن خالد بكتاب يسأله – وفيه  وسألت الصلاة خلف من يقول القرآن مخلوق ، فهذا كافر بِقَولِه لا يُصلَّى خلفه ، وذلك أن القرآن كلام الله ، ولا اختلاف فيه بين أهل العلم ، ومن قال كلام الله مخلوق فقد كفر ، وزعم أن الله حَدَثَ فيه شيء لم يكن . وروى أيضا من طريق أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال : سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدِّين ، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار ، وما يعتقدان من ذلك فقالا : أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعِراقاً وشاماً ويَمَناً ، فكان من مذهبهم  :والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته  .. والمرجئة والمبتدعة ضلال ، والقدرية المبتدعة ضلال ، فمن أنكر منهم أن الله لا يعلم ما لم يكن قبل أن يكون فهو كافر ، وأن الجهمية كفار ، وأن الرافضة رفضوا الإسلام والخوارج مراق ، ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن فَهِم فهو كافر ، ومن شكّ في كلام الله فوقف شاكاً فيه يقول : لا أدري مخلوق أو غير مخلوق فهو جهمي . )).

المحور الثاني - القرأن مخلوق :
وتعتبر المعتزلة أشد خصوم الحنابلة في مسألة خلق القرآن ، وهم وإنْ قالوا بخلق القرآن ، ولكنهم لم يكفروا مخالفيهم ، وقد جاء في موقع / شبكة الشيعة العالمية ، نقل بتصرف التالي ((  .. واقتصروا المعتزلة على اعتبار الفكرة فكرة خاطئة وغير صحيحة ، وأنّ الفهم الصحيح للتوحيد يتناقض معها . ولا بأس بأنْ نعرض بشكل موجز ما ذهب إليه المعتزلة في مسألة خلق القرآن الكريم بالرجوع إلى ما دونه القاضي عبد الجبّار المعتزلي ، وما كتبه هو أهم ما لدينا من مصنفات المعتزلة في بيان معتقداتهم ، أولاً : حقيقة الكلام : يذهب المعتزلة إلى أنّ الكلام على وجه الحقيقة ليس له إلا معنى واحد وهو الحروف المنتظمة الدالة على معنى التي تصدر للتعبير عما يراد إفهامه .. ثانياً : في معنى كون المتكلم متكلماً : وقد ذهب المعتزلة إلى أنّ المتكلم يكون متكلماً إذا فعل الكلام ولو لم يكن قائماً به ، فلو فعل الكلام فهو متكلم وإنْ قام الكلام بغيره ، وليس كل وصف يلزم أنْ يكون قائما في الموصوف ، فالضارب صفة ولكن قائماً في غير الضارب وإنما في المضروب وإنْ صدر من الضارب ، وكذا المنعم ، فصفة النعمة صادرة من الباري وليست قائمة به ، وهكذا الكلام أيضاً ، وعلى هذا الأساس ذهبوا إلى أنّ الكلام صفة من صفات الباري  غير أنه ليس قائماً بذاته ، بل يخلقه ويجعله قائماً في مخلوقاته ، يقول القاضي عبد الجبّار المعتزلي : اعلم أنّ المتكلم عندنا هو فاعل الكلام ، وإنما نعرف أنّ هذه حقيقة بمثل ما نعرف في شيء من أسماء الفاعلين أنه يُفيد فعلاً من الأفعال ، وهذا نحو الضارب والكاسر والمنعم وغيرها .. ثالثاً : في معنى الكلام الإلهي : ذهب المعتزلة كما ظهر مما تقدم أنّ الكلام من صفات الفعل وليس من صفات الذات ، وأنّ معنى كون الباري متكلماً أنه تبارك فاعل الكلام وخالقه وإنّ لم يكن قائماً بذاته تبارك ، يقول القاضي عبد الجبار المعتزلي : باب في أنه تعالى متكلم بمثل هذا الكلام ، وأنّ ذلك يصح فيه .. رابعاً : خلق القرآن الكريم : اتفقت كلمة المعتزلة على أنّ القرآن الكريم وهو كلام الله مخلوق له عز وجل وليس بقديم ، وأنه صفة غير قائمة بذاته كما هو الحال بالنسبة للنعمة ، فهو منعم باعتبار صدور النعمة منه ، ونعمه عز وجل كلها حادثة ومخلوقة له ، وكذلك كلامه تعالى وإنْ كان قد صدر منه ولكنه حادث ومخلوق له تبارك ، يقول القاضي عبد الجبار المعتزلي في المحيط بالتكليف : وقد أطلق مشايخنا كلهم في القرآن أنه مخلوق .. )) . 

المحور الثالث / موقف أئمة أهل البيت :
أما موقف أهل البيت فهو مبتعد عن المحورين السابقين تماما ، لأنه يرى القضية سياسية أكثر منها فكرية أو معتقدية ، فقد جاء في موقع  www.aqaed.com  / مركز الأبحاث العقائدية ، حول موقف الشيعة ، ما يلي :  (( .. لذا  فقد أريقت دماء لقضية ليس لها أثرها العلمي والديني بحال ، فخلق القرآن وعدم خلقه لا يعني إلاّ لعبة سياسية مقيتة ليس لها آثارها على المجتمع الإسلامي ، وبذلك فان أهل البيت يعرفون دوافع هذه القضية فأمروا شيعتهم بتجنب هذه المزالق السياسية صوناً لحياتهم الشريفة ، وبالمقابل فان أهل البيت رفضوا الدخول في هذه اللعبة السياسية التي ترجع عوائدها إلى النظام لا غير . لذا فإن الإمام الرضا  تدارك هذه القضية حينما سئل عن القرآن أهو مخلوق أم لا فقال : لا أقول فيه إلاّ أنه كتاب الله ــ هذا مضمون حديثه ــ وبذلك تجد أن الإمام قد اجتنب الدخول في هذه اللعبة السياسية التي أريقت بسببها دماء دونها طائل  .نعم ، ان الأئمة أكدوا على قضايا حيوية مثل البداء والأمر بين الأمرين وغيرهما من القضايا الإسلامية الحيوية ، في حين تجنّب الأئمة إقحام أنفسهم وشيعتهم بقضايا لم تجد لها أي تأثير على المستويين العلمي والعقائدي .. )) .
 
القراءة :                                                                                                                                 أولا - أن أجماع الأمة يؤكد على وجود أسباب لنزول الأيات ، فقد جاء في موقع نداء الأيمان / كتاب أسباب النزول
للواحدي (*3) التالي (( وهو كتاب يبحث في علم من علوم القرآن الكريم وهو علم أسباب النزول حيث إن للكثير من الآيات القرآنية وقائع نزلت فيها ، وقد أورد فيه المصنف ما يزيد على 470 حادثة وواقعة نزلت فيها الآيات القرآنية مرتبا لها على حسب سور القرآن ، كل ذلك يورده بالإسناد إلى الصحابة الذين يروون هذه الأسباب ، وهو من أهم الكتب في هذا الباب .. )) ، وهذا توكيد على أن الأيات نزلت بزمن معين وبتوقيت محدد لواقعة أو حادثة أو فعل أو ظرف خاص ، وهي تتعلق عامة أما بالحياة الأسرية لزوجات الرسول أو ترتبط بوقائع الغزوات او حوادث ووقائع تتطلبت من الرسول أتخاذ موقف محدد ، وغيرها الكثير خلال بعثة الرسول ، مما يؤكد بان القرأن مخلوق ، نزلت أياته في خلال فترة نزول الوحي التي تقدر ب23 سنة من حياة الرسول ، (( .. فإن القرآن الكريم بدأ ينزل على النبي بعد مبعثه ، واستمر ينزل إلى أن اكتمل قبل وفاته ، وهذه المدة - أعني ما بين مبعثه وموته - تقدر بثلاث وعشرين سنة .. / نقل بتصرف من أسلام ويب )) لأسباب محددة ، منها ما ذكر في أعلاه .         ثانيا - وهذا دليل على أن الأيات ، لم تكن مخزنة باللوح المحفوظ ، بل أنها أنزلت وفق المناسبة أو الأمر الذي تتطلبته الواقعة أو الحدث .
ثالثا – يعتبر الكثير من العلماء ، أن عدم خلق القرأن وأعتباره موجودا منذ الأزل هو أمرا " مقدسا ! " فقد جاء في موقع الأسلام سؤال وجواب ، التالي (( .. لا حرج في وصف القرآن الكريم بأنه مقدس ؛ لأن التقديس هاهنا بمعنى التطهير ، والقُدْس فيِ كَلاَم العَرَب الطَّهَارَةُ.  قَالَ الأَزهري رحمه الله :     
 " القُدُّوس – من أسماء الله - : الطَاهِرُ المُنَزَّه عَنِ العُيوب والنَّقائص " . والتَقْدِيس : التَّطْهِير . وتَقَدَّس أَي تطهَّر .راجع : " لسان العرب " (6/168- 169) . وقال ابن جرير رحمه الله :" التقديس هو التطهير والتعظيم .. )) ، ولي رأي في مسألة القداسة ، أولا أن كلمة مُقدَّس ، تعني وفق ما جاء في قاموس المعاني ، (( .. أن مقدس اسم مفعول من قدَّسَ / قدَّسَ . شيء مبارك يبعث في النّفس احترامًا وهيبة . و الأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ ، الأَرْضُ الْمُبَارَكَةُ المائدة آية 21 ( يَا قَوْمِ اُدْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ ( : أَيْ أَرْضَ فِلَسْطِينَ )) ، ولا أرى أن القداسة لأيات القرأن من أرتباط لمخلوقية القرأن من عدمه ، لأن الكلمة برأي تكتسب القداسة عندما تتحول الى فعل ، وهذا الفعل لو كان ساميا نبيلا رفيعا ، لأعتبرت كلماته / أيته ، مقدسة ، وهذا لا ينطبق على جميع أيات القرأن ، فمثلا الأية التالية   ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 29 سورة التوبة ) ، فلا أرى كلماتها مقدسة ، لأن فعلها غير نبيل ، حيث أن جملة عَن " يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " تعني " عن يد وهم حقيرون وذليلون !! " وهي لا تعبر عن فعل نبيل ، بل هي حراكا غير أنسانيا وذليلا لأهل الذمة .
 رابعا - الأشكال المعقد والذي يستدعي الوقوف عنده هو " ممارسة التكفير " لمن يعارض الحنابلة في تبنيهم بأن القرأن أزلي ، حيث يعتبرون كلا من " .. المرجئة والمبتدعة ضلال ، والقدرية المبتدعة ضلال ، فمن أنكر منهم أن الله عز وجل لا يعلم ما لم يكن قبل أن يكون فهو كافر ، وأن الجهمية كفار ، وأن الرافضة رفضوا الإسلام ، والخوارج مراق ، ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن فَهِم فهو كافر .. " ، وهذا أمر جلل عند أئمة المسلمين الذين يكفرون كل معارض ومخالف لهم ! مبتعدين عن أصول النقاش والجدال والمحادثة ، وغير أبهين بالنص القرأني القائل ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ / 125 سورة النحل ) .

الختام :                                                                                                                        1. شخصيا رأي يتفق أو يتوافق مع المعتزلة ، كمدرسة فكرية فلسفية ، الذين يؤمنون بأن فعل الخلق حادث أي مخلوق وليس قديم / لم يكن موجودا ثم وجد ، أي أن القرأن لم يكن ثم كان ، ولم يكون له وجود أزلي سابق ، لأن الكلمة عند المعتزلة صفة فعل وليس صفة للذات / أي قديمة ، لأنها مرتبطة بالذات ، لهذا المعتزلة يؤكدون بأن الأفعال حادثة / أي لم تكن موجودة ثم وجدت ، ومن هذا المنطلق يعتبرون بأن القرأن مخلوق وليس أزلي .
 2. أن قضية خلق القرأن من عدمه لها جوانب سياسية وسلطوية ، قد يجوز أن يكون ظاهرها عقائدي ولكن باطنها غير ذلك ! ، وأكبر دليل على ذلك " محنة الأمام أحمد بن حنبل " ، حيث أن الخليفة المأمون أعتقد برأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن ، وقد توعد المأمون بقتل الإمام أحمد / الذي يؤمن بعدم خلق القرأن .. وفي خلافة المعتصم ، الذي امتحن الإمام ، وتمّ تعرض بن حنبل للضرب بين يديه .. وبعد ذلك ظل الإمام محبوساً طيلة ثمانية وعشرين شهراً . ولما تولى الخلافة الواثق ، وهو أبو جعفر هارون بن المعتصم ، أمر الإمام أن يختفي ، فاختفى ، وحين وصل المتوكّل ابن الواثق إلى السلطة ، خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد بخلق القرآن .. خلاصة أن تغير الحكام / الخلفاء ، وتبدل السلطات ، لا تغير الرجال والعلماء و الولاءأت فقط ، بل تعمل على تغير حتى المعتقدات !! .
 ------------------------------------------------------------------------------------------
(*1)  الإمام أحمد بن حنبل (780 ـ 855 م)  هو أحمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني المزوزي ولد في بغداد وتنقّل بين الحجاز واليمن ودمشق . سمع من كبار المحدثين ونال قسطاً وافراً من العلم والمعرفة ، حتى قال فيه الإمام الشافعي : " خرجت من بغداد فما خلّفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقَهَ من ابن حنبل " . فهو إذن ، إمام أئمة الإسلام . وعن إبراهيم الحربي ، قال : " رأيت أحمد ابن حنبل ، فرأيت كأنّ الله جمع له علم الأوّلين والآخرين من كل صنف يقول ما يشاء ويمسك عمّا يشاء" . ولم يكن ابن حنبل يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس من أمر الدنيا . مذهبه مذهب ابن حنبل من أكثر المذاهب السنية محافظة على النصوص وابتعاداً عن الرأي ، لذا تمسّك بالنص القرآني ثم بالبيّنة ثم بإجماع الصحابة ، ولم يقبل بالقياس إلا في حالات نادرة ... / نقل من أكثر من مصدر وبتصرف ، مركزا على الموقع التالي   khayma.com/sohel/tareekh/tareekh13.htm
(*2) المعتزلة فرقة كلامية ظهرت في بداية القرن الثاني الهجري (80 هـ - 131 هـ) في البصرة ( أواخر العصر الأموي ) ، وقد ازدهرت في العصر العباسي . اعتمد المعتزلة على العقل في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل ، وقالوا بأنّ العقل والفطرة السليمة قادران على تمييز الحلال من الحرام بشكل تلقائي . ويرجع رؤية العلماء للأعتزال لسببين : 1. سبب ديني : فالاعتزال حدث بسبب اختلاف في بعض الأحكام الدينية كالحكم على مرتكب الكبيرة . ويستند المؤيدين لهذه النظرية إلى الرواية الشائعة في اعتزال واصل بن عطاء عن شيخه الحسن البصري في مجلسه العلمي في الحكم على مرتكب الكبيرة ، وكان الحكم أنه مؤمن فاسق . وتقول الرواية إن واصل بن عطاء لم ترقه هذه العبارة ، وبسبب هذه الإجابة اعتزل وكوّن لنفسه حلقة دراسية . وفق ما يفهم ويقال حين ذاك إن الحسن البصري أطلق عبارة ( اعْتزِلنا واصل ) . 2 . سبب سياسي : حيث يعتقد بعض العلماء أن الداعي لظهور هذه الفرقة ظرف حضاري أو تاريخي لأن الإسلام ، عند نهاية القرن الأول ، كان قد توسع ودخلت أمم عديدة وشعوب كثيرة فيه ، ودخلت معها ثقافات مختلفة ، ودخلت الفلسفة ، ولم يعد المنهج النصي التقليدي النقلي يفي حاجات المسلمين العقلية في جدالهم . والمنهج الذي يصلح لذلك هو المنهج الطبيعي العقلي ، والذي سيصبح أهم المذاهب الكلامية من الناحية الخالصة ، فهو أكثر المذاهب إغرقًا وتعلقًا بالمذهب العقلاني . نقل بتصرف من الموقع التالي  www.maaber.org/philosophy/mutazila.htm  .
 (*3) الواحدي : علي بن أحمد بن محمد بن علي بن متويه الواحدي ، أبو الحسن ، مفسر ، عالم بالأدب ، نعته الذهبي بإمام علماء التأويل . كان من أولاد التجار أصله من ساوة (بين الري وهمذان) توفي بنيسابور سنة (468هـ) .











303

                                   الأمير محمد بن سلمان .. بين السياسة والدين

أستهلال :
بدءا ، بعد موت الرسول ، الأسلام تحول الى مظلة للحكم ، بنصوصه الحكام والملوك يستعبدون العباد ، وبأسمه يحاربون ويقتلون ويحتلون الأمصار ، و السلطة والقوة / فيما بعد ، أصبحتا هي المحرك الحقيقي للدين ، وهي التي تسييره وتشكله وتكيفه وفق مصالح الحكام ! .

النص :
   الحكم في المملكة السعودية أكبر مثال على ما ذكر في أعلاه ، فبين ليلة وضحاها ، تتغير المملكة الغارقة في التشدد السلفي المتطرف ، النابع من المذهب الوهابي ، بمرجعية شيخ الأسلام أبن تيمية / الحنبلي المذهب ، تتهيأ الى بواكير من الأنفتاح ك (  قيادة المرأة للسيارة ، وتفعيل هيئة الترفية " أقامة الحفلات الموسيقية والغنائية ، تشييد دور السينما .. " ، حضور النساء للمباريات الرياضية ، تقييد صلاحيات شرطة الحسبة / الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ) ، ومن ثم تابعنا ، زيارة البطريرك بشارة الراعي للسعودية / وصليبه على صدره ، مع زيارات ولي العهد محمد بن سلمان لبابا الأقباط / في مصر ، ولقاء ٍكبير أساقفة كاتنبري / في بريطانيا ..
شخصية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان :                                                                                                      ولد بن سلمان عام 1.8.1985 / حاصل على البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود ، لكنه يشغل المراكز التالية : ولي عهد المملكة ، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية ، ويرأس مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي ، فمن هذه الشخصية ! ، التي بين ليلة وضحاها ، يسيطر على الحكم ، بأقصاء كلا من ، وعلى مرحلتين ( محمد بن مقرن / عمه ) ومن ثم ( محمد بن نايف / أبن عمه ) ، ثم يعين وليا للعهد في يونيو 2017 بعد إقرار هيئة البيعة السعودية .. يقول عنه الدكتور سعد الفقيه / أحد المعارضين السعوديين ، التالي (  يتصف بن سلمان ب : الاندفاعية والنرجسية ، بأمتلاكه الحقيقة المطلقة ، لا يثق ألا بنفسه حساس .. لا نية حسنة لديه .. ليس لديه عواطف سامية / الحب التسامح الرحمة ، القيم التي يحترمها القوة التفوق والأمتلاك والأنفراد ، العلاقة مع الأخرين التنافس والصراع ، الأنتقام والتشفي ، يحط من قيمة الاخرين يغوص بالأنانية ، مغامراته غير محسوبة العواقب ) ، أن صفات كالتي سبق ذكرها أن أستلمت السلطة وبسن صغير ، فأنها ستصبح شخصية سادية تسحق الكل في سبيل الوصول للسلطة والحكم .                                 
القراءة
أولا . الأمير محمد بن سلمان ، يحاول جاهدا وضع الدين ، والمذهب الوهابي الذي تنهجه المؤسسة الدينية في المملكة ، جانبا ، وأنتهاج سبلا وطرقا معينة بما يتوافق مع مصالحه الشخصية للوصول للملك ، وهذا يتطلب أرضاء الدول الكبرى / وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميريكية ، بأظهار نمطا من الحداثة والأنفتاح ، وذلك من أجل أظهار المملكة بمظهر الدولة العصرية ! . 
                                                                                                                                                    ثانيا . ولكي يكون منفردا في حظوظه السلطوية في أعتلاء العرش ، أبتكر طاقمه ، قضية أحتجاز الأمراء في فندق ريتز كارلتون ، وقد سبق ذلك بتصريح قال فيه : إن أحدًا لن يُفلت من يد القانون ما دام متورطا في الفساد ، أيا كان منصبه ، وذلك خلال حوار تلفزيوني في مايو الماضي ، حسبما ذكرت وكالة « سبوتنيك » الروسية ، غير أن الكواليس كانت تخفي مفاجأة مدوية . وهي في اليوم ذاته ، " وبعد ساعات معدودة تواردت الأنباء عن احتجاز 11 أميرا ، وعشرات الوزراء السابقين ، و4 وزراء حاليين ، على خلفية اتهامات بالفساد وغسل الأموال ./  نقل من موقع المصري اليوم " ، أني أرى هذه الحادثة كانت تمويها ، لأسقاط أكبر وأهم المنافسين له وهو ، الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود / تولد  12 أكتوبر 1953 ، وبنفس الوقت أسقط أهم رجال الاعمال وهو الأمير الوليد بن طلال ، أذن سيطر الامير بن سلمان بواقعة الكارلتون على جانبين ، وهما : جانب سلطوي وهو تحييد الأمير متعب / وزير الحرس الملكي عن العرش ، وسيطرته بنفس الوقت على ثروات الأمراء ورجال الأعمال ، ويقف في مقدمتهم الأمير الوليد ، والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات . 
ثالثا . كما هو معروف أن الدولة السعودية قامت على ركيزتين هما " قوة سيف " لآل سعود ، وعلى " الغطاء الديني " للشيخ محمد بن عبد الوهاب / السلفي الحنبلي ، الأن ولي العهد تفرد بالسلطة ، حيث يحاول ، وعلى خطوات ومراحل  ، تحييد المؤسسة الدينية ، او أخذ بتشكيلها بما يخدم توجهه ، وهم خانعون ! ، وهذا هو ديدن رجال الدين ، وكما قال عنهم الدكتور علي الوردي بكتابه وعاظا للسلاطين ، تتغير أفكارهم وفق توجه الحاكم ، ولكن من جانب اخر تبقى المؤسسة الدينية ، قوة لا يستهان بها ، لأنه من الطبيعي وجود شيوخ معارضين لولي العهد ، ومن المؤكد لو أتحدت أو نسقت هذه الفئة مع مراكز القوة ، المتضررة من صعود محمد بن سلمان للعرش ، كفريق الامير متعب بن عبدالله ، فأنها ممكن أن تهدد الوضع القائم في المستقبل !! .   
رابعا . أن نظام الملك في السعودية ، تغير الى نظام التوريث / الأب لأبنه ، ومن المؤكد هذا سيخلق فوضى في العائلة المالكة ، التي تضم المئات من الامراء ، وفي موقع 24 FRANCE  ، ( يرى الباحث في " المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية " محمد نبيل ملين أن مسألة التوريث من أهم نقاط الضعف في النظام السعودي ، موضحا أن ما يجري هو الانتقال من نظام التوريث الأفقي نحو توريث عمودي . ويذكر أن " التوازنات داخل السعودية وداخل الأسرة مازالت هشة ". ) ، ويضيف الباحث ملين حول مركز المؤسسة الدينية التالي ( وفيما يتعلق بمصير المؤسسة الدينية ودورها في السعودية ، على ضوء التغيرات التي تشهدها المملكة مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة وافتتاح دور سينما ، يشدد الباحث ملين على أن "المؤسسة الدينية من ركائز شرعنة الحكم وتتأقلم دائماً مع التغيرات ". ويقول إن ولي العهد محمد بن سلمان لم يحدث " قطيعة حقيقية " معهم ، وإن ما يقوم به حلقة في مسلسل طويل .. ) .

خامسا . تساؤلي ، كيف الحال مع تطبيق الشريعة الأسلامية في العقوبات بالمملكة ! ، هل سيستمر قطع الرقاب في الساحات ، وعملية بتر الأيدي ، والجلد .. ، وهل سينتصر المذهب الوهابي على السياسة ! ، وهل سترضخ المؤسسة الدينية الى تغيير ولو جزئي في النهج السائد منذ قرون ! ، و هل سيكون هناك تغيير جذري في الحياة العامة في السعودية ، أم فقط وقائع وأصلاحات وتغييرات للأستهلاك الخارجي .

ختام :
المعروف في النهج السياسي للمملكة العربية السعودية ، أنه موجود جدار حديدي من الكتمان على الشأن الداخلي ، والأمير محمد ، الساعي جاهدا على تبييض وجه السعودية من الأرهاب والتطرف ، أظهرت تقارير عن تصاعد وتيرة الأعدامات في المملكة وذلك تزامنا مع زيارة الأمير محمد لبريطانيا ، وأري هذا ظهورا للوجه الحقيقي للسعودية ، فقد جاء في موقع / BBC  بالعربي بتاريخ - 8.3.2018 ، التالي ( قالت وزيرة الخارجية في حكومة الظل البريطانية ، إيميلي ثورنبي ، لبي بي سي ، إن الإعدامات في السعودية تضاعفت خلال الستة أشهر الماضية ، وانتقدت الوزيرة ما وصفته بـ " استقبال السجادة الحمراء " لولي العهد السعودي ، محمد بن سلمان ، خلال زيارته إلى بريطانيا !! .. ) .                                                                                    أن السياسة الدولية ، خاصة للدول العظمى ، فأن كل ما يهمها هو مصالحها الأقتصادية / بالأخص العقود العسكرية وأتفاقيات النفط ، لأنه يأتي في المرتبة الأولى ، وباقي الأمور ، تأتي بأهمية ثانوية ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، أن الأمير محمد بن سلمان ، سيظل يعمل على ورقة التجديد ، محجما من دور المؤسسة الدينية ، كما سيعمل طاقمه دوما على أظهار عصره ، بانه سيكون هو الوجه الحداثوي للمملكة العربية السعودية ..                                                                                                              والسؤال الاخير ، هل للدول التي حطمتها السعودية بسياستها وبسموم مذهبها الوهابي ، أن يرجع الأمير محمد بن سلمان ، لها الحياة مرة أخرى !! . 


304
                                     مهزلة عقائدية ، أن " الرحمة للمسلمين فقط  "

النص :                                                                                                                                            علقت المطربة " أحلام " بتغريدة على " تويتر " ، نشر في موقع ( هن ) بتاريخ 2.3.2018  ، حول وفاة الفنانة الهندية سرديفي كابور في 26.2.2018  بدبي : أثارت الفنانة الإماراتية أحلام الشامسي الجدل من جديد ، بسبب تعليقها على وفاة الممثلة الهندية سرديفي كابور عبر حسابها على موقع التغريدات الصغيرة / تويتر ، وكتبت " الشامسي " : " رحمها الله .. أستغفر الله " والتي ترى أنه لا يجوز عليها الرحمة ، لأنها بوذية " ، مستشهدة بآيات من سورة " الغاشية " .  وموقع عربي 21 ، أضاف بهذا الصدد ( بدورها ، قالت الإعلامية والكاتبة الكويتية دلع المفتي : " نحمد الله أن الرحمة بيد الله وليست بيد أحلام وغيرها من البشر . بوذية ، سيخية ، بهائية ، سنية ، شيعية ، كاثوليكية ، بروتستانية ، يهودية ، زرادشتية ، لا دينية... رحمة الله عليها .". وردت عليها المطربة الإماراتية : " مساكين تصعبون علي الله يعينكم ، ديننا صريح وواضح لا يجوز الرحمة على غير المسلم ، يعني المسلم لا يدعو بالرحمة إلا للمسلم فقط فقط فقط ، مطربة رقاصة ممثلة...... هي بالنهاية مسلمة تجوز عليها الرحمة، بس الكافر لاااااااا". ) .                                                                                       ورد الباحث الشرعي الشيخ الدكتور أحمد الغامدي في موقع العربية نت ، في 3.3.2018 ، على الجدل الذي أثير حول تعليق الفنانة أحلام على وفاة الممثلة الهندية سريديفي كابور ، وأنه لا يجوز الترحم عليها لكونها تنتمي إلى غير دين الإسلام ، قائلا (  إن التراشق بالاتهامات ، بالتساهل أو التشدد ، بسبب قضية الترحم على أموات غير المسلمين ، فيه الكثير من التجاوز ، وتتصاعد وتيرة الاختلاف بينهم وتصل إلى اتهام من يترحم على مثل هؤلاء بالقدح في إيمانه ، والذي أرجحه في هذه المسألة أن البر بالأحياء من غير المسلمين المسالمين أمر جائز بنص القرآن ، والبر بأمواتهم هو كذلك ، لقوله تعالى :  ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم ) ، وبين وجود فرق بين الترحم والأستغفار ، وقال (  أنه هناك فرقاً بين الاستغفار والترحم عليه ، فالاستغفار يستلزم طلب غفران عام ، وفيه ما لم يأذن الله بغفرانه ، كالشرك ، ومقتضاه طلب الجنة للمستغفر له ، وليس الترحم كذلك ، فيمكن أن يرحم الله العبد وإن لم يدخله الجنة ، كأن يخفف عنه العذاب مثلا ، فالرحمة أعم من الغفران .. ) .                                                                              أن ما ذكر من قبل الشيخ الغامدي هي مجرد تأويلات وترجيحات ، وهذا ديدن الشيوخ عندما تضيق بهم السبل ! .

الرحمة وفق العقيدة الأسلامية :
1 . عقائديا ، الرحمة محصورة فقط للمسلمين ، وهذا مؤكد مثلا في سورة التوبة ، ووفق بعض أحاديث الرسول ، فقد جاء في موقع / مركز أسلام ويب - بهذا الصدد التالي : فالترحم على أموات الكفار لا يجوز ، سواء كانوا من اليهود والنصارى ، أو كانوا من غيرهم ، لقوله تعالى : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ { سورة التوبة 113 } . ولقول الرسول في الحديث ( والذي نفسي بيده ؛ لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، ولا يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار . رواه مسلم وغيره ) .                                                                                  2 . وليس هناك في مفردة الكافر / المشرك ، أي تفريق ، بين لو كان المشرك من ذوي القربى أم لا ، فقد جاء في كتاب      " الرسالة " لابن أبي زيد القيرواني المالكي : (( وَعَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِأَبَوَيْهِ الْمُؤْمِنَيْنِ )) ، هكذا بتقييد الاستغفار للمؤمنين ، قال شارح " الرسالة " الشيخ النفراوي في كتابه " الفواكه الدواني " : (( وَمَفْهُومُ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ الِاسْتِغْفَارُ لِلْأَبَوَيْنِ الْكَافِرَيْنِ بَلْ يَحْرُمُ عَلَيْهِ )) لِآيَةِ : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى } .                                                                                                                                أي أنه حتى أبويك لا يجوز لهما الأستغفار أذا كان غير مؤمنين بالأسلام ، بل غير مؤمنين بالرسول ، وهذه أشكالية أجتماعية أسرية بالوقت ذاته ، لأنها تفرق الأسرة – أصغر وحدات المجتمع ! ، فالأسلام والرسول وضعا كيانهما في مكان أعلى وأرفع حتى من ذوي الأرحام ! . 

الفنانين والأفتاء :                                                                                                                 ومهزلة المهازل ، أن المطربة أحلام ، تفتي بالحلال والحرام !! ، أما تدري أحلام ، أن عقائديا عملها في المجال الفني حرام ! ، ولكم الملايين تغلق الأفواه وتحجر على العقول . وهل احلام خريجة شريعة وفقه ونحن لا نعلم ! . أن أحلام أصلا مطربة ، تفتقر الى الخلفية الفنية الرصينة ، مع أفتقادها الى الأسلوب الراقي للتعامل مع الأخرين ، وأدمانها في خلق المشاكل ، حتى مع الدول / لبنان على سبيل المثال عندما أستهزأت بوضع المزابل فيه ! ، ولكن العتب يقع على من أعطى لهكذا نماذج أهمية في البرامج الفنية ، والكارثة أنها تلقب نفسها بالملكة ! فأذا كانت أحلام ملكة ! أذن ماذا يجب أن نلقب كوكب الشرق أم كلثوم ، هذا من جهة ، وكيف احلام ملكة وجارة القمر فيروز على سطح الكوكب .. هذا من جهة ثانية ، أن هذه المطربة أخذت أكثر من حجمها الحقيقي بكثير ، والأمر من مسؤولية المؤسسات الفنية والأعلامية والتلفزيونية ! .

القراءة :                                                                                                                                               1 . العالم يسير قدما في أطوار وقفزات من الأختراعات الفضائية والطبية والميكانيكية والعلمية عامة ، والمسلمين جل وقتهم ، منصب حول ، من يدخل الجنة من عدمه ! ، ومن تستوجب الرحمة عليه ! ، ومن يستحق الأستغفار ! ، وكأن المسلمين / علماءا و شيوخا وفقهاءا ودعاة ، وكلاء ونواب الله على الأرض ! .                                                                               2 . المشكلة الكارثية ، أنه لو كانت الجنة للمسلمين فقط ، فأنها ستحتاج الى خدمات ومنتجات من الكفار ، لغرض توفير الراحة للمسلمين ، والسؤال هنا ، كيف سيتم التعامل مع الكفار لو أستوجب دخولهم للجنة لأجراء الخدمات ، وماذا سيحصل لو رفض الكفار هذه المهمات / لأنهم غير مشمولين لا بالرحمة ولا حتى الأستغفار ! .                                                3. هناك مشكلة أخرى ، تتعلق بالوضع المكاني للكفار ، الذي هو جهنم ! ، والسؤال هنا ، كيف سيتم أنتقال الكفار للجنة لأداء مهامهم الخدمية والتقنية للمسلمين ! ، وهم في سعير نار جهنم ! .                                                                 
4 . أن علماء المسلمين في موقف حرج ، من النص القرأني ، فكيف لله أن يتعامل بهذه التفرقة والتمايز والفوقية بين عباده ، المسلمين في كنف رحمته ، وفي منتهى عفوه وغفرانه ، وفي جناته وفي نعيمه ! والباقي في النار مخلدون . أرى أن العلماء يدركون وجود مشكلة في النص القرأني ، ولكن من يستطيع الأفصاح عن الحقيقة ! .                                                           5 . والسؤال هنا ، لم أنزل الله الرسول متأخرا ، لم لم ينزله الله أول الأنبياء والرسل ! ، لكان الكثير من الخلاف والأختلاف أنتهي للأبد ! حيث كان الكل مسلمون !! .                                                                                                                  6 . لكن كل هذا يقودنا الى مشكلة أكثر تعقيدا ، وأصعب فهما ، وبقت بلا أجابة ، لحد الأن ، من غير ما ذكر في كل ما سبق ، وهو ليس كل المسلمون ناجون من جهنم ! ، فعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ قَالَ : ( أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَامَ فِينَا فَقَالَ : أَلَا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ ، ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ ) رواه أبو داود ( 4597 ) وغيره وصححه الحاكم ( 1 / 128 ) .                                                            أي أن 21 مليون مسلم في الجنة من مجموع الكلي للمسلمين البالغ 1.6 مليار نسمة ! ، والباقي في جهنم ! مع الكفار والمشركين ! ، فكيف يعالج شيوخ وفقهاء المسلمين هذه الأشكالية في الموروث الأسلامي ! وهذا تساؤلي الأخير !! .





305
                                        قراءة  في أية " أن الدين عند الله الأسلام  "

المقدمة :
في هذا البحث المختصر ، سأستعرض ما قاله المفسرون عن / سورة أل عمران 19 (  إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) / مركزا على مستهل الأية ( أن الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ  ) ، ثم سأبين بعد ذلك قرأتي الخاصة للأية وأختم البحث المختصر بكلمة  .

النص :
     أن النظرة العامة للأية تبين بقدر لا يدعى للشك بأن الأمر محسوم آلهيا ، أن غير الأسلام لا يقبل من دين عند الله ، والأمر ليس به من أستثناء ، كما أنه لا يقبل التأويل أو الأجتهاد ، والأية التالية وتفسيرها أهم برهان على ذلك (( .." إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( 19 ) " وقوله : إن الدين عند الله الإسلام ) إخبار من الله تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام ، وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين ، حتى ختموا بمحمد ، الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد ، فمن لقي الله بعد بعثته محمدا بدين على غير شريعته ، فليس بمتقبل . كما قال تعالى : " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " /  آل عمران  85 ، وقال في هذه الآية مخبرا بانحصار الدين المتقبل عنده في الإسلام .. وذكر ابن جرير أن ابن عباس قرأ :  شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام .. ))  / نقل بتصرف من الموقع التالي : quran.ksu.edu.sa/tafseer/.../sura3-aya19.htm  ، و يغور القران في جانب أخر ، ويدخل بنطاق أخر وهو " السماوات " حيث ربط دينها بالأسلام أيضا !!! ، وأنا لا أدري هل للسماوات دين ومذهب ومعتقد !! ، فقد جاء في موقع أهل القران (( على كل حال سأجيب على السؤال الأول
( هل أهل الكتاب مُسلمين ) !! والإجابة على السؤال إختصارا هي كالتالي:  الإسلام هو دين السموات والأرض ... لقوله تعالى:  " أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ " / {83} آل عمران )) ،  والقرأن أسترسل الى منطقة أعمق وأكثر حساسية دينيا وعقائديا وتأريخيا ، عندما قال أن النبي أبراهيم هو أول المسلمين ، وذلك من أجل حسم الأمر من جانب أب الأنبياء ، حيث ورد في " موقع / أسلام ويب " التالي بهذا الصدد (( .. سيدنا إبراهيم عليه السلام كان مسلما ، سؤالي هو : كيف يكون هناك ديانات يهودية ونصرانية بعد ذلك ، وهل هي ديانات أم رسالات ، وعندما يسألون في قبورهم عن دينهم ماذا سيجيبون ؟ وجزاكم الله خيراً .  الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعـد: فالإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله للبشرية وربط به هدايتهم ، وحكم على من ابتغى غيره من الأديان بالخسارة ، قال الله تعالى : وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ  {آل عمران:20} )) ، والأمر يتأكد أيضا في موقع أخر ، ويؤكد أسلاميته من جانب ، ثم ينفي أي علاقة للنبي أبراهيم باليهودية و المسيحية (( لقد اختلف الناس ودخلوا في جدال حول دين سيدنا إبراهيم عليه السلام فاليهود يدعون أنهم وحدهم أصحابه والسائرون على دينه والملتزمون بطريقه والنصارى مع قبولهم رأي اليهود ، إلا أنهم يعتبرونه تابعا لسيدنا المسيح عليه السلام  الذي جاء بعده ويختلفون في هذا مع اليهود وخلاصة القول أن اليهود يعتبرون سيدنا إبراهيم   يهوديا  والنصارى مسيحيا ، والقرآن يقول كلمته في من يدعون بدون علم  "  أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ / البقرة 140 " / نقل من  article-2011.blogspot.com/2011/09/blog-post_4897.html )) ، ولكن المسيحية لها رأي أخر حول النبي أبراهيم حيث .. (( يدعونه أبا للمسيح يعتبر أبراهيم أبا للمسيح ، يدعى إبراهيم في العهد الجديد أبًا لبني إسرائيل ( أعمال 13: 26) والكهنوت اللاوي (عب7: 5) وأبًا للمسيح (مت 1: 1)- وغلاطية (3: 16) وأبًا لكل المسيحيين كمؤمنين (غلاطية 3: 29- ورومية 4: 11) أما البركات التي بورك بها فقد وردت في العهد الجديد بأسماء متنوعة منها "الوعد" (رومية4: 13) "وبركة" (غلاطية3: 14) "ورحمة" (لوقا 1: 54-55) - "القسم" (لوقا 1: 73) "والعهد" (أعمال 3: 25) وقد قال المسيح أن إبراهيم رأى يومه وفرح (يوحنا 8: 56) ويذكر العهد الجديد إبراهيم كمثال للتبرير بالإيمان (رومية4: 3-11- 18) وكذلك ذكره كمثال للأعمال الصالحة التي بها أكمل الإيمان (يع 2: 21-23) وطاعة الإيمان (عب 11: 8-17) وقد أشار المسيح إلى مكانته السامية بين القديسين في السماء (مت 8: 11 ولو 13: 28- 16: 23-31)  .)) / نقل بتصرف من موقع سانت تكلا  ، ولو أخذنا الأمر منطقيا ، فعندما يكون الأب المجازي للمسيح أيمانيا مسلما / النبي أبراهيم ، لكان الأبن بالأيمان على دين أبيه ، أي لكان المسيح مسلما !! .. أن قضية أسلام النبي أبراهيم  أشكالية دينية ومعتقدية بالنسبة لليهودية و المسيحية وحتى بالنسبة للأسلام ، حيث أن النبي أبراهيم عاش قبل الأسلام بقرون ، وتشير بعض المصادر الى الأتي  ، " وفقًا للتاريخ الذي حسبه الأسقف اشر، أنه عاش حوالي سنة 1996-.?  ق م / نقل من موقع سانت تكلا " ، أي هناك فارق تأريخي قدره حوالي 25 قرنا بين الرسول محمد والنبي أبراهيم ، أضافة الى أختلاف الظروف الزمانية والمكانية والمجتمعية بينهما !!! ، خلاصة ، لا يشترك أو يجمع بين الرسول محمد والنبي أبراهيم أي عوامل مشتركة !! .

القراءة : 
أولا - أني أقرأ الأية  حسب مفهومي ، كما يلي : عندما كان الدين عند الله هو الأسلام ، لم نزل الأتبياء والرسل ، ولم كان هناك كتب سماوية ، كالزبور / النبي داؤود ، التوراة / النبي موسى ، كنزا ريا / يوحنا – يحي ، والأنجيل / المسيح ..، كان ممكن أن يختصر الامر كله بالقرأن وبالرسول محمد !! .
 ثانيا - وعندما يكون الدين عند الله هوالأسلام ، لما نزلت سورة أل عمران ، على سبيل المثال ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ 3 ) ، الأية تعترف بالتوراة والأنجيل ، ولم كان موسى أكثر الأنبياء ذكرا في القرأن ، وتعلل بعض المصادر ذلك ب ((  فلعل السبب في ذلك ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، في مجموع الفتاوى 12/ 9 ، قال : وثنى قصة موسى عليه السلام مع فرعون لأنهما في طرفي نقيض في الحق والباطل ، فإن فرعون في غاية الكفر والباطل حيث كفر بالربوبية وبالرسالة ، وموسى عليه السلام في غاية الحق والإيمان من جهة أن الله كلمه تكليماً لم يجعل الله بينه وبينه واسطة من خلقه ، فهو مثبت لكمال الرسالة وكمال التكلم ، ومثبت لرب العالمين بما استحقه من النعوت . / نقل من مركز الفتوى )) ، ولم كرم المسيح بأيات مميزة كثيرة منها ، ( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً ) مريم/33 ، ولم تذكر بهكذا أيات أنبياء ، لو كان الدين عند الله فقط الأسلام ! .
ثالثا - ولم بالتحديد كان النبي أبراهيم مسلما ، ومن هداه الى الأسلام ! علما أنه كان ((  .. يعبد الله ولم يكن  الله  لإبراهيم الإله الواحد فحسب بل كانت لأبراهيم معه علاقة شخصية وشركة روحية قوية (تك24: 14) ولذلك نال إبراهيم لقب "خليل الله" الذي ذكر في الكتاب ثلاث مرات (2 أخبار 20: 7 واش 41: 8 ويع2: 23) أما صفات الله التي نسبها إبراهيم إليه فهي : العدل (تك 18: 25) - البر (تك 18: 19) - الأمانة واللطف والحق (تك 24: 27)- الحكمة والرحمة (قارن تك 20: 6) .. / نقل من موقع سانت تكلا )) .
رابعا – تساؤل ، لم لم يسلم أدم ، وأسلم أبراهيم ، ما دام القرأن موجود منذ الأزل ، وفقا للأية " بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ " / البروج 21-22  ، فلو أسلم أدم لكان كل الأنبياء من بعده مسلمون ، وأنتهى الأمر ! ، خامسا - وسؤال أخر ، عندما أسلم أبراهيم ، ما هي الجدوى للأنبياء الذين أرسلوا من بعده / لأن الدين عند الله هو الأسلام  ، ومادام أبراهيم مسلم ، والدين هو الأسلام ، لم نزل القرأن على الرسول محمد ولم ينزل على أبراهيم ! وما دام الأمر هكذا لم لم تنزل أية ، مثلا " الانبياء والرسل مسلمون وخاتم الانبياء محمد " !! .
سادسا - (( .. أول من أسلم لمله الإسلام هو سيدنا إبراهيم ... وهو الذي أطلق أسم المسلمين على من يتبعها ... و مله سيدنا إبراهيم هي الإسلام .. وهى قبل جميع كتب الله المنزلة .. فمله الإسلام لم تبتدئ مع نزول الرسالة المحمدية.... مله الإسلام ابتدأت مع سيدنا إبراهيم ../ موقع أهل القرأن )) ، هنا جرد الرسول محمد من دوره في وجود ملة الأسلام ، ونسبت الى النبي أبراهيم ! ، ولكن أي كتب كانت في حقبة أبراهيم ، فالقرأن الذي هو كتاب الأسلام أكتمل خلال 23 عاما بعد البعثة التي أنتهت بوفاة الرسول (( .. فقد توفي النبي حين اشتد الضحى من يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة في يوم لم ير في تاريخ الإسلام أظلم منه ، قال أنس بن مالك عنه:  ما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله ، وما رأيت يوماً كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله .. / نقل من أسلام ويب )) ، أرى أن الأية تفتقر الى التوازن التأريخي ، فالقرأن نزل بعد النبي أبراهيم بحوالي ب 25 قرنا ! ، هنا أيضا يثار الكثير من التساؤلات ! مفادها ، من أتى بالأسلام ، النبي أبراهيم أم الرسول محمد ، فكل الدلائل تقول أن النبي أبراهيم هو البداية ، ولكن من جهة أخرى أن كل العقائد والكتب الدينية لم تشر الى أن النبي أبراهيم كان مسلما ، وأن كان الأمر هكذا ، لم لم تنزل على النبي أبراهيم ، سورة أل عمران أية 19 ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ) ! ما دام هو الذي أوجد ملة الأسلام .

كلمة : 
 من " السياق المنطقي المعلوماتي والمعرفة البديهية " للأية ، أرى أنها لا تتطابق ولا تتلاقى مع كل العقائد الدينية ، اليهودية والصابئية والمسيحية .. ، فأما أن نقر بأن كل قرائن الأديان المذكورة ولاهوتها غير دقيق ، وهذا أيضا مخالف للقرأن الذي يعترف بباقي الاديان ! ، وأما أن نعترف بأن القرأن جانب الصواب والمنطق وكل الحقائق للعقائد الدينية الأخرى ، من هذا ، أرى أن الأية خارجة حتى عن باقي النصوص القرأنية الأخرى ، وهذا أشكال بنيوي للنص القرأني ! .   




306

                           قراءة حداثوية .. لقصة زواج الرسول من زينب بنت جحش

المقدمة :
      القصة متداولة في المراجع الأسلامية نصوصا وأحاديث وروايات ، وليس لي من أضافات في كل ما سرد من روايات وقصص حول هذا الموضوع ، وانا لست بمبتدع روايات مستجدة حولها !! ، ولكني سأدلو بدلوي في هذا الشأن ، شأني شأن أي محلل أو كاتب أو مطلع أو قارئ أو باحث / سمني ما شئت !! ، وأن ذكرت بعضا من احداث القصة / الموضوع ، فأنما وروده سرد من أجل أكتمال حيثيات القصة ، وما يهمني هو قراءتي الحداثوية للقصة .

النص :                                                                                                                                     أولا - في أول الأمر ، وكتمهيد للقراءة الحداثوية للموضوع ، لا بد لنا أن نوضح أن زينب بنت جحش ، هي أبنة عمة الرسول ( ولدت زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة قبل الهجرة النبوية بـ 33 سنة ، وقد كان اسمها بَرَّة ، فسماها النبي زينب ، وتُكنّى بأم الحكم . أبوها جحش بن رئاب الأسدي كان حليفًا لسيد قريش عبد المطلب بن هاشم ، ويبدو أنه لم يدرك الإسلام ، أما أم زينب فهي أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي محمد ، ولا تذكر المصادر أن أمها أسلمت  ، ولزينب من الإخوة عبدالله الذي كان من المسلمين الأوائل ، وقتل يوم أحد  ، وعبيد الله الذي هاجر مع زوجته أم حبيبة إلى الحبشة في هجرة المسلمين الأولى ، ثم ارتد عن الإسلام واعتنق المسيحية وبقي بالحبشة ، وأبي أحمد أحد السابقين في الإسلام .. / نقل بتصرف من الويكيبيديا ) ، وكانت زينب متزوجة من الصحابي زيد بن حارثة ، أبن الرسول محمد بالتبني ( .. كان زيد بن حارثة في أول أمر الإسلام ابناً للنبي محمد بالتبنِّي ، وكان يُدعى " زيد بن محمد " ، وقد زوَّجه النبي ابنة عمته " زينب بنت جحش " ، فلمَّا أبطل الله تعالى التبنِّي نُسب زيدٌ لأبيه حارثة  ، ودعي بعد ذلك ب " زيد بن حارثة .."  / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) . ثانيا -  طلق زيد زينب وتزوجها الرسول بعده /  لمعرفة زيد أن الرسول وقع في هواها ، وذلك لغاية محددة مشخصة وهي ألغاء عادة التبني ، التي كانت منتشرة في المجتمع الجاهلي وأستمرت العادة بعد الدعوة المحمدية أيضا ، وهذا ما يدعيه ويؤكده جمهور وفقهاء المسلمين والمراجع الأسلامية !! وهذا الأمر مطروح في الكثير من النصوص التي تملأ المراجع والكتب والتفاسير ، لا أرى من داع لتكرار ذكرها ، ثالثا – المهم في هذا الموضوع هو طرح الفكر الحداثوي لهذه " القصة " ، مسردا كقراءة بعد مضي أكثر من 14 قرنا على وقوعها !! ، وهذا الذي سأتناوله في الأتي .

القراءة :
1- أرى أولا ان ميل الرسول لزينب كان نتيجة لواقعة معينة وهي واقعة أنسانية بشرية شعورية حسية عاطفية ، ولا أرى من تضخيم وتفعيل للأمر من أن زينب كانت للرسول من قبل ، والأمر مثبت في اللوح المحفوظ ، والذي ورد ذكره في كثير من المواقع منها / الأسلام سؤال وجواب (( إن الله يعلم أن زواج زيد بزينب لن يستمر إلا سنة واحدة ثم يتزوجها الرسول محمد ، وما قاله  القرطبي رحمه الله  :قال ابن العربي : فإن قيل : لأي معنى قال له أمسك عليك زوجك ، وقد أخبره الله أنها زوجُه ؟ )) ، وغير هذا الكثير من الروايات والقصص والاحاديث ، أنا شخصيا لا أميل لها ، ولكني أميل الى الأحساس والشعور والرغبة الذي وقع لدى الرسول تجاه زينب ، عندما شاهدها  وهي في " وضع خاص " أختلفت الروايات فيه ، وما يؤكد ذلك الروايات التالية ، وهذا بعضا منها / نقلت بتصرف من موقع حراس العقيدة (( وفي رواية ذكرها ابن جرير في تفسيره قال : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : كان النبي قد زوّج زيد بن حارثة زينب بنت جحش بنت عمته ، فخرج رسول الله يوماً يريده وعلى الباب ستر من شعر ، فرفعت الريح الستر فانكشفت و هي في حجرتها حاسرة ، فوقع إعجابها في قلب النبي ، فلما وقع ذلك كرهت الآخر- تفسير الطبري 22 / 13 .. وفي رواية أخرى ذكرها القرطبي في تفسيره قال مقاتل : زوّج النبي زينب بنت جحش من زيد فمكثت عنده حيناً ، ثم إنه أتى زيداً يوماً يطلبه ، فأبصر زينب قائمة ، و كانت بيضاء جميلة جسيمة منأتمّ نساء قريش ، فهويها وقال : سبحان الله مقلب القلوب ، فسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد ، ففطن زيد فقال : يا رسول الله ائذن لي في طلاقها ، فإن فيها كبراً ، تعظم عليّ و تؤذيني بلسانها ، فقال : أمسك عليك زوجك واتق الله ، و قيل : إن الله بعث ريحاً فرفعت الستر و زينب مُتَفَضَّله في منزلها ، فرأى زينب فوقعت في نفسه ، وقع في نفس زينب أنه وقعت في نفس النبي وذلك لما جاء يطلب زيداً ، فجاء زيد فأخبرته بذلك ، فوقع في نفس زيد أن يطلقها - تفسير القرطبي  14/190 .. رواية ثانية عند القرطبي ، قال ابن عباس : وتخفي في نفسك : الحب لها  وتخشى الناس  أي تستحييهم وقيل : تخاف وتكره لائمة المسلمين لو قلت طلقها ، ويقولون أمر رجلا بطلاق أمرأته ثم نكحها حين طلقها - تفسير القرطبي ج 41 ص 190 .. وفي رواية أخرى : قال ابن إسحاق : مرض زيد بن حارثة فذهب إليه رسول الله يعوده و زينب ابنة جحش امرأته جالسة عن رأس زيد ، فقامت زينب لبعض شأنها ، فنظر إليها رسول الله وسلم ثم طأطأ رأسه ، فقال : سبحان مقلب القلوب والأبصار ، فقال زيد : أطلقها لك يا رسول الله ، فقال : لا ، فأنزل الله عز وجل ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه) ...إلى قوله { وكان أمر الله مفعولاً } . تعدد نساء الأنبياء و مكانة المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام ، اللواء أحمد عبد الوهاب - ص 68 .. )) ،
2-  وتأسيسا على ما سبق وبما أن الرسول كان بشرا عاديا ،     (  قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا  ، / 110 سورة الكهف  ) ، وكذلك ما جاء في الحديث التالي الذي نصه كما يلي :                           ( حدثنا عثمان قال  حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال صلى النبي قال إبراهيم لا أدري زاد أو نقص فلما سلم قيل له يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء قال وما ذاك قالوا صليت كذا وكذا فثنى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم سلم فلما أقبل علينا بوجهه قال إنه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به ولكن إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم يسجد سجدتين / نقل من موقع المكتبة الأسلامية ) ، هذا الأمر يشير الى أن الرسول بشرا عاديا مثلنا يهوى ، حاله حال البشر ، وما حدث مع زينب كان نتيجة لأن الرسول كان بشرا عاديا  يهوى كأي فرد عاد !!
3- ولكن الغريب في الأمر قصة دخوله  على زينب !! وأن الله هو الذي زوجه أياها ، وكان الله هو ولي أمرها ، وأرى أن هذا الأمر به مبالغة ربانية ألهية ، فكيف لله الواحد أن يقوم بألغاء التبني ( بنوة الرسول لزيد ) وبأعمال التطليق ( طلاق زينب من زيد ) وأن يقوم بأمور التزويج ( زواج الرسول من زينب ) وأن يكون ( وكيلها ) ، هذه أمور بشرية عرفية دنيوية !! وليس من أمور الخالق !! ففي موقع الدرر السنية / نقل بتصرف (( .. أن الله هو الذي تولى تزويجها : وهذا ثابت في قوله تعالى:  فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا / الأحزاب: 37 ، فهذه الآية تدل على أن الذي زوج النبي بزينب هو الله .  وترتب على هذا الفضيلة : أنه لم يحصل في زواج زينب شيء مما هو معتبر في النكاح من ولي وصداق وشهود . قال ابن القيم : ( ومن خصائص زينب أن الله كان هو وليها الذي زوجها لرسوله من فوق سماواته ) ، قال الشوكاني : ( دخل النبي على زينب بغير إذن ولا عقد ولا تقدير صداق ولا شيء مما هو معتبر في حق النكاح في حق أمته ) ونزل القرآن وجاء الرسول  ودخل عليها بغير إذن . ولهذه الفضيلة كانت زينب تفتخر على نساء النبي وتقول : زوجكن أهليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات  .وفي رواية : إن الله أنكحني في السماء .. ))
 4-  هذا الأمر الذي جعل عائشة أن تلمح للرسول ، أن الله بمعنى .. يلبي لك ما تهوى وما ترغب !! ، وقد جاء في موقع مركز الفتوى (( .. فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما أن عائشة قالت : كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن للرسول ، وأقول : وتهب المرأة نفسها ! فلما أنزل الله :  تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ /  الأحزاب:51 ، قالت : قلت : والله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك . واللفظ لمسلم.  فهذا هو سبب قول عائشة لزواجه من زينب . ومعنى قول عائشة ذلك : أن الله يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور ، ولهذا خيره ويسارع في هواه أي رضاه ، كما قال ابن حجر.. )) ،           
 5 - ورجوعا لدور الله في التطليق والخطبة والتزويج و.. ، التي ذكرت في أعلاه ، فلم يرد من أسماء الله الحسنى      (( .. أسماء الله الحسنى التسعة و تسعين اكتسبت اسمها من الآية 180 في سورة الأعراف حيث يقول الله عز و جل في القرآن الكريم : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَاَ ) ، و في أحد الأحاديث ورد أن لله 99 اسم و أن الذي يحفظها يدخل الجنة / نقل بتصرف من موقع  www.eslam.de/arab )) .. من أسم يفيد أن الله هو  :          " المزوج " و " المطلق " و " الخاطب " .. / أذا صحت الألفاظ لغويا !! . 6 – الملاحظ أيضا أن كل فعل أو حدث للرسول يقابله رد فعل من الله ، ورد الفعل هذا يتمثل بوحي يحمل أية للرسول وفق الحدث أو الواقعة أو مواز للفعل ! . 7 – كأن القرأن في الكثير من نصوصه نزل بشؤون وأمور شخصية عائلية للرسول من تطليق وزواج ، وكذلك كما في تبرئة عائشة / حادثة الأفك ، سورة النور ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ  لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيم .. ) .

الخاتمة :
    ختاما ، وأضافة لكل مما سبق سرده وبيانه وقوله من القراءة الحداثوية للقصة ، ساهم الدعاة ورجال الأسلام ، من جانب أخر ، في التهويل المفرط في تضخيم القصة ، على أنها فعل رباني آلهي ، وهذا ما بينه مثلا الداعية المصري المتولي الشعراوي ، بكلمات مبتذلة وأسلوب يستهزأ به بعقول البسطاء من عامة الشعب المغيب فكريا ودينيا ، وذلك في تسجيل له على الفيديو بعنوان " الرياضة الإيمانية في قصة زينب ومحمد " من الممكن مشاهدته على YOU TUB .. أرى أن الأمر عامة فاق القابلية العقلية في طرح سيل من الغيبيات واللامعقول والتجني على مقام الله في تكييف أمر زواج الرسول بزينب ، كان من المنطق أن تكون الواقعة عادية ، على أساس أن الرسول وقع في هوى زينب وانتهى الأمر ، دون الدخول في اللامنطق من وعود الله بتطليقها ومن ثم بتزويجها للرسول .. من أجل القضاء على عادة التبني !! ، وهل إلغاء التبني كان يحتاج بالضرورة إلي زواج الرسول من زوجة ابنه بالتبني ؟ ألا يكفي أن يأتي الوحي بنص قرآني من الله يحرّم فيه التبني دون الحاجة إلي تزويج الرسول بزينب بنت جحش للرسول !! .




307

                     قراءة في " تغيير النصوص القرأنية خلال مدة أكتمال القرأن "




المقدمة :
   ليس من نص نهائي ثابت ومطلق وتام ، لأن كل ما في الحياة في وضع متغير تبعا لتبدل الظروف وتغير المكان وتبدل التقاليد المجتمعية وأخيرا التطور والتقدم العلمي .. ، وحتى نصوص النظريات العلمية الكبرى ل داروين وأينشتاين وفرويد .. ، جرى عليها التعديل والتصحيح ، وصوب منطقها تبعا للتقدم العلمي والتطورالمعرفي  للحياة الأنسانية ، والنص القرأني يدور وفق ما ذكر من محاور ألا ما يخص بعض النصوص العقائدية كالصوم والصلاة .

النص :
فعلى مدى مدة أكتمال القرأن المختلف عليها ( مدة نزول القرآن ، اختلف العلماء في تحديد مدة نزول القرآن على الرسول وهي ثلاث روايات :
 1. أنها ثماني عشرة سنة . روي هذا القول غير المشتهر عن الحسن . وأنه كان يقول ذكر لنا أنه كان بين أوله وآخره ثماني عشرة سنة. وأنه أنزل على الرسول ثماني سنين في مكة قبل الهجرة وعشر سنين بعدها . وهو قول ضعيف ينتج عنه أن الرسول توفي عن ثمان وخمسين سنة وهو ما لم يقل به أحد . ولذا قال ابن عطية عن هذا القول: "وهذا قول مختل لا يصح عن الحسن والله أعلم" .
 2. أنها عشرون سنة: روي عن ابن عباس ، وعكرمة ، والشعبي وقتادة ، واختاره ابن جزي الكلبي .
 3. أنها ثلاث وعشرون سنة . وهو قول الجمهور ./ نقل من موقع المكتبة الشاملة ) ، نلاحظ تغيير في منطوق الكثير من النصوص ، فلو أخذنا مثلا شرب الخمر ، فنرى أن هذا النص مر بثلاث مراحل رئيسية ، المرحلة الأولى : فوفق سورة النحل أية 67
"  ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون " / وفي موقع مركز الفتوى يفسر الأية كما يلي ((  ومن ثمرات النخيل والأعناب )  يعني : ولكم أيضا عبرة فيما نسقيكم ونرزقكم من ثمرات النخيل والأعناب )   تتخذون منه  والكناية في ( منه ) عائدة إلى " ما " محذوفة أي : ما تتخذون منه ، ( سكرا ورزقا حسنا ) قال قوم : " السكر " : الخمر ، و " الرزق الحسن " : الخل ، والزبيب ، والتمر والرب ، قالوا : وهذا قبل تحريم الخمر . وإلى هذا ذهب ابن مسعود ،وابن عمر ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، ومجاهد ، وقال الشعبي : " السكر " : ما شربت و " الرزق الحسن " : ما أكلت . وروى العوفي عن ابن عباس : أن " السكر " هو الخل ، بلغة الحبشة . وقال بعضهم : " السكر " النبيذ المسكر ، وهو نقيع التمر والزبيب إذا اشتد ، والمطبوخ من العصير ، وهو قول الضحاك والنخعي ومن يبيح شرب النبيذ ، ومن حرمه يقول : المراد من الآية : الإخبار لا الإحلال . [ ص: 29 ]  وأولى الأقاويل أن قوله : تتخذون منه سكرا ،  منسوخ ، روي عن ابن عباس قال : " السكر " [ ما حرم ] من ثمرها ، و " الرزق الحسن " : ما أحل ، وقال أبو عبيدة : " السكر " : الطعم ، يقال هذا سكر لك أي : طعم )) .. خلاصة التفسير أن الخمر كان محللا ، وكانوا المسلمون يشربون نقيع التمر والزبيب كباق العرب قبل الدعوة المحمدية ، وأستمر المسلمين في شرب الخمر في عهد البعثة المحمدية ، المرحلة الثانية : ولكن الأمر فقد السيطرة عليه ، وقاموا المسلمون  يحضرون / يؤدون ، الصلاة وهم سكارى مترنحين ، لهذا تغير النص وفق الحال والظرف والفعل المجتمعي ، فنزلت الأية " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا / 43 سورة النساء " ، وفي موقع الأسلام سؤال وجواب ، يفسر الأية كما يلي : (  هذه الآية تمثل مرحلة من مراحل التشريع الإسلامي في التدرج في تحريم الخمر ، فكان التحريم فيها مؤقتاً بوقت الصلاة ، وكانوا يشربونها في غير أوقات الصلاة ، ثم نزل بعد ذلك التحريم النهائي والقطعي للخمر  . ) ،  المرحلة الثالثة : فوفق الأية التالية " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ / .سورة المائدة " وتفسيرها حسب الموقع التالي :   quran.ksu.edu.sa/tafseer/.../sura5-aya90.html ( يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله ، إن الخمر التي تشربونها ، والميسِرَ الذي تَتَياسرونه ، والأنصاب التي تذبحُون عندها ، والأزلام التي تستقسمون بها  " = رجْس  "، يقول : إثم ونَتْنٌ سَخِطه الله وكرهه لكم =" من عمل الشيطان "، يقول: شربكم الخمر ، وقماركم على الجُزُر ، وذبحكم للأنصاب ، واستقسامكم بالأزلام ، من تزيين الشيطانِ لكم ، ودعائه إياكم إليه ، وتحسينه لكم ، لا من الأعمال التي ندبكم إليها ربُّكم ، ولا مما يرضاه لكم ، بل هو مما يسخطه لكم  ="   فاجتنبوه "، يقول : فاتركوه وارفضوه ولا تعملوه (1) =" لعلكم تفلحون "، يقول : لكي تنجَحُوا فتدركوا الفلاحَ عند ربكم بترككم ذلك .. ) وأراها ليس تحريما ، بل هي رجس ثم أجتناب ، ولو كانت حراما لحرمها بشكل واضح وجلي ، .. مما سبق نرى تطورا ، ممكن أن نطلق عليه تطورا مرحليا ، تحليل الخمر ، فلا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ، ثم أخيرا مرحلة الأجتناب ، فمنطقيا الأمر مقبول بالنسبة لمقتضيات الصلاة وأحكامها .

القراءة :                                                                                                                     1- كل حال يزول ، وليس من نص ثابت ودائم ونهائي ، فالتطور والتغير يقود الى أستحداث وضع وفعل ومعنى أخر للنص القرأني ، وهذا الأمر أو الموضوع مطروق أسلاميا أيضا ، ففي موقع موسوعة النابلسي / وفي شرح " سورة التكوير" للدكتور محمد راتب النابلسي " إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ*وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ *وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ *وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ *وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ *وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ *وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ *وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ *بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ *وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ *وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ *وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ *وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ *عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ " ، يبين الدكتور الأتي .. ( أنا واللهِ أتمنى على كل واحد من الأخوة الحاضرين أنْ يفكر تفكيراً جدياً بعمل صالح يلقى الله به ، أما أنْ يعيش الإنسان ليأكل ، يقولون : نحن نعيش كغيرنا ، فهذه السورة فيها أخطر انقلاب في الكون ، كل شيء يتبدَّل ، وكل حال يزول ، في هذا اليوم لا بد أن نصل إليه .. ) ، الدكتور النابلسي ينتهي بأن لا شي باق على حاله ، لذا أرى أن نراعي هذا في النصوص لكي تتوافق وتتلائم مع الوقت الحاضر.
2 - خلال 18 / 23 سنة ، مدة أكتمال القرأن تغير حال شرب الخمر ، الى ثلاث مراحل رئيسية ، فكيف وضع أيات مضى عليها 1400 عام ، سوف يقال أن الرسول قضى وأن أي نسخ أو تغيير يجب أن يكون بوحي ، والجواب هل الخليفة عمر بن الخطاب عندما ألغى ( سهم المؤلفة قلوبهم ) و ( ألغى حد السرقة / قطع اليد في عام الرمادة ) كان الرسول حيا !! الجواب لا . 3 - وهل قطع يد السارق هو العقاب الملائم بعد 1400 عام ، كما جاء في سورة المائدة :  " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم  ( 38 ) فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم  ( 39 ) ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير ( 40 ) " ففي موقع أسلام ويب ، يبين (  يقول تعالى حاكما وآمرا بقطع يد السارق والسارقة ، وروى الثوري عن جابر بن يزيد الجعفي عن عامر بن شراحيل الشعبي أن ابن مسعود كان يقرؤها : " والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما " .) ، أني لأتعجب من حكم الله وهو الغفور الرحيم السلام من أن يأتي بهكذا حكم ، وأن سلمنا جدلا بهكذا حكم في زمن البعثة المحمدية ، فهل هكذا حكم يستوي قي القرن 21 !! .

الخاتمة :
     أما أن الأوان لطبقة رجال الدين أن توقف العمل أو تبطل نصوص ، سجل حراكها ، وصمة عار في جبين الأنسانية ، أضافة الى تهميشها للعقل البشري ، كأرضاع الكبير والرجم وقطع يد السارق والتكفير وقتل المشركين وكارثة " أن الدين عند الله الأسلام " .. والقائمة تطول ، أليس من متنور - خاصة في مؤسسة الأزهر الذي يعتبر حاضنا لهذه النصوص الماضوية الظلامية ، أن يرفع علم الحق والأنسانية والعقل والمنطق والعدل والحكمة والعلم ، فوق نصوص ماضوية أصبح وجودها مادة رئيسية لترهيل العقل البشري ، ليوقفها من أجل حياة بلا أرهاب وبلا دم !! .

308

                                   قراءة عقلانية للأيات القرأنية 
" عقول الموتى لا يمكن أن يخلقوا فكرا حرا ، أنما الأفكار تخلق من عقول تنيرها مشاعل الحرية " / كاتب المقال   
المقدمة :                                                                                                                                       قبل الخوض في النص ، لا بد لنا أن نعرج قليلا على مفهوم العقل ، فالعقل يفسر على أنه " عملية معالجة المعلومات ونشاطها في المخ ، والعقل هو ذلك الاسم الذي نطلقه على عملية التفاعل التي تحدث بين النفس والروح وهى عملية التفكير ، فالعقل بذلك لا يمثل أو يساويها ولكن يمثل العامل المنظم للشخصية ويمثل الكينونة في حد ذاتها ، ولكن العقل يبدو كظاهرة مزاجية متغيرة تعتمد أساساً على المثير الذي يصل إليها من البيئة الخارجية أو الداخلية . (*1) " ، أما العقل لغة فهو " الحِجْر والنُّهى ضِدُّ الحُمْق ، والمَعْقُول : ما تَعْقِله وتدركه بقلبك ، والعَقْلُ : التَّثَبُّت في الأُمور ، وسُمِّي العَقْلُ عَقْلاً لأَنه يَعْقِل صاحبَه عن التَّوَرُّط في المَهالِك أَي يَحْبِسه ، فالعاقِلُ هو الذي يَحْبِس نفسه ويَرُدُّها عن هواها ، وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً : فَهِمه ، والعقل : المنع ، لمنعه صاحبه من العدول عن سواء السبيل . (*2) " .
النص :                                                                                                                الموضوع ليس موضوعا لغويا ، أنه موضوع يتعلق بالحكم على الأشياء من خلال " العقل " ، ولكي ندخل الى صلب الموضوع ، لا بد لنا أن نأخذ نموذجا لغرض القياس ، وأرتأيت أن أسرد موضوع ( زواج الرسول من زينب بنت جحش ) ، كنموذح للقياس ، الذي سرد من خلال عدة روايات ، كعادة الموروث الأسلامي ، أخترت أحدها :                                                                                                                      1. رأى النبي زينب بنت جحش / وهي بنت عمته ، و قال : " سبحان الله مقلب القلوب " ، وأصل الواقعة (  يُروىَ أن النبي ، أتى زيدًا ذات يوم لحاجة فرأى زينب فوقعت في نفسه وأعجبه حسنها فقال : سبحان الله مقلب القلوب . فأخبرت زينب زيدًا بذلك ففطن له فكرهها وطلقها بعد مراجعة النبي ، وقوله : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ " / نقل من الموقع التالي  islam.webservices.tv ) .                                                                                                         2 . ولكي تبرر الواقعة معتقديا ، أي زواج الرسول من زينب فيما بعد ، نزلت الأية التالية ، ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً / الأحزاب : 37  ) .                                                                                                               3 . ثم كان الحدث التالي ، وهو وقوع أمر تحريم التبني ، وفي ذات السورة ، وذلك حتى يتم الأمر بشكل ألهي ، فقد جاء في موقع أسلام ويب - مركز الفتوى التالي (  فإن تحريم التبني كان في السنة الخامسة ، وقيل في السنة الرابعة ، وهي السنة التي وقعت بها غزوة الأحزاب وزواج النبي بأم المؤمنين زينب بنت جحش ، فلما تزوجها تكلم المنافقون فقالوا : " تزوج محمد زوجة ابنه " . فأنزل الله الآيات المبطلة للتبني في قوله تعالى : مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا / الأحزاب : 40) .                                                         4 . وقد تفاخرت زينب بنت جحش بزواجها من الرسول ، وقد روى البخاري في صحيحه ( برقم  7420 ) : أن زيداً جاء يشكوا زوجته ، فجعل النبي يقول : اتق الله وأمسك عليك زوجك ، قالت عائشة : لو كان الرسول كاتماً شيئاً ، لكتم هذه ، فكانت تفخر / زينب ، على أزواج النبي ، تقول : زوجكن أهاليكن ، و زوجني الله من فوق سبع سماوات .. وهذا أنحراف فكري أخر ، فهل يعقل أن الله من مهامه : أن يطلق ويزوج البشر !! .
القراءة :                                                                                                                                         أولا - وفق المعتقد الأسلامي أن القرأن ثابت ، موجود ومحفوظ منذ الأزل ، لم يمسسه أي تغيير ، وذلك وفق الأية التالية " ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيد ( 21)  فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ) 22 / سورة البروج " .                                                 ثانيا -  وتفسير الأية وفق الطبري (*3 ) كما يلي / نقل بتصرف : (( وقوله:  فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ، يقول تعالى ذكره : هو قرآن كريم مُثْبَت في لوح محفوظ . وقد حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا يحيى ، قال : ثنا سفيان عن منصور ، عن مجاهد ( فِي لَوْحٍ ) قال : في أمّ الكتاب . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة    ( فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) عند الله . وقال آخرون : إنما قيل محفوظ لأنه في جبهة إسرافيل ، ذكر من قال ذلك : حدثنا عمرو بن عليّ ، قال : سمعت قرة بن سليمان ، قال : ثنا حرب بن سريج ، قال : ثنا عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك ، في قوله : بلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ  فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ، قال : إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله ، بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ  فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ، في جَبْهَة إسرافيل . )) .                                                                                ثالثا -  ليس من المنطق والعقلانية ، أن يكون القرأن ، محفوظ لدى الله " في لوح محفوظ "  ، وذلك لأن العقل لا يمكن أن يتقبل هكذا أمر ، هل يعقل أن نفهم أن كل هذه التغييرات كانت مكتوبة عند الله ، من زواج زيد بن محمد من زينب بنت جحش ، ثم وقوع الرسول في هواها ، فتطليق زيد لها " بعد قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً " ، ومن ثم نزول الأيات في سورة الأحزاب تباعا وبما يتفق مع الرواية !! ، أن العقل يرفض وينهي عن هذا التسلسل الزمني الماضوي للأحداث ، لأنه غير عقلاني .                                                                                                                                     رابعا -  أرى أن الأيات القرأنية هي نتاج الواقع والأحداث ، ولا يمكن أن تكون الأيات " في اللوح المحفوظ " ، منذ الأزل ، أن التفكير الأنساني عامة يتأثر بالمتغيرات الخارجية والداخلية وفق العوامل الزمنية والظرفية بأختلاف المواقع وتغيير المكان ، والعقل ينهي عن قبول أو أستيعاب هكذا معطيات ليست منطقية للأحداث .                                                                            خامسا - من الضروري تحرير العقل من الأصل القديم ، خاصة الأصل الديني ، وبنفس الوقت ليس من العقلانية بمكان أحلال هذا الأصل بأصل أخر ، ونكون بهذا قد رجعنا مرة أخرى الى نقطة البداية  ، والنتيجة ستكون نفسها أي تقييد أخر للفكر .                                                                                                                                        سادسا -  التفكير الديني فرض على المسلمين مبدأ " القولبة " ، وهذا عملا غير عقلاني ! ، لأنه لا يمكن قبول الحقائق على أنها أزلية ، والعقل يفرض على تفكيرنا بأنها نتيجة أحداث ووقائع وقعت في حينها ، وكان لها ظروفها الخاصة ومعطياتها المحددة التي حدثت بزمن وظرف ومكان معلوم ومحدد .                                                    ثامنا - العقل الماضوي ، الأسلامي  خاصة ، أوقع الفكرعامة في مهاوي وتهالك ومنعرجات لا نهاية لها ، مما أثر على عقل الفرد ، وأنعكس هذا كله على صورة المجتمع عامة  ، كل ذلك بنهج وهابي متطرف ، ويقود هذا الأمر رجال وشيوخ ودعاة الدين ، ويقف في مقدمتهم شيوخ السعودية ، الذين يفكرون بمنهج ديني ماضوي ، قد قضت دلالاته وأنزوت معتقداته ، معتقدات أرهبت ليس فقط الذين يدينون بغير الأسلام ، أي حسب فكرهم الكفرة ، بل أرهبت المسلمين أنفسهم من غير المذاهب !! .                                                                                                  تاسعا - شيوخ الأسلام ، وضعوا غشاوة على عيون المسلمين ، وحجروا على تفكيرهم ، ولكن العقل لا زال يعمل ، وسوف ينتفض العقل فكرا حرا ، محطما الأصنام الماضوية عند أول حراك !                                               
--------------------------------------------------------------------------------------------------------                                                                                                   
(*1) نقل المفهوم من الموقع التالي  www.abahe.co.uk  .                                                                                    (*2) نقل من موقع موقع التزكية .                                                                                                              (*3) نقل بتصرف من الموقع التالي  quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura85-aya22.html .


             


309
                                    قراءة في أزمة فهم النص القرأني

المقدمة :
    أرى إن معظم قارئي النصوص القرأنية ، يصنفون كما يلي : أولا - يقرأون دون أن يفهموا معظم ما يقرأون ، عدا بعض الكلمات الدارجة أو المتداولة ، وهولاء هم الغالبية ، خاصة من الجنسيات غير العربية ! ، ثانيا – يقرأون ويفهمون من بعض ما يقرأون اليسير ، ثالثا – يقرأون ولا يرغبون أن يفهموا ما يقرأون / بكامل أرادتهم ، وذلك لأعتبار القراءة أمر مفروض عليهم فرضا ، رابعا – يقرأون ولا يستطيعوا أن يفسروا أو أن يفهموا معظم ما يقرأون ، خامسا – الشيوخ  / ومن لف لفهم ، يقرأؤن ويعرفون ما يقرأون ، ويؤمنون بما يقرأون ، ويعتبرون أن ما يقرأونه هو برنامج حياة ، سادسا – مفكرون يقرأون ويرون أن بعضا من ما يقرأون يشكل شرخا أنسانيا على باقي المكونات البشرية من غير المعتقدات ، مع أعتبار أن المقروء خارج نطاق الزمن !! .

النص :
في هذا البحث سأورد بعض النصوص التي تصعب على القارئ فهمها ، من ثم سأسرد قراأتي الخاصة للبحث ، مع خاتمة ، من وحي هذه النصوص التالي : (( الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) ( 1-7 سورة الحاقة ))  ، (( وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ﴿١﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ﴿٢﴾ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴿٣﴾ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴿٤﴾ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ ﴿٥﴾ خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ ﴿٦﴾ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴿٧﴾ إِنَّهُ عَلَى  رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴿٨﴾ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ﴿٩﴾ فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ﴿١٠﴾ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴿١١﴾ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴿١٢﴾ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ﴿١٣﴾ وَمَا هُوَ بالهزل  ﴿١٤﴾ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ﴿١٥﴾ وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴿١٦﴾فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴿١٧﴾  1-17 سورة الطارق )) ، () إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كيدا ) 16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17 ، 1 سورة الشمس )) ، كذلك في بحث لعبد المجيد السنيد / جريدة لبيان الأماراتية - بين أكثر من " مائة كلمة قرآنية يخطئ في فهمها بعض الناس " فيما يلي بعضا منها :
سورة النساء : 43 ١٢ ) " أو جاء أحد منكم من الغائط" : الغائط هنا هو مكان قضاء الحاجة وليس الحاجة المعروفة نفسها , وقد كنى الله عن الحاجة بمكانها ، وإلا فمجرد إتيان مكان الحاجة ليس موجبا للوضوء .)
سورة أبراهيم : 22 ٣٧) "  ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ " : أي لست بمغيثكم ومنقذكم ، وليس معناها مناديكم من الصراخ والنداء  .) ، سورة طه : 18 ٥٠  ) " وأهشّ بها على غنمي " : أي أضرب بعصاي الشجر فتتساقط الأوراق لتأكل منه الغنم ، وليس المراد بالهش : التلويح بالعصا للزجر )  ، سورة الزخرف : 84  (  وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله " : أي أنه سبحانه إله من في السماء وإله من في الأرض يعبده أهلها وكلهم خاضعون له ، وإلا فهو سبحانه فوق سمواته مستوٍ على عرشه بائن من خلقه جل في علاه .) .

القراءة :
1 - الدين ، أذا كان برنامج حياة ، كما يقول الأخوان المسلمون ، وغيرهم ، فيجب أن يكون كالحياة ، سهل سلس ، موجه للعامة قبل الخاصة لا يحتاج الى وسطاء ، لكون الوسطاء كالشيوخ / مثلا ، في بعض الأحيان يستخدموه / الدين ، حسب أهوائهم ومصالحهم الخاصة ، فيكون الدين دين الشيوخ وليس دين العامة .
2 – من جانب أخر ، ماهي جدوى الدين أذا كان عامة أتباعه يجهلوه ، كيف يتعبدون بطقوسه وهم يجهلون أسسه وأركانه وعقائده !! ، أضف الى ذلك ، كيف يكون الدين دينا ، أذا كان يحتاج وسيط لنقله الى الأخرين .
3 - وأذا كان الدين كذلك ، أي موجه الى طبقة معينة ، هم الذين يفهموه ، وهم الوسطاء في توصيله للأخرين ، فأذن الوسطاء سيكونون هم المتحكمين به ، وسيتحول أذن من دينا عاما الى دينا طبقيا .
4 – أن اللغة التي جاءت بها النصوص ، هي نصوص لغوية مطلسمة في الكثير من مقاطعها ، وكان يصعب على أهل تلك الحقبة فهمها فكيف لمسلمي اليوم أن يفهموها ، أن الدين لم يفهموه معاصروه ، في بداية الحقبة المحمدية
فكيف يفهموه مسلمي اليوم ، والأمية منتشرة فيهم !! وبعضهم بالكاد يقرأ .
5 – من ناحية أخرى ، حتى أن أصحاب الرسول كانوا يجهلون الكثير من لغة هذه النصوص ، " ففي تفسير ابن كثير اقرأ في سورة ( عبس ) يقول إبراهيم التيمي ، جاء رجل الى ابي بكر الصديق صاحب رسول الله فقال له : إن الله عزوجل يقول  ( وَفَاكِهَةً وَأَبًّا )  فما هو " أبا " ياخليفه رسول الله ، قال : لاأدري قالها مباشره ، قال : إذا أنت لاتدري من الذي يدري أنت الخليفه ولا تعرف هذه الأيه فقال ابوبكر: أي سماء تظلني واي أرض تقلني" يعني تحملني " أن تكلمت في دين الله فيما لا أعرف لاحظ استعظام الأمر / نقل من الموقع التالي  www.traidnt.net  " ، وهذه مشكلة كبرى ، فأذا كان رفاق الرسول لا يدرون تفسير بعض المفردات ، وهم معاصروه ، فكيف الحال ، مع الذين جاءوا بعد الرسول ب 1400 عام !! .

خاتمة :
    ستبقى أزمة فهم لغة النص القرأني فاعلة ، وستبقى النصوص معظمها عن العامة غائبة بمعانيها ومقاصدها ومفاهيمها وتفاسيرها ، الأمر الذي يجعل بين النص والعامة شرخا لا يمكن أن يلتئم ، وهذا الأمر سيقود الى أبتعاد العامة عن النصوص عاجلا أو أجلا ، ما دام فهم تلك النصوص مستعصيا .. وكما يقول الشيوخ .. " والله أعلم " .

310
                                    قراءة في أزمة فهم النص القرأني

المقدمة :
    أرى إن معظم قارئي النصوص القرأنية ، يصنفون كما يلي : أولا - يقرأون دون أن يفهموا معظم ما يقرأون ، عدا بعض الكلمات الدارجة أو المتداولة ، وهولاء هم الغالبية ، خاصة من الجنسيات غير العربية ! ، ثانيا – يقرأون ويفهمون من بعض ما يقرأون اليسير ، ثالثا – يقرأون ولا يرغبون أن يفهموا ما يقرأون / بكامل أرادتهم ، وذلك لأعتبار القراءة أمر مفروض عليهم فرضا ، رابعا – يقرأون ولا يستطيعوا أن يفسروا أو أن يفهموا معظم ما يقرأون ، خامسا – الشيوخ  / ومن لف لفهم ، يقرأؤن ويعرفون ما يقرأون ، ويؤمنون بما يقرأون ، ويعتبرون أن ما يقرأونه هو برنامج حياة ، سادسا – مفكرون يقرأون ويرون أن بعضا من ما يقرأون يشكل شرخا أنسانيا على باقي المكونات البشرية من غير المعتقدات ، مع أعتبار أن المقروء خارج نطاق الزمن !! .

النص :
في هذا البحث سأورد بعض النصوص التي تصعب على القارئ فهمها ، من ثم سأسرد قراأتي الخاصة للبحث ، مع خاتمة ، من وحي هذه النصوص التالي : (( الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) ( 1-7 سورة الحاقة ))  ، (( وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ﴿١﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ﴿٢﴾ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴿٣﴾ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴿٤﴾ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ ﴿٥﴾ خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ ﴿٦﴾ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴿٧﴾ إِنَّهُ عَلَى  رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴿٨﴾ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ﴿٩﴾ فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ﴿١٠﴾ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴿١١﴾ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴿١٢﴾ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ﴿١٣﴾ وَمَا هُوَ بالهزل  ﴿١٤﴾ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ﴿١٥﴾ وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴿١٦﴾فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴿١٧﴾  1-17 سورة الطارق )) ، () إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كيدا ) 16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17 ، 1 سورة الشمس )) ، كذلك في بحث لعبد المجيد السنيد / جريدة لبيان الأماراتية - بين أكثر من " مائة كلمة قرآنية يخطئ في فهمها بعض الناس " فيما يلي بعضا منها :
سورة النساء : 43 ١٢ ) " أو جاء أحد منكم من الغائط" : الغائط هنا هو مكان قضاء الحاجة وليس الحاجة المعروفة نفسها , وقد كنى الله عن الحاجة بمكانها ، وإلا فمجرد إتيان مكان الحاجة ليس موجبا للوضوء .)
سورة أبراهيم : 22 ٣٧) "  ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ " : أي لست بمغيثكم ومنقذكم ، وليس معناها مناديكم من الصراخ والنداء  .) ، سورة طه : 18 ٥٠  ) " وأهشّ بها على غنمي " : أي أضرب بعصاي الشجر فتتساقط الأوراق لتأكل منه الغنم ، وليس المراد بالهش : التلويح بالعصا للزجر )  ، سورة الزخرف : 84  (  وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله " : أي أنه سبحانه إله من في السماء وإله من في الأرض يعبده أهلها وكلهم خاضعون له ، وإلا فهو سبحانه فوق سمواته مستوٍ على عرشه بائن من خلقه جل في علاه .) .

القراءة :
1 - الدين ، أذا كان برنامج حياة ، كما يقول الأخوان المسلمون ، وغيرهم ، فيجب أن يكون كالحياة ، سهل سلس ، موجه للعامة قبل الخاصة لا يحتاج الى وسطاء ، لكون الوسطاء كالشيوخ / مثلا ، في بعض الأحيان يستخدموه / الدين ، حسب أهوائهم ومصالحهم الخاصة ، فيكون الدين دين الشيوخ وليس دين العامة .
2 – من جانب أخر ، ماهي جدوى الدين أذا كان عامة أتباعه يجهلوه ، كيف يتعبدون بطقوسه وهم يجهلون أسسه وأركانه وعقائده !! ، أضف الى ذلك ، كيف يكون الدين دينا ، أذا كان يحتاج وسيط لنقله الى الأخرين .
3 - وأذا كان الدين كذلك ، أي موجه الى طبقة معينة ، هم الذين يفهموه ، وهم الوسطاء في توصيله للأخرين ، فأذن الوسطاء سيكونون هم المتحكمين به ، وسيتحول أذن من دينا عاما الى دينا طبقيا .
4 – أن اللغة التي جاءت بها النصوص ، هي نصوص لغوية مطلسمة في الكثير من مقاطعها ، وكان يصعب على أهل تلك الحقبة فهمها فكيف لمسلمي اليوم أن يفهموها ، أن الدين لم يفهموه معاصروه ، في بداية الحقبة المحمدية
فكيف يفهموه مسلمي اليوم ، والأمية منتشرة فيهم !! وبعضهم بالكاد يقرأ .
5 – من ناحية أخرى ، حتى أن أصحاب الرسول كانوا يجهلون الكثير من لغة هذه النصوص ، " ففي تفسير ابن كثير اقرأ في سورة ( عبس ) يقول إبراهيم التيمي ، جاء رجل الى ابي بكر الصديق صاحب رسول الله فقال له : إن الله عزوجل يقول  ( وَفَاكِهَةً وَأَبًّا )  فما هو " أبا " ياخليفه رسول الله ، قال : لاأدري قالها مباشره ، قال : إذا أنت لاتدري من الذي يدري أنت الخليفه ولا تعرف هذه الأيه فقال ابوبكر: أي سماء تظلني واي أرض تقلني" يعني تحملني " أن تكلمت في دين الله فيما لا أعرف لاحظ استعظام الأمر / نقل من الموقع التالي  www.traidnt.net  " ، وهذه مشكلة كبرى ، فأذا كان رفاق الرسول لا يدرون تفسير بعض المفردات ، وهم معاصروه ، فكيف الحال ، مع الذين جاءوا بعد الرسول ب 1400 عام !! .

خاتمة :
    ستبقى أزمة فهم لغة النص القرأني فاعلة ، وستبقى النصوص معظمها عن العامة غائبة بمعانيها ومقاصدها ومفاهيمها وتفاسيرها ، الأمر الذي يجعل بين النص والعامة شرخا لا يمكن أن يلتئم ، وهذا الأمر سيقود الى أبتعاد العامة عن النصوص عاجلا أو أجلا ، ما دام فهم تلك النصوص مستعصيا .. وكما يقول الشيوخ .. "

311
                              الأسلام و المسلمين والعبودية الدينية           
   المقدمة :                                                                                                                      الأسلام ، كدين ومعتقد ، منذ عهد الرسول ولحد الأن ، نهج سلوكا تعسفيا تجاه المسلمين فيما يخص حرية الأنتماء ، مغفلا نص الأية ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ) / 256 سورة البقرة ، حيث وضع نصوصا وأحاديث تجعل كل أنسلاخ منه / الأسلام ، ضربا من ضروب المستحيل المجتمعي معرضا المنسلخ منه الى عقوبات قد تصل للقتل ، وذلك بتطبيق حد الردة (*) ، وتأريخيا كان أول المرتدين ، الأسود العنسي (*) / بينما تشير المصادر الشيعية الى أن أول المرتدين هو عمر بن الخطاب (*) لواقعتين تأريخيتين .. أن الحجر الفكري على العقل البشري / خاصة بالنسبة للمسلمين ، فيما يخص موضوعة حرية الاعتقاد ، هو أمثل ما يكون " بالعبودية الدينية " على الفكر الفردي ضمن المجتمع الأنساني ، والمتتبع للتأريخ الأسلامي منذ عهد صدر الرسالة المحمدية والى الأن يلحظ وجود تكريس لمفهوم العبودية ، وهذا الأمر أتضح / مثلا ، في أستخدام العبيد و الأماء من قبل الرسول وصحابته والخلفاء والأمراء وغيرهم من بعده ، ومفهوم الردة أيضا يندرج ضمن عقاب لمفهوم العبودية الدينية ، لأنه يطرح للبشر تعسفا حول عبودية الدين الواحد ، والذي يعاقب كل مرتد عنه بالقتل ، وكأن البشر عبيد للأسلام وهم بالحقيقة عبيد لله للذي خلقهم ! .. ، هذا ما سأتناوله فيه في هذا البحث المختصر .
النص : 
1. تعريف العبودية : سأورد التعريف كما ورد في أحد المواقع الأسلامية ، ( .. والعبودية في اللغة مأخوذة من التعبيد تقول عبّدت الطريق أي ذللته وسهلته ، وعبودية العبد لله لها معنيان عام وخاص ، فإن أريد المُعبّد أي المذلل والمسخر فهو المعنى العام ويدخل فيه جميع المخلوقات من جميع العالم العلوي والسفلي من عاقل وغيره ومن رطب ويابس ومتحرك وساكن وكافر ومؤمن وبَرٍّ وفاجر فالكل مخلوق لله عز وجل مسخر بتسخيره مدبر بتدبيره ولكل منهم حدٌّ يقف عنده ، وإن أريد بالعبد العابد لله المُطيع لأمره كان ذلك مخصوصا بالمؤمنين دون الكافرين لأن المؤمنين هم عباد الله حقا الذين أفردوه بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ولم يشركوا به شيئاً .. / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) ، وما يهمنا في هذا التعريف هو الجزء الثاني منه - المؤشر ، والذي يؤكد أن العبودية هي لله وحده لا غيره ، وهناك تأكيد صريح على عدم الأشراك به ، ولم يبين التعريف ذكر خاص أو تنويه معين للأسلام كدين ، ولم يشر الى أن أي ردة  عن الأسلام سيعقبها عقاب معين ، والتعريف يؤكد أن الربوبية لله وليس للأسلام ، ولكنه لم يجعل الكافرين عبيدا لله علما أن الكل عائديتهم لله ، وفي موسوعة النابلسي /  مقال " وما هي مقتضيات تلك العبوديـــة ؟ " يؤكد على نفس النهج بقوله ( ... لقد عرفنا من خلال درس التوحيد أن المسلم لا يخضع لأحد ، ولا يعلِّق آماله على أحد إلا الله عز وجل ، لذلك فالإنسان لا يصلح أن يكون له رباً غير الله تبارك وتعالى ، ولا يصلح هو أن يكون عبداً لغير مالك أمره.. ) ، فلم وجد حد الردة أذن أذا كانت الربوبية هي الله وليس الأسلام ! ، وكان بالأحرى أن تذكر النصوص ، أن نكران الله عليه حدا معينا / بالرغم من أن رأي الخاص بالموضوع الذي يؤكد على حرية الاعتقاد ! ، فلم أذن هذه العبودية للأسلام والتي تستوجب الأرتداد عنه تطبيق حد الردة ! فهل الأسلام كان في البدأ أم الله هو البدأ وهو ولي الاخرة أيضا ! ومن هو الديان أهو الله أم الأسلام .                                                                                                         2. العبيد والرسول : المطلع على حقبة الرسول يرى هناك تكريس للعبودية ، ويرى أيضا أن هناك أستعباد للكثير من البشر كعبيد ، وذكر المصدر التالي  https://www.hawaalive.com/brooonzyah/t162760.html بعضهم / والذي يراجع المصدر سيطلع على العشرات غيرهم !! ( .. ذكر الإمام الشامي في كتابه : سبل الهدى والرشاد عبيده - صلى الله عليه وسلم- وإمائه الذين كانوا يخدمونه ، فقال رحمه الله : قال النووي رحمه الله تعالى : اعلم أن هؤلاء الموالي لم يكونوا موجودين في وقت واحد للنبي ، بل كان كل شخص منهم في وقت ، وهم : زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي أبو أسامة . ومنهم:  أسلم ، وقيل : إبراهيم وقيل : هرمز ، وقيل : إبراهيم أبو رافع ، مشهور بكنيته ، وقيل : غير ذلك ، القبطيُّ ، أسلم قبل بدر ، وكان للعباس فوهبه للرسول فأعتقه ، وكان على ثقل الرسول ، شهد أحداً والخندق وباقي المشاهد (توفي بالمدينة) قيل : في خلافة عثمان ، وقيل : في خلافة علي.  أحمر : آخره راء – ابن جزء- بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة ، وقيل : بفتح الجيم وكسر الزاي بعدها مثناة تحتية – ابن ثعلبة السدوسيَ. أسامة بن زيد بن حارثة الكلبيُّ ، مولى الرسول وابن مولاه ، وابن موْلاتِه ، وحِبه وابن حبه مات سنة أربع وخمسين على الصحيح . أسلمُ بن عبيد الله ، ذكره الحافظ الدمياطي في موالي النبي .. ) ، أرى أن هذا الأمر/ أستخدام العبيد ، أنعكس أيضا كفكر على النصوص عامة وعلى المعتقد خاصة ، وتبلور على بناء أيدولوجية النص ، ضمن مفهوم فوقي لأستعباد الفكر الأنساني ، وذلك من خلال ألغاء حرية المعتقد بوضعه حد الردة عقابا للمرتد ، كأن البشر بفكرهم وكل كيانهم الأنساني عبيدا للمعتقد وللنص ! . 
3. هل يوجد عبودية في القرن 21 : بالرغم من أن حقبة العبيد معضمها أنقضت ألا في مجتمعات عربية معينة  / السعودية في مقدمتها ، ألا أن موضوعة " العبودية الدينية " لا زالت في مقدمة الخطاب الديني لرجال الأسلام وشيوخهم ، المتمثل بالتاكيد على حق الردة / كمثال ، المكرس على عبودية بشرية للأسلام كدين ووضعه في صنمية لا يمكن الاقتراب منها من خلا ل نصوص معينة منها : منها ما ورد في موقع ملتقى أهل التفسير ، مثلا     ( .. ومن العُلماء من يرَى أنَّ حدَّ الردةِ معنيٌّ به قولُه تعالى  " وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ" ..  فقالوا إنَّ العذَاب الأليمَ المُتوعَّدَ به في الدُّنيا هو القتلُ جزاءً على ردَّتهِ.) ، ومن خلال سنن معينة حسب الموقع التالي monir-elmaroud.blogspot.com/2013/04/blog-post.html ، التي تأمر على قتل المرتد ، وكما يلي : السنن القولية : 1. عن بن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من بدل دينه فاقتلوه " ( البخاري 3017) ،2 . عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمفارق لدينه التارك للجماعة " ( البخاري 6878 ، ومسلم 1676) . السنن الفعلية : - في صحيح البخاري ومسلم : أن النبي بعث أبا موسى الأشعري واليا إلى اليمن ، ثم اتبعه معاذ بن جبل  ، فلما قدم عليه ألقى أبو موسى وسادة لمعاذ ، وقال : انزل ، وإذا رجل عنده موثق ، قال معاذ : ما هذا ؟ قال : كان يهوديا فأسلم ثم تهود ، قال : اجلس ، قال : لا أجلس حتى يقتل ، قضاء الله ورسوله ـ ثلاث مرات ـ فأمر به فقتل » . ( البخاري 6923، مسلم، 1733) ، السنن الماضية تؤكد بشكل بين أن البشر عبيد للأسلام ، بحيث أن أي ارتداد عنه سيكون مصيرهم القتل .   

القراءة :
تسأولات كثيرة وردت فيما سبق ، كما ذكرت مفردات متعددة منها ( حد الردة ، العبيد ، العبودية الدينية ، نصوص قرانية وأحاديث .. ) ، أولا - ما أردت طرحه ، هل أن الأسلام كدين ومعتقد هو بمثابة آلها للبشر ، وكل أرتداد عنه يستوجب عقاب عنون ب " حد الردة " ، أم ان الربوبية لله فقط ! ، ثانيا - وأذا كان كذلك لم النصوص القرأنية لم تؤكد هذه الربوبية للأسلام كما أكدته لله ! ،  ثالثا – هناك حقيقة من زمن الرسول / وتأريخيا كان موجودة قبله ، وهو وجود عبودية ، عبيد ، أماء وغلمان ، والأسلام لم يحرم هذا الواقع المزري أنسانيا ، بل عززه و أكده ، حيث أمتلك الرسول وأصحابه وخلفائه وأمرائه من بعده العبيد والجواري والغلمان !! ، رابعا – من خلا قراءة الواقع وكل المجريات التأريخية والحالية ، نرى أنه لا وجود لحرية فكرية ولا معتقدية ولا قبول للرأي ولا للرأي الاخر .. في الأسلأم  ألا في نطاق جدا ضيق ، وهذا الأمر يجعل من أيدولوجية الأسلام هي فقط الدين الأوحد بين البشر ولا دين غيره عند الله ، تأكيدا للأية من سورة أل عمران 19 (  إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب(  ، وهذه الأية وضعت النقاط على الحروف ، التي جعلت من كل الأديان السماوية من يهودية ومسيحية وصابئية .. أضافة للأديان الوضعية ، فكل معتقدي هذه الاديان يجب أن يتحولوا للأسلام أو أن يدفعوا الجزية أويسبوا أو أن يقتلوا ، والخيارات أمام الأديان غير السماوية تقل عن غيرها ، وهذه كارثة أنسانية تراجيدية ، وكل هذا يكرس العبودية الدينية للأسلام والأسلام فقط ، خامسا – من جهة أخرى لم تشر أي من النصوص التوراتية أو الأنجيلية أو .. الى أن الدين عند الله هو الأسلأم ، هذا أذا كان هناك آله واحد يجمع كل الأديان وأنبيائهم ! سادسا - ولأن الكتب السماوية معترفا بها من قبل الأسلام ، وفقا لسورة آل عمران التي تنص على ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ 4 ) ، كذلك أن القرأن كان محفوظا في لوح محفوظ وفق الأية ( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب ) الحج:70 ، قال ابن عطية : هو اللوح المحفوظ . والأية : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ) الحديد: 22 ،  قال القرطبي يعني اللوح المحفوظ .. أي بمعنى أن كل في لوح محفوظ ، فلم لم يشر الله في كتبه المقدسة أن الدين عنده هو الأسلام ، ولم لم تشر هذه الكتب ولو ضمنا أن الدين عند الله هو الأسلام ، سابعا – وأذا تجرأنا قليلا في التفكير والتنظير والشك ، لم أرسل الله موسى وعيسى والكثير غيرهم أذا كان الدين عنده هوالأسلام ، أي كان الأحرى ، أن يرسل محمدا وكفى !!! لا توراة ولا أنجيل !! .

كلمة :                                                                                                                          لا نستطيع أن نقبل كل النصوص كمسلمات ، وأن نضع خطوطا حمراء في أي محاولة للمس بها ، لأننا سنكون بذلك بلا منطق وسنصبح مسلوبي الأرادة الفكرية وسنكون تابعين للأسطورة وللغيب ، أي سنتحول الى عبيدا للمعتقد وهذه هي صنمية الخطاب الديني الحالي المشوش على أذهان عامة المسلمين ، هذه هي العبودية الدينية .
---------------------------------------------------------------------
 (*) من موقع مركز الفتوى / أنقل بتصرف حكم المرتد في الأسلام ، الردة إنما هي كفر المسلم الذي نطق بالشهادتين مختارا بعد البلوغ . قال الدردير: الردة كفر المسلم المتقرر إسلامه بالنطق بالشهادتين مختارا . ومن ثبت له الإسلام لكونه مولودا من أب مسلم فقد اختلف فيما إذا كان يقتل إذا بلغ ولم يرض بالإسلام أم لا ، فعند الحنفية لا يقتل ، قال الكرابيسي  في الفروق وهو حنفي : من ثبت له حكم الإسلام بالدار أو بأحد أبويه ثم ارتد لم يقتل وحبس حتى يعود إلى الإسلام ، ومن كان بالغا فأسلم بنفسه ثم ارتد قتل . ويفرق المالكية بين الصغير والمجنون حين إسلام أبيه وبين المراهق، فيحكمون بإسلام الأولين ، وبالتالي بقتلهما إذا أبيا الإسلام بعد البلوغ والإفاقة .. قال خليل : وحكم بإسلام من لم يميز لصغر أو جنون بإسلام أبيه فقط كأن ميز . قال الدردير : فيحكم بإسلامه تبعا لإسلام أبيه .. وفائدة الحكم بإسلام من ذكر أنه إن بلغ وامتنع من الإسلام جبر عليه بالقتل كالمرتد بعد البلوغ ، وهذا بخلاف الذي هو في سن المراهق حين إسلام أبيه . قال خليل : إلا المراهق والمتروك لها فلا يجبر بقتل إن امتنع ..                                                                                                           (*) الأسود العنسي ، وهو عبهلة بن كعب بن عوف العنسي ، وعنس بطن من مذحج ، من بلد يقال لها كهف حنان ، وكان يلقب ( بذي الخمار) لأنه كان معتما متخمرًا أبدًا . كان الأسود مشعوذًا يريهم الأعاجيب ، وكان أول ادعائه النبوة عندمـا بلغه مرض محمد بن عبد الله بعد عودته من حجة الوداع وهو غير مرض وفاته فعندما بلغه ذلك ادعى النبوة ، واتبعته مذحج ، وكانت ردته أول ردة في الإسلام على عهد النبي . وقد قيل إن مدة ملكه منذ ظهر إلى أن قتل ثلاثة أشهر ، ويقال أربعة أشهر . نقل بتصرف من موقع www.ejaaba.com .             (*) موقع يا حسين / نقل بتصرف ، من هو أول مرتد في الاسلام ؟؟؟؟؟؟؟؟ ، استنبطته من خلال واقعتين مهمتين حصلتا ونقلت الينا حسب كتب الفرق الاسلاميه حيث لاشك فيها ولاريب من حصولها وهي : الحادثه الاولى - اعتراض عمر بن الخطاب على رسول الله بعدم كتابة كتاب بيد رسول الله واكتفى بالقول حسبنا كتاب الله ، وهذا القول الجرأة بعينها على سيد الخلق ومن يتجرأ على سيد الخلق فقد ارتد ، الحادثة الثانيه – ( ان الرجل ليهجر ) " ولما مات الرسول قبل وفاته ائتوا بدواة وبيضاء لأزيل لكم اشكال الامر واذكر من المستحق لها بعدي فقال عمر دعوا الرجل فإنه ليهجر . " ، وفي معنى مفردة " يهجر " ، قال العلامه الأديب المحدث أبو البقاء العكبري في شرح ديوان المتنبي ج1 ص 9 :الهجر القبيح من الكلام والقبح وهجر إذا هذى وهو مايفر له المحموم عند الحمى ومنه قول عمر بن الخطاب الرسول الله إن الرجل ليهجر . نقل من منتديات ياحسين .
                                                                                                                 


312
                              هجوم كنيسة مار مينا صلب الأقباط  قبل الميلاد
 المقدمة :                                                                                                                                                    1 . لا بد لنا من البحث في الشخصية الأسلامية ، فهل هي شخصية مستقرة ! ، أو هي شخصية تلد شخصيات أخرى ! .                                                                                                                                                                 2 . الأرهاب الأسلامي يودع عام 2017 في مصر بهجوم على كنائس الأقباط / كنيسة مار مينا ، فقد جاء في الميديا وبمواقع متعددة .. التالي : ( حادث كنيسة مارمينا ، هو هجوم مسلح من قبل إرهابي استهدف كنيسة مارمينا بمدينة حلوان / مصر ، في إحدى ضواحي محافظة القاهرة في 29 ديسمبر 2017 . أسفر الهجوم عن مقتل 9 وإصابة 5 آخرين . فيما قبض على  منفذي الهجوم - مصابا ، وأعلن تنظيم داعش مسئوليته عن الحادث .. ) .
الموضوع :                                                                                                                                               بعيدا عن كل أيات السيف والدم والقتل ، ومنها :{ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ } البقرة191 ، وشرحها وفق تفسير الطبري " قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بذلك : واقتلوا أيها المؤمنون الذين يقاتلونكم من المشركين حيث أصبتم مَقاتلهم وأمكنكم قتلهم ، وذلك هو معنى قوله : حيث ثقفتموهم." / الى أخر شرح الأية .. وبعيدا عن الكم الهائل من احاديث الرسول الذي تحث على الذبح والموت ، ومنها الحديث التالي " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله " ، وشرحه وفق موقع أبن باز " هذا الحديث صحيح ، رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :    ( أمرت أن أقاتل الناس حتى..  ) ، الحديث وعلى ظاهره ، فإن من أتى بالشهادتين وهو لا يأتي بهما قبل ذلك ، وأقام الصلاة وآتى الزكاة فإنه يعتبر مسلماً حرام الدم والمال إلا بحق الإسلام ، يعني إلا بما يوجبه الإسلام عليه بعد ذلك .. " .               
بعيدا عن كل الموروث الأسلامي الموبوء بالحقد والكراهية وألغاء الأخر .. أقدم قراءتي الخاصة  للشخصية الأسلامية ، المبنية أساسا كمرتكزات على حادث كنيسة مار مينا في مصر 29.12.2017 ! .                       
القراءة :                                                                                                                                                      نعم الموروث الأسلامي يكفر الأقباط ، ويقف مع هذا التكفير ، معظم رجال أسلام مصر ،  من شيوخ وكتاب ودعاة و .. حتى شيوخ الأزهر /  ضمنا ، ولكن قراءتي تنصب على تساؤلات خاصة :                                                                                        1 . لم شخصية الفرد المسلم في صورتها الظاهرية تختلف عن صورتها الحقيقية / الباطنية - الخفية  ! ، لم هذا الأنفصام في الشخصية الأنسانية في الحياة المجتمعية اليومية للفرد المسلم / المتطرف خاصة ! ، فقد أن الاوان لهذه الشخصية أن تحدد موقفها ، فأما أن تكون شخصية سوية أو أن تظهر شخصيتها العدوانية الأرهابية بشكلها الحقيقي ، دون التستر وراء شخصيات مختلقة اخرى .                                                                                                                                        2 . الشخصية الأسلامية لا بد لها أن تترك الصورة الدموية التي تقوم بها على الواقع الحياتي اليومي الفعلي ، وهذا لا يتم بنهج أزدواجية الشخصية التي تمثلها الشخصية الاسلامية ! ، بل يتم بتوحيد الفكر العقائدي مع الواقع الحياتي .                                                                                                                                      3 . ولكن كيف يتم ألغاء هذا الفكر العقائدي للشخصية الأسلامية ، أذا كان هذا الفكر العقائدي هو الدين بذاته ! ، هو الأسلام بكل موروثه ! .                                                                                                                                         4 . من جانب أخر .. كل هذا العمق التاريخي للوجود القبطي والأسلامي أرض مصر ، والذي أفقه الماضوي هو مئات السنين ، ولكن لا زالت الشخصية الأسلامية المصرية / تحديدا ، مكفرة للأقباط - وهم أهل  مصر الحقيقيين ! ، وهذا المحور يحتاج الى ثورة قبول  للمسلمين للأقباط  بأنهم مواطنين ، وليس أهل ذمة ! .                                                                                        5 . الشخصية الدموية الباطنية للمسلم / المتطرف ، ممكن أن تلاحظ بشكل جلي وواضح  في مقطع تصرفات الأرهابي في هجومه على كنيسة مار مينا / للأطلاع على الفيديو ، لطفا تابع موقع www.masrawy.com  ، نلاحظ أن الأرهابي كأنه يعيش في عالم أخر غير الواقع الذي هو فيه حقا !  وهذه أزمة عقلية تغييبية تجهيلية يحياها منفذ الهجوم قبل تنفيذ العملية الارهابية ! وسبب كل هذا هو التعبئة العقلية للأرهابي بفكر قتل الكفار / الأقباط .                                                                                                                                     
خاتمة :                                                                                                                                                     الحياة  في مصر سوف لا تستمر ، بل سوف لن تقوم  لها قائمة ، ألا على مبدأ " تعايش المصريين " ، من أقباط ومسلمين / وباقي الأقليات الدينية ، وأن أي مبدأ خلاف ذلك ، هو بمثابة هدم للوحدة الوطنية ، وهدم دولة أسمها مصر ! .                                                                     





313
                                       قرءة في فقه الأولين  و " فقه المرحلة "

المقدمة :
      لا زال ، الأسلام  ورجاله ، من علماء وشيوخ وأئمة ومفكرين ودعاة و .. ، يرتكزون ويعتمدون في نهجهم على فقه الأولين ، كالأئمة الأربعة ( أبو حنيفة ، مالك ، الشافعي وبن حنبل ) ، أضافة الى أئمة الشيعة / الأثني عشرية بكل أنقساماتهم ، ويسمون كذلك " بالجعفرية " نسبة إلى أبرز أئمتهم  – الإمام السادس جعفر بن محمد   ( هو أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق  702م – 765 م ) .. وغيرهم ، ويبرDisplay Number Padز من فقهاء أهل السنة والجماعة ، المثير للجدل ، شيخ الأسلام أبن تيمية 661هـ/ 1263م محران - 728 / هـ 1328 م دمشق ( فقيه وعالم مجتهد شديد التأثر بأصول  مذهب الإمام أحمد بن حنبل ) ، وخلال 300 سنة الأخيرة ، برز الأمام محمد بن عبد الوهّاب   ( 1115 - 1206هـ ) (  1703-   1791 م ) عالم دين سني على المذهب الحنبلي ، يعتبره أتباع دعوته من مجددي الدين الإسلامي في شبه الجزيرة العربية حيث شرع في دعوة المسلمين للتخلص من البدع والخرافات وتوحيد الله  ونبذ الشرك ) ، وغيرهم الكثير من الجماعات والفرق والفقهاء والمفسرين والأئمة ، ويقف في مقدمتهم ، ومن الأقدمين ، ويعتبر الأشهر - الأمام البخاري "  أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (13  شوال  194 هـ - 1 شوال 256 هـ  (20) يوليو 810 م- 1 سبتمبر870 م ) أحد كبار الحفّاظ والفقهاء ، ومن أهم علماء الحديث وعلوم الرجال  والجرح والتعديل والعلل عند أهل السنة والجماعة / نقل من الموسوعة الحرة " ، ويعتبر البعض كتابه " صحيح البخاري " أصدق كتاب بعد القران ، فقد جاء في موقع / ملتقى أهل الجديث ، ما يلي ( قال الإمام النووي  اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول . ) .. ولكن كل الذين ذكروا عاشوا في حقبة زمنية ماضية ، ذات بيئة مجتمعية وحياتية تختلف زمانيا ومكانيا وظرفيا عن عالم اليوم .

النص :
لكي أسرد قراأتي الخاصة ، أرى من الضروري أولا أن نعرف الْفِقْهُ عامة ، فالفقه في اللغة يعني ( الْفَهْمُ للشيء والعلم به ، وفهم الأحكام الدقيقة والمسائل الغامضة ، وهو في الأصل مطلق الفهم ، وغلب استعماله في العرف مخصوصا بـعلم الشريعة ؛ لشرفها على سائر العلوم ، نقل التعريف من /  مختار الصحاح ، لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي . حرف الفاء   ( فقه ) . المكتبة العصرية - الدار النموذجية ، 1420 هـ/ 1999 م ) ، أما الفقه في الدين / في الشرع الأسلامي تحديدا ، فيمكن تعريفه بأنه ( العلم بأحكام الشرع ، وقد أطلق الفقه في العرف بغلبة الاستعمال على معنى الفقه في الدين ، أي : المخصوص بكونه في الدين ، والدين والشرع والشريعة بمعنى : ما شرعه الله على لسان نبيه من أحكام ، وكل ما أتى به الرسول من عند الله .. / نقل بتصرف من تحفة المحتاج شرح متن المنهاج ، لابن حجر الهيتمي ج 1 ص 20 و 21 ) .

القراءة :
 1. هناك أختلاف تام وعام ، وأحيانا خاص ومحدد ، بين كل المدارس المذكورة أنفا ، والتي تنهج فقها خاصا بها ، وغيرها العديد ، وهذا يؤسس لمدارس خلافية ، وحتى نكون أكثر موضوعيا ، هناك من المؤكد بعضا من المشتركات فيما بينهم ، وهناك بعضا من الأتفاق أو التوافق في قضايا معينة أخرى ، ولكن كل جماعة أو فرقة ، لها خصوصيتها ، وتدعى أو تسمى بأسمها الموصوف المعين ، وهذا دليل على الخلاف والأختلاف ، وأحيانا يؤشر على تناقض حاد .
2 . كل المدارس المذكورة في المقدمة أعلاه ، تؤرخ لفقه ماضوي سحيق ، برز في حقبة زمنية معينة ، ظهرت قبل 11 – 13 قرنا ، عدا السلفية الوهابية / نسبة لمحمد بن عبد الوهاب ، التي ظهرت قبل حوالي 3 قرون ، والمسندة لأبن تيمية فقها ، والتي تعد الأعقد فقها ونهجا وسلوكا وطريقا ، والتي منها أنبثق الأرهاب والتطرف والتكفير والتزمت ، والعنف بكل أشكاله .                                                                                                                                       3 . ماذا أسست لنا معظم هذه المدارس / خاصة أبن تيمية والوهابية وغيرها ، أنها أسست الدعوة للجهاد ، قتل اليهود والمسيحيين ، ألغاء الأخر ، الرجوع الى الماضي السحيق ، وما به من قبلية وعصبية وشدة وعنف وتخلف ، مع فصل مجتمعي قطري ودولي ، الأمر الذي أرجع بالعرب المسلمين / السلفيين منهم الى مرحلة البداوة.                                                                                                                                                       4 . هذا التشبذ الماضوي جعل من الفكر الأسلامي / العربي تحديدا ، بكل تطلعاته ماضوية ، الأمر الذي ألغى كل دفعات حضارية مستقبلية ، ويصح هنا قول الراحل د . علي الوردي ( العرب أمة تعيش في الماضي ، ولا تحسن التعامل مع الزمن الذي تعيشه ، وهذا سبباً في تخلفها . ) ، ويمكن أن يكون حديث " الوردي " معمما بعض الشي ، ولكن هناك الكثير من المفكرين العرب حداثويين وليبراليين ( الليبرالية هي فلسفة سياسية أو رأي سائد تأسست على أفكار الحرية أفكار والمساوة .. ) ، أن الماضوية لأمة العرب الأسلامية ، جعلها متخلفة عن الحضارة الغربية التي تصنع الغد بقادتها وبعلمائها وبمفكريها ، تصنع المستقبل المتحضر بكل جوانبه العلمية والأدبية والعمرانية  ، أما الأسلام لا زال في قمقمه ..                                                                                                                              5 . أن الفقه الأسلامي المؤسس على لبنات البداوة والعصبية والقبلية ، المشبعة بالبغضاء والكراهية والحقد ، التي كانت سائدة قبل قرون ، أصبحت اليوم لا تمت للحاضر بأي صلة ، لأنها من عصر أخر ، أن هذا الفقه ، قذفنا الى وسط بحر هائج ، فأخفقنا للوصول والتكملة للجانب الأخر ، ولم نستطيع بذات الوقت الرجوع من حيث أبتدينا.                                                                                                   
فقه المرحلة :                                                                                                               أولا - ليس من العقلانية أن تكون شريعة الله ، شريعة عنف ، وليس لله فقها يحث على قتل الأخر وألغاء المخالف ، ولو كان هذا موجود / وهو موجود فعلا بدلالة الكثير من النصوص منها ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون / التوبة 29  ) فقد أن الأوان الأن لأبطال هذه النصوص والبدأ بفقه مرحلة حياتية جديدة .
ثانيا - أن الله لا يشرع شرعا غايته رمي عباده للنار والتهلكة ، وأن الله لا يأمر بجهاد غايته قتل الأخرين ، وفق قوله ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِم / سورة التوبة : الآية 73 ) ، وأن الله لا يشرع شرعا على لسان نبيه يفيد معنى قتال الأخرين أو أن يسلموا ، كالحديث التالي ( الحديث الثامن عن ابن عمرأن رسول الله قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى رواه  البخاري ومسلم )  .
ثالثا – ( المسلمون الأن هم أول ضحايا الأسلام ) كما قال " أرنست رونان – فيلسوف ومؤرخ " ، لأنهم أصبحوا عبيدا لفقه دين ظلمهم أولا ، وهم أصبحوا كالجاهليين ، لكل منهم فرقة وفقه وطريقة ومنهج  ومذهب خاص ينتمي أليه ، مثلهم تماما مثل حياة العرب في الجاهلية ، التي عبر عنها موقع / الدكتور الشيخ محمد صالح المنجد ( إذا نظرنا أيها الإخوة إلى حياة الجاهلية قبل بعثة النبي ماذا كان فيها ؟ كانوا يعبدون الأصنام والأوثان والأشجار والأحجار ولكل قبيلة صنم مشهور ، ورب منحوت ، بل ربما كان لكل بيت في الغالب صنم خاص به ، وكان في جوف الكعبة وحولها ثلاثمائة وستون صنماً .. ) .                                                                                                    رابعا - المرحلة الأن يجب أن تكون مرحلة فقه التوافق والتعايش والمواطنة والانسانية ةالتأخي ، وليس فقه واحد أوحد وهو " فقه الأسلام " فقط .                                                                                                           خامسا – أرى أنه من مسؤولية الأزهر والمراجع الدينية ورجال الفكر الأسلامي و.. ، التأسيس لفقه المرحلة ، فقه يبطل أو يحجب النصوص  القائمة على فقه الموت والقتل والتكفير وألغاء الأخر ، والبدأ بفقه المرحلة الذي يشرع على أن الحياة حق لكل البشر وليس فقط للمسلمين  .
 
 



314

                قراءة بين نصين .. الأول للمسيح والثاني لمحمد

المقدمة :
    جذب أنتباهي نصين محددين أحدهما ، أية من الأنجيل ، وهو حديث ، للمسيح وهومعلقا على الصليب ، مخاطبا من صلبوه ، قائلا لهم : " يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ( 34:23 أنجيل لوقا ) " ، والثاني حديث / مقولة  ، عن الرسول ، وهي واقعة " قتل كعب بن الأشرف / وهو من قادة بنو النضير " ، حيث قال الرسول لأصحابه :  "مَنْ لِي بِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ ؛ فَإِنَّهُ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ ؟ "  ، فقتل بناءا على أمره من قبل       " محمد بن مسلمة وعباد بن بشر وأبو نائلة والحارث بن أوس ومجموعة من قبيلة الأوس " .. هذا البحث المختصر يتضمن  محورين حول النصين / المقولتين أنفتي الذكر ، ثم سأسرد قراءأتي الخاصة للموضوع  فخاتمة.
 
المحور الاول :
هذا المحور يتعلق بمقولة المسيح " يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ( لوقا 34:23 ) " ، ففي موقع  alkalema.net/pope/7.htm  ، يبين مايلي حول هذه الواقعة التي قالها المسيح وهو مصلوبا ، وقبيل موته على الصليب (( .. المسيح الهنا الحنون – وهو فى عمق الآلام على الصليب- كان منشغلا بغيره لا بنفسه . لم يذكر آلامه ولا تعبه ولا جراحاته . لم يأبه لآلم السياط على ظهره ، ولا بارتكاز المسامير فى يديه وقدميه ، ولا بوخز الشوك فى جبينه ورأسه ، ولا بجسده المرضض المنهك … وانما ترك كل ذلك جانبا ، وكان كل ما يشغله هو محبته للبشر وأول ما فكر ، فكر فى إنقاذ كارهيه وصالبيه… وهكذا كانت أول كلمة قالها على الصليب " يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون " (لو24:23)… وقد أهتم الرب بأعدائه أولا ، قبل أحبائه وقبل نفسه  … فغفر أولا لصالبيه ثم غفر للص الذي عيره أولا وآمن أخيرا . ثم أبدى اهتمامه بأمه . وبعد كل ذلك تكلم عن نفسه " يا أبتاه أغفر لهم " قالها وهو منتهى الألم الجسمانى ، كان حقا فى عمق المقاساة من هؤلاء الذين يطلب لهم الغفران !.. ولكن محبته لهم ، كانت أكثر من عداوتهم له ، عداوتهم التى لا توصف ، من عمق بشاعتها  )) ،
ومن موقع الكنيسة المعمدانية في كفرياسيف ، وحول نفس الحدث أنقل التالي ، حول محبة المسيح وهو في منتهى الألم وقمة القهر ، وهومصلوبا .. ((  ولما حضروا به الى الموضع الذي يدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحدا ً عن يمينه والآخر عن يساره ، فقال يسوع  " يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون " ، رغم صراخهم اصلبه ، اصلبه ، اما يسوع قال على الصليب يا أبتاه " اغفر لهم .. " ، فان هذه الكلمة هي : كلمة محبة في ضوضاء البغضه ، كلمة ثقة وهدوء في اوج الألم ، كلمة صلاح في اقصى مظاهر الفجور ، وكلمة ثقة ، لان المسيح لم يمت بأيدي اعدائه بل مات عنهم ، شكرا لك ايها السيد من اجل المحبة التي تجسدت في هذه اللحظة على الصليب .. )) .

المحور الثاني :
الشخصية المحمدية ، وفق الموروث الأسلامي ، شخصية لا تترك لها ثأرا ألا وأخذته ليس بنفس قيمة الأذى ، بل تاخذ هذا الثأر بعنف و بدموية غريبة ، كأن هذه الشخصية ليست هي التي قال عنها القرأن ، ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ / الأنبياء:107 ) فكيف بهكذا رحيم يكون سلوكه عنفا بهذا التوحش .. أما مقتل كعب بن الأشرف ، فهي واقعة تستحق التأمل والتبصير لما بها من أنتقام غير طبيعي ، وكان كعب بن الأشرف ((  .. هو أحد يهود بني النضير ، بل كان قائدًا وزعيمًا من زعماء بني النضير ، وقد قاد حربًا ضروسًا ضد المسلمين ، وكثيرًا ما صرَّح بسبِّ الله  وسبِّ الرسول ، وقد أنشد الأشعار في هجاء الصحابة ، ولم يكتفِ بهذا الأمر ، بل ذهب ليؤلِّب القبائل على الدولة الإسلامية ، وذهب أيضًا إلى مكة المكرمة ، وألّب قريشًا على المسلمين ، وبدأ يذكِّرهم ويتذاكر معهم قتلاهم في بدر ، بل فعل ما هو أشد من ذلك وأنكى - وهو كما نعرف من اليهود ويعلم أن الرسول  مُرسَل من رب العالمين - فعندما سأله القرشيون وهم يعبدون الأصنام ، قالوا له : " أديننا أحب إليك أم دين محمد وأصحابه ؟ وأيُّ الفريقين أهدى سبيلاً ؟ "  ارتكب كعب بن الأشرف – إذن -  مجموعة من الجرائم والمخالفات الصريحة والواضحة للمعاهدة بينه وبين الرسول ؛ لأنه كان من نصوص المعاهدة ألا تُجار قريش ولا تُنصر على المسلمين ، وقد كان ما فعله كعب كفيلاً بأن يأخذ النبي قرارًا في منتهى الحسم ، وهو قرار قتل كعب بن الأشرف ، فقال الرسول  : "مَنْ لِي بِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ ؛ فَإِنَّهُ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ ؟ " .  فقام محمد بن مسلمة وعباد بن بشر وأبو نائلة والحارث بن أوس ومجموعة من الأوس ، وقرروا القيام بهذه المهمة ، وأدوها على أحسن وجه ، وبهذا تخلصت الدولة الإسلامية من أحد ألدِّ أعدائها ، وهو كعب بن الأشرف.  هذا ما جاء في موقع قصة الأسلام / د.راغب السرجاني ))  ، اما عن تفاصيل مؤامرة قتله ، فهي لنا أنها عملية أغتيال مدبرة بليل ، فوفقا لكتاب " فتح الباري في شرح صحيح البخاري " ل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني  ، جاء التالي (( .. فواعده أن يأتيه ، فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم فقالت له امرأته أين تخرج هذه الساعة فقال إنما هو محمد بن مسلمة وأخي أبو نائلة وقال غير عمرو  قالت أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم قال إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة إن الكريم لو دعي إلى طعنة بليل لأجاب قال ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين قيل لسفيان سماهم عمرو قال سمى بعضهم قال  عمرو جاء معه برجلين وقال غير  عمرو أبو عبس بن جبر والحارث بن أوس وعباد بن بشر قال عمرو جاء معه برجلين فقال إذا ما جاء فإني قائل بشعره فأشمه فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه وقال مرة ثم أشمكم فنزل إليهم متوشحا وهو ينفح منه ريح الطيب فقال ما رأيت كاليوم ريحا أي أطيب وقال غير عمرو  قال عندي أعطر نساء العرب وأكمل العرب قال  عمرو فقال أتأذن لي أن أشم رأسك قال نعم فشمه ، ثم أشم أصحابه ، ثم قال أتأذن لي قال نعم ، فلما استمكن منه قال دونكم فقتلوه ثم أتوا النبي فأخبروه .. )) .

القراءة :
1. أرى أن المقولتين فيهما أنعكاس لشخصية القائل ، فشخصية المسيح ، تمثل التضحية من أجل البشرية ، وهذه الشخصية فدائها ليس له حدود ، وأن غفرانه لمن صلبه ، بقوله " يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ( لوقا 34:23 ) " ، ليس غريبا على سلوك المسيح ونهجه وطريقه في الحياة ، وسائل يسأل لم الله يضحي بروحه / حسب المعتقد الأسلامي ، أو بأبنه / حسب المعتقد المسيحي ، والجواب الأمثل على هذا ، هو ما جاء جوابه تاما كاملا ، وفق موقع / المرشد (( .. فمحبة الله للمسيح محبة لا تُحد ولا توصف ، ولكنه برهان على المدى الذى يمكن أن يذهب إليه الله فى إظهار محبته لنا ، فهو مستعد أن يبذل إبنه الوحيد ويُضحى به على الصليب من أجل خطاياك وخطاياى ، قال السيد المسيح " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” يوحنا 3 : 16 " . صحيح أن الله مهتم بالسيد المسيح ، ولكنه مهتم بنا وبمصيرنا الأبدى أيضا  )) .
2 . الشخصية الانتقامية متمثلة في الموروث الأسلامي ، وهذه الشخصية ، هي شخصية دموية متعطشة للأنتقام العنيف ، وبصدد موضوعنا ، ليس الأمر متمثل فقط بمقتل كعب بن الأشرف من قبل صحابة الرسول وبأمر منه ، بل هناك ايضا حالات أخرى متمثلا بها هذا الأنتقام الدموي ، كمقتل " أم قرفة " والتمثيل بجثتها ، فقد جاء في موقع الويكيبيديا ، عن مقتل أم قرفة التالي (( عن عائشة ارتدت إمرأة ( تقصد أم قرفة ) يوم غزوة أحد فأمر النبي أن تُستتاب فإن تابت وإلا قُتلت . وقد ضعف رواية تشويه جثة أم قرفة . وقال الإمام شمس الأئمة السرخسي : والمُرتدة التي قُتلت كانت مُقاتلة ، والمرأة إذا قاتلت تُقتل . وقيل في أحدى الروايات المضطربة أن زيد بن حارثة مَثل بِها عند قتلها وشوه جثتها ، فيقال : ربطها في ذنب فرسين وأجراهما فتقطعت ، وقال الإمام الدارقطني عن هذه الرواية : أن من رواة هذا الحديث مُحمد بن عبد الملك الأنصاري وهو راوي اشتهر بالكذب والتدليس . وفي رواية أُخرى أن من فَعل ذلِك خالد بن الوليد وفي رواية ضَعيفة قيل أن هذا كان في عهد خلافة .. )) .
3 . أن شخصية المسيح ولدت مرتبطة بالمحبة ، وهذا جاء تأكيدا للمعتقد المسيحي الذي يؤمن بأن " الله محبة " ، فهي شخصية بعيدة عن الأنتقام ، فقد جاء في موقع / منتديات الكنيسة ، التالي (( الحب كلمه ليست عاديه انها اقدس كلمه فى قاموس المعاملات يكفيها فخرا انها اسم الله " الله محبه " ويكفى لبيان اهميه الحب قول الكتاب   " من لا يحب لا يعرف الله لان الله محبه / 1 أنجيل يوحنا 4:8 " )) ، لذا أن المقولة موضوعة البحث " يا أبتاه أغفر لهم  .. " ، تأتي من خلال هذا السياق ، أضافة الى هذا ، فهذا الأمر مؤكد أيضا من خلال خطب ومواعظ المسيح لتلاميذه وللجموع التي كانت تسمع له ، التي تؤكد على التسامح والغفران ، فقد جاء في انجيل متى ، ما يلي ((  أما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشرير ، بل من لطمك على خدك الأيمن ، فأعرض له الآخر . ومن أراد أن يحاكمك ليأخذ قميصك فاترك له رداءك أيضاً ومن سخرك أن تسير معه ميلاً واحداً فسر معه ميلين / متى 5 :37 -41 )) ، أذن شخصية المسيح مبنية على التسامح والغفران والمحبة ، خلاف شخصية محمد ، التي أبتعدت عن هكذا مفردات ، بل ذهبت الى أبعد من هذا ، حيث أن هذه الشخصية ربطت حتى رزقها بمبدأ السيف والرمح ، من خلال الحروب والغزوات ، أي بالدم والعنف ، مع أذلال للأخرين ، فيقول الرسول : " بعثت بالسيف بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي " ، وعن هذا الحديث أنقل التالي ، ففي كتاب ، العلل للدارقطني / جزء 9 - صفحة 272  ، جاء ما يلي (( وسئل عن حديث أبي سلمة عن أبي هريرة قال الرسول ، بعثت بين يدي الساعة وجعل رزقي في ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالفني ومن تشبه بقوم فهو منهم فقال يرويه الأوزاعي واختلف عنه فرواه صدقة بن عبد الله بن السمين وهو ضعيف عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة وخالفه الوليد بن مسلم رواه عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن بن عمر وهو الصحيح.)) .
4. ان المسيح فى غفرانه لمن صلبه ، هو ربطا بما قاله في الموعظة على الجبل " احبوا اعداءكم ،… أحسنوا آلي مبغضيكم ، وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم .." ، والذي قدم بها مثالا على فلسفة مسيحية فريدة ، في الطيبة والغفران ، والتي هي فوق إدركنا الأنساني ، وها هو ذا ينفذ بنفسه ما سبق ان اوصى به الناس ، ولا ينفذ هذا الوصايا ألا بنفسه ، وهي " محبة الأعداء " ، ونفذها عمليا ، فى عمق وفى مثالية عجيبة ، وهي في غفرانه لصالبيه  ، ومضطهديه و للمسيئين اليه .. أما الشخصية المحمدية فتقتل من آذاها ، أما عن طريق أصحاب الرسول  أو بيده شخصيا ، وهذا تمثل في قتل الرسول لأحد أعدائه وهو " الغظريف " بيده ، وذلك من خلال موقع السلطة والقوة والقيادة والرئاسة التي يحتلها الرسول ، فقد جاء في موقع www.d1g.com ، حول هذا الموضوع    (( .." الغظريف  " ، هو أبي بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب القرشي ، الحجمي ، المعروف بالغطريف . من شخصيات ورؤساء قريش في الجاهلية ، وأحد كفار ومشركي العرب في بدء الدعوة المحمدية . كان من ألدِّ خصوم النبي وأكثرهم إيذاء له ، وأشدهم استهزاءً به وإحجاجًا عليه .. )) .

خاتمة :
ختاما ، يتضح لنا ، وكما هو جلي ، أن شخصية المسيح ، شخصية واضحة ، ثابتة ، راكزة ، متقدة ، فالمسيح لم تتغير شخصيته ، فلم يكن قاتلا فأصبح مسالما ، ولم يكن عدائيا فتحول الى وديعا ، أنها شخصية بعيدة عن الفصام والأزدواجية والأهواء ، حادة كالسيف ، ولكن حدتها محبة وغفران وتضحية ، لا تتضمن شخصيته تأويلات ، لهذا كانت أقواله نافذة وحدية ، وهذا ما أكده أنجيل متى 5 : 37 (  بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ : نَعَمْ نَعَم ، لاَ لاَ . وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّير ) ، أما بالنسبة للعنف والسيف والقتل ، فالمسيح له طريقا خاصا ، لا يلتقي مساره مع هكذا مفردات ، لأنه بعيدا عن العنف والدموية ، ومثال ذلك .." قبل تسليمه للجنود لصلبه ، دافع عنه بطرس بسيفه .. " ، فقد جاء بالآيات 51 ، 52  من أنجيل متى ( .. وإذا واحد من الذين مع يسوع مد يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه . فقال له يسوع رد سيفك إلى مكانه لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون . ) ، ويشرح هذه الواقعة موقع - سانت تكلا / نقل بتصرف : (  التلميذ يوحنا ، ذكر اسم العبد / الذي قطعت أذنه ، وأسمه ملخس ( يو10:18 ) ، والتلميذ لوقا أكمل القصة ، بأن السيد / أي المسيح ، شفى أذن العبد ( لو51:22 ) . ومن هذه القصة نفهم أن استخدام العنف مرفوض في الدفاع عن الدين ، فحينما يستخدم الإنسان العنف في خدمته تحت ستار الدفاع عن السيد المسيح يكون كبطرس الذي يضرب بالسيف أذن العبد فيفقده الاستماع لصوت الكلمة ، من نستخدم معهم العنف نغلق أمامهم باب الإيمان ، بل كلمات العنف تزيدهم عنادًا .. ) ، ولا أجد شرحا أو توضيحا أكثر بلاغة مما ذكر !! . أما الشخصية المحمدية ، فهي شخصية تنهج ثقافة السيف ، وهذا ما نراه في الأيات المدنية ، وأيضا متمثل في السيرة النبوية والشواهد كثيرة ، فالأية التالية ، ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ / 5  سورة التوبة ) ، تبين لنا الأية السابقة ، سبل قتل المشركين ، وما لفت نظري هو تفسير / بن كثير ، لمفردة  " خذوهم " ، (( .. وقوله :  وخذوهم ، أي : وأسروهم ، إن شئتم قتلا وإن شئتم أسرا  .)) ، أن التفسير السابق ، يبين مدى التعطش الدموي في بنية النص القرأني ، حيث أن النص لم يعطي خيارا للمشركين ، من يهود ومسيحيين و.. ، بل حصره فقط بين القتل والأسر / وما يستوجبه الأسر من مهانة وذل خاصة بالنسبة لوضع النساء الذي سيكون تحت مسمى " السبي " ، وسائل يسأل أين كل هذا من الأية التالية : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ / 125 سورة النحل ) ، التي تدعوا للجدال بطريقة سلمية مع الأخر ، ولكن عمليا ، نهج الدعوة المحمدية ، بكل فعلها وحراكها ووقائعها مخالف لما هو منصوص ومكتوب !! لأن طريقة الجدال الوحيدة المطبقة مع الأخرين / المشركين حسب المعتقد الأسلامي ، هي " لغة السيف " ، ومداد هذه اللغة هو الدم !! .

 

315
                  قراءة نقدية لتقنين " الحج والعمرة " مع أستطراد لثروة أل سعود
المقدمة :                                                                                                                      جاء في النص القرأني ‏( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ‏/‏ آل عمران ‏: 97 ) ، وجاء في الصحيحين / البخاري ومسلم ( عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله يقول : بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان  ) ، أذن الحج ورد ذكر في النصوص والأحاديث ، وما ورد أنفا نماذج لبعض النصوص فقط .                                                                                                                              النص :                                                                                                                          1 - التساؤل .. هل الحج يعتبر فريضة ملزمة وواجبة وفرض ، أي في حالة عدم أدائها تنتفي صفة الأسلام عن المسلم ، أم هي غير فرض ، فأذا أخذنا طريقة ونهج تفسير القرأنيون (*1) ، في الأعتماد على مصدر وحيد للتفسير وهو القرأن ، أرى بكل بساطة ووضوح ، أن الحج وفق أية أل عمران 97 ، لا يعتبر الحج ملزما لأقترانه مباشرة بجملة مسببة ( من استطاع إليه سبيلا ) – ولا تعليق لدي أكثر من هذا ، لأنه لو كان الحج ملزما لما ربط بالجملة المذكورة أنفا .                                                                                                                   2 - أما العمرة فالحديث بشأنها متضارب ومختلف عليه وليس من أتفاق بشأنه ، أولا : البعض يقول مستحبة ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب التالي ( أجمع العلماء على مشروعية العمرة وفضلها  .واختلفوا في وجوبها ، فذهب الإمامان أبو حنيفة ومالك – واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية - إلى أنها سنة مستحبة وليست واجبة ،   واستدلوا بما رواه الترمذي (931) " عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ سُئِلَ عَنْ الْعُمْرَةِ أَوَاجِبَةٌ هِيَ ؟ قَالَ : لا ، وَأَنْ تَعْتَمِرُوا هُوَ أَفْضَلُ "  .)  ، ثانيا : وقد أختلف الصحابة في موضوعة العمرة ، فمنهم من قال أنها واجبة أو هي سنة ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب التالي ( اختلف أهل العلم في العمرة هل هي واجبة أم سنة ؟ فقال بعضهم هي واجبة ، وهذا قول جماعة من الصحابة ، منهم عمر  وابن عباس وزيد بن ثابت  . ومن التابعين سعيد بن جبير وعطاء وطاووس ومجاهد والحسن وابن سيرين  وهو مذهب  الحنابلة والشافعية ، وقال بعض العلماء هي سنة .. ) ، ثالثا : ومنهم من قال العمرة مرة واحدة بالعمر ، وورد هذا وفق موقع / بن باز ، فقد جاء الاتي ( الأدلة متنوعة وهذا في الحج ، والعمرة لها أدلتها ، والصواب أنها "واجبة مرة في العمر" كالحج وما زاد فهو تطوع ؛ لقوله الرسول في الحديث الصحيح لعائشة لما سألته هل على النساء جهاد ؟ قال : نعم . جهاد لا قتال فيه : الحج والعمرة ) ، ولكن من قارءة الحديث نرى أن الأمر مخصص للنساء وليس للرجال !! ، أذن الأستشهاد بحديث عائشة غير دقيق .     
حقائق :                                                                                                                                         ومن أجل قراءة منطقية للبحث ، أود أشير الى الحقائق التالية :                                                                                                                                        1 - أن عدد أولاد وبنات الملك المؤسس للمملكة العربية السعودية / عبدالعزيز أل سعود ، هو 70 ولدا وبنتا ، وعشرات الزوجات ( *2) ، ومئات الأحفاد وأولاد الأحفاد ، ومن المؤكد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك  .                                                             2 – أما بخصوص واردات الحج و العمرة ، فأورد بعض الأحصائيات ، للأعوام 2012 ، 2013 و 2014 ، على سبيل المثال وليس الحصر ، فقد ورد في CNN ، الأحد 05 أكتوبر/ تشرين الأول 2014 ( قد بلغت واردات السعودية من موسم الحج والعمرة للعام 2012 أكثر من 62 مليار ريال " 16.5 مليار دولار" مع زيارة أكثر من 12 مليون حاج ومعتمر للمملكة ، وفقا لما نقلته عنه صحيفة "اليوم" السعودية في عدد سابق. ) ، أما واردات عام 2013 ، ففي موقع / هسبريس الاثنين 14 أكتوبر 2013 - 17:26 ، أنقل التالي ( ذكرت مجلة البريطانية الإيكونوميست ، أن موسم الحج يجلب للسعودية حاليا 16.5 مليار دولار أي حوالي 3٪ من إجمالي الناتج المحلي ) ، أما موقع / المرصد العربي للحقوق والحريات ، فقد ذكر الأتي بخصوص عائدات 2014 ( .. وكانت الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة قد أعدت دراسة حديثة قدرت فيها أن إجمالي أرباح موسم الحج لعام  2014 ، سوف تبلغ 20 مليار دولار. ) .                                                                                                 3 - بالنسبة لثروات  الملوك والأمراء السعوديين ، أنقل التالي على سبيل المثال ، نقل الـ CNN عن المصدر المذكور أن ثروة الأمير سلطان بن عبدالعزيز ( .. تقدر ثروة وتركة سلطان بن عبدالعزيز والتي وزعت على ابناءه تقريبا 270 مليار دولار، ويقول المصدر أن الاموال وزعت لكي يستطيع ابناءه المنافسه على المناصب.
المصدر http://globalpublicsquare.blogs.cnn....me-grows-older ) ، أما موقع بالعربي ، فقد قدر ثروة الملك عبدالله بن عبد العزيز (  تحدث المغرد السعودي المعروف بـ "مجتهد" عبر تويتر اليوم عن التركة التي تركها الملك السعودي الراحل عبد الله وكيف قسمت قائلا : “استكمال تقسيم “ السيولة ” من تركة الملك عبدالله حيث كان نصيب الذكور والزوجات ٨ مليارات ونصف تقريبا بينما نصيب الإناث ٤ مليارات وربع”  . واضاف ذاكرا عدد ابناء وبنات الملك وعدد زوجاته قائلا : “واذا كان عدد الأولاد ١٥ والبنات ١٩ وزوجتان فمجموع السيولة الذي في التركة ٢٢٥ مليار ريال وتقدرالأموال غير السائلة ولم توزع في حدود نفس المبلغ ) ، أما ثروة الملك فهد بن عبد العزيز ، فقد تحدث موقع الحجاز عن هذا ( وتضيف المصادر ، بأن ما تركه الملك من ثروة أكبر بكثير مما كان متوقعاً . فقد قيل أن الملك فهد كان أحد أكبر أثرياء العالم وأنه يمتلك نحو أربعين مليار دولار ؛ لكن الذي ثبت بعد موته أن الأموال فقط تصل الى نحو 190 مليار دولار .. ) .
 القراءة :                                                                                                                                  1 -  أن الحج تمام أنه من أركان الأسلام (*3) ولكنه غير لازم ولا يعتبر واجب ، لأن وروده بأركان الأسلام الخمسة ، جاء غير عاما وغير مطلقا ، بل جاء مقيدا ب ( من أستطاع أليه سبيلا ) ، أما العمرة ، وكما رأينا أنفا ، أنه هناك أختلاف كبير بين كل من بحث فيها ، من صحابة وأئمة وفقهاء وشيوخ وعلماء ، تراوح هذا الأختلاف بين " الأعتمار مرة واحدة في العمر ، أعتبارها سنة مستحبة ، ولكنها غير واجبة ، الى تفضيلها ، الى مشروعيتها . " ،  كما أن الأختلاف والتضادد في وجوب العمرة من عدمها يصب في مصلحة عدم الألزام بها .. أذن أرى أن " الحج والعمرة " خيار للمسلم ، ولو كانت غير ذلك لألزمت عليه ، ولأعتبرت فرضا واجبا في أركان الأسلام .                                                                      2 – تساؤلات .. أين تصب الواردات المتأتية من الحج والعمرة ! ، أتصب في قضايا أنسانية ، أتنفق في دعم المحتاجين من المسلمين ! ، أتصرف في مصلحة شعب المملكة ! ، هل تستخدم في رفع مستوى التحضر في المملكة ، هل تستغل في مشاريع هدفها مساعدة الدول الأسلامية التي حطمتها الحروب كسوريا ، أو تنفق في دول فتكت بها الأمراض وأنتشر بها الجهل كالصومال !!! ، الجواب لا .                                                                                                                             3  - أن القدر الأكبر من هذه الأموال / عائدات الحج والعمرة ، تذهب الى العائلة المالكة ، وأن ما ذكر في ( الحقائق فقرة 3 أعلاه ) ، هو دليل على هذا ، وأن ماذكر هو يخص فقط ثلاث أفراد من العائلة المالكة لأل سعود ، والتي قدرت ثروتهم ب 710 مليار دولار ، فكيف الأمر مع كامل عدد الملوك ، والمئات من الأمراء !! .                                                          4 - كما أن جزءا من هذه الأموال تستخدم في خلق الفتن المذهبية والطائفية ، والتحريض على الحروب الأهلية ، وتغذية التطرف ودعم المنظمات الأرهابية ونشر الوهابية .       
خاتمة :                                                                                                                                        ان هذه الشعائر والطقوس الدينية / الحج والعمرة ، ذات المردود المالي الضخم لا تصب في قنوات الخير والأنسانية والنفع العام ، بل معظمها يصب في مجالات الترف والبذخ والترفيه والمجون لأل سعود ، فبما أنها غير موجبة ومختلف عليها / خاصة العمرة ، فأرى أن عدم الألتزام بها وارد وممكن ، وسيؤدي تركها ، الى أنقطاع الأموال التي تصب و تنهال سنويا على أل سعود وبعشرات المليارات من الدولارات سنويا ، والتي ينفقونها بشكل هستيري ومرضي (*4) ، وستعمل أيضا على تجفيف القنوات المالية التي تغذي الأرهاب والطائفية والتطاحن الفئوي والحروب والمؤامرات والفتن ، وتحجم أيضا من تدخلات السعودية في سوريا واليمن والبحرين والعراق ، وما تتطلبه من أموال ، أما لو أن المسلمين خافوا من عاقبة الأخرى من عدم القيام بهذه الشعائر أو الطقوس ، فأقول :         " أن الله غفور رحيم " .                                                                                                                        ---------------------------------------------------------------------------------------
(*1) جاء في موقع / أهل القرأن ، أن القرأني  ( هو كل من إكتفى بالقرآن وحدة مصدرا للتشريع مصداقا لقولة تعالى " ذلك الكتاب لاريب فيه ، هدى للمتقين وقوله تعالى أولم يكفيهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ، فالقرآني لما سمع هذا الاستفهام الاستنكاري قال بلى ثم قال كفانا يارب الكتاب الذي أنزلته على عبدك ورسولك محمد .. )  .                                                                                                                 (*2) حسب موقع الويكيبيديا .                                                                                                 (*3) بُني الإسلام على خمسة أركان ، تمثل أساس الحياة اليومية للمسلم الحق : النطق بالشهادتين :  وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . إقامة الصلاة :  المواظبة على إقامة الصلوات خمس مرات في اليوم والليلة . إيتاء الزكاة:  إخراج الزكاة للفقراء والمساكين.الصوم:  صوم شهر رمضان الحج: حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً ، مرة واحدة على الأقل في العمر . / نقل من موقع IPTEQ .                                   (*4) ورد في موقع / وطن ، مايلي ( إن عبد العزيز بن فهد هو أصغر أبناء الملك الراحل فهد ، ويقال أنه كان المفضل لديه ، ويعرف عنه حياة البذخ ، حيث ذكرت صحيفة " ديلي ميل " من قبل أنه ترك بقشيش 60 ألف جنيه استرليني في مطعم بجزيرة إيبيزا على البحر المتوسط . ) .



316
                        زواج الرسول من خديجة .. والبحث عن الحقيقة

المقدمة :
كلمات لا بد من البدأ بها :-
أن عدم القدرة على معرفة  حقيقة الأشياء ليس دليلا على عدم وجودها  ..
ومعرفة الأشياء ، أيضا ، ليس قرينة على حقيقة وجودها الفعلي ..
تبقى الحقيقة ، في مسألة الوجود من عدمه ، في كثير من الأحيان رمادية  ..
ويبقى البحث عن الحقيقة ، المنطقي العقلاني هو الفيصل ، وهو مقرونا دوما بطريقة وبنهج باحثي تلك الحقبة الزمنية ، هذا من جانب ، ومرتبطا بظروف المكان والزمان من جانب أخر ..
لكنه ، بكل الأحوال يخضع عموما الى سلطة وقوة الحكام .. 
وأيضا الى تأثير الأصل الديني للأشياء ..
هذه هي طبيعة الحقيقة في التأريخ العربي الأسلامي ..
( كاتب المقال )

الموضوع :                                                                                                                                 " تقول " المراجع ، أن الرسول وهو أبن 25 سنة ، تزوج من خديجة بنت خويلد وهي بالأبعين ، (( عند مراجعة كتب السيرة والتاريخ نجد أن هناك تفاوتاً كبيراً في الروايات التي ذكرت عمر خديجة حين اقترانها بالرسول ، فكان العمر الذي ابتدأت به هذه الروايات ( خمساً وعشرين سنة )  / دلائل النبوة للبيهقي : ج2، ص71  ، بينما العمر الذي انتهت به كان ( ستاً وأربعين سنة ) / انساب الأشراف للبلاذري: ص98 )) ، وتقول مصادر الشيعة أن خديجة عندما تزوجها الرسول كانت بكرا ، وهو كان أول زوج لها ، أي أنه كان الزوج الوحيد لها ، بينما هذه " الحقيقة " لا تتفق مع مراجع أخرى للسنة ، فقد جاء في - المجلسي ، بحار الأنوار ، ج  22 ، ص  191 ، مۆسسة الوفاء ، بيروت -  لبنان ، ما يلي  ( وجد اختلاف بين  الطوائف الإسلامية حول زواج خديجة ، فذهب أهل السنة إلى أن خديجة كانت قد تزوجت قبل زواجها من النبي مرتين فيكون النبي هو الزوج الثالث لها ، بينما عارض ذلك الشيعة وذهبوا إلى كون الرسول محمد هو أول زوج لخديجة وأنها زوجته البكر الأولى ! ) ، وكان وكيلا خديجة في الزواج هما : عمها عمرو بن أسد وأبن عمها ورقة بن نوفل ، ووكيل الرسول عمّه أبو طالب ( هذا حسب الموقع التالي : https://ar-ar.facebook.com ) ، وقد خطبوا كل منهم قبل الزواج خطبة حول الحدث / الزواج ، وكان ورقة بن نوفل ، أبن عمها ، قسا ( .. ورقة قد تنصر وقرأ ما وجد من كتب الأقدمين فاستقر على النصرانية وكان من علمائها .. / نقل من موقع أسلام ويب ) و" المنطق " يقول مادام أبن العم قسا ، فتكون خديجة على دين أبن عمها ، وعن قصة الزواج ، هناك بعضا من " الحقائق " منها ما جاء ، مثلا ، في موقع / ملتقى أهل الحديث      ( ‏حدثنا ‏ ‏أبو كامل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد بن سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏عمار بن أبى عمار ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏فيما يحسب ‏ ‏حماد ‏‏أن الرسول ‏ذكر ‏ ‏خديجة ‏ ‏وكان أبوها يرغب أن يزوجه فصنعت طعاما وشرابا فدعت أباها وزمرا من ‏ ‏قريش ‏ ‏فطعموا وشربوا حتى ثملوا فقالت ‏ ‏خديجة ‏ ‏لأبيها ‏ ‏إن ‏ ‏محمد بن عبد الله ‏ ‏يخطبني فزوجني إياه فزوجها إياه فخلعته وألبسته حلة وكذلك كانوا يفعلون بالأباء  فلما سري عنه سكره نظر فإذا هو مخلق وعليه حلة فقال ما شأني ما هذا قالت زوجتني ‏ ‏محمد بن عبد الله ‏ ‏قال أنا أزوج يتيم ‏ ‏أبي طالب ‏ ‏لا لعمري فقالت ‏ ‏خديجة ‏ ‏أما تستحي تريد أن تسفه نفسك عند ‏ ‏قريش ‏ ‏تخبر الناس أنك كنت سكران فلم تزل به حتى رضي ‏. ‏حدثنا ‏ ‏عفان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏عمار بن أبي عمار ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏فيما يحسب ‏ ‏أن الرسول ‏ذكر ‏ ‏خديجة بنت خويلد ‏ ‏فذكر معناه / هذه الرواية التي ذكرت قد أخرجها الإمام أحمد في مسنده والبيهقي في السنن والطبراني في الكبير بأسانيد مختلفة ) ، وهناك " حقيقة " تقول أن خديجة كانت أولى زوجات الرسول ، فقد جاء في موقع / ويكي شيعة ، التالي ( أن  السيدة خديجة هي أولى زوجات النبي  جاء في الخصال ، عن الإمام الصادق:  تزوج رسول الله  بخمس عشرة  امرأة ، ودخل بثلاث عشرة منهن ، وقبض عن تسع ، فأمّا اللتان لم يدخل بهما فعمرة والسني ، وأما الثلاث عشرة اللاتي دخل بهن فأولهن خديجة بنت خويلد ) . وكانت خديجة ذا جاه ومال وسمعة ، وتعمل بالتجارة ، أما محمد فكان يرعى الغنم ، وقد جاء في موقع / نداء الروح ، ما يلي (  تذكر كتب السير أن أول مهنة امتهنها محمد  كانت رعي الغنم ؛ حيث كان يرعى غنم أبي طالب وذلك من باب شعوره بالمسؤولية وحرصه على تخفيف العبء على عمه الذي كفله ، وورد عنه أنه كان يرعى الغنم أيضاً لمكة لقاء أجر  ) ، ولكنه عندما عمل لدى خديجة أشتغل بالتجارة الخارجية ! ، وقد جاء في موقع / قناة المنار ، التالي ( كما أن الرسول عمل في التجارة الخارجية مع السيدة خديجة عندما أصبح شابا في عمر الخامسة والعشرين .. ) .
القراءة :
لا يحتاج زواج الرسول وخديجة كموضوع ، أكثر مما ذكر في أعلاه ، ولكن الحقائق التي ذكرت تحتاج الى تأكيد :
 1.  أولا - وردت عدة روايات عن عمري الرسول وخديجة ، ولا أحد يدري أي الأعمار أصح ! وأنا ذكرت بعضها في المقال  . ثانيا - أكانت خديجة بكرا عند زواجها من الرسول ، وهل كان الرسول أول أزواجها ، فهذا مختلف عليه بين السنة والشيعة !! ، وليس من رواية مؤكدة متفق عليها ، ولكن أكثر المصادر تقول أنها ثيب . ثالثا - أما حديث الطعام والشراب الذي صنع من قبل خديجة لأبيها وأهلها حتى يقبلوا بمحمد ، هذا أيضا به أشكال كبير ! لأن خديجة خدعت ذويها حتى يقبلوا بمحمد . رابعا - والأمر الخاص حول عدد زوجات الرسول هل هو 15 زوجة ! أم أقل أو أكثر ، وما هوعدد الزوجات الذي دخل بهن .. ! هذه أيضا " حقيقة " لا يمكن البت بها مطلقا . خامسا - وتساؤل كيف لشاب يعمل في رعي الغنم أن يكون تاجرا ، وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب .                                                                                                                ما ورد في أعلاه ، كلها " حقائق " ليس من السهل التأكد منها وفق المنطق العقلي ، أما حسب نهج وتفسير وطرق الفقهاء والشيوخ والمفسرين ، فكل أمر ممكن وجائز !! .                                                                         2 .  أولا - أن القضية المثيرة للجدل ، هي طريقة الزواج نفسها ، فكما هو معروف لا يوجد في تلك الحقبة أي توثيق للعقود ، وتقول المصادر الأسلامية / فيما بعد ، عن عدم مشروطية كتابة عقد الزواج ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب  (  أن الزواج إذا توفرت فيه شروط الصحة وانتفت عنه الموانع ، كان زواجا شرعيا صحيحا حتى إذا لم يوثق ، وكذلك إذا طلق الرجل زوجته وهو مختار .. ) ، ثانيا - السؤال ، بأي طريقة كان الزواج ، وعلى أي معتقد  وأية ملة ، خاصة أن الحدث كان قبل الدعوة المحمدية ! ، أكان زواجا على الطريقة الوثنية الجاهلية ، والرسول لم يركع لصنم ! ، أم كان زواجا حسب العقيدة اليهودية ، وهنا الجواب مستحيل ، لأن أبن عم خديجة قس ! ، وبالرغم من عدم وجود مصادر عن معتقد خديجة الديني ، للتعتيم عليه ، ولكني أرى أن الأحتمال الأغلب : أنه كان زواجا مسيحيا ، خاصة أن الرسول لم يتزوج عليها طيلة تلك الفترة التي تمتد الى 25 سنة ( أستمر زواج النبي من السيدة خديجة قرابة خمسة وعشرين عاما وتوفيت عنه وسنها خمسة وستون سنة وكان عمر النبي وقتئذ خمسين سنة / نقل من موقع مركز الفتوى ) ، ومن المؤكد ، منطقيا أن أهل الرسول ، سوف لا يمانعون بمثل هكذا زواج ، حتى لو كان الزواج مسيحيا ، وذلك لمكانة وسمعة ومال خديجة وأهلها . ثالثا – أما القول أن الرسول لم يتزوج عليها لأسباب منها ، ( الْغَيْرَة وَمِنْ نَكَد الضَّرَائِر ) ، كمثل ما جاء في موقع / الاسلام سؤال وجواب ( روى مسلم في صحيحه (2426) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ :"لَمْ يَتَزَوَّجْ النَّبِيُّ عَلَى خَدِيجَةَ حَتَّى مَاتَتْ "  .قال الحافظ ابن حجر:  وَهَذَا مِمَّا لَا اِخْتِلَاف فِيهِ بَيْن أَهْل الْعِلْم بِالْأَخْبَارِ ، وَفِيهِ دَلِيل عَلَى عِظَمِ قَدْرهَا عِنْده وَعَلَى مَزِيد فَضْلهَا ، لِأَنَّهَا أَغْنَتْهُ عَنْ غَيْرهَا ، وَاخْتَصَّتْ بِهِ بِقَدْرِ مَا اِشْتَرَكَ فِيهِ غَيْرهَا مَرَّتَيْنِ ، لِأَنَّهُ عَاشَ بَعْد أَنْ تَزَوَّجَهَا ثَمَانِيَة وَثَلَاثِينَ عَامًا ، اِنْفَرَدَتْ خَدِيجَة مِنْهَا بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ عَامًا وَهِيَ نَحْو الثُّلُثَيْنِ مِنْ الْمَجْمُوع ، وَمَعَ طُول الْمُدَّة فَصَانَ قَلْبهَا فِيهَا مِنْ الْغَيْرَة وَمِنْ نَكَد الضَّرَائِر الَّذِي رُبَّمَا حَصَلَ لَهُ هُوَ مِنْهُ مَا يُشَوِّش عَلَيْهِ بِذَلِكَ ، وَهِيَ فَضِيلَة لَمْ يُشَارِكهَا فِيهَا غَيْرهَا  ) ، رابعا - أن الحديث الأخير غير مقنع ، لأنه تزوج على عائشة ، بأكثر من 10 زوجات ، وكان الرسول يجلها كثيرا ، ويفضلها ، ولها دورا كبيرا في الاسلام ، فقد جاء في موقع / مركز الفتوى حول عائشة ، التالي  (  أحب زوجات النبي هي عائشة بنت أبي بكر ،  وعن أبيها فعن عمرو بن العاص أن النبي :  بعثه على جيش  ذات السلاسل فأتيته فقلت : أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة ) ، خامسا -  أرى أن لخديجة وعائشة ، تمام الأهمية لدى الرسول ، ولكنه تزوج على الثانية دون أن يفعل ذلك مع الأولى ، فقد قال أبن القيم عن شيخه - بدائع الفوائد ج: 3 ص: 684 ( ومنها أنه سئل عن خديجة وعائشة ايهما أفضل فأجاب بأن سبق خديجة وتأثيرها في أول الإسلام ونصرها وقيامها في الدين لم تشركها فيه عائشة ولا غيرها من امهات المؤمنين وتأثير عائشة في آخر الإسلام وحمل الدين وتبليغه إلى الأمة وإدراكها من العلم ما لم تشركها فيه خديجة ولا غيرها مما تميزت به غيرها ) ، سادسا - نتيجة لما سبق ، أرى أنه كانت هناك قوة معينة رادعة منعت الرسول من أن يتزوج على خديجة ، أعمق وأبلغ من مجرد ما ذكر من أسباب سطحية ! ، وهذه القوة هي سلطة ومال أهل خديجة ، أضافة الى عقد الزواج المسيحي بأشراف القس ورقة بن نوفل ، والأخير له الدور الاكبر في حياة الرسول ، كما أنه ساهم مساهمة كبيرة فيما بعد ببدأ الدعوة المحمدية !! ، خاصة في أستمرار نزول الوحي ، حيث فتر بعد موت ورقة ،    ( فإن الوحي لم ينقطع نهائيا عن النبي في الفترة المشار إليها وإنما فتر كما هو التعبير في الأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرهما . وقد ظل الملك ينزل على النبي ، ولكنه لا ينزل بالقرآن ولهذا جاء في الأحاديث " ثم فتر الوحي" أي تأخر نزول القرآن في تلك الفترة .. / نقل من أسلام ويب ) !! .

أين الحقيقة :                                                                                                                                كل ما كتب في التأريخ الأسلامي ، منذ عهد الرسالة المحمدية ، مرورا بالخلفاء الراشدين ، الدولة الأموية ، الدولة العباسية ، السلطنة العثمانية .. وغير ذلك من العهود والأزمان ، لا يمكن التأكد تماما من حقيقة الأحداث والوقائع التي حدثت ووقعت فعلا خلال فترة حكمها ! ، فالحقيقة كانت ، أما محورة ، أو مزيفة ، أو مغيبة ، أو مشوهة ، أو متناقضة ، أو غير كاملة ، أو الحقيقة أصلا كانت غير موجودة ، وأن وجدت ، فستكون قد كتبت تحت سلطة الدين ، أو وفق أهواء وسيف الحكام ، أو الأثنين معا ، أما حقائق العهد المحمدي ، فقد وضعت معظمها من قبل كتاب " السيرة النبوية " ، المتداولة ، وكلها كتبت بعد موت الرسول بأكثر من قرن الى قرنين من الزمن ، فالرسول توفى عام 11 للهجرة ، بينما أهم كتاب السيير ، قد توفوا ، كما يلي : بن أسحاق توفى 120 للهجرة ، البكائي 183 للهجرة ، بن هشام 218 للهجرة . أما البخاري ، والذي له مصنّفات كثيرة أبرزها كتاب الجامع الصحيح ، المشهور باسم " صحيح البخاري " ، الذي يعد أوثق الكتب الستة الصحاح ، والذي أجمع      " علماء أهل السنة والجماعة " أنه أصح الكتب بعد القرآن ، فأنه توفى عام 256 هجرية .. فأين الحقيقة يا ترى ، أذا كان كل الكتاب لم يعيشوا الحقيقة وقت حدوثها !! ، أو حتى بعد حدوثها بسنوات ، هذا هو السؤال الأهم !! .              لأجله أرى أن نبحث عن " الحقيقة " بنهج عقلاني ومنطقي مرة أخرى ، لغرض التأكد " تماما " من حقيقة كل ما ورد في أعلاه من أخبار وأحداث ووقائع !! .





 

317
                           قراءة .. في مشروع " السيف " و العقلية الأسلامية

المقدمة :
    الكلمة قد تكون أشد ألما وأوجع من السيف ، ولكن يبقى السيف أداة القتل والقهر والدم التقليدية منذ القدم والى الأن ، به تنصر وتنتصر وبه تقهر وتنهزم ، وبواسطة السيف قد تأخذ ثأرا به أو أن تحارب عدوا به ، وهذا السيف ممكن أن  يكون سببا في قتل أنسان غدرا وغيلا ، ويقال عن السيف أيضا بأرتباطه وأقترانه بأسباب بالموت ، كما هو مشار في البيت الشعري التالي :
                    " ومن لم يمت بالسيف مات بغيره *** تعددت الأسباب والموت واحد "                                    ولكن يبقى البيت الشعري لأبا تمام ، القول الفصل والأبلغ والأفصح في هذا الصدد :
                  "  السَّـيْـفُ أَصْــدَقُ أَنْـبَــاءً مِـــنَ الـكُـتُـبِ    فِـي حَــدهِ الـحَـدُّ بَـيْـنَ الـجِـد واللَّـعِـبِ "
ولكننا لم نسمع من أن السيف كان سببا للهداية ! ، ألا أذا كانت الهداية دموية ، وكانت وسيلتها السيف وغايتها الأخضاع للدين ! .

النص :
      نلاحظ في المحاور الثلاثة الأتية ، أستخداما وتفعيلا أساسيا  لمفردة السيف وفي مواضع مختلفة ، تعتبر من مسلمات العقيدة الأسلامية ، وهذا الأستخدام يتوزع في أيات و أحاديث ليس كأشارات ، بل تعتبر دلالة مركزية كمعنى ومضمون وفعل  ، وتتمثل أستخداما وغاية ونتيجة ، وكما يلي :
1- فالسيف في العقيدة الأسلامية ، يتجلى في كثير من القضايا ، فهو أساسا مرتبط بالرسالة المحمدية وبالبعثة النبوية ، لا فرار منه فهو القاعدة والأساس في عبادة الله ، فقد روى الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح حديث عبد الله بن عمر أنه قال : قال رسول الله : " بعثت بالسيف حتى يعبد الله لا شريك له " ، أما  الرواية الاخرى ، فالرسول يقرن السيف ، بنشر الأسلام ، وبالحياة اليومية من رزق ، وبالعلو والرفعة .. حيث يقول " بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذَّلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم " .. أذن للسيف وجود في البنية النصية للقرأن والحديث ، بأجماع النصوص . ( أخذ نص الروايتين من موقع المنبر مع أضافات الكاتب ) .
2- بقى السيف مقرونا بالدين منذ فجر الدعوة المحمدية ، حيث أستخدم في صدر الرسالة المحمدية بنشر وتثبيت الرسالة من خلال غزوات الرسول (*1) مثلا ، وحقق الرسول بواسطته مردودا ماليا لجماعته ، وكان له وبنفس الوقت ، الخمس من الغنائم في كل غزوة ( أداء الخُمس من المغنم هو شعيرة إسلامية من الفرائض ، ويعني دفع خُمس الغنائم التي يحصل عليها المسلمون نتيجة الحرب مع الكفار ودفعها لأصناف وردت في القرآن " وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " / 41 سورة الأنفال ) .. فالسيف هنا واسطة لتحقيق كسبا ماديا عن طريق الحصول على غنائم الغزوات .
3- والسيف أخذ منطلقا أخرا وسلك منهجا مغايرا فيما بعد ، وذلك عن طريق توظيفه في " السياسة والتحكيم " ، بعيدا عن الدين والمعتقد ، وكما حدث في موقعة صفين (*2) بين جماعة " علي أبي طالب " وجماعة " معاوية بن أبي سفيان " ، عندما قبل علي بن أبي طالب بالتحكيم و قال قوله المأثور " كلمة حق يراد بها باطل "، " وانطلق الخوارج يكفرون من يخالفهم الرأى بما فيهم الأمام علي نفسة لانة قبل بالتحكيم واوقف القتال مع جيش معاوية رافعين فى وجهه الأية الكريمة " إن الحكم إلا لله " فقد رأوا فى تصرف الامام علي علمانية فقد فصل القرار السياسي عن النصوص الدينية ، فهم يرون ان معاوية وجيشة بغاة يجب قتالهم وفقا للنص القرأنى ولكن على بن ابى طالب خالف الامر وقبل بتحكيم عمرو بن العاص وابو موسي الأشعرى اذن فقد حكّم الرجال فيما حكم فية القرأن فهو كافر !!! هكذا والغريب ان معظم هؤلاء الذين خرجوا على الامام علي هم من " القراء "  اى حفاظ القرأن .. / نقل بتصرف من موقع أهل القرأن " .

القراءة :
أولا  - أن السيف ربط بالأسلام منذ أول غزوة غزاها الرسول ، " غزوة ودّان – سنة 2 هجرية " ( هي أول غزوة قام بها الرّسول بنفسه ، وقد كانت في شهر صفر ، في بداية اثني عشر شهراً من السّنة الهجريّة ، وقد حمل لواء هذه الغزوة حمزة بن عبد المطلب ، وقد لونه أبيضاً ، واستخلف النّبي المدينة سعداً بن عبادة ، ثمّ خرج في المهاجرين ، ولم يكن فيهم أنصاريّ واحد ، وذلك لكي يعترض عيراً كانت لقريش .. / نقل من موقع موضوع . كوم ) ، وكان السيف سيرة وحياة وفروسية في المفهوم القبلي ، وأنجر هذا المفهوم على الأسلام أيضا ، ولوحظ هذا كما جاء في الحديث التالي ( الحديث الثامن عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن الرسول قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى رواه البخاري ومسلم  .) ، فالسيف ليس أستخداما أنيا أضطراريا أذن ، بل هو ثقافة ونهج وحياة ، وأقرارا قهريا بنبوة الرسول كزعامة وسلطة وألا الموت بحده  ! . ثانيا -  كان للسيف الدور المحوري و الأهم والمركزي في نشر الأسلام ومن ثم تثبيته ، وحروب الردة أبلغ حدث على ذلك ،  وعندما رفعت المصاحف على أسنة الرماح في موقعة صفين / هي المعركة التي وقعت بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة 37 هـ  ، كان أقتران السيف بمحور السلطة وليس الأسلام ، لأن الدعوة المحمدية أنتهت بموت الرسول ، وكل ماحدث بعد وفاة الرسول هو تناحر وصراع سلطوي على الحكم ! ، لأجله تغير النهج بأتجاه المصالح الدنيوية  بعيدا عن الشأن الأخروي ! ، وليس بأتجاه العقيدة ! ، لذا أكتسب السيف مفهوما أخرا مختلفا نهجا ووسيلة وغاية . ثالثا -  أنجر مفهوم السيف بصيغة أخرى ، فارى من المدلول التأريخي للسيف وتوظيفه في النص الأسلامي ، جعل منه موضوعا مؤثرا في الخطاب الأسلامي ، فالخطب تحوي صيغه ، مثلا " أللهم رص صفوفنا ووحد سيوفنا .. " ، وكذلك أستخدم في العزة والكبرياء في تفضيل الموت بضربة سيف عن الذل ، ومثال ذلك ، كما جاء في موقع / ملتقى أهل الحديث ، عن الصحابي عبدالله بن الزبير :  ( أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني بمكة حرسها الله تعالى ثنا علي بن المبارك الصنعاني ... ثنا القاسم بن معن عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما مات معاوية تثاقل عبد الله بن الزبير عن طاعة يزيد بن معاوية وأظهر شتمه فبلغ ذلك يزيد فأرسل أن يؤتى به فقيل لابن الزبير يصنع لك أغلالا من ذهب فتسدل عليها الثوب وتبر قسمه والصلح أجمل فقال لا أبر الله قسمه ثم قال : .. " ثم قال والله لضربة بسيف في عز أحب إلي من ضربة بسوط في ذل " ) . رابعا  - أن حصاد تأريخ السيف كان مأساة ، تتكرر بدمائها في بعض الحقب الأسلامية ، منذ غزوات الرسول ولحد الأن ، مستندة على موروث عقائدي من النصوص ، والسؤال ، هل سيبقى السيف حاجة ديمومية للمسلم والأسلام ، الجواب لا وذلك لأننا ليس في نفس الظروف الزمانية والمكانية للأسلام المبكر ! من نشر الدعوة وحروب الردة والخلافات السلطوية .. ألا أذا كان رجال الأسلام في وضع هو قتل كل المخالفين الرافضين للأسلام ، فقد جاء في موقع / مركز الفتوى ( .. جاء في الموسوعة الفقهية :   يجب على المسلمين دعوة الكفار إلى الإسلام ؛ لقول الله تبارك وتعالى : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ـ ولا يقاتلون قبل الدعوة إلى الإسلام ؛ لأن قتال الكفار لم يفرض لعين القتال ، بل للدعوة إلى الإسلام .. ) ، أن الأية السابقة مقتطعة من سورة النحل 125 – 128 : " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) " .. وشرحها مختصرا يعني ، أن قتال الكفار يتأتى كمرحلة ثانية بعد الدعوة للأسلام ! ، وتساؤلي ، أن هذا الأمر ممكن قبوله في زمن الرسول ، لعدم وجود معلوماتية كافية عن الأسلام ، أما الأن فالأسلام معلوم ومعروف ولا يحتاج الى دعوة مقرونة بالسيف / القتل ، كما أن المسلمين أنفسهم يتركونه الى الألحاد أواللادينية و الى المسيحية ، لكثرة الغيبية واللامنطقية في نصوصه ! وهل الأسلام يستوجب رفع السيف بوجه مئات الملايين من البشر التي ترفض الأسلام من أجل الهداية ، وهذا يعني نحن أما بحور من الدماء !! . 

الخاتمة :                                                                                                                                    هل في فكر وعقل بعض المسلمين " سيف صغير أو مشروع مصغر لسيف " ! ، سيف موجه على رقاب الكفار من مسيحيين ويهود !! والمختلفين مع المسلمين بالمعتقد والرأي والفكر !! ، وحتى من المسلمين من غير الطوائف والمذاهب والفرق ! هل هذا السيف هو تكدس تأريخي لموروث المعتقد الديني منذ عهد الأسلام المبكر ، هل هذا السيف المصغر ، قابل للنهوض والظهور عند أي فعل ! ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ، لم هذا الغيل والكره المنبثق من بعض المسلمين  مع أي تماس فكري أو في أي ظهور معتقدي مخالف ! ، وهل هذا السيف هو ردة فعل للنصوص الدينية التي تؤكد عليه / كما تم ذكره في أعلاه ، وهل من الممكن من هذ السيف أن يتطور الى سيف بالمفهوم الطبيعي ، مما يؤدي الى نموه وتطوره خلاصة الى القتل والتوحش .. وهذا التطور هو نفسه أيدولوجية المنظمات الأرهابية الأسلامية كالقاعدة وداعش وأخواتها !! وأستشهد هنا بحديث ل عصام طاهر البرقاوي أو كما يلقب بـ أبي محمد المقدسي ، لوكالة سي أن ان في 13.6.2015 ، الذي يعتبر من أبرز منظري تيار السلفية الجهادية . ويعتبر أستاذ لأبي مصعب الزرقاوي عندما جمعهما السجن.  ( .. ولكن إذا جرّدنا القرآن من القوة فلا قيام له ، وكذلك إذا جرّدنا السيف من القرآن أصبح سيف بلا أخلاق ، بلا ضوابط وبلا أصول ، سيف بلا قرآن لا يصلح ، يجور ، والنبي يقول : " من خرج على أمتي بالسيف لا يفرق بين برها وفاجها فليس مني ولست منه " ، ولذلك الخروج بالسيف وحده ضلالة عظيمة ، لا بد أن يهذب ويوجه هذا السيف حسب أخلاق وضوابط القرآن ، وديني يمنعني التخلّي عن القوة ، ولكن هي قوة حسب ضوابط القرآن ) .. وأعتقد أن هذا الحديث هو أكبر دليل و أبلغ قرينة على أقتران السيف بالقرأن ، لأنهما يعملان سوية ، وأرى أعتبارهما " وجهان لعملة واحدة " ، ومن ناحية أخرى ، هل للسيف أن يهذب من قبل القرأن الذي أوجده كمفهوم وكمنطق ! ، وهناك محور ديني أخر مبتعد عن الأسلام وعن أيدولوجية السيف ، وهي المسيحية ، وأستشهد هنا بقول المسيح ( .. فعند القبض على المسيح ، استلّ بطرس سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه . حينئذٍ قال له المسيح : " اجعل سيفك في غمده لأن كلَّ مَن يأخذُ بالسيف ، بالسيف يهلك " متى  26 : 51-52 ... )  نستنتج عامة ، أن المسيح والرسول ، دينا ومعتقدا ، فكرا وشخصية ، نهجا وسلوكا ، مختلفين ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ، الأغرب من كل هذا أن الأثنين مرتبطين معا بالسيف ، فبينما الرسول جاء بالسيف وبالسيف سوف يذهب !! / وهذا السيف ممكن أن يشرع من غمده بأي رد فعل ، أما المسيح فترك محبة بقوة السيف بقوله (*3) : " أحبوا بعضُكم بعضاً ، كما أنا أحبَبتُكم " ! .
------------------------------------------------------------------

(*1) فقد جاء في مركز الفتوى – نقل بتصرف / فقد ثبت في الصحيحين أنه قيل لزيد بن أرقم : كم غزا النبي من غزوة قال : تسع عشرة ، قيل : كم غزوة أنت معه ؟ قال سبع عشرة قلت ، ـ القائل هو ابو اسحاق السبيعي الراوي عنه - فأيهم كانت أول ؟ قال : العسيرة أو العشيرة . ونقل أهل السير أن غزواته خمس وعشرون وقيل : سبع وعشرون وقيل : تسع وعشرون . وذكر الحافظ ابن حجر بعدما ذكر هذه الأقوال أوجهاً للجمع بينها ، منها أن الذي ذكر العدد الكثير عدَّ كل وقعة على حدة وإن تقاربت مع غيرها في الزمن ، وأن الذي ذكر العدد القليل أو المتوسط ربما جمع الغزوتين المتقاربتين زماناً فعدهما غزوة واحدة كالخندق وبني قريظة، وكحنين والطائف . وأما السرايا فهي أكثر من الغزوات ، والخلاف فيها أكثر فهي من نحو الأربعين إلى السبعين ، وقال الحافظ في الفتح في آخر كتاب المغازي " وقرأت بخط .. أن مجموع الغزوات والسرايا مائة ، وهو كما قال " . أنتهى                             (*2) فقد جاء في موقع الويكيبيديا / عن موقعة صفين : هي المعركة التي وقعت بين جيش الأمام علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة 37 هـ ، بعد موقعة الجمل بسنة تقريبا . على الحدود السورية العراقية والتي انتهت بعملية التحكيم في شهر رمضان من سنة ثمان وثلاثين للهجرة . عندما استلم علي بن أبي طالب الحكم ، امتنع معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام عن مبايعته خليفة للمسلمين حتى يقتص من قتلة عثمان ، ولكن علياً أصرّ على المبايعة أولاً ثم القصاص من قتلة عثمان . فانطلق خليفة المسلمين الإمام علي بن أبي طالب من الكوفة في العراق يريد أهل الشام الذين امتنعوا عن مبايعته ، حيث كان معاوية يرى أن تسليمه قتلة عثمان لأنه وليه يجب أن يتم قبل مبايعته لعلي ، أما علي فكان يرى أن مبايعة معاوية ( وكان آنذاك والياً على الشام ) يجب أن تتم أولا ، ثم ينظر في شأن قتلة عثمان بحسب المصلحة والقدرة .
(*3)من خطاب السيد المسيح لتلاميذه بعد العشاء السرّي ، وهو خطاب الوداع ، كشف لتلاميذه عن تعاليمه وسلّمهم وصيته الأخيرة التي وصفها بالوصية الجديدة : " أُعطيكم وصيةً جديدة : أحبوا بعضُكم بعضاً . كما أنا أحبَبتُكم ، أحِبُّوا أنتم أيضاً بَعضُكم بَعضا . إذا أحبّ بعضُكُم بعضاً عَرَف الناس جميعاً أنكُم تلاميذي " (يوحنا ١٣: ٣٤) ، وهي وصية : " المحبة " . وختمها بالصلاة الكهنوتية وقد توجّه فيها إلى أبيه السماوي وسأله أن يوحٰد ما بين المؤمنين به قائلاً : "ليكونوا واحداً كما نحن واحد" (يوحنا ١٧: ٢٢) / نقل من موقع أبونا .


318
                    قراءة في .. هل القرأن المثبت في " اللوح المحفوظ " يطابق قرأن اليوم !

                 "  أكثر شخص مكروه عند الناس هو الذي يقول الحقيقة  " .. أفلاطون

المقدمة :
     أن مواجهة الحقيقة ، رغم فداحة وصعوبة  الأمر ، أسهل  أمرا من الهروب منها / لأن الهروب يعني التيه والضياع ، وهذا القرار هو الأصعب حياتيا من الناحية المجتمعية ، والأهم فكريا من الناحية العقلية .. أحيانا لا يميل الناس الى معرفة الحقيقة ، وذلك لأنهم لا يرغبون برؤية  " أيقوناتهم "  ، التي رسموها ، ثم أمنوا بها منذ مئات السنين أن تتحطم بلحظة !  من جراء مقالة أو بحث أو من خلال محاضرة ملقاة في ملتقى فكري ،  ! ، وكأن الأمر كمن يفقد المرء لألبسته بلحظة ويصبح عاريا فجأة !! ، ولكن أن تبقى عاريا لفترة ، أفضل بان تبقى أعمى مقاد من قبل الأخرين دهرا !.

النص :
* في العقيدة الاسلامية ، كل فعل أو حدث ، بل أي أمر ، مقدر ومكتوب ! ومحفوظ عند الله في في كتاب ، يدعى    " اللوح المحفوظ " ، ويبين موقع / طريق الأسلام ، عن اللوح المحفوظ ، ما يلي (( أم الكتاب ، وهو الكتاب المبين ، وهو كتاب الأقدار ، وفى مسلم في صحيحه (2653) عن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله  قال :       " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء"  )) .
وقد ورد في القرأن عدة أيات تؤكد هذه الحقيقة منها :  " بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ "  ( البروج : 21- 22 ) ، وقال تعالى:  " إنا جعلناه قرآناً عربيًّا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب " ( الزخرف: 3-  4 ) ، وقال تعالى : " ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب "  ( الحج:  70 ) ، وقال تعالى : " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها " ( الحديد: 22 ). . بحثي المختصر هو قراءتي الخاصة بالقرأن المحفوظ لدى الله ، ضمن " اللوح المحفوظ " ..
* بداية ، بالنسبة لكلمة " لوح " ، فقد قال ابن منظور (( أن اللوح - كل صفيحة عريضة من صفائح الخشب . وقال الأزهري : اللوح صفيحة من صفائح الخشب والكتف إذا كتب عليها سميت لوحا  .واللوح الذي يكتب فيه . واللوح : اللوح المحفوظ  ، وفي التنزيل  { في لوحٍ محفوظٍ }  يعني : مستودعٌ مشيئات الله تعالى  . وكل عظم عريض : لوح  .والجمع منها : ألواح  .قال ابن كثير : في لوح محفوظ أي : هو في الملإ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل . " تفسير ابن كثير "  ( 4 / 497 ، 498 )  . وقال ابن القيم  :وقوله      { محفوظ } : أكثر القراء على الجر صفة للوح ، وفيه إشارة إلى أن الشياطين لا يمكنهم التنزّل به لأن محله محفوظ أن يصلوا إليه ، وهو في نفسه محفوظ أن يقْدِر الشيطان على الزيادة فيه والنقصان  .فالله حفظ محله ، وحفظه من الزيادة والنقصان والتبديل ، وحفظ معانيه من التحريف كما حفظ ألفاظه من التبديل ، وأقام له مَن يحفظ حروفه مِن الزيادة والنقصان ، ومعانيه مِن التحريف والتغيير . " التبيان في أقسام القرآن " ( ص 62 )  .أما ما جاء في بعض كتب التفسير ، أن اللوح المحفوظ في جبهة " إسرافيل " ، أو أنه مخلوق من زبرجدة خضراء ، وغير ذلك فهو مما لم يثبت ، وهو من الغيب الذي لا يقبل إلا ممن أوحي إليه منه بشيء .. )) هذه
بعض التفاسير التي وردت من عدة مصادر ومراجع عن " اللوح المحفوظ  " ، نقل بعضها بتصرف من موقع - الأسلام سؤال وجواب .
 
القراءة :
1. أضاءة - كما هو مجمع عليه أن النصوص القرأنية ، أنها غير ثابتة ، وذلك لأن بعضها " نسخ " !! ، وقبل أن أسرد أولى أضاءأتي حول الموضوع ، أود أن أعرج قليلا على مفهوم الناسخ والمنسوخ (( .. النسخ هو رفع الحكم الشرعي ، بخطاب شرعي . وعلى هذا فلا يكون النسخ بالعقل والاجتهاد ، ومجال النسخ هو الأوامر والنواهي الشرعية فحسب ، أما الاعتقادات والأخلاق وأصول العبادات والأخبار الصريحة التي ليس فيها معنى الأمر والنهي ، فلا يدخلها النسخ بحال ، وقد حدَّد أهل العلم طرقًا يُعرف بها الناسخ والمنسوخ ، منها : النقل الصريح عن النبي ، أو الصحابة ، فمن أمثلة ما نُقل عنه / أي الرسول ، قوله : كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزروها )  رواه  مسلم ) . ومن أمثلة ما نُقل عن الصحابة ، قول أنس في قصة أصحاب بئر معونة : ونزل فيهم قرآن قرأناه ثم نُسخ بَعْدُ ، بلِّغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضيَ عنا ورضينا عنه)  رواه البخاري ) ، ومن طُرق النسخ أيضًا إجماع الأمة ، ومعرفة تاريخ الحكم المتقدم من المتأخر.  ولا بد من الإشارة إلى أن النسخ لا يثبت بالاجتهاد ، ولا بمجرد التعارض الظاهر بين الأدلة ، فكل هذه الأمور وما شابهها لا يثبت بها النسخ.  )) / نقل بتصرف من موقع أسلام ويب . وتساؤلي هنا هل اللوح المحفوظ الموجود عند الله ، قبل وقائع النسخ أو بعده ! ، فأذا كان بعده ، أما كان الباري يعلم وهو علام الغيوب وفق كثير من النصوص (( منها : ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) النمل/65 ، وقوله : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) الأنعام/59.  )) ، أن هكذا نصوص سوف تنسخ ! فلم أنزلها بالصيغة التي قبل النسخ ! ، وهو يعلم بتغير الظروف وهو " العالم بتغير الاحوال !" ، فكان من الأولى أن تنزل بالصيغة التي بعد النسخ ! . أما أذا كان القرأن المثبت في اللوح المحفوظ الموجود عند الله بصيغته قبل النسخ ، فهذا يعني أن الله قد قام " بتحديث النصوص" ، لكي تتطابق مع قرأن اليوم ! ، وهذه أشكالية ، فكيف الله يتبع تغييرات النسخ ، وهي أفعال أرضية دنيوية من قبل " الرسول " !! أو من قبل " إجماع الأمة " !! .
2. ولدي أضاءة مبنية على الأضاءة الأولى ، وهي ، كيف يستلم الله تحديث النصوص بعد النسخ ، هل كان الرسول  يرسلها لله مع الوحي جبريل ، وهل كان الرسول يرسلها شفاهة لأنه ( أمي ) ! أم كان يرسلها كتابة ، ومن كان الكاتب ! لأن كتبة الوحي كثر منهم (   قال ابن القيم  :فقد ذكر أهل السيرة أسماء الصحابة الذين كانوا يكتبون الوحي أو الرسائل للرسول صلى الله عليه وسلم وهم : أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام ، وعامر بن فهيرة ، وعمرو بن العاص ، وأبي بن كعب ، وعبد الله بن الأرقم ، وثابت بن قيس بن شماس ، وحنظلة بن الربيع الأسيدي ، والمغيرة بن شعبة ، وعبد الله بن رواحة ، وخالد بن الوليد ، وخالد بن سعيد بن العاص ، وقيل : إنه أول من كتب له ، ومعاوية ابن أبي سفيان ، وزيد بن ثابت - وكان ألزمهم لهذا الشأن وأخصهم به / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) ، هذه تساؤلات تحتاج لأجوبة عقلية ومنطقية ! .
3. أضاءة - بالرغم من أن قرأنيا ، أن الأسلام ألغى ما قبله من أديان ، وفق الأية ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / (19) أل عمران ) ، ولكن من جهة أخرى ، وبذات السورة ، أعترف القرأن بالكتب السماوية الأخرى لليهود والمسيحيين ، كقوله " نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3) أل عمران " .. وتساؤلي ، لماذا الله أحتفظ في اللوح المحفوظ بالقرأن دون غيره من الكتب كالتوراة و الأنجيل !! ، وهي كتب سماوية ! والله لديه ( أم الكتاب ، وهو الكتاب المبين ، وهو كتاب الأقدار ) !! ، أما كان منطقيا أن تكون كل الكتب المذكورة في اللوح المحفوظ حالها حال القرأن ! وتساؤل أخر / ليس نحن بصدده ، لماذا القرأن ينكر الأديان من جهة ، ويعترف بها من جهة أخرى !!! .
4. أضاءة أخرى ، لماذا كَتب الله كل شيء في اللوح المحفوظ ، مع أن الله لا يضل ولا ينسى ، فقد جاء في موقع / منتديات كل السلفيين – نقل بتصرف ، (( .. من الثابت في أصول العقيدة الإسلامية أن الله سبحانه وتعالى متصف بصفات الكمال ، ومنـزَّه عن صفات النقص ، وقد قال تعالى مقررًا هذه العقيدة غاية التقرير ( ليس كمثله شيء(  - الشورى:11 ، وقال سبحانه أيضًا : ( أفمن يخلق كمن لا يخلق  (- النحل:17 ؛ والعقل يقتضي كذلك ، أن الخالق غير المخلوق .. )) ، ولكن من جهة اخرى ، أن القرأن وفق أحدى نصوصه يبين صفة النسيان لله ، وفق ما جاء بالأية التالية : ( نسوا الله فنسيهم - سورة التوبة:67 ) ، وبنفس الوقت الأية الأخيرة تقاطع الأية التالية ، التي تؤكد على محو صفة النسيان عن الله ( وما كان ربك نسيا  / سورةمريم:64 ) . وهنا يبرز تساؤل ، لم لم تنسخ أحدى الأيتين السابقتين ! ، وذلك من أجل أبقاء صفة النسيان لله أو محوها ! .
5. أضاءة - ما هو أسلوب الحفظ عند الله ، أيستطيع أي فرد مهما علت منزلته العلمية أن يخبرنا بها ، وحتى قصة (  .. أن اللوح المحفوظ في جبهة " إسرافيل " ، أو أنه مخلوق من زبرجدة خضراء ، وغير ذلك فهو مما لم يثبت ، وهو من الغيب الذي لا يقبل إلا ممن أوحي إليه منه بشيء .. ) ، ألغيت كوسيلة حفظ بتأكيد المراجع ! ، أذن قصة " اللوح المحفوظ "  أمرا لا عقليا ! ، لا دليل عليه ! ، ولا برهان به ! ، ولا قرينة مقرونة به ! ، ولا حجة ترتبط به ! .
6. أضاءة أخيرة ، لوتركنا الأضاءأت السابقة جانبا ، فأي من المصاحف القديمة تطابق قرأن اليوم : هل تتطابق مثلا مع مصحف عائشة أو مصحف حفصة أو مصحف فاطمة (( الذين يتهمون الشيعة بأن لديهم ( مصحف ) خاص هو مصحف فاطمة ، ويتهمون الشيعة بأنهم يقولون بتحريف القرآن ، عليهم أن يرجعوا إلى مصادرهم ، ويقرأوها جيداً ، وليعلموا أن لو كان للشيعة مصحفاً .. فلهؤلاء مصحفان ، هما مصحف ( عائشة ) ومصحف     ( حفصة ) ، وفيهما من الآيات والكلمات المخالفة للمصحف الحالي ما يلفت النظر .. / نقل من منتديات الدفاع عن الصحابة )) ، أو تتطابق مع مصحف علي بن أبي طالب (( .. وبعد أيام من أحداث السقيفة ، وهجومهم على بيت علي وفاطمة ، دخل علي الى المسجد وهم مجتمعون فوضع القرآن الذي كتبه في وسطهم وقال لهم إن النبي أوصاكم بالكتاب والعترة فهذا الكتاب وأنا العترة ، فقالوا لا حاجة لنا به ! فأخذه وقال : لن تروه بعد اليوم ../ نقل بتصرف من مركز الأشعاع الأسلامي )) ، أو تتطابق مع مصحفي أبي بن كعب ومصحف بن مسعود (( .. كان ترتيب مصحف اُبي بن كعب قريبًا من مصحف ابن مسعود ، غير أنّه قدّم سورة الأنفال ، وجعلها بعد سورة يونس وقبل سورة براءة ، وقدّم سورة مريم والشعراء والحج على سورة يوسف .. / نقل من مركز هدى القرأن )) ، أو تتطابق مع مصحف عثمان بن عفان (( .. جدد الداعية المصرى ، خالد الجندي ، الجدل حول مصحف عثمان بن عفان ، عندما أكد في لقاء تليفزيوني ( برنامج الدين والحياة ، على فضائية الحياة المصرية ) ، أن الخليفة الراشد حرق النسخة الأصلية من القرآن الكريم خوفًا من التحريف . وأوضح "الجندى" أن النسخة الأصلية في عهد عثمان ، كانت مع السيدة حفصة ، بعدما تسلمتها من عمر بن الخطاب بعد وفاته ، فطلب منها الخليفة الراشد ، أن يأخذها حتى ينسخ منها عدة نسخ ، وقال إن عثمان وزع النسخ على مكة والمدينة وبلدان الفتوحات الجديدة      ( الكوفة.. البصرة.. الشام ) ، وبعدما تأكد عثمان ، من إنهاء عملية النسخ بطريقة سليمة ، تم حرق النسخة الأصلية ، بحجة عدم تحريفها أو التشكيك في باقي النسخ / نقل بتصرف من صحيفة عاجل الألكترونية )) ، والسؤال هنا أي من المصاحف المذكورة / التي وردت على سبيل المثال وليس الحصر ، تطابق النسخة الموجودة في اللوح المحفوظ  عند الله !! .
 
كلمة :
أن تحطيم الأيقونات / وموضوعنا أحدها ، عملية مفزعة ، لأنها تلغي جانبا من معتقداتنا الموروثة ، التي تعايشنا معها ردحا من الزمن ، وأن مجرد التفكير بهذا الأمر في بعض الأحيان يشعرنا بحالات من التيه الفكري ، وأن هذا الخوف والفزع ، حالة عادية لكل منا ، فكل منا يشعر بالخوف والقلق من جراء تأكيد أو ألغاء مواضيع معينة ، كان مؤمنا بها العامة منذ عدة قرون ، ولكن الفرق بين شخص وأخر ، هو أن احدهم يقرر مواجهة خوفه ويتغلب عليه ، لكي يحيا صادقا مع نفسه ، والأخر يعيش تائها ضائعا مكبوتا داخل قمقم الغيبيات والأساطير واللاعقل !
.




319
                          السعودية ثورة حبلى بأنقلابات ..  " رؤية "                         

     السعودية التي سبتت لعشرات العقود ، شريعة ومذهبا وحكما ونظاما ومجتمعا / قبليا ، وطريقة بيعة أولى الأمر ، أنتفضت مرة واحدة بصيغة ثورية ، الثورة بتدبير من الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز ، ودائرته الضيقة ، بالرغم من معانات الملك الصحية ( فقد نقل موقع قناة العلم في الإثنين ٢١ مارس ٢٠١٦ ، أن الملك سلمان مصاب بتلف خلايا دماغي ملكي لا شفاء منه ، المرض هو « العته الوعائي » او « الخرف » ، الأمر بدأ العام  2008 ، وهي أحد اكبر اسرار المملكة ، جريا على ما كانت عليه امراض من صعدوا الى العرش قبله في شيخوختهم ، مع فارق وحيد ان اسلافه الملك سلمان عانوا في ابدانهم ، وامكن التعايش مع امراضهم ، وليس في ادمغتهم .. ) ، لكنه كسر تقليد العائلة المالكة !! ، بطرق مكشوفة وواضحة لدى القاصي والداني !! ، وسأشير في التالي ببعض الأضاءأت حول الوضع السعودي / رؤيتي الخاصة :                                                                                                                                                                                                                                                            1 . الثورة .. بدأت بأقصاء الأمير مقرن بن عبد العزيز / أصغر أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن سعود من ولاية العهد ! - في 29 أبريل 2015  ، وأختيار الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ولياً للعهد ، وتعيين نجل الملك ، الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد ، وكان كل ذلك حركة تمويهية ، من أجل أعتلاء الأمير محمد العرش ، وكانت هذه العملية هي بواكير شرارة الثورة ، التي ظهرت ملامحها بالأفق ، وكل مؤشراتها أخذت تتمركز بأن كل الأمور ستتهيأ للملك القادم / محمد بن سلمان ، الذي كان في حينه لم يكمل عامه الثلاثين ، الملك سلمان أنقلب على هيئة البيعة (  وهي هيئة سعودية تعنى بأختيار الملك  وولي العهد وولي ولي العهد ، وتتكون من أبناء وأحفاد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود ، ولقد أسست الهيئة في 20 أكتوبر 2006  ، وكان يرأس الهيئة الأمير مشعل بن عبد العزيز آل سعود حتى وفاته في 3 مايو 2017 ، ولم يتم تعيين رئيس لها بديل عنه ) ، وذلك بزج الأمير المدلل في خضم الوصول الى سدة الملك ، بالرغم من وجود من هو أحق منه في أعتلاء العرش! .                                                                                                                                                                             2 . الأنقلاب الأول ، هو تعيين الأمير محمد بن سلمان من " وليا لولي العهد " الى " وليا للعهد " بعد موافقة 31 من أصل 34 من أعضاء هيئة البيعة ، وأقصاء الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد ، وهذا هو الأقصاء الثاني في كابينة ولاية العهد ! ، وكان ذلك في في 21 يونيو 2017 ، وتم وضع الأمير محمد بن نايف تحت الأقامة الجبرية ، وللعلم أن للأمير محمد بن نايف باع طويل بوزارة الداخلية ، وأبيه أيضا كان وزيرا للداخلية / الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود  ) نايف بن عبد العزيز ، شغل منصب وزير الداخلية منذ 1975 ، ووليا للعهد نائب رئيس مجلس الوزراء منذ 27 أكتوبر 2011 إلى غاية وفاته.  ) .                                                                                                                                                                                   3 . حكم النساء ، لماذا الأمير محمد بن سلمان بالتحديد ! ، وهو الابن السادس للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود / أي هناك ستة أمراء أرشد منه ، أذن هناك دور للنساء ، ومدى تاثيرهن على الملك المريض ، وهي والدة الأمير محمد الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان آل حثلين العجمي ، وهذا أنقلاب أخر داخل عائلة الملك سلمان بالتحديد ، ولكنه أنقلاب نسائي ! .                                                     
4 . أنقلاب أخر وهو توقيف عدد من الأمراء و من  مراكز القوى في السعودية ، فقد أشار موقع النهار الى ما يلي (  في حملة غير مسبوقة لمكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية ، أوقفت السلطات 11 أميراً وعشرات الوزراء الحاليين والسابقين . ويفترض أن تتيح هذه الحملة لولي العهد الامير محمد بن سلمان تعزيز سلطته ، وأفاد مصدر حكومي أن بين الموقوفين الأمير الملياردير الوليد بن طلال ، ووزير الحرس الوطني الامير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز . ومن المحتجزين الآخرين وزير المال السابق إبرهيم العساف وهو عضو في مجلس إدارة شركة "أرامكو" السعودية العملاقة للنفط ، ووزير الاقتصاد السابق عادل فقيه الذي اضطلع في يوم ما بدور كبير في وضع مسودة إصلاحات الأمير محمد ، والأمير السابق لمنطقة الرياض تركي بن عبد الله ، وخالد التويجري وغيرهم ) .                                                               
5 . أهم مؤشرين في الأنقلاب الأخير ، هو أنه أنقلاب يلد أخر ، حيث أنه من ناحية أنقلاب سلطوي ، لأنه أزاح أكثر واهم المرشحين لكرسي الحكم ، وأقواهم وهو الأمير متعب وزير الحرس الوطني / أبن الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز ، ومن ناحية ثانية ، هو أنقلاب مالي ، وذلك بأزاحته الأمير الوليد بن طلال وأبن لادن ووليد الأبراهيم / مالك قنوات MBC .. ، من أجل السيطرة على أموالهم ! .                                                                   
6 . سعد الحريري ، أنقلاب أخر سياسي مالي ، أن وجود الحريري بالسعودية ، هو حجز أو تقييد لحركته أو أقامة جبرية ../ سمه ما شئت ! ، الرئيس سعد / بالرغم من محيطه من الرجال ، ولكن لا تزال خبرته محدودة ليست كالراحل والده ! ، فقد أعلن أستقالته وهو في السعودية – وهي أستقالة غير معللة أو مسببة دستوريا ! لأنه خارج لبنان ! . الدكتور سعد الفقيه / معارض سعودي ، يقول : أن أستقالة الرئيس ، ترتبط بأسباب سياسية متعلقة بأيران وحزب الله اللبناني ، ويضيف : أن شركة " سعودي أوجيه " المملوكة للحريري ، والتي مركز أعمالها السعودية في أزمة مالية حادة ، والأمير سلمان يخطط للأستيلاء عليها ، وأنه حتى رواتب العاملين لم تدفع ! . كل هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى دخلت فرنسا على خط الأزمة ، حيث بين موقع BBC  (  أعلن الرئيس الفرنسي الأربعاء – 15.11.2017 ، أنه وجه دعوة إلى الحريري وأسرته للقدوم إلى فرنسا ، بعد محادثات هاتفية أجراها مع الحريري وولي عهد السعودية محمد بن سلمان وقال ماكرون ، في تصريحات أدلى بها في ألمانيا ، إن الدعوة لعدة أيام وليس لعرض لجوء سياسي للحريري .. ) ، وأرى أنه لو كانت الأمور أعتيادية لما تتدخل الرئيس الفرنسي / ماكرون ، على خط الأزمة ! .                                                                                                                                                            7 . الأمير محمد / بخبرته المحدودة ، يجعل من أمر حجز أو أطلاق سراح الأمراء ورجال الأعمال ، مرتبط بالمال ، وأرى في هذا فضيحة أخلاقية ، فالأمير محمد أما أن يسير بخطى قانونية ويترك أمر المحتجزين للقضاء ، أو أن يتصرف كملك ، ولكنه أتبع الخيار الثاني ، فقد جاء في صحيفة " ذا فايننشال تايمز " البريطانية ، التالي : ( إن السلطات السعودية تفاوض أمراء ورجال أعمال ، تحتجزهم في فندق " ريتز كارلتون " بالرياض للاشتباه بتورطهم في قضايا فساد ، لإطلاق سراحهم مقابل التنازل عن حصص كبيرة من ثرواتهم .. وتقول  المصادر إن في بعض الحالات ، تريد السلطات الحصول على 70 في المئة من ثروة المشتبه بهم ، مضيفة أن مبلغ التسوية الإجمالي قد يصل إلى 300 مليار دولار ، وهو يفوق المئة مليار دولار الذي أعلن النائب العام السعودي اختلاسها في صفقات مالية شابها الفساد .. ) ، أذن القضية هي قضية السيطرة على رؤوس أموال شركات المحتجزين ، أضافة الى أنهائهم سياسيا وسلطويا !! .                                                                                                                                        8 . في الأفق / من الممكن في المستقبل القريب ، بوادر لأعتلاء الأمير محمد بن سلمان للعرش بعد تنازل الملك سلمان عن الملك لمرضه ، فقد جاء في موقع  https://arabic.sputniknews.com التالي ( علًق مصدر سعودي رفيع على الأنباء التي أكدت احتمالية تنحي الملك سلمان بن عبد العزيز ، لصالح ابنه ، محمد بن سلمان ، نافياً أن يكون ولي العهد قد تآمر لعزل محمد بن نايف ، وذلك تعليقاً على تقرير نشرته صحيفة " نيويورك تايمز " الأمريكية  ) .. وهذا أحتمال وارد ، وذلك حتى ينهي الملك سلمان بيعة نجله كملك في حياته ! .                           9 . زيارة البطريرك الراعي للسعودية ، نعم أنه حدث كبير ، فقد جاء في موقع / فرانس 24 ، التالي ( في 14/11/2017 - وصل البطريرك الماروني اللبناني بشارة بطرس الراعي الاثنين إلى السعودية في زيارة تاريخية ، يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد ، بالإضافة إلى رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري . وتأتي الزيارة وسط توتر سياسي بين الرياض وبيروت بعد إعلان الحريري استقالته من السعودية في الرابع من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري ) ، نعم أنه تحول ، ولكن العالم يريد تحقيق حدث على أرض الواقع ، مثلا - تأسيس كنائس بالسعودية مع حرية دينية ! ، لأنه حدث أمر مشابه في الماضي ، لكنه لم يثمر عن أي شي مستقبلي ! ، وذلك عندما زار الملك عبدالله البابا ، (  لاول مرة في تاريخ العلاقات بين رئيس الكنيسة الكاثوليكية والسعودية ، يستقبل البابا بنديكتوس السادس عشر الثلاثاء 6-11-2007 في الفاتيكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي وصل الى روما في اطار جولة اوروبية / نقل من موقع العربية ) ، في هذا الشان بالتحديد أرى أن العلاقات الدولية ليست عروض وأنما أفعال على أرض الواقع ! .

رؤية :
   الدول المساندة للثورة في السعودية ، من أجل ولادة مملكة جديدة بمواصفات حداثوية / أراها مجرد حلم بالرغم مما يحصل ! ، وأخذ البعض يساندون الأمير محمد حتى أعلاميا من أجل أعتلائه العرش ، وذلك من أجل تسيير المصالح الخاصة للدول الأقتصادية والمالية ! ، مصر - على سبيل المثال وليس الحصر ، فقد قال السفير سيد أبوزيد ، مساعد وزير الخارجية الأسبق سفير مصر لدى المملكة سابقاً ، التالي : ( إن تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد فى السعودية جاء كخطوة متوقعة لما شهدته السياسة السعودية من تطورات خلال الفترة الماضية اتسمت بتولى « بن سلمان » لمسئوليات وأدوار مهمة على المستويات الاقتصادية والعسكرية والسياسية ، مؤكداً فى حواره لـ « الوطن » أن القرار تم بالتشاور والتوافق بين أعضاء الأسرة الحاكمة السعودية ، التى وصفها بأنها متماسكة للغاية / نقل من موقع - الوطن ) .  أني أرى أن عدم الشفافية في نقل الحقائق سيجعل من الملك القادم والمملكة ونظامه في مهب الريح ، في حالة لو تحقق حلمه في كرسي العرش ! ،.. فالوضع السعودي المستقبلي جدا معقد ، ووددت أن أسرد ما يلي من مؤشرات ، لكي تتوضح صورة ما ستؤول أليه النتائج :
أولا : أن الأمير محمد بن سلمان ، وما يتمتع به من خبرة ودراية وحنكة وحكمة وعلاقات وسياسات .. ، ضعيفة ومتواضعة ، ولا يمكن ان تقاس أو أن تقارن بمن تناطح معهم ، كالأمراء - متعب بن عبد العزيز / وزير الحرس الوطني ، الأمير محمد بن نايف / ولي العهد السابق ووزير الداخلية الأسبق ، والأمير الوليد بن طلال / رجل الأعمال والذي يتمتع بشبكة واسعة من العلاقات سعوديا وعربيا ودوليا .. ، والأمر ينطبق على العشرات من المحتجزين ، نعم السلطة تتمركز الأن معظمها بيده ، ولكن هذا الحال ليس دائمي ! ، وكل المحتجزين لديهم أشقاء وأولاد عمومة من الأمراء ، ولديهم صلات مع مراكز القوى التي لا زالت فاعلة بالمملكة وهناك قبائل تؤيدهم ، ويملكون علاقات أقليمية وعربية ودولية .. فكيف سيتصرف الأمير مع كل هذه المعطيات ! .
ثانيا : دائرة الملك سلمان بن عبد العزيز / المريض والمتعب ، الضيقة ، التي هي اليوم مع الأمير محمد ، لا نعلم بعد رحيل الملك ، أتبقى مع الأبن ، أم تغير ولائها الى الأقوى ! ، وذلك حسب تغير الظروف وتبدل تطلعات مراكز القوى ! .
ثالثا : هل يبقى الحرس الوطني ، الذي بقى ضمن دائرة الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز ، ومن ثم أبنه الأميرمتعب ، منذ 1960 والى الأن ! هل يبقى الحرس الوطني كقوة ، صامتة دون أي رد فعل ، تجاه ما يحل بقائد الحرس ، الفريق أول الركن الأمير متعب / وليد المؤسسة العسكرية ، ونجل الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز / القائد المخضرم الأسبق للحرس ! هل سيتحرك الحرس ! ، أم ينتظر ظرف معين ! علما أن جل الحرس هم من أبناء القبائل ! هذا تساؤل !.

خاتمة الرؤية :
الخيار الاول  -  هل سيحدث أنقلاب ملكي وعسكري يمنع أو يحجب أعتلاء الأمير محمد بن سلمان للعرش ! ،              " قبل " تنازل أو وفاة الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز ! .
الخيار الثاني -  هل سيعتلي الأمير محمد العرش ملكا على المملكة العربية السعودية ، ثم يزاح بعد تنصيبه / مبايعته ، بحركة ، من الحرس والقبائل ، ومن الممكن حتى من العائلة المالكة / خاصة في حالة وفاة الملك سلمان قبل التنصيب الفعلي ! .
الخيار الثالث - هل ستنتفض " هيئة البيعة " ، تصحيحا وتقويما لوضع مبايعة الملك في المملكة ، وحقنا للدماء!.
      ومن كل ما سبق من مؤشرات ومعطيات وخيارات وأحتمالات وتغيير في مراكز القوى ، أضافة الى تأثير دوائر وعوائل المتضررين من الأمراء والوزراء ورجال السلطة والأعمال .. ، كيف سيقود فيما بعد ، أبن الثلاثينات الأمير محمد ( الذي يرأس اغلب مفاصل الدولة المركزية / ومنها حرب اليمن .. ) ، كيف سيقود الأبن التركة الحبلى بالانقلابات للأب !! .   

320
                   قراءة في حديث.. ( هرقل عظيم الروم  مع أبي سفيان حرب )
 
أستهلال :
     كان ولا زال أغلب الموروث الأسلامي  خارج حدود العقل والمنطق ، حاله حال الكثير من النصوص والسنن والأحاديث ، التي غاب عنها أيضا العقل والمنطق ، والأن نحن مع قصة خارج نطاق الواقع الطبيعي الذي يمليه الحدث والظرف والحال ، وقد صدقها الجمع العام من المسلمين ، وهو دليل على أن الموروث الأسلامي جعل من الجمع مدمن على تجهيل العقل وتحييد الأدراك ، وبنفس الوقت فاقدا للوعي حين قراءته للنصوص !! ، والمشكلة الأكبر لماذا يصدقها " البعض " الأن !! .

النص :
يخبرنا كتاب " المعجم الكبير " /  لأبو القاسم سليمان بن أحمد المعروف ( الطبراني ) عن حديث هرقل ملك الروم مع أبي سفيان بن حرب  ، وكما يلي (( حدثنا هارون بن كامل السراج المصري ، ثنا عبد الله بن صالح ، ثنا الليث ، حدثني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله [ ص: 234 ]  بن عتبة ، أن عبد الله بن عباس ، أخبره ، أن أبا سفيان بن حرب بن أمية أخبره : "  أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ، وكانوا تجارا بالشام  في المدة التي هادن فيها الرسول  - أبا سفيان وكفار قريش ، فأتوه بإيليا ، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ، ثم دعا ترجمانه ، فقال : قل لهم أيهم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ فقال أبو سفيان : أنا أقربهم به نسبا ، فقال : ادن مني ، وقربوا أصحابه فجعلوهم عند ظهره ، ثم قال لترجمانه : قل لهم : إني سائل هذا عن هذا الرجل ، فإن كذبني فكذبوه ، قال أبو سفيان : فوالله لولا الحياء أن يأثروا علي الكذب لكذبته ، ثم قال : أول شيء سألني عنه أن قال : كيف نسبه فيكم ؟ قلت : هو فينا ذو نسب . قال : فهل قال هذا القول منكم أحد قبله ؟ قلت : لا . قال : فهل كان من آبائه ملك ؟ فقلت : لا . قال : فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم ؟ قلت : بل ضعفاؤهم  )) .. الى نهاية الحديث الذي يملأ الكتب والمصادر ... والذي يثير الأنتباه والأستغراب والعجب ، هو ما ختم به " هرقل عظيم الروم " حديثه مع أبو سفيان حرب ، فقد جاء في موقع أسلام ويب (( .. فإن كان ما تقول حقا يوشك أن يملك موضع قدمي هاتين ، وهو نبي ، وقد كنت أعلم أنه خارج ، ولكن لم أكن أظن أنه منكم ، ولو أعلم أني أخلص إليه لالتمست لقيه ولو كنت عنده لغسلت قدميه . )) !!! .

القراءة :                                                                                                                                      1. العرب أمة تعتبر الماضي ملهمها العقلي ، وهي بهذا تهمل الحاضر الذي يعتبر المحرك الرئيسي للمستقبل ، وبنفس الوقت يعتبر تفعيل هذا الحاضر ، دافعا ومؤشرا للتقدم والنمو والتطور في مختلف الميادين ، ولهذا قال خالد الذكر د.علي الوردي ( أن  العرب أمة تعيش في الماضي ، ولا تحسن التعامل مع الزمن الذي تعيشه ، وهذا سبباً في تخلفها  ) ، أذن نحن أمة أقتصرت على ماضيها ، فألغت كل حراك الحاضر وغيبت أفق المستقبل ودوره في البناء الحضاري .                                                                                                                   2. النظرة الأولية من حديث هرقل مع أبي سفيان حرب ، يتبين لنا ، أنه هو حديث منقول عن أكثر من ثمان أشخاص ، وهذا ما يسمى بحديث ( العنعنة ) ، وهو يكون عادة غير دقيقا وذلك لكثرة رواته ، والحديث وقع حين كان أبي سفيان كافرا ، عابدا للصنم ، أي قبل أن يسلم ، والحال يقول ، ليس من المنطق أن يمدح أبي سفيان شخصا / الرسول ، عاداهم و كفر بألهتهم ونكر دينهم ، حتى وأن كان قوم أبي سفيان عبادا للأصنام .                                                                                               3 . أن المنطق يقول / خاصة ومن المؤكد ، أن الحديث نقل بعد أسلام أبي سفيان ، وأن أبي سفيان بين الطرف الأيجابي للرسول ، وليس العكس ، وهذا مناف للحقيقة ، خاصة أذا عرفنا وجود ماض دموي بين الرسول وهند بنت عتبة زوجة أبي سفيان ( التي قتل أبيها وأخيها وعمها في معركة بدر الكبرى ، التي قادها الرسول محمد ) ، خلاصة أنه ليس من المنطق أن يمدح أبي سفيان الرسول وقد حدث ما حدث بينهما ، وقد جاء في الموقع التالي : www.islamguiden.com/kvinnor/index1289.htm  ، مايلي  ( فلما قُتِل حمزة بن عبد المطلب في معركة أحد ، مَثَّلت به وشقت بطنه واستخرجت كبده فلاكتها ، فلم تطق إسَاغتها ، فبلغ ذلك النبي فقال : " لو أساغتها لم تمسها النار "  وفي بعض الروايات انكار ذلك وأنها ما أكلت كبد حمزة  ولم يكن وحشي غلاما لها ، بل كان غلاماً لجبير بن مطعم وهو الذي حرضة علي قتل حمزة كما هو ثابت في صحيح البخاري، والثابت ان جسد حمزة قد مُثل به . والقول بأنها مثلت بحمزة بن عبد المطلب ، شأنه شأن ما اعتاده نساء الجاهلية من المثلة ، وقد كان منها في جاهليتها .. ) ، أتوجد عداوة وثأر أكثر مما حصل ! .
4 . كما أنه حتى أن معاوية بن أبي سفيان عندما أسلم كتم أسلامه عن أهله ، فقد جاء في كتاب .. " الأذكياء  لمؤلفه إبن الجوزي " ما يلي  ( أسلم هو / أي معاوية ، وأبوه وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس يوم الفتح‏ .‏ وقد رُوي عن معاوية أنه قال ‏:‏ أسلمت يوم عمرة القضاء ولكني كتمت إسلامي من أبي إلى يوم الفتح ) ، وهذا يؤكد موقفا عدائيا بين الرسول وعائلة أبي سفيان ، وهو الذي يرجح عدم دقة القصة مع هرقل الروم ، أن  لم تكن أكثر تفاصيلها مختلقة ، لأنها بالنتيجة تصب في مصلحة عائلة أبي سفيان .. الذي يعتبرون من دهاة العرب ، فقد جاء في موقع  www.huffpostarabi.com/2016/05/22/story_n_10094944.html التالي ، وهو قول منسوب لمعاوية بن أبي سفيان ( .. عُرفت شخصية زياد ابن أبيه بالذكاء وسرعة البديهة ، فكان واحداً من دهاة العرب الأربعة في التاريخ ، إلى جانب معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ، ولمعاوية مقولة شهيرة يقول فيها : أنا للأناة ، وعمرو للبديهة ، وزياد للصغار والكبار ، والمغيرة للأمر العظيم ) لأجله أنه هكذا أختلاق وتغيير ليس بجديد على أل سفيان .
5 . أما المقطع الأخير لحديث هرقل لأبي سفيان ، حول ألتماسه غسل قدمي الرسول (( .. فإن كان ما تقول حقا يوشك أن يملك موضع قدمي هاتين ، وهو نبي ، وقد كنت أعلم أنه خارج ، ولكن لم أكن أظن أنه منكم ، ولو أعلم أني أخلص إليه لالتمست لقيه ولو كنت عنده لغسلت قدميه . )) !!! ، فالمقطع يستحق التوقف عنده ، لأنه ليس من العقل والمنطق لملك دولة عظمى ، أن يلتمس غسل قدمي الرسول ، وأذا صدق عامة مسلمي تلك الحقبة القصة ، فعالم اليوم لا يمكن أن يعقل بأرهاصات أبي سفيان من أختلاقات قصصية ! وأعتقد أن الأخير ، قد قرأ ما جاء بالأنجيل حول قول النبي يوحنا المعمدان بخصوص المسيح " بأن يوحنا ليس أهلا أن يحل سيور حذاء المسيح " ، فقد جاء في موقع سانت تكلا ، ما يلي (( .. وفي تلك الأيام أقبل يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية ويقول " توبوا فقد اقترب ملكوت السموات" (مت 3: 1 و2) ، فكان يخرج إليه أهل  أورشليم وكل اليهود وجميع بقعة الأردن فيعتمدون منه في الأردن معترفين بخطاياهم (مت 3: 5 – 6) ، وإذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله هو المسيح أجابهم يوحنا قائلا : " أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوي مني الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار " ))  ، أرى هناك هالة من القداسة أراد سفيان بن حرب أن يهيلها على الرسول ، تشبيها بمقولة يوحنا المعمدان بحق المسيح ، من أجل أطماع سياسية وسلطوية لقبيلة بني أمية ، والمستقبل العائلي لهذه العائلة في الحكم أكبر دليل على هذا !! .
6. قد أختصت قبيلة – بني أمية / أبي سفيان حرب  والأمويين عامة ، بتزوير النصوص الأسلامية من أيات واحاديث و.. ، وأرى أن أختلاق الموضوع الذي نحن بصدده ليس هو الأول ، بل هو أحد النماذج المختلقة من قبل بني أمية وكبيرها أبي سفيان حرب ، فقد جاء في الموقع التالي بعضا من هذه الشواهد ، وقد أخترت بعضا منها :   www.almaaref.org/books/contentsimages/books/almaaref  - ونقلت بتصرف ( .. وقد استغل معاوية هؤلاء الأشخاص في سبيل إيجاد تبرير ديني لسلطان بني أمية ، أو على الأقل لكبح الجماهير عن الثورة برادع داخلي هو الدين نفسه ، يعمل مع الروادع الخارجية : التجويع ، والإرهاب ، والإنشقاق القبلي ، هذا بالإضافة إلى مهمة أساسية أخرى ألقاها معاوية على عاتق هؤلاء الأشخاص وهي اختلاق " الأحاديث " ونسبتها إلى النبي )  ، وقد عمد معاوية أيضا على تمجيد الامويين ، وقد جاء بهذا الخصوص ما يلي ( فمن ذلك يرجع إلى تمجيد بني أمية وعلى الأخص عثمان ومعاوية ويجعلهم في مرتبة القديسين ، كهذا الذي رواه أبو هريرة عن الرسول " إن الله ائتمن على وحيه ثلاثاً : أنا ، وجبرائيل ، ومعاوية ". ) ، ومن تزوير الأحاديث أنقل التالي ( .. وإن النبي ناول معاوية سهماً فقال له : " خذ هذا حتى تلقاني في الجنة ". والحديث التالي / حول العلم ، " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، ومعاوية حلقتها ". وحديث " تلقون من بعدي اختلافاً وفتنة ، فقال له قائل من الناس : فمن لنا يا رسول الله ؟ قال : عليكم بالأمين وأصحابه ، يشير بذلك إلى عثمان ". ) .. تأسيسا لما ذكر ، أرى أن حديث عظيم الروم هرقل وسفيان ، يندرج تحت هذا المنحى والنهج من الأختلاق !! .
 
كلمة :
     تزوير الموروث الأسلامي هو فعل أرتكبه أصحاب الشأن / من رواة الحديث والكتبة والعلماء وشيوخ الدين والفقهاء وغيرهم ، في الحقب الأولى للرسالة المحمدية ، وبدوافع من قبل الخلفاء والأمراء ، لأغراض سلطوية ، منها تثبيت الحكم والخلافة .. أما واقع حالنا الأن : فنحن ، نعيش حياة مادتها وتفاصيلها هلامية ، ووجدنا على أرض وفي مجتمع وفي ظرف وفي زمن وفي حال وفي مجتمع وبيئة ، هو الأسوأ عقائديا ومذهبيا ، تجهل فيه تفريق الحقيقة عن الباطل ، فالماضي دموي ، معقد ومركب ، والحاضر مخطوف دينيا وعقائديا ، رمادي النهج ،  ظلامي الخطاب  ، أما المستقبل فمجهول !! .


321
                        كشف المستور عن موضوعة " الاعجاز القرأني " للزنداني
                               مع الأشارة لحلقتي 510 و 511 من سؤال جرئ

مقدمة :
     تابعت بأهتمام حلقتي سؤال جرئ (*1 ) المرقمتين / 510 و 511 ، وذلك على قناة الحياة - المقدمة من قبل الأخ رشيد ، و بأختصار الحلقتين تدور حول موضوع ( دعوة عددا من العلماء الأجانب ، وبأختصاصات مختلفة .. منهم : ويليام هاي – توماس أرمسترونك – بيتر أليسون بالمر ، ألفرد كرونر ، وغيرهم ، في سبعينات وثمانينات القرن الماضي ، وذلك من قبل فريق يرأسه الشيخ عبد المجيد الزنداني (*2) ، لغرض التوصل معهم / أقناعهم ، بعدد من مواضيع الأعجاز الموجودة في النص القرأني ، وفق صفتهم ومراكزهم العلمية ، وكانت محط الرحلة بين السعودية ومصر وأسلام أباد .. وثبتت نتائج ووقائع هذه اللقاءأت / حسب وجهة الزنداني ، ببعض الوثائق !!  ) .

أضاءات :
1 . من  الضروري أن نبين ، أن الطريقة التي أستدعي بها العلماء (  السفر برحلات على الدرجة الأولى ، الأقامة بأرقى الفنادق ، بدل نقدي لكل عالم ، مأدبات عامرة .. حتى أن بعضهم أصطحبوا زوجاتهم .. ) ، كل ذلك يدل / بشكل أو بأخر ، على أن الغرض من الأجتماع ليس علميا بحتا ، وأنما الغرض منه غايات معينة !! .
2 . كما هو معروف للمتخصصين ، أن قضية وأسلوب " الترجمة " قد كان لها الأثر الأكبر في مثل هكذا لقاءات ، خاصة في عملية نقل الأيات مترجمة الى العلماء ، وبنفس الوقت في عملية نقل تعليق العلماء على الأيات المطروحة ، وذلك لعدم وجود أي طرف علمي محايد بالنسبة لعملية الترجمة ! .
3 . كان غاية أسلوب الأجتماعات هو جر العلماء ، الى منطقة معينة ، وهو مطابقة بعض الحقائق العلمية لما هو موجود في القرأن ، وسحب أعتراف علمي تام من العلماء ،  وهو بما أن الرسول كان أميا ، وليس له من خبرة معلوماتية بهكذا حقائق علمية قبل 1400 سنة ، أذن أن القران هو منقول من الوحي الألهي ، وليس من مصدر بشري " وهذا ما صدر عن كل هذا الحراك " ، وهو الذي ما كان يسعى أليه ، و يروج له عبد المجيد الزنداني بقولته " أنه الحق " .
4 . ولكن من مجريات الحلقتين ، ومقابلة عددا من العلماء في الوقت الحاضر وشخصيا / المشار أليهم في المقدمة أعلاه ، من قبل أحد العاملين في البرنامج ، أنكر العلماء كل ما نسب عن لسانهم ، ونفوا كل ما نشر عنهم ، وأنما الذي جرى هو فبركة في الترجمة ، وتحوير في مجرى الحديث والنقاش ، وأن كل ما نشر عن العلماء هو تدليس وأفتراء ، غايته أختلاق ضجة أعلامية ، من أجل تأكيد الأعجاز القرأني ! ، التي روج له الشيخ الزنداني .. كما أنكر العلماء من أنهم قد تحولوا للأسلام ! .

القراءة :
أولا : ان الشيخ الزنداني ، ليكون ملما بأي أعجاز علمي ، يجب أن يكون له تأهيل علمي ، حتى يكون مهنيا قادرا على عملية البحث العلمي ، فهو لم يحصل على أي تاهيل علمي واضح ، فهو ( درس الصيدلة في كلية الصيدلة في القاهرة وتركها بعد عامين ولم يكمل دراسته ، وهذا يعني عدم حصوله على مؤهل علمي / نقل من موقع المستقبل نت ) ، ما روج له هو ( مصنفاته  وأبحاثه في علم الإيمان والإعجاز ) فقط ، وهذا الأمر لا يغني عن أي قدر علمي ، لذا أرى أن يهتم الزنداني بما يقدر عليه من أقناع  الأخرين به ، دون الدخول في مناطق لا يقوى على المناطحة بها !! .
ثانيا : أن العلم له رجاله ، والزداني ليس من هذه الطبقة ، فلو بقى في مجاله وأختصاصه كان أفضل له !! ، أليس هو من أفتى ب " زواج الفرند " ، (( وقد أثارت الفتوى على صاحبها غضب مشايخ الأزهر وغيرهم ، بل تعدى بعضهم على شخصية الزنداني ، فقالوا : إنه فشل في دراسته الجامعية بصيدلة الأزهر، وآخرون ركزوا على التدليل ببطلان اجتهاده ، وأنه غير مؤهل للاجتهاد الفقهي – كونه متخصصاً في الإعجاز العلمي - والبعض وصمه بالتشيع ، وعدوا الفتوى مخالفة للشرع  / نقل من almoslim.net/node/85255 المسلم نت )) ، فكيف من يظن أنه عالما / أن صح ذلك ! ، أن يفتي بهكذا " ترهات وخزعبلات " ، ولكني أرى حقيقة هذا هو مجاله وديدنه !! ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، أرى أن الفتاوى هي مجال أبداعه ، فهذا أفضل لنا من أن يخرج لنا يوما ويقول ، أن بواكير النظرية النسبية لألبرت أينشتاين و نظرية الثقوب السوداء لستيفن هوكينك كانت في نصوص القرأن ، أو أن يقول أن السير ألكسندر فلمنج مكتشف البنسلين ، أعتمد في بحوث أكتشاف البنسلين على تجارب  مستوحاة من ( شرب بول البعير ) .
ثالثا : أن الأسلوب التضليلي المتبع في سحب أعترافات العلماء من أجل أثبات آلهية المصدر القرأني ، أراه أسلوبا أقل ما يقال عنها أنه اسلوب لا يرقى الى أدنى متطلبات الأخلاقية العلمية ! ، أنه كالأسلوب المتبع في أقبية أجهزة المخابرات ! فلم هذا الألحاح على هذه النقطة بالتحديد ! ، التي قد شكلت عقدة مستعصية لا يقدرون دعاة الاعجاز على فكها أو حلها ! بدءا من الزنداني وأنتهاءا بزغلول النجار ، أرى أن ينتبه دعاة الأعجاز العلمي الى محاور معينة أهم من قضية الأعجاز ، مثلا : مدى مساهمة علوم القرأن في النهضة الحضارية اليوم ! ، ومحاولة التحجيم من نصوص القرأن التي تحث على الأرهاب والقتل والعنف ، التثقيف في عدم تكفير الأخر والاعتراف بباقي البشر من غير المسلمين بأنهم أفراد كالمسلمين وليسوا كفرة أو أهل ذمة ! ، الأبتعاد عن الفوقية المتضمنة في الأية التالية ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ / 110 سورة آل عمران ) ... وغير ذلك .

خاتمة :
تساؤلات - العلم ليس أدعاء ! ، العلم للعلماء وليس للأدعياة والدجالين والمحتالين ، العلم قواعد ونظريات تحتاج الى براهين وأسانيد ! العلم لا يمكن أن يثبت بالتضليل ، ولا يمكن البرهنة عليه باللقاءأت المشبوهة / المدفوعة الثمن ! ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ألم يخطر ببال الزنداني وفريقه من أن يوما سيأتي وتكشف للعالم أساليبهم الملتوية ! ، أن قضية ألهية النص القرأني ، لا يمكن أن يثبتها لا الزنداني ولا غيره ! ، لأن الله ليس كلمة تحشر بين النصوص كيفما شاء البعض ، وليس عملية تجميل لنصوص أثبت حال اليوم أنها ليست بعيدة عن العلم فقط ، بل أنها خارج نطاق الحياة والزمان والمكان !! .
-----------------------------------------------------------------------
(* 1 ) بالأمكان مشاهدة الحلقتين علىyou tube  ، وذلك للأطلاع بشكل تفصيلي على مجريات كشف الحقائق ! .
( *2 ) الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني / 1 يناير  1942 - هو سياسي وداعية يمني وهو المؤسس لجامعة الأيمان باليمن ومؤسس  الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة ورئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح وأحد كبار مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في اليمن . / نقل من الموقع التالي : quran-m.com/quran/researcherdetails . وقد شارك الزنداني في الجهاد الأفغاني في الثمانينيات وذلك عن طريق دعوة الشباب اليمني للمشاركة في الجهاد ضد الشيوعية السوفيتية.  وتتهم الحكومة الأمريكية الشيخ بدعم الإرهاب وصلته بالعديد من الإرهابيين بسبب مشاركته في الجهاد الأفغاني .. / نقل من موقع الويكيبيديا .


322
                                  ولي العهد السعودي بين مطرقتي التغيير والوهابية
أستهلال :                                                                                                                                          وددت في هذا المقال أن أبين قرءأتي الخاصة لرؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمستقبل المملكة العربية السعودية !! ، وما سيواجهه من صعوبات ومشاكل وأزمات .. أولا سأستعرض ما قاله الأمير محمد مؤخرا في ظهور مع الأعلام في 27.10.2017 / سأسرده مختصرا ، ثم سأعرض قاعدة معلوماتية ، عامة ومختصرة عن الوضع السعودي المعقد ، وفي نهاية المقال سأرد رؤيتي الشخصية للموضوع مع خاتمة ، التي وضعت ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بين المطرقة والسنديان ، مطرقة ما يدعيه من تجديد وتحديث ونهضة في المملكة وسندان الوهابية والمؤسسة الدينية وتأثيرهم على المجتمع السعودي والمملكة عامة كدولة والوضع الدولي أيضا .. ! .
النص :                                                                                                                                                                                                                                                                  فيما يلي .. موجز لظهور أعلامي لولي العهد ، حسب موقع - العربية نت 27.10.2017 - نقل بتصرف / نشرت صفحة " انفوغرافيك " السعودية على تويتر ، فيديو لمدة دقيقتين جسد دعوة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بالعودة إلى زمن الاعتدال قبل الثورة الخمينية 1979 والتي صدرت التطرف إلى المنطقة ، وقال الأمير :         " سنعود إلى ما كنا عليه ، سنعيش حياة طبيعية ، تترجم ديننا السمح وعاداتنا الطيبة ، ونتعايش مع العالم ، ونساهم في تنمية وطننا " .. وعلق ناشرو الفيديو بكلمات تعكس رغبة واشتياق المجتمع السعودي لهذه القيم المعتدلة بقولهم : " طالما كانت السعودية مثالاً يجمع الوسطية في الدين والقمة في مكارم الأخلاق ، أما التطرف فإلى زوال ، ولن يعيق ريادة المملكة في العالم وتقدم أبنائها في كل محفل ". . في إطار تعليقه على أسباب النقلة الجديدة في التوجهات السعودية ، قال ولي العهد : إن مشروع الصحوة انتشر في المنطقة بعد العام 1979 ، " فلم نكن بهذا الشكل في السابق ، نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه ، إلى الإسلام المنفتح على جميع الأديان والتقاليد والشعوب ". وتابع خلال جلسة نقاشية على هامش مبادرة مستقبل الأستثمار التي انطلقت اليوم في الرياض : " 70 % من الشعب السعودي تحت سن الـ  30 ، وبصراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة ، سوف ندمرهم اليوم ، لأننا نريد أن نعيش حياة طبيعية تترجم مبادئ ديننا السمح وعاداتنا ، ونتعايش مع العالم ، ونساهم في تنمية وطننا والعالم ".  وأضاف : " اتخذنا خطوات واضحة في الفترة الماضية بهذا الشأن ، وسوف نقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل ، ولا أعتقد أن هذا يشكل تحدياً ، فنحن نمثل القيم السمحة والمعتدلة والصحيحة ، والحق معنا في كل ما نواجهه " .

أضاءات / قاعدة معلوماتية :
1 . السعودية ، كدولة بدأت في عام 1744 ، وكانت تسمى / مرحليا ، الدولة السعودية الأولى  1744 ميلادي - 1818 هجري ، وبدأت حكاية الدولة السعودية الأولى مع أنبثاق تحالف محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب / واضع بذور المذهب الوهابي في السعودية . ونجح آل سعود في توحيد نجد بعد سنوات طويلة من الحروب المريرة ، وسقطت الإمارات المناوئة لهم تباعاً مثل العيينة والرياض والخرج والقصيم ، وساعد على ذلك انتشار أفكار ابن عبد الوهاب .. /  نقل من موقع رصيف 22 ، والذي يهمنا هو هذه الحقبة – المرحلة الاولى للدولة ، وذلك لأرتباط نشأة الدولة السعودية بالمذهب الوهابي ، وهذه المرحلة هي التي أسست للوهابية في المملكة .                                                                                                               
2 . أذن ما هي الوهابية ، من موقع المعرفة ، أنقل التالي عن الوهابية ( الوهابية حركة إسلامية قامت في شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر الهجري على يد محمد بن عبد الوهاب  "1703 - 1792 " بغية تنقية عقائد المسلمين والتخلص من العادات والممارسات التعبدية التي انتشرت في بلاد الإسلام وأن الوهابية مخالفة لعادات مثل التوسل بالقبور والأولياء والبدع بكافة أشكالها أو ما يطلق عليه بشكل عام اسم بدعة.  نبعت الحركة الوهابية من أهل السنة و الجماعة ويصفها أتباعها بأنها دعوة إلى الرجوع للأسلام  الصافي و هو طريقة السلف الصالح في إتباع القرآن و السنة ، أي عمليا نبذ اعتماد المذاهب الفقهية السنية  الأربعة و الاعتماد المباشر على النص القرآن و السنة ) . وهذا المذهب ( اصبح " ديانة أخرى " بعيدة كل البعد عن الاسلام . وقد أتخذ المذهب الوهابي الشيخ ابن تيمية كمرجع له / نقل من موقع xxwhabiaxx.blogspot.com ) .                    3 . نبذة عن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، ولد في15 ذو الحجة 1405 هـ - 31  / 8 / 1985م  ، لقى بن سلمان خلال فترة تعليمه عدداً من الدورات والبرامج المتخصصة ، وحصل على درجة البكالوريوس في القانون  من جامعة الملك سعود . كانت بداية محمد بن سلمان في النشاط السياسي عندما تم تعيينه مستشاراً متفرغاً بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء السعودي في 10 أبريل 2007 / وكان عمره لا يتجاوز 22 عاما !!  - وهذا أول صعود مثير للأنتباه ، وقبل أستلام مقاليد المناصب العليا كانت خبرته لا تذكر !! ، سوى بعض المراكز الشرفية ك ( عضو مجلس امناء مؤسسة ابن باز الخيرية ، عضو مجلس إدارة جمعية البر بمنطقة الرياض ، عضو المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية بمنطقة الرياض ، عضو مجلس إدارة جمعية البر بمنطقة الرياض . الرئيس الفخري للجمعية السعودية للإدارة  .. ) ، أذن لا جامعة أجنبية ، ولا رتبة أو خدمة عسكرية ، ليستلم بعد ذلك مقاليد وزارة الدفاع وهو لم يتمم ال 30 عاما !! ، وللعلم هناك أمراء أحق منه في هكذا منصب ، كالأمير الفريق أول متعب بن عبدالله  رئيس الحرس الملكي - بن الملك السابق عبالله بن عبد العزيز !! .. ثم وفجاة يكتسح المناصب الملكية / في أنقلاب ملكي ، وينحي جانبا كلا من الأميرين مقرن بن عبدالعزيز / عمه – أصغر أبناء الملك عبد العزيز ، ومحمد بن نايف / أبن عمه ، ليكون وليا للعهد - تم أستقاء بعض المعلومات من الويكيبيديا .   
 
القراءة :                                                                                                                                    أولا : شاب في مقتبل العمر / الأمير محمد بن سلمان ، أستلم سلطة بلد كالسعودية ، عدد نفوسه حسب أحصاءأت 2016 أكثر من 32 مليون نسمة ، ومن اكبر الدول المصدرة للنفط ، ومن أضخم أقتصادات المنطقة ، حيث يعتبر             " الاقتصاد السعودي الثالث من بين مجموعة العشرين في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي على أساس تعادل القوة الشرائية .. / نقل من موقع الرياض في 18 يناير 2016 " ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر تسيطر على شؤون المملكة المجتمعية والدينية مؤسسة دينية عريقة ، تعتبر من أعقد المؤسسات في العالم ، ( ومن المعروف تاريخيا أن طبيعة العلاقة بين النظام السعودي وعلماء الدين بدأت بشراكة بينهما ، حيث كانت العائلة المالكة تكتسب شرعيتها الدينية والسياسية من دعم المؤسسة الدينية الوهابية لها ، لكن بعد اكتشاف النفط وتراكم الثروات النفطية ، وبناء المؤسسات السياسية تراجعت حصة المؤسسة الدينية في هذه الشراكة بحسب ما بينه الكاتب والباحث الكويتي حامد الحمود / موقع العربي ) ، مما سبق يستوجب على الأمير / الملك القادم ، أن يبدأ بتهذيب هذه المؤسسة ، وهذا الأمر أراه من أصعب الأمور ، وذلك لتغلغلها في المجتمع السعودي ، علما أن هذه المؤسسة الدينية ، ذات سطوة وثقل مجتمعي أضافة الى دورها الأساسي دينيا ، وقد صبغوا الأسلام بصبغة وهابية متطرفة كفرت حتى المسلمين ، فقد جاء في موقع www.mezan.net حول تطرف الوهابية التالي  (  تعتقد الوهابية أنهم وحدهم أهل التوحيد الخالص ، وأما سائر المسلمين فهم مشركون لا حرمة لدمائهم وذراريهم وأموالهم ، ودارهم دار حرب وشرك ..) .                                                                                                                                       * أذن أمام الأمير أن يبدأ بصد حاجز ومن ثم تفتيته ، علما أنه ليس من السهل حتى تحجيمه ، وهذا الأمر بات واضحا للعيان من معارضة المؤسسة الدينية لأبسط الأمور ، مثلا قيادة المرأة للسيارة ! ( وما حصل من أعتداءأت على النساء ! ) ، أما بخصوص الشرطة الدينية / الحسبة ، فقد تقلصت صلاحياتها ولكنها لم تلغى بعد ! .                                 * أن المجتمع السعودي مجتمع ذكوري صرف ، وهذا جلب الويلات ، فالنهضة التي يتكلم عنها ولي العهد لها مستلزمات وأليات ومتطلبات لا توجد في المملكة ، فلا زالت التقاليد والاعراف تؤمن " بالمحرم " مثلا ، فقد        ( ذكرت تقارير صحفية في أوقات سابقة أن الهيئة منعت في بعض حوادث رجال الإطفاء من دخول منازل ومدارس للبنات اندلعت فيها حرائق ، بسبب عدم وجود " محرم " داخلها ، وأنه لا يجوز شرعاً أن تنكشف المرأة أمام رجال الإطفاء ، مما تسبب في وقوع مزيد من الضحايا / نقل من وكالة أنباء براثا في 2012-12-14 ) ،
* المؤسسة الدينية في السعودية عريقة عمرها أكثر من 270 سنة ، متوغلة في مراكز الدولة ، وحتى بين أفراد العائلة المالكة ، وقد مدت جذورها في طبقات المجتمع السعودي ، فكيف للأمير أن يسلخها من جذورها ليقوم بنهضته المزعومة ! ، فهذه هي أول بواكير العاصفة التي يجب أن تؤخذ بنظر الأعتبار ! .                                                                             ثانيا : نسى الأمير محمد ، أن الأرهاب الدولي ، فكرا ونهجا وفعلا ومؤسساتيا / جوامع ومساجد ، ودعوة ، وأئمة ومنشورات ومحاضرات .. معظمه ينبع ويتدفق من المال السعودي ، وبمباركة الدولة والعائلة المالكة وبقيادة المؤسسة الدينية ! ، حتى أن عملية هجمات 11 سبتمبر 2001، فأن أكثر المنفذين سعوديون ( عملية 11 سيبتيمبر شارك بها 17 خليجيا ومصري وواحد ولبناني والخليجيون هم 15 سعوديا وامارتيان وجميعهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة ، وكان من المفترض أن ينضم لهم عضو سعودي آخر هو تركي المطيري كان من اختيار بن لادن نفسه فيما تشتبه السلطات الأمريكية في أن يكون الخاطف العشرون هو محمد مانع القحطاني .. / نقل بتصرف من الويكيبيديا ) ، أن تغلغل المؤسسة الدينية السعودية وتتدخل الدولة والعائلة المالكة هو الامر الذي أدى الى التعتيم على أخر التحقيقات الاميريكية بشأن غزوة 11 سيتيمبر ، فقد جاء في موقع الجزيرة نيت في 9.10.2017 التالي :     ( قالت صحيفة " نيويورك بوست " الأميركية إن أدلة جديدة ضد السعودية في الدعوى القضائية الخاصة بـهجمات 11 سبتمبر تظهر أن سفارتها بواشنطن ربما تكون قد مولت تجربة مسبقة على خطف الطائرات ، نفذها موظفان حكوميان في السعودية ،  ما يعزز بدرجة أكبر الاتهامات بأن موظفين وعملاء تابعين للمملكة أداروا وساعدوا في تنفيذ الهجمات .. ) .                                                                                                                                                   * وبخصوص هذه الجزئية لا أدري كيف للأمير محمد بن سلمان أن يغطي ويعتم ويضلل على هذا النشاط الأرهابي دوليا ، وحتى لو أستطاع ذلك داخليا ! ، أن قيادة الأرهاب تقوده عملة واحدة وجهيها هما السعودية وقطر ، ولحقت بهما تركيا التي تحلم برئيسها رجب طيب أردوغان بالأمبراطورية العثمانية ! .                                                                 ثالثا : ولا أدري أي حياة مجتعية يتحدث عنها الأمير بقوله (  بالعودة إلى زمن الاعتدال قبل الثورة الخمينية 1979 والتي صدرت التطرف إلى المنطقة ، وقال سنعود إلى ما كنا عليه ، سنعيش حياة طبيعية ، تترجم ديننا السمح .. ) ، بداية أن كان هناك من تأثير للثورة الخمينية ، فأن معظم أنعكاسها كان منصبا على العراق ، ثم سوريا ولبنان ، أما السعودية فما نالها فهو قليل ! ، كذلك لم تكن هناك من حياة مجتمعية في السعودية قبل السبعينات ، حيث كانت السعودية منشغلة بحشد المجاهدين الى أفغانستان ! ، أما قوله (  بتدمير أي أفكار متطرفة اليوم .. ) ، فأعتقد أن هذا حلما ربيعيا سيتساقط سريعا ، لأنه يعني القضاء على شيوخ فتاوى الجهاد ! ، وتفتيت هيكلية المؤسسة الدينية شيوخا ومنهجا ودورا ، وكذلك المس ببعض أفراد العائلة المالكة وبعض أفراد الدولة ، وهذا هو شبه المستحيل ! .
رابعا : أن الأمير يتكلم عن نهضة ورؤية مستقبلية للمملكة ، وهذا يتطلب نهضة بل طفرة في المناهج التعليمية خاصة ، من الروضة وحتى الجامعة ، علما ان التدريس باللغة الأنكليزية محرم وفق المذهب الوهابي ، وحسب منهج مرجع الوهابية شيخ الأسلام بن تيمية ، فقد جاء في موقع /  المجلس اليمني ، التالي (( قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أهل الجحيم " فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله ، ولا يصح لمسلم التكلم بغيره .. ( ص 203 ) . وقد سُئل الإمام أحمد بن حنبل عن الدعاء في الصلاة بالفارسية ؟ فكرهه . وقال : لسان سوء ولا يصح الحلف بها ولا الصلاة ولا سائر العبادات (ص 204 ) .. )) ، فأي نهضة والتكلم بغير العربية دينيا حرام !! .                                                                                                                              خامسا : ولي العهد السعودي يؤكد ( بالعودة إلى زمن الاعتدال ) ، وهذا قول صريح وواضح على تطرف المملكة سابقا وحتى الأن ، وولي العهد يدرك ان الأمر أمر غاية في التعقيد والصعوبة ، خاصة بالنسبة لشاب لا يمتلك أي خبرة سياسية أو أقتصادية ، وليس له من دراية بالخطط الستراتيجية والتكتيكية ، نعم لديه مستشارين وخبراء ، ولكن هذا ليس مجديا أذا لم يمتلك الحاكم نفسه الخبرة والقدرة على أدارة الامور ، وهو حاليا مشغول بعاصفة الحزم في اليمن ، والأمير المدلل / من جانب أخر ، أصلا يعيش حالة من البذخ لا مثيل لها / حاله حال العائلة المالكة السعودية ، فقد جاء في موقع بوابة الوطن الألكترونية الأربعاء 19-10-2016 ، التالي (  قام ولي ولي العهد السعودي ، الأمير محمد بن سلمان بشراء يخت قيمته حوالي 550 مليون دولار ، من مليادير روسي ، وفقًا ما ذكرته صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية السبت الماضي ) ..

 خاتمة :                                                                                                                                           أنا لا أدري عن أي نهضة يتكلم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، فواقع الوضع السعودي ، كما يلي :                                                     أن الأمير محمد جاء بأنقلاب ملكي ، بلا أي خبرة لا على مستوى المملكة ولا على المستوى الدولي ، معظم الأمراء الأخرين طامعين بالحكم ، وبنفس الوقت أغلب الأمراء أحق منه بولاية العهد ، المجتمع ذكوري ، تحكمه تقاليد وأعراف بالية قبلية شبه جاهلية ، الحكم وفق الشريعة الأسلامية -  من قطع الرقاب وبتر الأيادي والجلد / أيستطيع أن يعطل ولي العهد أحكام القرأن !! ، هل بالأمكان أن يامر ولي العهد من دخول غير المسلمين الى مكة والمدينة !! ، كيف سيحل مشاكل الشيعة في الأحساء والقطيف ، حرب اليمن ، المشكلتين الأساسيتين أيران و قطر .. وغيرها .   النهضة ليست كلام مرسل أيها الأمير ، أنما هي ثورة شاملة ، فكرية وتعليمية وأقتصادية وسياسية وأجتماعية .. ، ثورة في عقلية الأنسان السعودي ، تستوجب أمير خبير متمرس مع كوكبة من المستشارين ، أضافة الى مؤسسة دينية حداثوية .. كل هذا مفتقد لدى " ولي العهد ، الدولة والمؤسسة الدينية " ، لهذا سيبقى الأمير شاردا حائرا بين " المطرقة والسندان " !! .




323

                              قراءة في النص القرأني وأغترابه عن الواقع 
                           مع أستطراد لكتاب " الموطأ " للأمام مالك بن أنس
 أستهلال :                                                                                                             
   ليس من دين شكلت  بعضا من نصوصه مادة ووسيلة ومرجعية للتكفير والأرهاب والتوحش ، كما شكلت نصوص الأسلام ، ولكن هذا لا يعني أن المقصود هم المسلمون ، وذلك لأن البون شاسع بين الدين كفكر وعقيدة وبين من حسبوا عليه من البشر !! من مفكرين ومتنورين وعلمانيين وحداثويين ومن عامة ..
المقدمة :                                                                                                             
   في هذا البحث المختصر ، سأقدم بعضا من النصوص ، التي تعتبر بحكم واقع وزمان ومكان اليوم ، مجتمعيا وعقليا ، خارج نطاق الحياة ، بمفهومها المطلق ، مع الأشارة لكتاب " الموطأ " للأمام مالك بن أنس ، وأسباب رفض الأمام مالك أوامر الخليفة المنصورتعميمه / أي الكتاب ، على المعمورة ، ولم أوردت كتاب الموطأ بالذات كمادة لهذا البحث المختصر وكمرجعية المقارنة .

الموضوع :                                                                                                                 
  نصوص تستوجب الأبطال :
سأسرد هنا بعضا من النصوص / على سبيل المثال وليس الحصر ، ومنعا للأشكال ، ليس لغرض الحذف أو الشطب ولا الرفع ، بل أرى أنها تستوجب  " الأبطال " ، منها الأتي :                                                                                                                   1* (  فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ / 5 سورة التوبة  ) . وقد جاء في موقع المصلح . نت – من مقال لبابكر فيصل بابكر ، حول تفسير الأية التالي (( هي القراءة التي يتبناها التيار السلفي الجهادي ، وهي القراءة التي تستند الي الفهم والتفسير الذي يقول أنّ عدم الأيمان بالله والاسلام له يعتبر بحد ذاته مبررا لأباحة قتل الانسان حتي اذا لم يكن هذا الأنسان عدوا محاربا ، وتنبني هذه الرؤية على مقولات جل علماء الفقه والتفسير الذين يعتبرون انّ اية السيف قد نسخت كل اية مخالفة ،  والنسخ هنا يعني انّ تلك الايات المخالفة قد " سقط حكمها وبقى رسمها " ولا ينبنى عليها اى أثر تشريعي . لقد وردت هذه الاية في فصل منفرد من فصول أحد اخطر الوثائق المؤسسة لفكر التيار الجهادي الاسلامي في النصف الثاني من القرن الفائت ، وهي وثيقة " الفريضة الغائبة " التي كتبها المهندس محمد عبد السلام فرج امير جماعة الجهاد الأسلامي التي اغتالت الرئيس المصرى الراحل أنور السادات .. )) ، ومن التفسير السابق ، أنه يوجب القتل حتى للفرد العادي " أباحة قتل الانسان حتي اذا لم يكن هذا الأنسان عدوا محاربا " ، وهذه سابقة دموية خطيرة ، تدلل على تصفية كل مخالف . وقد وصف ابن الجوزي في كتابه " نواسخ القرآن "  (( القائلين به بأنهم لا فهم لهم من ناقلي القرآن ، إنما نسخت آية السيف حكماً واحداً هو إتمام العهد لمن عاهدوه من المشركين بالكف عن قتالهم ، فنسخت ذلك ، وكانت هذه الآية إعلاناً لهم بإلغاء عهدهم ، وأنه لا يقبل منهم بعد ذلك إلا الإسلام ، وهذا خاص بمشركي جزيرة العرب ، أما أهل الكتاب فتقبل منهم الجزية إذا أبَوا الدخول في الإسلام ، فإن أبَوا فإنهم يقاتلون . والأصل في التعامل مع كافة المشركين قوله تعالى في سورة البقرة 190 " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " / نقل من موقع سنابل الخير )) .. وهذا مؤشر أخر يوضح بان المشركين أمامهم وضعين وهما ، أما الأسلام أو السيف ، أما أهل الكتاب ، فتقبل منهم الجزية ، أذا رفضوا الأسلام .. خلاصة الأمر ، الأسلام هو النجاة في حالة كون الفرد مشركا أو كافرا / أي من أهل الكتاب !! وهذا الأمر لا يقبل لا عقليا ولا أنسانيا ولا مجتمعيا !! .
2* ومن النصوص التي تضع شروخ وحواجز مجتمعية وتحث على عدم المساوات في المواطنة ، وتعمل على التفرقة والبغضاء ، قوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) سورة المائدة/ 51 – وتفسيرها حسب موقع الأسلام سؤال وجواب ، كما يلي (( قال الشيخ الشنقيطي " ذكر في هذه الآية الكريمة أن من تولى اليهود والنصارى مِن المسلمين فإنه يكون منهم بتوليه إياهم ، وبيَّن في موضع آخر أن توَلِّيهم موجب لسخط الله ، والخلود في عذابه ، وأن متوليهم لو كان مؤمناً ما تولاهم ، وهو قوله تعالى : ( تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ) المائدة/80 ، 81 ، ونهى في موضِع آخر عن تَوليهم مبيناً سبب التنفير منه ، وهو قوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنْ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ) الممتحنة / 13 .)) .. فلم هذه التفرقة بين المؤمنين الموحدين لله ! وهل اليهود والمسيحيين كفرة ! وّأذا كانوا كفرة ! فبمن كفروا ! ومن يقول أن الله غضب فقط على اليهود والمسيحيين ! ولم الله لم  يغضب على المسلمين ! الذي / بعضهم ، من خلقوا الأرهاب التكفيري المتوحش ! وهناك الكثير والكثير من التساؤلات التي تبقى دون أجابة ! .
3* ومن المسائل الخلافية ، والتي توغل في خلق خلافات وفروقات مجتمعية ، الحديث التالي ، المنقول من موقع الأسلام سؤال وجواب (( ورد في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عنه أن رسول الله  قال :     ( لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه ) مسلم في السلام (2167) وسائل يسأل ، أليس العمل بهذا تنفير من الدخول في الإسلام ؟. تم النشر بتاريخ: 2002-05-18 . والجواب على هذا : يجب أن تعلم أن أحسن الدعاة في الدعوة إلى الله هو النبي ، وأن أحسن المرشدين إلى الله هو النبي ، وإذا علمنا ذلك فإن أي فهم نفهمه من كلام الرسول يكون مجانباً للحكمة يجب علينا أن نتهم هذا الفهم ، وأن نعلم أن فهمنا لكلام النبي خطأ ، لكن ليس معنى ذلك أن نقيس أحاديث الرسول بما ندركه من عقولنا ، وأفهامنا ، لأن عقولنا وأفهامنا قاصرة .. )) . وهنا  تفسير الحديث يوقعنا في متاهة فكرية ، وهي قوله " عدم أدراك عقولنا لعمق حديث النبي " ، وأنا لا أدري أي عقول يتحدث عنها المفسر ! العقول الأن بها أفاق وأفكار ومنطلقات لا يعلوا عليها ، وأي معنى يضمنه هذا الحديث الصريح والجلي ! والذي ينص على هذه العدائية والكراهية لليهود والنصارى ، فهذه التفاسير تعمل على هدم السلام المجتمعي و تفتيت أواصره وطحن نسيجه ! .
الأمام مالك بن أنس :
هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي ( 93 – 179 ههجرية ) ، أحد الأئمة الأربعة (*) ، مؤسس المذهب المالكي ، ويطلق عليه " شيخ الإسلام ، حجة الأمة ، إمام دار الهجرة / حسب ما ورد بموقع أسلام ويب " ، ( وكان أبو عامر - أبو جَدِّ مالك - حليف عثمان بن عبيد الله التيمي القرشي ، وكنيته أبو عبد الله من سادات أتباع التابعين ، وجلّة الفقهاء والصالحين . وأمه هي عالية بنت شريك الأزدية . وُلِد بالمدينة المنورة سنةَ 93هـ / 703م ، وعاش فيها . / حسب موقع قصة الأسلام ) . وأستند مالك في بناء أصول مذهبه ، المذهب المالكي ، على ما يلي : ( 1- كتاب الله . 2- سنة رسوله . 3- الإجماع . 4- القياس أو عمل أهل المدينة ، إذا ما رأى المصلحة في أحدهما قدمه على الآخر ، ثم خبر الواحد إذا لم يخالف عمل أهل المدينة ، ثم المصالح المرسلة والعرف والاستصحاب وسد الذرائع . / نقل من موقع المكتبة الشاملة ) . وقد قيل عن مالك :    ( .. الامام الشافعي : " إذا جاءك الأثر عن مالك فشد به ...وإذا جاء الخبر فمالك النجم ، وإذا ذكر العلماء فمالك النجم ، ولم يبلغ أحد في العلم مبلغ مالك لحفظه وإتقانه وصيانته ، ومن أراد الحديث الصحيح فعليه بمالك " وقال أحمد بن حنبل " : مالك سيد من سادات أهل العلم ، وهو إمام في الحديث والفقه ، ومَن مثل مالك ! متبع لآثار من مضى مع عقل وأدب / نقل عن موقع الأسلام سؤال وجواب ) .

كتاب الموطأ :
وقد جاء في الويكيبيديا عن كتاب الموطأ ، التالي ( كتاب الإمام مالك هو أجلّ كتب الحديث المتقدمة عليه وأعظمها نفعاً بلا شك ، فيه الأحاديث الصحيحة المسندة ، وإن كان الكتاب ليس بالكبير ، فيه البلاغات والمنقطعات والمراسيل ، ولا يستدرك على الإمام مالك في ذلك ؛ لأنه يرى حجية المرسل ، وهذه البلاغات وصلها ابن عبد البر في التمهيد سوى أربعة أحاديث ، كما هو معروف . اعتنى أهل العلم بالموطأ عناية فائقة لإمامة مؤلفه ، ولعظم نفعه ، ولاختصاره أيضاً يعني شرحه متيسر .. )  ، وقد وصف موقع نداء الأيمان الكتاب ب ( خير كتاب أخرج للناس في عهده ، ثم ما خايره فخاره كتاب أخرج من بعده . قال فيه الشافعي ـ رحمه الله ـ : " ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله ، أصح من كتاب مالك ". وقال البخاري عن الموطأ : " من أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر ". وقال الإمام مالك نفسه عن كتابه هذا : " عرضت كتابي هذا على سبعين فقيهًا من فقهاء المدينة ، فكلهم واطأني عليه فسميته الموطأ ". ) . وعن سبب تأليف الأمام مالك بن أنس ل " الموطأ " ، فقد جاء في موقع الأسلام سؤال وجواب التالي (( سبب تأليفه : ذكر ابن عبد البر رحمه الله ، في كتاب الاستذكار (1/168) أن أبا جعفر المنصور قال للإمام مالك : ( يا مالك ! اصنع للناس كتابا أحْمِلُهم عليه ، فما أحد اليوم أعلم منك !! ) فاستجاب الإمام مالك لطلبه .. )) .

القراءة :
تمهيد :
 سائل يسأل لم هذا الربط بين النصوص الأسلامية ، السابق ذكرها والتي وردت على سبيل المثال وليس الحصر ، وبين كتاب " الموطأ " للأمام أنس بن مالك . الذي أختص بالفقه والحديث ، متبعا أواسط الأمور ، وما اجتمع إليه الأئمة والصحابة ، وقد مكث الإمام مالك أربعين سنة يقرأ الموطَّأَ على الناس ، فيزيد فيه وينقص ويُهذِّب ، ( وقد طلب أبو جعفر المنصور من الإمام مالك أن يجمع الناس على كتابه ، فلم يجبه إلى ذلك ، وذلك من تمام علمه واتصافه بالإنصاف ، وقال : " إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها " ) . وقد أجمعت كل المصادر أن مالك رفض تعميم الكتاب على المعمورة بناءا على طلب أبو جعفر المنصور ( يا مالك ! اصنع للناس كتابا أحْمِلُهم عليه ، فما أحد اليوم أعلم منك !! ، فاستجاب الإمام مالك لطلبه ، ولكنه رفض أن يُلزِم الناس جميعا به . ) ، أو قال ( لوجود مشقة في تطبيقه ) .. وأنا سأبني قراءتي على رفض الأمام مالك لأمر الخليفة المنصور .
أضاءأت :
 أولا / " كتاب الموطأ " كتاب شامل جامع ، جمع به مالك كل ماورد في شؤون الدين فقها وأحاديثا وعقائد ، ويضم 61 كتابا تبدأ بمواقيت الصلاة وتنتهي بأسماء النبي ، وقد ذكروا أنه أعظم كتابا بعد القرأن ، وقال عنه الشافعي : " ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله ، أصح من كتاب مالك " ، وقد عرضه مالك على 70 فقيها وعمل به 40 سنة ، ولكنه رفض أمر الخليفة المنصور بتعميم الكتاب على المعمورة ، بالرغم من غنى وعمق و نفع الكتاب ، وهذا يدل على أفق ثاقب لمالك ، من تغير أحوال الناس وضعا ومجتمعا ومكانا وزمانا وظروفا وحالا ، فكيف الأمر بتعميم نصوصا وردت قبل 14 قرنا !! ويراد من المسلمين تطبيقها بحذافيرها في واقع اليوم المعقد .  ثانيا / مالك رفض تعميم الكتاب ، لمعرفته أن أوضاع البشر ، التي لم يطلع عليها ، علما أن الأوضاع في ذلك الزمان لا تتباين كثيرا ، ولكن نظرة مالك بعيدة المدى ، فأنه أخذها بنظر الأعتبار ، فكيف أحوال البشر الان مع نصوص القرأن التي كتبت في مجتمع بدوي عصبي يقدس القبيلة ، ويهتم بالغزو والسبي .. عن مجتمع اليوم الذي يختلف به المسلم في المشرق عن المسلم في المغرب ، بل المسلم وضعه وعرفه وتقاليده تختلف من قطر عربي لأخر يماثله بالعروبة ! ، أضافة لأختلاف المذاهب والفرق والجماعات والأثنيات واللغات واللهجات ! .  ثالثا /  ان الوضعين أي تطبيق النصوص أو تعميم كتاب الموطأ ، له أهدافه الدنيوية قبل الأخروية بالنسبة للنبي أو بالنسبة للمنصور ، والهدف سياسي سلطوي ، يتعلق بالحكم وتثبيته عن طريق الدين !  ولا توجد مصلحة أو منفعة حقيقية للشعب ، بل الهدف هو مصلحة الحاكم أيا كان !! .
رابعا /  لم الأصرار على تطبيق نصوص قضى فعلها وعهدها وأنتهى المبرر من نزولها ، وأن كانت الغاية هو تقديس الماضي وجعلها أيقونة ، فهذا الأمر لا ينطبق على المسار الحياتي والمجتمعي للنصوص ، كما أن مكان الأيقونات هو المتاحف وليس تطبيقها في الحياة التي تتغير تبعا للظروف والزمان والمكان وحال المجتمع ! . خامسا /  أن مالك بن أنس رفض أمر الخليفة أبو جعفر المنصور ، وهو الحاكم الجبار المهيب ، فلم رجال الدين لا يتجرأون على تحييد وأبطال بعض النصوص التي باتت خارج نطاق الزمن ، وليس هناك الأن من خليفة جبار كالمنصور ، أرى أن الأمر فقط  ينقصه مفكرين بحجم القضية ، كما أن الوضع الأن يحتاج الى شرارة تنوير ديني ضد صنمية النصوص .
 ---------------------------------------------------------------------------------------------------
(*) الأئمة الأربعة هم :                                                                                             
   الإمام أبو حنيفة النعمان ، (80هـ/699م - 150هـ/767م)، ومذهبه الحنفي
الإمام مالك بن أنس ، (93هـ/715م - 179هـ/796م)، ومذهبه المالكي
الإمام محمد بن إدريس الشافعي ، (150هـ/766م - 204هـ/820م)، ومذهبه الشافعي
الإمام أحمد بن حنبل ، (164هـ/780م ـ 241هـ/855م)، ومذهبه الحنبلي                                       
 نقل من الموقع التالي www.qatarshares.com/vb/showthread.php?542503



324
                                قراءة في " رفع المصاحف على أسنة الرماح "                                                                                                                       مع أستطراد لمبدأ " الغاية تبرر الوسيلة "
المقدمة :
       من الضروري قبل سرد النص / رفع القرأن على أسنة الرماح ، والقراءة الخاصة بالبحث ، أن نستعرض  بعض المقتطفات من المبدأ الميكافيللي " الغاية تبرر الوسيلة " ، لكولو ميكافيلي (3 مايو 1469 -21 يونيو 1527)  ولد وتوفي في  فلورنسا ، كان مفكرا وفيلسوفا سياسيا إيطاليا إبان عصر النهضة ، ولقد ورد حول أصل نظريته / نقل بتصرف من الموقع التالي  https://khowlahtaffor.wordpress.com  التالي ( أصل هذه النظرية في كتاب الأمير لميكافيللي ، كان  يؤمن بأمور شكلت فلسفته و هي ايضا تشكل فلسفة معظم الحكام اليوم  ..كان يؤمن بأن الناس تسيطر عليهم الرغبات و الشهوات و يؤمن بأن الناس أهم شيء عندهم البقاء و الأمن و ليس القيم و البقاء وأنه يسهل التلاعب بالناس وأن معظم الناس أنانيين و نظرهم قصير و متقلبون و يسهل خداعهم  ..تقوم النظرية على الغاء الاخلاق و الغاء الفلسفة الاخلاقية التي تحكم السياسة و أن الهدف الرئيسي هو الحفاظ على الامن و زيادة رفاهية الناس  ..القائد الجيد عند ميكافيللي هو من يحرص على أن يكون هو و أهله من الاغنياء .. ويرى بأن تحقيق الطموح و المجد يكون بقتل الآخرين  ..و يؤمن بضرورة استخدام العنف و القوة من قبل القائد السياسي  لانه يولد الخوف و الخوف أساسي للسيطرة على الشعب  ..ويقول الخداع و التآمر مرفوض في الحياة الشخصية لكنه ضروري للنجاح السياسي لأنها مصلحة الشعب في النهاية .. يقول من الضروري القائد أن يفهم أهمية عدم الالتزام بالوعود إذا كانت الوعود ستؤثر على مصلحة أمن الدولة  ..كتابه “الأمير” كان ممنوعا و واصدرت قرارا الكنيسة بتحريم قراءة كتبه  ..و لكن كتابه انتشر و طبع بعد وفاته و صار يحكم العالم و السياسة إلى يومنا هذا.. ) ، أن نواة وبوادر الميكافيلية ، أرى أنها ظهرت من معركة صفين عام 637 م / موضوع البحث ، وليس بالقرن السادي عشر !!! .                                                                                                                         النص :                                                                                                                                    ومن أجل قراءة موضوعية للبحث ، لا بد لنا أن نعرض نبذة عن معركة صفين ، التي برز بها حدث " رفع القرأن على أسنة الرماح " ، فقد جاء في  www.eslam.de/arab/begriffe_arab/14Sad/siffin.htm ما يلي: (( معركة صفين وقعت بين الثامن والعاشر من صفر سنة 37 هجرية ( 657 ميلادي 26 - 28 من شهر تموز ) ، وحسب بعض الروايات في 11-13 من شهر صفر . وكانت بين جيشي معاوية اين أبي سفيان والخليفة الرابع علي بن أبي طالب ، وكان تعداد جيش الإمام علي ما يقارب 80000 مقاتل وتعداد جيش معاوية ما يقارب 120000 مقاتل . وكان قائد جيش خليفة المسلمين الإمام علي ، مالك الأشر ، وقائد جيش معاوية بن أبي سفيان ، عمرو ابن العاص . واستغرقت المواجهة ما يقارب ثلاث أشهر .. )) ، وقد قتل في المعركة عشرات الألاف ، ويشير موقع / الموضوع ، الى أن الخسائر كانت كما يلي (  .. وكانت خسائر الجيشين من القتلى على النحو الاتي : جيش علي بن أبي طالب خمسةً وعشرون ألفاً ، أما جيش معاوية بن أبي سفيان خمسةً وأربعون ألفاً ، لتكون حصيلة القتلى من الطرفين سبعون ألفاً ) .                                                                           
* الخدعة :                                                                                                                                    وعندما شعر معاوية بن أبي سفبان ، قرب أندحار جيشه وهلاكه ، لجأ الى خدعة رفع المصاحف على أسنة الرماح ، ليحولوا النصر من جبهة علي بن طالب الى جيشهم ، فقد قال ( المسعودي : وكان الاشتر في هذا اليوم ـ وهو يوم الجمعة ـ على ميمنة علي ، وقد أشرف على الفتح ، ونادت مشيخة أهل الشام : يا معشر العرب ، الله في الحرمات والنساء والبنات ، وقال معاوية : هلم مخباتك يا ابن العاص فقد هلكنا ، وتذكر ولاية مصر ، فقال عمرو : ايّها الناس ، من كان معه مصحف فليرفعه على رمحه فكثر في الجيش رفع المصاحف ، وارتفعت الضجة ونادوا : كتاب الله بيننا وبينكم ، من رفع في عسكر معاوية نحو من خمسمائة مصحف / نقل بتصرف من الموقع التالي :          al-milani.com/library/lib-pg.php?booid=18&mid=218&pgi ) .                                            * مقولة علي بن أبي طالب :                                                                                                       وعندما أحس علي بوقع الخديعة ، قال علي : ( عباد الله إنّي أحقّ من أجاب إلى كتاب الله ، ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، .. " إنّها كلمة حقّ يراد بها باطل " ، إنّهم والله ما رفعوها ، إنّهم يعرفونها ولا يعملون بها ، ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة .. / نقل بتصرف من موقع المعرفة ) .                   * التحكيم :                                                                                                                                      لم يكن الخليفة علي بن أبي طالب وشيعته ، بدهاء ومكر جبهة معاوية بن أبي سفيان ، ومن يضم في مقدمة قادته ودهاته كعمرو بن العاص ، لذا خسر عليا التحكيم ، فقد جاء بالويكيبيديا التالي / نقل بتصرف ( .. اتفق الجيشان ـ جيش أهل الشام وجيش أهل العراق ـ على مبدأ التحكيم ، وكان عمرو بن العاص المفاوض من قبل أهل الشام ، وكان  أبو موسى الأشعري المفاوض من قبل أهل العراق ... وقد تعرّض الأشعري لخداع ابن العاص الذي أقنعه بخلع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، بينما قام عمرو بن العاص بتثبيت معاوية وخلع أمير المؤمنين علي .. ) .
القراءة :                                                                                                                                    1 - يقول النص القرأني (  وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ / 99 سورة الحجرات ) ، هذا النص ، نزل لحل الأشكالات بين المتخاصمين أذا كان الطرفين مسلمين ، ووفق الحدث / معركة صفين ، ينطبق عليه تماما ، الى أن نأتي الى الفئة الباغية ، فأيهما الفئة الباغية ، وماهو مصيرها وما نتيجة أخرها ، وكيفية محاربة الفئة الباغية ، وما هو معيار تحديد الباغي من المظلوم ! حيث يبين موقع / بن باز ، التالي حول شرح الأية : ( ..  فالواجب الأول هو الإصلاح هذا هو الواجب ، فإن تيسر الإصلاح فالحمد لله وانتهى الموضوع ، فإن لم يتسر الإصلاح وجب أن تقاتل الباغية التي أبت وامتنعت من قبول الصلح ، ومصير الباغية يختلف : فإن كانت متعمدة للظلم والعدوان فهذه متوعده بالنار لأنها متعدية وظالمة ، فأما إن كانت ، لا ، مجتهدة وتظن أنها على صواب فهذه أمرها إلى الله ) ، أن الأية بالرغم من أن سبب  نزولها هو ( .. وذكر أن هذه الآية نزلت في طائفتين من الأوس والخزرج اقتتلتا في بعض ما تنازعتا فيه  / نقل من موقع أسلام ويب ) ، ولكن عمليا ، الأية لا يمكن تطبيقها بواقعة صفين ، لصعوبة تحديد معيار الغدر وما هي نوع الخديعة التي حدثت ، وما هو مقدار ضرر المغدور منها ! ، وتفسير الأية مبنيا على الظن والأجتهاد ، أذن الاية لا تعتبر فعالة بمعركة صفين ! ، فالنص القراني هنا ، غير ذا جدوى بهذا الحدث ، هذا أولا ، ولم يلتفتوا أليه المتحاربان ! .                                                                                                                 2 - ثانيا ، أني أرى أن الحديث التالي أكثر أنطباقا على الحدث / معركة صفين ، من النص القرأني المذكور في (1) أعلاه ، فمن موقع / شبكة منهاج السنة ، انقل الحديث التالي عن الرسول محمد ، (  عن الْأَحْنَفِ بن قَيْسٍ قال ذَهَبْتُ لِأَنْصُرَ هذا الرَّجُلَ فَلَقِيَنِي أبو بَكْرَةَ فقال أَيْنَ تُرِيدُ قلت أَنْصُرُ هذا الرَّجُلَ قال ارْجِعْ فَإِنِّي سمعت رَسُولَ اللَّه يقول : " إذا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ في النَّارِ فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ هذا الْقَاتِلُ فما بَالُ الْمَقْتُولِ قال إنه كان حَرِيصًا على قَتْلِ صَاحِبِهِ - إنه قد أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ .. )  ، ولكن وفق هذا الحديث نحن أمام أشكال كبير ! ، فالطرفان من أوائل المسلمين ، صحابة الرسول / وعليا أبن عم الرسول ، ألتقيا بسيوفهما ، ذهب نتيجة قتالهما عشرات الألاف من المسلمين ، فلا ذكر في الحديث للطرف الباغي أو للمظلوم ، ولكن الرسول قالها ، قولا تاما مطلقا ، وهو أن ألتقيا مسلمان بسيفهما فالطرفان في النار ، أي أن معركة صفين ، بمغدورها / علي بن طالب ، وبالغادر /  معاوية بن أبي سفيان ، وكل رهطهما في جهنم ! ، والتساؤل ألم يدركا الطرفان قبل الأقتتال وجود هكذا حديث ، أم أن أمور الدنيا أنستهما عن أمور الأخرة !.                                                                                                                                    3 - أن الطرفان  بجيشهما / علي ومعاوية ، لم يهتما في خضم الواقعة ، لا بنص ولا بحديث ولا بسنة من سنن الرسول !! ، وما كان أمام ناظريهما هو فقط " السلطة والحكم والخلافة ! " ، وبقى محمد و رسالة الأسلام ، من الماضي ، لأن توقيت موت الرسول ، كان هو زمن نهاية الدعوة المحمدية وبداية عهد من سيحكم ومن سيكون المحكوم .                                                                                                                                   4 - أن أستدعاء القرأن ، أي حضوره في حالات الفتن وأشتباك الحال ومعترك الحكم ، وأعتباره كحكم ، هو أستغلال للنص القرأني ، كوسيلة لتحقيق غاية معينة ، بعيدا عن الدين والمعتقد ، أي أستخدام القرأن ، بصفته الأخروية ، لتحقيق مآرب دنيوية سلطوية ، ويحدثنا الراحل د . علي مبروك - في حديث له في موقع الجريدة / نقل بتصرف ( في حالة الفتنة جرى استدعاء القرآن في قلب الصراع من خلال واقعة رفع المصاحف على أسنة الرماح  ، فعندما بدا وكأن جيش معاوية قد اقترب من الهزيمة كانت حيلة عمرو بن العاص برفع المصاحف وقول  { لا حكم إلا لله } ، وأجبر الأخير فعلاً على أن يخضع لحكم الله { القرآن }. وكان للإمام موقف مختلف عبَّر عنه قائلاً إن القرآن كتاب مسطور لا ينطق بلسان وإنما ينطق عنه الرجال ، ما يعني أننا إزاء علاقتين مع القرآن : الأولى هي العلاقة الأموية التي ربطت بين الإسلام والسيف ، وقد أفلح القرآن في أن يأتي بالأمويين بما عجز السيف عن أن يأتي به لأن هزيمتهم كانت متوقعة لو لم يرفع المصاحف . وهذه النتيجة تعني أن الكتاب بدأ يُنظر إليه على أنه كالسيف سواء بسواء كسلطة ينبغي الخضوع لها من دون مناقشة . أما الإمام علي فكان يعبر عن علاقة أخرى مع القرآن ، علاقة ترى أن الأخير ليس له لسان ينطق به وإنما البشر هم من ينطقون عنه بفهمه  ... ربط القرآن بالسلطة كان مقدمة لما سيقال بعد ذلك ، فعندما رفع جنود معاوية المصاحف كانوا يصرخون { لا حكم إلا لله } ، ولكن ثمة فيالق صارخة الآن في العالم العربي ترفع أعلام القاعدة بدلاً من المصحف وتقول أيضاً { لا حكم إلا لله } ) ، أرى أن القرأن أستخدم كوسيلة خداع وحيلة لوقف الحرب ، وفعل القران أنه أستخدم من أجل غاية معينة هو الفلتان من هزيمة محققة لمعاوية ، غير مكترث لا بالقرأن ولا بالرسول ، المهم الغاية وهي الحكم والسلطة ، حتى لو أستوجب التضحية بالقرأن وبرسوله !! .                                                                                        5 – يمكن أعتبار الأخوان المسلمين / المنطلقة عام 1928 على يد الأمام حسن البنا ، نموذج محوري ومركزي لتطبيق شعار " الغاية تبرر الوسيلة " ، فالجماعة كمنظمة تعتبر من المنظمات التي ترفع " الأسلام هو الحل " ،  فهي بشكل أو بأخر رفعت نفس شعار معاوية ، وهو " رفع القرأن على أسنة الرماح  " ، ولكن ما هي غاية الجماعة ، فبحسب موقع الجزيرة نت / نقل بتصرف ، أن الأخوان المسلمين هم (  دعوة سلفية ، طريقة سنية وحقيقة صوفية ، رابطة علمية ثقافية ، جماعة رياضية ، شركة اقتصادية وهيئة سياسية .. ) ، فهم من أول المنظمات الأسلامية التي سييست الأسلام في العصر الحديث ، وكل ما يقال من ركائرها / ما هو ذكر سابقا ، هو كلام لا غير ، ولكن الأهم لهم ، هو أقتران الأمر ب " الهيئة السياسية " / أي الحكم والسلطة ، فهي ترفع القرأن عاليا ليس من أجله ، بل كوسيلة للحصول للحكم ، وحكومة الرئيس محمد مرسي ( 30 يونيو 2012 – 3 يوليو 2013  ) في مصر أكبر مثال على ذلك ، وجماعة الأخوان من أكثر الجماعات تلونا وتقلبا وأنتهازية بشهادة علماء المسلمين أنفسهم ، وبهذا الصدد ، فقد ورد في موقع / العقيدة الصحيحة التالي (  يقول العلامه صالح بن عبد العزيز ال الشيخ ، الاخوان من ابرز مظاهر الدعوه لديهم التكتم والخفا والتلون والتقرب الي من يظنون انه سينفعهم … ولا يحبون السنه ولا يحترمون اهلها ) .

أضاءة :                                                                                                                                                أولا - يجب التساؤل هل كانت هناك نسخ من القرأن تحمل في الجيب أو توضع في مكان ما على سروج الخيول !! أرى أن هذا هو السؤال الأهم ، فقد كان تعداد جيش معاوية 120 ألفا ، فهل حقا كان هناك 500 نسخة يرفعوها ، أم أن الأمر كان مجرد صراخ وهتاف لحكم كتاب الله ! ، فمن أين أتت هذه النسخ ! وهل هناك قرأن كامل بذلك الوقت ! ومن نسخها ! وهل حجم القرأن بمكان أن يوضع مثلا بثوب الأعرابي في ذلك الزمن ! علما أن القرأن كان يكتب على (على الرقاع و أحيانا تخط على الْعُسُبِ وَاللِّخَافِ / نقل من  موقع ملتقى أهل التفسير ) .
ثانيا - نعم الحرب خدعة ، حسب حديث الرسول ، ولكن الأمام النووي في شرح هذا الحديث يقول (( اتفق العلماء على جواز خداع الكفار في الحرب وكيف أمكن للخداع الا أن يكون فيه نقد عهد وأمان فلا يحل ، ومعلوم أنه لا عهد بيننا وبينهم حيث أنهم محاربون لدين الله سبحانه وتعالى والمسلمون أحرار في اختيار أسلوب القتال المناسب على أن تحقق الخدعة وهي النصر بأقل  الخسائر وأيسر السبل alkalema.net/nifaq/nifaq9 )) ولكن هنا المتحاربين مسلمين ومن الصحابة !! فكيف يخدع المسلم مسلما أخر ، وبالقرأن !! .
 ثالثا - في موقع الشيخ حسن فرحان المالكي يبين التالي / حول الخدعة في الحرب : ( الحرب خدعة ، المقصود النواحي العسكرية البحتة قد تخدعه ، اما الخدعة بأوامر الله ونواهيه وبكتاب الله ان تخدع الناس بكتاب الله هذه سنّة معاوية بن أبي سفيان والسلاطين الظلمة من ايام معاوية يخدعون الناس بكتاب الله ..) وهنا يبين المالكي على أن الخدعة الحربية هي أثناء المعارك وليس الخديعة بكتاب كالقرأن .
رابعا - الغاية تبرر الوسيلة كمبدأ ظهر قبل 14 قرنا من الأن ، ولم يوجده ميكافيللي ، لأنه لم تكن هناك دنيا أخروية لدى الخلفاء بعد موت الرسول والى الأن ، فغايتهم السلطة الدنيوية ، وأن شيوخ ورجال الدين الأن يتاجرون بالدين لحساب السلطة والسلطان ، رجال الدين الأن هم رجال ميكافيللي الأوفياء والمخلصين لنظريته ، فهم كانوا فيما مضى عبيدا للخليفة ، يكيفون الدين نصوصا وأحاديث وسنن ، حسب أهواء وأرء الخلفاء والأمراء والحكام ، حتى يستقر حكمهم ، حتى بات ميكافيللي ، لو كان حيا لتعلم منهم ومن خداعهم ، ولأعطوه أفكارا لا يتوقعها ولا يحلم بها ، يكفي أن نقول ، بأن شيوخ وأئمة وفقهاء الأسلام جعلوا من السلطان أو الخليفة " ظل الله على الأرض " أي القائم " مقام الله " والمنفذ لسلطته العليا على الأرض .





325
                                             مؤسسة الأزهر وقتل القساوسة

الخبر :
   وكالة BBC  في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 - نقل بتصرف : أمرت النيابة العامة في مصر بحبس متهم بقتل كاهن كنيسة في ضاحية المرج ، أربعة أيام على ذمة التحقيقات  ، وقالت مصادر بنيابة شرق القاهرة ، التي تتولى التحقيق مع المتهم ، إنه أقر بارتكاب الجريمة ، وبإنه " كان يتشاجر مع أصحاب أحد المحال التي كان يعمل بها ويحمل ساطورا ، وتصادف ذلك مع مرور القس القتيل سمعان شحاته فطارده حتى تمكن من اللحاق به داخل مخزن حديد ، وانهال عليه طعنا حتى قتله ". ، ولم يتأكد حتى الآن الدافع الحقيقي وراء الحادث ويقول ناصر حسن ، أحد الجيران ، إن المتهم " دائم الشجار مع الجيران مع الأقباط من جيرانه ، وقام بالاعتداء بالحجارة على أحد المحال التجارية التي يملكها قبطي من قبل ". وأضاف حسن أن : " المتهم قال مرارا إنه لا يحب المسيحيين "  .

القراءة :
1 . قتل المسيحيين في مصر ، بات غير مستغربا ، فمنذ سقوط حكم الاخوان 3.7.2013 ، وتتوالى منهجة قتل المسيحيين ، وتفجير الكنائس والأديرة ، وهذه الأعمال تنفذ و تدار من قبل الجماعات الأسلامية عامة ، وتحت موافقة ضمنية من قبل المراجع الاسلامية !! ، وتتصدر هذه الجماعات الأخوان المسلمين وغيرها ، مع أعمال فردية من قبل مسلمين متشددين ، وهذا لا يعني أستثناء العهود السابقة من أسستهداف المسيحيين خاصة في عهد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات ، وحتى في عهد حسني مبارك .
2 . لا زالت الجهات الحكومية المصرية / الأمنية ، تعلل القائمين بهذه الأعمال الأرهابية ، بانهم أما ، مرضى أو متخلفين عقليا أو عدوانيين أو أنطوائيين .. ، ولا تسمي الأشياء بأسمائها ، وليست لها القدرة والشفافية بأن تقول بأن المنفذين ينفذون أجندة أرهابية أسلامية تهدف الى دفع الأقباط الى الهجرة !! ، ودائما ما تبرر الجهات الحكومية هكذا أفعال وتنسبها الى أسباب بعيدة كل البعد عن الواقع ، حيث جاء بخصوص قتل القس القبطي / سمعان شحاته ، التالي - موقع الجزيرة مباشر /  الخميس 12 أكتوبر 2017 : ( وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان إن الشرطة ألقت القبض على رجل مسلم عاطل عن العمل ومقيم في مدينة السلام بتهمة الاعتداء على القس شحاتة بسلاح أبيض . وأضافت أن الرجل سبق اتهامه في قضية بالتعدي على والده بالضرب وإصابته وإشعال النار بمنزله .. ) .
3 . لماذا يقتل المسيحيين / الأقباط ! ، لماذا يستهدف الأقباط بأديرتهم وكنائسهم ومؤسساتهم الدينية ! ، لماذا لا تصان  كنائسهم وأديرتهم و .. ! ، ألا بموافقات خاصة ، وكأن الأمر يتعلق بالأمن الوطني ! هل كل هذا يأتي أعتباطا ، أم هناك جهة أو مؤسسة وراء كل هذا النهج المدروس !! ، نعم هناك معتقد يكفر الجميع ، ويؤمن بان الدين هو الأسلام والأسلام فقط !! وفق الأية ( أنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 سورة آل عمران ) ، أذن المسبب وراء كل ذلك هو موضوعة وحدانية الاسلام كدين .
4 . أذن الأسلام بنصوصه وراء كل هذا العنف والتوحش والقتل والترويع والحرق والهدم والتفجير والتكفير .. ، كل هذا تحت مباركة مؤسسة الأزهر ، بشيخه وأدارته وشيوخه ومناهجه التدريسية ، فليس من وسطية في الأزهر ، لأن الأزهر بأسلامه لا توجد من وسطية فيه ، وذلك لأن الأسلام نصوص ، فهل بالنصوص وسطية ، فمثلا الأية التالية من سورة البقرة ((  واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين ( 191 )  فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم (192 ) وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ( 193)  ) / سورة البقرة )) ، هل هناك من وسطية ! ، وجاء في تفسير البغوي ومعناه " واقتلوهم حيث بصرتم مقاتلتهم وتمكنتم من قتلهم " . هنا هل يستطيع الأزهر كمؤسسة ، أن يخفف من موضوعة القتل في هذه الأية ويجعلها أقل حدة أو أن يحولها مثلا الى جلد أو تعنيف ، أكيد الجواب لا !! ، أذن الأسلام نصوص ثابتة لا تتغير ! .
5 . أن الأزهر ، هو السؤال وهو الجواب ، على كل ما يجري وما سيجري ، فلم الأزهر لم يصدر بيانا يؤكد به ، مثلا : ( الأقباط غير كفرة ! ، الأقباط متساوون مع المسلمين بالمواطنة ، الأقباط أخوة لنا ، الأقباط  ليسوا أهل ذمة ، بل مواطنين كالمصريين العاديين ! ، وجب تحريم الاعتداء عليهم ! ، ومنع الدعاء عليهم بالجوامع والمساجد ، مع جواز معايدتهم وتهنئتهم بأعيادهم ، .. وغير ذلك ) ، وذلك من أجل زيادة اللحمة الوطنية .

خاتمة :                                                                                                                                      حتى ينعم أبناء الوطن بالعيش المشترك ، كبودقة واحدة متراصة متكاملة ، يتطلب الأمر من الأزهر ، تغيير مناهجه التي تكفر الأخرين ، وهذا الأمر يتطلب رئاسة وشيوخا ، ذو فكر وعقلية حداثوية ، شيوخ يكسرون من صنمية كل نص يدعوا الى التفرقة والتكفير والقتل .. ، شيوخ يجب أن يدركوا أن زمن الدعوة المحمدية قد أنقضى ، شيوخ يجب أن يعوا أن الرسول قد مات ، شيوخ يجب أن يعترفوا بأنهم يعيشون مع مواطنين بعضهم لا يدين بالأسلام ، لديهم رجال دين ، ولديهم معابد ، فمن أجل كل هذا وغيره الكثير ، يجب عليهم أن يعملوا على أدامة الحياة مع مجتمع مصري متعدد الأديان والمعتقدات والمذاهب والطوائف والأعراق والأفكار .. أما أذا نكر الأزهر كمؤسسة وفكر كل ذلك ، فسيبقى بشيوخه ومناهجه في قمقمه وحيدا ومنعزلا عن العالم !! .
 

326
                                الأسلام ليس الحل .. بل اللاعب " ميسي " هو الحل !

 الأسلاميون كنظام حكم لهم شعاراتهم الخاصة ، و" الأسلام هو الحل " هو أحد هذه الشعارات ، وهذا الشعار يتقولب بهيئات متعددة ، منها الحكم الأسلامي وفق الشريعة ، كما هو الحال في المملكة العربية السعودية وأفغانستان وغيرها ، وقد يأخذ نموذج الحكم قالبا أكثر راديكالية / أصولية ، كما هو الحال في معتقد داعش / كدولة الخلافة في الموصل-  سابقا ، ومهما كان هذا النموذج من تطرف ، فأنه يعتمد عامة على القرأن والسنة والحديث ، وبتمام حرفية النص ، وكما جاء بها قبل أكثر من 14 قرنا -  في الحقبة المحمدية  ، ويريدون القائمين من أولي الأمر تطبيق حكم الأسلام الماضوي على عالم اليوم !! ، بكل متغيراته وتطوراته الأنسانية والمجتمعية والحضارية .. ، ويعتقدون الأسلاميون ، أن الأسلام هو الحل الأمثل لكل معضلات القرن 21 ، فالأسلام بنظرهم وضع الحلول لكل المعضلات ، لأن الأسلام وفق فكرهم صالح لكل زمان ومكان !! أذن هو الحل .
في نفس سياق الموضوع والصدد ، أن اللاعب الأسطورة " ميسي " ، كرويا هو الحل أيضا ، من مبدأ عندما يلعب هذا اللاعب الأستثنائي ، فأنه يحول كل تقنيات وفنيات لعبة كرة القدم التي يتميز بها الى الفوز ، فهو يقلب كل موازين اللعبة من الخسارة الى الفوز بقدميه الساحرتين ، كما أنه يرتبط بالكرة ك " البرغوث / العث " ، حيث يحور كرة القدم الى  متعة فنية لا مثيل لها بأهدافه المثيرة الرائعة ومراغواته المذهلة .. أذن حقا أن " ميسي " في لعبة كرة القدم ، هو الحل ! .

النص :
سأتناول النص في محورين :
المحور الأول / الأسلام هو الحل : في هذا المحور سأتناول / بكل أمانة ، في جزء منه بعضا من مقتطفات كتاب    " الإسلام هو الحل ؟ لماذا وكيف ؟ " - للكاتب د . محمد عمارة ، كسرد لفكرة الأسلام هو الحل ، والدكتور عمارة  ( مولود في مصر ،27 رجب 1350 هـ / 8 ديسمبر 1931 مفكر إسلامي ، مؤلف ومحقق وعضو مجمع البحوث الأسلامية بالأزهر  القاهرة )  ، وقد نشر " أكرم ذياب " بحثا موسعا للرد على أفكار الأخير / د . عمارة ( .. وبين أن الأخير عاش سلسلة من التحولات الفكرية ، وقد مر بأطوار من الماركسية إلى الاعتزال فالسلفية إلى غير ذلك ، ويقول الدكتور محمد عباس ، إن محمد عمارة هو واحد من كوكبة لامعة صادقة هداها الله فانتقلت من الفكر الماركسي إلى الإسلام ... وكانت هذه الكوكبة هي ألمع وجوه اليسار فأصبحت ألمع وجوه التيار الإسلامي / نقل من الويكيبيديا  ) ، كما ان د . عمارة كان (  أحد المشاركين في مناظرة معرض الكتاب / مصر ، يوم  7 يناير 1992 ، والتي هيأت وحرضت الغوغاء الى قتل المفكر الراحل الدكتور فرج فودة في يوم 8 يونيو 1992 / من مقال للكاتب بعنوان - مسرحية الشحن الأسلامي في أغتيال " د. فرج فودة " ) .. يبين الكاتب محمد عمارة في كتابه أنف الذكر / أنقل بعض أفكاره بتصرف :
* أن خلافة المسلمين ودولتهم قائمة على تعاقد دستوري  بين الأمة و الدولة ، على أن تكون المرجعية و السيادة و الحاكمية للشريعة الإلهية المجسدة لحدود عقد و عهد الاستخلاف .. وهذا التعاقد على هذه المرجعية جاء به البلاغ القرآني و طبقه البيان النبوي في الدولة الإسلامية الأولى وإلتزمه الراشدون بعد موت الرسول  . 
* ولا يحسبن البعض أن حب الوطن الصغير - الإقليم - مرهون بسيادة كامل الإسلام في دولته و مؤسساته و حياته .. ذلك أننا إذا لم نحب الأوطان التى تشوب الشوائب إسلامية نظمها ، والتى خلطت دولها عملا صالحاً بآخر سيئ ، فلن نخلص الجهاد في سبيل تحريرها من هذا الذي طرأ على الإسلام فيها وإلا فكيف أجاهد في سبيل وطن لا أحبه !
*  إن ولاة الأمور وحكام المسلمين هم نواب عن الأمة ، فالسلطة الحقيقية الأصيلة هى للأمة ، والحاكمون وولاة الأمور ليسوا بمعصومين ، وكل بني آدم خطاء .
* فالشورى من " قواعد الشريعة " .. ومن " عزائم الأحكام " .. أما أهلها ، فالأمة ، لأنها فريضة على الأمة ، ينهض بها ــ كفريضة كفائية ــ أهل الكفاءة ، بحسب موضوعاتها و ميادينها .. ولذلك جاء في عبارة المفسرين لآيتها الإشارة إلى أهل " العلم " وأهل " الدين " .. وليس فقط أهل الدين ! .
* إن ولاة الأمور وحكام المسلمين هم نواب عن الأمة ، فالسلطة الحقيقية هي للأمة ، والحاكمون وولاة الأمر ليسوا بمعصومين ولصاحب الحق سلطان لا ينازع في مراقبة وكيله ونائبه وخليفته في أداء ما فوض إليه من مهام ، كي تنجز هذه المهام على النحو الذي أراده صاحب الحق عندما عقد لنائبه عقد الوكالة والإنابة والتفويض . 
- وفي موقع / موسوعة الكحيل للأعجاز القرأني ، مقال بعنوان - خواطر أعجازية ، من أعداء الأسلام بأن          " الأسلام هو الحل " ، أنقل بتصرف بعضا مما جاء به :                                                                                          * في الشؤون الأقتصادية : الحل يكمن في النظام المالي الإسلامي ، فهو النظام الوحيد الذي لم يتأثر بمثل هذه الأزمات ، لأن الذي وضعه صممه بحيث يصمد أمام أصعب الظروف !! فالنظام المالي الإسلامي هو نظام أخلاقي لا يسمح ببمارسة الأطماع أو مبادلة المال بالمال ( الربا ) ... ولذلك فهو الحل الوحيد لمشاكل العالم اليوم .                    * في مشاكل المجتمع : أرباب الطب الوقائي اليوم ينصحون بغسل الأيدي والوجه والقدمين عدة مرات كل يوم للتخلص من كثير من الأمراض الخطيرة والمعدية ( أنفلونزا الطيور والسارس وبعض الأمراض التنفسية .. )  وإذا تأملنا تعاليم الإسلام نجد أن الله أمرنا بالوضوء خمس مرات في اليومالإسلام دين النظافة والطهارة والاطمئنان !  .                                                                                                                                     * ولذلك تؤكد التقارير الصادرة عن غير المسلمين بأن الإسلام هو الأسرع انتشاراً اليوم . ميزة الإسلام أنه يجعلك على اتصال مباشر مع الخالق تعالى خمس مرات في اليوم على عكس المسيحية التي تطلب منك الحضور مرة في الأسبوع إلى الكنيسة لتجدها فارغة إلا من بعض كبار السن !! فليس هناك اتصال حقيقي ومستمر في هذه الديانة ، كذلك اليهودية والبوذية والهندوسية .. كلها ديانات على طريق الزوال لأن أتباعها لا يعرفون منها إلا اسمها فقط .                                                                                                                                   * ويقول الكثير من الباحثين المنصفين : الإسلام هو الحل لجميع مشاكل العالم ولذلك فهو دين المستقبل ..
المحور الثاني / " ليونيل ميسي " هو الحل : ليونيل " ليو " أندريس ميسي كوتشيتيني بالإسبانية  : Lionel Andrés "Leo" Messi مواليد 24 يونيو 1987 - هو لاعب كرة قدم يلعب حاليًا مع نادي برشلونة الإسباني و‌المنتخب الأرجنتيني.  ويلعب كمهاجم وكجناح.  يعتبر أحد أفضل لاعبي كرة القدم في جيله ، بل وحتى يُصنّف أنه من بين الأفضل تاريخياً حيث رُشح عدة مرات لجائزة الكرة الذهبية وأفضل لاعب كرة قدم في العالم وهو بسن 20 و21 وفاز بهما بسن 22.  قورنت طريقة لعبه ومهاراته بتلك الخاصة بدييغو مارادوناوالذي أعلن بنفسه أن ميسي "خليفته" ، حصل على الجوائز التالية : كرة أديداس الذهبية (2014) ، بيتشيشي  (2012)، كرة الفيفا الذهبية (2012) ، الحذاء الذهبية الأوروبية (2012) ، لاعب العام في الأرجنتين  (2011)، جائزة أونزي الذهبية  (2011) ، جائزة أفضل لاعب في أوروبا   (2011) ، كرة الفيفا الذهبية (2011) / نقل بتصرف من الويكيبيديا 
* هذا اللاعب يضيف للعبة كرة القدم ليست المتعة والأثارة والتقنية فقط ، ولكنه يغيير مجرى مسار اللعبة من الخصم الى فريقه / فريق برشلونة ، أو فريق دولته الأرجنتين ، انه لاعب لا يمكن الأستغناء عنه ، لأنه في مجريات شوطي اللعبة يمثل حلا لكل موقف لا حل له .. لأنه هو الحل .   

القراءة :
أولا : أرجو أن لا يعتبر بعض القراء من أن عنوان المقال " أستفزازيا أو تهجميا " على الأسلام ، وهذا ما سأبينه في قراءتي الخاصة للموضوع ، كما أني سوف لن أنقد ما جاء به الدكتور محمد عمارة في كتابه المشار أليه في المحور الأول أعلاه ، لأنه سردا نظريا لا غير ، غير قابل للتطبيق بعالم اليوم ، ولا يمثل الحقيقة بأي شكل من الأشكال ، ولكني أحترم رأيه ! ، أما مقال " من أعداء الأسلام بأن ( الأسلام هو الحل ) " ، فهو مقال أصلا  لا يستحق الرد عليه ، لأنه مهزلة عقلية لا غير، من الممكن أن يضحكوا به على مغيبي العقل والأرادة من المسلمين .                           أما بخصوص الأسطورة " ميسي " فأي متابع لكرة القدم ، يعرف تمام المعرفة من أن وجود هذا اللاعب في أي مباراة يحقق نقلة نوعية للعبة ، ويكون سببا للفوز .. لأنه هو الحل في لعبة كرة القدم .
ثانيا : لا يمكن ومن المستحيل أن يكون " الأسلام هو الحل " ، المنطق يقول أن الأسلام عامة وكليا ، ماضوي المعتقد والفكر والنهج ، أي منطقه قديم رتب وفق عقلية المجتمع الجاهلي ، وشذبه الرسول ليلائم وضع العرب في حقبته السحيقة ، فهو يلبي حاجات المجتمع في ذلك الزمن ، بشكل من الأشكال ، لأنه يخاطب عقليتهم ويلبي ميولهم ويحقق أمانيهم ، فمثلا في قضية الحروب / الغزوات ، هناك مبدأ أسلامي هو الغنائم والسبي أثناء  الغزوات ، وما يترتب عليه من أستعباد النساء والغلمان !! ، أضافة الى نهب أرض الطرف الخاسر وما بها من أموال وموجودات ، وفق قوله : ( فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ / سورة الأنفال 69 ) ، أذن توزيع الغنائم كان هو العامل المشجع للغزو / المسمى الجهاد ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير / 73 سورة التوبة ) ، وكذلك كان الرسول يوعد قومه بالكثير من الميزات ، منها حور العين والغفران و .. ، ( فعن  المقدام بن معدي كرب قال : قال الرسول للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقاربه ) .                                                                                                                      * أيعقل الأن ونحن في القرن 21 أن يؤمن أي فرد ذو عقل سوي بهكذا أفكار ومعتقدات ! فليس الأسلام هو الحل !.
ثالثا : الذين يتشبذون من أن الاسلام هو الحل ! ، كيف سيطبقون سيلا من النصوص في عالم ومجتمع اليوم منها مثلا ، فيما يتعلق بالعقوبات والقصاص .. فيما يخص الزنى ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم ) أيعقل أن يكون هناك رجما في الشوارع ، مثلا في مصر أو بغداد أو تونس .. ! ، وكيف يجلد الفرد في الشوارع ، كما في النص التالي ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ / 2 سورة النور  ) ، وكيف تقطع يد السارق ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ / 38 سورة المائدة ) ، وكذا تساؤل في موضوع الحرابة والحد والتعزيز (( التعزيز -  يقول ابن عابدين بأنّها : " جزاء بالضرب أو القطع أو الرجم أو القتل ، وسُمّي بها لأنها تتلو الذنب ، ومن تعقبه : أي إذا تبعه " ، وعرّفها الماوردي بأنها : " زواجر وضعها الله تعالى للردع عن ارتكاب ما حظر، وترك ما أمر به " . / نقل من موقع موضوع )) !! .                                                                                                                                * هل هذه الأفعال العقابية الوحشية تتفق مع مجتمع القرن 21 ، أم هي من مخلفات الحقبة المحمدية قبل أكثر من 14 قرنا ! ، فكيف يكون الأسلام هو الحل في تطبيق هكذا أفعال في مجتمع اليوم ! .
رابعا : دولة الأسلام ، من المنطق أن يقودها شيوخ الأسلام ، أو أن يكونوا / على أقل تقدير ، لجان أستشارية لرئيس فخري من طبقتهم ، فكيف سيحكمون وهم / مثلا ، يفتون كل يوم بفتاوى ، أقل ما يقال عنها مقززة !! ، من فتاويهم التالي (  أفتى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بأنّه إذا كان الرجل جائعا بشكل متطرف ، فمن المسموح له أن يأكل زوجته أو أجزاء من جثّتها .. الشيخ السعودي محمد العريفي في بداية شهر حزيران عام 2013 ، قال فيها إنّ النساء اللواتي يرغبن بدعم الثوار في سوريا ، ستكون هناك حاجة لتوفيرهنّ لحاجيات المجاهدين الجنسية خلال الاستراحات من المعارك . والقيد الوحيد في الفتوى هو أنّه فقط الفتاة التي اجتازت سنّ الرابعة عشرة يمكنها ممارسة الجنس مع الرجال السوريين .. فتوى محمد بن صالح العثيمين التى أحل فيها قتل النساء والصبيان ، فاتخذها المتطرفون مرجعًا لهم لقتل المدنيين من النساء والأطفال .. الدكتور صبري عبدالرؤوف ، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر ، إنه يجوز للرجل ممارسة #الجنس مع زوجته بعد وفاتها .. الدكتورة سعاد صالح ، أستاذة الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية للبنات في جامعة الأزهر ، إن الفقهاء أجازوا للرجال#معاشرة_البهائم .. ) .                                                                                                                  * كيف يكون الأسلام هو الحل أذا كان شيوخه ورجاله ، لا زالوا في حالة من الخرف العقلي ، الذي أثر على نفسية المسلمين قبل تأثيره على نفسية غيرهم !! .
خامسا : لا زال شيوخ المسلمين يعتزون بالطب النبوي ، ويفتخرون بمهزلة التطبيب ببول البعير والعلاج  بالتمر والعسل والتداوي بالحجامات .. ، وأنا أقف مشدوها أمام أفكار هكذا طب متهرئ ، ونحن اليوم أمام تحديات وأكتشافات في القرن 21 لمرضى السرطان والسكري والزهايمر والباركنسون والايدز .. ، وتحديث اللقاحات الخاصة بالجدري والتيفوئيد .. وغير ذلك لاحصر له ، فأين يقف الأسلام من تلبية هكذا أحتياجات ، لا أعتقد أن الحقن  بجرعات من بول البعير أن يحل الأمر .. فكيف أن يكون أسلام حقبة محمد الحل الامثل للعصر الحالي ! .

أضاءة الختام / الحل :
1 . أرى أن الأمر لا يمكن أختصاره بمقال ، ولكن ما ذكرته من معضلات في الأسلام ، التي لا يمكن أن يكون الأسلام هو الحل في حلها ، وهذا غيض من فيض ، فهناك الكثير من التفاصيل ، مثل التعامل مع غير المسلمين / اليهود والمسيحيين و.. ، وموقف الأسلام من المرأة ، التعامل مع الحقائق العلمية والطبية ، أضافة لتخلف الأسلام الاجتماعي عن مجتمع اليوم عقلية ومظهرا وشكلا وتقليدا ، وجهله بالتطور البشري ، لأنحصار تصور تعامله مع المجتمع البدوي قبل أكثر من 14 قرنا / حقبة الدعوة المحمدية .. فالأسلام لم يتمكن من حل معضلات ماضيه ، فكيف يستطيع أن يحل معضلات الحاضر .
2 . عندما أقول أن اللاعب " ميسي " هو الحل ، فالأمر منطقي وعقلاني ، وذلك لأني حصرت وجوده في نطاق اللعب فقط ، وحددت دوره في مجال ضيق وبينت حدوده ، وهو بروزه في لعبة كرة القدم ، وما يمتاز به هذا اللاعب / ميسي ، من قدرات وفنيات ، مما أهله أن يكون الحل في مجال اللعبة ، كما أني لم أذكر بأنه الحل في الرياضة عامة ، ولكنه الحل في رياضة لعبة كرة القدم بالتحديد ، لأنها أختصاصه ومجاله ، وكل قدراته تظهر في كرة القدم ، لذلك كان اللاعب ميسي بالذات في رياضة كرة القدم .. هو الحل .
3 . وقد حقق " ميسي " فوزا منقطع النظير بتسجيله 3 أهداف في مرمى الأكوادور في يوم الثلاثاء 10102017 ، فغير مسار تصفيات كأس العالم 2018 ، ووضع منخب الأرجنتين في التأهيل بعد أن كانت خارج حسابات التأهيل ، وقد جاء في موقع BBC في 11.10.2017 : ( أشاد المدير الفني لمنتخب الأرجنتين ، خورخي سامباولي ، باللاعب ليونيل ميسي بعد إحرازه ثلاثية في مرمى منتخب الإكوادور ليضمن التأهل إلى نهائيات كأس العالم   2018. وقال سامباولي : " أخبرت فريقي أن ميسي لا يدين للأرجنتين بالتأهل لكأس العالم ، بقدر ما تدين كرة القدم لكأس العالم بوجود ميسي  ". ) .. ف ميسي هو الحل ، لأنه وضع منخب الأرجنتين في التصفيات بعد أن كانت مقصية عنها .
4 . الأسلام بدأ كما انتهى اليوم ، انطوائي على ما يجول في معتقده من أركان ومن سنن ، مؤمن بموروث صنمي الروح ، لا زال يعيش في زمن الماضي ، منعزل عن الأخرين حتى في المجتمع الواحد ، لأنه يحبذ أن يعيش في مجتمعه المصغر ، منغلق على الأبداع ، ولا يتطور وفق مجريات التأريخ ، كما أنه لا يتغير وفق تغير الظروف الزمانية والمكانية للعهود والأحداث ، ماضوي الفكر والتفكير ، فهو مؤمن بأن كل علم وفكر ، بل كل الحقائق ، توقفت وأنتهت ما بين زمن ظهور ومسيرة الرسول ولحظة موته ، فكيف يمكن أن يكون " الأن " هكذا دين هو الحل !! .








327
                                 زواج الرسول من العذراء مريم
                                       بين المنطق والهلوسة


     بعض الأحاديث والمرويات والتفاسير ، تروي وتستشهد بأن الرسول محمد في الجنة سيتزوج من العذراء مريم أم يسوع المسيح ، بناءا على وعد من الله .. سأسرد في هذا البحث المختصر هذه المقولات كما هي ، ثم سأبين قراءتي الخاصة ثم كلمة ختام  .

الموضوع  :                                                                                                                              1 . بعض العلماء فسر الأية التالية : « عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا » التحريم/5 ، كما يلي : فقد روي عن بريدة في تفسير هذه الآية قوله : « وعد الله نبي في هذه الآية أن يزوجه ، فالثيب : آسية امرأة فرعون ، وبالأبكار: مريم بنت عمران » رواه الطبراني في “ المعجم الكبير” – نقلا عن تفسير ابن كثير (8/16 ) . واستشهدوا بما جاء عن أبي هريرة أنه قال : « دخل رسول الله بمارية القبطية سريته ببيت حفصة بنت عمر ، فوجدتها معه…- فذكر حديثا طويلا ، جاء في آخره -: « فوعده من الثيبات آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومن الأبكار مريم بنت عمران ، وأخت موسى عليهم السلام » رواه الطبراني في “ المعجم الأوسط ” (3/ 13 ) .
 2 . وقد نشطت بعض القنوات التلفزيونية ببرامج حول هذا الموضوع ، منها ما قاله الدكتور سالم عبد الجليل ، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا (  إن النبي محمد ، سيتزوج من  السيدة مريم العذراء في الجنة . وتابع عبد الجليل - خلال برنامجه " المسلمون يتساءلون " ، المذاع على فضائية " المحور" ، السيدة مريم ، ستكون من أوائل من يدخل الجنة مع أسياد النبيين- عليهم جميعًا وعلى نبينا الصلاة والسلام . وأكد وكيل وزارة الأوقاف سابقًا ، أن "الله- تعالى- اصطفى السيدة مريم على نساء العالمين ، ويشاركها في هذا الفضل كل من آسية امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، والسيدة عائشة ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد " / نقل بتصرف من موقع / الوفد الالكتروني ) .
3 . والأمر تفاقم ، بدخول مؤسسة الأزهر على هذا الحراك ، فقد جاء في http://www.masreat.com التالي / نقل بتصرف (  أصدر الأزهر الفتوى الفتوى رقم 37869 وعنوانها ” من ازواج الرسول في الجنة ” ،  وجاءت الفتوى ردا على سؤال : هل صحيح أن الرسول سوف يتزوج مريم بنت  عمران في الجنة ؟ ، وجاء نص الفتوى كالآتي : ” الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد : ما ذكر صحيح وقد وردت به آثار  من ذلك ما اخرجه ابن السني عن عائشة عنها : أن النبي قال لها : يا  عائشة إن الله زوجني مريم بنت عمران وآسيا بنت مزاحم في الجنة ”  .وفي معجم الطبراني الكبير عن سعد بن جنادة قال رسول الله ” إن الله  زوجني في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون و أخت موسى”  ) .

القراءة :                                                                                                                                 أولا - هناك أختلاف في الطبيعة البشرية للطرفين ، فالرسول محمد بشر ولد ومات ودفن ، وقبره معلوم في المدينة المنورة ، ومن اليقين علميا ، أن جسده تحلل وأنتهى ! ، ومن القرائن على بشرية الرسول ، الحديث التالي ،  (  الحديث 31  لهشام بن عروة :  مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن زينب بنت أبي سلمة ، عن أم سلمة ، أن الرسول قال : إنما أنا بشر ، وإنكم تختصمون إلي ، فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه .. وهذا الحديث من الفقه أن البشر لا يعلمون ما غيب عنهم وستر من الضمائر وغيرها ؛ لأنه قال : إنما أنا بشر أي : إني من البشر ، ولا أدري باطن ما تتحاكمون فيه عندي وتختصمون فيه إلي ../ نقل بتصرف من أسلام ويب ) ، ولو تركنا سبب ورود هذا الحديث جانبا ، لأستنتجنا من نص الحديث ، أن الرسول بشر عادي ، وجد قبل 14 قرنا ثم قضى .                                                                                                                               ثانيا - أما العذراء مريم ، فهي طاهرة بتول حتى بعد أمومتها للمسيح بأعتراف القرأن ، وفق الأية 42 من سورة أل عمران ( وإذ قالت الملائِكَةُ يامريمُ أنَّ الله اصطَفَاكِ وطَهَّرَكِ واصطَفَاكِ على نساءِ العالمين  ) ، بالأضافة للطهارة يقول عنها القرأن في الأية التالية ( والتى أحصْت فرْجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين  / 91 سورة الأنبياء ) القرآن متمسك تمسكاً شديداً بطهارة مريم وعفافها وبتوليتها . ويرى فى امومتها مقرونة بالبتولية " اذ وَلدتْه من غير زوج " معجزة لا مثيل لها تدهش ، وفي الجلالان : " والتي احصت فرجها " حفظته من أَن ينال " فنفخنا فيها من روحنا " اى جبريل حيث نفخ فى جيب درعها فحملت بعيسى ." آية للعالمين" الانس والجن والملائكة حيث ولدته من غير زوج .. / نقل بتصرف من www.alkalema.net/qis/mary.htm ) ، فكيف لمرأة بهكذا مواصفات ، من طهارة وعفة ونقاء وبتولية ، مرأة جعلها الله فوق نساء العالمين أن تتزوج ، برجل قد مات بعدها ب 6 قرون ! .                                                                                                              ** في المسيحية العذراء مريم ، هي المباركة والمثل الأعلى للأمهات قاطبة ، فقد جاء في موقع / سانت تكلا ( فهذه الإشارات المقتضبة إلى العذراء مريم في الكتب المقدسة تصورها لنا في كونها المباركة من النساء والمنعم عليها عظمى " لو 1 : 28" . وكذلك يقدمها لنا الكتاب المقدس كمثل أعلى للأمهات وللنساء قاطبة  لو 2: 27 و33 و41 و48 و3: 23 ) . ومريم العذراء ، أنتقلت للسماء بالجسد بعد دفنها بقدرة الله ، (  في الكنيسة الشرقية الارثدوكسية والكنيسة الكاثوليكية ، انتقال مريم العذراء إلى السماء ، يوضع على مثال  قيامة ( انبعاث ) الجسد . إن هذا الاعتقاد هو في اللاهوت المسيحي وجاء من التعليم الديني للآباء . تٌعلم الكنيسة الارثدوكسية الشرقية أن مريم العذراء ماتت وبعد موتها ودفنها ، لم تٌبعث من بين الاموات لكن جسدها وبصورة عجائبية نٌقل إلى السماء . مثل حنوك "ابن قايين" والنبي موسى والنبي ايليا .. / نقل بتصرف من موقع المعرفة ) ، والأبلغ من كل ذلك أن الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية ، تعتبر أنتقال العذراء للسماء ( نفسا وجسدا هو تقليد أبوي إيماني .. " إنها لحقيقة إيمانية أوحى الله بها ، أن مريم والدة الإله الدائمة البتولية والمنزهة عن كل عيب ، بعد إتمامها مسيرة حياتها على الأرض نُقِلَت بجسدها ونفسها إلى المجد السماوي ". نقل بتصرف من موقع / سلطانة الحبل بلا دنس ) . فكيف للعذراء مريم ، وبكل هذا الزخم من الطهارة والنقاوة والعفة والعلو أن تتزوج ! وهي التي أنجبت المسيح قبل الرسول ب 6 قرون ، وهي بتول ، فكيف بعد كل هذه المسيرة المقدسة أن تتزوج ، وتصطف كزوجة مع رهط من أكثر 13 مرأة للرسول محمد ! ثالثا - هناك تباين سلوكي بين الطرفين ، هذا يتمثل حياتيا ، خاصة في المجال الدنيوي ، وبالخصوص في مجال التعايش الأسري ، وكيفية التعامل فيما بينهم كأسرة !! ، فالرسول قضى ساعاته الأخيرة مع عائشة ، وقالت في حديث منقول عنها ( أن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته  ) ، ففي موقع / أسلام ويب ، وبصدد هذه الخصوصية ، جاء التالي (  .. فأسندته عائشة إليها وكانت تقول :  إن من نعم الله علي أن رسول الله توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري ، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته .. ) ، وفي سكرات موت الرسول ، تقول عائشة ((  أن الرسول قبل أن يموت كان مسندا إلى صدرها .. فلما نزل به ورأسه على فخذي غشي عليه .. البخاري ( 4463 ) ، مسلم ( 2444 ) ،/ نقل بتصرف من موقع صيد الفوائد )) ، وعن سلوكه مع أهم زوجاته ، والتي ساندته وهو شاب لا يملك شيئا ! خديجة بنت خويلد ، فقد أخبرها وهي على فراش الموت الأتي ، فقد جاء في تاريخ دمشق ( ص 384 ) " تراجم النساء " ط . المجمع العلمي بدمشق ، ( ومن حديث أبي بكر الهزلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن النبيَّ دخل على خديجة ، وهي في الموت فقال : " يا خديجة ، إذا لقيت ضرائرك فأقرئيهن مني السلام " . فقالت : يا رسول الله ، وهل تزوجت قبلي ؟ قال : " لا " ، ولكن الله زوجني مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وكلثم أخت موسى ) ، ولا تفقه هنا لماذا يخبر الرسول خديجة بهكذا خبر وهي على فراش الموت !! .
رابعا – أما العذراء مريم ، فحياتيا قد أخذت مكانتها من أمومتها للمسيح ، وكان سلوكها الحياتي كله حزن وقهر وألم خاصة عندما صلب أبنها المسيح بحضورها ،  "وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه واخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية " (يوحنا 19: 25 ) ، وقد أخذت عظمتها من عظمة المولود / المسيح    ( .. هكذا تتّخذ مريم العذراء أمّ يسوع من شخص ابنها كلّ ألقابها وأمجادها وأسباب تكريمنا لها .. نقل من موقع / كنيسة الأسكندرية  ) ، وقد باتت مريم مكرمة كالأنبياء ، ويشير سفر المزامير " جعلت الملكة عن يمينك بذهب وفير " مزمور 9/ 45  ، أما الأساس الكتابي هو ما ورد في سفر الرؤيا  " امرأة لابسة الشمس والقمر تحت قدميها وعلى رأسها تاج من اثني عشر نجمًا  " ،  ولذلك تلقب مريم العذراء باسم ملكة السماء . فهل من المنطق من أن ملكة السماء طاهرة نقية ، أن تتزوج رجلا أرضيا مات ودفن وتحلل جسمه!

بين المنطق والهلوسة :
لا زال الجنس مسيطرا على بعض من المعتقد الأسلامي / نصوص وسنن وأحاديث ، ولا زالت أحاديث البخاري تشكل لغطا فكريا هلوسيا في بعض الاحيان ، وذلك بأبتعادها عن المنطق العقلاني ، ولا زال الشيوخ والفقهاء يفتون ويتكلمون بهذا النهج ، وأن الذي طرح مؤخرا من قبل الشيخ سالم عبد الجليل في برنامجه الأذاعي ، وأيدته مؤسسة الأزهر بفتوى ، حول زواج الرسول من العذراء ، كأنه مفخرة وأعجازا وزهوا للدين ، وكأن الأسلام لا يعوزه شي سوى أتمام هذا الزواج !! ، والأزهر بدل هذه الهلوسات والخرافات والضحك على المسلمين ، كان عليه أن ينظف جلبابه الملطخ من دماء الجهاديين ، وأن يتعامل مع الأقباط كمصريين أصلاء ، وليس كمواطنين ذميين !! كما مذكور في مناهجه ! ، أن هلوسة الاحاديث لم تعط قدرا للدين ، بل هي أوقعته في نكسة ، أما الأمام أبن باز ، مثلا ، لم يؤكد هذا الزواج التراجيدي ، ويقول في موقعه ( لا أعلم أنه ورد عن النبي  حديث صحيح في تزوجه بمريم ، وتزوجه بآسيا امرأة فرعون لا أعلم بهذا حديثاً صحيحاً . وزوجاته المعروفات ، هن زوجاته في الآخرة التسع المعروفات ، وأما مريم وأما آسيا امرأة فرعون فالله أعلم هل يتزوجهما في الآخرة أم لا ) .. أن الأزهر ظل خارج نطاق الزمن في فكره ، مشغولا بقوة الرسول الجنسية ، كما جاء بالحديث التالي ( يروي البخاري عن أنس بن مالك قوله : أن نبي الله كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة / نقل من كتاب النكاح - للبخاري . وانظر فتح الباري  ج 9 / 316. ) ، فالازهر ترك  أمر الأمة في مهب الريح  ، وركز على أحاديث لا يصدقها عقل ولا يقبلها منطق ، فقد جاء في موقع / غرفة الغدير- فتح الباري شرح صحيح البخاري للعسقلاني ( وَزَادَ فِي الْجِمَاعِ وَفِي صِفَةِ الْجَنَّةِ لِأَبِي نُعَيْمٍ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ مِثْلُهُ وَزَادَ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَرَفَعَهُ أُعْطِيتُ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ فِي الْبَطْشِ وَالْجِمَاعِ وَعِنْدَ أَحْمَدَ وَالنَّسَائِيِّ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَفَعَهُ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ فِي الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجِمَاعِ وَالشَّهْوَةِ فَعَلَى هَذَا يَكُونُ حِسَابُ قُوَّةِ نَبِيِّنَا أَرْبَعَة آلَاف ) ، فلا يقبل منطقيا هذا الهوس الجنسي في الجنة بحور العين ، علما أنه لا أعضاء تناسلية في الجنة ، ولكن من يقتنع بهذا أذا كان الأزهر نفسه ، بكل منشوراته ومقرراته يؤمن بهكذا نهج ، وقد قال الدكتور أنور ماجد عشقي - رئيس مركز الشرق الأوسط الاستيراتيجية والقانونية ، نقل بتصرف  (  إلى أن الحور العين ليسوا للمتعة الحسية وذلك لأن الدوافع الجنسية غير موجودة في الجنة ، وآدم لم يغادرها إلا بعد انكشاف سوءته ، وأن الاستمتاع بالحور ليس جنسياً بل هو معنوي لا ندرك مداه بعقولنا الدنيوية ، وقال أن سبب تناوله لهذا الموضوع لأمرين : أولها استغلال الإرهابيين للشباب من المراهقين ، والإيحاء لهم بأنهم إذا قاموا بعملية انتحارية وقتلوا ودمروا فإنهم يصبحون شهداء ، وحال موتهم تستقبلهم الحور العين في الجنة ، والأمر الثاني الذي دفعه لتناول هذا الموضوع ، أن عدداً من طلبة العلم وكبار المثقفين ، يعتقدون بوجود الممارسة الجنسية في الجنة .. ) . من هذا أرى أن الجنس هو الشغل الشاغل دينيا للأمة الأسلامية ، تاركين جملة الحياة بكل معانيها الأنسانية والحضارية جانبا ، وأن أمة تؤمن بهكذا نصوص ، لا يمكن أن تتقدم وأعتقادها الفكري قائم بشكله الأساسي على الهوس الجنسي دنيويا وأخرويا !! .     

كلمة :
     أخيرا ، كيف يستقيم أمر هذا الدين أذا كان أكبر مؤسساته الدينية / الأزهر ، وكل مفكريه وشيوخه ودعاته ورجاله ، لا يزالون تاركين أمور الدنيا والأخرة ، ومهمومين فكرا ، بزواج الرسول محمد من العذراء مريم ، والفاجعة ، أن الله هو الذي سيزوجهما ، فما أدري شخصيا بوجود هكذا مهام لله !!! ، أنها حقا هلوسة فكرية وكارثية على مستوى المعتقد !!! .



328
   
                           قراءة نقدية لأية  .. ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ )       

النص :
الأية موضوعة البحث : " أن الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سريع الحساب / 19 أل عمران " .
أن الأية الواردة في أعلاه ، أراها تستحق النقد ، العقلاني والموضوعي ، وذلك لما بها من ألغاء تام ومطلق لباقي الأديان السماوية ، اليهودية والصابئة والمسيحية ، وتدل الأية على إخبار من الله تعالى بأنه لا دين عنده ويقبله من أحد سوى الإسلام ، أولا ، سأسرد تفسير الأية ، ثم سأبين قراءتي الخاصة فخاتمة ثانيا ، فحسب المصادر والمراجع الأسلامية ، تفسير أبن كثير / نقل بتصرف  ، جاء ما يلي (( أن الرسل ختموا بمحمد ، الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد ، فمن لقي الله بعد بعثته محمدا  بدين على غير شريعته ، فليس بمتقبل . كما قال تعالى : ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه " وهو في الآخرة من الخاسرين / آل عمران :  85 " وقال في هذه الآية مخبرا بانحصار الدين المتقبل عنده في الإسلام  : " إن الدين عند الله الإسلام " . وذكر ابن جرير أن ابن عباس قرأ : شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام  بكسر " إنه " وفتح " إن الدين عند الله الإسلام " أي : شهد هو وملائكته  وأولو العلم من البشر بأن الدين عند الله الإسلام . والجمهور قرءوها بالكسر على الخبر ، وكلا المعنيين صحيح . ولكن هذا على قول الجمهور أظهر والله أعلم )) . ويبين بعض الأسلاميين ، أن كل دين غير الأسلام هو باطل ، ومن موقع صيد الفوائد /  محمد بن شاكر الشريف – في مقال له بعنوان / إن الدين عند الله الإسلام ، يبين ما يلي : ( فإن الإسلام هو الدين الحق الذي يطلبه الله من عباده ولا يقبل منهم سواه ؛ إذ ما عداه من الدين باطل وضلال كما قال الله تعالى : " إن الدين عند الله الإسلام " )  .
القراءة النقدية :
1. الأية أتت لغويا عن طريق متكلم غائب أو مجهول ، أو لنقل عن طريق ضمير غير معرف ، هذا الضمير يقوم مقام الناصح أو المرشد أو الموجه ، والمتكلم في الأية ليس الله ، ويقوم هذا الذات المتكلم ، مهما كانت صفته ، بتبليغ المتلقي و موجها أليه بأن : ( أن الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) ، أذن هنا الله ليس هو المبلغ ! ، فالأية كما معلوم من بنائها النصي يقال بشانها : الكلام صفة المتكلم ، والمتكلم لو كان الله ، لكانت الأية جاءت بصيغة المتكلم الحاضر المباشر ، الذي هو الله ، ولكن الأية جاءت بغير ذلك .
2 . أن الله هو غاية نشأة الأديان ، وذلك لأن الأديان وجدت ليعبد أتباعها الله ، فلو كان حقا : ( أن الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ  ) ، لما أوجد الله أديان أخرى ، ولم لم يكتفي الله بالأسلام فقط كدين أوحد ! .
3 . ويصر المعتقد الأسلامي بأسلمة الأنبياء والرسل ، بدأءا من أبراهيم ، الذي تواجد قبل السيد المسيح ب 2324-1850   سنة ، وهذه أشكالية كبرى ، علما أن أبراهيم هو شخصية محورية في الديانة اليهودية ، ويعتبر أحد بطاركة اليهود الثلاثة ، وقد جاء حول مكانته  في موقع www.wikiwand.com/ar  التالي (  لإبراهيم مكانة عالية من الاحترام في ثلاثة أديان عالمية كبرى هي اليهودية والمسيحية والإسلام . وفي اليهودية هو الأب المؤسس ، وهو يمثل العلاقة الخاصة بين الشعب اليهودي والله - وهو الاعتقاد الذي يستمد منه اليهود موقعاً فريداً باعتبارهم شعب الله المختار ، وفي المسيحية يذكر بولس الرسول أن إيمان  إبراهيم بالله جعله النموذج الأول لجميع المؤمنين ، المختونين وغير المختونين ، وفي الإسلام ينظر إلى إبراهيم على أنه كان مسلماً وأنه الرائد الأول للمسلمين وما يعرف ب " ملة إبراهيم " .. )  ، وحتى الأية / موضوعة البحث ، تأخذ وضعها وسياقها الزمني ، نرى أن الأية التالية جردت بل ألغت عن النبي أبراهيم أي صفة مرجعية دينية وقرنته بالأسلام ، فقد جاء في موقع / أهل القرأن ، ما يلي : ( ملة الإسلام لم تبتدئ مع نزول الرسالة المحمدية .... ملة الإسلام ابتدأت مع سيدنا إبراهيم ... وسبحانه انزل صحفا على سيدنا إبراهيم لا نعلمها " مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .. آل عمران  67  " ) ، وهذا تكريس لنهج الأية موضوعة البحث .
4 . والأية أيضا ، تدخل في تضادد وتقاطع مع أية أخرى ، وهي ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ / 3  أل عمران ) ، فكيف تقبل الأية موضوعة البحث عقليا ومنطقيا ، أذا كان الرسول نفسه       " مصدقا للتوراة والانجيل " ! ، فمن جهة يصادق الرسول لكتابين لدينين محددين هما اليهودية والمسيحية ، بوصف كتابيهما ، ومن جهة ثانية ينكرهما !! ويعتبر ( أن الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ  ) ، أذن أرى أن تغيير أحدى الأيتين لتتوافق مع الاخرى ، أجراء مطقي ،  أو ، أن تنسخ أحداهما لتبقى الاخرى حتى يستقيم المعنى ! .
5 . الأية موضوعة البحث ، تقع في أشكالية مع المعتقد المسيحي ، فقد جاء في الأية التالية ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ، ومطهرك من الذين كفروا ، وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون /  سورة أل عمران ) ، فكيف يكون أتباع المسيح بهذه المكانة العليا و المميزة " وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة " ثم يكون دينهم منكر وباطل ! .
6 . أشكالية أخرى مع المعتقد المسيحي ، كيف يكون السيد المسيح كلمة الله وروح منه ودين اتباعه على ظلال ، ومنكر عليهم دينه من الله نفسه ، والذي قال الله في القرأن عن المسيح أيات رفعته الى عليين ، حيث جاء في موقع kalema.net/alahwahedfisalos/1x36.htm (( يشهد القرآن بكل وضوح أن المسيح هو كلمة الله : 1- سورة النساء آية  171 : " إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته " . 2 - سورة آل عمران آية 39 : ( إن الله يبشرك بيحيى " أي يوحنا المعمدان " … مصدقاً بكلمة من الله ) . 3- وقد فسر الإمام أبوالسعود  ذلك بقوله " مصدقاً بكلمة الله أي بعيسى عليه السلام …" ،  إذ قيل إنه أول من آمن به وصدق بأنه كلمة الله وروح منه . 4 -  وقال السدى : لقيت أم يحيى أم عيسى فقالت يا مريم أشعرت بحبلى ، فقالت مريم وأنا أيضاً حبلى،  قالت " أم يحيى " إني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك فذلك قوله تعالى " مصدقاً بكلمة من الله" . /  تفسير أبى السعود محمد بن محمد العمادي ص 233 )) ، فكيف يكون المسيح الذي له كل هذه الصفات السامية ، ( كلمة الله وروحه وتسجد له الانبياء ) ، ومن جهة أخرى ، نرى أن الله ينكر دين أتباع المسيح ، ويقول بنصه القرأني : " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ"
ختام :
    أن الأية موضوعة البحث ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ ) ، خلقت الخلاف والاختلاف والتضادد مع المعتقدات الأخرى غير الأسلامية / سماوية كانت أو أرضية ، والذين يشكلون حوالي 6 مليار نسمة ، أضافة الى أنها أوجدت فكرا من الفرقة والرفض لكل ما هو غير أسلامي في الحياة الانسانية جمعاء ، وأوجدت أيضا بالنتيجة خطابا أسلاميا رافضا ولاغيا للأخر ، وهذه مشكلة دائمة في المعتقد الأسلامي ، ما دام العقل الأسلامي غير محرر من الأصل ، خاصة الأصل الديني الجامد ! .. مما سبق ذكره ، أرى أن الأية خلقت لدي تصورا فكريا معينا ، يتمحور ب : هل يوجد أكثر من أله فكري في القرأن : أله منطقي عقلاني ، منفتح متحضر ، متسامح روؤف ، مع باقي المعتقدات ، وأله أخر ، متعصب طائفي ، ماضوي الفكر ، لا يقبل أي مشاركة حياتية مع الأخرين على الأرض ، ألا من شهد ب : ( لا أله ألا الله محمد رسول الله ) ! .   

 


 

329
                              نصوص القرأن  .. ونهجه في أستعباد العباد

المقدمة :
    لم يتغير الأسلام بنصوصه المؤسسة في أستعباده للأخرين ، عقيدة ونهجا ومبادءا ، منذ الجهر بالدعوة المحمدية ، وأشتداد عود الرسول دعويا ، خاصة بعد هجرته من مكة للمدينة (*1 ) عام 13/9/ 622 م ، والى الأن ، فأني أرى أن الأسلام كدين كان مباشرا وواضحا ، بل مطلق وتام الوضوح ، في صفة أستعباده الأخرين عامة دون أستثناء ، بمن فيهم المسلمين ذاتهم ! ، و سأستقرأ هذا الوضوح البين ، بأضاءأت خاصة في نهج أستعباد الأسلام بنصوصه القرأنية للمسلمين وأهل الكتاب ، وكما يدعون معتقديا بالقرأن بالكفرة (*2)  .

النص :
- أن من أفظع صور الأستعباد هو ماحصل مع يهود بني قريظة ، حيث أن الرسول قبل من الذين لم يظهر لهم شعر عانة أن يكونوا مماليك للمسلمين ، وخلاف ذلك يقتل البالغ منهم ، أما النساء فتسبى ، فقد جاء في موقع مركز الأبحاث العقائدية ، التالي حول هذا الموضوع (( .. الثابت من الروايات : أنّ الذي اقترحه سعد بن معاذ وحكم به في أسرى بني قريظة ، هو : أنّ الذي لم ينبت - أي لم يظهر شعر العانة لديه - كان حكمه حكم الذرّية ، أي : ممّن يصيرون مماليك بالسبي ولا يُقتلون.. وبهذا أفتى علماء الإمامية في أحكام الأُسارى . قال الشيخ الطوسي في كتاب ( المبسوط ) :  ( فصل : في حكم الأُسارى : الآدميون على ثلاثة أضرب : نساء وذرّية ، ومشكل ، وبالغ غير مشكل . فأمّا النساء والذرّية فإنّهم يصيرون مماليك بنفس السبي ، أمّا من أشكل بلوغه فإن كان أنبت الشعر الخشن حول الذكر حكم ببلوغه ، وإن لم ينبت ذلك جُعل في جملة الذرّية .. )) ؛ هنا يبان لنا وبشكل جلي الطريقة المهينة في أستعراض الأسرى ، بمن يقتل ومن الذي يقبل كمملوك ، وهذا أبشع وأرذل وأذل صور الأستعباد أنسانيا ، أما مقولة (( إنّ يهود بني قريظة قد تعهّدوا للنبيّ ، قبل مدّة بأنّهم لو تآمروا ضدّ الإسلام ، والمسلمين ، وناصروا أعداء التوحيد ، وأثاروا الفتن والقلاقل ، وألّبوا على المسلمين ، كان للمسلمين الحقّ في : قتلهم ، ومصادرة أموالهم ، وسبي نسائهم .. )) ، فهذه المقولة تجافي الواقع والمنطق والحقيقة ، لأن ما حدث كان يراد به الفتك ببني قريظة نساءا ورجالا وشبابا وشيبا وأطفالا .             
 
- أما بخصوص حكم الجزية فهو من أحط النظم التي تهين القيمة الأنسانية للبشر ، حيث يخير المسلمين بهذه النظم أهل الكتاب بين الأسلام وبين الجزية أوالقتل ، وذلك وفق الأية ) قاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِاليَومِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صَاغِرُونَ / سورة التوبة 29 ) ، وقال (( الشيخ المفيد في (المقنعة ص 269): الجزية واجبة على جميع كفار أهل الكتاب من الرجال البالغين إلا من خرج عن وجوبها منهم بخروجه عن اعتقاد الكفر وأن دخل معهم في بعض أحكامهم من مجانينهم ونواقص العقول منهم عقوبة من الله تعالى لهم لعنادهم الحق وكفرهم بما جاء به محمد النبي وجحدهم الحق الواضح باليقين ، والذي يمتنع عن أعطاء الجزية يقاتل حتى يسلم أو يعطي الجزية / نقل بتصرف من www.aqaed.com/faq/4172/  )) ، أيوجد أستعباد مماثل في أي دين أو معتقد كهذا الذي ذكرناه ، بما به من تطرف وتزمت ، كالذي يتمثل صوره في الدين الأسلامي !! .

- لم يسلم حتى المسلمين من ضيم الأسلام كدين ، حيث دفع بهم المعتقد للحروب وسفك الدماء عبر ما يسمى ب " الجهاد " ، عبر أيات كثيرة منها ( لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا / سورة النساء: 95 ) ، وكذلك الأسلام دفع وحث المسلمين " للقتال " بنصوص منها التالي ، ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ / سورة البقرة: 191 ) ، أضافة الى أيات تدعو الى " النفير " منها التالي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا / سورة النساء: 71 ) ، هذا التوجه هو الذي دفع بالمسلمين الى التهلكة عبر الألتحاق بالمنظمات الأرهابية الأسلامية ، كالقاعدة وداعش والنصرة وبوكوحرام .. وغيرها .

القراءة :
انني في كثير من الأحيان أقف مشدوها من هكذا نصوص .. مستعبدة للأخرين / بشكل أو بأخر ، وبنفس الوقت تصيبني الدهشة والحيرة حين قراأتها ، ومرات عديدة أنتهي منها وأنا مصابا بالغثيان ، وذلك لما آل أليه الأسلام والقرأن من منحدر ، حقيقة ، نحن لا نفقه الى ماذا يريد أن يصل أليه الأسلام بنصوصه الدموية الموجهة ليس فقط لغير المسلمين بل للمسلمين أنفسهم وبذاتهم ، فتفاسير وأجتهاد الفقهاء والشيوخ ورجال الدين ، وكل حسب مذهبه وفرقته وطائفته وجماعته ، يكفر باقي المسلمين من المذاهب الأخرى ، فالوهابية المولودة من رحم المملكة السعودية تكفر الكل ، وهي بذرة ولبنة الأرهاب والتطرف والتزمت والتكفير في العالم ، وباقي المذاهب والفرق والطوائف تكفر بعضها البعض أيضا ، أما اليهود والمسيحيين ، كفرة ، ولا حال لهم أما الجزية أو السبي أو التحول للأسلام أو القتل !! .. أرى أن الأسلام الأن يمر بأسوأ مراحله ، فلا كلمة تجمعه ولا أستطاع أن يؤسلم العالم ، ولم يؤسس طريقا أنسانيا ومجتمعيا خاصا به ، بل أنتهى لحالة هلامية ، لا تعرف منه الطريق والغاية  ، وتجهل مراده ورسالته وهدفه ، أنه ك " بئر من الدم لا قعر له " .. خلاصة ، أرى أن الأسلام ، بوضعه الأن ، يصح عليه تماما قول الرسول : ( بدأ الإسلام غريباً ، وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء ) (*3 ) .   
---------------------------------------------------------------------------------------------------
(*1) قد رجح المباركفوري في الرحيق المختوم تبعا لما رواه ابن اسحاق أن الرسول خرج من بيته في ليلة الجمعة بتاريخ سبع وعشرين من صفر من السنة الرابعة عشر بعد البعثة الموافق: 13/9/ 622م ، وكمن في الغار ليلة الجمعة والسبت والأحد وذكرأنه انطلق ليلة الإثنين إلى المدينة بتاريخ 1/ 3/ 14 من البعثة الموافق 16/ 9/ 622م وأنه وصل إلى قباء في يوم الأثنين 8/ 3/ 14 من البعثة الموافق 23 / 9 / 622 م ووصل المدينة يوم اثني عشر من ربيع الأول / نقل بتصرف من موقع أسلام ويب .
(*2) فإن مصطلح الكفار يشمل كل من لا يؤمن بمحمد ، وهذا يعني المسيحيين واليهود الذين يسميهم أيضاً بأهل الكتاب نقل من www.annaqed.com/w ، من أسباب تكفير أهل الكتاب ، وهو وصف الله لليهود والنصارى بالكفر في كتابه ، فقد دلت عليه آيات كثيرة ، منها : فقد حكم الله تعالى على كل من لم يؤمن بالإسلام من أي دين كان ، أنه كافر وأنه من أهل النار ، كما قال تعالى  :﴿ ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون / 17 سورة هود ) نقل بتصرف من الموقع التالي :
https://www.saaid.net/Doat/ahdal/122.htm .                                                       
(*3)  هذا الحديث صحيح ، رواه مسلم في صحيحه ، عن أبي هريرة ، عن النبي ، أنه قال ( بدأ الإسلام غريباً ، وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء ) ، وهو حديث صحيح ثابت عن الرسول ، زاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى : قيل : يا رسول الله ، من الغرباء ؟ قال :  الذي يصلحون إذا فسد الناس ، وفي لفظ آخر: الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي ، وفي لفظ آخر : هم النزاع من القبائل ، وفي لفظ آخر : هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير . / نقل بتصرف من موقع الأمام بن باز .



330
                                            أضاءة نقدية في الفكر الأسلامي 
" أنا أفكر إذن أنا موجود " (  رينيه ديكارت 31 مارس 1596 – 11 فبراير 1650  فيلسوف ، ورياضي ، وفيزيائي فرنسي ، يلقب بـ " أبو الفلسفة  الحديثة "  )

   أيعقل أن يكون كل ما سبق الأسلام من عقائد محرفة ! ، وكل ما عاصر الأسلام من عقائد باطلة ، ولا يوجد أدنى أعتراف لأي عقائد بعد الأسلام ، على أعتبار أن الرسول محمد هو خاتم النبيين والرسل " مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيما  / سورة الأحزاب:40 " ، وأنهى بذلك هذا النص ، ما تأخر وما تقدم وما سيأتي ، من عقائد دينية وفكرية ، ولكن بالرغم من كل ذلك ، أن الرسول محمد يعترف بموسى والمسيح ، وبالتوراة والأنجيل ، وفق النص القرأني " 1 ) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ) / سورة أل عمران " .. أن الفكر الحر العقلاني الأن مطارد من قبل " البوليس الديني " ، فبدل أن يكون الفكر شعلة وضاءة للحياة ، أصبح جثة هامدة مدفونة ، بقبر مجهول وبلا شاهد ! . والتساؤل لماذا لا يمكن الأقتراب من النص القرأني ! ، علما أنه لا يوجد تقديس بالأسلام ، والرسول نفسه نزعت عنه هالة القداسة ، ولم " النص القرأني " لا زال " قلعة " لا يمكن ، بل محظور الأقتراب منها ! ، يحرسها شيوخ وعلماء وفقهاء وعلماء ، بسيوفهم الفكرية الظلامية .
 أن الفكر العقائدي الأسلامي بقى ، ماضويا لم يتطور ولم يتكيف حياتيا مع المدنية ، بقى لغة ونصا ومضمونا غائبا عن عالم اليوم ، وظل وحيدا بهدفه وغايته ونتائجه ، فأصبح لا منتميا غريبا ، ينطبق عليه حديث الرسول  (( .. هذا الحديث رواه مسلم (145) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ الرَسُولُ : بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ )) ، هذا الوضع المأسوي للفكر الأسلامي العقائدي كنصوص و أدبيات ، كان لحراسه السلفيين من أئمة وشيوخ وفقهاء ودعاة .. الدور الأعظم في وضعه بهذا القالب الماضوي ، أضافة الى النصوص المبدأئية التي لا تقبل التطور والتكيف والتمدن الحداثوي .
    أن الفكر الأسلامي ، جعل من تابعيه عبيدا له بدل أن يكونوا محررين له من قيوده ، وهذا مؤشر خطير ، لأن الفكر الأسلامي هو أصلا ماضوي مغلق ، وعبيده أضافوا أليه أغلالا وقيودا على ما هو عليه من قيود وأغلال ، مما جعلوه صنما معبودا لا يمكن التجرأ حتى من النظر أليه ! ، أو من محاكاته ! فبقى على حاله كما كان وكما وجد ! ، علما أن هذا الفكر وجدت نصوصه نتيجة أو كرد فعل للواقع والأحداث ولظروف وزمان وحال البعثة المحمدية ، قبل أكثر من 14 قرنا ، " ( بل هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ  (٢١)  فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ  (٢٢ / سورة البروج " ومنطقيا ليس من نصوص كانت ثابتة منذ البدأ ، وليس كما أكد النص القرأني أنفا .. لذا أن الفكر العقائدي الأسلامي ، أسلاميا ، ولد في " اللوح المحفوظ " عند الله ! فكيف لعبيده أن يحرروه من معقله السرمدي !! ، أذن الفكر الأسلامي يحتاج الى مفكرين أحرار ليحطموا قيوده وليس الى عبيد ، عبيد هم أصلا مكبلين بأغلاله !! .
 

 

331
                                             الأسلام بين أزمتين 

            هذه المقالة تبحث في " أزمة أسلام الدعوة المحمدية  و أزمة أسلام اليوم "
النص :
سأتناول مفردة الأزمة في الأسلام من خلال ثلاث محاور ، وكما يلي :
** المحور الأول : أن أسلام الدعوة المحمدية ، كما هو معروف ، أنتهت بوفاة الرسول ذاته ، وأرى أن هذه هي الأزمة الأولى في الأسلام ، وكانت قد بدأت بواكير هذه الأزمة ببداية أحتضار الرسول ، وبزوغ مؤشرات عهد وحقبة لا تمت بصلة للدعوة المحمدية ، ألا بالمسمى / أي الأسلام ، وهي عهد الخلافة والحكم والسلطة والقوة ، وذلك من قبل رجال طمحوا للسلطة والقوة ، وأكبر دليل على هذا ، وحسب تحليلي الشخصي المتواضع ، ثلاث حوادث :
1 - لم يدع أصحاب الرسول / خاصة عمر بن الخطاب ، أن يكتب الرسول وصيته ، لطموحهم السلطوي ، خاصة لحسهم أن دعوة وتأثير ودور الرسول قد شارف على الأنتهاء ، وبدأ من حينه التفكير بمن سيأخذ زمام الأمر من بعده ، فقد ورد في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، نقل بتصرف : (( عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا حُضِرَ النَّبِيُّ قَالَ : وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ : " هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ " ، قَالَ عُمَرُ : إِنَّ النَّبِيَّ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ فَحَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ ، وَاخْتَصَمُوا ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ قَالَ : ( قُومُوا عَنِّي ) قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ : إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنْ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِم / رواه البخاري ( 6932 ) ومسلم ( 1637) .. )) .                                                                                       2 - تأخر دفن الرسول ، وذلك لأنشغال الصحابة وتصارعهم بمن سيتولى أمر القوم بعد الرسول !! ، تاركين أمر تحضير الرسول لأهل بيته من أجل تهيئته وتحضيره للدفن ، دون أصحابه ! ((  قال الزرقاني  : إنما أخروا دفنه / أي الرسول ، لأختلافهم في موته أو في محل دفنه ، أو في أمر البيعة بالخلافة .. / " شرح الموطأ " 2/94  - نقل بتصرف من موقع / الأسلام سؤال وجواب )) . أما الذين حضروا الرسول لدفنه ، دون أصحابه أبوبكر وعمر بن الخطاب ، فقد جاء في كتاب السيرة النبوية لأبن هشام ، ( قال ابن إسحاق : فلما بويع أبو بكر ، أقبل الناس على جهاز الرسول يوم الثلاثاء ، فحدثني  عبد الله بن أبي بكروحسين بن عبد الله وغيرهما من أصحابنا : أن علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب  ، والفضل بن العباس ، وقثم بن العباس ،  وأسامة بن زيد ، وشقران مولى الرسول ، هم الذين ولوا غسله .. ) .                                                                                                                     3 - وعندما أصبح أمر وفاة الرسول باتا ، تمخض الأمر للأجتماع في سقيفة بني ساعدة ، لأختيار رجل الخلافة ، وكان كل الرجال أعينهم على الحكم و السلطة ، والرسول لا زال لم يدفن بعد ، الى أنتهى الأمر بأختيار أبو بكر الصديق خليفة للمسلمين ، ( ويروي الإمام البخاري في صحيحه ، في كتاب فضائل الصحابة  حديث رقم 3668  خبر السقيفة واختيار خليفة المسلمين فيقول : حدثنا إسماعيل بن عبد الله  حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة قال : أخبرني عروة بن الزّبير عن عائشة ، قالت : "إن الرسول  لما مات اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا : منا أمير ، ومنكم أمير ، فذهب إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة ، فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر ، وكان عمر يقول : والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيّأت كلاماً قد أعجبني خشيت ألا يبلغه أبو بكر ، ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس ، فقال في كلامه : نحن الأمراء وأنتم الوزراء . فقال حباب بن المنذر : لا والله لا نفعل ، منا أمير ومنكم أمير . فقال أبو بكر : لا ، ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء ، هم أوسط العرب داراً – يقصد قريشاً - وأعزهم أحساباً ، بايعوا عمر أو أبا عبيدة . فقال عمر : بل نبايعك أنت ، فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله ، فأخذ عمر بيده وبايعه الناس ". / نقل بتصرف من موقع www.almanhaj.com ) . من الأمر يظهر مدى تعطش الصحابة  للمناصب والحكم ، وأنهم لم يتكلموا في أي أمرا يخص الدين أو الدعوة ، أو يخص الرسول نفسه .                                                                                                                             ** المحور الثاني : أما اليوم فالأسلام ، يمر بأزمة عقل ، وأزمة عوق فكري ، فلو تركنا جمهور الأسلام من العامة ، البسطاء ، الذين لا زالوا مغيبين فكريا ، ويؤمنون بما يقرأون فقط ، دون تحليل ، وحيدنا المفكرين جانبا ، وتعاملنا مع " الطبقة الوسطى " ، التي تتميز بوعي فكري و ذهني معتدل ، لوقعنا في هاوية من التجهيل الفكري للعقل الأنساني ، فيما يخص وما يرتبط ب " الموروث الأسلامي " ، من نصوص ، أحاديث ، سنن ، تفاسير ، فقه وفتاوى .. ، فكيف يمكن ، لهذه " الطبقة الوسطى " أن تقبل ، مثلا : بأيات السيف ، ك " فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ (6) " .. " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) / سورة التوبة " ، ( وجاء في تفسير الطبري عن معنى " عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " ، وأما قوله:  وهم صاغرون ، فإن معناه : وهم أذلاء مقهورون . ويقال للذليل الحقير: "  صاغر " ) . وكيف يمكن أن نقبل بالسبي ، وكيف يمكن أن نجمله ونلطفه ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب ، مقال تحت عنوان " لماذا لم ينهَ الإسلام عن سبي النساء ؟ وما الحكمة منه ؟ " التالي (  وأما الاستمتاع بالمسبية فليس فيه اغتصاب ، ولا عدوان على المرأة المسبية ، ولا انتهاك لحقوقها ، بل هو تكريم لها ورفع لقدرها ؛ لأن المسبية إذا دخلت في ملك الرجل بحكم السبي فإنها غالبا ستنضم إلى عياله وأهله ، وهي امرأة لها حاجاتها ومتطلباتها النفسية ، والجنسية ، فلو منعنا الرجل من وطئها ففي هذا فتنة له ؛ لأنها امرأة أجنبية مقيمة معه في بيته ، تقوم على خدمته وتشاركه خصوصياته فهي أمام عينيه صباح مساء ، وفيه أيضا فتنة لها نظرا لاحتياجها لما تحتاجه النساء .. ) ، وكيف يمكن أن نقرن الرزق بالرمح ، وألحاق الذل بالأخرين ، كما ورد وفق حديث الرسول (  وسئل عن حديث أبي سلمة عن أبي هريرة قال الرسول " بعثت بين يدي الساعة وجعل رزقي في ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالفني ومن تشبه بقوم فهو منهم " ، وأورده البخاري تعليقا في باب الجهاد قال ويذكر عن بن عمر الخ قال بن حجر في الفتح ج: 6 ص: 98 .. عن بن عمر بلفظ " بعثت بين يدي الساعة مع السيف وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم " . نقل بتصرف من موقع / ملتقى أهل الحديث ) . وما العقل الذي يقبل وطأ الأماء !! ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، نقل بتصرف التالي ( أباح الإسلام للرجل أن يجامع أمَته سواء كان له زوجة أو زوجات أم لم يكن متزوجا  .ويقال للأمة المتخذة للوطء " سرية " مأخوذة من السِّرِّ وهو النكاح  .ودل على ذلك القرآن والسنة ، وفعله الأنبياء فقد تسرَّى إبراهيم عليه السلام من هاجر فولدت له إسماعيل عليهم السلام أجمعين  .وفعله نبينا ، وفعله الصحابة والصالحون والعلماء وأجمع عليه العلماء كلهم ولا يحل لأحد أن يحرمه أو أن يمنعه ومن يحرم فعل ذلك فهو آثم مخالف لإجماع العلماء  .قال الله تعالى :  " وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا / النساء /  3 ." ) .. والحديث يطول ويطول في تناول أرهاصات " الموروث الأسلامي " / وما ورد هو غيض من فيض ، الخارج عقليا عن نطاق الزمان والمكان والواقع ، والمخالف عن واقع الحال مع مجتمع اليوم ، والذي يعتبر فكرا مشوها لا يمكن قبوله وفق المنطق العلمي للقرن الواحد والعشرين ، وهذا الموروث كان له ظروفه العامة وحيثياته المجتمعية قبل 14 قرنا !! .                                                                                                                      ** المحور الثالث / المجابهة والصدام الأكبر : مما سبق ، أتساءل ، كيف التعامل مع الموروث الأسلامي الشائك ، وما الحل مع مبدأ / شعار ، الأخوان المسلمين بأن " الأسلام هو الحل " ، وهل من فكر مضى عليه أكثر من 14 قرنا أن يكون هو الحل في القرن 21 ، وكيف نتجاوز نص أن الرسول محمد هو خاتم الأنبياء ، وهو سيد الخلق ورحمة للعالمين ، وأن أخر كتاب أوحي به هو القرأن ، وأن كل الكتب من بعده أو قبله كلها مزيفة ومحرفة ، وكيف نتقبل أن الدين عند الله هوالأسلام وفق الأية ( أنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ  / 19 سورة أل عمران ) ، وكيف أن نهدي أكثر من 6 مليار غير مسلم / كافر ، للأسلام ، وكيف التعامل تعبديا مع أله الأسلام المختلف والمخالف مع أله موسى والتوراة والمسيح والأنجيل ، فكريا وسلوكيا ومنهجيا !! ، من جانب أخر ، هل يحتاج الأسلام الى تعديل أو تصحيح كعقيدة ، أو هل هناك ضرورة في تقويم الخطاب الديني ، وما الذي يمكن تقويمه أو تعديله ، فهل بالأمكان ألغاء الرجم وقطع يد السارق والسبي والجزية .. ، فلا أرى من أمل في تقويم الخطاب الديني ، كما أن الذين يدعون الى الوسطية والاعتدال في الأسلام ، أتساءل كيف تكون الوسطية والأعتدال !! وفق ما ورد سابقا من نصوص !! ، والسؤال الأهم ما هو وضع وحال وواقع  1.5 مليار مسلم ، وكيف التعامل معهم فكريا وعقائديا ، وهل بالأمكان أهمالهم ، أذا كانوا قد ولدوا على هذا الدين ، وعاشوا على موروثه ، وشربوا من قطرات دمه في الجهاد ( وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا  يجمعون 157  وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ  158 / سورة آل عمران ) ، والسؤال المحوري هو في كيفية تغيير عقلية المسلمين من أعتبار ، بل الجزم ، من أن غير المسلمين كلهم كفرة .. أني أرى أن أزمة أسلام اليوم ولدت من الرحم الماضوي المملوء بالأزمات ، بدءا من أزمة أحتضار الرسول وصولا الى أزمات اليوم ،  والأسلام كلما نفذ من أزمة هوى بأخرى ، وأرى أن القادم من الزمن متفاقم بالأزمات !! . 





332
                    حقبة معاوية بن أبي سفيان .. ونهاية الدعوة المحمدية وبداية عهد السلطة

أستهلال :
     التأريخ يكتبه رجال السلطة / وعاظ السلاطين ، وهو يعكس الجانب المضئ من حكمهم ، من سياسة وحروب وفتوحات وحالة مجتمعية وسيرة رجال حكم تلك الحقبة و.. ، ومعاوية بن أبي سفيان موضوع المقال هو أحد رجال سلطة تلك الحقبة ، أستعرضت بعضا من جوانبه المظلمة ، ولكن هذا لا يعني عدم وجود جوانب أخرى مشرقة له ، لأجله أقتضى التنويه .

المقدمة :
   معاوية بن أبي سفيان 608 – 680 م / هو ( معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة  بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . وأمّه: هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمية القرشية.  يلتقي نسبه بنسب الرسول محمد في عبد مناف . وهو أحد أصحاب الرسول محمد وأحد كتّاب الوحي.  ولد بمكة وتعلم الكتابة والحساب ، وأسلم قبل فتح مكة .. / نقل بتصرف من الويكيبديا ) ، هو سادس الخلفاء في الإسلام ، ومؤسس الدولة الأموية في الشام  ، والخليفة الأموي الأول ، مدة حكمه 661 – 680 م ، انتهت خلافته عام 60 هجرية بوفاته ، عن 78 عاما ، هذه الشخصية تعتبر من أهم الشخصيات السياسية الخلافية والمثيرة للجدل في التأريخ الأسلامي !! .
وحتى نبين دور معاوية في التأريخ السياسي  لتلك الحقبة ، لابد لنا أن نستعرض أهم المراحل في حياته قبل أسلامه ، وسيرته في حقبة الرسول ، ومن ثم دوره بعد نهاية الدعوة المحمدية ، وسأبين جانبا من دور يزيد بن معاوية / أبنه ، في الأحداث ، لأستكمال هيئة المقال الكلية ، ثم سأسرد قراءتي الشخصية للمقال .

النص :
1 . الأتي بعض الأضاءات حول شخصية معاوية / في زمن الدعوة المحمدية :- أولا - كانت بداية ظهور أسمه من خلال درجه في رهط المؤلفة قلوبهم ، وأرى هذا هو الظهور الأهم  من حيث المنفعة الشخصية المادية ، ولما يتمتع به من تأثير وقوة ومكانة ومنزلة في قريش ، و " المؤلفة قلوبهم " ، هي جماعة مؤثرة قبل قوة عرى الدعوى المحمدية ، والتي ألغاها الخليفة عمر بن الخطاب ، ويعتبر ( معاوية وابوه ابو سفيان بن حرب من اشهر المؤلفة قلوبهم في التاريخ الاسلامي ، اظهرا العداء لمحمد و لدينه ، لكن ابو سفيان اظهر ايمانه رياء لمحمد بعد ان اشترى محمد ولاءه بالمال و التهديد بالسيف ، نقل من موقعwww.ssrcaw.org  )
، وقد جاء في موقع / أهل القرأن بخصوص المؤلفة قلوبهم ، أيضا (  في قوله تعالى " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين  عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم"../ التوبة :60 " ، الشيوخ قالوا ، أنهم المسلمين الجدد لترغيبهم في الإسلام أو من يُرجى إسلامهم من الكفار أو اتقاء شرهم وتجنيب الدعوة خطرهم ولو كانوا من الأغنياء .. ) ، ثانيا - وكذلك أتت منزلته ، من حديث الرسول حول أمان وأهمية دخول بيته ، حيث قال الرسول : ( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن / رواه مسلم ) ، بالأضافة الى كل ذلك ، ثالثا - هناك أهمية خاصة للمعارك التي خاضها معاوية بن أبي سفيان / قبل أسلامه ، ضد الرسول والتي هي ليست موضوع المقال ! .
2 . بعد أنتهاء حقبة الرسول محمد ودعوته ، أسرد فيما يلي بعض الأضاءات حول دور معاوية في الأحداث :- أولا - معركة الجمل 36 هجرية ، ويذكر محمد باقر المحمودي في"  نهج السعادة " ، ما يلي ( أن لمعاوية الدور الأهم في تشجيع أهل الجمل على مقاتلة علي بن أبي طالب رغبةً في الملك والجاه وينقل رسالة معاوية التي خاطب بها الزبير بن العوام قائلا : فإني قد بايعت لك أهل الشام فأجابوا واستوسقوا كما يستوسق الجلب ، فدونك  الكوفة والبصرة ، لا يسبقك إليها ابن أبي طالب ، فإنه لا شي بعد هذين المصريين ، وقد بايعت  لطلحة بن عبيد الله من بعدك ، فأظهرا الطلب بدم عثمان ، واعدوا الناس إلى ذلك ، وليكن منكما الجد والتشمير ، أظفركما الله وخذل مناوئكما ) . ثانيا - وكذلك دوره في معركة صفين سنة 37 هجرية / رفع المصاحف  ( بعد أن فشلت محاولات عزل معاوية من قبل علي  من خلال الكتب التي بعثت إليه ، عزم علي على الجهاد ومقابلة معاوية ، فدعى الإمام علي أصحابه من المهاجرين  والأنصار ثم خطب بالناس خطبة الجهاد ، وفي المعركة ، عندما أخذ النصر يرفرف على معسكر الإمام علي حتى التجأ الطرف الآخر وبإشارة من عمرو بن العاص إلى رفع المصاحف فانخدع بعض العسكر عن استمرار المعركة بهذه الحيلة ، وأدّت هذه الخديعة إلى قضية التحكيم بينهما وانتهت المعركة من دون نتيجة .. / نقل بتصرف من ويكي شيعة ) ،    ثالثا  - ودوره في قتل الحسن بن علي بن أبي طالب بالسم ، ( كانت وفاة الحسن ، في سنة 49 هـ وكان مريضاً أربعين يوماً ، وكان سنه سبعاً وأربعين سنة ، دس إليه معاوية سماً على يد جعدة بنت الأشعث زوجة الحسن وقال لها : إن قتلتيه بالسم فلك مائة ألف وأزوجك يزيد ابني . فلما مات وفى لها بالمال ولم يزوجها من يزيد وقال : أخشى أن تصنعي بابني ما صنعت بابن رسول الله / شرح النهج:16/11) .                                                    3 . أما دور بعض الخلفاء الأمويين / الذين أستخلفوا بعد معاوية ، فكان الأفظع تأريخيا ، وفيما يلي بعض الأضاءات بخصوصهم :- أولا - قتل الحسين بن علي بن أبي طالب - معركة الطف ، في عهد يزيد بن معاوية ، ونحر رأسه ، فقد جاء موقع / منتديات غرفة الغدير ، ما يلي ( قتل الحسين 61 هجرية .. ناجى الحسين ربه بكل مشاعر قلبه ، ثم جاء إليه الخولي بن يزيد الاصبحي ليحتز رأسه فأرعد وضعف ، فقال له سنان بن انس : فت الله في عضديك وابان يديك ، ثم نزل إلى الحسين فذبحه واحتز رأسه . وفي رواية ان الذي احتز رأسه شمر بن ذي الجوشن ... وانتهت الواقعة بحرق خيام الحسين واقتياد نسائه وأطفاله اسارى إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة ومن ثم إلى يزيد بن معاوية في الشام .. ) . ثانيا - ضربت الكعبة في بداية العهد الأموي مرتين ، فقد جاء في موقع / منتدى الكفيل ، ما يلي ( ضرب الكعبة بالمنجنيق : ضرب الأمويون الكعبة بالمنجنيق مرتين واحرقوها خلال حكمهم الجائر ، وذلك في زمن يزيد بن معاوية بقيادة الحصين بن النمير ، عام 64 هجرية ، ومن ثم في زمن عبد الملك بن مروان بقيادة الحجّاج بن يوسف الثقفي ، عام 73هجرية ) .

القراءة :
1 . معاوية ، رجل بالرغم من انه من صحابة الرسول ، ومن كتاب الوحي ولكن شخصيته مثيرة للجدل ، داهية وبارع منتهز للفرص جرئ ، وقد جاء في موقع / صيد الفوائد بحقه التالي  ( لعل الصحابي معاوية بن أبي سفيان يعد من أكثر الشخصيات الإسلامية التي دار حولها الجدل في التاريخ ، فقد اختلفت فيه المواقف وقامت حول تقييم شخصيته معارك فكرية طاحنة ، وزاغ فيه طرفان : طرف غلا في حبه والانتصار له ، وطرف غلا في بغضه وكرهه والتحذير منه ، بل وصل إلى الحكم عليه بالكفر والنفاق !! . ) ، ومعاوية منذ بداياته كان من المستفيدين من الأسلام / سهم المؤلفة قلوبهم ، وأثناء خلافة عمر بن الخطاب ، تمادى في طمعه ، فكشف عمر دوره في السرقة واللصوصية ، ( راجع محاضرة للداعية السعودي عائض القرني على اليوتيوب ، يتكلم عن لصوصية معاوية بن أبي سفيان https://www.youtube.com/watch ) .
2 . أسس معاوية لشخصه ولعائلته ولأقربائه ومن ثم لقومه دورا محوريا في التأريخ السلطوي ، حتى أرى أن الخلافة الأموية ، التي وضع بذرتها ، أوجدت حكما وسلطة وخلافة ، ذا طابعا دنيويا صرفا ، فهو أسس للدين الأموي القائم على الحكم القهري ، وهو أول من أوجد التداول الوراثي للسلطة . وكان أبعد ما يكون عن الرسول ومن صحبته !! ، لأنه أول من فتك بأهل الرسول ، فهو قاتل أبن عمه علي بن أبي طالب ، ثم قتل حفيده الحسن بالسم ، ثم أبنه يزيد قتل حفيد الرسول الحسين ، وهكذا توالى الفتك بأل الرسول ، لذا بعض المصادر حكمت بكفره / معاوية ، فقد جاء في موقع / المعرفة : ( من دلائل كفر معاوية وعدم إيمانه وجواز لعنه ، فهي كثيرة ، ومن سيرته وسلوكه ضد الإسلام والمسلمين منها قوله تعالى : " وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً " ، فقد ذكر العلامة الثعلبي ، والحافظ العلامة جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ، والفخر الرازي في تفسيره الكبير ، نقلوا في ذيل الآية الشريفة روايات بطرق شتى ، والمعنى واحد وهو أن الرسول رأى في عالم الرؤيا بني أمية ينزون على منبره نزو القرود ، فساءه ذلك ، فنزلت الآية ، فبنوا أمية هم الشجرة الملعونة في القرآن والمزيدة بالطغيان . ) .                                                                                                                                 3 . بعض المصادر ، ألحقت الألحاد والزندقة بولد معاوية /  يزيد بن معاوية ( 680 - 683م ) - ثاني الخلفاء الأمويين ، فقد جاء في موقع / الأشعاع الأسلامي ، أنقله بتصرف  : ( فاستنكف المسلمون أن يدخلوا تحت طاعة رجل لا يؤمن بالله و لا بالرسول ، و يحمل عقيدة الإلحاد و الزندقة ، كما صرّح بذلك يوم قال  :
لَعِبَتْ هاشمُ بالملك فلا *** خَبَر جاء و لا وحي نزلْ  )                                                                              أما في حادثة مبايعة يزيد / حين رفضت " المدينة " مبايعته ، فقد جاء في الموقع التالي – نقل بتصرف                                                                 https://www.facebook.com/Atheists  (  هاجم جيش يزيد المدينة ، أهل المدينة ، ثم انهزموا فيما سمى بموقعة ( الحرة ) عام 683م فأصدر قائد الجيش أوامره باستباحة المدينة ثلاثة أيام قيل أنه قتل فيها أربعة آلاف و خمسمائة ، وأنه قد فضت فيها بكارة ألف بكر ، و قد كان ذلك كله بأمر يزيد إلى قائد جيشه      " مسلم بن عقبة " ، الذي أمر ب : ادع القوم ثلاثا فأن أجابوك و إلّا فقاتلهم ، فإذا ظهرت عليها فأبحها ثلاثاً ، فكل ما فيها من مال أو دابة أو سلاح أو طعام فهو للجند ، فإذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس .. ) .                                                                               فمن خلال هذه المفاصل لا أرى أي دعوة ولا عقيدة ولا أي قدر لصاحب الدعوة ولا لأهل بيته !! ، أنما كان هناك سلطة وقوة وحكم ، وكان هناك جهود حثيثة لبناء البيت الأموي .
4 . ولكن الخليفة عمر بن عبد العزيز ( 61هـ\681م - 101هـ\720م ) ، يعتبر الأستثناء أمويا  وقد عدَّ كثير من العلماء عمرَ بن عبد العزيز رحمه الله من مجددي هذا الدين ، عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ الرَسُولِ قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا )  / رواه أبو داود ( 4291 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود  " .                                                                                                                         
الخاتمة :                                                                                                                                   لم يكترث معاوية في سيرته ، لا لمكانة الرسول ولا للعقيدة الأسلامية في بنائه المؤسس لحلمه الأموي للحكم والسلطة ، كما رأينا بما ورد في أعلاه من أحداث ، فلمعاوية غاية أراد نيلها ، وحقق هدفه مطبقا عمليا المبدأ الميكافيللي " الغاية تبرر الوسيلة " ، فهو أفضل وأحكم وأدق من طبق هذه المقولة ، ولم يكترث في سيرته وسيرة الأمويين عامة ، بمن يكون المقتول ، وبيد من سيقتل ، وكيف سيقتل ، وبأي طريق شنعاء كانت ! فهو مبرمج سلطويا ، ومؤمن بأن عهد وحقبة الرسول محمد أنقضت ، وأنقضت رسالته معا ، وما تبقى هو كيفية الوصول للسلطة والبقاء فيها وتأسيس ركائز دولته ، وكيفية حياكة المؤامرات والخدع من أجل النصر ، كما رأينا في حدث " رفع المصاحف " في معركة صفين 37 هجرية ، السلطة والحكم عند معاوية بن سفيان ، هي الدين والدنيا !! .
 




333
                          الأسلام بين ثقافة السيف و ثقافة " الدهس بالسيارات "
المقدمة :                                                                                                                                         الفكر الظلامي يتغلغل الى العقل الباطن للفرد ، من خلال الأتصال ، التوجيه أو التعبئة ، ويمكن أن يكون هذا عن طريق وسائل مختلفة ، مثلا : نص ديني محدد ، خطاب ، عظة ، محاضرة ، قراءة ، حديث معين ، تواصل .. ، ومن الممكن أن تبقى هذه الأفكار الظلامية داخل دهاليز العقل الأنساني ، كرواسب فكرية مستقرة ، ومن الممكن أن تندفع الى الخارج ، مترجمة الى أفعال عدائية محددة ضد الأخرين ، مخالفين لهم عقائديا أو فكريا ، والأمر الأخير يحتاج الى طاقة فعالة تدفع هذه الأفكار خارج محيطها .. وحوادث الدهس الأخيرة / 18.08.2017 برشلونة - كامبرليس ، خير مثال على عبور هذه الأفكار حواجز النطاق العقلي ، مترجمة الى أعمال أرهابية (*1) ضد أناس أبرياء لمجرد كونهم  يختلفون معهم دينيا وعقائديا ! .                                                                                                                                                  الموضوع :                                                                                                                                               فهل من شواهد للمقدمة أعلاه من النص القرأني .. فيما يلي ، بعضا من النصوص القرأنية ، التي أختيرت على سبيل المثال وليس الحصر ، كنصوص قرأنية عملية جاهزة للتطبيق للأعمال الأرهابية :                                                                       1 . ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا / 89 سورة النساء ) ، ووفق موقع  quran.ksu.edu.sa تفسر هذه الأية ، نقل بتصرف كما يلي ( قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه : فإن أدبر هؤلاء المنافقون عن الإقرار بالله ورسوله ، وتولوا عن الهجرة من دار الشرك إلى دار الإسلام ومن الكفر إلى الإسلام " فخذوهم " أيها المؤمنون "  واقتلوهم حيث وجدتموهم  "، من بلادهم وغير بلادهم ، أين أصبْتموهم من أرض الله .. ) .                                                                                                        2 . ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِين /  189 البقرة ) ، وكذلك ( سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً النساء / 91 سورة النساء ) .  وجاء في موقع / مركز الفتوى - نقل بتصرف ، حول تفسير مقطع ( حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ) المشترك بين الأيتين ، وهو الذي نحن بصدده ، جاء التالي : ( أي أين أصبتموهم من الأرض ، ولقيتموهم فيها فاقتلوهم ، فإن دماءهم لكم حينئذ حلال ) .. فأما الآية الأولى وهي آية سورة البقرة ، فقال فيها أبو جعفر الطبري : اقتلوا أيها المؤمنون الذي يقاتلونكم من المشركين حيث أصبتم مقاتلتهم ، وأمكنكم قتلهم ، وقتالهم على هذا النحو جائز .. وأما آية سورة النساء ، فنزلت في فريق من المنافقين ، وهذا الفريق - من المنافقين - الذين يريدون أن يأمنوكم ، ويأمنوا قومهم إن لم يعتزلوكم ويستسلموا لكم ويصالحوكم ، ويكفوا أيديهم عن قتالكم ، فاقتلوهم أين أصبتوهم.  فآية البقرة نزلت في المشركين ، وآية النساء نزلت في المنافقين. .                                                                                 القراءة :                                                                                                                                          أولا - لا بد لنا بادئ ذي بدأ أن نسمي الوقائع والأحداث بمسمياتها الفعلية ، وأن نقول أن الذي وقع من حوادث دهس  هو " أرهاب أسلامي " ، وذلك لكي نضع الأمور في نصابها ، وهي عملية دفع وتحريك للأفكار خارج نطاق وحيز الذهنية الفردية الى فضاء تطبيقي وهو القتل الوحشي لناس عزل ، فقط لمجرد الاختلاف معهم دينيا ، دون التفريق من الذي سيقتل ، هل هو كهل أم طفل ، ذكرا  كان أو أنثى ! ، وهذه هي حالة من حالات الهوس المرضي العدائي تجاه الأخرين .                                                                                                                                   ثانيا - رجوعا الى النصوص نلاحظ الترصد والتوعد في قتل الاخرين ، من المؤكد أن شيوخ الأسلام سيقولون أن النصوص أعلاه لها أسباب نزول خاصة ، وهو قتال المشركين والمنافقين ، وهذا بالفعل ، الذي يطبقه المغيبون من الشباب الذين زرعوا بأفكارهم الكره والعداء البشري لكل ما هو مخالف لهم ، وأن شارح النص يغول عميقا بقوله أقتلوهم ( أي أين أصبتموهم من الأرض ، ولقيتموهم فيها فاقتلوهم ، فإن دماءهم لكم حينئذ حلال ) ، أي القتل في أي وقت وأي مكان وبأي وضع وأي حال وبأي وسيلة .. ، فهو " حلال لكم " !! ، وهذا ما يطبق ويحدث الأن .                                          ثالثا - تساؤل كيف تغزو الأفكار الظلامية عقول الشباب ، وهم في الغرب ، أكيد هناك مؤسسات عقائدية تسيطر على أذهان الشباب / خاصة أن الكثير من حوادث الدهس ينفذها أفراد مولودون بالغرب ، من خلال اللقاءأت ، أثناء الصلاة ، والمحاضرات .. ، وهذا يتم في أماكن معينة محددة ، وهي الجوامع والملاحق التابعة لها ، وهذا يتطلب شيوخ وأئمة مكرسين للتحريض والشحن والتكريه بالأخرين ، وأكبر مثال على ذلك دور الأمام المغربي المدعو :  " عبد الباقي الساتي " (*2) ، كمحرض على أعمال الأرهاب / في عملية برشلونة .                                                                        رابعا - الفقرة أعلاه تدخلنا في تساؤل أخر ، وهو : لم تسمح الدول الغربية بأنشاء مؤسسات دينية بكوادرها - جوامع وأئمة ، دون مراقبة من قبل أجهزة الدولة المعنية ، ألا يعلم الغرب بأن ( لكل فعل رد فعل ) ، وأن أي فعل أرهابي كهذا / الدهس ، أكيد له فعل قائم مؤسس عليه وهو التحريض على قتل المسيحيين / خاصة ، في بلاد الغرب ، فلم لا تقنن الحكومات الغربية أنشاء المؤسسات الدينية المشبوهة ! . ومن جانب أخر ، أكيد كل هذا معبأ فكريا من قبل الفكر الوهابي ، أما المؤسسات الدينية بكوادرها ، فهي ممولة ماديا من قبل السعودية وقطر !!! .                                                                                                 خامسا - لم الأسلام بأفعاله الجهادية تكرس كلها ضد الأنسانية .. ولم هذا الكره للأخرين / من يهود ومسيحيين ، لم هذا العداء والحقد على البشر المسالمين ! ، أرى جواب كل هذا ينصب على بنية ونهج النصوص القرانية التي كرست قديما ثقافة السيف / المذكورة في النصوص أعلاه ، واليوم تتطور الأمر بثقافة " دهس الأخرين " .                                                                                      --------------------------------------------------------------------------------------------------------- (*1) BBC 17  أغسطس/ آب 2017 / شاتفيد الأنباء الواردة من برشلونة بمقتل 13 شخصا وجرح العشرات بعد أن دهست شاحنة حشداً من الناس في منطقة "رامبلاس" السياحية في برشلونة حسبما تقول صحيفة ال باييس  .وقالت وكالة رويترز للأنباء إن قوات الطوارئ طلبت إغلاق خدمة قطار الأنفاق المحلية ومحطة القطار في المدينة كما حثت الناس على البقاء بعيداً عن محيط منطقة " بلاسا كاتالونيا " وسط المدينة . وأكدت صحيفة إل باييس الإسبانية أن سائق الشاحنة قد فر جارياً بعد أن دهس عشرات الأشخاص ، فيما تفيد تقارير من موقع الحدث بأن الناس يختبئون في المقاهي والمتاجر المجاورة .                                                                                     (*2) أسبانيا – برشلونة / عملية دهس المارة : ( .. ويركز المحققون عملهم على بلدة ريبول الحدودية الصغيرة على سفح جبال البيرينيه . حيث نشأ العديد من المشتبه بهم في هذه البلدة ومن بينهم ابو يعقوب . كما تركز السلطات على أمام مغربي يدعى "عبد الباقي الساتي" ، في الاربعين من العمر ، يعتقد انه دفع الشباب في ريبول الى التطرف .. ) /  نقل بتصرف من موقع . www.afrigatenews.net

334
                                   تساؤلات في الحياة والموت .. و " المسيح "

     يشكل مفهومي الحياة والموت طرفي المعادلة  للوجود ، وينطبق هذا على الأنبياء والرسل ، وبنفس الوقت يشكل هذين المفهومين طرفي المعادلة لأي رحلة عقائدية لأتباع ما ذكر ، من قديسين وأولياء وصالحين ، كما هو ينطبق على كل البشر ، ومن جانب أخر ، ووفقا للأساطير نشد الكثير الخلود ومنهم " جلجامش " - خامس ملوك أورك حسب  قائمة الملوك السومريين ، الذي سعى للحصول على نبتة الخلود ، قائلا : ( إن هذه النبتة تطيل عمر الإنسان وتعيد إليه عنفوان الشباب .. سأحملها يا أورشنابي مفاخراً بها أبناء شعبي فأجدد لهم نضارة أيامهم وأعيد إليهم نكهة الحياة .. وحين أشيخ بدوري سأتناول منها لأستعيد شبابي ومجدي ) ، ولكن الكل قضى وأنتهى ، أي أن الكل مات ، ألا " المسيح " ، .. تساؤلاتي تنصب على أنه لم طرفي معادلة  الوجود / أي الحياة والموت ، تتقاطع مع المسيح !! ، المسيح الحي .. ولكي أمهد للموضوع تناولت ولادة وصلب المسيح حسب العقيدتين المسيحية والأسلامية ، ثم ختمت الموضوع بقراءأتي الخاصة .

ولادة المسيح  / حسب  الأناجيل :
أنقل هنا مقطعا عن ولادة المسيح ، حسب الأناجيل : ( 18 اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا : لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس 19  . فيوسف رجلها اذ كان بارا ولم يشا ان يشهرها اراد تخليتها سرا. 20  ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا : « يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس. 21  فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم ». 22  وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي : 23 « هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل»  " الذي تفسيره: الله معنا " . الأنجيل متى / الأصحاح 1 ) .
صلب المسيح حسب الأناجيل :                                                                                                       الحكم على يسوع بالموت / وفق أنجيل يوحنا  19: 12 – 16 "() فحاوَلَ بِـيلاطُسُ بَعدَ هذا أنْ يُخليَ سَبـيلَهُ، ولكِنَّ اليَهودَ صاحوا: (( إنْ أخلَيتَ سَبـيلَهُ ، فما أنتَ مِنْ أصدقاءِ القيصَرِ ، لأنَّ مَنْ يَدَّعي المُلكَ يكونُ عَدُوًّا لِلقيصَرِ! )) فلمَّا سمِعَ بـيلاطُسُ هذا الكلامَ أخرَجَ يَسوعَ وجلَسَ على كُرْسِيِّ القَضاءِ في مَوضِعٍ يُسمَّى (( البَلاطَ )) ، وبالعِبريَّةِ جَبَّاثا . وكانَ ذلِكَ يومَ الجُمعَةِ ، يومَ التَّهيئَةِ لِلفِصحِ ، والوقتُ نحوَ الظُّهرِ . فقالَ لِليَهود ِ: (( ها هوَ مَلِكُكُم ! )) فصاحوا : (( أُقتُلْهُ! أُقتُلْهُ! إِصلِبْهُ ! )) فقالَ لهُم بِـيلاطُسُ : (( أأصلِبُ مَلِكَكُم؟ )) فأجابَ رُؤساءُ الكَهنَةِ: (( لا مَلِكَ علَينا إلاَّ القَيصَرُ ! )) فأسلَمَهُ إلَيهِم لِـيَصلِبوه ." ، أما موت المسيح على الصليب ، فأنقل الأيات التالية من أنجيل متى ، 27 ( 45 – 56 ) " عِندَ الظُّهرِ خيَّمَ على الأرضِ كُلِّها ظلامٌ حتَّى السَّاعةِ الثَّالِثةِ. ونحوَ السَّاعةِ الثَّالثةِ صرَخَ يَسوعُ بِصوتٍ عَظيمِ : (( إيلي ، إيلي ، لِما شَبقتاني؟ )) أي (( إلهي ، إلهي ، لماذا تَركتَني ؟)) فسَمِعَ بَعضُ الحاضرينَ هُناكَ ، فقالوا : (( ها هوَ يُنادي إيليّا!  )) وأسرَعَ واحدٌ مِنهُم إلى إسفِنْجَةٍ، فبَلَّــلَها بالخَلِّ ووضَعَها على طرَفِ قَصبَةٍ ورَفَعها إلَيهِ لِـيَشرَبَ. فقالَ لَه الآخرونَ : (( إِنتَظِرْ لِنرى هَلْ يَجيءُ إيليّا ليُخَلَّصَهُ ! )) وصرَخَ يَسوعُ مرّةً ثانيةً صَرْخَةً قَوِيَّةً وأسلَمَ الرّوحَ . فاَنشَقَّ حِجابُ الهَيكلِ شَطرَينِ مِنْ أعلى إلى أسفَلَ . وتَزلْزَلتِ الأرضُ وتَشقَّقتِ الصٌّخورُ . واَنفتَحَتِ القُبورُ ، . فقامَتْ أجسادُ كثيرٍ مِنَ القِدَّيسينَ الرّاقِدينَ . وبَعدَ قيامَةِ يَسوعَ ، خَرَجوا مِنَ القُبورِ ودَخلوا إلى المدينةِ المقدَّسَةِ وظَهَروا لِكثيرٍ مِنَ النّاسِ . فلمّا رأى القائِدُ وجُنودُهُ الّذينَ يَحرُسونَ يَسوعَ الزِّلزالَ وكُلَّ ما حدَثَ ، فَزِعوا وقالوا : (( بالحَقيقةِ كانَ هذا الرَّجُلُ اَبنَ اللهِ ! )) وكانَ هُناكَ كثيرٌ مِنَ النِّساءِ يَنظُرنَ عَنْ بُعدٍ ، وهُنَّ اللَّواتي تَبِعنَ يَسوعَ مِنَ الجَليلِ ليَخدُمْنَه ، فيهِنّ مَريمُ المَجدليَّةُ ، ومَريمُ أمُّ يَعقوبَ ويوسفَ ، وأُمُّ اَبنَي زَبدي "

الولادة / حسب القرأن :
هذه هي أهم النصوص القرآنية التي قيلت في مولد المسيح : فحسب سورة مريم من 15-  32  ((  وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا  وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا  فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا  قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيًّا  قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا  فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنْ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَامَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا  )) .. ومن جانب أخر ، هناك تأكيد على أن المسيح كلمة الله وروحا منه ، فقد جاء في سورة النساء 171  .. " أنما عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم  وروح منه "

نكران العقائد الأسلامية لصلب المسيح :                                                                                           في الأسلام ، المسيح لم يقتل ولم يصلب !! ، بل شبه له ، فقد جاء بهذا الصدد في موقع طريق الأسلام - عبد الله بن عبد العزيز العقيل ، التالي : ( المسيح عليه السلام قد صانه الله وحماه ؛ فلم يقتل ، ولم يصلب ، وإنما قتل وصلب المشبه به ؛ وذلك أنه عليه السلام لما قصد منه أعداؤه من اليهود مقصد السوء ، وقاه الله كيدهم ، ورفعه عنهم إلى السماء ، وألقى شبهه على رجل من الحواريين فأمسكوه وقتلوه ، وصلبوه ؛ بناء منهم على أنه المسيح عليه السلام ، قال الله تعالى في حق اليهود:  " فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ الله وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ الله عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً * وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ الله وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّفَعَهُ الله إِلَيْهِ وَكَانَ الله عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا " / سورة النساء: الآيات 155- 159. ) .. علما أن الأسلام وحسب نصوص القرأن ، لا ينفي هذا المبدأ / قتل الأنبياء ، فقد جاء موقع النور / صلب المسيح وموته في الإسلام ، التالي (( .. لا ينفي القرآن أن بعض الأنبياء قد يكونون عرضة للقتل أحياناً . وقد أشار إلى ذلك في مواضع مختلفة من السُّور نذكر منها الآيات التالية : 'أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ' ( سورة البقرة 2 : 87) . 'وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ' (سورة آل عمران 3: 181 ) . 'الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ' / سورة آل عمران 3:  183 )) .

القراءة :
أن وجود المسيح على الأرض جاء بمعجزة كما هو منصوصا عليه في الأنجيل والقرأن ، خارج ناموس الطبيعة البشرية ، ومولده كان فوق قانون الحياة ،  ومن جانب أخر ، نؤشر أن النص القرأني يؤكد على أن المسيح ، كلمة الله وروحا منه ، وبالرغم من أن المعتقد الأسلامي يقر بموت المسيح ، وفق سورة مريم (  وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا  )  ، لكنه يختلف في قضية صلب المسيح ، حيث يؤكد / أسلاميا ، بأن شبه له ، وفق سورة النساء ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) ... وبعيدا عن كل ما سبق من نصوص التوافق والأختلاف ، و كقراءة خاصة للموضوع ، أرى التالي :                                                             
1. المسيح هو الحي الوحيد ، فالأنبياء والرسل والقديسين وكل البشر .. قضوا ألا هو ، حيث أنه قام من بين الاموات وصعد الى السماء ، وهذا مؤكد في النصوص الأنجيلية وأعمال الرسل .. ، فقد جاء في الموقع التالي : https://gotquestions.org/Arabic/Arabic (( .. بعد قيامة المسيح من الأموات " أَرَاهُمْ أَيْضاً نَفْسَهُ حَيّاً " (أعمال الرسل 1: 3 ) للنساء عند القبر ( متى 28: 9-10 ) ، ولتلاميذه ( لوقا 24: 36-43 ) ، ولأكثر من 500 آخرين ( كورنثوس الأولى 15: 6 ) . وفي الأيام التي تلت قيامته ، علَّم يسوع تلاميذه عن ملكوت الله  ( أعمال الرسل 1: 3 ) .. بعد قيامته بأربعين يوماً ، ذهب يسوع وتلاميذه إلى جبل الزيتون ، قرب أورشليم . وهناك وعد يسوع تلاميذه أنهم سرعان ما سيقبلون الروح القدس ، وأوصاهم أن يظلوا في أورشليم حتى يحل عليهم الروح القدس . ثم باركهم يسوع . وبينما هو يباركهم ، بدأ يرتفع إلى السماء . إن قصة صعود المسيح مسجلة في لوقا 24: 50-51 وأيضاً أعمال الرسل 1: 9-11. )) ، وبنفس النهج / بشكل أو بأخر ، يؤكد النص القرأني أيضا على بقاء المسيح حيا وفق النص التالي ((  وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا )) سورة النساء 15 ، ثم يؤكد على عملية رفعه للسماء ، وفق النص التالي  ( بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا / 158 سورة النساء ) ، أذن المسيح حي وباق ، ومرفوع للسماء وفق الأنجيل والقرأن .
2. تساؤلات .. !! كيف للنص القرأني أن يمنح كل هذا القدر والرفعة والمكانة للمسيح ، ولادة وموتا / بعيدا أن كان صلب المسيح أو لا ، فصعودا للسماء ، ثم يعامل أتبعاعه وقومه بذلة وحقارة ومهانة ! وذلك وفق ما جاء بالنص القراني التالي ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ  أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 29 سورة التوبة ) ، " عن يد وهم صاغرون " أي وهم : (  ذليلون ومحتقرون ) ، وحسب قاموس المعاني / عربي عربي ، أن كلمة  " صاغر "  تعني : ( راضٍ بالذُّلّ والهوان ، يدفعوها بانقياد وطاعة عَادَ صَاغِراً ذَلِيلاً : مُهَاناً رَاضِياً بِالذُّلِّ وَالضَّيْمِ ) .. أرى هناك ضبابية في رؤية النصوص ، حيث أن الحقائق والوقائع تتقاطع مع بعضها البعض ! .
3. وأن كان الأمر كذلك / أي أن أتباع المسيح يدفعون الجزية وهم ذليلون ومحتقرون ، لما نزلت الأية التالية التي تتقاطع مع الأية 29 من سورة التوبة انفة الذكر ، ( أذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ / 55 سورة أل عمران ) ، وقد جاء في موقع / أهل السنة ، حول تفسير الأية السابقة التالي ( .. قد يُشْكِلُ فهم هذه الآية على الكثير من أوجه .. الأول : أن أتباع عيسى عليه السلام يستمرون إلى يوم القيامة ، الثاني : أنهم تكون لهم الفوقية و الغلبة على الكفار و قد يفاخرون به المسلمين خاصة مع الحال التي عليه الأمة في أيامنا هذه . الثالث : أن يجعلهم الله فوق الذين كفروا ظاهرين هذا قد يستدل به على صحة باطلهم و ماهم عليه أو على أقل الأحوال أنهم أقل شرا من الكفار أو أرفع منهم درجة .. ) . أن تفسير هذه الأية به أستغراب وتساؤلات خاصة في منح جماعة وأتباع المسيح " الفوقية والغلبة " والى يوم الدين !! ، بينما في الأية 29 من سورة التوبة ، على الكفرة / من المسيحيين واليهود و.. دفع الجزية ، أذن هناك تضادد كبير في النص القرأني !! .
4. وأشارة الى مقولة من نتبع كبشر مؤمنين ، " أنتبع نبيا حي أو نبيا ميت " ، أجيب : من المنطق والعقلانية أن نتبع النبي االحي ، وذلك لوجود التواصل الأيماني بين النبي الحي والتابعين ، وهنا أشير بذات الصلة الى خطبة / قول صديق الرسول ورفيقه في الغار ، أبي بكر الصديق ، عندما توفى الرسول ، التي يبين بها موت الرسول ، ووجوب عبادة الله ، الفقرة التالية منقولة من موقع / موسوعة النابلسي ( .. هل في عالم المسلمين رجل يحب رجلا كحب الصديق لسيدنا محمد ؟ إطلاقا ، ومع ذلك ماذا قال الصديق يوم توفي النبي ؟ قال :"  أَمَّا بَعْدُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ  " - أخرجه الحاكم ) وبما أن المسيح هو " كلمة الله " ، حيث جاء في سورة آل عمران آيه 45 " إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم " وشرح ذلك حسب الموقع التالي : alkalema.net/alahwahedfisalos/1x36.htm كما يلي : (( .. ولعلك تلاحظ إشارته إلى الكلمة :         " بضمير مذكر في قوله بكلمة منه اسمه "  ولم يقل " بكلمة منه اسمها " . أليس في ذلك دلالة واضحة على أنه لا يقصد بها مجرد كلمة عادية بل إن كلمة الله الذي لا تنفصل عنه قد تجلى في جسد المسيح وهذا ما يؤكده أحد علماء المسلمين وهو : الشيخ محي الدين العربي ، إذ قال : الكلمة هي الله متجلياً . . . وهي عين الذات الإلهية لا غيرها . / كتاب فصوص الحكم الجزء الثاني صفحة 35 . )) .. أذن من المنطق أرى أن يكون النبي المتبع هو المسيح / لأن الكلمة الفصل في كل ذلك هي أن حياة المسيح الأرضية لم تنتهي بالموت وفق ناموس الطبيعة !! .. من كل ما سبق ، ننتهي الى حقيقة وهي : أن أتباع المسيح هم بالنتيجة أتباع الله لأنه / أي المسيح ، هو " كلمة الله " ، التي لا تنفصل عن الله ..
 
ختام :
يمكن أن نختم الموضوع بما يلي : أن المسيح هو " أيقونة الحياة " ، وفي أية أخرى يوصف المسيح بأنه قهر الموت بأقامته الكثير من الموتى ، وكذلك قيامه من بين الأموات ، كما جاء في أنجيل متى 27 : 52 ( .. لقد قهر المسيح الموت فى حياته بإقامة كثيرين من الأموات ، فأقام ابنة يايرس وابن أرملة نايين ولعازر بعد دفنه فى القبر أربعة أيام . نعم إن الذى يأمر الميت فى قبره فيقيمه ويمنحه الحياة هو الخالق المحيى القادر على كل شيء . ثم قهر المسيح الموت أيضاً عند موته ، إذ قام كثير من أجساد القديسين الراقدين  ) ، كل ذلك يعني أن المسيح هو الحياة ، وليس للموت من سلطان عليه ، أذن المسيح / أستنادا من كل ما سبق ، لا تنطبق عليه معادلة الوجود / الحياة والموت ، وبه يتم الخلاص ، وهو القائل : (  أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ  / إنجيل يوحنا 14: 6  )  .
 

335

                                  قراءة  خاصة  ..  الخمر في الأسلام

المقدمة :   
    ليس من موضوع شغل حيزا كبيرا ، فقهيا وعقائديا كمثل ما شغل موضوعة " الخمر " في الأسلام ، لأن بعض الفقهاء والمفسرين ساروا على هواهم الفقهي في تعاملهم مع هذه المفردة أسلاميا ، أما بحثي المختصر ، فشخصيا سوف أتعامل معه وفق النصوص الأسلامية ، أيات وأحاديث وسنن ، مع أستطراد لبعض الأحاديث والروايات .. ثم سأختم بقراءتي الخاصة  للموضوع .

النص :
 1- حسب رأي أن الخمر مر بثلاث مراحل أسلاميا ، المرحلة الأولى : تحليل شربه ، وفق سورة النحل 67      "  ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون " ، ثم المرحلة الثانية : وهي عدم أقتراب الصلاة وأنتم سكارى ، وفق سورة النساء 43 " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا " ، ثم المرحلة الثالثة : وهم أجتناب الخمر ، وليس تحريمه  وفق سورة المائدة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ  " ، بعدها بدأ المفسرون يجتهدون ويفسرون ، كل حسب نظرته الفقهية والشرعية للموضوع .
 2- نلاحظ أن المفسرون يفسرون سورة النحل 67 ، على أن الخمر ، رزقا من الأرزاق ، ورزقا حسنا ، ليس مكروها ، وليس هناك من دلالة على أعتباره رجسا ، أو ضررا ، أو أنه عمل شيطاني ،  ففي موقع مركز الفتوى يبين التالي  ((   ومن ثمرات النخيل والأعناب  يعني : ولكم أيضا عبرة فيما نسقيكم ونرزقكم من ثمرات النخيل والأعناب  تتخذون منه  والكناية في ( منه ) عائدة إلى " ما " محذوفة أي : ما تتخذون منه ، ( سكرا ورزقا حسنا ).. )) ، فكيف فسر نصيا بعد ذلك على أنه رجسا ومن عمل الشيطان !! .
3- كما أن للخمر منافع وفوائد ، وهذا ما مثبت قرأنيا وحسب النصوص ، فوفق سورة البقرة آية 219
" ويسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا " ، ولو تركنا تفاسير المفسرين جانبا ، فأن السورة تدخلنا في متاهة عقلية ، فكيف لمادة فوائد ومضار بنفس الوقت ! الأجابة ممكن أن تكون بنعم ، وأرى أن الأمر ممكن أن يكون أكثر منطقيا ، لو نصت الأية أن الأفراط من تناوله يكون ضرره أكثر . 
4- وأن الرسول كان يهدى له خمرا ، وهذا دليل على أن الامر كان عاديا ومتداولا ، ولكن بعد أية  " أجتنابه " ، أختلف التعامل مع الخمر ، (( فوفق السيوطي – الدر المنثور – الجزء: (2) – رقم الصفحة: (318 ) وأخرج إبن مردويه عن تميم الداري أنه كان يهدي لرسول الله كل عام راوية من خمر فلما كان عام حرمت الخمر جاء براوية فلما نظر إليها ضحك وقال هل شعرت أنها قد حرمت فقال يا رسول الله أفلا نبيعها فننتفع بثمنها فقال رسول الله لعن الله اليهود انطلقوا إلى ما حرم الله عليهم من شحوم البقر والغنم فأذابوه فباعوا منه ما يأكلون . والخمر حرام ثمنها حرام بيعها . )) ، ولكن الشيخ محمد العريفي / داعية سلفي سعودي ،  يقول في تسجيل تلفزيوني ، أن الرسول عندما كان يجلبوا له خمرا كان يهديه أو يبيعه / يرجى الأطلاع على المقطع التالي .. لطفا :
https://www.youtube.com/watch?v=Xp76PguLE1Y
5- بعض الروايات تقول ، أن الرسول كان يتوضأ بالخمر ، فأشارة الى (( مسند أحمد –  مسند المكثرين من الصحابة – مسند عبد الله بن مسعود – رقم الحديث : (3594) : حدثنا ‏يحيى بن إسحاق ‏‏حدثنا ‏إبن لهيعة ‏عن ‏قيس بن الحجاج ‏عن ‏‏حنش الصنعاني ‏عن ‏‏إبن عباس ‏عن ‏عبد الله بن مسعود أنه كان مع رسول الله ‏‏ليلة الجن فقال له النبي ‏‏يا ‏عبد الله ‏أمعك ماء قال معي نبيذ في ‏إداوة ‏فقال اصبب علي فتوضأ قال فقال النبي ‏يا ‏عبد الله بن مسعود ‏شراب وطهور . )) ، ولكن من المؤكد أن هكذا حديث لا يخدم الأسلام الأن عقيدة ، لذا الفقهاء والمفسرين وعموم شيوخ وجمهور الأسلام ، يحدثون بضعفه ، لعدم توافق هذا الحديث مع الخطاب الأسلامي في الوقت الحالي .
6- وبعض المفسرين المحدثين يذكر منافع أخرى للخمر ، كالفرح والبهجة ، أضافة من ربح نتيجة الأتجار به ، ففي موقع / ن للقرأن وعلومه  ، فتاوى نور على الدرب ( العثيمين ) ، الجزء : 5 ، الصفحة : 2  ت  يقول  :   (( .. ما هي المنافع الواردة في هذه الآية الكريمة ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ) ؟ فأجاب رحمه الله تعالى : المنافع للناس ما يحصل من الاتجار في الخمر ومن المكاسب بالميسر وما يحصل من النشوة والطرب في الخمر وما يحصل من الفرح والسرور في الكسب في الميسر وما يحصل كذلك من الحركة في العمال الذين يباشرون هذه الأعمال ..)) .

القراءة :
أولا - ثبت أن الرسول كان ينبذ له الخمر ، وكان يشربه حتى صباحا ، أضافة الى أن الفقهاء يقولون بأن الخمر هو الذي يصنع من العنب ، أذن كل ما غير ذلك هو حلال ، لأن البيرة تصنع من الشعير فهي حلال ، والويسكي يصنع من ثمرات أخرى غير العنب فهي حلال أيضا ،  وعن أبن القيم الجوزية ، وثبت في صحيح مسلم ، أن الرسول يشرب الخمر ويحبه ، هذا ما أشار أليه الداعية المصري المعروف خالد الجندي ، في التسجيل التلفزيوني التالي :
https://www.youtube.com/watch?v=aoc_x92MTpI
ثانيا – والأمام أبو حنيفة النعمان / أحد الأئمة الأربع الكبار ، يقول : الحرام هو في الخمر المصنوع من العنب ، وكل غير ذلك حلال ، تبقى قضية السكر ، مسألة خلافية بين قليله أو كثيره مسكر ، هذا ما قاله الدكتور سعدالدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر ، وهذا الأمر مثبت في لقاء تلفزيوني متوفر على YOU TUBE  . وهناك لقاءأت كثيرة من هذا المنحى وهذا الشأن في التسجيلات واللقاءأت التلفزيونية .
ثالثا - أن أكبر الصحابة كانوا مدمنين خمر !! فهل تركوا تعاطيها بعد سورة أجتنابها / سورة المائدة 90 ، ففي موقع alkalema.net/sahaba/sahaba135.htm  ، يبين لنا ان عمر بن الخطاب كان مدمنا خمر ، فيبين هذا الموقع التالي (( عن عمرو بن شرحبيل عن عمر ابن الخطاب أنه قال : اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت التي في البقرة ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ) الآية فدعي عمر فقرئت عليه ، قال : اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء ، فنزلت التي في النساء ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ) فدعي عمر فقرئت عليه ، ثم قال : اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء ، فنزلت التي في المائدة : ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون ) فدعي عمر فقرئت عليه ، فقال : انتهينا انتهينا . سنن الترمذي ج 4 ص 319 .)) . وهل عمر الجرئ القوي ترك الخمر ! وخاصة عندما أصبح خليفة للمسلمين ! .
رابعا - أنا أرى الأمر أجمالا ، هو مجادلات فقهية بين الفقهاء والمفسرين والأئمة وشيوخ الأسلام ، أما النصوص ، وكما ذكرت كانت مرحلية ، بين أباحته ، وبين الأبتعاد عنه وقت الصلاة ، ثم أخيرا أجتنابه ، ويبرز سؤال هنا ، أن المتعاطي للخمر هل يستطيع أن يتركه بسهولة ويسر !! وهل من دليل في الموروث الأسلامي ، أن المتعاطين تركوا الخمر بنزول أية الأجتناب ! ، أما أن الأمر كان لعامة المسلمين الذين يظهر عليهم الحال في شرب الخمر وقت الصلاة ، أما الخاصة / الصحابة ، فالأمر بينهم وبين الرسول ، خاصة أن الرسول كان يحتاج الى علية القوم في تثبيت دينه ودعوته !! ، أما بعد وفاة الرسول فليس من رقيب وحسيب ألا الله !!! .




336
                                   أضاءة نقدية في الخطاب الأسلامي 
ليس من محرك فكري وحياتي وأنساني ، كالخطاب الأسلامي ، ليس لدى المسلمين فقط بل لدى المجتمع بكل فئاته ، وذلك لأن للدين دورا محوريا وأساسيا في خلق وتنشئة شخصية الفرد ، وهذا الدور ينصب تأثيره بالمجمل في خلق ثقافة مجتمعية معينة ، ثقافة ذات طابع ديني محدد ، هذه الثقافة أساسها الكلمة ، والكلمة ممكن أن تكون زهرة وممكن أن تكون سيفا ، وممكن أن تكون مسكا وممكن أن تكون دما ، وهكذا فعل الخطاب الديني أيضا ، وبصدد الخطاب ، أيوجد خطابا دينيا متشددا أو متزمتا أو متطرفا / سمه ما شئت ، وخطابا دينيا أخر معتدلا أو وسطيا أو متسامحا ! ، هنا السؤال ! ، شخصيا أرى أن الخطاب الديني واحد ، لا يتجزأ ولا يتقسم ، وذلك لأن الأسلام بعقائده وأركانه ونصوصه ، أياتا وسننا وأحاديثا ، هي نفسها لا تتغير / أي ثابتة ، فهل بالأمكان تغيير الأيات ، كأية ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 29  سورة التوبة ) ، أو تغيير السنن في أتباع هدى الرسول ، مثلا ( وفي صحيح مسلم يقول النبي : " فلا نجاح ولا فلاح ، ولا قبول ، ولا نجاة ، إلا باتباع النبي في كل صغير وكبير ودقيق وجليل . ) ، وهل ممكن تغيير أحاديث الرسول ، كقوله : ( لقد جئتكم بالذبح ) ، الجواب على كل ما سبق هو : لا ، أذن الخطاب الديني الأسلامي هو واحد أيضا .                                                                                             أن القواعد والثوابت والعقائد والأركان واحدة في الأسلام لا تتغير ، أنما الذي يتغير هو طريقة توظيفها وتكييفها وتفعيلها بالخطاب ، وبنفس الاتجاه والنهج ، قال الراحل الدكتور علي المبروك  : ( .. أنه لا يوجد ما يسمى بخطاب ديني متشدد وآخر معتدل ، فكان يعتبر ذلك خرافة وتزييف للحقيقة ، فالثوابت الأساسية التي يقوم عليها الخطابين واحدة ، والفرق بين الوجهين يكمن في أن أحدهما يصل إلى النهايات القصوى ، والآخر لا يصل إلى تلك النهايات ، لكن بذور التشدد والتطرف موجودة في الخطابين / نقل عن موقع البديل )  ، التساؤل الأخر ، هل من جدوى في تجديد الخطاب الديني ! وهل أن التجديد يأتي نتيجة أمر حكومي رئاسي مثلا ، كما يسعى رئيس مصر ،     " والذي لا يمكن أن يحدث خاصة بدولة مثل مصر " / وذلك لوجود عقليات خرافية لشيوخ لا زالت تؤمن بأن الرسول محمد سيتزوج من مريم العذراء في الجنة (*) ، وكانت أخر مطالبة للرئيس المصري السيسي لتجديد الخطاب الديني في أحتفال المولد النبي :  ( السبت 10 ديسمبر 2016 / ..  وكثرة مطالبات الرئيس بتجديد الخطاب الديني والتى كانت آخرها بمؤتمر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بحضور الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، يدل على إخفاق الأزهر فى القيام بدوره على أكمل وجه فى ملف تجديد الخطاب الديني وعدم رضا الرئيس عن الأداء الذى يقوم به الأزهر والأوقاف . / نقل عن موقع الوفد ) ، وللعلم ليس من اليسير أن يحدث أي تغيير للخطاب الديني في مصر !! ، وذلك لوجود جذور لخطاب أسلامي متعمق مجتمعيا أوجده الأزهر ، وساعد في تجذره الجماعات الأسلامية ، كجماعة الأخوان المسلمين وغيرهم ، هذه الجماعات مع مؤسسة الأزهر غسلت الأدمغة وغيرت الثقافة العامة للشعب المغيب الى التزمت والتدين ، ولكن هذه الثقافة المتزمتة لم تستطيع الأقتراب من قامات المثقفين والمتنورين المصريين ، أمثال الراحل فرج فودة ، الراحل نصر حامد أبوزيد ، الراحل علي المبروك ، سيد القمني وأسلام بحيري وغيرهم العديد ..                                                                                       نرجع الى تساؤلنا " هل من جدوى في تجديد الخطاب الديني ! " ، شخصيا لا أرى هناك أي جدوى من تجديده ، وذلك لثبات ما يقوم عليه الخطاب من مرتكزات وأسس وعقائد ، فيجب بالأحرى تغيير هذه الثوابت حتى يتغير الخطاب المنطلق منها ، وهذا فعل لا أرى من أمل به من خلال فكر وعقلية رجال الأسلام / شيوخا وأئمة وفقهاء .. ، القائمين على نشر هذا الخطاب ، كما أرى ، أن مقولة تجديد الخطاب الديني ، ترمي بالأساس الى دفع الخطاب الى مواكبة التحضر والتمدن والحداثة ، وهذا أمرا لا يعقل أسلاميا ، لأن الثوابت الأساسية للخطاب الأسلامي هي ماضوية ، برزت منذ أكثر من 14 قرنا ، فهل للصنمية الماضوية أن تواكب الحداثة !! ..         أذن وخلاصة ، هناك تقاطع وتضادد بين " الخطاب الأسلامي و موضوعة التجديد " ، فلا يمكن أن يكون هناك من أمل بالتجديد ! ، وأن من يسعى الى هكذا مجال فكري ، يجب عليه " نسف " الأساس ليستقيم بناء الخطاب ! .
---------------------------------------------------------------------------------------------               
 (*) وكيل وزارة الأوقاف في مصر : يقول في برنامج تلفزيوني ، وعلى الهواء ، أن الرسول محمد سيتزوج مريم العذراء وآسيا زوجة فرعون في الجنة / يرجى الأطلاع على الرابط http://mufakerhur.org/?p=62191



337
     
                                  قراءة .. في الأسلام المختطف منذ الولادة والى الكهولة

النص :

     كأن الأسلام ولد مختطفا ولا زال ، فمنذ عهد صدر الرسالة المحمدية والى الأن يختطف الأسلام تبعا و حسب ظروف الزمان والمكان ووضع السلطة ودور الحاكم ، وما سأذكره في الحقب التالية هو على سبيل المثال وليس الحصر :
أولا -  الرسول محمد أستخدم الأسلام  ووظفه في تصفية حساباته ، كما في قتله " أم قرفة " ، فكل المصادر تؤكد قتلها ولكن بصيغ مختلفة !! ففي رواية  سردت في موقع منتديات الفرقان الدعوية  (( .. أم قرفة هي فاطمة بنت ربيعة بن بدر بن عمرو الفزارية . وأم قرفة تزوجت مالكا بن حذيفة بن بدر وولدت له ثلاثة عشر ولدا أولهم (قرفة) وبه تكنى ، كانت من أعز العرب ، وفيها يضرب المثل في العزة والمنعة فيقال : أعز من أم قرفة وكانت إذا تشاجرت غطفان بعثت خمارها على رمح فينصب بينهم فيصطلحون.  كانت تؤلب على الرسول فأرسل في السنة السادسة للهجرة زيد بن حارثة في سرية فقتلها قتلا عنيفا ، فقد ربط برجليها حبلا ، ثم ربطه بين بعيرين حتى شقها شقا.  وكانت عجوزا كبيرة ، وحمل رأسها إلى المدينة ونصب فيها ليعلم قتلها .. )) ، كما أستغل الرسول  الأسلام  كمادة في مخاطباته للسيطرة على الدول ، " أسلم تسلم " ، كما ورد في رسالتيه الى النجاشي عظيم الحبشة ولعظيم الروم هرقل (( جاءت رسالة الرسول  في صحيح البخاري ، وكثير من الناس تستغرب كلام هذه الرسالة ، فنحن نعلم أن هذه الرسالة هي من رئيس دولة صغيرة جديدة وهي دولة المدينة المنورة ، وجيشها على أكبر تقدير ثلاثة آلاف جندي ، وعمرها لا يتجاوز الثلاث سنوات وأسلحتها بسيطة ، ومع ذلك يُرسِل زعيمها رسالة إلى هرقل قيصر الروم ، زعيم الإمبراطورية الرومانية التي تسيطر على نصف أوربا الشرقي ، إضافةً إلى تركيا والشام بكامله ، ومصر والشمال الإفريقي ، وجيوشها بالملايين ، وتاريخها في الأرض أكثر من ألف سنة ، لا بد أن ندرك كل هذا ونحن نقرأ كتاب الرسول  إلى قيصر الروم : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ ، سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَسْلِمْ تَسْلَمْ  " .. / نقل بتصرف من موقع د.راغب السرجاني )) ، كذلك الرسول قام بأعمال دموية ، من موقعه كنبي للدين الجديد ، كتصفيته لقبيلة بني قريظة اليهودية ، لسبب لا يرقى رد فعله تصفية جسدية لكل القبيلة ألا النساء لأستخدامهمن كسبايا لسبب نقض المواعيد والعهود .. ففي موقع نداء أهل الأيمان يسرد الحدث كما يلي (( .. ثم أخذ المسلمون في حصارهم 25 ليلة ، فلما ضاق بهم الأمر نزلوا على حكم الرسول ، فحكم فيهم سعد بن معاذ سيد الأوس ، وكان بنو قريظة حلفاء الأوس ، فحكم سعد بأن تقتل مقاتلتهم ، وأن تسبى ذراريهم ، وأن تقسم أموالهم ، فنفذ الرسول حكمه .. )) .
 ثانيا- وأما بعد موت الرسول ، وبدءا من سقيفة بني ساعدة / لأختيار رجل الخلافة بعد الرسول ، والى مقتل الخليفة علي مرورا بحروب الردة التي قادها أبوبكر ومقتل عمر وعثمان ، مع أستعراض موقعة الجمل عام 36 هجرية والتي أعقبها موقعة صفين 37 هجرية ((   موقعة الجمل ، هي معركة وقعت بالبصرة عام 36 هـ بين قوات أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب والجيش الذي يقوده الصحابيان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام بالإضافة إلى السيدة  أم المؤمنين عائشة التي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل ، وسميت المعركة بالجمل نسبة إلى ذلك الجمل ، أما موقعة صفين ، هي المعركة التي وقعت بين جيش  الخليفة علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة 37 هـ  ، بعد موقعة الجمل بسنة تقريبا ، على الحدود السورية العراقية والتي انتهت بعملية التحكيم في شهر رمضان من سنة ثمان وثلاثين للهجرة .. / نقل بتصرف من موقعة الويكيبيديا )) ، ففي كل هذه الحقبة كان الأسلام مختطفا من قبل رجال الخلافة الراشدة والحكم لتحقيق مأرب سلطوية تتعلق بالحكم وليس بالأسلام وكان الأسلام واجهة دينية فقط !! ، مع العلم أن كل رجال الخلافة ماتوا مقتولين ، وحتى أبو بكر هناك روايات تدلي بانه مات مسموما ! وأرى أن في زمن بداية الخلافة الراشدة كانت نهاية الدعوة المحمدية وبداية حقبة الملك والسلطة والخلافة السلطوية . ثالثا – الخلافات القبلية / الأسرية ، البيت الأموي ( 41 - 132 هـ  / 662 -  750 م ) ، البيت العباسي ( 750 م / 132 ه الى 1258 م / 656 ه  ) فالبيت العثماني ( الذي أستمر قائما لما يقرب من 600 سنة ، وبالتحديد من 27 يوليو 1299م حتى 29 أكتوبر 1923م ) ، ففي كل هذه الفترات رجال الحكم أستخدموا الأسلام واجهة أعلامية ظاهرية ، مع أستغلال للنصوص والأحاديث بما يخدم سلطتهم وعشقهم للحكم والرئاسة ، خلفاء بالرغم من بعض الفترات المنيرة في حكمهم من ترجمة وفلسفة وطب وشعر و .. ، ولكنهم سلاطين فتوحات و عبيدا للسلطة والحكم مع مجون ولهو حيث كانت القصور تعج بالجواري والغلمان والعبيد والخصيان ، وكانوا شيوخ الأسلام ورجالاته ومفكريه وفلاسفته .. في تلك الحقب أما وعاظا للسلاطين أو كانوا مناهظين لهم وعلى خلاف فكري أو مذهبي معهم لأجله قتلوا بأمر الحكام  ، مثلا  : (( 1- الكندي (811-866م ) :هو يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث الكندي . عربي الأصل ، ومن أجل ذلك لقبوه بفيلسوف العرب ، واشتهر في بلاد الغرب باسم   " الكندوس  ، al  kindus  " نال حظوة عند المأمون والمعتصم والواثق ، وعلت منزلته عندهم ، غير أنه لقي عنتا من المتوكل بسبب الأخذ بمذهب المعتزلة ، فأمر المتوكل بضربه ومصادرة كتبه . اتهم بالزندقة و كان يدافع عن نفسه بأن أعداء الفلسفة جهلة و أغبياء و تجار دين ، 2 - صالح بن عبد القدوس (توفى 777م) : صالح بن عبد القدوس بن عبد الله بن عبد القدوس من أهل البصرة ، كان يدين الثنوية (دين الفرس القديم) ، فلما اشتهر أمره استقدمه الخليفة المهدي ، لكنه هرب إلى دمشق واستخفى بها زمناً فلما عرف المهدي مكانه ، وجه إليه قريشاً الحنظلي فقبض عليه وجاء له إلى بغداد . فحاكمه المهدي ثم قتله سنة 777م ، وصلبه على جسر بغداد ... 3- الحلاج (858-922م): هو الحسين بن منصور بن محمى ، الملقب بالحلاج أبو مغيث ، فيلسوف متصوف ، بعض المؤرخين يعده من السهاد المتعبدين ، وبعضهم يعده من الزنادقة الملحدين ، ويذكرون أن الحلاج سمي بهذا الاسم لأنه اطلع على ما في القلوب ، وكان يخرج لب الكلام كما يخرج الحلاج لب القطن . ولما رفع أمره إلى الخليفة المقتدر أمر أبا الحسن علي بن أحمد الراسبي ، ضامن خراج الأهواز ، أن يأتيه به فقبض عليه مع غلام له وحمله إلى بغداد سنة 301هـ ، فصلب على جذع شجرة ، ثم سجن وظل مسجونا ثماني سنين ، ثم عقد له مجلس من القضاة والفقهاء ، فشهد عليه أناس بما يدينه بالزندقة والإلحاد فصدر الحكم بقتله وإحلال دمه فسلم إلى (نازوك) صاحب الشرطة فضرب ألف سوط ثم قطعت أربعة أطرافه ثم حز رأسه وأحرقت جثته / نقل بتصرف من موقع الحارة العمانية )) .
 رابعا - أما في العصر الحاضر فالأسلام برمته ، نصا وسنة وحديثا ومذهبا و.. ، خطف وأسر جملة وتفصيلا ، من قبل جيشا عرارا من الشيوخ والمفكرين والدعاة .. يتاجرون به / الدين ، كسلعة منهم جماعة الأخوان و السلفيين الجهاديين والوهابيين  والمعتزلة  والصوفيين والشيعة و الأحمدية و .. أضافة الى رهطا من رجال الأزهر الذين يدعون بالوسطية وهم منها براء ، وذلك لعدم وجود وسطية بالأسلام ، لأن الأسلام هو نصوص وكل فرد يقرأه بطريقته الخاصة ويؤوله حسب مرجعيته المعتقدية  الخاصة به ، وكل هؤلاء  لهم أجندة خاصة وظفوا الأسلام بها حسب هذه الأغراض كالجهاد والتكفير والحث على كره الأخر من مسيحيين ويهود وعدم قبول الرأي والرأي المعاكس والدعوة الى مد دولة الأسلام الى أوربا مع التوجيه السياسي والطائفي على الثورات وأثارة النعرات .. هؤلاء هم الذين حرقوا أي أمل في وجود أي حياة متحضرة للمسلمين العرب ! ورهطهم كبير ك / محمد عمارة وأبراهيم الخولي ومحمد العريفي وخالد الجندي ومحمد حسان و عدنان العرعور و أبو أسحق الحويني وزغلول النجار والعوضي و القرني والبريك والعواجي وسلمان العودة وغيرهم الكثير .. هؤلاء يرتزقون من الدين ، أغنياء بما يحصلون عليه من أموال من قنواتهم وبرامجهم ومنشوراتهم ، همهم المادة والفرقة والطائفة والمذهب والأجندة الموظفين لأجلها وليس دفاعا عن  الأسلام !! وهم بنفس الوقت موظفين لدى السلطة أي كما قال خالد الذكر د. علي الوردي / عالم أجتماع عراقي ، حيث قال في مؤلفه القيم " وعاظ السلاطين " :    ( يرى البعض في هذا العصر أن الدين يدعو الشعوب إلى الخضوع والإستسلام لحكامهم الظالمين . وهذا الرأي ينطبق على الدين المستأجر الذي يستخدمه الطغاة أما الدين الذي يأتي به الأنبياء المنذرون فهو دين الثورة .. ) .

القراءة :

1 - في هذه القراءة لا أتكلم عن الأسلام كمعتقد ودين ، بل سأسرد بعضا من صور أختطافه ، من قبل أفراد ومؤسسات ومنظمات وجهات بحد ذاتها ، كل منها جر الدين و المعتقد نحو اليمين واليسار ، وهو ينساق معها وبفعلها تبعا  للكيفية في تغذية وتوجيه مساره وذلك من أجل تحقيق أهداف معينة وأجندة خاصة ، وهذه الأهداف ذات غطاء ديني ومعتقدي ، خافية في جلبابها غاياتها الرئيسية  .
2- أن قيام الدولة السعودية الأولى في الفترة   ( 1157 هـ - 1233 هـ / 1744 - 1818م ) ، وأرتباطها فيما بعد بمحمد بن عبد الوهاب ( 1115 - 1206هـ / 1703م - 1791م ) / عالم دين سني على المذهب الحنبلي  يعتبره أتباع دعوته من مجددي الدين الإسلامي في شبه الجزيرة العربية حيث شرع في دعوة المسلمين للتخلص من البدع والخرافات وتوحيد الله ونبذ الشرك... وفي رأي مخالف قال عنه الشيخ د. أحمد الكبيسي (( .. في تسجيل فيديو يُتداول على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي ، ردا على سؤال حول تفجير المراقد الدينية في مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش": " فليسمعني هذا الكلب ابن الكلب.. أبو بكر البغدادي.. قاتل الحسين أشرف منه ، هذا عميل يهود وليس أكثر .. والله داعش وماعش وحتى محمد بن عبدالوهاب أبوالوهابية صنيعة يهودية مائة في المائة ودعهم يقتلونني إذا أرادوا." / حسب ما جاء في 26.8.2014 وكالة CNN )) . تعتبر هذه المرحلة مؤشر على أرتباط الحكم والسلطة بالمذهب ، فنشأت فيما بعد أول دولة عربية أقترانا بأل سعود ، فتأسست المملكة السعودية ، بحكم عائلة تحت سقف المذهب الوهابي ، وهو أختطاف للدين بغطاء السلطة !! .
3-  يمكن أن نقول أن حسن البنا (*1) وجماعة الأخوان أول المختطفين للأسلام كجماعة في العصر الحديث / القريب ، وذلك بتشكيلهم ما يعرف بالأسلام السياسي ، الأسلام دين ودولة  ، الأسلام هو الحل ، هذه الجماعة أخذت الأسلام الى مساحة معينة وهي الدولة والسلطة والحكم وسعت أليه بميكافيلية ( الغاية تبرر الوسيلة ) بارزة وبنفعية واضحة ! .
 4- ولادة المنظمات الجهادية الأرهابية وبالفكر السلفي الوهابي المرتبط بمرجعية شيخ الأسلام بن تيمية /  هو تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحراني ( 661-728هـ / 1263-1328م ) ، كانت هي الأخرى التي جرت الدين الى معترك ساحات التكفير و القتل والعنف والتوحش  ، بدءا من منظمة القاعدة أو تنظيم القاعدة أو قاعدة الجهاد / هي منظمة وحركة متعدد الجنسيات تأسست في الفترة بين أغسطس 1988 وأواخر 1989 / أوائل 1990 تدعو إلى الجهاد الدولي ، الى داعش وبوكو حرام وجبهة النصرة ..
 5- بروز حركة تكفير / قادها عدد من الأسلاميين السلفيين منهم في موقع التأثير والقوة ، قادت الدين الى غلق باب التفكير المتنور والتحديث ، هذه الحركة / والتسمية مجازية ، ناصبت العداء لكثير من المفكرين منهم الشيخ الراحل علي عبدالرازق (*2) / اسمه بالكامل علي حسن أحمد عبد الرازق  (1305 هـ / 1888 - 1386 هـ / 1966)  هو مؤلف كتاب الإسلام وأصول الحكم ، والشهيد فرج فودة والراحل نصرحامد أبوزيد و محمد أركون ( 1928 - 14 سبتمبر 2010 م ) / مفكر وباحث أكاديمي جزائري راحل و سيد  القمني وأدونيس وأحمد القبانجي و حامد عبد الصمد والسجين أسلام بحيري و د. نوال السعداوي وفاطمة ناعوت..

الخاتمة :

      أخيرا ، الدين هو علاقة ثنائية ، وليس لفرد أو جهة أن تكون حكما بيننا وبين الله ، ولكن هذه العلاقة أستغلت  من قبل رجال الدين ، سياسيا وفكريا وسلطويا من أجل أغراض معينة ، والأسلام الأن مختطف من قبل هؤلاء الأفراد والمؤسسات والمنظمات والهيئات / المدعين بالحكم بيننا وبين الله ، لأجله أصبح الأسلام صريع التنوعات الفكرية والتيارات المذهبية  والمرجعيات العقائدية لهذه الجهات ، لذا الأسلام في الزمن المعاصر أصبح أسلامات - أذا صح لغويا ، ولا ندرك نحن أي أسلام نتبع !! .. ومن جهة أخرى ، لا سلام فكري الأن للمفكرين المحدثين والمتنورين في ساحات التجديد والتنور ألا في مجالات شبه معدمة ، وبما يحدده ويؤشره رجال الدين وتابعيهم ، الأمر الذي وضع الدين كمعتقد في نفس القوالب الماضوية التي نشأ بها قبل 1400 عاما .. لذا لا أمل في أسلام  ولد مقيدا وعاش محاصرا وخطف كهلا !! .
-------------------------------------------------------------------------------------------------
(*1) حسن البنا (14 أكتوبر 1906] - 12 فبراير 1949م ) - ( 1324هـ - 1368هـ ) لم يثر شخص جدلا حوله مثلما اثار حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ولم تثر جماعة أو حركة أو حزب في مصر والعالم العربي بل والعالم الخارجي جدلا مثل الذي أثارته جماعة الإخوان على مدى أكثر من 80 عاما ومازالت ، وأثير حول البنا الكثير من اللغط  ، .. ( عباس العقاد : يتحداه أن يثبت شجرة عائلته فيفشل ويتهمه بأنه يعمل لصالح اليهود ، شيخ الطريقة العزمية : ولاء الإخوان لليهود لا شك فيه ومقاومتهم لبشار الأسد تهدف لإسقاط حزب الله لصالح إسرائيل ، البنا لم يكن اسم والده أو أحد أجداده ... فهل جاء به لتأثره بالماسونية ، فهو ينحدر البنا من عائلة مغربية يهودية هاجرت إلى مصر ثم اشهرت إسلامها .. /  نقل بتصرف من موقع العنكبوت / القاهرة - محمود خليل .                           (*2) علي عبد الرازق - أصدر عام 1925 كتاب الإسلام وأصول الحكم الذي يرى البعض أنه يدعو إلى فصل الدين عن السياسة ، بينما يرى البعض الآخر أنه أثبت بالشرع وصحيح الدين عدم وجود دليل على شكل معيّن للدولة في الإسلام ، بل ترك الله الحرية في كتابه للمسلمين في إقامة هيكل الدولة ، على أن تلتزم بتحقيق المقاصد الكلية للشريعة ، والكتاب أثار ضجة بسبب آرائه في موقف الإسلام من " الخلافة " حيث نُشَر الكتاب في نفس فترة سقوط الخلافة العثمانية وبداية الدولة الاتاتركية ، بينما كان يتصارع ملوك العرب على لقب " الخليفة " ؛ رد عليه عدد من العلماء من أهمهم الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر بكتاب " نقد كتاب الإسلام وأصول الحكم " ثم سحب منه الأزهر شهادة العالمية ، وهو ما اعتبره الكثير من المفكرين رداً سياسيا من الملك فؤاد الأول - ملك مصر وقتئذ - ، وشن حملة على رأيه ... / نقل بتصرف من الويكيبيديا .


 

338

                                              الرجم بين المسيحية والأسلام

المقدمة :
   
      في هذا الموضوع / الرجم ، أرى أنه من الضروري أن نكون منطقيين وعقلانيين ، وبعيدين عن عاطفة الأنتماء الديني والمذهبي والطائفي .. ، وذلك من أجل أن نكون محايدين وموضوعيين في السرد والبحث ، وسأتناول الموضوع مركزا على رجم المرأة ، وما سيذكر فيما يخص الرجل سيكون من باب الأستزادة والمعرفة ، لأجله أقتضى التنويه ، وسأورد في نهاية البحث المختصر قراءتي للموضوع مع خاتمة موجزة .

النص :
أولا : الرجم في الأسلام - فيما يخص الرجم ، هو أمر وفعل عقائدي أسلامي مثبت قرأنا وسنة / فعلية وقولية ، وأحاديث .. وأنقل بهذا الخصوص ما كتب عنه في مركز الفتوى / ثبوت حد الرجم في الأسلام – نقل بتصرف ، الذي أوضح وأكد أن الأمر مثبت بالسنة والقرأن (( .. وأما الرجم فليس حكمه ثابتًا بالسنة ‏فقط ، بل قد ثبت حكمه في القرآن ، كما ‏في الآية التي نسخ لفظها وبقي ‏حكمها . وفي السنة الصحيحة ‏القولية ، والفعلية ، وبإجماع كافة أهل ‏العلم ، ولم يشذ عن القول به إلا ‏بعض المبتدعة ، فعن عمر بن الخطاب قال : إن الله تعالى ‏بعث محمدًا ‏بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان ‏فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها ، ‏وعقلتها ، ووعيتها ، ورجم الرسول ، ورجمنا بعده ، ‏فأخشى إن طال بالناس زمان أن ‏يقول قائل : ما نجد الرجم في كتاب ‏الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ‏تعالى ، فالرجم حق على من زنى إذا ‏أحصن من الرجال ، والنساء إذا ‏قامت البينة ، أو كان الحبل ، أو ‏الاعتراف ، وقد قرأتها : الشيخ ‏والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ، ‏نكالاً من الله ، والله عزيز حكيم . متفق ‏عليه . وعن أبي بن كعب ‏قال : كانت سورة الأحزاب توازي ‏سورة البقرة ، فكان فيها : الشيخ ‏والشيخة إذا زنيا ، فارجموهما البتة . صحيح ابن حبان .‏  وقال ابن قدامة في المغني : الكلام ‏في هذه المسألة : في وجوب الرجم على ‏الزاني المحصن ، رجلاً كان ، أو ‏امرأة ، وهذا قول عامة أهل العلم من ‏الصحابة ، والتابعين ، ومن بعدهم من ‏علماء الأمصار في جميع الأعصار ، ‏ولا نعلم فيه مخالفًا إلا الخوارج ، ‏فإنهم قالوا : الجلد للبكر، والثيب .  ‏وقال مبينًا أدلة الرجم : قد ثبت ‏الرجم عن الرسول بقوله ، وفعله ، في أخبار تشبه ‏التواتر ، وأجمع عليه أصحاب رسول ‏الله . وقد أنزله ‏الله تعالى في كتابه ، وإنما نسخ ‏رسمه دون حكمه .. )) ، أما أول أمرأة رجمت في الأسلام فهي الغامدية ، فقد جاء في موقع / ملتقى أهل الحديث – نقل بتصرف (( .. وهو في مسلم (4406) من طريق غيلان بن جامع عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه ، وفي (4407) من طريق ابن نمير عن بشير بن المهاجر عن عبد الله عن أبيه به نحو الروايات التالية  :سنن الدارمي - حديث رقم 2324 - ج2/ص235 #2324   أخبرنا أبو نعيم ثنا بشير بن المهاجر حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كنت جالسا عند النبي فجاءته امرأة من بني غامد فقالت يا نبي الله اني قد زنيت وأني أريد ان تطهرني فقال لها ارجعي فلما كان من الغد أتته أيضا فاعترفت عنده بالزناء فقالت يا نبي الله طهرني فلعلك ان ترددني كما رددت ماعز بن مالك فوالله إني لحبلى فقال لها النبي ارجعي حتى تلدي فلما ولدت جاءت بالصبي تحمله في خرقة فقالت يا نبي الله هذا قد ولدت فقال اذهبي فأرضعيه ثم افطميه فلما فطمته جاءته بالصبي في يده كسرة خبز فقالت يا نبي الله قد فطمته فأمر النبي بالصبي فدفع إلى رجل من المسلمين وأمر بها فحفر لها حفرة فجعلت فيها إلى صدرها ثم أمر الناس أن يرجموها فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتلطخ الدم على وجنة خالد بن الوليد فسبها فسمع النبي سبه إياها فقال مه يا خالد لا تسبها فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له فأمر بها فصلى عليها .. وعن سنن أبي داود - حديث رقم 4440 - ج4/ص 152 : والذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لم يقل عن أبان فشكت عليها ثيابها  .. )) ،  أما أول رجل رجم في الأسلام  كان / الصحابي مالك الأسلمي (( .. فهو الصحابي ماعز بن مالك الأسلمي ، حين أتى النبي معترفا بالزنى ، فأمر النبي برجمه .. / نقل من موقع سنابل الخير )) ، ومن تأكيد الرسول على فعل الرجم ما جاء في موقع نداء الايمان (( .. قول النبي وفعله ، فقد ثبت في الصحيحين أن الرسول قال :        " واغد يا أنس إلى امرأة هذا ، فإن اعترفت فارجمها " )) .
ثانيا – الرجم في المسيحية / نصوص الأنجيل : أرى أن الأية التالية من الأنجيل تلخص كل موضوعة " الرجم " نصا وحديثا .. ، فقد قال المسيح " من منكم بلا خطية فليرجمها بحجر؟ " (يوحنا 8: 6-7) . ويسرد  لنا الحادثة موقع الخدمة العربية للكرازة بالأنجيل – نقل بتصرف (( .. يروي لنا إنجيل يوحنا 8 قصة هذه السيدة التي أمسكت في زنا التي أحضرها له جماعة متعصبة من الكتبة والفريسيين ليروا حكمه عليها وكان في حكم الشريعة يجب رجمها ! ولكن المسيح قال لهم : " من منكم بلا خطية فليرجمها بحجر؟ " (يوحنا 8: 6-7). وعندما خرجوا وبقي يسوع وحده والمرأة قال لها : " أما أدانك أحد ، فقالت : لا يا سيد . فقال لها يسوع : ولا أنا أدينك ، اذهبي بسلام ولا تخطيء أيضاً " (يوحنا 8: 9-11) .. )) ، هنا نلاحظ المبدأ الذي أنتهجه المسيح وهو التوبة وليس العقاب !!  و المسيح ، في هذا المقام  يفتح أبواب الرجاء أمام الخطاة للتوبة  ، وهذا ما عبر هنا في موقع الأنبا تكلا – نقل بتصرف ((  لم يعترض المسيح على حكم الشريعة لكنه سأل عمن يتأهل للبدء بالرجم ، " من كان منكم بلا خطية فليرمها أولًا بحجر" . انسحب الشيوخ أولًا ثم الآخرين بينما كان يكتب السيد المسيح على الأرض ، بلغة قرأ كل منهم فيها خطيته الخفية . بقيت المرأة الزانية وحدها تقف أمام ديان العالم كله الذي ما جاء ليدين بل ليخلص ، فسألها ألا تعود للخطيئة . هو وحده من حقه أن يدينها ، لكنه يفتح أبواب الرجاء أمام الخطاة للتوبة . قدم نفسه محررًا للنفس ، بكونه الحق الإلهي . مع لطفه وحنانه نحو الخطاة من الشعب اظهر حزمه مع القيادات الدينية التي طلبت أن تمارس عمل أبيها : إبليس القتال ، أب الكاذبين . أراد أن يحررهم من بنوتهم لإبليس ، فيتمتعوا بالحق عوض الكذب ، ويمارسوا الحب عوض شهوة القتل . ظنوا أنهم أبناء إبراهيم الحر ، مع أنهم لم يمارسوا أعماله بل أعمال إبليس . أما يسوع فأعلن أن إبراهيم هذا تهلل أن يرى يومه ، فرأى وفرح  . تكشف قصة تعامل السيد المسيح مع المرأة الخاطئة عن طبيعة السيد المسيح الملتهبة بالحب نحو الخطاة ، يشرق عليهم بأشعة حبه ليبدد ظلمتهم ..)) ، لم يكن المسيح مشرعا ولم يضع قوانين  وشرائع وأنظمة ، لأن هذا لم يكن هدفه ، لكنه وضع  مبادئ و قيما للحياة ، وهذا ما جاء به موقع المرشد للطريق والحق والحياة – موقف المسيح من المرأة (( .. جاء السيد المسيح ، وعاش في هذا المجتمع . وقد واجه المسيح مواقف وتحديات تعتبر أكبر ثورة اجتماعية ودينية لصالح المرأة . إن القيم الإيمانية والروحية لها طابعها الروحي والإجتماعي ، وهي – ولا شك – تؤثر على معيشة الأسرة والمجتمع بكل كياناته . لم يضع السيد المسيح (قوانين) ، (وشرائع) ، لأن هذا لم يكن هدفه ، لكنه وضع (مبادئ) و (قيماً) تظهر عن طريق تصرفاته ومعاملاته . يمكننا أن نكتشف خلالها الدور الحقيقي الذي أراده المسيح للمرأة . ولعل الظاهرة الواضحة ، هي أن المسيح أراد أن يعيد القيم ، التي أرساها الله في الخليقة( تكوين 1،2 ) لتكون للتعليم . فإنه منذ دخول الخطيئة الى العالم تعثرت كثير من القيم . لذلك ، فإننا من خلال تعاليم السيد المسيح ، وتصرفاته ، يمكننا أن نكتشف القيم والمبادئ .. ))
القراءة :

أولا - ليس الغاية أو المراد من الموضوع سرد أو طرح ما جاء من نصوص أو سنن أو أحاديث تخص الرجم في المسيحية أو الأسلام ، لأن كل ما ذكرته هو غيض من فيض ، والكتب مملوءة ومحشوة خاصة الأسلامية منها !! بموضوعة الرجم ، ولكن هدفي هو سرد قراءتي الخاصة لموضوع شغل العالم بقسوته ووحشيته وعدم أنسانيته ، ثانيا - الثابت عقائديا في الأسلام أن النبي معصوم ويوحى له ولا ينطق عن الهوى ، فقد جاء في موقع أبن باز / طريق الأسلام الأتي ((  .. قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولاسيما خاتمهم محمد معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل من أحكام ؛ كما قال عز وجل ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى . مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى . وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى . عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) / النجم الآيات: 1- 5 )) ، أذن الرجم ليس فعلا بشريا بل هو فعلا ألهيا بالأصل – أي بتوجيه ألهي / حسب منطوق الأية أعلاه ، أي أن الرسول محمد ما أمر وما فعل وما نفذ ألا هو أمرا ربانيا ! ، ثالثا -  وهذه النقطة تدخلنا في نفق أظلم ، ففي حالة كون الأية الوارد ذكرها حكمها شامل تام عام لكل الأنبياء فهذا يعني هناك خلل في التنفيذ ، وهو لو كان الأمر ألهيا ، لم أمر الرسول محمد بالرجم ونفاه عن المسيح !! ، رابعا – وهذا النفق يجرنا الى أمرا أخر ، لو كان الله واحد في المسيحية والأسلام ، لم المسيح لم يطبق الرجم وهو روح الله / والأولى أن يكون أول المنفذين لأن المسيح كلمة الله ، وفق الأية التالية " الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ "  ( سورة النساء 171 ) ، خامسا – وهذا الأمر ، أخيرا ، يقودنا أذن الى وجود ألهين ، أحدهم يأمر بالرجم وهو أله الرسول محمد و الأخر لا يأمر به وهو أله المسيح ! المحب الغافر ، سادسا –  اما أنا فلا أرى من وجود لأله يأمر برجم أمرأة حتى الموت لأنها أخطأت ، دون توبة أو غفران ، لأن هكذا فعل يحول الله من أله للبشر الى جزار خطاة !! سابعا - أما بالنسبة للمسيح ومحمد ، أرى أنه هناك أختلاف وخلاف وفرق جلي وواضح في أيدولوجيتهما ، فكرا وطريقا ومبدأءا وقيما .. ، حيث أن الرسول نفذ الرجم على الحامل / المرأة الغامدية ، بعد الولادة .. ، دون سماح أو غفران أو رأفة لوضعها لكونها حامل ، وهذا يؤكد أن نهجه وفكره ، حيث أن مبدأءه في التوبة مرتبط بالعنف والموت ، فعن " سنن أبي داود - حديث رقم 4440 - ج4/ص 152 : والذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها .. " ، بينما المسيح يمنح التوبة والغفران للخاطئة من أجل ولادة أنسان جديد ، وخلق حياة أخرى للنادم والخاطئ  على أن لا يرجع الخاطئ للخطيئة ، دون أي عقاب أو موت أي بلا رجم .. ومن منا بلا خطيئة في عالم اليوم ! .

الخاتمة :

    أن ما يجري الأن  من توحش وعنف وقتل دموي ، أنما هو نتيجة منطقية لنصوص الرجم والجلد والحرق والموت الماضوية ، أن الأرهاب بكل طبقاته وفئاته / القاعدة وداعش وبوكو حرام وأخواتهما ، والذي يقوده طائفة منحرفة سلفية تستند على ما لديها من مستندات نصية وفعلية وقولية دينية أو عقائدية ، وتطبقها كما طبقت في صدر الرسالة المحمدية .. ، هذه المنظمات الارهابية  بكل محتواها الفكري السلفي وكل فعلها الدموي وكل مخططاتها المستقبلية  أنما تقود الأسلام الى هاوية سحيقة ،  فعلى رجال العالم الأسلامي / شيوخ ومفكرين ودعاة .. الأن ، أن يقوموا بهدم هذه النصوص وألغائها ، من أجل عالم حر متقدم متنور ، غير مقيد بسلاسل دينية ظلماء أدمت المجتمع الأسلامي ردحا من الزمن ! / وما موضوعة الرجم ألا أحد الأمثلة
.







339
المنبر الحر / الأسلام اليوم
« في: 21:13 19/07/2017  »
                                                        الأسلام اليوم

      الأسلام اليوم ، يمر بأسوأ عهوده ، فلا ظفر بأسلمة العالم ، ولا تعايش مع مجتمعاته ، ولا شق له طريقا مميزا نموذجيا في خضم الاختلاف والخلاف والتغاير ، أراه غريبا منفردا عن واقع حال اليوم ، منعزلا في كل معتقداته ، ينطبق عليه قول الرسول محمد (  قال الرسُولُ : " بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ "   / هذا الحديث رواه مسلم - 145 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . ) ، نعم في البداية ، كان الأسلام كله ، محمد وخديجة وأبي بكر وعلي ، وأصبح الأن بالملايين ، ولكن مختلفين ومكفري بعضهم البعض في بعض الأحيان ، غير متحدي في المذهب والمعتقد والفقه والنهج .. فمثلا هناك المذهب الإباضي / أول مذهب يظهر على الساحة الإسلامية قبل مذاهب أهل السنة والجماعة ( المذاهب الأربعة : المالكية والحنفية الشافعية والحنبلية ) ، وهناك محور الأمامة / ويعتبر التقسيم فيه بناء على عدد الأئمة الذي تؤمن فيه المذاهب الشيعية ، ويتبع ذلك مباحث العصمة وغيرها ، ومنهم الشيعة الجعفرية والأسماعيلية والزيدية والعلوية .. ، وهناك الكثير من المذاهب المحدودة منها ( المذهب الأباضي والمذهب الظاهري ) ، وهناك فرق أسلامية مختلفة منها ( الأشاعرة ، الماتريدية  ، المرجئة ، المعتزلة ، الجهمية والصوفية ..) وهناك القاديانية والبهرة  ، ومذاهب كثر مندثرة منها المذاهب التالية ( الأوزاعي . الإمام الليث بن سعد  . الإمام عطاء بن أبي رباح . الإمام مجاهد بن جبر . الإمام سفيان الثوري . الإمام الحسن البصري . الإمام عامر بن شراحيل الشعبي . الإمام إسحاق بن راهويه . الإمام سفيان بن عيينة . الإمام محمد بن جرير الطبري. ) ... كان أسلاما في عهد الدعوة المحمدية فأصبح حزمة من الأسلامات ، حتى تبنىت السعودية مذهبا متطرفا مكفرا للجميع ، وهو المذهب الوهابي ( السلفية الوهابية أو الوهابية أو السلفية التوحيدية مصطلح أطلق على حركة إسلامية ،  قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر الهجري ، الموافق للثامن عشر الميلادي على يد محمد بن عبد الوهاب 1703 - 1792  ومحمد بن سعود حيث تحالفا لنشر الدعوة السلفية .. ) والتي أستند الى عقيدته أكثر المنظمات الأرهابية الأسلامية توحشا كالقاعدة وداعش وأخواتها ، فخلق شيوخ الوهابية في السعودية ودعاتها ، بما يقال عنه " الأسلام المتوحش " ، المعتمد على التكفير والجهاد وألغاء الأخر ، بل محو الأخر ! ، وهذا الأخر هو ليس فقط المسيحيين واليهود والصابئة و المجوس وغيرهم بل ألغاء كل مسلم غير وهابي ، وكأن حال حديث الرسول ينطبق على الواقع الحالي ( روى أبو داود (4597) عن معاوية بن أبي سفيان قال : ألا إن رسول الله  قام فينا فقال : ( ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين : ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة ، وهي الجماعة / وهو حديث صحيح ، ) ، فأي الفرق التي ستذهب الى الجنة وماهي 72 فرقة التي ستذهب للنار !! .
   
    أصبح معظم مسلمي اليوم ، مصدر شك وريبة وشبهة ، من شكلهم من هيئتهم من هندامهم من أسمائهم من أفعالهم .. ، وذلك لأن مسلمي اليوم أصبحوا أسرى  للنص القراني ، خاصة الأيات المكية - أيات السيف ، التي يبثها دعاة وشيوخ الأسلام في خطابهم المتطرف ، في المساجد وفي البرامج وفي المحاضرات ، هؤلاء الشيوخ بنفس الوقت حجروا على المسلمين فكرا وعقيدة ، حتى أصبح المسلمين مسيرين وموجهين حراكا وفعلا من قبل تأثير الخطاب الديني المتطرف الذي يحث / مثلا ، على الجهاد وقتل الكفرة ! وفق أيات منها .. ( لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا / سورة النساء : 95 ) و ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ /  سورة التوبة: 73 ) ، فكيف يتحرر المسلم ويتعايش مع الأخر ويقبل بالرأي والرأي الأخر وهو مكبل بهكذا نصوص !!  فيجب على كل المسلمين كسر وثنية النصوص ، نصوص الجمود والتحجر والأنغلاق ، نصوص الكفر والشرك ، ألم يقول القرأن ( فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ / 29 سورة الكهف )  ، على المسلمين كسر القيود وذلك من أجل حياة أفضل ، حياة لكل البشر عامة ، بلا تمايز وبلا طبقية وبلا فوقية ، تعايشوا مع البشر بغض النظر عن الدين والمعتقد والطائفة والمذهب ، تعايشوا مع البشر لأنهم بشر مثلكم ، أتركوا الدين جانبا وأعتنقوا المحبة ، يقول بولس – أحد رسل المسيح ، في رسالته الأولى الى أهل كورننثوس / 4:13-8 أ " المحبة تتأنى وترفق . المحبة لا تحسد . المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ . ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها . ولا تحتد و لا تظن السوء ولا تفرح بالأثم بل تفرح بالحق .  المحبة لا تسقط أبدا " .. أما أنتم يا شيوخ السلفية فأنكم لستم وكلاء الله على الأرض في محاسبة البشر من مسلمين ومن غير مسلمين !! .



340
                                          الأسلام .. الوجه الأخر


المقدمة :
     لست قاصدا المسلمين ، بل الأسلام ، محاولا قراءة ماضيه وحاضره ومستقبله ، سأنزع حجابه ونقابه ، وسأضع جانبا جلبابه وسروال السنة وغطاء الرأس وسبحة ذكر الله وسجادة الصلاة ، وأحفر في أخاديده التي تجاوزت ال14 قرنا ، أملا العثور على أي وجه ممكن قراءته ، بلا رتوش الأئمة والشيوخ والمفسرين والدعاة .. نعم كل ذلك من أجل الوجه الحقيقي / الأخر ، للأسلام  ، هذا أن وجدته !! .
أنها رحلة تجاوزت عقودا من الزمن ، في مساحات فكرية وعقائدية كاحلة قفراء كالصحراء التي وجد ونشأ عليها ، كلما تصفحت حقبة زمنية صفحة ثم صفحة صدمت ، أكثر من الصفحة التي قرأتها ، أنها تراجيديا دينية ، أنها رحلة البحث عن المستور وغير المقروء وغير المعروف ، أنها رحلة البحث عن ما خفي من معلومات عن النص ، محاولا قراءة المؤشرات المخبأة بين الأسطر ، أنها رحلة من أجل المعرفة ، التي غايتها حق ضاع ، ومكسب أخذ بالسيف ! ، رحلة من أجل قبائل نحرت وأخرى نهبت وثالثة غزيت ، أنها رحلة الوجه الأخر للأسلام .

النص :
*  في الرحلة عثرت على وجها / نصا ، ممكن القول بأنه مقبول من حيث قابليته للنقاش والجدل ، بالرغم من تناقضه ، وهو: ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ / سورة المائدة 82 ) ، فهذا النص بالرغم من تفضيله لقوم على أخر ، وهذا واضح من الوهلة الأولى ، ولكن الأغرب أن هذا الوجه يتغير الى وجها أخر ، عندما يفسر النص من قبل المفسرين ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، التالي ((  نهى الله تعالى المؤمنين أن يوالوا اليهود وغيرهم من الكفار ، ولاء ود ومحبة وإخاء ونصرة ، أو أن يتخذوهم بطانة ولو كانوا غير محاربين للمسلمين ، وقطع المودة والولاء بينهم ، فقال تعالى  :( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ المجادلة/ 22 ) ، قال الشيخ السعدي رحمه الله :  أي لا يجتمع هذا وهذا ، فلا يكون العبد مؤمنا بالله واليوم الآخر حقيقة ، إلا كان عاملا على مقتضى الإيمان ولوازمه ، من محبة من قام بالإيمان وموالاته ، وبغض من لم يقم به ومعاداته ، ولو كان أقرب الناس إليه . وهذا هو الإيمان على الحقيقة ، الذي وجدت ثمرته والمقصود منه ، وأهل هذا الوصف هم الذين كتب الله في قلوبهم الإيمان أي : رسمه وثبته وغرسه غرسا ، لا يتزلزل ، ولا تؤثر فيه الشبه والشكوك . وهم الذين قواهم الله بروح منه أي : بوحيه ، ومعونته ، ومدده الإلهي وإحسانه الرباني . )) .. التفسير والنص يدفعني للقول ، بأن وجهك لا زال متلبدا متجهما كئيبا !! ، وذلك لأن هذ الوجه / الأسلام ، قطع كل سبل المحبة والتقارب والمودة مع الأخرين ، وهذا مخيف ، في مفهوم  التواصل الأجتماعي ، هذا حيث أن الأسلام من جانب يرفض أي دين أخر ، أنطلاقا من (  أنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 أل عمران ) ، ومن جانب أخر يرفض هذا الوجه أي مذهب في وعاء الأسلام نفسه ، وينجر هذا الى الفرق والجماعات الأسلامية ، وأكبر مثال على ذلك الوهابية في السعودية التي تكفر حتى المسلمين من غير الوهابيين !!  ، وأنا أتساأل ، لم هذا الأنعزال والتقوقع الأنساني عقائديا وأجتماعيا !! ، والسؤال الأخطر ما ذنب المسلمين من كل هذا التدهور في العقيدة ! .
* وجها أخر للأسلام ، هو الجهاد ، يبرز هذا في نصوص كثيرة منها في سورة النساء – أية 95 ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ) ، وجاء حول تفسير هذه الأية ، في موقع / أسلام ويب - » تفسير البغوي » ، التالي (( فهذه الآية في الجهاد والحث عليه ، فقال : لا يستوي القاعدون من المؤمنين )  عن الجهاد  ( غير أولي الضرر ، قرأ أهل المدينة وابن عامروالكسائي بنصب الراء ، أي : إلا أولي الضرر ، وقرأ الآخرون برفع الراء على نعت " القاعدين " يريد : لا يستوي القاعدون الذين هم غير أولي الضرر ، أي : غير أولي الزمانة والضعف في البدن والبصر ، والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ، غير أولي الضرر فإنهم يساوون المجاهدين ، لأن العذر أقعدهم . )) ، سوف نتعرض لهذا النص بقراءتي الخاصة له ، والذي يبرز وجها مخيفا للأسلام ، وكما يلي : أولا - نص كان له ظروفه الزمانية والمكانية والتاريخية قبل 14 قرنا ، ومن بين أهدافه كان التوسع الجفرافي ونشر الأسلام .. ، فلم يفعل هذا الأن ، وفي القرن 21 !! ، ثانيا -  لم يجاهد أهل الغرب ضد أهل الشرق وأهل الجنوب ضد أهل الشمال وبالعكس ! أني أرى في هذا كارثة أنسانية تعمل على تخلخل حضاري ، مع خلق الحروب والفتن وما يرافقها من مآسي أنسانية وما يترتب عليه من تدمير أجيال برمتها ! ، ثالثا – الجهاد سابقا والى الأن لا يتحقق ألا بالسيف ، لذا كان هذا الوجه الأسلامي دمويا ، ولا يحتوي أي معنى أو هدف أنساني نبيل ، رابعا – يرافق الجهاد ، على سبيل الأعلى مآساويا ، السبي وقتل الأسرى أو دفع الجزية ، جاء في موقع منتديات سودانيزاونلاين حول قتل الأسرى والسبي .. التالي  (( جاء في الحديث الصحيح في قصة غزو بني قريظة عندما حكموا سعد بن معاذ : فقالوا : يا أبا عمرو ، إن الرسول قد ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم فقال سعد بن معاذ : عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ، أن الحكم فيهم لما حكمت ؟ قالوا : نعم وعلى من هاهنا ، في الناحية التي فيها رسول الله وهو معرض عن رسو ل الله إجلالا له فقال رسول الله ، نعم قال سعد فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري والنساء  )) ، وحول دفع الجزية ، جاء النص التالي / الأية 29  من سورة التوبة (   قاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ  ) . خامسا – ماهي الفائدة الأنسانية المرتجاة من الجهاد ، هل الجهاد أدات توحيد أم وسيلة تفريق ، هل هو على سبيل وطريق المحبة أم هو لخلق الكراهية والحقد ، هل غايته الطهارة والنقاء أم هو ماخور للجنس وجهاد نكاح ، الأجوبة متروكة للقارئ الكريم .
*  وجها أخرا للأسلام ، أسميته مجازا بوجه " العنعنة "  الخاصة ، وهذا يظهر في رواية الأحاديث ، فقد جاء في موقع / منتديات الحق الثقافية ، التالي ((  صحيح البخاري - الحيض - مباشرة الحائض - رقم الحديث : (  291 )  ‏- حدثنا ‏ ‏إسماعيل بن خليل ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏علي بن مسهر ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏أبو إسحاق هو الشيباني ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن الأسود ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏عن عائشة ‏ ‏قالت : " ‏كانت إحدانا إذا كانت حائضا فأراد رسول الله ‏ ‏‏أن يباشرها ‏ ‏أمرها أن تتزر في ‏‏فور ‏حيضتها ثم يباشرها قالت وأيكم يملك ‏ ‏إربه ‏ ‏كما كان النبي ‏‏يملك ‏ ‏إربه " . ‏ تابعه ‏ ‏خالد ‏ ‏وجرير ‏ ‏عن ‏ ‏الشيباني . صحيح البخاري- الحيض - مباشرة الحائض - رقم الحديث : ( 292 ) ‏- حدثنا ‏ ‏أبو النعمان ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏عبد الواحد ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏الشيباني ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏عبد الله بن شداد ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏ميمونة ‏ ‏تقول : " ‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت وهي حائض " . ‏ورواه ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏الشيباني ‏. )) ، أولا : هذا الوجه مزدوج ، لأنه يتكلم " بالعنعنة " ، أي نقلا من راوي الى أخر ، ومن المعروف أن الكلام المنقول يزاد عليه أو ينقص منه ، كما أن المصداقية تقل به ، لعدم وجود أي تأكيد ، والوجه الأخر ، وبنفس الوقت يتكلم بقضية خاصة وحميمية جدا !! فهذه أزواجية مثيرة للجدل ، ثانيا : المشكلة الأعظم هي كتاب صحيح البخاري ، المتوفي في ( 1   شوال 256 هـ  الموافق1 سبتمبر 870 م  ) علما أن الرسول توفى الرسول في (  يوم الاثنين 12 ربيع الاول 11 هجري الموافق  ل 632  ميلادي ) ، أي هناك فاصل زمني أكثر 240 عاما بين الحدثين ، أذن كيف تناقلت هكذا أخبار / أحاديث !! ، وبأي وسيلة ! ولا أدري ماهي المصادر التي أعتمدها البخاري في نقل هكذا أخبار خاصة جدأ ، ثالثا : هل من المعقول وقائع وأحداث تحدث في خيمة الرسول وقت وطأ زوجاته تحدث بها الزوجة فيما بعد الأخرين !! ، هل كان هكذا أمر عادي قبل 1400 عاما ، ألم يكن هناك خجل وحياء !! ، رابعا : وما هي مدى أمانة رواة الأحاديث في كتاب صحيح البخاري  ، وهل كل نصوصه أمينة صادقة دقيقة ، ومن جانب أخر هل كان مسموحا للرواة بتداول الحياة الخاصة للنبي !! ، خامسا : من المؤكد هناك مساحة من الشك في صحة كتاب البخاري ، الذي يعتبره الكثير تاما مطلقا ، فقد جاء في موقع / رأي اليوم  ، التالي (  قال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ، وأشهر أستاذ حديث في مصر إن كتاب “ صحيح البخاري ” هو أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى ، مشيرا إلى أن البخاري جمعه ودوّنه بدقة .. ) !! ، وهذه هي الطامة الكبرى ! .
           
 القراءة :
الوجوه السابقة هي نموذج من الكم الهائل من الوجوه المتبعثرة بين نصوص الأيات والسنن والأحاديث ، والسؤال كيف تقرأ هذه الوجوه بعالم اليوم ، بعد أنقضاء 14 قرنا على القرأن وعلى الرسول !! ، كيف تقرأء وجها لزوجة  تعلن للجمع تفاصيل علاقاتها الخاصة برسول الأمة ! ، فكيف تحكم على وقائع وأحداث كهذه من مجريات هذه النصوص الغريبة ، المكتوبة بلغة مركبة - هجينة ، وبظروف وأزمنة وأمكنة ترتبط بتأريخية تلك النصوص ! ، أيمكن قبول هكذا نصوص في ظرف وزمان ومجتمع وعقلية القرن 21 ، من المؤكد لا يمكن الأجابة ، الوجوه المتعددة والمختلفة حينا والغريبة حينا أخر ، تجعل القارئ بعيدا عن أدراك  من المقصود ومن المعني وما هي الحكمة من هذا الوجه البارز لهذا النص أو ذاك ! .. هذه الوجوه - خلال تصفحك النصوص ، تتحول الى رمادية حينا وحينا أخر تفقد لونها ! ، وذلك لأن النص حينا يرمي الى معنى وهدف معينين ، والمفسر يبرز معنى وهدفا أخر بعيد عن الأول ، وأنت تحتار من تتبع ، وحينا ينفقد الوجه بين بنية النص وبين المفسر ، وبالأخر يتيه عنك المعنى والهدف معا ! .. أنها حقا تراجيديا الوجوه الكامنة في النص الواحد !! .
ختام :
الوجه الحقيقي والوجه الأخر ، الوجهين معا في الأسلام .. مفقود ! . 


341
                                  النصوص والأحاديث " حكومة ظل " للأرهاب

                     ( ان كان ماء البئر مالحا ، فبقاؤه من هدمه سواء . / كاتب المقال )

النص :
   في فكرالمعتقد الأسلامي ، يبقى المصدر أساسا وأنعكاسا لصورة الحاضر ، وأن كل ما تشكل من منظمات أرهابية في العقود الأخيرة ، هو نتاج لذاك المصدر الأظلم ، وأن ما حدث من تطورات في المنظمات الأرهابية ، كان ليس غريبا على القارئ الجيد للموروث الأسلامي / من نصوص وأحاديث وسنن ، لأنه كان رد فعل لهذه النصوص ، والمنطق يقول ، أن قراءة الماضي يجب أن يبحث وفق ظروفه الزمكانية ، وأن يترك هذا الماضي في حقبته الماضوية دون أي تأثير أو مساس لواقع الحاضر ، ولكن في نهج المعتقد الأسلامي ، وفي خطابه المتطرف المتزمت ، من قبل شيوخ الوهابية خاصة ، فأن قراءة الماضي يشكل أهم تصورات الحاضر ، وهذا منعطف أكثر من خطير على السلم المجتمعي ، فقراءة النص التالي ، مثلا : (( واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين 191 فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم ( 192 )  وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ( 193 )  / سورة البقرة )) ، نرى أن القارئ للنص ، لا يذهب الى سبب النزول ، أو الى التفاسير التي جاأت بهذا النص ، ومنها مثلا ، تفسير الحسين بن مسعود البغوي (*1) ، ولكن ما يشده هو الفعل الذي نصت عليها الأية وهو " القتل " ، ونفس الحال في قراءة الحديث التالي (( عن أبي هريرة ، عن النبي قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله )) ، فأن القارئ يؤمن وفق النص بأن أسلمة العالم أجمعين ، واجب ديني مقدس ، والمسلم الملتزم مكلف به ، دون ما قاله المفسرين ، ومنهم ما ورد عن الأمام أبن باز (*2) .. أذن نحن أمام معضلة شقيها " بعضا من النصوص القرأنية والأحاديث والسنن " ، و " الفهم الألي الذي يتلقفه الأرهابيون المنضوين تحت منظمات جهادية مختلفة " ، منها الأخوان المسلمون ، القاعدة ، طالبان ، بوكو حرام ، شباب الصومال ، النصرة وداعش وما ولد من أرحام كل ما سبق !! .

القراءة :
1. النصوص أعلاه وغيرها الكثير ، تهدد الأمن والسلم العالمي ، وتعمل على تفعيل الحروب ونشر الفتن وبث الكراهية ، وذلك لما لها من تاثير على العقل البشري ، فهي نصوص لها مفعول سلبي على الفكر والاخلاق ، لذا أرى أن هكذا نصوص يجب أن تجمد أو أن تحجم من أجل تفعيل التعايش والأخاء وتمتين المواطنة .
2 . كما أن هذه النصوص هي مصدر تأخر وتخلف مجتمعي ، فهي نصوص تعمل على خلق دفعة ورائية الى عصر البداوة والعصبية القبلية ، لأنها نصوص من عصر أخر ، نصوص لها ظروفها الزمانية والمكانية الخاصة بها ، والتي تغاير تماما ما يعيشه الفرد في القرن 21 .
3 . السؤال الذي يتبادر للذهن ، ما هي غاية الشيوخ ورجال الدين والدعاة المتطرفين المكفرين / المريضي العقل ، من تفعيل هكذا نصوص ، وما هو رد فعلهم من كل ما يحدث من قتل وخراب و عنف وتفجير نتيجة تفعيل هذه النصوص ، والتي غيرت مفهوم الحياة لدى الكثيرين .
4. (( أني أرى أن تلكم النصوص ، وما يدور بفلكها البنيوي العديد ، هي المصدر المغذي لثورة القتل والعنف والتوحش لدى المنظمات الأسلامية الجهادية ، وهي التي أولدت ما يسمى بثقافة القتل لديهم ، وأن كل ما نشأ أو ما تشكل أو ما تكون أو ما أوجد من تكتلات هو ك " حكومة ظل " لهذه النصوص ، لأن الجهاديون يقتلون بفعل هذه النصوص ، وذلك لما تمثل هذه النصوص من قوة وفرض وألزام في التطبيق على العامة من المسلمين أكثر من القوانين الوضعية ، أن النصوص أعلاه هي التي تمنح الشرعية الدينية ، بما لها من ألزام ، للمنظمات الأرهابية الجهادية ، في ممارسة القتل المتوحش ، والتي مثلتها مجازيا ب " حكومة الظل " في تنفيذ مضمونها العنفوي ، وليس من أمل في القضاء أو تصفية هذه المنظمات دون أبطال النصوص المحركة أو المفعلة لها !)) .
5. (( أن " حكومة الظل " / المنظمات الأرهابية الأسلامية ، تجاهد وتحارب وتقتل ، ب " الأنابة " عن نصوص كتبت قبل 14 قرنا ، وليس من مجاهد أو أنتحاري يملك " جوابا شافيا أنسانيا " لم يقوم بقتل المخالف له دينيا ، أو المخالف له مذهبيا أو طائفيا ، ولا يملك حتى المنظرين لهذه المنظمات من أدلة توجب على هذا القتل !! .. أرى أن المنظرين الأسلاميين ، المتطرفين منهم ، يتحملون الذنب الأعظم في هذا الصدد ، ويقف في مقدمتهم شيوخ الوهابية ، وختاما أقول " أن وقف الأرهاب يتطلب أولا وقف ينابيعه " !! )) .
---------------------------------------------------------------------------------------
 (*1) قوله تعالى ) : واقتلوهم حيث ثقفتموهم (  قيل نسخت الآية الأولى بهذه الآية وأصل الثقافة الحذق والبصر بالأمور ، ومعناه واقتلوهم حيث بصرتم مقاتلتهم وتمكنتم من قتلهم ( وأخرجوهم من حيث أخرجوكم)  وذلك أنهم أخرجوا المسلمين من مكة فقال أخرجوهم من ديارهم كما أخرجوكم من دياركم/  ص 214) ،  والفتنة أشد من القتل )  يعني شركهم بالله عز وجل أشد وأعظم من قتلكم إياهم في الحرم والإحرام ( ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم"  قرأ حمزة والكسائي  "  ( ولا تقتلوهم حتى يقتلوكم فإن قتلوكم ) بغير ألف فيهن من القتل على معنى ولا تقتلوا بعضهم تقول العرب قتلنا بني فلان وإنما قتلوا بعضهم وقرأ الباقون بالألف من القتال وكان هذا في ابتداء الإسلام كان لا يحل بدايتهم بالقتال في البلد الحرام ثم صار منسوخا بقوله تعالى ، وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ) هذا قول قتادة وقال مقاتل بن حيان قوله ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم )  أي حيث أدركتموهم في الحل والحرم صارت هذه الآية منسوخة بقوله تعالى ( ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام ، ثم نسختها آية السيف في ( براءة ) فهي ناسخة منسوخة وقال مجاهد وجماعة هذه الآية محكمة ولا يجوز الابتداء بالقتال في الحرم..  / نقل من موقع المكتبة الأسلامية .
(*2) هذا الحديث صحيح ، رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين ، من حديث ابن عمر قال : سمعنا الرسول يقول : أمرت أن أقاتل الناس حتى...  ، الحديث ، وهذا على ظاهره ، فإن من أتى بالشهادتين وهو لا يأتي بهما قبل ذلك ، وأقام الصلاة وآتى الزكاة فإنه يعتبر مسلماً حرام الدم والمال إلا بحق الإسلام ، يعني إلا بما يوجبه الإسلام عليه بعد ذلك ، كأن يزني فيقام عليه حد الزنا ؛ إن كان بكراً فبالجلد والتغريب ، وإن كان ثيباً فبالرجم الذي ينهي حياته ، وهكذا بقية أمور الإسلام يطالب بها هذا الذي أسلم وشهد هذه الشهادة وأقام الصلاة وآتى الزكاة فيطالب بحقوق الإسلام ، وهو معصوم الدم والمال إلا أن يأتي بناقض من نواقض الإسلام ، أو بشيء يوجب الحد عليه ، وهكذا قوله في الحديث الآخر عن أبي هريرة عن النبي قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله .. / نقل من موقع الأمام بن باز .


342
                                    قراءة في تمازج الدين مع الفكر الديني .. الأسلام كنموذج


الأستهلال :
   الدين موضوع محدد وموصوف وفق أركان ومرتكزات معينة ، وهو عامة نصوص وطقوس وممارسات  وعادات ، أما عندما نتعرض الى مصطلح " فكر ديني " فأننا نذهب في مسارات متعددة ونربطها بهذا الدين ، حيث يصبغ هذا الدين بهذه المسارات ، ومن أهم هذه المسارات .. مسارات أنسانية وثقافية وفكرية وأجتماعية ، مع أختلافات مذهبية وعقائدية أقتضتها مسألة التجزأ والتفرق ، والأسلام كدين له القدح الأعلى في هذا المضمار .

النص :
الأسلام كدين : يعرف على أنه " هو الاستسلام لله ، والانقياد له سبحانه بتوحيده ، والإخلاص له والتمسك بطاعته وطاعة رسوله ، لأنه المبلغ عن ربه . ولهذا سمي إسلاماً : لأن المسلم يسلم أمره لله ، ويوحده سبحانه ، ويعبده وحده دون ما سواه ،  ينقاد لأوامره ويدع نواهيه ، ويقف عند حدوده ، هكذا الإسلا م " / نقل من موقع نحن العرب . أما الفكر الديني ، كتعريف فهو موضوعا أخر غير الدين ، وقبل تعريفه ، أود أن أقول أن البعض يوغل أعمق من التعريف ، حيث يبين علاقة الفكر الديني بالتفكير الديني ، وبهذا الصدد يبين د. يوسف ربابعة / موقع عمان نت ، أنه : " ثمة مصطلحان مختلفان لمفهومين مختلفين أيضاً ، فالحديث عن التفكير الديني يختلف عن الفكر الديني ، فالثاني هو نتاج للأول ، أي أنه ليس هناك فكر ديني إلا من خلال التفكير فيه ، فالفكر هو قضية تاريخية إنسانية أنتجتها ظروف المكان والزمان والمنهج والأدوات ، وهو أيضاً متغير على وفق أدوات التفكير التي أنتجته في لحظة معينة . " ، ويمكن تعريف الفكر الديني الأسلامي / تحديدا ، بأنه ( كل ما أنتج فكر المسلمين منذ مبعث  الرسول إلى اليوم في المعارف الكونية المتصلة بالله سبحانه وتعالى والعالم والإنسان الذي يعبر عن اجتهادات  العقل الإنساني لتفسير تلك المعارف العامة في إطار المبادئ الإسلامية عقيدة وشريعة وسلوكًا ) أو هو ( كل ما ألفه علماء المسلمين في شتى العلوم الشرعية وغير الشرعية بغض النظر عن الحكم على مدى ارتباط هذا النتاج الفكري بأصل العقيدة الإسلامية ) ، من هنا ممكن أن نبدأ بقراأتنا الخاصة للموضوع .

أضاءأت :
وحتى نقرأ ما نحن عليه الأن من " واقع ووضع وحال " الذي هو مزري بكل معنى الكلمة ، يجب أن نمهد بهذه الأستهلال .. أن الأسلام كدين يقوم على أركان خمسة ، ويدل عليها  حديث  "بني الإسلام على خمس " ووردت في الأحاديث النبوية بصيغ متعددة ، وهي أجمالا كما يلي : ( شهادة أنّ لا إله إلا الله وأنّ محمداً عبده ورسوله ، إقامة الصلاة ، إيتاء الزكاة ، صوم رمضان ، حج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً  ) ، أما الأسلام كعقيدة ، وحسب الكثير من المصادر ، منها التالي :                                                        www.blog.saeeed.com  و amen1418.wordpress.com  ، و يقوم الأسلام على اللأركان العقائدية الستة التالية / الأيمان بالله ، الأيمان بالملائكة ، الأيمان بالقدر ، الأيمان بالكتب ، الأيمان بالرسل والأيمان باليوم الأخر .. ولكن هذا الربط بين " التفكير الديني والفكر الديني " من جهة والأسلام كدين " من جهة أخرى ، وضع من الأسلام كدين في بودقة ليس لها من الأسلام المتداول / الاركان والعقائد ، سوى الشكل والمظهر ، فالتفكير الديني جرد الدين من لبوسه المتمثل بالأركان والعقائد وأخضعوه لتأثيرات كثيرة ، وجعلوه أسيرا لتأثيرها الفكري عليه ..   
1. أن الأسلام ، بقى كفكر متحجرا ، فبدل أن يتبنى الحداثة والتقدم والحضارة والتعقل كرديف له في نهجه وفي سلوكه وفي مظاهره ، ولكن نرى أن الأسلام تبنى عكس ذلك ، لأنه تبنى الفكر الديني العربي البدوي ، بكل مكنونه وكل تقاليده البالية وكل أعرافه العصبية ، وأبتعد عن محور التقدم الغربي وتطوره ، فبقى الأسلام يعيش في قمقمه بعيدا عن المطروح في العالم وكل الذي يدور من حوله ، لأجل ذلك تأخر وتخلف الشرق الأسلامي بمجمله عن الغرب المسيحي بمعظمه ، ويبين ، في بعض من هذا الجانب ، المفكر محمد أقبال (1877-1938)  / موقع قنطرة – نقل بتصرف ( .. وفيما يتعلق بمسألة تفوق الغرب على المشرق فإنه يرى كباقي مفكري جيله كنتيجة لتوالي قرون عديدة من " التحجر الذهني " للإسلام . لذلك ينبغي تجديد الفكر الديني حسب رأيه : " إن المهمة المطروحة على المسلم المعاصر ذات حجم لامتناه . عليه أن يعيد التفكير في مجمل النظام الإسلامي دون أن يقطع كليا مع الماضي". وإحدى الشروط الأساسية في عملية التجديد هي تناول العلوم الحديثة تناولا نقديا : " إن الطريق الوحيدة التي ما تزال مفتوحة أمامنا تتمثل في التعامل مع العلوم الحديثة باحترام لكن بموقف مستقل مع ذلك ، وتقدير التعاليم الإسلامية على ضوء ما تمنحه هذه العلوم من إنارات "  ) .
2 . أن أكثر تفاعل وحراك أثر في الدين هو الفكر الديني ، المتمثل بالثقافة البدوية التي كانت قبل وفي وبعد صدر الدعوة المحمدية ، فمثلا تلاحظ على الجهاديين ( شكلا وملبسا ومظهرا وكلاما ... ) كأنهم من عصر البعثة المحمدية ، أما الأفعال من صلب وحرق وسبل عيون وجلد .. فهي أكبر دليل على أن الجهاديين يعيشون ويمثلون حقبة عصر النبوة ! وهذه كارثة ، لأنها دليل على أن الأسلام لا زال يعيش في حقبة الرسول بكل ثقافتها البدوية المتعصبة والمتوحشة من حيث العادات والطباع والتقاليد ، ومهملا الحاضر ، ولاغيا حتى الفكر المستقبلي في وعيه المغيب.
3 . أما القول بأن الرسول جاء منهيا لعصر الجاهلية ومبشرا لبداية عصر جديد وهو " حقبة الأسلام " ! ، فقبل تعليقي على الموضوع ، أود أن أسرد الحديث التالي (  عن ابن عباس قال : بُعثَ الرسولُ أربعينَ سنةً ، فمكثَ ثلاثَ عشرةَ سنةً يُوحى إليه ، ثم أُمِرَ بالهجرة فهاجرَ عَشرَ سنينَ ، و مات و هو ابنُ ثلاثٍ و ستين . نقل من صحيح البخاري  - كتاب المناقب \  باب هجرة النبي  وأصحابه إلى المدينة - حديث : ‏3711‏ ) ، وأنا أقول هل تكفي السنوات المذكورة في الحديث أن تغير من تأثير القبلية بكل سبلها الثقافية والمجتمعية وما تضم من تقاليد وأعراف وعادات على الأسلام كدين ، هل تكفي هذه السنوات أن تنهي عصر وتنذر ببداية عصر أخر ، وهل تغيير العصور تكفيها سنوات معدودة ! ، خاصة العقلية العربية العصبية الجاهلية تحتاج الى عقود طويلة لأجل التغيير ، لذا أرى أن الدين ظل تحت تأثير الثقافة القبلية في زمن الرسول أيضا ، وأمتد هذا لحقب متتالية بعد وفاة الرسول ، ومن بعض الشواهد ، مثلا ، دور الخليفة عثمان بن عفان في محاباة أقاربه ، فقد جاء في " كتاب حقبة من التاريخ " للشيخ عثمان الخميس ما يلي (  أن عثمان بن عفان وَلَّى أَقَارِبَهُ : ومَنْ أَقَارِبُ عُثْمَانَ الَّذِينَ وَلَّاهُمْ : أوَّلُهُمْ : مُعَاوِيَةُ. الثَّانِي : عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ . الثَّالِثُ : الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَة . الرَّابعُ: سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ . الخَامِسُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ. هَؤُلَاءِ خَمْسَةٌ  ولَّاهُمْ عُثْمَانُ وَهُمْ مِنْ أَقَارِبِه ) ، أن نهج عثمان يبين بشكل جلي دور العصبية القبلية في أسلوب الحكم ، فالأسلام لا يستطيع أن يغير العقلية البدوية بسنوات معدودات ! وقد بين" ابن خلدون " هذا الامر بعد قرون في وصف للعصبية القبلية : (( العصبية هي النعرة على ذوي القربى وأهل الأرحام أن ينالهم ضيم أو تصيبهم تهلكة . وتكون العصبية بين أهل النسب الواضح ( القرابة الظاهرة ) ومن صاهرهم ، أي تزوج من نساء منهم أو تزوجوا هم من نسائه ، أو ينتسب إليهم بالولاء دخل في حمايتهم أو أصبح رقيقًا عندهم ))  ، أو الحلف ( المعاهدة ) .                                                                                                                            4 . أرى أن أول " تفكير ديني " جدي ، كان بعقلية وفكر عمربن الخطاب ، من ذلك تعطيل سهم المؤلفة قلوبهم  ( هم قوم دخلوا في الإسلام من غير أن يرسخ الإيمان في قرارة نفوسهم وقد كان لهم تأثير في مجتمعهم بسبب مكانتهم الاجتماعية ، ومن بين هؤلاء أبو سفيان بن حرب ، ويعلى بن أمية ، فقد كان النبي ـ يعطيهم نصيباً من الزكاة من أجل تأليفهم ، لما لهم من مكانة في مجتمعهم القرشي ) و قد منع عمر سهم المؤلفة قلوبهم بينما أقره أبو بكر ، والمؤلفة قلوبهم ( هؤلاء النفر الذين أعطاهم الرسول مثل الأقرع بن حابس و عيينة بن حصن عطائهم . وهذا الفعل مشهور بإسقاط سهم المؤلفة قلوبهم . ذكر ابن قدامة : " وقد ورد أنّ الأقرع بن حابسٍ وعيينة بن حصنٍ – وهما من المؤلفة قلوبهم - جاءا يطلبان من أبي بكرٍ أرضًا ، فكتب لهما بذلك ، فمرّا على عمر ، فرأى الكتاب فمزّقه ، وقال : هذا شيء كان الرسول يعطيكموه ليتألّفكم ، والآن قد أعزّ اللّه الإسلام وأغنى عنكم ، فإن ثبتّم على الإسلام ، وإلاّ فبيننا وبينكم السّيف ، فرجعا إلى أبي بكرٍ ، فقالا ، ما ندري : الخليفة أنت أم عمر ؟ فقال : هو إن شاء .. / نقل بتصرف من  mosafer-lantern.blogspot.com ) ، كذلك منع عمر بن الخطاب   
في عام الرمادة قطع يد السارق ، فقد جاء في موقع الألوكة ، مايلي (( فتعطيل عمر بن الخطاب لحد السرقة لا نسميه عدم تطبيق الشرع إنما هو من فقه المرحلة فوجود شبهة الجوع تقتضي أن السارق سرق جوعا و هذا من باب حفظ النفس . فهي مقدمة عن السرقة .. .وما قاله عمر ؟ : أن الذي يأتيني في هذه المجاعة وقد أخذ شيئاً فليس هو بسارق إنه يريد أن يأكل حتى لا يموت إذن فهو مضطر ، وقد قال تعالى : { فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فإن ربك غفور رحيم } [الأنعام : 145 ] ، فليس بسارق إذن عند عمر ؟ ، وهو الحق )) .
5 . حول الفرق والجماعات الأسلامية ، جاء في الحديث ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي . وفي بعض الروايات : هي الجماعة ) ، رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم / نقل من الويكيبديا ، ولا أدري مدى صحة عدد الفرق المذكورة في الحديث ، ففيما يخص اليهود والمسيحيين ، نعم هناك طوائف ولكن ليس هذا العدد لأنه أكثر من مبالغ فيه ، أما فيما يخص الفرق الأسلامية فهي في أزدياد وفي أنقسام وتباعد وتجزأ ، وفي حديث أخر ، حول نفس الموضوع ، " روى أبو داود (4597) عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال : ألا إن الرسول قام فينا فقال : ( ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين : ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة ، وهي الجماعة ) " وهو حديث صحيح / نقل من موقع قصة الأسلام . والبعض عدد الفرق الأسلامية على أنها أكثر من مئة فرقة ، منها : ( أهل السنة أهل الحديث  السلفية  الأشاعرة  الماتريدية المرجئة المعتزلة الجهمية الصوفية الطرق الصوفية الإباضية الشيعة الامامية الإثنا عشرية الشيعةالدروز الزيدية الأصولية الإخبارية الشيخية  الإسماعيلية النزارية المستعلية الخوارج الأزارقة النجدات الأحمدية القاديانية القرآنيون بهرة .. / نقل من الموسوعة الحرة ) ، والتعدد في الجماعات ، يبين أنقساما فكريا وعقائديا ، أخذ يتولد ويتضاعف ، وبدأ يأخذ مظهر ظاهرة فكرية !! .
6 . أما على صعيد المذاهب ، فظهر الأئمة الأربعة ، وبأختلاف أسلامي / مذهبي وفكري وثقافي وأجتماعي ، وظهورهم هو دليل على خلق تفكير ديني ، أدق من فكر ديني متعدد المسارات  .. :                                الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت ، ( 80هـ/699م - 150هـ/767م) ، ومذهبه الحنفي .                     الإمام مالك بن أنس ، ( 93هـ/715م - 179هـ/796م) ، ومذهبه المالكي .                                      الإمام محمد بن إدريس الشافعي ، ( 150هـ/766م - 204هـ/820م) ، ومذهبه الشافعي .                        الإمام أحمد بن حنبل ، ( 164هـ/780م ـ 241هـ/855م) ، ومذهبه الحنبلي

القراءة :
 الأسلام الحالي ، أصبح مختلفا عن الأسلام الذي كان سائدا في عصر الرسول ، وذلك لأن التفكير الديني الذي تبلور الى فكر ديني مرتبط بالتجزأ المذهبي الطائفي والمنتهي الى فرق وجماعات متناحرة ، والتي ينطوي تحت كل جماعة منها ، ثقافة أنسانية ومجتمعية وحياتية بما تضم من تقاليد وعادات وأعراف وطقوس ، الأمر الذي جعل من كل جماعة كيان خاص له طرقه ونهجه ، حتى أن الاختلاف بين الجماعات أنجر الى الثوابت فمثلا ، الشيعة الأثني عشرية لهم شهادتهم الخاصة ، الذين أدخلوا بها ولاية علي بن أبي طالب ، فقد جاء  في موقع https://alwatan.wordpress.com أنه ( ودخل هنا أيضا موضوع الولايه إذ علمنا أن أركان الإسلام يوجد بها الركن الأول وهي الشهادتين وليست أكثر من شهادتين أي بمعنى لا يوجد شهاده بولاية أحد ، فمعنى ذلك أن موضوع الولايه المزعوم سقط عن بكرة أبيه لأنه لم يذكر مع الشهادتين المذكوره في الأركان التي يقوم عليها الإسلام ولم تذكر حتى في أركان الإيمان . فمن أين أتوا بقصة الولايه ؟؟ ومن أين أتوا بـ 12 شهادة غير الشهادتين ؟؟ ومن أي أركان للدين ؟؟ ) ، كذلك في أداء الزكاة ، وحسب النص القرأني ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ /  البقرة : 43  ) ، ولكن للشيعة نهجهم الخاص في أداء الزكاة ، وهو حق الخمس  ( الخمس حق مالي مقرر في الشريعة الإسلامية المقدسة بنص القرآن الكريم ، وقد ورد الاهتمام بشأنه في كثير من الروايات المأثورة عن أئمة أهل البيت ، وفي بعضها اللعن على من يمتنع عن أدائه وعلى من يأكله بغير استحقاق .. / نقلت الفقرة من الموقع التالي  www.sistani.org/arabic/book/24/186 . ) ، بينما أتفقت الشيعة مع أهل السنة فقط في مفردة زكاة الذهب والفضة ، فقد جاء في موقع أسلام ويب ما يلي : ( لا خلاف بين السنة والشيعة في نسبة زكاة الذهب والفضة ، فإن نسبة الزكاة في الذهب والفضة ربع العشر أي: 2.5% وهذا لا خلاف فيه بين السنة والشيعة . ) ، كذلك هناك خلاف في قضية " الأمام مهدي المنتظر " فقد جاء في موقع مركز الأشعاع الأسلامي التالي (( وأول الأئمة الأوصياء المعصومين عندنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، و خاتمهم الإمام المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري ( عجَّل الله فرَجَه ) ، الذي وُلد في سنة 255 هجرية في سامراء ، ثم مدَّ الله في عمره و غيَّبه إلى أن يُنجز به وعده و يظهره ، و يظهر به دينه على الدين كله ، و يملأ به الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً وجوْراً  )) ، وهناك أختلافات طقسية في صلاة الشيعة عن اهل السنة طريقة وتوقيتا وأسلوبا وممارسة .. أن ماذكر هو جزء جدا يسير بين الخلاف والأختلاف بين الشيعة الأثني عشرية وأهل السنة ، الذي يطرح دينا ذو فكر خاص به يختلف عن باق الجماعات والفرق الأخرى.
الختام :
الأسلام اليوم ، أسلام المفكرين والمنظرين ، أسلام الشيوخ والدعاة ، أسلام المراجع وأسلام الأزهر ، وليس الأسلام الماضوي ، أسلام تبنوا مريديه أسلاما مقترنا بالفكر الديني العربي البدوي ، المعبأ بالثقافة البدوية التي كانت سائدة في صدر الدعوة المحمدية ، غافلين أنهم يعيشون في القرن الواحد والعشرين ، وفي زمن حضاري مختلف عن ثقافة الجهاد بالسيف !! ، وغفلوا أيضا أنهم في زمن الجهاد بالعقل !! .

 
 

343
                                          الأسلام .. بين أزمة النص وصحوة العقل

الأستهلال :
     كان ولا زال القرأن ، أيقونة مقدسة ، وأن أي مساس به كنص ، حتى ولو كان مجرد قراءة حداثوية ، نتيجة صحوة فكرية ، فأنه يعتبر من المحرمات … هذا ما أردت بحثه في هذا البحث المختصر .

المقدمة :
     أن العقل هو مصدر الفكر وديدنه ، وعندما يكون العقل في أزمة ، فهو ينتج فكرا مأزوما ، نصا وحديثا .. ، وهذا   " النص الأزمة " ، عندما يقرأ بعد فاصل تأريخي يقرب  من 14 قرنا ، فمن المفروض أن تكون القراءة ، حداثوية بكل ما تعني الكلمة من قوة وفهم ودلالة  ، خاصة أذا أقترنت هذه القراءة بصحوة فكرية بعد طول سبات فكري مقرونة بأجبار سلطوي ! ذلك من أجل معرفة مدى دلالة النص وخدمته للظروف الزمانية و المكانية التي نحن نحيا في محيطها .. وسأسرد في هذا البحث ، بعضا من هذه  النصوص ، التي تحتاج الى وقفة فكرية وعقلية ، ثم سأتعرض الى نصوص أوقف حكمها من قبل الحاكم ! ، ثم سأختم بقراءتي الحداثوية مع خاتمة ، متطرقا لبعض الرجال الذين نهجوا فكرا ، مقرونا بصحوة عقلية . 

النص :                                                                                                                                        1*  العقل محمل بمفاهيم فكرية ماضوية / نصوص وسنن وأحاديث ، أقل ما يقال عنها أنها خارج نطاق الزمان والمكان الذي نحن نتفاعل معه ، أضافة الى أنها لا تضيف أية قيمة معرفية للعقل ، بل أنها تثقله بخرافات وأساطير وقصص وأحداث غيبية ، تجعله مغيبا مترهلا ، نعم أنها من ضمن النص القرأني ، ولكنها تمثل أزمة عقل متمثلة بفكر مسرد قبل 14 قرنا .. ومن هذه النصوص " الأسراء والمعراج " ، ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) / سورة الأسراء ، ووفق موقع الأسلام سؤال وجواب (( .. وتواتر عن الرسول أنه عرج به إلى السماوات ، وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة ، فكلمه ربه سبحانه بما أراد ، وفرض عليه الصلوات الخمس ، وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة ، فلم يزل نبينا محمد يراجعه ويسأله التخفيف ، حتى جعلها خمسا ، فهي خمس في الفرض ، وخمسون في الأجر , لأن الحسنة بعشر أمثالها ، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه .. وقد اختلف الناس في الإسراء والمعراج ، فمنهم من قال : إنه كان مناما ، والصحيح أنه أسري وعرج به يقظة ؛ لأدلة كثيرة يأتي ذكرها . .)) ، هذه الحادثة أراها مأزومة ، لأسباب منها : أولا - أنقسام رأي العلماء والسلف إلى ثلاث ، فمنهم من يقول أن الإسراء والمعراج كان بالروح ، ومنهم من يقول كان بالجسد ، ومنهم من يقول كان بالروح والجسد ، وهذا ما ذهب أليه معظم السلف والمسلمين ، / نقل من موقع  صيد الفوائد ، وهو أول نسف مبدأي للحدث ! وذلك لعدم أتفاق العلماء والمفسرين على طبيعة الأسراء والمعراج روحا أم جسدا ! ،  ثانيا -  كانت وسيلة نقل الرسول هي " البراق " ، حيث أمتطاها الرسول وجبريل ، والبراق  ( البراق له قوائم ثور ، وذنب غزال ، وفي قول آخر جسده كجسد الإنسان ، وذَنَبه ذنب بعير ، وله مثل عرف الفرس .. والبراق فوق الحمار ودون البغل . وقيل إن البراق هو دابة النبي إبراهيم التي كان يزور عليها البيت الحرام . / نقل بتصرف عن مقال لنبيل هلال - موقع أهل القرأن ) ، وعَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ الرَسُولَ قَالَ : " أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ ، فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ , يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرَفِهِ , فَرَكِبْتُهُ ، فَسَارَ بِي حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ .." إلى أخر الحديث الشريف .. وهنا نحن أمام حيوان مركب من عدة حيوانات !!  طائر غريب  وفريد الأوصاف والأفعال والمهام ! جسده كجسد أنسان ، فهو حيوان / دابة ، على شكل أنسان ، مخصص لتنقل الأنبياء ، علما ورد فقط أسم النبي أبراهيم في هذا الصدد من أنه كان يستخدمه في زيارة البيت الحرام ! ، أمور ميتافيزيقية ، كيف تصدق عقلية في القرن 21 هكذا حيوان  خرافي !! ، ثالثا -  أما فرض الصلوات الخمس ، وطريقة تعامل الرسول مع الخالق ، وطريقة تقليلها أو تقليصها من 50 صلاة الى خمس صلوات ، فأنها طريقة لا تجرى ألا في سوق ، بين بائع ومشتري ، فلا يعقل أن يفاوض الرسل الله هكذا ! ، فأين قوله تعالى في سورة يس 82 من هذا " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " ، الله أذا أراد أمرا يكون منتهيا بكلمة منه ! ، رابعا - الصلاة بالانبياء ، " وقيل إن محمدا صلى بالأنبياء ليلة إسرائه في بيت المقدس ثم عُرج بهم جميعا بعد ذلك إلى السماوات العلى " ، كيف صلى الرسول بالأنبياء وهم يتكلمون عدة لغات ، منها الأرامية والعبرية والمندائية .. والرسول الأمي يتكلم العربية فقط ! ، وكيف عرج بهم جميعا وهم رهط ، لا ندري ، هل أستخدم البراق ، ولكن من الصور المتخيلة للبراق أنه لا يكفي لأكثر من شخصين ، وهذا الذي سبق ذكره في ركوب جبريل والرسول عليه ، فهل كان هناك براقا أخر !! وبالرغم من أن البراق هو " وسيلة المواصلات للأنبياء إلا أنه تشامس واستصعب عندما هم محمد بركوبه ، ولكن جبريل وبخه على ذلك فتصبب البراق المسكين عرقا من الندم والخجل " نقل عن / ابن الأثير - الكامل في التاريخ – المجلد الثاني – ص 51 ، فكيف لحيوان يخجل ويتصبب عرقا !! خامسا – أما عملية شق صدر الرسول ليلة الأسراء ، فقد جاء في موقع قصة الأسلام الأتي ( ..وجميع ما ورد من شقِّ الصدر واستخراج القلب ، وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة ممَّا يجب التسليم له دون التعرُّض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك ، قال القرطبي في   ( المفهم ) : " لا يُلْتَفَتْ لإنكار الشقِّ ليلة الإسراء ؛ لأن رواته ثقات مشاهير . ثم ذكر نحو ما  تقدم "  ) .. هنا نلحظ تجهيل للعقل وأنكار للوعي والتفكير ، مع التشديد لقبول الأمر على ما هو عليه من خيال وغيبيات ، على أساس أنه مروى من قبل ثقات المشاهير ! وهذه كارثة عقلية بكل معنى الكلمة لأن الأمر به تهميش للعقل والأدراك ! ، سادسا - سدرة المنتهى : قال تعالى ( وَلَقَدْ رَآهُ نزلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ) وقوله تعالى : ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) . سدرة المنتهى هي شجرة عظيمة تقع في الجنة في السماء السابعة ، ولكن جذورها في السماء السادسة ، وبها من الحسن ما لا يستطيع أحد من البشر أن يصفه ، وهذا تصديق للحديث القدسي المشهور عن أبي هريرة قال : قال الرسول : قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . وفي روايات أخرى : ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل .. / هذا ما جاء عن سدرة اللمنتهى في موقع موضوع . كوم ، وجاء عن وصفها أيضا ، (( عن ابن عباس قال : قال الرَسول :  ثم انطلق بي جبريل حتى نأتي سدرة المُنتهى . فغشيها ألوان لا أدري ما هي . قال : ثم أُدخلتُ الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك ،  رواه مسلم - كتاب الإيمان – باب الإسراء برسول الله صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم ومعراجه - حديث رقم 289 )) / نقل بتصرف من موقع طريق الأسلام ، وفي موقع الملتقى التربوي ، يربط وصفها بخيال أخر ، حيث يبين الأتي  ( يخرج من تحت سدرة المنتهى أربعة أنهار : اثنان باطنان ، واثنان ظاهران ، ورأيت ورق الشجرة كآذان الفيلة ، وحملها كقلال هجر .. ) .. فكيف لشجرة تجري من تحتها الأنهار ، وتعبر جذورها السماوات ّ! ونحن نعرف من علم النباتات من أن الجذور تنموا في التربة ، وممكن لغرض التجارب أن تنموا في أناء به ماء ، ولكن أن تعبر الجذور السماوات فهذه معلومة لم تصلنا بعد ! .                                                                                  2 *   ولكن كان هناك حكاما أوقفوا أحكام نصوصا قرأنية ، بشكل تام وقاطع ، ولكن الفقهاء والمفسرين ، يربطون الأمر بتفسيرات على هوائهم ، ومن النصوص التي أوقف أحكامها ، أولا - ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل ) / سورة التوبة ، ولقد جاء في موقع شبكة البتول الاتي ( .. وسهم المؤلفة قلوبهم قيل : كان النبي يعطيه لجماعة منهم الذين يراد تأليف قلوبهم ليسلموا كسادات العرب وزعمائهم ومنهم للذين أسلموا ونياتهم ضعيفة فتؤلف قلوبهم بإجزال العطاء . ومنهم من يترقب بإعطائهم إسلام نظرائهم من رجالات العرب . ولقد ثبت أن النبي أعطى هذا السهم لأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية .. وبعد موت الرسول ، جاءوا إلى عمر بن الخطاب ، وأعطوه الخط ، فأبى ومزقه . وقال : هذا شئ كان النبي يعطيكموه . تأليفا لكم على الإسلام . وأغنى عنكم . فإن ثبتم على الإسلام . وإلا فبيننا وبينكم السيف فرجعوا إلى أبي بكر فقالوا : الخليفة أنت أم عمر ؟  بذلت لنا الخط فمزقه عمر ، فقال : هو إن شاء .  وأمضى ما فعله عمر ..  (، هنا عمر فعل الأمر / خالف النص القرأني ! ، وهو ليس بخليفة وليس بحاكم ، ولكن نظر للأمر كسياسي وقائد ، من باب أن الأسلام قد قوي حكمه وأشتد عوده ، فرفض عمر دفع سهم المؤلفة قلوبهم ، وكان النبي يعطي سهم المؤلفة حتى وفاته ، ولكن عمر أبطل الحكم ، وهذا شرعا لا يجوز ألا بأية تنسخ الأية المذكورة في سورة التوبة أعلاه ، ولكن الرسول قضى والوحي غاب ! . ثانيا -  في أخر عام من خلافة عمر بن الخطاب / من نهاية سنة 17هـ، إلى أول سنة 18هـ ، وقعت مجاعة دعيت ( بعام الرمادة ) ، فقد بين الطبري : " من خبر عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال : كانت الرمادة جوعاً شديداً أصاب الناس بالمدينة وما حولها ، حتى جعلت الوحوش تأوي إلى الإنس ، وحتى جعل الرجل يذبح الشاة فيعافها من قبحها ، وإنه لمقفر .. " / نقل من الويكيبيديا ، على أثر ذلك أبطل عمر حكم نص الأية 38 من سورة المائدة " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " ، ففي  موقع ملتقى أهل الحديث / يبين ابن القيم ((  أن عمر أنه لم يقطع يد السارق في عام المجاعة وأن هذا هو مذهب أحمد والأوزاعي ( حاشية : أنظر اعلام الموقعين 3/22-23.وانظر إيضا المغني لابن قدامة 10/288-289 )  والأدلة ، استدل ابن القيم من الأثر والقياس كالآتي :
قول عمر ، لاتقطع اليد في عذق ولاعام ولاسنة ( حاشية : أنظر مصنف عبدالرزاق 10/ 242 ) ، قال السعدي
 سألت أحمد عن هذا الحديث فقال العذق النخلة والسنة المجاعة فقلت لأحمد تقول به فقال أي لعمري قلت إن سرق في مجاعة لاتقطعه فقال لا إذا حملته الحاجة على ذلك والناس في مجاعة وشدة  )) .. هنا لا حظنا أن الخليفة عمر بن الخطاب تصرف تصرفا عقليا بعيدا عن نص أية لو طبقت لكان العرب قطعت أيديهم وهم جوعى ! .

القراءة :                                                                                                                 
1- بخصوص النص ، فأن مستهل سورة الأسراء والمعراج ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ .. ) ، غير محددة وغير معنونة وغير موجهة الى الرسول بحد ذاته ، لأنها تقول الذي " أسرى بعبده " ، فمن هذا العبد ، ومن يكون ، وما أسمه ، وما منزلته ، حقا غير مسرد في الأية بشكل تام  وجلي !! ، هذا أذا تعاملنا مع الأية كنص قائم بحد ذاته دون باقي النصوص والأحاديث والروايات اللاحقة للسورة والتي عنونت النص للرسول محمد بشخصه تحديدا  .
2- الساحة الفكرية أما أن تكون فكرا مرتبطا بالعقل ، أو أن تكون ساحة للمتاهة والخرافات والغيبيات والتيه ، وهذا الأمر يتطلب نموذجان أو فئتان من العقلية الفكرية ، أولهما الفئة الخاضعة الذاعنة المسجونة ضمن نطاق النص ، النص بجموده غافلا الوضع العام للحالة المجتمعية ظرفا وزمانا ومكانا ، وهذه الفئة بنفس الوقت معطلة  فكريا لأنها تابعة للأصل الجامد / النص ، ومستسلمة لقيود ومحددات رجال الدين ، أما الفئة الثانية ، فهي متنورة تعتمد العقل والمنطق في التفسير والتحليل ، متحررة غير مقيدة بمفهوم النص الجامد ، تبحث وتستقصي الحقائق بعيدا عن النص الماضوي مفهوما ودلالة ، مستخدمة أسلوب البحث العلمي ، وهي عامة تكون محاربة من قبل رجال الدين وطبقتهم ، ويبرز في هذا المجال / الفئة الثانية ، مثلا - الشيخ محمد عبدة  1849 – 1905 ، الذي خرج من جلباب الأزهر وجموده  وتسلطه ، " وكان له الكثير من الفتاوي النقدية والجريئة  ، وكانت تضمر محاولة لإقصاء شيوخ الأزهر التقليديين ، ولم يكن هذا الأمر مخالفاً لرغبة السلطات المصرية آنذاك ، حتي إن الإصلاحيين في الأزهر أمثال مصطفى المراغي ومصطفي عبد الرازق كانا يخدمان إرادة السلطة في إصلاح شؤون الأزهر وتحطيم سطوة شيوخه على العامة " ، / نقل بتصرف من موقع الملك فاروق - فاروق مصر /www.faroukmisr.net/mohamed_abdu.htm  ، وكذلك المفكر الحر الشهيد الدكتور فرج فودة  ( 1945 – 1992 ) ، فارس الكلمة المستنيرة ، ورائد من رواد الفكر الحر ، والذي أغتيل بتوجيهات المؤسسة الدينية ( .. وقد أثارت كتاباته جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين ، واختلفت حولها الآراء وتضاربت فقد طالب بفصل الدين عن السياسة و الدولة وليس عن المجتمع .. ) / نقل من الموسوعة الحرة  . وفي هذا الصدد هناك جمع من المفكرين المتنورين ك " الراحل الشيخ علي عبدالرازق والراحل د. طه حسين والراحل د.نصر حامد أبوزيد ، والراحل د. علي مبروك والدكتور سيد القمني وسيد أحمد القبانجي .. " . أننا في الوقت الحاضر في ظرف حرج وأمام رهط من النصوص التي تحتاج لوقفة تفسيرية عقلية بعيدا عن الفكر الماضوي المأزوم ، وقفة .. من قبل النخبة المتنورة التي تنظر للنص بما يتفق والعقل السوي في محيط مجتمع يحتاج الى نهضة فكرية متحرره من فكر النصوص الماضوية ، نصوص تخدم فقط رجال الدين الذين يقتادون على مفاهيم تفسيرات القرون الاولى للبعثة المحمدية !! .
الخاتمة :
من الضروري القول أن السرمدية والبقاء والثبات هو ليس للنصوص الدينية الماضوية المأزومة ، لأنه ليس من ثابت دون تغيير ألا الله لأنه الأزلي ، وذلك لأن كل ثابت يتغير ، وكل قانون وقاعدة أن دامت في زمن وظرف معين ، فأنه من المؤكد ستتغير وتتبدل بتبدل الظرف والزمن ، وتغير وتطور المجتمع ، أضافة الى بروز المخترعات والتقدم العلمي ، كما أن الفكر الذي كان يحمله الفرد القبلي المتعصب الصحراوي البيئة في القرن الأول الهجري ، مختلف عن الفرد الأن  ، الذي يحيا في بيئة كالشرق الأوسط مثلا .. أن حتمية تفسير وقراءة النصوص في القرن  21 ، من المهم أن يكون بعقلية وفكر ووعي عالم اليوم وليس بفكر ومجتمع البعثة المحمدية ، التي أصبحت حقبة زمنية سادت في وقتها فترة محددة ، أما الأن لا وجود لها فكرا ومجتمعا ونظاما لأنها من الماضي ، والماضي لن ولم يعود أبدا !! .


344
                               قراءة .. للمفهوم الجنسي في الموروث الأسلامي (*1)
المقدمة :                                                                                                                                      ليس من دين سماوي أو أرضي ، أو أي أنتماء معتقدي أو مذهبي ، أستخدم تعابير جنسية  أو مفردات أيحائية أو لغة تدل على العلاقات الحميمية أو ممارسات وطرق أو تعاليم تهدف لهذا المعنى  “الجنسي  “.. كالأسلام ، وذلك من خلال الموروث الأسلامي / النصوص والأحاديث التي كانت على لسان الرسول أو أزواجه ، أضافة الى كل ما جاء  بتفاسير المفسرين وفتاوى الشيوخ .. فالأسلام على ما أعتقد ، يشكل الرحم الأكبر لهذه الثقافة ، وله بنفس الوقت الأسبقية في هذا المضمار ..                                                                                                                 في هذا البحث المختصر سأتعرض الى هذا الموضوع الحساس والمثير للجدل ، وسأسرد غيض من فيض من الموروث الأسلامي ، والبحث الذي نحن بصدده ، هو مجرد نواة متواضعة لهذا الموضوع الغني بالنصوص ! .
النص :                                                                                                                                         أرى أن نقسم البحث الى محاور / مستعينا بتفاسير المفسرين لبعض النصوص ، وحسب مقتضيات الأمر : -              ** محور الزواج : في هذا المحور ، سأسرد مايلي من النصوص : أولا ، الأية ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 32 / سورة النور )  ، وجاء في تفسير " القرطبي " لهذه الأية ، وحسب موقع quran.ksu.edu.sa التالي ( هذه المخاطبة تدخل في باب الستر والصلاح ؛ أي زوجوا من لا زوج له منكم فإنه طريق التعفف ؛ والخطاب للأولياء . وقيل للأزواج . والصحيح الأول ؛ إذ لو أراد الأزواج لقال وانكحوا بغير همز ، وكانت الألف للوصل . وفي هذا دليل على أن المرأة ليس لها أن تنكح نفسها بغير ولي ؛ وهو قول أكثر العلماء . وقال أبو حنيفة : إذا زوجت الثيب أو البكر نفسها بغير ولي كفء لها جاز )  . ثانيا ، الأية ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً َوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا / 3 سورة النساء ) ، وجاء في تفسير الأية بموقع / الأسلام سؤال وجواب ، ما يلي ( قال الحافظ ابن كثير:  إذا كان تحت حجر أحدكم يتيمة ، وخاف ألا يعطيها مهر مثلها ، فليعدل إلى ما سواها من النساء فإنهن كثير ، ولم يضيق الله عليه  .) .                                                  **  محور تكييف نصوص لزواج الرسول : وهناك واقعة متداولة بهذا المجال ، وهي عندما وقع الرسول في هوى أبنة عمته زينب بنت جحش المتزوجة من أبنه بالتبني زيد ،  فقد جاء في موقع / حراس العقيدة ، ما يلي ( وفي رواية ذكرها ابن جرير في تفسيره قال : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : كان النبي قد زوّج زيد بن حارثة زينب بنت جحش بنت عمته ، فخرج الرسول يوماً يريده وعلى الباب ستر من شعر ، فرفعت الريح الستر فانكشفت و هي في حجرتها حاسرة ، فوقع إعجابها في قلب النبي ، فلما وقع ذلك كرهت الآخر- تفسير الطبري 22 / 13 .. وفي رواية أخرى ذكرها القرطبي في تفسيره قال مقاتل : زوّج النبي زينب بنت جحش من زيد فمكثت عنده حيناً ، ثم إنه أتى زيداً يوماً يطلبه ، فأبصر زينب قائمة ، و كانت بيضاء جميلة جسيمة منأتمّ نساء قريش ، فهويها وقال : سبحان الله مقلب القلوب ، فسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد ، ففطن زيد فقال : ( يا رسول الله ائذن لي في طلاقها .. ) ، ولأجل تكييف زواج الرسول بزينب ، نزلت الأية ( فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا / سورة الأحزاب  37 ) ، وفي تفسير الطبري لهذه الأية ، جاء ما يلي ( وقوله:   فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ، يقول تعالى ذكره : فلما قضى زيد بن حارثة من زينب حاجته ، وهي الوطر ) .                                                                                                                                      ** محور الطلاق : في هذا المحور ، سأسرد الأية التالية ( وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا 4 / سورة الطلاق )  و جاء في تفسير الأية السابقة في الموقعين التاليين quran.ksu.edu.sa   &  library.islamweb.net  ، ما يلي ( وكذلك عدد اللائي لم يحضن من الجواري لصغر إذا طلقهنّ أزواجهنّ بعد الدخول . قال : القواعد من النساء " وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ " : لم يبلغن المحيض ، وقد مُسِسْن ، عدتهنّ ثلاثة ) . وجاء في موقع أخر ، وهو التالي  daikiri.over-blog.com  ( أجمع شيوخ السلفية و شيوخ الأحزاب الإسلامية على أن معنى قول الله تعالى " وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ " أي الصغار اللائي لم يبلغن سن الحيض . وهذا ما ذهب اليه " الأمام  الطبري " و اتبعه ابن كثير و الجلالين و ابن تيمية ... و كذالك شيخ الإخوان سيد قطب في تفسيره .. ) ، في هذه الأية ومع أجماع كل المفسرين ، أنه هناك دلالة ثابتة على السماح بزواج الفتيات الصغيرات في الأسلام ! .
** محور الأستمتاع الجنسي بين الزوجين : سأسرد في هذا الصدد الأية التالية ، ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم / 223 سورة البقرة ) ، وجاء في تفسير الأية في موقع / منتديات ن نسوة ، ( وفي التفسير أن التقدمة هي القبلة وفي الحديث اجعل بينك وبين امرأتك رسول والرسول القبلة ويجوز للرجل والمرأة الاستمتاع بكل أنواع التلذذ فيما عدا الإيلاج في الدبر ؛ فإنه محرم أما ما ورد في السؤال من المص واللعق ( * 2 ) والتقبيل وما لم يرد من اللمس وما يسمى بالجنس الشفوي بالكلام فكله مباح فعل أغلبه السلف الصالح .. / من فتوى للشيخ علي جمعة محمد ) ، وهناك تفسير أخر لذات الأية كما هو وارد في الجلالين (*3) ، وأرى أن نفس معنى التفسير ينطبق على الأية التالية ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن / 187 سورة البقرة ) .                                                                                                                                        ** سيرة الرسول الخاصة وزوجاته : للرسول في علاقاته الحميمية الكثير من النصوص في الموروث الأسلامي ، سأختار منها التالي : أولا - حول قوة الرسول الجنسية ، والتي تصل الى حد الخرافة ، وفي حديث عن أنس بن مالك ( كان النبي يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشر . قلت لأنس : أو كان يطيقه . قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين .. ) ، ثانيا - وحول العلاقة الحميمية ودور عائشة بنت أبي بكر ، في خلقها ، جاء في " صحيح البخاري" (عن عائشة قالت : كان النبيّ ، يباشرني وأنا حائض وكان يخرج رأسه من المسجد وهو معتكف فاغسله وأنا  حائض صحيح البخاري ج 1/ 239 باب الحائض ترجل المعتكف وباب غسل المعتكف و 242 ومسند أحمد ج 6/ 204. ) ، ( حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ :  كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ كِلَانَا جُنُبٌ وَكَانَ يَأْمُرُنِي فَأَتَّزِرُ فَيُبَاشِرُنِي وَأَنَا حَائِضٌ وَكَانَ يُخْرِجُ رَأْسَهُ إِلَيَّ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ ) / نقل من موقع / يا حسين . ثالثا – وحول دخول الرسول بمارية القبطية ، فقد جاء في فتح الباري لابن حجر ج 8 ص 657  ، عن أبي هريرة قال دخل الرسول بمارية بيت حفصة ، فجاءت فوجدتها معه فقالت : " يا رسول الله في بيتي تفعل هذا معي دون نسائك ، فذكر نحوه وللطبراني من طريق الضحاك عن ابن عباس قال : دخلت حفصة بيتها فوجدته يطأ مارية فعاتبته فذكر نحوه ، هذه طرق يقوي بعضها بعضا  " ، رابعا - وحول زواج الرسول بعائشة ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب ، ما يلي (  فأما الرواية الأولى فمتفق عليها أي رواها البخاري ومسلم عن عائشة قالت:  تزوجني النبي وأنا بنت ست سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين   وهي رواية الأكثرين . وأما الرواية الأخرى فقد رواها مسلم في صحيحه عن عائشة :  أن النبي تزوجها وهى بنت سبع سنين وزفت إليه وهى بنت تسع سنين ولعبها معها ومات عنها وهى بنت ثمان عشرة . خامسا - وبصدد أن أخر ريق دخل جوف النبي هو ريق عائشة ، فقد جاء في موقع / أسلامي ، مايلي ( وآخر شيء دخل جوف النبي ريق عائشة حين دخل أخوها عبد الرحمن وفي يده سواك فنظر إليه النبي وكان يحب السواك فأشارت عائشة إليه أن آخذه لك فأشار نعم فأخذته ولينته بريقها وتسوك به النبي فكان آخر ما دخل جوفه ريق عائشة ).                                                                                                                                  ** محور الجنة / حور العين : وحول القوة الجنسية للرجل في الجنة ، فقد جاء في موقع /  الأسلام سؤال وجواب ( .. ويجامع الرجل في الجنة زوجاته من الحور وزوجاته من أهل الدنيا إذا دخلن معه الجنة ، ويعطى الرجل قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع ، عن أنس عن النبي ، قال : " يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنْ الْجِمَاعِ ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ " رواه الترمذي برقم 2459 ، وقال : صحيح غريب ) .
القراءة :                                                                                                                                        1 . أحتلت الثقافة الجنسية مركزا محوريا في الموروث الأسلامي ، وهذا متأتي من مقدار العطش المجتمعي لهذا النوع من السلوك ، خاصة في المجتمع الأسلامي المحمدي ، وحتى الحقب اللاحقة ، الذي هو أمتداد / أي الثقافة الجنسية ، بشكل أو بأخر من الحقبة الجاهلية .                                                                                                           2 . النصوص القرأنية كانت أكثر تعبيرا للحاجيات والعلاقات الحميمية والخاصة ، وأرى أن هذا كان فتحا كبيرا مثيرا للجدل ويستحق للأنتباه بشأنه ، فلو قارنا القرأن بالأنجيل / فيما يتعلق بهكذا نصوص ، للاحظنا ، ان الأنجيل كان مبتعدا كل الأبتعاد عن هكذا نهج ، لعفة وطهارة شخصيته المحورية وهي المسيح ، المختلفة تماما عن حياة الرسول ، وأرى أن الموروث الأسلامي ، اخذ هذا التفصيل المصبوغ بالصبغة الجنسية ، من الطبيعة الجنسية للرسول ، المعروف شخصيا بزيجاته المتكررة ، الأمر الذي جعل من الحال أن يبدو طبيعيا .                                                                                                                            3 . كان الرسول أكبر الفاعلين في الموروث الأسلامي ، وأضافوا أليه المفسرين هالة وصلت الى حد الخرافة ، خاصة فيما يتعلق بقوته الجنسية ! ، وأرى أن هذا متأتي من عدم دقة كتاب أحاديث صحيح البخاري / مثلا ، الذي أقحم نفسه في مجال جدا خاص وحميمي ، خاصة فيما يتعلق بأن الرسول ( كان يطوف على نسائه كلهن بساعة )  ، فهل يعقل من وجود فرد كان يراقب الرسول ويحصي كيف يطأ الرسول كل زوجاته بساعة ، حتى لو كان مفهوم الساعة في تلك الحقبة ليس المعني بها 60 دقيقة .                                                                                            4 . أرى أن القرأن هو الكتاب المنفرد من بين كل الكتب الأخرى ، الذي مزج نصوصه التشريعية بمفهوم جنسي عميق ودقيق وتفصيلي .                                                                                                                5 . أرى أن النقطتين ( 3 و 4 ) السابقتين ، قادت المفسرين والشيوخ الى أن يفتوا بأدق العلاقات الجنسية ، مرتكزين على أن ورود هكذا أساليب أو نهج ، أصلا كان واردا في الموروث الأسلامي / النصوص والأحاديث النبوية وغير ذلك .                                                                                                                           6 . أن الغريب بالأمر بأن عائشة لا تتردد بنشر أدق وأعمق وأكثر العلاقات حميمية بينها وبين الرسول ، ومن الممكن أن يرد هذا الى التفاخر عن باقي زوجات الرسول ، أو الى نضوجها الجنسي المبكر ، خاصة أذا عرفنا أن الرسول " عقد عليها بسن 6 سنوات وبنا بها وهي بسن 9 سنوات " ، ولعائشة أيضا جرأة وشجاعة على التكلم عن علاقاتها الحميمية مع الرسول زوجها ، على الملأ ، أختلافا وتميزا عن باقي كل زوجات الرسول ! .
--------------------------------------------------------------------------------------------------
 ( *1) التراث الإسلامي ، مصطلح شامل يتسع لكل ما له علاقة بالإسلام من نصوص القرآن والسنة النبوية واجتهادات العلماء السابقين في فهم هذه النصوص وتطبيقها على الواقع ، وقد حصل خلاف حول ما إذا كان هذا التراث دينا مقدسا يجب الالتزام به ، أو نصوصا واجتهادات مرتبطة بأزمانها وأماكنها الغابرة ، تعامل على أنها  تاريخ ينقل لنا تجربة بشرية قابلة للنقد والنقض والتعديل والتطوير بما يتناسب مع الزمان والمكان والظروف الخاصة بكل عصر . / نقل من الويكيبيديا .                                                                                                   (*2 ) حديث تلفزيوني للشيخ أحمد الكبيسي ، حول طرق الأستمتاع بين الزوجين ، يرجى الأطلاع على الفيديو التالي :  https://www.youtube.com/watch?v=tjoJM3Hf0kc       
                                         
 (*3)  ( نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنىّ شئتم / سورة البقرة  223 ) وجاء فى تفسيرالجلاليْن لهذه الآية      ( نساؤكم حرث لكم ، أى محل زرعكم ( الولد ) فاتوا حرثكم أى محله وهو القبل (أى) كيف شئتم من قيام وقعود واضطجاع وإقبال وإدبار . ونزلتْ هذه الآية ردًا على قول اليهود: من أتى امرأته فى قبلها من جهة دبرها جاء الولد أحول .


345

                                     الأسلام .. و " لاهوت القتل "

المقدمة : 
سائل يسأل لما مصطلح " لاهوت " ( عِلْمُ اللاَّهُوتِ : علم يبحث في وجود الله وذاته وصفاته ، ويقوم عند المسيحيين مقام علم الكلام عند المسلمين ، ويسمَّى أيضاً عِلمَ الربوبيّة والإِلهيات ./ نقل من قاموس المعاني ) ، وهو مصطلح عامة يقرن بالمسيحية ! ، وكان من الحري بنا أن نستخدم ، أحدى دلالات أو مرادفات "علم الكلام" ( علم الكلام ، علمٌ يقتدر معه على إثبات العقائد الدينيّة ، بإيراد الحجج ، ودفع الشبه ، والمراد بالعقائد : ما يقصد به نفس الاعتقاد دون العمل ، وبالدينيّة : المنسوبة إلى دين النبيّ محمّد / www.almaaref.org/books ) ، أما أنا فأراه / اللاهوت ، من زاوية أخرى ، أكثر توافقا وأنسجاما مع مفهوم الأسلام ، نصا وسننا وحديثا ، بل أراه أكثر تمثيلا للعقيدة والشريعة الأسلامية ، وذلك لأنه يقدم مفهوما أعبر منطقية من غيره لأنه يبحث حول مفهوم كنه الله  في الأسلام ، ودوره في الحث على نهج وسبل وأيدولوجية مؤطرة جميعها  بالقوة والقتل المتوحش  ، أما لاهوت المسيحية فهي أنجيليا .. تتمركز حول المحبة ، وفق قول المسيح : " وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ : أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضً " / إنجيل يوحنا 13: 34  .
                                                                         

النص :                                                                                                                                      القتل في الأسلام مرتبط بالله ، فيكون كطقس ديني ، لا رد له لأنه ألهي المصدر بل أنه غاية ووسيلة للوصول لله ، ومقترن من ناحية أخرى ، بالصعود الى الجنة والحصول على الحور العين . أذن أصبح القتل طقس لاهوتي ، يأمر الله به ، ويؤكده الرسول بوحي من الله ، وما كان أمرا من الله فلا يمكن تجنبه ، لأنه ممنطق بنص ألهي لا رجعة فيه ، أنه ليس أمرا وضعيا أرضيا ، أنه أمرا ألهيا ، وهذا ما تؤكده النصوص والأحاديث ، وسأسرد بعض النصوص في هذا الصدد ، أولا - " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون"  / التوبة الآية 29 ، وجاء في موقع دعوة الحق / حول التحول للأسلام أو أستحصال الجزية قهرا أو القتل ، الأتي (( وأما السنة فما روي عن بريدة أنه قال : كان رسول الله إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه بتقوى الله تعالى في خاصة نفسه ، وبمن معه من المسلمين خيرا ، وقال له:  "  أذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى خصال ثلاث : ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل وكف عنهم ، فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية ، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ، فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم ". ، كما روى عن المغيرة بن شعبة أنه قال لجند كسرى يوم نهاوند : " أمرنا نبينا رسول ربنا أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية".  وقد أجمع المسلمون على أخذ الجزية من الذميين .. )) ، هنا نلاحظ نصا لاهوتيا آمرا ، لا رجعة فيه ولا نقاش عليه وذلك حول ، التحول للأسلام أو أستحصال الجزية بالقتال صراحة لاهوتية ، واليوم ، فكل ما يقوم به داعش مثلا ، هو تطبيق لهذا النص القرأني البين ! ، والسؤال ما شأن المسلمين بما يؤمن الأخرين من معتقدات !! ، وما هذه النزعة القهرية المتأتية بقوة السيف حول الأيمان بالدعوة المحمدية ، وما هي مسؤولية المسلمين بما يحرم وما يحلل الرسول !! . ثانيا – وجاء في موقع صيد الفوائد / نقل بتصرف ، عن ابن عمر أن رسول الله قال : (  أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا الله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى  ) متفق عليه.  هذا الحديث في بيان التعامل مع الكفار ، وبيان حرمة دم المسلم وماله ، قال ابن تيمية : ( وإذا كان أصل القتال المشروع هو الجهاد ومقصوده هو أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا فمن منع هذا قوتل باتفاق المسلمين وأما من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى والزمن ونحوهم فلا يقتل عند جمهور العلماء إلا أن يقاتل بقوله أو فعله وإن كان بعضهم يرى إباحة قتل الجميع لمجرد الكفر إلا النساء والصبيان لكونهم مالا للمسلمين والأول هو الصواب لأن القتال هو لمن يقاتلنا .. ) وهنا لاهوت القتل متجلي بشكل لافت للنظر ، حيث يجب قتل الجميع ممن لم يؤمنوا بالرسول ، عدا " النساء والصبيان " لأعتبارهم   " مالا للمسلمين " ، وهذه كارثة أنسانية دموية أخرى ، فكيف جواز قتل حتى " الرهبان والشيوخ "  ، وأين سورة المائدة 86 ، من كل هذا !! ( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ) ، هذا الأمر يؤكد وجود تضادد في النصوص ، ولكن الفقهاء والمفسرون ورجال وشيوخ الأسلام يوفقون كل نص لا يمكن توفيقه حسب المرحلة والزمان والمكان !! . ثالثا – " بعثت بالسيف حتى يعبد الله لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذلة ، والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم "  ، ويفسر هذا الحديث كما يلي وفق موقع مركز الفتوى / نقل بتصرف (( قوله : ( ويذكر عن ابن عمر إلخ ) هو طرف من حديث أخرجه أحمد من طريق أبي منيب الجرشي عن ابن عمر بلفظ  ص 116 : " بعثت بين يدي الساعة مع السيف ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم " ، وفي الحديث إشارة إلى فضل الرمح ، وإلى حل الغنائم لهذه الأمة ، وإلى أن رزق النبي جعل فيها لا في غيرها من المكاسب ، ولهذا قال بعض العلماء إنها أفضل المكاسب ، والمراد بالصغار وهو بفتح المهملة وبالمعجمة بذل الجزية ، وفي قوله : تحت ظل رمحي " إشارة إلى أن ظله ممدود إلى أبد الآباد ، والحكمة في الاقتصار على ذكر الرمح دون غيره من آلات الحرب كالسيف أن عادتهم جرت بجعل الرايات في أطراف الرمح ، فلما كان ظل الرمح أسبغ كان نسبة الرزق إليه أليق )) والحديث يربط البعثة النبوية بالسيف حتى يعبد الله ، وسؤالي هل يعبد اليهود والمسيحيين غير الله ! ، كما يربط حتى الرزق بالسيف أي بالقتل !! ،  رابعا – وفي التصفيات الجسدية ، يسرد موقع قصة الأسلام ، تصفية تامة ليهود بني قريظة ، / نقل بتصرف : ( .. وفي نهاية ذلك الحصار قذف الله الرعب في قلوب اليهود ، فاستسلموا وخضعوا لحكم رسول الله ..  وأمر أن يقيدوا ، وقيدوا فعلاً .. فقال الرسول ‏ "‏أَلاَ تَرْضَوْنَ أَنْ يَحْكُمَ فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْكُمْ‏؟ " ، ‏ قالوا‏ : بلى ، قال‏:  " فَذَاكَ إلى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ " ، قال‏ :‏ فإني أحكم فيهم أن يقتل الرجال ، وتسبى الذرية ، وتقسم الأموال ، فقال : رسول الله ‏:‏ ‏" لقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ".  ، وعلى الفور بدأ المسلمون بتنفيذ حكم سعدٍ ، فجمعوا الرجال ، فقتلوهم ، وهكذا قتل من اليهود أربعمائة رجل وفي رواية سبعمائة ، وقتل مع هؤلاء شيطان بني النضير ، وأحد أكابر مجرمي معركة الأحزاب حيي بن أخطب والد صفية أم المؤمنين .. )  ، وتعليقي هنا ينصب في قول الرسول ‏" لقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ".  ، فهل حكم الله هو قتل الأسرى !! وأن كان هذا هو حكم الله ، فأي أله دموي هذا الله !! ، خامسا - مما سبق تناولنا بعضا من النصوص كلها تصب في قالب واحد وهو أما " تطبيق النص أو القتل " ، وهذا قالب لاهوتي يقدس الأصل الماضوي لفعل النص ، ويقرنه بالسيف ، المؤدي بالقتل الحتمي للمخالف ، فكيف لهكذا نص أن يطبق الأن ، ملغيا كل الظروف الزمانية والمكانية ، وغافلا التطور والتقدم العلمي ، غير مباليا بالحالة المجتمعية لعالم اليوم التي هي على طرفي نقيض مع مجتمع البداوة المنقرض قبل 1400 عام في حقبة البعثة المحمدية . 

القراءة : 
      القتل أصبح ثقافة ، وهذه الثقافة نشرت نوعا من التوحش في ممارسة القتل نفسه ، وهذا أولد جيلا أقل ما يقال عنه ، جيل القتل والعنف ، لأنه أصبح أسيرا للاهوت القتل ، فالقتل الممنطق ، والقتل لسبب لاهوتي هو أبشع أنواع القتل ، ليس لسبب خفي ، بل لسبب واضح وجلي ، وذلك لأن النص الديني له القوة في السيطرة على المجتمع فعلا وتأثيرا .. يصل الى حد القمع الفكري والنفسي ، أكثر من النص والحكم العقلي ، الذي ليس له نفس القوة في فرض الأذعان له مجتمعيا ، هنا يكون القتل ربوبيا وألهيا ، ولو أخذنا الحيوان ، كمقارنة مثلا ، القتل / الأفتراس ،  يكون لديه لغرض أشباع غريزة الجوع ... أما الأنسان فعندما يكون هناك نصا دينيا ، فالقتل يكون لديه لاهوتيا ، لذا فأن أيات السيف ستلد أجيالا لا يحكمها العقل ، بل سيحكمها لاهوت القتل المقدس المغمس بالدم !.




346
                                    لندن والأرهاب الأسلامي ..  مرة أخرى
                                  مع أستطراد لواقعتي مانشتر و لندن بريج

النص :
خلال أقل من أسبوعين ، تتعرض المملكة المتحدة ، لعملين أرهابيين ، أسردهما بالتسلسل الزمني ، وكما يلي :
1 -  ففي موقع / الجزيرة في 22 مايو أيار 2017 : هجوم انتحاري نفذه شاب ليبي مسلم يدعى سلمان عبيدي  بعبوات ناسفة ، بقاعة للحفلات في مجمع " مانشستر أرينا " ، شمالي بريطانيا أثناء مغادرة الجمهور القاعة ، بعد حضور حفل موسيقي كبير أحيته مغنية البوب الأميركية " أريانا غراندي " . وأعلن داعش / تنظيم الدولة الإسلامية ، مسؤوليته عن الهجوم ، وقال في بيان له إن المنفذ فجر عبوات ناسفة  في مبنى أرينا ، ما أدى إلى مقتل نحو ثلاثين وإصابة سبعين آخرين ، وتوعد البيان بشن هجمات أخرى على " عباد الصليب "  !! .
2 - جاء في موقع /BBC  3.6.2017 : حافلة تدهس عددا من المشاة على جسر " لندن بريدج " بوسط العاصمة البريطانية ، والمشتبه بهم يطعنون عددا من الأشخاص في سوق شهيرة ، تدعى " سوق بارا " مساء السبت ، والشرطة البريطانية تقول : مقتل 7 أشخاص وإصابة نحو 48 آخرين جراء حادثتي الدهس والطعن . ومن جانب أخر ، أفادت صحيفة " ديلي ميل " البريطانية أن الإرهابيين الذين شنوا سلسلة هجمات في العاصمة البريطانية الليلة الماضية هتفوا " في سبيل الله " بعد دهس 20 شخصا عند جسر لندن بسيارتهم . وقالت الصحيفة ، نقلا عن شهود عيان ، إن أشكال المهاجمين توحي بأنهم من أصول متوسطية  . وجاء في موقع /  (CNN)    قي 4.6.2017 ما يلي : أعلن تنظيم " داعش " مسؤوليته عن هجوم جسر لندن ، حسب ما نقلته وكالة " أعماق "   ، ذراعه الإعلامي ، اليوم الأحد، إذ نشرت أن كتيبة لمقاتلي " الدولة الإسلامية " هي من قامت بالهجوم الذي شهدته لندن أمس السبت 3 يونيو / حزيران .                     
القراءة :                                                                                                                                أولا - من الضروري ، تسمية الأحداث بمسمياتها الحقيقية ، والتي يأبى الكثير من السياسيين نهجه ، وهو : أن ما يحدث من عمليات أرهابية بشعة التنفيذ ، هي " أرهاب أسلامي " بكل معنى الكلمة ، وليست " عمليات أرهابية " عامة ، كما هو متداول في أكثر وسائل الأعلام العربي وحتى الغربي !! منه ، وذلك من أجل عدم جرح شعور الدول الأسلامية ، التي هي أصلا أما أن تكون راعية للأرهاب أو ممولة له أو داعمة له صراحة أو ضمنا ، وتقف في مقدمة هذه الدول ( المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا ) وغيرها ، وهذه الدول زرعت الأسلام المتطرف في الغرب ، وهذا نتاجه ، وهذه الدول من جانب أخر لها مصالح مع الدول الكبرى ، لذا يغض الطرف عنها !! ، لما تستدعيه المصالح الدولية !! .
ثانيا - بريطانيا دستورا وقانونا وحكومة وأحزابا وسياسيين ، يتحملون الوزر الأعظم من هذه الأعمال الأرهابية ، لأنهم تركو " الحبل على الغالب " ، وتركوا الشعب البريطاني فريسة للأسلاميين ، حتى وصل الأمر بالأسلاميين الى أن يؤسسوا مناطق للشريعة الأسلامية ، فقد جاء في موقع / الموسوعة الحرة ، ما يلي ( مناطق تطبيق الشريعه فى بريطانيا Shariah Controlled Zone in Britain هى حملة اعلانات شنها المتطرفين الأسلامين في  بريطانيا فى اواخر شهر يوليه 2011 بزعامة منظمه اسمها " الإماره الاسلاميه Islamic Emirate " اللى يقودها باكستانى متطرف اسمه " أنجم شودارى Anjem Choudaryy   " ، أصحاب الحمله عملو بوسترات و منشورات بلون اصفر مكتوب عليها " انت داخل منطقه بتحكمها الشريعه - الأحكام الاسلاميه مطبقه You are entering a Sharia-controlled zone – Islamic rules   enforced " ، و تحت الكتابه اتحطت صورالمحرمات اللى ممنوع اقترافها فى المنطقه اللى تحت الحكم و منها الموسيقا و المشروبات  الكحوليه و القمار . ) !! .   
ثالثا - بريطانيا ، تائهة في غياهب الديمقراطية ، وفي الحريات العامة ، وحقوق الأنسان ، وقوانين اللجوء ، فهي سمحت بنفسها وبسياسيها أن تضع للمتطرفين الأسلامين لبنة لكي يبنوا لهم دولة أسلامية عميقة داخل بريطانيا نفسها ، وسمحت مثلا ، للداعية الباكستاني " أنجم شودارى " ، أن يصول ويجول بلندن ، بنشر الأسلام التكفيري المتطرف ، ويدعوا الى تأييد داعش علنا ، ويدعوا للجهاد صراحة ، وأخيرا حكم عليه في 6 سبتمبر من عام 2016 ، بالسجن لمدة خمس سنوات وستة أشهر بتهمة دعمه لتنظيم الدولة الإسلامية .
رابعا - ووصل ببريطانيا الحال ، وبدافع الديمقراطية دون ضوابط !! خاصة لوضع التركيبة السكانية !! ، أن تنتخب مواطنا باكستانيا ، مسلما ، وهو " صديق خان " ، بمنصب رسمي مهم ، وهو  " عمدة لندن " ، وهذا الشخص لخلفيته الأسلامية ، والتي من الممكن أن تكون ملتزمة أسلاميا ، أن لا يصرح صراحة للأعلام بأن الذي حدث هو أرهابا أسلاميا !! ، حتى وصل الأمر بالرئيس الأمريكي ترامب ، أن يكتب على التويتر ، التالي ( 7 قتلى على الأقل و 48 مصابا في هجوم إرهابي ، وعمدة لندن / صديق خان ، يقول لا داع للقلق ! ، ثم يضيف الرئيس ترامب ( يجب علينا ألا نتبع الشكليات السياسية وأن نتطرق إلى كيفية تأمين سلامة شعوبنا ، إن لم نكن أذكياء بطريقة تعاملنا مع الأمور فإنها ستزيد سوءاً . ) ، وأرى في هذا ضربة شخصية الى أمكانية صديق خان في معالجة الوضع ! لخلفيته الأسلامية ! ، وعمدة لندن الذي نحن بصدده ، لا يرتدي " ربطة عنق " في أغلب ظهوره ، لأنها حرام !! أو غير مقبولة أسلاميا !! أو لأنها تدلل على مظهر غربي ! ، أنسى صديق خان أنه يعيش في لندن وليس في أرض تابعة لطالبان !! .                                                                                                                 خامسا - متى تصحوا بريطانيا والعالم الغربي من سباتها ، خاصة من مظاهر الأسلام المتطرف المتضخم ، والذي يتفجر عنه مستقبلا الأرهاب ، والمتمثل ب ، بناء الجوامع المثير للجدل ! / الممول سعوديا وقطريا !! ، وبغير حاجة فعلية للمصلين ! ، متى يمنع النقاب الأسلامي في العالم الغربي ! ، متى تمنع الصلاة في الشوارع ! ، متى تلغى مناطق الشريعة في بريطانيا وغيرها ! ، متى يدقق في السجلات الأمنية لللاجئين ، الذين يدخلون العالم الغربي / أشارة الى ألمانيا !! ، دون الموازنة الدينية !! ، وذلك لأن معظم اللاجئين مسلمين وعددهم يقدر بمئات الألاف ! ، علما أن المسلمين أصلا ، لم يستطيعوا التأقلم مع العالم الغربي وحضارته ! ، وحتى المولودين منهم في الغرب لم يندمجوا ، لأن عوائلهم ملتزمين أسلاميا !! ، وهؤلاء سيتولد عنهم مشاكل كارثية مستقبلا !! . 
الخاتمة :                                                                                                                       من قراءة الأحداث أعتقد أن بريطانيا في الوقت الحالي ، تمر بأسوأ وضع سياسي وأمني وأجتماعي !! ، والأمر يستلزم مراجعة دقيقة للوضع السكاني ، وهذا يتمركز ، حول الوجود الأسلامي المتفاقم ، خاصة الأسلام المتطرف الذي يولد من رحمه الأرهاب ببريطانيا وفي كل الغرب عامة ، أن التخلخل السكاني سيخلق وضعا مستقبليا ستعجز كل الحكومات عن حلحلته ، وما يحدث الأن في بريطانيا أكبر شاهد على ذلك !! ، فالوضع يحتاج قرارا ستراتيجيا جريئا وحاسما بالنسبة للتركيبة السكانية والتي باتت بريطانيا وفرنسا تعاني منه ، وستعاني منه بالمستقبل القريب ألمانيا .. ف " أفيقوا أفيقوا أيها النائمون " !!! .

 

347

                      أذا كان القرأن كلام الله ، فأذن هو كلام المسيح !! .. قراءة نقدية

أستهلال :
أذا كان القرأن هو كلام الله ، فهذه الأحجية يترتب عليها ما يلي ، فبما أن المسيح عقائديا هو كلمة الله حسب المعتقدات المسيحية والأسلامية ، فبالنتيجة  أذن .. " أن القران هو كلام المسيح " ، وهذا المستحيل بعينه ، والدليل على ذلك النصوص الأنجيلية التي تؤرخ حياة المسيح ، سيرة وفعلا وقولا وحكما ومواعظا و.. ، والتي تخالف وتناقض عقيدة القرأن ، وهذا ما سنتطرق أليه في المحور الثالث الوارد بهذا البحث المختصر .

المقدمة :
في هذا الموضوع ، سأعتمد المحاور التالية ، المحور الأول - القرأن كلام الله ، حسب المعتقد الأسلامي ، ونقلت ما جاء بهذا الصدد وفق بعض المراجع الأسلامية ، المحور الثاني - المسيح كلمة الله وفق ما جاء في النصوص المسيحية والأسلامية ، المحور الثالث – ويضم قراءتي الخاصة للموضوع ، ثم خاتمة للبحث .

المحور الأول :
حسب المعتقد الأسلامي ، أن القرأن هو كلام  الله ، ولا يأتيه التحريف أو الشك أو الخطأ أو.. ، لأنه محفوظ من قبل الله نفسه ، وقد جاء في موقعي / مركز الفتوى و الأسلام سؤال وجواب – أجمالا ونقل بتصرف ، الأتي حول هذا الموضوع :  ((  وأما كون القرآن كلام الله حقًّا فهذا مما لا شك ولا ريب فيه ، وإن الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة على ذلك كثيرة جدًّا ، منها : 1- أن الله تعالى تحدَّى الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن فعجزوا قال الله تعالى : " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ  ظهيرا  {الإسراء:88} " ، وقال أيضًا : " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {هود:13} " ، وقال سبحانه : " وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {البقرة:23} " . 2- أن الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ كتابه عن التحريف والتبديل والزيادة والنقصان ، فقال عزَّ من قائل : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ / سورة الحجر . " 3- أن البشر مهما أوتوا من العلم والفهم وقوة الإدراك ، فلا بد أن يقع منهم الخطأ والسهو والنسيان ، قال عزَّ من قائل : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيرا {النساء:82} " ، وقال أيضًا : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ {فصلت : 41 ، 42} " . 4- بلوغ القرآن الغاية في البلاغة من أوله إلى آخره بلا تفاوت ، حتى في ذكره للأحكام والحدود ؛ مما يدل على أنه ليس بكلام البشر . 5- الإعجاز الباهر الذي اشتمل عليه القرآن في أمر التشريع . 6- إخبار القرآن بأمور غيبية لا يمكن للعقل أن يستقل بإدراكها ، 7- ما حكاه القرآن عن أخبار الأمم الماضية وتفاصيل ما حصل لهم مما لم يكن الوقوف عليه لولا ذِكره في القرآن ... )) ، هذا ملخص ما ورد في هذين الموقعين بهذا الخصوص !! ، وسوف لن أناقشها ولن أحاججها لأن هذا ليس موضوعنا الذي نحن بصدده .

المحور الثاني :
المسيح كلمة الله حسب المعتقد الأسلامي : فقد جاء في lkalema.net/alahwahedfisalos/1x36.ht
((  يشهد القرآن بكل وضوح أن المسيح هو كلمة الله . يتضح ذلك مما يلي :  1_سورة النساء آية 171: " إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته . 2_سورة آل عمران آية 39: ( إن الله يبشرك بيحيى / أي يوحنا المعمدان ، ( … مصدقاً بكلمة من الله ) . 3- وقد فسر الإمام أبو السعود ذلك بقوله ( مصدقاً بكلمة الله أي  بعيسى عليه السلام …  إذ قيل إنه أول من آمن به وصدق بأنه كلمة الله وروح منه . 4-  وقال السدى : لقيت أم يحيى أم عيسى فقالت يا مريم أشعرت بحبلى ، فقالت مريم وأنا أيضاً حبلى ،  قالت ( أم يحيى ) إني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك فذلك قوله تعالى ( مصدقاً بكلمة من الله ) .  ( تفسير أبى السعود محمد بن محمد العمادي ص 233 ) . 5_ سورة آل عمران آيه 45 " إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم " ولعلك تلاحظ إشارته إلى الكلمة  " بضمير مذكر في قوله بكلمة منه اسمه "  ولم يقل "بكلمة منه اسمها ". أليس في ذلك دلالة واضحة على أنه لا يقصد بها مجرد كلمة عادية بل إن كلمة الله الذي لا تنفصل عنه قد تجلى في جسد المسيح وهذا ما يؤكده أحد علماء المسلمين وهو :  6- الشيخ محي الدين العربي ، إذ قال : الكلمة هي الله متجلياً  وهي عين الذات الإلهية لا غيرها . ( كتاب فصوص الحكم الجزء الثاني صفحة  35 ) . وقال أيضاً " الكلمة هي اللاهوت " / صفحة  13 . )) .. أما في موقع " أتباع المرسلين " فقد جاء التالي / نقل بتصرف (( فقد لقب إبراهيم خليل الله ، وموسى كليم الله ، أما المسيح فافضل من كل هؤلاء...إنه الكلمة لا الكليم . يؤمن المسلمون أن القرى كلمة الله مسطور فى معانى ويؤمن المسيحيون أن المسيح كلمة الله متجسدا فى بشريتنا والمسيح هو الوحيد الذى لقب باسم كلمة الله فى الأنجيل والقرآن . لذا فموسى كلم الله فما لأذن ، وسمع صوته ذاته فى عوسجة تحترق ، وأخبر بنى إسرائيل بما سمع وبما رأى . ومحمد كان يخبر شعبه بما يأتيه من الله عن طريق جبريل ، أما المسيح فنطق من ذاته ، لا عن طريق جبريل كمحمد ولا بما سمعه كموسى . لكن ليس المسيح كلمة الله لأنه نطق بكلمة الله أو لأنه خلق بمنطوق كن من الله.  إنما المسيح كلمة الله لأنه عقل الله الناطق ونطق الله العاقل . وكعدم انفصال العقل عن صاحبه وكان أرتباط المسيح بالله الآب فى وحدة ثالوثية " وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يو5: 7). يرى القرى فى السيد المسيح أنه ( كلمة الله وروح منه ) . )) .
** المسيح كلمة الله حسب المعتقد المسيحي : أعتقد أن أنجيل يوحنا يعطينا ملخصا ونتيجة  لكل تساؤلاتنا ، فالأية التالية ، هي الجواب (  فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ الله .أنجيل يوحنا 1:1  ) ، أما في موقع www.thegrace.com/magazine/issue01/a_quira.htm  - نقل بتصرف ، فيعطي شهادة يوحنا المعمدان / يحيى ، حول الموضوع .. ((  في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله . هذا كان في البدء عند الله . كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان . فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس . والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا . هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته . لم يكن هو النور بل ليشهد للنور . كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آتيا الى العالم . كان في العالم وكوّن العالم به ولم يعرفه العالم . الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله . واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه . الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله والكلمة صار جسدا وحلّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا . يوحنا شهد له ونادى قائلا هذا هو الذي قلت عنه ان الذي يأتي بعدي صار قدامي لانه كان قبلي . ومن ملئه نحن جميعا اخذنا . ونعمة فوق نعمة . لان الناموس بموسى اعطي . اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا . الله لم يره احد قط . الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر .. )) .                                     

المحور الثالث / قراءتي الخاصة :                                                                                                    بالرغم من كون أن " المسيح هو كلمة الله " حسب النصوص المسيحية والأسلامية ، والمفروض أن يكون هو العقل الناطق لله تعالى ، وهو أيضا / أي المسيح " كلمة الله لأنه عقل الله الناطق ونطق الله العاقل . وكعدم انفصال العقل عن صاحبه " ، فكان من الطبيعي أن يكون المسيح كلمة الله في القرأن أيضا ، ولكن المسيح كطريق وحياة وممارسة ونهج وسيرة ، تختلف بل على طرفي نقيض مع القرأن نصا وعقيدة وفكرا وفعلا ، لأسباب كثيرة منها: أولا - هناك الموعظة على الجبل / من أنجيل متى الأصحاح الخامس ، أرى انها تلخص بشكل أو بأخر ، المسيح فكرا وعقيدة ، التي لا تلتقي مع العقائد الأسلامية ، نصوصا وسنة وأحاديث ، فمن الموقع التالي أنقل فقراتا مختارة  منها  www.marnarsay.com/Salawat/mawitha.html : الموعظة على الجبل (( 1لَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ . 2 فَفتحَ فاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلاً : 3 « طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ . 4 طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ . 5 طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ . 6 طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. 7 طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. 8 طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ . 9 طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَم ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ. 10 طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 11 طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ . 12 اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا ، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُم .  «)) . ثانيا – في أنجيل متى ، يسرد لنا أية تستوجب الوقوف عندها وهي (  أما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشرير ، بل من لطمك على خدك الأيمن ، فأعرض له الآخر . ومن أراد أن يحاكمك ليأخذ قميصك فاترك له رداءك أيضاً ومن سخرك أن تسير معه ميلاً واحداً فسر معه ميلين ( متى 5 :37 -41)  ، وهي أيضا تعطي مؤشرات سلمية لا عنفية بعيدة عن الانتقام والتوحش ، والأية بها كما كبيرا وهائلا من التسامح يكاد أن يكون معدوما في عصرنا الحالي ، ولكن هذه هي المسيحية في فكر وسيرة المسيح ، وأذا قورنت مثلا بالأية التالية من سورة البقرة ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ /191 ) ، نلاحظ تباعدا فكريا لا يمكن وصفه في الفعل والقول والوعيد ، وبالرغم مما قيل من قبل الكثير من المفسرين في تفسير هاتين الأيتين مسيحيا وأسلاميا ، ولكني في هذا لبحث أنظر فقط الى التباين المتناقض في النبع الفكري للأيتين ! . ثالثا - يوجد بعضا من النصوص ، بينة واضحة لا تقبل النقاش أو التفسير والأجتهاد ، والتي تؤكد أن القران ليس من كلام الله ، أي كلمة الله " المسيح " ، فمن موقع الحياة – التجريبي ، أنقل التالي:    (  يروى أن جماعة متعصبة من الكتبة قبضوا على امرأة متلبسة بخطيئة ، فأحضروها إلى المسيح عليه السلام ليروا حكمه عليها ، وكان في حكم الشريعة يجب رجمها ، لكن المسيح قال لهم : «من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر» ، وعندما خرجوا وبقي يسوع قال لها: «أما أدانك أحد» ، فقالت : «لا يا سيد»، فقال لها: «ولا أنا أدينك ، اذهبي بسلام ولا تخطئي أيضاً». ) ،  ولكن النص القراني يذهب الى منحى أخر في معالجة هذه القضية ! ، وفق الأية التالية : ( الزَّانِيَةُ ‏وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ ‏جَلْدَةٍ / سورة النور: 2 )  ،  فهل يعقل أن يكون كلمة الله / المسيح  ، هو الذي صاغ النص القرأني المتباين فكرا مع ما يؤمن به المسيح فعلا وحقيقة ، ومع ما وعظ به وعلم بموجبه المسيح لتلاميذه !! .                                                                   
 رابعا – أما الأية التالية ، من سورة التوبة ، ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 29 ) ، فهذه الأية تخلق مساحة موعلة من الجدل ، فكيف لكلمة الله / المسيح ، أن يجعل من أتباعه الموصوفون بالكفر ، أن يدفعوا الجزية ، مقهورون ذليلون و محتقرون !! ، هذه أشكالية أخرى تستحق التفكير العقلاني  بين الكلمة والقرأن ! . خامسا – أما النص القرأني الذي يؤكد على ( إن الدين عند الله الإسلام ) ، فهو يخلق عدة أشكاليات ألغائية للأخر ! فقد جاء في موقع / صيد الفوائد  ، الأتي ((  فإن الإسلام هو الدين الحق الذي يطلبه الله من عباده ولا يقبل منهم سواه ؛ إذ ما عداه من الدين باطل وضلال كما قال الله تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام  ) وقال :   (  ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) وهذا من حقائق الدين الواضحة الجلية التي يؤمن بها كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. )) ، وسائل يسأل ما هو موقف كلمة الله / المسيح ، الذي جاء بالمسيحية ! الذي ألغي دينه عقائدا وفكرا وطقوسا حسب النص القرأني ، ومن جهة أخرى ، كيف للمسيح / كلمة لله ، أن يقرر على ألغاء نفسه بنفسه !! . سادسا – عندما يكون العقل الناطق لله / المسيح ، أن ينطق بموضوع ، فأرى أن يمثل عقلانية الناطق بأسم الله نفسه ، وأرى عامة ، هناك خلاف عقائدي بين القرأن وعقل الله / المسيح ، وهذا الموضوع واسع جدا ، وأنا سأختار موضوعا محددا يتعلق بالمرأة ، وأرى في طرحه كنموذج يكرز في أختلاف الفكر والنهج والعقيدة بين القرأن وكلمة الله / المسيح ، ففي سورة النساء ، تشير الى تعدد الزوجات / وطأ النساء ، بشكل مطلق ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا / ( 3  ، وبعد ذلك أية أخرى تشير الى الطلاق ( الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بأحسان / سورة البقرة: 229 ) ، إلى قوله :  (  فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ / سورة البقرة:230 ) ، بينما كلمة الله / المسيح ، في هذه العقيدة ، لا يوجد في نهجه ، لا تعدد للزوجات ولا طلاق ، وهذا موضح في الآية (مت 18:18: "  كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ قد تم ربطه ( قبلاً ) فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ قد تم حله ( قبلاً ) فِي السَّمَاءِ" ) ، ويجيب المسيح حول موضوع الطلاق بما يلي (  إنجيل متى 19: 8  قَالَ لَهُمْ : «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا ) ، لأجله أرى ، أستحالة كون المسيح كلمة الله أن يكون هو الكلام المثبت في القرأن !! .

الخاتمة :
أخيرا ، اذا كان المسيح وهو كلمة الله ، وعقل الله الناطق ، بكل فكره وكلامه ، لا يتفق سيرة ونهجا وعقائدا مع النص القراني ، أذن القرأن من أي كلمة لله كتب أو أوحي به !! ، ويجيب أخر ، من الممكن أن يكون كلام الله هو المنقول من " جبريل " ، وهنا نجيب ، هل لله كلمتين أي " المسيح وجبريل " ، أو لدى الله كلمة واحدة وهي المسيح فقط ، الذي قال عنه النص القرأني في سورة النساء آية 171: " إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته  " ، فالقرأن لم يقل  " أحد كلمتيه " / أي المسيح وجبريل ، بل قال " كلمته " أي المسيح فقط ، وهنا نحن أيضا أمام أشكالية كبرى ، بل كارثية ، وهي كيف أن القرأن كلام الله !! وفكر نصوصه وتفسيرها لا ينطبق على فكر وحياة وفعل المسيح الذي هو كلمة الله !! وهو عقل الله الناطق ، الذي كان من المفروض أن يسطر به القرأن ، وهنا تأخذنا التساؤلات الى البداية مرة أخرى ، والى نفس السؤال والجواب التقليدي ، الحاضر دائما في الذهن ، أذا ألغيت كل هذه الأحتمالات والتساؤلات والافتراضات والنظريات ،  فمن أي كلام كتب القرأن !!! .                                                                                                                                 

348
                                         الأقباط يتعمذون بالدم 

أستهلال :
إن كلمة ( معموذية ) بحد ذاتها تعني ( اغتسالا ) أو ( تطهيرا ) والمقصود هو ( عماذ الشيء ، أي الأساس ) ، فالمعموذية أذن تعني الأمر الذي يعتبر من الأساسيات للعقيدة المسيحية ، إن ( المعموذية ) هي طقس الغسل بالماء - التطهير الديني . / نقل من موقع مسيحي دوت كوم .                                                                                  الخبر :                                                                                                                                       طالعتنا الأخبار ، بمجزرة جديدة لأقباط مصر ( حيث قالت وكالات الأنباء ومنها CNN & BBC   أنه في يوم 26.05.2017 الجمعة ، قتل 29 شخصا وأصيب أكثر من عشرين شخصا ، بينهم نساء وأطفال في حادث إطلاق نار على حافلة تقل أقباطا في محافظة المنيا . وقال تنظيم داعش في بيان على تطبيق تليجرام " قامت مفرزة أمنية من جنود الخلافة بنصب كمين محكم لعشرات النصارى" غربي مدينة المنيا عاصمة المحافظة . وأضاف أن مقاتليه أحرقوا إحدى سيارات المسيحيين . في غضون ذلك ، واصل الطيران الحربي المصري تنفيذ عمليات قصف في ليبيا ، بحسب وسائل إعلام مصرية . وشن الجيش المصري غارات جوية على درنة شرق ليبيا قال إنها استهدفت معسكرات تدريب إرهابيين وجاءت ثأرا لضحايا المنيا .. ) .                                                                       القراءة :                                                                                                                                     كنت قد نويت أن أمتنع عن الكتابة والتعليق على أحداث أقباط مصر ، وذلك لأني على يقين من أن كل المعطيات تشير الى أن أستهداف أقباط مصر مستمر ، ولكن الحدث الأخير ، كان الأفظع ، لذا كان هذا المقال :                                                                1 . أولا ، أن كل رسائل وبيانات الشجب والأستنكار ، المصرية خاصة / الأزهر و الأوقاف ودائرة الأفتاء وكل المؤسسات والهيئات الأسلامية ، سوف لن أعقب عليها ، لأن رسائلهم مجرد عمل روتيني ، دون تأثير وبلا فعالية ، لذا أرى أن مصيرها هو سلة المهملات ، لأنهم طرف مؤثر في قضية أضطهاد الأقباط !! ، ولكن من الواجب أن أشيد من جانب ثان ، ببعض قنوات الاعلام المصري ، كبرنامج " أخر النهار " على قناة النهار المصرية ، الذي كشف المستور ، وفضح الكثير من الشخصيات الأسلامية ، كالدعاة ، محمد حسان والحويني وغيرهم .                                                                                                                 2 . من مجرى كل ما حدث من تفجيرات بكنائس وأديرة وممتلكات الأقباط ، وكل الأغتيالات وعمليات التهجير التي كانت تستهدفهم بالتحديد ، فأن واقع ما يجري يدلل على أن الأقباط " مشروع شهادة " في مصر ، وكل هذا مخطط له ، من أجل أخراجهم من مصر !! .                                                                                                                                   3 . العملية الأخيرة ، ليست الفريدة في وحشيتها !! ، لأن ما حدث سابقا في الكنيسة المرقسية والبطرسية ، كان أيضا شنيعا ! ، ولكن أرى أن تزامن العملية مع شهر رمضان يؤشر على تأكيد للنص القرأني / دون الخوض في معرفة سبب نزول الأيات وتفاسير المفسرين ! ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ / 191 سورة البقرة ) . ولكن نفس السورة تقول بأية لاحقة ( فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُم / 194 سورة البقرة ) ، وهنا نبين أن الأقباط ليس بمعتدين ، فلم كانت العمليات الأجرامية بحقهم !! .                                                                      4 . لا تدينوا ولا تسنكروا ولا تشجبوا ، بل جففوا ينابيع الأرهاب المتوحش الذي يغذيه الموروث الأسلامي الدموي ، ولا تقطعوا يد السارق ، لأن بعض السراق يسرقون من أجل لقمة العيش ، بل أقطعوا كل أيادي وألسنة دعاة الفتنة وكل شيوخ فتاوى الجهاد والتحريض والتكفير .                                                                                    5 . أن الحكومة  المصرية تحاول !! / قدر أستطاعتها ، السيطرة على الأرهاب والمتطرفين ،  ولكن واقعيا ، هذا شبه مستحيل وذلك لأن الأرهاب ليس مصريا تماما ! ، لأن تغذيته المالية قطرية وتركية ، والأرهابيين يتلقون دعما لوجستيا أضافة الى التدريبات العسكرية في دول متعددة أضافة الى مصر ، ك " ليبيا وقطر وتركيا وغيرها " .             6 . ليس من حل سوى : " فلترة الأزهر " أماما وشيوخا ومناهجا !! ، وألغاء كل برامج الدعاة ، وكل القنوات الدينية المتطرفة ، وحل الأحزاب الدينية ، والسيطرة على المطبوعات الدينية التكفيرية ، وأخلائها من السوق ، وألغاء الدستور وأبداله بدستور ملهم من القوانين المدنية .                                                                                                      7. هل من الممكن  أن نتصور مصر بدون أقباط  ، وجذورهم غائرة بالعمق في تأريخ أرض مصر، قبل أن يغزوها عمرو بن العاص عام 642 م ، أن الأقباط هم الأصل ، فكيف يرمى الأصل خارج مصر !! .                                                                                                                                      8 . الدم الذي تعمذ به الأقباط في المنيا ، لا أرى أنه سوف يضعف من أرتباطهم بالسيد المسيح ، بل سيعمق من الأنتماء العميق بمسيحيتهم وبصليبهم وبدينهم ، ويزيد من أواصر العلاقة الدنيوية كأقباط بمخلصهم السماوي .

349
                   مناظرة حداثوية بين " أيات القتل " و " الوليمة الطوطمية " لفرويد

المقدمة :     
    تشكل المسيرة الدنيوية / الحياتية ، للمجموعات البشرية معادلة قطباها الحياة و الموت ، هذه المعادلة تتواجد في معترك كم من المتغيرات الزمانية و المكانية ، والتي تؤثر على تفاعلها قوى خارقة مجهولة من الغيبيات والماورائيات / والله أحدها ، ولولا لجوء الأنسان للقتل / بدءا من قتل قابيل أخيه هابيل حسب المعتقد الديني ، لكانت حياة أي فرد ضمن المجموعة البشرية تنتهي بالموت الطبيعي حتما ، ومن هنا / أي من حادثة القتل البدائية الأولى ، أتجه الأنسان لتحقيق مأربه وغاياته وأهدافه ومنها الدعوة الدينية .. الى وسائل عديدة منها     " القتل " ، في حال فشله في تحقيق هذه المأرب بوسائل أخرى كالأرضاء أو الأقناع  أو التفاهم أو القبول .. ، وليس من نص ديني أستخدم القتل في سرده كالأسلام ، هذا هو موضوع بحثنا المختصر : " أيات القتل " في    " النص القرأني " ، وأقرنت على هذه العلاقة ، عامل أخر ، وهو تأثير المدرسة النفسية ل " سيغموند فرويد " (*) ، من أجل قراءة حداثوية للنص القراني ، من منظور نفسي ، بالرغم من وجود / فاصل تأريخي ، فترة زمنية واسعة ، بين أكتمال النص القرأني وفرويد ، تمتد لأكثر من 13 قرنا  ! .

مرجع البحث :                                                                                                                                       وحتى نخرج من الدائرة الأيدولوجية العامة للقتل ، المتعارف عليها ، والذي تعرف القتل ( على أنه عملية أنهاء  حياة  كائن حي بإرادة آخر ) ،  سأنهج منحا أخر مرتبطا وفق مسار المدرسة الفرويدية ، حيث سأقوم في مقدمة البحث ، بنقل  فقرات مختارة من مقال ل " محمد الأمين سريدي " ، بعنوان ( الأسس الرمزية والأسطورية لنشاة الأخلاق في سيكولوجيا فرويد ) منشور في موقع أكاديمية علم النفس ، لتكون مرجعا لبحثي المختصر ، المقال يحدثنا في جزئية منه عن (( الوليمة الطوطمية:  يستلهم فرويد أسطورة القتل الأول ( الوليمة الطوطمية ) في استكشاف المنشأ الأول للأخلاق الإنسانية ، وتفيد هذه الأسطورة أن جماعة من البدائيين في الغاب الأول ، يحكمها أب ذكر قوي ، كان قد استحوذ على نساء القبيلة جميعهن ، وفرض نظاما من التحريم الجنسي الصارم على أبنائه وأفراد العشيرة ، وتحت تأثير القمع المستمر ، والكبت الشديد لدوافع الأبناء وميولهم الجنسية ، غضب الأبناء ، وثاروا على أبيهم ، فقتلوه والتهموه ، وعلى الأثر ، وقع الأبناء في صراع مميت على تركة الأب ، فدبت الفوضى بينهم ، ونشب الصراع المميت ، فاقتتل الأخوة ، وسفكت الدماء ، في ظل غياب سلطة الأب وهيبته وانهيار النظام الذي وضعه.  يتناول فرويد الطابع الرمزي لهذه الأسطورة ، ويعمل على تفكيك عناصرها الرمزية على نحو سيكولوجي . فالأبناء - كما يرى فرويد في هذه الأسطورة - كانوا يناصبون أباهم المتسلط الكراهية والعداء ، نظرا للتحريم الجنسي الصارم الذي فرضه عليهم ، ولكنهم في الوقت نفسه كانوا يدينون له بالحب والولاء والتقدير والإعجاب ، إذ كان الأب لهم نموذجا وقدوة ، يتماهون به ، وينشدون صورته. وعندما وضعوا نهاية مأساوية لوجوده (=قتله) ، كابدهم الندم ، وأشقاهم الألم ، فأقاموا تحت تأثير هذا الندم والحزن طقوسا "طوطمية"  تكريما للأب ، وتكفيرا عن إثمهم العظيم ، وتأسيسا على هذا الموقف التكفيري أسسوا نظام التحريم ، ثم شيدوا نظاما من المقدسات ، التي حظروا بموجبها على أنفسهم ما كان الأب قد حرّمه عليهم في سابق عهدهم ، فنشأ التحريم ، وولد المقدس ، وظهر القانون ، وجرت العادات والتقاليد والأعراف على تأصيل هذه المبادئ التحريمية فنشأت القيم وظهرت الأنظمة الأخلاقية في المجتمع ..  )) .. وكما ذكرت هناك فاصلا زمنيا بين أكتمال القرأن حوالي 632 م / لو أفترصنا جدلا أن وفاة الرسول محمد هو زمن أكتمال القرأن ، وبين وفاة فرويد 1939 م / رائد المدرسة النفسية ، يبلغ 1307 عاما بين الحقبتين ، هذا أولا ، كما أنني لا أتكلم على تأثر النص القراني بالمدرسة الفرويدية / حيث أن القران أكتمل قبل أكثر من 13 قرنا من وفاة فرويد ، هذا  ثانيا ، في هذا البحث المختصر ، وددت أن أبين علاقة  الأيات / النص القرأني ، التي تحرض أو تدعوا للقتل بالمدرسة الفرويدية ، هذا ثالثا ، أذن لا أستطيع أن أقول تأثر النص القراني بالمدرسة الفرويدية ، لأن المتأثر النص القرأني  سبق المؤثر المدرسة الفرويدية ! ، ولكني بينت نوعا من التشابه و التواتر و التخاطر بين " الوليمة الطوطمية لفرويد " وبين " أيات القتل " ، وكما تدعى عند بعض الدارسين و المهتمين بأيات السيف ، هذا رابعا .

النص :
بالرغم من أن القتل مرفوض أخلاقيا ، حيث أن قتل النفس / مهما كان دينها أو مذهبها ، بغير حق يعتبر جريمة نكراء يستحق القاتل بها العقاب ، وهي جريمة حسب كل الأعراف و التقاليد ، وبالرغم من شناعتها إلا أنها تتوالى عبر العصور ، وتتكرر بتعاقب الأجيال .. ، علما أنه حتى الاعدام / القتل ، ألغي في كثير من البلدان ، .. وبالرغم من أن بعض الأحاديث تنهى عن القتل كما جاء بالحديث التالي المنقول عن موقع / أهل السنة و الجماعة  ( .. وفي الحديث المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ : " اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَات". ) ، ولكن نرى من جانب أخر أن القتل أسلاميا له أسبابه ، ففي باب الجهاد ، مثلا ، جاء التالي ( ثم إنه ينبغي أن يعلم أن غاية الجهاد ليست قتل غير المسلمين ! وإنما هو من باب إزالة العوائق أمام دعوة الناس للدين الحق ، ولذلك يبتدأ بالدعوة والبيان قبل نصب القتال . جاء في الموسوعة الفقهية : يجب على المسلمين دعوة الكفار إلى الإسلام ؛ لقول الله تبارك وتعالى : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ـ ولا يقاتلون قبل الدعوة إلى الإسلام ؛ لأن قتال الكفار لم يفرض لعين القتال ، بل للدعوة إلى الإسلام . والدعوة دعوتان : دعوة بالبنان وهي القتال ، ودعوة بالبيان وهو اللسان ، وذلك  بالتبليغ )  / نقل بتصرف من موقع أسلام ويب ، هنا أذا رجعنا الى المقدمة أعلاه ، والتي بينت بها ، أن نهج القتل يكون وسيلة ، في حالة غياب الرضا و القبول .. ، فالقتل هنا مؤكد جاء بدافع معين وهو نشر الدين أي الدعوة لنشر الأسلام ، وتثبيت الأسلام بكل السبل والطرق ، حتى أن كانت تلك الطريقة هي " القتل " ، أي الدعوة للقتل في سبيل غاية معينة وهي نشر الدين !! ، من هنا كانت أيات القتل في القرأن ..                   
** ومن بعض النصوص القرانية ، التي تدعوا الى القتل ، أو تشير أليه بالمضمون أو بالمعنى .. الأتي :                         سورة التوبة الاية 5 ( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ،  سورة التوبة الأية 29  ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) . سورة الانفال الاية 12 ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ) 
سورة الانفال الاية 39 ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
سورة الانفال الاية 60 ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) .. سورة محمد الاية 4 ( فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ) . نقل بتصرف من الموقع التالي  islameyat.blogspot.de/.../blog-post_11425514427835 .                                                                                               ** ومن بعض الأحاديث التي تدعوا أو تحرض على القتل .. الأتي :
((  فقد جعل الله لدماء الناس وأموالهم حرمة ومكانة عظيمة ، وجعل لهذه الحرمة والمكانة أسباباً ، أهمها وأولاها : الإسلام فإذا أسلم الإنسان حرم دمه وماله ، إلا إذا اقترف ما يبيح دمه أو ماله ، قال الرسول : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله " متفق عليه من حديث ابن عمر - البخاري كتاب : الإيمان ، رقم الحديث (25) ، ومسلم كتاب : الإيمان رقم الحديث (22) واللفظ لمسلم .. )) . نقل بتصرف من موقع / طريق التوبة . وحديث (( " والذي نفس محمد بيده ، لقد جئتكم بالذبح  "فالحديث صحيح ، رواه ابن أبي شيبة في المصنف ، وأحمد في المسند ، والبخاري في خلق أفعال العباد ، وابن حبان في الصحيح والبيهقي وأبو  نعيم في الدلائل . وصححه الشيخ أحمد شاكر ، وحسنه الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيقهما على مسند أحمد ، وصححه الشيخ الألباني في كتابه ‏صحيح السيرة النبوية )) ، نقل بتصرف من موقع / منتدى التجديد الأسلامي .
                                                                                                                               
القراءة :   
أني أرى أن .." جانبا كبيرا من عبقرية فرويد تكمن في قدرته الهائلة على توظيف الطاقة الرمزية للأساطير في إضاءة جوانب مظلمة من النفس البشرية ، واستجواب مناطق عصيّة على الفهم في تضاريس الحياة الإنسانية ، وتتجلى ومضات هذه الطاقة الإبداعية في قدرته على استنفار الطاقة الرمزية للأساطير والاستناد إليها في تفسير خفايا الحياة الإنسانية وكشف  أسرارها  .. " / نقل بتصرف من نفس المصدر السابق ل محمد الأمين سريدي . سأقوم فيما يلي بأجراء مناظرة بين أسطورة الوليمة الطوطمية  لفرويد وما يماثلها أسلاميا من أيات القتل كمثال:  أولا ، أن الأشارة لجماعة من البدائيين في الغاب الأول ، هذا المفهوم / المفردة ، يقابله المجتمع العربي البدوي القبلي الجاهل ، في بداية زمن الدعوة المحمدية ، الذي يؤمن بالغيبيات ، مهووس بالجنس ، يمكن دفعه للغزوات عن طريق أقناعه بالخرافات / كحور العين والغنائم و السبايا .. ، وبنفس الوقت يمكن أن يثور على الحاكم حال غضبه ، ثانيا ، الأب القوي المتحكم الحاكم للبشر / أولاده ، المستحوذ ، الصارم ، الفارض للنظام ، الذي بيده مفاتيح الحرام و الحلال ، الذي يمارس سلطة القمع و الكبت .. يقابل هذا ، تلك القوة الخارقة  للماورائيات و الغيبيات / الله ، أن فرويد بين دوره في جانب من رمزيته الأسطورية بالكبت الجنسي على أبنائه فكان هذا الدور على سبيل المثال وليس الحصر ، ولو نظرنا لهذه السيطرة الخارقة القوية فهي أنما تمثل ، أن الله قد وضع حدودا لا يمكن تعديها / تخطيها من قبل أبنائه - عباده ، منها عدم الأعتداء وقتل المخالف و التعايش مع الأخر بالمطلق ، أذن كان هناك منظومة لها قيم ومبادئ ، بمعنى أو بأخر ، بها محذورات لا يمكن تخطيها وبنفس الوقت لها حدود مسموح بها ، ممكن مزاولتها ، أن الأب في الوليمة الطوطمية  يمثل الله في الأسلام / بشكل أو بأخر في صدر الدعوة المحمدية ، لأنه صمام الأمان للمنظومة البشرية ، وأني أرى ذكر ( الكبت الجنسي والأستحواذ على النساء .. ) ، فقط كان مثالا ،  ثالثا ،  أن الثورة وغضب الأبناء على أبيهم ، وقتله والتهامه ، وعلى الأثر ، وقع الأبناء في صراع مميت على تركة الأب ، فدبت الفوضى بينهم ، ونشب الصراع المميت ، فاقتتل الأخوة ، وسفكت الدماء ، في ظل غياب سلطة الأب وهيبته وانهيار النظام الذي وضعه .. أن الثورة على الأب يقابل هذا ، الثورة على القيم المتعارف عليها التي وضعها الله ، أما قتل و ألتهام الأب ، فهو مفهوم رمزي ، يشير الى ألغاء نظام و قوانين ومبادئ وضعها الأب / الله ، فكانت أيات القتل / بدلا عن القيم الأخلاقية لله ، من أجل تثبيت الدين والدعوة ، وترسيخ سلطة الرسول محمد في القبيلة ، التي كان من نتائجها سفك دماء الكفار و النصارى و اليهود والمرتدين !! / وكل من لم يؤمن بالأسلام دينا ومحمد رسولا ، وحتى قتال المسلمين فيما بينهم ، فيما بعد ، رابعا ، النظام أنتهى ولكن الأخ الأكبر / الرسول محمد ، سيطر على الأسرة / المجتمع - القبائل ، بأيات القتل وبنصوص الترغيب بالأخرة – منها الجنة وحور العين والسبايا .. ، خامسا ،  نشب القتال بين الأخوة  طمعا بالخلافة بوفاة الاخ الأكبر / الرسول محمد ، وهذا ما حصل بين الصحابة ، أثناء واقعة ( سقيفة بني ساعدة ) ، حين أعداد الرسول وتحضيره للدفن من قبل علي بن أبي طالب وأل بيته ، ثم فيما بعد بين أل البيت ومعاوية بن أبي سفيان ، ثم في مرحلة لاحقة بين الأمويين و العباسيين ، سادسا ، مرحلة الندم ، لأنهم / الأخوة ، كانوا يدينون للأب بالحب والولاء والتقدير والإعجاب ، الذي كان لهم نموذجا وقدوة ، يتماهون به ، كابدهم الندم ، وأشقاهم الألم ، فأقاموا تحت تأثير هذا الندم والحزن طقوسا " طوطمية "  تكريما للأب ، وتكفيرا عن إثمهم العظيم ، يقابل هذا أسلاميا ، حين بدأ القوم / المسلمين ، من الحكماء والعلماء و العقلاء و الفقهاء .. ، الذين ساءهم ما حصل في المجتمع ، بأعادة قيم الأب / الله ، ومنها ترسيخ الأنظمة الأخلاقية في المجتمع ، ولكن أي تجميل للصور الدامية للقتل / أيات القتل ، أصبح نوعا من العبث ، سابعا ، لذا أن أي محاولة لتأسيس نظام جديد أخر للتحريم ، وأعادة صورة الأب الذي أحبوه ، المكانة الماضوية للأب الذي أحبها الأبناء ، أصبح مستحيلا ، وأن كل محاولات التصحيح والتشكيك ببعض النصوص ، و الناسخ و المنسوخ ، وقضية الأسرائيليات ، و الأحاديث المستحدثة ، لأرجاع المجتمع الى ما هو عليه في السابق ، بالرغم من سلبياته ، باتت  جميعها حبرا على ورق ، لأن المجتمع الذي سادت به ثقافة الموت / أيات القتل ، تغيرت قيمه ومبادئه وأخلاقياته و أعرافه وتبدلت تقاليده المجتمعية ، والزمان الحالي / زمن التكفير والجهاد وألغاء الأخر والسبي .. ، لا يمكن أن ينتج عنه حالات مجتمعية أيجابية من زمن ماضوي كارثي مهووس بالجنس والقتل والغزو ونحر الرؤوس والسبي و الغنائم  ، كما أن أي مجتمع كتب تأريخه بالدم لا يمكن أن يعود الى مجتمع وردي ، لأن الذي كتب بالدم لا يمحوه سوى الدم ! .                                                                                                                                                                                           

كلمة الختام :
أني أرى عقدة نفسية مستحكمة ، بين نهج النص القرأني المعبأ فكريا بثقافة الموت و القتل ، والتوحش في أحيان أخرى ، وبين الفكر الألهي الذي يدعوا الى المحبة والتسامح و التعايش والمودة وقبول الأخر ، هذه العقدة النفسية قضت على مفهوم المحبة لدى الله أسلاميا ! ، وجعلت من كل مخالف للفكر الأسلامي يكون بمثابة كافر حسب العقيدة الأسلامية ، يجب أن يقتل أو .. ، حتى ولو كان كتابيا موحدا / اليهود و المسيحيين والصابئة .. ، وأن أي محاولة للتعايش مع الكفرة ، أصبح ضربا من المستحيل ، وهذا ما مؤكد ومثبت بالنص القرأني ، كقوله تعالى في سورة التوبة الأية 29 (  قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) ، أن قضية النص القرأني ، هي ليست الأيمان بالله أو لا ، لأن أهل الكتاب مؤمنين بالله أيضا ، ولكن القضية هي الأيمان بالأسلام وأله الأسلام والرسول محمد ، لأجل كل هذا وجدت أيات القتل ! فكان القتل هو الغاية وكان السيف هو الوسيلة .
---------------------------------------------------------------------------------------------
(*)  سيغيسموند شلومو فرويد 6 مايو 1856 - 23 سبتمبر، 1939 . طبيب نمساوي من أصل يهودي ، اختص بدراسة الطب  العصبي ، مفكر حر ، يعتبر مؤسس مدرسة التحليل النفسي وعلم النفس الحديث . اشتهر بنظريات العقل  واللاواعي ، وآلية الدفاع عن القمع ، كما اشتهر بتقنية إعادة تحديد الرغبة الجنسية والطاقة التحفيزية الأولية للحياة البشرية ، فضلا عن التقنيات العلاجية ، بما في ذلك استخدام طريقة تكوين الجمعيات وحلقات العلاج النفسي ، ونظريته من التحول في العلاقة العلاجية ، وتفسير الأحلام كمصادر للنظرة الثاقبة عن رغبات اللاوعي . / نقل بتصرف من الويكيبيديا .



 

350


                    قراءة  لحديث الشيخ سالم عبدالجليل " المسيحيين أصحاب عقيدة فاسدة "     
الخبر :                                                                                                                             طالعتنا الميديا اليوم ، بالخبر التالي - نقل بتصرف : القاهرة - مصر ، يوم الجمعة ، 12 مايو/ أيار 2017 (CNN)--  نفى وكيل وزارة الأوقاف الأسبق ، الشيخ سالم عبدالجليل ، أن يكون قد تم إيقافه عن الخطابة بالمساجد بقرار من وزير الأوقاف ، وذلك بعد حالة الجدل التي أثيرت حوله بشأن ما قاله عن المسيحيين ، وأنه ليس تابعا لوزارة الأوقاف حتى يتم إيقافه ، بحسب ما قاله ل CNN بالعربية . وبين (( .. لم يتم تأويل ما قلته على الإطلاق ، ما قلته هو ما تم تداوله ، وقلت إن " المسيحيين أصحاب عقيدة فاسدة " ، ولكن قلت في نفس الوقت " إننا نحبهم ويجب أن يكون بيننا كل الود لأنهم أخواتنا " ، ومشكلة غيري إنه يقول نفس هذا الكلام ويصمت ، فيحتمل كلامه أوجه عديدة . وقال الشيخ عبدالجليل ، إنه لم يعتذر عما قاله ، ولكنه أصدر بيانا اعتذر فيه لمن جرحوا من كلامه فقط ، لأنه مؤمن بما قاله وهذا ما جاء في القرأن ، وإنه كان يتوقع أن يحدث كلامه حالة من الجدل ولكن ليس بالشكل الذي تم . .لم أعتذر عن الكلام الذي قلته ، بل أني متمسك بكل كلمه قلتها .. ))  وللعلم ، أن الشيخ سالم عبد الجليل يقدم برنامجا يوميا على قناة " المحور" حول تفسير القرأن منذ عام ونصف العام .
القراءة :                                                                                                                                         1 . أولا ، أن الكلام الصادر عن الشيخ الازهري سالم عبد الجليل ، ينم عن شخصية مرضية ، أقل ما يقال عنه أنه مصاب  بالشيزوفرينيا / الأنفصام ، فكيف يقول الشيخ أن " المسيحيين أصحاب عقيدة فاسدة " ، ومن جهة أخرى يقول : " .. في نفس الوقت إننا نحبهم ويجب أن يكون بيننا كل الود لأنهم أخواتنا  " ، أيها الشيخ ، لم هذا التناقض والتضادد في الحديث ، كيف تحبهم وعقيدتهم فاسدة ! فالبديهي أن " الأناء ينضح بالذي فيه " أي هم أيضا فاسدين / أي المسيحيين  ، فالذي يعاشر فاسدا المفروض أن يكون مثله ! ، ومن جانب أخر أما تقلق أن يصيبك الفساد نتيجة مصاحبتك للمسيحيين الفاسدين !! .                                                                                                                      2 . تكلم الشيخ عبد الجليل عن القرأن ، وعن الألتزام بكل ما جاء به !! ، وأنه لن يخرج عنه ، وهذا كلام موضوعي وعقلاني ، لأنه مسلم ، ولكني أرى أن النص القرأني أوقعه في حيرة وشك من أمره ، هو وباقي الشيوخ ، فمن جانب يكفر النص القرأني  المسيحيين ، كالنص التالي :                                                                                                                          ( لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيم / 73 سورة المائدة ) ، ومن جانب أخر يبين مودة للمسيحيين ، كالنص التالي  :                                                                 ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ / 82 سورة المائدة ) .                             
  فأي النصين عجبا يتبع الشيخ عبد الجليل !! ، أم أنه يطبق فحوى النصين الأثنين معا ، وفي أن واحد !! .                                                                                                                                 3 . لنرجع الى حديث الشيخ عبد الجليل / في قناة المحور ، الذي أعترف به بأعتماده على مرجعية القرأن ، ألم يقرأ مثلا النصوص التالية :                                                                                                                        ( الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ . / 171 سورة النساء ) .                          ( نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَىٰةَ وَٱلْإِنجِيلَ . / 3 سورة آل عمران ) .                           ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ، ومطهرك من الذين كفروا ، وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون . / 55 سورة آل عمران ) .                     
  وهنا يتبادر للذهن التساؤل التالي : هل أن معتقد أو دين كهذا ، الذي ذكرت بحقه كل النصوص السابقة ، على سبيل المثال وليس الحصر ( بحق رسوله / المسيح – كلمة الله ، وبحق كتابه / الأنجيل ، وبحق ملة المسيح ، بأعتبارهم فوق الذين كفروا ) ، أن يكون معتقدا فاسدا !! ، وأذا كان فاسدا ! لم تذكر هكذا نصوص بحقه ! .                                                                                                     4 . الشيخ سالم عبد الجليل ، بين أيضا بحديثه أن ( مشكلة غيري إنه يقول نفس هذا الكلام ويصمت ، فيحتمل كلامه أوجه عديدة .. ) ، هذا الكلام أيضا ، أراه مأزوما  وأشكاليا ، لأن الشيخ بين وبشكل ضمني ، أن جمهور الشيوخ ، يؤيدون كلامه ، ولكنهم قد لا يجاهرون به من باب ( التقية ) !! . وهنا لا بد لنا أن نوضح ومن خلال حديث الشيخ ، مدى مقياس ( الشفافية والصدق والأمانة والوضوح ) معدوم لدى الشيخ سالم عبد الجليل ولدى باقي الشيوخ !! ، فكيف لشيوخ بهذا القدر من المستوى الفكري أن يؤتمنون على هذه الأمة ! .                                                                                   5 . أن الموروث الأسلامي ، وضع طبقة الشيوخ والمفكرين والعلماء ، أضافة الى جمهور عام المسلمين بين المطرقة والسندان ، فمن جانب هناك نصوص أيجابية نحو المسيح والمسيحيين ، ومن جانب أخر هناك نصوص تكفر ملة المسيح ، ومن ناحية ثانية ، بالنسبة للعامة هناك جانب وهو وجود ما يتطلبه المنطق والعقل من بديهيات في تقبل الأخر أو تكفيره ، وجانب ثان للعامة أيضا ، وهو أنه كيف يكفر الفرد الأخر ، وهو ممكن أن يكون صديقك أو زميلك أو جارك أو رفيقك بالوطن ، أنى أرى أن النصوص القرانية أصابت العقل والتفكير في مقتل ، فأن كفر الشيوخ المسيحيين تلك مصيبة ، لأن التكفير ضد المنطق وضد المواطنة والتعايش ، وأن لم يكفروهم ، تكون المصيبة أعظم ، لمخالفتهم النص القرأني  !! الذي يكفر المسيحيين أصلا ..  أرى ايضا ، وجود الكثير من التناقض في الموروث الأسلامي الذي أوقع المسلمين من علماء وجمهور في أشكالية فكرية وحياتية وأجتماعية معا !! .    6 . الشيخ عبد الجليل ، لم يبين ما هو الفساد الذي في عقيدة المسيحيين ، فهل هناك مثلا .. قتل وتكفير للأخر ، هل هناك حكم للردة وقطع ليد السارق وهل هناك حور العين وجهاد النكاح وهل هناك جزية وسبي .. ، أني أشعر أن الشيخ أوقع نفسه في متاهة عقلية !! .                                                                                                                         7 . هناك  تساؤل مشروع .. أذن ما جدوى اللقاء الذي تم في مصر بين ( البابا وشيخ الأزهر د . أحمد الطيب في نهاية أبريل 2017 ) ، والذي أكد الأثنين معا على التعايش والمواطنة بين المسلمين والأقباط ، كما شددا على نبذ العنف والأرهاب ، من جهة ثانية ، أن حديث الشيخ سالم عبد الجليل ، والذي جاء بعد زيارة البابا بأيام ، جاء مؤكدا ، أن النص القرأني هو الحكم ، وليس البرتوكولات الأعلامية التي ينتهي مفعولها في حينها ! مما سبق يتضح لنا ، أن كل أثر وصدى " لميديا زيارة البابا " ، ذهب تفعيلها بعد أن وضع البابا  قدميه على طائرة الأياب الى الفاتيكان!
خاتمة :                                                                                                                                        تأسيسا لكل ما سبق ، أذا أردنا قبول الأخر والحد من مبدأ تكفير المخالف ونبذ العنف والأرهاب ، أرى أن المرحلة الحالية لا تحتاج الى تجديد ( الخطاب الديني ) فقط ، وأنما تحتاج الى ( تجديد العقلية الفكرية لرجال الدين ) الذين لا زالوا يتخبطون بالفكر الماضوي للأسلام ، وهذا الأمر يحتاج بالنتيجة الى ( تنقية نصوص الموروث الأسلامي ) ، وهذه ثورة دينية ، مسؤوليتها العقائية أضخم  وأكبر من طبقة رجال الدين الحاليين !! الذين يمارسون التجارة بالدين !! .



351
                              بناء المساجد بين الحاجة العقائدية والغاية الخفية
                         مع أستطراد للدور السعودي في بناء المساجد في بنغلاديش

المقدمة :                                                                                                                           نشرت وكالةBBC   في 26.04.2017 الخبر التالي (( وافقت بنغلاديش على مشروع لبناء مئات المساجد بتمويل من السعودية قيمته نحو مليار دولار ، بحسب مسؤول بنغالي.  ويثير المشروع الجديد مخاوف الأقليات في البلاد التي تخشى من أن يُستخدم في نشر الأفكار المتشددة . وتعتزم الحكومة بناء 560 مسجدا وهو ما يعني تشييد مسجد في كل مدينة في أنحاء البلاد ، في وقت تحاول الإدارة العلمانية في البلاد كسب ود الجماعات الإسلامية قبل الانتخابات . وقال مصطفى كمال ، وزير التخطيط البنغالي ، إن رئيسة الوزراء  " الشيخة حسينة " ، بحثت تمويل السعودية للمشروع خلال زيارتها الرياض ، العام الماضي . وسيكون للسعودية نصيب الأسد من المشروع البالغ تكلفته الإجمالية 1.07 مليار دولار . وقال رئيس المؤسسة الإسلامية الحكومية ، شميم أفضل : " إنها فكرة رائعة لنشر المعرفة الحقيقية للإسلام " ، فيما قال رسول الحق شاندبوري من فيدرالية تمثل الصوفيين البنغال إنه  " لا مبرر لبناء هذه المساجد الجديدة ، وقد تُستعمل لنشر الوهابية " حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية . )) .

القراءة :
1 . بات الدور السعودي واضحا وجليا للعيان ، وهو أن هم السعودية ليس الدين بحد ذاته ، بل همها نشر المذهب الوهابي تحديدا الذي تنهجه / وهو مذهب متشدد  متزمت تكفيري متطرف ، وتستقي من أفكار هذا المذهب معظم المنظمات الأرهابية / كالقاعدة وداعش والنصرة و.. ، شرعية كل عملياتها ، من قتل وصلب وحرق وسحل وتسمير عيون ..
2 . لا زالت السعودية تمارس دورها الدولي المشبوه ، وذلك بتقويض العملية السلمية عالميا ، عن طريق بناء المساجد والمؤسسات الأسلامية ، ومن ثم تعمل على أرسال الدعاة الوهابيين ، أمثال محمد العريفي ، عائض القرني وعبد الرحمن البراك وغيرهم ، من أجل نشر المذهب الوهابي في رواد هذه المساجد ، وهذا يعمل بالنتيجة الى حث ودفع تجنيد المتطوعين الجهاديين الى كل بقاع العالم ، ليست الدول العربية فقط بل حتى الدول الغربية ، عدا أسرائيل !  .                                                                                                                        3 . أن بناء مساجد في بنغلاديش ، سيعمل منها نسخة طبق الأصل كأفغانستان بالتحديد ، وهذا سيعمل على نمو مطرد في تجنبد الجهاديين ، وفي هذا البلد بالذات .                                                                                    4 . أن النظرة المستقبلية الى عملية بناء المساجد في بنغلاديش من قبل السعودية سيبين مدى الخراب الذي سيحصل بالأمن والسلم العالمي ، من خلال توليد الأرهابيين الجهاديين والمتطرفين فكريا !!  .                                5 . كان الأجدر بالسعودية ، أن تساهم بأموالها المستحصلة من بيع النفط وأيراد الحج والعمرة ، بسد فجوة الخلل بالأمن الغذائي العالمي ، خاصة بالدول الأفريقية ، وأن تسعى مثلا الى الحد من الخلل الصحي بالعالم ، كالمساهمة في تمويل البحوث الطبية للأمراض المستعصية ، أو المساهمة في برامج محو الأمية ، كشراء حقيبة دراسية لكل طالب ، بدلا من حزام ناسف ، أو المساهمة في الحد من أزمة السكن للدول الفقيرة ، بدلا من السكن بالعراء ، ولكننا نلحظ أن توجهات السعودية دائما تتجه نحو تفعيل الحروب والأزمات والصراعات الطائفية ، وأكبر مثال على ذلك دورها ، مثلا ، في سوريا واليمن والعراق ..

 

352
                                  قراءة نقدية حول موضوعة " هل كان الرسول أميا "

أستهلال :
      في هذا المقام لا أستطيع أن أوكد من أن الرسول كان أميا ، وبذات النفس سأحاول أن أبين أن  الرسول لا بد أن يكون متعلما / يقرأ ويكتب ، وسأبذل جهدي المتواضع لأعلن الحد / نقدا ، على معلومة عمرها التأريخي أكثر من 14 قرنا .. وبالحالتين سأتبع الأية التالية : قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين –  111سورة البقرة .

المقدمة :
أن الكثير من الاحاديث الأسلامية  تحدثنا عن نزول الوحي على الرسول محمد  ، منها : ( حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏اللَّيْثُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُقَيْلٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ‏ ‏أَنَّهَا قَالَتْ ‏ ‏أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏‏مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ ‏ ‏فَلَقِ ‏ ‏الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو ‏ ‏بِغَارِ حِرَاءٍ ‏ ‏فَيَتَحَنَّثُ ‏ ‏فِيهِ ‏ ‏وَهُوَ التَّعَبُّدُ ‏ ‏اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ ‏ ‏قَبْلَ أَنْ ‏ ‏يَنْزِعَ ‏ ‏إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى ‏ ‏خَدِيجَةَ ‏ ‏فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي ‏ ‏غَارِ حِرَاءٍ ‏ ‏فَجَاءَهُ ‏ ‏الْمَلَكُ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ قَالَ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏ ‏حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏ ‏الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏ ‏الثَّالِثَةَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ : " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ ‏ ‏عَلَقٍ ‏ ‏اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ .. " ) / نقل بتصرف ، عن فتح الباري -   حديث 3 ، موقع أسلام ويب .. وفي حديث ثان ، أنه (( ... جاء وقال له : اقرأ ، فقال : ما أنا بقارئ ، فاخذه فغطه حتى بلغ به الجهد ، ثم أرسله فقال : اقرأ ، فقال : ما أنا بقارئ ، فأخذه فغطه . . . وفي الثانية قال له : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ . . . ) ، فرجع الرسول إلى زوجته خديجه يرجف فؤاده وقال : زملوني زملوني ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، وقال لخديجة : خشيت على نفسي .. وفي ثانية قال لخديجة : اخشى ان تكون في جنن .. ! )) عن أم المؤمنين عائشة / السيد مرتضى العسكري ج 2  ص 285  – شبكة الشيعة العالمية .. فبدلالة الحديثين الصحيحين يتبين لنا أن الرسول لا يقرأ ولا يكتب أي أنه  " أمي " .

النص :
أرى أن بعض الدلائل والوقائع والشواهد والحوادث .. ، سمها ما شئت ، تشير بشكل أو بأخر أن الرسول ، ليس من الممكن أن يكون أميا جاهلا بأمور القراءة و الكتابة .. منها / على سبيل المثال وليس الحصر :
1. نقل النص القرأني من الوحي / جبريل ، بدءا من زوجته خديجة بنت خويلد أنتهاءا الى الصحابة ةالتابعين .. ثم الى عدد من الكتبة والحفاظ ، حيث أننا نتكلم عن عدد كبير من  الكم المعلوماتي مع قواعد و علوم الصرف اللغوي والنحوي ، والتي تتضمنها النصوص القرأنية  ، والتي تضم  أو تحوي بأجمالها الكلي ، الاتي :
(  عدد سور القرآن الكريم = 114 سورة  ، عدد أجزاء القرآن الكريم = 30 جزء ، عدد أحزاب القرآن الكريم = 60 حزب ، عدد آيات القرآن الكريم = 6236 آية ، عدد كلمات القرآن الكريم = 77845 كلمة ، عدد حروف القرآن الكريم = 330733 حرف .. ) /  نقل بتصرف من موقع أسئلة وأجوبة في الدين الأسلامي ، أيعقل وجود عقلية بشرية تستطيع أن تحفظ ثم تقوم بنقل  المحفوظ كموسوعة بهذا الحجم من التنوع وبلغة معقدة الى عدة جهات من المريدين ، عدة مرات ، مع تكرارها أمام الصحابة والحفاظ وآل بيته .. موسوعة بهذا الكبر وبهذا التشكيل ، هل يمكن أن تنقل من الوحي ، دون تسجيل وتدوين هذه الأيات ، على أقل تقدير ملاحظات ، لغرض نقلها الى كتبة الوحي ! هل يعقل أن يكون هذا الفرد المستمع المصغي المتلقي والحافظ والناقل لهذا الكم من السور وما تضمه من أيات أن يكون أميا ! .
2. قيادة وزعامة الصحابة ، فكر ريادي يقود صحابة بعقليات فذة ك أبوبكر وعمر وعلي وعثمان .. وغيرهم  ك      ( 1. عمار بن ياسر 2- حذيفة بن اليمان 3-خزيمة بن ثابت 4-أبو أيوب الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه و آله 5- أبو الهيثم مالك بن التيهان 6- أبي بن كعب 7- سعد بن عبادة 8- قيس بن سعد بن عبادة 9- عدي بن حاتم 10- عبادة بن الصامت 11- بلال بن رباح الحبشي 12- أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و آله 13- هاشم بن عتبة 14- عثمان بن حنيف 15- سهل بن حنيف 16- حكيم بن جبلةالعبدي 17- خالد بن سعيد بن العاص 18- ابن حصيب الأسلمي 19- هند بن أبي هالة التميمي 20- جعدة بن هبيرة 21- حجر بن عدي الكندي 22- عمرو بن حمق الخزاعي 23- جابر بن عبدالله الأنصاري 24- أبان بن سعيد بن العاص  ) / نقل من موقع السرداب الأسلامي  ، كيف يقود أميا كالرسول محمد هكذا عقليات وهكذا قادة  ، بالرغم من  أن الفرد في الجاهلية / عامة ، كان فطنا يقظا لماحا بليغا فصيحا متكلما .. ولكن كل ذلك من المؤكد أن تعززها خلفية ثقافية متعلمة .
3 . قيادة الرسول للغزوات ، قاد الرسول خلال حياته 27 غزوة ، كان أولها (  - غزوة ودان وهي غزوة الأبواء - وقعت في صفر سنة 2 هـ. - عدد المسلمين: 70 صحابيًا ، بقيادة : النبي ، وهي أول غزوة غزاها الرسول . ) أما أخرها ( - غزوة تبوك - وقعت في رجب سنة 9 هجرية- عدد المسلمين: 30000 صحابيًا، بقيادة الرسول - الأحداث والنتائج : كان بلغ النبي أن هرقل قيصر الروم يريد الإغارة على المدينة ليغسل العار الذي لحقه في واقعة مؤتة، فخرج النبي مع أصحابه إلى الثغور فأصاب الذعر الأعداء فقعدوا عن الحرب ، ثم رجع الرسول إلى المدينة . ) / نقل بتصرف من موقع قصة الأسلام - بأشراف راغب السرجاني  .. فهل من المنطق لرجل أمي أن يقود هذا الجمع من القادة  وبهذا العدد من الغزوات ، وهل من المعقول  لرجل أمي أن يسيطر وأن يخطط وأن يعبأ وأن يعد جيشا تعداده 30000 صحابيا / هذا فيما يتعلق بغزوة تبوك ، وفي نفس الوقت أن يجهز العدة وأن يوفر المال لأسلحة لهذا العدد من الأفراد الذي يعتبر كبيرا في وقته ، هكذا قيادة لا تتم ألا من قبل رجل متعلم ودارس لفنون الحرب والقيادة وهذا الأمر لا يستوي مع رجل أمي !
4. الرسول والتجارة ، كما هو متداول أن التجارة تقتضي عامة ، تسجيلا  للمدينين والدائنين وللبضائع وأتفاقات تبادل البضائع ، أضافة لفنون ومهارة البيع والشراء ، والبيع حسب المواسم وتأجيل الدفع ، وكل ذلك يحتاج الى توثيق ، أضافة الى كل ذلك معرفته بل أتقانه للعمليات الحسابية .. وليس لرجل أمي أن يقوم بهذه المهام ، وكان الرسول محمد يخرج مع عمه أبوطالب للتجارة ، (( .. انتقل الرسول بعد وفاة جده إلى دار عمه أبو طالب وكان ولقد تكفل أبي طالب برعاية الرسول ، وكان يحب ابن أخيه (محمد) حبا شديدا وكان لا يفارقه ، ولما عزم أبو طالب أن يخرج للتجارة تعلق به النبي محمد . وتذكر المصادر كان عمره ما بين تسع سنوات أو أثنى عشر سنة وقد رأى العديد من القرى والمدن خارج بلده فكان لها اثر في توسيع دائرة تفكيره واهتمامه .. )) / نقل بتصرف من موقع جامعة بابل للدراسات الأساسية ، هذه الواقعة تدلل أن الرسول منذ نعومة أظفاره مهتما بالتجارة ، ثم أكمل خبرته التجارية مع خديجة بنت خويلد وهو بالعشرينات من عمره (  قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه ، بشيء تجعله لهم ، وكانت قريش قوما تجارا ؛ فلما بلغها عن الرسول ما بلغها ، من صدق حديثه ، وعظم أمانته ، وكرم أخلاقه ، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا ، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار ، مع غلام لها يقال له ميسرة ، فقبله الرسول .. ) / نقل بتصرف من موقع نداء الأيمان - سيرة بن هشام كتاب سيرة بن هشام المسمى " السيرة النبوية " . والسؤال هل خديجة بنت خويلد تسلم مالها وتجارتها لأمي ! وهي المرأة الخبيرة بشؤون المال والتجارة ، ومما سبق يتضح  أن الرسول بقى في المجال التجاري منذ أن كان عمره 10 سنوات لغاية أن بعث حيث كان عمره 39 عاما ، وبعد البعثة ترك التجارة ( وبعد النظر في القرائن والدلائل أن يوم البعثة كان يوم 10 أغسطس سنة 610م ، وعمر الرسول بالضبط أربعين سنة قمرية وستة أشهر و12 يوماً ، وذلك نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر، و22 يوماً.. ) / نقل بتصرف من موقع مركز الفتوى – تأريخ البعثة النبوية .. المراد من كل ذلك أن الرسول عمل بالتجارة حوالي 30 عاما ، أيعقل من هذا السقف الزمني الذي يمتد لثلاث عقود ، لم يتعلم بها الرسول القراءة والكتابة ! .
5.  لله أحكامه القدسية وكلمته الألهية في أختيار أنبيائه ورسله .. أليس من الغريب والعجيب أن الله عز و جل في جهل من وضع الرسول أن كان يقرأ أو أن كان أميا وهو القائل : ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) النحل/ 40  ، و ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) يس/  82 .. أيستعصي على الله هكذا معلومة ليقول له ، وفق الحديث ( .. وقال له : اقرأ ، فقال : ما أنا بقارئ ، فاخذه فغطه حتى بلغ به الجهد .. )
، أرى هكذا أمر بعيد كل البعد عن المنطق والعقل ، لأن الله لا يحتاج الى الوحي جبريل أو لغيره ليتعرف على المستوى التعليمي للرسول !  فالدكتور أحمد صبحي منصور ، يؤكد أن الرسول لم يكن أميا (( .. إن القرأن الكريم يؤكد على أن النبي محمدا كان يقرأ ويكتب  . فأول ما نزل للقرأن هو امر إلهي : (اقرأ) ، والله تعالي لا يأمره بالقراءة إلا إذا كان قارئا .. ولانتصورعقلأ ان يقول له ربه : (اقرأ) فيرفض قائلأ : (ما انا بقارئ) ، كما لا نتصور عقلا نيا ان يكون ذلك الراوي لتلك الرواية حاضرا مع النبي محمد حين نزلت عليه الآية ، وحتى لو حضر فكيف يسمع حوار الوحي . إذن هي رواية ملفقة . والقرآن يؤكد على ان النبى محمدا  كان يقرأ القرآن من صحف مكتوب فيها القرآن : ( رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً ) "البينة 2" اى كان يتلو بنفسه من صحف ، وليس من أوراق الشجر او الاحجار او الرقاع . والقرآن يؤكد على ان النبى محمدا قبل البعثة كان لا يتلو كتبا سماوية ، وكان لا يخطها أو يكتبها ، فلما اصبح نبيا تعلم القرأة والكتابة ، واصبح يتلو القرآن ويكتب آياته ، يقول تعالى :  ( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) "العنكبوت 48". )) ، ويسترسل الدكتور منصور الى أن يقول : (( .. ويهمنا هنا ان المشركين اعترفوا بان النبى محمدا كان هو الذى يكتب القرآن بيده ، وان أصحابه كانوا لا يكتبون القرآن ، وإنما كان دورهم فى تملية النبى فقط .. أى أنه ليس هناك كتبة للوحى كما زعموا .. )) ثم يقول (( .. بل إن هناك ايات عديده تؤكد كلها ان النبى محمدا كان استاذا للمؤمنين ، يتصرف معهم كما يتصرف الاستاذ الذى يعلم التلاميذ القرآن ، يتلوه عليهم ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة .. )) / نقل بتصرف من موقع  أهل القرأن – من مقال بعنوان " النبى محمد عليه السلام كان يقرأ ويكتب ، وهو الذى كتب القرآن بنفسه " .. فالدكتور منصور لم يكتفي بأثبات أن الرسول كان قارئا ، بل أضاف بأنه كان كاتبا للقرأن !! .
6. أما معنى كلمة " النبي الأمي " ، حيث أن المعنى الحقيقي لا يدلل على أن الرسول كان لا يقرأ ولا يكتب ، ولكن هذه المفردة تشير الى الرسول الأمي الذي يخرج من غير بني إسرائيل ، وقد إستخدم الكتاب المقدس هذه التسمية وإستخدمها القرآن أيضا .. ومن موقع مركز الفتوى – أسرد هذا المقطع من أستفسار أحد السائلين حول مدى صحة أمية الرسول  / والذي يبين حول قناعة الكثير من أن الرسول لم يكن أميا ، وكان الموضوع بعنوان " أمية النبي محمد .. رؤية شرعية ، الثلاثاء 22 شوال 1427 - 14-11-2006 – حيث يقول السائل (( أن كلمة ( أمي ، أمم ) هي اصطلاح توراتي ، يهودي الأصل ، كان العبرانيون القدماء يطلقونه للدلالة به على الأفراد والجماعات والشعوب الغير إسرائيلية ، أي الغير كتابيين (الأميين) . ففي سورة آل عمران الآية 20 تأتي كلمة الأمي بمعناها الاصطلاحي قال إمام المفسرين الطبري في تفسيره للآية : وقل يا محمد للذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى ، والأميين الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب ( أأسلمتم ) ؟ . عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير: { وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين } الذين لا كتاب لهم . والأميين الذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب ، نستنج من كل ذلك أن روح القرآن بعيد عن تلك الجهة الاصطلاحية التي يراها القوم كيف والقرآن الكريم لما ذكرهم ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم ) فعالج المشكلة بقوله تعالى ( يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) فيفهم من هذا السياق أن سبب أميتهم عدم معرفتهم بالكتاب وعدم التزكية لنفوسهم ولأجل هذا الداء جاءت الرسالة بذلك الدواء .. )) . أذن أصطلاح أمي لا يعني الجاهل بأمور القراءة والكتابة كما مبين في أعلاه . 
7. جاء في سنن ابن ماجة : ( قال رسول الله ، ‏رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا " الصدقة بعشر أمثالها
والقرض بثمانية عشر " ، فقلت يا ‏ ‏جبريل ‏ ‏ما بال القرض أفضل من الصدقة قال لأن السائل يسأل وعنده والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة ) ، وهنا نتساأل كيف أستطاع الرسول قراءة هذه المقولة ، هذا أذا تغافلنا بأي لغة كتبت هذه المقولة ، وهي دليل عن أن الرسول يقرأ ويكتب .
8. فقد ورد في موقع الأسلام سؤال وجواب / نقلته بتصرف ، الأتي : (( عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا حُضِرَ النَّبِيُّ قَالَ : وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ :( هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ) قَالَ عُمَرُ : إِنَّ النَّبِيَّ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ فَحَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ ، وَاخْتَصَمُوا ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ قَالَ : ( قُومُوا عَنِّي ) قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ : إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنْ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِم  .رواه البخاري ( 6932 ) ومسلم ( 1637) . )) ، فكيف الرسول يهم بكتابة وصية وهو أمي ! ، لو كان كذلك لقال مثلا : أكتب ياهذا عني كذا و كذا !! .                                                                                                                         

الختام :                                                                                                                                            أنه ليس من المنطق الألهي والحكمة الربانية والغاية السماوية أن يرسل الله تعالى رسولا ، جاهلا أميا ، لا يقرأ ولا يكتب الدعوة لهذا الدين الجديد ، وبطون العرب ولادة بالأفذاذ والجهابذة الفصحاء ! أما ما يقوله المفسرون بخصوص هذه الجزئية " النبي الأمي "  فهو قراأتهم الماضوية للنص القرأني وهذا شأنهم وديدنهم الذين جبلوا عليه في عدم مخالفتهم للتفسير القديم الجامد للأيات والسور ، وقد جاء في " موقع مشكاة " التالي ، بخصوص نفس الجزئية أعلاه ( .. فقال له : كذبوا عليكم كيف !! والله يقول في محكم كتابه : " هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة " فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن ؟ والله لقد كان رسول الله يقرأ ويكتب بثلاث وسبعين لساناً، وإنما سُمي " الأمّي " لأنه كان من أهل مكة ! ومكة من أمهات القرى ويطلق عليها أم القرى ، وذلك قول الله عز وجل "ولينذر أم القرى ومن حولها" . .. )  ، وأرى بالمفهوم المطلق لطبقة الأنبياء والرسل أو ما دونهم ، أنه لا يمكن لجاهل أو أمي أن يدعو أمة للهداية أو لفكر بحد ذاته ، ولو حصل ذلك لولدت الأمة أجيالا من الجهلة ، على نسق هاديها  ، ولرسالة كالأسلام  خصوصية دقيقة ، حيث أن الدعوة بدأت بالهداية والغزو ، كما ذكرنا في أعلاه ، ثم توسعت  بالفتوحات ، وأنه من المؤكد تحتاج الى نبي متعلم ! لكي يسيطرعلى  دفة الامور بكل تعقيداتها ! . وبموضوع ذات صلة / بخصوص الدعاة المنتشرين في الميديا عامة .. أرى أنه حتى هؤلاء الدعاة ورجال الأسلام المتفقهين ، في دعوتهم ، كان من الممكن أن يعملوا على تصحيح معلومة ( أمية الرسول ) ، ولكنهم أبوا ذلك ، وأستمروا في طريقهم ، وذلك لأن همهم هو المتاجرة بالدين ، وهذا الذي سيؤدي الى ولادة أجيالا طرقهم أكثر ظلمة ، وذلك لأن أساس خطاب الدعاة ينم عن جهالة ، ولا يمكن أن يتعدى حدود صنمية النص الذي مضى عليه أكثر من 14 قرنا ، ومن جانب أخر ، لا يمكن لهؤلاء الدعاة أن يخاطروا بوضعهم المعنوي والمادي بأي قراءة حداثوية للنص القرأني .












   

 

353
             
                    قراءة .. في قضية " الخمس " بين الشيعة و السنة


المقدمة :
       الشيعة و السنة ، ومن مبدأ الشفافية ، مختلفين ومخالفين بعضهم البعض في كثير من المعتقدات ، المبادئ ، القضايا ، تفسير الأحاديث والنصوص و التقاليد .. و قضية الخمس ، أحد هذ القضايا المثيرة للجدل بين الفئتين / الطائفتين ، وهم أصلا مختلفين بتفسير الأمر منذ القدم ، فأرتايت أن أدلو بدلوي المتواضع في هذا المقام ، وأن أسرد قرأتي الخاصة لهذه القضية الخلافية ..
الموضوع :
أولا لنتعرف على " الخمس "  في اللغة :
فالخمس في اللغة ، أخذ واحد من خمسة ، وخمست القوم : أخذت خمس أموالهم .
أما معناه الشرعي ، فينبغي لدركه أن نرجع أولا إلى عرف العرب في العصر الجاهلي لمعرفة نظامهم الأجتماعي يومذاك في هذا الخصوص ، ثم نعود إلى التشريع الأسلامي حول الخمس .
أولا : في العصر الجاهلي
كان الرئيس عند العرب يأخذ في الجاهلية ربع الغنيمة ويقال : ربع القوم يربعهم ربعا أي أخذ ربع أموالهم ، وربع الجيش أي أخذ منهم ربع الغنيمة ، ويقال للربع الذي يأخذه الرئيس : المرباع .
وفي الحديث ، قال الرسول لعدي بن حاتم قبل أن يسلم : " انك لتأكل المرباع وهو لا يحل في دينك ".
وفي مادة ( خمس ) من النهاية : ومنه حديث عدي بن حاتم " ربعت في الجاهلية وخمست في الأسلام " أي قدت الجيش في الحالين ، لان الأمير في الجاهلية كان يأخذ ربع الغنيمة وجاء الاسلام فجعله الخمس وجعل له مصاريف ...
ثانيا : في العصر الإسلامي
هذا ما كان في الجاهلية ، أما في الأسلام فقد فرض الخمس في التشريع الاسلامي ، وذكر في الكتاب والسنة كما يلي :
أ - الخمس في كتاب الله :
قال الله سبحانه : "واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ، والله على كل شئ قدير" سورة الأنفال / 41 . هذه الآية وإن كانت قد نزلت في مورد خاص ، ولكنها أعلنت حكما عاما وهو وجوب أداء الخمس من أي شيء غنموا - أي فازوا به - لأهل الخمس . ولو كانت الآية تقصد وجوب أداء الخمس مما غنموا في الحرب خاصة ، لكان ينبغي أن يقول عز اسمه : واعلموا ان ما غنمتم في الحرب ، أو ان ما غنمتم من العدى وليس يقول إن ما غنمتم من شيء .
ب - الخمس في السنة :
أمر الرسول باخراج الخمس من غنائم الحرب ومن غير غنائم الحرب مثل الركاز كما روى ذلك كل من ابن عباس ، وأبي هريرة ، وجابر وعبادة بن الصامت ، وأنس ابن مالك كما يلي : في مسند أحمد وسنن ابن ماجة و اللفظ
للأول عن ابن عباس قال : " قضى الرسول في الركاز الخمس . "  وفي صحيحي مسلم والبخاري ،  وسنن أبي داود  ، والترمذي ،  وابن ماجة ، وموطأ مالك ،  ومسند أحمد واللفظ للأول : عن أبي هريرة قال : قال الرسول   : " العجماء جرحها جبار ،  والمعدن جبار ،  وفي الركاز الخمس " وفي بعض الروايات عند أحمد : البهيمة عقلها جبار .
شرح هذا الحديث : أبو يوسف في كتاب الخراج وقال : كان أهل الجاهلية إذا عطب الرجل في قليب جعلوا القليب عقله ، وإذا قتلته دابة جعلوها عقله ، وإذا قتلته معدن جعلوه عقله ، فسأل سائل الرسول عن ذلك فقال :  " العجماء جبار ، والمعدن جبار ، والبئر جبار ، وفي الركاز الخمس " فقيل له : ما الركاز يا رسول الله ؟ فقال : " الذهب والفضة الذي خلقه الله في الأرض يوم خلقت " انتهى .
وفي مسند أحمد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال : قال الرسول : " السائمة جبار ،  والجب جبار ، والمعدن جبار ، وفي الركاز الخمس ،  " قال الشعبي : الركاز الكنز العادي .
وفي مسند أحمد عن عبادة بن الصامت قال : من قضاء الرسول ان المعدن جبار ، والبئر جبار ، والعجماء جرحها جبار ، والعجماء البهيمة من الانعام وغيرها ، والجبار هو الهدر الذي لا يغرم وقضى في  الركاز الخمس . (  نقل بتصرف من :
موقع / عقائد الشيعة الامامية / www.aqaedalshia.com/aqaed/khoms/index.htm    ) .     
الخلاف :
يبدأ الخلاف الشيعي السني من تفسير الأية التالية ، وينصب على مفردة " ما غنمتم .." كل حسب  مذهبه و فقهه ،
قال الله تعالى ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ  السَّبِيلِ إِن  كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 41 -سورةالانفال ) .                                                                                                                            -   ان الشيعة ، اعتمدت في وجوب الخمس على الآيات ، أضافة الى الروايات الواردة عن أهل البيت ( عليهم السلام ) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وأعصمهم الباري / حسب قول الشيعة  لأنهم آل البيت ، والذين هم عدل الكتاب لا يضل من تمسّك بهم .. لذا الشيعة ، إمتثالاً لأمرا صريحا لقول رسول الله   ( أمركم بأربع : الإيمان بالله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدّوا لله خمس ما غنمتم ) ( صحيح البخاري : 4/44 ) ، يخرجون خمس أرباح مكاسبهم وما حصلوا عليه من أموال طيلة سنتهم ، ويفسّرون معنى " الغنيمة  " بكل ما يكسبه الإنسان من أرباح بصفة عامّة   .
-   أمّا أهل السنة ، فقد أجمعوا على تخصيص الخمس بغنائم الحرب فقط ، وفسّروا قوله تعالى :
))  وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ   .. ))   ، " يعني ما حصّلتم عليه في الحرب و الحرب فقط  " ( نقل بتصرف مع أضافات الكاتب من موقع / مركز الأبحاث العقائدية  ) .
وفي موقع / شبكة الدفاع عن أهل السنة  ،  يؤكدون على التالي أيضا .. "  أما نحن أهل السنة فنقول ان الخمس يجب في الغنيمة الحربية فقط  " .
الرسالة :
1.   أستنادا لسورة الأنفال / أية 41 ، أرى أن مفردة " الغنيمة " جاءت شاملة عامة ، لا تحديد بها ، ولا تخصيص في أتجاهها ، كما أرى أنه  لو كانت المفردة متجهة على أنها أتت منصبة على فعل معين ك " الغزو " ، لذكرت في نص الأية ، لذا فهي مطلقة ، وأرى هذا الوضع ينطبق بعينه على حديث الرسول ( أمركم بأربع : الإيمان بالله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدّوا لله خمس ما غنمتم ) ( صحيح البخاري : 4/44 ) ،  لذا   شخصيا أنا أميل مع الأتجاه الشيعي في التفسير ، لذا فالخمس يضم :
( غنائم الحرب بأتفاق الجميع  حيث ياخذ منها الخمس (20%) ، الأموال التي تزود عن مؤنة الشخص ، المعدن وهو كل مايخرج من الارض مثل الذهب والفضة والنفط والحديد والى ذلك ، الركاز وهو المال المدفون تحت الأرض وقد باد اهله ولايعرف لهم اثر ، ما يخرج من البحر بالغوص مثل اللؤلؤ والمرجان ، المال الحرام المختلط بالذمة ، شراء الذمي للارض / نقل بتصرف من الويكيبيديا ) .
2.    أولا وددت أن أبين عن مدى ونطاق الخلاف الشيعي السني ، حيث أن تفسير كلمة في أية الأنفال سورة 41 وهي " الغنيمة " ونفس الكلمة في حديث الرسول / المشار أليه في أعلاه ، لم يتفق عليه بين الشيعة و السنة فكيف  يتفقون على  باقي الأمور الخلافية !
3.   الأية 41 من سورة الأنفال أيضا ، أرى انها تفتقد الى محور مهم ، حيث أنها تشير بدفع الخمس لله و للرسول ، وأرى هنا أن ذكر الله جاء كرمز معنوي / من أجل حث المسلمين على دفع الخمس ، فكيف الدفع له ! و أما الرسول ،  فالرسول مات ، أذن لمن يجب الدفع بعد ممات الرسول / وهو ما لم توضحه أو تشير أليه الأية ، لأجل توزيعه على :  ( ...الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ  السَّبِيلِ .. ) ، حيث لم تذكر / تحدد ، الأية من ، مخول ، مسؤول ، رئيس ، شيخ عشيرة ، أو عالم دين .. / سمه ما شئت ، من أجل ان يقوم بتوزيع الخمس على ( القربى ..) ، وسائل يسال هل يستحق الخمس بعد وفاة الرسول محمد ، وهل التفسيرات التي أتت لاحقا بوجوبه لغايات مقصودة ، أو أنها  كانت بدوافع لمرحلة ما بعد الرسول ، ووفق سياسة سلطوية و دينية معا !
4.   أن مبدأ الخمس / الأسلامي ، كان جاهليا  ، ولكن المبلغ المستقطع كان مختلفا ، حيث كان الرئيس عند العرب  في الجاهلية  يأخذ ربع الغنيمة  ،  أما الأسلام  فرفعه  من الربع الى الخمس ، أكيد أن الغرض منه كان من باب دفع وتشجيع المسلمين على الغزو و القتال ..
5.   هل من أمكانية تطبيق الخمس ، بالوقت الحاضر ، خاصة في الحروب التي تخوضها الدول  الأسلامية ! وحتى لو كانت حروب محددة / داخلية كانت أو خارجية ، وهل هذا الأمر ممكن التطبيق عمليا وفق مفهوم الدولة العصرية الحديثة ! هذا تساؤل !
6.   أخيرا ، ومن جانب أخر ، هل من شفافية في أنفاق هذه الأموال المتحصلة  بالخمس ، وهل تصرف في
مجالات أنسانية ، تستفاد منها الأمة ، أم يذهب معظمها الى جيوب جامعيها ، وتحت ستار الشريعة  ! وأرى  أيضا ، ومن جانب اخر ، أنه على الطوائف الدينية المختلفة فيما بينها ، أن تكف عن صولات تفاسير الأيات و الأحاديث المتعلقة بموضوع الخمس .. ، وان تمركز جهودها حول محاور أنفاق هذه الأموال بما تقتضيه مصلحة الأمة ، وهو الأهم ... هذا في حال أستحق الخمس كفرض  شرعي على المسلمين  بعد وفاة الرسول محمد !!






























354
                                     الأرهاب الأسلامي وتفجيرات الكنائس في مصر

                           مع الأشارة لتفجيرات كنائس طنطا والأسكندرية بمصر يوم 9.04.2017

أستهلال :
هذا ليس مقالا ، كما أنه ليس بحثا ، وليس مواساة للذين سقطوا شهداءا للمسيح أو للذين جرحوا من أجله ، أنه   " أشارة خاصة " لوضع كل فعل أو عمل أو حدث أو واقعة في نصابها الحقيقي .

النص :
    في القرن 21 / من أجل تحديد الزمن والفترة لهذا الموضوع ، حدثت الكثير من الوقائع التي لم توضع في نصابها ، بل حتى الكثير من الدول والميديا التابعة والمسخرة لها ، جعلت من الحدث رمادي الفاعل أو أنها لم تنسبه الى فاعله الحقيقي ، فمنذ واقعة كنيسة سيدة النجاة – بغداد ، العراق 30.10.2010 ، والى تفجيرات كنائس مصر اليوم ، المشار أليها في أعلاه ، ومن المؤكد أنها ليست الأخيرة .. أن أكثر الجهات ، لم تسمي معظم الأحداث بأسمها الحقيقي ، ولم تشير للذي يحدث بالفعل ! ، ومن يسببه ! ، ومن الفاعل ! ، ولماذا يحدث ! ، وما هو سنده ومصدره ، ومن جانب أخر ، الأعلام الرسمي أخذ يتداول الكثير من المصطلحات المبهمة ك ( الأرهاب لا دين له  ) ، ولكن الحقيقة قد تكون مؤلمة أو محرجة للكثير ، وحتى للذين يدينون بغير الأسلام دينا ومعتقدا ، أن الذي يحدث هو " أرهاب أسلامي " بكل معنى الكلمة ، وسنده موثق وثابت في الموروث الأسلامي ، ومن النصوص القرأنية الدالة على ذلك ، والتي تؤكد على وحدانية الأسلام عند الله ( أنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 أل عمران ) ، والنص التالي الذي يؤكد على كره الأخرين ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ / 1 سورة الممتحنة ) ، وقد علق على هذا النص موقع / الشيخ أبن باز ، بما يلي ( دل الكتاب والسنة وإجماع المسلمين على أنه يجب على المسلمين أن يعادوا الكافرين من اليهود والنصارى وسائر المشركين ، وأن يحذروا مودتهم واتخاذهم أولياء ، كما أخبر الله سبحانه في كتابه المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، أن اليهود والمشركين هم أشد الناس عداوة للمؤمنين.  ) ، ومن أحاديث الرسول ، المحرضة على عدم قبول قبلة أخرى عدا الأسلام ، ما يلي ، جاء في " تحفة الأحوذي " ل محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري / باب ما جاء ليس على المسلمين جزية ( حدثنا  يحيى بن أكثم حدثنا جرير عن قابوس ... عن ابن عباس قال : قال الرسول لا تصلح قبلتان في أرض واحدة ) ، ومن الفتاوى التي تحث على هدم الكنائس ، فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في كنائس مصر والقاهرة / للدكتور عبد القدر الغامدي ( .. أمَّا دعواهم أنَّ المسلمين ظَلموهم في إغلاقها ، فهذا كذبٌ مخالِف لإجماع المسلمين ، فإنَّ علماء المسلمين مِن أهل المذاهب الأربعة ؛ مذهب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم مِن الأئمَّة ؛ كسفيان الثوري والأوزاعي والليث بن سعد وغيرهم ، ومَن قبلهم من الصحابة والتابعين أجمعين متَّفقون على أنَّ الإمام لو هدَم كلَّ كنيسة بأرض العنوة كأرض مصر والسَّواد بالعراق وبر الشام ونحو ذلك مجتهدًا في ذلك ومتبعًا في ذلك لمَن يرى ذلك ؛ لم يكن ذلك ظلمًا منه ، بل تجب طاعتُه في ذلك ومساعدته في ذلك ممَّن يرى ذلك ، وإن امتَنعوا عن حُكم المسلمين لهم كانوا ناقِضين العهدَ وحلَّت بذلك دماؤُهم وأموالُهم ) ، وكذلك ما جاء بالحديث التالي ( الذي أخرجه الإمام أحمد عن أبي موسى الأشعري  مرفوعا ونصه : من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة.  وفي رواية له أيضا:  من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني ثم لم يؤمن بي دخل النار   والحديث صحيح . وواجب المسلم أن يبلغ هذا الدين حسب طاقته . / موقع مركز الفتوى ) .
وهذا غيض من فيض ، أن قتل المسيحيين وتفجير كنائسهم سيستمر ، دون أتخاذ ما يلي من أجراءات أو توجيهات :
أولا - لا تعتقدوا أن القضية قضية أمن وحماية المسيحيين ، وهي أيضا ليست قضية تعايش ومواطنة ، أن القضية أعمق من كل هذا وذاك ، لأن القضية ، هي قضية  فكر وعقيدة منذ أكثر من 14 قرنا ! .
ثانيا - من الضروري الأبتعاد عن تدريس الموروث الأسلامي الذي يسبح في بحيرة من الدم ، أسوارها السيوف والرماح والدروع  .
ثالثا - أنقاذ المسلمون من داء أيات السيف وأيات الجهاد ، وكل الأيات التي تدعوا الى القتل أو التي تدعوا الى تكفير الأخر .
رابعا - على الدول والمؤسسات العالمية ، أن تعترف صراحة وعلانية ، دون الأخذ بنظر الأعتبار الموازنات والمصالح الأقتصادية والسياسية للدول الداعمة والمغذية للأرهاب ، وفي مقدمتها السعودية ، بأن الأرهاب هو أرهاب أسلامي ، وأن منفذي العمليات الأرهابية هم مسلمون ، وأن توضح وأن تبين ، أن المسلمون / المنفذون ، يقومون بما يؤمرون به ، أو أنهم ينفذون توجيهات مما يسمعونه من خطب أو محاضرات أو ندوات في المساجد ، أو مما يدرسوه في كتبهم الدينية ، خاصة الوهابية المنهج ، كل ذلك من أجل الشفافية ، ولكي  يعرف الجميع الدافع والسند والمنفذ والسبب والمسبب .
 
أضاءة :
ولكن ما هي الوسيلة ، التي ستعمل على أنتزاع ثقافة القتل والتكفير وعدم قبول الاخر من فكر الأسلام المتكرس في عقلية معظم المسلمين ، هذا هو السؤال الأهم !  والجواب على كل هذا ، هو بأيدي ثلة من الشيوخ والمفكرين المتزمتين عقائديا والدعاة المرضى نفسيا ومعظم شيوخ مؤسسة الأزهر وبعض المراجع والحوزات ، التي سلكت طريق الظلام والتقوقع بدل التأخي والتعايش والمواطنة ، وقامت من جهة بتسييس الدين ، ومن ثم نشر التمذهب والتفرق والطائفية ، ومن جهة أخرى حورت الدين كوسيلة للتربح والمتاجرة ، بدل أن يكون الدين / على تنوعه وأختلافه ، سبيلا لمحبة الله ! .





355
                        هدم كنائس بين الفتاوى والموروث الأسلامي
                        مع أستطراد ل 3000 فتوى لهدمهدم ال الكنائس في مصر 
                                 
المقدمة :                                                                                                                                   طالعتنا الميديا / المقروءة والمسموعة والمتلفزة ، بالخبر القنبلة ! ، من قبل مفتي مصر ، د . شوقي علام ، وهو وجود أفتاء لأكثر من 3000 فتوى لهدم الكنائس في مصر ، ونص الخبر وحسب موقع أخبارك في 31.03.2017 :  ((  أكد الدكتور شوقي علام ، مفتي الديار المصرية ، أن دار الإفتاء اكتشفت وجود 3 آلاف فتوى تحرض على هدم الكنائس وترفض التعايش المشترك ، موضحا أن 70% منها تحرم التعايش و20% لا تحبذ التعايش مع الأقباط . وأشار علام ، في حواره لبرنامج «حوار المفتي» ، والمذاع عبر شاشة أحد القنوات المصرية “ on live “ ، مساء اليوم الجمعة ، إلى أن دار الإفتاء تأخذ على عاتقها الرد على كل فتوى ضد التعايش . ولفت مفتي الديار المصرية ، أن تجربة مصر في التعايش والتآلف ناجحة جدا بين طرفي الأمة ، مطالبا أن تستفيد منها البشرية .. وبين المفتي وأضاف أن المسلمين بعد فتحهم البلدان لم يتعاملوا مع أي نوع من التراث بمبدأ الهدم مثلما تفعل داعش والمتطرفون ، وقال ، والفتاوى تحرض على عدم التعامل مع غير المسلمين وتحض على الصراع بينهم وتخالف مع أمر به الله )) .
 
النص :                                                                                                                         المستغرب من حديث المفتي أنه لا يؤيد أو لا يؤكد فتاوى هدم الكنائس ، علما أن هكذا أمر منصوص عليه عقائديا في الأسلام ، فالمفتي دكتور بالفقه (*1) ، ويعلم أن ما جاء بالموروث الأسلامي من نصوص وأخبار ووقائع وأحداث تسير وفق نهج وتحث على هدم الكنائس وعدم تعميرها أو تجديدها ، وفيما يلي بعضا من التأكيدات :                                                                                                                                                أولا - من الثابت ورود حديث الرسول المرقم 3340 ( لا تكون قبلتان ببلد واحد ) ، جاء في موقع / ملتقى أهل الحديث ، ورد في كتاب " النفائس في أدلة هدم الكنائس " لابن الرفعة .. قال شيخ الإسلام ابن تيمية :                                                                                               ((  .. أما ما حدث بعد ذلك فإنه يجب إزالته ، ولا يمكنون من إحداث البيع والكنائس كما شرط عليهم عمر بن الخطاب  في الشروط المشهورة عنه:  ألا يجددوا في مدائن الإسلام ولا فيما حولها كنيسة ولا صومعة ولا ديرا ولا قلاية ، امتثالا لقول الرسول ( لا تكون قبلتان ببلد واحد ) رواه أحمد وأبو داود بإسناد جيد ، ولما روي عن عمر بن الخطاب ، قال :  لا كنيسة في الإسلام . وهذا مذهب الأئمة الأربعة في الأمصار ، ومذهب جمهورهم في القرى ، وما زال من يوفقه الله من ولاة أمور  المسلمين ينفذ ذلك ويعمل به مثل عمر بن عبد العزيزالذي اتفق المسلمون على أنه إمام هدى ؛ فروى الإمام أحمد عنه أنه كتب إلى نائبه عن اليمن أن يهدم الكنائس التي في أمصار المسلمين ؛ فهدمها بصنعاء وغيرها . وروى الإمام أحمد عن الحسن البصري أنه قال:  من السنة أن تهدم الكنائس التي في الأمصار القديمة والحديثة ، وكذلك هارون الرشيد في خلافته أمر بهدم ما  كان في سواد بغداد ، وكذلك المتوكل لما ألزم أهل الكتاب بشروط عمر استفتى أهل وقته في هدم الكنائس والبيع فأجابوه فبعث بأجوبتهم إلى الإمام أحمد فأجابه بهدم كنائس سواد العراق وذكر الآثار عن الصحابة والتابعين ، فمما ذكره ما روي عن ابن عباس ، أنه قال:  أيما مصر مصرته العرب يعني المسلمين فليس للعجم يعني أهل الذمة ، أن يبنوا فيه كنيسة ، ولا يضربوا فيه ناقوسا ، ولا يشربوا فيه خمرا ، وأيما مصر مصرته العجم ففتحه الله على العرب فإن للعجم ما في عهدهم ، وعلى العرب أن يوفوا بعهدهم ، ولا يكلفوهم فوق طاقتهم  .وكل مصر مصره العرب فليس للعجم أن يبنوا فيه بيعة.. )) .                                                                                                                                ثانيا - وحول بناء الكنائس وترميمها ، فقد جاء في موقع / مركز الفتوى ((  فلا يجوز لمسلم بناء كنيسة ولا ترميمها لا بنفس ولا بمال ، لأن في بنائها إعانة لأهلها على باطلهم ، والله تعالى يقول " وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ / سورة المائدة 2 ".  بل يحرم على الكفار أيضاً بناؤها وترميمها و      " لتقي الدين السبكي " رسالة في هذا يقول فيها:   أقول : إنه لم يكن قط شرع يسوغ فيه لأحد أن يبني مكاناً يكفر فيه بالله ،  فالشرائع كلها متفقة على تحريم الكفر ، ويلزم من تحريم الكفر تحريم إنشاء المكان المتخذ له ، والكنسية اليوم لا تتخذ إلا لذلك ، وكانت محرمة معدودة من المحرمات في كل ملة ، وإعادة الكنيسة القديمة كذلك ، لأنه إنشاء بناء لها وترميمها أيضاً كذلك ، لأنه جزء من الحرام ولأنه إعانة على الحرام.  وقال السبكي أيضا :  فإن بناء الكنيسة حرام بالإجماع وكذا ترميمها ، وكذلك قال الفقهاء : لو وصَّى ببناء كنيسة فالوصية باطلة ، لأن بناء الكنسية معصية وكذلك ترميمها ، ولا فرق بين أن يكون الموصي مسلماً أو كافراً ، فبناؤها وإعادتها وترميمها معصية - مسلماً كان الفاعل لذلك أو كافراً - هذا شرع النبي.  )) .                                                                                                          ثالثا - ولخلفاء المسلمين شواهد في هدم وحرق الكنائس ، كما جرى في عهد الدولة الفاطمية ، فقد جاء في موقع / الويكيبيديا (( .. يشير مصطلح هدم الكنائس من قبل الدولة الفاطمية الى عملية هدم الكنائس المسيحية والمعابد اليهودية وتدنيس المخطوطات وغيرها من القطع الأثرية والمباني الدينية المسيحية واليهودية في مدينة القدس وحولها ، بناءًا على أمر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله في 28 سبتمبر 1009 للميلاد ، وتوجت عملية الهدم حرق وهدم كنيسة القيامة في مدينة القدس وهي أقدس المواقع المسيحية ، وأدت هذه الأعمال الى إطلاق " الخليفة المجنون" أو "نيرو الإسلام"  على الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله  )) .                                                      رابعا - وبخصوص هدم الكنائس في القاهرة بالتحديد / موضوع بحثنا ، جاء في موقع / منبر التوحيد والجهاد - حكم هدم الكنائس / قال بن تيمية  : (( .. أما دعواهم أن المسلمين ظلموهم في إغلاقها ؛ فهذا كذب ، مخالف لإجماع المسلمين . فإن علماء المسلمين من أهل المذاهب الأربعة - مذهب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد - وغيرهم من الأئمة ، كسفيان الثوري والأوزاعي والليث بن سعد وغيرهم ، ومن قبلهم من الصحابة والتابعين ؛ متفقون على أن الإمام لو هدم كل كنيسة بأرض العنوة - كأرض مصر والسواد بالعراق وبر الشام ونحو ذلك - مجتهدا في ذلك ، ومتبعا في ذلك لمن يرى ذلك ، لم يكن ذلك ظلما منه ، بل تجب طاعته في ذلك ومساعدته في ذلك ممن يرى ذلك.  وإن امتنعوا عن حكم المسلمين لهم ؛ كانوا ناقضين العهد ، وحلت بذلك دماؤهم وأموالهم.  وبذات الفصل ، وفي موقع اخر جاء ما يلي : فإن في سنن أبي داود بإسناد جيد ، عن ابن عباس عن النبي أنه قال : والمدينة التي يسكنها المسلمون والقرية التي يسكنها المسلمون وفيها مساجد المسلمين ؛ لا يجوز أن يظهر فيها شيء من شعائر الكفر - لا كنائس ولا غيرها ..  ))
                                                                                                                                                                                                                                           
القراءة :
1 . تغاضى المفتي ، الذي تخرج من مؤسسة الأزهر ، والمرتبط بها بشكل أو بأخر ، من معلومة معينة ، وهي أن الذي يفتي بالهدم أزهري ، والذي يحرض عليه أزهري ، والذي يدرس منهج هدم الكنائس و تكفير الأخر في مؤسسة الأزهر أزهري ، ثم يأتي الأستنكار من المفتي الأزهري .. ، كان من المفروض على المفتي شوقي علام قبل أن يستنكر الفتاوى ، أن يعمل على تقويم مؤسسة الأزهر ، التي تعتبر المؤسسة الدينية التي تخرج معظم المتطرفين ، مضافا أليها المؤسسة الدينية الوهابية في السعودية ، متمثلة بقمة هرمها ، مفتي السعودية عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ التميمي / أحد أحفاد الشيخ  محمد بن عبد الوهاب .
2 . مفتي مصر شوقي علام ، هو دكتور بالفقه والشريعة والقانون ، ألم يقرأ الموروث الأسلامي ! أم لم يطلع عليه ، هل يتجاهل ! أم يستغبي العامة ! لأن المطلع والمثقف أسلاميا ، يعرف أن هدم الكنائس من ضمن الموروث الأسلامي / كما أوضحنا في أعلاه  . 
3 . أي تعايش يتكلم عنه المفتي ! أذا كان أصل النص القرأني مؤسس على تكفير الأخر / المسيحي ! وفق قوله     ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ / 72 سورة المائدة ) ، فكيف يقوم التعايش مع الأخر ، أذا كان الأخر هو كافر وفق النص القرأني ! .                                                                                               4 . من المؤكد أن المفتي يعلم ، أن الدين واحد عند الله ، وفق قوله ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 سورة أل عمران  ﴾ ، فهل لديه الشجاعة أن يضيف الدين المسيحي  كدين أخر عند الله ، كأن يقول (  إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ )  و ( المسيحية ) ! ، من أجل تعايش سلمي أمن في الوطن الواحد .. مصر .
5 . وأذا كان مفتي مصر صادقا صدوقا في قوله ، أيستطيع أن يعدل أو أن يحور من النص القرأني مثلا ، أو أن يجمل من أحاديث الرسول في صحيح البخاري التي تدرس  في الأزهر ! أو أن يفتي بجواز بناء وصيانة وترميم الكنائس في مصر صراحة ! ، أو أن يفتي بأن المسلمين والمسيحيين لهم نفس الحقوق والواجبات في شغل المناصب ، خلافا للنص القرأني ، (  ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين / 5 سورة المائدة )  ! .
6 . أنا لا أدري على أي تعايش يتكلم عنه مفتي مصر د. شوقي علام ! ، مبينا في حديثه أن ( تجربة مصر في التعايش والتآلف ناجحة جدا بين طرفي الأمة .. ) ، ومن جانب أخر ، حرق الكنائس وتفجيرها والأعتداء عليها مستمر في مصر ، وكان أخرها تفجير الكنيسة البطرسية 12.12.2016..
7. أني أرى أن المشكلة مشخصة في مؤسسة الأزهر ! متمثلة في الأمام الأكبر د. أحمد الطيب ، والمؤسسة بذاتها ، من مناهج وكادر تدريسي ، أضافة الى مفتي مصر د. شوقي علام ، وثلة من الشيوخ والدعاة والمفكرين المتطرفين .. من كل ما سبق ، أرى أن أن المنظومة الدينية تحتاج الى أعادة نظر شفافة ، فكريا ومنهجيا وهيكليا وتربويا وأجتماعيا ، وهذا لا يتم ألا بمراجعة عقائدية فكرية للنظام التعليمي والمنهجي لمؤسسة الأزهر ، التي أصبحت الرحم الشرعي لفتاوى الأرهاب والتطرف والتكفير !! .                                                                                                                                 
----------------------------------------------------------------------------------------------------
(*1) شوقي إبراهيم عبد الكريم علّام  -12 أغسطس 1961 ، هو مفتي الديار المصرية ، إضافة إلى كونه أستاذ الفقه الإسلامي والشريعة بجامعة الأزهر "فرع طنطا " .. الإجازة العالية ( الليسانس ) في الشريعة والقانون سنة ( 1984م ) من كلية الشريعة والقانون بطنطا - جامعة الأزهر بتقدير جيد جدًّا مع مرتبة الشرف .
التخصص ( الماجستير ) في الفقه من كلية الشريعة والقانون بالقاهرة سنة ( 1990م ) بتقدير جيد جدًّا .
العالمية ( الدكتوراه ) في الفقه من كلية الشريعة والقانون بالقاهرة سنة ( 1996م ) بتقدير مرتبة الشرف الأولى.
 




356
                    قراءة في شبهات  أحاديث  البخاري

أستهلال :
      لسنا بخصوص سرد السيرة الذاتية للأمام البخاري ، ولكننا بصدد بيان قراءة لبعض الشبهات لعدد من احاديثه على سبيل المثال وليس الحصر … فاللأمام  البخاري ، هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه ، وقيل بذدزبه ، وهي لفظة بخارية ، معناها الزراع . أسلم المغيرة على يدي اليمان الجعفي والي بخارى ، وكان مجوسيا ، وولد وتوفى  بين :                                                                                                          ( 13 شوال 194 هـ - 1 شوال 256 هـ) / ( 20 يوليو 810 م - 1 سبتمبر 870 م) ... ويعتبر البخاري أحد كبار الحفّاظ  و الفقهاء و من أهم علماء الحديث و علوم الرجال و الجرح والتعديل و العلل  عند أهل السنة والجماعة ، له مصنّفات كثيرة أبرزها كتاب الجامع الصحيح ، المشهور باسم صحيح البخاري ، الذي يعتبر أوثق الكتب الستة الصحاح والذي أجمع علماء أهل السنة والجماعة أنه " أصح الكتب بعد القرآن الكريم . " / نقل بتصرف من موقعي  أسلام ويب و الويكيبيديا .

المقدمة :
    لا يوجد كتاب / لدى المسلمين ، نال الحظوة و السمعة و الشهرة عند جمهور الفقهاء والشيوخ كصحيح البخاري ، ونال بنفس القدر و القسط  من التبجيل و التكريم و التعظيم ، الأمر الذي حدا بالبعض ك ( الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ، وأشهر أستاذ حديث في مصر  ، إن يقول أن كتاب " صحيح البخاري" هو أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى  ، مشيرا إلى أن البخاري جمعه ودوّنه بدقة .. ) ، أذن نحن نتعامل مع كتاب ليس ككل الكتب ، وبما أن الكتاب فريد في مادته وأسانيده وطريقة جمعه وأسلوب تدوينه ، أذن كاتبه أيضا كان  فريدا بارزا متميزا متفوها بليغا ، (  وقد انعقد إجماع الأمة على أن التراجم التي وضعها البخاري تدل عن فهم عميق ونظر دقيق في معاني النصوص ، حتى أشتهر بين أهل العلم قولهم " فقه البخاري في تراجمه "  (/ نقل بتصرف عن موقع نداء الايمان  .. كل ما ورد كان من جانب معين ، ومن جانب أخر ضم هذا الكتاب الكثير من الشبهات و كما أن الكثير من الشخصيات التي نقل عنها البخارى و مسلم رماها آخرون بالكذب ، وعدم الثقة ، وهناك حديث للرسول محمد في هذا  الصدد يقول ) .. سيكذب علي كما كذب على الأنبياء من قبلى ، فما أتاكم عنى فاعرضوه على كتاب اللّه فما وافق كتاب اللّه فهو منى  وأنا قلته ، وما خالف كتاب اللّه فليس منى ولا أنا قلته ) ... في هذا البحث ، هو عرض للجانب الثاني وهي " الشبهات " ، ولا حاجة لنا لأن نستعرض الأجابة عليها ، وذلك لأن جمهور الفقهاء و العلماء و الشيوخ ... لديهم جواب حاضر لأي شبهة !! وذلك لأفتقداهم  الشجاعة و الجرأة لمخالفة صحيح البخاري أو محاولة رفع هالة القداسة عن كتاب مضى على كتابته مئات السنين و لم يرى كاتبه الرسول !! ، ويقال أيضا  ( أن البخارى كان كفيفا ، وقد جمع 660 ألف حديث ، ولكن الأحاديث الصحيحة هي 2420 هي من البخاري ومسلم وأبن ماجة وغيرهم .. ) / عن مقابلة مع الدكتور مصطفى راشد في أحدى القنوات المصرية ...

الشبهات :
سأورد فيما يلي بعض الشبهات في عدد من أحاديث البخاري /  على سبيل المثال وليس الحصر :
الخلوة / حسب الشرع الأسلامي :
الخلوة – تعريفا ، هي أنفراد أثنين غيبة / بعيدا ، عن أعين الناس ... وهناك خلوة شرعية / كانفراد الرجل بزوجته ، وهناك خلوة مباحة / كأللانفراد الحاصل  بين المحرمين على بعضهم البعض ، كأنفراد الرجل بأخته أو بأمه ..، وهناك خلوة محرمة كأنفراد أثنين غيبة وليس بينهما لا عقد زواج  ولا يوجد مانع محرم بينهما من الوطء ... وقد نهى الرسول محمد عن الخلوة بدليل التالي من الأحاديث :
*   عن عقبة بن عامر، أن الرسول قال : «إياكم والدخول على النساء!» فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: «الحمو الموت!» . متفق عليه.
*   عن ابن عباس : أن الرسول قال : «لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم» . متفق عليه .
*   عن بريدة قال : قال الرسول : «حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ، ما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله ، فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة ، فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى» ثم التفت إلينا الرسول فقال: «ما ظنكم» ؟ . رواه مسلم .
*   عن النَّبيِّ قال: " لا يخلونَّ رجلٌ بامرأةٍ، إلاَّ كانَ ثالثهُما الشَّيطانُ ". أخرجه الترمذي .                               في مجال الخلوة هناك شبهات ، حيث يتضح من ان البخاري يبين أن الرسول محمد ينهى عن الفعل ويأتي بمثله :                           1.   هناك  أحاديث للبخاري زعم  فيها أن النبي كان يخلو بالنساء الأجنبيات ... ونقرأ حديث لأنس : " جاءت امرأة من الأنصار  إلى النبي فخلا بها فقال : والله إنكن لأحب الناس إلي " والرواية تريد للقارئ أن يتخيل ما حدث فى تلك الخلوة التى انتهت بكلمات الحب ، وفى نفس الصفحة التى جاء فيها ذلك الحديث يروى البخارى حديثاً آخر ينهى فيه النبي عن الخلوة بالنساء ، يقول الحديث " لا يخلونّ رجل بامرأة إلا مع ذى محرم " وذلك التناقض المقصود فى الصفحة الواحدة فى "صحيح البخارى" يدفع القارئ للاعتقاد بأن النبى كان ينهى عن الشىء ويفعله.. يقول للرجال "لا يخلون رجل بامرأة" ثم يخلو بامرأة يقول لها " والله إنكن لأحب النساء إلي  " .                                                 2.    ثم يسند البخارى رواية أخرى لأنس تجعل النبى يخلو بأم سليم الأنصارية ، تقول الرواية " إن أم سليم كانت تبسط للنبى نطعاً فيقيل عندها- أى ينام القيلولة عندها- على ذلك النطع ،  فإذا نام النبى أخذت من عرقه وشعره فجعلته فى قارورة ثم جمعته فى سك " ( البخارى الجزء الثامن ص 78  ) .
( نقل بتصرف من موقع / منتديات حراس العقيدة  ، شبهات حول البخاري - جل من لا يخطئ ) .
الأنتحار :
يعتبر الأنتحار في الأسلام من أكبر الكبائر ، بقوله تعالى : وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً } النساء: 29-30 {  ،  وحسب قول الرسول نفسه حيث قال : (من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة ) ... ولكن البخاري يورد الحديث التالي .
-   محاولة أنتحار الرسول : ففي فترة انقطاع الوحي وفتوره بعد اللقاء الأول بينه وبين جبريل ـ عليه السلام ـ ، وقالوا : إن البخاري في صحيحه يتهم ـ النبي صلى الله عليه وسلم ـ بمحاولة الانتحار ، ومن ثم يطعن في عصمته ، أليس في ذلك ما يدل على عدم صحة كل ما في البخاري كما تزعمون !! .
واستدلوا على ذلك بحديث جاء في صحيح البخاري : كتاب التعبير( الرؤيا ) ، والحديث طويل عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ، وقد بدأ بذكر كيف نزل الوحي على النبي ، أول مرة ، وما حدث له بعد ذلك من رجوعه لزوجته خديجة  ، ثم ذهابه لورقة بن نوفل ، وفي آخر الحديث زيادة ـ ضعيفة ـ وفيها :  "  وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما بلغنا حُزنًا غدا منه مراراً كي يتردَّى من رؤوس شواهق الجبال ، فكلما أوْفى بذِرْوة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدّى له جبريل فقال : يا محمَّد إنك رسول الله حقًا ، فيسكن لذلك جأشه وتقرّ نفسه فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك  "/ نقل بتصرف من موقع أسلام ويب ...                                                                                                    -   فكيف بالبخاري الذي يقول علماء الحديث عن صحيحه أنه أصح الكتب المصنفة بعد كتاب الله ـ عز وجل ـ، يذكر هكذا قصة عن محاول الانتحار للرسول محمد !
موضوع العادة الشهرية /  الحيض :                                                                                      أن أي أتصال جنسي أثناء العادة الشهرية ، وفى هذا الوقت بالذات - وقت الحيض - تكون الفرص كلها سانحة لنمو وتكاثر ونشاط الجراثيم الضارة فى غياب عصويات دودرلين التى تحول السكر إلى حمض اللبنيك القاتل للجراثيم الضارة ، وقد وجد أن هذه الجراثيم الضارة تزداد فى أعدادها وفى أنواعها وقت الحيض . أذن هكذا أتصال في وقت الحيض بالتحديد منهي عنه / نقل بتصرف مع أضافات من الموقع التاليgood news for me 
كما أن الوطء وقت الحيض منهى عنه حسب قوله تعالى (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)) (البقرة 22 ) … بينما البخاري يورد أحاديث خلاف ذلك منها الأتي :                                                                                                1-  يذكر البخاري حديث لميمونة بنت الحارث الهلالية قالت : كان النبى إذا أراد أن يباشر إمراة من نسائه أمرها فاتزرت و هى حائض . و لهما عن عاشة نحوه ...                                                                            2 -  روى البخارى عن عاشة قالت : كان رسول الله يأمرنى فأغسل رأسه و أنا حائض و كان يتكىء فى حجرى و أنا حائض فيقرأ القرأن .                                                                                                         ( الفقرة 1 & 2 أخذت من موقع   .www.ebnmaryam.com/shobhat2.htm )
الأستسقاء :                                                                                                               يعرف الاستسقاء كلغة : بأنه طلب السقيا  من الله ... وفي الشرع : طلب سقيا الماء من الله عند حصول الجدب وانقطاع المطر ... وسببه : تؤدى عند عدم نزول المطر في موسمه .. .وحكمها  :هي سنة مؤكدة وهو عند جفاف الأرض واحتباس المطر ./ نقلت بتصرف من موقع عدالات .       
                                                   
-  حديث استسقاء عمر بالعباس :
بحديث أنس قال:  أن عمر بن الخطاب كان إذا قَحَطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ، فقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا ،  فتسقينا  ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا . قال : فيسقون ...  وأما سبب عدول عمر عن التوسل بالرسول ، وتوسله بدلاً منه بالعباس ،  فإنما كان لبيان جواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل ليس غير . / نقل بتصرف من موقع الدرر السنية ...                                                                                                                                    -   وكما يعرف أنه شرعا حرام التوسل بالأشخاص دون الباري عز وجل .                                         
 شبهة معاتبة أم المؤمنين حفص لرسول الله :
-   للإمام علي كلمة رائعة في العتاب ، حيث يقول : لا أصرم أخاً قبل أن أعاتبه .
هذه الخطبة ، أيها الإخوة الكرام ، موجهة لكل إنسان قيادي ، أو لكل أب ، أو لكل من ولاه الله على عشرة ، لا أصرم أخاً قبل أن أعاتبه ، فالعتاب والمعاتبة من أبرز الوسائل التي تبقي المودة ، وتشعر بالرحمة وبالقرب وبالألفة ، لذلك نجد في القرآن الكريم وهو الكلام المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، نجد عتاباً لطيفاً رقيقاً من الله جل جلاله لقمم خلقه ، وهم الأنبياء والمرسلون ، قال تعالى : ﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ) / نقل بتصرف من موقع موسوعة النابلسي .
-   جاء فى تفسير قوله تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) ))  ( التحريم ) .. هناك عدة روايات مفاد هذه الروايات أن رسول الله أصاب ماريا أم إبنه إبراهيم فى البيت المخصص لحفص فقالت : أى رسول الله فى بيتى و فى يومى ؟ فقال : ألا ترضين أن اًحرمها على فلا أقربها ؟ فقالت : أى رسول الله كيف يحرُم عليك الحلال ؟ فحلف بالله ألا يصيبها و قال لا تذكرى ذلك  ، ووردت عدة روايات لهذا الحديث كثير منها ضعيف و منها روايات  تفيد بأن ذلك كان يوم عائشة والبعض الاخر يقول كان يوم حفص كما دلت الكثير من النصوص و الله أعلم ... وقالوا البعض أن أم المؤمين حفص قد و جدت رسول الله (ص) فى وضع ( الخيانة الزوجية ) !! و أنه صلى الله عليه و أله و سلم طلب منها ألا تفضحه !                  نقل بتصرف من موقع /   www.ebnmaryam.com/shobhat2.htm
شبهة أن رسول الله (ص) طلق سودة لأنها أسنت  :
-   معنى كلمة أسنت ، أَسِنَ الماءُ : تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَريحُهُ ، أُسِنَ فلانٌ : أُغْمِىَ عليه من فساد الهواء ..
أَسَنَّ: ( فعل ) ، أسنَّ يُسنّ ، أسْنِنْ / أسِنَّ ، إسنانًا ، فهو مُسِنّ ، والمفعول مُسَنّ - للمتعدِّي .
أسنَّ الطِّفلُ : نبتت أسنانُه ، أسنَّ الرَّجلُ : كبر سِنُّه ، تقدَّم في العُمْر ..                                                 
-   هناك حديث عن  الرسول أنه طلق أم المؤمنين سودة لأنها أسنت و استدلوا على ذلك بما جاء فى الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيث هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَة قَالَتْ : لَمَّا كَبِرَتْ سَوْدَة بِنْت زَمْعَة وَهَبَتْ يَوْمهَا لِعَائِشَة فَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِم لَهَا بِيَوْمِ سَوْدَة وَفِي صَحِيح الْبُخَارِيّ عن عروة قال : لَمَّا أَنْزَلَ اللَّه فِي سَوْدَة وَأَشْبَاههَا وَإِنْ اِمْرَأَة خَافَتْ مِنْ بَعْلهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا وَذَلِكَ أَنَّ سَوْدَة كَانَتْ اِمْرَأَة قَدْ أَسَنَّتْ فَفَرَقَتْ أَنْ يُفَارِقهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَنَّتْ بِمَكَانِهَا مِنْهُ وَعَرَفَتْ مِنْ حُبّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَة وَمَنْزِلَتهَا مِنْهُ فَوَهَبَتْ يَوْمهَا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَة فَقَبلَ ذَلِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . / نقل بتصرف من الموقع التالي   www.ebnmaryam.com/shobhat2.htm
-   و المعنى المقصود هنا هو أن سودة أم المؤمنين قد كبرت وشاخت ، ولكن هل يعني أن الرجل عندما تشيخ زوجته يطلقها !
 شبهة أن الرسول محمد طلق إحدى زوجاته لأنه وجد فيها بياض :
-  ذكر الطبرانى و غيره عن سهل بن سعد ، أن النبي تزوج امرأة من أهل البادية فرأى بها  بياضا ففارقها قبل أن يدخل بها ، قلت بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله : قال الرسول " خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك و إذا أمرتها أطاعتك و إذا أقسمت غليها أبرتك و إذا غبت حفظتك فى نفسها و مالك " و من هذا الحديث الشريف نجد أن من حقوق الزوج أن يتزوج إمرأة يسره النظر إليها و تكون على خلق و دين و لكن هذا لا يمنع انه كان رجل جميل الخُلق و الخلق و عندما تزوج هذه المرأة كان يسره النظر إليها و لكنه وجد فيها هذا " العيب الجلدى " الذى نفره منها نفرة شديدة و كانت قد أخفته عليه فمتّعها و ردها إلى بيت أهلها قبل أن يمسها ./ نفس المصدر السابق .                                                                                                -   أن الرسول محمد كان يركز على كثير من النواحي الجمالية للمرأة ، نعم أن زوجاته لم تكن صغيرات بالعمر كعائشة / التي تزوجها وهي 6 سنوات ودخل بها بعمر 9 سنوات ، ولكن الناحية الجمالية كانت من أولوياته . و كان الرسول إذا أراد أن يتزوج يرسل بعض النسوة ليتعرفن ما قد يخفى من العيوب فيقول لها " شمى فمها ، شمى إبطيها...." /  نقل بتصرف من نفس المصدر السابق .
القراءة بين الرسول و الملاك جبريل :                                                                                              -   روى البخارى عن ابن عباس قال :- كان الرسول أجود الناس و كان أجود ما يكون فى  رمضان حين يلقاه جبريل و كان يلقاه فى كل ليلة من ليالى رمضان فيدارسه القرأن فكان جبريل يقرأ و النبى يسمع حينا و النبى يقرأ و جبريل يسمع حينا حتى كان العام الذى توفى فيه الرسول فعارضه جبريل بالقرأن مرتين لذا قال الرسول " ما أرى ذلك إلا لاقتراب أجلى" و قد شهد العرضة الأخيرة أحد مشاهير كتاب الوحى و هو زيد بن ثابت الأنصارى.   / نقل بتصرف من نفس المصدر السابق .                                                                                    -   وهنا يتبادر لنا السؤال التالي ، وهو ماذا كان يقرأ و كيف كان يقرأ الرسول محمد هو أمي .
 
 الختام :
     في هذا البحث المختصر ، بينت بعض الشبهات لنماذج من أحاديث البخاري ، وكلها مثيرة للتساؤل و الجدل ، وكما أسلفت أن فقهاء و علماء اليوم المتزمتين منهم يلتزمون بنص هذه الأحاديث ، ويبعدون عنها أي شبهة ، مكلليها بهالة من القدسية ، واضعيها في مكانة خاصة بعد النص القرأني ، وهذا الذي دفعني بهذه المحاولة المتواضعة / للتذكير ، ان هذا الرجل الفارسي / أكيد أن قوميته حدت من جدارته و أمكانيته في نقل وتدوين الأحاديث ، أضافة الى تساؤلات أخرى منها ، أنه جمع الأحاديث بعد قرنين من وفاة الرسول محمد ، لماذا لم  يؤلف مسلم الصحيح  رغم أنه كان تلميذ البخاري وهو جمع الصحيح ، البخاري توفى قبل ان يكمل كتابه ، هناك الكثير من الأحاديث المشبوهة في البخاري كالأحاديث ظنية الثبوت .. وهذه الشبهات وغيرها على أقل تقدير تبعد شبه القدسية عن هذه الاحاديث !

357
                          قراءة حداثوية ... لدور الخليفة أبو بكر في " حروب الردة "

أستهلال :
•   بعد وفاة الرسول يوم الإثنين 12 ربيع الأوَّل 11هـ ، المُوافق فيه 7  حُزيران يونيو 632 م ، بُويع أبو بكر الصدِّيق بالخِلافة في بيعة دعيت ببيعة ( سقيفة بني ساعدة )  ليتولّى شؤون سلطة المُجتمع الإسلامي الجديد / كنظام حكم ، الذي سعى الرسول محمد في تأسيسه خِلال حياته .. وكانت خِلافة أبو بكر قصيرة ، حيث أنها لم تزد عن سنتين وثلاثة أشهر وعشرة أيَّام ، / نقل بتصرف من موقع الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة ، أما أهم ما ميزت خلافته بالرغم من قصرها هو سحقه للمرتدين في " حروب الردة " . 
•   حروب الردة موضوع قديم ، قدم الرسالة المحمدية ، سأطرح أولا ما هو متداول ومتناول في اليد عن الموضوع ، وهو مطروح في المراجع ومتوفر في الكتب التي تناولت سيرة الخليفة الراشد الأول ، ومسرد أيضا في مواقع المكتبة الألكترونية ، ملقيا الضوء على أسباب الردة وعلى كيفية معالجتها .
•   في ختام المقال ، سأبدي رؤيتي الخاصة لحروب الردة ، بقراءة مستحدثة مع ومضة الختام ، أملا بهذا القراءة أن تكون أضافة متواضعة لأكبر و أعظم حدث أسلامي تأريخي حربي  بعد وفاة الرسول محمد .
الردة كتعريف :
  أول الأمر لنتناول الردة كتعريف ، فالرِّدَّةُ في اللُغة تُفيدُ عدَّة معانٍ ، منها:  الرُجُوعُ والعَطْفَة ، يُقال :  ردَّ الشَّيءَ ، أي أرجعه وأعاده ، ومن ذلك ما ورد في القُرآن : ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ) ، ومن معناه أيضًا أن غيَّر الشيء وحوَّله من صفةٍ إلى أُخرى ، ومن أمثلة ذلك :  ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا ﴾ ، / نقل بتصرف عن الويكيبيديا ، والذي نهتم به في هذا المنحى هوُ الرِّدَّة عن الإسلام ، أي الرُجوع عنه ، وفي الأصطلاح الشرعي فإنَّ الرِّدَّةُ هي الرُجوعُ إِلى الكُفر بعد الإِسلام ، بقوله تعالى في سورة المائدة ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) .
حروب الردة :
أن حروب الردة التي خاضها الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق هي "  عدة حروب ومعارك خاضها الصحابة والمسلمون الاوائل ضد أول ثورة على الحكم الإسلامي كدولة في عهد الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه  ،  وحدثت بين أعوام الحادي عشر للهجرة والثالث عشرة للهجرة ، حيث وجد من يؤمن بالإسلام ظاهرياً ان الفرصة متاحة للارتداد عن دين الإسلام وعودتهم لما كانو عليه " (  نقل بتصرف مع أضافات من موقع  /  أقرأ عربي  عن مقال - حروب الردة ) .
النص :
   بوفاة الرسول ، أنتهت الرسالة المحمدية كدين وعقيدة / كان المراد منها توحيد العرب بنشر الدين وبسطه على أرجاء الجزيرة مع أهداف توسعية ، وبدأ عهد الأسلام كدولة وسلطة ونظام حكام ، ويقول الشاعر و المفكر العربي الكبير" أدونيس " بهذا الشأن من خلال مقابلة جريئة أجرتها معه محطة BBC  بعد حادثة جريدة " شارلي ابدو " / باريس في 7 يناير 2015 ، حيث قال أدونيس أن (( الأسلام كرسالة أنتهى مع موت النبي محمد ، اليوم الأسلام يتصارع كأيدولوجية ، وأنه لم يعد رسالة ، والأن هو مجرد وسيلة للسلطة و الحكم ، حيث أنه مع الخلافة الأولى / لأبو بكر الصديق ، تحول الأسلام من رسالة الى سلاح من أجل السلطة و الحكم .. )) ، بعد موت النبي حدثت فجوة عقائدية وقبلية وسلطوية في المجتمع الأسلامي ، أدت الى رفع الغطاء عن القبائل أو المجموعات أو الأفراد الذين كان أسلامهم ليس حقيقيا و الذي كان وضعهم العقائدي ظاهريا وأنتمائهم زيفا ... وفيما يلي ، الوضع و الحال بعد موت النبي وأستخلاف أبويكر الصديق كأول خليفة للمسلمين :
 1.  كان الأكثريَّة المُطلقة للعرب آنذاك يوصفوا ، بالضُعف والتخاذُل والكُفر والنِفاق ، ومنها ما ورد بحقهم ما قاله الله تعالى في سورة التوبة ( الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ  وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ، وأيضا ما ورد في سورة الحُجرات  ﴿ قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ، ويُلاحظ أنَّ الآية الأخيرة نزلت في وقتٍ أخذت الكثير من القبائل تُسارع عبر وُفودها للدُخول في الإسلام ، وكان الرسول قد شعر بما تنعم بهِ هذه القبائل من حُريَّة العيش ، فتركها تعيشُ حياتها الخاصَّة مع الإلتزام بتعاليم الإسلام ، كان هدف الرسول أنذاك ، توحيد القبائل في شبه الجزيرة العربيَّة في دولةٍ واحدةٍ تحت قيادته وأن يكون مركزها المدينة المُنوَّرة ، لكنَّ هذه الوحدة كانت مُفككة ، فالاضطراب الذي لازم مواقف القبائل العربيَّة ، التي لم يترسَّخ الإسلام في قُلوبها نظرًا لِحداثته ؛ وحَّد التيَّارات المُختلفة في المدينة المُنوَّرة ، فالتفَّ الجميعُ حول الخليفة ، أمَّا خارج نطاق المدينة ، وفي أرجاءٍ واسعةٍ من شبه الجزيرة العربيَّة ، فلم يكن يوجد سوى أشكالٍ من التحالف السياسي مع المدينة ، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ الدُخول في الإسلام كان قرارًا سياسيًّا استهدفت به زعامات القبائل للمُحافظة على كيانها ، وتحاشي خطر المُسلمين    عليها ، / نقل بتصرف من الويكيبيديا ، لذا فبعد النبي أرتدت القبائل التي كان أسلامها نفاقا وكذبا وزيفا.                                                             2 .   بعد موت الرسول  ، بعض القبائل قالت  " لو كان نبياً ما مات " ، وتجاهلوا قوله تعالى :-  في سورة الزمر   " إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ (32 ) " والبعض الاخر أعتقد أن " النبوة ولَّت بموت الرسول  " ، لأجله بعض القبائل أسقطت من حساباتها الزكاة وهي ركن من أركان الإسلام ، لقولهم كانت الزكاة للرسول و الرسول توفى ، فلا حاجة لنا الأن أن ندفع للخليفة أبو بكر الصديق كما تبين من  جانب أخر أنزعاج بعض القبائل العربية من أن السلطة المركزية في المدينة / دون غيرها  ، وخاصة الرسل الدينيين الذين    يُعلّمون الناس الدين على أصوله ويجمعون الزكاة منهم.. / نقل بتصرف مع اضافات الكاتب من الموقع الأتي :    www.khayma.com/sohel/thawrat/thawrat01.htm .
3.   كان للنظام القبلي قبل الأسلام له وضعه الأجتماعي من حيث الأعراف و التقاليد والعادات ، التي حرمت بمجئ الأسلام معظمها ، فأن (( عدم تعود القبائل للخضوع للنظام الذى اقرّه الإسلام من تحريمات مثل :  تحريم الخمر ، والميسر والزنا والربا وغيرها  )) كان سببا رئيسيا للأرتداد  /  نقل بتصرف من بوابة اليوم السابع –  من مقال بعنوان أسباب حروب الردة وإصرار أبو بكر عليها  !!.                                                                                                 4.    رفض القبائل لخلافة  أبي بكر الصديق لعدم أحقيته من جهة وبسبب العصبيّة القبليّة من جهة ثانية  / نقل من موقع  أقرأ عربي ، من مقال بعنوان  - حروب الردة  ، وكانت سياسة الرسول مُحمَّد / سابقا ، تتجه نحو توحيد العرب تحت راية الدين الإسلامي في مؤسسةٍ تتخطّى النظام القبلي ، واستطاع أن يؤسس الرسول " جماعةً دينيَّةً سياسيَّةً جسَّدت كيان دولة " ، ففي عهد النبي جمع زعامتين هي الزعامة الدينية و الزعامة السياسية ، وعندما توفى الرسول بقت الزعامة الدنية شاغرة ، وليس من فرد ان يشغلها ، وخلافة أبي بكر أستوجبت زعامة سياسية قوية دون الزعامة الدينية ، وهذا الأمر بدا غير مقبول  قبليا لأنه / أي أبو بكر ، فقد الزعامة الدينية المؤثرة مجتمعيا ، التي تمتع بها الرسول محمد  .                                                                                                                                     5.  ظهور أشخاص ادَّعوا النبوة وأشهرهم ، مَسلَمة وقد دعاه المسلمون مُسيلمة الكذاب ، من باب التصغير والتحقير وقد تأثر بالأفكار المسيحية وقد اتبعه بنو حنيفة ، كذلك ظهرت " سجاح التميمية  " من بني يربوع كانت تدَّعي الكهانة تحالفت مع مالك بن نويرة ثم لقيت مسيلمة وتزوجته / نقل بتصرف من موقع مجالس حرب.                                              تصنيف أهل الردة :                                                                                                          *   وقد ذكر أهل العلم – رحمهم الله تعالى ، أن المرتدين كانوا صنفين ، يقول في ذلك الإمام أبو عبد الله الشافعي رحمه الله تعالى : " وَأَهلُ الرِّدَّةِ بَعدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ضَرْبَانِ :
1. "  مِنهُم قَومٌ كَفرُوا بَعدَ الإِسلامِ مِثلُ طُلَيحَةَ وَمُسَيلِمَةَ وَالعَنسِيِّ وَأَصحَابِهِم  "  .
2. "  وَمِنهُم قَومٌ تَمَسَّكُوا بِالإِسلَامِ ، وَمَنَعُوا الصَّدَقَاتِ "  .
وهذا التقسيم ذكره الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى مع تفصيل عن أحوال كل من الطائفتين  .
*   ومن أهل العلم من جعلهم ثلاثة أصناف ، قال ابن عبد البر:                                                      وكانت الرِّدَّةُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ :
 1. قَوْمٌ كَفَرُوا وَعَادُوا إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ  .
 2. وَقَوْمٌ آمَنُوا بِمُسَيْلِمَةَ ، وَهُمْ أَهْلُ الْيَمَامَةِ  .
 3. وَطَائِفَةٌ مَنَعَتِ الزَّكَاةَ ، وَقَالَتْ : " مَا رَجَعْنَا عَنْ دِينِنَا وَلَكِنْ شَحَحْنَا عَلَى أَمْوَالِنَا ، وَتَأَوَّلُوا قوله تعالى  :             في سورة التَّوْبَةِ 103  "  خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم  "، وهذه الطائفة بينت أيضا أن الْمَأْمُورُ بِهَذَا رَسُولُ اللَّهِ لَا غيره .. / نقل بتصرف مع أضافات الكاتب من موقع -  ملتقى أهل الحديث .
عسكرة المسلمين ضد المرتدين :
كانت حروب الردة كما يصطلحون عليها منحصرة في جبهتين :                                                               *   جبهة حضرموت ضد قبائل كندة ومآرب ، وكان أمير العسكر المرسل من قبل الخليفة لمناهضتهم هو " عكرمة بن أبي جهل " .                                                                                                                                  *   وجبهة أطراف المدينة ضد قبائل عبس وذبيان وبني كنانة وغيرها وكانت بقيادة " خالد بن الوليد " .
وهؤلاء الرجال الذين قتلوا بسيوف المسلمين بقيادة عكرمة وخالد لم يرتدوا ولم يكونوا منكري وجوب الزكاة ، بل هم مسلمون وكانوا يقولون: ( أطعنا رسول الله ما دام بيننا فيا لعباد الله ما لأبي بكر ) وبعضهم كان يقول لممثل الخليفة : ( إنك تدعو إلى طاعة رجل لم يعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد ) ،  وتارة يقولون : ( انظروا في شأن عترة النبي ) صلى الله عليه وآله ، فما كان من أمرهم وهم الأولى في تسنم خلافة الرسول فأقصيتموهم ؟ 
والله تعالى يقول بسورة الأنفال 75 (  وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أَولَى بِبَعضٍ   ( ، ولذلك لا يصح سؤالكم عن ارتداد المسلمين في عهد أبي بكر لعدم حصول مثل هذه الردة في الواقع ، ولكن رفض المسلمين تسليم ما بأيديهم من أموال الزكاة إلا إلى الخليفة الشرعي  ، هذا الذي حمل أبو بكر على مقاتلتهم ، فكان السبب الحقيقي إذن هو عدم اعترافهم بشرعية الخليفة المنصب يوم سقيفة بني ساعدة ، فمحاربة أبي بكر لهم كان بافع القضاء على الحركات المناوئة لحكمه وليقطع دابر ظهور المزيد من الحركات التي لا تعترف بصحة خلافته ... / نقل بتصرف مع أضافات الكاتب من موقع - مركز الأبحاث العقائدية .
القراءة المستحدثة لحروب الردة :
      سأدلي بدلوي فيما يخص حروب الردة الذي أسس لها وحث عليها وجييش لها الجيوش الخليفة أبو بكر الصديق ، مبينا سقوطه في هوة العصبية القبلية و الفكرية والحرب الدموية ، بعيدا عن النصوص القرانية ، تلك النصوص التي تخالف ما نهجه من رد فعل جانب فيه الحق ووقع في المحذور ، وسأورد قرأتي لحروب الردة كما أراها وكما يلي :                                                                                                                                          1.   أن الأسلام مبني على ثلاث مصادر تشريعية هي ، القرأن والسنة الصحيحة و الأحاديث ، وسوف أستعرض ما ذكر أو ما ورد من أحكام بخصوص الردة بهذه المصادر :                                                                                       *   ما جاء بالقرأن من أيات : ففي سورة البقرة ( وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) وفي سورة أل عمران يقول ألله تعالى (َكيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين ) وكذلك ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ ) .                                                                                                                       - الأيات بينات واضحات وضوح الشمس ، بعدم وجود جزاء القتل للمرتد ، ولكن المرتد يموت كافرا في سورة البقرة خالدا في النار ، ولا توجد عقوبة أو جزاءا  له  في الحياة الدنيا ، ولكن الجزاء أخروي / بعد الوفاة . وفي سورة أل عمران يصفهم بالظالمين ، ولن تقبل توبتهم وهم ظالون ، وأيضا لا توجد عقوبة في الحياة الدنيا  .                                       *   وفي حديث " من بدل دينه فاقتلوه " فأن أشهر رواية عن الحديث هي رواية / عكرمة  : ( أخبرنا عمربان بن موسى قال : حدّثنا عبد الوارث قال : حدّثنا أيوب عن عكرمة قال : قال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من بدَّل دينه فاقتلوه )  ، والكلام عن ( عكرمة )  صعب وشاق ويحتاج إلى صبر وتأمل كبيرين ، لما دار ويدور حوله من لغط واختلاف ، ومن العجائب أن يحتل مكانة الثقة الموثوق بها لدى الكبار من علماء الحديث وهو محل هذه الفوضى والارتباك في التقييم والتصوير والحكم ! وأن أول ما يلفت النظر في صدد هذه الشخصية المثيرة ، هو إنه ليس ثقة عند الجميع ، بل حوله خلاف كبير / نقل بتصرف من موقع أيلاف ، عن مقال ل غالب حسن الشابندر .                                                                                                                                   -   وهذا الحديث هو حديث أسناده ضعيف ، وكما يوضح الكاتب أن الراوي / عكرمة ، ليس بمحل ثقة !                         *   ومن السنن القولية ، قال الرسول  " لا يحل دم أمرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث ‏ ‏الثيب ‏الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة " ، وهنا أرتبط أمر القتل بمفارقة الجماعة ، وبقراءة أخرى " ‏لا يحل قتل مسلم إلا في إحدى ثلاث خصال زان ‏‏محصن ‏ ‏فيرجم ورجل يقتل مسلما متعمدا ورجل يخرج عن الإسلام فيحارب الله عز وجل ورسوله فيقتل أو يصلب أو ‏ ‏ينفى من الأرض " ، وهنا الأمر جاء به خيارات وهي أما القتل أو الصلب أو النفي من مكان ما يعيش به المرتد ، و النفي تعتبر أضافة أختيارية للمرتد.                                                                                       
-   في السنة النبوية أيضا هناك تماس وعدم وضوح حيث أن أمر القتل ربط  بالخروج عن الجماعة هذا من جانب ومن جانب أخر ، منحت السنة طوق نجاة للمرتد ، وهو النفي من الأرض بدل القتل ...
-   مما سبق ما أود قوله ، أن أبوبكر أخطأ في حروب الردة ، لأن كل النصوص تحتمل أكثر من تأويل أو ضعيفة أو غير ذي ثقة من قبل الراوي ك ( عكرمة ) هذا من جانب ، ومن جانب أخر أن الأمر المهم و الأساسي و الرئيسي في التشريع ، هو كلام الله المثبت بالقرأن وليس بحديث أو سنن الرسول ، لأن الله عز وجل هو ذو المقام الأعلى و الأرفع ، وكلامه لا يمسسه شك أو خطأ أو تأويل ، أضف الى كل ذلك ما جاء بسورة البقرة (  لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ) . وتفسير الأية لقوله تعالى :  لا إكراه في الدين  أي ((  لا تكرهوا أحدا على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه ، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة ، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورا . وقد ذكروا أن سبب نزول هذه الآية في قوم من الأنصار ، وإن كان حكمها عاما ))  /       " تفسير الأية لأبن كثير" على موقع أسلام أون لاين ..                                                                         -   أذن كان على أبو بكر أن يتبع كلام الله / دون غيره من نصوص ، مادام هناك أيات قرأنية تبحث بهذا             الخصوص .                                                                                                                         
2.   أفتقار الخليفة أبو بكر ، للأسلوب السياسي  و التفاوضي مع المرتدين ، وتعمده الحرب دون أولويات أخرى قبل اللجوء للخيار للأسوأ ، وكأنه  أيضا ليس ضليعا بالقرأن ، لانه لوكان كذلك لأتبع ما قاله تعالى في سورة النحل "  ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ  " ( 125 ) ، ولكن أبو بكر ، أختار أقصر الطرق و أسرعها  ، ولكنها الطرق الأكثر دموية ، وهي الحرب  ..                                                                                                                                           3.   سورة المائدة / أية 32 ﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا  ﴾ ، ومن هذه  الأية  أيضا أرى أن قتل المرتدين غير مبرر لأنه يفتقر للأسناد ، وذلك لأن القرأن حددها بقتل نفس أو بالفاسد طبقا للأية ، و ايضا هنا يخفق أبو بكر ، لأنه خالف نص القرأن ... ويقول ، بهذا الصدد الأستاذ الدكتور محمد علي لولي - رئيس سابق للمرصد الموريتاني لحقوق الإنسان  في مقال له بعنوان / قتل المرتد لا ينسجم مع حرية الأعتقاد التي أقرها الأسلام ...  نقل بتصرف من موقع الأخبار ، أنه (  ليس في كتاب الله حد قتل على غير هذين ، القاتل والمفسد في الأرض . وقد أعطى الله تبارك وتعالى للإنسان حرية الحياة وشدد محذرا من قتله .. ) . 
4.   كذلك الخليفة أبو بكر ، لم يتبع مبدأ الشورى ، وأهمل ما جاء بنص الأية التالية / سورة الشورى ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ) ، وفي موقع أسلام ويب ، يشرح أبن العربي الأية في كتابه الموسوم " أحكام القرأن لأبن عربي " ويقول .. (  فالشورة ألفة الجماعة ، ومسبار العقول ، وسبب الصواب  ، وما تشاور قوم ألا هدو ..  )  . ودليل أخر على أهمال مبدأ الشورى من قبل أبو بكر ، هو ما جاء" بمجلة البحوث الأسلامية " (  وقد تكـلم الصحابة مع أبوبكر الصديق في أن يتركهم وما هم عليه / أي المرتدين ، من منع الزكاة ويتألفهم حتى يتمكن الإيمان في قلوبهم ، ثم هم بعد ذلك يزكون فامتنع الصديق من ذلك وأباه ) .
5.  مايحدث الأن له جذوره سابقا ، فعدم الأعتراف بالأخر ، ونكران حرية المعتقد ، وتكفير الاخرين ، وقتل المختلفين في الدين و المذهب و الطائفة ، وأن ما يتكرر الأن  ، هو نفسه ما كان يحدث في زمن الخليفة أبو بكر  الذي طمس أي حرية أو أختيار للقبائل ... ويقول " أ. د. حسني المتعافي " في مقال بعنوان / الردة وحروب الردة
(  أن حرية الإيمان هي حق من حقوق الإنسان ، ومن يريد أن يدعو إلى دينه أو أن يبينه للناس لا يجوز له أن يمنع الآخرين من أن يفعلوا مثله ، ولا وجود لعقوبة دنيوية على المرتد ، فالدين الذي يقرر بأقوى عبارات حرية الإيمان لا يعاقب من يمارس هذه الحرية  )  .
 6.  أن الحرق الوحشي في قتل المرتدين ، هو ما نهجه أبو بكر ، والذي جعل الكثير من المنظمات الأرهابية تسنند على ما ذهب أليه من أفعال ، منها ما حدث مع " الفجاءة " : وإسمه إياس بن عبد الله بن عبد ياليل بن عميرة بن خفاف من بني سليم ، قاله إبن إسحاق ، وقد كان الصديق قد حرق الفجاءة بالبقيع في المدينة ، وكان سببه أنه قدم عليه فزعم أنه أسلم ، وسأل منه أن يجهز معه جيشاً يقاتل به أهل الردة ، فجهز معه جيشاً ، فلما سار جعل لا يمر بمسلم ولا مرتد إلاّ قتله وأخذ ماله ، فلما سمع الصديق بعث وراءه جيشاً فرده ، فلما أمكنه بعث به إلى البقيع ، فجمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار فحرقه وهو مقموط  . نقل بتصرف من كتاب / البداية والنهاية  ل أبن كثير ، الحوادث الواقعة في الزمان ووفيات المشاهير والأعيان سنة إحدى عشرة من الهجرة - أبو بكر يقتل الفجاءة ، الجزء ( 9 ) رقم الصفحة   ( 456 ) .
7.   أرى أن أبو بكر كان مهتما وبشكل رئيسي بموضوع معين بحد ذاته ، موصوف واضح بين وجلي ، ألا وهو مفهوم " الثروة للدولة الأسلامية الناشئة " وديمومة هذه الثروة ، بعد وفاة الرسول ، والسعي الى فتح قنوات مالية جديدة مع الأحتفاظ بالمصادر القديمة من أجل أستمرارية الضخ النقدي الى " بيت المال " ، ولا يوجد مصدر دائم ومستمر مثل الزكاة ، نعم أن الأسلام كان سببا لحروب الردة ، ولكني أرى أن الثروة / أي الزكاة ، هو السبب الرئيسي لهذه الحروب .. ففي مقال بعنوان " دعوة لاعادة كتابة التاريخ : حروب الردة هل هي ضد المرتدين ام ضد مانعي الزكاة  " على موقع /  سودان أون لاين  www.sudaneseonline.com  نقل بتصرف يفيد بأن (( أطلعنا على هذه الحروب في مراحل دراستنا ، التي عرفت باسم حروب الرده ، وهكذا التصقت في اذهاننا ، والمدهش اننا ندرسها ومعها ندرس قولة ابوبكر الصديق  " والله لو منعوني عقال بعير كانوا يعطوه لرسول الله لحاربتهم " ، ولو تمعنا في هذا القول لوجدنا ، ان السبب الاساسي لهذه الحروب ، هو الامتناع عن اداء الزكاة ، وكلنا نعلم في تلك الظروف التي تولي فيها ابوبكر الصديق السلطة ، وكيف ان كثير من الصحابة كانوا لا يرون احقية لابوبكر الصديق في هذا المنصب ، واذا عدنا الى محاورة خالد بن الوليد مع احد قواد المتمردين ( المرتدين ) لوجدنا هذا القائد " يؤمن بالله والرسول ، ولكنه لايرى احقية لأبوبكر في استلام الزكاة او دفعها اليه "، لا اشك مطلقا في ضرورية هذه الحرب من اجل توطيد السلطة الجديدة والدولة الناشئة ، ولا اشك اطلاقا في ان هناك بعض اللذين ادعو النبوة في ذاك الزمن ، لكن هذه دعوة لاعادة كتابة التاريخ ))  .
ومضةالختام:                                                                                                                     لازالت حروب الردة ، بين المهتمين من كتاب وباحثين ودارسين ... ، قضية خلاف وموضوع جدل بين مؤيدين وبين معارضين لها ، أن حروب الردة ظاهرها تثبيت الأسلام و الألتزام به ومعاقبة المرتدين عنه ، بأي طريقة كانت ، قتلا ذبحا صلبا حرقا ، أما حقيقتها فموضوعا أخر .. الأمر الأن يستدعي من البعض أعادة بناء رؤية مستحدثة لهذه الحروب ، لكي يتبين الحق البين من الزيف المخفي .. أن حروب الردة ، أراها ، ما هي ألا حروب هدفها ، " تثبيت الدولة الأسلامية الفتية ، بعد ما أصابها من وهن بوفاة الرسول محمد ، وتثبيت مركز الخلافة في المدينة المنورة ، وأستمرار جباية الزكاة من القبائل لغرض مد بيت مال المسلمين بالأموال.. "، أما ما قتل من جموع فهم ذهبوا من أجل " تحقيق وتثبيت وتركيز السلطة بيد الخليفة أبو بكر الصديق " ، بغض النظر أن كان يستحق الخلافة أو أن كان غيره أولى بها !!






 


 


358

                             قراءة في مسؤولية الخطاب الديني عن التحرش الجنسي 


     برزت ظاهرة التحرش بشكل كبير وجدي في الأونة الأخيرة ، وأرتبطت بالعرب بشكل خاص ، وحتى أصبحت هذه الظاهرة مرافقة لهم أينما أرتحلو وحلو (*) ، والتحرش الجنسي يعرف على أنه : « اعتداء ذو طبيعة جنسيّة ، تجاه شخص آخر . وعلى الرغم من أن الاعتداءات الجنسية غالباً ما تكون من قبل رجل تجاه امرأة ، إلاّ أنه من الممكن أن يحدث من قبل رجل تجاه رجل ، أو امرأة تجاه رجل ، أو امرأة تجاه امرأة » / موقع نوافذ - من مقال د. أسامة عثمان ، وسأتكلم في هذا المقام عن التحرش ضد المرأة .. وتحتل مصر مركزا متقدما في هذا المجال ،  نتيجة للكبت و الأنغلاق المجتمعي ، فلا يجد المرء تنفسا في المجتمع المصري يفرغ فيه شحناته الجنسية سوى هذا العمل / الفعل اللاأخلاقي ، وسأفرغ ملاحظاتي وتساؤلاتي على شكل أضاءأت :                                                                                                                      1. للخطاب الديني الأسلامي أثر كبير في بروز هذا الفعل اللاحضاري ، حيث أن التحرش الجنسي يتناسب طرديا مع بروز وتفاقم الخطاب الديني المتزمت ، فلا نلحظ أي ظاهرة مثلا في مصر للتحرش في ستينات أو سبعينات القرن الماضي الذي كان فيه الخطاب الديني هزيلا ، حيث كانت مصر بمنتجعاتها / الأسكندرية ومرسى مطروح .. ، تعج بالمصرين والمصريات وهن بلباس السباحة / المايوه ! ، ولم يسجل أي فعل يذكر من هذا النوع في تلك الأيام الخوالي ، أما الأن فالمصريات بكامل لباسهم أضافة للحجاب أو النقاب ولا تستطيع المرأة ان تتمشى بحرية بشوارع معينة وباوقات خاصة ! .                                                                                                                                            2. وتمادت ظاهرة التحرش بالبروز العلني في كثير من المناسبات ، حيث أن الجمهور أصبح لا يخجل من ممارستها ، و كأنها فعلا عاديا ، كمثل ما حدث مع بعض المراسلات الصحفيات ، كالذي  حدث مع مراسلة france 24   في ميدان التحرير في مصر  / شاهد الفديو التالي :  https://www.youtube.com/watch?v=dw4dRj3NS3I  ، وكذلك ما حدث بسائحة  أجنبية -الاعتداء جنسيا على سائحة أجنبية وتجريدها من ملابسها في ميدان التحرير/ شاهد الفديو التالي :  https://www.youtube.com/watch?v=uIgMsRHbwpE
 3. أن عملية الفصل الجنسي بين الذكور و الأناث ، ساعد على بروز هذا الفعل ، لأنه ولد لدى الذكور حالة نفسية مستعصية تجاه الجنس الاخر ، خاصة في التعامل و الأندماج ! والذي جعل من الذكور يجهلون الكيفية و الطريقة و الأداء في التخاطب مع الجنس الأخر ، خاصة في المجتمعات المغلقة ، الذكورية منها ، فلا يوجد طريقة معينة في التعامل سوى ما مخزون منه في العقل الباطن ، وهو الجنس ! .
4. ساعد رجال الدين و الشيوخ والدعاة .. ، كخطاب وتوجيه ، وحث على التحجب و التنقب .. ، في زيادة الهوة بين الجنسين ، وهذا الأمر ساهم على زيادة وتيرة التحرش الجنسي ، حيث الأن الذكور ، هم أصلا مغيبين عن التفاعل مع الجنس الأخر ، وما يشاهدوه هو المرأة " المقمطة " بلباس يقال له اللباس الأسلامي ! وأغلبهم يجهلون ما يكمن وراء هذا اللباس من أشكال ! ، فيلجأ الذكور الى ممارسة التحرش كنوع من أفراغ الغرائز الجنسية ! وكوسيلة  معرفية ! .
5. لجاء الكثير من الفنانين الى حلول قد تبدوا أكثر جرأة وغير مسبوقة ، وهذا ما دعت أليه المخرجة المصرية أيناس الدغيدي ، حيث طالبت .. ( بترخيص بيوت الدعارة فى مصر ، معتبرة أنها تحمي المجتمع وقد تشكل حلاً لإنهاء قضايا التحرش الجنسي ، خاصة وأن الأمر موجود ولا يمكن إنكاره ، على حد تعبيرها .. ) / جاء هذا في مقابلة مع قناة الحياة المصرية في 6.2.2016 .
كلمة :
أن التوجيه الديني لرجال الدين ، خاصة المسلمين ، بأن المرأة أن تلزم بيتها ، وأذا أضطرت للخروج أن تتنقب أو أن تتحجب .. والدعوة الى عدم الأختلاط ، كل هذا من أجل وضع الملف في عمامة رجال الدين ، وذلك من أجل  السيطرة على العلاقات المجتمعية وعلى  التقاليد و الأعراف والعلاقات الأسرية ..، وذلك من أجل وضع كل هذا الملف في ذمة رجال الدين الذين يعتاشون على فتاته ، هذا الأمر وغيره وجه المجتمع الى خلق حدود بين الجنسين ، وساعد أيضا على خلق فصل مجتمعي في كيان هو بالأصل كيان واحد بشقيه الذكوري والانثوي ، هذا التغريب و التجهيل و تحريم الأختلاط هو النواة و الأساس في بروز ظاهرة التحرش الجنسي ، فأذا أردتم البحث عن أي مشكلة مجتمعية فأبحثوا عن رجال الدين الذين يقتادون من بناء أسوار الفصل بين قطبي الحياة وهما الرجل و المرأة ! .
------------------------------------------------------------------------------------------------------     
(*) JANUARY 10, 2016 برلين ـ “راي اليوم” ـ جاسم محمد : تتفاعل حادثة التحرش الجماعي مع ردود افعال مسؤولين ورأي عام للشارع الالماني ، بعد  ان تعرضت مئات النساء في مدينة كولونيا ليلة الاحتفال بالعام الجديد 2016 للتحرش الجنسي . ومازالت الشرطة تبحث عن المتهمين وتجري تحقيقات مع عدد من المشتبه فيهم .. تعليقات بعض ابناء الجالية المسلمة في المانيا وصفت الحادث بانه مفتعل ضد الاجانب ، واخذ اهتماما اكبر من حجمه الحقيقي . وجائت ردود فعل وزير العدل الألماني “هايكو ماس″ سريعة بقوله ان هناك إمكانية ترحيل المتورطين في حالات الاعتداء التي وقعت في مدينتي “كولونيا وهامبورغ” . وقال “ماس″ في تصريحات صحفية : “يجب معاقبة كل من يعتقد أنه قادر على أن يكون فوق القانون والعدل في بلادنا ، بغض النظر عن البلد التي جاء منها ”. وأشار “ماس″ إلى إمكانية تطبيق عقوبة السجن حتى على طالبي اللجوء خلال فترة البت في الطلبات ، وفي سياق اخر ، تواجه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل انتقادات متزايدة بعد هذه الحوادث ، احتجاجا على سياسة الانفتاح التي تنتهجها حيال اللاجئين في وقت يسعى فيه خصومها لاستغلال هذه الحوادث ضد سياسة المستشارة ..



359
              قراءة في حديث الرسول ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ )

المقدمة :
الشطر الأول من الحديث / " بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا " ، لا أرى به أي تعقيد أو غرابة ، بل أراه جليا و واضحا لأن الأمر وقع فعلا حسب كل الشواهد التأريخية –  فالأسلام  بدأ  في مجتمع قبلي عصبي ذكوري جاهلي قائم على الشرك بالله ، يعبد الأوثان والأصنام والأحجار والأشجار ، يأد البنات ، مجتمع ينتشر به الخمر والبغاء .. ، الأسلام بدأ غريبا لقلة أهله وتابعيه ، بدأ بخديجة بنت خويلد وأبوبكر الصديق وعلي بن أبي طالب .. ثم أنتشر ، وبعد موت الرسول تحول الأسلام من دين وعقيدة ومبدأ ، تحول بدءا من حادثة سقيفة بني ساعدة الى سلطة وحكم ، وأصبح الدين ورجاله من علماء وشيوخ وفقهاء يخدمون الحاكم ، الخليفة ، السلطان أو الأمير ..
أما الشطر الثاني من الحديث /  " وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ " ، فسأعلق عليه في نهاية الموضوع ، وذلك كقراءة شخصية للحديث مع خاتمة ، وسأبدا أولا في تفسير الشطر الأول من الحديث بأختيار ثلاث تفاسير منتقاة لتفسير الحديث ، وذلك من أجل توضيح وتمهيد الصورة للقارئ ..
النص :
وحول شرح وتفسير معنى حديث الرسول ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) ، أورد التفاسير التالية :                                                                                                                                         *  فقد ورد في " موسوعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب  " ، تحت عنوان - أحاديث في الفتن والحوادث ، مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، / نقل بتصرف .. أورد ما يلي  ((  جاء الأتي حول شرح الحديث أعلاه : في بَابُ بَدَأَ الإسْلاَمُ غَرِيْباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً ..  ولِمُسْلِمٍ  : عن أبِي هُرَيْرَةَ : عن النَّبِيِّ –قال : (  بَدَأَ الإسلامُ غَريباً وَسَيَعُودُ غَريْباً كَمَا بَدَأَ  ) ، ورواه أحمدُ  : عن ابن مَسْعُود : - وفي آخره -: " فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ " ومعنى الحديث : أن الإسلام بدأ في أحاد من الناس وقلة ، ثمّ انتشر وظهر ثم سيلحقه النقص والإخلال . حتى لا يبقى إلاّ في آحاد وقلة أيضاً ، كما بدأ . فبدأ بالهمز – من الابتداء . وهو الأشهر – ويؤيده المقابلة بالعود . فإن العود يقابل الابتداء ، ويحتمل : أن يكون بدون همزة . ومعناه : ظهر . وغربة الإسلام : لقلة أهله. وأصل الغريب : البعيد عن الوطن . وقد فسر الرّسول : الغرباء بالنّزّاع من القبائل- والنّزّاع : جمع نازع ونزيع وهو: الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته ، قال الهروي: أراد بذلك المهاجرين الذين هجروا أوطانهم إلى الله تعالى : ، ومعنى : "طوبى للغرباء"، طوبى : فُعلى من الطيب قاله الفراء.. )) .
*  وفي " موقع الأسلام سؤال وجواب  " حول تفسير الحديث أعلاه / نقل بتصرف ، جاء ما يلي (( هذا الحديث رواه مسلم (145) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) .قال السندي في حاشية ابن ماجه  :(غَرِيبًا) أَيْ لِقِلَّةِ أَهْله وَأَصْل الْغَرِيب الْبَعِيد مِنْ الْوَطَن ( وَسَيَعُودُ غَرِيبًا ) بِقِلَّةِ مَنْ يَقُوم بِهِ وَيُعِين عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ أَهْله كَثِيرًا (فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ) الْقَائِمِينَ بِأَمْرِهِ ، و"طُوبَى" تُفَسَّر بِالْجَنَّةِ وَبِشَجَرَةٍ عَظِيمَة فِيهَا . وَفِيهِ تَنْبِيه عَلَى أَنَّ نُصْرَة الإِسْلام وَالْقِيَام بِأَمْرِهِ يَصِير مُحْتَاجًا إِلَى التَّغَرُّب عَنْ الأَوْطَان وَالصَّبْر عَلَى مَشَاقّ الْغُرْبَة كَمَا كَانَ فِي أَوَّل الأَمْر . وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة : " معنى الحديث أن الإسلام بدأ غريباً حينما دعا رسول الله الناس إليه الناس إليه فلم يستجب له إلا الواحد بعد الواحد ، فكان حينذاك غريباً بغربة أهله ، لقلتهم وضعفهم مع كثرة خصومهم وقوتهم وتسلطهم على المسلمين ، حتى هاجر من هاجر إلى الحبشة فراراً بدينه من الفتن وبنفسه من الأذى والاضطهاد والاستبداد ، وحتى هاجر رسول الله بأمر الله تعالى إلى المدينة بعد ما ناله من شدة الأذى ما ناله رجاء أن يهيئ الله له من يؤازره في دعوته ، ويقوم معه بنصر الإسلام وقد حقق الله رجاءه فأعز جنده ونصر عبده وقامت دولة الإسلام .. واستمر الأمر على ذلك زمناً طويلاً ، ثم بدأ التفرق والوهن ودب بين المسلمين الضعف والفشل شيئاً فشيئاً حتى عاد الإسلام غريباً كما بدأ .. )) .
*  أما في موقع الشيخ عبد العزيز بن باز / رحمه الله ، جاء التفسير التالي ، مركزا على مفردة " الغرباء " / نقل بتصرف (( هذا الحديث صحيح رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي ، قال : ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء ) فهو حديث صحيح ثابت عن الرسول ، زاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: ( قيل : يا رسول الله ! من الغرباء ؟ قال : الذين يَصْلِحون إذا فسد الناس ) وفي لفظ آخر: ( يُصلِحون ما أفسد الناس من سنتي ) وفي لفظ آخر : ( هم النزاع من القبائل ) ، وفي لفظ آخر: ( هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير ) ، فالمقصود أن الغرباء هم أهل الاستقامة ، فطوبى للغرباء ، أي الجنة والسعادة للغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس ، إذا تغيرت الأحوال و.. الأمور ، وقل أهل الخير ، ثبتوا هم على الحق ، واستقاموا على دين الله ، ووحدوا الله ، وأخلصوا له في العبادة ، واستقاموا على الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر أمور الدين ، هؤلاء هم الغرباء .. )) .
القراءة :
قرأءتي ترتكز على  الشطر الثاني للحديث النبوي ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) / والذي يمثل الوضع الحالي للأسلام ، وذلك لأن الشطر الأول ، أرى التفاسير التي أوردتها قد أوفت في تفسيره .. وستكون قراءتي حسب نظرتي الحداثوية للأسلام وما جرى وما يجري من أحداث ووقائع ، بعيدا عن ما قاله المفسرون ! :
 أولا - الأسلام هو ليس الحل لأنه بات غريبا ، بل أن " القراءة الحداثوية " للنصوص / أنزلت أو كتبت أو أوحى بها .. سمها ما شئت هي ما يجب أن تكون الحل ، لأن أسلام صدر الرسالة المحمدية لا يمت بصلة للزمن الحالي ، خاصة بالنسبة للتحضر المجتمعي / مثلا  ، وما يضم من عادات وتقاليد وأسلوب حياة بكل تفاصيلها .. فهل من الممكن تطبيق ملك اليمين الأن ، وهل من الأنسانية تشريع سوق لبيع الجواري والسبايا ، وهل من العادي أن تدخل الطبيبة لغرفة العمليات وهي منقبة ! وهل من العملي تطبيق مبدأ عدم الأختلاط بين الجنسين في كل نواحي الحياة وما به من سلبيات كوارثية .. لهذا أرى أن الأسلام بات غريبا عن الزمن الحالي لأنه يمثل حقبة زمنية ، غير متطورة وغير متحضرة كانت قبل أكثر من 14 قرنا ، ويريد الأسلام السلفي الرجوع الى زمن النبوة لأرجاع الحياة كما كانت عليه في تلك الحقبة ، وهذا مستحيل ، وما تحاول السعودية عمله وتطبيقه ، على أنه هو الأسلام الحقيقي ، من قطع الرؤوس و الأيدي والرجم والجلد .. ، أنما هو صورة مظلمة كاحلة عن الأسلام ، فتلك القوانين والأحكام  طبقت على تلك الحقبة ، ولا يمكن أن تستوي أو أن تصلح على أسلام اليوم ، وأذا حاول وأصر شيوخ ورجال الأسلام على هذا ، فأنهم سيعزلون الأسلام عن المجتمع ! علما أنهم هم أنفسهم لا يطبقوه على أنفسهم وخاصتهم ! كل هذا سيزيد من غربة الأسلام عن الواقع الحياة الحالي . ثانيا - الوضع الأسلامي الحالي بات أكثر غربة لما يعانيه من تفرق وأنقسام وأنشقاق ، فبدأ الأسلام فرقة واحدة وأصبح فرق وطوائف ومذاهب وجماعات ، ثم ظهرت شيعة علي ، وما أنبثق منها من الأثني عشرية والزيدية والأسماعيلية والنصيرية والعلوية .. ، أما السنة بمذاهبها الأربعة / المالكية والحنفية والشافعية والحنفية ، وما أنبثق منها من فرق وطوائف .. أضافة الى ملل أخرى كالأحمدية والصوفية .. وتكلل الاسلام بغربة أنهت كل أماله في الوقوف بثبات كمعتقد وهي " الوهابية " التي كفرت ما قبلها وما بعدها من فرق وطوائف ، بأعتبارها الفرقة الناجية ، أيوجد غربة ووضع تراجيدي عاشه الأسلام كم يعيشه الأن ! ثالثا – ظهور المنظمات الأرهابية المثقفة بثقافة القتل والذبح والصلب والحرق والرجم والسحل وقطع الرؤوس بأسم الأسلام ، حيث جعلت ذكر الأسلام ، و " شعار الله أكبر "  يكفي أن يكون عنوانا للأرهاب والتوحش ، هذه المنظمات ، القاعدة وداعش وغيرها العشرات الممنهجة وهابيا ، أصبحت هي أسلام اليوم ، وأرى ان هذا يكفي لأن يكون الأسلام غريبا عن محيطه . رابعا - شيوخ ودعاة الأسلام ساهموا في غربة الأسلام عن الحراك المجتمعي للقرن الواحد والعشرين ، فشيوخ السعودية / الطريفي و السديس وبن باز والفوزان .. ، ومصر / زغلول النجار ومحمد عمارة والقرضاوي والحويني و أبراهيم خولي .. الدعاة / محمد حسان ومحمد العريفي ونبيل العوضي وعمر عبد الكافي .. كل هؤلاء الثلة وغيرهم العشرات أخذوا بالأسلام بعيدا عن عالم وحياة اليوم ، أخذوه الى عالم خاص وهو عالم صدر الرسالة المحمدية ، فأردوه قتيلا غريبا في ارضه  بدلا من منحه قبلة الحياة .     
الخاتمة :
     أرى أن الحديث النبوي  ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ )  ، حسب تفسيره كحدث أخباري ، يبين لنا أن الأسلام كيفما بدأ غريبا سينتهي غريبا كما بدأ ، وذلك حسب تفسير المفسرين ومنهم ما ذكر بالنص أعلاه ، ولكن بالتحليل المنطقي للحديث ، وحسب درجة تفاعل أنعكاس الحديث على الواقع الحالي للأسلام  ، يظهر لنا  أن الأمر يتعلق بمفهوم أخر ألا وهو تأثير مرجعية الأسلام ، والقراءة الماضوية للنص القرأني والمأثور الديني ، الذي يضم السنة والأحاديث والتأريخ الأسلامي ،  وما بها من نهج تكفيري وألغاء للأخر وما يضم من نصوص عنيفة كأيات السيف .. أضافة للأحكام الدينية التي تعتبر خارج نطاق زمن القرن الواحد والعشرين ، على واقع وحال الأسلام الأن ، هذا كله من جهة ، ومن جهة ثانية أرى أن مفردة " الغرباء " / وهي  حسب تحليلي رجال وشيوخ ودعاة الأسلام الظلاميين منهم ، والذين نعتهم المفسرون  ، " بأهل الاستقامة فطوبى للغرباء أي الجنة والسعادة للغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس " ، هؤلاء بدل أن يكونوا فريق أنقاذ ما يمكن أنقاذه ، في تجديد الخطاب الديني / الخطاب المرتبط بالمقدس و المحرم ، ولكن في واقع الأمر ، ساهمت هذه الثلة / الغرباء ، ليس بمد الروح لهذا الجسد المحتضر ، الغريب عن واقعه ، بل أن هذه الثلة  خطفت الأسلام  و تأمرت عليه وأغتالت  ما تبقى منه من رحمة ورأفة وعدل ! .
 


360
                                       قراءة في لغة كتابة القرأن
                         مع أستطراد لأراء العالم الألماني كرستوف لوكسنبرغ
                                               الجزء الرابع
ومضة :
( بين العقيدة الدينية والعلم هناك دوما صراع ، يستعر حينا ويخمد حينا أخر ، ولكن الغلبة دوما للعلم ، أي للعقل .. كاتب البحث  )
 أستهلال :
    سنتعرض  في هذا الجزء الى موضوعة " كتابة القرأن " ، بشكل أوسع شمولا وتركيزا ، من موضوعة لغة القرأن وتأثرها بباقي اللغات / المتعايشة معها والمتقدمة عنها في نفس الوقت ، كالعبرية و الأرامية بلهجتها السريانية ، التي تعرضنا لها في الأجزاء الثلاثة السابقة ، لأجله أرى أنه كما أننا بحثنا في موضوع اللغة التي كتب بها القرأن ، فلا بد أن نعرج على مراحل كتابة القرأن ، وذلك من أجل ان يأخذ الموضوع صورته البنيوية النهائية .
تمهيد :
    يقول البرفيسور " بوين " ( *1 ) : قبل مجئ الإسلام كانت هناك نقوشات باللغة العربية ، نصوص قصيرة جداً ، لكن أول كتاب حقيقي كتب باللغة العربية هو القرآن ، ولكن اللغة العربية التي كتب بها / القرأن ، كانت في طفولتها ، وفي هذا السياق أرى أن العربية وضعت ، ليس بخيارها أمام المحك في أختيارها كلغة للقرأن ، وأراد من أراد أن تكون العربية بالغة وناضجة ومتكاملة كلغة للكتابة والقراءة ، وهي غير منقطة وبلا تشكيل وبدون تحريك ، هذا الأمر أدى بالعربية ، التي لا تلبي متطلبات الحياة المجتمعية في تلك الحقبة ، الى أن " تراهق " على لغات أخرى كالعبرية و الأرامية بلهجتها السريانية وغيرهما (*2) ، فنتج قرأن لغته في بعض مفرداته عصية عن التفسير ، وليست واضحة المعنى ألا أذا ترجمت ، أو غيرت مواضع التنقيط والحركات من على حروفها ! .
النص :
    أن القرأن الذي أنزل على مدى ثلاث وعشرين سنة ، من المنطق والضروري أن نقول بشأنه ما يلي :       
  أولا / وحسب نص القرأن ، ان الله قد تكفل بحفظ هذا القرآن بنفسه فقال : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر / 9  ، وأنا لا أعرف تفسيرا عمليا وتطبيقيا وعقلانيا لهذه الأية على الواقع لفكري !!  ،  ثانيا ، نهى النبي في أول الأمر عن " كتابة شيءٍ سوى القرآن ونهاهم عن كتابة كلامه " مؤقتا حتى تتوافر همم الصحابة على حفظ القرآن وكتابته ، وذلك حتى " لا يختلط كلام النبي بكلام الله تعالى " فيبقى القرآن محفوظاً من الزيادة فيه أو النقص  .ثالثا ، وكَّل النبي جماعة من الصحابة الأمناء الفقهاء حتى يكتبوا الوحي ، وهم ما عرفوا في تراجمهم بكتاب الوحي كالخلفاء الأربعة وعبد الله بن عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وزيد بن ثابت وغيرهم  ، رابعا ، وبعد وفاة الرسول كتب القرأن  ، على مرحلتين ، ففي عهد خلافة أبى بكر الصديق ( 11 – 13 هـ / 632-  634 م ) وأثناء قتال المرتدين ، كثر قتل بعض الصحابة والتابعين والحفاظ  ، فخاف عمرعلى ضياع القرآن المكتوب ، أي على ضياع القطع الأصليه التي كتبت بين يدي الرسول فعرض عمر على أبي بكر فكرة جمع القرآن ، وجمع تلك القطع من أجل استنساخ نسخة تعتبر ألأم والأصل لكي تكون مرجعا للمسلمين ، وكلف بها زيد بن ثابت .. ،  خامسا ، ثم في خلافة عثمان بن عفان (23 - 35 هـ / 643- 655م  ) ، حدثت واقعة أختلاف القراءات القرانية ، فبعضهم من قرأ ، ( وأتموا الحج والعمرة للبيت ) ومنهم من قال ( وأتموا الحج والعمرة لله )  ونقل الصحابي حذيفة بن اليمان صاحب سر النبي " القول " الى الخليفة عثمان بن عفان ، معللا أن هذه الأمة قد تختلف كاختلاف اليهود والنصارى ، فدعا عثمان زيد بن ثابت وأرسل إلى حفصة بنت عمر ، وكانت الصحف الصديقية عندها ، فقال لها أرسلي إلينا الصحف فأرسلتها إليه وطلب من زيد بعد أن شكل له لجنة تقوم بمساعدته في كتابة القرأن .. / سردت وأستلهمت هذه الافكار بناءا على قراءأت لكثير من المواقع منها / الأسلام سؤال وجواب ، موسوعة الأسرة المسلمة ، منتديات أتباع المرسلسن ، أضافة الى نهج كاتب المقال . وسأسرد فيما يلي قراءة خاصة للأفكار التي وردت في أعلاه .
القراءة : 
ستكون القراءة على شكل أضاءات عقلانية ومتبعا مذهب ديكارت" الشك يقود الى اليقين" قدر الامكان وكما يلي:                                                                                                                           1. من الضرورة العملية والتأريخية والوثائقية ، نقول ، أن القرأن كتب في أول أمره ، وكما هو معروف ، على جذوع الأشجار واللخاف ( الخزف ) إلى زمان الخليفة أبي بكر الصديق ، أي لمدة تزيد عن 24 عاما ، وأن الطبيعة المناخية للجزيرة العربية  كانت صحراوية ، هناك  برد وقيظ وجفاف ورطوبة وامطار وعواصف ترابية .. ، وليس من أماكن لحفظ هذه المخطوطات الأولية للقرأن ( عدد سور القرأن  114 سورة ، والتي تضم  6236 آية ، بها 330733 حرف ن وتضم 77845 كلمة / نقل بتصرف من https://ar-ar.facebook.com ) ، والسؤال هنا أين حفظ هذا العدد الضخم من هذه المخطوطات ، والذي يحتاج الى حيز مكاني كبير ، حتى وصل الى السيدة حفصة بنت عمر / زوجة الرسول . ففي زمن عثمان بن عفان ، ومن المؤكد كان هناك أماكن أخرى للخزن قبل وصولها لحفصة ، والتساؤل هنا !! هل كان لدى المؤمنين على القرأن وسائل خزن تحفظ هذه المخطوطات بطريقة سليمة تقيها من التلف نتيجة تغير المناخ لهذه الفترة الزمنية التي تقترب من ربع قرن ! .
 2. أن نهي الرسول عن كتابة كلامه / حديثه ، من المؤكد كان له أسبابه والتي بينها الرسول ب " حتى لا يختلط كلام النبي بكلام الله تعالى " ، أذن هكذا أختلاط من الممكن قد حدث وهو الأمر الذي دفع الرسول لقول قولته أعلاه ، وهذا الحدث يجعلنا / في حالة تحققه ، أن يضيف للقرأن أشكالية أخرى وهي  أختلاط كلام الله تعالى بكلام الرسول  ، أضافة الى المشكال اللغوية ! .
 3.  في هذه الأضاءة ، أتساأل هل كل الحفاظ كانوا أحياء عند كتابة الوحي بمراحله الأولية ، أو اللاحقة ، وخلال 23 سنة الاولى / خاصة ، التي أنزل بها القران ، ألم يتوفى أو يقتل أحدهم ، أن حصل ذلك فيكون هناك نقصا في أجمالي النص القرأني ، لتوفي الحفاظ ، أن كان موتا أو قتلا في المعارك ، وهذا أحتمال ممكن ووارد ! .
.4 . أما مراحل كتابة القرأن ، والتي مرت بفترات متعددة ، منها النصوص الأولية التي نقلت عن الحفاظ ، ثم مرحلتي الكتابة في عهدي أبو بكر وعثمان ، ثم عملية أستنساخ القرأن ونقله ومن ثم أرساله الى الأمصار المفتوحة ، فأرى أن أي عملية أستنساخ تخضع الى أحتمالية الخطأ و التكرار والفقد والسهو والزيادة والنقص .. ، وهذا ينطبق على أي كتاب تم أستنساخه في تلك الحقبة الزمنية ، نتيجة ظروف الكتابة / الأضاءة ووضعية المكان وظروف الناقل والحبر المستخدم في الكتابة ونوع الرقعة المكتوب عليها ونوعية القلم أنذاك والرؤية البصرية التامة للكاتب ! فيصعب بالمطلق أن تتطابق النسخ عن المنسوخ منها / الأصلية ! .
 5. أن قصور اللغة / العربية ، تؤدي بالكاتب الى أستخدام مفردات لغوية أخرى ، وذلك لأن الكتاب أغلبهم يتقنون لغات غير العربية كالعبرية والأرامية بلهجتها السريانية وغيرها ، فيلجأون الى مفردات من لغات كانت تتعايش مع العربية من أجل أستكمال معنى ما يكتبون أو لسد النقص اللغوي للعربية ، وبشكل لا أرادي ، وقد يلجأون الى ذلك  دون الرجوع الى أحد . 
الحجاج بن يوسف الثقفي :                                                                                                            كما هو متداول أن الحجاج (  40  – 95 هـ = 660 - 714 م ) ، هو الذي رعى عملية تنقيط القرأن (*3) وذلك في عهد الخليفة الأموي عبدُالملك بن مروان ، والمعروف أن الحجاج كان معروفا بقوته وقسوته وجرأته وفصاحة لسانه وقابليته الخطابية ، والحجاج قد تصرف وغير وعدل وشكل وحرك الكثير من التعابير والمفردات والكلمات . (*4) فنقلا عن كتاب " المصاحف " لابن أبي داود : فإليك الرواية التالية : عن عبَّاد بن صهيب عن عوف بن أبي جميلة أن الحجاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفاً ، قال :                                           
  كانت في البقرة : 259 { لم يتسن وانظر } بغير هاء ، فغيرها " لَم يَتَسَنه " .
وكانت في المائدة : 48 { شريعة ومنهاجاً } ، فغيّرها " شِرعَةً وَمِنهاجَاً ".
وكانت في يونس : 22 { هو الذي ينشركم } ، فغيَّرها " يُسَيّرُكُم " .
وكانت في يوسف : 45 { أنا آتيكم بتأويله } ، فغيَّرها " أنا أُنَبِئُكُم بِتَأوِيلِهِ " .
وكانت في الزخرف : 32 { نحن قسمنا بينهم معايشهم } ، فغيّرها " مَعِيشَتَهُم " .
وكانت في التكوير : 24 { وما هو على الغيب بظنين } ، فغيّرها { بِضَنينٍ }… الخ .
هذا غيض من فيض ، من الدور الكبير الذي لعبه الحجاج  في هذا الصدد .
(*5) وفي نفس الصدد ، قال ابو بكر كان في كتاب أُبي حدثنا رجل فسألت أُبي من هو؟ فقال حدثنا عباد بن صهيب عن عوف بن ابي جميله أن الحجاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفا ( او آية )  قال:
وكان في الشعراء26: 116 في قصة نوح ((مِنَ ألْمُخْرِجِينَ)) وفي قصة لوط (آية 167) ((مِنَ ألْمَرْجُومِينَ)) فغير قصة نوح ((مِنَ ألْمَرْجُومِينَ)) وقصة لوط ((مِنَ ألْمُخْرِجِينَ)) .
وكانت في الذين كفروا  / سورة محمد 47: 15  ((مِنْ مَاءٍ غَيْرِ يَسِنٍ)) فغيرها ((مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ)) .
وكانت في سورة الحديد 57: 7 ((فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَتقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ)) فغيرها ((مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا)) .
خلاصة القول :
القرأن الذي بين أيدينا ، كما أسلفنا في الأجزاء السابقة ، يحتوي على تعابير وكلمات ومفردات ومعاني غيرعربية ، عامة أن اللسان العربي الذي أنزل به القرآن يختلف عن العربية التي وضع أسسها مجموعة من النحويين الأعاجم  والعرب ، فالقرأن كما يبين " كرستوف لوكسبيرغ " ، وضع في عصرٍ يسبِقُ وضعَ قواعدِ اللغةِ العربية على يد سيبَوَيْه ( المتوفَّى سنة 795 م ) ، ويشكك لوكسبيرغ بكفاءة هؤلاء النحويين وبالأخص الأعاجم منهم ، الذين يجهلون "اللسان" الذي أنزل به القرآن ، مستندا بذلك إلى صاحب  كتاب " جامع البيان عن تأويل القرآن " ، أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ( 839 - 923 م ) الذي أدرك الطابع الخاص المميز للغة القرآن ، إذ ناشد       " أهل اللسان الذين لهم علم باللسان الذي نزل به القرآن ، والذين هم أوضحهم برهانا فيما ترجم وبيّن من ذلك.. " ،  أن يتفضلوا بتفسير ما تيسر لهم من قبل علمهم ، ومضيفا إلى ذلك : " كائنا من كان ذلك المتأول والمفسّر "  ،  .. أذن أرى ، نحن أمام كم من المعضلات اللغوية النحوية وكم أخر من الكلمات غير العربية ، وكم ثالث من الكلمات صعبة التفسير والمعنى .. وقال البروفيسور الألماني " بوين " في هذا الصدد (( .. اذا أردنا  أن نفهم القرآن بشكل صحيح ، فيجب أن نجد تفسيرات وقراءات جديدة له ، " والدكتور ماركو جروس " ساعد في ترجمة الكتاب / كتاب كرستوف لوكسبيرغ ،  من الألمانية إلى الانجليزية ، أملا  أن يعرض آراء الكاتب ، والذي بين أن ( ربع أو خمس القرآن ) يحتوي على كلمات غامضة أو كلمات بدون معنى ، و هذا الرقم يمكن تقليصه من خلال المعرفة باللغة السيريانية بحوالي خمسة في المئة .. )) ، وأضافة الى كل هذه المعضلات يأتي الدور الذي لعبه الحجاج بن يوسف الثقفي الذي تصرف وصال وجال في التغيير في القرأن !! ، كما أسلفنا .
من كل مما سبق أرى أن القبول لمبدأ القراءة الأرامية للقرأن هي حقيقة علمية جلية وواضحة لا تقبل أدنى شك ، وما نحن عليه الأن من حال !! ، هو تشبذ رجال الأسلام بالقراءة الماضوية للنص القرأني التي تحشرنا في زاوية حادة من المعضلات اللغوية ، ومهما تشكل الرفض والأنكار لهذه القراءة الحداثوية للقرأن ، من قبل رجال الأسلام الذين يقتادون على فتات المتاجرات الدينية ! ، والذين يبتعدون عن العلمية في البحث والتدقيق والتمحيص والتفسير .. ولكن لا بد أن يأتي اليوم الذي نفرق به ، بين عقلية البحث الجامدة والفكر الأسلامي الماضوي المقيت للغة القرأن البعيد عن العلمية ، وبين القراءة الحداثوية للنص القرأني بمرجعيته اللغوية الأرامية ! .
----------------------------------------------------------------
(*1) الدكتور الألماني (بوين) عالم وخبير في القرآن ،  في تسجيل تلفزيوني لمحاضرة له بعنوان " دراسة ألمانية جريئة عن القرآن " YT/WDEDFeN0t3o ، نقل بتصرف مع أضافات للكاتب .                                                                (*2) يوجد في القرأن الكثير من التعابير والمفردات الغير عربية أو مأخوذة من لغات أخرة أو معربة .. ، أسردها للأستزادة ، ففي موقع / الأسلام سؤال وجواب ، يبين أن كلمات ( عليون ، سجين ، مرقوم ، أرائك ، تسنيم ) مأخوذة من العبرية كما ذلك في " الإتقان " للسيوطي ( 1 / 141 و 171) . وفي موقع / الألوكة ، يبين أن كلمة " الآب " غير غربية  وقال السيوطي "آب" : قال بعضهم وهو الحشيش بلغة أهل الغرب حكاه شيدلة ، انتهى . قال ثعلب : الأب كل ما أخرجت الأرض من النبات ، وقال عطاء : كل شيء ينبت على وجه الأرض فهو الأب . أما كلمة " أبلعي " :  قال السيوطي في الإتقان أخرج ابن حاتم عن وهب بن منبه في قوله تعالى "هود- 44" سورة هود الآية 44  { ابْلَعِي مَاءَكِ } قال بالحبشية : ازدرديه ، وأخرج أبو الشيخ من طريق جعفر بن محمد عند أبيه قال: اشربي بلغة الهند انتهى  . وكلمة " أخلد " :  قال السيوطي في الإتقان : قال الواسطي في الإرشاد : أخلد إلى الأرض ركن بالعبرانية و" السندس "  : قال في القاموس ضرب من رقيق الديباج معرب بلا خلاف ، وقال في لسان العرب: السندس البزيون ، وفي الحديث صحيح مسلم اللباس والزينة (2072) ، مسند أحمد بن حنبل (3/147). أن النبي  بعث إلى عمر بجبة سندس قال المفسرون في السندس أنه رقيق الديباج ورفيعه وفي تفسير الإستبرق أنه غليظ الديباج ولم يختلفوا فيه ، الليث : السندس ضرب من البزيون يتخذ من المرتزى ولم يختلف أهل اللغة فيهما أنهما معربان . وفي موقع / منتديات الفقهاء ، يبين أن ، المشكاة : الكوة ، ونشأ : قام من الليل ومنه إن ناشئة الليل ، ويؤتكم كفلين أي ضعفين ، وفرت من قسورة أي لأسد ، كله بلسان الحبشة ، والغساق : البارد المنتن بلسان الترك ، والقسطاس : الميزان بلغة الروم . والسجيل : الحجارة والطين بلسان الفرس . والطور : الجبل ، واليم : البحر بالسريانية . والتنور : وجه الأرض بالعجمية كفلين أي ضعفين ، وفرت من قسورة أي لأسد ، كله بلسان الحبشة والغساق : البارد المنتن بلسان الترك ، والقسطاس : الميزان بلغة الروم . والسجيل : الحجارة والطين بلسان الفرس . والطور : الجبل ، واليم : البحر بالسريانية . والتنور : وجه الأرض بالعجمية .                                                                                                                        (*3) واختلفت الآراء في أول من أخذ بهذه النقط ، وأرجحها في ذلك ما ذهب إليه ، أن أول من قام بها هما : نصر بن عاصم  ويحيى بن يَعْمَر ؛ وذلك عندما أمر الخليفة الأموي عبدُالملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق (75-95هـ) أن يضع علاجًا لمشكلة تفشي العجمة ، وكثرة التصحيف ، فاختار كلا من نصر بن عاصم ، ويحيى بن يَعْمَر لهذه المهمة ؛ لأنهما أعرف أهل عصرهما بعلوم العربية وأسرارها ، وفنون القراءات وتوجيهها . نقل بتصرف من / موقع المكتبة الشاملة - مقال تطور كتابة المصحف الشريف وطباعته .                                      (*4)  نقل بتصرف من موقع / ن للقرأن وعلومه - هل غير الحجاج في حروف المصحف .                                 
 (*5) نقل بتصرف من موقع karamiraq.yoo7.com/t1092-topic  هل غير الحجاج ابن يوسف الثقفي في حروف القرآن .




361
      قراءة في لغة كتابة القرأن
 مع أستطراد لأراء العالم الألماني كرستوف لوكسنبرغ                                                                                                 الجزء الثالث
ومضة :
( بين العقيدة الدينية والعلم هناك دوما صراع ، يستعر حينا ويخمد حينا أخر ، ولكن الغلبة دوما للعلم ، أي للعقل .. كاتب البحث  )
 النص :                                                                                                                       ( أولا ** ) لم يلجأ كرستوف لوكسنبرغ الى كتابة مؤلفه (1*) كيفما شاء ، بل أنه قام بخطوات أستباقية ، علمية وعملية  قبل ذلك منها :
1 . راجع لوكسنبرغ في خطوة أولى تفسير الطبري تقديرا منه بأن التقليد الاسلامي ربما احتفظ بالشرح الصحيح دون أن يأبه به المفسرون داعما ذلك بالأدلة اللغوية  .
2. ولجأ في خطوة ثانية إلى موسوعة  لسان العرب  لأبن منظور (1232 ـ 1311 م ) (2*) ربما يعثر فيه على الشرح المناسب ، سيما وأن الطبري لم يرجع في تفسيره إلى أي قاموس عربي كان ، لأنه كان معتمدا على النقل الشفهي دون سواه ..
3. ثم عمد لوكسنبرغ إلى قراءة الرسم القرآني دون أي تغيير .. والذي أعطت / أعطى ، النص في عدد من الحالات معناه المنطقي .
 4 . وإن لم يكن ذلك ، باشـر لوكسنبرغ في محاولة أولى بتغيير نقاط الحروف التي ربما وضعت عن عدم إلمام المحقق العربي بمفهوم نص القرآن في قراءته العربية ، وقد أدت هذه الخطوة في حالات غير قليلة إلى نتائج إيجابية ..
5. وإن لم يكن ذلك ، شـرع الباحث في محاولة ثانية بتغيير مواقع نقاط الحروف بهدف إيجاد مصدر لقراءة سريانية ، وقد أدت هذه المحاولة في حالات عديدة إلى قراءة تعيد للنص معناه الحقيقي ..
6 . وإن فشلت جميع هذه المحاولات وكان التعبير كتابة وقراءة عربيا لا شك فيه وإنما دون أن يعطي معنى مناسبا للنص ، لجأ الباحث حينذاك إلى محاولة قصوى تكمن في ترجمة التعبير العربي إلى السريانية لاقتباس مفهوم هذا التعبير من معانى مرادفه السريانية ../ (3*) ، وبعد كل هذه الخطوات أستنتج لوكسنبيرغ بأن الخطوة الأخيرة تتجاوز الخطوات السابقة أهمية ، إذ كثيرا ما يعطي مفهوم التعبير السرياني للنص القرآني العربي الغامض معناه المنطقي الجلي والمفهوم ، أو المقبول منطقيا على أقل تقدير .   

) ثانيا ** ) لم يكن كرستوف لوكسبيرغ الوحيد الذي طرق هذا المضمار / قراءة أرامية للغة كتابة القرأن ، ولكن الذي ميزه عن الاخرين هو مؤلفه المهم والمثير للجدل / المشار أليه ، بل كان هناك الكثير من الباحثين غيره ، كالبروفيسور د. كبرائيل صوما (4*) ، وكالسعودي لؤي الشريف (5*) / بشكل أو بأخر ، وسأتجاوز الأول ، وسأسرد بعضا مما قاله الثاني - السعودي لؤي الشريف ، وذلك من أجل التعرض الى أراء وحجج المسلمين أنفسهم حول هذا الموضوع الشائك :
يقول لؤي الشريف في تسجيلاته على you tube (6*) ، ان الحروف العربية الهجائية مأخوذة قياسا على حروف الهجاء السريانية ، وعلماء اللغة أغفلوا أن كل حرف سرياني له معنى محدد ، عكس حروف الهجاء العربية ، والحروف ( ألم ، ألر ، طه ، كهيعص ) مثلا ، في  ورودها مع الأيات تعطي معنى تام ومتكامل مع سياق الأية :  أولا :  مثلا ، ضمن التفاسير التقليدية الأسلامية أن الحروف المتقطعة ك ( طه )  بالأية "  طه1 ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى  2 إلا تذكرة لمن يخشى  3" / سورة طه ، تفسر كما يلي (( .. على ظاهرها ( طه ) ، هذه من الحروف المقطعة ، مثل آلم ، عسق ، مثل ص ، ق ، هذه الحروف المقطعة ، الأكثر من أهل العلم أنهم يقولون فيها " الله أعلم بمعانيها  والله جعلها فواتح لكثير من السور " ، للدلالة على أنها قرآن مؤلف من هذه الحروف التي يعرفها الناس ، أما قوله : " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ، إلا تذكرة لمن يخشى " ، وتعني أن الله ما أنزل القرآن ليشقى الرسول  ويتعب ، ولكن أنزله تذكرة ، للتذكرة والعمل والاستفادة ، فالله أنزل كتابه العظيم تذكرة للمؤمنين ولنبيه  حتى يعملوا به ويستقيموا عليه ، وفيه الراحة والطمأنينة وفيه السعادة العاجلة والآجلة ، وليس فيه شقاء ، بل فيه الراحة والطمأنينة وفيه التقرب إلى الله والأنس بمناجاته وذكره ، فليس منـزلاً ليشقى به النبي أو العبد لا ، بل يستريح به وليتنعم به وليستفيد منه وليعمل به وليفوز بالجنة والسعادة بعمله به واستقامته عليه. )) / نقل بتصرف من موقع أبن باز .                                                                                      ثانيا :  أما في حالة ترجمة ( طه ) من السريانية ال العربية فنحصل على تعبير ( يا رجل ) ومع سياق الأية تقرأ كما يلي " يا رجل ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" .                                                                                                  ثالثا : أما الحروف المتقطعة (كهيعص ) التي أفتتحت بها الأية "  كهيعص ( 1 )  ذكر رحمة ربك عبده زكريا ( 2   " / سورة مريم ، فتفسيرها  التقليدي  الأسلامي  كما يلي  : (( .. لا خلاف بين أهل العلم أن الحروف المقطعة التي افتتح الله بها بعض السور في القرآن الكريم وسورة مريم  ( كهيعص ) وسورة البقرة ( الم )  .. وغيرها من السور يقرأ فيها كل حرف على حدة ولا يقرأ مجتمعاً إلى غيره ، أما معاني هذه الحروف فقد اختلف فيها أهل العلم على أربعة أقوال ، الأول : أن هذه الحروف لها معنى لا يعلمه إلا الله ، وبهذا قال جماعة من الصحابة ،  منهم الخلفاء الراشدون وابن مسعود وغيرهم.  الثاني : أن هذه الحروف لها معنى يعلمه الناس واختلفوا في تعيين معناها فقيل : هي أسماء للسور ، وقيل : هي أسماء لله تعالى ، وقيل غير ذلك.  الثالث : التوقف في معاني هذه الأحرف فلا يقال لها معنى ولا ليس لها معنى.  الرابع : أن هذه الحروف ليس لها معنى في ذاتها وبهذا قال مجاهد بن جبر لأن كلام العرب الذي نزل به القرآن لا يعرف فيه معان لهذه الحروف . لكن انتفاء المعنى لا ينفي الحكمة فإن حكمة ذكر هذه الحروف المقطعة في أوائل السور هي بيان إعجاز القرآن الكريم وعجز الخلق عن الإتيان بمثله مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يعرفها العرب ويتخاطبون بها ، ومما يدل على هذا ، أن الله تعالى يذكر بعد هذه الأحرف القرآن وعظيم إعجازه وأنه الحق الذي لا ريب فيه وهذا يشير إلى الحكمة من ذكر تلك الأحرف .. وقد ذكر هذا ونبه إليه جماعة من أهل العلم كالمبرد والفراء وابن تيمية والمزي وغيرهم .. )) نقل بتصرف من موقع طريق الأسلام خالد بن عبد الله المصلح .
 رابعا : أما حسب الترجمة السريانية ل ( كهيعص ) فهي تعني ( هكذا يعض ) ، فتقرأ الأية كما يلي :                 "  هكذا يعض ( 1 )  ذكر رحمة ربك عبده زكريا ( 2 )  .. " / سورة مريم .
 خامسا :  أما كلمة " حوبا " ضمن الأية " وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا * وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا * وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا " / سورة النساء 2-4 ، ففي تفسير ابن كثير ، جاء في المجلد 8 ، صفحة 294 ((  كلمة " حوبا كبيرا " تعني ( وقوله " وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ " أي لا تخلطوها فتأكلوها جميعا.  وقوله ( إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ) أي إثمًا كبيرًا ظيما ، والمعنى إن أكلكم أموالهم مع أموالكم إثم عظيم وخطأ كبير فاجتنبوه.(( / نقل بتصرف من الموقع التالي learnverse.blogspot.com/2011/09/2-4-8-294.htm .
 سادسا : ولكن الكلمة " حوبا " مأخوذة من السريانية ، لأن " حوبا " حسب الترجمة السريانية لها تعني " الأثم والذنب " ، ونفس المفردة جاءت بالصلاة الربانية التي علمها السيد المسيح لتلاميذه والتي يقول بها ( أبانا الذي في السماوات .. وأغفر لنا " ذنوبنا "..) ، ومفردة " ذنوبنا " تقرأ بالسريانية " حوبا " !! .
القراءة :                                                                                                                                  1- لو بدأنا مما أنتهينا في الفقرتين خامسا وسادسا أعلاه ، نلاحظ ان العربية لقصر ثرائها اللغوي ولنقص خزينها التعبيري في تلك الحقبة الزمنية ، تعمد وتلجأ الى بعض " المراهقات اللغوية " ، وذلك لأيفاء المعنى اللغوي للمفردات والجمل والتعابير ، ومنها اللجوء الى اللغة السريانية التي كانت لغة ثرية ، حيث كانت تعتبر لغة تجار أهل مكة ، أضافة للغة الحبشية والعبرية و العجمية و.. ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، منها المفردات التالية (عليون ، سجين ، مرقوم ، أرائك ، تسنيم ، أباريق ، أبرى ، أب ، أبلعي ، أخلد ، الأرائك ، أسباط .. )  .
2 - أما الموضوع الأساس هو الأحرف المتقطعة ك ( طه ، كهيعص ، ألم ، ألر .. ) ، فقد لاحظنا أن المفسرين لم يتفقوا على رأي في معناها وفي مركزها وفي وضعها وفي تفسيرها ، فمنهم من قال : (( أن  أهل العلم يقولون فيها " الله أعلم بمعانيها  " ومنهم من قال " والله جعلها فواتح لكثير من السور ، للدلالة على أنها قرآن مؤلف من هذه الحروف التي يعرفها الناس " و اخرين قالوا " أن هذه الحروف لها معنى لا يعلمه إلا الله " وقال أخرون " هي أسماء لله تعالى " وقال أخر قولا نسف كل ما سبق " أن هذه الحروف ليس لها معنى في ذاتها وبهذا قال مجاهد بن جبر لأن كلام العرب الذي نزل به القرآن لا يعرف فيه معان لهذه الحروف " .. ))  ، أذن لا أتفاق ولا توافق على معنى أو غاية أو سبب أو تفسير وجود هذه المفردات في الأيات ، وما ذكر هو غيض من فيض !! .
 3- سؤالي وتساؤلي ، لم جاءت المفردات السريانية كدلالة ومفاتيح وعناوين للأيات ، وتساؤلي الأخر ، لم كلمات سريانية في فواتح الأيات ، وهل هكذا أمر جاء صدفة ! أم كان له غاية معينة وسبب خاص ! .
4- وهذا يقودنا الى ما يلي ، هل أن كتبة القرأن ، أو بعضهم ، كانوا مسيحيين سريان ! وأن كان ذلك حدث فعلا ، لم تغاضت الكتب والمراجع عن ذكرهم ! .
5- والأمر المثير للأهتمام ، وجود  علاقة وثيقة بين الرسول والقس ورقة بن نوفل والراهب بحيرا و " جبر" عبد لبني الحضرمي .. ، وانا أرى أنه بعد ان ثبتت كتابة القرأن ، ووزعت على الأمصار ، أصبح أمر ألغائها  أو تغييرها أمرا مستحيلا ومحرجا !! ، خاصة بعد أن أنتشرت نسخ القرأن وأصبحت لدى الأمراء والولاة والقادة والقضاة والنخبة من المسلمين ، ومن ثم العامة من جمهور المسلمين . ! .
6- بعض المصادر تؤكد ان القرأن تأثر ونقلت بعضا من فقراته من مصادر مسيحية ، ومصادر أخرى تذهب أبعد من هذا (*7) .                                                                                                                                     
الخاتمة :
      في نهاية الجزء الثالث ، أحس أن الأفكار لدي بدأت تتداعى وتتقاطع حينا أخر ، من الممكن أن يعزى هذا لأمتياز الموضوع بالتفرد عن باقي المواضيع ، ويمكن أن يرد هذا الى أن الموضوع يبحث في منطقة شائكة وحساسة ، ومستهدف لمن يدخل حدودها .. ما أستطيع أن أختم به هذا الجزء هو مايلي :                                                 1. أن اللغة هي بحر مترامي الأطراف تصب فيه أنهار وروافد  وجداول ، وأرى أن الأعتماد على لغة منفردة بحد ذاتها في كتابة كتاب كالقرأن ، أراه ضربا من ضروب المستحيل ! حيث أن اللغة العربية كانت في طفولتها أو في مهدها ، غير منقطة وغير محركة وبلا  تشكيل ! وحتى عندما أخذت العربية بعضا من كمالها في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي / في عهد عبد الملك بن مروان ، كان الكثير من حفاظ القرأن قد قضوا أو قتلوا ، فأعتمدوا النساخ على نسخة قرأن عثمان ، وهنا نتساأل هل من أثبات مادي على أن الكلمة / النص ، التي كانت تقرأ في زمن الرسول أو عثمان هي نفسها التي كتبت في زمن الحجاج ! .
 2 . تساؤل أخر ما هي غاية وجود الأرامية / بلهجتها السريانية بشكل خاص في القرأن ، ولم وضعت كلمات سريانية في نصوصه بعد مرحلة التنقيط والتشكيل والتحريك ! ألم  يدرك ويفقه جهابذة ذاك العصر أن هذه المفردات سريانية ، وأذا عرفوا لم أبقوا الوضع على حاله ولم يلجأوا الى معالجة الأمر وكان الأمر لا زال في مهده ! أما الأحرف المتقطعة التي تاه وأحتار بل ضاع المفسرين في فك معناها هذا أمرا أخر يجب التوقف عنده ! والذي لا يستقيم الأمر ألا بالترجمة السريانية لهذه الأحرف ! والذي أعزيه / كأحتمال ، الى أن بعض كتبة القرأن كانوا من المسيحيين / ولكنهم مجهولين ، أضافة الى معرفة أو أتقان بعض كتبة القرأن للسريانية و العبرية وغيرها ، كزيد بن ثابت وغيره .. ! .
 3. أني أرى الكثير من الطلاسم  والألغاز في لغة القرأن ، ومن الممكن أن يكون البحث المستقبلي الجاد والعلمي  للمتخصصين كفيلا لفك حججها ، ألغازا تاه بها اللغويين والمفسرين الأوائل ، فكيف الحال مع الجمود الفكري لشيوخ الأسلام اليوم ، وحتى وأن كان بعضهم متنور العقلية والفكر ! .
 4.  ختام الأمر .. لا بد من فكر وخطاب أسلامي متنور حداثوي النهج ، يتجه بكل رجال  الأسلام من مفكرين وشيوخ نحو دالة اللغة التي كتب بها القرأن ، لغة ضاع المفسرين في معرفة ماهيتها ، لغة وصفها البعض بأنها   " لغة هجينة عربية - أرامية / التي هي لغة تجار أهل مكة " . فربما ضياع مفسري الأمس البعيد لغويا يجد ضالته مع مفسري اللغة اليوم ! .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------- 
(*1) 2007Die syro-aramäische Lesart des Koran: Ein Beitrag zur Entschlüsselung der Koransprache (2000)  هو كتاب لعالم فقه اللغة الألماني وبروفيسور اللغات السامية والعربية القديمة كرستوف لوكسنبرغ . يأخذ هذا الكتاب طريقة بحثية في فقه اللغة التاريخي والمقارن  "philology  " ، ويعمل على فك أسرار اللغة القرآنية   .
(*2) أبن منظور : هو محمد بن جلال الدين بن مكرم بن نجيب الدين الرويفعي الأنصاري ، ويعود نسبه إلى الصحابي رويفع بن ثابت الأنصاري الذي شهد معركة خيبر مع الرسول . ومن أشهر أعمال ابن منظور معجمه الشامل "لسان العرب" الذي يعتبر أكثر المعاجم العربية موسوعية وشمولا ، ومرجعا يعول عليه في أوساط علماء لغة الضاد . وقد أسس ابن منظور معجمه على خمسة معاجم سابقة هي "تهذيب اللغة" للأزهري و"المحكم" لابن سيده و"الصحاح" للجوهري و"حاشية الصحاح" لابن بري "والنهاية في غريب الحديث" لعز الدين بن الأثير . يقول في تقديمه للسان العرب "وليس في هذا الكتاب فضيلة أمت بها ، ولا وسيلة أتمسك بسببها سوى أني جمعت فيه ما تفرق في تلك الكتب من العلوم (...) وما تصرفت فيه بكلام غير ما فيها من النص ، فليتقيد من ينقل عن كتابي هذا أنه ينقل عن هذه الأصول الخمسة". / نقل بتصرف من موقع الجزيرة نت الالكتروني .
(*3)  بنيت وأستنبطت النقاط الستة الواردة في أعلاه ، مع أضافات لكاتب البحث ، من كتاب بعنوان " معاني القرآن على ضوء علم اللسان " كتاب للمستشرق كريستوف لوكسنبرغ / كتبه د .رالف غضبان بمراجعة المؤلف .                                                            (*4) البرفيسور كبرائيل صوما ، عالم باللغة السريانية من أصل سوري ، له عدة مشاركات في برنامج سؤال جرئ مع الاخ رشيد .
(*5) لؤي الشريف 11 نوفمبر 1982 ، باحث  سعودي .  وهو مُقدِّم برنامج " فلِّمها " وصَاحب فِكرته ، يتميِّز  لؤي بوضوحه التام وطريقته المُميَّزة وأسلوبه الرائع ، وهو مُبرمج حاسوب ويُتقن أربع لغات العربية والإنجليزية و الفرنسية والعبرية / نقل من الويكيبيديا .
(*6) سنابات - لؤي الشريف / في تسجيلاته على you tube .
(*7)  رغم أن الرسول محمد / قبل أن تأتيه الدعوة ، رافق وتدرب على يد القس ورقة بن نوفل وخديجة بنت خويلد ، فأننا لا يمكننا أن ننفي مطلقا أستلامه لاحقاً بعض المعلومات الدينية من مصادر أخرى . وواقع الأمر ، إننا لا نجد في المصادر الإسلامية ما ينفي قطعا اتصال محمد بيهود ونصارى الجزيرة ولا حتى بنهل المعرفة منهم . تذكر المصادر الإسلامية أن أناسا كانوا يقبلون إلى مجالس ومساكن  بعض النصارى  لسماع  قصص التوراة  والإنجيل ، وكان محمد من بين هؤلاء . فعن ابن هشام قوله : " وكان الرسول - فيما بلغني - كثيرا ما يجلس عند المروة إلى مبيعة غلام نصراني يقال له ( جبر ) عبد لبني الحضرمي فكانوا يقولون والله ما يعلم محمدا كثيرا مما يأتي به إلا جبر النصراني ، غلام بني الحضرمي ". فنزل " الوحي " ليدفع هذه التهمة عنه بالقول : " ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر ، لسان الذين يلحدون إليه أعجمي ، وهذا لسان عربي مبين ". .. إلى جانب جبر هنالك  شخصيات نصرانية قد تكون أثرت في تعاليم محمد بشكل أو بآخر ، ومنها بحيرا الراهب . فقد كتب عبد المسيح بن اسحق الكندي رسالة إلى عبد الله بن إسماعيل الهاشمي ذاكراً فيها أن بحيرا الراهب قام بتعليم محمد . ولعل أول من كتب في هذا الأمر كان القديس يوحنا الدمشقي في كتابه " ينبوع المعرفة " تحت عنوان "هرطقة الإسماعيليين" ، كاشفاً طبيعة العلاقة بين ( محمد وبحيرا ) . والعنوان يؤكد ما سلف قوله ، أن يوحنا الدمشقي وغيره رأوا في الإسلام بدعة من بدع النصرانية لا ديناً جديدا . هناك أيضا ( عيصا  ) ، وقد جاء عنه في السيرة    (  راهب من الرهبان يدعى‏ عيصاً  من أهل الشام ، وكان متخفراً بالعاص بن وائل‏ ، وكان الله قد آتاه علماً كثيراً ، وجعل فيه منافع كثيرة لأهل مكة من طيب ورفق وعلم .. ) ، ويحلو للمحدثين ذكر عيصا وهو المنبئ بميلاد نبيهم . نقل بتصرف من الموقع التالي : www.kalimatalhayat.com › .



 

362
                                        قراءة في لغة كتابة القرأن
                          مع أستطراد لأراء العالم الألماني كرستوف لوكسنبرغ
                                                  الجزء الثاني
ومضة :
( بين العقيدة الدينية والعلم هناك دوما صراع ، يستعر حينا ويخمد حينا أخر ، ولكن الغلبة دوما للعلم ، أي للعقل .. كاتب البحث  )
الموضوع :
ظل كتاب 2007 Die syro-aramäische Lesart des Koran: Ein Beitrag zur Entschlüsselung der Koransprache (2000)  لعالم فقه اللغة ، الألماني وبروفيسور اللغات السامية والعربية القديمة كرستوف لوكسنبرغ . الخاص في فقه اللغة التاريخي والمقارن  "philology  " ، والذي يعمل على فك أسرار اللغة القرآنية ، هو الكتاب الأبرز في فك طلاسم بعض المفردات اللغوية القرانية الغامضة ، والذي أحتار الكثير من المفسرين / حتى الصحابة ، في حل معنى قصدها ّوتفسيرها ، سابقا وبموضوع ذات علاقة بالأمر ، قد أكتسبت اللغة الأرامية بلهجتها السريانية أهمية ملحة في حقبة " قبل وبعد كتابة القرأن " و " حقبة الحياة التي عاشها الرسول " ، لأسباب منها :   
1. كانت هناك أهمية ثقافية ولغوية للغة السريانية المكتوبة في نظر العرب عامة وفي نظر نساخ القرآن . ففي زمن الرسول محمد لم تكن العربية بعدُ لغةً مكتوبة ؛ فقد كانت السورية–الآرامية أو السريانية هي لغة التواصل المكتوبة في الشرق الأدنى ، بدءًا من القرن الثاني للميلاد وحتى القرن السابع  . وكانت السريانية ، وهي لهجة آرامية ، لغة مدينة–دولة الرَّها في أعالي الرافدين ، وهي المتداول بها مجتمعيا ، وهكذا ظلت السريانية ، حتى بزوغ القرآن ، هي وسيط التواصل الأوسع وأدات نشر الثقافة عند الآراميين والعرب .
 2. وهذه اللغة هي التي أبدعت ، بنفس الوقت ، النتاج الأدبي الأغنى في الشرق الأدنى ، بدءًا من القرن الرابع ، حتى تم استبدال العربية بها في القرنين السابع والثامن . ومن الأهمية بمكان التأكيد على أن الأدب السرياني–الآرامي ، بما هو الرحم اللغوي التي وجدت فيها هذه الثقافة ، ويكاد أن يكون مسيحيًّا حصرًا . ويُظهِر جزءا من دراسة كوستوف لوكسنبرغ ، حول أن التأثير السرياني على أولئك الذين أوجدوا العربية المكتوبة كان ينتقل عبر وسط مسيحي وأن تأثير هذا الوسط كان حاسمًا ومؤثرا .
3. والأمر لا يمكن أن يكون غير ذلك لأن تلك الآداب كانت السوابق الأدبية للعربية المكتوبة . وقد وضع لوكسنبرغ دراسته لاختبار صحة الفرضية التالية : بما أن السريانية المكتوبة كانت لغة العرب المكتوبة ، وبما أنها كانت تشكل الوعاء الثقافي للشرق الأدنى ، مثلها كمثل الآكادية التي سبقتْها أو العربية التي تلتْها ، فإن من الأرجح جدًّا أن تكون السريانية قد تركت بعض الأثر على الذين طوَّروا العربية المكتوبة . ويمضي لوكسنبرغ مفترِضًا أن هؤلاء العرب كانوا متنصِّرين ومشاركين في الليتورجيا (*1) المسيحية .
 4 . وقد تنبَّه الدارسون الغربيون ، منذ القرن التاسع عشر ، إلى تأثير اللغات الأجنبية ، ولاسيما اللهجة الآرامية المسماة بالسريانية ، على مفردات القرآن . وقد جمع لوكسنبرغ كل ما يمت إلى هذا المنحى من البحث ، وصولاً إلى فحص منهجي عن عربية القرآن بغية تأمين حلٍّ شامل لصعوباته النصِّية العديدة . وقد استندتْ النتائج التي استخلصها حول أصل القرآن ، وقصة انتقاله من محمد إلى عثمان ، والثيمات (*2) المضمَّنة فيه ، إلى حجج مشتقة من أدلة جُمِعَتْ وفُحِصَت من خلال أدوات مناهج الاشتقاق والقراءة النقدية للنصوص . فلا يستند أيُّ جزء من هذه المنهج على القبول الأعمى للافتراضات الدينية والموروثة ، أيًّا كان نوعها ../ (*3) .
أضاءة :
    قد بين ) البروفيسور الألماني كريستوف لوكسنبرغ ) في كتابه المشار أليه في أعلاه ، أنه هناك أيضاً إمكانية ، " أن حرف سيرياني عن طريق الخطأ كُتب بنص عربي" ، وقد قام لوكسينبيرغ بفحص أكثر فقرات القرآن غموضاً ، منها : فبعد أن ولدت مريم عيسى في القرآن العربي ، يقول لها الملاك ( أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ) ، ولكن في نسخة لوكسينبيرغ يبين تفسيرا أخر: ( أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ وَضعَكِ شَرعِيّا ) ، أولا ، دعنا نفسر معنى ، الأية السابقة / 24 من سورة مريم ، ثم سأبين قرأتي الخاصة للموضوع عامة ، .. فقد جاء في تفسير أبن كثير (( قرأ بعضهم ( من تحتها ) بمعنى الذي تحتها . وقرأ آخرون : ( من تحتها ) على أنه حرف جر . واختلف المفسرون في المراد بذلك من هو ؟ فقال العوفي وغيره ، عن ابن عباس ( فناداها من تحتها )  جبريل ، ولم يتكلم عيسى حتى أتت به قومها ، وكذا قال سعيد بن جبير ، والضحاك ، وعمرو بن ميمون ، والسدي ، وقتادة : إنه الملك جبريل ، أي : ناداها من أسفل الوادي  . وقال مجاهد :  فناداها من تحتها قال : عيسى ابن مريم ، وكذا قال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة قال : قال الحسن : هو ابنها . وهو إحدى الروايتين عن سعيد بن جبير : أنه ابنها ، قال : أولم تسمع الله يقول :  فأشارت إليه )  مريم : 29 ) ؟ واختاره ابن زيد ، وابن جرير في تفسيره وقوله :  ( ألا تحزني ) ، أي : ناداها قائلا  لا  ( تحزني ، قد جعل ربك تحتك سريا ) قال سفيان الثوري وشعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب :  قد جعل ربك تحتك سريا ، قال : الجدول . وكذا قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : السري : النهر . وبه قال عمرو بن ميمون : نهر تشرب منه  . وقال مجاهد : هو النهر بالسريانية  . وقال سعيد بن جبير : السري : النهر الصغير بالنبطية  .وقال الضحاك : هو النهر الصغير بالسريانية  . وقال إبراهيم النخعي : هو النهر الصغير . وقال قتادة : هو الجدول بلغة أهل الحجاز  .وقال وهب بن منبه : السري : هو ربيع الماء  .وقال السدي : هو النهر ، واختار هذا القول ابن جرير . وقد ورد في ذلك حديث مرفوع ، فقال الطبراني  :حدثنا أبو شعيب الحراني : حدثنا يحيى بن عبد الله البابلتي حدثنا أيوب بن نهيك ، سمعت عكرمة مولى ابن عباس يقول : سمعت ابن عمر يقول : سمعت رسول الله يقول :  إن السري الذي قال الله لمريم :  قد جعل ربك تحتك سريا ،" نهر أخرجه الله لتشرب منه " وهذا حديث غريب جدا من هذا الوجه . وأيوب بن نهيك هذا هو الحبلي قال فيه أبو حاتم الرازي : ضعيف . وقال أبو زرعة : منكر الحديث . وقال أبو الفتح الأزدي : متروك الحديث ، وقال آخرون : المراد بالسري : عيسى ، عليه السلام ، وبه قال الحسن ، والربيع بن أنس ، ومحمد بن عباد بن جعفر . وهو إحدى الروايتين عن قتادة ، وقول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، والقول الأول أظهر ; ولهذا قال بعده .. / نقل بتصرف من موقع quran.ksu.edu.sa/.../sura19-aya2  )) .
القراءة :
أولا – أن جهد ودور "أبن كثير" وغيره ، لم يرشدنا الى تفسير معين محدد ، بل هو ينقلنا من فرد الى أخر ، ومن قول الى أخر ، ومن رأي الى أخر ، ومن تفسير الى أخر ، ومن حديث الى أخر ، كلها أجتهادات ومحاولات ، فتفاسير وأراء ! ( العوفي ، ابن عباس ، سعيد بن جبير ، والضحاك ، وعمرو بن ميمون ، والسدي ، وقتادة ، عبد الرزاق ، سفيان الثوري وشعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب ، علي بن أبي طلحة .. وصولا الى قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم )  ، يمنحوك تفسيرهم وأجتهادهم في هذا الصدد ! ، ولم يمنحوك  نافل القول وحقيقة المعنى ، ودقة المراد من الأية ، وصدق المعنى منها ، أما لعدم الأطلاع ، أو للنقص في الفهم اللغوي لمفردات القرأن ، وكيفية كتابته ، وهذا الأمر وقع به أيضا اللغوين والمفسرين المعاصرين وحتى الحداثويين .
 ثانيا -  أن التفاسير بعضها تشذ عن الاخرى ، ويوجد بها نوعا من التباعد و الخلاف و الأختلاف ، وهذا يجعلنا أن نبتعد عنها جميعا ، فبينما البعض يقول مثلا أن السري هو " النهر أو ماءا للشرب " ، يذهب الاخر بخياله ويفسر السري بأنه  " عيسى بن مريم عليه السلام ، وبه قال الحسن ، والربيع بن أنس ، ومحمد بن عباد بن جعفر  " . لأجله أرى أن هذين التفسيرين غير منطقيين ! .
ثالثا – أما التفسير الأول ، الذي يعتبر أن السري هو نهرا لتشرب منه العذراء مريم أم عيسى ، فهو أيضا يبتعد عن العقلانية والقبول ، فهل من المنطق أن الله تعالى يفجرا نهرا لأجل أن يشرب منه أمرءا  واحدا أو أثنين ! ، ولماذا يربط النص شرب الماء بقوله للعذراء مريم ( أَلَّا تَحْزَنِي ) !  .
رابعا – ( أن بعضا من علماء المسلمين في الماضي كانت لديهم الثقة في فهم الكلمات الدخيلة / الأجنبية في القرآن ، ففي القرن العاشر الميلادي " الطبري " أحد أهم المفسرين ، حدد كلمات عبرية ، لاتينية ، أغريقية ، فارسية ، حبشية وسيريانية في القرأن . لكن الفرق أن كرستوف لوكسينبيرغ يدعي ( وجود معاني جديدة لم تكن مطروحة سابقاً ) ، ومبدئيا حتى الطبري أراه أكثر جرأة وعلمية من مفسري ومن شيوخ أسلام الزمن الحالي ، لأن رجال الأسلام الحاليين ، هم كالنعام ، رأسهم في التراب وأجسادهم ظاهرة للعيان ، والاكثر من هذا أن أجسادهم عارية ! ، لأنهم بعيدون عن البحث العلمي التام ! ، خوفا من التجاوز على صنمية النص ! .
 خامسا – تبين الكثير من المواقع الأسلامية ومنها مركز الفتوى وأسلام ويب وغيرها حول تعلم "زيد بن ثابت" للغات عدا العربية ، ففي موقع قصة الأسلام islamstory.com/ar / نقل بتصرف (( وحين بدأ الرسول  في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي ، وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرته .. فقال الرسول لزيد   "تعلّمْ كتاب يهـود ، فإنّي ما آمنهم على كتابي ".  ففعلتُ ، فما مضى لي نصف شهـر حتى حَذِقْتُـهُ ، فكنت أكتب له إليهم ، وإذا كتبوا إليه قرأتُ له . وعن ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت قال : قال لي رسول الله  : "أتحسن السريانية ؟ "  قلت : لا. قال  "فتعلمها فإنه تأتينا كتب ". قال فتعلمتها في سبعة عشر يومًا . قال الأعمش : كانت تأتيه كتب لا يشتهى أن يطلع عليها إلا من يثق به ، من هنا أطلق عليه لقب " ترجمان الرسول "  .. )) ، مما سبق وهو مؤكد أن زيدا يتقن العبرية والأرامية بلهجتها السريانية ، أضافة للغته العربية .. شخصيا : أرى أن هذا الأمر ، قد يجعل كاتب الرسول وموثق وحيه وترجمانه ، أن يختلط الأمر عليه لغويا في كتابة النصوص القرأنية ، خاصة أن اللغة العربية كانت لا تلبي الغرض الكامل لها عمليا في الكتابة وذلك لما بها من نقص في التنقيط والتشكيل و التحريك ، لهذا كانت بعض المفردات كتبت بلغة أخرى غير العربية ، لأن الأخيرة قاصرة في صياغتها اللغوية لبعض التعابير والمفردات .
سادسا – أن الأمر الذي لم يأخذه المفسرون بعين الاعتبار ، هو تأثير ودور اللغات الأخرى / غير العربية ، في تفسير النصوص . " لأجله راعى البروفيسور كرستوف لوكسبيرغ  معنى جذر الكلمة في اللغة السيريانية ، أو أمكانية قراءة خاطئة للكلمة في حالة كون النص منقط أو مشكل بشكل خاطئ " .                                                   سابعا – أرى أن كتابة الأية حسب نهج لوكسنبيرغ " أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ وَضعَكِ شَرعِيّا " ، يدل على أن الله أكرمها بولادة المسيح عيسى بن مريم ، دون دنس وأصبح بذلك وضعها شرعيا ، لأنه جاء بأرادة ربانية ألهية ، لا تقبل الشك ، وبرئها وطهرها الله أمام العالمين من أي خطيئة .                                                                                   ثامنا – أضافة لكل ما سبق وما قيل وما يقال وما سيقال ، أن بعض المفسرين أنفسهم أعترفوا بوجود صعوبة في تفسير بعض المفردات ، وأعترف وقال بعضهم بملأ فيه أن بعض المفردات سريانية .. (  حيث قال مجاهد أن السري : هو النهر بالسريانية ، وقال الضحاك أن السري : هو النهر الصغير بالسريانية  ) ، ولا أرى من قرينة أو حجة أثبت مما ذكره هؤلاء المفسرين من أن القرأن به تعابير وكلمات وتعابير سريانية ! .                                                     تاسعا – وحتى أقرب الصحابة للرسول ، أبو بكر الصديق ، والذي كان مرافقا له بغار حراء ، والذي نزل بحقه نصا قرانيا ، ( إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ / سورة المائدة  40 ) ، كان هو أيضا جاهلا ببعض المفردات القرأنية ، وهو الذي عاصر القران من بدايته حتى نهايته ، فقد ورد في الموقع التالي https://forums.alkafeel.net/showthread.php   ما يلي (  في ارشاد المفيد رحمه الله ، وروى أن أبا بكر سئل عن قول الله تعالى " وفاكهة وأبا /31 سورة عبس "  فلم يعرف معنى الأب من القرآن ، وقال : أي سماء تظلني أم أي أرض تقلني أم كيف أصنع ان قلت في كتاب الله بما لا أعلم ..)  ، وبموضوع ذات صلة ، يتعلق ب " أبو بكرالصديق و عمر بن الخطاب " معا ، وجهلهما ببعض الكلمات الواردة في القرأن ، فقد ورد في / موقع يا حسين ، ما يلي ( .. وأخرج البيهقي وغيره عن أبي بكر أنه سئل عن كلمة " الكلالة " الواردة بالنص التالي ﴿ قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ .. / 176 سورة النساء ) ؟ فقال : إني سأقول فيها برأيي ، فإن يكن صواباً فمن الله ، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان : أراه ما خلا الولد والوالد ، فلما استخلف عمربن الخطاب ، قال : إني لأستحي أن أرد شيئاً قاله أبوبكر ..  ) .                                                                        عاشرا – في نهاية الجزء الثاني من البحث لي تساؤل ، بخصوص أبو بكر الصديق وعمربن الخطاب ، بصفتهما من أقرب المقربين للرسول ومن العشرة المبشرين بالجنة (*4) ، وأشارة " للفقرة تاسعا " الواردة في أعلاه ، فهما من المؤكد قد سمعا تلاوة ما سبق من أيات وقت نزولها ، / ومنها ما ذكر في أعلاه ، ومن المفروض أنهما يعرفان حتى " سبب النزول " ، فألم يسألا  الرسول عن معنى هذه المفردات في حينه ! ، أم كانا يسمعان فقط ، غير مكترثان بالمعنى ! .                                                                                                  ختام :                                                                                                                                              أذا أبتعدنا عن هالة قدسية النص ،  فلا أرى أن موضوع " قراءة أرامية للنص القرأني " ، به أنتقاص أو تشكيك أو أهانة  للنص القرأني ، خاصة أذا نظرنا للقضية علميا من الناحية اللغوية ، لأنه من الجلي وجود تأثر وتأثير لغوي بالمفهوم المطلق ، أو المفهوم المحدد ، لأي نص من قبل باقي اللغات التي رافقت أو تعايشت مع القرأن نطقا أو كتابة ، والعربية واحدة منها ، والنص القرأني لا يخرج عن هذا النطاق أو الحدود ، وأن المكتشفات لكثير من الرقائق والصفائح و الوثائق ، أضافة للتطور التقني اللغوي والفحص الأشعاعي الرقمي المتقدم للنصوص القديمة .. جعل من الباحثين ، خاصة الغربيين منهم / مثل البروفيسور كرستوف لوكسبيرغ ، أن يكون لهم السبق في هذا الصدد ، وبقى العرب متأخرين بقرون في هذا المضمار ، لأجله أرى أننا لا زلنا نعيش حالة من التغييب الفكري بشأن البحث والتمحيص ومن ثم تحليل ، لغة وكتابة وبنية النص القراني ! .   
------------------------------------------------------------------------------------------------- 
(*1) الليتورجيا : كانت هذه الكلمة تعني في اليونان القديم وخاصة في أثينا أي عمل عام أو خدمة عامة تعود بالفائدة على الشعب ولمصلحته . ومن ثمّ أخذت هذه النقطة مدلولاً دينياً فأخذت تعني أيّة عبادة شعبيّة أو خدمة للآلهة . أمّا في العهد الجديد ، فكلمة (Liturgein) – (Liturgos)- (Liturgia): قد وردت بمعنى أوسع ممّا سبق وذكرنا ، فهي ترد أوّلاً معبّرة عن الخدمة الدينيّة اليهوديّة (لو 1: 23) و (عب 10: 11) . كما ترد عانية عمل المسيح الخلاصي الذي سبق وعبّر عنه برموز في العهد القديم (عب 8: 2 – 6 ) ، وهوذا الرسول بولس يستعمل كلمة ليتورجيا قاصداً أيّ عمل رسولي أو خدمة روحيّة (فيليبي 2: 17 ) ، وكذلك أيّ عمل محبّة ورأفة مسيحيّة (رومية 15: 27، 2 كور 9: 12، فيل 2: 25 و 30) . كما يدعو نفسه خادماً (Liturgos) ليسوع المسيح في الأمم (رو 15: 16): “ لأكون خادماً ليسوع المسيح لأجل الأمم ” .. نقل بتصرف من الموقع التالي almoutran.com  .
(*2) الثيمات : كلمة من اللفظ اللاتيني ( تايما ) ويعني الشيء الذي نضعه ، أما الكلمة نفسها فتعني الفكرة الأساسية أو التكوين الرئيس للجملة أو النص ، ويمكن أن تشير إلى مجموعة كلمات تنتمي إلى حقل واحد لإعطاء دلالة معينة ، فمثلا قد يكون النص موحيا بالحزن ويسيطر على الرواية أو القصيدة  جوا من الأسى فنقول إن التيمة هنا هي تيمة الحزن والأسى ، أو الفرح أو اليأس وهكذا .. / نقل من موقع شبكة الفصيح .                                                 (*3) أستنبطت بعضا من هذه الأسباب من مقال ، في موقع دروب ثقافية بعنوان " كريستوف لوكسنبرغ ، قراءة سورية -آرامية للقرآن " المبنية على وحي من كتاب 2007 Die syro-aramäische Lesart des Koran: Ein Beitrag zur Entschlüsselung der Koransprache (2000)  للبروفيسور الألماني كريستوف لوكسنبرغ .. مع أضافات الكاتب .                                                                                                                   (*4) العشرة المبشرين بالجنة : في رواية عن أبي داود وغيره عن سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : أشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ أَنِّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ : العَشْرَةٌ فِي الْجَنَّةِ :النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فِي الْجَنَّةِ ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُ الْعَاشِرَ ، قَالَ: فَقَالُوا : مَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ ، قَالَ: فَقَالُوا :مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ : هُوَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ  .رواه الترمذي وصححه الألباني / نقل من الموقع التالي www.almrsal.com/post/328714 .
                                                                                                               
 




363

                                        قراءة في لغة كتابة القرأن
                          مع أستطراد لأراء العالم الألماني كرستوف لوكسنبرغ
                                                    الجزء الأول

ومضة :
( بين العقيدة الدينية والعلم هناك دوما صراع ، يستعر حينا ويخمد حينا أخر ، ولكن الغلبة دوما للعلم ، أي للعقل .. كاتب البحث  )
أستهلال :
   انها سلسلة مقالات يمكن أن تقرأ منفردة أو متكاملة ، والموضوع / البحث ، من جانب ثان لا يمكن قرائته بطريقة متكاملة وصائبة ، دون أن تقرأ أجزائه كاملة ، لأجله أن أي قراءة جزئية للموضوع ، تضعنا على طرف يجعلنا أن نلقي  الضوء على جانب معين دون الأخر ، فتكون الفكرة قد تمحورت في ذهن القارئ ولكن غير تامة كمثل قراءة الأجزاء كاملة ، ولكن هذا لا يعني أنعدام الفائدة الفكرية في حالة قراءة أي جزء من الأجزاء ..
" وودت أن ابين أن بعض النصوص نقلتها مترجمة عن الألمانية و الانكليزية ، وقد تكون حبكتها العربية ليست كما يجب ، ولكن المعنى والقصد أعتقد مفهومين ، لأجله أقتضى التنويه " .
 المقدمة :
     دفعتني  بعض الأيات القرأنية / التي تدلل على أن لغة القرأن هي العربية حصرا ، لأتساءل هل حقا أن اللغة التي كتب بها القرأن في بداية تدوينه ، هي لغة عربية خالصة ، أم عربية – أرامية / سريانية ، مع مفردات فارسة وحتى يونانية ، مثلا ( أستبرق ، سندس / فارسية ، قنطار ، درهم / يونانية ) ، أم هي " خلطة لغوية " ، و بالرغم من وجود  عدد من الأيات التي تؤكد على عربية لغة القران ، كقوله تعالى ( الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )1- 2 سورة يوسف ، و (  وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها  )     7سورة الشورى ، و( وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) 192 – 195 سورة الشعراء .. وغيرها ، وهذا التساؤل أراه نهجا مشروعا ولكن ممكن أن يكون شائكا ، لكني سلكته ،  ولأستكمال بحثي  ، كان هناك حيزا أخرا ، يتجه عكس المألوف ، ومثيرا للجدل ، هو أطلاعي على الكتاب الخاص لبروفسور اللغات السامية والعربية القديمة كرستوف لوكسنبرغ (*1)  وبعض البحوث والمقالات ، وبعض المقالات ذات العلاقة ، للبروفسور الألماني " بون " وغيرهما ، فبحثي هذا مبنيا على أسس وقرائن وحجج ما كتب في هذا الصدد ، مضيفا الى كل ذلك أن سردت قراءتي الخاصة للموضوع  ولكل جزء ، التي تضم بعض المؤشرات الخاصة بلغة النص القرأني .. وأرى أن الأمر برمته يؤثر على مفهوم البحث الديني ، وسيلقي بثقله على النشاط الفكري التنويري لرجال البحث والفكر والتأريخ وعلى المسلمين عامة ! ، وقد أعتمدت على عدد من الهوامش في البحث من أجل أستكمال بنية البحث الخلفية والمرجعية ، وبنفس الوقت من أجل الأستزادة والأطلاع والمعرفة .
الموضوع :                                                                                                                                        أن الذي حفزني لكتابة هذا البحث / أضافة لما سبق ذكره في أعلاه ، هو عدم وجود تفاسير منطقية لبعض النصوص القرأنية (*2) ، ووجود كلمات أو عبارات أو مقاطع غير عربية ، أرامية الأصل ، وهو الذي أكده البروفيسور كرستوف لوكسنبرغ  ، كما أن القرأن بداية كتب دون نقاط و تحريك ( علامات التشكيل التي توضع فوق وتحت الحروف ) . حيث يمكن للحرف الواحد أن يُقرَأ بعدة طرق مختلفة وذلك أعتماداً على موضع الحركة والنقطة ، أن كان التشكيل فوقه أم تحته (*3) ، هذا الأمر يجعل من الكلمة ومن ثم الجملة أن يكون لها أكثر من مفهوم وأكثر من تفسير ومعنى ، فمثلا الفعل " كتب " يمكن أن يقرأ بأختلاف مواضع التنقيط الى ( كبت ، كنت ..) ، وكذلك كلمة ( عنب ) ممكن أن تقرأ ( عتب ، عيب .. ) ، وفعل ( فر ) ممكن أن يقرأ ( قر ، فز ) ، وهذا الأمر خلق أشكالية كبرى ، في قراءة النصوص ، وأن الأمر ينطبق على الكثير من الحروف التي تشكل موضع التنقيط فيها أختلافا تاما في المعنى ، مثلا حروف ( الباء والتاء والثاء / والجيم والحاء والخاء / والراء والزاي/  والسين والشين / والعين والغين / والفاء والقاف /  الدال والذال / والصاد والضاد / والطاء والظاء / النون والياء .. ) ، كل هذا من ناحية ، ولكن الجانب الأخر ، وهو الأهم ، هل أن القرأن كتب بلغة عربية خالصة ، كوحدة كاملة ! .. وأنا في هذا المقام لست بصدد نقد أو تأكيد كتاب البروفيسور كرستوف لوكسنبرغ ، ولكني دلوت بدلوي ، وأخذت بعضا من فقراته أو مقاطعه أو عباراته وبينت نقدي لها ، هذا ما أود أن أبينه في قراءتي المتواضعة و الخاصة للبحث ، علما أن كلمة " القرأن " كلغة ، موضوع البحث نفسها مثيرة للجدل (*4) .                                                                                                                                            القراءة :                                                                                                                                  (أولا –) أنزوى القرأن بعيدا عن كل نقد أو مس من الناحية العقائدية أو اللغوية أو البنيوية أو التحقيقية أو  التفسيرية ، أو حتى من ناحية تأريخية النص .. مهما ما كان ذلك النقد بسيطا أو شكليا ، والذي يدخل في هذا المجال يتعرض للقتل ، كما حصل مثلا  مع ، محمود محمد طه (*5) ، الذي أعدم ، ومع د . فرج فودة الذي أغتيل (*6) ، ونصر حامد أبو زيد (*7) الذي هجر ، والكثير غيرهم ، ك ( أحمد القبانجي و د. كامل النجار و د . سامي الذيب  و د. سيد القمني وأسلام بحيري / الذي سجن ، وفاطمة ناعوت .. ) ،  بينما من جانب أخر ، نقدت كل الكتب المقدسة ! والأغرب من هذا كله لا يوجد أي مسؤولية عقابية أو قانونية ولا حتى أدبية ، لمن ينقدها ! ولم يخرج من الملة أذا كان الناقد مسيحيا / مثلا ، والأعجب من كل هذا أن بعض المواقع المسيحية / مثلا ، نفسها هي التي تنشر النقد ! . ففي موقع / الأنبا تكلا - هيمانوت الحبشي القس : الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – الإسكندرية  - مصر / URL: http://St-Takla.org  ، وهو موقع مسيحي ، يبين مدارس النقد (( يتكلم عن مدارس النقد للكتاب المقدس  ويعدد بعضها : مدرسة الألحاديين ، مدرسة النقد الكتابي / وتضم أربع مذاهب " المذهب الطبيعي : (1761-1851م) و المذهب الأسطوري: (1808-1834م) و المذهب الاتجاهي : (1792-1860م) و  المذهب النقدي " وأخيرا مدرسة المدَّعين .. )) .
 ( ثانيا –) سأبدأ من هذه النقطة بعرض بعض  مقتطفات من بحوث البروفيسور كرستوف لوكسنبرغ ، حيث بين البروفيسور" بوين " الأتي حول موضوعة "حور العين" الذي تناولها البروفيسور لوكسنبرغ  (( .. هناك فقرة في القرآن تذكر الحور العين ، والتي تقول: ( وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) ، هذا هو الفهم التقليدي لهذه الآية ، ولكن إن تغير التنقيط في الكلمات فسينتج: ( كَذَلِكَ وَرَوَّحنَاهُمْ بِحُورٍ عِنب يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ ) ، فالمفجر الانتحاري في عقليته يأمل بالحصول على 72 عذراء في الجنة ، ففي  " ترجمة لوكسبنبيرغ " ، يخالف هذا المفهوم ، حيث يحصل على قطف من العنب .. الدراسات الألمانية المتمحورة حول المسيحية ، مضمونة بالطريقة التي تم بها دراسة الإنجيل ، الإنجيل والقرآن ليسا نفس الشيء ، ولكن هناك صلة يصنعها لوكسينبيرغ بالرمزية المسيحية ،  وذلك تحريضي للبعض ، وحجة مقنعة للبعض الآخر ، هناك لوحة جصية من القرن الخامس في دير في مصر تصور الملائكة تستقبل الأرواح في الجنة ، كل ملك يحمل عنب في يد ، وفي الأخرى أرواح الصالحين ، الذين تمت مكافأتهم بأقطاف العنب  ، أن كل الوعود المتعلقة بالمسيح لأتباعه في العشاء الأخير أنه لن يشرب مجدداً من فاكهة نبيذ العنب إلى أن يشرب مجدداً مع والده " مرة أخرى عنب في الجنة " .. أشارة للنص أعلاه ، فحتى لو كانت الكلمة سيريانية ، فيجب أن تفهم بالطريقة وبالعقلية وبالأيحاء التي فهمها بها العرب في عهد الرسول ، ليس كعنب ، بل كحور ، شريكات في الجنة ، أعتقد أننا جميعنا نفهم ، أنها مجرد إشارة رمزية ، ويجب أن ننظر خلف الصور ، الطريقة التي ننظر بها إلى الجنة على سبيل المثال ، نحن لسنا بلهاء لنفكر بها بطريقة ضئيلة ، نحن لا نعرف ، ما سوف يكون جميل لنا ، فهو أكبر من تخيلاتنا ، أعمال لوكسينبيرغ استدعيت للمناقشة من أكاديميين لامعين وإثارته للجدل بسبب نشرها ، هو يؤمن أن عمله يفتح الباب لتشجيع علماء اللغة والآثار والتاريخ ليستخدموا التقنيات الحديثة في أعمالهم .. )) / الدكتور الألماني (بوين) عالم وخبير في القرآن ،  في تسجيل تلفزيوني لمحاضرة له بعنوان " دراسة ألمانية جريئة عن القرآن " YT/WDEDFeN0t3o ، نقل بتصرف ، مع أضافات الكاتب وحسب مقتضيات النص .. ولي شخصيا نقدا لهذه الفقرة :
1 -  في هذه النقطة ، سأترك جانبا العلاقة بين اللغات العربية والسريانية  / الأرامية ، ولغة القرأن ، وذلك لأنها حقيقة لغوية لا مناص منها ، وليس من جدوى في مناقشتها ، لأنها  أمر واقع  .
2 -  أن " حور العين " ذكرت في الكثير من الأيات ، منها  (سورة الدخان 54) (سورة الطور 20) (سورة الرحمن 72) (سورة الواقعة 22) . أذن هناك تأكيد على هذا الموضوع ، وهناك ذكر لها أيضا في الكثير من الأحاديث النبوية ، منها الأتي : (( .. ما ما ورد في الصحيحين ، فحديث أبي هريرة  قال : قال رسول الله : أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر ، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون ، آنيتهم فيها الذهب ، أمشاطهم من الذهب والفضة ، ومجامرهم الألوة ، ورشحهم المسك ، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن ، لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا . رواه البخاري ومسلم . وحديث أنس بن مالك عن النبي قال : لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها ، ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد ـ يعني سوطه ـ خير من الدنيا وما فيها ، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها .. رواه البخاري . وحديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة : ومثل له شجرة ذات ظل ، فقال : أي رب قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها ... وساق حديثا ، وفيه : ثم يدخل بيته فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فتقولان : الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك ، فيقول: ما أعطي أحد مثل ما أعطيت ، رواه مسلم ./ نقل بتصرف من موقع أسلام ويب )) .
3- وبالرغم من الوصف المقرف والمقزز والمثير للأشمئزاز لحور العين ، حسب وصف أبي هريرة " .. لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون .. " ، أرى أن واقع وجود حور العين مؤكد عليه حسب ما قرأنا من نصوص وأحاديث نبوية .
 4- الخلاف الوحيد الذي أختلف به المفسرون أو الرواة هو في عدد حور العين ، فهم يفسرون حسب عقليتهم ووفق نظرتهم الزمنية والمكانية للنص ( وقد ثبت في السنة الصحيحة أن لكل رجل في الجنة زوجتين ، وقد ثبت في بعض الأحاديث أن الزوجتين من الحور العين ، وأن منهم من ‏يزوج بسبعين من الحور العين وهم الشهداء ، وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي:  قال القارئ : والأظهر أنه تكون لكل أمرئ زوجتان من نساء الدنيا ، وأن أدنى أهل الجنة من له اثنتان وسبعون زوجة في الجملة يعني ثنتين من نساء الدنيا وسبعين من الحور العين .) / نقل بتصرف من ملتقى أهل الحديث .
5 – هناك بعض المؤشرات التي تؤكد وبشكل مجازي أو ضمني من أن الجنة لا وطأ بها ، وهذا ما ذهب أليه مثلا الدكتور أنور ماجد عشقي / رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستيراتيجية والقانونية ، حيث قال ( .. أن الحور العين ليسوا للمتعة الحسية وذلك لأن الدوافع الجنسية غير موجودة في الجنة وآدم لم يغادرها إلا بعد انكشاف سوءته ، وأن الاستمتاع بالحور ليس جنسياً بل هو معنوي لا ندرك مداه بعقولنا الدنيوية ) / نقل بتصرف من الموقع  التالي babalyemen.com ، وهنا يبرز تساؤل وهو " ما جدوى الشباب الذين وعدوا بحور العين ، والذين خدعوا  دينيا بتفجير أنفسهم أذا أنعدمت الأعضاء الجنسية في الجنة ".. ولكن أجمال هذا القول / أي عدم وجود وطأ في الجنة ، يتقاطع مع قوله تعالى " قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ [الرحمن:56] ، إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً [الواقعة:35-36] مهما وطأها الرجل ترجع بكراً.. عُرُباً أَتْرَاباً [الواقعة:37] نفس السن : لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ [الواقعة:38] أي: لأهل الصلاة ، لأهل الذكر ، الذين صبروا عن الحرام ، وغضوا أبصارهم عن الحرام "... وتساؤل حول النصوص أعلاه ، ما جدوى قوله " ترجع أبكارا " أذا أنعدم الجنس في الجنة ! .
(ثالثا ) وأذا أردنا أن نغوص أكثر في الموضوع ، فنتساءل .. هل من رواية أو رؤيا في الحياة الدنيا ، عن أي شهيد أنه كان يتمتع جنسيا ب 72 من حور العين في الجنة كما تزعم النصوص القرأنية اليوم ! ، الجواب الأكيد لا ، أذن كل ما قيل أو كتب هو نصوص كتبت في ظروفها الزمانية والمكانية !! ، ولم يتحقق منها ، كما أنه لا يمكن التأكد من ذلك أبدا ! ، ولكن الملاحظ أن الخطاب الديني هو المبرمج والمسوق  لهذه النصوص / الأفكار ، وذلك عن طريق ثلة من الدعاة والشيوخ الذي يتمحور هدفهم في دفع وحث شباب المسلمين الى الجهاد .
أضاءة :
   تأسس لدينا مما سبق ، في موضوعة حور العين ، عدة محاور ، المحور الأول : أن المرأ و الشهداء خاصة لديهم حور عين في الجنة للوطأ ، أختلف المفسرون في أعدادهم ، المحور الثاني : وحسب تفسير البرفيسور كرستوف لوكسنبرغ ، ووفقا للغة السريانية التي كتبت بها بعض نصوص القران ، لنقل بعض سور القرأن ، أن الشهداء يستقبلون ب  " أقطافا من العنب " حسب الترجمة العربية للسريانية ، المحور الثالث : الأختلاف في تفسير مدى الوضع الجنسي في الجنة ! لأن هذا الأمر هو الذي يحفز الرجال على الجهاد ، والرسول في حينه كان يؤكد عليه من أجل الغزو ونيل الغنائم وأمتلاك ووطأ السبايا ، المحور الرابع : نصوص أسلامية / سور وأحاديث ، تؤكد على حور العين بالمفهوم الجنسي لها ، .. من كل ما سبق نكون أمام معضلة ، وحقا مستعصية ، لأن أي تحزب للمحاور السابقة سيوقعنا في مشاكل عقائدية و دينية ! ولكن رجوعا لقرأن صنعاء / حسب محاضرة البروفيسور بون المشار أليها سابقا : ((..  في عام 1972 خلال عملية الترميم في الجامع الكبير في صنعاء / اليمن ، العاصمة شمال اليمن ، اكتشف العمال الكثير من المخطوطات بين الجدران الداخلية والخارجية  ، المخطوطات كلها تم وضعها في حوالي 20 كيس بطاطا ، وبقيت مخزنة لمدة 7 سنوات حتى وصول أحد العلماء وهو الدكتور الألماني (بوين) عالم وخبير في القرآن ، " بوين " أدرك مباشرة أهمية هذا الاكتشاف ، وبالعمل مع فريق محلي فحص المخطوطات بعناية وأخذ آلاف الصور الفوتوغرافية.. ظهر أربعة اجزاء شدت اهتمام " بوين " (  يظهر أن النص القديم تم محيه وإعادة الكتابة عليه )  بينما أن النص المخفي لا يكشف أي معاني متناقضة ، الكلمات تم تغييرها ، آيات وأجزاء كاملة تم إعادة ترتيبها ، اذا كانت البحوث صحيحة فهذا يشير إلى أن القرآن لم يكن جزء واحد من كيان واحد راسخ في عام 650م لكن في الحقيقة تطور في وقت متأخر جداً بدءاً من بدء تراكم مقدار المواد المكتوبة .. )) .. أني أرى أنه حصل الكثير من التغيير في النص القرأني  ، والدليل على هذا محو / محي ، بعض الأجزاء من القرأن وأعادة كتابته فوق الكتابة القديمة ، والكتابة الجديدة ، تختلف عن ما كان موجود ، وهذا هو سبب المحي ، وهو دليل على أن ما بين أيدينا قد يجوز أن تكون نصوصا ليست هي التي كانت مكتوبة سابقا ، أما قول أن القرأن محفوظ في صدور المؤمنين ، ( .. بل كلام الله محفوظ في الصدور ، مقروء بالألسن ، مكتوب في المصاحف ، كما قال  أبو حنيفة في الفقه الأكبر .. / نقل بتصرف من موقع أسلام ويب ) ، النص السابق ليس كله منطقيا ، فعبارة " محفوظ ومقروء " العبارة ممكنة ومقبولة ، ولكن عندما " كتب في الصحف " حدث التباين والأختلاف وظهرت الفروقات ، لأختلاف وتعدد اللغة التي كتب بها ! قديما ولاحقا ، وما تبعها من تشكيل وتحريك / تنقيط ، وهذا الأمر ظهر جليا ، على سبيل المثال وليس الحصر ، في موضوعة حور العين ! .
----------------------------------------------------------------------------------------------
(*1) 2007Die syro-aramäische Lesart des Koran: Ein Beitrag zur Entschlüsselung der Koransprache (2000)  هو كتاب لعالم فقه اللغة الألماني وبروفيسور اللغات السامية والعربية القديمة كرستوف لوكسنبرغ . يأخذ هذا الكتاب طريقة بحثية في فقه اللغة التاريخي والمقارن  "philology  " ، ويعمل على فك أسرار اللغة القرآنية  ، وناقدة للنص في دراسة القرآن ويعتبر كتاب أساسيا ، وفي نفس الوقت مثير للجدل ، في مجال فقه التاريخي للغة القرآن . أثار هذا الكتاب جدلا عالميا حول تاريخ وفقه اللغة التاريخي والتفسير الصحيح للقرآن وقد تلقّى تغطية كبيرة في وسائل الإعلام الرئيسية وبشكل غير معتاد لكتاب في فقه اللغة التاريخي والمقارن  ( الفيلولوجيا ) .. / نقل بتصرف من الويكيبيديا .
(*2) أوضح كريستوف لوكسنبرغ في كتابه ، ما يلي : في البداية أودّ أن أقول أنّ الباحثين والعلماء الغربيين كانوا يعرفون تمام المعرفة ومنذ مدّة طويلة أنّ هناك بعض الآيات الغامضة وغير المفهومة في القرآن . وهذا يتوافق مع بعض تفسيرات وتأويلات المفسّرين العرب . على أية حال ، كانت هذه الآيات أو العبارات الغامضة هي النقطة التي انطلقت منها خلال عملي هذا . أمّا المحاولات السابقة في تفسيرها فكانت معتمدة على التخمينات والافتراضات أكثر من كونها مؤسّسة على أرضية فلسفية . لكنّ التخميات لا يمكنها ولم تكن قط أن تكون أساسات صلبة لمنهج علمي متماسك . وأنا أحاول أن أستخدم أساليب فلسفية لتوضيح وتفسير هذه الآيات . والقاموس السيرو آرامي قد تبيّن أنه أفضل وسيلة لتحقيق ذلك / نقل بتصرف من " جدال حول القرآن " وهو حوار مع كريستوف لوكسنبرغ - مقال لأبراهيم جركس ، موقع الألحاد العربي .
(*3) فإن نقط الحروف وتشكيلها وتجزئة القرآن إلى أجزاء وأحزاب وأرباع وأثمان على الكيفية التي بين أيدينا : هي من وضع التابعين ، وتسمى في اصطلاح أهل علوم القرآن : بالضبط ، فيقال : ضبط التابعين ، فينسب إليهم ، كما ينسب الرسم للصحابة ـ وأول من وضع النقط في المصحف هو التابعي الجليل : أبو الأسود الدؤلي من أصحاب علي ـ فشكل المصحف بالنقط ، فجعل النقطة أمام الحرف علامة على الضمة ، وفوقه علامة على الفتحة
وتحته للكسرة ، واستمرت الكتابة على هذا إلى أن جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي فوضع ضبطاً أدق من ضبط أبي الأسود ، فجعل النقط لإعجام الحروف ، وجعل ألفاً مبطوحة فوق الحرف علامة على الفتح ، وتحته علامة على الكسر ، وجعل رأس واو صغيرة علامة على الضمة . وأما وضع الأجزاء والأحزاب : فقد جاءت بعد ذلك على يد نصر بن عاصم ، ويحيى بن يعمر بأمر وإشراف من الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق من قبل الخليفة عبد الملك بن مروان ، وكان هذا في عهد التابعين ـ أيضا.. / نقل بتصرف من موقع أسلام ويب .               (*4) كلمة قرآن هي نفسها مشتقّة من " قريانا " (بكسر القاف) وهو تعبير سرياني من الطقسيات أو الليتورجيا liturgy السريانية والذي يعني " كتاب الفصول lectionary"، كتاب القراءات الطقسيّة . الكتاب (القرآن) يعتبر كتاب فصول آرامي سوري ، يحتوي على تراتيل واقتباسات من الكتاب المقدس ، خلق للاستعمال في الطقوس المسيحية .. كما أن " حور العين " ، التي لطالما فسرت بأنها تعني عذراء واسعة العين ( والتي ستخدم المؤمنين في الجنة ) ، هي في الحقيقة تعني أعنابا بيضا . / من الكتاب المشار أليه في أعلاه .                                                               (*5) محمود محمد طه مفكر و مؤلف و سياسي سوداني  19091985.  أسس مع آخرين الحزب الجمهوري السوداني عام 1945 كحزب سياسي يدعو لإستقلال السودان والنظام الجمهوري و بعد اعتكاف طويل خرج منه في أكتوبر 1951 أعلن مجموعة من الأفكار الدينية و السياسية سمى مجموعها بالفكرة الجمهورية .  أخذ الكثير من العلماء مختلفي المذاهب الكثير على الفكرة الجمهورية و عارضوها ورماه بعضهم بالردة عن الإسلام و حوكم بها مرتين أعدم في أخراهما في يناير 1985 في أواخر عهد الرئيس جعفر_نميري. عُرف بين أتباعه ومحبيه بلقب (الأستاذ) . مازال الحزب الجمهوري ينشر فكره و ما زال معارضوه ينشرون الكتب و الفتاوي المضادة. . / نقل بتصرف من الويكيبيديا .                                                                                                  (*6) د . فرج فوده كاتب و مفكر مصري . ولد في 20 أغسطس 1945 ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط في مصر . و هو حاصل على ماجستير العلوم الزراعية و دكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس ، و لديه ولدين و إبنتين ، أغتيل في 8 يونيو 1992 في القاهرة . كما كانت له كتابات في مجلة أكتوبر و جريدة الأحرار المصريتين . أثارت كتابات د. فرج فودة جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين ، واختلفت حولها الأراء وتضاربت فقد كان يدعو إلى فصل الدين عن الدولة ، ويري أن الدولة المدنية لاشأن لها بالدين . / نقل بتصرف من موقع www.goodreads.com/author/.../2852901.
(*7) نصر حامد أبو زيد 10 يوليو 1943 - 5 يوليو 2010  أكاديمي مصري ، وباحث متخصص في الدراسات الإسلامية ومتخصص في فقه اللغة العربية والعلوم الإنسانية ، له كتاب في نقد الخطاب الديني ، وله نظرية  الهرمنيوطيقا ، مصطلح الهرمنيوطيقا مصطلح قديم بدأ استعماله في دوائر الدراسات اللاهوتية ليشير إلى مجموعة القواعد والمعايير التي يجب أن يتبعها المفسر لفهم النص الديني خصوصا الكتاب المقدس.  ويشير المصطلح اليوم إلى نظرية التفسير ويعود أقدم استعمال للمصطلح للدلالة على هذا المعنى إلى عام 1654م وما زال مستمرًا حتى اليوم خاصة في الأوساط البروتستانتية.  وقد اتسع مفهوم المصطلح في تطبيقاته الحديثة . / نقل بتصرف من الموسوعة الحرة .




364
                                        قراءة  في .. تعدد الزوجات في الأسلام

المقدمة :
    كان لا بد للمهتمين ، من باحثين ومفكرين وعلمانيين وحتى الأسلاميين المتنورين ../ ومن المؤكد أن البعض كتب بهذا المجال ، أن يعيدوا النظر في قراءة النص القرأني التالي "  وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا  "       / 3   سورة النساء . حيث أن الأية أختلف المفسرين في شرح المقصود بها ، ففي موقع " أسلام ويب " ، يلقي الضوء على هذا التباين والخلاف ، (( وقوله تعالى : وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ،  الآية . اختلفوا في تأويلها ، فقال بعضهم : معناه إن خفتم يا أولياء اليتامى أن لا تعدلوا فيهن إذا نكحتموهن فانكحوا غيرهن من الغرائب مثنى وثلاث ورباع . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، أنا محمد بن إسماعيل ، أنا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري ، قال : كان عروة بن الزبير يحدث أنه سأل عائشة رضي الله عنها " وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء " قالت : هي اليتيمة تكون في حجر وليها فيرغب في جمالها ومالها ويريد أن يتزوجها بأدنى من سنة نسائها ، فنهوا عن نكاحهن إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق ، وأمروا بنكاح من سواهن من النساء ، قالت عائشة رضي الله عنها : ثم استفتى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى :  ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن ) إلى قوله تعالى ( وترغبون أن تنكحوهن ) . فبين الله تعالى في هذه الآية أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال أو مال ، رغبوا في نكاحها ولم يلحقوها بسنتها بإكمال الصداق ، وإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال تركوها والتمسوا غيرها من النساء ، قال : فكما يتركونها حين يرغبون عنها فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها إلا أن يقسطوا لها الأوفى من الصداق ويعطوها حقها . ) ص: 161  قال الحسن : كان الرجل من أهل المدينة يكون عنده الأيتام وفيهن من يحل له نكاحها فيتزوجها لأجل مالها وهي لا تعجبه كراهية أن =يدخله غريب فيشاركه في مالها ، ثم يسيء صحبتها ويتربص بها أن تموت ويرثها ، فعاب الله تعالى ذلك ، وأنزل الله هذه الآية . وقال عكرمة : كان الرجل من قريش يتزوج العشر من النساء والأكثر فإذا صار معدما من مؤن نسائه مال إلى مال يتيمه الذي في حجره فأنفقه ، فقيل لهم : لا تزيدوا على أربع حتى لا يحوجكم إلى أخذ أموال اليتامى ، وهذه رواية طاووس عن ابن عباس رضي الله عنهما . )) .
النص :
 أن رواية عبد الواحد بن أحمد المليحي عن عائشة بنت أبي بكر ورواية الحسن ورواية عكرمة ، عن نص الأية ، لا تتفق كلها / ومن المؤكد هناك تفاسير وروايات و أحاديث أخرى لتفسير هذه الأية ، حيث أن في موقع - الأسلام سؤال وجواب يورد روايات أخرى منها : قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :" وقوله : ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى ) أي : إذا كان تحت حجر أحدكم يتيمة ، وخاف ألا يعطيها مهر مثلها ، فليعدل إلى ما سواها من النساء فإنهن كثير ، ولم يضيق الله عليه ". وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :" قوله تعالى : ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي اليتامى فانكحوا مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النساء ) الآية .لا يخفى ما يسبق إلى الذهن في هذه الآية الكريمة من عدم ظهور وجه الربط بين هذا الشرط وهذا الجزاء ، وعليه ففي الآية نوع إجمال  . وهذا الموقع يختم تفسيره بجملة محيرة واسعة الأفق وهي " وفي تفسير الآية أقوال أخرى كثيرة ، يمكن مراجعتها في " تفسير الطبري" (7/534-541) " . نرى مما سبق أن التفسير يعتمد على أجتهاد أو حديث أو قول معين أو قصة أو رواية بعضها منسوب لعائشة ، أي أن التفسير يعتمد على  مفهوم قراءة النص من قبل المفسر ، وهذا الأمر يفتح الباب على مصراعيه للأخرين للأدلاء بدلوهم ، مادام المفسرين الأقدمين ليس معصومين !! وما داموا هم بشر يصيبون ويخطئون .
القراءة :
** أيمكن أن تكون كل هذه التفاسير التي أغلبها ، كان مصدرها أو مرجعها أو أساسها أو انها نقلت عن عائشة ، وهي أمرأة كانت في عمر 18 عاما عندما توفى الرسول ( فقد كان عُمْرُ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: ثمانِ عشرةَ سنة . / نقل عن موقع مركز الفتوى ) هي التي تحرك وتفعل الحجج والفتاوى في هذا الصدد ، وهي الأساس أيضا في الكثير من التفاسير ، وهي لا معصومة ولا تنطق بوحي من الله ولا تعتبر بأي حال من الاحوال تمثل أفكار ومنطلقات الرسول  ، أو تستلم بشكل مباشر أو غير مباشر ما يوحى  للرسول ! ، ومن المؤكد أن ما نقل عنها كان أغلبه في حياة الرسول ، أي كان سنها أقل من 18 عاما بكثير ، أي أنها كانت حدثا ، وهل من فتاة فتية تقبل شهادتها أو روايتها ، وبشكل عام المرأة لا تقبل شهادتها في الكثير من الأحداث كشهر رمضان وغيرها من الوقائع ، ويقول ( الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " بعض العلماء قالوا : إن الأنثى لا تقبل شهادتها لا في رمضان ولا في غيره ؛ لأن الذي رأى الهلال في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا ) والمرأة شاهدة وليست شاهدا . / نقلا عن الأسلام سؤال و جواب . فكيف نسلم بالأمر تسليما كاملا بكل ما تقوله عائشة ، والواقع الذي يجعلنا أن نفكر بأكثر جدية هي دخول عائشة في بواطن وقائع وأحداث حساسة ، وهي لا تزال فتية غير كاملة الأدراك والوعي ، لأنها بسن أقل من 18 عاما !
** ما الربط بين أيفاء اليتيمة حقها في المهر عند النكاح ( الأغلب يستخدم كلمة نكاح وليس كلمة زواج ، وهذا أيضا كلام غير متوازن في التعامل مع المرأة / اليتيمة خاصة ، فلماذا هذا النهج في توصيف المرأة الذي به نوعا من عدم التقدير و قلة الأحترام ، وكأنها سلعة المراد منها الوطأ  فقط ! ) ، وبين الزواج بأكثر من واحدة / تعدد الزوجات ، وما الربط أيضا بين المحورين السابقين / أيفاء حق اليتيمة و تعدد الزوجات مثنى وثلاث .. ، وبين العدل بينهم ، وهل من رجل على أرض المعمورة يستطيع أن يعدل بين النساء الأن أو سابقا ، أذ أن حتى الرسول ، الذي نزلت عليه هذه النصوص كان لا يساوي بين نسائه وهو الأمر بذلك ، ففي موقع " الطريق الى الله " يبين    ( من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب عائشة حباً كبيراً ، وكانت أحب النساء إليه ، كما أن أبوها هو أحب الرجال إليه  . فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه ، " أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة ، قال : فمن الرجال ؟ قال : أبوها ، قلت ثم من؟ قال : ثم عمر بن الخطاب ، فعدَّ رجالا  .."  ) ، وماهو الربط أيضا بين المحاور الثلاثة و ونص " .. خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا " ، أرى من المحاور الأربعة السابقة في الاية / أيفاء اليتيمة حقها و تعدد الزوجات مثنى وثلاث وبين العدل بينهم وأن خفتم .. ، ربطا غير منطقيا لأن  المراد منه وطأ النساء عمليا بصيغه المتعددة المذكورة في النص القرأني ! ، وليس أيفاء حق اليتيمة .
** الأية أعلاه لم يطبقها أو يخطوا بمنهجها في تعدد الزوجات لا الرسول ولا خلفائه الراشدين ولا أحفاده / على سبيل المثال وليس الحصر الحسن والحسين نجلا علي بن أبي طالب ، حيث أن الجمع أعلاه تزوج بأكثر من العدد المشار أليه والمسموح به في الأية والذي هو أربعة ، وحتى نكون وفق المنهج العلمي للبحث فقد يجوز أن بعضا من النساء تم التزوج بهن قبل الأسلام ، وبعضا منهن قد طلقن وكذا ، ومن ناحية أخرى في ذلك العهد لم تكن تتوافر الشفافية و المعلوماتية في هكذا أمور ، كذلك لا توجد سجلات او قيود ، عدا السبايا الذي كانت أعدادهن بلا حد ! ، وسأدرج فيما يلي أسماء  زوجاتهم ، التي تدلل على كسر حدود الأية / عدا السبايا والأماء : 
زوجات الرسول محمد : 
1 - خديجة بنت خويلد القرشية الأسدية، تزوجها قبل النبوة وعمرها أربعون سنة، ولم يتزوج عليها حتى ماتت. وهي أم أولاده ما عدا إبراهيم. وهي التي آزرته على النبوة، وجاهدت معه وواسته بنفسها ومالها. وقد ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين، وحزن عليها الرسول صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً. 2 - سودة بنت زمعة القرشية، تزوجها بعد موت خديجة بأيام، وهذه هي التي وهبت يومها لعائشة، ماتت سودة في آخر زمان عمر.
3 - عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وتكنى أم عبد الله مع أنه ليس لها أولاد. وقد تزوج بها في شوال وعمرها ست سنوات، وبنى بها في شوال في السنة الأولى من الهجرة وعمرها تسع سنوات، ولم يتزوج بكراً غيرها. وكانت أحب الخلق إليه، وهي التي رماها أهل الإفك بالزنا فأنزل الله براءتها من فوق سبع سموات، واتفقت الأمة على كفر قاذفها. وهي أفقه نسائه وأعلمهن، وكان الصحابة يرجعون إلى قولها ويستفتونها. ماتت سنة سبع وخمسين فيرمضان، وقيل: سنة ثمان وخمسين. 4 - حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، كانت قبله تحت خنيس بن حذافة السهمي. ماتت سنة إحدى وأربعين. 5 - زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية من بني هلال بن عامر، وقد توفيت بعد زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بها بشهرين. 6 - أم سلمة، هند بنت أبي أمية القرشية المخزومية، وهي آخرهن وفاة. ماتت سنة إحدى وستين. 7 - زينب بنت جحش من أسد بني خزيمة، وهي ابنة عمته أميمة، وفيها نزل قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} (1)، وبذلك كانت تفتخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات (2). كانت أولاً عند زيد بن حارثة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبناه، فلما طلقها زيد، زوجه الله إياها، توفيت سنة إحدى وعشرين. 8 - جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية، وكانت من سبايا بني المصطلق، فجاءته تستعينه على كتابتها ؛ فأدى عنها كتابتها وتزوجها ، توفيت سنة ست وخمسين.
9 - أم حبيبة ، واسمها رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب القرشية الأموية ، وقيل : اسمها هند ، تزوجها وهي ببلاد الحبشة مهاجرة ، فأصدقها عنه النجاشي أربعمائة دينار ، وسيقت إليه من هناك ، وماتت في أيام خلافة أخيها معاوية بن أبي سفيان سنة أربع وأربعين. 10 - صفية بنت حيي بن أخطب سيد بني النضير من ولد هارون بن عمران أخي موسى بن عمران ، وكانت قد صارت له من السبي أمة ، فأعتقها وتزوجها ، وجعل عتقها صداقها.
11 - ميمونة بنت الحارث الهلالية، وهي آخر من تزوج بها بمكة في عمرة القضاء. فهؤلاء زوجاته رضي الله عنهن . / نقلا عن موقع طريق الأسلام .                                                                                                   زوجات أبو بكر الصديق :                                                                                                                أما أبو بكر فقد تزوج رضي الله عنه أربع نسوة أنجبن له ثلاثة ذكور وثلاث إناث وهن على التوالي :                                                                                                                                                   1-  قتيلة بنت عبد العزى: اختلف في إسلامها، وقد ولدت له عبدالله وأسماء وكان أبو بكرطلقها في الجاهلية وهي التي جاءت بعد الإسلام بهدايا لابنتها في المدينة فأبت أسماءأن تصلها لكونه كافرة حتى سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصل أمي قال: نعم صلي أمك. رواه البخاري.                                                                           2-  أم رومان بنت عامر بن عويمر: من بني كنانة مات عنها زوجها بمكة فتزوجها بعده أبوبكررضيى الله عنه وولدت له عبد الرحمن وعائشة رضي الله عنهم وقد أسلمت أم رومان قديما وبايعت وتوفيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة سنة ست من الهجرة.                                                                                        3- أسماء بنت عميس: أم معبد من المهاجرات الأوائل أسلمت قديما قبل دخول دار الأرقم وهاجر بها زوجها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة ثم إلى المدينة وبعدما استشهد جعفرفي غزوة مؤتة تزوجها أبو بكر وولدت له محمدا في ذي الحليفة في حجة الوداع.                                                                                                                    4- حبيبة بنت خارجة بن زيد: الأنصارية الخزرجية وهي التي ولدت بعد وفاته أم كلثوم بنت أبي بكر، وقد كان الصديق يقيم عندها بالسنح . /  نقلا  عن - الرياض النضرة في مناقب العشرة للمحب الطبري .                                                                                                 بعض المصادر تضيف زوجة أخرى وهي أم بكر ./ عن صحيح البخاري ، ونلاحظ أن صاحب الكامل لم يورد أم بكر، ولكن جاء في صحيح البخاري عن عائشة -رضي الله عنها-: أن أبا بكر رضي الله عنه تزوج امرأة من كلب يقال لها: أم بكر. فلما هاجر أبو بكر طلقها فتزوجها ابن عمها هذا الشاعر الذي قال هذه القصيدة، رثى كفار قريش (وماذا بالقليب قليب بدر.......). / نقلا عن موقع مركز الفتوى .                                                                            زوجات عمر بن الخطاب :
1- زينب بنت مظعون. أم عبد الله، وعبد الرحمن الأكبر، وحفصة زوجة الرسول . 2- أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب. أم زيد الأكبر ورقية. 3-جميلة بنت عاصم بن ثابت حميّ الدبر بن الأقلح الأنصارية أم عاصم.
4- مليكة بنت جرول الخزاعية أم زيد الأصغر وعبيد الله. 5- لُهيّة (أم ولد) أم عبد الرحمن الأوسط.
6- عاتكة بنت زيد أم عياض . 7- أم ولد وهي أم عبد الرحمن الأصغر يلقب بالمجبر.
8- فكيهة (أم ولد) أم زينب . 9- أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة أم فاطمة.                                    نقلا عن - الرياض النضرة في مناقب العشرة للمحب الطبري .                                                                 زوجات عثمان بن عفان :
1- أم كلثوم بنت محمد صلى الله عليه وسلم وقد سمي عثمان ذي النورين لأنه تزوج اثنتان من بنات الرسول
2- رقية بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. أم عبد الله الأصغر . 3- فاطمة بنت غزوان أم عمرو وعبد الله الأكبر. 4- بنت جندب بن الأزد أم خالد وعمر . 5- فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس، أم سعيد والوليد
6- أم البنين بنت عينية بن حصن، أم عبد الملك . 7- رملة بنت شيبة بن ربيعة، أم عائشة وأم إبان وأم عمر
8- نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص. مع ملاحظة أن نائلة وإن كانت قد أسلمت إلا أن أباها كان نصرانيا
9- أم ولد وأنجبت له أم البنين . /  نقلا عن موقع الرياض النضرة في مناقب العشرة للمحب الطبري .                                                                                                                                                                زوجات علي بن أبي طالب :
1- فاطمة بنت الرسول ، سيدة نساء العالمين ، أم الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم وزينب الكبرى.
2- خولة بنت إياس بن جعفر الحنفية ، أم محمد (المشهور بابن الحنفية) . قيل إن أبا بكر أعطى عليا الحنفية أم محمد من سبي بني حنيفة- أخرجه ابن السمان. 3- ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلي، أم عبد الله وأبي بكر.
4- أم البنين بنت حزام بن خالد الوحيدية ثم الكلابية، أم العباس الأكبر وعثمان وجعفر وعبد الله.
5- أم ولد وهي أم محمد الأصغر. 6- أسماء بنت عميس الخثعمية ، أم يحيى وعوف ، وأم محمد بن أبي بكر.
7- أم حبيب الصهباء التغلبية 'سبيّة' سباها خالد في الردة، فاشتراها علي ، وهي أم عمر الأكبر ورقية.
8- أمامة بنت أبي العاص (أمها زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم) أم محمد الأوسط. 9- أم سعد بنت عروة بن مسعود الثقفي ، أم الحسن ورملة الكبرى ... هذا بخلاف أمهات أولاد شتى ، ولدن له : أم هاني وميمونة ورملة الصغرى وزينب الصغرى وأم كلثوم الصغرى وفاطمة وأمامة وخديجة وأم الكرم وأم سلمة وأم جعفر وجمانة . وذكر ابن تيمية أن عدد أمهات الولد أربعة عشرة وقيل ستة عشر .                                                                 نقلا عن - الرياض النضرة في مناقب العشرة للمحب الطبري .                                                                        زوجات " الحسن بن علي بن أبي طالب " :                                                                                                      فنقلا عن " موقع أهل الحديث " ، فأنه يشير الى أنه كان مزواجا .. (قال ابن كثير في البداية والنهاية ) 8/42 :-
قالوا: وكان كثير التزوج ، وكان لا يفارقه أربع حرائر، وكان مطلاقا مصداقا ، يقال إنه أحصن سبعين امرأة ، وذكروا أنه طلق امرأتين في يوم ، واحدة من بني أسد وأخرى من بني فزارة - فزارية - وبعث إلى كل واحدة منهما بعشرة آلاف وبزقاق من عسل ، وقال للغلام : اسمع ما تقول كل واحدة منهما ، فأما الفزارية فقالت : جزاه الله خيرا، ودعت له ، وأما الاسدية فقالت : متاع قليل من حبيب مفارق . فرجع الغلام إليه بذلك ، فارتجع الاسدية وترك الفزارية . وقد كان علي يقول لاهل الكوفة : لا تزوجوه فإنه مطلاق ، فيقولون والله يا أمير المؤمنين لو خطب إلينا كل يوم لزوجناه منا من شاء ابتغاء في صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
زوجات الحسين بن علي بن أبي طالب :                                                                                                فقد تزوَّج من نساءٍ عديدات ، منهنّ : ليلى بنت عروة بن مسعود الثقفي وهي أم علي الأكبر ، ومنهن شاه زنان بنت يزدجرد وهي أم السجاد وهي أمِيرة فارسية ، وهي إبنة يزدجرد الثالث آخر ملوك الفرس ، والرباب بنت أمرئ القيس بن عدي وهي أم سكينة وعلي الأصغر المشهور بعبد الله الرضيع الشهيد بِكربلاء ، وأم إِسْحَاق بنت طلحة بن عبيد الله وهي أم فاطمة . وكان له ستةأولاد ، أربعة من الذكور وبنتان ، فأما الإناث فهن : فاطمة ، سكينة ،  وأما الذكور فهم : علي الأكبر ، علي الأصغر ، وجعفر مات في حياة أبيه ولم يعقب ، أمه قضاعية ، وعلي وجميع الذكور قتلوا في واقعة الطف ، باستثناء زين العابدين وهو العقب من الذكور ، فجميع الحسينيين على وجه الأرض من ابن واحد وهو علي بن الحسين . / نقلا عن موقع الويكيبديا .                                                                         ** لم تطبق الأية لا على الرسول ولا على الجمع أعلاه ، كما لا يمكن أن تحكم هذه الأية هكذا رجال في بداية الرسالة المحمدية ، حيث كان نشر الأسلام والتوسع وتثبيت الحكم والسلطة وحروب الردة في بدئها .. ، وبنفس الوقت كانت الحاجة لهؤلاء الرجال في شدته ! كل هذا من جانب ، ولكن من جانب أخر ، أليس من المفروض أن يكون الرسول والأولين القدوة في تطبيق النص القرأني القدسي الفرض ! هذا أيضا تساؤل الأحرى بنا أن نتساءله كمهتمين بهذا النص !                                                                                                                                 ** أن الأية تمنح السقف الديني للنكاح بتعدد الزوجات لغاية أربعة وبعدد غير محدود من السبايا والأماء ، وأن ماجاء من أدخال بعض من المحاور كاليتيمة وأجر نكاحها ، أرى أنه توظيف نصي هزيل الحجة والسبب ! مقارنة من الغاية الرئيسية للنص ! .
** الأية ومدى تفعيل تطبيقها في العصر الحديث ، وختام الأمر أن الأية نزلت في ظروف زمكانية لا تتوافق ولا تتلائم ولا تتفاعل حضاريا مع الزمن الحالي ، لا أجتماعيا ولا أخلاقيا ولا أنسانيا .. لذا أرى أن تعدد الزوجات والسبايا .. و ماكان سائدا في صدر الرسالة المحمدية أصبح الأن خارج سياق الزمن !

                                                                                                                                                                                                                                                         















365
                 قراءة في .. " تأخر دفن الرسول محمد  " وعملية  " نقل السلطة "
النص :
     تؤكد كل كتب السيرة النبوية أن الرسول محمد توفى يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة ودفن يوم الأربعاء ، وتجمع أكثر المصادر الأسلامية أن سبب تأخير دفن الرسول يرجع الى (( أولا جسد النبي الطاهر في حياته وموته ليس كأجساد بقية البشر ، لا يغيره الموت ولا تصيبه الآفات ، بل هو محفوظ بحفظ الله عز وجل ، جسد شريف طيب طاهر في حياته وفي مماته ، والدليل على ذلك ما رواه البخاري رحمه الله في " صحيحه " (رقم/3667) عن عائشة رضي الله عنها في قصة موت النبي قالت : " فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ  فَقَبَّلَهُ ، قَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا....إلى آخر الحديث "  . ثانيا ، ومن الحاجات التي ربما تكون قد دعت إلى ذلك التأخير ، حرص جميع الصحابة رضوان الله عليهم على الصلاة عليه ، فقد صلى عليه جميع الناس ، الرجال والنساء والصبيان ، صلوا أرسالا - أي جماعات متفرقين -، لم يؤمهم إمام واحد ، وإنما كان يدخل الجمع منهم حجرته الشريفة فيصلون عليه فرادى ، وهذا لا بد أن يستغرق كثيرا من الوقت كي يدرك الجميع هذه الفضيلة . جاء في " موطأ مالك " 1/231 :   "  أ نه بلغه أنه صلى الناس عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد " . ثالثا ، لقد اشتغل الصحابة الكرام بما يحفظ على الأمة أمرها وشأنها ، فدارت بينهم بعض الحوارات والاجتماعات لتحديد خليفة رسول الله ، كي يوحدوا راية الأمة ، ويقطعوا على الشيطان سبيل التفرقة بين الناس ، وكي لا يخلو الناس من إمام يقيم فيهم الحق ، ويخلف رسول الله في الشؤون العظام ، وهذا أيضا استغرق بعض الوقت . وقد كان ذلك هو أهم وأعظم أمر دعاهم إلى التأخر في دفنه هذه الأيام . قال الزرقاني رحمه الله :" إنما أخروا دفنه لاختلافهم في موته أو في محل دفنه ، أو لاشتغالهم في أمر البيعة بالخلافة حتى استقر الأمر على الصديق ، ولدهشتهم من ذلك الأمر الهائل الذي ما وقع قبله ولا بعده مثله ، فصار بعضهم كجسد بلا روح ، وبعضهم عاجزا عن النطق ، وبعضهم عن المشي ، أو لخوف هجوم عدو ، أو لصلاة جم غفير عليه " انتهى من " شرح الموطأ " 2/94 .)) نقل بتصرف من موقع الأسلام سؤال وجواب . مما سبق تبين المصادر  وتشير أن لا ضرر في هذا التأخير في عملية الدفن / للأسباب أعلاه ، خاصة وأن جسد الرسول لا يصيبه البلى ! .
القراءة :
أولا : كل المصادر الأسلامية تجتمع على أنها لم تحدد بالضبط لم هذا التأخير ! وما ذكر من أسباب أرى أنها لا ترقى الى اليقين " فالأختلاف في موته أو مكان دفنه والدهشة وفقدان بعضهم النطق وعجزهم عن المشي وقضية الصلاة عليه فرادا .. وغيرها من الحجج " لا أراها مقنعة في هكذا جو وطقس صحراوي جاف مغبر ، يجعل من الجثث أن تتحلل أذا بقت دون دفن ليوم فكيف لثلاثة أيام ! ، ثانيا : ومن الوقائع غير المقنعة ماذكر عن عمر بن الخطاب " حتى أنكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد مات  " / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ، فهل يعقل برجل بحجم عمر أن لا يصدق الوفاة وهو البليغ الفقيه الحليم ، أذن كل هذا أنما أسباب واهية لا ترتقي الى اليقين ! ثالثا : أما حديث البخاري حول " جسد النبي الطاهر في حياته وموته ليس كأجساد بقية البشر ، لا يغيره الموت ولا تصيبه الآفات .. " المنقول عن السيدة عائشة والمبني على كشف أبو بكر الصديق لجسد الرسول ، فأراه من منطلق موضوعة أنه حديث ، فهذا كلام وليس قرأنا منزل ، كما أن سنده أيضا ضعيف ، لأسباب منها 1. أن الحديث جاء في صحيح البخاري المكتوب بعد 232 سنة من وفاة الرسول ، أي وجود فجوة زمنية تمتد لأكثر من قرنين و32 سنة بين الحدث وبين وكتابة الحديث ، 2. أما قضية كشف أبو بكر على جسد الرسول فهذه أشكالية أخرى ، لأن الاخير ليس طبيبا جراحا ليقول رأيه في هذا المقام ! 3. وهل يعقل أن يقول الصديق غير هذا الرأي الأيجابي حول عدم تفكك وتحلل جسد الرسول ! .  رابعا : أما أن أجساد الانبياء لا تتحلل حسب حديث الرسول ( .. فإن الذي تدل عليه الأحاديث الصحيحة هو أن أجساد الأنبياء لا تتحلل ولا يدركها البلى ، ومن هذه الأحاديث ما رواه أبو داود والنسائي أن النبي  قال : إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي ، قالوا يا رسول الله : وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ، يقولون : بليت ، فقال : إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء . / نقل من مركز الفتوى ) ، فأرى ان الحديث ، ليس أمرا يعتمد عليه  أو يعتد به في هذا المقام ،  لأن حديث الرسول كان عاما ، ومن الممكن أن يكون مجازيا كما أن الحديث ليس صريحا ولا مباشرا ، وأذا كان كذلك فنحن أمام معضلة أخرى ، وذلك لأن عدد الأنبياء كبير وغير محدد ، وقد جاء في الموقع التالي حول عدد الأنبياء والرسل  www.alifta.net/fatawa/fatawaDetails.aspx? ( .. لم يثبت في عدد الرسل والأنبياء حديث صحيح ، ويروى أن الرسل ثلاثمائة وبضعة عشر ، والأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ، ولكن الحديث ليس بثابت ، بل هو ضعيف ، لكن الأنبياء كثيرون ، والرسل أخص وأقل .. ) أذن كل هذا العدد من الأنبياء و الرسل أجسادهم سالمة لم يصيبها التلف والبلى ، وسؤالي هل من أثبات على ذلك ! هل من أمرى رأى جسد أحد الأنبياء الأن كي نتأكد من صحة الحديث من عدمه ! ، بينما الذي هو معروف / من جانب أخر ، ومتيقن منه أن الحي الوحيد الذي لم يصبه أي فساد أو تلف بعد الممات هو المسيح وذلك بشهادة القرأن ، حسب قوله تعالى " وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا  " سورة مريم : 33  ، وكذلك حسب معتقد المسيحية ( .. القيامة هي مركز الإيمان المسيحي . إذا كان يسوع لم يقم من بين الأموات ، فإن المعتقدات المسيحية لن تساوي كثيراً حينها لأن يسوع نفسه قال أنه سيقوم من بين الأموات في اليوم الثالث . من ناحية أخرى إذا كان يسوع قد قام من بين الأموات ، فإن كل أقواله صحيحة ويمكننا أن نتأكد بأنه يوجد حياة بعد الموت .. ) / نقل بتصرف من الموقع التالي                                                                                                            .www.whoisjesus-really.com/arabicegypt/muscled3.htm
خامسا : وحتى قوله تعالى فى سورة سبأ عز وجل الآية 14 "فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ " وتفسيرها 
( .. فعندما نقرأ جملة تقول " ما دلهم على الموت إلا ...  " نفهم منها أنه لم يكن هناك أى دليل أو دلالة أخرى ترشدنا وتبين لنا الموت إلا .. ) ، نقل بتصرف من موقع i3jaz.libi.mobi/tabla.html ، حتى في هذه الأية القرأنية ليس هناك من دلالة واضحة ومباشرة ، ولا أي قصد مباشر ، على أن التلف والفساد لم يصب به أجساد الانبياء و الرسل . سادسا : في زمن المصائب ووقت الشدة والمحنة الكل يظهر على حقيقة أمره ، وهذا ما حصل والرسول متوفى ومسجى في بيت عائشة ، فهم بغسله آل بيته / أبي طالب ، أما رفاق الدعوة المحمدية من الصحابة فذهبوا الى بيعة السقيفة ، وهذا مؤشر على أن مكانة سيد القوم في حياته أمر عظيم ، أما عندما يتوفى فكل الأمور تتغير ، لأن الكل ينظر للواقعة من زاوية نفعية ومصلحية وشخصية معينة ، أما آل بيته فهم العزوة والعصب الذي ليس من الممكن أن يتركوا سيدهم وأن يذهبوا الى قضاء أي أمرا أخر حتى لو كان هذا الأمر سيغير وجهة التأريخ الأسلامي مستقبلا !
الختام :
   أرى أن تاخير دفن الرسول ، خرج من دائرة كل المبررات غير المنطقية التي يجمل بها ويبرر بأسبابها  دوما رجال الأسلام بدءا من الصحابة وكتاب الحديث و السيير الى الفقهاء والمفسرين والرواة وشيوخ الأسلام و الدعاة .. أن هذه الواقعة المبهمة ، التي تركوا بها الرسول مسجى في منزل عائشة ، كمرحلة أولى ، ثم عدم مشاركة معظم مراكز القوى من رجالات الأسلام الأول في غسله كمرحلة ثانية ، أنما يدل على الغاية و الهدف من التأخير .. وهو البيعة للخليفة القادم ! فقد جاء موقع أسلام ويب - السيرة النبوية لأبن هشام / نقل بتصرف ، حول من غسل الرسول  (( .. قال ابن إسحاق : فلما بويع أبو بكر ، أقبل الناس على جهاز رسول يوم الثلاثاء ، فحدثني عبد الله بن أبي بكروحسين بن عبد الله وغيرهما من أصحابنا : أن علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس ، وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد ، وشقران مولى رسول الله ، هم الذين ولوا غسله ، وأن أوس بن خولي . أحد بني عوف بن الخزرج ، قال لعلي بن أبي طالب: أنشدك الله يا علي وحظنا من رسول الله .. )) ، أما الصحابة المهتمين بالسلطة والحكم و الخلافة ، فتركوا الرسول على حاله وذهبوا الى سقيفة بني ساعدة لتعيين الحاكم القادم ، وهم  (( ابوبكر بن ابي قحافة ، عمر بن الخطاب العدوي ، أبوعبيدة عامر بن الجراح ، عبد الرحمن بن عوف الزهري ، سعد بن عبادة الخزرجي ، الحباب بن منذر ، زيد بن ثابت / يهودي الاصل ، أسيد بن حضير ، سعد بن عبادة  و بشير بن سعد .. / نقل بتصرف من موقع
marwan1433.blogspot.com/2013/.../blog-post_1145.h ))  ، والذي يؤيد هذا ما ذهب أليه
 الشيخ العالم عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير- موقع حزب التحرير  ، حيث بين أن سبب التأخير هو أختيار الخليفة / الحاكم ، وليس أي سبب أخر (( .. ولذلك فتأخير الدفن لم يكن ليجتمع المسلمون للجنازة ، بل هم كانوا مجتمعين وبخاصة الصحابة ، ولكنهم انشغلوا بالبيعة ، فلما فرغوا منها انعقاداً وطاعة اشتغلوا بدفن الرسول ، ومتى ؟ في وسط الليل بعد الفراغ من البيعة ، ولو كان التأخير لأجل تجمع الناس للجنازة ، لكان في نهار الاثنين أو ليلة الثلاثاء أو نهار الثلاثاء... ولكنهم انتظروا اكتمال البيعة لأبي بكر انعقاداً وطاعة ، وبعد أن انتهت بادروا فوراً إلى الاشتغال بدفن الرسول ليلة الأربعاء . ولذلك فإنه بالتفكر والتدبر لتأخير الدفن يتبين أنه لم يكن لأي سبب سوى سبب الفراغ من بيعة أبي بكر انعقاداً وطاعة ، فهو إذن من صميم العلاقة بالبيعة .. )) . هؤلاء الذين تركوه مسجى هم أقرب صحابة للرسول ! وهم من قاد دولة الأسلام من بعده ! أنهم تيقنوا بمجرد أن الرسول قد مات ، فنظروا الى الأمر الأهم  وهو البيعة و الحكم والخلافة ، تاركين صاحب الدعوة مسجا ! وأن كل ما يقال من تبريرات وأسباب لتأخر عملية الدفن أنما هي وسيلة تعتيم يراد منها تنصيب أبو بكر خليفة بعد أن أنتهت الدعوة المحمدية بوفاة الرسول ! .. أذن ذهب الرسول بدعوته الأخروية وحل محلها الخليفة وسلطته الدنيوية !























366
                        قراءة أولية  في النص القرأني


المقدمة :
     أقترنت قراءة النص القرأني بفكرة أو بمبدأ الدوغمائية (*) ، حيث أصبحت أي قراءة حداثوية للنص يقابلها رجال الدين بالتكفير و بالأرتداد عن الدين بصفتهم وكما يعتقدون أنهم أولياء الدين والعقيدة وبيدهم أمور الدنيا و مفاتيح الأخرة ! ، ناسين أنهم حراسا متحجرين للأصنام والهياكل الماضوية ، فأحتكار العقل الأنساني على تفسيرات معينة أو قراءأت محددة دون نقاش أو حوار أو جدل ، أرى أصبح من الماضي السحيق المندثر ، وبالرغم من أن القراءأت الحداثوية لبنية النص القرأني ليست من القضايا اليسير الدخول الى محيطها ، ولكن محاولة الأختراق هو خطوة غرضها كسر الأيقونات الفكرية التي سادت الأسلاميات عامة " نصوصا وسنة وأحاديثا " ردحا من الزمن ، ومن المؤكد أن أي محاولة موضوعية بهذا الأتجاه ستكون خطوة أيجابية في هدم الصنمية الفكرية ، وستخلق بنفس الوقت نهجا علميا منطقيا للقراءة الحداثوية للنص القرأني .

النص :                                                                                                                                                                                                              أن تناول قراءة النص القرأني وربطه وبالتحديد في موضوعة أسباب النزول يستلزم منا تناول ربطه أيضا مع أية ( بل هو قرآنٌ مجيد ، في لوحٍ محفوظ  ) سورة البروج 21 – 22 ، ولكي أسرد قراءتي الخاصة بالموضوع ، أرى أولا أن نفسر الأية أعلاه ففي " موقع الأسلام سؤال وجواب " يفسر لنا الأية كما يلي (  قال ابن كثير  :في لوح محفوظ أي : هو في الملإ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل . " تفسير ابن كثير " ( 4 / 497 ، 498 ). وقال ابن القيم  :وقوله { محفوظ } :  أكثر القراء على الجر صفة للوح ، وفيه إشارة إلى أن الشياطين لا يمكنهم التنزّل به لأن محله محفوظ أن يصلوا إليه ، وهو في نفسه محفوظ أن يقْدِر الشيطان على الزيادة فيه والنقصان   . فوصفه سبحانه بأنه محفوظ في قوله { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } ، ووصف محله بالحفظ في هذه السورة  ، فالله سبحانه حفظ محله ، وحفظه من الزيادة والنقصان والتبديل ، وحفظ معانيه من التحريف كما حفظ ألفاظه من التبديل ، وأقام له مَن يحفظ حروفه مِن الزيادة والنقصان ، ومعانيه مِن التحريف والتغيير . " التبيان في أقسام القرآن " ( ص 62 )  . أما ما جاء في بعض كتب التفسير ، أن اللوح المحفوظ في جبهة " إسرافيل " ، أو أنه مخلوق من زبرجدة خضراء ، وغير ذلك فهو مما لم يثبت ، وهو من الغيب الذي لا يقبل إلا ممن أوحي إليه منه بشيء .. ) ، نلاحظ أنه ليس هناك من أتفاق على التفسير بين المفسرين ، خاصة التفاسير الأخيرة التي ربطت الأمر بالغيبيات ، ثانيا ، أن أسباب نزول الأيات القرأنية تناولتها الكثير من الكتب المعروفة منها : ( لباب النقول في أسباب النزول ، تأليف - جلال الدين السيوطي . أسباب النزول ، تأليف - الواحدي . أسباب النزول ، تأليف - النيسابوري . العجاب في بيان الأسباب ، تأليف -  ابن حجر العسقلاني ، وهو تتميم لكتاب الواحدي  . تنزيل القرآن ، تأليف - ابن شهاب الزهري ) . ورجوعا الى سبب نزول الأيات ، فهو يعني ربط الأية بحدث معين أو بواقعة محددة أو بسبب أو أمر موصوف ، ولكن هناك أيات لم تنزل لأسباب معينة ، ( فإنه لا تعرف الحكمة في عدم وجود سبب لنزول سورة الفاتحة مثلا ، ولا غيرها من السور التي لم يعرف لها سبب نزول . فالقرآن منه ما ينزل لسبب مذكور ، ومنه ما ينزل لغير سبب مذكور ، وليس كل سورة وآية لها أسباب نزول معروفة ، بل إن فيه القصص التي تنزل عبرة وتسلية ، ومنه آيات الأحكام ، والناسخ والمنسوخ ، وآيات الوعد والوعيد ، وغير ذلك . ثم إن الذي نزل منه لسبب ، قد يخفى سبب نزوله عن الكثير من الصحابة ، وقد يعرفه البعض منهم بقرائن لا يحصل معها الجزم .. وقد يختلفون في الأسباب ، فيذكر الواحد سببًا يختلف عن الذي ذكره غيره . قال محمد بن سيرين : سألت عبيدة عن آية من القرآن ، فقال : اتق الله وقل سدادًا ، ذهب الذين يعلمون فيم أنزل القرآن / نقل بتصرف من موقع مركز الفتوى )  ، ثالثا ، الموقع الأخير / مركز الفتوى ، يذكر أكثر من معلومة تستوجب التوقف والتأمل عندها منها ، لم خفيت أسباب نزول بعض الأيات عن بعض الصحابة ! وهم الأقربين للرسول ، وبعضهم يختلفون في تحديد الأسباب أي وجود تقاطع في تحديد السبب ! وهذا الأمر هو الذي خلق تفاسير وأجتهادات مختلفة بالنسبة للمفسرين والفقهاء فيما بعد ، ثم الأمر أنجر الى غياب معرفة السبب ، لتوفي الذين حضروا نزول سبب الأية ،  رابعا  ، سأذكر بعض الأيات المفصلية المهمة التي بعضها لها سبب نزول مهم منها : 1- وهي من الحياة الأسرية للرسول ( .. أن اتهام زوجة النبى بالفاحشة هو طعن فى عِرْض النبى وهو إيذاءً للنبى ومن يؤذى النبى فهو كافر " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا " ، ومما يدُلُّ على تأذي النبي بقذف زوجته رواية حديث الإفك عن عائشة قالت: "... فقام الرسول من يَوْمِه ، فاسْتَعْذر من عبدالله بن أُبَيٍّ سلول وهو على المِنْبَر، فقال: يا معشر المسلمين، مَن يَعْذِرُنِي من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي ، والله ما علمت على أهلي إلاَّ خَيْرًا... فقوله -: مَنْ يَعْذِرُنِي ؛ أي: مَن ينصفني ويقيم عُذري إذا انتصفتُ منه ؛ لِما بلغني من أذاه في أهل بيتي ، فثبت أنَّ النبيَّ ، تأذَّى بذلك تأذِّيًا استعذر منه ، / نقل بتصرف من موقع شبكة الدفاع عن أهل السنة ) ، 2- ومن الغيبيات : قال تعالى " سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" سورة الإسراء ، وفي " موقع الموضوع " يتناول الأمر كما يلي / نقل بتصرف ( بينما كان الرسول نائمآ في الحجر أتاه جبريل ، فهمزه بقدمه ، فجلس رسولنا الكريم فلم يرَ شيئا ، ثمّ عاد إلى مضجعه ، فجاءه مرّةً ثانية فهمزه بقدمه ، فجلس ولم يرَ شيئا ، ثمّ عاد مرّة أخرى إلى مضجعه ، فجاءه مرّةً ثالثة فهمزه بقدمه ، فجلس الرسول ، وأخذ جبريل بعضده ، وحينها قام الرسول معه ، وخرج به جبريل إلى باب المسجد ، فإذا الرسول يرى دابّةً بيضاء بين البغل والحمار ، في فخذيها جناحان تحفّز بهما رجليه ، ثمّ وضع جبريل يده في منتهى طرف الرّسول فحمله عليه ، وخرج معه‏‏ . مضى الرسول جبريل حتّى انتهى به المطاف إلى بيت المقدس ، فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفرٍ من الأنبياء ، فأمّهم الرسول  في صلاته ، ثمّ أُتى جبريل للرسول بوعائين ، في أحدهما خمر ، وفي الآخر لبن ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فأخذ الرسول إناء اللبن وشرب منه ، وترك إناء الخمر ‏‏.‏‏ فقال له جبريل ‏‏:‏‏ هديتَ للفطرة ، وهديت أمّتك يا محمّد ، وحرّمت عليكم الخمر ‏‏.‏‏ ثمّ عاد الرسول إلى مكّة ) . هناك الكثير من التساؤلات في هذا الصدد ، مثلا ، ما طبيعة هذا الحمار المجنح الذي يطير ! ، أكان الرسول في حالة من الحلم أو الرؤيا أو الخيال ! ، وكيف أم الرسول بالأنبياء وبأي لغة كانت الصلاة !! وهم يتكلمون الأرامية والعبرية و !! والرسول يتكلم العربية فقط و أمي ! ولم قدم جبريل الخمر الى الرسول وهو محرم ! ، أهو نوعا من التجربة و الأمتحان !! .. ، 3 - الأسرائيليات ، ( الإسرائيليات هي مجموعة من القصص والتفسيرات لقصص وأحكام القرآن الكريم ، وأبطالها شخصيات من العهد القديم ورد ذكرهم في القرآن ، وسبب تسميتها بذلك وإن كان هذا الاسم يدل بظاهره على اللون اليهودي : إما نظراً إلى الأصل لأن أصل النصارى راجع إلى بني إسرائيل ، وإما للتغليب فإن أكثر الأخبار منقول عن اليهود وإما لأمر آخر  .وقد دخل الكثير من الإسرائيليات إلى كتب التفسير الإسلامية عن طريق اليهود الذين اعتنقوا الإسلام في مرحلة مبكرة مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه ، ولكن بعد فترة لم يَعُد اليهود الذين أسلموا وحدهم مصدر الإسرائيليات فكثير من المفسرين المسلمين كانوا يعودون بأنفسهم إلى الكتب الدينية اليهودية لتفسـير القصص.  / نقل بتصرف من موقع صيد الفوائد عن مقال د. بدر عبد الحميد هميسه ) . 4 – أيات تفسيرها غير مقنع و ورودها غير موضوعي ! ، منها (  ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون )  61 سورة النور ، ففي " موقع أسلام ويب " يبين الأتي حول تفسيرها : ( اختلف المفسرون - رحمهم الله - في المعنى الذي رفع من أجله الحرج عن الأعمى والأعرج والمريض هاهنا ، فقال عطاء الخراساني ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم :  نزلت في الجهاد ..) ، لا أرى شخصيا من القراءة العامة للأية  مما يدل على أن تفسيرها يؤشر أو يدل على الجهاد ، وليس هناك من سبب أو دلالة في الأية لربطها بفريضة بالجهاد ، علما ان السيد أحمد القبانجي في أحدى مناظراته كان قد ناقش الأية من الناحية الموضوعية ، وقال نصها غير مبرر ! وكان بالأمكان صياغتها بصيغة أكثر حبكة لأنها غير محكمة المعنى والغاية وبها تطويل وأسهاب غير مسبب ! .. سأكتفي بهذه الامثلة المختصرة مما يتعلق بسبب نزول الأيات ، وذلك لأن الأمر مطول ، وسأسرد قراءتي الخاصة للموضوع .
القراءة :                                                                                                                                                                                  أولا – بأعتراف رجال الأسلام  لا يوجد هناك أجماع على المدة أو الفترة التي نزل بها القران على الرسول ( أختلف العلماء في تحديد مدة نزول القرآن الكريم على الرسول على أقوال  1- : أنها ثماني عشرة سنة . روي هذا القول غير المشتهر عن الحسن . وأنه أنزل على الرسول ثماني سنين في مكة قبل الهجرة وعشر سنين بعدها . وهو قول ضعيف ينتج عنه أن الرسول توفي عن ثمان وخمسين سنة وهو ما لم يقل به أحد . ولذا قال ابن عطية عن هذا القول : " وهذا قول مختل لا يصح عن الحسن والله أعلم ".  2- أنها عشرون سنة : روي عن ابن عباس ، وعكرمة ، والشعبي وقتادة ، واختاره ابن جزي الكلبي . 3 - أنها ثلاث وعشرون سنة. وهو قول الجمهور . 4- أنها خمس وعشرون سنة . وهو قول من يذهب إلى أن الرسول عاش خمساً وستين سنة خلافاً للمشهور . /  نقل بتصرف من موقع المكتبة الشاملة ) ، نرى من أشارات المصادر السابقة أن فترة نزول القرأن في الأقوال الماضية متباينة وتتراوح بين 18- 25 سنة ، والفرق الذي بينها  كبير وهو 7 سنوات ، وهذا أول مؤشر على عدم دقة مؤشر فترة نزول الموروث النصي للقرأن تأريخيا ، ثانيا – بعض النصوص نفسها لا يوجد تفسير قاطع وواضح لها ، أشارة الى قول " محمد بن سيرين :  سألت عبيدة عن آية من القرآن ، فقال : اتق الله وقل سدادًا ، ذهب الذين يعلمون فيم أنزل القرآن " ، وهذا مؤشر ثان على أن الذين عايشوا نزول النص القرأني قضوا ! أذن غياب أغلب أو بعض الأشخاص الذين عايشوا أسباب النزول ! هذا يجعلنا أن نجهل سبب النزول لأيات عديدة ! ، ثالثا – مما سبق أصبح في حوزتنا مؤشرين غير دقيقين وهما ( مدة أو فترة نزول القران و معرفة سبب النزول لوفاة الذين عايشوا سبب النزول ) ، أذا ربطنا المؤشرين بموضوعة الأية التي نحن بصددها ( بل هو قرآنٌ مجيد ، في لوحٍ محفوظ  ) سورة البروج 21 – 22 ، يكون أمامنا ثلاث مؤشرات ، أما المؤشر الأخير فهو الذي يستوجب النقاش والجدل والتفسير بعمق ! ، فطبقا للمفهوم العقلاني والمنطقي ، هل من الممكن أن نقبل أن القرأن بأياته وسوره وبما تضم من أحداث ووقائع أنها كلها كانت مسردة  وموثقة ومحفوظة لدى الله ، وهذا يعني مثلا : " حادثة الأفك " بخصوص عائشة زوجة الرسول ، كانت مسردة ومكتوبة وموثقة ومحفوظة منذ ألاف السنين ، وكان من ذلك الزمن معروف أنه سيحدث كذا وكذا من شكوك بخصوصها وان الله سيبرأها أخيرا ! .. أرى أن هذا الأمر بعيدا عن المنطق والعقل ! ومن جانب أخر أين ستحفظ هذه المعلومات التي لا تعد ولا تحصى ولا تحسب كميتها برقم حسابي معين !! ، رابعا -  حسب النظرية التفكيكية (*2) أنه علينا أن نقوم بنقد النظرية التي بني عليها النص القرأني فقرة فقرة وفكرة فكرة ومعلومة تلو الأخرى / الأية أعلاه من سورة البروج كمثال ، وحتى نقد الدوغمائية التي أستخدمها الفكر الديني في عدم قبول أي جدل أو نقاش بخصوص معصومية النصوص القرانية ، فهكذا أمر لابد للباحثين أن يعالجوه حسب المنطق ، وهذا يستوجب قراءة حداثوية للنص القرأني ككل ، لأن الحتمية التي تشير أليه الأية لا تتوافق مع العقل والمنطق والعلم والتطور ، وذلك لأن غالبية أصل الأيات التي بني عليها النصوص كان له أسبابا أو مناسبات أو غير ذلك وفق منظور زمكاني مؤشر حدوثه في تأريخ محدد للواقعة أو للحدث ، وهذا لا يمكن السيطرة عليه خاصة أذا أخذنا بنظر الاعتبار عوامل التغيير في الظروف والأحداث الحياتية اللاحقة لنزول النص ! ، وفي زمن قد يبعد عن مفهوم الأية وفق زمن أو تأريخ  نص  " اللوح المحفوظ " بألاف السنين ! ، لأجله أرى أننا أمام معضلة تستوجب من الدارسين معالجتها بجرأة علمية ومنهجية وفق المنطق والعقل ولا خيار عن العقل في تفسير أو تعليل أي نص مهما كانت مرجعيته !! .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(*1) الدوغمائية : تعود أصل الكلمة إلى اليونانية "δόγμα" والتي تعني " الرأي " ، أو " المعتقد الأوحد " ، وتمثل الاستبدادية والمعصومية والدمغية أو اللادحضية        (  الزعم بأن قولاً معيناً غير قابل للدحض بتاتا  ) ، والقبول الخانع ( من قبل الملتزمين ) ، واللاشكّية لب فكرة الدوغماتية . وتستخدم كلمة الدوغماتية غالباً للإشارة إلى عقيدة أو مبدأ لديه مشكلة الزعم بالحقيقة المطلقة ، كما أن من سمات الدوغماتية هي القطع برأي أو معتقد بغض النظر عن الحقائق أو ما يحصل على أرض الواقع ، وتستخدم كلمة دوغماتية أيضاً ، لوصف الرأي الغير مدعوم ببراهين ، توجد الدوغمائية في كثير من الأديان ( على جميع المستويات ) ، والدوغماتيات في الأديان يمكن أن يتم توضيحها وتبيينها أكثر ولكن ليس ناقضتها ، ويعتبر رفض الدوغماتية " هرطقة " في بعض الأديان ، وقد يقود إلى التكفير أو إهدار الدم من معتنقي تلك الديانة. / نقل بتصرف من موقع عين الجمهورية .
(*2) النظرية التفكيكية : منهاج أدبي ونقدي ومذهب فلسفي معاصران ينحوان الى القول بأستحالة  الوصول الى فهم متكامل او على الاقل متماسك للنص أيا كان ، فعملية القراءة والتفسير هي عملية أصطناعية محضة يؤديها ويقوم بها القارئ ، الذي يقوم بالتفسير وبالتالي يستحيل وجود نص رسالة واحدة متماسكة . / نقل من الويكيبيديا .

 

367
                                               تركيا .. الذي يزرع الموت يحصد الدم

   بعد شهور من العسل مع " داعش " ، تركيا - المتحالفة مع قطر ، وأحد أقوى مناصري وداعمي الأخوان المسلمين في العالم ، تحصد ما زرعته من أرهاب في المنطقة ، فلا يخفى على المتابعين الدور التركي في تغذية الأرهاب ،  فهي المنفذ والمعبر الرئيسي لهم ، فتركيا تستقبل الجهاديين من كل أنحاء العالم من أجل دفعهم الى المحرقة في سوريا ، ومن المؤكد للعراق نصيب منه أيضا ، وهي توفر المعلومات اللوجستية لهم ، وتتاجر معهم نفطيا (2.12.2015 /  قدمت وزارة الدفاع الروسية دليلا على أن تركيا تشتري النفط من " الدولة الإسلامية ". فقد أظهرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية صورا لصهاريج محملة بالنفط على الحدود السورية - التركية وتعتقد الوزارة أن الصهاريج تنقل النفط الى الموانئ التركية ، حيث يرسل من هناك للمعالجة في بلدان أخرى / نقل عن موقع روسيا وراء العناوين ) ، وتعالج جرحاهم أيضا ( 2016/05/13  كشفت مصادر اعلامية ، الجمعة ، فضيحة جديدة للحكومة التركية بحصولها على صور تظهر عناصر داعش الاجرامية وهم يعالجون في مستشفى “أرسين ارسلان” في مدينة غازي عنتاب التركية  ./ نقل عن موقع الأنصار الأخباري ) .. أما حال تركيا الأن  ، فهي تتعرض الى هجمة شرسة من حليف الأمس ، حيث تعرضت الى هجومين في أسبوع واحد (*) ، وهذا دليل على أنتقام " داعشي عنيف " ضدها ، وهو سيؤثر على النواحي الأقتصادية والسياسية في تركيا و سيهبط من معدلات السياحة ، أضافة الى خلقه حالة أجتماعية غير مستقرة ، أن تركيا المعروفة بعلمانيتها منذ عهد مصطفى كمال أتاتورك ( ولد في 19 مايو 1881 - توفي 10  نوفمبر  1938 ) ، والتي تحطمت في عهد رجب طيب أردوغان (  رئيس تركيا الثاني عشر والحالي منذ28  أغسطس  2014 م ) ، الذي يقود تركيا الى الهاوية ، حيث أوقعها في مستنقع الأرهاب ، أردوغان الذي خلق من تركيا سلطنة عثمانية أسلامية في القرن 21 ، بسيطرة تامة على الجيش ، دكتاتورية واضحة في كل القرارات الستراتيجية ، محاولة أعادة الأمبراطورية العثمانية التي ذهبت ولم تعد بخلق تحالفات دولية ، البذخ في المظاهر ، ومنها قصر أردوغان الحالي ( احتفالا بذكرى تأسيس الجمهورية التركية ، دشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قصره الرئاسي الجديد في أنقرة ، الذي تبلغ مساحته 200 ألف متر مربع وكلفته أكثر من 600 مليون دولار ، القصر أثار الكثير من الجدل في تركيا / نقل من موقع DW  ) .. أن سياسة أردوغان المعادية للعرب سوف لن تستمر -  بمحاولته أشعال الوضع في سوريا والعراق ، أكثر مما هو عليه ، وأن قطر والسعودية المتحالفتين مع تركيا ، بمخططهما التكفيري ، وضعوا الأسلام المتطرف فوق أخوة الدول العربية الشقيقة ، لذا وقفا في طرف الأجنبي على حساب العربي ! ، أن الأرهاب الذي ينال من تركيا اليوم ، وينال من السعودية أيضا ، وسوف ينال من قطر لاحقا ، لا بد من حده ، وذلك بتحجيم أدوار كل من تركيا وقطر والسعودية في المنطقة ، ولتعلم هذه الدول أنهم لم يبقوا في مأمن منه / الأرهاب ، لأن الذي يزرع الموت من المؤكد سيحصد الدم ! .
--------------------------------------------------------------------------------------------   

(*) أخر العمليات الأرهابية في تركيا :
1 - هجوم إسطنبول 2017 ، هو هجوم وقع خلال احتفالات رأس السنة يوم 1 يناير 2017 في مطعم رينا في حيأورطاكوي بمنطقة بشكطاش بمدينة إسطنبول، حيث قام مسلح بقتل 39 وجرح 69 باستخدام رشاش   الويكيبيديا .
2- 5هجوم  يناير/ كانون الثاني 2017  ، قُتل مهاجمان ورجل شرطة ومدني في هجوم بسيارة مفخخة وآخر مسلح على محكمة في مدينة أزمير التركية، بحسب وسائل الإعلام الرسمية . / نقلا عن BBC .
 

368
 قراءة حداثوية .. في مفهوم " اللوح المحفوظ " و " النص القرأني "
المقدمة :                                                                                                                           كان وما زال موضوع اللوح المحفوظ والنص القرأني ،  يؤسس لأشكالية معقدة وحساسة بالوقت نفسه بالنسبة للباحثين والدارسين و المهتمين  ، خاصة الذين ينهجون منهج البحث العلمي ، بحرية فكرية بعيدا عن العاطفة و الأنتماء الديني و المذهبي ، فهناك القليل من نهجوا هذا المنحى ، أمثال .. الراحل نصر حامد أبوزيد و شهيد الكلمة الحرة د.فرج فودة  ود.سيد القمني والسيد أحمد القبانجي و أسلام البحيري  ، وغيرهم من فرسان الرأي الحر و التفسير العقلي والحداثوي للنص . في هذا البحث المختصر ، أعرض قراءتي المتواضعة لهذا الموضوع ، وما وددت قوله بادئ بدأ أن رحيل أصحاب المذاهب الأربعة / الحنفي و المالكي و الشافعي و الحنبلي ، والمفسرين / بن جبير ومجاهد المكي وأبن عباس وشهر الأشعري .. ، و المحدثين / يحي القطان و بن معيان و البخاري و الأثرم .. ،و الفقهاء / السيوطي وأبن تيمية و بن العربي و الأوزاعي .. وغيرهم ، لا يعني أن التفسير و التحليل والأجتهاد و القراءات أنتهت لموت هؤلاء ، كما أن البحث العلمي لا يرتبط بجماعة معينة ، ولكنه حالة مستمرة لها صفة الديمومة ، ما زال هناك رجال وهناك تغييرات زمانية ومكانية لقراءة النص ، أن الرؤية الحداثوية للنص ليست حكرا لأهل وجمهور الفقه و الشريعة و التفسير وباقي رجالات الدين بما فيهم خريجي المؤسسات الدينية كالأزهر .. ، ولكن الأمر الأن أصبح أكثر شمولية ، ما دام الدارس أو الباحث يسلك منهج البحث العلمي ، وحتى من غير خريجي المدارس الدينية ، كالدكتور كامل النجار / وهو طبيب جراح وغيره ..                                                           الموضوع هو الأصعب و الأعقد ، وقد نهجت الأسلوب التالي لكي أصل الى قراءتي الخاصة ، حيث وزعت هذا البحث المختصر ألى خمسة محاور وهي كالتالي ، اللوح المحفوظ ، حادثة الأفك / جاءت في مجرى البحث كمثال ، أنتقادات حادثة الأفك ، تبرئة أم المؤمنين عائشة .. ثم قرائتي الحداثوية للموضوع .                                                                                                             
المحور الأول / اللوح المحفوظ :                                                                                                                           في هذا المحور سأسرد ما جاء في القرأن و الحديث بما يخص اللوح المحفوظ / موضوعنا الرئيس ، وبعض الشروحات والتفاسير والوصف الواردة بصدده .                                                                                                     فاللوح المحفوظ ، كتعريف " هو مصطلح في العقيدة الإسلامية يدل ، بشكل عام ، على أداة حفظ بها الله مقادير الخلق قبل أن يخلقهم وهو مستودعٌ لمشيئاته " ، أي بمعنى أنه " الكتاب الذي كتب الله فيه مقادير الخلق قبل أن يخلقه " . وفي القرأن ، قال الله تعالى : ( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب )[ الحج :70 ]، قال ابن عطية : هو اللوح المحفوظ  . وقال تعالى : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ) [الحديد: 22 ] ، قال القرطبي يعني اللوح المحفوظ.  ظهر قول " اللوح المحفوظ " في القرأن الكريم بشكل مباشر في سورة البروج ، والتي ربطته بالقرأن الكريم نفسه . كما ظهر في أيات أخريات بشكل غير مباشر بتعابير مثل "الكتاب" و"الإمام المبين" و"أم الكتاب". وتم تفسير المعنى الحقيقي للوح المحفوظ في الأحاديث النبوية وعن طريق مفسري القرأن والسنة . وهناك ملل أخرى فسرته بحسب معتقداتها . فسرت كل الأيات القرأنية التي تدل على اللوح المحفوظ  " على أنه هو أم الكتاب الذي عند الله تعالى المدوّن فيه كل شيء إذ أن الله وضع كل سنن ومجريات الحياة وما سيحدث في الكون منذ خلقه للكون وحتى نهايته وحفظها بشكل غير قابل للتغيير" . واختلف حول نوعية وشكل اللوح فمنهم من قال أنه لوح مكتوب ومنهم من قال أنه على جبهة اسرافيل ( و إسرافيل هو أحد الملائكة المقربين من الله عز وجل وهو الموكل بالنفخ في الصور (بوق)  يوم القيامة لإعلان قيام الساعة ) . وأيضا أسرافيل يعرف بأنه " هو حاجب الربّ ونافخ الأرواح في الأجساد و المبلّغ لأوامر الله لجبرئيل عليه السلام و هو الملك الموكّل بركن الحياة ، و له جهة و أجنحة عقلانية يطير بها في الجهات العقلية و يتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها ، وله جهة‌ و أجنحة نفسانية يطير بها في الجهات النّفسية و يتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها ، و له جهة و أجنحة جسمانية يطير بها في الجهات الجسمية و يتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها ، فهذه ثلاثة أركان لأسرافيل عليه السلام يتصرف بها كما أمره الله تعالى في العوالم الثلاثة : عالم الجبروت ، و عالم الملكوت ، و عالم الملك ، نقل من  www.ahl-ul-bayt.org/ar " . ومن الأحاديث النبوية التي ذكرت به اللوح المحفوظ  مايلي " وقد روى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين - الطويل - وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كان الله ولم يكن شيء غيره ، وكان عرشه على الماء ، وكتب في الذكر كل شيء ، وخلق السموات والأرض ". قال الحافظ ابن حجر أن المراد بالذكر هنا : هو اللوح المحفوظ . وعن ما يرويه النبى صلى الله عليه و سلم عن ربه و يسمى هذا الحديث عند العلماء حديثا قدسيا قوله "كَتَبَ" أي كتب وقوعها وكتب ثوابها ، فهي واقعة بقضاء الله وقدره المكتوب في اللوح المحفوظ ، وهي أيضاً مكتوب ثوابها . أما وقوعها : ففي اللوح المحفوظ . وأما ثوابها : فبما دل عليه الشرع . "  ثُمَ بَيَّنَ ذَلِك " أي فصله .. / نقل بتصرف من شرح الشيخ بن العثيمين للحديث .                                                                                     وحول وصف و تفسير اللوح المحفوظ  ، ذكرت كتب التفسير وغيرها آثاراً عن ابن عباس في وصفه منها أنه قال : اللوح من ياقوتة حمراء أعلاه معقود بالعرش وأسفله في حجر ملك ، كتابه نور ، وقلمه نور ينظر الله عز وجل فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة ليس منها نظرة إلا وهو يفعل ما يشاء : يرفع وضيعاً ، ويضع رفيعاً يغني فقيراً ويفقر غنياً ، يحيي ويميت ويفعل ما يشاء لا إله إلاَّ هو . ومنها أنه قال : خلق الله اللوح المحفوظ لمسيرة مائة عامٍ فقال للقلم قبل أن يخلق الخلق : اكتب علمي في خلقي ، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة . ويقول أبن كثير                       " أنه لوح من درة بيضاء طوله ما بين السماء والأرض وعرضه ما بين المشرق والمغرب وحافتاه الدر والياقوت ودفتاه ياقوتة حمراء وقلمه نور وكلامه معقود بالعرش وأصله في حجر ملك. "  / نقلت بتصرف بعض فقرات و أفكار المحور الأول من موقعي / مركز الفتوى & الويكيبيديا ، مع أضافات الكاتب .

المحور الثاني / حادثة الأفك :                                                                                                           أن عرض حادثة الأفك جاء على سبيل المثال وليس الحصر ، حيث أن من متطلبات البحث عرض واقعة محددة وجاء الأختيار عليها ، ولهذه الحادثة روايتان ، فحسب المذهب السني تروى كالأتي :                                                                                                                                            ( اثناء عودة الرسول   إلى المدينة من غزوة غزاها , تخلفت السيدة عائشة رضى الله عنها لمدة قليلة تبحث عن عقدها , و لما عادت القافلة رحلت السيدة عائشة رضى الله عنها دون أن يشعر الركب بتخلفها , و ظلت وحيدة حتى وجدها صفوان بن المعطل    و أوصلها إلى منزلها , إلا أن حاسدات عائشة رضى الله عنها و أعداء النبى   اختلقوا الإشاعات غير البريئة عن السيدة عائشة رضى الله عنها و أتهموها رضى الله عنها بالزنى , فتأذى النبى   و هجرها و كان دائماً يسأل الأقرباء له و للسيدة عائشة عن ما حدث فيقولوا أنهم ما سمعوا عن عائشة رضى الله عنها إلا خيراً و إنها من المستحيل ان تفعل ذلك ابداً , و لكن الشك بدأ يزيد عند النبى   و أخذ دائماً يسأل الله تعالى أن يبرأ السيدة عائشة , فذهب إلى السيدة عائشة فى بيت أبيها أبى بكر الصديق   و قال لها : يا عائشة : إن كنتى قد اصبتى ما يقولون فتوبى إلى الله و استغفريه , فنظرت السيدة عائشة لأبيها ابى بكر   و امها و قالت لهم : آلا تجيبان ؟ فقال لها ابى بكر   : والله ما ندرى ما نقول , فقالت لهم السيدة عائشة : والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت ابداً , والله يعلم أنى بريئة , ووالله ما اقول اكثر مما قال أبو يوسف {  فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ )  . نقل بتصرف من موقع www.elahmad.com/rasoul/efk.htm .            أما حسب المذهب الشيعي فلها مغزى وتفاصيل ليس لها علاقة بالرواية الأولى :                                          ( .. وهي عدة روايات تدل على أن المرأة المقذوفة بالزنا هي مارية القبطية رضوان الله عليها، منها ... / نقل من موقع الشيخ علي آل محسن ) ... وحسب تفســير القمي قدس سره : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال : حدثنا عبد الله (محمد خ ل) بن بكير عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليهما السلام يقول : لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله حزن عليه حزناً شديداً فقالت عايشة : ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله علياً وأمره بقتله فذهب علي عليه السلام إليه ومعه السيف وكان جريح القبطي في حائط وضرب علي عليه السلام باب البستان فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب فلما رأى علياً عليه السلام عرف في وجهه الغضب فأدبر راجعاً ولم يفتح الباب فوثب علي عليه السلام على الحائط ونزل إلى البستان واتبعه وولى جريح مدبراً فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي عليه السلام في أثره فلما دنا منه رمى بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته فإذا ليس له ما للرجال ولا ما للنساء فانصرف علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله إذا بعثتني في الأمر أكون فيه كالمسمار المحمى في الوتر أم أثبت ؟ قال فقال : لا بل أثبت ، فقال : والذي بعثك بالحق ما له ما للرجال ولا ما للنساء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله الحمد لله الذى يصرف عنا السوء .نقل من موقع / منتديات يا حسين .                                                                                                                                                         وفي هذا البحث سأعتمد الرواية الأولى دون الثانية لنزول أيات تبرئة / قرأنية ، أكثر بيانا بحق السيدة عائشة وليست بحق السيدة ماريا القبطية ، أضافة الى أنه كل المؤشرات تدل على أن المقصود بها هي عائشة وليست ماريا القبطية ، ولكن بالرغم من كل هذا سأترك الباب على مصراعيه للقارئ !! لأن مسار البحث سوف لا يتأثر بأي المرأتين كان المقصود بها حادثة الأفك .. بالرغم من أن بعض المصادر تؤكد أن المقصود بحادثة الأفك هي عائشة ، وتبين أن قوله تعالى : " إن الذين جاؤا بالافك " إن العامة روت أنها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة ، وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية ، وما رمتها به عائشة : ملاحظة:: يقصدون بالعامة /أي أهل السنة ، والخاصة / أي الرافضة  ، الرد عليهم :: مما يبطل هذه الفريه : أن حديث الإفك ونزول هذه الآيات كان في غزوة بني المصطلق سنة أربع أو خمس أو ست على أقوال وأرجحها أنه كان في سنة خمس ، وأن بعث المقوقس بمارية القبطية إلى رسول الله كان عام مكاتبة رسول الله ملوك الأرض سنة سبع أو ثمان أرجحهما أنه كان سنة ثمان وذلك بعد غزوة بني المصطلق التي حصل فيها القذف والتي سلف آنفاً تاريخها فنزول الآيات في براءة عائشة كان قبل مجيء مارية بحوالي ثلاث سنوات فكيف ينـزل في شأنها قرآن وهي في مصر على دين قومها وكيف حصل هذا القذف المزعوم وهي في بلادها من وراء السهوب والبحار ./ نقل بتصرف من موقع الدفاع عن الصحابة .
المحور الثالث / أنتقادات حادثة الافك :                                                                                 وسأسرد أنتقادا مهما في قرار الرسول محمد بهذه الحادثة ، حيث أنه لم يتعامل بأنصاف وعدل بين الحالتين ، فهناك انتقادات بخصوص أمر النبي بقتل مأبور القبطي في حادثة اتهامه بالزنا بمارية القبطية ؛ في حين أنه لم يأمر بقتل صفوان بن المعطل الخزرجي في قضية عائشة على الرغم من تشابه القصتين ؛ وكيف يأمر رسول الله بقتل مأبور القبطي دون أن يتحقق عنده ذلك الأمر لا بوحي ولا بعلم صحيح ولا ببينة ولا بإقرار ، وهذا يخالف ما تقرر في الشرع من وجوب التحري لاسيما في مثل هذه القضية الحساسة ؟ ثم كيف يأمر بقتله دون أن يسمع منه دفاعه عن نفسه ؟ وكيف يكون الحكم بالقتل ، والقضية متعلقة بالزنا ، وحد الزاني الرجم أو الجلد ؟ وقد أظهر الله تعالى براءته بعد ذلك بيقين لا شك فيه ، وكيف يأمر عليه السلام بقتله ولا يأمر بقتلها والأمر بينه وبينها مشترك ،  ومن الأجوبة على هذه الشبهة ، ما أشار إليه أبو محمد بن حزم في ( الإيصال إلى فهم كتاب الخصال ) ، فانه قال : من ظن أنه صلى الله عليه وسلم أمر بقتله حقيقة بغير بينة ولا إقرار فقد جهل ، وانما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنه برئ مما نسب إليه ورمي به ، وان الذي ينسب إليه كذب ، فأراد صلى الله عليه وسلم إظهار الناس على براءته يوقفهم على ذلك مشاهدة ، فبعث عليا ومن معه فشاهدوه مجبوبا - أي مقطوع الذكر - فلم يمكنه قتله لبراءته مما نسب إليه ، وجعل هذا نظير قصة سليمان في حكمه بين المرأتين المختلفتين في الولد ، فطلب السكين ليشقه نصفين إلهاما ، ولظهور الحق ، وهذا حسن. / نقل بتصرف من الويكيبيديا مع أضافات للكاتب .           
المحور الرابع / تبرئة السيدة عائشة :                                                                                          هناك عدة روايات مقترنة  بأيات قرأنية  بأحاديث نبوية بخصوص تبرئة السيدة عائشة منها التالي :  و هنا نزل الوحى على النبى   و أخبره ببراءة السيدة عائشة من هذة الحادثة الشنيعة و أنزل الله فى هذا الموقف قرآناً ، قال تعالى (  إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ  سورة النــور ) و هنا تبشر الرسول   و أبتسم و أخبر عائشة رضى الله عنها فقالت لها أمها : آلا تشكرى رسول الله   ؟ فقالت لها السيدة عائشة رضى الله عنها : بل أشكر الله الذى برءنى و أنزل فى قرآنا يبرءنى من هذا الذنب العظيم . نقل بتصرف من /  www.elahmad.com/rasoul/efk.htm .  ومن الأحاديث التي تبرئ عائشة ( .. وقال الإمام أحمد : حدثنا هشيم ، أخبرنا عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : لما نزل عذري من السماء ، جاءني النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني بذلك ، فقلت : نحمد الله لا نحمدك ../ نقل بتصرف من موقع المنتدى الأسلامي العام ) ،  بعض المصادر .. تشير الى أن اتهام عائشة بالفاحشة هو اتهام للنبى محمد انه ليس نبى ، لأنَّه لو كان نبيًّا لأخبره ربُّه - عزَّ وجلَّ - بما تفعله زوجته ليطلِّقها ، ويتبرَّأ منها على أقلِّ تقدير، أوْ يَعْني أنَّ الله - سبحانه وتعالى - أخبر نبيَّه ، لكن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - آثر الإبقاء على عائشة رغم عِلْمه بما تفعله ، وهذا نوعٌ من الدَّياثة الملعونِ صاحِبُها . لو كانت عائشة فعلت الفاحشة فلماذا لم يطلقها النبى صلى الله عليه وسلم ؟ لم يطلقها النبى لأنها طاهرة وقد برائها الله فى القرأن والنبى يشهد على ذلك وبقيت زوجتة الى اخر لحظة فى حياته وتوفي ودفن فى بيتها ومات وهو فى حضنها . الله تعالى  يقول ( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) سورة النور . وهذا يؤكد طهارة عائشة فالنبى محمد لم يطلقها وجلس معها الى اخر لحظة فى حياته فهو يشهد انها طاهرة ولو كان هناك شك فى اخلاقها لطلقها . كما أن اتهام عائشة بالفاحشة هو اتهام لله بأنه اختار أختيار خطأ فالذى اختار عائشة لتكون زوجة للنبى هو الله وقد ارسل الله جبريل للنبى محمد ليخبره ان عائشة زوجته فى الدنيا والاخرة وقد وصف الله زوجات النبى بأنهم امهات المسلمين ، ومن يصف أختيار الله بأنه خطا فقد كفر ومن يتهم عائشة بالفاحشة فقد كفر واتهم الله بأنه يختار اختيار خطأ . / نقل بتصرف من موقع -الدفاع عن السنة .
المحور الخامس / القراءة :                                                                                                     1.أن نص اللوح المحفوظ يثير أشكالية معقدة ، حيث ليس من المنطق و العقلانية ، وليس من حقيقة  تعاقب التأريخ والتغييرات الزمكانية للوجود ، أن يكون لدى الله تعالى كتابا أو سجلا ، موثقا به الأعمال و الأقدار و الأفعال و الأحداث و الأرزاق .. لأكثر من 7.5 مليار فرد / عام  2015 ، ولو رجعنا لبدء الخليقة ولحد الأن / لكان الرقم لا نستطيع أن نقرأه ، كذلك أضف الى ذلك كتبا  للحروب و المجاعات والفيضانات و الثورات و الأنقلابات و التحرير و الأمراض والبراكين .. ، وكتبا للخير و الشر والطيبة و الرحمة و الشفقة ، وكتبا للقتل و الصلب و الجلد و الرجم والحرق ..، وكتاب للموت و الحياة – كقوله تعالى  ( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ ) /  فاطر 11 ، ليس علميا أن يكون كذلك كتب ، ولو قبلنا أيمانا بالكتاب الأخير ، فأننا سوف لا نقبل أو أن نتقبل الكتب الاخرى . نعم أن الله تعالى هو القادر الجبار العليم .. ولكن لا أرى علميا أن يكون كل شي مكتوب ومعلوم ومعروف منذ الأزل للبشر ! كما يقول العامة  " كل شئ مقدر ومكتوب " / هذه المقولة أتت من هذا الفهم ، هذه القرأة الماضوية لمفردة اللوح المحفوظ وترابطها بالنص القرأني تعمل على تحجم العقل وتقوقعه وتحصره في دائرة مغلقة مظلمة ، ولا تعطيه نبضا حياتيا للخلق و النمو و التطور والأجتهاد ، وتجعله بالوقت نفسه مستسلما و أسيرا للقدرية !.                                                                                                                 2 . أما حادثة الأفك ، فبها تداعيات كثيرة ، أولا ان الله تعالى رسم روايتين للحادثة ، الرواية السنية / المقصود بها عائشة و الرواية الشيعية / المقصود بها ماريا القبطية ، بالرغم من عدم وجود مذهبية في ذلك الوقت ، ثانيا ، ان الرسول شك بهما / عائشة و ماريا .. الى أخر الرواية ، وأرى أن شك الرسول بمحله ، لأن الرسول لا ينطق عن الهوى ، لأنه معصوم ،  قال تعالى: " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى"  النجم : 3-4 ، قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: ( ولم يقل: « وما ينطق بالهوى »؛ لأن نفي نطقه عن الهوى أبلغ ؛ فإنه يتضمن أن نطقه لا يصدر عن هوى ، وإذا لم يصدر عن هوى فكيف ينطق به؟ فتضمن نفي الأمرين: نفي الهوى عن مصدر النطق ، ونفيه عن نفسه ، فنُطقه بالحق ، ومصدره الهدى والرشاد لا الغي والضلال ). [بدائع التفسير (4/672) / نقل بتصرف من موقع / منتدى التوحيد ، ثالثا ، لماذا لم يرجمهما الرسول / عائشة وماريا ، حيث ( أن حكم الرجم للحر المحصن ثابت بالقرآن والسنة والإجماع ، فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال:  قال عمر: إن الله قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف. متفق عليه)./ نقل بتصرف من موقع مركز الفتوى . رابعا ، لماذا لم يقتل الرسول الفاعل / صفوان بن المعطل و مأبور القبطي ، قبل علم الرسول كون مأبور القبطي مجبوب لا ذكر له ( .. روى ابن أبي خيثمة وابن السكن وغيرهما من حديث ثابت عن أنس رضي الله عنه أن ابن مارية كان يتهم بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه اذهب فإن وجدته مارية فاضرب عنقه فأتاه علي فإذا هو في ركي يتبرد فيها فقال له علي اخرج فناوله فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف عنه علي ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول إنه مجبوب ماله ذكر وفي لفظ آخر أنه وجده في نخلة يجمع تمرا وهو ملفوف بخرقة رأى السيف ارتعد وسقطت الخرقة فإذا هو مجبوب لا ذكر له / نقل بتصرف من موقع ملتقى أهل الحديث )  ، خامسا ، كيف للرسول أن يصبر و أن ينتظر الى أن تنزل أيات التبرئة ! والكلام و اللغط منتشر في العشير ، سادسا ، ولكن من ناحية أخرى كيف يشك الرسول بعائشة والله أختارها  له ،  ( .. كما أن اتهام عائشة بالفاحشة هو اتهام لله بأنه اختار أختيار خطأ فالذى اختار عائشة لتكون زوجة للنبى هو الله وقد ارسل الله جبريل للنبى محمد ليخبره ان عائشة زوجته فى الدنيا والاخرة / نقل بتصرف من موقع - الدفاع عن السنة ) ، هذه كلها جزء من تساؤلات عديدة ، أيعقل أن الله تعالى كتب و سجل كل هذا في اللوح المحفوظ ، الأمر الذي أدخل الشك في نفس الرسول بداية ، ثم أراح له نفسه بتبرئته لعائشة ،  وبعد البراءة .. (  أن تبشر الرسول   و أبتسم و أخبر عائشة رضى الله عنها فقالت لها أمها : آلا تشكرى رسول الله   ؟ فقالت لها السيدة عائشة رضى الله عنها : بل أشكر الله الذى برءنى و أنزل فى قرآنا يبرءنى من هذا الذنب العظيم ./ نقل بتصرف من موقع www.elahmad.com/rasoul/efk.htm ) .                                                                                     وسؤالي و أستفساري هنا ، أتوجد كذا سجلات في السماوات تؤرشف وتوثق مستقبل ما سيحصل للخلق و العالم و الدنيا والكون و الوجود .. من أمور ووقائع و احداث ! .. أخيرا ، هو أن الله تعالى يطلع  " البعض " على جزء من الغيبيات .. ( وأما الإطلاع على بعض غيب الله ، مما تضمنه اللوح المحفوظ ، فمن الممكن أن يحصل لمن يشاء الله تعالى من عباده فقد أطلع الأنبياء بطريق الوحي على كثير من المغيبات . كما حصل ويحصل لبعض عباد الله الصالحين عن طريق المكاشفات والإلهامات الإلهية .. / نقل بتصرف من موقع مركز الفتوى ) ، والتساؤل هنا كيف الرسول محمد ، المصطفى الامين و خاتم النبيين و المرسلين و أشرف خلق الله ، لم لم يطلعه الباري عز وجل على هكذا نوع من الغيبيات ، حتى يبعده من هكذا حال من الشك و الريبة و الظن !! ويثير من حوله ظنون العشير و القوم !!                                                                                                                                    3. " من الممكن " أني لم أبين بشكل واضح في بداية البحث ما المطلوب بيانه من هذا السرد ! وأرجأت الأمر للأخر ، لغرض الأطلاع على المحاور الأربعة أنفة الذكر ، وذلك من أجل وضع القارئ في حيرة و محنة خلال أطلاعه على البحث فقرة فقرة ، وجاء التوضيح مؤخرا على كل هذا الشك ! فهل أن النص القرأني و الأحاديث النبوية و كل الأفعال .. ، كانت في لوح محفوظ لدى الباري عز وجل ! والجواب : أولا ، لا أعتقد هذا لأن النص القرأني ، كغيره من النصوص ، هو  " صيغةُ الكلام الأصلية التي وردت من المؤلف / كائن من كان الله تعالى أو الرسول أو الوحي ، النَّصُّ : ما لا يحتملُ إِلاَّ معنّىً واحداً ، أَو لا يحتمل التأويل / أحيانا ؛ ومنه قولهم : لا اجتهادَ مع النصِّ " ، ثانيا ، النص القرأني هو وصف بنيوي لواقعة معينة ، يجب التعامل معها كنص قائم بذاته ، ثالثا ، النص القرأني يخضع لتأريخية الزمان و المكان ، وليس من الممكن أن تكون نصوصه أستجابة  للظروف الزمكانية لما قبل التأريخ / أي زمن توقيت كتابة اللوح المحفوظ ، رابعا ، النص القرأني جاء أستجابة لزمان ومكان الحدث ، والدليل مثلا حادثة الأفك وكل ما نزل بها من أيات ، أنها أستجابة لحالة معينة بزمن محدد وبمكان معلوم ، خامسا ، النص القرأني ، بمعنى أخر هو رد الفعل لفعل معين محدد ، سادسا ، لو كان النص القرأني في لوح محفوظ ، من المنطق أن نسأل بأي لغة كتب وبأي خط وضع وأين حفظ وكيف يصان ! سابعا ، وهل يحتاج القادر العليم الى لوح محفوظ ، و الأية تقول ( أنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) يس:82 ، لا يحتاج الله تعالى مرجع أوسجل أو كتاب لأنه قادر على كل شي ! ثامنا ، قراءة النصوص القرأنية / عدا الخاصة بالعقائد و أركان الأسلام  وثوابت الدين ..، من الممكن أن تخضع في تفسيرها لتأريخية القراءة ، وليس دائما قراءة نصوص بداية الدعوة الأسلامية تتطابق مع القراءة الحالية لتلك النصوص !                                                                  خلاصة ، أن النص القرأني أو أي مفهوم أخر / كاللوح المحفوظ ، يجب أن يتبع في تفسيره على العقلانية ، التي يجب أن تكون معتمدة على الأستنتاج و الأستنباط ، وأن يكون المنطق هو المقياس للتفسير و المعرفة ،  منتهجين  نهجا علميا بدلا من المعايير الحسية و العاطفية ، كل هذا يجب أن يقترن بالقراءة الحداثوية للنص ، أخذين بنظر الأعتبار الظروف الزمانية و المكانية ، عدا ذلك نكون قد أنزلقنا في مستنقع  وهم الأساطير والغيبيات .                                                                                                                                       
 

369
                                        سيدي المسيح .. بعد التحية

                                 " ماذا أكتب عن من هو كتابا للحياة "

دعهم يوثقون ميلادك كما يريدون ، تقويما غربيا ، تقويما شرقيا ..
ودعهم يثبتون تاريخ صلبك وفق حساباتهم العقائدية ..
ودعهم يقولون ما يقولون على طبيعتك أو على طبيعتيك ..
و يتفلسفون حول ماهية " ناسوتك ولاهوتك " (* ) ..
ودعهم يشكلون أحزابا بأسمك ، وأنت منها براء ، لأنك بلا حزب وبلا أنتماء ، لأنك الحياة ..
ودعهم يبتدعون طوائف وقوميات تحت لوائك ، سريان كلدان أشوريون أنجيليين .. ، وأنت واحد في الكل يا سيدي .. وبلا طائفة .. 
فأنت يا سيدي لم تنتمي لأي من هولاء .. أنت كنت السيد المسيح .. المسيح اللامذهبي ، الغيرطائفي  ، اللاقومي .. لأنك مسيح المحبة والتضحية .. مسيح الوحدة ..
فالكل يقول أن المسيح الحقيقي هو ما مسيحيتنا عليه ، والباقي بعيدون عن الحق ..
مزقوا أيقونتك يا سيدي .. وكل طائفة أخذت قصاصة منها ، وساروا بها ، وقالوا هذا هو المسيح الحق ! .
لم تكن يوما يا سيدي .. قصاصات ولا طوائف ولا قوميات ولا فرق ولا جماعات ولا مذاهب ، لأنك المسيح ..
الى متى التفرق والتمذهب والتحزب .. والمسيح واحد ..
الى متى التناحر و التخندق في تفسيرات وأجتهادات بعيدة عن المسيحية ، وذلك لأن المسيحية هي طريق المحبة ، وهذا الأمر فوق الأجتهادات والتفسيرات البشرية .. لأن المسيح  محبة و حياة .. 
الى متى متاع الدنيا وأهوائها تنسي علية القوم !! طريق المسيح الحق .
سيدي دع عقائد الأخرين ، على مشيئتهم ، فهم يتبعون رايات الموتى ..
ونحن نقول ، فلنترك الموتى وقبورهم ونلحق الحي السرمدي ، الى أبد الأبدين ، حسب قول الأنجيل “ لِماذا تَبحَثنَ عن الحَيِّ بَينَ الأَموات ؟ ” (لوقا 24، 5) .
فالمسيح هو البداية والنهاية ، " أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ ، أنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا " (رؤ21/6) .                                                                                                            أيها الجموع كلوا خبزا لا ينضب ولا يفنى ، وفق قولَ يَسُوعُ:  " أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاة ، مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا."  ( يو6/35 ) ، حتى يهتدي الأخرين معكم الى خبز الحياة .
متى تتركوا الكراسي والزعامات والرئاسات ، وتتبعون طريق الخلاص ، قال يسوع " أنا هو الطريق والحق والحياة " ( أنجيل يوحنا ) .
سيدي .. البعض من يدعون أنهم ممثليك والداعين بأسمك ، عشقوا الدنيا ، فتقلدوا بالذهب والزمرد ، وأنت على الصليب لم يبقى لك شئ في الدنيا قبل صعودك للسماء ، ( اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً / 36 أنجيل متى ) .
سيدي .. البعض يضع قوميته فوق أسمك وأعلى من صليب التضحية والخلاص الذي صلبت عليه ، فماذا سيقولون هولاء يوم الخلاص حين يسألون من أنتم !! ..
سيدي أنت الخلاص يوم الدينونة  لأنك القائل " أنا هو الطريق .. لا أحد يأتى  الى الآب إلا بى " (يوحنا 14:6) .
فمتى تنسون الفرقة ولوحدة المسيح تتذكرون ..
متى بالأعياد والمناسبات تتوحدون وتحتفلون ..
فأنتم بعيد القيامة تصلبوه مرات ومرات .. فكيف أليه تركعون ..
متى تحت راية المسيح التي لا تفنى تجتمعون ..
متى بالمسيح الفادي والمخلص " حقا " تؤمنون ..
متى ومتى .. أيها التائهون !!! .
------------------------------------------------------------------
(*) للتوضيح حول طبيعة المسيح ، أنقل التالي وفق موقع /  كنيسة سانت تكلا  ، نقل بتصرف (( موت المسيح معناه انفصال روحه عن جسده . وليس معناه انفصال لاهوته عن ناسوته . الموت خاص بالناسوت فقط . إنه انفصال بين شقيّ الناسوت ، والروح والجسد ، دون أن ينفصل اللاهوت عن الناسوت . وما أجمل القسمة السريانية التي نقولها في القداس الإلهي ، والتي تشرح هذا الأمر في عبارة واضحة هي : انفصلت نفسه عن جسده . ولاهوته لم ينفصل قط عن نفسه ولا عن جسده . انفصلت الروح البشرية عن الجسد البشري . ولكن اللاهوت لم ينفصل عن أي منهما ، وإنما بقى متحدًا بهما كما كان قبل الموت . وكل ما في الأمر أنه قبل الموت ، كان اللاهوت متحدًا بروح المسيح وجسده وهما ( أي الروح والجسد ) متحدان معًا ، أما في حالة الموت ، فكان اللاهوت متحدًا بهما وهما منفصلان عن بعضهما البعض . أي صار متحدًا بالروح البشرية على حدة ، ومتحدًا بالجسد على حدة . والدليل على اتحاد اللاهوت بروح المسيح البشرية أثناء موته ، أن روح المسيح المتحدة بلاهوته استطاعت أن تذهب إلى الجحيم ، وتطلق منه كل الذين كانوا راقدين فيه على رجاء - من أبرار العهد القديم - وتدخلهم جميعًا إلى الفردوس ومعهم اللص اليمين ، الذي وعده الرب على الصليب قائلًا " اليوم تكون معي في الفردوس " ( لوقا 43:23 ) . والدليل على اتحاد اللاهوت بجسد المسيح أثناء موته ، أن هذا الجسد بقى سليمًا تمامًا ، واستطاع أن يقوم في اليوم الثالث، ويخرج من القبر المغلق في قوة وسرّ ، هي قوة القيامة )).





370
                       تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة .. أحدى قنابل  " الموروث الأسلامي "

أستهلال :
أود أن أبين أولا ما هو المقصود " بالموروث الأسلامي " ، فقد جاء في موقع الويكيبيديا التالي (( التراث الإسلامي ، مصطلح شامل يتسع لكل ما له علاقة بالإسلام ،  من نصوص القرآن والسنة النبوية ، واجتهادات العلماء السابقين في فهم هذه النصوص وتطبيقها على الواقع ، وقد حصل خلاف حول ما إذا كان هذا التراث  دينا مقدسا يجب الالتزام به ، أو نصوصا واجتهادات مرتبطة بأزمانها وأماكنها الغابرة ، تعامل على أنها  تاريخ ينقل لنا تجربة بشرية قابلة للنقد والنقض والتعديل والتطوير بما يتناسب مع الزمان والمكان والظروف الخاصة بكل عصر . وهو لا يقتصر بالضرورة على الإنتاج المعرفي في العلوم الشرعية  وحدها  كالتفسير   والحديث والفقه ونحو ذلك ، بل يتسع ليشمل كل ما خلَّفه العلماء المسلمون عبر العصور من مؤلفات في مختلف فروع المعرفة ، ويمكن تعريف التراث الإسلامى على أنه كل ما خلفه الأسلاف المسلمون من عقيدة دينية          " القرآن والسنة " وعطاءات حضارية " مادية ومعنوية " . )) .

الموضوع :
تم تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة في يوم الأحد 11 ديسمبر 2016 ، وقد قُتل على إثره 25 شخصاً وأصيب 31 آخر ، وجاء في موقع مصريون /  بقلم عبدالراضي الزناتي - الثلاثاء ، 13 ديسمبر 2016 21:55 التالي ( تبنى تنظيم"داعش" الإرهابي ، التفجير الذي استهدف الكنيسة البطرسية  في حي العباسية صباح الأحد الماضي وقال التنظيم في بيان صحفي ، إن " أبا عبد الله المصري" ، فجّر حزامه الناسف في الكنيسة ، ما تسبب بمقتل وإصابة 80 شخصًا . وتابع : " وليعلم كل كافر ومرتد في مصر وفي كل مكان ، أن حربنا على الشرك مستمرة ، وأن دولة الخلافة ماضية في إراقة دمائهم ، وشوي أبدانهم " ، حسب نص بيان التنظيم . وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن الاثنين ، إن التفجير الذي استهدف الأحد ، كنيسة ملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس ، تم عبر انتحاري فجّر نفسه .. ) .

النص :
قد يقول البعض أني قد تأخرت في الكتابة عن تفجير الكنيسة البطرسية ، ولكني توقعت حدوث عمليات أخرى ، حتى أكتب ، وذلك من أجل أن تكون قراءتي للموقف ( قراءة واحدة لحادثين أو أكثر ) أختصارا للجهد الفكري ، وتقليلا للوقت المبذول من قبل القراء !! ، وهذا ليس تهكما !!  وذلك لأن السبب واحد  لكل العمليات الأرهابية وهو الجانب المظلم من الموروث الاسلامي ، كما أن الأرهاب باق و مستمر ما دام هناك ينبوع ومنهل فكري يغذيه وينهج منه وهو " الموروث الأسلامي " ..                                                                                                              1. سوف لن أذهب الى منحى من كتب قبلي ، كتحميل المسؤولين المصريين العملية لجماعة الاخوان أو داعش أو أنصار بيت المقدس ، وذلك لأن هذا ليس هو الجواب ، وليس الجواب أيضا ، التقصير الأمني لوزارة الداخلية ، أو الحرس الخاص للكنيسة .. أوغير ذلك  .                                                                                                                                2. وذلك لأن الجواب واضح وضوح الشمس ، ولكن الولوج أليه يضعك بين المطرقة والسندان ، وهو الموروث الأسلامي ، الذي يعتبر قنبلة موقوتة تنفجر حين ملامستها ، وهذه كارثة ليست عقائدية فقط بل أنسانية  أيضا !! .                                   3 . يظهر أن الأسلام اكتشف مفهوم DNA   !! قبل أكتشافه الفعلي بأكثر من 12 قرنا  (( أن أكتشاف وجود الحامض النووي في حد ذاته تم في منتصف القرن التاسع عشر (1800) ، وبدأ الباحثون يرجحون أنه يحمل المعلومات الوراثية في أوائل القرن العشرين حتى بين تركيبه عام 1953 الإنجليزيين جيمس واتسون James Watson وفرانسيس كريك Francis Crick ، والذي حاز أولهما (جيمس واتسون) لهذا الكشف جائزة نوبل في الطب لعام 1962./ نقل عن موقع ملك الجبل ))  ، والدليل على ذلك التفريق بين دم المسلم ودم الكافر ، في حالة القصاص ، حيث أن المسلم لا يقتل أذا قتل كافرا / يهودي ، مسيحي أو صابئي .. ، وقد جاء بهذا الصدد في / موقع مركز الفتوى التالي ( .. وأما بخصوص هذه العبارة : " لا يقتل مؤمن في كافر ، ولا ينصر كافر على مؤمن " . فقد ثبت معناها في السنة من عدة أوجه ، منها حديث علي بن أبي طالب في الصحيفة التي عهد بها النبي ، وفيها:  لا يقتل مسلم بكافر ، رواه البخاري وغيره . وفي رواية أحمد والنسائي وابن ماجه :  المؤمنون تكافأ دماؤهم ، وهم يد على من سواهم ، ويسعى بذمتهم أدناهم ، ألا لا يقتل مؤمن بكافر ، ولا ذو عهد بعهده. ) .                                                        4 . ولكن هذا الحديث يتناقض مع الأية التالية ﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ / سورة النساء 58 ) ، فأين العدل أذن ! في تفجير الكنيسة البطرسية ، فمن مفهوم الأية هناك مؤشر وجوب تحقيق العدالة بين الناس ، ولم تذكر الأية أي تفضيل في الدم ، وقد جاء في تفسيرها ، ( وقد ورد في الأثر " أن عدل ساعةٍ يعدل أن تعبد الله ثمانين عاماً ".  وقد ورد أيضاً أن حجراً ضَجَّ بالشكوى إلى الله عز وجل، قال : يا رب ؛ عبدتك خمسين عاماً ، ثم تضعني في أُسِّ كنيف ـ أي في دورة مياه ، في الحمام ، لقضاء الحاجة ـ ورد هكذا أن الله عز وجل قال له : " تأدَّب يا حجر إذ لم أجعلك في مجلس قاضٍ ظالم " ، أي أن مكانك في الكنيف أشرف لك ألف مرة من أن تكون في مجلس قاضٍ ظالم ، والله عز وجل هو الحق ، لذلك شرع القصاص . / نقل من موقع موسوعة النابلسي ) .                                                                                                                   5 . كذلك الأية والحديث السابقين ، يتناقضان مع الأية التالية / التي بها " طبقية وفئوية وقبلية وتصنيف بشري غير متحضر " ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ{178} وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ / سورة البقرة } ، وتفسيرها ( .. في مطلع وصدر هذه الآية ، يدرك أن الله سبحانه وتعالى نادى عباده بوصف الإيمان ، لأن المؤمن هو الذي يأتمر بأمر الله ، ولذا قال جل وعلا { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ } { كُتِبَ } يعني فرض ووجب عليكم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى } وهذا يدل على أن أهل الإيمان هم المؤتمرون بأمر الله سبحانه وتعالى ، فمن كان مؤمنا تمام الإيمان عليه أن يقوم بهذا الواجب ، ما هو هذا الواجب ؟ هو إقامة القصاص ، والقصاص من معناه يدل على التماثل والتساوي ، وإذا كان كذلك فإن تنفيذ القصاص عدل ، وإذا كان عدلا وواجباً على الأمم والدول أن تقوم به ، دل على أن قيام الدول والأمم لا يمكن أن يتم إلا بالعدل .. / نقل بتصرف موقع الشبخ زيد بن مسفر البحري ) ، وبالرغم من التمايز الطبقي في متن الأية ، ولكن جاء التفسير مشددا على " والقصاص من معناه يدل على التماثل والتساوي " وهو أمرا مقبولا .
6. مما سبق من نصوص وأحاديث وتفاسير ، أرى أن الموروث الأسلامي يضعك في دائرة الحيرة والتردد وعدم اليقين من أمرك ، فالتناقض جلي وواضح ، أما رجال الدين فأنهم يفسرون الوضع وفق فكرهم وعقليتهم ، لذا فهم يوجهون المتلقي وفق ما يحملون من نهج .

القراءة :
أستهل قراءتي للحدث بأدانة مؤسسة الأزهر لتفجير الكنيسة البطرسية ، فقد جاء في / موقع العين ، التالي ( أدان الازهر الشريف التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية قرب الكاتدرائية المرقسية في وسط القاهرة وأسفر عن سقوط 25 قتيلا و31 مصابا.  وقال الأزهر في بيانه إن " استهداف دور العبادة وقتل الأبرياء أعمال إجرامية تخالف تعاليم الدين الإسلامي وكل الأديان ، الذي دعا إلى حماية دور العبادة واحترامها والدفاع عنها " )
أولا – كيف تدينون وأنتم الوسيلة والغاية لأي عمل أرهابي وقع أو سيقع .. مناهجكم ، كتبكم ، منشوراتكم ، تعليمكم محاضراتكم .. هي السبب والمسبب ، لكل ما حدث وما سيحدث ، وأخرها تفجير الكنيسة البطرسية .  ثانيا – سأطرح حديثا مثيرا للجدل ، وهو : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إلاه إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى ) / متفق عليه.  وتفسيره حسب موقع صيد الفوائد ، التالي (( دل الحديث على مشروعية قتال الكفارعلى اختلاف أجناسهم لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس ). وهذا الحكم لم ينسخ بل باق إلى يوم القيامة فالأصل قتالهم عند الإستطاعة على ذلك لإعلاء كلمة الله ودخولهم في حكم الإسلام قال تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ )) ، فكيف يستوي عقل المتلقن لهكذا حديث ، عندما يسمع أن نبيه قد أمره بمحاربة الكفار حتى يتحولوا الى مسلمين !! والانكى من ذلك تفسير الحديث ، وهي الطامة الكبرى " أن الحكم باق إلى يوم القيامة " ، أي بمعنى أخر أن التفجير الأنتحاري الذي تم ، كان وفق العقيدة الأسلامية وحسب أحاديث الرسول ، وهو ليس الأخير ، وليس هناك أي شذوذا أو خروجا عن العقيدة أو النهج العام للدين في تنفيذ أي عمل ضد الكفرة / وفق المعتقد الأسلامي  !! .
ثالثا – ولكن وفق سورة المائدة 32 (  مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) ، تلحظ أن القتل الغير مبرر غير مقبول ، وذلك لأن الكافر / اليهودي والمسيحي ، حسب المعتقد الأسلامي ، ليس معتدي ولا فاسد ، ألا في حالة الحرب ، فكيف تقتله ! أذن !! . ومتن الأية لا تبرر قتله ! .                                                                                                                                 رابعا – ورجوعا الى حديث ( أمرت أن أقاتل الناس .. ) ، ما هي القوة والامكانية الفائقة التي لدى المسلم التي تجعله أن يحول 6 مليار كافر ووثني الى الأسلام ، أرى أن هذا أنتحارا  أسلاميا وبتوجيه عقائدي / الموروث الأسلامي ! ، فهذا الموروث هو كارثة على المسلم قبل أن يكون كارثة على الاخرين ، فكان الاحرى أن تكون النصوص موجهة الى التأخي وتقبل الاخر وليس قتلهم !!! .

كلمة لا بد منها :
أرى أن الجانب المظلم من الموروث الأسلامي يجب أن يلغى أو أن يجمد في كل المناهج والكتب التعليمية وفي كل كتب التفاسير ، وأن توجه المؤسسات الأسلامية والمراجع بذلك ، ومنها الأزهر ، لكي يقوموا بواجبهم التاريخي ، وألا في كل يوم قنبلة تنفجر أو منتحر يفجر نفسه .. فقد أن الأوان لعمل عقائدي وأنساني وحضاري من أجل البشرية جمعاء .

 


 

371
                                      السعودية .. الى متى والى أين
                 مع أستطراد لتصريح وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون

النص :
صرح وزير خارجية بريطانيا ، تصريحا جريئا ، أنقله حسب موقع (CNN)  في 8.12.2016 " اتهم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون المملكة العربية السعودية ، أحد أقوى حلفاء بلاده في المنطقة ، بـ           " المشاركة في حروب بالوكالة " و" إساءة استخدام الدين " من أجل أهداف سياسية ، بينما نأت رئاسة الوزراء البريطانية بنفسها ، الخميس ، عن تصريحات وزير خارجيتها ، معتبرة أن تصريحاته لا تعبر عن موقف الحكومة البريطانية تجاه السعودية ودورها في المنطقة . "
القراءة :                                                                                                                      نعم أنه تصريحا جريئا – ولكنه جاء متأخرا ، من قبل دولة تعتبر السعودية أحد حلفائها الستراتيجيين ، ولكن تساؤلاتي المشروعة ، هل غاب عن بريطانيا ما تقوم به السعودية من أدوار في المنطقة / العربية وحتى العالمية ، أم أن المصالح الدولية تستوجب غض الطرف عن الأدوار التخريبية والتدميرية للسعودية ، أما تساؤلاتي فهي :            1. ما هو الهدف من الدعم السعودي المادي والمالي للمنظمات الأسلامية الأرهابية لأسقاط النظام في سوريا ، وما هو السبب الرئيسي للتدخل في شؤون دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة ، كما أنها عضو في " طيبة الذكر " جامعة الدول العربية . وتساؤلي هل النظام في السعودية / بشتى الميادين ، أفضل من سوريا !!! ، ومن خولها للقيام بهذا الدور ! .                                                                                                       2 . وعقب الوزير جونسون ( أنه " يوجد سياسيون يقومون بتحريف وإساءة استخدام الدين ، ومن طوائف مختلفة من نفس الدين ، من أجل أهدافهم السياسية الخاصة " ) ، ويظهر أن الوزير لم يقرأ الأسلام بالشكل الصحيح ، فأي تحريف الذي تتحدث عنه !! ، فالأسلام لا يعترف ألا بالسيف في حل كل مشاكله ، وهذا ما تقوم به المنظمات الأسلامية الجهادية الأرهابية / المدعوم معظمها من قبل السعودية ، في العراق وسوريا وليبيا والصومال .. ، ومن جانب أخر السعودية نفسها ، لا تحل مشاكلها الداخلية أما بقطع الرقاب أو الأيدي أو بالرجم ، فمفردة السيف هي الوسيلة وهي الحل ، فقد جاء في موقع / أرفع صوتك ، عن مقال بقلم خالد الغالي ، التالي    ( لم ترد كلمة السيف ولو مرة واحدة في القرآن . ومع ذلك ، فإن هناك آية يطلق عليها الفقهاء والمفسرون “آية السيف” ويقولون أنها تحدد العلاقة بين مليار ونصف مسلم وبين باقي سكان العالم . هذه الآية هي الآية الخامسة من سورة التوبة ، ونصها “ فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ”. وتعتبر التيارات السلفية الجهادية أن آية السيف تؤصل للعلاقة بين المسلم وغير المسلم ، فهي - حسبها- تأمر المسلمين بقتال المشركين أينما وُجدوا ، في كل زمان ومكان . ) ، أن ما يبينه الكاتب من أستنتاج في هذا المقال ، أراه للغاية خطر على السلم العالمي ، وبنفس الوقت على غير المسلمين ، بل على المسلمين أنفسهم المختلفين في المذهب والجماعة والطائفة ، فأي تحريف بالدين تتكلم عنه أيها الوزير !! .                                                                                                    3 . عامة السعودية تقوم بدور تخريبي خاصة في كل من اليمن وسوريا ، أضافة لدور مشبوه في العراق والبحرين ، كما أنها تعمل على نشر الوهابية عالميا عن طريق تمويل بناء الجوامع والمساجد في أوربا وأميركا ! ، الذي من المفروض أن يوقف الأن ، في ظل رئاسة ترامب / المقبلة .                                                                                             4 . السعودية تسعى الى جر دول الخليج الى المشاركة في دورها التخريبي ، وهذا الذي قامت به فعلا في حرب اليمن ، كما قامت بتشكيل قوة ضاربة أسلامية من أكثر من 30 دولة تحت رئاسة ولي ولي العهد محمد سلمان ، الذي لم يفقه مفردة في أولويات العسكرية !! ، أن السعودية تسعى الى دور أكبر من حجمها العسكري المتواضع ! وأرى أن هذا يشكل خطرا على المجتمع الدولي  .                                                                                                                      5 . السعودية تشكل بقيادتها الحالية ، ملك غير مؤهل طبيا ، ولي ولي العهد / الثلاثيني ، المستجد على السياسة والعسكرية والأقتصاد !! ، تشكل خطرا ليس عربيا بل دوليا أيضا ، خاصة بأمتلاكها أكبر خزين أحتياطي نفطي ، أضافة الى وجود رؤوس أموال يعد بمئات المليارات ، مع مليارات لا تعد ولا تحصى تمتلكها العائلة المالكة ، ومن الممكن أستخدام هذه الاموال في مشاريع وأغراض مشبوهة !! . 
6 . متى يوضع للسعودية حدودا يجب أن تقف عندها ! ، وأن لا تتخطاها ، متى يلجم دورها عن التدخل بشؤون الدول الأخرى ! ، متى تطبق قوانين متحضرة على شعبها المغلوب على أمره ! .. أما  أذا أستمرت السعودية على دورها التي تقوم به ، بقيادتها الحالية ، فليس من اليسير معرفة ما ستؤول أليها المنطقة من خراب !! .
   

372
                              قراءة في الخطاب الأسلامي
أستهلال :   
       أن الخطاب الأسلامي المعتدل من الممكن أن ينبثق منه أنسانا سويا ، أما الخطاب الأسلامي المتطرف فينشأ قالبا منحرفا من البشر ، خاصة بوجود شخصية تعيش فراغا فكريا  ، سطحية التحليل ، والتي تنجرف بأقل جهد ممكن  ، هكذا نماذج تكون منغلقة  متعطشة  للتطبيق الحرفي التأريخي للنص القرأني ، من الممكن أن تشكلها كما يهدف أليه النص القرأني ، من ناحية أخرى ، وبنفس مضمون الخطاب الأسلامي المتطرف ، قد يتولد عند المتلقي المنفتح دينيا وثقافيا  أفكارا عكسية في الأتجاه و المضمون  ، غير متوقعة في ردة فعلها ، لأن هكذا خطابا معبأ بهكذا نصوص غير متوافقة لا مجتمعيا ولا حضاريا ، تجعل من الفرد أن يعوم في خواء  فكري بدوامة اللادين ، ثم تجعله أن يبتعد رويدا رويدا ليس عن عقيدة الأسلام فقط ، بل عن الأسلام ونبيه وعن الله أيضا ... هذا ما سأتعرض أليه في القراءة التالية .
النص :     
    الكثير من النصوص القرأنية / خاصة أيات السيف أو الجهادية أو القتالية أو المعنفة .. سمها ما شئت ، كقوله تعالى ( فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ) الفرقان 52 ، و(  إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ) الأنفال : 12 ، وغيرها .. ، والأحاديث الجهادية ، كالحديث التالي ( .. تحفيزا للهمم وتشويقا لطلاب الحور العين وإغاضة لأعداء الله وشدا لعزائم المجاهدين الأبطال ، " عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيامه التي لقي فيها العدو انتظر ، حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال : ياأيها الناس ! لا تتمنوا لقاء العدو ، واسألوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فاصبروا ، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف " )  ./ نقل عن موقع زيزوم ، هذه النصوص وغيرها  قادت الى خطاب ديني متطرف متزمت ، تبناه الشيوخ والعلماء و الدعاة .. وجعلت المتلقي له أن يشحن دينيا بشكل سلبي قد يقوده الى الأنعزال و التقوقع ، ثم الى التدين المتعصب ، وفي مراحل أخرى قد تجعله أن يشعر أن الالتحاق بالمنظمات الأرهابية كالقاعدة وداعش و النصرة ، و العشرات غيرها ، نهجا تنفسيا لما يشعر به من ضغوطات دينية شديدة  ، من أثر الشحن لهكذا خطاب ، وقد يظن رجال وشيوخ الدين هذا نصرا للأسلام ورسوله !. ولكن من جانب أخر ، أن الكثير من النصوص القرأنية ، أنطوت على ردودا عكسية ، على الشباب خاصة ، وجعلته يترنح من صدى نصوص و أحاديث ، صيرته لا منتميا الى خطاب ديني مستهجن غريب ، بل حولته الى لا منتمي للدين نفسه ، فهو في كثير من الأحيان يصبح مشدوها من التلقي ، أهكذا نصوص فعلا هي حقيقة أم هي أدعاء أو هي ملفقة ، وجعلته يتساءل عن الدافع و السبب و الحجة لنزول هذه الأيات أو لتداول هكذا أحاديث ،  فمثلا ، يروي البخاري ( عن أنس بن مالك قوله : أن نبي الله كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة ) أو برواية أخرى ( بغسل واحد ) / نقل من موقع شبكة الشيعة العالمية – مقال بعنوان الرسول و النساء ، وهذا ينعكس  سلبيا عند الشباب ، وسائل يتسائل من أين لأنس هذه المعرفة الخاصة للرسول ، وكيف أن يتيقن أن زيارته لنسائه هي لغرض الوطأ ، وهل كان أنس رجلا لوجستيا يراقب الرسول حتى في بيوت نسائه ! ، اما قضية " بغسل واحد " هي مشكلة المشاكل ، ومثال أخر الدعاء على الكافرين / العام المطلق ، (  فإنه يجوز الدعاء على مطلق الكفار سواء كانوا مقاتلين أو غير مقاتلين ، ويدخل فيهم اليهود والنصارى والوثنيين والملاحدة ، ويدل على ذلك : قوله تعالى عن نوح عليه السلام : رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارا / نوح :26 ، وحديث الرسول في دعائه:  اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق . رواه أحمد ) / نقل من موقع أسلام ويب ، حيث يصعق بعض المصلين في الكثير من المساجد و الجوامع من الدعاء على اليهود و النصارى .. ، وهم أهل كتاب منصوص عليه قرأنيا ، حسب الأية التالية من سورة آل عمران : " نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام  " . المتلقي أصبح لديه شيزوفرينيا / أنفصام بالشخصية ، في التلقي ، خاصة بالنسبة لأهل الكتاب ، هل هم كفرة ، أم ماذا ، وأذا كانوا كفرة ، لماذا نزلت سورة أل عمران المشار أليها في أعلاه بحقهم ، ولماذا هذا الدعاء المقيت المتحامل عليهم ، وما هذه الكراهية و الحقد والبغضاء تجاههم ، ويتعالى التساؤل ، لماذا يعيشون بيننا ، هل ندعوهم للأسلام ، وما يحصل لو رفضوا الدعوة ، أنقتلهم ، أم نهجرهم ، وهكذا دواليك ، كل ذلك وغيره يرفع من وتيرة الشك لدى الجمهور المتلقي لهكذا نصوص وأحاديث.
ومن جانب ثالث ، نقرأ أو نسمع بوجود حوار الحضارات ، الذي تشارك به السعودية ( يقود خادم الحرمين الشريفين حوار الحضارات والذي ينعكس وبشكل مباشر على تقارب الاديان ، وفرض التعايش والتوافق كقيمة يتفق عليها الجميع دون استثناء ، ولهذا اعتبرت المملكة أن هذا الامر قضية اساسية في سياق العلاقات داخل المجتمع الدولي وبدياناته السماوية الثلاثة ، وهذا هو الطريق الامثل والسوي اذا اردنا كسب المزيد من الاصدقاء والمناصرين للقضية العربية والاسلامية والى منابر الدفاع عن تلك القضية .. ) / من مقال د. سامي العثمان – موقع أخبار الساعة ، مع العلم أن السعودية هي راعية أساسية للتطرف الديني و المذهبي تحت تطبيق المذهب الوهابي ، ولا تزال تطبق قطع الرؤوس و الأيادي في الساحات العامة لحد الأن ونحن في القرن 21 ، ولا تسمح بل تحرم  أي نوع من الحريات الدينية على أراضيها ، بل ليس هناك من حرية للكلمة في المملكة ، وأن جلد رئيف بدوي الناشط السعودي ، أكبر  دليل على هذا ... ولما يعاني الشعب السعودي من كبت وضغط كبيرين ، أنتشر الألحاد في السعودية وبنسب مرتفعة ، وتشير بعض الاحصائيات الى هذا المنحى ( .. عممت عدة وسائل إعلام سعودية دراسة أجرتها مؤسسة "وين غالوب الدولية للأبحاث" كشفت فيه أن "خمسة في المئة من السعوديين قالوا إنهم كانوا ملحدين" ، أي في بلد يبلغ عدد سكانه 29 مليون نسمة ) / نقلا عن موقع Cnn td 31.08.2015 . رجال الدين يعزون الألحاد الى مسببات لا منطقية وغير عقلانية ، وكالعادة يحملون الأخرين أنتكاساتهم ، ففي موقع الدرر السنية ، يعزي الألحاد الى ما يلي (  أن لظهور الإلحاد أسباب كثيرة كغيره من الظواهر الأخرى ولا شك أن أكبر الأسباب هو إغواء إبليس لمن اتبعه .. ) الى أن يقول (  ويعود إلى أمور سياسية كحب اليهود السيطرة على العالم . وبعضها يعود إلى طغيان الديانات المحرفة و على رأسها النصرانية التي هي صورة عن الوثنية ..) كالعادة شيوخ الأسلام يجعلون من اليهود و النصارى سببا ، ناسين أنهم هم السبب و المسبب . بمعنى أن السبب هو الخطاب الديني المتطرف و المسبب هم رجال الدين أنفسهم الذين يروجون لهكذا خطاب ، الأمر الذي دفع البعض الى الدعوة و العمل على سحق هذا الخطاب و ألغائه ، (  كتب إبراهيم حسان قال الكاتب خالد صلاح ، رئيس تحرير " اليوم السابع" ، إننا نتحدث عن تجديد الخطاب الدينى بالدولة ، ولكن لم نتحدث عن شىء مهم قبل التجديد يتمثل فى سحق الخطاب الدينى المتطرف.. حتى نتمكن من السيطرة على عقول الشباب والأفكار الخبيثة ، التى يبثها التطرف والإرهاب وأضاف خالد صلاح عبر برنامج " آخر النهار" ، المذاع على فضائية " النهار" ، أن المجموعات المتطرفة لديهم براعة فى عرض المضمون المتطرف وزرعه فى عقول الشباب من خلال خطاباتهم ، فلذلك يجب وجود خطاب دينى لدينا يحمل نفس الخبث والمكر حتى يواجه الفكر المتطرف والسيطرة عليه ، مضيفاً " نحتاج فى البداية إلى تفكيك الفكر المتطرف ثم تجديد الخطاب الدينى ) .
القراءة :
     الخطاب الديني ، العام المطلق ، معتدلا كان أو متطرفا ، هو خطابا أسلاميا فكرا ومنهجا ، له نصوصه وله ألياته ، وللخطيب الكيفية في تناول هذه النصوص و الأليات ، فأن تعصب وتزمت وألتزم بالنص الذي يدعوا الى الجهاد وقتل الكفار وهدم معابدهم وأخذ الجزية منهم وتهجيرهم والدعاء عليهم .. سنكون أمام خطاب يحث على العنف و القتل .. ومن الممكن أن يكون دافعا رئيسيا  للمتلقي على الألتحاق بالمنظمات الأرهابية / القاعدة وداعش وغيرها ، أو سيكون أحد الاسباب الرئيسية لذلك ، والعكس بالعكس ، أضافة الى ما سبق تبرز قضية مهمة ومركزية ، وهي " الحاكمية " التي تنص في الخطاب الأسلامي أنها لله ، وتكفير كل الحكومات .. من هذه النقطة ، يجب أن نبدأ ببناء لبنة خطاب ديني يقوم على " حاكمية الدولة " وليس " حاكمية الله " ، حاكمية تقوم على سلطة الدولة المدنية  التي يحكمها فئة منتخبة من قبل الشعب ، ولا يحكمها الله ، لأن الله بالرغم من قداسته ولكنه غير منتخبا ، كما أن الله " وجد " كي يعبد ولم يوجد كي يحكم !














373
                        قراءة في " وصية الرسول محمد التي لم تكتب "

أستهلال :
   سأعرض في هذا البحث المختصر واقعة محاولة الرسول محمد كتابة وصيته / والتي عرفت برزية يوم الخميس  ( * 1 يرجى الأطلاع على معنى كلمة البرزية ) .. والوصية بمضمونها العام " لما إشتد بالنبي ‏محمد ‏وجعه قال : ‏ ‏إئتوني بقلم و ورقة أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ، قال عمر ‏: ‏أن النبي ‏ ‏غلبه ‏ ‏الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فإختلفوا وكثر‏ ‏اللغط ‏، فقال الرسول : " قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع .." ...
المقدمة :
     بادئ ذي بدأ أن حق " الوصية " حق مكفول للجميع ، أن كان رسولا أو وليا أو شيخ قبيلة أو فردا عاديا ، في مغزى هذه الواقعة الجلل المستقاة من مأثور التأريخ الأسلامي ، التي حدثت قبل وفاة الرسول بأربعة أيام ، لا بد لنا أن يكون لنا وقفة تأمل وتساؤل وتحليل ، وهو " لماذا منعوا الرسول من كتابة وصيته ! " ومن المستفيد ! … في هذه البحث المختصر سأتناول الموضوع كما يلي ، سأبين معنى كلمة وصية أولا ثم سأسرد تفسيرا  كما ورد في مصادر أهل السنة ومن ثم تفسيرا  أخرا  وفقا لمراجع الشيعة الجعفرية ، ثم سأعرض قراءتي الحداثوية للواقعة ، ثم خاتمة للموضوع .
النص :
في البداية لنأخذ فكرة عن معنى كلمة وصية لغويا وفقهيا ، فقد جاء في " منتدى كلية الحقوق " أن الوصية لغويا ، هي ( الوصل ، مأخوذة من وصيت الشئ أصيه إذا وصلته  .والوصية هي الإيصاء ، و تطلق بمعنى العهد إلى الغير في القيام بفعل أمر ، حال حياته أو بعد وفاته ، يقال : أوصيت إليه : أي جعلته وصياً يقوم على من بعده . و هذا المعنى اشتهر فيه لفظ : الوصاية ) ، وذات المصدر يرى أن الفقهاء فرقوا بين اللفظين فقالوا ( إن معنى أوصيت إليه : عهدت إليه بالإشراف على شؤون القاصرين مثلاً . و خصوا هذا بالوصاية و الإيصاء . و معنى أوصيت له : تبرعت له و ملكته و ملكته مالاً و غيره . وخصوه بالوصية . و تطلق أيضاً على جعل المال للغير : يقال : وصيت بكذا أو أوصيت بكذا ، أي جعلته له ، و الوصايا جمع وصية تعم الوصية بالمال و الإيصاء أو الوصاية ) ... والأن سأسرد تفسيرين مختلفين مذهبيا فيما يتعلق بواقعة وصية الرسول التي لم تكتب :
*  فقد ورد في موقع الأسلام سؤال وجواب / نقلته بتصرف ، الأتي : عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا حُضِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ :( هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ) قَالَ عُمَرُ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ فَحَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ ، وَاخْتَصَمُوا ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ قَالَ : ( قُومُوا عَنِّي ) قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ : إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنْ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِم  .رواه البخاري ( 6932 ) ومسلم ( 1637):                                                                                                                            1. أمر النبي لأصحابه الذين حضروه في مرضه بإحضار ورقة وقلم ليملي عليهم شيئاً لم يكن يتعلق بوحي جديد ، لم يبلغه للناس ، ولا بأمر شرعي يحتاجه الناس في دينهم ، ثم ترك إعلامهم به لأجل ما حصل . والدليل على ذلك  :
أ. أن هذه الحادثة كانت يوم الخميس ، وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين ، أي : بعده بأربعة أيام ، وكان بإمكانه الطلب من آخرين كتابة ذلك الكتاب ، فلما لم يفعل : علمنا أنه لم يكن وحياً فيكتمه .
ب. أن الله تعالى قد أثنى على نبيه بأنه قد بلَّغ ما أوحي إليه ، وقد امتنَّ الله تعالى على هذه الأمة بإكمال الدين ، وإتمام النعمة ، والقول بأن ما لم يكتبه النبي هو من الدِّين الذي تحتاجه الأمة عامة ، فيه اتهام للنبي بعدم تبليغ الرسالة ، وفيه تكذيب للرب تعالى في خبره بإكمال الدين وإتمام النعمة على العباد  .
ج. ويؤيد ما ذكرناه : اختلاف الصحابة الذين كانوا مع النبي في فهم أمره ، والوقوف على حقيقة معناه ؛ وإلا لسارع الجميع إلى تنفيذه ، وقد ثبت عنهم أنهم خلعوا نعالهم في الصلاة لمجرد رؤيته يخلع نعله فيها ، ودون أن يأمرهم بذلك ، فهل مثل هؤلاء يخالفون أمراً يعتقدونه من الوحي ؟! حاشاهم ، ولذلك قام بعضهم بإحضار ورقة وقلم ، كما طلب منهم نبيهم ، وامتنع آخرون ، ظانين أنه صلى الله عليه وسلم قد يكون غلبه الوجع ، أو يكون أمره إرشاد .
2. عزمه على الكتابة : إما أن يكون بوحي نسخ ، أو باجتهاد تبين أن المصلحة في تركه .قال النووي – رحمه الله - :وكان النبي همَّ بالكتاب حين ظهر له أنه مصلحة ، أو أوحى إليه بذلك ، ثم ظهر أن المصلحة تركه ، أو أوحي إليه بذلك ، ونسخ ذلك الأمر الأول .  شرح مسلم " ( 11 / 90 ) ، ونقل نحوه الحافظ ابن حجر عن المازري . ينظر: " فتح الباري " ( 8 / 13) .
3. الرافضة يزعمون أن النبي قد أوصى بالخلافة بعده لعلي بن أبي طالب ، فما لهم ولهذه الحادثة ، وما حاجتهم للتلاعب بها ، وادعاء أنه أراد أن يكتب وصية لعلي بعده ؟! ولماذا لا تكون الوصية التي كانت ستكتب في هذا الكتاب : هي وصيته لأبي بكر عنه بالخلافة من بعده ؟! قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :ومَن توهم أن هذا الكتاب كان بخلافة علي : فهو ضال ، باتفاق عامة الناس ، من علماء السنَّة ، والشيعة ، أما أهل السنَّة : فمتفقون على تفضيل أبي بكر وتقديمه ، وأما الشيعة القائلون بأن عليّاً كان هو المستحق للإمامة : فيقولون : إنه قد نُصَّ على إمامته قبل ذلك نصّاً جليّاً ظاهراً معروفاً ، وحينئذ فلم يكن يحتاج إلى كتاب.
* قد جاء في موقع " مركز الشيعة العالمية " حول منع بعض الصحابة رسول الله في كتابته للوصية / نقل بتصرف (( .. هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ . فقال عمر : إن النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت ، فاختصموا ، منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر . فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي ، قال رسول الله : قوموا . قال عبيد الله : وكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم "( 1 ) . وفي صحيح مسلم ، كان ردهم : "  فقالوا : إن رسول الله يهجر " ( 2 ) وفي رواية : " .. فقال عمر كلمة معناه أن الوجع قد غلب على رسول الله ثم قال : عندنا القرآن ، حسبنا كتاب الله " ( 3 ) ، حيث تجد أن كلمة يهجر قد استبدلت في الرواية الأخيرة بما معناه أنه الوجع ( الأكثر تهذيبا ) . وبالتمعن في الروايات أعلاه ، نتيقن أن أول من وصف الرسول بالهجران إنما هو عمر بن الخطاب والذي أيده في ذلك بعض الحاضرين من الصحابة مما أدى إلى غضب الرسول ، وطرده إياهم من مجلسه بقوله :" قوموا عني " . والحقيقة إن هذه الحادثة يفهم منها بدون أدنى شك إساءة إلى شخص الرسول الكريم ، والتي كانت صدمة كبيرة لي لدى علمي بها ، والتي حسب ظني يجهل حدوثها الغالبية العظمى من أهل السنة بالرغم مما تحويه من أهوال ! وكثيرا ممن أسمعتهم هذه الحادثة لم يصدقوا بها من هول الصدمة ، بل إن بعضهم أقسم الأيمان الغلاظ بأنه إذا صدف فعلا وجود هذه الحادثة في صحيح البخاري ، فإنه لن يثق بعد ذلك بأي رواية في هذا الصحيح . وبعضهم صدق هذه الرواية ولكنه لدى العلم بأن الخليفة عمر هو الذي أول من رمى الرسول بالهجران غضب غضبا شديدا ورفض التصديق بذلك ، بل وقرر عدم الوثوق بصحيح البخاري أو بأي من كتب الحديث التي تروي مثل هذه الروايات التي تسئ إلى السلف الصالح على حد رأيه ! وسر الدهشة في هذه الحادثة هو أنه كان ينبغي على جميع الصحابة الحاضرين ، أن يقدموا دون أدنى تأخير ما أمرهم الرسول به لو التزموا وأطاعوا كما يظهر من الرواية هذه ، ومن كان من أهل السنة ليتوقع أن آخر لقاء بين الرسول وكبار الصحابة انتهى بطرده إياهم من مجلسه بعد أن ودعوه بتلك الكلمة المؤلمة والتي لا يحتمل لها سوى معنى واحد وقد ذكره النووي في شرحه على صحيح مسلم بأنه " الهذي " والعياذ بالله ،  وكما ذكر الإمام شرف الدين : ( وإذا تأملت في قول الرسول : " آتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده " ) وقوله في حديث الثقلين : " إني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي " تعلم أن المقصود في الحديثين واحد ، حيث أراد الرسول في مرضه أن يكتب لهم تفصيل ما أوجبه عليهم في حديث الثقلين ، ولكنه عدل عن الكتابة بعد كلمتهم تلك التي فاجؤوه بها اضطرته إلى العدول لئلا يفتح البعض بابا إلى الطعن في النبوة - إذ لم يبق أثر لكتابة الكتاب سوى الفتنة والاختلاف من بعده في أنه هجر فيما كتبه - والعياذ بالله - أم لم يهجر ، كما اختلفوا بذلك في حضرته كما يظهر من خلال الأحاديث السابقة ، وقد اكتفوا بما عندهم من القرآن وجوزوا لأنفسهم العدول عن كلام النبي  وهو في حال المرض ، وكأنهم قد نسوا ما قاله جل وعلا في حق نبيه الكريم : ( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى)  والآية ( وما آتاكم الرسول فخذوه . وما نهاكم عنه فانتهوا )  وكذلك الآية : ( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين * وما صاحبكم بمجنون ) . وقد وصف ابن عباس ذلك الموقف خير وصف عندما قال : " إن الرزية كل الرزية ما حال بين الرسول وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم " . ورغم كل ذلك ، وبناء على ما رواه ابن عباس وأخرجه البخاري في صحيحه فإن الرسول ما مات إلا وقد أوصى :"  فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما  تدعوني إليه ، وأوصاهم بثلاث ، قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، وسكت عن الثالثة ، أو قال فنسيتها " ! ، ومن المؤكد أن الرسول نطق بهذه الوصايا بحضور أهل بيته وبعض أقاربه والذين كان عبد الله بن عباس ( ابن عمه ) واحدا منهم ، وذلك في أحد الأيام الأربعة التي تلت يرم الرزية " رزية يوم الخميس " . لكن الغريب ، أن ( الوصية الثالثة ) وعلى ذمة البخاري أن ابن عباس لم يشأ أن يذكرها ، وعلى كل حال ، فإن الشيعة ومما روي من طريق أهل البيت عليهم السلام ذكروا أن الوصية المنسية أو المسكوت عنها هي استخلاف علي عليه السلام  )) .                القراءة :
بعيدا عن التفسيرين لهذه الواقعة / ذات المرجعية السنية و الشيعية ، وددت أن أدلو بدلوي بهذا الموضوع ، وبشكل منطقي ، وحسب قراءتي للواقعة وتحليلي لها .. :
أولا – بالنسبة للجمع الحاضر ، فأن كل التفاسير تؤكد بشكل رئيسي على حضور عمر بن الخطاب ، لأن الحدث يتمحور على حواره مع الحضور ، وهكذا مجمع لا يغيب عنه أبو بكر وكبار الصحابة ، وبعض التفاسير تشير بالأسم الى حضور عبدالله بن عباس ( أبن عم الرسول ) وعبيدالله بن عبد الله ،  ومن البديهي أن يحضر علي بن أبي طالب  ( أبن عمه و زوج فاطمة أبنته ) والحسن والحسين / على أعتبارهم من أل البيت .. وهذا يعني حضور علية القوم وأهل الربط والحل والكلمة والقوة .. ثانيا - أن عمر تميز بالجرأة والشجاعة والأندفاع ، وهو الذي أبطل في عام الرمادة ، الكثير من الأيات كقطع يد السارق ، وألغى سهم المؤلفة قلوبهم .. ، وهكذا أمر ليس بعيدا أو مستغربا عن عمر ! .  ثالثا - من طرح الحدث أرى أن عمر ( * 2 يرجى الاطلاع على الفيديو ) كان هو سيد الموقف ، لان رفضه لطلب الرسول يشير الى أنه لم يلقى معارضة أو ردا رادعا ، خاصة أن الطلب مقدم من الرسول نفسه ! ، وما حصل بين طلب الرسول ورفض عمر هو أختلاف ولغط بين الحضور بين مؤيد ورافض ، وأنتهى الأمر لرأي عمر ، أذن أمر الرسول بأن يكتب وصية لم تتم الموافقة عليه ! وهو الرسول الأمين ، الذي لا ينطق عن الهوى ! وغير أبهين بما قال تعالى عن الرسول  في سورة النجم ﴿( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) .. )) ، فكيف لم يعطى الفرصة لقول كلمته التي ربما تكون الاخيرة وهو على فراش الموت ! . رابعا – أن الوصف الذي أعطاه عمر للرسول  / بأختلاف الروايات ، أن كان انه " يهجر " أو " يهذي " أو " غلبه الوجع " أنما يدل أن وضع ومكانة الرسول قد ضعفت و وهنت قواه لذا لم يهتموا حتى من باب الفضول لسماع ما يقوله رسولهم .. أذن الحضور وعمر سلموا الى أن الرسول " قضى " وأي كلام أخر أصبح ليس ذا تأثير . خامسا – الذي يظهر من الحدث وتحليله المنطقي ، ان الرسول بقى بلا مساند أو عضيد أو مدافع عن رأيه ، حتى من قبل آل بيته ! ، وهو يقضي أخر أيامه ، لذا أنتهى الأمر الى عدم كتابة أي وصية ! . سادسا – في موضوع أخر ذا صلة ، هل الرسول يقرأ و يكتب أو أنه أمي ! لأن حديثه / على أختلاف الروايات  : ( قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده ) أو ( هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ) أو ( آتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ) ، تدل على أن الرسول يكتب و يقرأ ، لأنه لم يقل قربوا فلانا يكتب لي ! . سابعا – من تحليل ختام الحدث ، أن الرسول طردهم جميعا ، وقال للجمع / على أختلاف الروايات  : ( قُومُوا عَنِّي ) أو ( قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع ..) أو  ( قوموا ) ، لأنه لم يعتاد على أختلاف الصحابة على أمر محدد بحضوره ! ، وأرى أن واقعة الطرد تدل على أن الرسول لم يعد  ذا رأي مسموع من قبل صحابته ، علما أن الحضور أقرب القوم أليه ، حيث منهم صحابته وآل بيته وبعض رجال العشرة المبشرين بالجنة .. ثامنا – من الممكن أن يكون ما سيكتبه الرسول هو وحيا ، بالرغم من أن الجمع قال : (علمنا أنه لم يكن وحياً فيكتمه ) ، لأجله أن الصحابة لم يكونوا مكترثين بالأمر بجملته بعدما وصل الحال بالرسول محمد الى ما هو عليه . تاسعا - أما رواية أبن عباس عن أن الرسول أوصى ب ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، وسكت عن الثالثة ، أو قال فنسيتها ) ، فمن الممكن أن يكون قد أوصى كذلك ولكن في وقت وزمن ومكان غير ماذكر ، ولا أرى أن هكذا وصية تقال بهكذا وقت جلل حيث قال عنها المذكور أعلاه ( إن الرزية كل الرزية ما حال بين الرسول وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم ) .  عاشرا – المستفيد من عدم كتابة الوصية هو أبو بكر وعمر ،  مع أبقاء الحال المخطط له على ما هو عليه ، وهو تنصيب أبو بكر خليفة للمسلمين دون غيره ! مع أتفاق ضمني على تولية عمر كثان خليفة للمسلمين ، أن السلطة والحكم هو المراد والمبتغى بعد وهن الرسول ! .
أضاءة : 
أن تواجد الصحابة مع الرسول ، في مكان و زمان محدد حال قرب منيته ، كان جل تفكيرهم وهمهم ينصب على عملية أختيار من سيكون الخليفة المقبل بعد رحيل الرسول ، بين المهاجرين والأنصار ، كما حدث في سقيفة بني ساعدة فيما بعد يوم ممات الرسول ، ومن المعروف أن عمر وأبو بكر متفقان ، وقد حزما أمرهما على أن الخليفة القادم هو أبو بكر ، وأن أحتمال أنتقال الخلافة الى علي بن أبي طالب في حال كتابة الوصية هو مجرد أحتمال أراد عمر وجماعته أن يبعدوا هذا الأمر قدر الأمكان وكان لهم هذا ! ، وان الجمع لم يكونوا على أستعداد لسماع أي أمرا أخرا ربما كان سيغير من خططهم ومرادهم بالنسبة لخلافة الرسول ! أن الجمع على يقين تام أن الرسالة المحمدية ستنتهي بموت الرسول ، وأن الذي سيبدأ هو عهد أو حقبة الخلافة و السلطة و الحكم ، وهذا ما كان في ذهن وعقلية الصحابة قبل وفاة الرسول والتي عرفت بزرية يوم الخميس ، وهذا ما كان بالتحديد ما يدور بشكل رئيسي في خلد وفكر عمر بن الخطاب ونطق به علنا وصراحة وبكل جرأة و بلا أي مراعاة أو أكتراث لمكانة وهيبة الرسول محمد .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
( * 1) جاء في قاموس المعاني ، أن الرزية تعني ((  رَزيّة : ( اسم ) الجمع : رَزَايَا ، رَزِيَّةٌ عَظِيمَةٌ : مُصِيبَةٌ عَظِيمَةٌ ، رَزِيئَةٌ ، رُزْءٌ ، رَزّ: (  اسم ) ، رَزّ : مصدر رَزَّ )) .                                                                                                               
( *2 ) شيخ ازهري  ، عمر بن الخطاب والصحابه منعوا الرسول من كتابة وصيته ، للأطلاع أنظر الرابط التالي :
https://www.youtube.com/watch?v=LcrsLTZJPIg
 





374
                           أضاءأت أسلامية في " الخمر " مع أستطراد لتحريم الخمر في العراق

المقدمة :
    لا تحريم للخمر في الأسلام ، لأن كل تحريم وجب أن يكون بنص ، خلاف ذلك فالأمر محلل ، أو أن يكون الأمر خاضع لدور العلماء والفقهاء والشيوخ والمفسرين ، وذلك بأن يدلو بدلوهم في الأجتهاد والتفسير والتأويل ، وأن جانبوا كل ذلك ، فيختمون قولهم كالعادة ب " هذا ما أتفق عليه الجمهور " وأذا لم تسعفهم كل المحاولات قالوا : " أن ألله أعلم " !! ... أما تحريم الخمر الذي صدر من البرلمان العراقي ، فهو ( جيفة ) أخرى تضاف للسياسيين التي " جيفتهم " أزكمت أنوف العالمين ، ويراد منها بالنتيجة تحويل العراق مستقبليا الى دولة أسلامية !! 

المحور الأول :
 بداية سأسرد بعضا من النصوص والتي أستقيتها من القرأن والأحاديث  ، وهي تلقي ، بشكل أو باخر ، بحزمة ضوء / وأن كانت غير شاملة وذلك لوسع الموضوع ، على هذا الشأن الذي تناوله الكثير من المهتمين بالبحث ، منذ نهاية البعثة النبوية / موت الرسول ، والى الأن :                                                                                            1 . بادئ ذي بدأ ، أن الخمر غير محرم ، بدليل أنه لو حرم لدرج مثلا في الأية التالية ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ /  سورة المائدة آية 3 ) ، والقرأن أوصي بأجتنابه وفق الأية التالية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ -سورة المائدة / 90 ) ، هذا أولا .                 
   2 . أن الخمر ، مر بمراحل عديدة ، بداية كان حلالا كما هو مثبت وفق الأية التالية / سورة النحل – سورة 16 – آية  67 (  ومنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )  ، وقال  " ابن كثير " في هذا الصدد ( ولما ذكر اللبن وأنه تعالى جعله شرابا للناس سائغا ثنى بذكر ما يتخذه الناس من الأشربة من ثمرات النخيل والأعناب وما كانوا يصنعون من النبيذ المسكر قبل تحريمه ولهذا امتن به عليهم فقال " ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا " دل على إباحته شرعا.. ) ، وأضافة لذلك سرد النص القرأني في بعض أياته فوائد شربه / أي الخمر ، كما جاء في سورة البقرة – سورة 2 – آية 219 (  يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) .                                                                                                                  3 . من المراحل الاخرى التي مر بها الخمر ، وهذا حدث عندما جاء المسلمين للصلاة وهم سكارى ، فنها النص القرأني عن ذلك ، وهو دليل على سماح تناوله في غير أوقات الصلاة ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا / سورة النساء 43 ) .                                                                                          4 . كان تناول شرب الخمر عادة شائعة عامة حتى بالنسبة لصحابة الرسول ، والذين كانوا يشربونه حتى بعد نزول " أية أجتنابه " ، فقد جاء في موقع / منتديات الغدير المباركة ، ما يلي :  فمن الصحابة الذين شربوا خمرا بعد نزول أية الأجتناب .. (( 1 ـ ذكر الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (2/102) دار الكتب العلمية ـ بيروت ، أن الصحابي المُلقَّب بـ "حمار" ! والذي اسمه " عبد الله " شرب الخمر في عهد عمر بن الخطاب ، فأمر عمر به فضُرب الحد. 2  ـ ذكر ابنُ الأثير في " أُسد الغابة " (5/36) أن الصحابي " نعيمان بن عمر" كان يشرب الخمر في زمن رسول الله ، فيضربه النبي بنعله ، ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم ويحثون عليه التراب ، فلمَّا كثر ذلك منه قال له رجل من الصحابة : "لعنك الله" ! فقال له النبي : لا تفعل ؛ فإنه يحب الله ورسوله!!! . 3  ـ ذكر ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/161) أن الصحابي "أبا الجندل" شرب الخمر في خلافة عمر بن الخطاب ، فأمر عمر به فأقيم الحدُّ عليه. 4  ـ ذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (4/458) أن الصحابي "علقمة بن علاثة" شرب الخمر، فقال ما نصه: "وقال أبو عبيدة: شرب علقمة الخمر فحدَّه عمر ، فارتد ولحق بالروم ، فأكرمه ملك الروم وقال: أنت ابنُ عمِّ عامر بن الطفيل . فغضب، وقال: لا أراني أُعرف إلاَّ بعامر، فرجع وأسلم" ! . أقول: سبب غضبه هو ما ذُكر في ترجمته من توتُّر العلاقة بينه وبين عامر. 5 ـ ذكر الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (5/322 وما بعدها) أن الصحابي " قدامة بن مظعون" كان أحد السابقين الأولين، هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا.. ثم ذكر ابن حجر رواية تقول إنه شرب الخمر حتى سكر، وأن عمر بن الخطاب أقام عليه الحد، وذلك بعد أن ثبت شرب الخمر عليه من خلال شهادة غير واحد؛ منهم زوجته وأبو هريرة...)) . وبعد ذلك أن معظم الخلفاء والأمراء والسلاطين المسلمين أغلبهم يشربون الخمر بل كانوا مدمنين عليه !! .                                                                                                                                   5 - وأن الرسول نفسه كان يشرب الخمر ، فقد جاء في صحيح مسلم – الأشربة – في شرب النبيذ وتخمير الإناء / حديث 3753 ( ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وأبو كريب ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لأبي كريب ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏أبو معاوية ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏أبي صالح ‏ ‏عن ‏ ‏جابر بن عبد الله ‏ ‏قال : ‏كنا مع رسول الله ‏‏فاستسقى فقال رجل يا رسول الله ألا ‏ ‏نسقيك ‏ ‏نبيذا ‏ ‏فقال بلى قال فخرج الرجل ‏ ‏يسعى فجاء ‏بقدح ‏ ‏فيه ‏ ‏نبيذ ‏ ‏فقال رسول الله ‏ ‏ألا ‏ ‏خمرته ‏ ‏ولو ‏ ‏تعرض عليه عودا ‏ ‏قال : فشرب‏ ) .. كما أن الرسول أيضا شرب الخمر في رحلة الأسراء والمعراج ، فقد جاء في صحيح البخاري– الأشربة – شرب اللبن / حديث 5174 ( ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبدان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الله ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏‏قال : ‏أتي رسول الله ‏ ‏ليلة أسري به بقدح لبن وقدح خمر ‏) .                             
   6 . أن الخمر في الجنة حلال لقاء صبر المؤمنين ، فكيف بتحريمه كليا في الحياة الدنيا ، فقد جاء في موقع / مركز الفتوى ، ما يلي : (( وإذا دخل أهل الجنة الجنة انقطع التكليف ، وزال الابتلاء ، وحل عليهم الرضوان ، وأعطاهم الله ما يشتهون من ألوان النعيم ، ومن ذلك أن يبيح لهم بعض ما حرم عليهم في الدنيا ، جزاء صبرهم وامتثالهم ، مع أنه لا مقارنة بين ما في الدنيا والآخرة ، قال الله تعالى عن خمر الجنة : ( يتنازعون فيها كأساً لا لغو فيها ولا تأثيم ) [الطور:23] وقال تعالى : ( بيضاء لذة للشاربين* لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ) [ الصافات :   46،47] وقال تعالى : ( يطوف عليهم ولدان مخلدون* بأكواب وأباريق وكأس من معين*. لا يصدعون عنها ولا ينزفون ) [الواقعة: 17-19] قال القرطبي في تفسير آية الطور:  لا لغو فيها ولا تأثيم )) .                             
  7 . خلاصة - أن الفقهاء أختلفوا في تحديد الخمر ، هذا حالهم وديدنهم دوما ، وأختلفوا في تفسيره وفي مادته وفي مكوناته وطريقة صنعه ومدى تأثيره على العقل ، فقد جاء في موقع / الرئاسة العامة للبحوث والأفتاء ، بهذا الصدد ما يلي : ( أختلف الفقهاء في تحديدهم للخمر لاختلاف أهل اللغة في حقيقتها ، ذهب الجمهور منهم إلى ما ذهب إليه الأكثر من أهل اللغة من القول بالعموم وهو أن الخمر كل شيء يستر العقل ويغطيه من الأشربة المسكرة ، وذهب  الحنفية إلى ما ذهب إليه الأقل من أهل اللغة من القول بالخصوص ، وهو أن الخمر هو النِّيء من ماء العنب إذا اشتد وصار مسكرا  ، واستدل كل فريق على ما ادعاه بأدلة أخرى غير ما تقدم تؤيد ما ذهب إليه ) .

المحور الثاني :                                                                                                               لقد " صوت مجلس النواب العراقي ، في جلسته المنعقدة اليوم السبت 22 تشرين الأول / أكتوبر ، بالغالبية على قرار بمنع بيع واستيراد المشروبات الكحولية في العراق عدا إقليم كردستان  . " ، وأرى بهذا الصدد التالي :                         1 . قيل أن شرب الخمر ضد الشريعة ، ولكن القران والرسول والخلفاء الراشدين والخلفاء والأمراء وكل الحكام من بعده لم يمنعوا الخمر ، ربما قننوه أو حددوه ، وذلك لأن الحكام أنفسهم كانوا يشربوه من حقبة الرسول والى الأن !! . فهل من المعقول أن حكام اليوم أكثر أسلاما من خلفاء الأمس !! .
2 . حكومة العراق ، غارقة بالفساد من رأسها الى أخمص قدميها ، وزراءا ، نوابا ، سياسيين ، رجال دين ، أحزاب وو ، والشعب مظلوم مسروق مهدور حقه ، فقير مشرد ، لا خدمات ولا حقوق ، وبدل من أن مجلس النواب يقوم بمحاولة ترميم الوضع ، قام بتأزيم الواقع ، حيث يعتبر " الخمر " ، متنفسا وحيدا للشعب المكبوت المسحوق ، الأمر الذي يجعل من هذا الشعب أن يلجأ الى متنفس أخر ، والمخدرات هي أحد هذه البدائل !! .
3 . من المؤكد أن " مشرعي " هذا القانون ، في حالة أقراره ، سيكون لبنة أساسية لتطورات أخرى ، نحو أسلمة تامة للعراق ، وأن السنة والشيعة كقطبين في البرلمان ، مؤيدين لهذا النهج ، وهذا ظاهر من غالبية مصوتي البرلمان العراقي .
4 . شرب الخمر ، من ضمن الحريات الشخصية ، ونحن حسب ما يقوله الحكام دولة ديمقراطية ! ، فأي ديمقراطية هذه التي لا تحمي حريات وخيارات شعبها ! .
5 . كان من المفروض بالبرلمان أن يوجه جهوده نحو تعزيز الحرب ضد الأرهاب ، خاصة تحرير الموصل من قبضة داعش ، وليس أن يهتم بموضوع ليس مفصليا وليس مركزيا ألا وهو منع الخمر !! ، فهل منع الخمر سيعزز من الشفافية ويقضي على الفساد ! .
6 . هل منع الخمر وما سيتبعه سيجعل العراق نسخة من أيران / على أساس أن الشيعة هم المكون الأغلب للعراق  ، وهو بنفس الوقت سيجعل من العراق ثاني دولة عربية تنهج الخط الديني بعد السعودية ، مع الاخذ بنظر الأعتبار الأختلاف المذهبي والعقائدي بين الدولتين .. هذه تساؤلات ! .
7 . أن حصل مستقبلا ما تم توقعه من التحول الى دولة دينية ، هل هناك قفزة حضارية للشعب الى الأمام ، أم سيكون هناك أنتكاسة مجتمعية كارثية ستجر العراق عقودا الى الخلف ، وستدفعه الى عصور الظلام والتخلف ! . .8 . البرلمان العراقي ، الذي من المفروض أنه قام على أسس ديمقراطية ضرب مكونا دينيا عرض الحائط ، وهم المسيحيون ، الذين لا يحرمون الخمر ، علما أن المستهلك من الخمر يدل على أن مستهلكيه هو من قبل المسلمين وليس من قبل المسيحيين ، وذلك لأن نسبة السكان المسيحيين في العراق جدا متدنية ! .

الختام :                                                                                                                             أن شرب الخمر ليس جريمة شرف ، وليس معيبا ، وأن كان الأمر عقائديا فهو يخضع للعلاقة بين الفرد وربه .. ولكن جريمة الشرف والخزي والعار ، هو لمن خانوا الوطن وباعوا أرضه وكسروا شعبه ، وجعلوا من العراق عنوانا للفساد والتأخر والجهالة ، بعد أن كان منارا للعلم والحضارة .
 







 


 


375
                                         قراءة في " أن الحاكمية لله "
أستهلال : 
  هذا الموضوع مطروح بشكل كبير من قبل الكثير من المهتمين ، كدعاة الأسلام السياسي أو من قبل العلمانيين أو المستقلين أو الباحثين عامة ..، وككاتب أود أن أدلو بدلوي بهذا الصدد ، ولكن سوف لن أتناوله بصورة نمطية قديمة ، لأن هذا التناول مسرد في بطون كتب الأسلاميين والباحثيين .. ، ولكني سأتناوله بطريقة حداثوية بعيدا عن المفاهيم والمقاصد والنهج لهذا الشكل من الحكم المسرد في الأدبيات الأسلامية و الذي من الممكن للقارئ أن يطلع عليها دون عناء ! لذا سأتناوله بطريقتي عسى أن تكون أضافة متواضعة بهذا المجال .
النص :
    أن قوله تعالى " مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " (40) سورة يوسف ،  وحديث الرسول ( إن الله هو الحَكَمُ ، وإليه الحكمُ ) .. وغيرهما الكثير من الأيات والاحاديث ، أضافة الى عشرات التفاسير منذ القدم الى التاريخ المعاصر ، التي يؤكد بها الأسلاميين بدلالتها أو بأشارتها على أن      " الحاكمية لله وحده " ، ولست هنا بمقام طرح هذه الحجج التي أمن أو أعتقد أو نهج الأسلاميين بأشارتها بأن الحاكمية لله ، ومن يود ذلك يستطيع الأطلاع على ذلك بكل يسر ، وأنما غاية المقال هو أستعراض قرأتي لهذا الموضوع وفق هذه الأضاءأت التالية :
1. كيف يحكم الله .. هل لله شخصية معنوية أو أعتبارية أو عامة ، هل هناك أي أحساس مادي به ، هل لله له طاقم حكومي للحكم ، هل هناك أي قنوات أتصال به رسمية أو شبه رسمية ، لغرض التباحث معه في أمور الحكم ، وهي من المؤكد أمور دنيوية ، هل يستطيع أن يتفاوض من أجل حل القضية الفلسطينية مثلا ، فكيف يحكم الله وهو أيمان وأحساس وشعور ، هل تحكم الدولة بالغيبيات !! .. في بداية صدر الأسلام عندما حكم الرسول كان بشرا عاديا ، وحتى في ذلك الزمن / الدعوة المحمدية ، لم تكن هناك دولة بمفهوم الدولة المؤسساتي ، ولكن كان هناك شخص ممكن الرجوع أليه في قضايا تتعلق مثلا بنشر الدين ، متابعة الشؤون القبلية ، الغزو وما يلحقها من غنائم وأموال وسبايا ، والشؤون الأخرى .. ! أذن مقولة " الحاكمية لله " لايمكن أن تكون منطقية ، بل أتخذتها الأحزاب الأسلامية من أجل أيهام الشعب والسيطرة عليه ثم خطف الدولة والحكم .. وأرى أن مفهوم الأية أعلاه تخص عبادة الله من خلال تعاليم الدين .
2.  أسماء الله الحسنى ، فبدءأ من ( الرحمن الرحيم الملك القدوس .. الى .. الوارث الرشيد الصبور ) ، لم نسمع من كل هذه الأسماء من أسم يدل على مفهوم السلطة والحكم ، وذلك لأن الحكم سياسة ، فهل يوجد أسم لله تعالى يدعى ب " السياسي "، أيعقل أن يكون الله سياسيا ، أن حكم الله حكم أخروي وفق القرأن ،  أما الشق الدنيوي منه فهو حكم العبادات والأمور الشرعية والأرث و.. فليس من صفة سياسية لله ، لأن السياسة (( " اصطلاحا " تعني رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية ، وتعرف إجرائيا حسب " هارولد لاسويل " بأنها دراسة السلطة التي تحدد من يحصل على ماذا ( المصادر المحدودة ) متى وكيف . أي أن السياسة هي دراسة تقسيم الموارد في المجتمع عن طريق السلطة هذا حسب " ديفيد إيستون " ، أما الشيوعيون فيعرفوها بانها ( دراسة العلاقات بين الطبقات ) ، وعرفها " الواقعيون " ( بأنها فن الممكن أي دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعيا وليس الخطأ الشائع وهو أن فن الممكن هو الخضوع للواقع السياسي وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصالح ) / نقل بتصرف من الموسوعة الحرة . فمن كل المفاهيم السابقة ، أينطبق أي من هذه المفاهيم على الله ، أيقوم الله تعالى بأي من هذه الوظائف ، أن الله بعيد عن المصلحية و العلاقات والطبقية والحدود والأجراءات .. أن الله هو أيمان ومحبة .
3. أتركوا الله في مكانته وقدسه ، وأذا ترغبون بالحكم ، لا تخلطوا الدين بالسياسية ، فقط في زمن الرسول كان الأمر مختلفا ، لأن الرسول كان يمثل كل شي للقبيلة .. و واقع ذلك التأريخ قد ولى و أنقضى ، لأن بموت الرسول أنتهت الدعوة وبدأ عهد السلطة والقوة والحكم ، فلم يطبق الأمويون والعباسيون وحتى العثمانيون أي شورى في أختيار الحاكم ، لأنهم عشقوا السلطة فكان التوريث مبدءا للحكم ، أما في العصر الحديث نلاحظ أن السلطة هي غاية الأسلاميين ، وليس الله ، بل الله أستخدموه كوسيلة من أجل هدف واحد أوحد وهو السيطرة على الدولة ، الأسلاميون " ميكافيليون ، يؤمنون بأن الغاية تبرر الوسيلة " فأستخدموا كل شئ مباح حتى لو كانت الوسيلة هي " الله تعالى " من أجل السيطرة على الحكم ، وتجربة حكم " محمد مرسي " في مصر أكبر دليل على ذلك .
4.  يقول الله تعالى  : وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ( النساء/ 58 ) .. / الأية أسردها على سبيل المثال ، في الأية توجيه و أرشاد وتحذير ، وأرى أن الأية دليل موجه الى الحكام عامة ، رؤوساء وملوك وأمراء .. ولا تدل الأية على أن الحاكم هو الله ، وأنما هو توجيه الى من يحكم ، ولم يخول الله وفق هذه الأية ، نوابا أو أتباعا أو مريدين أو فئة معينة أو طبقة بحد ذاتها أو .. لهذا الفعل ، أما فقهاء الأسلام فأنهم يذهبون بعيدا في تفاسيرهم وهذا ديدنهم في تفسير النصوص بما تخدم أغراضهم و غاياتهم !
5. الحاكمية لله والسلطة ، قد يحسب البعض أن السعودية - أمثل وأفضل نموذج للحكم الأسلامي ، على أساس أنها تمتثل الى القرأن في أحكامها ، وعلى أعتبار أن القرأن هو منطق ونصوص من الله ، وفي هذا الصدد أود أن أطرح بعض النقاط ، أولا – هل هكذا حكم يمنح وجها أستشراقيا بهيا لله وللقرأن والأسلام
، فهل قطع الرؤوس في الشوارع و الجلد ووو هو حكم الله ! أين العدل والتمدن والتحضر في كل ذلك ،    ثانيا – أي حكم وراثي سلطوي يمارس في السعودية ، أين العدل في الحكم ، فمثلا ، بعد تنحية الأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد ، يصبح شابا في أول الثلاثينات وليا لولي العهد ، بلا خبرة ولم يستلم أي منصب حكومي حساس/ وهو نجل الملك ، الأمير محمد بن سلمان ، تاركا ورائه طابور من الأمراء من أصحاب الخبرة كأنجال الملك فيصل بن عبد العزيز وأنجال الملك عبدالله بن عبد العزيز .. ، أذن التشبث بالحكم والسلطة هو الغرض والهدف ، وليس المشورة والخبرة التي كانت موجودة بشكل أو بأخر في الخلافات الأسلامية ، ثالثا – أذن السلطة والملك هو الهدف وليس القرأن والشريعة وليس حاكمية الله ، رابعا ،  فضل الملك سلمان نجله على الجميع ، فهي عملية بعيدة عن حكم الله الذي يوصي بالعدل باختيار الأفضل والأرشد للحكم ، ولكن الكل يتخذ من أسم الله كذريعة في عدم الخروج عن أمر الحاكم !
6. الحاكمية والخلافة ، سقطت أخر خلافة أسلامية في الثامن والعشرين من رجب 1342 هجري الموافق للثالث من آذار 1924 ميلادي ، وكان أخر خليفة عثماني فعلي هو السلطان عبد الحميد ، وفي الحديث الشريف :  عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ فِيمَا أَعْلَمُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا ». سنن أبى داود - (ج 4 / ص 178) قال الالباني : صحيح . ولو أفترضنا جدلا ، أن هذا الحديث صحيح متوارد وذو أسناد تام عن الرسول محمد ، هذا من جهة ، ولو ربطنا هذا الحديث بخلافة أبي بكر البغدادي في الموصل و غيرها / ولكن بمرور 90 عاما على الحديث النبوي وليس 100 عام كما ذكر في الحديث ، " الفرق بين 1924 و 2014 " ، من جهة ثانية ، فنكون نحن بحق أما كارثة ، لأن الرسول لا ينطق عن الهوى ، لقوله تعالى (( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى )) سورة النجم .. أود هنا أن أطرح بعض النقاط بخصوص لو كان البغدادي هو المقصود بتجديد دين محمد ، أولا - لو كان البغدادي هو الشخص الموعود بالتجديد ، فنكون نحن أمام حاكمية مميزة ، لأن الخليفة هو ظل الله على الأرض ، وهذا الظل هو البغدادي ، فهنا نحن في موقف لا نحسد عليه من خليفة يمثل أسلافه في لذة العنف والتوحش والحرق والتفجير والسحل والصلب .. ، فأي حاكمية وأي أله ورسول نحن نتبع ! ثانيا – ولكن هذا ليس بمستغرب لأن البداية / وما بها من عنف كخلافة أبوبكر ، تماثل وتشابه بما يحصل بالموصل والرقة الأن ، ثالثا ، الله لا يحكم أن الله يعبد ويقدس ! ولو كان الأمر عكس ذلك فسنكون أما وضع وهو ألصاق كل الموبقات التي ينهجها الحكام / كابغدادي ،  بالله ، رابعا – هل الله يأمر بالسبي وجهاد النكاح .. وحتى لو كان بعض من هذا منصوص عليه ، فتلك النصوص من الضروري أن نضعها في حجمها ومكانتها الماضوية المنسية .
ختاما ، من الضروري نسخ مبدأ " حاكمية الله " / كما نسخ غيرها ، حتى لا تتشوه صورة الله ، وتكفيه / أي الله ، كمية التشويه الذي قام ويقوم به الأسلاميون ، وليعلم الجميع ، أن لكل سفينة قبطان والله ليس بقبطان الدولة !

376
                                    قراءة أسلامية في مفهوم الكافر                                   
(  عندما تصادف عطشان ، ستسقيه ماء ، دون أن تسأله عن دينه ، لأن الأنسانية هي التي تجمعنا ، وليس الدين ... فالأنسانية هي الأسمى  )     
أستهلال :                                                                                                      سأبدأ مقالي بهذه الكلمات ... أننا بشر ، متساوون تماما ، عينان ورأس ويدان وأرجل وفاه وأنف وقلب واحد .. ، نتألم نبتهج ، نحزن نفرح ، نغضب نلهو ، نختلف ونخالف ، نتناقش نصمت ، ننكر الأخر أو نتفق معه ، لغاتنا متعددة ، جنسياتنا مختلفة ، حضاراتنا تتوافق وأحيانا تتصارع ، أدياننا مذاهبنا معتقداتنا طوائفنا فرقنا مختلفة ، وليس من فئة من كل هؤلاء أن تقول أنا الحق وما سواي كافر ، ليس من سلطة أو قوة تخول أي فرد أو فئة بأن تكفر الأخر ، فهناك أله واحد ، عباده يفترشون المعمورة ، أرأيتم ألاها  يقرب ، أو يعز ، أو يفضل ، فئة ويكفر أخرى ، يميل لفئة ويأمر بقتل أخرى ، لو كان كذلك ، فأنا لا أعبده !! لأنه ليس الله الذي نعرفه  ، لأن الله محبة  !
المقدمة :                                                                                                          لأغراض البحث / المقال ، من الضروري أن أسرد عدد  نفوس العالم ، فهم أكثر من 7.4 مليار نسمة / حسب أخر الأحصائيات ، وهم موزعون / دينيا ، كالاتي :                                                   (( مسيحيون 2,280,454,000  ،  مسلمون 1,549,444,000  ،  هندوس   948,507,000
بوذيون   468,536,000 ،  السيخ    24,591,000، يهود   : 14,641,000
روحانيون  13,978,000 ،   458316000  صينيون / دين شعبي صيني
261429000  : أديان طبيعية  ،   64442000 ،  أديان حديثة ، 00000 ... أخرى ))
أن الأحصائيات أنفة الذكر قد نستعين بها في فقرات المقال التالية ( المصدر ، الويكيبيديا ) .
النص :
1. الكافر في " اللغة العربية  " هو المنكر و الجاحد ، وهو أيضاً الناكر للنعمة والمتناسي لها ، وهو ضدّ الشاكر ، أما المراد منه في " الشريعة الإسلامية " فهو المقابل للمسلم ، فمن أنكر الأركان العقائدية الثلاثة : التوحيد و النبوة و المعاد عُدّ كافراً ، أذن الكافر هو الملحد ، المشرك والوثني ، من أنكر الرسول محمد ، ومن أنكر المعاد ، و  " الفقهاء " أضافوا الى كل هذا ، من أنكر / بديهياً ، ضروريات الدين الإسلامي ، كالصلاة و الحج .. ( نقل بتصرف من  موقع - مركز الأشعاع الأسلامي / للدراسات والبحوث الأسلامية ، الموقع بأشراف الشيخ صالح الكرباسي ) . * أذن حسب هذا المفهوم أن المسلمين وحدهم المؤمنين والباقي كفرة ، فهل من المنطق و العقلانية أن يكون العالم  كله جاحدا ، منكرا للنعمة ،  كافرا عدا المسلمين ! وأشارة الى الأحصائيات المذكورة في المقدمة أعلاه أن أكثر من 5.7 مليار نسمة كافر !! هل هذا عدل ومنطق !                                                                                                                        2. في " موقع بيضيديا " ، مفهوم أخر للكافر ، هو مصطلح فريد أنتجته الثقافة العربية الإسلامية منذ العصر الطباشيري ، فالإسلام  كما نعلم جميعا لم يأت به محمد  بل هو دين جميع أنبياء الله ، ابتداءً من آدم عليه السلام ، وما محمدا إلا خاتما لتلك السلسلة الطويلة من المبعوثين والمرسلين . إذن ظهر الإسلام مع ظهور الإنسان الأول وكذا العربية لغة هذا الدين الحنيف ، ومعهما ظهرت هذه الكلمة الفريدة العجيبة التي لا ترى لها مثيلا في بقية لغات العالم  ( كافر )  ، أما عن غاية ظهور هذه الكلمة ، فيقول الإمام دحة الله العظمى أكدعي بأنه وجب منذ فجر الخليقة أن يحدد كل إنسان موقفه ، فأما أن يؤمن بالله ورسوله وآله فيضمن الجنة وحور العين وإما أن يكون كافراً ويكون مصيره جهنم وبأس المصير . والكافر في اللغة العربية هو المنكر و الجاحد ، أما عمليا فالكافر باختصار هو كل من لا يفكر مثلنا ، هذا في حال أننا فكرنا . أما المراد منه في الشريعة الإسلامية فهو المقابل للمسلم  .                                                                                                          هذه الأفكار/ المفاهيم ، الأسلامية الفقهية هي أكثر من غريبة ، حيث تشير الى أن الأسلام ظهر منذ بداية الخليقة وهو دين الأنبياء و الرسل ، وهذا تشويه للحقيقة ، فهل يعقل أن كل رسل و انبياء العهد القديم وما ما قبلهم كانوا  مسلمين  ، زد على ذلك هارون وموسى ويوحنا المعمدان والمسيح ! ، ثم يبين بأن من أمن بالرسول محمد ، ضمن  الجنة وحور العين ، ومن كفر الى جهنم ، مرة أخرى كل الكفرة الى جهنم ، أي 5.7 مليار نسمة الى جهنم ، والمسلمون فقط في الجنة موزعين على حور الحين ، وللعلم أن المسلم الشهيد له أكثر من 72 باكرا من حور العين *   وَحُورٌ عِينٌ   كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ     سورة الواقعة، الآية 22-23  . ، وأرى أن الأمر محرج حتى أسلاميا ، يعني أن حجم جهنم أكثر من أربعة أضعاف حجم الجنة ، لأنها يجب أن تستوعب 5.7 مليار كافر كعدد ، هذا من جانب ، ولكن الجنة تحتاج الى شقق للعلاقات الحميمية  مع حور العين هذا من جانب اخر ( كل شقة تستوعب مسلم مع 70-72 من حور العين ) .                                                                                                                                   3. والفقهاء المسلمين ، يوغلون بالتعمق في مفهوم الكافر من حيث النجاسة ، فيقولون أن أهل الكتاب من يهود ونصارى / المقصود هنا المسيحيين  الحاليين ، ثم المجوس و الوثنيين .. قد أختلف الفقهاء في نجاستهم ، فقال جمع من الفقهاء بنجاستهم أجمعين ، وقال أخرون بطهارتهم ، وقال جمع أخر بنجاسة كل المشركين عدا أهل الكتاب  ( نقل بتصرف من  موقع - مركز الأشعاع الأسلامي / للدراسات والبحوث الأسلامية ، بأشراف الشيخ صالح الكرباسي ) .                                                           
فهل يصح ويعقل  أن يكون أكثر من 5.7 مليار نسمة نجس ( جل هؤلاء الأنجاس من العلماء كأنشتاين ، والمفكرين كبرتراندرس رسل ، والأدباء كهمنغواي ودستوفسكي وجرجي زيدان والأطباء كطبيب القلب مجدي يعقوب ومجدي أسحق ، والشعراء كبشارة الخوري وجبران خليل جبران وكمال ناصر ، وجهابذة اللغة العربية كالأب أنستاس الكرملي ، وجمع الثوار كجيفارا و غادندي ، أضف الى ذلك كل الذين خدموا البشرية فكلهم أنجاس أيضا ! منهم .. توماس أديسون مكتشف الكهرباء ، أسكندر فلمنج مكتشف البنسلين ، جوتنبرغ مكتشف الطباعة  ، كونراد زوسه  مخترع الحاسوب ، وكل رواد الفضاء الذين هبطوا على القمر ، والأم تريزا خادمة الفقراء و المشردين  .. ) .                                                                                                        4.  وقد نص أهل العلم على أن من لم يكفر الكافر المحقق كفره من اليهود والنصارى أو غيرهم من الملل الأخرى فهو كافر ، فقد جاء في كشاف القناع " للبهوتي " – وهو حنبلي المذهب-:    من لم يكفر من دان أي تدين بغير الإسلام كالنصارى واليهود أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر لأنه مكذب لقوله تعالى : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ.  ( نقل بتصرف من - مركز ويب / مركز الفتوى ) .                                               
    مشكلة أخرى تزيد من عدد الكفار  ، حيث يوجد دعوة للتكفير من قبل بعض الفقهاء والشيوخ ، وهناك غلو في هذا ـ  لأنه حتى مبدأ الشك مرفوض ، لأن المسلم / المشكشك يعتبر كافر أيضا ،  أذن حجم جهنم ستحتاج لقسم خاص ، وهو قسم للمسلمين الكفار / الذين أبوا أو رفضوا تكفير الاخرين ، أضافة لأقسام  الكفرة الأوائل ، من يهود ومسيحيين ومجوس وصابئة وبوذيين ووثنيين                     
5. التكفير الأسلامي / الأسلامي :                                                                                 أهل السنة تبين أن الشيعة طبقات ، حيث أن الشيعة أكثر من اثنين وعشرين فرقة / منهم الأثني عشرية الزيدية العلوية البهرة وغيرهم الكثير ، وكل فرقة تتفرع إلى طوائف ، منهم المبتدع ، ومنهم الكافر على حسب المعتقد ، فالغلاة منهم الذين يدعون أن الله حلّ في عليّ هؤلاء كفار بإجماع أهل العلم ، حلولية يقولون: إن الله حلّ في عليّ هذه طائفة كافرة بالإجماع ، وهناك فرق تقول إن جبريل أرسله الله إلى عليّ فأوصلها إلى محمد وقالوا : خان الأمين يعني : جبريل ، وصدها عن حيدرة / لقب لعليّ ، يعني: خان الأمين ، وصد الرسالة عن حيدرة إلى محمد هؤلاء كفار بإجماع المسلمين ، وفرق تعبد آل البيت علي والحسن والحسين .. وهذا شرك من توسل بعبد دون الله ، وهناك فرق منهم يزعمون أن القرآن غير محفوظ وأنه ما بقي إلا الثلث ، وهذا تكذيب لله في قوله: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [سورة الحجر: 9]. ( نقل بتصرف من موقع البرهان / عبد العزيز عبدالله الراجحي ) ... وفي موقع أنا المسلم - المفتي / الشيخ عبد الرحمن السحيم  ، يقول عن أبن تيمية بأن الرافضة عموما يُعظّمون القبور والأموات ، والشرك أصل فيهم  وليس شيء أضرّ على الإسلام من الرافضة ، ومن قرأ التاريخ عَرَف ذلك  .                                                                                                     وأتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب / السني السلفي الحنبلي ، يكفرون الكثير من فرق أهل السنة أضافة الى تكفيرهم للشيعة ، حيث يقول أن أيمان ابو جهل أفضل من إيمان كثير من المسلمين ( طبعا هنا يقصد به المسلمين السنة وإلا فالرافضة أو الشيعة أصلا عنده مشركين وعباد قبور وقبوريين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) وتارة أخرى المشركين عموما وليس فقط أبو جهل .. ( نقل بتصرف من موقع أبن النجف ) .                                                                                                 كما أن السلفيين يكفرون الكثير من أهل السنة ، فمثلا ، الغالب على الفرق الصوفية اليوم هو الانحراف والبعد عن منهج أهل السنة و الجماعة ، ولهذا يكثر في أتباع هذه الفرق انتشار البدع والانحرافات ، بل الوقوع في بعض المكفرات ، كدعاء الأموات والاستغاثة بهم ، وأعتقاد أن الأولياء يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون ، واعتقاد وحدة الوجود أو حلول الله في شيء من مخلوقاته ( نقل بتصرف من موقع  أسلام ويب / مركز الفتوى  ) .                                              والشيعة أيضا تكفر أهل السنة ، حيث قال نعمة الله الجزائري في حكم النواصب ( أهل السنة ) فقال ، (  أنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية ، وإنهم  أشرّ من اليهود والنصارى ، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة ) الأنوار  النعمانية  /  206، 207 . كما  أباحوا الشيعة دماء أهل للسنة وأموالهم ، فعن داود بن فرقد قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما تقول في قتل الناصب ؟ فقال : ( حلال الدم ، ولكني اتقي عليك ، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل ) .                                   
وهناك قول للخميني : فإن استطعت أن تأخذ ماله / أي مال أهل السنة ، فخذه وابعث إلينا الخمس .( نقل بتصرف من موقع الدفاع عن أهل السنة ) .                                                                والشيعة الاثني عشرية أيضا لا تعترف بغيرها من الفرق الشيعية الأخرى كالزيدية مثلا ... كما أن الشريعة الأسلامية تكفر في حالات غريبة وعجيبة فهي كفرت ،  مثلا سعد بن عبادة الذي قتلته الملائكة لانه تبول واقفا ( ملاحظة : سعد ابن عبادة رشح نفسه للخلافة بعد وفاة الرسول قبل اغتياله على يد الملايجة او الملائكة  .( المصدر الويكيبيديا ) .
 وهذا يعني أكثر من 6.5 مليار نسمة / من أهل الكتاب والوثنيين و المجوس وغيرهم  في النار ، لانهم يتبولون واقفين / للعلم حتى أكثر المسلمين يتبولين واقفين ، ولا أدري كم تتسع جهنم من كفرة
 6. وفي باب الجزية ، خير الأسلام أهل الكتاب  بين الموت في المعركة أو دفع الجزية وهم صاغرون / أي ذليلون  و محتقرون ، حسب الاية : { قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ }التوبة 29 ، ولا يجوز أبداً تخيير أهل الكتاب بالدخول في الإسلام أو دفع الجزية . لقد حسم الله سُبحانه وتعالى قضية الإيمان والكفر بقوله : { وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} الكهف 29 ( نقل بتصرف مع أضافات من موقع الدكتور محمد شحرور- من مقال بعنوان / حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون – لمروان عبد الهادي ) . بينما الحديث التالي ، ص  226 الحديث الثامن عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى " .                                                                                         أرى في النقطة / 6 ، أشارات من عدم الوضوح ، وحتى أستطيع أن أقول من التقاطع و التناقض بين الاحاديث و الأيات ، فمن جهة القرأن يقول من شاء فليؤمن ومن شاء أن يكفر ، أي هناك خيارات ، والكفر أحد هذه الخيارات ، وكان الأحرى أن يقول من شاء فليؤمن وأما  الكافر بالنار / مثلا ، أما الحديث الثامن عن أبن عمر ، فهو نهائي و قطعي وبات ، حيث يقول الرسول  " أمرت أن أقاتل الناس " فلا ندري هنا من أمر رسول الله بالقتل !! ، بينما الأية أعطت خيارين الأيمان أو الكفر !!!!                                                                                               
الخاتمة :                                                                                                                 سأكتب خاتمة غير تقليدية ، فمن كل النقاط  أنفة الذكر ،  نستنتج الآتي :                                                  الشريعة الأسلامية تكفر غير المسلمين ، منهم أهل الكتاب / اليهود و المسيحيين و الصابئة ، أضافة الى البهائيين ، البوذيين ، الهندوس ، الوثنيين ، الازيديين و الملحدين وغيرهم ..               
    أهل السنة يكفرون الشيعة ويدعونهم بالروافض .                                                           الشيعة يكفرون أهل السنة ويدعونهم بالنواصب .                                         
 كما أن أهل السنة فيما بينهم يكفرون بعضهم البعض .                                                             كذلك الشيعة فيما بينهم أختلافات بوتيرة أقل من أهل السنة .                                                 السؤال هنا ، هل الذات الألهية ذات واحدة ، أو يوجد عدة آلهة ، لو كانت متعددة ، فكيف يكفر أله المسلمين غير المسلمين قاطبة ، ولماذا أله غير المسلمين صامتا  ولا يكفر المسلمين / من مبدأ المعاملة  بالمثل ، وكيف أله أهل السنة  يكفر الشيعة ، وأله الشيعة يكفر أهل السنة .. الى أخره من الهجمات التكفيرية المتبادلة ، ذات التقاطعات المتعددة ، التي هي من أختصاص المسلمين و بتميز دون غيرهم ، ومن  جانب  أخر ووفقا لمبدأ التكفير ، ووجود عدة آلهة ، ووفق مبدأ أن كل كافر  بالنار ، وبحسب مبدأ التكفير السائد و الموضح في كل ما ذكرت في أعلاه ، فأن كل العالم / حسب المنهج و الفكر الأسلامي بفرقه ومذاهبه وطوائفه ، كفرة والكل في جهنم ، أي أكثر من 6 مليار نسمة في النار !!   وهذا الحال بعيد كليا عن العقل والواقع والمنطق ، فهل من المعقول أن يأمر الله بهذا !! لهذا أرى أن النمط التكفيري الأسلامي لا يستند  الى أي حجج  معززة  بقرائن  منطقية  أو علمية  أو عقلانية ، بل يستند الى التعصب الأعمى الديني و الطائفي  و المذهبي و القومي ، لأن كل الأديان السماوية تقر بوجود آله واحد وتعبد نفس هذا الآله ، وبنفس الوقت ألاحظ  ونحن في القرن الواحد و العشرين ، بوجود أزمة أزلية منطقية / بالتحديد ، في الخطاب الأسلامي المستند في مبادئه على  الشريعة الأسلامية ، المهووسة بالتكفير ، داعيا العقلاء و الفقهاء و الشيوخ و العلماء ...  الى أعادة النظر علميا  بمبدأ مفهوم هذا التكفير ككل ، لأنه يجافي الأنسانية  و يضعف من مبدأ المواطنة ، ولا يعمل على بناء / تأسيس حضارة أنسانية ، فالتكفير يمحو هوية الفرد ويلغيها ، ويزيد من الحروب والأضطرابات والأرهاب وعدم الأستقرار ، وأرى أخيرا ، أن الفرد المؤمن السوي / المنطقي ، عليه أن يقر بوجود هذا الآله الواحد لكل البشرية ، أله السلام و العطاء و المحبة والفرح ، هذا الأله الذي لا  يكفر أي أحد  ،  ولا يأمر بقتل  الأخرين ، ولو كان كذلك لدعي "  بأله  القتلة  "  أو " الأله القاتل " .








 















377
                      تساؤلات حداثوية لنصوص الأسلام  .. مع أستطراد للأرهاب 
" العرب أمة تعيش في الماضي ، ولا تحسن التعامل مع الزمن الذي تعيشه ، وهذا سبب تخلفها " د.علي الوردي

المقدمة :
    الأسلام كدين ومعتقد ، والمسلمين عامة ، كأمة أينما كانوا ، باتوا مصدر قلق للعالم ، عربيا أو غربيا ، وسيأتي يوم سيشار أليهم بالبنان ، على أنهم مرجع للأرهاب و العنف ، حتى لو كانوا بريئين منه ، كبراءة الذئب من دم يوسف .. فالأمر يحتاج لمراجعة للنفس ، وأعادة النظر بواقع ووضع النصوص القرأنية ، ومحاولة ترتيب البيت الأسلامي بالمعنى المطلق ، وهل يمكن أن يكون " كل حال النصوص التي أنزلت أو كتبت أو وضعت أو التي أوحي بها " ، قبل أكثر من 14 قرنا ، بالمكان و الموضع المناسب الأن ، وأن تكون فعالة ومتلائمة مع الحياة في القرن الواحد و العشرين ، ولو كان الوضع الحالي يبدي أستحالة ورفضا للنص أن يكون متجانسا ومتلائما مع الواقع الأن بكل ظروفه المجتمعية و الحياتية ، فالمجتمع الأسلامي الذي كان / مثلا ، يعتمد على بول البعير في معالجة ظواهر صحية معينة ، ويقطع يد السارق ، ويقتل المرتد ، ويفرض الجزية على أهل الكتاب ويرجم ويحرق .. ، لا يستطيع أن يتقبل تلك النصوص و الأيات والأحاديث القديمة مع واقع وعالم اليوم !!
النص :
هذا المقال ، هو موضوع رسالة معينة ، موصوفة محددة مسببة مباشرة ، الى العالم الأسلامي من جانب ، والى أميركا و الغرب من جانب أخر ، مفادها أفيقوا ، قبل أن لا تفيقوا ! ، لأن محاربة الأرهاب يحتاج الى تفعيل محورين ، أولهما ينصب على ضرورة تغيير الخطاب الديني الأسلامي ، وتحويله من خطاب متزمت متشدد تكفيري موجه الى ألغاء الأخر، الى خطاب متسامح منفتح حضاريا ، والمحور الأول لا يتحقق ألا أذا ألغيت أو حذفت أو جنبت أو جمدت ... النصوص و الأحاديث التكفيرية الخارجة و البعيدة عن نطاق التأريخ و التحضر وعن نهج المجتمع الحالي ، وهذا ثانيا ..
ملخص البحث المختصر ، سأستعرض بعض الشواهد التأريخية منها ما حدث في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ، ثم سأشير الى حال الواقع الغربي عامة اليوم ، وكيف يكون دوره في محاربة الأرهاب ، مع كلمة ختام ..                                  أن محاربة الأرهاب لا يقوم على الرصاصة فقط بل يقوم على الكلمة التي من الممكن أن تبقي الرصاصة في مخزن البندقية ، وتجعل بنفس الوقت السكين تستخدم كأداة لتقطيع الطعام وليست كأداة لقتل وتقطيع الأنسان .
في صدر الرسالة المحمدية / في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ، حدثت كارثة أنسانية ، وهو حصول مجاعة بشرية ، دعيت  " بعام الرمادة " مفادها ((  أنه في عهد عمر رضي الله عنه في أواخر سنة 17هـ، وبداية عام 18هـ ، تمثلت في حصول قحط شديد بين الناس في أرض الحجاز ، حتى تجمع في المدينة من غير أهلها قرابة الستين ألفا من العرب ، فقلّ الطعام ، وجفت ينابيع الأرض ، وغارت مياه الأبار ، حتى كانت الوحوش تأوي إلى الناس ، وكان الناس يحفرون نفق اليرابيع والجرذان ، ليأكلوا ما فيها من حشرات ، وحتى جعل الرجل يذبح الشاة فيعافها من قبحها وإنه لمقفر ، ودامت هذه الأزمة تسعة أشهر ، أياما بليالي ، حتى سمي العام الذي وقعت فيه عام الرمادة ،  فكانت الريح تأتي على الأرض فلا تُسْفي إلا ترابا كالرماد ، وقيل : أصبحت الأرض سوداء كالرماد من قلة المطر ، وقيل : تغيرت ألوان أجساد الناس فكانت شبيهة بالرماد ، حتى نحل جسم عمر واسود لونه رضي الله عنه ، فما أن وقعت ونزلت بساحة المسلمين حتى اتخذ عمرُ التدابير اللازمة والمواقف النبيلة في حلها وإدارتها .. )) نقل بتصرف مع أضافات الكاتب من / موقع صيد الفوائد ، من مقال بعنوان - سياسة فقه الأزمات  [ عام الرمادة أنموذجا ] ، سلمان بن يحي المالكي  .
ولأن الحال و الواقع كان أستثنائيا ، أجتهد الخليفة عمر في معالجة الواقع  ، حتى ولو أختلفت المعالجة مع نصوص القرأن ، وذلك لحدوث أعمال كالسرقة والتجاوزات من أجل سد الرمق ، فهل كان من عمر أن يقطع أيادي المسلمين عملا بسورة المائدة / 38 }  وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالا مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ { ، وبالرغم من أن النص قطعي في ثبوته قطعي في دلالته ، وقطع الرسول به ولم يعلم له ناسخ .. ولكن الخليفة عمر عالج الامر بحكمة ، فقد ذكر الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله في كتابه ( الحدود والتعزيزات عند ابن القيم ) في شروط القطع في السرقة الشرط الخامس في انتفاء الشبهة ص 373  .. يبين ابن القيم رحمه الله أن " عمر رضي الله عنه " لم يقطع يد السارق في عام المجاعة وأن هذا هو مذهب أحمد والأوزاعي ، حاشية : ( أنظر اعلام الموقعين 3/22- 23 ، وانظر إيضا المغني لابن قدامة 10/288-289 ) و استدل " ابن القيم " من الأثر والقياس كالآتي :
قول عمر رضي الله عنه : لاتقطع اليد في عذق ولاعام ولاسنة ( حاشية : أنظر مصنف عبدالرزاق 10/242 )
قال السعدي سألت أحمد عن هذا الحديث فقال العذق النخلة والسنة المجاعة فقلت لأحمد تقول به فقال أي لعمري قلت إن سرق في مجاعة لاتقطعه فقال لا إذا حملته الحاجة على ذلك والناس في مجاعة وشدة . / نقل بتصرف من موقع ملتقى أهل الحديث .
وقد جاء عن عمر بن الخطاب أيضا ، أنه أسقط حد الزنا أيضاً ، بسبب ضرورة الجوع والعطش ، فقد أتيَ عمر بامرأة لقيها راعٍ بفلاة من الأرض ، وهي عطشى فاستقته فأبى أن يسقيها إلا أن تـتركه يقـع علـيها ، فناشدته بالله فأبى ، فلما بلغت جهدها أمكنته من نفسها ، فدرأ عنها الحد بالضرورة ، وما قيل في توجيه فعله في حد السرقة يقال في توجيه إسقاطه لحد الزنا عن هذه المرأة . / نقل بتصرف من موقع فرسان أهل السنة .                  لقد نص القرآن الكريم صراحة على أن الجوع الشديد مبيح  " لأكل المحرمات وشربها " من الميتة والدم ولحم الخنزير فاقتضى ذلك وجود الإباحة بوجود الضرورة في كل حال ، وذلك لقوله تعالى في سورة الانعام  } وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْه { ، فكما أن الجوع الشديد مبيح لأكل الميتة والدم ولحم الخنزير فمال المسلم أولى وقد ذكر القرطبي أنه لا يحل ولا يجوز للمسلم أن يأكل من الميتة وهو يجد مال المسلم لا يخاف فيه قطعا . / نفس المصدر السابق .
الخليفة عمر بن الخطاب يعطل أية قرأنية وهي في سورة التوبة 60 / إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
وحول سرد الواقعة ، نتناول تفسير أبن حاتم / حيث يقول ... حدثنا : أبو سعيد الأشج ، ثنا : عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن حجاج بن دينار ، عن أنس بن سيرين ، عن عبيدة السلماني قال : جاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس إلى أبي بكرالصديق ،  فقالا : يا خليفة رسول اللّه إن عندنا أرضاً سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة فإن رأيت أن تقطعناها لعلنا نحرثها ونزرعها ولعل اللّه أن ينفع بها فأقطعهما إياها وكتب لهما بذلك كتاباً ، وإشهد لهما وإشهد عمر وليس في القوم ، فإنطلقا إلى عمر ليشهداه على ما فيه فلما قرآ على عمر : ما في الكتاب تناوله من أيديهما فتفل فيه فمحاه فتذمرا ، وقالا له مقالة سيئة فقال عمر : أن رسول اللّه كان يتألفكما والإسلام يومئذ قليل وإن الله : قد أعز الإسلام فاذهبا فإجتهدا جهدكما لا أرعى اللّه عليكما إن أرعيتما . / نقل بتصرف من موقع أسد لبنان ،  من مقال بعنوان - عمر يعطل حدود الله في سهم المؤلفة قلوبهم .
رسائل معنونة :
1.   الخليفة عمر بن الخطاب رجل مرحلة صدر الرسالة المحمدية ولا يزال كعنوان يحتذى به أسلاميا / لجرأته في هذا الخصوص ، وهذا ليس تقييما عاما مطلقا له ! :
 مما سبق نستنتج أن الظرف والحالة و الوضع تخلق أجتهادات تتناسب معها ، قد تكون ضمن نطاق المألوف ، هذا في حال كانت القضية والمعالجة  ذو أهمية بسيطة ، والتي يستطيع أي مجتهد أن يفتي بها ، ولكن كيف الحال مع الخليفة عمر ، حيث أنه عالج قضايا خارج نطاق المألوف شائكة مستعصية ، بها أيات قرأنية صريحة واضحة بينة ، لا تقبل التأويل و لا التفسير ، ولكن عمر نظر الى الحال العام و الضرورة و الظرف / مثل ما جاء بشرحه سابقا ، أما  ما يقوله العلماء و الفقهاء من أنه لم يوقف العمل بهذه الأية أو تلك ، فهو قول جانب الصواب لأنهم  يؤولون الحالة على رأيهم من باب قدسية النص ،.. الحقيقة أن عمر الخليفة الراشد العالم الضليع نظر وقرر ما يجب أن يكون ، ولعمر مواقف كثيرة أخرى حول المرتد وغير ذلك ... ولكني سردت فيما سبق  بعض النماذج على سبيل المثال وليس الحصر .
2.  واقع العالم اليوم وضرورة التعايش الأسلامي معه :
 الأسلام موجود ضمن عالم متعدد الأديان و المذاهب و المعتقدات و الطوائف ، منها السماوي ومنها الأرضي .. ، على سبيل المثال ، في الهند هناك بشر يعبدون البقر و القرود .. ، وهناك أخرين يعبدون الأجهزة التناسلية الذكرية و الأنثوية ، .. الأمر معقد متشابك ، نحن الأن في مجتمع ليس له أي وجه تشابه مع مجتمع الرسول محمد ، فسابقا كان في مجتمع الجزيرة القبلي اليهود والمسيحيين و الوثنيين ..، الأن الوضع مختلف ، حيث صنفت} " منظمة بيو " العالم إلى ثماني مجموعات دينية ؛ تعتبر المسيحية المجموعة الدينية الأولى نظرا لأنتماء 31.5 في المائة إليها ، والإسلام ثاني المجموعات يعتنقه 23.2 في المائة ، ويعد اليهود أقل المجموعات الدينية على الإطلاق بنسبة لا تتعدى 0.2 في المائة ، بينما يشكل الهندوس والبوذيون الذين يتركزون في «مهد» هذه الديانات بدول محددة بآسيا والمحيط الهادئ نسبة 15 و7 في المائة على التوالي . في حين ما يزال حوالي 6 في المائة من سكان المعمور يعتنقون الديانات الشعبية «البائدة» ، وتشمل الأديان التقليدية الصينية والإفريقية التي مارسها الأفارقة قبل مجيء المسيحية والإسلام " مثل السانتريا ، أمباندا ، فودو ، وغيرها " ، وأديان سكان أستراليا وأمريكا الأصليين " دين أزتيك ، ودين الإنكا والمايا " {/ نقل بتصرف من موقع مغرس ، من مقال بعنوان خريطة الاديان في العالم .. أضف الى ذلك الصابئة كدين سماوي و البهائية والدروز .. ومعتقدات كالزرادشتية و الازيدية .. وكما أن كل دين له الكثير من المذاهب و الطوائف والأنقسامات .. اليوم على الأسلام أن يؤمن بالتعايش مع كل الأديان عامة ، حتى تستمر الحياة .
3.   رسالة للغرب وأميريكا :
رؤوساء وحكام الدول الغربية وأميركا ، يجب أن يفيقوا ويعوا ما تسيرالأمور أليه ، حتى لايفقدوا السيطرة على زمام الوضع ، حينئذ لا ينفع ندم ولا تفيد حسرة ، أن فتح الأبواب على مصراعيها من باب الحرية الدينية و وخيار المعتقد ومن منحى الحرية الشخصية يجب ان يعاد النظر به خاصة فيما يتعلق بدور الدعاة الأسلاميين المتطرفين ، فمثلا الدور الخطير للداعية الأسلامي البريطاني أنجيم شودري / ذو الأصول الباكستانية ، حيث صرح ( بأن الدولة الاسلامية «داعش» استوفت جميع الشروط المطلوبة لأعلان الخلافة ، وأن خلافة أبوبكر البغدادي صحيحة من الناحية الشرعية ، مؤكدا طاعته له ، وقال أنه مستعد للتنازل عن جنسيته البريطانية والتوجه الى أرض الخلافة ، وفي أول ظهور له في الإعلام العربي بعد سحب جواز سفره واتهامه بدعم الإرهاب ، قال أن خلافة البغدادي شرعية .. و«داعش» يتعرض لحرب دعائية لتشويه صورته !! ، وأضاف لا أؤمن بالحدود بين الدول الإسلامية التي وضعها الاستعمار فالأرض كلها لله ، وأنا مستعد للسفر لدولة الخلافة أنا وأولادي إذا أعطتني بريطانيا جواز سفري ، تعليقي كوني بريطانياً على ذبح «داعش» لبريطانيين.. أنا مؤيد للشريعة الإسلامية .. ) / نقل بتصرف من مقال ل أحمد زكريا ، منشور في / موقع الوطن . ، وقال  شودري ( إن القيادي الإسلامي فؤاد بلقاسم ، الذي حكمت عليه محكمة بلجيكية ، بالسجن 12 عاماً بتهم متعلقة بالإرهاب ، إنه كان على تواصل معه ، وأضاف في حوار مع CNN الأربعاء ، إن بلقاسم ، المعروف أيضاً باسم أبو عمران ، أخذ باستشارته عام 2010 ليبدأ العمل على إنشاء مجموعة " Sharia4Belguim " ، ليقوم بلقاسم بإنشاء المجموعة في بلجيكا وتأسيس فروع لها في هولندا وفرنسا .. ) منقول بتصرف من موقع شبكة عراقنا الاخبارية ... أن ترك هؤلاء الدعاة المتطرفين يتحركون و يعملون بحرية في مساجدهم وجوامعهم فأنه لأمر شديد الخطورة ، فأرى على الحكومات أن تحدد نشاطهم ، لأنهم يعتبرون أدوات تبشيرية للأرهاب و التطرف ! ومن جانب أخر على هذه الدول أن تمنع أي مظاهر تشير للتطرف ، كالنقاب و اللحى و الألبسة الأسلامية لطالبان ، بأعتبارها مظهرا لا يتماشى مع الوضع الحضاري ، ولا ينسجم مع التقاليد والعادات الغربية ولا يتفق أيضا مع الحياة المجتمعية.                                                                                                                             فسر فريد زكريا / في يوم الإثنين ، 23 فبراير 2015 ، ومقدم برنامج GPS على شبكة CNN امتناع الرئيس باراك أوباما ( عن تسمية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام او ما يُعرف بـ " داعش " بالمسلمين المتشددين مشيرا إلى أن هناك أسبابا استراتيجية وراء ذلك ، رغم تصريحات المنتقدين لسياسته بأنه                " لا يمكنك قتال عدو لا يمكنك تسميته " ،  وألقى زكريا الضوء على من يقول بأن داعش هم الإسلام ، حيث قال : " هناك 1.6 مليار مسلم في العالم مقابل نحو 30 ألف عضو في داعش ، هل هذا يعني أن 0.0019                  في المائة من المسلمين هم من يُعرفون هذه الديانة ؟ " ) / منقول من موقع أخبارك ..                                                        أرى ان بعض ما أفاد به أحمد زكريا يمكن أعتباره مقبولا فيما يخص تصريحات الرئيس أوباما ، ولكنه أخفق بالنسبة التي طرحها 0.0019 ، لأن الأرهاب هو ليس داعش فقط ، بل هم كل المنضوين تحت المنظمات الأرهابية في العراق ، سوريا ، مصر ، ليبيا ، الصومال ، بوكوحرام / نيجيريا ، جماعة أبوسياف / جنوبي الفلبين ، طالبان في أفغانستان والشباب في الصومال .. ، أضافة الى الأخوان المسلمين المنتشرين في 72 دولة .. أستاذ فريد زكريا أنت تتكلم عن عدد هائل و كبير جدا لا تتوقعه ، كل هؤلاء أن لم يكونوا أرهابيين ، فهم قنابل موقوتة                               ممكن أن يتحولوا الى أرهابين بخطبة صفراء  في أي جامع  !                                                                                                  الأرهاب يولد من رحم هؤلاء الدعاة كأنجيم شودري وفؤاد بلقاسم وغيرهم من الذين يعملون بصمت وخفية ، الذين يعيشون على مساعدات الكفرة في بلاد الكفرة ! ويتعالجون في مستشفيات الكفرة ! ويدرسون بمدارس وجامعات الكفرة ! هؤلاء الدعاة المتشدقين بالأسلام ، المباحة لهم حرية الدعوة بحرية تامة في الغرب و أميركا !
4.   الأمة الأسلامية تفتقر رجل كالخليفة عمر :
 على رجال الأسلام فهم الواقع الحالي للحياة ، بمنظور عملي ، وعليهم أن يتقبلوه بذهنية القرن 21 وليس بذهنية وعقلية  صدر الرسالة المحمدية ، وسأستعرض على سبيل المثال وليس الحصر بأية وحديث ، ونطرحهما على بساط النقاش ، ونرى هل يمكن تفعيلهما مع حياة ومجتمع القرن 21 ..                                                          أما الأية فهي من  سورة التوبة 29 ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) ، هل من المعقول أن يحارب المسلمين العالم كله / أي ان يحاربوا أكثر من 5.6 مليار نسمة ، وأن يخيروا الكتابيين منهم بين الأسلام وبين الجزية ، والباقي بين الأسلام أو القتل والسبي ، وذلك لأن الجزية تنطبق فقط على أهل الكتاب !! هذا مثال واحد من مئات الامثال ، هل يمكن لهكذا أية أن يعمل بها اليوم !                                                                                                          أما الحديث فهو الحديث الثامن عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال        (   أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى )  ر واه البخاري ومسلم  ، فهل من المنطق للأسلام أن يقاتل العالم كله حتى يسلموا ، أو يدفعوا الجزية .               أننا نحتاج لرجال على مستوى المرحلة وقدرها من أجل معالجة الأمر ، رجال على علم وفقه وعقلية و افق الفاروق عمر لكي يعالجوا مثل هكذا نصوص .
رسالة الختام / الثورة الدينية :
نعم ثورة دينية هي التي ستنقذ الأسلام من منعرج الأرهاب ، لا بد من ركن أيات ونصوص وأحاديث  / أصبحت وعاءا للتطرف و الأرهاب ، وأمست صفراء ، بنى عليها العناكب بيوته ، نصوص يستخدمها شيوخ الظلام من أجل طمس الأسلام و أبقائه في دائرة الشك في أي عملية أرهاب تحدث في العالم وتنال من الأبرياء ، فالعالم حياة بشر وليس حياة نصوص ، فالأنسان هو الأمل ، فيجب بث السعادة بحياته ، وليس دعوته لجهاد على أمل لقاء حور العين ! العالم على أرضه يعيش اليهودي و المسيحي و المسلم .. البوذي و الهندوسي ..  الوجودي و الملحد .. الحياة هي الأنسان ، فأتركوا دينه ومعتقده ومذهبه وطائفته ، وأنظروا الى أنسانيته فقط  ، وتعاملوا معه كأنسان .
رجال و شيوخ الأسلام ، دوركم ليس فقط بالدعوة ألى أركان الأسلام / الخمسة " الشهادتين ، أداء الصلاة ، الزكاة ، الصوم  و الحج " .. دوركم هو النهوض بالدين من كبوته ، عليكم تشذيب و تنقية وغربلة النصوص التكفيرية والسوداء ، والنصوص التي تكون في موضع شك في حياة اليوم ، تقديس النص الى أبد الأبدين  بدعة و كل بدعة حرام / كما يقال ، أعلموا ، ليس من ثابت ودائم وخالد وأبدي سوى الله ، الجرأة يا شيوخ واجبة من أجل أعطاء الدين جرعة الحياة ، لكي يواكب عجلة العلم و الأنسانية الحضارة ، فالتطور ضرورة حتمية لكي تفهم نصوص القرن الهجري الأول بعقلية القرن 21 الميلادي ، وهذا الدور لا يقوم به ألا شيوخ التنوير وليس شيوخ الظلام  !!


378
                                بعد الحروب مع الدولة الأسرائيلية ... العرب يتحاربون مع بعضهم

المقدمة :   
     خاض العرب عدة حروب رئيسية وسمت معظمها " بفلسطين " مباشرة أو بمفهومها المعنوي .. ، كالحروب من أجل تحرير فلسطين ، أو من أجل الدفاع عن الأمة العربية ، أو من أجل الذود عن بيت المقدس أو الأقصى ، أو تحرير مسرى الرسول .. / سمها ما شئت لأن العرب هم أمة شعارات !! .. ، لأنهم لم يحرروا أنفسهم كي يحرروا فلسطين !! ومن هذه الحروب ، حرب 1948  ، حرب 1967 وحرب 1973 ، كما خاضوا حروبا غير رئيسية ، مثل (  حرب تموز " حسب التسمية الشائعة في لبنان " ، أو حرب لبنان الثانية " حسب التسمية الإسرائيلية " والذي يسمى في بعض وسائل الإعلام العربية  "الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006"  أو "العدوان الإسرائيلي على لبنان وفي وسائل الإعلام الأجنبية " مواجهة إسرائيل - حزب الله 2006"  ) .. ، ونظرة للواقع الشرق الأوسطي  الحالي ، فأسرائيل موجودة شاخصة كما هي ، ونحن نتراجع ونتصادم ونتحارب مع بعضنا البعض ! .. وفي القرن الواحد والعشرين / بعد عام 2006 ، العرب تركوا أسرائيل تماما بحالها ، ودخلوا حروبا من نوع أخر ! .. هذا ما أردت بحثه في هذا المقال المختصر .

النص :
    بعد المقدمة المتواضعة ، سأتناول جانبا من الواقع القطري العربي الراهن وما به من حروب أو تطاحن أو صدام أو خلاف وتضادد ، على المستوى " العربي  -  العربي "  أو " العربي -  الدولي " أو ... ومن ذلك الأتي :-                                                                                                                                        1. أسرائيل الأن ، في  حقبة راحة و أستجمام  لا مثيل لها خاصة خلال العقد الأخير من هذا القرن ، فهي تخطط وتتطور وتتقدم ، والعرب أما في تطاحن داخلي ، أو في حرب فيما بينهم ، أو في تغذية حروب عربية ، أو في تدخل عربي عربي أو عربي دولي  من أجل أسقاط حكومات عربية ! أو على أقل تقدير تمويل معارضة  سياسية أو تعزيز ومساندة أضطرابات عربية أو مذهبية !...
2. المرتبة الأولى في هذا النهج تحتله السعودية ، حيث أنها تغذي الأسلام الوهابي المتطرف عربيا ودوليا عامة ، ومن جانب ثان هي في حرب ضروس مع الجارة اليمن ، ضد الحوثيين / الشيعة الزيديين ، أضافة الى موقف صلب غير مبرر مع القضية السورية ، وذلك من أجل أسقاط نظام الأسد ، وهو نظام شرعي ، لا ندري لم هذا العدوان الممول سعوديا  ضد سوريا ، الذي أستنزف الدولة السورية من جميع النواحي ، وأرهق السعودية أيضا ، فمن المستفيد من كل هذا الموقف المشين !! ، فأذا كان الجواب المستهدف هو أيران ، فهل يعقل أن يدمى الشعب السوري من أجل ضرب أيران بالنيابة ! والمستغرب أن المملكة تصرح بأنها مستعدة للتدخل البري في سوريا وهي لا زالت عالقة في المستنقع اليمني ! . وللسعودية  أيضا دورا مشبوها في العراق ، ودورا أخرا مساندا لحكومة البحرين ضد المعارضة الشيعية ، وصل الأمر الى تدخل عسكري (*1) .. مع أدوارا أخرى !! .
3. قطر / المشيخة الصغيرة ، هي الأخرى التي تريد أن تلعب دورا أكبر من حجم مساحتها وتعداد نفوسها ، فمن خلال قاعدة العتيد القطرية ضرب العراق !! ، ولها أدورا  مشبوها أخر في العراق وسوريا .. ، أضافة الى تغذية ورعاية الأخوان المسلمين عربيا ودوليا ، خاصة ضد مصر ! وقطر تصرح بشئ وتفعل أمرا أخر ، فلقطر مكتب تمثيل مع الدولة الأسرائيلية  في الدوحة ! ، معروف أعلاميا ! وتدعي من جهة أخرى بأنها المساند للقضايا القومية العربية ! .
4. لبنان هي الأخرى ، واقعة في طرفي السندان بين السعودية / ممثلة بالتيار السني بزعامة أل الحريري و.. ، وبين أيران ممثلة بحزب الله / الشيعي ، تحت قيادة حسن نصرالله ، والأغتيالات و المناوشات تتفجر بين الحين والحين بين الطرفين ، وأخيرا تم أيقاف العون المالي السعودي للبنان ( .. أكد مصدر سعودي مسؤول لوكالة الأنباء السعودية "واس" الجمعة أن السعودية ستوقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي اللبناني ، "نظرا للمواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين..". / نقل بتصرف من موقع  العربية نت 20.02.2016 ) .
5. الجزائر و المغرب  وموريتانيا لا زالوا منذ عقود لديهم أسفين بين أرضيهم وهي الصحراء الغربية ! وهي مشكلة معقدة ترجع أولياتها للعام 1975 ( .. بدأت أزمة الصحراء الغربية قبل انسحاب الاستعمار الإسباني منها عام 1975 ، إذ طالب المغرب باسترجاع الصحراء الغربية من الاحتلال الإسباني معتبرا أن الصحراء الغربية جزءا  من أراضيه ، وخلال أثناء المفاوضات الإسبانية مع المغرب طالبت موريتانيا بجزء من الصحراء بدعوى أن للسكان تقاليد شبيهة بالتقاليد الموريتانية ، بينما أعلنت جبهة البوليساريو إلى إقامة دولة جديدة منفصلة في منطقة الصحراء الغربية ، وذلك يعرف الجمهورية العربية الصحراوية . تبلغ مساحة الصحراء الغربية (266) ألف كم2 ، وتنقسم إلى قسمين هما : الساقية الحمراء شمالا ، ووادي الذهب جنوبا.../ نقل بتصرف من الويكيبيديا ) . وقد وصلت هذه الأزمة ذروتها في عام 2002 ، عندما لوحظ بحشود عسكرية على الحدود (*2) .
6. أما العلاقات السعودية القطرية ، فهي بين مد و جزر ! ، فهما يتنافسان على ريادة أحداث المنطقة ، وتدنت العلاقات بين البلدين في كثير من الأوقات الى حد القطيعة (*3) . ولا زال البلدين ينفذان أجندة معينة ترغب كل منهما ، أن تترأس القضايا والأحداث في الشرق الأوسط ، ولقطر / مثلا ، علاقة مميزة مع تركيا ، الأمر جعل من السعودية أن تقلد ذلك في كسب ود الرئيس أردوغان ، السلطان العثماني المتأسلم الأخواني الداعم لداعش / تعتبر تركيا منفذ الأرهاب الى الدولة السورية ! ،
7. أما الموقف في ليبيا فيبدو في غاية الالتباس . وتكثر التساؤلات حول مستقبل هذا البلد ! ويصعب الأن فهم الواقع الليبي أجمالا ولا يمكن التخمين الى أين يسير ! ، وأراه ملتبسا ! خاصة لكثرة الكتائب والميلشيات المسلحة والجماعات الأسلامية التي تحاول السيطرة على الوضع الليبي سياسيا وأقتصاديا .. ! ، فوضع البلد برمته على فوهة بركان ، رغم محاولأت البعض لإخضاع كل الأحتدام الفئوي الى العملية السياسية ، ولكن أجمالا  أرى أن حال ليبيا القذافي / بالرغم من فضاعته ! ، أفضل أمنا وأقتصادا ومجتمعا من ليبيا اليوم ! .
8. عراق اليوم !! لا يحتاج الى مقال أو بحث أو سرد ، فالبلد منهوب مجزأ منقسم ، خطف من قبل داعش - في بعض من مدنه ، والبعض الأخر متجزأ مذهبيا وطائفيا .. الوضع كارثي سوداوي ، وأكبر مثال نموذجي على الوضع العراقي هو ما جرى في البرلمان في شهر أبريل 2016 ، وأجمالا البلد يحتاج حاكما صارما شرسا قويا  كالحجاج بن يوسف الثقفي لكي يضعه في نصابه الحقيقي !! .                                                                     9. سوريا ، مركز عمليات دولي ، فالكل يمارسون أدوارهم على أراضيها !! ، بدءأ من السعودية ، أيران وحزب الله ، تركيا ، قطر ، لبنان والعراق / بشكل أو بأخر .. أضافة الى الدول العظمى ، أنتهاءا مع رهط كبير من المنظمات الأرهابية الأسلامية / داعش وأخواتها ، فكل جهة تمارس دورها المرسوم المرتبط بأجندتها الخاصة  على الأرض السورية !! عل حساب أمن ومستقبل الشعب السوري المكلوم .                             
10. أما دولة السودان ، حكمها أسلامي قامع للحريات ، ورئيسها عمر حسن أحمد البشير 1  يناير 1944 / يحكم السودان منذ 27 عاما ، قاد انقلابا عسكريا على الحكومة الديموقراطية المنتخبة وتولى البشير بعد الانقلاب منصب رئيس مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني وجمع بين منصب رئيس الحكومة ومنصب رئيس الدولة الشرفي حتى الآن ، وللسودان مشكلة الجنوب ، حيث تفجرت عام 1955 قبل استقلال السودان 1956 وتسببت في العديد من الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعانيها السودان حتى اليوم ، فالحرب الأهلية أدت إلى عدم استقرار نظم الحكم ، وزادت من حدة التوتر الاجتماعي ، وبفعلها انقسمت القوى السياسية ، مما أثر سلباً في سياسة الدولة الداخلية والخارجية ، وكذلك فإن مشكلة جنوب السودان قد تأسست على مقولة خاطئة ، وهي أن السودان ينقسم إلى جزأين الشمال العربي (المسلم) والجنوب الإفريقي الزنجي (المسيحي) . / سردت هذه النقطة من موقع الويكيبيديا و موقع الأقتصادية الالكتروني مع أضافات الكاتب .
 
أضاءة مظلمة :
( ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي *** مليحةٌ عاشقاها السل والجربُ ) - الشاعر عبدالله البردوني (*4) ، هذا البيت الشعري هو ما وصف به الشاعر اليمني البردوني حال ووضع ومعاناة .. مدينته ، صنعاء / اليمن ، وأنا أرى أن هذا الوصف ينطبق على حال أغلب مدن العرب بالنتيجة ، وذلك لأن صنعاء هي أحدى مدن العرب أيضا ، وهذا ليس جلدا للذات أو تنكيلا بالعروبة أو نشرا للواقع المتردي للدول العربية ! ، بل هذا واقعا فعليا للوضع العربي الراهن ، بما به من فرقة وعدم تجانس وأبتعاد وتضادد وأختلاف .. ، أولا ، ليس هناك شعبا عربيا موحدا بل هناك شعوبا عربية / وهذا ليس خللا ، ما يجمعهم  بشكل أو بأخر هو الدين / بالرغم من أختلاف المذاهب والفرق والطوائف ، عدا ذلك فهم مختلفون عاداتا ولغة ولهجة وطبائع وتقاليد وأعراف .. ، فهل مثلا قبائل الطوارق (*5) الممتدة في أفريقيا ، تلتقي لغة أو تقاليدا أو عاداتا أو مظهرا أو سلوكا مع قبائل الجبور في العراق أو مع قبائل الرفاعي في سورية أو مع قبائل الشايقية السودانية أو مع قبائل شمر السعودية .. !! ، ثانيا ، أما الحكام العرب عامة متمسكون بالسلطة ، فهم في حال والشعب في حال أخر ، وعندما أرادوا التغيير وقعوا في فخ الحكم الأسلامي ، وتحولوا لأنظمة حكم أتعس مما كان ! حال عربي مزري متصدأ ، العراق ، ليبيا ، سوريا ، اليمن ، الصومال ، والدول الأخرى الأسلام السياسي يعبث بها كمصر ، أو ترعى الأسلام الوهابي وتنشره عربيا ودوليا كالسعودية .. ثالثا ، الدول العربية عندما أيقنت أن أسرائيل باقية ، ألتفتت الى حالها ، فأما أنقلبت على وضعها ونظامها ، أو تأمرت على شقيقاتها من الدول ، أو سعت الى تغذية الحركات أو المنظمات الأرهابية الوهابية المرجع من أجل تقويض حكم الأخرين ، رابعا ، لم تمر الدول العربية بوضع أسوأ مما هو عليه الأن ، لا جامعة عربية تجمعهم سوى من الناحية الشكلية ! دول سيادتهم ذو طابع شكلي وأعلامهم مختلفة شكليا وحتى تحررهم شكلي .. دول وضعهم كوضع جسم قد فتك به " السل والجرب " ، والمعنى في قلب الشاعر !! .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
(*1)  BBC  لثلاثاء ، 15 مارس/ آذار، 2011  العنوان الرئيسي على الصفحة الاولى للفاينانشيال تايمز "القوات السعودية تدخل البحرين" ، والعناوين الفرعية : "العائلة المالكة تطلب العون لقمع الانتفاضة" و"حركة القوات عبر الحدود تزيد المخاطر السياسية”. وتقول الفاينانشيال تايمز انه بمجرد دخول اكثر من الف من القوات السعودية الى البحرين اعلنت الامارات انها ارسلت 500 من قوات الشرطة الى البحرين . وكانت اسرة الى خليفة الحاكمة في البحرين طلبت العون من دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة الاحتجاجات التي تصاعدت الاحد ووصل الامر يوم الاثنين ان احتل المتظاهرون ضد الحكومة المنطقة التجارية في العاصمة المنامة . ولا يزيد عدد سكان البحرين عن 600 الف نسمة ، اغلبيتهم من الشيعة وتحكمهم عائلة مالكة سنية .
(*2) ارتفعت حدة التوتر بين المغرب والجزائر على خلفية قضية الصحراء الغربية . وخرجت صحف البلدين بحملة اتهامات متبادلة تنذر بحرب كلامية مترافقة مع أنباء عن حشود عسكرية على الحدود . وقام الرئيس الجزائري بزيارة مفاجئة إلى الصحراء أمس فيما سيقوم العاهل المغربي بزيارة مماثلة قريبا.  وتترافق الزيارتان مع حملة إعلامية وتصريحات واتهامات متبادلة ما أعاد علاقات البلدين إلى أجواء التوتر التي سادت في الماضي خلال عهد الرئيس الجزائري الراحل الهواري بومدين والعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني.  وقد اتهمت الرباط الجزائر بتحريك ما طرحه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان من خيار رابع بغرض تقسيم إقليم الصحراء الغربية بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية . / نقل بتصرف من موقع البوابة .
(*3) الثلاثاء  16 فبراير 2016 ، تشهد العلاقات السعودية – القطرية توتراً شديداً خلال هذه الأيام ، توقعت مصادر دبلوماسية قيام السلطات السعودية بإغلاق الحدود مع قطر ، بعد تقارب الدوحة مع أنقرة . وقامت السلطات القطرية مؤخراً بتخصيص عدد من المخازن داخل المطار القديم بالدوحة ، تمهيداً لاستقبال وتخزين كميات من البضائع والمواد الأساسية القادمة من تركيا ، ويستهدف هذا التحرك من جانب قطر إقامة جسر جوي مع تركيا للحصول منها علي المواد الأساسية بدلاً من الاعتماد بشكل أساسي علي السعودية ، تحسباً لتدهور علاقات الدوحة بالرياض ، وقرب إغلاق الحدود بين الدولتين . / نقل بتصرف من موقع الوفد الألكتروني .
(*4) عبدالله البردوني / 1929 - 30 أغسطس 1999 ، شاعر يمني ، ولد في قرية (بردون) في محافظة ذمار ،  وأصيب بالجدري وهو في الخامسة من عمره ، ففقد بصره كليا ، ثم انتقل إلى مدينة ذمار طلبا للعلم ، ومنها إلى مدينة صنعاء ، حيث تعين مدرسا للأدب في المدرسة العلمية ، وتنقل في عدد من الوظائف الحكومية.. / نقل بتصرف من الويكيبيديا . 
(*5) يشكل الطوارق المجموعة الأمازيغية الأكثر توغلا في أفريقيا جنوب الصحراء والأكثر انفصالا عن السكان العرب بالشمال الأفريقي ، ومن المفارقة أنهم في أسلوب عيشهم ونمط حياتهم أقرب الناس إلى البدو العرب وقد درج المهتمون بالطوارق على كتابة اسمهم بالطاء وكان الأولى أن يكتب بالتاء ، لأن اسمهم - حسب بعض الباحثين- مأخوذ من كلمة "تاركة" وهو واد في منطقة فزان بليبيا ، والنسبة إليها "تاركي" ، فالاسم مأخوذ من مكان بليبيا لا من اسم القائد المسلم طارق بن زياد. ويطلق عليهم أيضا في الكتابات الأوروبية "الرجال الزرق" نظرا لكثرة استعمالهم القماش الأزرق لباسا . ويفضل الطوارق أن يطلق عليهم اسم "إيماجغن" أو تماشق" وهما مرادفان لأمازيغ ومعناها الرجال الأحرار . وبحكم مجاورتهم للعرب في الشمال وللأفارقة الزنوج في الجنوب ، صار الطوارق شعبا مهجنا يجمع في دمائه أعراقا طارقية وعربية وأفريقية . نقل بتصرف من موقع www.aljazeera.net/.../61E309DC-C1DA-4C



379

                               النصوص الأسلامية ... وتوثيقها للسيرة النبوية 

المقدمة :
    النصوص الأسلامية ، على أختلافها / قرأن وسنة وحديث ، توثق جزءا  منها السيرة الذاتية للرسول وأزواجه وأل بيته ، أضافة الى الوقائع و الأحداث ذات الصلة بكل هؤلاء ، ويؤرشف الكثير منها تفاصيل دقيقة من حياة الرسول الخاصة / كما سنرى لاحقا كزواجه من زينب بنت جحش وقضية الأفك وغيرها ، وجزءا  أخر تؤرشف قضايا معتقدية  في نزول الوحي ، كفتوره  مثلا ، وتجتاز باعا بعض النصوص في قضايا تتعلق بالحالة النفسية للرسول / كعام الحزن – رحيل عم الرسول أبا طالب ورحيل خديجة بنت خويلد زوجته ، وتوغل أكثر عمقا في ردود فعل الرسول مع أهل قريش ، كما جاء في بعض الأحاديث " لقد جئتكم بالذبح " ، وحتى أنها تتناول علاقاته و حياته الحميمية ! . وبالخصوص أن النص الأسلامي / خاصة المتأخر منه ، جاء توثيقا لسيرة الرسول العامة والخاصة بكل معنى الكلمة .
النص :
    ومن هذه النصوص الأسلامية ، التي تؤكد ما سردت في المقدمة الأتي ، وهي على سبيل المثال وليس الحصر :
 أولا - في جانب مكانة خديجة بنت خويلد هناك الكثير من النصوص ( .. نورد هنا جانباً من أحاديث النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم يذكر فيها خديجة بنت خويلد : قال صلى الله عليه وآله وسلم : « أتاني جبرئيل فقال : يا رسول الله هذه خديجة قد أتتكَ ومعها إناء فيه أدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السّلام من ربّها ومنّي وبشّرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب » ، أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال : « يا خديجة جبريل يُقرئك السّلام » ، وفي بعضها : « يا محمّد إقرأ على خديجة من ربّها السّلام » ، إنّ جبريل قال : يا محمّد اقرأ على خديجة من ربّها السلام، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم :  « يا خديجة هذا جبريل يقرئك السّلام من ربّك » ، فقالت خديجة : الله هو السّلام، ومنه السّلام ، وعلى جبريل السّلام .  قال صلى الله عليه وآله وسلم : « خير نسائها مريم ابنة عمران ، وخير نسائها خديجة » )/ نقل من موقع زاد المعاد.                           ثانيا - حادثة الأفك / أتهام عائشة بنت أبو بكر مع الصحابي صفوان بن المعطل (.. مرضت عائشة ـ رضي الله عنها ـ بتأثير تلك الإشاعة الكاذبة ، فاستأذنت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الانتقال إلى بيت أبيها ، وانقطع الوحي شهرا ، عانى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ خلاله كثيرا ، حيث طعنه المنافقون في عِرضه وآذوه في زوجته ، ثم نزل الوحي من الله موضحا ومبرئا عائشة ـ رضي الله عنها ـ : إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ . 10 سورة النور ) / نقل بتصرف من أسلام ويب . وحول غيرة عائشة بنت أبي بكر من خديجة بنت خويلد ( فقد روى البخاري بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت:  ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة ؟ فيقول : إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد . وروى مسلم بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت:  ما غرت للنبي صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه ما غرت على خديجة لكثرة ذكره إياها  ) / نقل بتصرف من موقع الدرر السنية .                                                            ثالثا : وحول أفقه النساء من زوجات الرسول والتي روي عنها الكثير من الاحاديث ، يبرز أسم عائشة ( .. قد كان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض ؛ قال عطاء بن أبي رباح :  كانت عائشة رضي الله عنها من أفقه الناس ، وأحسن الناس رأيًا في العامة. قال أبو موسى الأشعري  :  ما أشكل علينا أصحاب محمد   حديث قَطُّ، فسألنا عنه عائشة -رضي الله عنها- إلا وجدنا عندها منه علمًا. وقال عروة بن الزبير بن العوام: ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام ، والعلم ، والشعر ، والطب من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها . وكانت ذات مكانة خاصة ، ‏أخرج البخاري في صحيحه عن ‏أبي موسى الأشعري ‏  أنه ‏قال: ‏قال رسول الله ‏ :‏ "‏كَمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا ‏مريم بنت عمران ، ‏وآسية امرأة فرعون ، ‏وفضل ‏عائشة ‏على النساء كفضل ‏الثريد ‏على سائر الطعام". )/ نقل من موقع قصة الأسلام .                                                                                                                                              رابع -  زواج الرسول من زوجة أبنه بالتبني زيد بن حارثة ( ال ابنُ إسحاق  : " مَرِض زيدُ بنُ حارثةَ فدخَل عليه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يعودُه وزينبُ ابنةُ جحش امرأتُه جالسةٌ عندَ رأس زيد ، فقامتْ زينب لبعض شأنها ، فنَظَر إليها رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم طأطأ رأسَه ، فقال : سبحان الله مقلِّب القلوبِ والأبصار ، قال زيد: أُطلِّقها لك يا رسولَ الله ؟ فقال : لا، فأنزل الله " وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا " الأحزاب: 37 ، أمَّا الطبري فقدْ ذكَر عِدَّة روايات ، ملخصها : أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى زينبَ مرةً فأعجب بها ، فقال : سبحان الله العظيم ، سبحان الله مصرِّف القلوب.) / نقل بتصرف من موقع الألوكة الشرعية.
خامس : عدم أسلام عم الرسول أبا طالب ، ( فإن أبا طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم مات كافراً ، لا يوجد في ذلك خلاف معتبر بين أهل العلم ، وقد روى البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما حضرت وفاة أبي طالب أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " يا عماه قل لا إله إلا الله ، أشهد لك بها يوم القيامة " ، فقال : لولا أن تعيرني قريش يقولون : ما حمله عليه إلا جزع الموت ، لأقررت بها عينك ، ولا أقولها إلا لأقر بها عينك ، فأنزل الله عز وجل: " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ."  وهكذا قال عبد الله بن عباس وابن عمر ومجاهد والشعبي وقتادة : إنها نزلت في أبي طالب ، حين عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول : لا إله إلا الله.  وروى البخاري من حديث عباس بن عبد المطلب أنه قال : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ما أغنيت عن عمك ، فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال : " هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار". وروى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه فقال : " لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه". ) / نقل بتصرف من موقع مركز الفتوى .
سادسا : أيات في وصف خلق النبي منها ، " قوله تعالى : " ( وَإنكَ لعَلى خُلقٍ عَظيم ) القلم آية 4 . هل يقصد بخلق الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل ذكر خلق الرسول في القرآن ؟ وما هي الآيات الدالة على خلقه ؟ فإنه عليه الصلاة والسلام بعدما نزل الوحي عليه صار امتثال أوامره واجتناب نواهيه سجية له ، وخلقاً ثابتاً من أخلاقه ، هذا مع ما جبله الله عليه قبل ذلك من الخلق العظيم ، والحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم والأمانة والصدق . وقد وصفه ربه سبحانه بأنه لعلى خلق عظيم ، وأكد ذلك الوصف مرتين في آية واحدة ، فأكده بإن ، وأكده باللام فقال : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) [القلم: 4]. " / نقل بتصرف من موقع مركز الفتوى .                                                                                 سابعا : أرشفة أنقطاع الوحي ( وقال ابن عاشور رحمه الله  :" وَاحْتِبَاسُ الْوَحْيِ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَعَ مَرَّتَيْنِ : أُولَاهُمَا : قَبْلَ نُزُولِ سُورَةِ الْمُدَّثِّرِ أَوِ الْمُزَّمِّلِ ، وَتِلْكَ الْفَتْرَةُ هِيَ الَّتِي خَشِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكُونَ قَدِ انْقَطَعَ عَنْهُ الْوَحْيُ ، وَهِيَ الَّتِي رَأَى عَقِبَهَا جِبْرِيلَ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ . وَثَانِيَتُهُمَا: فَتْرَةٌ بَعْدَ نُزُولِ نَحْوٍ مِنْ ثَمَانِ سُوَرٍ، أَيِ السُّوَرِ الَّتِي نَزَلَتْ بَعْدَ الْفَتْرَةِ الْأُولَى فَتَكُونُ بَعْدَ تَجَمُّعِ عَشْرِ سُوَرٍ " انتهى من "التحرير والتنوير"  ) . / نقل بتصرف من موقع الأسلام سؤال و جواب .                                                              ثامنا :  في رواية ثانية أن فتور الوحي حدث حين قضى ورقة بن نوفل ، ( فإن الوحي لم ينقطع نهائيا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفترة المشار إليها وإنما فتر كما هو التعبير في الأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرهما. وقد ظل الملك ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لا ينزل بالقرآن ولهذا جاء في الأحاديث" ثم فتر الوحي" أي تأخر نزول القرآن في تلك الفترة ، وفي آخر الحديث البخاري :  فحمي الوحي وتتابع.. . قال الحافظ في الفتح: أي جاء كثيرا ، وفيه مطابقة لتعبيره عن تأخره بالفتور ، إذ لم ينته إلى انقطاع كلي .. فيوصف بالضد وهو البرد .  ولعل الحكمة من فتور الوحي وعدم إنزال القرآن في تلك الفترة هو تشويق النبي صلى الله عليه وسلم حتى يكون أكثر حماسا واستعداد لتلقي القرآن الكريم الذي هو كلام الله تعالى بعد ما ذاق طعمه ووجد حلاوته والأنس به والاطمئنان إليه حتى يتحمل في تبليغه وتلقيه المشاق العظيمة.) / نقل بتصرف من موقع مركز الفتوى .                                                                                                                         تاسعا :  وعن موقع " تناقضات الأسلام " هناك رواية ثالثة لفتور الوحي (  توفي ورقة بن نوفل فانقطع الوحي !! يقول بعض الباحثين غير المسلمين أن محمد تلقى القرآن وتعاليم الرسالة الإسلامية عن ورقة بن نوفل ، خصوصاً أن ورقة كان نصرانيا و متمكناً من العبرانية و معرفته بالأديان . لكن المسلمين يعتقدون ببطلان هذه الأقاويل لأنها مجردة من الدليل. " كالقرآن نفسه " . يوحنا الدمشقي في كتابه الهرطقة ، قال يوحنا الدمشقي إن رسول الإسلام محمداً كان يقتبس كلام ورقة بن نوفل لكتابة القرآن. وقال إن ورقة بن نوفل قام بترجمة الانجيل  " المحرف " إلى العربية ، وأن قسا نسطوريا كان يترجم بعض الأناجيل إلى العربية . هناك حديث صحيح للبخاري لفت نظري عندما كنت ابحث عن محاولة انتحار محمد , حسب الروايات ان الوحي انقطاع على محمد و يتزامن ذلك مع وفاة ورقة ابن نوفل فهل هي صدفة ام فعلا كان ورقة ابن نوفل هو من مؤلف الآيات لمحمد ؟! ) .                           عاشرا : عملية الأسراء  و المعراج ( قال تعالى : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير " . أن النبي صلى الله عليه وسلم أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وهو بيت المقدس ، وقد فشا الإسلام بمكة في قريش والقبائل كلها ، فأسرى به سبحانه وتعالى كيف شاء ليريه من آياته ما أراد ، ومن قدرته التي يصنع بها ما يريد . روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : بينما أنا نائم في الحطيم إذ جاني جبريل فهمزني بقدمه ، فجلست فلم أرى شيئاً ، فعدت إلى مضجعي ، فجاني الثانية فهمزني بقدمه ، فجلست فلم أر شيئاً ، فعدت إلى مضجعي ، فجاني الثالثة فهمزني بقدمه ، فجلست ، فأخذ بعضدي ، فقمت معه ، فخرج بي إلى باب المسجد فإذا دابة بيضاء يقال لها البراق ، بين البغل والحمار في فخديه جناحان يحفر بهما رجليه يضع يده في منتهى طرفه ، وهي الدابة التي كانت تحمل عليها الأنبياء قبله ، فحملني عليه ، ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته ، حتى انتهى إلى بيت المقدس ، فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء ، فأمامهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم ، وقيل ثم أتي بإناءين في أحدهما خمر وفي الآخر لبن ، فأخذت إنا اللبن فشربت منه ، فقال جبريل عليه السلام : هُديت للفطرة وهديت أمتك يا محمد.. ) / نقل بتصرف عن موقع الحياة نيوز .
أحد عاشر : عام الحزن ( في هذا العام توفي أبو طالب عم النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي كان أكبر مدافع عنه من الخارج ، وتوفيت السيدة خديجة أكبر داعم له من الداخل ، فانهار الدعم الداخلي ، وانهار الدعم الخارجي ، لذلك سمَّى كُتَّاب السيرة هذا العام الذي توفي فيه أبو طالب عم النبي أكبر داعم له من الخارج ، والذي توفيت فيه السيدة خديجة زوجه الحبيبة إلى قلبه أكبر داعم له من الداخل ، سمى علماء السيرة ، وكتاب السيرة هذا العام الذي مر به النبي عام الحزن .. ) / نقل بتصرف من موسوعة النابلسي . وبعدها بقليل ( .. توفيت زوجته الوفيه السيدة خديجة رضى الله عنها و كانت أقرب الناس إلية فكانت تواسيه فى حزنه و كان   يحبها حباً شديداً و أنزل الله جبريل عليه السلام قبل موت خديجة للرسول   يقول له يا محمد : إن الله يُقرأ خديجة السلام و يبشرها بقصر من قصب (( لؤلؤ )) فى الجنة ثم ماتت السيدة خديجة ، و لذلك سماه الرسول   عام الحزن لأن عمه اعطاه الصمود و زوجته خديجة اعطته الحب و روح الصعود و كانت أول من آمنت برسالته  .. ) / نقل بتصرف من موقع www.elahmad.com/rasoul/hozn.htm .
أثنى عشر : الحسد والمكائد والدسائس ، في قصة زواج الرسول من " أسماء بنت النعمان الكندية " (( ..كان من تدبير عائشة وحفصة رضي الله عنهما ما دبّراه لأسماء بنت النعمان الكندية ، لمل جاء أبوها النعمان ، وهومن سلالة ملوك كنده يعرض زواجها على الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: ألا أزوجك أجمل أيم في العرب؟! وقبل الرسول صلى الله عليه وسلم الزواج من ابنة النعمان ،فزوجها له أبوها وبعث محمد مع النعمان من يأتي بأسماء من نجد ، فلما جيء بها إلى المدينة أنزلت في بني ساعدة حتى تهيأ لزفافها على الرسول صلى الله عليه وسلم . جاءت أسماء ورآها بعض نساء المدينة ، فرحن يذعن مارأين من حسنها وجمالها. وقالت عائشة لحفصة رضي الله عنهما :قد وضع يده في الغرائب يوشكن أن يصرفن وجهه عنا. ولم تستطع عائشة رضي الله عنها إلا أن تصطحب حفصة وبعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم فيذهبن ليرين هذه الوافده الغريبة الجميلة ، التي أوشكت أن تصرف وجه زوجهن عنهن . ولما رأت عائشة ومعها نساء النبي صلى الله عليه وسلم (أسماء الكندية) رأين ما ملأ قلوبهن وجدا وحسدا .فأقبلن عليها يزينّها ويجمّلنها ويقدمن لها نصيحتهن قائلات لها:إذا أردت أن تكوني ذات حظوة عند النبي صلى الله عليه وسلم ،فإذا دخل عليك فقولي :إني أعوذ بالله منك ، فإن ذلك يسرّه ويعجبه . وعملت أسماء بنصيحة نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما دخل إليها محمد صلى الله عليه وسلم وأقبل عليها ، ابتدرته قائلة (أعوذ بالله منك!!) فوقف الرسول صلى الله عليه وسلم حيث هوو، ثم استدار عنها وهو يقول (عذت بمعاذ....عذت بمعاذ...) ثم خرج إلى رسوله الذي أتى فقال له (متعها وردها إلى أهلها ) . وعادت أسماء إلى أهلها تقص عليهم نصيحة النساء ، نساء النبي صلى الله عليه وسلم التي خدعوها بها..وأرسل النعمان إلى محمد صلى الله عليه وسلم من يعرّفه بما كان من خديعة ابنته ،وبما قال نساؤه لها ، فقال محمد صلى الله عليه وسلم ( إنهن صواحب يوسف ، وكيدهن عظيم ) . وهكذا تخلصت عائشة بمصاحبة حفصة من منافسة كانت تعتقد أنها ستكون عليها وعلى سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم ذات خطر كبير . وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يضرب صفحا عن غيرة عائشة الضارية ، ويقول فيما كانت تأتي بسببها من أفعال مثيرة للدهشة ، كان يعلق على ذلك قائلا" ويحها !! لو استطاعت مافعلت " ))  نقل من موقع https://ar-ar.facebook.com
ثلاث عشر : أرشفة حالات من العصبية والقوة والتهديد والسلوك الدموي –  أخذت من مقال لسعدين الهلالي     بعنوان " لقد جئتكم بالذبح " ، نقل بتصرف من موقع الوطن ، وكاتب المقال - سعدالدين ، يفسر القول حسب رؤيته وفكره !! ( .. كان جبابرة قريش وصناديدهم مثقفين بقراءة التاريخ ، والاتعاظ بالسنن الكونية ، فسمعوا مقولة النبى صلى الله عليه وسلم لهم :   « لقد جئتكم بالذبح » فارتعدوا لأنهم تعقلوا هذه المقولة التى فهموا منها أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعظهم بالتاريخ الذى لا يرحم الظالمين ، ولم يفهموا منها هذا المعنى الساذج الذى لا يزيد عقول الحمقى إلا تغييباً بقطع رؤوس المخالفين ، كيف وقد قالها وهو فى أضعف حالاته البشرية دون سلاح ودون مرافق يؤازره . ففى رواية البخارى عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان متوجهاً إلى استلام الركن فى الكعبة المشرفة ليطوف حولها فمر بصناديد قريش فغمزوه ببعض القول وعرف ذلك فى وجهه، ثم مضى ومر بهم الثانية فغمزوه بمثلها ، ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها ، فتوجه إليهم قائلاً : " يا معشر قريش أما والذى نفسى بيده لقد جئتكم بالذبح " ... ) .                                 أربع عشر : نسيان الرسول لبعض الأيات ( في صحيحي البخاري ومسلم بسند ما عن أم المؤمنين عائشة قالت : كان النبي ( ص ) يستمع قراءة رجل في المسجد فقال : رحمه الله لقد أذكرني آية كنت نسيتها . وفي لفظ آخر : يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت قد أسقطتها من سورة كذا وكذا . وفي لفظ البخاري : انسيتها من سورة كذا وكذ ) نقل بتصرف من شبكة الشيعة العالمية . وجاء في موقع الدفاع عن أهل السنة أن النبي بشر عادي في غير شؤون التبليغ .. ( عصمة محمد صلوات ربي وسلامه عليه هي في التبليغ و تبيان الأحكام أما الباقي فهو بشر كغير من البشر ) .                                                                                                            خمس عشر : أحاديث عن مواقعة الرسول لزوجاته ، منها حتى في وقت الحيض ، حيث تقول الاية الكريمة         ( فاعتزلوا النساء في المحيض ) ( البقرة 222) ، اي تجنبوا الممارسة ونساءكم في حيضهن ، وهو نص يتفق عليه الجميع . لكن الحديث الاتي يقول أن النبي شبق لايستطيع الامساك عن شهوته فيضاجع زوجته وهي حائض ، وهي عملية يأنف من فعلها الانسان السوي ، لكن نبي الانسانية فعلها ! (حدثنا ‏ ‏عبد الله بن شداد ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏ميمونة ‏ ‏تقول :  ‏كان رسول الله ‏‏إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت وهي حائض .) .)صحيح البخاري ، باب الحيض ، رقم الحديث 292).  اذا كان النبي لايستطيع السيطرة على اربه ، فما الذي منعه من مضاجعة نساءه الاخريات اللاتي ليس عليهن الحيض ؟ لكنه أختار هذه الزوجة الحائض فواقعها وخالف نص الاية القرانية.  ان مثل هذا الحديث كثير في كتب الحديث والسيرة ، وكأن الرواي يريد أن يحقق خيالاته المريضة في شخص النبي فكان له ما أراد ، ويروي الصحابي أنس بن مالك كذلك حديثاً في قدرة النبي على النكاح ليظهره بمظهر الرجل الخارق ، وكأن النبي لا عمل له سوى المواقعة المضاجعة مع نساءه ولايدل الحديث الاتي الا على شخصية واضعه . ( حدثنا أنس بن مالك ‏ ‏قال : كان النبي  ‏ ‏يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة قال : قلت ‏‏لأنس :‏ ‏أوكان يطيقه قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين ، ‏وقال  ‏سعيد ‏‏عن ‏ ‏قتادة ‏: ‏إن ‏ ‏أنسا ‏ ‏حدثهم ‏ ‏تسع نسوة ). ( صحيح البخاري ، باب الغسل ، رقم الحديث 260). فهل كان أنس يتلصص على النبي (ص) أم كان يدخل معه في غرفه ليعرف أن النبي يضاجع نساءه ؟ فقد  يدخل النبي على زوجته في غرفتها  ولكنه لا يواقعها ، فكيف عرف أنس ان النبي واقع زوجته ؟ لقد حقق راوي الحديث مأربه في الكلام عن رجل خارق في النكاح ، ونرى مثل ذلك كثير عند الفسقة من الرجال عندما يتفاخرون بروايات المضاجعة والمواقعة ، ولم يجد الرواي أنس بن مالك غير النبي ليعلق عليه تلك القوة الخارقة . قد يكون أنس بن مالك هو حقاً راوي الحديث وليس الحديث متقول عليه ودليلنا على ذلك هو عداء أنس بن مالك لاعز الناس عند النبي وهو علي بن أبي طالب ، فيروى أن انس بن مالك أنكر رواية حديث الغدير التي تثبت الخلافة لعلي بن أبي طالب فدعا  علي عليه لكذبه وتملصه من الحقيقة ، فأصاب أنس بن مالك البهق فكان يتلثم ويغطي وجهه لما أصابه وكان يقول في اخريات أيامه : لقد اصابتني دعوة الرجل الصالح ( راجع احتجاج الامام علي بحديث الغدير في فصل الامام علي ) . نقل بتصرف من موقع                                                    marwan1433.blogspot.com/2013/10/13.html
ختام القول :
أن النص القرأني بعمومه ، ( يسرد بأياته المكية : فضح أعمال المشركين من وأد للبنات و أكل أموال اليتامى و سفك للدماء ، الدعوة لعبادة الله و توحيده و عدم الشرك ، ذكر الجنة و النار و مجادلة الكفار و المشركين ، ألفاظها قصيرة و عباراتها موجزة و ألفاظها قوية ، مخاطبة العباد بلفظ يا أيها الناس ، ابتداء معظمها بحروف التهجي مثل الم ، الر , حم .. ويسرد بأياته المدنية :  بيان المعاملات و الأمور التي تخص الإسلام من قواععد و حكم و حدود و أمور التعامل في حالات الحرب و السلم و الجهاد و نظام الأسرة و وسائل التشريع ، دعوة أهل الكتاب للإسلام ومخاطبتهم ، تتميز بطول آياتها و مقاطعها ، يتميز أسلوبها بأنه يقرر قواعد الشرع و مراميه و أهدافه ، تحتوي على الحدود و الفرائض ، يكثر فيها ذكر المنافقين و الحديث عنهم ، فيها مجادلة لأهل الكتاب  / نقل بتصرف من شبكة أقرأ عربي )  ، مع وجود الكثير من الأيات المدنية تدعى بأيات السيف ، كقوله تعالى :      (  بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ * وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ * فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التوبة/1- 5  . عدا ذلك فأنها نصوص توثق لحياة الرسول الخاصة له ولأل بيته ولزوجاته وشوؤنه ، ففي موقع الدفاع عن أهل السنة يبين الأتي حول هذا الموضوع ، نقل بتصرف ( حرص الرسول على تأسيس بيت النبوة بزوجات صالحات مسلمات مؤمنات تعلمن منه كل معاني الطهر والنقاء والعلم والإيمان حتى أصبح بيته الطاهر مشعلا من النور والبركات وهويتلقى الوحي ليضيء للناس أمور دينهم ، وقد شرف الله زوجات نبيه الكريم بآيات تتلى في فضلن على غيرهن حيث اختصهن بآيات تدلهن على وصايا عظيمة وتخبرهن أنهن أمهات المؤمنين .والمتأمل في كتاب الله وعظمته يجد في آياته تكريما لزوجات رسول الله واهتماما بهن في حياة رسول الله وبعد مماته وهذا والله أمر عظيم لم يحصل إلا لزوجات نبينا الكريم ، ويقول تعالى " يانساّء النّبيّ لستن كأحد من النسآءان اتقيتنّ فلاتخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا " ويكفي في الآية السابقة أن يبين الله تعالى أن لنساء نبيه حالة خاصة تختلف عن بقية النساء  .ويقول تعالى " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا " ) .. أن الباحث في النصوص الأسلامية يلحظ أنها مرت بفترات ، كل فترة لها خصوصيتها / كما أسلفنا في توضيح الأيات المكية و المدنية ، أما السنة و الحديث ، فأنها تسجيل  لردود أفعال لاحداث ووقائع بعينها .                أن في نافل القول أن عموم النص الأسلامي  / أي القرأن والسنة و الحديث ، هناك سرد غزير لنصوص توثق السيرة الذاتية للرسول محمد .


 

380
                              الأسلام .. وأغتيال الكلمة الحرة  / " ناهض حتر "

*  لا زلنا نتبول على أنفسنا ليس خلال نومنا فقط ، بل حتى في يقظتنا ، نهارا جهارا ، وذلك لأننا بشر بلا قرار وبلا حرية  وبلا أفق للتعبير الحر ، مكبوتون مأبونون بالخرافة ، مهووسون بالغيبيات ، مسلوبون العقل والأرادة ، نحن مسجونون داخل شرنقة أسمها " الكذب والوهم " ، ونكابر ، ونكذب ولا زلنا .. نكذب ونكذب ، أمام الأعلام ، في مؤتمراتنا ، في أجتماعاتنا ، مع أصدقائنا ، مع مسؤولينا ، مع أسرنا وحتى نكذب على أنفسنا ، ونصدق كذبنا .. فمتى نصحوا من هذا الوهم  ، الجواب : لا أحد في المعمورة يدري أو يعلم متى ! ، لأننا نحن بذاتنا وضميرنا ، لا نريد أن ندري !! . 

* " ناحض حتر " (*1) الكاتب الصحافي الأردني ، أغتيل ب 6 أطلاقات أمام المحكمة ، ثم ماذا !! ، هل عملية الأغتيال هذه وغيرها ستكت أفواه التعبير الحر ! ، هل أنتهى الأمر بقتل ناهض حتر ! ، هل كلما يبرز فاه حر يأبى القيود يملأ فمه رصاص ! هل أن كل المعضلات والخلافات والأختلافات الفكرية والمعتقدية يكون حلها القتل !! وهل القتل هو الحل الوحيد أمام الفكر الديني المتطرف !! ، أغتيالا أو أعداما أو نحرا !! ، هل سنستمر بقتل كل مخالفينا ومعارضينا !! هل أن مساحة القتل في فكرنا ، مفتوحة على مصراعيها وبلا حدود ! .. فمتى سنصحوا من ثقافة القتل ! .

*  أولى التقارير تشير الى أن منفذ الأغتيال هو أمام مسجد (*2) ، وسؤالي لمن يتبع منفذ عملية الأغتيال ، هل يتبع الفاتيكان مثلا ! أم يتبع الكنيسة الأرثوذكسية ! وذلك لأن الكل تبرؤا منه فجأة ، فقد جاء في الموقع الألكتروني / الجزيرة نت ، التالي :  (  كما استنكرت دائرة الإفتاء العام في بيان مقتل حتر ، مؤكدة أن " الدين الإسلامي برئ من هذه الجريمة البشعة  ودعت أبناء المجتمع الأردني جميعا باختلاف أديانهم وأطيافهم إلى الوقوف صفا واحدا خلف قيادتهم الهاشمية ضد الإرهاب ومثيري الفتنة ". بدورها ، دانت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مقتل حتر . وقال الناطق باسم الجماعة بادي الرفايعة في بيان إن الجماعة " تستنكر هذا الاعتداء والطريقة البشعة التي جرت فيها ". وأضاف " نحذر من إثارة الفتنة وندعو الجميع في وطننا الغالي للحفاظ على أمنه واستقراره " / نقل من موقع الجزيرة ) .. السؤال الأهم ، المراجع الحكومية لم تذكر ثقافة و فكر القاتل ، ولم تبين خلفيته المعتقدية المتزمتة ، ولم تهمس بخطابه الديني المتطرف ، ولم تعلن عن مرجعيته الدينية المبنية على نصوص وأيات السيف !! ، أن المكون الفكري للقاتل / من كل ما سبق ، من المؤكد سيؤدي ليس الى فتح قنوات حوار ، بل فتح قنوات دم !! .

*  خلاصة وخاتمة – أن الذي أغتال " ناهض حتر " ، هم " شيوخ دين " الذين تبرقعوا بالدين واجهة وغطاءا ، رجال يحرضون على القتل ضمن نصوص تدعوا الى الأنتقام من كل مخالف ، رجال لا تؤمن بالكلمة الحرة ، رجال لا تفقه سوى تقديس الماضي ، رجال همها أن تبقى على أنوف الاخرين وأن أغرقت كل الطرق دما وجماجم ! ، رجال لا ترى سوى أخمص قدميها ، رجال خطابها الديني مغروس بالكراهية والحقد والتكفير والتطرف وألغاء الأخر ، رجال تتاجر بالدين ! ، رجال ستجلب البلاء على هذا الدين الذي خطفته ووضعته تحت عبائتها ! .
-----------------------------------------------------------------   
 (*1) ناهض حتر( 1960 - 25 سبتمبر 2016 )  هو كاتب وصحافي يساري أردني ، خريج الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة، ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر . يعتبر عراب الحركة الوطنية الأردنية في العقد الأول من القرن الحالي .  سجن مرات عديدة أطولها في الأعوام77 و79 و96 تعرض لمحاولة اغتيال سنة 98 أدت به إلى اجراء سلسلة من العمليات الجراحية ، اضطر لمغادرة البلاد لأسباب أمنية إلى لبنان سنة 98 ، وكان مقيماً في عمان قبل اغتيالة . له عدة اسهامات فكرية في نقد الإسلام السياسي ، والفكر القومي والتجربة الماركسية العربية. اسهامه الأساسي في دراسة التكوين الاجتماعي الأردني . كان حتر قبل وفاتة كاتباً في صحيفة الأخبار اللبنانية[2]، موقوف عن الكتابة في الصحافة الأردنية منذ أيلول   2008 .     / نقل من الويكيبيديا  .
(*2) ان منفذ عملية اغتيال الكاتب ناهض حتر صباح اليوم امام قصر العدل هو (ر.ع) مواليد 1967 ، يعمل امام مسجد في ماركا ، وهو يحمل اسبقية الايذاء ، وقد قام باطلاق النار من سلاح ناري مسدس واصابة الكاتب ناهض حتر مواليد 1960 بثلاث اعيرة نارية بالراس على درج مدخل قصر العدل اثناء دخوله للقصر ، وأرداه قتيلا ..    /  نقل من موقع joindependent.com  .
 

381
                                    قراءة... في مفهوم الله بين المسيحية و الأسلام
مقدمة .. في الصميم :
       من المنطق و الألتزام الأخلاقي ، أن نكون أكثر شفافية تجاه القارئ ، فلا بد أن نحترم عقليته ، وأن لا نكون في مقالاتنا وبحوثنا وقراأتنا قد تجردنا / أو أبتعدنا ، عن أبسط مبادئ البحث العلمي ، أو من الأمانة الفكرية ، أو من سرد الحقائق كما هي ، وبهذا نتحول من أصحاب كلمة وفكر ومبدأ ، الى مهرجي مسارح السقوط الثقافي  أو الهزل التافه ، الذي في نهاية فصولها ، يقذفنا الجمهور ليس بالبيض و الطماطا ، بل يقذفنا بالأحذية ... فلم يعد حقيقة الوضع و الواقع السابق و الحالي  ! أن يحجب عن العالم ، فكل شي أصبح أكثر من واضح  وجلي ، وأن ما يجري سيجر العالم كله الى أنشطارات وليس الى أنقسامات / كما كان معروفا به العالم  سابقا أبان حقبة القطبين السوفيتي و الأميريكي ،  أن دول العالم لا زالت غير واعية تماما لما يجري ، أو أنها تتخفى خلف حجاب شعارات أصبحت تافهة كالديمقراطية و الحرية الشخصية وحرية ممارسة الشعائر الدينية / خاصة المتزمت منها ، التي ستنعكس وبالا على هذه الدول حضارة ونظاما ومجتمعا ، وأني أرى قادة الدول بما فيها العظمى ، كأنهم غير مقدرين لما يجري حاليا !! أوغير مدركين لأنعكاس الأحداث (  كأعمال التخريب و الأغتيالات و التفجيرات .. أو حتى المظاهر الدينية المبالغ بها / كأحياء مقتل الحسين بالمسيرات ، كما جرت في مدينة وينزر الكندية وديترويت الأميريكية مثلا ، ... أوصلاة المسلمين في الشوارع و الأزقة والساحات في أوربا / التي بها الكثير من التحدي و الأستفزاز للأخرين .. ) على مستقبل الأمن الدولي عامة وعلى الوجه الحضاري خاصة ، فعلى قادة العالم أن يتحملوا المسؤولية تجاه شعوبهم بقول الحقيقة كما هي ، وأن يكشفوا لهم / أي لشعوبهم ، ما يجري وما سيجري وما يخفون من وقائع تتعلق بأتباع دين أو معتقد أو مذهب محدد ( المتطرفين من المسلمين وغيرهم .. !! الذين يعيشون  / ومنهم مولودون ، في كنف الدول الغربية .. ) ، الذين ليس من السهولة بمكان أن يندمجوا بالمجتمعات الغربية التي حلوا بها كالمجتمعات الأوربية و أميريكا و كندا والدول الأسكندنافية .. !! والذين من الممكن أن يتحولوا الى قنابل موقوتة ، تنفجر بأي تماس " فكري متطرف " !! وكل هذه القضايا وغيرها تتعلق بمحور واحد فقط وهو " مفهوم الله " في الأسلام وأختلافه كرمز ووجود ودور ونهج وثقافة وحياة عن " مفهومه " في المسيحية / بالتحديد ، وهو مجال بحثنا المختصر .
النص :
أن الأندماج الأنساني والتعايش المجتمعي والتراكم الحضاري يستلزم بث الروح في " هيكل " صلد  جامد منذ مئات السنين ، حمله الفقهاء والمفسرين والشيوخ والعلماء من جيل الى جيل ومن حقبة الى حقبة ومن عهد الى عهد ومن دولة الى دولة ، محافظين على جوهره وشكله ، حتى يبقى فعالا ومؤثرا في الحياة العامة الخاصة بهم كمسلمين من جهة وفي نظام الدولة التي ينشدون أليها من جهة أخرى ، وحتى يبقوا هم في الصورة / في الحالتين  ، لكي يقتادوا ويعتاشوا وينتفعوا من هذا الوضع ، فكيف بأتباع هكذا دين أن يندمجوا مع المجتمعات الأوربية والأميريكية .. ، فبالرغم / مثلا ، من أن الولايات المتحدة الأميريكية لها خلفيات ثقافية ودينية وأثنية مختلفة ، ولكن الثقافة الأسلامية بقت الأكثر تناقضا مع التطور المجتمعي و الأنساني والحضاري/ بوضعها الحالي ، لأن الأسلام في واد و المجتمع في واد أخر ، فهم / غالبا ، أينما يذهبوا يأملون ويرغبون بنقل روح ومفهوم وشكل ومبدأ هذا  " الهيكل " المتحجر الى حياتهم الجديدة ، وهنا يحدث الأنفصام الحياتي والمجتمعي والحضاري !! في المجتمع الجديد الذي أنتقلوا أليه ، فيبقى وجودهم سلبا ما لم يتغير جوهرهم ، وهذا الجوهر مرتبط ب " هيكل " جامد  / صعب المراس .
المستقبل غامض ، لا أرى فيه أي فجوة أمل ألا بتحرك ثوروي ديني سياسي ، الذي يحتاج الى قادة متنورين  لفكر ديني متطور، وليس لشيوخ سلفيين معممين يعيشون في حقبة الجاهلية ، يقدسون النص ، الذي نزل قبل أكثر من 1400 سنة في وضع وحقبة وحدث وظرف ومجتمع  قبلي متعصب لا يمت للحاضر بصلة لا من قريب ولا من بعيد ، الأمر الذي يجعل الهوة تزداد / حاليا ، بين المسيحية المتطورة والمحدثة  و الأسلام الجامد ، كما أن كل مؤتمرات حوار الأديان وغيرها ، أنما هي مناسبات بروتوكولية لتبادل الكلمات و الاحاديث ، لا تقدم أي خطوة أيجابية نحو تعايش افضل فكريا بين المسلمين و المسيحيين ، وذلك لأختلاف مفهوم الله ، فالله  في المسيحية ليس نفسه في الأسلام  ، كما أن الدين فكرا و نهجا وممارسة وحياة مختلف تماما مسيحيا و أسلاميا ، فالثقافة الدينية في الأسلام لا زالت تعيش حقبة صدر الرسالة المحمدية ، وأي تطور بها يعتبر كفرا ، كما أن رجال الدين / معظمهم ، لا زالوا يؤكدون على القالب الديني الجامد للأسلام ، انطلاقا من مقولة ، ان الأسلام صالح لكل العصور / أي صالح لكل زمان ومكان ، وبهذا تحجيرللأيات القرأنية   .                                   
المحور الأول / سأستشهد بثلاث أيات من القرأن ، فقط من أجل تحديد الموضوع  :
1.  فلو تناولنا سورة  المائدة الأية 51 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، ففي شرح الأية ، ينهى الله تعالى عباده المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى الذين هم أعداء الإسلام وأهله ، قاتلهم الله ، ثم أخبر أن بعضهم أولياء بعض ، ثم تهدد وتتوعد من يتعاطى ذلك فقال :  ومن يتولهم منكم فإنه منهم ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين  ) / تفسير ابن كثير ، نقل بتصرف من موقع أسلام ويب .                                                             
أضاءة ، كيف التعايش مع هذه الأية / في أوربا مثلا ، فالأية تنهي وتهدد وتتوعد المسلمين ، من يقبل تولي النصراني أو اليهودي أموره ، أذن لو كان هناك قرانيا أله واحد لما نزلت هكذا أية ، تذل من معتقدي باقي الأديان / اليهود و النصارى تحديدا ، أذن هناك أقوام أخرى لديهم أله أخر ينهي أله الأسلام من التعايش والعمل معهم في أمور الدولة وبالحياة العامة ، فمنطقيا ومن مفهوم الأية أن النصارى واليهود لهم أله أخر لأن أله الأسلام يذلهم .. وسائل يسأل ، ولكن هل القرأن يقر مثلا بتولي ، البوذي أو الهندوسي أو الصابئي أو الملحد .. أمور المسلمين !! ، لأن الأية لم تنهي عنهم بتولي أمور المسلمين / وأن الأية لم تذكرهم ، أذن كيف يقال أن القرأن صالح لكل زمان ومكان ، شامل جامع كامل ، وهو أغفل / أي القرأن ، عن ذكر " غير " اليهود والنصارى في متن الأية من معتقدي أديان أخرى سماوية كالصابئة أو أرضية  كالبوذيين والهندوس بتولي أمور المسلمين ..!!
2.  ولو تناولنا أية أخرى ، قال تعالى : ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) ( التوبة :29 ). أضاءة ، من مفهوم الأية أنه على المسلمين الذي عدد نفوسهم حوالي 1.4 مليار نسمة أن يقاتلوا غير المسلمين الذي عدد نفوسهم حوالي 5.6 مليار نسمة ( وتختلف الجهات المعنية في تقدير عدد نفوس سكان العالم البالغ 7 مليار نسمة ، وتقديره هنا هو ما بين مايو 2010 ويونية 2011 . كما تقدر الأمم المتحدة زيادة عدد سكان الأرض بمعدل 79 مليون نسمة سنويا بين عامي 2005 و 2015 / نقل بتصرف من الويكيبيديا ) حتى يؤمنوا بالأسلام ! أذن يجب تغيير الخارطة الدينية للعالم  /  أكيد بالسيف ، من خارطة متعددة الاديان والمعتقدات والمذاهب الى خارطة وحيدة الدين والمعتقد الذي هو الأسلام ، وهو امر بعيد عن المنطق والعقلانية والأنسانية .                                                                                         
 أضاءة أخرى ،  وأما قوله : ( وهم صاغرون ) ، فإن معناه : وهم أذلاء مقهورون ، محتقرون ( نقل بتصرف من موقع أسلام ويب/تفسيرالطبري للأية ) .                                                                                              أذن أله المسلمين يأخذ لأتباعه " أتاوة " من أهل الكتاب ، وليس من غير المسلمين عامة ، حسب نص الاية ، أذن اليزيدي والهندوسي والبوذي ... لايدفع جزية  حسب نص الأية ! ، كل ذلك من أجل منح حق مواطنة من الدرجات الدنيا لهم وهم أذلاء مهانون !! فأين الحضارة والتعايش في هكذا مفاهيم !!

3. ولو تناولنا سورة البينة ، في قوله تعالى  /  لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ‏‏ ‏[‏البينة‏:‏ 1‏]‏‏. وتفسيرها لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب ‏‏، يعني اليهود والنصارى‏.‏ ‏{‏وَالْمُشْرِكِينَ‏}‏، وهم عبدة الأوثان ‏.‏‏ {‏مُنفَكِّينَ‏} ‏، أي‏:‏ منفصلين وزائلين ‏.‏ يقال‏:‏ فككت الشيء فانفك ، أي‏:‏ انفصل ‏. ‏والمعنى‏ :‏ لم يكونوا زائلين عن كفرهم وشركهم حتى أتتهم البينة‏ . ‏لفظه لفظ المستقبل ومعناه الماضي ‏ .‏ والبينة الرسول ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي بين لهم ضلالهم وجهلهم‏ . ‏وهذا بيان عن نعمة اللّه على من آمن من الفريقين إذ أنقذهم به‏ . ( نقل بتصرف من موقع / طريق الأسلام – تفسير بن تيمية )  .
أضاءة ، بعيدأ عن ما يفسره فقهاء الأسلام بطرقهم الخاصة !! ، فأن أهل الكتاب كفار حتى يؤمنوا ، بنبي الأسلام محمد ، الذي جاء لهذا الغرض / لكشف جهل وظلال الكفار ، فالأيمان بالرسول محمد نعمة للمؤمنين ، ولكن الأخرين  من غير أهل الكتاب ، وحسب سياق الأية ليسوا بكفار / كالبوذيين و الهندوس و الملحدين .. ، أذن أله الأسلام يحدد بأن العالم كله كافر عدا المسلمين ...وسؤالنا كيف للعالم و الأنسانية جمعاء أن تتحضر أو أن تتمدن بهكذا مفهوم ، فالمسلم هنا / لديه شعور فوقي ، لانه يظن بأنه المؤمن الوحيد والباقي كلهم كفرة / أنجاس ، وما هو حال الأجيال المستقبلية بهكذا مفاهيم ، وكيف يكون وضع المسلمين الذين يعيشون في بريطانيا / مثلا ، فجيران المسلمين كفرة والذين يعملون معهم كفرة والذين يدفعون لهم المساعدات كفرة والذين يعالجوهم ويزرقهم الحقن في حال تمرضهم كفرة والذين يدافعون عنهم كالشرطة ورجال الأمن كفرة ، أذن الدولة والنظام والمؤسسات والملكة .. كلهم كفرة !!! .
 المحو الثاني / ومن الفكر المسيحي سأتناول أيضا ثلاث أيات / أحاديث للمسيح ، لأوضح بمفهومها كلمة الله في المسيحية :
1. " أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم ، صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم " ( مت44:5(  الأية تنصب على المحبة والتسامح و الغفران ، فبدل قتل الأعداء والكفار / كما هو في الأسلام  (  وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ(191) سورة البقرة ) ، هنا المسيح يقول أحبوا أعداءكم حتى وأن كانوا كفار ، وبدل المقابلة بالمثل بالنسبة لللاعنين يقول المسيح باركوهم من أجل التسامح ، وصلوا من أجل المسيئين بدل سحقهم .. فكما يتضح من الأية ، أن أله المسيح هو أله محبة وتسامح ..
2. " كل من ياخذ بالسيف بالسيف يهلك  " ( متى 26 : 52 )‏  .
نهي كامل عن أستعمال القوة / كالسيف مثلا ، وحتى أن المسيح منع " التلميذ بطرس " من أستخدام السيف ضد الجنود / دفاعا عنه ، قبل تسليم المسيح نفسه لهم كي يصلب ، فكلمة الله هنا أنه أله سلام وليس ألها للقتل ... بينما القوة / السيف ، في الأسلام هي أداة لنشر الدين وقتل المرتدين والمشركين وللحرب والدفاع والأحتلال و الأنتقام و الغزو و التوسع ... وهناك أشارات تدل على قتل المشركين بدل هدايتهم في سياق الأية القرأنية ( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التوبة / 1 - 5  . 
3. " يقول السيد المسيح : أحبوا بعضكم بعضا ، كما أنا أحببتكم "  ( يوحنا 15 : 9- 15  )     .                   
هنا بالأية تأكيد على المحبة بين الجميع ونبذ للكراهية والبغضاء ، ويبرهن المسيح على ذلك نتيجة حبه / اي المسيح للبشر ككل ، فهو لم يذكر حبه للمسيحيين فقط ، بل حبه للجميع دون تمييز ،  فبالمسيحية يتجلى الله على أنه محبة ، بينما أله الأسلام ، يؤمن بالمعاملة بالمثل ، ولا وجود للغفران والعفو عن الذنب ، كقوله تعالى ( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:45] .
هل الأسلام هو الحل :
من خلال قراأتي أستفزتني بعض أفكار الأخوان المسلمين حيث يقولون ( ولأن الإسلام هو العقيدة والشريعة ونظام الحياة الذى ارتضاه الله لعباده ، وهو وحده الذى يعلم ما فيه نفعهم وصالحهم ، كما يعلم سرهم وعلانيتهم.. فقد كان الإسلام وسيظل هو الحل الوحيد لمشاكل وأزمات البشرية ، يعرف ويلبى مطالب الروح والنفس فى توازن ، ويربى فى الناس وازع الإيمان والخشية والرحمة ، ويطبع فى القلوب وعلى الجوارح حب الخير ، ويزرع فيهم الضوابط الداخلية تمارس دورها قبل الضوابط الخارجية ، يؤكد القيم والمثل ، كما يؤكد العفة والفضائل) / نقل بتصرف من موقع ويكيبيديا الأخوان المسلمين .. وتناسى وأغفل تنظيم الأخوان المسلمين ، الذي يعتبر نفسه نظام حياة ، بأنه أكثر التنظيمات الأسلامية عنفا خاصة في مجال الأغتيالات منذ نشأته فهو المسؤول عن          ( أغتيال القاضي المصري أحمد بك الخازندار في 22 مارس 1948 ، أغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في 28 ديسمبر 1948 ، أغتيال حامد جودة رئيس مجلس النواب في 5 مايو 1949 و محاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر 1954  حادثة المنشية وغيرها  / نقل بتصرف من موقع بوابة الفجر ).. هذا عدا ما يحدث الأن في مصر الذي كله من تنظيم وفعل الأخوان ، والكل يتذكر العبارة التى أطلقها " خيرت الشاطر " مهندس الإرهاب فى جماعة الإخوان قبل ساعات من عزل الرئيس محمد مرسى فى 30 يونيو 2013 ( الجماعة أو حرق مصر ) !!                                                                     
 وأنني أتساأل هل الأسلام كما يقولون هو " الحل "  و " الحياة " ، وأذا كان هو الحل و الحياة ، فهل مثلا  " جماعة بوكوحرام " ( جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد.. المعروفة بالهوساوية باسم بوكو حرام أي " التعاليم الغربية حرام "، هي جماعة إسلامية نيجيرية سلفية جهادية مسلحة تتبنى العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا  ) مثلا هي الحل  و الحياة ، في القتل و النهب و الأختطاف و الاغتصاب ، وهل " داعش " هي الحل و الحياة ، التي سبت النساء والأطفال وباعت حتى الرضع ، وأغتصبت النساء وقتلت الألاف لمجرد أختلاف المذهب ، أضافة للسحل والجلد والصلب ونحر الرقاب ، وهل " القاعدة " هي الحل و الحياة ، التي فجرت برجي منهاتن في سيبتمبر 2011 بالولايات المتحدة الاميريكية   (  هي مجموعة من الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001. حيث تم تحويل أتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها . الأهداف تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون .  سقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية 24 مفقودا ، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة. ) ، أخيرا وليس أخرا قتل صحفي " شارلي أيبدو " في 7 يناير 2015 / فرنسا ، لمجرد حرية الرأي ، لنشرها رسوما مسيئة للرسول ( قتل 8 صحفيين من بينهم رئيس تحرير مجلة "شارلي ابدو" و 4 آخرين خلال الهجوم الذي شنه الأخوان " سعيد وشريف كواشي " / المولودين في باريس وهم مسلمين ، وبعد مرور يومين ، قتل مسلح آخر / وهو مسلم أيضا ، يدعى " اميدي كوليبالي " 4 أشخاص واحتجز عددا آخر في متجر يهودي . ويعتقد أن كوليبالي هو المسؤول عن مقتل شرطية فرنسية في اليوم الذي سبق هجومه على المتجر اليهودي. ) علما أن الصحيفة نفسها لديها منشورات أستفزازية أخرى لباقي الديانات ... فهل الأسلام هو الحل والحياة ، حيث يرد / الأسلام  ، على أي رسم يستفزهم ، أو أي مقال أو نص فكري أو أي تعبير حر مخالف لمعتقدهم .. بالقتل ، فأذا كان القتل هو الحل والحياة لأختلاف الرأي ، فنعم الأسلام هو الحل و الحياة !!                                                             
خاتمة :
 يبقى السؤال النهائي ، هل أله المسلمين نفسه أله المسيحيين ! وأذا كان نفسه لماذا يتوعد ويهدد ويريد قطع رقاب المسيحيين / وهم عباده ، ولماذا يتعامل معهم بهذه الطريقة المهينة والمذلة !  أما أذا كان للمسلمين أله و للمسيحيين أله أخر ، فهل من المعقول أنه هناك أله يدعو للقتل و أله ثان يدعوا للمحبة .. وأخيرا ، هل من المنطق أن يوجد لكل دين أو معتقد أو مذهب أو جماعة أله خاص بهم  ...  وأذا كان كذلك ، فكم أله بك أيتها الحياة !!


382
أئمة الأسلام – خلاف وفتن وحروب                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     مع أستطراد للأئمة الأربعة
المقدمة :                                                                                                                                                                                                      كان ولا زال هناك أختلافا وخلافا وفي بعض الاحيان تضاددا ، فقهيا أوعقائديا أو الأثنين معا ، بين فقهاء وأئمة وشيوخ .. الأسلام ، أمتد هذا فيما بعد الى حروبا وفتنا سحقت و حرقت البلاد ، وذهب من جرائها الكثير من الضحايا ، ففي هذا البحث المختصر سأتعرض أولا لبعض هذه الخلافات والأختلافات .. كنماذج ، مستطردا الى بعض الأراء المتباينة للأئمة الأربعة (*1) ثانيا ، ثم سأسرد بعضا مما جرى من هذه الخلافات من ويلات وفتن  ،  ثالثا ، ثم سأختم البحث اخيرا ، بقراءتي الخاصة للموضوع مستشهدا بحديث الرسول  (حلال محمد حلال الى يوم القيامة .. وحرام محمد حرام الى يوم القيامة  ) .                       
النص :                                                                                                                                                                                                       سأذكر بعضا من الخلافات والأختلافات فقهية كانت أو عقائدية أو غير ذلك ، بين أئمة وفقهاء وشيوخ  الأسلام ، وهي عامة تحتاج الى كتب ومجلدات ، ولكن لأني بخصوص  قراءة حديث الرسول الوارد في المقدمة أعلاه ، فسأذكر عينات / أمثلة ، من التباين الفقهي والعقائدي كنموذج مختصر ، من أجل الولوج للقراءة الخاصة :                                                                                      1. الأئمة الأربعة مختلفين على أمور أراها غير ذا أهمية بالنسبة للمسلمين خاصة في العصر الحالي ، وغير معمول بها ، وحتى في تلك الحقبة أراها ليست ذا بال ، منها :  (  المذهب الحنفي يجيز الوضوء بالنبيذ و باللبن المشرب بالماء والباقي يخالفوه ، المالكي يجيز أكل لحم الكلاب والباقي يخالفوه ، الشافعي يقول لمس المرأة يوجب الوضوء والحنفي يقول بخلافه ومالك يخالفهما يقول وجب الوضوء فقط أذا كان اللمس بغرض الشهوة ، الشافعي يقول بجواز أكل الجري والضبع والثعلب وأبو حنيفة يحرم أكلها ، والقنافذ يحلها الشافعي ويحرمها الأخرون ) / نقل بتصرف من الموقع التالي http://www.sd-sunnah.com . فالأن الماء متوفر ، ولا  أرى عمليا حتى في ذلك الزمان من التوضأ باللبن أو النبيذ ! أما قضية أكل اللحوم عدا المتداول منها الأن ، فقد تدفعك الحاجة الى أكل أي شي كما يحدث في المجاعات ! ولكن حتى هذا لم يذكر في أقوال الفقهاء ! أما نقض الوضوء ووضع شرط الشهوة الجنسية فهذا أمر يحتاج الى تساؤلات ، فمن الذي يقرر ذلك المصافح أو غيره ! وهذا الأمر غير عملي لأنه مرتبط بالجنس وهذا امر ليس من السهل قياسه أو تحديده ! ، ولم هذا الربط الجنسي ! الذي لا يمكن تقريره عمليا ! .                                                                                                                                                                                   2. كما أختلفوا / الأئمة الأربعة ، في موضوعة التيمم وكيفية أدائه (  فمنهم من قال بوجوب مسح الوجه والكفين بالتراب مرة واحدة ، وهو رأي أتباع أحمد بن حنبل وجماعته ومن تبعوهم من الظاهريّة ، ودليلهم حديث عمار بن ياسر الموجود في صحيح البخاري ومسلم . ومنهم من قال بوجوب مسح الوجه واليدين إلى المرفقين بالتراب مرتين ومرة للوجه وهو رأي أتباع أبي حنيفة ومالك والشافعي وحجتهم في ذلك حديث نافع عن عبد الله بن عمر الموجود في مستدرك الحاكم. والراجح هو قول الحنابلة لصحة الحديثين المرويين في البخاري ومسلم . ) / نقل بتصرف من مقال بعنوان الخلافات بين المذاهب الإسلامية - د.عبد الرحمن عباد / مسائل فقهيّة خلافية .  وهذا الأمر كان معمول به في عهد معين ومكان محدد تغلب عليه الطبيعة الصحراوية ، أما الأن أراه غير ذا فعالية ، فكيف التراب أو الرمل يبطل النجاسة ! أذن هكذا أراء مرتبطة بالظروف الزمكانية لتلك الحقبة ، وغير معمول بها الأن ، أرى أن تحذف أو أن تهمل .                                                                                                                                                                                                          3. وقال الأمام أبو حنيفة : ( لا قطع للسارق فيما كان أصله مباحاً في دار الإسلام ، كالطيور والتين والخشب والحطب والقصب والصيود والسمك والطين والفحم والملح والخزف والزجاج ، وقال الأئمة الثلاثة : يقطع سارق الأموال ، سواء أكانت مما أصله مباح أم غير مباح . / نقل من مقال لعبد الرحمن الخطيب – موقع العربية ) ، وأرى أن رأي أبو حنيفة مخالفا للقرأن ، حسب نص الأية " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " 38 سورة المائدة   ، وشرح الأية ( .. يقول تعالى حاكما وآمرا بقطع يد السارق والسارقة ، وروى الثوري عن جابر بن يزيد الجعفي عن عامر بن شراحيل الشعبي أن ابن مسعود كان يقرؤها :" والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما " . وهذه قراءة شاذة ، وإن كان الحكم عند جميع العلماء موافقا لها ، لا بها ، بل هو مستفاد من دليل آخر . وقد كان القطع معمولا به في الجاهلية ، فقرر في الإسلام وزيدت شروط أخر / نقل بتصرف من موقع quran.ksu.edu.sa/.../sura5-aya38  ). وهنا أرى أن أبو حنيفة نهج نهجا بعيدا عن نص القرأن فيما يتفق الباقون مالك والشافعي و أبن حنبل مع منطوق النص القرأني ! ، ولكن من جانب أخر أن قطع يد السارق عادة جاهلية فلم القرأن يقررها في الأسلام !.                                                                                                                                                                  4. أما الأمر المثير للعجب والمخالف للعلوم الطبية هو مدة الحمل ( اختلف الفقهاء في المدة القصوى للحمل ، فمنهم من رفعها إلى سبع سنين ، ومنهم إلى خمس ، وأربع وثلاث ، ومنهم من خفضها إلى سنتين ، ومنهم من قصرها على تسعة أشهر وهم الظاهرية . أما أصحاب الآراء الأربعة الأولى فاستدلوا على صحة آرائهم بأقوال منقولة عن نساء سمعوا منهن ، وبحديث منسوب إلى السيدة عائشة رضي الله عنها " لا يبقى الولد في رحم أمه أكثر من سنتين " ويقولون أن السيدة عائشة لا تقول بهذا الحديث من نفسها ، إلا أن تكون قد سمعته من الرسول . واستدل ابن حزم على صحة رأيه ، بأن الجنين لا يمكن أن يبقى في رحم أمه أكثر من تسعة أشهر ، ولا أقل من ستة ، بقول الله : { وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَة } البقرة (233) وقوله تعالى : { وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا } الأحقاف 15 فمن ادعى أن الحمل والفصال يزيد عن ثلاثين شهراً فقد خالف القرآن ، وردّ كلام الله . أما القول الراجح فهو القول الثاني وهو ما يقوله الطب ، حيث لا يزيد عن تسعة أشهرأو (280) يوماً ، وقد يزيد عن ذلك في حالات غير طبيعية بحيث يصل الحمل إلى عشرة أشهر إذا أصاب المشيمة التي تغذي الجنين شيخوخة في الشهر التاسع ، حيث تقل نسبة الأكسجين والغذاء المارين من المشيمة إلى الجنين فيموت ، ولهذا يقوم الأطباء بتوليد المرأة بطرق صناعية إذا تجاوزت الشهر التاسع بأسبوع أو أسبوعين. / نقل من نفس المصدر السابق ) وأرى الأتي أولا - هنا نحن أمام معظلة علمية طبية ، فأغلب الأراء التي كتبت في تحديد مدة الحمل هي ما بين 2 – 7 عام ، وأرى أن هذا الأمر يعد  كارثة طبية لا تتوافق مع العلم ، ثانيا – أن الأعتماد على حديث منسوب لزوجة الرسول عائشة ، وعائشة تفتي بما لا علم لها به ، وهي لا زالت فتاة في سن لا يجعلها رشيدة لهكذا أمر علمي طبي    ( فقد كان عُمْرُ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عند وفاة النبي : ثمانِ عشرةَ سنة. / نقل من مركز الفتوى ) يعني فتوتها من الممكن أن يكون عمرها 12 عاما أو  أكثر بقليل وذلك الزمن كان عهد رواج فتاوى عائشة ! فهل فتوى من فتاة بهذا العمر يعتد بحديثها ! ، ثالثا – أعتماد عائشة على قول من الممكن قد سمعته من الرسول هو أيضا لا يعتد به لأن الرسول لم يكن ذو خبرة بهكذا مجال فهو مهموم بنشر دعوته وليس بأعطاء أراء طبية ! ، رابعا – أما رأي أبن حزم (*2) الفقيه الفيلسوف فهو المعول عليه والمأخوذ به ، والذي أتى بعد نزول القرأن بأكثر من 4 قرون ، وكانت العلوم قد تطورت ونقل وترجم الكثير من الكتب الطبية والعلمية ، والناحية المعلوماتية و المعرفية قد تطورت في عهده ، لهذا أرى أن رأي " أبن حزم " كما يقال " حزم الأمر " ، خامسا - أما الأيات التي قيلت بهذا الموضوع ، البقرة 233 والأحقاف 15 / الواردة في أعلاه فلم تصب الأمر في حقيقته بشكل مباشر ! .                                                                                                                                                                                                           5 . أما الخلاف العقائدي الأكبر بين فقهاء السنة والشيعة ، فهو في مصحف فاطمة ، فتقول الشيعة فيه قولا كبيرا ( مصحف فاطمة الزهراء ، هو كتاب عظيم المنزلة أملاه جبرائيل الأمين على سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ، بعد وفاة أبيها الرسول محمد ، و ذلك تسكيناً لها على حزنها لفقد أبيها  ، كاتب هذا الكتاب هو علي بن أبي طالب ، فقد كتبه بخطه المبارك ، و مصحف فاطمة  يُعتبر من جملة ودائع الإمامة ، قال الإمام الرضا ـ و هو يَعُّد علامات الإمام المعصوم : " و يكون عنده مصحف فاطمة " . أما بالنسبة إلى مكان وجود هذا المصحف في الحال الحاضر فهو اليوم موجود عند الإمام المهدي المنتظر ، فمصحف فاطمة هو مجموع حديث جبرائيل الأمين لفاطمة ، فهو وحي غير معجز كالحديث القدسي  و النبوي .. ليس في مصحف فاطمة شيء من القرآن قال الإمام الصادق : وقال " وأن عندنا لمصحف فاطمة  و ما يدريهما مصحف فاطمة ، مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، إنما هو شيء أملاه الله و أوحى إليها " .، " مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن " ، " و عندنا مصحف فاطمة أما والله ما فيه حرف من القران"  / نقل بتصرف من موقع مركز الأشعاع الاسلامي ) . هنا نرى : أولا - كتابا أسموه مصحفا وربط أسمه ببنت الرسول محمد ودعي مصحف فاطمة ، أذن كان هناك تماثلا بالأسم مع القرأن ، ثانيا – أن مصحف فاطمة كالقرأن موحى به عن جبريل ، حسب أدعاء الشيعة ! أذن هناك نوعا من التطابق ،  ثالثا – كاتب مصحف فاطمة هو علي بن أبي طالب زوجها ، أما كاتب القرأن فهو ، ( .. القرآن كتبه الصحابة عن النبي ، ثم في عهد عثمان شكل له لجنة رباعية ، منهم زيد بن ثابت كاتب الوحي فجمعوا المصحف الموجود بين أيدينا الآن على حرف واحد حتى لا يتنازع الناس ، وكان أنزل على سبعة أحرف ، فجمعه الصحابة في عهد عثمان على حرف واحد .. / نقل بتصرف من موقع أبن باز الرسمي ) ، فعلي بن أبي طالب هو الأقرب للرسول وليس منطقيا أن يكتب عليا كتابا عاديا ويدعي به ألا لو كان الأمر حقيقيا !! ، رابعا - السنة لا يعترفون ألا بالقرأن مصحفا منزلا ، ولا يعتدون بمصحف فاطمة ! ، خامسا - كان هذا التضادد والخلاف مصدرا مركزيا رئيسيا للخلاف الشيعي السني ، سادسا – خلاصة ، هل من المنطق أن الله يرسل جبريل لفاطمة حتى يملي عليها كتابا عظيم المنزلة بعد وفاة أبيها الرسول محمد ، و  " ذلك تسكيناً لها على حزنها لفقد أبيها !! " ، ولو كان الأمر كذلك ، لأرسل الله جبريل الى العذراء مريم أم المسيح لتسكين ألمها بعد جلد وتعذيب وصلب أبنها / المسيح !! لكتابة كتابا عدا الأنجيل / الذي كتبه الحوارين بقوة الروح القدس !! .                                                                       
فتن وحروب الأئمة :                                                                                                                                                                                          والأئمة الأربعة الذي قيل بحقهم ما قيل من مدح وعلو مقام وفضل كما جاء مثلا في " موقع مركز الفتوى " ، ( .. فالأئمة الأربعة وأقرانهم من أهل العلم الموثوقين الذين شهدت الأمة لهم بالعدالة والديانة والرسوخ في العلم كلهم من أهل السنة والجماعة ، وهم من الطائفة المنصورة التي أخبر النبي أنهم لا يزالون قائمين بأمر الله حتى تأتيهم الساعة وهم كذلك ، وليس ذلك بحاجة إلى مزيد تقرير ففضائلهم ومناقبهم ومساعيهم المشكورة وآثارهم المبرورة في الإسلام أعظم شاهد لهم بذلك ، وقد كانوا متفقين في أصول الدين موافقين فيها للسلف الصالح من الصحابة والتابعين ... وأما اختلافهم فإنما كان في بعض الفروع التي ليس فيها نص قاطع ، فاختلفت اجتهاداتهم بناء على اختلاف النصوص .. ) ، فهؤلاء الائمة وغيرهم الذي رفع شأنهم .. تحارب أتباعهم ومقليدهم الى حد الموت  .. ولم يكن الصراع بين المذاهب والفرق الإسلامية حكرًا على السنة والشيعة فقط ، فقد شهد التاريخ الإسلامي أيضا صراعًا داميًا وحروبًا حامية الوطيس ، بين الفرق والمذاهب السنية كذلك ، على أساسين مختلفين ؛ فقهي وعقدي ... فمن (( الصراعات الفقهية )) الاتي : الفتنة الأولى - ما حدث سنة 393 هجرية بين الشافعية والحنفية ببغداد ، وكان سببها أن شيخ الشافعية أبا حامد الإسفراييني (ت406ه) الذي استطاع أن يُؤثر في الخليفة العباسي القادر بالله ، ويُقنعه بتحويل القضاء من الحنفية إلى الشافعية ، فلما فعل ذلك احتج الحنفية ودخلوا في مصادمات مع الشافعية ، والفتنة الثانية - حدثت بمدينة مرو ببلاد خُراسان بين الشافعية والحنفية ، عندما غيّر الفقيه منصور بن محمد السمعاني المروزي (ت 489ه) مذهبه ، فانتقل من المذهب الحنفي الذي اعتنقه طوال ثلاثين سنة إلى الشافعي ، وأعلن ذلك بدار الإمارة بمدينة مرو ، بحضور أئمة الحنفية والشافعية ، فاضطرب البلد لذلك ، واضطربت البلد بين الشافعية والحنفية ، ودخلوا في قتال شديد ، وعمّت الفتنة المنطقة كلها ، ما اضطر السمعاني للخروج من مدينة مرو ، الفتنة الثالثة - الفتن بين الحنابلة والشافعية ببغداد سنة 573 هجرية ، وذلك أنه عندما تُوفي خطيب جامع المنصور محمد بن عبد الله الشافعي سنة 537 هجرية، ومنع الحنابلة من دفنه بمقبرة الإمام أحمد بن حنبل؛ لأنه شافعي وليس حنبليًّا ، فحدثت فتنة بين اتباع المذهبين تدخل على إثرها الخليفة العباسي المقتفي وأوقفها ، وأفشل محاولة الحنابلة منع دفن المتوفى بمقبرتهم ، وأمر بدفنه فيها، فتمّ ذلك ، الفتنة الرابعة الكبرى  - حدثت بأصفهان ـ ببلاد فارس ـ بين فقهاء أصحاب المذاهب سنة 560 هجرية ، وتقدمها عبد اللطيف الخُجنّدي الشافعي ، ضد مخالفيه من المذاهب الأخرى ، واستمر القتال بين الفريقين لمدة 8 أيام ، قُتل منهم خلق كثير ، وأُحرقت وخُرّبت منازل كثيرة ، الفتنة الخامسة  - فكانت بأصفهان أيضًا ، بين الشافعية والحنفية في سنة 582 هجرية ، وقع فيها كثير من القتل والنهب والدمار ، الفتنة السادسة – وهي الفتنة التي بين المذاهب الفقهية السنية ، ما وقع بين الشافعية والحنفية بمدينة مرو أيضًا ، زمن الوزير الخوارزمي مسعود بن علي المُتوفى سنة 596 هجرية ، فالوزير كان متعصبًا للشافعية ، فبنى لهم جامعًا بمرو مشرفًا على جامع للحنفية ، فغضب الحنفية وأحرقوا الجامع الجديد ، واندلعت فتنة عنيفة مدمرة بين الطائفتين ، حتى ذكر الرحالة ياقوت الحموي (ت 626ه) أن مدينة أصفهان في زمانه عمها الخراب .. أما أهم (( الصراعات العقائدية )) :  أولا - فتنة ابن القشيري ببغداد سنة 469 هجرية ، وذلك حينما قدم المتكلم أبو نصر بن عبد الكريم القشيري الأشعري (ت514ه) إلى بغداد واستقر بالمدرسة النظامية ، وعقد بها مجلسًا للوعظ والتدريس ، فتكلم عن مذهب الأشعري ومدحه ، وحطّ على الحنابلة ونسبهم إلى اعتقاد التجسيم في صفات الله تعالى ، فلما سمع به شيخ الحنابلة الشريف أبو جعفر (ت 470ه) أنكر عليه فعلته ، ودخل الطرفان في مصادمات عنيفة ، قُتل فيها نحو عشرين شخصًا من الجانبين ، وجُرح آخرون ، الفتنة الثانية – حدثت ببغداد ، حينما أقدم فقيه أشعري على تكفير الحنابلة ، فتصدوا له ورموه بالحجارة ، فهرب ولجأ إلى أحد أسواق بغداد واستغاث بأهله ، فأغاثوه واندلع قتال بين الطرفين ، وعم النهب واشتد القتال ، ولم تتوقف المواجهات إلَّا بتدخل الجند ، وقُتل فيها نحو عشرين شخصا من الطرفين ، ثم نُقل المقتولون إلى دار الخلافة ، فرآهم القضاة والشهود ، وكتبوا محضرا ضمّنوه ما جرى ، وسجله المؤرخين ، واشتعلت الفتنة الثالثة ببغداد سنة 476 هجرية حينما هاجم المتكلم أبي بكر المغربي الأشعري ، الحنابلة وذمهم واستخف بهم فاعترضه جماعة حنبلية من آل الفراء ، ووقع قتال عنيف ، وحينما أعلن الواعظ الغزنوي ببغداد سنة 495 هجرية ، عن مذهبه الأشعري بجامع المنصور اشتعل الصراع داخل المسجد ، ورجمه الحنابلة بالحجارة لتكون الفتنة الرابعة ، وحينما كفر ابن تومرت بالمغرب الإسلامي ، دولة المرابطين السلفية واظهر المذهب الأشعري (ت 524هـ) ، واتهمهم بالتشبيه والتجسيم ، واستباح دماءهم وأموالهم ، ودخل في حروب طاحنة مع المرابطين ، وأدخل المغرب الإسلامي في فتنة دامية ، وفرض الأشعرية على الرعية ، وعندما تُوفي واصل أتباعه دعوته ، وارتكبوا مجازر رهيبة في حق المرابطين عندما دخلوا مدينة مراكش سنة 541ه ، ويُروى أنهم قتلوا منهم سبعين ألف شخص . الفتنة الخامسة هي الفتنة التي تقدمها أبا الفتوح الإسفراييني الأشعري (ت538هـ) . وكان لمصر نصيبها من هذه الفتن التي وقعت بين أهل السنة ، بفتنة الشيخ الخبوشاني بمصر ، وقصتها أنه لما فتح السلطان صلاح الدين الأيوبي (ت 589هـ) مصر سنة 567هجرية ، أراد شيخه الفقيه الصوفي نجم الدين الخبوشاني الشافعي الأشعري (ت587ه) نبش قبر المقرئ أبي عبد الله بن الكيزاني الشافعي (ت 562هـ) المدفون بقرب ضريح الإمام الشافعي بمدينة مصر ، وقال عن ابن الكيزاني : هذا رجل حشوي لا يكون بجانب الشافعي . وفي رواية أخرى إنه قال عنه : لا يكون زنديق بجانب صديق ، ثم نبش قبره وأخذ رفاته ودفنها في موضع آخر ، فثار عليه الحنابلة وأهل الحديث وتألبوا عليه ، وجرت بين الطرفين معارك انتهت بانتصاره عليهم ... وخلاصة القول ،  إن المتأمل في التاريخ المديد للفتن يجد أنه لم يتغير شيء كثير عما نراه اليوم ، وكأن الزمن يعيد نفسه ، ولكن مع اختلاف المسميات ، فالتضليل والتكفير والحروب واستباحة الدماء والأعراض والأموال مازالت قائمة بيننا .. / نقل بتصرف مع أضافات للكاتب من موقع البديل - من مقال لعبد الوهاب حسن - الصراع بين المذاهب السنية.. دروس مستفادة .                                                                                                                                                                                                   
القراءة :                                                                                                                                                                                                           " حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة "  ، جاء في موقع شبكة الدفاع عن السنة ، مقال لخالد الوائلي حول تفسير هذا الحديث :       (  وهي طامة كُبرى وحجّة عليهم لا تنفكّ عنهم ، عن أبي عبد الله قال : قال رسول الله : " إن على كل حقٍ حقيقة وعلى كل صوابٍ نوراً فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه " الكافي 1/69 ... عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام : " بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في هدم القبور وكسر الصور" وسائل الشيعة 2/870 ... وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تتخذوا قبوركم مساجد ولابيوتكم قبوراً" مستدرك الوسائل 2/379  ) . هنا نرى أن أهل السنة والجماعة تبين تضاددا وتقاطعا مع الشيعة وعلى لسان آل البيت تأكيدا على جملة من المسائل عقائدية كانت أو فقهية ! ، ولكني سأترك شخصيا ما فسر به الوائلي حديث الرسول ، الذي فسره بما يتفق ومذهب أهل السنة ! ، أما قرءأتي الحداثوية للحديث هي الأتي : أولا -  الحديث مطلق وعام شامل غير محدد الأطر وغير مؤشر على أي قضايا فقهية أو عقائدية يقصدها ، ثانيا – يمكن أن يستخدم هذا الحديث من قبل أي مذهب أو فرقة أسلامية لخدمة قضاياه الفقهية أوالعقائدية لأنه رمادي المعنى والنهج ، ثالثا – الأحداث التي وقعت بعد موت الرسول بداية من سقيفة بني ساعدة (*3)  فحروب الردة  في عهد أبي بكر الصديق ، ومقتل عثمان بن عفان سنة 35 هجرية (*4) ، وما تبعها من ويلات ، كحرب الجمل سنة 36 هجرية وموقعة صفين سنة 37 هجرية (*5) ، كل هذا شكل موادا ومواضيعا أختلف أهل السنة والشيعة .. وغيرهم / فقهاءا وأئمة وشيوخ ،  في تأويله وتفسيره ، وتقاطعوا أيضا مع من كان في جانب الحق أو مع من وقف في خندق الباطل ، رابعا – من جانب أخر لا زال الى الأن أئمة السنة والشيعة يتبادلون التهم ، وحتى أغلظ الكلام !! ، فيما بينهم بخصوص أحقية علي بن ابي طالب بالخلافة بعد موت الرسول ، الأمر الذي أنجر على " سب الصحابة " و " التنكيل بعائشة بنت أبي بكرزوجة الرسول " .. وهذه الأمور خلقت جيشا مجيشا من الأئمة والفقهاء والشيوخ يتخندقون بين الطائفتين .                                                                                                     
الخاتمة :                                                                                                                                                                                                     خلاصة القول أن الأئمة الأربعة ومعظم فقهاء وشيوخ وعلماء وأئمة المسلمين ، لم يجلبوا سوى الفرقة والخلاف والتباين والتمايز .. ، والتي جرت الى ويلات وحروب وفتن بين المسلمين ، وقاد بعضها الى التكفير والخروج من الملة ! ، فهم لم يوحدوا المسلمين بل بثوا سموم التعصب والتزمت لمعتقدات ومذاهب وفرق معينة من أجل غايات معينة وليس من أجل الأسلام ! ، كما يحصل الأن مع المذهب الوهابي ! ، وهذا الحديث لم ولن يوحد أمة المسلمين على حلال أو حرام محدد لا ماضيا ولا الأن ولا حتى في المستقبل ، لأنهم أصلا ليسوا موحدين على كلمة واحدة ! ، أن الأمر جلي وواضح أنه لكثرة الخلافات واللأختلافات والأجتهادات قال الرسول ( الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة " كلها في النار إلا واحدة " )  (*6) ، يقينا من  حديث الرسول أن 72 فرقة أسلامية بشيوخها وأئمتها وعلمائها وجمهورها تذهب بأجمعها الى النار! ، ولكن من هي الفرقة الناجية ، فلا جواب !! .
 --------------------------------------------------------------------------------------------------
(*1) الإمام أبو حنيفة النعمان 80 ) هـ/699م - 150هـ/767م ) ، ومذهبه الحنفي  الإمام مالك بن أنس  93)هـ/715م - 179هـ/796م) ، ومذهبه المالكي ، الإمام محمد بن إدريس الشافعي 150 ) هـ/766م - 204هـ/820م) ، ومذهبه الشافعي  الإمام أحمد بن  حنبل 164 ) هـ/780م ـ 241هـ/855م) ، ومذهبه الحنبلي . أبو حنيفة النعمان هو أول الأئمة الأربعة وهو التابعي الوحيد بينهم ولقي عدداً من صحابة رسول الله ، والمرجح أنه لم يلتقي بأي من الأئمة الثلاثة الذين تلوه ، ولكن الإمام الشافعي التقى بالإمامين مالك بن أنس وأحمد بن حنبل، حيث كان الشافعي تلميذ الإمام مالك وكان شيخ الإمام أحمد بن حنبل . / نقل من الموسوعة الحرة .                                            (*2) ابن حزم الأندلسي (384 - 456هـ، 995 - 1063م) ، الأندلسي ، الظاهري ، شاعر وكاتب وفيلسوف وفقيه . ولد في مدينة قرطبة وكان يلقب القرطبي إشارة إلى مولده ونشأته . وقد كانت أسرته من تلك الأسر التي صنعت تاريخ الأندلس . أخذ المنطق عن محمد بن الحسن القرطبي ، وأخذ الحديث عن يحيى بن مسعود ، وأخذ الفقه الشافعي عن شيوخ قرطبة ، ونشأ شافعي المذهب ثم انتقل إلى المذهب الظاهري حتى عرف بابن حزم الظّاهري . عانى ابن حزم من الفتنة التي شبت بقرطبة ، ثم ترك قرطبة واستقر بمدينة ألمريّة ، وكان مشغولاً بهاجس السياسة وإعادة الخلافة للأمويين . ولما سقطت الخلافة الأموية نهائيًا بالأندلس وزالت دولة الأمويين ، تفرغ ابن حزم للعلم والتأليف . فأثرى المكتبة العربية بمؤلفات مفيدة في مختلف فروع المعرفة من أشهرها : ؛ جمهرة أنساب العرب ؛ الإمامة والخلافة ؛ الإحكام في أصول الأحكام . يُعد ابن حزم درة في تاريخ الأندلس السياسي والفكري والأدبي ، وقد عاش حياة مليئة بالمحن ، قضاها مناضلاً بفكره وقلمه ، أكثر من أربعين عامًا ، ولكن فقهاء عصره حنقوا عليه وألبوا ضده الحاكم والعامة ، إلى أن أحرقت مؤلفاته ومزقت علانية بإشبيلية . توفي بقرية منتليشم من بلاد الأندلس . / نقل بتصرف من  shamela.ws/index.php/author/2 .                                                                                                                                                                 (*3) سقيفة بني ساعدة : ذكر الطبري هذه الحادثة بشكل مفصل في تاريخه ج 2 مطبعة الاستقلال بالقاهرة سنة 1385 ه‍ - 1929 م - ننقل منه مختصرا على قدر الحاجة من ص 455 - ص 460 - كالآتي : اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة ، وتركوا جنازة الرسول يغسله أهله ، فقالوا : نولي هذا الأمر بعد محمد ، سعد بن عبادة ، وأخرجوا سعدا إليهم وهو مريض . . فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر سابقة الأنصار في الدين وفضيلتهم في الإسلام ، وإعزازهم وقال : استبدوا بهذا الأمر دون الناس فأجابوه بأجمعهم أن قد وفقت في الرأي وأصبت في القول ، ولن نعدو ما رأيت ، نوليك هذا الأمر ، ثم إنهم ترادوا الكلام بينهم فقالوا : فإن أثب مهاجرة قريش فقالوا : نحن المهاجرون وصحابة رسول الله الأولون ونحن عشيرته وأولياؤه ، فعلام تنازعوننا هذا الأمر بعد ؟ فقالت طائفة منهم : فإنا نقول إذا : منا أمير ومنكم أمير فقال سعد بن عبادة : هذا أول الوهن .. والتي أنتهت بمخاطبة عمر بن الخطاب لأبي بكر الصديق " فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى تخوفت الاختلاف قلت : إبسط يدك أبايعك ، فلما ذهبا ليبايعاه ، سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه .. " / نقل بتصرف من شبكة الشيعة العالمية .                                                                   (*4) فتنة مقتل عثمان أو الفتنة الكبرى ، هي أولى الفتن التي وقعت في الدولة الإسلامية ، وتعرف كذلك بالفتنة الأولى ، أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان في سنة 35 هـ، ثم أدت لاضطرابات واسعة في الدولة الإسلامية طوال خلافة علي بن أبي طالب . / نقل من موقع المعرفة .                                             
(*5) موقعة صفين ، هي المعركة التي وقعت بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة 37 هـ ، بعد موقعة الجمل بسنة تقريبا .على الحدود السورية العراقية والتي انتهت بعملية التحكيم في شهر رمضان من سنة ثمان وثلاثين للهجرة.  / نقل من الويكيبيديا .                                         
 (*6) هذا الحديث رواه الإمام أحمد ، وابن أبي الدنيا ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن حبان ، والحاكم ، وصححوه ، ورواه غيرهم أيضا . رَوَوْه عن عَوْفِ بن مالك ، ومعاوية ، وأبي الدرداء ، وابن عباس ، وابن عمر ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وواثلة ، وأبي أمامة ، وغيرهم بألفاظ متقاربة . والرواية الصحيحة  : " كلها في النار إلا واحدة  "  ، وأما رواية  " كلها في   الجنة إلا واحدة  " فهي موضوعة مكذوبة على النبي  ./ نقل بتصرف من موقع طريق الأسلام .




383
                                  مؤتمر " الشيشان الأسلامي " بين التجاذبات

أستهلال :
ليس الغاية من هذا المقال ، الدخول في مساجلات الفقه والعقائد بين ما خرج به المؤتمر من بيان ، حول من هم " أهل السنة والجماعة " ، هل هم " الأشاعرة والماتردية  و .. "  أم هم " السلفية و الوهابية " ومن غفى تحت عبائتهم الملتهبة . ولكن هدفي عرض بعضا من الصراع الأسلامي الأسلامي على الريادة مع تسجيل بعضا من الأضاءأت .

الموضوع : 
 ما بين 25 و27 آب / أغسطس الماضي ، وتحت عنوان « من هم أهل السنة والجماعة ؟ » انعقد في جمهورية الشيشان مؤتمر إسلاميّ ، تحت رعاية رئيس الشيشان رمضان قاديروف ، بحضور عالمي كبير يتقدمهم الأزهريين في مصر ، ومنهم حسب موقع القدس العربي " الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، وشوقي علام ، مفتي مصر ، وأسامة الأزهري مستشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي .. " ، إضافة إلى أكثر من 200 شخصية دينية أخرى ، بينها عبد الفتاح البزم مفتي دمشق ، الداعية الأشعري الأردني محمد إدريس ، الداعية الجبيب الجفري والمنظر الأشعري المعروف سعيد فودة وغيرهم .

النص :
وضع المؤتمر تعريف من « هم أهل السنة والجماعة » أو لـ « تصويب الانحراف الحاد والخطر » في هذا التعريف ، كما قال القائمون على المؤتمر ، ب (( حصر المؤتمر أهل السنة والجماعة في « الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد ، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه ، وأهل التصوف الصافي علمًا وأخلاقًا وتزكيةً » وهذا جاء حسب موقع www.sasapost.com/chechnya-conference )) ، وهذا يعني إخراج كل من خالفهم من دائرة السنة والجماعة ، وقد أوضح الداعية الأشعري الأردني محمد إدريس ، (( ضرورة التمييز بين أهل الحديث التي تعني جماهير علماء الحديث ، وبين تلك الطائفة المنتسبة إلى مذهب الإمام أحمد ، والتي تبنت مقولات شاذة وغريبة ، تعرضت بسببها لنقد شديد من كبار علماء الحنابلة كابن عادل الحنبلي ، وابن الجوزي وغيرهما . وتابع إدريس ، " إن المقرر عند الأشاعرة النظر إلى ما يطلق عليه السلفيون عقيدة أهل الحديث ، على أنه مذهب مجموعة انتمت في وقت مبكر إلى مذهب الإمام أحمد ، لكنهم تبنوا مقولات الحشوية والكرامية ( فرق منحرفة من مقولاتهم تجسيم الله ) ، فابن تيمية سار على طريق الكرامية ، والسلفيون المعاصرون تابعوا ابن تيمية ، وتبنوا أصوله ومقولاته تبنيا تاما ". وأضاف إدريس " لذلك فإن الأشاعرة لا يدخلون ابن تيمية ، ومن سار على طريقته ومنهجه في أهل السنة والجماعة ، لأنهم وافقوا طريقة أتباع عبد الله بن كرّام ( شيخ الكرامية ) في تجسيم الله وتشبيهه بخلقه " / نقل بتصرف من موقع البوصلة )) .

القراءة :
أولا - هكذا هو ديدن شيوخ الأسلام ، التضادد والأختلاف والخلاف والتفرق والتمذهب والتكفير والتشدد والتزمت والتمزق ، أنا لا أقول بصواب رأي مؤتمر الشيشان من عدمه ! ولكني أنظر الى هذا الحال المزري ! فنحن في القرن 21 الميلادي ، وبعد أكثر من 14 قرنا هجريا على حقبة الرسالة المحمدية ، ولا زلنا نفتي ونتفقه بمن هم أهل السنة والجماعة ! . ثانيا - أذا كان أهل السنة والجماعة هم « الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد ، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه ، وأهل التصوف » ، فعلى من يحسب باقي أهل السنة من المسلمين ! . ثالثا - وهل السلفية والوهابية ظلموا بأخراجهم من هذا الوصف لأهل السنة والجماعة ، أم كان بيان المؤتمر قرر بما يستحقونه لأنهم يكفرون كل العالم وحتى أبناء عقيدتهم من المسلمين ومن غير مذهبهم ! ، رابعا – وهل كان هناك وهابية ألا قبل ما يزيد قليلا على قرنين من الزمن ( السلفية الوهابية أو الوهابية أو السلفية التوحيدية  مصطلح أطلق على حركة أسلامية  قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر الهجري ، الموافق للثامن عشر الميلادي على يد " محمد بن عبد الوهاب  1703 - 1792 " / نقل وفق الويكيبيديا ) ، ولولا السلطة السياسية السعودية ، التي توافقت مصالحها مع الأفكار الشاذة و التكفيرية ل  محمد بن عبد الوهاب لما وجدت الوهابية أصلا ، هذا وأذا قارنا هذه الحركة التي تستمد أصولها من الشيخ بن تيمية ، بالأشعرية مثلا ، ( وأمامها أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ولد بالبصرة سنة 260هـ وسكن بغداد وتوفي بها سنة 324هـ / نقل وفق موقع أسلام ويب ) لرأينا أن الأشعرية ذات عمق تأريخي أسلامي يمتد لأكثر من 11 قرنا ! ، أي هناك أصالة أسلامية في جذور نشأتها التأريخية أكثر توغلا وعمقا من الوهابية التي يكتنف وجودها الكثير من الشبهات . خامسا - هناك صراع مصري سعودي على قمة القيادة الأسلامية ، فالأزهر من أمامه وشيخه أحمد الطيب فهو أشعري الى كل شيوخه وجلهم من الأشعرية ، والسعودية التي تتمذهب بالوهابية ، فلا بد من رياسة واحدة وليس أثنتين ! . سادسا – نعم هناك أوراقا سياسية متسترة تحت العباءة الدينية ، وهذا هو شأن المسلمين منذ القدم ، ومن المؤكد سوريا واليمن هي أحدى هذه الأوراق التي تختلف عليها السعودية ومصر ، وأيضا تختلف عليها روسيا والسعودية ! في وجهات النظر . سابعا - أبعاد السلفية والوهابية هو مستهدف بحصار الإسلاميين والجهاديين ، وما يتبعهما من توليد منظمات أرهابية أسلامية جديدة ، أضافة الى الكم الهائل من المنظمات الظلامية الحالية / كالقاعدة وداعش وجند الشام .. ، ويقف وراء توالد المنظمات الأسلامية الأرهابية  شيوخ السعودية الوهابيين . ثامنا - أما ما أدلى به أستاذ الفقه السعودي محمد السعيدي ، حيث ( اعتبر المؤتمر بأنه " مؤتمر تآمري على العالم الإسلامي ، وعلى المملكة العربية السعودية بشكل خاص ، ويقع ضمن العديد من التحركات الغربية لقتل كل مظاهر يقظة الشعوب الإسلامية إلى حقيقة دينها ". ) أرى أنها كلمة حق يراد بها باطل ، لأن السعودية لم تعمل يوما من الأيام على يقظة الشعوب الأسلامية بل هي تساهم في تنويم وتهميش الشعوب الأسلامية عقليا ، بفتاوى يرفضها المجتمع والعلم . تاسعا -  في السياق ذاته أكدّ الباحث الأشعري الأردني ، حسام الدين الحنطي ، ( أن مؤتمر الشيشان " قرر حقيقة قررها علماؤنا المتقدمون ، كأمثال العز بن عبد السلام ، والإمام عبد السبكي ، وغيرهما ، وهي أن مصطلح أهل السنة والجماعة خاص بالأشعرية والماتريدية ". وتساءل الحنطي عبر صفحته على الـ" فيسبوك " : " ثم من الذي يشق الصف ؟ أليسوا هم التيمية والوهابية الذين ما فتئوا عن تضليل الأشاعرة والماتريدية ، وربما يفتي بعضهم باستباحة دمائهم ، ومن رجع إلى أدبياتهم يجد هذا الأمر واضحا جليا ". / هذا ملخص ما نقل عن موقع البوصلة ) ، وهو بهذا يؤكد / الحنطي ، على أن  الصفة التكفيرية التي تمتاز بها عقيدة الوهابية ، لا تتورع من قتل المخالف في سبيل تحقيق غايتها وهدفها . عاشرا – ما أستغربني تعليق بعض الكتاب السعوديين الذين فقدوا بوصلة العقل والمنطق وذهبوا بعيدا ، وهو ما يؤكد أن المذهب والمعتقد / في بعض الأحيان ، فوق الأهداف والمصالح السعودية  ، حيث علق الكاتب محمد آل الشيخ ، عبر تويتر : " مشاركة شيخ الازهر بمؤتمر غروزني الذي أقصى المملكة من مسمى أهل السنة يحتم علينا تغيير تعاملنا مع  مصر فوطننا أهم ولتذهب مصر السيسي إلى الخراب.. كنا مع السيسي لأن الاخونجية والسلفين المتأخوين أعداء لنا وله ، اما وقد ادار لنا ظهر المجن في غروزني وقابلنا بالنكران فليواجه مصيره منفردا ." / نقل من موقع القدس العربي .



384
                              شيوخ الدين .. والأعتراف بموجبات الأسلام الماضوي


لا بد لنا أن نعترف ، أن الدين الأسلامي ، مهما كانت عقائده وفقهه ، يبقى دينا لا غير ، أي ليس دينا فوق باقي الأديان الاخرى قدرا ومنزلة وعلوا .
لا بد لنا أن نعترف أن كان الرسول محمد خاتما للمرسلين ، أم لا ..
لا بد لنا أن نعترف أن كان الأسلام هو الدين عند الله ، أم لا ..
لا بد لنا لا نعترف هل أن الأسلام أعترف بكل الانبياء والرسل وبكتبهم السماوية أم لا .. ولكن ما هي جدوى هذا الاعتراف ..
لا بد لنا أن نعترف / من ناحية أخرى ، أن الأسلام يلغي كل ما سبقه من أديان وأنبياء ومعتقدات وملل .. أشارة لقوله في سورة أل عمران " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) "
لا بد لنا أن نعترف أنه هل من الأمكان أن يصلي الله على النبي ، أم  أن فعلا وطقسا كهذا لا يجوز !
لا بد لنا أن نعترف بوجود مفارقات ومناقضات وخلافات في النصوص ، أم يعتبر هذا كفرا وحراما ان أعترفنا به ..
لا بد لنا أن نعترف كيف أن يكون صحيح البخاري أعظم كتاب بعد القرأن ، وهو كتاب ألفه شخص عادي من بخارى ، وقد أختلف عليه الكثير ! .
لا بد لنا أن نعترف هل أن الكل كفرة ، و المسلمين وحدهم هم المؤمنين ..
لا بد لنا أن نعترف بأن بعض النصوص القرأنية كانت سببا في أيجاد المنظمات الأرهابية ..
لا بد لنا أن نعترف أن السيف هي أدات للقتل والتوحش وليست هي الوسيلة الوحيدة للجهاد .. لأن الكلمة ممكن أن تكون هي وسيلة الجهاد السلمية لنشر الدين ..
لا بد لنا أن نعترف أن الجمود الفكري سوف يغرقنا مع معتقداتنا في مستنقعات ضحلة ونحن أحياء ..
لا بد لنا ان نعترف بأن الدين بشكله الماضوي أصبح وسيلة أرتزاق بالنسبة للكثير من رجال الدين ..
لا بد لنا أن نعترف بأن البيئة الحياتية والمجتمعية في زمن وحقبة نزول القرأن ليس بها من مقاربات البتة مع عالم اليوم !! .
لا بد لنا أن نعترف أن الفرد فرض عليه الوضوء ليس فقط كطقس يجب أن يؤدى قبل الصلاة ، بل هو وسيلة أيضا للنظافة لفرد كان يحلم " بجربة ماء " في صحراء قاحلة كمكة والمدينة .

     من كل ما سبق ، لا بد من شيوخ الدين أن يتركوا كل هذه الأعترافات / أيجابا أو سلبا ، وغيرها من موجبات أيطار ومعتقدات وفقه وطقس هذا الدين ، المغرومون به حد العشق ، وأن يتركوا كل النصوص الهدامة التي تكفر الاخر ، وأن يهتموا بما يجمع المسلمين بعالم اليوم ، بعيدا عن التعنت والتطرف والتزمت والتمذهب والتخندق ، لأن التقوقع سيجعلك وحيدا ، أما الأختلاط والأندماج والتواصل الحضاري سيجعلك مع العالم في بودقة واحدة ، وليس بودقتين ، كما هو حال أسلام اليوم / أي المسلمين بجانب وكل العالم بجانب أخر ، وأن حصل كل هذا وغيره من الأنتكاسات والأزمات الدينية ، سيخنق الدين . وأن تم ذلك قاضوا شيوخ الدين عن السبب !! .

 

385

                                       قراءة  في  ...  الجهاد و الحياة
المقدمة :
      لا زال العامة من المسلمين تتجاذبهم ، الأيات والنصوص والأحاديث والتفاسير ، خاصة تلك التي تتعلق بالجهاد ، مضافا الى ذلك تأثير الفتاوى على أدمغتهم ، كفتاوى الأقدمين يتقدمهم شيخ الأسلام " أبن تيمية " / مرجع ومفتي الكثير من المنظمات الجهادية ، مع العديد من الشيوخ الجدد ، منهم على سبيل المثال وليس الحصر ، محمد العريفي ، محسن العواجي ، عادل الكلباني ، عدنان العرعور ، المقدسي ويوسف القرضاوي وغيرهم .. أن مفردة  " الجهاد " جعلت من عامة المسلمين لقمة صائغة ، تتلقفها وتوجهها هؤلاء الشيوخ أينما أرادوا ، وكيفما شاءوا ،  مغتصبين الشباب والفتية / خاصة ، من نسيجهم الأجتماعي ، من أجل الزج بهم كالحطب في جهنم الحروب .
النص :                                                                                                                                     *  في البدأ لنتعرف على حكم الجهاد عند العلماء ، ثم نعرفه كلغة ، ثم نستعرض ذكره في القرأن و الأحاديث ،  ذكروا العلماء اقوالا  في  حكم الجهاد ، أسرد  بعضا منها أختصار :                                               
1. القول الاول ، أن الجهاد هو فرض كفاية ، الكفاية هو الذي لا يتعلق بكل مكلف من المسلمين عينا ، وإنما          الفرض القيام به قياما كافيا  من طائفة منهم .                                                                                                        .2 القول الثاني ، أن الجهاد هو فرض عين ، وهو رأي سعيد بن المسيب رحمه الله ، وبه قال بعض الشافعية ، وذكره ابن قدامة في المغني ورد عليه ، وذكره ابن رشد عن عبد الله بن الحسن واستدل هؤلاء بأدلة فرض الجهاد المطلقة .                                                                                                                     3. القول الثالث ، أن الجهاد مندوب ، أي إن الجهاد في سبيل الله ، ليس واجبا عينا ولا كفاية ، ونقل هذا القول عن ابن عمر وعطاء والثوري وابن شبرمة رحمهم .                                                                       ( نقل بتصرف من موقع    www.saaid.net/Doat/ahdal/02.htm  ) .                                          *  أما تعريف الجهاد كلغة فهو : مطلق بذل الجُـهد واستفراغ الوسع في أي شيء كان ، يقال : جاهد العدو مجاهدة وجهاداً إذا قاتله . ومنه قوله عز وجل : ( جَهد أيمانهم )  [ المائدة : 53 ] ، أي : بالغوا في اليمين واجتهدوا فيها . وفي الحديث : " أعوذ بالله من جهد البلاء " . والاجتهاد : بذل الوسع في طلب الأمر . وفي الحديث : " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية " . والجهاد : محاربة الأعداء ، وهو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل . والجهاد : المبالغة واستفراغ الوسع في الحرب باليد أو اللسان أو ما أطاق من شيء . قال الحافظ ابن حجر: الجهاد بكسر الجيم أصله لغة المشقة ، يقال جهدت جهاداً بلغت المشقة .. ( نقل بتصرف من بحث مقدم للندوة العالمية حول / القراءة الغربية للقرآن الكريم - إعـــداد الدكتور علاء الدين زعتري أمين الفتوى) .                                                                                                                           تعليق :                                                                                                                       1.  يتضح / مماسبق ، أن الجهاد ومن تعريفه ، أن المراد منه هو مقاتلة العدو .. فلو أستشهدنا بالوضع في سوريا / كنموذج ، والحرب الدائرة بها منذ اربع سنوات ، والتي تعتصرها عصرا ، وتسحق كيانها ، وتفني شعبها ، وتدمر أقتصادها ، فهل الجهاد ينطبق عليها من قبل مجاهدين يأتون مثلا من الشيشان وأفغانستان وأوربا ، هل هؤلاء المجاهدين يقاتلون أعداءا لهم في سوريا  ، وهم يكاد لا يعرفون سوريا أين تكون ، ومن شعبها ، أذن لا يوجد أي " علاقة عدائية " بين المجاهدين وسوريا ، وسوريا ذا اغلبية أسلامية ، أي ليسوا كفارا ، أذن الجهاد لا ينطبق ، والحرب في سوريا ، ليس جهادا ، ولكن المراد منها هو أسقاط نظام ، وحتى لو سلمنا بانه جهاد فهو  " جهاد أسلامي ذو غاية سياسية " ، بل حرب وتجميع مرتزقة بحجة الدين والجهاد بعد غسل ادمغتهم ، أنه ليس جهاد الأولين ، بل جهاد اللعب السياسية !                                                                                                                    2 . في الجهاد مشقة وعناء ، حيث كان الجهاد قديما ، به مشقة وتعب ، والمجاهدين / كانوا ، حتى يشتبكوا مع الجانب الاخر ، يحتاجوا أن يسيروا مشيا على أقدامهم ، أو على الدواب ، أيام وليال ، أما جهاد اليوم ، فهو جهاد مدفوع به ثمن تنقل المجاهدين مسبقا !! لوجود دول وجماعات ومؤسسات دينية تسهل وصول المجاهدين الى موقع الحدث ، ليس حبا بالجهاد في سبيل الله ! بل من أجل غايات سياسية / أسقاط نظام سوريا ..                                                                                                              3 . في القول الثالث لحكم الجهاد ، أن الجهاد ليس واجبا ولا عينا ، ويفهم من عبارات بعض العلماء أنهم قد يحتجون بدخول التخصيص على النصوص العامة التي تدل على وجوب الجهاد ، لأن النص إذا دخله التخصيص ، يصبح ظني الدلالة فيضعف الاحتجاج به على الوجوب ، فيبقى على الندب .                                           4. وهناك من التفسيرات ما يدل على أن الجهاد به نوعا من " المبالغة "  في  تنفيذ الفعل ، أي ليس فعلا طبيعيا ، أي به نوعا من الغلو ، وأرى أن هذه النقطة ، لها سلبيات على الواقع الفعلي للمجاهدين تجاه البلاد المجاهد بها ، وأكبر دليل على ذلك ، ما يحدث من أنتهاكات أنسانية بحق شعوب تلك البلدان !                                           5. ويتضح أيضا من حكم الجهاد أنه ليس هناك من أتفاق تام بين العلماء و المفسرين على مفردة الجهاد ، لذا قال بعضهم انه فرض كفاية وقال فريق أخر أنه فرض عين وخالف الرأي الأخير كلاهما .                                                                       شبهات حول الجهاد :                                                                                                        -  ومن ذلك ما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص : (( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال : أحي والداك ؟ قال نعم ، قال ففيهما فجاهد )) ، الذي يدل على أن المقصود بر الوالدين هو أبر من الجهاد والقتال في سبيل الله ..                                                                                                            -  ومثل ذلك  أيضا ، حديث عائشة بنت أبي بكر / زوجة الرسول ، أنها قالت : (( يا رسول الله : نرى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد ؟ قال : لا ، ولكُنَّ أفضل الجهاد حج مبرور )) .. فقولها : ( نرى الجهاد أفضل العمل ) يدل على أنه كان مستقراً عندها أن الجهاد هو القتال في سبيل الله ، فأقرها صلى الله عليه وسلم على فهمها ثم أرشدها إلى أن الحج يعدل في حقهن الجهاد ، بل هو أفضل الجهاد بالنسبة لهن . ( نقل من مقال بعنوان / مفهوم الجهاد بين التوسعة و التضييق بقلم الشيخ عبد الأخر حماد ) .                                                                                             تعليق :                                                                                                                                 سؤالي أن أغلب المجهادين ، هم شباب وفتية ، فلديهم من المؤكد أولياء أمر ، ووالديهم يستحقون البر أكثر من القتال في سبيل الله ، الذي هو أصلا ليس كذلك  ، وهذا عملا بحديث الرسول ، كما أن " عائشة " أقرت عن الرسول ، أن الحج أبرر من الجهاد ، كما أن النساء / في حالة الجهاد ، قد يتعرضون " لجهاد النكاح  " من قبل أفراد غابت عنهم زوجاتهم أو رفيقاتهم  ، أذن ليحجوا أبرر لهم من قتل أشخاص ليس أعدائهم ، في أقصى مشارق ومغارب الدنيا .                                                                                                                                     جهاد الاولين :                                                                                                                             - يمكن أن نعلل أن الجهاد في صدر الرسالة المحمدية له أسبابه ومبرراته ، التي  منها ، نشر الدين ، مقاتلة المرتدين ، فتح البلدان / أي التوسع الجغرافي بشكل عام ، السبايا وغير ذلك .. وكان الرسول يوعد المجاهدين بحور العين  ( هي المرأة شديدة البياض ومسودة حول العينين ) .. فعن علي بن أبي طالب ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَمُجْتَمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ يُرَفِّعْنَ بِأَصْوَاتٍ لَمْ يَسْمَعْ الْخَلَائِقُ مِثْلَهَا قَالَ يَقُلْنَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَبِيدُ وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْؤُسُ وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ ( سنن الترمذي ) ، كما ثبت في السنَّة النبوية " أن للشهيد اثنتين وسبعين من الحور العين . وأن أدنى أهل الجنة له زوجتان . ومنهم من له أكثر من ذلك " ، وقد جاء في القرأن الكريم (  وَحُورٌ عِينٌ   كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ    ) سورة  الواقعة، الآية  22-23)) و ( كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ   (سورة الرحمن ، الآية  58)) .                            تعليق :                                                                                                                        -  والأن بالرغم من مرور قرون على ذلك الزمن /  ذو الظروف الزمكانية الخاصة ، والعقلية الواسعة الخيال  تجاه الغيبيات ، وذو الوضع الأجتماعي الذي يتميز بالتعصب القبلي .. أيعقل و نحن في القرن الواحد والعشرين ، والشيوخ  لا زالوا يقنعون الشباب و الفتية ، بعقلية ذلك الزمن وهو أن ، للشهيد اثنتين وسبعين من الحور العين ..  / من أجل دفعهم و حثهم للجهاد ! الذي يعد أستخفافا بالعقلية الأسلامية الفتية .                                                                                                                         - من الغريب أننا لم نسمع ، أن شيوخ القرن الواحد والعشرين ،  قد جاهدوا بأنفسهم ، أو بأولادهم أو بأحفادهم ، بل يضحون بأنفس الاخرين ، من خلال فتاوى سوداء يطلقوها ، وهم يعيشون الحياة الدنيا ، حياة الترف و البذخ و الرفاهية في قصورهم ..

الجهاد أو الحياة :                                                                                                         ماذا يضيف لنا الجهاد الأن ، حياتيا ومجتمعيا ، هل هناك رقي وخير ورفاهية وسعادة ، أو أي تحول سلمي .. أعتقد الجواب سهل وبسيط ، فأذا أخذنا أيضا سوريا كنموذج ، نرى أن المجاهدين بلا أستثناء دمروا البلد ككل ، وهدموه بالكامل ، لأن الأمر لا يعنيهم ، فهم غرباء ، عرب أفغان شيشان أوربيين .. ، فالعوائل فككت ، والمجتمع يحتاج الى عشرات السنين لكي يرجع على ما كان عليه سابقا ،  وطبقا للأية التالية ( من عمل صالحا من ذكر او أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) النحل 97 ، فهذ يعني أن كل هؤلاء المجاهدين مصيرهم أسود ، لأنهم جلبوا الخراب للبلد ، ولم يفعلوا أي عملا صالحا ، لأنهم لم يمنحوا الحياة للبلاد الذين أتو للجهاد بها ، بل جلبوا الموت و الخراب لها .                                                                                                            * أسلاميا ، ومن ذلك قوله تعالى : ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم )      [ التوبة 5 ]  ،  وقوله تعالى : ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم …) الآية [ البقرة : 266 ] ، وقوله تعالى  :      ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم …. وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله … ) الآية [ 190-193 ] .                       - من الأيات المذكورة انفا ، تتضح أشارات كثيرة تصب كلها ، على القتل و الترصد و الترقب ، كل ذلك يدلل على على أن مفهوم القتال والموت متجذر في الحياة الأسلامية أكثر من مفهوم أن الحياة  هي تسامح وعطاء ومحبة !
* مسيحيا ، نرى أن المسيح يقول في أنجيل يوحنا " أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل " (يوحنا 10:10)  ، وقَولَ أخر للمسيح ُ: « أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ . لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي » يوحنا 6:14  ، هنا تأكيد ، أن مجئ المسيح هو لتكون حياة الاخرين أفضل ، وأن أتباع طريق المسيح / تعاليمه ، هو الطريق الى السماء ، وليس بأي شي أخر ..                                                                                                                                                                           * في الفلسفة الاغريقية ، نرى أن الأفلاطونية لها مفهوم أخر " للحياة " ، حيث أن معنى الحياة هو في تحقيق أعلى شكل من أشكال المعرفة ، والذي هو فكرة ( نموذج ) الخير ، فمنه كل شيء جيد ومنه فقط الأشياء تستمد الفائدة والقيمة . وإن مشكلة الإنسان ليست أن يضيف سنوات إلى حياته ، بل أن يضيف حياة إلى سنوات عمره .
* بوذيا ، إن أحد المهتمين بالبوذية يبين الأتي .. (  من يعرف فلسفتي في الحياة يعرف ُ جيّدا ً أنني أمارس فلسفة ً خاصة في الأمور الدينية و قد يعرف ُ شغفي بالديانة البوذية التي أرى فيها " وسيلة إنسانية للحياة " و ليست دينا ً ، و أذكر ُ هنا إن ّ بوذا كان  يردد مرارا ً أنّ البوذية هي أسلوب حياة و ليست دينا ً ، إلّا أن ّ جهات كثيرة حوّلتها إلى ديانة / نقل بتصرف من مقال ل شيري الحايك – موقع طباشير ) .
الكلمة دوما للحياة وليست للجهاد :
      الأسلام كعقيدة ودين ، تأطر بفتاوى الجهاد ، الأمر الذي جعل من الأسلام ، أن يحسب على أي أرهاب يحدث ، ، من جراء الجهاد ، وهذا الأمر تحقق واقعيا  في الماضي القريب ، بدأ من عملية 11 سيبتمبر ونهاية  بأعدام 21 قبطيا في ليبيا .. ، مرورا  ب (( خطف متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعها للروم الارثوذكس المطران بولس يازجي ومتروبوليت حلب لطائفة السريان الارثوذكس المطران يوحنا ابراهيم  ، أعدامات قاعدة كاسبر ، أعدامات أفرادا من قبيلة ألبو نمر في الرمادي ، قتل محرري صحيفة شارلي أبدو و حرق الطيار معاذ الكساسبة .. )) ، هناك مسؤولية تقع على الشيوخ والعلماء والفقهاء والدعاة ، أن يبدوأ ، بمرحلة تأريخية ، وهي ألغاء تجميد سبات تحجير ، سمها ما شئت ، للكثير من " الأيات و النصوص و الأحاديث و السنن ..  " وهناك حادثتين سأسردها / تصب بهذا المحور ، أحداها من صدر الرسالة المحمدية و الأخرى في 1 يناير 2015 :
* ((  الخليفة عمر بن الخطاب وموقفه من ألغاء سهم المؤلفة قلوبهم / فبعد وفاة النبي ، جاء عيينة بن حصين والأقرع بن حابس وعباس بن مرداس ، وطلبوا من أبي بكر نصيبهم فكتب لهم به ، وجاءوا إلى عمر بن الخطاب ، وأعطوه الخط ، فأبى ومزقه ، وقال : هذا شئ كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيكموه ، تأليفا لكم على الإسلام ، وأغنى عنكم ، فإن ثبتم على الإسلام ، وإلا فبيننا وبينكم السيف فرجعوا إلى أبي بكر فقالوا : الخليفة أنت أم عمر؟ بذلت لنا الخط فمزقه عمر ، فقال : هو إن شاء . وأمضى ما فعله عمر .. / نقلت بتصرف من موقع أقرأ- شبكة البتول  )) .
* (( مطالبة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بثورة دينية ، وجاء ذلك اثناء خطابه في الأول من يناير / بمناسبة المولد النبوي الشريف ، حيث تحدث السيسي عن أهمية الخطاب الديني وضرورة تجديده . وذكر السيسي أننا بحاجة لما وصفها بثورة دينية للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون وباتت مصدر قلق للعالم كله ،  وقال السيسي في كلمته إنه " ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بكاملها للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها " ، وأضاف أن هذا الفكر " يعني أن 1.6 مليار مسلم حيقتلوا الدنيا كلها التي يعيش فيها سبعة مليارات عشان يعيشوا هم ". وذكر أنه يقول هذا الكلام أمام شيوخ الأزهر الذين خصهم بالحديث لما يقع على عاتقهم من مهام ينتظرها العالم أجمع ، وقال السيسي لعلماء الأزهر   " والله لأحاججكم به يوم القيامة " ، وطالبهم بإعادة قراءة هذه النصوص بفكر مستنير ، وقال موجها كلامة لشيخ الأزهر "محتاجين ثورة دينية فضيلة الإمام ، الدنيا كلها منتظرة منكم ثورة دينية ، الدنيا كلها منتظرة كلمتكم ، الأمة دي بتمزق الأمة دي بتدمر الأمة دي بتضيع وضياعها بأيدينا إحنا تلك الامانة  " / نقل بتصرف من مقال لمحمد المنشاوي – منشور في CNN بتأريخ 13.02.2015 )) .
ومن النصوص الواجبة أعادة النظر بوضعها في القرن الواحد والعشرين ، على سبيل المثال وليس الحصر ..      (( الجهاد في غير بلادك ، تكفير المسلمين لأختلاف المذهب / لأن اليهود و المسيحيين هم أصلا كفرة بالمفهوم الأسلامي ، جهاد النكاح ، ملك اليمين والسبايا ، أرضاع الكبير ، شرب بول البعير ، نكاح 72 من حور العين يوميا للشهيد المسلم  والأفتاء و اللجوء الى القتل في حالة أختلاف الرأي..))  وغيرها من النصوص التي لا يحتملها عقل ، ولا يقبلها أي ذو بصيرة ، فكفى تلاعبا بعقول شباب و فتية المسلمين أيها الشييوخ ، وتحملوا ولو مرة واحدة لمسؤولياتكم الدينية وأعترفوا بان هذه النصوص / أصبحت خارج نطاق الزمن ، وهي التي كانت أحد الأسباب الحقيقية و المباشرة ، لتشكيل المنظمات الأرهابية بدءا من القاعدة ونهاية بداعش .. ، وذلك من اجل حياة أكثر أشراقا وعطاءا ومحبة للبشرية أجمع .





386
                         النص القرأني والأحاديث بين الظرف التأريخي و الواقع الحداثوي

المقدمة :
   العقل ، وبعيدا عن العاطفة ، هو الحكم في كل تحليل أو تعليل أو تفسير ، وخلاف ذلك نكون في غياهب الخرافات و أسرى للأساطير و مشدوهين للغيبيات ، فالنص القرأني مثلا  أرى أن نفهمه عقليا ، وحتى نكون كذلك من المنطق أن تكون هناك علاقة جدلية بينه / النص ، وبين الزمان و المكان ، ودون ذلك نكون قد أخطأنا في تفسير النص وأبتعدنا عن السببية في تنزيله ! هذا ما اريد بحثه ، في هذا البحث .
الموضوع :
   عامة .. الدين الأسلامي كمادة ، هو القرأن / نصوص وأيات وسور ، و المأثور الديني ، والذي يضم السنة والحديث و التأريخ الأسلامي / المحدد في حقبة ظهور الأسلام وصدر الرسالة المحمدية ، والمنطق يفيد كل ما كتب لغاية وفاة الرسول .. ، فكل هذا " الكم من الأرث أرتبط بالظروف الزمكانية  " ، وخلاف هذا المبدأ او دونه نكون قد أنفصلنا عن الزمن و الواقع الحياتي و المجتمع ، وأن المقولات التي يطلقها شيوخ الأسلام أو جماعة الأخوان المسلمين أو غيرهم من السلفيين ، أن " الأسلام صالح لكل زمان و مكان " أو " الأسلام هو الحل " ، أرى أن تطوى جانبا لأنها لا تخدم الدين والمعتقد في ربطهما بالزمن و الواقع !!
النص :
بناءا على ما سبق أرى أن الكثير من النصوص ، أنزلت أو قيل بها أو تحدث عنها أو سننها الرسول .. في زمن معين ومكان  وظرف خاص محدد ، أنتفت الحاجة أليه بعد 14 قرنا منها الأتي / وهذا نموذج مختصر جدا ، يضم أيتين وحديثين ، مع تفسير أولي :
1. المؤلفة قلوبهم - .." إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم"..(التوبة : 60 ) ، وتفسير هذا هو :        ((  فقيل : هم قوم كانوا في صدر الإسلام ممن يظهر الإسلام ، ويتألف بدفع سهم من الصدقة إليهم لضعف إيمانهم . وقيل : هم صنف من الكفار يعطون ليتألفوا على الإسلام . وقيل : هم قوم من عظماء المشركين لهم أتباع  ، يعطون ليتألفوا أتباعهم على الإسلام . يقول القرطبي رحمه الله ( والمشركون ثلاثة أصناف : صنف يرجع بإقامة البرهان ، وصنف بالقهر ، وصنف بالإحسان ، والإمام الناظر للمسلمين يستعمل مع كل صنف ما يراه سبباً لنجاته وتخليصه من الكفر .. )) / نقل بتصرف من موقع أسلام ويب  .. فهل يوجد الأن نماذج قوم  كالمؤلفة قلوبهم !
 2. (  قاتلوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ باللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) التوبة:29 .. وتفسير هذا (( .. قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من أصحاب رسوله الله:  قاتلوا )، أيها المؤمنون ، القومَ  =( الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ) ، يقول : ولا يصدّقون بجنة ولا نار  =(ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق ) ، يقول : ولا يطيعون الله طاعة الحقِّ ، يعني: أنهم لا يطيعون طاعةَ أهل الإسلام  =(من الذين أوتوا الكتاب )، وهم اليهود والنصارَى ) . / نقل بتصرف من  quran.ksu.edu.sa/.../sura9-aya  ، أما قوله ( حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) فتفسيرها ، (( وقوله: ﴿ حتَّى يُعْطُوا الجِزْيةَ ﴾ أي إن لم يسلموا ﴿ عَنْ يَدٍ ﴾ أي عن قهر لهم وغلبة، ﴿ وهم صَاغِرُون ﴾ أي ذليلون حقيرون مهانون فلهذا لا يجوز إعزاز أهل الذمة ولا رفعهم على المسلمين بل هم أذلاء صغرة أشقياء". وقال الطبري: "ومعنى الكلام: حتى يعطوا الخراج عن رقابهم الذي يبذلونه للمسلمين دفعًا عنها" . فالآية تدلّ على مشروعيّة أخذ الجزية من أهل الكتاب، وأنهم ينبغي أن يعطوا هذه الجزية عن قهر لهم وذلة وغلبة وهم صاغرون . )) / نقل بتصرف عن موقع الألوكة .. ما هذا الأذلال و التحقير للبشر .
1. حديث الرسول ( لقد جئتكم بالذبح ) ، وتفسيره ((  ‏قال ‏يعقوب ، ‏حدثنا ‏أبي ، ‏عن ‏ابن إسحاق ، ‏قال : وحدثني ‏‏يحيى بن عروة بن الزبير ،‏ عن أبيه عروة ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : قلت له : ما أكثر ما رأيت قريشاً أصابت من رسول الله فيما كانت تظهر من عداوته ؟ قال حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوما في الحجر ، فذكروا رسول الله ،‏ فقالوا : ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط ‏، سفَّه‏ أحلامنا ، وشتم آباءنا ، وعاب ديننا ، وفرق جماعتنا ، وسب آلهتنا ، لقد صرنا منه على أمر عظيم ، أو كما قالوا . ‏قال : فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم رسول الله  ‏فأقبل يمشي حتى استلم الركن ، ثم مر بهم طائفاً ‏بالبيت ، ‏فلما أن مر بهم غمزوه ببعض ما يقول ، قال : فعرفت ذلك في وجهه ، ثم مضى ، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها ، فعرفت ذلك في وجهه ، ثم مضى ، ثم مر بهم الثالثة ، فغمزوه بمثلها ، فقال : تسمعون يا معشر‏ ‏قريش ، ‏أما والذي نفس‏ ‏محمد ‏ ‏بيده‏ ‏لقد جئتكم بالذبح .))
/ نقل بتصرف من موقع الأسلام سؤال وجواب .. ما جدوى سرد هكذا أحاديث عنفوية !
2. أحاديث " حول ممارسة الجنس مع الحائض " ، ((  قال ابن كثير: ( فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ) يعني : الفرج.  وروى أبو داود عن معاذ بن جبل سأل رسول الله : ما يحل للرجل من امرأته وهي حائض ؟ قال : ما فوق الإزار.  وفي صحيح مسلم أن النبي قال : "اصنعوا كل شيء إلا النكاح".  وفي البخاري عن ميمونة قالت : " كان رسول الله أذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه وهي حائض أمرها أن تأتزر ثم يباشرها".  فمجموع هذه الأحاديث يدل على حرمة الجماع في الفرج ، ويبيح للزوج أن يستمتع بزوجته وهي حائض ، فيما فوق السرة وتحت الركبة ، والاستمتاع بهذه الصورة هو قول الحنفية والمالكية والشافعية، وقد استفادوا هذا التحديد من إباحة النبي  الاستمتاع بما فوق الإزار ، لأن الإزار هو الثوب الذي يستر وسط الجسم وما دونه ، وهو ما بين السرة والركبة غالباً ، وعلة منع الاستمتاع بما بين السرة والركبة أنه داعية إلى الجماع ، ووسيلة إليه ، والوسائل لها حكم المقاصد.  )) / نقل بتصرف عن مركز الفتوى .. أرى أن ما سبق هي أمور شخصية تحتوي على أمور تتعلق بالحرية الذاتية للفرد ، والحديث كان ذات مغزى في زمن ومكان وظرف سرد الحديث ، وذلك لجهل الكثير من المجتمع القبلي بهذه الامور ، أما الأن فالثقافة الجنسية موجودة حتى عند الحدث وليس البالغ فقط ! .
القراءة :
الدين الأسلامي في أزمة ، مع نصوص قد أنزلت في زمن قد قضى ، على أثر ظروف ومناسبات ووقائع محددة وموصوفة بحد ذاتها حدثت قبل 14 قرنا ، ضمن مجتمع قبلي جاهلي ، له تقاليده و أعرافه ، الكثير من هذه النصوص لا تمت لحاجات وظروف الحاضر بشئ عدا أيات الصلاة والزكاة .. ، أنها نصوص غريبة على مجتمع اليوم ، فهل للسبايا مثلا  من وجود ، عدا وجودها في العقلية المشوهة لبعض رجال الدين و بعض القتلة كمنظمة داعش الأرهابية ، وهل للمرء الأن من حاجة لثقافة جنسية في القرن الواحد والعشرين ، وهل من الطبيعي و الأنساني أن يأخذ المسلمون جزية من الكفرة  / المسيحيين واليهود ! .. فيما يلي بعض الأضاءات العامة :
أولا – ليس من أجماع على هذه النصوص والأحاديث الماضوية ، وذلك لأنها قد فقدت فعاليتها مع ظروف العصر الحالي ، وفقدان الأجماع عليها ليس من الضروري أن يجهر به من قبل الباحثين أوالمهتمين أوالمؤمنين أو.. ، لأنه مضمور في القلوب و العقول . ثانيا – الهمهمة والغمز و اللغط بدأ ينتشر منذ سنين بين المفكرين المتنورين ، كالراحل فرج فودة والراحل نصري حامد أبو زيد وسيد القمني وأحمد القبانجي وغيرهم ، وهذا قاد الى حراك فكري حداثوي لكسر صنمية هذه النصوص التي لا تخدم ديمومة و أستمرار الأسلام . ثالثا – بقاء هذه الصنمية في النصوص أدى الى دفع الكثير من المسلمين الى تغيير مذهبهم أو معتقدهم أو قادهم الى الألحاد أو اللادينية .. رابعا – أن بقاء الحال على ما هو عليه سيعمل على خلق فجوة فكرية في المعتقد وذلك  لتخلف النص عن مواكبة العصر ، وهذا مؤكد مثلا ، في قوله تعالى ( ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين (  51 سورة المائدة  ، وذلك لأن هذه الأية / على سبيل المثال ، تحث وتشير بالوقت نفسه الى التفرقة والطائفية وعدم المساوات في الحقوق و المواطنة بين أبناء المجتمع الواحد .. خامسا - أن مهمة الأسلام كدين ومعتقد ، هو التعبد في حب الله وليس الجهاد والسبايا ، وما يتبعها من من قتل وعنف ودمار ، وأفضل مثال على هذا هو ما يحدث في سوريا من خلال المجاهدين !! فعلى  شيوخ  ورجال ودعاة الأسلام  الحث على التمسك ب أركان الإسلام  (( مصطلح إسلامي ، يطلق على الأسس الخمس التي يبنى عليها دين الإسلام ، ويدل عليها حديث : " بني الإسلام على خمس" ووردت في الأحاديث النبوية بصيغ متعددة ، وهي : الشهادتان ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وشهادة ان محمداً رسول الله )  إقامة الصلاة  (وهي خمس صلوات في اليوم والليلة ) إيتاء الزكاة صوم شهر رمضان. حج البيت  (من استطاع إليه سبيلا ، أي للقادرين – نقل من الويكيبيديا )) ، والأبتعاد عن نصوص السيف و القتل والعنف والجهاد ..
الختام :
ليس الهدف أو الغاية من هذا " البحث المختصر " هو ألغاء أو شطب هذه النصوص ، وذلك لفعالية هذه النصوص في وضعها الماضوي وفق زمان  ومكان قد قضى ، ولكن هدف البحث هو من أجل الحداثة وقراءة المعتقد بصيغة حضارية ومجتمعية ، ومن الضروري وقف تدريس و قراءة هذه النصوص في المدارس و المعاهد والجامعات وخاصة المؤسسات الدينية كالأزهر والحوزات الدينية .. ، وهذا الأمر يتطلب وقفة حق شجاعة كوقفة عمر بن الخطاب / عندما أبطل سهم المؤلفة قلوبهم وقطع يد السارق .. ، خاصة من قبل شيخ الأزهر الأمام الأكبر أحمد الطيب و مفتي الأزهر شوقي علام ، ومن قبل المراجع الشيعية ومن قبل شيوخ الدين المتنورين .. ومن الضروري التركيز على نشر أيات تشجع على التعامل مع أهل الكتاب عامة بشكل حضاري ، وفق قوله تعالى (  ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ) 46 سورة العنكبوت ، والتركيز على التفاهم وفق أسلوب مبني على السلم بعيدا عن العنف و العصبية والفوقية ، كقوله تعالى (  ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم  ) 34  سورة فصلت ، و الأبتعاد عن النهج العدواني الماضوي الذي كان ماثلا مع يهود بني قريضة و بني النضير .. الذي كان سائدا قبل 14 قرنا  والذي ليس له من فائدة في الوقت الحاضر ، كقوله تعالى ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ) 82 المائدة .. علما أن المسيحيين هم أيضا مشركون في المعتقد الأسلامي ، ولكن ختام الأية تعطي للمسيحيين مكانة وأفضلية ، وهذا حقا محيير! .
أخيرا أن الدين هو أسلوب حياة ونهج لبناء قيم المجتمع وطريق قويم للأخلاق ، وليس الدين قشور نصوص وقيم وعادات سادت في حقبة البداوة والغزو والغنائم والسبايا والغلمان .. ، فمن أراد تلك الحقبة فليعلم أنها  قد أنتهت ولن تعود ، ومن أراد الحياة فعليه أن يستنير ويمضي قدما الى الأمام  وليس الى الوراء !

387
                                   النص القرأني بين العبودية  الماضوية والحرية الحداثوية
 
أستهلال :
       أرى ان أي قراءة حداثوية لأي فكر ماضوي ، أن كان موضوعا معينا أو أي حدثا محددا أو أية قضية أو حادثة أو واقعة معنونة .. أو أي نصا قرأنييا / موضوع البحث ، يحتاج منا الى قابلية فكرية متطورة متنورة وبنفس الوتيرة من الضروري أن يرتبط بنمط معين من حرية الرأي التي لا تقيده سقفها حدود ، لأجله لا بد للفرد الذي يبحث في هكذا نهج أن يكون ذو أراء وأفكار مستقلة غير تابعة أو غير مرتبطة بهذا الفكر أو ذاك ، أضافة الى أسلوب معين من الجرأة الأدبية والفكرية ، مع أسلوب بحثي علمي متميز ، يربط القراءة الحداثوية بالتفسير الماضوي لأستنهال الفكر والمعاني والهدف المراد من القراءة  ، و( .. يرتبط مفهوم حرية التفكير بمفاهيم حرية الدين ، وحرية الكلام ، وحرية التعبير على الرغم من الاختلاف فيما بين تلك المفاهيم ، ويعتبر أحد الحريات الرئيسية التي نص عنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 18 تحت نص " لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين ، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته ، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة . "  / نقل بتصرف من الموسوعة الحرة ) ، هذا هو المراد من هذا البحث المختصر .
النص :
*  وسأستعرض بعضا من النصوص التي لا تحتاج منا / حسب رأي الشخصي ، لأي قراءة ، ماضوية  كانت أو حداثوية ، ليس لأن هذه النصوص مفهومها مرتبط بالحق الدنيوي لحياة البشر أو بالعقيدة أو بطريقة التعامل أو بالتقوى ،  بل لأنها منطقيا  تتفق مع العقل والفكر المتمدن المتمدن ، ومن هذه النصوص : (  وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ 8 بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ) 9  / سورة التكوير ، و ( واقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) ٤٣/ سورة البقرة ، و ( أدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) 125 / سورة النحل ، و ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) / 13 الحجرات ...
**  أما من النصوص التي تستوجب القراءة الحداثوية ، والتي تجعلنا في جانب حياتي ماضوي ببعد زمني سقفه أكثر  من 14 قرنا هو الأتي / وهي على سبيل المثال وليس الحصر ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) / 51 سورة المائدة . وحول موضوعة حور العين ، ( فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ) الرحمن/70 - 76 . و ( وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) / 23 الواقعة  .وحول أرضاع الكبير ، أورد الحديث التالي ( وحدثني أبو الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي واللفظ لهارون قالا حدثنا ابن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال سمعت حميد بن نافع يقول سمعت زينب بنت أبي سلمة تقول سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول لعائشة والله ما تطيب نفسي أن يراني الغلام قد استغنى عن الرضاعة  فقالت لم قد جاءت سهلة بنت سهيل إلى رسول الله ، فقالت يا رسول الله إني لأرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضعيه فقالت إنه ذو لحية فقال أرضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة فقالت والله ما عرفته في وجه أبي حذيفة ) / نقل من موقع الأسلام ، أما النص الذي سنسلط الضوء عليه هو التالي :  ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون ) / سورة التوبة       29. وسوف أورد بعضا من الأضاءات التي تتلائم مع منطوق وسياق النص ، ومن مصادر أسلامية معتمدة :
1. ففي موقع " دعوة الحق " يعرف لنا الموقع معنى أو مفهوم الجزية ، وكما يلي ( الجزية ضريبة تفرض على رؤوس من دخل في ذمة المسلمين من أهل الكتاب . وهي من غير المسلمين قائمة مقام الزكاة من المسلمين ، وذلك أن كل فرد من أفراد الدولة قادر على أن يؤدي قسطا مما يصرف في المصالح العامة يجب أن يفرض عليه هذا القسط ليكون له مقابل هذا الواجب التمتع بالحقوق.  فإن كان الفرد من الرعية مسلما فالواجب عليه معين في ماله وهو الزكاة . وإن كان من غير المسلمين فالواجب عليه معين على رأسه ، وهو بمنزلة الزكاة من المسلم ، وإذا أسلم الذمي سقطت عنه الجزية ووجبت عليه الزكاة في ماله . وأهل الذمة هم أهل الكتاب ، وبينهم وبين المسلمين عهد مؤبد ، ويكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم . ) ... وهذا البيان من باب مفهوم الجزية أراه سردا عاديا مقبولا كتعريف ، وهذا ليس من باب قبولي للجزية كمبدأ أو فريضة على أهل الكتاب ، كما أني لا أومن بأي طبقية بين المواطنة كمفهوم تستوجب على البعض دفع مقابل مادي لقاء مواطنتهم !!! .                                         
2. وبعض المواقع تتاجر ببعض المفاهيم / كالجزية ، وتعتبرها نبلا كما جاء في موقع " صيد الفوائد " ( .. لكن الإسلام كعادته لا يتوقف عند ممارسات البشر السابقة عليه ، بل يترفع عن زلـلهم ، ويضفي خصائصه الحضارية ، فقد ارتفع الإسلام بالجزية ليجعلها ، لا أتاوة يدفعها المغلوبون لغالبهم ، بل لتكون عقداً مبرماً بين الأمة المسلمة والشعوب التي دخلت في رعويتها . عقد بين طرفين ، ترعاه أوامر الله بالوفاء بالعهود واحترام العقود ، ويوثقه وعيد النبي لمن أخل به ، وتجلى ذلك بظهور مصطلح أهل الذمة ، الذمة التي يحرم نقضها ويجب الوفاء بها ورعايتها بأمر النبي ) .. وهنا نرى خللا فكريا و نمطا لا أخلاقيا ولا أنسانيا كالذي يبينه الموقع ، حيث بين الموقع بهتانا ، بأن الأسلام أضفى خصائصه الحضارية على الجزية هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى أعتبر الجزية كعقد بين طرفين ، وفق النظرية الشرعية أن " العقد شريعة المتعاقدين  " ، فأي خصائص حضارية وأي عقد هذا ، لطرف غالب وأخر مغلوب مغتصب ، وهل لحماية المواطنة من خصائص حضارية أنسانية ، وهل مصطلح " أهل الذمة  " مصطلحا مدنيا حضاريا !! .                                                                                                                      3. أما مستهل الأية / موضوعة البحث ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله  ) ، فوفقا لقرأتي : هل أهل الكتاب لا يؤمنون بالله ! وهل هم غير موحدون ! وهل هم لا يؤمنون باليوم بالأخر ! وأذا كان كذلك لم جاءت أية ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ) / 3 سورة آل عمران ، فكيف  الأسلام ورسوله يصدقون التوراة والأنجيل وهم لا يؤمنون بكل ماسبق ذكره ! هذا كله أولا ،  ثانيا ، لم يدعون الى قتالهم  / أهل الكتاب ، وهل القتل هو الحل !! ثالثا ، لم الأسلام يصدق كتبا / التوراة والأنجيل ، لا تؤمن بالله ورسوله ! ، رابعا ، كيف يؤمن / أهل الكتاب ، بالرسول محمد وبينه وبين المسيحية / المسيح 6 قرون ، وبين اليهودية والمسيحية عدة قرون ! ( فقد جاء في بعض الروايات أن بين موسى وعيسى عليهما السلام ألفا وسبعمائة سنة ، وقيل كان بينهما ألف وخمسمائة سنة .. / نقل من موقع مركز الفتوى ) ، ولا توجد أية أيات تشير الى ذلك  لا توراتيا ولا أنجيليا ! وهناك فارق زمني يمتد لقرون عديدة بين الأسلام وبين الديانتين واليهودية والمسيحية ، خامسا ، هناك تساؤل ، لم الدعوة للقتال وهناك طرق سلمية أخرى كالجدال  والحوار ! علما أن الدعوة للقتال تتناقض مع الأية ( وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) 125 / سورة النحل !!! .
4. أما في تفسير تعبير " عن يد وهم صاغرون " ، فالموقع  quran.ksu.edu.sa/.../sura9-aya29  يبين الشرح التالي لها .. ( كذلك تقول العرب لكل معطٍ قاهرًا له ، شيئًا طائعًا له أو كارهًا " أعطاه عن يده ، وعن يد ".  وذلك نظير قولهم : "  كلمته فمًا لفمٍ "، و " لقيته كَفَّةً لكَفَّةٍ " ، وكذلك: " أعطيته عن يدٍ ليد ". وأما قوله  وهم صاغرون ، فإن معناه : وهم أذلاء مقهورون .  يقال للذليل الحقير : "  صاغر " .. ) ... وأنا أقول " من فمك أدينك " ، فليس من تفسير أذل و أخزى وأحقر وأكثر أهانة مما فسر المفسرون المسلمين لجملة " وهم صاغرون " ، فأي خصائص حضارية للذي يدفع الجزية وهو مهان حقير ذليل ، ولم هذا المهانة تجاه أهل الكتاب ، وهم بشر حالهم حال المسلمين دما ولونا وجسما وأنسانية !!! . ومن طرف أخر هل تعبير " أهل الذمة " ، تعبير حضاري للمواطنة الحقة ، أم هو مصطلح يبين الفوقية بين أبناء الوطن الواحد !! .

القراءة :
أولا - ليس هذا بحثا شاملا ، بل هو بحثا أنتقائيا لبعض النصوص التي أرتأيت سردها على سبيل المثال وليس الحصر ، وفي المستقبل من الممكن أن أتناول نصوصا أخرى ،  ثانيا - كل نص يخضع للرأي والرأي الاخر ،  ولا يعقل أن يكون الرأي المخالف رده بالسيف أو أن تقابل الحجة بالرجم  ، ولم أي رأي مخالف يتهم صاحبه أما بأنه كافر أو أنه يزدري الأديان أو أنه ملحد زنديق أو أنه مرتد / كمسلم البحيري ، حتى بات قول أي كلمة أو جملة أو رأي حراما  وغير مسموح به ، حتى كأننا  في سجن فكري مكمم للأفواه ، أو كأننا نعيش حقبة سلب للعقل المتنور و مصادرة للحرية الفكرية ! ، ثالثا - هناك خللا فكريا بين القراءة الحداثوية للنصوص بين العلمانيين وبين الأسلاميين ، فرأي العلماني دائما يرد عليه من قبل شيوخ الأسلام بالكفر والخروج عن الملة والتحريض على القتل ، كما حصل مع المفكر د . فرج فودة / الذي أغتيل ، ولا يحدث العكس ، فهل العلماني ، في حالة مخالفته لرأي المسلم ،  يحرض أو يشجع على قتل المؤمن / وفي صدد المقال المسلم ! ، ولماذا دائما يحدث العكس ! ، رابعا – لماذ هناك " فيتو " على أي قراة حداثوية لأي نصوص ماضوية ، مثلا ، العامة والكثير من جمهور المسلمين قد ينكر وجود الرق بالأسلام ، بينما الرق منصوص عليه ، ففي موقع " أسلام ويب " يبين أن : ( إنكار وجود الرق جهلٌ واضح بالكتاب والسنة ، ومنشأ هذا القول هو الفرار من التهم الباطلة التي يلصقها الكفارُ وأذنابهم بالإسلام ، وليس الإسلامُ موضوعاً في قفصِ الاتهام حتى ندافع عنه بإنكار الثابت ثبوتاً قطعياً ، قال تعالى:  " إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ."   / المؤمنون 6 ، ومُلكُ اليمين هو الرقيق بلا نزاع .. ) ... فكيف تقرأ حداثويا هكذا نصوص ، وهل ممكن أن تكون المرأة / الأم والأبنة والأخت سبية ، كما حدث مع اليزيديات ! وكيف أن نقبل نصا / الرق ، بهذا المفهوم في القرن 21 !! ، خامسا - من الملاحظ أن المؤسسة الدينية عندما ترتبط بالقوة والسلطة معا فأنها تصبح خطرا محدقا بمستقبل الكلمة الحرة والرأي المستقبلي ، فلا يوجد نهوض فكري عندما تكون مصير أي قراءة حداثوية مقبرة السلطة الدينية . 




388
                                    النص القرأني .. بين الواقع والخيال
                                     
المقدمة  :
   يؤمن جمهور علماء المسلمين  ، بأن للنص القرأني قدسية تامة ، وهذا تحقق من خلال أن مفهوم هذا النص ثابت مطلق ، لا تمسسه أية شائبة .. لا في المفردة المستخدمة ،  ,ولا في الصياغة  ، أو في النحو ، أو بطريقة الأسلوب ، أو في المفهوم الموظف في النص ، وبكل ما أحتواى القرأن من بناء معلوماتي في الأيات و السور عامة .. ، فالنص لغة وقواعد ، منزهة عن أي شك أو أي زيغ / أي الميل عن الحق ، كقوله  (  فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) 7 سورة أل عمران .. أضافة الى أن أيمان و أعتقاد علماء المسلمين عامة بأن النص القرأني تأريخيا  لا يتأثر بالظروف الزمكانية ..
في هذا المقال سأطرح قراءتي لأية قرأنية واحدة كنموذج ومثال ، وهي أية ( الأسراء و المعراج  ) لكي أبين / وفقا لما تقدم ، هل من الممكن أن نطبق أو أن نقبل أو أن نؤمن ونعتقد ما يؤمن وما يعتقد به جمهور علماء  المسلمين بقدسية المحتوى العام للنص القرأني بعالم وواقع اليوم .

النص  :                                                                                                                        أولا سأطرح موضوع الأسراء و المعراج ، وفق الأيتين التاليتين ، و سأورد بعد ذلك بعض التفاسير الخاصة بالعملية ، مع الأستطراد للأيتين وما يتعلق بهما من مفردات ، ثم سأعرض قراءتي الخاصة لمفهوم الأسراء و المعراج  وفقا لتحليلي الشخصي :
} إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلى عَبْدِهِ مَآ أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفُتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى } ( النجم :  5 - 19  ) .
" سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير " [ الإسراء 1 [ .                                                                                                                                التفاسير  :                                                                                                                  في تفسير ما مضى .. فالإسراء والمعراج من معجزات النبي محمد ، التي أعجزت أعداء الله في كل وقت وكل حين وقد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى متى كانا  :
بالنسبة للزمان ، فقيل أنها ليلة الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول ولم تعين السنة ، وقيل أنها قبل الهجرة بسنة ، فتكون في ربيع الأول ، ولم تعين الليلة ، وقيل قبل الهجرة بستة عشر شهراً ، فتكون في ذي القعدة ، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقيل بخمس ، وقيل : بست ، والذي عليه أئمة النقل أن الإسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة وقبل الهجرة . واختلفوا المفسرين ، هل كان الإسراء ببدنه عليه الصلاة السلام وروحه ، أم بروحه فقط ، والذي عليه أكثر العلماء أنه أسري ببدنه وروحه يقظة لامناماً لان قريش أكبرته وأنكرته ، ولو كان مناماً لم تنكره لأنها لا تنكر المنامات ، يمجد تعالى نفسه ، ويعظم شأنه لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه ، فلا إله غيره ولا رب سواه (( الذي أسرى بعبده )) يعني محمداً صلى الله عليه وسلم (( ليلاً )) أي من الليل (( من المسجد الحرام )) وهو مسجد مكة (( إلى المسجد الأقصى )) وهو بيت المقدس الذي بالقدس مصدق الأنبياء من لدن إبراهيم عليه السلام ، ولهذا جُمعوا له هناك فأمهم في محلتهم ودارهم ، فدل على أنه هو الإمام الأعظم والرئيس المقدم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين . وقوله (( الذي باركنا حوله )) أي في الزروع والثمار (( لنريه )) أي محمداً (( من آياتنا )) أي العظام ، كما قال تعالى : (( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ))...   / نقل بتصرف من موقع  صيد الفوائد – من مقال بعنوان " الأسراء و المعراج  " ، بقلم - يحي الزهراني .                                                                                                     و في هذا المقام سأورد مقطعا أخرا مختارا من تفسير " أبن كثير " لعملية الأسراء و المعراج  (( .. حتى جاء سِدْرَة المنتهى ، ودنا الجبار رب العزة فتدلى ، حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى الله إليه فيما يوحى : خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة . ثم هبط به حتى بلغ موسى فاحتبسه موسى فقال : " يا محمد ، ماذا عهد إليك ربك؟ " قال : " عهد إليّ خمسين صلاة كل يوم وليلة " قال : " إن أمتك لا تستطيع ذلك فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم ". فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كأنه يستشيره في ذلك ،  فأشار إليه جبريل : أن نعم ، إن شئت. فعلا (1) به إلى الجبار تعالى ، فقال وهو في مكانه : " يا رب ، خفف عنا ، فإن أمتي لا تستطيع هذا " فوضع عنه عشر صلوات ، ثم رجع إلى موسى فاحتبسه ، فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات . ثم احتبسه موسى عند الخمس فقال : " يا محمد ، والله لقد راودت بني إسرائيل قومي على أدنى من هذا ، فضعفوا فتركوه ، فأمتك أضعف أجسادًا وقلوبًا وأبدانًا وأبصارًا وأسماعًا ، فارجع فليخفف عنك ربك " كل ذلك يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل ليشير عليه ، ولا يكره ذلك جبريل ، فرفعه عند الخامسة فقال : " يا رب ، إن أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم (2) وأبدانهم فخفف عنا " فقال : الجبار: " يا محمد ، قال : " لبيك وسعديك " قال : إنه لا يبدل القول لديّ ، كما فرضت عليك في أم الكتاب : " كل حسنة بعشر أمثالها ، فهي خمسون في أم الكتاب وهي خمس عليك " ، فرجع إلى موسى فقال : " كيف فعلت ؟ " فقال : " خفف عنا ، أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها " قال : موسى : " قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه ، فارجع إلى ربك فليخفف عنك أيضًا ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا موسى قد – والله - استحييت من ربي مما أختلف إليه " (3) قال : " فاهبط باسم الله " ، فاستيقظ وهو في المسجد الحرام . هكذا ساقه البخاري في " كتاب التوحيد " (4) ، ورواه في " صفة النبي صلى الله عليه وسلم " ، عن إسماعيل بن أبي أُوَيْس عن أخيه أبي بكر عبد الحميد، عن سليمان بن بلال (5) . ورواه مسلم ، عن هارون بن سعيد ، عن ابن وَهْب ، عن سليمان (6) قال : " فزاد ونقص ، وقدم وأخر" (7) . وهو كما قاله (8) مسلم ، رحمه الله ، فإن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر اضطرب في هذا الحديث ، وساء حفظه ولم يضبطه ، كما سيأتي بيانه في الأحاديث الأخر . ومنهم من يجعل هذا منامًا توطئة لما وقع بعد ذلك ، والله أعلم . [وقال] (9) البيهقي : في (10) حديث " شريك " زيادة تفرد بها ، على مذهب من زعم أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه ، يعني قوله : " ثم دنا الجبار رب العزة فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى" قال : وقول عائشة وابن مسعود وأبي هريرة في حملهم هذه الآيات على رؤيته جبريل - أصح (11) ../ نقل تفسير " بن كثير" بتصرف من الموقع التالي                                              madrasato-mohammed.com/.../kathir282.htm .                                                                               أما رواية " عبد الله بن مسعود " -  حول نفس الموضوع / الأسراء و المعراج ، ولكن في موضع أخر ، وهي     " الدابة " المستخدمة في العملية  ، فيما بلغني عنه - يقول ‏‏:‏‏                                                                                                                  أُتي رسول الله ) بالبراق (- وهي الدابة التي كانت تحُمل عليها الأنبياء قبله ، تضع حافرها في منتهى طرفها - فحُمل عليها ، ثم خرج به صاحبه ، يرى الآيات فيما بين السماء والأرض ، حتى انتهى إلى بيت المقدس ، فوجد فيه إبراهيم الخليل وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء قد جمُعوا له ، فصلى بهم ‏‏.‏‏ ثم أُتي بثلاثة آنية ، إناء فيه لبن ، وإناء فيه خمر ، وإناء فيه ماء ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقال رسول الله  ‏‏:‏‏ فسمعت قائلا يقول حين عُرضت علي ‏‏:‏‏ إن أخذ الماء غرق وغرقت أمته ، وإن أخذ الخمر غوى وغوت أمته ، وإن أخذ اللبن هُدي وهديت أمته ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فأخذت إناء اللبن ، فشربت منه ، فقال لي جبريل ‏‏:‏‏ هُديت وهديت أمتك يا محمد ‏‏.‏‏.. " تفسير كلمة البراق في الروايات الإسلامية : هو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه " /  ( نقل بتصرف من الويكيبيديا ) .
وبخصوص المسجد الاقصى / الذي زاره الرسول خلال رحلته  ، فالثابت في الحديث الشريف أن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد وضع في الأرض ، عن أبي ذر الغفاري ، رضي الله تعالى عنه ، قال : قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال :" المسجد الحرام" ، قال : قلت ثم أي؟ قال :" المسجد الأقصى" ، قلت : كم كان بينهما ؟ قال : " أربعون سنة ، ثم أينما أدركتك الصلاة فصله ، فان الفضل فيه."  رواه البخاري .
والأرجح أن أول من بناه هو آدم عليه السلام ، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام ، بأمر من الله تعالى ، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد . وذكر بعض الفقهاء أن الملائكة هم أول من بنوا المسجد الأقصى . / نقل بتصرف من موقع فلسطين سؤال و جواب .                                                                                                       
وفي شرح التعريف ب " سدرة المنتهى " أنقل التفسير التالي من موقع أهل السنة .. (( من معجزة رحلة الإسراء والمعراج ، أن في تلك الليلة عندما ارتقى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة المِرقاة ، وهي سلم موصول بين الأرض والسماء ، درجة من ذهب ودرجة من فضة ، رأى عجائب كثيرة ومنها شجرة عظيمة اسمها " سدرة المنتهى" أصلها في السماء السادسة وتمتد حتى تصل إلى السماء السابعة ثم إلى ما شاء الله تعالى ، ولقد رءاها الرسول في السماء السابعة ، وهذه الشجرة جميلة جدًا ، حتى أنه صلى الله عليه وسلم قال : " فما من أحد يستطيع أن ينعتها من حسنها ". وأوراقها مثل ءاذان الفيلة ، وثمارها كالقِلال أي الجِرار الكبار ويخرج من ساقها أنهار عظيمة لذيذة المذاق ،  ومن وفرة أوراقها وأغصانها وضخامتها أنَّ الراكب المسرع يسير في ظلها مائة عام ولا يقطعها ، ويحوم حولها ويغشاها فراش من ذهب وأنوار عظيمة تزيدها جمالاً فوق جمالها ، كذلك هناك ملائكة يسبحون الله تعالى عليها  وسدرة المنتهى تختص بثلاثة أوصاف : الظلّ المديد ، والطعم اللذيذ ، والرائحة الزكية رزقنا الله رؤيتها وأكرمنا بأن نأكل من ثمارها ومن ثمار الجنة بجاه نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم . )) .
وفي موقع الدرر السنية ، نشير الى حديث عائشة و معاوية عن الأسراء ، ثم عن عملية أستخراج قلب النبي : أولا لنتعرف لغويا على كلمة معراج ،  }المعراج : مفعال ، من العروج ، أي الآلة التي يعرج فيها ، أي يصعد ، وهو بمنزلة السلم ، لكن لا يعلم كيف هو ، وحكمه كحكم غيره من المغيبات ، نؤمن به ولا نشتغل بكيفيته. وقوله: وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة - اختلف الناس في الإسراء . فقيل : كان الإسراء بروحه ولم يفقد جسده ، نقله ابن إسحاق عن عائشة ومعاوية رضي الله عنهما ، ونقل عن الحسن البصري نحوه . لكن ينبغي أن يعرف الفرق بين أن يقال : كان الإسراء مناماً ، وبين أن يقال : كان بروحه دون جسده ، وبينهما فرق عظيم . فعائشة ومعاوية رضي الله عنهما لم يقولا :  كان مناما  ، وإنما قالا : أسري بروحه ولم يفقد جسده . وكان الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، والمعراج من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى ثم إلى حيث شاء الله عز وجل ، قال الله تبارك وتعالى في ذكر الإسراء :  بسم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ/ الإسراء:1 ، وقال تبارك وتعالى في ذكر المعراج:  وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى [النجم:13 – 18 ، وقال البخاري رحمه الله تعالى : باب حديث الإسراء وقول الله تعالى:  سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إلى المَسْجِدِ الأَقْصَى الإسراء:1 ، حدَّثنا يحيى بن بكير حدَّثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدَّثني أبو سلمة بن عبدالرحمن سمعتُ جابرَ بن عبدالله رضي الله عنهما قال سمعت رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول : لما كذبني قريش ، قُمْتُ في الحجر فجـلا اللهُ لي بيت المقْدِسِ ، فطفقت أُخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه  . باب المعراج . حدثنا هديةُ بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدَّثنا قتادةُ عن أنس بن مالك عن مالك ابن صعصعة رضي الله عنهما أنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم حدثهم عَنْ ليلة أسري به قال :  بينما أنا في الحطيم - وربما قال في الحجر - مضطجعاً إذ أتاني آتٍ ، فقد قال وسمعته يقول ، فشقَّ ما بين هذه إلى هذه ))  فقلتُ للجارود وهو إلى جنبي ما يعني به ؟ قال من ثغرةِ نحره إلى شعرته . وسمعتُه يقول : مِنْ قَصَّهِ إلى شِعْرَتِهِ  ((فاستخرج قلبي . ثم أتيتُ بطست من ذهب مملوءة إيماناً فغسل قلبي ، ثم حُشي ، ثم أعيد . ثم أتيت بدابةٍ دون البغل وفوق الحمار أبيض  ))  فقال الجارود : هو البراقُ يا أبا حمزة ؟ قال أنس : نعم  ((يضع خطوَه عند أقصى طرفه ، فحُملت عليه ، فانطلق بي جبريل حتَّى أتى السَّماءَ الدنيا فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أُرْسِلَ إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مَرْحباً به ... { .

القراءة الحداثوية للنص :
    نص الأسراء و المعراج ، نص يستحق التأمل والتمحيص و التدقيق والبحث وأعادة قراءته حداثويا ، من ناحية المفهوم والنهج و المعنى و المغزى المراد منه ، أضافة الى محاولة فهم المفردات المستخدمة في الأسلوب كمواضيع ، وسأتناول " بعضا من الأحداث الواقعة فيه " بشئ من التحليل من خلال وجهة نظري .                           أرى أنه من غير الممكن أن يقفز النص زمانا و مكانا ، الى عصرنا الحالي ، أي لا بد لنا أن نقرأه / أي النص ، بالمفهوم الحالي للتأريخ - للقرن الواحد و العشرين ، وألا نكون قد أغفلنا التطور التأريخي للعلم و الوقائع و الأحداث و الحقائق .
أولا : عملية الأسراء و المعراج  مجهولة زمنيا ، الكل أختلفوا في مكان حدوثها وزمان توقيتها وتأريخ وقوعها ، و مما أنتهوا أليه أئمة النقل أن الإسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة وقبل الهجرة ( علما أن السيد أية الله القزويني قال في حديث متلفز أن الأسراء و المعراج حدثت عشرات المرات ! ) ، وهنا أرى أن التفسير/ زمانيا ، كان بالمطلق ليس به من محدد زمني معلوم يمكن الرجوع أليه أو الأعتماد عليه ، وهذا يدل على أن الرسول لم يروي الحادثة في زمن حدوثها أو في وقت وقوعها ، أو أنه لم يكن متأكدا منها يقينا ، فذكرها لاحقا وقت تذكره لها ! .
ثانيا :  هل الرسول أسرى ( روحا ، أم بدنا وروحا معا ) ، وهذه أشكالية كبرى ، لأنه لو كان الأسراء روحا ، فلا تنطبق عليه ما حدث لاحقا من أحداث خلال الأسراء ، مثلا .. كان لا يحتاج لركوبه الدابة – البراق ، وبنفس الوقت كيف لروح الرسول أن تشق من اجل أستخراج قلبه ..! أما أذا كان الأسراء بدنا و روحا فالأمر يأخذ مسارا أخر ، وأيضا هناك خلاف في هذا ، وبالرغم من أن .. " والذي عليه أكثر العلماء أنه أسرى ببدنه وروحه يقظة لامناماً " ، أما ما نقل عن ابن إسحاق عن عائشة ومعاوية رضي الله عنهما / خلاف ذلك ، " كان الإسراء بروحه ولم يفقد جسده " ، ونقل عن الحسن البصري نحوه ، وهنا أختلاف كبير ، فعائشة / وهي الزوجة الأقرب للرسول ، ومعاوية لم يقولا :  كان مناما  ، وإنما قالا : أسري بروحه ولم يفقد جسده ، فحديث عائشة ومعاوية / أيضا ، غير محدد وغير مطلق ، حيث لم يقولا  لا مناما ولا يقظة ولم يقولا جسدا وروحا بل قالا " كان الإسراء بروحه ولم يفقد جسده " ، وأضافا هنا مصطلحا جديدا وهو " لم يفقده جسده " .. أذن لا يوجد أجماع بالعملية ككل .
ثالثا : أما أن تكون الرحلة على البراق فهذا أمرا أخر / وهي الدابة التي كانت تحُمل عليها الأنبياء من قبله ، وهو حيوان أبيض دون البغل وفوق الحمار ، الغريب في الأمر أنه حيوان طائر ، وهي التي نقلت الرسول محمد  من المسجد الحرام الى القدس هذا في الأسراء ، ثم عرج من المسجد الأقصى الى السماوات ، في التراث الأسلامي يقال أنها دابة الانبياء ، ولكننا لم نسمع أن السيد المسيح مثلا  قد أستخدم دابة بهذا الأسم ، علما أنه دخل أورشليم على جحش ! أنه موضوع مثير و عجيب أن تستخدم نفس دابة النبي أبراهيم في أسراء النبي محمد ! وبعض التراث الأسلامي يقول أنها مجنحة ... ومن الممكن ان يكون مصدر فكرة البراق هو " الحصان المجنح أو بيغاسوس بالإنجليزية  Pegasus  وهو الحصان الأسطوري المجنح في الميثولوجيا الإغريقية ، أنشأه بوسيدون ، وكان له دور كبير في الأساطير . ذكر بيجاسوس في أسطورة هرقل ابن زيوس ، تروي الأسطورة أنه خلق من جسد ميدوسا بعد أن قطع بيرسيوس رأسها ، وأنه ما أن ولد حتى طار إلى السماء .." / نقل بتصرف من الموسوعة الحرة .. كذلك لم نعلم كيفية تنقل جبريل الذي كان يرافق الرسول محمد  ، هل كانا على نفس الدابة / البراق ، أو لكل منهما دابة ، أم كان جبريل يتنقل بروحه فقط ! .
رابعا : أما أرتقاء / الرسول محمد ، بواسطة المرقاة ، وهو سلم موصول بين الأرض والسماء ، درجة من ذهب ودرجة من فضة ،  ورؤيته لشجرة عظيمة اسمها " سدرة المنتهى" أصلها في السماء السادسة وتمتد حتى تصل إلى السماء السابعة  ( ومن وفرة أوراقها وأغصانها وضخامتها أنَّ الراكب المسرع يسير في ظلها " مائة عام " ولا يقطعها .. ) ، ثم لقاء النبي بالله تعالى / الجبار ، قرب سدرة المنتهى ، والجدل الذي حدث بينهما حول عدد الصلوات ، والتي أستطاع النبي / بمساعدة النبي موسى ، وبدور خفي مستتر من جبريل ، أن يقنع الله بتقليلها بعد جهد ، من 50 صلاة الى 5 صلوات ، فأعتقد أنه أمر ليس غريب و عجيب بل أنه أمر غير منطقي وهزيل ، وأراه أولا أنه ضربا من الخيال وثانيا به تصغير و أستخفاف بالله تعالى .. فكيف  الله تعالى يبدأ الأمر ب  50 صلاة وينتهي 5 صلات / كأنها مساومة تجارية وليس قضية دين ومعتقد ! فهل هناك من منطق وعقلنة في مثل هكذا موضوع ! وما هذه الشجرة العجيبة / سدرة المنتهى ، التي أصلها في السماء السادسة وتمتد حتى تصل إلى السماء السابعة ! وما معنى الأنيات الثلاثة / وكأن العملية فحص و أمتحان !  وكيف تكلم النبي مع الله ! .. كل هذه الأمور هي أغرب من أن تجري و أن تعقل بين نبي وخالقه !! لأنها أبعد حتى من الغيبيات  .
خامسا : ومن تفسير أبن كثير أن الرسول حين انتهى إلى بيت المقدس ، وجد فيه إبراهيم الخليل وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء قد جمُعوا له ، فصلى بهم أماما ! فعجبا بأي لغة صلى الرسول ، والأنبياء لغاتهم مختلفة ك (  العبرية و الأرامية و العربية  و.. ) ، وهل الصلاة كانت أسلامية ، أم يهودية ، أم مسيحية ، أم .. ، كما أنه من المؤكد أن الصلاة حدثت على الأرض ! مع أن عيسى المسيح هو مرفوع للسماء بقوله تعالى " أذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " أل عمران 55 ، وأن كل الأنبياء قد ماتوا ولم يكن أحدا منهم حيا بأعتراف الأنجيل و القران سوى المسيح ، أذن مع من صلى الرسول محمد ! ، وكل الأنبياء أموات و الحي الوحيد هو - المسيح ، وهو أيضا في السماء ! ، أم قد حدث أستقبال أرضي للرسول أدى الى قيام الأنبياء من قبورهم وأدى الى الى نزول المسيح من السماء الى الأرض ، ليقيم الكل الصلاة مع الرسول !! .
سادسا : وحديث " أنس بن مالك عن مالك ابن صعصعة " ، ( حين كنت مضطجعاً / أي الرسول ، إذ أتاني آتٍ ، فقد قال وسمعته يقول ، فشقَّ ما بين هذه إلى هذه .. فاستخرج قلبي . ثم أتيتُ بطست من ذهب مملوءة إيماناً فغسل قلبي ، ثم حُشي ، ثم أعيد .. ) ، أكثر من سؤال في هذا المقطع ، من الذي شق الصدر و أخرج القلب ، ومن الذي غسله ، ومن الذي أرجعه .. ) لم تذكر التفاسير من  قام بكل هذا ، أهو الله ، أم جبريل أم من !! وهل الأيمان يكال أو يوزن  أو يوضع  بالطست ثم تحشى به القلوب ! وكيف بقى الرسول حيا وهو منزوع القلب ! ، ألا  أذا كان أسراء الرسول محمد حدث بالروح وليس بالجسد مثلا ! .
خلاصة القول ، أن النص القراني / الأسراء و المعراج ، له واقعه التأريخي الماضوي الذي يمتد الى أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمن ، وقدسية النص لا تمنعنا  من قرأته حداثويا بواقع اليوم بكل تطورات الحياة ، العلمية والأجتماعية و الثقافية و الفكرية .. ، ولكي نقبل النص ، لا بد من عملية توافقية بينه وبين حركة الواقع ، ولكي نفهم النص و التأريخ معا  أرى ان يفسر النص انطلاقا من التأريخ  ،  لا أن نجعل النص هو المفسر للتأريخ الأسلامي ، لأننا سنكون بذلك قد قفزنا على حيز الزمان و المكان سوية .  و النص الذي نحن بصدده / الأسراء و المعراج ، هو أحد النصوص التي يجب الوقوف عندها متأملين تأملا علميا منطقيا عقلانيا  و ليس تأملا دينيا غيبيا ، وأن قبول مفهومه و محتواه سابقا ، لا يعني أننا نقره حاليا وسنقبله مستقبليا  ، وذلك لأنه ملئ بالخيال و الغيبيات و الأساطير .. وأرى أن سلمنا بحدوثه ووقوعه فعلا يقظة بدنا وروحا فأن هذا الأحتمال يفتقد للمنطق من جانب ويفتقر على أقل تقدير / من جانب أخر ، الى شاهد ، عدا جبريل ، و الأنبياء و رب العزة ..                                                                                       ختاما لهذا لبحث المختصر ، مما سبق وأشارة الى كل التوضيحات أنفة الذكر ، أرى أنه من غير الممكن حدوث عملية الأسراء و المعراج يقظة بالروح والبدن ، أو حتى بالروح أقتصارا ، ولكن لأن الأمر مثبت بنص قرأني ، أني أعتقد بحدوثه ليس يقظة  ، لأني أرى أنه كان حلما أو رؤية ، رأها الرسول في منامه ! ثم قصها فيما بعد / لاحقا ، على الأهل و الأصحاب و العشير والتابعين .











389
                          قراءة في .. " الهجوم الأرهابي على كنيسة روان / فرنسا "
النص :
    كل العمليات الأرهابية الأسلامية السابقة (*) أراها نمطية ، لا يوجد فيها تغيير نوعي ولا نهج معتقدي ديني ظاهر للعيان ومشخص ألا العملية الأخيرة التي وقعت على كنيسة في روان - فرنسا ، (BBC  في 26.7.2016 قالت الشرطة الفرنسية إنها قتلت مسلحين اثنين احتجزا رهائن في كنيسة بالقرب من مدينة روان ، شمالي فرنسا ، حيث دخل المسلحان إلى الكنيسة خلال قداس واحتجزا ما بين أربعة إلى ستة رهائن بينهم قسيس وراهبتان والبقية من زوار الكنيسة ،  فيما أكد رئيس الأساقفة في روين مقتل القسيس جاك هامل ، البالغ من العمر 84 عاما .. ) ،  لأنها عملية أرهابية ضد المسيحية ، وضد حرية  الأعتقاد التي بسببها تبنى الجوامع والمؤسسات الأسلامية في الغرب بالأموال السعودية والقطرية .                                                                                                                         

القراءة  :                                                                                                                                  أولا - لا زال المحللون والمسؤولون الغربيون في غفوتهم ، يعتقدون بأن كل هذه الأعمال لا تمثل الأسلام ! وأن الأسلام هو دين السماحة والأخاء والسلام والتعايش ، وأن المنفذين لا يمثلون الأسلام ! ، حال أقوالهم وتصريحاتهم كتصريحات شيوخ المسلمين ، وكأنهم ينطقون بما يؤمن وبما يصرح به شيخ الأزهر وباقي الدعاة ! . ثانيا - بعض المحللين الأجانب عزا الأمر الى سبب سيكولوجي ، كالبروفيسور بيتر نيومان ((  نيويورك - الولايات المتحدة الأمريكية  CNN26.7.2016 ، قال بيتر نيومان ، البروفيسور في الدراسات الأمنية بـ"كينغز كوليج،" إن الاستراتيجية التي يتبعها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف داعش ، " تعتبر جذابه بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مشاكل سيكولوجية " جاء ذلك في مقابلة مع الزميلة كريستيان آمانبور لـCNN حيث قال : " داعش قام بتجهيز وكجزء متعمد من استراتيجيته لتعزيز نفوذ الذئاب المنفردة ، حيث يقول التنظيم لكل هؤلاء الناس ( الذئاب المنفردة ) أنه بإمكانكم استخدام اسمنا ، ولا توجد ضرورة بأن تكونوا مرتبطين بحراكنا أو بمركز السيطرة والتحكم." ..)) ، وأني لأتعجب من بروفيسور أن ينهج هكذا نهج بعيدا عن الواقع والحقيقة والمنطق !! ، وأقول له ، هل منفذي واقعة 11 سيبتيمبر 2001 ، لديهم مرض سيكولوجي ، وهل الذي دعس بشاحنة استهدفت حشدا لمحتفلين باليوم الوطني لـفرنسا في مدينة نيس جنوبي البلاد كان مريضا نفسيا ، وهل منفذي شاري أيبدو مرضى نفسييين ، وهل  الضابط السابق في الجيش الأميركي نضال حسن كان مريضا نفسيا وهو " طبيب نفسي " ، وهو الذي ( .. تولى الدفاع عن نفسه بعدما طرد فريق الدفاع ، واحتج محاموه أمام القاضي قائلين إنه يريد أن يُعدم ليصبح “ شهيدا ” ويهيأ محاكمته بهذا الاتجاه .. ) ، والقائمة تطول ، ليس من مرضى نفسيين في كل ما سبق ، ولكن أقول للبروفيسور نيومان من جانب أخر ، ألم تلاحظ أن عاملا مشتركا يجمع كل المنفذين وبالتحديد مثلا من عملية 11.9.2011 الى عملية الهجوم على كنيسة روان في فرنسا26.07.2016 ، أن الذي يجمعهم بكل بساطة هو       " الأسلام " !!! ، لا مرضى نفسيين ولا مرض التوحد ولا الغربة عن الوطن ولا مشاكل مالية ولا أمور قانونية ولأ قوانين الهجرة ولا ... !! أنه الأسلام ، أذهب يا برفيسور بتفسيراتك تلك وأقنع بها البسطاء من العامة ودعهم يصدقونك !!  .. ثالثا - الى الأن حتى المثقفين الغربيين لم يعوا ، بل أنهم يعمدوا التغافل و غض الطرف عن المحرك الأساسي للعنف والقتل أي الأسلام !! لأسباب منها سياسية ومنها أقتصادية ومنها أنتخابية .. ، رابعا – نرجع للعملية الأخيرة / كنيسة وارن فرنسا ، وأقول أنها موجهة بشكل خاص و مباشر الى المسيحية ، أنها صورة أخرى متكررة لعملية مجزرة سيدة النجاة التي حدثت في بغداد - العراق ( .. هجوم قامت به منظمة دولة العراق الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في عصر31.10.2010 ، عندما اقتحم مسلحون كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك أثناء القداس الألهي  بالكرادة في بغداد ، انتهت الحادثة بتفجير المسلحين لأنفسهم وقتل وجرح المئات ممن كانوا بداخل الكنيسة .. ) ، لا مرضى نفسيين ولا غير ذلك ، لأن المرضى النفسيين لا يتحزمون بالأحزمة الناسفة ! أنه القرأن و الأسلام والأحاديث .. (  الحديث الثامن عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن الرسول قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى رواه البخاري ومسلم  .) ، وسورة التوبة 5 ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ، أنه الدين والعقيدة والشريعة !! ، خامسا -  كنيسة العراق منشأة في دولة أسلامية مضطربة أجتماعيا وتعاني من فلتان أمني كما تعاني من حرب أهلية ، ولكن فرنسا هي دولة أوربية ولا تعاني من هذه الظواهر السلبية ، فما الذي حدث !! ، أنه التحدي للشرعية القانونية للحكومة الفرنسية ، أنه فلتان أعمق ، أنه أستهتار بالسلطة القانونية ، أنه أنهيار أجتماعي أمني مؤدي لعدم تأمين المصلين في الكنائس الفرنسية ، أنها المهزلة !! ، سادسا – لماذا كنيسة وبالتحديد في فرنسا ! للعلم أن عدد المسلمين في فرنسا يبلغ أكثر من 5 مليون مسلم " يعتبر الأسلام الدين الثاني في فرنسا ، ويتراوح نسبتهم وفقا لتقديرات جريدة لوموند (2007) ومؤسسة ايبسوس موري سنة 2011 بين 3% وبين 5-8% وفقا لكتاب حقائق العالم ، تشير أغلب التقديرات أن عدد المسلمون في فرنسا يترواح بين 5 إلى 6 ملايين " ، من المؤكد هناك قصورا أمنيا في فرنسا مع تراجع في السيطرة على ملفات الهاجرين ، وكذلك في ألمانيا التي ستعاني من مشاكل لا حصر لها بقبولها مئات الألاف من المهاجرين ، والذي يشكل المسلمين غالبيتهم العظمى ! .. لماذا كنيسة وأنا أجاوب أنه " التحدي " . سابعا - أن الهجوم على الكنيسة في فرنسا هو سابقة !! ، وهو دليل على أن الأمر هو ليس فقط أرهاب ، بل هو هجوم على المسيحية في دولة تعتبر من الدول المسيحية العريقة في أوربا ، ثامنا – رجوعا الى مقالي المنشور في 18.6.2016 والذي كان بعنوان ( قراءة .. ل - عملية أورلاندو - والتخلخل الفكري لمسلمي الغرب ) ، الذي أراه الأن .. أن أخطبوطا أرهابيا أسلاميا يتمدد في الغرب !! وليس من سيطرة فعلية أمنية دولية عليه ، وكل ما يقال هو كلام ليس في مكانه الصحيح ، لأن الأمر يحتاج الى جرأة ، الحل يحتاج الى غلق باب دخول المسلمين للغرب !! / ألا بعد تدقيق أمني شديد ، مع غربلة حتى الموجود منهم في أوربا و أميركا ، وحتى المتجنسين منهم ، وسبب ذلك هو العقلية الأسلامية القابلة للأنفجار وقت مقاربتها لأي فعل ! مع عدم قدرتها لقبول الأخر ، نعم أن التعايش موجود من قبل بعض المسلمين وبشكل مقتضب في الغرب ، ولكن الكثير منهم قنابل موقوتة ، فمتى تنفجر هذا هو السؤال ! .

كلمة :                                                                                                                             1- أن السعودية وقطر وتركيا ، ركائز أساسية في نشر الخطاب الأسلامي المتطرف ، ويجب الطلب منهم أمميا ورسميا / خاصة السعودية ، مثلا ، الكف عن الدعاء أثناء خطب الجمعة المحرضة على قتل اليهود والنصارى !!   
 2-  من المهم مراقبة المساجد والجوامع في الغرب ، التي تخرج / بعضها ، جند داعش والقاعدة ، وأن حرية الأعتقاد الديني ، طامة كبرى ستجلب للغرب الهلاك والبلاء ، ستجلب لهم الموت !! ..                                     
 3- الحقيقة مرة ، ومثلما يقول غاليليو : " كل الحقائق سهل فهمها عند اكتشافها ، لكن المشكلة باكتشافها ". ، وأنا أقول أن الحقيقة جدا سهلة ، وهي أن النص القرأني / أيات السيف ، هو السبب الحقيقي للعنف والتوحش والقتل ، وهو بنفس الوقت سبب الأضطراب في الغرب !! .                                                           
   4- السؤال الأهم ، كيف يعالج الغرب أمر " الأسلام المتطرف " ، هذا سؤال ليس بالسهولة الأجابة عليه ، لأنه يحتاج الى جرأة وقدرة وشجاعة وشفافية من المسؤولين في أتخاذ القرارات المصيرية !! ، خاصة تجاه المسلمين المتطرفين الذين يطبقون نصوص القرأن بحذافيرها ..                                                                 

الخاتمة :
وأختم مقالي ب ( .. أوضحت الراهبة التي تمكنت من الفرار من الكنيسة في تصريح لتلفزيون BFM المتعاون مع شبكة CNN إن المهاجمين أجبرا القسيس على الجثوم على ركبتيه ووضعا سكينا على عنقه في منطقة المذبح داخل الكنيسة ، لافتة إلى أن جميع من في الكنيسة كان يصرخ ويدعوهما للتوقف . ويشار إلى أنه وبحسب مدعي شؤون مكافحة الإرهاب في باريس ، إن المهاجمان قاما بنحر عنق القسيس البالغ من العمر 86 عاما . ) هل هؤلاء مرضى نفسيين أم قتلة !!! .
----------------------------------------------------------
 (*) عمليات أرهابية متفرقة :                                                                                              عملية نيس / فرنسا ( أكد موقع الجزيرة في 15.7.2016 أنه قتل 84 شخصا وجرح مئة آخرون - حالات بعضهم خطيرة - في عملية دعس بشاحنة استهدفت حشدا لمحتفلين باليوم الوطني لـفرنسا في مدينة نيس جنوبي البلاد .. ) .                                                                                                                 عمليات في ألمانيا جرت مؤخرا ( حادثة طعن في القطار ، وحادثة إطلاق نار جماعي ، وهجوم بخنجر ، وتفجير انتحاري ، هذا ما أكدته وكالة  25.7.2016. CNN ، أربعة هجمات خلال أسبوع واحد ، ثلاثة منها نفذها لاجئون ، وجميعها في المنطقة البافارية . يبدو أن الهجمات غير مترابطة لكن ألمانيا على حافة الهاوية كما يقول وزير الداخلية البافاري .. ) .                                                                                                  عملية أورلاندو في الولايات المتحدة الاميركية المنفذة من قبل " عمر متين ")  حيث قام بقتل حوالي 49 شخص وإصابة 53 شخص آخر في هجومه على نادي للمثليين جنسيا في مدينة أورلاندو في الولايات المتحدة في يوم 12 يونيو 2016. وعمر أمريكي من أصل أفغاني ولد وترعرع في الولايات المتحدة، أعلن ولاءه لتنظيم تنظيم الدولة الإسلامية .. )





390

                           عملية نيس / فرنسا  الأرهابية  و " خطوات الشيطان "   

المقدمة :
في مقال سابق لي حول عملية أرهابية وقعت في الولايات المتحدة الاميريكية يوم الاثنين  13 يونيو / حزيران    2016 ، كتبت مقالا / تزامن مع وقوع الحادثة ، مقرونا بديباجة وكما يلي :
                         قراءة .. ل " عملية أورلاندو " والتخلخل الفكري لمسلمي الغرب
)  القراءة لا تنطبق على كل مسلمي الغرب بالضرورة ، ولكنها بدأت تظهر صحة تأكيداتها أكثر فأكثر من خلال الأحداث و الوقائع الأخيرة .. كاتب المقال )
وبعض الأصدقاء قال لي كنت " مبالغا " في طرح المقال ، وأنا اليوم أقول لأصدقائي وقرائي ، كنت "مقصرا "!.
 
النص :                               
   أفادت وكالة RT  في 14.7.2016 - نقل بتصرف / ((  أنه قتل 84 شخصا على الأقل وأصيب العشرات بينهم 18 في حالة حرجة عندما اقتحم شخص يقود شاحنة حشدا مساء الخميس 14 يوليو / تموز في مدينة نيس جنوب فرنسا ، حسبما أفادت وزارة الداخلية الفرنسية . وقال كازنوف للصحفيين بعد ساعات على الهجوم الذي وقع بينما كان الناس يشاهدون ألعابا نارية احتفالا بالعيد الوطني لفرنسا " نحن في حالة حرب مع إرهابيين يريدون إيذائنا مهما كلف الأمر ".  وأفادت تقارير إعلامية بأن المهاجم من سكان نيس ومن أصل تونسي . .. وقال الرئيس الفرنسي في خطاب متلفز إن " فرنسا تحت تهديد إرهاب الإسلاميين " ، موضحا أن بلاده ستعزز وجودها العسكري في سوريا والعراق ... من جهته قال مكتب عمدة مدينة نيس ، كريستيان أرتروزي ، إن شاحنة دهست حشدا من المحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي ( يوم الباستيل ) في شارع بروميناد ديز أنغليه ، مضيفا أن أشخاصا مجهولين خرجوا من الشاحنة بعد عملية الاقتحام وفتحوا النار على الناس ... كما تم العثور على أسلحة وقنابل على متن الشاحنة التي قادها منفذ الهجوم .. )) .. وأنا أرى أنه لا زال السياسيين الغربيين ، يغردون خارج السرب ، حيث أنهم لا يسمون الوقائع والاحداث بأسمائها الحقيقة !! ، وكأنهم يخافون الحقيقة ، لأن الساسة أصبحوا كالنعامة التي تخفي رأسها ظنا منها أنها تتخفى ! ، ساسة الغرب يقولون أننا في حرب مع الأرهاب ، دون تسميته ! فكيف لهم يحاربون " ذاتا " مجهولة ، دون تحديد أسمها وعنوانها وفكرها وهدفها ونشاطها ومكوناتها وأسباب وجودها !!
القراءة :                                                                                                                         أولا - أرى أن فرنسا التي منحت البشرية مفكرين أمثال فولتير وديكارت وأندريه مالرو وسارتر وروجيه غارودي وغيرهم ، أيصعب عليهم تحديد " أس المشكلة " ، هل أنتهى الفكر الفرنسي ! أين أحفاد ساسة كديغول وشيراك وديستان !! ألم يستطيعوا أن يضعوا أيديهم على لب المشكلة ! ، ماذا تعمل المخابرات والشرطة و.. ! أتراقب فقط حركة السيارات وتغرم المخالفين ! . ثانيا - ألم تتعظ الحكومة الفرنسية من عمليات سابقة كعملية هجمات باريس ( نوفمبر 2015 ) : وهي سلسلة هجمات إرهابية منسقة شملت عمليات إطلاق نار جماعي وتفجيرات أنتحارية واحتجاز رهائن حدثت في مساء يوم 13 نوفمبر 2015 في العاصمة الفرنسية باريس ، تحديداً في الدائرة العاشرة والحادية عشرة في مسرح باتاكلان وشارع بيشا وشارع أليبار وشارع دي شارون . حيث كان هناك ثلاثة تفجيرات انتحارية في محيط ملعب فرنسا في ضاحية باريس الشمالية وتحديداً في سان دوني ، بالإضافة لتفجير انتحاري آخر وسلسلة من عمليات القتل الجماعي بالرصاص في أربعة مواقع ، و الهجوم على صحيفة شارلي إبدو : وهو هجوم وقع باقتحام ملثمين إثنين مقر الصحيفة الساخرة شارلي إبدو في باريس في 7 يناير 2015 بحدود الساعة 11 صباحًا بتوقيت وسط أوروبا .  أدى هذا الهجوم إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة 11 آخرين ، حيث دخل المسلحون المبنى وبدأوا إطلاق النار من أسلحة كلاشنكوف .. وغيرها الكثير من العمليات ، ألم تلاحظ الحكومة وجود عوامل مشتركة تجمع بين كل العمليات ! كفكر وأهداف وغايات ومنفذين ومستهدفين !!  ثالثا - المنفذين مواطنين فرنسيين / عامة ، أرهابين مسلمين ، والضحايا مواطنين فرنسيين على الأغلب مسيحيين دون تمييز ! وصفة القتل هو التوحش كما حدث مؤخرا في نيس " دهسا " ، رابعا - أرى هناك محرك رئيسي في القتل وهو " الأختلاف " في المعتقد والدين والتوجه والفكر ! وهناك محرك " مشترك " يجمع بين القاتل والضحية وهو أن الأثنين مواطنيين فرنسيين ! ، خامسا - معظم المهاجرين المسلمين خاصة لم ولن يندمجوا فكريا ومجتمعيا ومعتقديا مع البلد المهاجرين اليه ! وهذا الأمر الذي يجب أن ينتبه أليه المسؤولين عن هجرة المسلمين خاصة  الى الغرب ! وهذا الذي ستعانيه ألمانيا في المستقبل القريب مثلا ! ، عند قبولها عددا هائلا من المهاجرين جلهم من المسلمين !
كلمة :                                                                                                                                           علق بعض الدعاة الإسلاميين بأنهم يدينون هجوم نيس .. حيث قال شوقي علام مفتي مصر / وذلك حسب ما جاء بموقع بوابة الوفد الألكترونية ، أن : " مرتكبو تلك الجرائم اتبعوا خطوات الشيطان .. " ، وأنا أقول للمفتي ، لا زلت أنت أكثر الأشخاص معرفة بالحقيقة ولكنك لا زلت لا تسمي الوقائع بأسمائها !  وأسألك ، أي خطوات أتبعها الأرهابيون المسلمين ، أهي خطوات المسيح والأنجيل أم خطوات بوذا وتعاليمه في سبيل إنقاذ الروح البشرية ونشر والمبادئ الخلقية  ، أم هي خطوات الرسول محمد والقرأن !! .
 
 

391

              جدل  ... في الأسلام والسياسة والدولة

   رجال الأسلام الجدد  أوجدوا أسلاما جديدا ألا وهو ، الأسلام السياسي ، وأدخلوه عنوة وفق " فورما " معينة في العملية السياسية ، وهذا أشكال كبير ، حيث أن العلمنة وجهات متعددة أخرى ترفض هذا النهج ، وتؤكد على أبعاد الدين عن المعترك الساسي ، و ترى أيضا  أن الأسلام مكانه الجامع أو الحسينية ، وذلك لأن الدين هو علاقة أيمانية بين الفرد وربه ، ليس مكانه أروقة السياسة ودواوين الدولة والحكم ، ويشددون أيضا على الأبتعاد عن الدولة السيوقراطية / الحكم الديني ، الذي  كان سائدا في القرون الوسطى ، فالتأريخ أثبت فشلها لأنها ضد التطور والتقدم والعلم ، ولكن لولا هذا المفصل / السيوقراطية ، لما تطور وتقدم الغرب ، لأن القفزة الحضارية كانت رد فعل لهذه الحكم ، من جانب أخر يركز الأسلاميون الجدد من مفكرين وشيوخ ودعاة .. وأحزاب أسلامية مختلقة على أن الأسلام صالح لأي زمان ومكان ،  ويؤكدون أن الحاكمية لله ، ويركزون على قال الله وقال الرسول ، ولكن هذا الأمر غير عملي  في مفهوم الدولة الحديثة التي تستوجب النقاش و الأعتراض والتغيير والأحلال والتبديل ، لأن دينيا ، النص الأسلامي ، غير خاضع للمناقشة والحوار والجدل ، لعدم أحتمالية النص / أسلاميا ، للخطأ و الصواب ، وكيف لنص تأريخي نزل على سقف زمني أمده 23 عاما قبل 1400 عاما أن يطبق على مجتمع القرن الواحد و العشرين بكل متغيراته الأجتماعية والثقافية والسياسية والحضارية ، كيف ينطبق نص كان يعالج العقلية البدوية العصبية الذكورية المنغلقة على مجتمع ليس به أي متشابهات أو أي تقارب عقلاني أو أجتماعي ، أضافة الى أختلاف التقاليد والأعراف والعادات ، فهناك أختلاف تام مطلق زمكاني للظروف عامة بين الحقبتين ، فمبدأ الخلافة  وأدارة الحكم والتوريث والحلال والحرام وملك اليمين والسبايا  والعبيد والغزو والغنائم والخراج .. أين منها من عالم اليوم ، وتطبيق هكذا دولة بهذه المفاهيم الأسلامية سيكون أمرا  مصيره  كارثيا على الدولة و المجتمع / الشعب ، وهذا الذي كان سيحصل في مصر أبان حكم محمد مرسي الرجل الأخواني لولا مبادرة الجيش للسيطرة على الموقف .

      أن أبتعاد الدين عن السياسة هو أكرام للدين ورفع لشأنه وترسيخ للمفهوم الحضاري للسياسة والدولة بنفس الوقت ، أما الكلام المنمق اللبق الشيق لرجال الدين / وهذا ما يتميزون به ، بأنه في ظل الدولة المدنية التي مرجعيتها الأسلام   ( وهذا السبق الجديد لهم ، فهم خرجوا من ثوب الدولة الدينية الى ثوب جديد بمفهوم عصري وهو الدولة المدنية ذات المرجعية الدينية الأسلامية ) ستكون دولة متقدمة  يسودها العدل و المساوات ، وتنعم بها كل الأقليات بالخير .. فهذا كلام خطابي سهل ، ولكن لا يمكن تطبيقه عمليا ، لعدم وجود قواعد وأليات لهكذا دولة هجينة مدنية أسلامية ، لأن المنطق يقول أما دولة دينية أسلامية ، كالسعودية وأيران ، وهذا يعني أرجاعنا الى عصر الدعوة المحمدية ، بكل أرهاصاتها ، أو دولة مدنية يحكمها القانون المدني الوضعي ، دولة المؤسسات ، دولة الحقوق و الواجبات ، لا مرجعية لها سوى العقل والمنطق والواقع المتحضر .. فأيها الأسلاميون أفتوا في مجالكم كيفما تشاؤون وأبتعدوا عن قطاع الحكم والدولة العصرية ، فقد حكمتم كفاية ، وفتحتم الكثير من الأمصار ، وقطعتم رؤوس وأيادي الكثير ، وجلبتم الكثير من السبايا و الغلمان ، آن لكم الأن أن تتنحوا جانبا في زوايا مساجدكم ، لأن زمن الحاكمية لله قد ولى وأنتهى مأثور قال الله ورسوله ! وحان الأن عصر دولة القانون .

 

 

392
                   " فولتير "  فارس التنوير .. و" العرب " دعاة تكفير
        " إنني مستعد أن أموت من اجل أن أدعك تتكلم بحرية مع مخالفتي الكاملة لما تقول  " .. فولتير
 تنويه : 
     سأوجه بعض الرسائل - ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل  محددة  موجهة  مختصرة ، سأنشرها بين فينة  و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة  ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة  أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها  مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .                                                                                                                     المقدمة :                                                                                                                                                                                 فولتير ، وأسمه الحقيقي  فرانسوا ماري أرويه  François-Marie Arouet /  من مواليد 21 نوفمبر 1694 والمتوفى في 30  مايو 1778 ، كاتب وفيلسوف فرنسي عاش في عصر التنوير ، وكان فارسا من الفرسان المتنورين ، الى جانب كل من مونتسكيو وجون لوك وتوماس هوبز وجان جاك روسو ، و ذاع صيت فولتير بسبب سخريته الفلسفية الظريفة ودفاعه عن الحريات المدنية خاصة حرية العقيدة ، وكان فولتير كاتبًا غزير الإنتاج قام بكتابة أعمال في كل الأشكال الأدبية تقريبًا  فقد كتب : المسرحيات والشعر والروايات والمقالات والأعمال التاريخية والعلمية وأكثر من عشرين ألفًا من الخطابات ، وكذلك أكثر من ألفين من الكتب والمنشورات ، أما طريقة فولتير الإستفزازية في كتاباته والمثيرة للسخرية أوقعت به بمشكلة مع السلطات الفرنسية في آذار 1716 ، حيث تم نفيه من باريس لكتابته قصائد تسخر من عائلة الوصي على العرش الفرنسي ، حيث  لم يكن هناك قدرة لدى هذا الكاتب الشاب أن يكبح جماح لسانه ..  وكان فولتير مدافعًا صريحًا عن الإصلاح الاجتماعي على الرغم من وجود قوانين الرقابة الصارمة والعقوبات القاسية التي كان يتم تطبيقها على كل من يقوم بخرق هذه القوانين . وباعتباره ممن برعوا في فن المجادلة والمناظرة الهجائية ، فقد كان دائمًا ما يحسن استغلال أعماله لانتقاد دوغما الكنيسة الكاثوليكية والمؤسسات الاجتماعية الفرنسية الموجودة في عصره . ( والدوغمائية  .. هي الدوغمائية = dogmatism = القطعية = الوثوقية هذه تسميات مختلفة لكنها تشير إلى نتيجة واحدة وهي : الانغلاق الفكري على مفاهيم محددة : دينية أو فلسفية أو أدبية أو اقتصادية أو أدبية أو حتى علمية مجرّدة . / نقل هذا التعريف من موقع البيان الألكتروني ) ، فولتير أستخدم منهج العقل في نظرته الى المعتقدات والمدارس و الأفكار ، ولم يكن ملحدا ، وأتهامه هذا كان على أثر بيت شعري لقصيدة له  بعنوان  "Epistle to the author of the book, The Three Impostors")) ويمكن ترجمة البيت إلى: " إذا كان الله غير موجود ، فسيكون من الضروري أن نختلق نحن واحدًا ." وتظهر القصيدة الكاملة التي ينتمي إليها هذا البيت انتقاده الذي كان ينصب بدرجة أكبر على تصرفات المؤسسات الدينية أكثر منه على مفهوم الدين في حد ذاته ، أي أنه بالرغم من الاعتقاد الخاطئ للبعض في أن فولتير كان ملحدًا ، فقد كان في حقيقة الأمر يشترك في الأنشطة الدينية ، حيث قام ببناء كنيسة صغيرة في ضيعته التي اشتراها في فيورني . أضافة الى وجود قصة لم يتم التأكد من صحتها تتعلق بشراء فولتير لمنزل Geneva Bible  Society الذي يقع في فيورني لاستخدامه في طباعة الكتاب المقدس ، وكحال الكثيرين من الشخصيات البارزة التي عاشت أثناء عصر التنوير الأوروبي ، اعتبر فولتير نفسه مؤمنًا بمذهب الربوبية.  فقد كان لا يعتقد في أن الإيمان المطلق بالله يحتاج إلى الاستناد على أي نص ديني محدد أو فردي أو على أي تعاليم تأتي عن طريق الوحي . وفي حقيقة الأمر ، كان كل تركيز فولتير ينصب على فكرة أن الكون قائم على العقل واحترام الطبيعة ؛ وهي الفكرة التي عكست الرأي المعاصر له والذي كان يعتقد في وحدة الوجود.  وقد نالت هذه الفكرة حظًا وافرًا من الرواج بين الناس خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر وكتب لها الاستمرار في الوجود في شكل من أشكال الربوبية المعروفة في عصرنا الحالي باسم  oltairean Pantheism " " وحدة الوجود من منظور فولتير .  كذلك مما يؤخذ عليه هو عدم ثبات الرؤية الفكرية لديه ، فبينما نلاحظ أنتقاده لرسول الإسلام محمد بن عبد الله.  في مسرحيته المعروفة باسم Fanaticism, or Mahomet الذي قام بكتابتها " ليهاجم مؤسس العقيدة الزائفة والهمجية ". كذلك ، وصف فولتير الرسول محمد بأنه " كاذب "  ، ولكنه غير من نهج خطابه عن الأسلام ، وجاء هذا وفق الخطاب الذي قام بإرساله إلى " البابا بنديكت الرابع عشر "  والذي قام بكتابته في باريس في 17 أغسطس في عام 1745 ، الذي كان أكثر إيجابية ، فقد وصف فولتير الرسول محمد بأنه رسول " ديانة تتسم بالحكمة والصرامة والعفاف والإنسانية".  كما تحدث عنه كالتالي: " واضع شريعة المسلمين رجل رهيب ذو سطوة استطاع أن يفرض تعاليمه على اتباعه بالاستبسال في القتال وبحد السيف ، وإن أقل مايُقال عن محمد أنه قد جاء بكتاب وجاهد .. ( نقلت بعض الأفكار و الفقرات لهذه المقدمة  بتصرف مع أضافات للكاتب من موقع أراجيك – عن مقال لماهر دهمان بعنوان / حقائق مدهشة عن فولتير الفيلسوف الفرنسي المثير للجدل ، وموقع الويكيبيديا ، و موقع  alkeltawia.com ) ، وبالرغم من أن الوصف لم يكن دقيقا وبعيد بعض الشئ عن العقلانية التي ينتهجها فولتير خاصة ، خاصة حين وصف رسول الأسلام " بالعفاف " ، لأن هذه الصفة لا تتوافق مع منحى الذي أتبعه الرسول في تعدد الزوجات  !! ، وغير ذلك مثلا في زواجه من زوجة أبنه بالتبني لوقوعها في نفسه ، علما أن واقعة الزواج حدثت ولكن شيوخ الأسلام يقولون أنها جاءت عن عدم شهوة ، حيث ( .. يزعم بعض أعداء الإسلام أن الرسول صلى الله عليه وسلم اشتهى زينب بنت جحش وطلقها من زوجها زيد بن حارثة وتزوجها هو . / نقل بتصرف من موقع نصرة محمد رسول الله ) ، ، وكذلك زواجه من عائشة وكانت بنت 6 سنوات ، حيث أن (  .. النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة رضي الله عنها بعد زواجه من سودة بنت زمعة رضي الله عنها ، وهي – أي عائشة - البكر الوحيدة التي تزوجها صلى الله عليه وسلم . وقد دخل بها وهي بنت تسع سنين . / نقل بتصرف من موقع الأسلام سؤال و جواب ) ، فلا أرى هكذا نهج في الزواج يدل على عفاف النفس ، ومعنى كلمة العفاف ..  ( عَفَّ مصدر عَفٌّ ، عِفَّةٌ ، عَفَافٌ فهو عَفٌّ ، وعَفِيفٌ والجمع : أَعِفَّة ، وأَعِفَّاءُ ، عَفَّ الرَّجُلُ : كَفَّ وَامْتَنَعَ عَمَّا لاَ يَحِلُّ وَلاَ يَلِيقُ وَلاَ يَجْمُلُ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ / نقل من موقع قاموس المعاني ) .
الرسالة :
المفكرون و الفلاسفة  منذ اكثر من ثلاث قرون بدأوا يتجهون الى العقلانية في النظر و التفسير للمعتقدات و تعليل الكثير من الظواهر ، كما  أنهم أبدوا نظرة وموقفا ثاقبا من الأصلاح الأجتماعي ، حيث بدأ ( المفكرون الاوربيون منذ عصر النهضة يستعيدون افكار واراء الفلاسفة الاغريق ، وبخاصة افلاطون وارسطو ، ويطورونها ويضعون اللبنات الاولى للفكر الفلسفي الحديث ، الذي عمق الصراع بين الدولة القومية الناشئة وبين هيمنة الكنيسة ، / نقل بتصرف من موقع صوت الحكمة ) ، وبالرغم من الموقف الصلب والحازم السائد أنذاك ، فقد أظهر المفكرون سمتهم و تأثيرهم على كل الافكار و المعتقدات وكل الفعاليات المجتمعية ، فكل ما وجد الأن من مدارس فلسفية ومعتقدات ومذاهب وأتجاهات فكرية .. ، كانت لبناته وبذوره قد غرزت أوائل عصر التنوير في أوربا وفرنسا بالأخص ، وكان فولتير أحد هؤلاء الفرسان الذي قال : ( إن القتل حرام وجميع أنواع القتل يعاقب عليها القانون زمن السلم . أما إذا نفخ في الصور وأعلنت الحرب فيصبح القتل بالألوف مباحاً .. ) وهو الذي تساءل أيضا ( " ما الإيمان ؟ " فهل هو أن نؤمن بما نستطيع أن نراه واضحًا أمام أعيننا ؟ لا ، فمن الواضح تمامًا لعقلي إنه من الضروري وجود كيان خالد رفيع المنزلة عاقل ذكي .  فالأمر عندي لا علاقة له بالإيمان ، ولكنه مرتبط بالعقل ) . فأين المفكرون العرب و المسلمين بالتحديد من هذا الفكر التنويري الذي ينصب على تحريم القتل و حرية التفكير ،  و قبول الرأي الأخر و الأستخدام العقلاني للنظر لكل المعتقدات ، بما فيها الثوابت ، أما نحن / العرب ،  فرايتنا التكفير ، فمن موقع عبدالعزيز بن عبدالله أل باز ، أنقل التالي .. (  فلا بد من الإيـمان بالله ، وتوحيده والإخلاص له ، والإيـمان بإيـمان المؤمنين ، ولا بد من تكفير الكافرين ، الذين بلغتهم الشريعة ولم يؤمنوا كاليهود والنصارى والمجوس والشيوعيين وغيرهم ، ممن يوجد اليوم وقبل اليوم ، ممن بلغتهم رسالة الله ولم يؤمنوا ، فهم من أهل النار كفار، نسأل الله العافية . ) ، فمثل هكذا خطاب ديني تكفيري / وهابي المذهب ، موجه الى الأمة الأسلامية ، بشكل صريح ومباشر ، أكيد ستكون مخرجاته ، تكوين منظمات الأرهاب و تفعيل ثقافة القتل و التوحش ، وما تفعله القاعدة وما ولدته من منظمات كداعش و النصرة .. وغيرها ، أنما هو رد فعل لتداول هكذا خطاب ديني بين الشبيبة الأسلامية من المحيط الى الخليج ، وأنتشرت هذه الأفكار التكفيرية أوربيا وشملت حتى أميركا و أستراليا .. وما خفي كان أعظم ، أضافة الى دور مشبوه يقوم به ثلة من رجال الفكر الظلامي  أمثال ، أبراهيم الخولي ، محمد عمارة و زغلول النجار ، الطريفي و العريفي وسويدان ومجدي غنيم وأبو أسلام .. وغيرهم ، في تسميم المناخ الفكري و الديني بما ينفثوه من خطاب ينهج التكفير و ألغاء الاخر وبث الكراهية والحقد بين أبناء الوطن الواحد.. ، ولكن بالرغم من كل هذا الفكر الظلامي ، هناك مساحات تنويرية ، لرجال أمثال سيد القمني أحمد القبانجي نصر أبو زيد و أسلام البحيري والراحل فرج فودة  وغيرهم ، ومن المقولات اللامعة لرجال الفكر التنويري .. يقول د / عاطف العراقي في كتابه " العقل والتنوير " ( ص 14 ) : ( قد لا أكون مبالغاً إذن إذا قلت بأننا الآن في أمس الحاجة إلى السعي نحو التنوير الثقافي ، التنوير الذي يقوم على تقديس العقل ، والإيمان بأن الثقافة الخالدة ، إنما هي الثقافة الإنسانية التي تتخطى حدود الزمان والمكان ، وبحيث تتحرر من العادات والتقاليد والرجعية ، وتنطلق ساعية إلى تحقيق سعادة الإنسان ، بما تتضمن من آداب وعلوم وفنون سامية رفيعة ، وعن طريق التنوير نستطيع إرساء نظام ثقافي عربي جديد . إن أوروبا لم تتقدم إلا عن طريق السعي بكل قوتها وابتداء من عصر النهضة نحو تحقيق مبدأ التنوير ، وبحيث وجدنا ثقافة أوروبية جديدة ، تختلف في أساسها ومنهجها عن ثقافة العصور الوسطى ) ،  أما د. مراد وهبة فيؤكد على تحرير العقل من أي سلطة ، حيث  يقول في كتابه " مدخل إلى التنوير " ، ( ص 7 ) : ( إن ثمة فجوة حضارية بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة ليس في الإمكان عبورها من غير مرور بمرحلتين : إحداهما : إقرار سلطان العقل ، والأخرى : التزام العقل بتغيير الواقع لصالح الجماهير . بيد أنه ليس في الإمكان تحقيق هاتين المرحلتين من غير مرور بعصرين : عصر الإصلاح الديني الذي حرر العقل من السلطة الدينية ، وعصر التنوير الذي حرر العقل من كل سلطان ما عدا سلطان العقل ) . / نقلت أقوال د. عاطف ود. مراد من موقع / صيد الفوائد – من مقال بعنوان ،  " ثقافة التلبيس " للكاتب سليمان بن صالح الخراشي .                                                                                                          كلمة الختام :                                                                                                                                   الأمة العربية " الأسلامية " في حالة يأس وأحباط  فكري وديني ، لا يمكن أن ننهض بهما ألا  برجال  تنوير ، يدعون الى قبول الأخر ويحترمون المخالف لهم ، أنطلاقا من تحرير العقل من ترسباته الدينية ، نحن بحاجة الى رجال تفكير ، وليس الى دعاة  تكفير ، ليكونوا رجال المرحلة ، لأننا بأمس الحاجة الى هذه النخبة من أجل فكر نهضوي حداثوي برؤية عقلية لكل المعتقدات الدينية والفكرية معا ، فلا ثابت سوى العقل والمنطق ، وبنفس الوقت نحن نفتقد الى منظومة لتحرير الخطاب الديني الأسلامي من لبوس الدين / نصوص التكفير والقتل ، الذي تهرأ و أصبح من كثرة " غسله ونشره " أشبه ما يكون بمومياءات فكرية لا يمكن أن تساهم في زخم  الثورة الدينية التي طال أنتظارها . 





393
                                           السعودية وحقوق الأنسان

     ليس من دولة عربية أسلامية ، وعلى مستوى العالم أجمعه ، تنتهك حقوق الأنسان ، كالمملكة العربية السعودية ، فهي التي تقطع الرؤوس في الساحات ، وتجلد ، وتقطع الأيادي ، وتكمم الأفواه ، وتصادر الحريات ، ولا تحترم الرأي الاخر ، فلا حرية في الأعتقاد الديني ، مخالفة قوله تعالى " لكم دينكم ولي دين " / سورة الكافرون ،  وقوله " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي "/ سورة البقرة ، دولة تبغي كتدخلها في اليمن والبحرين .. ، تتزعم التطرف منذ أيام حرب أفغانستان 24 ديسمبر 1979 – 15 فبراير 1989 ، بأرسالها المجاهدين لاخراج الروس ، كما هي النواة لمعظم المنظمات الأرهابية ، والسبب الرئيسي في نشوء القاعدة ، ومن رحمها ولد الكثير من المنظمات المتطرفة .. وصولا الى أبنها البار داعش ! الدولة الوحيدة بالعالم التي تحرم سياقة المرأة للسيارة ! الدولة التي لديها شرطة دينية – رجال الحسبة / مثل داعش ، تراقب الناس ، تسمح وتحرم تقر وتمنع .. على حسب معتقدها الأكثر تطرفا أسلاميا - المذهب الوهابي ، دولة مذهبية طائفية بأمتياز ، تحارب مواطنيها من الشيعة ، كما تحرم بناء الكنائس ، وتمنع دخول المسيحيين لمكة ! .. دولة تدعي بحقوق الانسان ، وهي التي لا تعرف كنه ومعنى هذه الحقوق ، فقد جاء في منشور ل - مكتب الأمم المتحدة لحقوق الأنسان ، أن     (  حقوق الإنسان حقوق متأصلة في جميع البشر ، مهما كانت جنسيتهم ، أو مكان إقامتهم ، أو نوع جنسهم ، أو أصلهم الوطني أو العرقي ، أو لونهم ، أو دينهم ، أو لغتهم ، أو أي وضع آخر . إن لنا جميع الحق في الحصول على حقوقنا الإنسانية على قدم المساواة وبدون تمييز . وجميع هذه الحقوق مترابطة ومتآزرة وغير قابلة للتجزئة ) ، فأين المملكة من تطبيق أو نهج أو أتباع هذه الحقوق ، فالمملكة في واد ومنشور حقوق الأنسان في واد أخر .. وددت أول الأمر ان أسرد بعضا مما جاءت به الميديا ، من أفعال فيما يخص المملكة ، وهو أختيار على سبيل المثال وليس الحصر ، ثم سأطرح فيما بعد قراءأتي الخاصة للموضوع :                                                                                                                           1. ممارسة الجنس ، جاء بتأريخ 26.09.2015 في موقع عكس السير ، ما يلي ( .. أعلنت الشرطة الأمريكية الجمعة توقيف أمير سعودي في لوس أنجلوس لإرغامه امرأة على ممارسة الجنس الفموي معه في منزله في بيفرلي هيلز . وألقت الشرطة القبض على الأمير “م. ع” بعد ظهر الأربعاء الماضي اثر تلقي مكالمة هاتفية من شهود عيان قرب منزله ، وفقا لما قالته شرطة لوس أنجلوس لوكالة فرانس برس . وقضى الأمير ، الذي يبلغ من العمر 28 عاما ، ليلته في السجن قبل أن يطلق سراحه الخميس بكفالة قدرها 300 ألف دولار . وقال شهود عيان إنهم شاهدوا امرأة تنزف دما وتطلب المساعدة بينما كانت تحاول تسلق الجدار الذي يحيط بالمنزل ، وفقا لصحيفة لوس أنجلس تايمز .. ) .                                                                                                                        2 . تجارة المخدرات من قبل العائلة المالكة ، فقد جاء بتأريخ  26.10.2015  في موقع مصر العربية ، مايلي  ( .. قامت الأجهزة الأمنية اللبنانية الاثنين ، القبض على أمير سعودي يهرب المخدرات في مطار بيروت الدولي .  وأعلن مصدر أمني لبناني ، أن أمن مطار بيروت الدولي ، تمكن من توقيف الأمير السعودي عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز المنتمي إلى العائلة المالكة ، وبحوزته حبوب مخدرة .. ) .                                                     3.  دعم الارهاب والتطرف ، فقد جاء بتأريخ 18.03.2014 بموقع  BBC (  " الدعم السعودي للجهاديين " و   " مشاهدات من يبرود السورية " " والأخطاء الفادحة في ليبيا " من أبرز الموضوعات التي جاءت بين تغطية الصحف البريطانية لشؤون الشرق الأوسط . "هل تشعر السعودية بالأسف على دعمها للإرهاب ؟" عنوان استخدمته صحيفة "الاندبندنت" لتحقيق مطول حول الدور الذي لعبته الرياض في دعم الجهاديين . وتحدث ، التحقيق الذي أعده الصحفي باتريك كوكبرن ، عن غضب أبدته الإدارة الأمريكية على مدار الأشهر الستة الماضية بشأن تصرفات السعودية ودول أخرى في الخليج العربي فيما يتعلق بإمداد وتمويل "أمراء الحرب الجهاديين" في سوريا . ( …                                                                                                                     4 . أعدامات بالجملة بمحاكمات صورية ، فقد جاء بموقع BBC بتأريخ 4.12.2015 ( .. حكم بإعدام شاعر ورسام لاتهامه بالردة ، القبض على ثلاثة شبان شيعة حينما كانوا قصر وإصدار حكم بإعدامهم ، بالإضافة إلى تقارير في الصحف السعودية عن إعدام وشيك لأكثر من 50 شخصا . أثار تطبيق السعودية عقوبة الإعدام قلقا دوليا . وعاد سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان إلى الأخبار مرة أخرى منذ يناير / كانون الثاني الماضي حينما جُلد المدون الليبرالي رائف بدوي لاتهامه بالإساءة إلى الإسلام . وفي نفس الشهر ، ظهر تسجيل صادم لامرأة من بورما متهمة بالقتل وهي تصرخ : " لم أقتل " حتى لحظة قطع رأسها بالسيف في أحد الشوارع بالسعودية . وقد نفذت أحكام إعدام على أكثر من 150 شخصا حتى الآن هذا العام ، وهو أعلى رقم تسجله منظمات حقوق الإنسان منذ 20 عاما.. ) .                                                                                                                           
5. عمليات أغتصاب لمسؤول سعودي لخادمات ، فقد في موقع التقرير المصري بتأريخ  17.09.2015 ( أعلنت الحكومة الهندية أن الدبلوماسي السعودي الذي تتهمه خادمتان نيباليتان باغتصابهما بشكل متكرر في منزله قرب نيودلهي غادر الهند مستفيدا من حصانته الدبلوماسية . وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية فيكاس سواروب في بيان الأربعاء " علمنا ان السكرتير الأول للسفارة السعودية ماجد الحسن عاشور الذي يشتبه بانه اغتصب خادمتين نيباليتين غادر الهند " . ولم يوضح المتحدث تاريخ مغادرة الدبلوماسي الذي يحظى بحماية بموجب اتفاقية جنيف حول الحصانة الدبلوماسية . وكانت الشرطة الهندية أعلنت في 9 سبتمبر فتح تحقيق بتهمة “ الاغتصاب والاحتجاز ” بعدما قدمت نيباليتان في الـ30 والـ50 من العمر شكوى بحق الدبلوماسي لاتهامه باحتجازهما في منزله لعدة أشهر والاعتداء عليهما جنسيا مرارا . ) .
قراءتي للموضوع :                                           
أولا ، أن المملكة تتعامل بأكثر من مكيال في موضوع الحقوق ، فهي لا تطبق القوانين على أمرائها ومسؤوليها ، فيما يخص الأنتهاكات التي يرتكبوها ، بينما تكون شديدة العقاب ووحشية الأجراء تجاه شعبها ، وأكبر مثال على ذلك ما أشرت له في أعلاه ، ثانيا ، المملكة تعيش وتحيا وتطبق نصوص كتبت أو أوحي بها أو أنزلت ، سمها ما شئت قبل أكثر من 14 قرنا ، أذن هي تعدوا خارج نطاق الزمن الحالي !  ثالثا ، المملكة لها خطاب موجه للعالم يختلف بكل المقاييس عن خطابها الداخلي ، فهي مثلا داخليا تحارب الكلمة والرأي الحر ، تحارب حرية الأديان والمذاهب ، الوحيدة على مستوى العالم لديها نوعين من الشرطة ، الأول شرطة أمنية والثاني شرطة دينية تكون رقيبة على الشعب بما يخدم نوذجها المذهبي ، والكثير غير ذلك ، أما خارجيا فتدعي ظلما وبهتانا أنها نصيرة التقدم والتحضر  ! رابعا ، المملكة علنا لها خطاب ديني مقيت حالك الظلمة ، فخطباءها جهارا يدعون على الأخرين ، اليهود والنصارى ، بالموت والهلاك والطاعون والفناء .. أضافة الى توجه أسلامي وهابي متطرف ، حيث يدعمون أنتشار المساجد والمراكز الاسلامية في كل دول العالم من أجل الأسلمة والتطرف ، وبنفس الوقت تضع جدارا حديديا على أي توجه غير أسلامي في المملكة  ، الميديا سعوديا مكممة ، حيث  تحتل المملكة  المرتبة ١٦٤ من أصل ١٨٠ في مؤشر حرية الصحافة الذي تصدره منظمة " مراسلون بلا حدود " ! خامسا ، المملكة تحكم الشعب نيابة عن الله ، الله الموجود في ذهنهم ، فالملك / خادم الحرمين ، هو ظل الله على الأرض ، ناسين أنهم في جهل مطبق ، حيث أن الله لا ظل له ، وهو لا يحكم بل يعبد ، ألا أذا كان رب السعودية ربا من نوع أخر يحكم ويعبد بنفس الوقت ! سادسا ، أيعقل هكذا دولة أن يكون لها أي علاقة أو حتى بأضاءة باهتة فيما يخص حقوق الأنسان ، وبالرغم من أنها من الدول الثماني التي لم توقّع على الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان عندما اعتمد سنة ١٩٤٨، ولكن نرى من جانب أخر ، أن الدول العظمى كسياسات ومصالح لا زالوا يضعون لها قدرا من الخصوصية على المستوى الدولي ، كنوع من الأرضاء ، وذلك لأن النفط لا زال ينضح في أراضيها !.. فقد جاء بموقع الاتجاه في 26/09/2015 ما يلي / نقل بتصرف ( ..  ترأست السعودية لجنة أممية في مجلس حقوق الإنسان حيث انتخب مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف ، السفير فيصل طراد ، رئيسا للجنة الخبراء المستقلين في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة . يعد المنصب الجديد هدية ثمينة للرياض في ظل الإنتقادات الأخيرة ، سواء بسبب العدوان على الشعب اليمني و إرتكابها جرائم حرب ، أو بسبب الإعدامات التي حقّقت رقماً قياسياً منذ مطلع العام الحالي . وحاولت السعودية ، إبتداءً ، السيطرة على رئاسة الهرم في حقوق الإنسان ، لكنها إنسحبت من الترشح لرئاسة المجلس ، الذي يضم ٤٧ دولة ، بعد موجة من الانتقادات الدولية ، بسبب سجل السعودية المروع، إلا أن إعلان الأمم المتحدة يوم السبت الماضي رسميا اختيار فيصل طراد لرئاسة مجلس حقوق الإنسان في دورته الثلاثين الذي افتتح أمس الاثنين ٢١ سبتمبر ، ويقول البعض إن هذا الاختيار تم في شهر يونيو الماضي إلا أنه بقي سرا حتى الآن لأسباب غير معروفة ، هذا يدفعنا لمراجعة غيض من فيض الإجراءات السعودية المخالفة لحقوق الإنسان .. ) . وهذا دليل على أن منظومة حقوق الأنسان يستهان بها دون رقيب أو حسيب ! .
خاتمة :
      عندما تكون دولة لم توقع على الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان عندما اعتمد سنة ١٩٤٨، ولا تحترم الأنسان بوضعه الأنساني مهما كان نوع جنسه ، أو أصله أو عرقه ، أو دينه ، أو لغته أو... ويصبح سفيرها فيصل طراد ، رئيسا للجنة الخبراء المستقلين في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ، أرى بهكذا وضع أن نبحث عن لجنة أو هيئة أخرى لحقوق الأنسان  لكي تجلد الهيئة الأولى بكامل طاقمها ، لأن دولة / المملكة العربية السعودية ، السفير فيصل طراد خبيرة بهذا المجال  أي الجلد و لا تعرف سوى هذه اللغة .

 

394
                        قراءة .. ل " عملية أورلاندو " والتخلخل الفكري لمسلمي الغرب
)  القراءة لا تنطبق على كل مسلمي الغرب بالضرورة ، ولكنها بدأت تظهر صحة تأكيداتها أكثر فأكثر من خلال الأحداث و الوقائع الأخيرة .. كاتب المقال )
                               
أستهلال :
وصفت  زوجة " عمر متين (*1) " السابقة  نور / منفذ هجوم أورلاندو ، بأنه معلق بين عالمين ، مضطرب عاطفيا وعنيف وقالت إنه كان يضربها .

النص :
    لا أرى من جدوى من أن نقرن كل ما حصل ويحصل من عمليات أرهابية ، كعملية أورلاندو (*2) ، أو ما حدث في فرنسا من طعن ضابط شرطة وزوجته (*3) حتى الموت وغيرها ، على المنظمات الأرهابية / داعش والقاعدة وأخواتها في القتل المتوحش ، أو نربط الفعل بالأسلام الراديكالي ، أو أن نربطها بالنص القرأني / أيات السيف ، بل أرى أن الأمر يرتبط بأن المسلمين ، لم ولن ينصهروا في المجتمعات الغربية !! ، وكما أدلت نور زوجة عمر متين / منفذ  هجوم أورلاندو ، أن عمر كان " معلق بين عالمين "، من هذه الملاحظة سأبدأ قراءتي .

القراءة :
     ما سأبينه ليس عاما كما أنه ليس قاعدة للغالبية من المسلمين ، ولكنه بدا يشكل نسبة وعلامة ظاهرة للكثير منهم : أولا – هناك خلل فكري عند المسلمين ، الذين يعيشون في المجتمعات الغربية ، هذا الخلل لا يمكن تجاوزه بسهولة ، لأنه يكمن في عقلهم الباطن ، وأنه يبرز الى حيز الوجود ، كرد فعل لأي فعل يمكن أن يظهره للواجهة الفعلية ، ويترجم هذا الى عمل عنف أو كراهية ضد غير المسلمين ويقف في مقدمتهم المسيحيين ! ثانيا - المسلم في الغرب ، يعاني من فصام شخصي بين قاعدته الدينية المعتقدية الأولية ، التي تربى ونشأ عليها ، وبين المحيط المجتعي الذي يعيشه الذي هو حسب المعتقد الأسلامي " مجتمع كافر " ، فالمسلم بالرغم من ميزاته وحياته ورفاهيته في الغرب ، لكنه في أعمق تفكيره يشعر بأنه مغلوب على أمره من حياته في مجتمع بعيد عن الأسلام ، لأجله نلاحظ الكثير من المسلمين يظهرون أسلامهم بشكل متشدد من تدين ونقاب وحجاب / حتى لصغار السن من الفتيات ، أكثر مما كانوا عليه في مجتمعاتهم الأصلية !! ، ثالثا – عدم الأندماج يولد تيه ذهني ما يلبث أن يتحول الى ترسبات فكرية تشكل أفعالا تنطلق عند أي فرصة للأنتقام وصب جم غضبها على المجتمع ! ، وذلك لشعور المسلم بالنقص تجاه مجتمع متحضر منحه أكثر مما يستحقه في بيئته الأصلية ، رابعا – وحتى الأجيال الثانية من المسلمين ، فأنه سهل جدا توظيفهم في أي أعمال أرهابية ، وذلك من خلال محاضرات المساجد وغيرها ، وهذا الذي حدث مع " عمر متين " مثلا المولود في نيويورك والذي تربى ودرس بها والمفروض أن يكون سويا ، خامسا – الشخصية الأسلامية في الغرب ، غير مستقرة ، مهزوزة ، وهذا ليس لأنها مختلة البنية ، بل لأنها فقدت توازنها المجتمعي نتيجة أيمانها المعتقدي المناقض للحضارة الغربية ! ، سادسا – تبقى الأحاديث النبوية التي ذات تأثير على عقول المسلمين في الغرب ، ويؤمن المسلمين بأنهم وكلاء لله في الدنيا لتنفيذ توجيهاته وتوجيهات رسوله ، وهذا ما فعله " عمر متين " منفذ هجمات أورلاندو ، تطبيقا لحديث الرسول " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ "(*4) ، وعمر متين طبق عقاب المثليين (*5) / حيث أن اللواط له عقاب مذكور في أحاديث الرسول ، بيده وهو أفضل تطبيق شناعة وذلك بأعدام جماعي لرواد نادي بلس الليلي للمثليين ! ، أخيرا - أرى أن الكثير من المسلمين في الغرب يعيشون في عالمين مختلفين ، وهما مجتمعاتهم الأصلية المغلقة والمقفلة فكريا ولكنها وفق معتقدهم الديني ، والمجتمع الحالي المنفتح المتحضر والذي يتميز بحرية شاملة كاملة رأيا ومعتقدا وفعلا ، فهم ذهنيا متعرضين لضغطين فكريين في آن واحد ، الأمر الذي ينجر الى أمراض نفسية  تؤثر على أستقرار الأفعال الشخضية الفردية للمسلم ، لكن عامة الفكر الديني للمجتمع الذي جاء منه المسلم يتغلب على وضع وواقع المجتمع الحالي ، وهذا ما يعانيه أغلب المسلمين في الغرب ! .
----------------------------------------------------------------------------------                                 
  (*1)  الويكيبيديا : عمر مير صديقي متين هو قاتل أمريكي من أصل أفغاني ولد في يوم 16 نوفمبر 1986 في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة ، قام عمر بقتل حوالي 49 شخص وإصابة 53 شخص آخر في هجومه على نادي للمثليين جنسيا في مدينة أورلاندو في الولايات المتحدة في يوم 12 يونيو 2016 وذلك قبل إعلان ولائه لتنظيم تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) الذي أعلن تبنيه للهجوم  ولد متين باسم عمر مير صديقي في مدينة نيويورك لأبوين أفغانيين مع والده كونه مؤيد للمجاهدين.  درس عمر متين في مدرسة ثانوية في مقاطعة مارتن لسنة واحدة ، حيث لعب كرة القدم ، ودرس أيضا في مدرسة سانت لوسي الغربية المئوية الثانوية ، حيث قال زميل دراسة انه كان يتعرض للمضايقات . في عامي 2006-2007 أكمل عمر درجتين في العلوم في كلية ولاية ريفرز الهندية ..
(*2) عملية أورلاندو - أتلانتا ، الولايات المتحدة الأمريكية / نقل بتصرف (CNN) -- بعدما أصبحت عملية إطلاق النار في نادي "بلس" الليلي للمثليين بمدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية ، صباح الأحد ، التي أسفرت عن 50 قتيلا و53 جريحا ، أسوأ حادث إطلاق نار في تاريخ الولايات المتحدة ، ويُعد أسوأ هجوم وقع على الأراضي الأمريكية منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001 ، واتصل منفذ الهجوم بالشرطة خلال محاصرتها موقع الهجوم معلنا الولاء لتنظيم "داعش" ، كما سبق أن استجوبته الشرطة الفدرالية للاشتباه في علاقته بالتطرف الإسلامي دون توجيه اتهامات ، وكان على قائمة المراقبة للأشخاص المشتبه في تعاطفهم مع "داعش". تحدث المحققون مع عائلته التي قالت إنه أعرب عن مشاعر مناهضة للمثليين جنسيا في السابق ، إذ صرح لوالده عن غضبه بعد رؤيته رجلين يقبلان بعضهما في مدينة ميامي بولاية فلوريدا ، وفقا لاثنين من المسؤولين . التسلسل الزمني المبدئي للأحداث : في الساعة الثانية صباحا: قال شاهد عيان ، كريستوفر هانسن ، إنه "رأى فقط جثثا تتساقط على الأرض " ، وأخبر شخص أخر كان في النادي ، شبكة CNN، أنه ليتمكنوا من الفرار ، كان عليهم القفز من فوق سياج يُقدر ارتفاعه بحوالي مترين ، إذ قال شاهد العيان إن الباب الأمامي كان الطريق الوحيد للدخول أو الخروج من الملهى . في الساعة الخامسة صباحا : حطمت عربة مدرعة الباب وجدار للسماح للشرطة بدخول النادي .
(*3) نقلا عن موقع www.bbc.com  في 14.6.2016   قالت الحكومة الفرنسية : " إن مقتل ضابط رفيع في صفوف الشرطة طعنا بالسكين وصديقته كان عملا إرهابيا " ، بعد أن أعلن موقع اعماق المرتبط بتنظيمات متشددة على الإنترنت أن " أحد مسلحي الدولة الإسلامية نفذ عملية طعن قائد كبير في الشرطة الفرنسية وزوجته".
 (*4 )(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ كِلَاهُمَا ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، وَهَذَا حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ ، قَبْلَ الصَّلَاةِ ، مَرْوَانُ ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ ، فَقَالَ : قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ " . حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ رَجَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَعَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، فِي قِصَّةِ مَرْوَانَ وَحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِمِثْلِ حَدِيثِ شُعْبَةَ ، وَسُفْيَانَ .. نقل من موقع أسلام ويب .
 (*5) يُعتبر اللِّواط في الشريعة الإسلامية من أشنع المعاصي و الذنوب و أشدها حرمةً و قُبحاً و هو من الكبائر التي يهتزُّ لها عرش الله جَلَّ جَلالُه ، و يستحق مرتكبها سواءً كان فاعلاً أو مفعولاً به القتل ، و هو الحد الشرعي لهذه المعصية في الدنيا إذا ثبت إرتكابه لهذه المعصية بالأدلة الشرعية لدى الحاكم الشرعي ، و في الآخرة يُعذَب في نار جهنم إذا لم يتُب مقترف هذا الذنب العظيم من عمله  ..( فقد رَوى أبو بكر الْحَضْرَمِيِّ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السلام ) أنهُ قَالَ  :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " مَنْ جَامَعَ غُلَاماً جَاءَ جُنُباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنَقِّيهِ مَاءُ الدُّنْيَا وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ جَهَنَّمَ وَ سَاءَتْ مَصِيرا . /  نقل بتصرف من موقع الشعاع الأسلامي .





395
                                                    وطن تحول الى .. " مدفن جثث "
                                                            مقالة في جلد الذات
 
    لا زلت مدفون بقلبي سرا أيها الوطن ، جثة مجهولة الأسم والعنوان والأرض و.. ، لا شاهد على قبرك ، أنت أجمل عروس أيها الوطن ، ولكنك عروس ضحية ، عروس تعاقبوا على مضاجعتها كل أفراد القبيلة بدل عريسها ، ثم تركوها عارية تنزف مضطجعة على فراش عرسها ، والذئاب تلعق دمائها ، وجاء الحراس وعوض أن يدفنوها ليستروا جريمتهم علقوها عارية مصلوبة على الصليب ، ووقفوا بعد حين في يوم العزاء ، حكام وساسة ورجال دين .. بعمائمهم وسبحهم الطويلة وخواتمهم الفضية ، يتلقون تعازي المعزين فيها غير خجلين ، غير آبهين بما فعلوا ، تاركين الصليب والمصلوب على مرمى من سرادق العزاء ، كبرين بعد الحين والحين .. " الله أكبر " ،      " الرحمة للوطن " ، رجال باعوا الله ورسله وكتبه وأشتروا الشيطان وسبله وخططه ، لا وطن لي أيها الزمن ، ألا الأهات المدفونة بقلبي ، لا وطن لي ، ألا ملامح  وذكرى وخيال كان أسمه " الوطن " .   

                     ------------------------------------------------

       لا وطن لي أيها الوطن ، الوطن تحول الى مدفن للجثث ، ولكن حتى الوطن في نعومة أظفاره كان ذكريات أليمة ومآتم حزينة و قصص مثيرة تتخللها في بعض الأحيان ضحكات الطفولة ، لا وطن لي ، أنا كاليتيم بدونك ، أنا كالرضيع الذي فطم قبل أوانه ، لم أكن أحلم أن تتحول الى ذكرى وطن ، ذكرى مسروقة من مخيلتي ، ذكرى حولها الغوغاء الى سلعة تباع وتشترى في سوق النخاسة ، كنت سمفونية ألم وحزن وأنين ولكن كنت عزيزا ، كنت روضا عبق عطره ينفذ الى الروح فتحولت الى جيفة وجثث لم يكفها القبور فطرحوها في الأنهار والترع والمزابل ، كيف للأبناء أن يتحولوا الى مغتصبين ، كيف للنخيل أن تقطع أوصال جذورها وتتحول الى حطب ترمى للنار، وكيف لفلاحي الوطن أن يبذروا الملح في الأرض بدل البذور ، أنت وطن فقد بين المقابر وتاه بين الأزقة والطرق أنت طفلة أيها الوطن فقدت مرضعتها فأرضعوها السم والكراهية والبغضاء ، أنت " وطن الأهات "  أيها الوطن .

396
                               الخلافة وأستمداد السلطة بين الله والرسول والأمة
               مع أستطراد الى الشيخ علي عبد الرازق و كتابه " الأسلام وأصول الحكم "
المقدمة :
      في هذا المقام ، سأعرض جدلا لموضوعة خليفة المسلمين ، وأتساءل .. هل يوجد هكذا مفهوم حسب النص القرأني ، أو مذكور وفق الأحاديث القرأنية ، ومن أين يستمد الخليفة قوة هذا السلطان ، أمن الله أو من الرسول أو من الأمة / الشعب  ، مع عرض الأمر حسب معتقدي أهل السنة والجماعة والشيعة الأثني عشرة  ، مع  عرض لحادثة وصية الرسول قبل موته ... مسترشدا في بعض الفقرات في هذه القراءة ، بأستنارة الشيخ علي عبدالرازق (*1) / الذي أستهانت بفكره مؤسسة الأزهر من خلال كتابه " الأسلام وأصول الحكم " (*2) ، ولكن هذا لا يعني موافقتي على كل ما أشار أليه من مفاهيم بالكامل ، لذا سأعرض قراءتي الخاصة للموضوع وعلى شكل أضاءات .
القراءة :                                                                                                                                       1 .  في أستعراض قوله تعالى : ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ 30 ﴾ سورة البقرة . ذكر العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه " معجم المناهي اللفظية " أن أهل العلم في هذا على ثلاثة أقوال : الأول : الجواز ، واحتجوا بحديث الكميل عن علي : أولئك خلفاء الله في أرضه . وبقوله تعالى " إني جاعل في الأرض خليفة " وبالحديث " ان الله ممكن لكم في الأرض ومستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون . الثاني : منع هذا الإطلاق ، لان الخليفة انما يكون عمن يغيب ويخلفه غيره ، والله تعالى شاهد غير غائب  .واحتجوا بقول أبي بكر لما قيل له : يا خليفة الله ، فقال : لست بخليفة لله ، ولكني خليفة رسول الله . الثالث : وهو ما قرر ابن القيم فقال " ان أريد بالإضافة إلى الله : انه خليفة عنه ، فالصواب قول الطائفة المانعة فيها  .وان أريد بالإضافة : ان الله استخلفه عن غيره ممن كان قبله ، فهذا لا يمتنع فيه الإضافة ، وحقيقتها : خليفة الله الذي جعله الله خلفا عن غيره ، وبهذا يخرج الجواب عن قول أمير المؤمنين : أولئك خلفاء الله في أرضه .."/ نقل بتصرف من موقع ملتقى أهل الحديث .   *  هذا نصا قرأنيا ، ولكن كما لاحظنا ليس نصا صريحا ، لذا أختلف المفسرون في دلالته ، وأذا تركنا التفاسير السابقة جانبا وغيرها العشرات ، هل من الممكن أن يكون بشرا خليفة للخالق العادل ! ، وأكثر الحكام غير عادلين ! يصيبون ويخطئون ، وهل من المنطق من الله أن يورث أحدا على سلطانه وملكه ، ولو كان كذلك ، لكان الخلفاء طغوا أكثر مما هم طاغين ولكانوا أكثر تنكيلا بشعوبهم !
2 . وحتى الفكر الاسلامي يختلف على مبدأ خليفة الله / لو كان الأمر كذلك ، ، كمعتقد ومذهب ، فأهل السنة يقولون (( .. وعن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ، ثم لا يصير إلى واحد منهم ، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق ، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ثم ذكر شيئاً لم أحفظه فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج ، فإنه خليفة الله المهدي" رواه ابن ماجه والحاكم وقال : على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، وقال ابن كثير: هذا إسناد قوي صحيح. . )) نقل بتصرف من موقع أهل السنة .  أما الشيعة الأمامية ، فأن أيمانهم بالمهدي المنتظر ذو معتقد أو نهج أخر .. ((  .. الإعتقاد بإمامة الأئمة الإثني عشر من أهل البيت من أصول مذهبنا ، بل هو محوره الذي سُمِّي لأجله المذهب الإمامي ، و مذهب التشيع ، و مذهب أهل البيت ، و سُمينا لأجله الإمامية ، و الشيعة ، شيعة أهل البيت . و أول الأئمة الأوصياء المعصومين عندنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، و خاتمهم الإمام المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري ، الذي وُلد في سنة 255 هجرية في سامراء ، ثم مدَّ الله في عمره و غيَّبه إلى أن يُنجز به وعده و يظهره ، و يظهر به دينه على الدين كله ، و يملأ به الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً وجوْراً . فالاعتقاد بأن المهدي الموعود هو الإمام الثاني عشر ، و أنه حيٌّ غائب جزء من مذهبنا ، و بدونه لا يكون المسلم شيعياً اثني عشرياً ، بل مسلماً سنياً ، أو شيعياً زيدياً ، أو إسماعيلياً  .فالإمام المهدي أرواحنا فداه هو بقية الله في أرضه من أهل بيت النبوة ، و خاتم الأوصياء و الأئمة ، و أمين الله على قرآنه و وحيه ، و مشكاة نوره في أرضه ، ففي شخصيته تتجسد كل قيم الإسلام و مُثُله ، و شبَه النبوة و امتداد نورها .. )) / نقل بتصرف من مقال للشيخ علي الكوراني العاملي  - من موقع  مركز الأشعاع  الأسلامي .                                                                                                                  *  وهنا نتساءل .. كيف يكون المهدي خليفة لله والله دائم سرمدي أزلي خالد ، والمهدي يغيب ويظهر ، هذا أولا ، وما هو الوضع في الغيبة الكبرى للمهدي المنتظر حسب المفهوم والمعتقد الشيعة الأثنى عشرية ، أين كان يقطن المهدي وفي أي أرض أو سماء يكون سلطانه هذا ثانيا . وكيف يكون السلطان عامة بوجود الله و وجود المهدي المنتظر في أن واحد وظهوره بعد غيبته الكبرى هذا ثالثا .                                                         
3 . هل من المنطق أن يخلف النبي / وهو النبي المعصوم ، أحدا من  صحابته ، لذا أرى أن كل الذين جاءوا بعد الرسول هم حكام وملوك وأمراء لهم سلطة الدنيا ، حتى وأن دعوا خلفاء للرسول فهذا مجازا ، لأنهم غير معصومين ، ولا يوحى لهم كالرسول  في كل قضية أو أمر ، أما رجال الدين /  وعاظ السلاطين ، فهم يريدون السيطرة و الرياسة للحكام في أن واحد ، لمأرب شخصية و نفعية ! لأجله عمدوا أن يكللوا السلطة الدنيوية بسلطة دينية حتى يكون الحاكم أو الخليفة أو الملك ذو سلطة مطلقة تامة ، خاصة أن العامة من الأمة يؤمنون بأطاعة الخليفة أطاعة تامة أذا ربطت سلطته الدنيوية بسلطة دينية ! وهذا ما دأب أليه رجال الدين على مر الحقب الخلافة الأسلامية ، وساندهم في هذا رجال الدين ، وأوكد مقولة أن النبوة أنتهت بموت الرسول وما تيقى من الأسلام هو الحكم والسلطة ، وكل الخلفاء هم حكام وليسوا خلفاء للرسول .
4 . من جانب أخر  أن الخلافة أمر عليه أختلاف منذ أكثر من 1400 سنة / أي منذ وفاة الرسول وقضية سقيفة بني ساعدة لا زالت ماثلة للعيان  ، وجمهور الشيعة يعتقدون من أنها لعلي وفق قوله تعالى ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ) /  المائدة:55 فقد ذهب المفسّرون والعلماء من الفريقين إلى : أنّها نزلت في حقّ عليّ حينما تصدّق بخاتمه في أثناء الصلاة . وإليك بعض مصادرها عند الفريقين: عند الشيعة : 1- الكافي ، للكليني ج1 كتاب الحجّة ص187، 189، 288، 289، 427. 2- الأمالي، للصدوق ص186 المجلس (26) حديث (193 ) .. وعند أهل السُنّة والجماعة : 1- أنساب الأشراف ، للبلاذري ج2 ص150 حديث (151) 2- تفسير الطبري ج6 ص389 تفسير قوله تعالى(  إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُه.. ) . ودلالة الآية الكريمة على ولاية عليّ بن أبي طالب واضحة بعد أن قرنها الله  بولايته وولاية الرسول ، ومعلوم أنّ ولايتهما عامّة ، فالرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فكذلك ولاية عليّ بحكم المقارنة.  ومن السُنّة الشريفة : ألف - حديث المنزلة ، وهو: قول الرسول لعليّ  ( أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ).. / نقل بتصرف من موقع مركز الأبحاث العقائدية .
* شخصيا أرى ، أن النص القرآني وحتى الأحاديث النبوية ، لم تهدينا صراحة الى خليفة محدد الأسم موصوف المكانة ، ولو كان كذلك لما كان هناك لا شيعة ولا سنة ، ولكان يقال جمهور الأسلام أو المسلمين بدلا من هذه التسميات ، ولكن الأختلاف و الخلاف والتغاير والتحزب عرف به دوما العرب ، لذا بعد وفاة الرسول أتجهت الأنظار و الجهود وتركزت كل االهمم الى أقتناص مركز الحكم والسلطة والخلافة / سمها ما شئت ، بعيدا عن ما أنزل من أيات أو ما قيل من أحاديث  أو ما  أوصى به الرسول  أو .. / أن كان هناك مقولة محددة معينة في هذا الصدد ! . 
5 . أني أرى / منطقيا وعمليا ، بالنسبة لأستمداد السلطة  أنه ليس هناك من توكيل أو تخويل أو نقل صلاحيات أو ممارسة سلطات لأي خليفة أو قائد أو ملك  من الله أو الرسول الى أي حاكم  ،  ولو كان الأمر كذلك أين ما يثبت ذلك وأين هذا التوكيل !، " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " ( 111 )  سورة البقرة  ، لذا أرى أن أي سلطة للحاكم أنما يستمدها من الشعب ، فليس لله ولا للرسول من شأن في ذلك ! .                                                                                                                                       
 خاتمة :                                                                                                                                        أني أرى أن موضوعة من أين يستمد سلطان الخلافة مرتبط  بشكل أو بأخر بموضوع توصية الرسول بالخليفة القادم بعد موته ، ... وبعيدا عن كل ما سبق وعن كل الأجتهادات التي جاء بها المفسرون بناءا الى ما أنزل من أيات أو ما قيل من أحاديث أو ما سمع من روايات ، وعن كل ما أفاد به الراحل الشيخ علي عبد الرزاق في كتابه وغيره الكثير ، أعتقد أن الصحابة هم أولا لم يقبلوا أن يسمعوا ما كان يريد قوله الرسول قبيل موته ، لأن الرسول من المنطقي كا سيوصي بحديث حول من هو الخليفة القادم ، وبغض النظر من أين يستمد الخليفة سلطانه / أن كان هناك خليفة بالمعنى التام والمطلق ، وبغض النظر أن قوة السلطان أن كانت من الله أو الرسول أو الأمة ، أرى أن الرسول كان الحل بيده ولكن لم يمنح الفرصة .. فوفقا لموقع شبكة الدفاع عن أهل السنة  (  112315 لما حضر النبي صلى الله عليه وسلم قال ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال : هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده  . قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع ، وعندكم القرآن . فحسبنا كتاب الله . واختلف أهل البيت ، اختصموا باس المحدث : البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7366 خلاصة الدرجة : صحيح ) ، أن الصحابة أرادوا الدنيا و الحكم والسلطة والقوة عندما رأوا الرسول قد غلبه الألم و الوجع ، بعيدا عن الأخرة وعن أي  أمر أخر ! ولم يكترثوا بقوله ! وبعيدا من أين تأتي مصدر هذه السلطة  ، أن الصحابة عقلهم على السلطة  و قلبهم  على الحكم بغض النظر عن أي نص قرأني أو حديث أو أي توصية أو أي أمر أخر ، فالسلطة هي الوسيلة و الغاية ! .
( *1 ) علي عبد الرازق ،1305 هـ / 1888 - 1386 هـ / 1966 .  ولد في مصر / قرية أبو جرج بمحافظة المنيا . ذهب إلى الأزهر حيث حصل على درجة العالمية . ثم إلى جامعة أوكسفورد البريطانية . وعقب عودته عُين قاضيا شرعيا ، أصدر عام 1925 كتاب الإسلام وأصول الحكم الذي يرى البعض أنه يدعو إلى فصل الدين عن السياسة ، بينما يرى البعض الآخر أنه أثبت بالشرع وصحيح الدين عدم وجود دليل على شكل معيّن للدولة في الإسلام ، بل ترك الله الحرية في كتابه للمسلمين في إقامة هيكل الدولة ، والكتاب أثار ضجة بسبب آرائه في موقف الإسلام من "الخلافة" حيث نُشَر الكتاب في نفس فترة سقوط الخلافة العثمانية وبداية الدولة الاتاتوركية ، بينما كان يتصارع ملوك العرب على لقب "الخليفة" ؛ رد عليه عدد من العلماء من أهمهم الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر بكتاب "نقد كتاب الإسلام وأصول الحكم" ثم سحب منه الأزهر شهادة العالمية ، وهو ما اعتبره الكثير من المفكرين رداً سياسيا من الملك فؤاد الأول -ملك مصر وقتئذ- ، وشن حملة على رأيه  .ويُعد كتاب الإسلام وأصول الحكم استكمالا لمسيرة تحرير فكري بدأها الإمام محمد عبده وقاسم أمين والشيخ عبد الرحمن الكواكبي وعبد الوهاب المسيري . / نقل بتصرف من الويكيبيديا .                                                                               (*2 )  يهدف الكتاب الى إثبات أنّ الإسلام دين روحي لا دخل له بالسياسة ، أو بالأحرى لا تشريع له في مجال السياسة ، فالسياسة أمرٌ دنيوي يعود للناس اختيار وسائله ومبادئه . وهو يرى أنّ نظام الخلافة الذي نُسِب للإسلام ليس من الإسلام في شيء ، إنّما هو من وضع المسلمين . صدر الكتاب في فترة انهيارالخلافة العثمانيّة ، وكان يجري العمل على إعادتها ، ومن الدول المرشّحة لتولّي الخلافة مصر . وفي عام 1925م دعا الأزهر مجموعة من رجال الدين إلى عقد مؤتمر لبحث الخلافة . انتهى المؤتمر بقرارات تفيد أن منصب الخلافة ضروري للمسلمين كرمز لوحدتهم واجتماعهم . ولكي يكون هذا المنصب فعالاً ، لابد أن يجمع الخليفة بين السلطة الدينية والسلطة المدنية . وكان هناك اتجاه لتنصيب الملك فؤاد الأوّل ( ملك مصر ) خليفة للمسلمين . والكتاب ”ّ يعرف الخلافة اصطلاحاٌ في لسان المسلمين وهي “ رياسة عامّة في أمور الدين والدنيا نيابة عن النبيّ ” . ثمّ يفصّل  الخلافة ، هل هي خلافة الله أم خلافة رسوله فيقول : “ وأمّا تسميته خليفة فلكونه يخلف النبيّ في امّته فيقال خليفة بإطلاق ، وخليفة رسول الله ، واختُلف في تسميته خليفة الله ، فأجازه بعضهم ومنع الجمهور منه ، وقد نهى أبو بكرٍ عن ذلك لمّا دُعي به . ” ويشير إلى أنّ محلّ الخليفة بين المسلمين كمحلّ رسول الله ، له الولاية الخاصّة والعامّة ، وتجب طاعته  “ظاهراً وباطناً” .  يستعرض الكتاب مذهبين لدى المسلمين في استمداد الخليفة لسلطانه : الأوّل ،” يعتبر أنّ الخليفة يستمدّ سلطانه من الله . والثاني “ نزع إليه بعض العلماء وتحدّثوا به ” يعتبر أنّ الأمّة هي مصدر سلطان الخليفة ، وهي التي تختاره../ ملخص الكتاب  نقل بتصرف  من موقع فكر بلا قيود للكاتب محمد قطيش  .


                                                                         

397
       مناظرة القرن / الأمير السعودي تركي الفيصل و والجنرال الأسرائيلي يعقوب اميدرور
المقدمة :                                                                                                                                                                                                           من المؤكد أن " مناظرة علنية " كالتي حدثت في الميديا / 5.05.2016 ، والتي نظمها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى (*1) ، بين الأمير تركي الفيصل ، رئيس الاستخبارات الأسبق في المملكة العربية السعودية وبين الجنرال الإسرائيلي ( احتياط ) يعقوب عميدرور ، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو ، ليست وليدة اللحظة ، بل أنها ثمرة عمل وجهد طويل ودقيق في هكذا موضوع ستراتيجي سيغير ليس وجه المنطقة أو الشرق الأوسط بل سيخلق وضعا جديدا عربيا وشرق أوسطيا وحتى دوليا ، وهي خطوة متقدمة لمبادرة السلام العربية للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في عام 2002 (*2) .
النص :                                                                                                                                                                                                             أود أن أبين فيما يلي أهم ما جاء في المناظرة / من وجهة نظري الشخصية ، كانت أهم طروحات الأمير تركي الفيصل : (( " في نقطة خلاف بين المتحاورين  قال الفيصل : كيف نبدأ بالتعاون مع إسرائيل ، وننسى أحتلال فلسطين والأمور الأخرى التي تتعلق بسير الحياة اليومية في فلسطين سواء كانت توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية أو الحواجز العسكرية وغيرها  " ، " أن السعودية تعتبر أمريكا شريكا استراتيجيا للمملكة " ، " أكثر من 60 ألف طالب سعودي داخل أمريكا في مختلف الجامعات بالولايات المتحدة الأميريكية " ، " إن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تغيرت تجاه المنطقة منذ تحرير الكويت قبل ربع قرن من الزمن " ،  " ركز على العلاقات بين الشعبين السعودي و الأميريكي وأكد أن الرؤساء يأتون ويذهبون ولهذا علينا المحافظة على قوة العلاقات مع الشعب الأمريكي." ، " الأهتمام ليست بالسياسات التي تأتي من خلال البيت الأبيض بل التي تنبثق من خلال الشعب الأميريكي )) . بينما أكد الجنرال الإسرائيلي  : (( " الوضع تغيير الآن فيما يتعلق بالمبادرة التي قدمتها السعودية في العام  2002 ، هل ترون الآن أن الأسد يناقش مع إسرائيل ؟ هل ترون اللبنانيين سيقومون بالتفاوض مع إسرائيل ؟ اليوم العالم العربي مختلف ، والدول التي تقف وراء الجامعة العربية اليوم مختلفة عما كانت عليه في العام  2002. " ، " محاربة التطرف الإسلامي سواء كان من السنة أو الشيعة و محاربة الإرهاب سواء كان داعش أو حزب الله." ، " رغم الخلافات حيث أننا لا نوافق على كل ما يقوله الرئيس عن دولة إسرائيل والشرق الأوسط ، ولكن أعتقد أن لدينا علاقات قوية في العديد من الأمور التي تعتبر في غاية الأهمية بالنسبة لإسرائيل ، إذا سألنا اليوم الناس في البنتاغون بأمريكا وفي جيش الدفاع الإسرائيلي سنرى أنه لم يكن هناك في السابق علاقات أكثر قوة وهو الأمر ذاته في مجال الاستخبارات ، واعتقد أن مركز دولة إسرائيل في الكونغرس قوي .. " ، " إذا كانت هناك مصالح لأمريكا في الشرق الأوسط وتريد إرسال قواتها ، لا بأس ، أما من وجهة نظرنا فإن إسرائيل ستدافع عن نفسها بنفسها " .. )) ، وأتفق المتحاورين تركي الفيصل و يعقوب عميدرور معا  " على أنه لا يوجد بديل للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط  " .. هذه أهم النقاط التي وردت في المناظرة ، وعلى كل أن تفاصيل اللقاء متاح على كثير من المواقع منهاCNN   و دوت مصر و موقع المعلومة و https://www.marocbuzz.com  وغيرها من المواقع .
أضاءأت :                                                                                                                                                                                                                 لي بعضا من الأضاءأت على  هذا اللقاء التأريخي الذي تم بين الأمير تركي الفيصل ، رئيس الاستخبارات الأسبق في المملكة العربية السعودية وبين الجنرال الإسرائيلي( احتياط ) يعقوب عميدرور :                                                                                                                                                                                                   1. أن الدول العربية ، لا زالت غير شفافة في سياساتها الداخلية والخارجية / المملكة العربية السعودية كمثال على هذا ، وبالاخص في مجال السياسة الدولية ، فهي لا زالت لا تجيد فن حرية التعامل السياسي الدولي خاصة مع دولة مثل أسرائيل ! ، فهكذا لقاء من المؤكد قد حضر له ومهد لظهوره للعلن منذ فترة طويلة !! ، فليس من ضير أن ينشر الأعلام السعودي المراحل الأولية لما كان من مواقف قبل هذا اللقاء ! ، ولا أرى أن أسرائيل لديها من محظور في هكذا جانب ، فدائما المحظور يأتي من جانب الدول العربية !! .                                                                                                                                                                                                                  2. لحد الساعة موقع العربية / السعودي ، لم ينشر ولا كلمة عن الخبر ! وهذا أيضا متعلق بغياب الشفافية في المملكة ، فالخبر نشر على  CNN ،  وموقع العربية السعودي المصدر ، والذي من المفروض أن يتطرق للخبر حصريا !! ، لم يتعامل مع الخبر !! ، وكأنه شيئا لم يكن !! ، علما أن الخبر يتعلق بالسياسة الستراتيجية العليا للمملكة العربية السعودية .                                                                                                                                                                                                 3. أن هذه الخطوة أراها ستراتيجية ، خليجيا ، حيث أن السعودية تعتبر الدوله الأهم خليجيا ، دورا وأهمية وسياسة ونفوذا ، ومن المؤكد أن الأمر قد دبر  ونسق بشأنه خليجيا ، وسيتبعه خطوات تكميلية  سعوديا وخليجيا ! .                                                                                                                                                                       4. اللقاء في مراحله القادمة سيعزز السلام في الشرق الأوسط ، من جهة ، وسيؤثر على تحجيم دور حزب الله اللبناني / بزعامة حسن نصرالله ، المحارب من قبل أسرائيل ، والفعال / أقصد الحزب ، على الجبهتين السورية و اليمنية فيما يخص تضادده مع الجانب السعودي ، من جهة أخرى .                                                                         5. ومن المرجح أن اللقاء سيثمر عن خارطة طريق ستكون من أولياتها تصفية القضية السورية ، بخروج بشار الأسد ، بطريقة ما وفق توافق أميركي / روسي .               
6. أخر منصبين رفيعين للأمير تركي الفيصل كانا ( سفير المملكة لدى الولايات المتحدة للفترة 8 أغسطس 2005 – 29 يناير 2007  ) و ( رئيس الاستخبارات العامة للفترة 6 سبتمبر 1977 – 31 أغسطس 2001  ) ، وكان الفيصل وثيق الصلة بعلاقات العمل والتعاون مع واشنطن خلال فترة رئاسته جهاز الاستخبارات العامة ، بعدها تفرغ لأدوار سياسية ستراتيجية مهمة خارج نطاق أي مناصب حكومية أو رسمية !! ومنها بناء علاقات مع أسرائيل ، الذي يعتبر الأقتراب من هكذا ملفات من المحرمات ألا على القادة من أمراء العائلة المالكة ، والذي يقف في مقدمتهم الراحل سعود الفيصل وشقيقه تركي الفيصل ، أذن أستقالته من أخر منصب حكومي حسب رأي هي مقصودة ، وهي القيام بهذا الدور المهم ! .                                                                                                                                                                                7 . هل سيكون هناك موقف سياسي أيجابي من قبل جامعة الدول العربية تجاه هذا اللقاء ! وهل سيكون اللقاء كورقة عمل يعمم على أغلب الدول العربية ، علما أن الدول العربية شبه متفقة على ذلك وفق مبادرة السلام للملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز في 2002 ، مع العلم أن الكثير من الدول العربية لديها علاقات على مستوى معين مع أسرائيل !! مثل قطر وموريتانيا والمغرب ، أضافة الى علاقات ديلوماسية مع مصر والأردن .
القراءة :                                                                                                                                                                                         ما أردت قراءته من هذا الحدث ، لماذا كان هناك هجوما صاعقا على زيارة الرئيس المصري محمد أنور السادات الى أسرائيل ! ( .. وخطب السادات داخل البرلمان المصري في 9 تشرين الثاني / نوفمبر 1977 ، مفجراً مفاجأته الكبرى بالقول : "ستُدهش إسرائيل حينما تسمعني الآن أقول أمامكم إني مستعد إلى الذهاب لبيتهم نفسه ، إلى الكنيست الإسرائيلي ذاته". ) / نقل من موقع الحياة التجريبي ، تمخضت هذه الزيارة عن أتفاقية كامب ديفيد في 17 سبتمبر 1978 ، برعاية أميريكية في عهد الرئيس جيمي كارتر ،  فمن قراءة الموقف ، أرى أن السادات كان له سبقا أيدولوجيا مستقبليا حول العلاقة مع أسرائيل ، والأن كل الدول العربية تسير على نهجه ، علنا أو ضمنا ! ، لأن شرق أوسط مستقر ، سياسيا وأمنيا وأقتصاديا .. ، لا يمكن تصوره دون علاقات طبيعية مع أسرائيل ، أما الأعلام  والشعارات والمزايدات فقد ذهب زمانها وعهدها ، فماذا جنى الشعب الفلسطيني من ثورة الحجارة !! وماذا  جنت حكومة حماس الأسلامية في غزة من مواقفها المتشددة تجاه أسرائيل !! سوى الألم والقهر تجاه الفلسطينيين ! الزمن الحالي زمن المصالح السياسية الدولبة التي تصب في مصلحة الشعوب ، وليس الصدامات والخلافات التي تقود الى الحروب ، فلا خيار عن سلام  مشرف متكافئ بين الدول التي سادتها  الأستعدادات العسكرية عشرات السنين ، والقطيعة عقودا من الزمن ، ودمرها الأستنزاف النفسي  مما أثر كل ما سبق بحصيلته على تقدم وتطور أجيالها المستقبلية ! 
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(*1) مركز فكر أمريكي تأسس في العام 1985 في واشنطن ويركز على السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط . يهدف المعهد إلى السعي من أجل تطوير الفهم المتوازن والواقعي للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط وتعزيز السياسات التي تؤمن تلك المصالح . مجموعة من المواطنين الأمريكان أسست معهد واشنطن لتقديم مقاربة متوازنة وواقعية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط تُرسم من خبرة وأبحاث أكاديميين ومسؤولين حكوميين سابقين رفيعي المستوى. يركز المعهد على البحث الخلاق في القضايا الإقليمية التي لم تُعالج بشكل شامل من قبل المنظمات الموجودة . / نقل من الموقع التالي www.iicss.iq/?id                                                                                                           (*2) مبادرة السلام العربية هي مبادرة أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين.  هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة ، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل ، وكانت في عام 2002.  وقد تم الإعلان عن مبادرة السلام العربية في القمة العربية في بيروت . وقد نالت هذه المبادرة تأييدًا عربيًا . وفي ما يلي النص الحرفي لمبادرة السلام العربية : " مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المنعقد في دورته الرابعة عشرة  . إذ يؤكد ما أقره مؤتمر القمة العربي غير العادي في القاهرة في حزيران/يونيو 1996 من أن السلام العادل والشامل خيار استراتيجي للدول العربية يتحقق في ظل الشرعية الدولية، ويستوجب التزاما مقابلا تؤكده إسرائيل في هذا الصدد . وبعد أن استمع إلى كلمة عبد الله بن عبد العزيز ، ولي عهد المملكة العربية السعودية ، التي أعلن من خلالها مبادرته داعيا إلى انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ  1967 ، تنفيذا لقراري مجلس الأمن (242 و338) والذين عززتهما قرارات مؤتمر مدريد عام 1991 ومبدأ الأرض مقابل السلام ، وإلى قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية . وذلك مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع إسرائيل ./ نقل من الويكيبيديا  .


398
                                  الفكر الحداثوي هو الحل .. وليس الأسلام هو الحل !!

 
    من الضروري أن يبقى النهج الحداثوي للفكر ، محورا مركزيا وصفة أساسية لكل المواضيع الأدبية و النقدية و العقائدية والأجتماعية .. وحتى الدينية ، ويدخل ضمن هذا النطاق الأبداع الفكري وقبول الرأي والرأي الأخر وحرية الكلمة والتعبير .. ، والمهم أيضا أن تطبع كل القيم و الأعراف والتقاليد به أيضا ، وذلك من أجل حياة مجتعية متمدنة أفضل ، مبتعدة عن الخلفيات العقيمة ، خاصة تلك التي كانت سائدة في مجتمع البداوة الموسومة بعرف العصبية القبلية وأرهاصاتها . وعلى أساتذة الفكر ورجال الدولة والسياسة وشيوخ الدين / الأسلاميين منهم خاصة ، وبالتحديد ، الذين يؤمنون بأن " الأسلام هو الحل " أو  " أن الأسلام هو دين ودولة وحياة " أو " أن الأسلام صالح لكل زمان ومكان " .. أن يؤمنوا بأن الحياة لا تبنى على أصنام ماض سحيق متحجر ! بل تبنى بفكر حضاري يؤمن بالحاضر المزدهر وبالمستقبل الواعد .
 لذا أرى أن الفكر الحداثوي هو " الحل " ، وليس غيره ، فأذا تطرقنا لموضوعة الخطاب الديني عامة وخطبة الجمعة خاصة / التي تقام في المساجد ، على سبيل المثال وليس الحصر في السعودية ، لسمعنا دعاءا على اليهود والنصارى الصليبيين  ك : اللهم أخسف بهم الأرض ، اللهم أنزل بهم الطاعون ، أللهم أصليهم بالنار ، اللهم أهلكهم في الدنيا والأخرة .. ، ، أضافة لدعوات الجهاد في العراق وسوريا وليبيا و.. ، هكذا هو النموذج الوهابي السعودي في الخطب ، علما أن السعودية هي الأكثر أنبطاحا أمام الكفرة !!.. أرى نحن أمام معضلة فكرية دينية مؤثرة على العامة ، وذلك لأن الكلمة أعمق تأثيرا من السيف على المتلقي ، فالوهابية لا زالت تنهج وتطبق أسلام صدر الرسالة المحمدية ، كنحر الرؤوس وقطع يد السارق والرجم والجلد .. مع تكميم تام للأفواه ، وهو ذات الفكر الذي تطبقه المنظمات  الأرهابية كداعش ، القاعدة والنصرة وبوكو حرام .. المنطلقة في نهجها لثقافة الموت والتوحش والقتل من الفكر الوهابي .. كل ما سبق وغيره من المواضيع مبني على فكر حقبة  الرسالة المحمدية الأولى التي كان بها الأسلام لا زال في مهده ! لذا أرى أن هذا الفكر يجب أن يتغير ، لأن المجتمع البدوي تغير الى مجتمع متمدن ، عدا السعودية التي لا زالت البداوة والقبلية هي السائدة بشكل أو بأخر ! كما أن الظروف الزمانية و المكانية وكل الأعراف والتقاليد وعامة الحال المجتمعي أختلف وتبدل الى واقع ليس له علاقة بما كان معروف قبل 14 قرنا ، فمثلا ختان النساء (*) أيضا كان من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في صدر الأسلام ، والتي تمارس بشكل لافت لغاية الأن في مصر ، والتي تستوجب منعها لأنها ضد أنوثة المرأة وضد أنسانيتها ، علما أن عادة أو تقليد الختان هو فرعوني الأصل ، أذن لا بد من فكر حداثوي يقرأ النصوص / وحتى الأحاديث والتقاليد والأعراف أيضا ، مهما كانت قدسيتها بعقلية أنسان اليوم ، وذلك من أجل أن يقبل أو أن يتقبل هذا الأنسان هذا النص ، الذي يعد غريبا عليه ! فلا بد من تفسير توافقي مقبول على أقل تقدير للنص بفكر حداثوي منطلقا من الحياة المعاصرة لأنسان  القرن 21 ! فالحل هنا ليس الأسلام ببودقته الماضوية ، بل هو الأسلام المفسر بفكر حداثوي مبني على قبول الأخر وليس قتل كل ماهو مخالف ، أسلام مبني على فكر أنساني وليس فكر فوقي متعصب طائفي مغلق ! .
    الفكر هو تحليل ونتاج و أنعكاس وتأثر وتأثير وفعل ورد فعل .. لجملة عناصر يقف في مقدمتها ، الأنسان ، بأنسانيته ضمن المجتمع الذي يعيش به ، وذلك لأن الأنسان هو الوسيلة والهدف ، مع الأخذ بنظر الأعتبار تفاعله مع المجتمعات الأخرى ، فلا يمكن للنبتة مثلا أن تنمو دون الهواء والتربة والماء وضوء الشمس .. ، كذلك لا  يمكن للأنسان أن يعيش في علب مغلقة ، يطبق نصوص ماضوية ، ثم يقول نحن الحق وما سوانا باطل ، نحن الأيمان وغيرنا كافر ، نحن " خير أمة أخرجت أخرجت للناس .. " وكل الأمم سبايا وعبيد يجب غزوهم في سبيل أقامة دولة الخلافة ، ثم يصنف البشر الى كفرة ومنافقين وصليبيين وأهل ذمة و .. أيها المتحجرون ! أدخلوا نطاق الزمن الحاضر ، وأعلموا أن الفكر هو منهاج عمل لحياة اليوم والمستقبل ، وهذه الحياة هي  حياة  البشر على أختلاف أنتماءأتهم الدينية والفكرية والعقائدية والاثنية .. وليس صنف معين أو نوع خاص أو طبقة محددة من البشر .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(*) وقد جاء في السنة ما يدل على مشروعية الختان للنساء ، فقد كان في المدينة امرأة تختن فقال لها النبي : ( لا تنهكي ؛ فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل ) رواه أبو داود ( 5271 ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود " .ولم يشرع الختان للإناث عبثا ، بل له من الحكم والفوائد الشيء العظيم  .وفي ذكر بعض هذه الفوائد يقول الدكتور حامد الغوابي   :- " .... تتراكم مفرزات الشفرين الصغيرين عند القلفاء وتتزنخ ويكون لها رائحة كريهة وقد يؤدي إلى إلتهاب المهبل أو الإحليل ، وقد رأيت حالات مرضية كثيرة سببها عدم إجراء الختان عند المصابات  ./ نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب .
-


399
                                           قراءة في مقولة الرئيس أوباما
          " المنافسة بين السعوديين والإيرانيين هي التي ساعدت في إذكاء الحروب .. "

أستهلال :
 أرى من قراءة المقولة أعلاه للرئيس أوباما ، أن نستطرد الى ما تمر به العلاقات الأميريكية السعودية من مرحلة حرجة خريفية الموسم !! .

المقدمة :
     أذا حييدنا الدور الأميركي ، كعامل مؤثر وفاعل في المنطقة ، فيبرز لنا دور " السعودية وأيران " ،  كأهم دورين يتصدران الأحداث ، زعامة وتاثيرا وتدخلا وقوة ، مع الاخذ بنظر الأعتبار تأثير الدور التركي ، من هنا تبرز أهمية مقولة الرئيس أوباما (*1) أعلاه ،  أنه للدولتين فعل كبير ومؤثر على مستوى الأحداث .. وأرى أنه لا بد من تقنين لهاذين الدورين من أجل أن تنعم بالسلم  و الأمن منطقة الشرق الأوسط !! .

القراءة :
أولا - هناك تسارع في وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط ، والمحلل للأحداث لا بد له أن يربطهما بسلسلة من الوقائع أستقراءا من الماضي القريب ، بدءا من الأتفاقية النووية الأيرانية الاخيرة (*2) ، التي فسرتها السعودية على انها ضربة موجهة ضد المملكة ، بشكل مباشر ، أضافة الى مقولة أوباما - المشار أليها في أعلاه ، ثم تهديد / تحذير السعودية لأميركا الممثل ب ( ..إذا تم تمرير مشروع قانون في الكونغرس ، يسمح لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر وهجمات إرهابية أخرى ، بمقاضاة حكومات أجنبية ، ستقوم حكومة المملكة ببيع أصول تقدر بمليارات الدولارات في أمريكا .. ) ، ختاما بما حدث يوم 20.04.2016 في مطار الرياض ، حيث لم يستقبل الرئيس أوباما من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز (*3) ، ولا حتى ولي عهده أو ولي ولي عهده ، بل استقبله الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض و وزير الخارجية عادل الجبير ، علما أن التلفزيون السعودي بث قبل قليل استقبال الملك سلمان لزعماء قمة الخليج ، بما فيهم وزيرا عمانيا ممثلا عن السلطان قابوس ! فهل لم يكن للملك وقتا متاحا مستطاعا لأستقبال رئيس دولة بحجم أميركا ! وهو يستقبل وزيرا عمانيا بنفسه  ! من جانب أخر .. قال مسؤول أمريكي إن " غياب الملك سلمان عن الاستقبال فور الوصول لم يُنظر إليها كإهانة " !!! .. شخصيا  أرى أن الأمر واضح بأنه مقصود ومبيت ، وهذا مؤشر ودليل على فقدان المملكة للحس الديبلوماسي وأولوية البروتوكولات .
2. سياسة المملكة في عهد الملك سلمان ونجله محمد ، من المؤكد و الواضح أنها تختلف أختلافا كليا عن سياسة  الملك عبدالله أو الملك فهد ، حيث أتسمت بنوع من قلة الحنكة والتسرع وتشكيل أحلاف جديدة مع غياب واضح للديبلوماسية في بعض المناسبات / كما حدث في أستقبال الرئيس أباما ! ، أضافة الى نهج مبدأ القوة أكثر من سياسة الحوار والتوافق . والمؤشرات كثيرة منها ما ذكر في أعلاه عامة ، وكمؤشرات أخرى على وتيرة التصعيد السعودي ، والتي تزامنت مع زيارة الرئيس أوباما للسعودية ، بروز تصريحات سعودية من أعلى المستويات تشير الى عدم عودة العلاقات مع اميركا كما كانت عليه في الأيام الخوالي ، منها تصريح .. (  تركي الفيصل ل CNN / 20.04.2016 : سوف يكون بين المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون إعادة تقييم لعلاقتنا مع الولايات المتحدة ، إلى أي مدى يمكننا أن نذهب في اعتمادنا على أمريكا ، وكم يمكننا أن نعتمد على ثبات توجهات القيادة الأمريكية ، وما الذي يمكن أن يجعل مصالحنا المشتركة تلتقي معاً ، هذه الأمور علينا أن نعيد تقييمها ، ولا أعتقد أنه علينا أن نتوقع من أي رئيس جديد لأمريكا العودة كما قلت إلى الأيام الخوالي حيث كانت الأمور مختلفة .. ) ، وتركي الفيصل هو أحد الذين ذكر أسمهم من قبل زكريا الموسوي / أحد عناصر تنظيم القاعدة ، بأنه له دور في أحداث 11 سيبتمبر ، (  فقد نشرت CNN في 17.04.2016 ، ان زكريا الموسوي ، تلقى أوامر من قائد القاعدة في أفغانستان عام 1998 أو 1999 لإنشاء قاعدة بيانات معلوماتية للجهات المانحة للمجموعة ، ومن بين الذين طلب إدراج أسمائهم في قاعدة البيانات كان الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودي السابق .. )  .
     وأذا رجعنا الى مقولة الرئيس أوباما الواردة كعنوان للمقال ، أرى أنها تشكل الصواب  / وكما ذكرت أذا تجنبنا الدور الأميريكي الفاعل في المنطقة .. وفيما يلي بعض الأضاءأت بشأنها :                                                                        1. تشكلت المنطقة عامة بقطبين رئيسيين وكما يلي : القطب الأول السعودية ، وبعض دول أتحاد التعاون الخليجي ، وجبهة التحالف الدولي الأسلامي السني المشكلة أخيرا من أكثر من 30 دولة ، تتقدمهم تركيا ، والكثير من المنظمات الجهادية والحركات الأسلامية الوهابية خاصة تلك العاملة جهاديا في سوريا والعراق  وليبيا .. ، القطب الثاني أيران ، يقف معها العراق و حزب الله اللبناني / كعضو فعال ومؤثر ،  وحوثيون اليمن  ومنظمات شيعية أخرى ، ودور روسي مساند بشكل واضح لأيران -  لأتفاقهما شبه الموحد على الموضوع السوري .                                                                                                           2 . وظهور هاذين القطبين برزا بهذا الشكل المؤثر والفعال ، كرد فعل ، خاصة بعد غياب الدور العراقي الفعال ، الذي كان مصدا وندا رئيسيا لأيران ، وبنفس الوقت  ، خاصة أن الدول العربية أنزوت  في زمن صعود العراق بأدوار شبه ثانوية / ومنها السعودية ! ، ففي حقبة صدام حسين ، ذو الكاريزما القيادية ، والذي قام بأدورا فعالة  في منطقة  الشرق الأوسط ، والتي ما لبثت أن أنهارت حقبته بسلسلة من القرارات الكارثية يقف في مقدمتها قضية الكويت ! ، ومع سقوطه تغيرت المنطقة كليا ، وبدأت حقبة من المتغيرات أسميت بالربيع العربي ! والتي كانت بالأحرى وبالا وبؤسا وسقما  على الدول العربية ، والتي  ستغير من جغرافية المنطقة كلها ! .
3 . منطقة الشرق الأوسط ، تحترق و تطفأ  ، تغرق وتعوم ، تهوي وتعلو ، بمدى توافق وتخالف وتقاطع وتوازن هاذين القطبين ، فهما المتحكمين بأمور ومقاليد القرار في المنطقة ، وما يجري من كوارث في سوريا والعراق واليمن .. هو حربا بالأنابة عن هذين القطبين السعودية وأيران .
4. السعودية حكومة ، ودورا وسياسة ونهجا ، ذا نفس ضيق ، تظهر رد فعلها أسرع من أيران وبشكل أنفعالي !  وكل ما ورد في أعلاه مؤشرت دالة تؤكد على ذلك ، أما أيران فهي  ذات النفس السياسي الطويل وذات الخبرة التفاوضية والديبلوماسية التاريخية مقارنة بالمملكة بالوضع الحالي ، ملك مريض ، عمره أكثر من 81 عاما و نجله ولي ولي العهد الثلاثيني المضطلع بأهم الملفات ، أضافة لوزارة الدفاع !! .. فيوجد تفاوت كبير بين الدولتين ، حكما وسياسة ، أضافة الى برودة وتوتر العلاقات الأميريكية السعودية ، المنعكس على وضع المملكة سلبيا ، كل ذلك وغيره يجعل من القطبين متضاددين متناقضين مختلفين دوما ! . وهذا الامر ينعكس على السلم و الأمن الشرق الأوسطي .
5. القطبين ومخلفاتهما السياسية والعسكرية تنعكس على مذهبية المنطقة " بين التشييع  و نشر الوهابية " ، حيث أن القطبين يقودان أضافة الى أدوارهما ، في سوريا والعراق واليمن .. ، والتي أنعكست كارثيا على الوضع العربي ، يقودان حربا مذهبية في المنطقة والعالم ! حيث تقوم أيران بنشر التشيع عربيا ، أما السعودية ، مجتازة الحدود العربية ، فهي تغذي التطرف الديني ، وتنشره عالميا ، وتحث على الجهاد وتموله من خلال المساجد والمؤسسات الدينية المنتشرة ، الممولة سعوديا . أضافة لكل هذا هناك مشاكل للشيعة داخل السعودية ، تفاقمت بعد أعدام الشيخ الشيعي نمر النمر ، وهناك مشاكل لشيعة البحرين التي تقف السعودية مع حكومة البحرين ضدها ، وبنفس الوقت تغذي أيران المعارضة الشيعية في البحرين . 
6. لابد من حالة توافقية وسطية بين القطبين اللدودين ، مع تقنين لفعلهما المؤثر للأحداث ، وذلك من أجل أيجاد بوصلة سلمية للقطبين تجعل من المنطقة أكثر أستقرارا ، مع أيجاد حل جذري للقضية السورية بعيدا عن التعنت السعودي غير المبرر تجاه حكم بشار الأسد ! ، مع وقف فوري للحرب اليمنية ، وأبعاد كلا من القطبين من التدخل بالشؤون الداخلية للدول المستقلة ، كالعراق وسوريا واليمن ولبنان .
 الختام :
أولا - لا أرى في المستقبل القريب قبولا توافقيا على أقل تقدير بين القطبين ، وهذا الأمر سيزيد المنطقة أضطرابا و عنفا ، خاصة في العراق وسوريا واليمن وحتى لبنان ، وذلك لغياب الحكمة من رجال الحكم في كابينة القطبين ! مع أنفرادية في الأراء والخطط والقرارات  دون النظر لمصلحة منظومة الشرق الأوسط أمنيا وسياسيا .. ثانيا - أذا وضعنا الكوارث التي أصابت الدول التي أنكوت من جراء التناحر بين القطبين جانبا ! لنتساءل متى يستفيق القطبين من الأنغلاق التي يمر بهما بسبب أسلوب حكم العائلة المالكة السعودية و نمط ولاية الفقيه في أيران ! ، كل هذا من ناحية ، ثالثا - ومن ناحية أخرى أرى أن السعودية أنهت الربيع مع الولايات المتحدة / وهو ما عبر عنه تركي الفيصل ! ، وأصبحت في وضع تحتاج الى تأسيس تحالفات ستراتيجية جديدة  ، رابعا - أضافة الى أزمة مالية بدأت تظهر للأفق في المملكة من جراء ، ضخامة الأنفاق العسكري والتسليح الأميريكي للمملكة ، القروض والهبات الممنوحة للغير ، الدور التمويلي لنشر الوهابية وغير ذلك الكثير ، خامسا –  يجب أن يكون مبدأ التعايش هو وسيلة وغاية  للقطبين من أجل وضع أفضل للمنطقة ! . سادسا – أخر الحديث .. هل سينتهي التحالف السعودي الأميريكي ، وأن حصل ، هل سيكون بلا أي تبعات أو دون حساب !!! .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
(*1) BBC  في 10.03.2016 : قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن "على السعودية وإيران أن تعلم مبدأ التعايش معا والتوصل إلى سبيل لتحقيق نوع من السلام ". وأضاف أوباما في مقابلة مع مجلة " ذا أتلانتك " الأمريكية أن " المنافسة بين السعوديين والإيرانيين التي ساعدت في إذكاء الحروب بالوكالة والفوضى في سوريا والعراق واليمن تتطلب منا أن نقول لأصدقائنا وكذلك للإيرانيين أنهم بحاجة للتوصل إلى طريقة فعالة للتعايش معا ". وقال الرئيس الامريكي " إن بعض حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وكذلك في أوروبا تواقون لجر الولايات المتحدة الى صراعات ، بعضها ليس له أهمية لمصالح بلاده " .
(*2) موقع DW الألكتروني : الاتفاق النووي - تقارب أميركي إيراني على حساب السعودية  ؟  يكرس دخول الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني حيز التنفيذ بتزامن مع تبادل للسجناء بين أميركا وإيران ، التقارب بين هذين البلدين على حساب السعودية الحليف التاريخي لواشنطن . لكن هل يمكن تحقيق تقارب مع طهران دون إثارة الرياض ؟
(*3) أتلانتا ، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) في 20.04.201 ، أثار عدم استقبال الملك سلمان بن عبدالعزيز ، الأربعاء ، للرئيس الأمريكي أوباما ، في مطار الرياض ، بعد استقبال العاهل السعودي زعماء القمة الخليجية ، في المطار ، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي  . وقد دشن مغردون سعوديون وسم "#الملك_سلمان_يتجاهل_استقبال_اوباما"، معتبرين أن الملك عامل أوباما بازدراء ، في ظل برودة العلاقات بين الحليفين بسبب التوتر في المنطقة ، خاصة موقف الولايات المتحدة من إيران ، وذلك بعد قليل من بث التلفزيون السعودي استقبال الملك سلمان لزعماء قمة الخليج . في الوقت نفسه ، قال مسؤول أمريكي إن " غياب الملك سلمان عن الاستقبال فور الوصول لم يُنظر إليها كإهانة " ..

                                                               

400
                       من وراء الكواليس - السعودية و أميركا - وسحب الأستثمارات

  المقدمة :
كشفت الميديا ، نقلا عن مسؤولين في الأدارة الأمريكية ، (*1) أن المملكة العربية السعودية حذرت من أنها قد تبيع أصول تقدر بمليارات الدولارات في أمريكا ، وذلك إذا تم تمرير مشروع قانون في الكونغرس ، يسمح لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر وهجمات إرهابية أخرى ، بمقاضاة حكومات أجنبية ، ومن جانب أخر بين البروفيسور " فواز جرجس " رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد لـ CNN في 16.04.2016 إن الأصول التي تمتلكها المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية تتراوح قيمتها بين 700 مليار إلى تريليون دولار . ومن الجدير بالذكر أن السلطات الأمريكية ، تفرض السرية على 28 صفحة من تقرير التحقيقات حول 11 سبتمبر ، يقال إنها عن دور الحكومات الأجنبية في المخطط ، بينما يطالب المسؤولون السعوديون بالكشف عن هذه الصفحات المفروض عليها السرية منذ عام 2003 ، قائلين إن ذلك سيمنحهم الفرصة للدفاع عن أنفسهم ضد الاتهامات بالتورط في الهجمات ... موضوعة التهديد / التحذير ، السعودي لأميركا ، هو ما أردت أن أقرأءه قراءة شخصية !! .
القراءة :
1. بداية ، من الضروري والمهم أن نبين أن المنظمات الأرهابية - الأسلامية ، بدأءا من القاعدة وصولا الى داعش ، مرورا بجبهة النصرة .. ، هي نتاج فكري نهجا وتطبيقا لأسلوب ونظام حكم المملكة العربية السعودية - المعتمد على القرأن والحديث والسنة ! ، أي من ناحية المرجعية الدينية المذهبية / لتطبيقها نصوصا قرانية بذاتها والسعودية تطبقها علنا كقطع الرؤوس والأيادي والرجم .. في الساحات نهارا جهارا ، وكل هذه المنظمات وغيرها الكثير تتبع أو تقلد ، المذهب الوهابي / ومؤسسه محمد بن عبد الوهاب ، بمرجعية شيخ الأسلام بن تيمية ، بشكل تام أو تنهج بشكل أو بأخر فكره وأسلوبه وطريقة قتله للمخالفين لمذهبه ، من حرق / كحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة ، وقتل ونحر وسحل وصلب وتسمير عيون والرمي من أماكن عالية .. ومن المعروف أن تمويل كل المساجد والمراكز والمؤسسات الدينية الأسلامية في الغرب عامة ، تمول سعوديا ، أو قطريا ، وكلها تشجع على الأرهاب وقتل الكفرة خاصة الصليبيين منهم !! ، والحث على الجهاد ، وأكبر دليل على ذلك وصول الجهاديين من الغرب الى سوريا والعراق .. !! ، ومن جهة أخرى ، من يشحن فكريا شباب فرنسا أو بلجيكا و .. للقيام بعمليات أرهابية كالتي حدثت في المطارات و المترو والمسارح و.. ، هل هي الكنائس الأنجيلية و الكاثوليكية .. !! أم هي حلقات التخريب الفكري والجهاد التي تقام للمسلمين خاصة الشباب منهم في المساجد !! .
2. وأذا تركنا جانبا نظرية المؤامرة ، حول تنفيذ عملية 11 سيبتيمبر ، فأن العملية أو كما تسميها القاعدة ب " الغزوة " / تيمنا بغزوات الرسول ، هي عملية سعودية / تقريبا ، وذلك لأن المنفذون على الطائرات الأربع أغلبهم سعوديين ، حيث أن 15 من 19 أرهابيا شارك بالعملية كان سعوديا ، وكما يلي (( المنفذون 1 : محمد عطا- مصري (قائد المجموعة ) ، عبد العزيز العمري (سعودي) ، وليد الشهري (سعودي) ، وائل الشهري (سعودي) ، سطام السقامي (سعودي) . المنفذون 2: مروان الشحي- إماراتي (قائد المجموعة) ، أحمد الغامدي ، فايز بني حماد (إماراتي) ، حمزة الغامدي(سعودي) ، مهند الشهري (سعودي) . المنفذون 3: هاني حنجور- سعودي (قائد المجموعة) ، سالم الحازمي (سعودي) ، نواف الحازمي(سعودي) ، خالد المحضار (سعودي) ، ماجد موقد الحربي (سعودي) . المنفذون 4: زياد الجراح - لبناني (قائد المجموعة) ، أحمد النعمي (سعودي) ، أحمد الحزنوي الغامدي (سعودي) ، سعيد الغامدي (سعودي) . / نقل بتصرف من موقع السكينة )) . فهل هذا التوافق كله جاء صدفة !! .
3. أذن هناك جذور للأرهاب متعمق في الفكر الوهابي التي تؤمن به السعودية ، والاخيرة هي المسؤولة عن نشره عالميا ، وهذا الفكر التخريبي يحث على قتل الأخر المخالف وليس ألغاء الأخر فقط ، وهذه مسلمة يجب أن نضعها نصب أعيننا ! فأذا أردنا القضاء على الأرهاب ، يجب النظر الى تجفيف منابعه في السعودية !! .
4. ما هذا التحدي السعودي المتسم بالمساومة ، والذي جاء متمثلا ب ( .. إذا تم تمرير مشروع قانون في الكونغرس ، يسمح لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر وهجمات إرهابية أخرى ، بمقاضاة حكومات أجنبية .. ) ، ستقوم حكومة المملكة ب ( .. ببيع أصول تقدر بمليارات الدولارات في أمريكا .. ) ، وهل الحلفاء الستراتيجيين يتعاملون بهذه الطريقة فيما بينهم والتي تنم عن الأبتزاز المهين ! ، ولماذا تخشى السعودية تمرير هكذا أمر أذا كانت صفحتها بيضاء قانونيا !! ولماذا لم تكشف لحد الأن ال 28 صفحة من تحقيقات سيبتمير !! وماذا تضم من خفايا وأسرار !! . 5. أني أرى للمتابع والمحلل ، أن هذا التصريح أو التهديد أو الاعلان / سمه ما شئت ، من قبل السعودية ، لم يأت وليد اللحظة ، بل جاء من واقع مخزن في عقلية العائلة الحاكمة في السعودية ، وذلك عندما أتهم الرئيس أوباما السعودية بأنها أساس المشكلة في الشرق الأوسط (*2) ، خاصة العراق وسوريا واليمن .. ، ولا أعتقد الرئيس أوباما جاء بجديد !! وذلك لأن كل الدلائل تشير الى دور سعودي في هذه الدول وغيرها !! ولو نظرنا لواقع الحال في سوريا مثلا ، لماذا هذا الأصرار السعودي المثير للعجب والمستفز المعبأ ضد سوريا وضد بشار الأسد ! ، وهل العائلة المالكة السعودية هي أكثر رحمة وعطفا وعدالة مع شعبها من النظام السوري !! .
6. تساؤل ! من سيساند المملكة العربية السعودية أذا غاب الدور الأميريكي الفاعل ، خاصة ان التسليح السعودي معظمه أميريكي ! ، وهل تستطيع السعودية أن تضحي بالحليف الستراتيجي الأميريكي ، ألأ أذا كان هناك حليفا جديدا سيحل محل الحليف القديم ، والذي يمتد دوره منذ بداية حكم المؤسس الملك عبد العزيز بن سعود ! ومن سيكون هذا الحليف القادم !
7. تساؤل ! هل دولة بحجم الولايات المتحدة ، لم تضع في حساباتها هكذا أحتمال أو أمر / سحب الأستثمارات ! وهل هكذا قضايا ستمر كما كانت تمر سابقا دون حساب !! وهل سيبقى هناك دور سعودي مؤثر بشكل أو بأخر أذا غاب السند / أميركا ! وذلك لأن كل الأحتمالات ستكون قائمة ! خاصة في بلد ملكها طاعن السن ! ويريد تولية نجله / الثلاثيني العمر ، الحكم خلافا لتقاليد العائلة المالكة ! ، أضافة الى مشاكل السعودية ، كحرب اليمن ! والدور السعودي في العراق وسوريا ! والتحالف مع تركيا ومصر / وما بهما من تقاطعات ! مع الأخذ بنظر الأعتبار قيادة السعودي للتحالف الأسلامي ! .
8. بدأت بعض الخفايا تظهر للعلن ، بالرغم من تكاتف أصابع التشكيك بهذه المصادر / أي مصدر الخبر زكريا الموسوي ، وبالرغم من محاولة تسويف الحقائق ، واعتبار أن التصرف فردي ! ولكن أرى ان الحقائق لا بد أن تأخذ مسارها بكل ثقلها الى الميديا ، لكي يعرف العالم الحقيقة .. فقد نشرت CNN في 17.04.2016 ، ان زكريا الموسوي ، المصاب وفقا للأطباء بمرض نفسي ، كان قد زعم قبل سنوات ، وبالذات في الأسابيع الأولى من تولي العاهل السعودي ، الملك سلمان للحكم في بلاده خلفا للملك عبدالله بن عبدالعزيز ، إنه تلقى أوامر من قائد القاعدة في أفغانستان عام 1998 أو 1999 لإنشاء قاعدة بيانات معلوماتية للجهات المانحة للمجموعة ، ومن بين الذين طلب إدراج أسمائهم في قاعدة البيانات كان " الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودي السابق " و " الأمير بندر بن سلطان " ، السفير السعودي لفترة طويلة في واشنطن وبعض رجال الدين البارزين . أضافة الى أميرة من العائلة المالكة !! وأرى بالتحديد أن الأميرين هما من الأمراء الذين لهم دورا سياسيا واضحا جليا في السياسة السعودية ، وهما ليس كأي أميرين لا دور لهما سوى !! .
فألى متى يتم التعتيم على الفاعل الرئيسي في عملية 11 سيبتيمبر ! بغض النظر من رد الفعل السعودي ملكا وحكومة ، بسحب الاستثمارات او غير ذلك ! ومتى يبقى العالم أخرس عن الفاعل الحقيقي لأكبر وأبشع عملية أرهابية في العصر الحديث !! .
--------------------------------------------------------------------------------------------------(*1)  أتلانتا ، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)  : قال مسؤولان كبيران بوزارة الخارجية الأمريكية ، لـ CNN ، إن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وجه هذا التحذير خلال زيارته إلى واشنطن ، في مارس/ آذار الماضي ، إلى مشرعين بالكونغرس . وذكر مصدر مطلع أن " الأستثمارات ستكون معرضة للخطر إذا تم تمرير مشروع القانون ، ولذلك يحاولون حماية أنفسهم من الخطر". وبدورها ، سعت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الضغط بقوة على الكونغرس لمنع تمرير مشروع القانون ، وحذر مسؤولون كبار في وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين ، الشهر الماضي ، أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب ، من أن تمرير مشروع القانون ، قد يعرض الاقتصاد الأمريكي للخطر ... / نقل بتصرف عن CNN في 16.04.2016 .
(*2) في يوم الثلاثاء ، 15 مارس 2016 اوباما يتهم السعودية بدعم الإرهاب والزج بأمريكا ! وقد سادت حالة من الغضب في المملكة العربية السعودية ، بعد تصريحات الرئيس الامريكي باراك أوباما ، في المقابلة الصحفية التي أجراها مع صحيفة ” أتلانتك ” الأمريكية ، حيث قال أن المملكة العربية السعودية من أهم الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط ، وتعتبر هي التي أساس الحرب في سوريا واليمن والعراق ، مشاركة معها إيران ، وأنها سبب رئيسي في جر امريكا إلى الحروب ، والزج بها . وأضاف أن امريكا لا يجب عليها أن تتدخل عسكرياً في اي دولة ، لتصفيه حسابات دول اخرى مع بعضها ، ولأن ذلك لن يكون في مصلحة اي احد سواء امريكا ، أو أي دولة في الشرق الأوسط ، ومن الواجب على المملكة أن تتخد طريقا للسلام مع الجوار ، وخاصة مع إيران ، أنه يريد خروج أمريكا من هذا الصراع الدموي ، لكي ينمو الشرق الأوسط بالإقتصاد كأسيا وأمريكا اللاتينية . وجاء رد الأمير السعودي ” تركي الفيصل ، حيث إتهم اوباما بدعم الإخوان المسلمين ، وقال في تدوينة له ” نحن لسنا من يمتطي ظهور الآخرين لنبلغ مقاصدنا ” ، وأضاف أن المملكة هي من ساعدتك وشاركتك المعلومات التي منعت أمريكا من الوقوع في هجمات إرهابية ، ونحن من ندرب وندعم السوريون الأحرار ، واشار تركي أن المقابلة الاخيرة التي جمعت أوباما وبالملك السعودي ، قام الملك السعودي بضرب الطاولة بيده ، وقال لأوباما ” لا خطوط حمراء منك ، مرة أخرى ، يا فخامة الرئيس ! “.نقل بتصرف من موقعhttps://www.nmisr.com

401
                                               عبد الفتاح السيسي  و " غلطة العمر "
                                                      أزمة تيران وصنافير
                       
المقدمة :
      بالمفيد والمختصر - لم تنجح الحكومة المصرية رئيسا وطاقما وحكومة في أدارة أزمة " جزيرتي تيران وصنافير " ، ولست هنا في مقام خبير قانوني دولي لأقول لمن تعود الجزر ، والتي أصلا تضاربت وتقاطعت بها أراء المختصين من خبراء وقانونيين وسياسيين وعسكريين وحتى خبراء الجيوسياسية ، بين الموافقة والرفض !! أي بين الضم أو عدمه .. فمنهم من قال أنهما مصريتان ثم عاد وغير رأيه ، وقال أنهما سعوديتان ، كالمرشح الرئاسي الأسبق الفريق أحمد شفيق ، أما في موقع الوفد الألكتروني فيبين في يوم الاثنين  11 أبريل 2016   ، أن الكاتب الراحل  هيكل قال بأنهما سعوديتان ( .. أقر هيكل فى كتابه " حرب الثلاثين سنة " ، الذى صدر عام 1988 ، تبعية جزيرتى تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية ، فقال : " جزيرتا تيران وصنافير كانت تمارس عليهما مصر سلطة التعرض للملاحة الإسرائيلية، فى الخليج ، هى جزر سعودية جرى وضعها تحت تصرف مصر بترتيب خاص بين القاهرة والرياض ." وأشار هيكل في موضع آخر بالكتاب إلى أن الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر  رفضا طلبًا سعوديًا بوضع سرية مشاة فى الجزيرة ، لاعتبارات عسكرية ، وهو أن السعودية ستكون شريكة فى إغلاق خليج العقبة .. ) ، بينما تشير بعض المواقع الألكترونية كالويكيبيديا (*1) بانهما سعوديتان   ، بينما تشير الكاتبة يارا صالح وبالوثائق والمستندات والخرائط التأريخية وتؤكد أنه ومنذ مئات السنين بأنهما مصريتان ومنذ القدم ! (*2) .. ، وفيما يلي قراءتي الخاصة للموضوع :
القراءة :                                                                                                                                          1. لماذا لم تعيد الحكومات المصرية السابقة الجزر الى السعودية ، ما دام هناك تفاهمات منذ عام 1990 على أسترجاعها للمملكة ، خاصة وأن علاقة الرئيس الأسبق مبارك بالسعودية كانت أكثر ممتازة !! وكان مبارك حينذاك في موقع المسؤولية الأولى في مصر ! .
2. لماذا الأمور ترتبت وتزامنت مع زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز للسعودية نيسان 2016 لمصر ، وكأنها مكافئة  أو أكرامية من السيسي الى ملك السعودية !! . لقاء ما قدمه من مساعدات ! .
3. كان الأجدر بالسيسي أن يحيل الأمر الى مجلس النواب / الشعب ، حتى يضفي صفة قانونية برلمانية لموضوع الجزر ، وحتى يأخذ الأمر صفة الشرعية البرلمانية ! ، بعيدا عن القرارات الملزمة ! . 
4. سوء أدارة الأزمة من قبل حكومة عبد الفتاح السيسي أستغلتها قائمة طويلة من المعارضة ، وذلك من خلال تنظيم تظاهرات (*3) في كثير من المحافظات  / القليوبية والمنوفية ودمياط و الإسكندرية .. ، شارك بها الكثير من فئات الشعب ، يقف في مقدمتهم جماعة الأخوان المسلمين ، كما شارك بها حسب موقع SAWA  الألكتروني ( .. وتتسم تظاهرات الجمعة بكونها الأولى التي يشارك فيها علمانيون ويساريون ، بعدما كانت التظاهرات ضد الرئيس السيسي مقتصرة على أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين  ) ، وهذا الامر يجعل من حكومة السيسي تخسر شريحة أجتماعية واسعة من الجمهور المصري .
5. لا زلت أرى أن عبد الفتاح السيسي لا زال مشيرا عسكريا ، فكرا ونهجا وممارسة ، ولم يصل / وهذا الواقع لقلة الخبرة في الحكم ، الى رجل دولة ، يفكر أبعد وأعمق في هكذا قرارات التي قد تزلزل الارض من تحت قدميه ، وهذا من المؤكد يرجع الى قلة الخبراء و المختصين في الحلقة الضيقة القريبة منه .
6. أرى أن السيسي  وحكومته  قد خسروا  أهم  جولة في برنامجهم السياسي  ، لأنهم قد ظنوا أن الأمر سيمر سلسا على مصر / التي تضم نخبة من الخبراء والباحثين في هذا الأمر ، وأصبحت الأن كل المعالجات والتبريرات   لا تجدي نفعا ، لأن ما حصل قد حصل .
7. الأمر المستغرب أن السعودية بكل طاقمها التخصصي في هذا الشأن لا يمكن أن يقارن بطاقم مصر ، عمقا وممارسة  وتأريخا وثقافة قانونية وخبرة دولية !! ولكن الذي يقرأ بين السطور أن الأمر رئاسي ! .. فكل هذه الأرهاصات ستستغل من قبل معارضي السيسيي والتي يقف في مقدمتهم الأخوان المسلمين ! .
8. حتى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، التي كانت الجزيرتين في جزء من عهده تحت الحماية العسكرية المصرية ، لم يعترف بعائدية الجزيرتين للسعودية ، وقالها علنا في خطاب مسجل  تلفزيونيا ! ، فكيف للسيسي أن يتنازل عنهما في زمن السلم ! .


 
الختام :
هل الأمر سيقف عند هذا النوع من المظاهرات ، والتي أستخدم بها المتظاهرون شعارات  " أرحل .. أرحل " ،         " الشعب يريد إسقاط النظام " و" هو يمشي .. مش حنمشي"  ! ، أم أنها سحابة صيف وتزول ! أم أن هذه المظاهرات هي بداية النهاية !!! .
----------------------------------------------------------------------------------------------------
(*1) تشير الدلائل التاريخية أن جزيرة تيران كانت واقعة تحت السيادة السعودية ثم وُضعت تحت تصرف مصر بترتيب خاص بين القاهرة والرياض ،  وكانت إسرائيل قد احتلتها عام 1956  ضمن الأحداث المرتبطة بالعدوان الثلاثي ومرة أخرى في الأحداث المرتبطة بحرب 1967 وانسحبت منها عام 1982 ضمن اتفاقية كامب ديفيد.  بعد الانسحاب الإسرائيلي ظلت الجزيرة وجارتها جزيرة صنافير تحت الحماية والإدارة المصرية ويتواجد بها القوات الدولية المتعددة الجنسيات بحسب إتفاقيتي كامب ديفيد والسلام ووقوعها في المنطقة ج .  ولطالما طالبت المملكة العربية السعودية باستردادها كونها تقع في مياهها الإقليمية ، مع إقرار الحكومة المصرية بتبعيتها للسعودية وإبلاغ ذلك للأمم المتحدة ، وبالتزامن مع الإتفاق على مشروع جسر الملك سلمان بين مصر والسعودية ؛ وجب تعيين الحدود البحرية بين البلدين في خليج العقبة وتأكيد السيادة السعودية على الجزيرة بجانب جزيرة صنافير في 9 أبريل 2016 بإعتبارهما داخل الحدود البحرية السعودية . / نقلا عن الويكيبيديا .                                                 (*2) مقال بعنوان ( هدية إلى السيسي وأجهزته .. وثائق وخرائط وقرارات 250 عامًا تؤكد تيران وصنافير مصرية من الملكية إلى السيادة ) -  بقلم يارا صالح في  13.4.2016 17 خريطة وقرارٍاً رسميًا ووثيقة تاريخية : تيران مصرية قبل السعودية وبعدها ومارست السيادة عليها منذ 1937 ، وثائق مصرية وبريطانية وروسية .. ومخاطبات وخرائط رسمية تؤكد تبعية الجزيريتن لمصر ، الدولة المصرية مارست السيادة على الجزيرتين ودماء الشهداء حمتها .. والحكومة اكتفت بمخاطبات لإثبات تبعية الجزيرة  ، رغم أن الدولة السعودية لم ترى النور إلا مع ثلاثينيات القرن الماضي .. إلا أن الرحلة التاريخية مع الوثائق جاءت لتؤكد تبعية الجزيرتين لمصر منذ فجر التاريخ وهو ما أثبته الباحث والناشط تقادم الخطيب ، الذي نشر  5 خرائط تاريخية من مكتبة برلين ، تعود لأزمنة مختلفة ، تكشف عن وقوع الجزيرتين داخل الحدود المصرية ، منذ أعوام قبل الميلاد ، ومنذ أن كان البحر الأحمر أقرب لبحيرة مصرية مغلقة ، بكل ما شمله من جزر ، ووصولًا للتقسيم الإستعماري الجديد والذي وضع ترسيمات حدودية جديدة لتظهر معها الحجاز كمجموعة من الدويلات ثم كدولة واحدة وفي كل الحالات وحتى عام 1950 لم تأت الوثائق بذكر على تبعية الجزيرتين إلا لمصر ومصر فقط . / نقل بتصرف من موقع البداية ، و للأطلاع أكثر راجع الموقع التالي : - http://albedaiah.com/news/2016/04/13/111039#sthash.JXBPA1rN.dpuf 
(*3) نقلا عن  CNN بالعربية في 15.4.2016  .. تجمع آلاف المتظاهرين أمام نقابة الصحفيين بوسط القاهرة ، كما خرجت مظاهرات أخرى في ميدان مصطفى محمود بالمهندسين ومسجد الاستقامة بميدان الجيزة والعباسية وعين شمس ، وكذلك في محافظات القليوبية والمنوفية ودمياط ، فيما شهدت محافظة الإسكندرية عدة اعتقالات إثر مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين . وتحول هتاف " عيش .. حرية.. عدالة اجتماعية " الذي ظهر في ثورة يناير عام 2011 ضد نظام حسني مبارك إلى " عيش .. حرية .. الجزر دي مصرية " ، كما استخدم المتظاهرون هتافات سبق استخدامها في الاحتجاجات التي أدت إلى الإطاحة بمبارك والرئيس الأسبق محمد مرسي ، مثل :       " الشعب يريد إسقاط النظام " و" هو يمشي .. مش حنمشي" و" إرحل " ، بالإضافة إلى هتاف " الأرض هي العرض " و" عواد باع أرضه " ، وفق ما ظهر في لقطات فيديو نشرها نشطاء مصريون .

402
                           المؤسسة الدينية خطفت الحكم فباعت الشعب وتاجرت بالله     
                                                 الحالة العراقية                                                                                           
أستهلال :
    المؤسسة الدينية : هم العاملين في المجال والشأن الديني عامة .. ، يضاف لهم البطانة الدينية ، ويتبع لهم الدائرين في فلكهم من المستفيدين من الطابع الديني ، من سياسيين ورجال حكم وموظفيي دولة .

المقدمة :
    أصبحت المتاجرة بالدين سمة لمعظم رجال الدولة العراقية ، ليس هم فقط بل أغلب المنتمين للمؤسسة الدينية / كأنه أتفاق بين المؤسسة والدولة ، الكل كانوا منتظرين سقوط بغداد في  9.4.2013 ، كي يمارسوا عقدهم وجشعهم وطمعهم وأنحرافهم ، فبرزت السرقات والأنتهاكات ، وظهر الغلو الديني في مظاهر العزاء ، وأصبحت العمامة تحكم وتقود وتفصل وتنهي وتأمر ، ليس هذا فقط ، بل أصبح الأصطفاف مع المؤسسة الدينية من قبل رجال الحكم والدولة كالأصطفاف بأنتظار جنة الخلد ، هكذا أصبح حال العراق بعد السقوط ، وهذا موضوع معروف ومتداول للعامة والخاصة ، ولا يستحق حتى الكتابة فيه ، ولكن موضوع المقال ليس الذي نحن بصدده !! .

الموضوع :
      ماذا جلب الدين لنا بمؤسسته العامة ، وأين وضعتنا الأحزاب الدينية ، وماذا أضاف لنا التدين كدولة ! سوى الخراب والهلاك والتأكل المؤسساتي والأنحلال الأجتماعي والأخلاقي ! ، حتى " مؤشر  غينيس " ، أصابه العطب من الاندهاش والحيرة ، فنحن الأوائل في الفساد والرشى والمحسوبية والطائفية والخيانة وسرقة المال العام .. ، يقولون أن الشيوعيين أو العلمانيون أو اللادينيون .. لا يعرفون الله ، أو لا يؤمنون به ، ففصلوا الدين عن الدولة .. الى أخره ، ولكن كل هؤلاء لم يتاجروا بالله ، ولم يستخدموه كغاية للوصول الى مركز معين أو درجة خاصة  او منصب بذاته ! ، أما الدينيون باعوا الشعب والأرض ، أي دولة أشتراكية  أو حتى أي دولة  من دول العالم الثالث ، لم يحدث بها ما حدث بالعراق ! . المال العام من المفروض أن ينفق على الشعب ، ولكن في العراق المال العام / مال الشعب ، يصرف على الحكومة وعلى البرلمان الذي لا يمثل الشعب ! .. ويحدث نوعا من التسابق المرضي في نهب المال العام ، بشكل لافت للنظر من الناحية النفسية !! .
أن الانظمة الدولية الليبرالية والديمقراطية و.. بأختلاف قوانين مؤسساتها الحكومية ، والتي تفصل الدين عن الدولة ، بما فيها الصين والهند التي بها عشرات الألهة و الأرباب ، لم تتاجر بأربابها ، سوى نحن العراقيين ، الذي نبيعه ونساوم عليه ونبكي عليه  !!! ، كم عانيت أيها الرب من العراقيين ! .. هذا ليس جلدا للذات ولكن هذا تنفيسا عن الضغط القاتل الذي نمر به ! ، فاليابان مثلا ، الذي يفشل  أو يتهم بسرقة أو الذي يخسر أو يخون ، ينتحر ، أما في العراق فأنه يفتخر !!!  ويمارس عمله ولقاءأته وخطبه كأنه حامي الحمى وخادم الشعب والوطن ! .
المؤسسة الدينية ، ومن يدور في فلكها ، خطفت الحكم والدولة ، فباعت الشعب ، وجعلته يقترب من الكفر ، وفي بعض الاحيان يكفر !! ، وفي كل أعمالها ترفع صورة الله ، لتخويف الشعب كأن الله أصبح عونا لها على ظلم الشعب ! حتى الله أحتار ! على أمة كيف كانت وكيف أصبحت ! مع الأسف العراق ليس العراق !!
.

403
                           
                              قراءة في " مؤسسة الأزهر و أزدراء الأديان "

المقدمة :
     مؤسسة الأزهر في مصر ، أصبحت الناطق الرسمي و المخول بأسم الأسلام ، فهي تجرم وتكفر وتقصي من تريد من المفكرين والكتاب والناشطين والفنانين .. ، وتتهمه بأزدراء الأديان (*1) ، وفق تصورات وضعت وفق مخيلتها الأسلامية المتحجرة ،  وتحولت هذه المؤسسة الى مؤسسة تنافس العسكر في السلطة القمعية على أفواه الفكر والأدب والتنوير والفن .. ، في مصر الأن هناك تبادل بالأدوار ، فالأزهر يقوم مقام الأخوان المسلمين ، فحقبة عبد الفتاح السيسي / تحت ضغط الأزهر ورجاله ، في موضوعة تكميم الأفواه ومصادرة الحرية الفكرية والأبداع ، لا تختلف عن فترة حكم الأخوان المسلمين / تقريبا ، أبان حكم الرئيس محمد مرسي " الأخواني " ! ، أني أرى الوضع الأن قد أخذ يتقولب كفترة حكم الاخوان ، أن المفارقة الوحيدة بين الازهر و الأخوان هو في من يقود ومن الذي يعتبر الناطق الرسمي للأسلام  ، وبالتالي يترأس هرم المنظومة الأسلامية ..
القراءة :                                                                                                                         أولا - أن الأسلام الأزهري ، باطنيا ، أو من الداخل  كمؤسسة ، يعتمد على القرأن والحديث والسنة ، وهذه من الثوابت ، ولا يمكن أن تتغير هذه المرتكزات ، لذا كان خطابه ، الذي يدعى وسطيا ، وهي كلمة حق يراد بها باطل ، لأنه لا يوجد وسطية في الأسلام ، وذلك لأن الأسلام هو واحد ، ولكن يوجد أيات مكية / تؤرخ بعضها للأنبياء والصالحين من الناحية المعلوماتية " كسورة يوسف ، هود ، أبراهيم ومريم .. " كما تضم نصوصا تعايشية و.. ، حيث أن الأسلام كان لا زال في مهده ، والتي تختلف عن الأيات المدنية التي تتميز جهارا ب " الدعوة إلى القتال وذكر الجهاد ، الرد على أهل الكتاب وإقامة الأدلة عليهم و ذكر المنافقين .." ، لذا أرى أن الخطاب الأسلامي كان دوما مبنيا على ماذكر من ثوابت ولا يمكن أن يحيد عنها ، لذا وجب عليه أن يتهم من خالف ما هو منصوص من هذه الثوابت بأزدراء الأديان ، وفق  ضوابط وعمليات تعتمد على فريق من العاملين المتخصصين الذين وضعوا الميديا تحت المجهر !! . ثانيا – أخذ كبار رجال المسلمين في الماضي يفسر بشكل كيفي بعض الأيات ، وفقا لمنهجه ، فمثلا أية ( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ، سورة المائدة:82 ) والتي يفسرها  سيد قطب  9) أكتوبر 1906م - 29 أغسطس 1966م )  في كتابه " في ظلال القرآن" ، " وليس كل من قالوا إنهم نصارى إذن داخلين في ذلك الحكم..... كما يحاول أن يقول من يقتطعون آيات القرآن دون تمامها ، إنما هذا الحكم مقصور على حالة معينة لم يدع السياق القرآني أمرها غامضاً ولا ملامحها مجهلة ولا موقفها متلبساً بموقف سواها في كثير ولا قليل .. " . أذن الخطاب الأسلامي في حقبة سيد قطب ، لو ساد حكمه فكرا ومنهجا ، لكفر وجرم كل الكتاب و المفكرين ، أضافة للمسيحيين ، لأنه حدد بمفهوم ضيق من المراد بهم في سورة المائدة المذكورة على سبيل المثال وليس الحصر ! . ثالثا - أن الأزهر و الخطاب الأسلامي عامة ، كفر أو حاول تكفير أو أمر بحكم الردة أو هاجم الكثير من المفكرين والمتنورين والكتاب أمثال : علي حسن أحمد عبد الرازق ، طه حسين ،  نجيب محفوظ ، فرج فودة / أغتيل ، نصر حامد أبو زيد ، وحاليا : نوال السعداوي وسيد القمني وأسلام البحيري وفاطمة ناعوت .. ، وغيرهم الكثير ، أن للأزهر ثوابت ، فهو كالحاكم بأمر الله (*2) يأمر ويحكم بما يشاء ، ولا يسمح بأن تخرج بوصلة القيادة من رئاسته . رابعا - أن مصر قد سنت قانونا وفق المادة 98 من قانون العقوبات (*3) ، صيغته عامة ولكن تطبيقه خاص ! لغرض ربط دور الأزهر وخطابه الديني من أجل مقاضاة أي متجاوز يراه الأزهر / وفق دوره السلطوي ، وذلك وفق شبكة مؤسساتية تكيف القضايا على هواها الأزهري ! . خامسا - تساؤل هل هناك أزدراء للأديان بالنسبة لغير المسلمين ، مثلا الأقباط والكثير غيرهم كالشيعة والبهائية في مصر! ، أم أن هذا القانون سن عاما  ويطبق لصالح المسلمين ومؤسسته الأزهر ! أذن هناك مبدأ " الكيل بمكيالين " حتى في سن وتطبيق القوانين في مصر ! سادسا – والأزهر من ناحية أخرى لم يعبأ بدوره الرئيسي في الدفاع عن الشعوب ، وقول كلمة الحق في الأحداث ، فلم نلاحظ من أن الأزهر ، مثلا ،  أن يكفر  من قام بذبح الأبرياء كما تقو به داعش والقاعدة وغيرهم ، وجلهم من المسلمين ، وهذا الامر يتوافق مع رجال المذهب الوهابي في السعودية ، التي أنطلقت أغلب المنظمات الارهابية من هدى فكرها المتزمت المتحجر المكفر للأخرين ! . سابعا - أن الأزهر ودوره المؤسساتي في موضوعة " أزدراء الأديان " يقوم على تكبيل الأبداع وحجب التنوير وحجر الحريات الفكرية وهذا الدور هو تخريب حضاري تام ، بكل معنى الكلمة ، على دولة كمصر لها باع طويل على المستوى الفكري المتمدن ، وأن بقاء الظلمة معششة على ذهنية العامة هو ما يأمل الخطاب الأسلامي الماضوي أن يقوم به ، من أجل تغييب هذه الطبقة من المجتمع ! ولكن الفجر لا بد ان يبزغ ! لكي يقبر الظلمة ورجالها الى الأبد بثورة فكرية متنورة تقوم على فصل الدين عن الدولة ، والحل الجذري العملي التطبيقي لكل هذا هو " الدولة العلمانية " وذلك من أجل عودة الوعي للحياة المجتمعية ! .
----------------------------------------------------------------------------------------
(*1) قانون ازدراء الأديان .. من حامى حمى الوحدة الوطنية إلى " سبوبة " للمتطرفين - مقال لدينا عبد العليم  في اليوم السابع يوم 26 - 01 – 2009 : " ازدراء الأديان " ، تهمة يتعرض لها كل من يختلف عقائدياً أو فكرياً فى مصر ، بالرغم من أن الدستور المصرى يكفل حرية العقيدة والتعبير ، وبين كل فترة والأخرى نسمع عن القبض على أحد أفراد جماعة القرآنيين أو الشيعة أو البهائيين ، وكأن العقيدة بين الفرد وربه يتم تحديدها فى محاضر النيابة وتخضع للتحقيق الجنائى.   كما نسمع دائماً عن إقامة أحد الشيوخ دعوى قضائية ضد أحد من المفكرين أو الكتاب يتهمه فيها بازدراء الدين أو سب الذات الإلهية ، وهناك العديد من النماذج ، آخرها الكاتب الشاب حامد عبد الصمد الذى اتهمه موقع " نصرة الإسلام " بالكفر والإساءة للذات الإلهية بسبب روايته " وداعاً أيتها السماء " الصادرة عن دار ميريت للنشر .  كما طال الاتهام العديد من الكتاب أشهرهم نوال السعداوى التى طالب مجمع البحوث الإسلامية بإسقاط الجنسية المصرية عنها بعد نشر إحدى مسرحياتها والشاعر حلمى سالم بسبب قصيدته " شرفة ليلى مراد " وسحبت منه جائزة الدولة ، والدكتور نصر حامد أبو زيد الذى تم اتهامه بالكفر بسبب أبحاثه التى تقدم بها لنيل درجة الأستاذية وحكم فيها بالتفريق بينه وبين زوجته ، وعلاء حامد بسبب " مسافة فى عقل رجل .. محاكمة الإله " التى حكم عليه فيها بالسجن 8 سنوات وغرامة 2500 جنيه . نقل بتصرف من الموقع التالي : www.masress.com/youm7/66606  .
(*2) كان نظام الحكم في الدولة العبيدية الخبيثة يقوم على أساس تعاليم الطائفة الإسماعيلية الباطنية ، والتي تقضي أن يتولى الولد الأكبر لكل خليفة الأمر من بعده ، مهما كان سنه أو عقله أو دينه ، وهذا النظام أدى لظهور أعجب حاكمٍ لبلد مسلم على مر التاريخ ، والذي جمع بين كل المتناقضات والمتضادات في آن واحد وصار يُضرب به الأمثال في الخرف واللامعقول . / نقل بتصرف من موقع قصة الأسلام .
(*3) المادة 98 من قانون العقوبات المصري تحدّد عقوبة السجن مدة تراوح بين 6 أشهر و5 أعوام وغرامة تراوح بين 70 و140 دولاراً لكل “ من استغل الدين في الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية".  في تركيبته المطاطية، يتيح هذا النص لأي شخص أن يستهدف أي صاحب رأي ببلاغات ودعاوى كيدية، متهماً إياه بازدراء أو تحقير أو إهانة الدين ، فهو لا يضع مفاهيم واضحة للمصطلحات التي يذكرها، مثل "ازدراء وتحقير الدين” أو “الإضرار بالوحدة الوطنية ” ، الأمر الذي يتيح إمكانية تفسيرها بما تقتضيه المصلحة . نقل من  raseef22.com/life/.../blasphemy-laws-in-the-arab-worl .
 




404
         
  أتركيني  .... أعشقك على طريقتي


يوسف تيلجي


أتركيني أهيم  فيك عشقا
أتركيني بشفتيك  مرة أحلم
عشقك كرضيع أخذ الأن  يحبو(*)
أو طفل للكتابة بدأ يتعلم
                       

أتركي قلمي يبحر بعشقك
شعرا  كلما  وجهك  تبسم
أتركيني أتغزل بشعرك المجنون
حين كان أشقرا وحين أصبح أظلم (*)
                     

أميرتي التعشق فيك هنائي
لم يكن العشق بك يوما محرم
أرفعي قيودك فالعشق يا أميرتي
بعيدا  عن  كل  شي  منظم 
                     

رسمت لك قلبي شعرا ونثرا
عسى عينيك تقرأه يوما و تفهم                               
ألم تشعري بشوق  نظراتي
الذي فاق  لهيبها  نار جهنم
                   

كلماتي واضحة في معانيها
فلمن أشكو جفاءك ولمن أتظلم
العشق لا يحتاج قول لأثباته
ألم تلحظي كيف معك أتلعثم !!!
                     

لا أملك في الدنيا سوى أشعارا
أكتبها لك بدمي والقلب منك يتألم
فرحما  بعاشق من  قلب  جفا 
لا يعرف كيف يرق وكيف يرحم
                       

أتركيني  بين  أحضانك  ليلة                 
وسامحيني لو قلبي تمادى وتوهم   
أتركيني كفراشة على خديك         
وأن كانت نهايتي معك أن أندم  !!!                                         


( * )  يحبو :   يزحف .
( * )  أظلم :   صفة من صفات الشعر الأسود .

405
( ج ) القراءة الحداثوية للصلب :                                                                                               سأسرد قراءتي الخاصة لما ورد من تفاسير حول عملية الصلب ، مضيفا أليها ما أرتايت انه يخالف ما ذهب اليه النص القراني فيما يخص عملية الصلب .                                                                                                     1.  تاريخ كتابة الأناجيل و القرأن  :                                                                                                   أن الأناجيل التي تعترف بها الكنيسة هي أربعة ، وهي حسب القدم ( متى ، مرقس ، لوقا ويوحنا ) وكتبت بتواريخ مختلفة و كما يلي :                                                                                                      أنجيل متى / كتبه أحد تلامذة المسيح ،  وهو أقدمها ، ولا بد أن هذا الإنجيل قد كتب قبل خراب أورشليم وينبىء ص 24 بوقوع ذلك . وذهب بعض القدماء إلى أنه كتب في السنة الثامنة بعد الصعود وآخرون إلى أن إنجيلنا الحالي كتب بين سنة 60 وسنة 65 م . ( المصدر منتديات الكنيسة ) .                                                                                                                      أنجيل مرقس ، وقد ذكر ايرينيوس أحد آباء الكنيسة الأولين ، أن البشير مرقس / وهو أحد تلامذة بطرس أهم تلميذ من الحواريين ، كتب البشارة التي تحمل اسمه قائلًا : " بعد أن نادى بطرس وبولس بالإنجيل في روما وبعد انتقالهما ( أو خروجهما ) سلم لنا مرقس كتابة مضمون ما نادى به بطرس" . وإذا كان الأمر كذلك فربما كتب هذا الإنجيل بين عام 65 وعام 68 م . بعض المصادر تقول 40.- 45 م ( حسب دراسة الكاتب عزيز سوريال ) ، وأخرى تقول 61- 63 ( مصادر الكنيسة الارذوكسية ) .                                                                   أنجيل لوقا / البشير لوقا رافق بطرس – أهم تلاميذ المسيح ، وأيضا برنابا ومرقس ، ولمعرفة الكثير عن لوقا البشير علينا أن نرجع إلى البشارة نفسها وإلى سفر الأعمال.  فإن تاريخ كتابة بشارة لوقا يتوقف إلى حد كبير على تعيين تاريخ كتابة سفر الأعمال ، وبما أنه مرجح أن سفر الأعمال قد كتب حوالي سنة 62 أو 63 ميلادية لذا فكل الدلائل التي لدينا تشير إلى أن هذه البشارة كتبت حوالي عام 60 ميلادي. / نقل بتصرف من موقع منتديات الكنيسة .                                                                                                                        أنجيل يوحنا / وهو التلميذ المقرب للمسيح  ، والذي رعى أمه العذراء مريم بعد عملية الصلب ، حيث قال المسيح ليوحنا " .. فلما راى يسوع امه و التلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لأمه : يا أمراة هوذا ابنك ، ثم قال للتلميذ هوذا أمك و من تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته .. / حسب أنجيل يوحنا " ، أما زمن كتابته : للأنجيل  فهو ما بين سنة 85- 100 ميلادية. / نقل بتصرف من موقع القديس تكلا .
أما القرأن فأسلاميا ، فقد تكفل الله تعالى بحفظه بنفسه حسب قوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/ 9  ، قال ابن جرير الطبري في تفسيره (14/8 ) يقول تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر " وهو القرآن وإنا له لحافظون . قال وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما ليس منه أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه .                                                                                                                 وقال السعدي في تفسيره (ص : 696 )  : إنا نحن نزلنا الذكر أي : القرآن الذي فيه ذكرى لكل شيء من المسائل والدلائل الواضحة ، وفيه يتذكر من أراد التذكر . / نقل بتصرف من موقع الأسلام سؤال و جواب .           بويع عثمان بن عثمان بالخلافة بعد الشورى التي تمت بعد وفاة  عمر بن الخطاب سنة ( 23 هـ ) الموافق   (644  م ) ، وقد استمرت خلافته نحو اثني عشر عاماً  ، أي بين 23- 35  هـ/  ( 643-  655  ) م  .
 تم في عهده جمع القرآن / وهو ما نحن بصدده ، وعمل توسعة للمسجد الحرام وكذلك المسجد النبوي ، وفتحت في عهده عدد من البلدان وتوسعت الدولة الإسلامية . / نقل بتصرف من موقع الويكيبيديا . و موقع موسوعة الأسرة المسلمة ...                                                                                                        وهنا نحن أمام معلومة ، بل حقيقة أسلامية عامة ، وهي أن الله يحفظ القران ، وحسب الأية السابقة ، ليس هناك من بيان لطريقة حفظ الله تعالى للقرأن ، والنص القراني جاء مطلقا عاما غير محدد !!                                                                                                                          وحيث أن القرأن في أول الأمر كان في الصدور ، أي محفوظ من قبل الحافظين وهي عملية جدا معقدة ، خاصة في عملية أفراغ النصوص على الصحف ، مهما كان نوع هذه الصحف .. ولأختلاف القراءات أحس الخليفة عثمان بن عفان بأهمية التدوين ،  روى البخاري عن أنس : " أنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ،  فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقال لعثمان : أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى . فأرسل إلى حفصة : أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ، ثمّ نردّها إليك ؛ فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف . وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن ، فأكتبوه بلسان قريش ، فإنّه إنما نزل بلسانهم ، ففعلوا ، حتّى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ، ردّ عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كلّ أُفقٍ بمصحف ممّا نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كلِّ صحيفةٍ ومصحفٍ أن يحرق . قال زيد : فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف ، قد كنتُ أسمع رسول الله(( صلى الله عليه وآله وسلم  يقرأ بها ، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الاَنصاري  : ((( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) ( الأحزاب 33: 23) فألحقناها في سورتها في المصحف.. / نقل بتصرف من الموقع التالي : www.holyquran.net/books/tahreef/12-4.html .                                                         
أضاءة  : مما تقدم يتضح أن تدوين القرأن حصل في خلافة عثمان بن عفان ، " الذي أستمرت 12 سنة " ، أي خلال الفترة ( 643 – 655 م  ) ، ولعدم وجود تأريخ محدد لعملية بدأ ونهاية التدوين ، فلنفرض جدلا أن التدوين تم في نهاية خلافة عثمان أي عام 655 م ، ومن تواريخ كتابة الأناجيل / التي أجمعت كلها على عملية الصلب ، نرى أنها كتبت في القرن الأول الميلادي ، ولو أخذنا المعدل / المتوسط ، الحسابي لكتابة الأناجيل  ،  التي كانت مابين 40 م الى 100 م ، لكان المتوسط الحسابي هو 70 م ، مما سبق نصل الى حقيقة مفادها أنه هناك فارقا زمنيا كبيرا ، وهو ما يقارب 585 سنة بين كتابة الأناجيل وتدوين القرأن ، خلال هذه الهوة الزمنية الهائلة ، لم يردنا مثلا سردا أو حديثا أو أخبارا منقولة أو رواية عن المسيح أو الحواريين ، أو تلامذة الحوارين ومرافقيهم .. أو من عاصروهم ، تواردت الى عصر الرسالة المحمدية ينقل بها الراوي أو المحدث ، أو يفيد بأن الذي حصل قبل حوالي ستة قرون يتفق مع النص القرأني ، وبأن المسيح لم يصلب ولكن شبه له ، وارى أن هذه الفاصل الزمني كان سببا رئيسيا لعدم تواصل الأخبار ... وكل ما ورد من أخبار وتفاسير وروايات كان يتماشى بما يتفق مع النص القرأني حسرا ، وهي أن الذي صلب هو الشبيه وليس المسيح ، وذلك لعدم أستطاعة أي أحد من مخالفة ما أجمع عليه أهل الدين و الفقه و التشريع ..، وهو أن " المصلوب هو ليس المسيح بل هو شبيهه بغض النظر من يكون هذا الشبيه "!  .
2. الرفع المعنوي للمسيح :                                                                                           تفسير " الدكتور نبيل أكبر " ، الذي أتفق / أسلاميا ، في تفسيرعملية الصلب ، ولكنه نهج نهجا أخرا في عملية الرفع ، حيث أنه أكد { بَل رَّفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ ... } و { يَاعِيسَى إنِّى مُتَوَفِّيكَ  وَرَافِعُكَ إلَىّ } وبين أن لا ْ نُفْهَمَ حرفياً إذ لا يمكن أن يكونَ الله سبحانه مَحدُوداً مُجسداً في مكانٍ كي يُعتقدَ بأنَّه رَفَعَ عيسى إلى ذلك المكان المُحدد !  ولمن يعتقد بأنَّ عيسى في السماء الآن فإنَّه ليس من ذِكر للسماء في آيات سورة النساء إطلاقاً  ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ) (النساء : 157 ) ! ... فالرفعُ كان لله تعالى ولم يذكر السماء ، وبين أن الله جلّ جلاله منزهٌ عن المكان ، ولكل هذا ، فالرفع المقصود ليس مكانياً أو جغرافيا .   
أضاءة :  وهنا يضع الدكتور نبيل أكبر نفسه في موضعا حرجا ، حيث طرق نهجا حول المكان الذي يوجد به الله ، فالله غير محدد المكان ، أذن هو ليس  في السماء ، فأين يوجد الله أذن !، فلم يحدد  الدكتو نبيل هذا المكان ، ولم يأتي باية أدلة على ما يقول  ، ولا يستطيع كائن من يكون أن يقول  أين يوجد الله ، لأنها قضية أيمانية ، فالكل يعتقد أن الله في السماء ، فلم نهج هذا النهج ! هذا من جهة .                             
ومن جهة أخرى ، يبين أن الرفع هو رفعا ليس جسديا بل رفعا معنويا ينصب عل قيمة و مكانة و علو أسم المسيح . وبهذا يبتعد الدكتور نبيل عن مفهوم الرفع الجسدي للمسيح بشكل تام ، ويركز على عدم قدرة اليهود من النيل من المسيح بالصلب  بمعنى أنهم يقولون له سنهينك ونلعنك ، ثم يبين ، فقال تعالى لهم / لليهود ، بل لن تقتلوه ولن تصلبوه وسيموت حتف أنفه كغيره من الناس ، من كل ما سبق يتضح أن المسيح ليس على يمين أو يسار الله تعالى في السماء .. ولكن الله رفع من مكانته ، وهو مات كغيره ( رغم حتف أنفه .. ) ، والوصف الاخير أراه لا يليق بالانبياء و الرسل ! .. وبشكل عام أن تفسير الدكتور نبيل خالف أغلب ما قاله المفسرون .

3. تفسير الأمام الباقر :                                                                                                  فالأمام الباقر (ع) الذي يقول : ( اجتمع اثنا عشر ) ، بينما الذين جاؤوا من الحواريين هم ( أحد عشر ) ، فيهوذا لم يأتِ ، بل ذهب إلى علماء اليهود ليُسلِّم عيسى (ع) ، وهذا من المتواترات التي لا تنكر ، فالثاني عشر الذي جاء أو قل الذي نزل من السماء ، هو الوصي من آل محمد (ع) ، الذي صُلِبَ وقُتِلَ ، بعد أن شُبِهَ بصورة عيسى  ..
أضاءة : أرى في هذا التفسير ، سبقا غير منطقيا ، فكيف يصلب عوض المسيح أحد أوصياء آل محمد ، وهناك حوالي ستة قرون بين الصلب و البعثة المحمدية ، وهل كان في عام 33 م ، حقبة صلب المسيح ، أحدا من أتباع  آل محمد ، هذا أولا ، أما ثانيا أن هذا الوصي كان عند الله تعالى ، فمتى صعد عند الباري لكي ينزل فاديا للمسيح في صلبه ، ومن هذا الشبيه وما هو أسمه ، وما هي منزلة هذا الوصي الذي كان من آل محمد كي يكون عند الله في عليين هذا ثالثا .. أما ما نادى به المسيح / أحد أتباع آل محمد : ( يا علي يا علي لماذا أنزلتني ) ، والنصارى يترجمونها  هكذا  (  إلهي ، إلهي لماذا تركتني ) ، قبل الموت / قبل تسليم الروح ، فهي لوحدها قضية غريبة ومثيرة للجدل !! ، وأيضا يبتعد هذا التفسير عن السياق العام لباقي التفاسير ، في أكثر من قضية وموضوع  !

4. تفسير القاديانية للصلب :
هذه الملة لها أعتقادها المثير للجدل أيضا لعملية الصلب ، الذي كان يحاضر به " أحمد ديدات " ، يقولون .. مات عيسى ابن مريم ميتة عادية ، فلم يُقتل ولم يُصلب ، لكنه هو الذي عُلِّق على الصليب وأنجاه الله من الموت عليه ، فأُنْـزِل وهو حيٌّ مغشي عليه ، ثم يُدفن ، ثم يهرب من القبر ويذهب إلى الهند ، وهناك في كشمير يموت موتاً طبيعياً . وقبره في سرنجار / في الهند .
أضاءة :  حكاية هلامية غير متماسكة ، أسطورية ، روج لها " أحمد ديدات  1 يوليو 1918 – 8 أغسطس 2005 "  أعلاميا من خلال ندواته ومحاضراته التمثيلية ، فكيف أن رجلا / المسيح ، يبقى حيا لثلاث أيام عدا الفترات الزمنية للمحاكمة ، وبعد الكم الهائل و المبرح من العذاب الذي تعرض له من جراء ..( عدم الأكل من زمن ألقاء القبض عليه في بستان الجلجثة لحين الصلب ، المحاكمات التي أجريت له ، الضرب و اللطم الذي ناله ، الجلد بأسواط رهيبة ، حمله للصليب والسير به لمسافة طويلة ، دق المسامير في يديه ورجليه ، رفعه على الصليب واخيرا طعنه .. ) ، بعد كل هذا العذاب ، يغمى عليه ويظنوه ميتا ، ينزلوه ، و مجيء شخص شبيه به من الأمة الإسلامية ، يدفن ثم يهرب من القبر ويذهب إلى الهند ، وهناك في كشمير يموت ميتة طبيعيةً .. وأيضا تبين القاديانية ، أن المشبه به هو من الأمة المحمدية ، كرواية الأمام الباقر !                                                                                                                  القاديانية تروج لحكاية من وحي الأفق الهندي الغارق بالخيال الأسطوري ، من أدعاء " الغلام أحمد " أنه المسيح الموعود  و المهدي المنتظر ، وبهذا تحقق القاديانية شطحا عقائديا لا سابقة له بجمعها بين المسيح و المهدي المنتظر .                                                                                                                 التفسير بأجماله  ضعيف لا سند له وبعيد عن المنطق وهو أقرب ما يكون من الأساطير الهندية ، ولكن الترويج لهذا التفسير من قبل الداعية أحمد ديدات  كان كبيرا جدا ، خاصة وأنه  كان محتضنا من قبل المملكة العربية السعودية " والتي منحته جائزة  الملك فيصل  لجهوده عام  1986م " / نقل من أرشيف الفائزين بجائزة الملك فيصل ... " وللعلم عقائديا لا يعتبر حتى أحمد ديدات من أهل الجماعة و السنة " .

5. قتل الانبياء :                                                                                                              أذا كان القرأن يؤكد أن المسيح لم يصلب ولكن  شبه له  ، على أساس أن الأنبياء و الرسل بعيدين أو محصنين أو معصومين من القتل ، الصلب ، الغدر ، الاغتيال  أو غير ذلك ، فهذا غير صحيح ، لأنه يتنافى مع النص القرأني الذي يبين ورود  و أمكانية حصول أيا من هذه الأمور للأنبياء و الرسل ، وذلك بصريح النصوص الاتية :     'وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ' (سورة آل عمران 3: 181) .
'فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ' (سورة النساء 4: 155) .
 'أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ' (سورة البقرة 2: 87) .              قطع رأس النبي يوحنا المعمدان / حسب الأنجيل ، والذي يدعى يحي بن زكريا / حسب رواية القرأن ، فالله هنا لم يأمر ملائكته بمنع هذه الميتة الشنيعة عن يوحنا والذي قال عنه القران في سورة أل عمران 19 : ( فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ) .. ورواية قطع رأس يوحنا .. " تزوج الملك هيرودس من هيروديا زوجة أخيه . وكان هيرودس يخاف يوحنا إذ قال له بأنه لا يجوز زواجه بزوجة أخيه فهذا لا يحل له . لذلك ، سجن هيرودس يوحنا وكانت هيروديا حاقدة على يوحنا من ذلك وفي عيد ميلاد الملك هيرودس دعا العظماء والقواد لعشاء فاخر ودخلت ابنة هيروديا ( سالومي ) لترقص فسرّ هيرودس الملك والمتكئين معه وقال الملك لها أطلبي ما تشائين وسوف يتحقق حتى ولو نصف مملكتي وأقسم على هذا أمام الجمع فخرجت الصبية لعند أمها وتشاورت معها وطلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق فحزن الملك جداً لأجل القسم . وأرسل الملك سيافاً وأمره أن يأتي برأس يوحنا. وأتي برأسه للصبية ، والصبية بدورها أعطته لأمها.. " / نقلت بتصرف من موقع الويكيبيديا .

6. حقيقة موت المسيح قرأنيا :
تدل بعض الأيات القرانية ، بصورة  قاطعة وتامة وبشكل لا يقبل الشك ، بأن المسيح قد مات على الأرض ، وفي هذا أتفاق مسيحي أسلامي أي تطابق أنجيلي قرأني ، فليس من داع أن نذكر ما يؤيد ذلك حسب قراءة الانجيل لأن صلب المسيح هي محور عقيدة المسيحية ، ولكن سنذكر بعض الأيات القرأنية التي تؤيد ذلك :
'إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ' (سورة آل عمران 3: 55).                                             'وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ' (سورة المائدة 5: 117).               'وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً' (سورة مريم 19: 33).                                                           ولكن تبقى فارقة واحدة ، وهي طريقة الموت ، فمسيحيا " المسيح صلب " أما أسلاميا " المسيح توفى " وأرى أن النتيجة العملية واحدة ، وهي أنه مات  ، أما بعد حادثة الوفاة / أن كانت صلبا أو بأي مسبب اخر ، فان المسيح رفع الى السماء ، وقضية الرفع بعد الموت وحسب الأيات المستشهد بها أنفا أيضا متفق عليها مسيحيا و أسلاميا.
7. تنقيط القرأن :                                                                                                                          ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ) ( النساء : 157 ) .                                        " اما تنقيط الحروف ، فهو ما يدل على ذات الحرف ، ويميز المتشابه منه ؛ لمنع العجمة ، أواللبس . كحروف الباء والتاء الثاء / والجيم والحاء والخاء / ، والراء والزاي/  والسين والشين / والعين والغين / والفاء والقاف / ونحوها مما يتفق في الرسم ويختلف في النطق ، فقد دعت الحاجة إليه عندما كثر الداخلون في الإسلام من الأعاجم ، وكثرالتصحيف في لغة العرب ، وخيف على القرآن أن تمتد له يد العبث .
ففي العهد الاموي ، أمر الحجاج بن يوسف ( 660- 714 ) م  ، بتنقيط القرأن الكريم وكلف لهذا كلاً من :                   نصر بن عاصم ، ويحيى بن يَعْمَر لهذه المهمة ؛ لأنهما أعرف أهل عصرهما بعلوم العربية وأسرارها ، وفنون القراءات وتوجيهها ، وقرروا إحياء نقط الإعجام ، وقررا الأخذ بالإهمال والإعجام .. وكتب هذا النوع من النقط بلون مداد المصحف ؛ حتى لا يشتبه بنقط الإعراب ، واستمر الوضع على ذلك حتى نهاية الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية سنة 132هـ " . / نقل بتصرف من موقع البوابة الرقمية .
أضاءة:  ان الرسول محمد ( 571- 632 ) م ، توفى عام 632 م ، وقد تم جمع القرأن في زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان ( 643 – 655 ) م ، وقد تم تنقيط الحروف في حقبة الدولة الأموية ، في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي ( 660 – 714 ) م .. وفي عام 632 م / موت الرسول ، أنقطع الوحي وتم الأنتهاء من القرأن  ، وبعدها ب 23 سنة تم جمع القران / نهاية عهد الخليف عثمان ، وبعد ذلك ب 59 سنة ( من مقتل عثمان 655 م الى موت الحجاج 714 م ) تم تنقيط القرأن .. من هذا نرى أن طيلة هذه الفترة  البالغة 59 سنة  ، كان القرأن غير منقطا / هذا في حالة انه تم الأنتهاء من التنقيط في عام 714 م ، وأن كل أياته  كانت تحتمل اللبس في النطق و اللفظ ! ومن المؤكد أن الأية المشار أليها في أعلاه / من المحتمل ، قد مسها هذا الأمر ، حالها حال باقي أيات القرأن .
8. تعدد قراءات القرأن :                                                                                                                ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ) (النساء : 157 ) . "                                     " تعدد القراءات القرآنية أمر واقع أجمعت عليه الأمة سلفاً وخلفًا ، وليس ثمة دليل لمن ينكر ذلك أو يستنكره ؛ وإذ كان هذا واقعاً لا يمكن نكرانه أو تجاهله فإن السؤال الوارد هنا : ما السبب الذي أوجب أن يختلف القراء في قراءة القرآن على قراءات عدة ومتعددة ، وصل المتواتر منها إلى أكثر من سبع قراءات.  ومن المفيد والمهم هنا التذكير بداية ، أن الاختلاف في القراءات القرآنية إنما كان فيما يحتمله خط المصحف ورسمه ، سواء أكان الاختلاف في اللفظ دون المعنى ، أم كان الاختلاف في اللفظ والمعنى ، وعلى هذا ينبغي أن يُحمل الاختلاف في القراءات القرآنية ليس إلاَّ. : إن الصحابة رضي الله عنهم كان قد تعارف بينهم منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم ترك الإنكار على من خالفت قراءته قراءة الآخر ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرهم على ذلك ، ولو كان في الأمر شيء لبيَّن لهم ذلك ، أَمَا وإنه لم يفعل فقد دلَّ ذلك على أن الاختلاف في القراءة أمر جائز ومشروع ، وله ما يسوغه.  وقد صح في الحديث عنه صلى الله عل وسلم أنه قال :  إن القرآن نزل على سبعة أحرف كلها شافٍ  كافٍ رواه النسائي ، وفي " الصحيحين " عنه صلى الله عليه وسلم أيضًا ، قوله : أُنزل القرآن على سبعة أحرف ، فاقرؤوا ما تيسر  رواه البخاري ومسلم . / نقل بتصرف من موقع - أسلام ويب ، موضوع تعدد القراءات .                                                                                                أضاءة : أن تعدد القراءات  القرأنية حقيقة تأريخية أسلامية  ، يقر بها أهل العلم من المسلمين قاطبة ، حتى أن         " الصحابة رضي الله عنهم كان قد تعارف بينهم منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم ترك الإنكار على من خالفت قراءته قراءة الآخر ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرهم على ذلك .. " ، وسائل يسأل ، لو أخذنا بنظر الاعتبار النقطة السابقة ( 7. تنقيط القرأن ) و أضفنا أليها النقطة الحالية ( 8. تعدد قراءات القرأن ) ، وطبقنا ذلك على سورة النساء 157 ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ .. ) لرأينا الشبهات و اللبس و الشك الذي نحن به لفظا و نطقا ومعنى ، وكذلك فيما يخص تعدد قراءات هذه الأية ، ومن ثم قراءتها قبل التنقيط وبعده من جهة ، وتوصيل معلومة الصلب من جهة ثانية ، وذلك لعدم وجود أي مصادر تبين كيف كانت تقرأ هذه الأية بالتحديد ، وذلك لأعتبار أن هذه الأية أية تتعلق بالعقيدة المسيحية وهي صلب المسيح .
الخاتمة :                                                                                                                             أضافة لكل ما ورد من دلائل وحقائق وقرائن حول عملية الصلب ، أورد الأتي لكي أختم الموضوع :                           أ -  في النص القرأني  قال تعالى  ” : نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام “   سورة أل عمران .  الأية تؤكد وبشكل تام بأن الرسول محمد نزل عليه الكتاب مصدقا لما بين يديه من التوراة و الأنجيل ، أي كل ما ورد في الأنجيل حقيقة وأخباره صادقة ، وهذا ما تؤكده الأية بشكل تام ، لم يقل  " ما عدا واقعة صلب المسيح ، لأنه شبه له ولم يصلب "  ،  أو لم يقل "  من الأية كذا الى الأية كذا وهذا لا يشمل كذا وكذا " ، ولم يقل " بوجود أنجيل حقيقي و أخر محرف /  كما يدعي البعض " ،  قال الأنجيل بالمطلق ، أذن عملية الصلب حقيقة مصادقا عليها أسلاميا ، حسب النص القرأني .                                                                                                                                               وحسب تفسير القرطبي للأية الواردة في أعلاه ، يؤكد على التصديق للتوراة و الأنجيل :
(( قوله تعالى : نزل عليك الكتاب يعني القرآن بالحق أي بالصدق ، وقيل : بالحجة البالغة . والقرآن نزل نجوما : شيئا بعد شيء ، فلذلك قال ( نزل ) والتنزيل مرة بعد ( ص  7 ) . والتوراة والإنجيل نزلا دفعة واحدة فلذلك قال أنزل ، والباء في قوله ( بالحق ) في موضع الحال من الكتاب ، والباء متعلقة بمحذوف ، التقدير : آتيا بالحق ولا تتعلق ب نزل لأنه قد تعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف جر ، ولا يتعدى إلى ثالث . ومصدقا حال مؤكدة غير منتقلة ; لأنه لا يمكن أن يكون غير مصدق ، أي غير موافق ; هذا قول الجمهور . وقدر فيه بعضهم الانتقال على معنى أنه مصدق لنفسه ومصدق لغيره )) / تفسير القرطبي للقرأن – موقع أسلام ويب .                                    ب -  أرى أن عملية الصلب ، وقعت لا محالة ، وشهد عليها  شهود عيان ، أبتداءا من عملية القبض على المسيح ، محاكمته ، جلده ، تعذيبه ، حمله للصليب ، دق المسامير برجليه ومعصميه ، تثبيت الرقعة على الصلب التي كتب عليها " هذا ملك هو اليهود " ، تسميره على الصليب ، دفنه ، قيامته ، ظهوره للتلاميذ ، ثم  موقف توما الرسول من المسيح " .. الذي اشتهر  بموقفه من قيامة الرب من بين الأموات . فلما أظهر الرب يسوع ذاته مساء أحد القيامة لم يكن توما معهم ، ولما أخبره بقية التلاميذ بهذا الظهور قال لهم : أن لم أبصر في يديه أثر المسامير واضع يدي في جنبه لا أؤمن . وفي الأحد التالي أظهر الرب ذاته إلى تلاميذه في العلية ومعهم توما وعاتبه الرب عتابًا لطيفًا ، وألزمه أن يضع إصبعه في أثر المسامير ويضع يده في جنبه فذاب توما خجلًا ، ومن فرط اليقين صرخ " ربي والهي "  فقال له يسوع " لأنك رأيتني يا  توما آمنت . طوبي للذين امنوا ولم يروا "    ( أنجيل يوحنا  20 : 26-29 ) .. أذن عملية الصلب  وقعت وحدثت فعلا  بشهادة / على أقل تقدير ، كل من : تلميذي المسيح / من ضمن الحواريين الاثنى عشر وهما كاتبا الأنجيل متى ويوحنا ، أضافة الى الأنجيلي مرقس  " الذي كان مرافقا للتلميذ بطرس - أهم تلاميذ المسيح " و الأنجيلي لوقا  " الذي رافق بطرس وبرنابا " ، مع جمع من النساء منهم مريم العذراء أمه ، مريم المجلية ، مريم أم يعقوب ويوسي أم أبني زبدي .. كل هؤلاء وغيرهم من التلاميذ و الأتباع شهدوا الصلب شهادة عيان وليس نقلا عن أحد ، والذي لم يحضر أبلغه معلمه أو زميله أو مريده أو تابعه ، فالأنجيل  ليس رواية كتبت نقلا عن طرف ثان أو ثالث .. ولكنه خبرا يقينا كتبوه الذين شهدوا ورأوا وحضروا وتابعوا " عملية الصلب " على جبل الجلجثة .                                                                                                                                            يجب علينا  /  كدارسين ، كتاب  ،  مهتمين و باحثين .. ، أن نبعد الأدلجة عن النص الديني ، وذلك من أجل أن نقرأ النص بأستقلالية فكرية و بمنظور حداثوي بعيدا عن القراءة الدينية الماضوية ، مستبعدين عاطفة الأنتماء الديني / العقائدي ،  عن أسلوب ونهج البحث ، وذلك حتى نقرأ النص بشكل حيادي كي نصل الى حقيقة النص الذي نحن بصدده .. ويجب أن نقبل الحقائق مهما كانت نتيجة البحث من تأثير أو أنعكاس ،  أيجابيا كان أو سلبيا على المعتقد أو على الشريعة ، خلاف ذلك سنكون متقوقعين على المفهوم الجامد القديم للنص  ، وبهذا نكون لا نزال " ننظر " لأي حدث أو واقعة أو أي خطب .. تحقق / تحققت ، قبل اكثر 14 قرنا ، بفكر وعقلية ومنظور البداوة السابق التي كان يعيشها العرب في صدر الرسالة المحمدية ... و " عملية الصلب  " هو الموضوع  الأهم الذي يستحق ، أن ننظر أليه بعقلية علمية مستقلة وبمنطق القرن الواحد والعشرين ، وأن كل قراءة يجب أن تكون بعقلية متفتحة حتى نحصل على نتائج متفقة مع التطور الذي نعيشه ،  وأن " كل جهد أو أي دراسة  أو بحث  أو أي تمحيص أو أي محاولة  أو تدقيق أو أعادة تقييم .. "  أو أي " قراءة  " حداثوية  لأي موضوع  ، هي خطوة على طريق الثورة الدينية  للمفهوم القديم للنص القرأني .










406
                      قراءة .. قبل وبعد هجوم " داعش " على بروكسل / بلجيكا

    أشارة لعمليات الهجوم على مطار بروكسل ومترو الأنفاق في بلجيكا (*1) ، أرى أن حال الغرب أصبح كالأفلام العربية القديمة ، حيث أن الشرطة / البوليس ، تأتي بعد وقوع الحدث و أنتهاء الجريمة وبعد هروب المجرمين ، وتقوم الشرطة بعد ذلك بالتحليل والتفسير والتنظير .. ! فرجال الأمن في بلجيكا / بعد وقوع الهجمات الأرهابية  وبعد أن قتل من قتل ! ، أجتهدوا  وفرغوا أجهزة المراقبة والسيطرة والتسجيل ، وأستنتجوا  أن ارتداء المشبوهون لقفاز واحد (*2) بهذا الشكل وباليد ذاتها لكلا المشتبه بهما قد يشير إلى محاولة لإخفاء جهاز التفجير الخاص بالحزام الناسف المخبأ تحت ملابسهما ، ولكن جاء هذا بعد فوات الأوان !! ونسوا أو تغافلوا السبب الرئيسي وهو التخلخل المجتمعي نتيجة المهاجرين المعبأين فكريا بالجهاد و بالأسلام المتطرف !! الذين يعيشون وسط محيط مختلف دينيا و مجتمعيا وطبائعيا وتقليديا من خلفيتهم العربية و الدينية ..
القراءة :
أن الغرب فتح الأبواب على مصراعيها ، أضافة الى منح عواطفه القلبية والأنسانية للمهاجرين العرب و.. ، دون أدنى تدقيق أمني ، وبدون أي موازنات دينية وقومية وأثنية ، وبدون معرفة ما هو رد فعل التأثير المجتعي على وجودهم  ، ومنح الغرب في الوقت نفسه الحرية التامة في تأسيس وأنشاء المساجد والمؤسسات و المراكز الدينية ، والتي تمول غالبيتها بالأموال السعودية والقطرية ، والتي تعمل معظمها على بث روح التطرف والتعصب من جهة ونشر المذهب الوهابي من جهة أخرى ! .. ماذا كان يتوقع الغرب من المتطرفين المسلمين الذين يعيشون في أوربا  كخلايا نائمة ! أتتوقع الحكومات الغربية من " بعض هؤلاء " المحبة والتسامح والأيثار ونكران الذات والأنسلاخ من تعاليم الجهاد والثأر ونشر الترويع بين " عموم الكفار الصليبيين !! " ، المذكورة في النصوص القرأنية ! أن الحكومات الأوربية قد أعمتها حرية الأعتقاد وحرية ممارسة العقائد الدينية ! " وناموا بالعسل " كما يقال ، حتى أتاهم أول رد فعل كنتيجة للقبض على المتهم بتفجيرات باريس الأرهابية – صلاح عبد السلام  ، بعد أقل من 4 أيام من ألقاء القبض عليه في بلجيكا ، وهذا دليل دامغ على وجود روابط لوجستية عالية الفعالية وسريعة الأستجابة والتنفيذ بين داعش وبين خلاياها النائمة أو الفاعلة في أوربا وغيرها  ..
 أوربا / بعد الهجمات الأرهابية الأخيرة ، يجب أن تصحوا من غفلتها  ، ويجب أن تعيد النظر بالموجود الكمي من المهاجرين  ، خاصة المتطرفين منهم ! أني أتساءل مذا سيحدث في ألمانيا مثلا ، مع هذا الكم الهائل من المهاجرين العرب الجدد ، والذي أمتنع بعضهم من شرب مياه موسومة " علبها  بالصليب الأحمر " ، ظنا منهم أنه صليب المسيحية ! وهو " لوكو " يمثل صليب منظمة الصليب الأحمر الأنسانية ! فكيف لهؤلاء العطشى أن يتعايشوا مع مجتمع مسيحي وهم شبعى !! من الممكن أن تكون أوربا قد دخلت نفقا مظلما رأينا بشائره من العمليات الأخيرة في فرنسا وأميركا وأخيرا بلجيكا  ، خاصة من مهاجرين سيسودون مستقبلا بأغلبية سكانية ، فمعدل الولادة عندهم عال ، مقارنة مع مجتمع أوربي العائلة في نظامه الأجتماعي هزيلة ، وبمعدل ولادة جدا منخفض ! أن التقدم التكنولوجي والتمدن الحضاري الذي سعيتم في بنائه أجيال و أجيال سينهار كجبل من رمل ، أذا لم تنتبهوا الى الحاضر الدموي والمستقبل المظلم ، الذي أنتم بين جنبيه ، أنكم تمرون بمفصل زمني أساسي ومركزي ومهم من حياتكم ، وكما قال شكسبير (*3) " أكون أو لا أكون ، ذلك هو السؤال ! " .

------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(*1) أفادت وكالة روسيا اليوم                                                                                              هزت 3 تفجيرات الثلاثاء 33.03.2016 قلب العاصمة البلجيكية اثنان منها في مطار بروكسل وثالث في إحدى محطات المترو ما أسفر حسب حصيلة غير نهائية عن مقتل نحو 30 شخصا وإصابة أكثر من مئة آخرين . وإليكم تسلسل وقائع الأحداث بتوقيت موسكو:                                                                            الساعة 10:24:10 وكالة "رويترز" تفيد بوقوع انفجارين في مطار بروكسل وإصابة عدة أشخاص .
 الساعة 10:29:31 إخلاء الركاب من المطار ووقف القطارات القادمة إليه .                                         
 الساعة 10:39:54 صحيفة Laatste Nieuws تؤكد سقوط قتلى نتيجة التفجيرين بمطار بروكسل ، وتطويق المطار ووقف حركة الطائرات والمواصلات باتجاه المطار، بالإضافة إلى توجه قوى الأمن ومركبات الإطفاء والإسعاف إلى الميناء الجوي.
الساعة 11:23:10 وقوع تفجير في مترو بروكسل بالقرب من منطقة إدارات الاتحاد الأوروبي .
الساعة 11:24:16 إغلاق مترو بروكسل . / المصدر : " تاس" – نقل بتصرف من موقع RT  .
(*2) في 22.3.2016  أوضح محللون لـCNN  إن ارتداء قفاز واحد بهذا الشكل وباليد ذاتها لكلا المشتبه بهما قد يشير إلى محاولة لإخفاء جهاز التفجير الخاص بالحزام الناسف المخبأ تحت ملابسهما ، في حين ذهب محللون آخرون للقول بأن هذا قد يكون محاولة لإخفاء آثار مواد كيماوية استخدمت في تصنيع الأحزمة الناسفة .
(*3) تراجيديا هاملت Hamlet واحدة من أهم مسرحيات الكاتب الانجليزى ويليام شكسبير.  كتبت في عام 1600 أو 1602 وهي من أكثر المسرحيات تمثيلاً وإنتاجاً وطباعة ، وهى أطول مسرحيات شكسبير وأحد أقوى المآسي ، وتعتبر الأكثر تأثيراً في الأدب الإنجليزي ، فهي من كلاسيكيات الأدب العالمي ، وربما ترجع شهرتها إلي العبارة الشهيرة والسؤال الذي يناجي فيه هاملت نفسه قائلاً : أكون أو لا أكون. 

 



407
                 قراءة .. في عقيدة  " صلب المسيح  " بين المسيحية و الأسلام / الجزء الاول
الموضوع :
      عقيدة صلب السيد المسيح ، كانت ولا زالت .. وستبقى ، مبدأ خلاف وأختلاف وتضادد ، بين المسيحية و الأسلام ، فبينما تؤمن المسيحية بأن الصلب هي عقيدة خلاص وفداء وتكفير عن خطايا البشرية ، وذلك وفق مبدأ فلسفي روحي و أنساني لمفهوم التضحية ، والأكثر عمقا من هذا ، أن المسيحيين يعتقدون ان المصلوب هو أبن الله ، الذي يطلب من أبيه السماوي أبعاد عملية الصلب عنه حسب أنجيل " لوقا 22/ 42 " بقوله " يا أبت ان شئت فأبعد عني هذا الكأس ولكن لا تكن مشيئتي بل مشيئتك " .. ثم يصرخ السيد المسيح  قبل تسليم الروح : ألهي ألهي لماذا تركتني !" أنجيل متى 27/ 46 " ... بينما يعتقد الأسلام غير ذلك ، بنفيهم لعملية الصلب جملة وتفصيلا ، أنطلاقا من مفهوم كيف لنبي أن يصلب ! لقوله تعالى ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ) (النساء : 157 )  ، وينكر الأسلام / بنفس الوقت ، أن يكون لله ولد أو أن يكون له شريك ، بقوله تعالى  ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك بالملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا / سورة الأسراء - الأية 111 ) ، هذا ملخص الموضوع مسيحيا و أسلاميا .
أسلوب البحث :                                                                                                                    سأطرح عقيدة الصلب وفق الديانة المسيحية وما يؤيدها من قرائن و حقائق ..، ثم ما ورد من نقض لها أسلاميا ، ثم سأسرد قراءتي الخاصة للموضوع .
( أ ) عقيدة الصلب مسيحيا :                                                                                                           سأتناول  ما يؤيد عقيدة الصلب  وفق الأناجيل أولا ، ثم ما جاء من نبؤات وفق العهد القديم ، ثم نبؤات متفرقة ، فشهادة التلمود لعملية الصلب ، وبعض الأكتشافات التأريخية حول عملية الصلب ، ثم شهادات المؤرخين وأخيرا بعض الحقائق العلمية المتعلقة بعملية صلب السيد المسيح .                                                                                                                      1.  الأناجيل الاربعة :                                                                                                                وهي الأناجيل / المعترف بها من قبل الكنيسة المسيحية ، وهي " متى ، لوقا ، مرقس ، يوحنا " ، حيث أجمعت كلها على الصلب بنفس الأهمية و الطريقة / من محاكمة و جلد وصلب وقيامة وصعود .. ، ولم يكن هناك أختلاف سوى بطريقة و أسلوب الكتابة  التي أعتمدها كل  " بشير أو رسول " منهم ، وسأورد ما تناوله البشير يوحنا كنموذج / ملخص ، لعملية الصلب و القيامة و الصعود ...                                                                                        فعملية الصلب يسردها الانجيلي يوحنا كما يلي :                                                                                  " فخرَجَ وهوَ يَحمِلُ صَليبَهُ إلى مكانٍ يُسَمَّى الجُمجُمَةَ ، وبالعبرِيَّةِ جُلْجُثَةَ . فصَلبوهُ هُناكَ وصَلَبوا معَهُ رَجُلَينِ ، كُلُّ واحدٍ مِنهُما في جِهَةٍ ، وبَينَهُما يَسوعُ . وعَلَّقَ بِـيلاطُسُ على الصَّليبِ لوحَةً مكتوبًا فيها : (( يَسوعُ النـّاصِريُّ مَلِكُ اليَهودِ )) . فقَرأ كثيرٌ مِنَ اليَهودِ هذِهِ الكِتابَةَ ، لأنَّ المكانَ الّذي صَلَبوا فيهِ يَسوعَ كانَ قَريبًا مِنَ المدينةِ . وكانَتِ الكِتابَةُ بالعِبريَّةِ واللاَّتينيَّةِ واليُونانِـيَّةِ . فقالَ رُؤساءُ كَهنَةِ اليَهودِ لبِـيلاطُسَ : (( لا تكتُبْ : مَلِكُ اليَهود ، بل اَكتُبْ : هذا الرَّجُلُ قالَ : أنا مَلِكُ اليَهودِ! )) فأجابَهُم بِـيلاطُسُ : ((ما كَتَبتُهُ، كَتَبتُهُ ))  ..                                                 أما عملية القيامة فيسردها يوحنا الانجيلي كالأتي :                                                                                                                             ( وفي اليوم الأول من الأسبوع ، جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً ، والظلام ما زال باقياً فنظرت الحجر ( أي الحجر الذي كان على باب القبر المنحوت الذي دفن فيه المسيح في يوم الجمعة ) فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر! فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما : لقد أخذوا الرب من القبر ولا نعلم أين وضعوه . ظنت مريم المجدلية بأن جسد المسيح كان قد أخذ ليوضع في قبر آخر ولم تتذكر كلمات المسيح التي كان قد تفوه بها عن صلبه وموته قيامته من بين الأموات . وما إن سمع التلميذان بهذا الخبر حتى أخذا بالركض متجهين نحو القبر. فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء إلى القبر أولاً وانحنى فنظر لفائف الكتان موضوعة هناك ولكنه لم يدخل . ثم جاء أيضاً سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر لفائف الكتان موضوعة والمنديل الذي كان على رأسه غير موضوع مع لفائف الكتان بل ملفوفاً في موضع على حدته . فحينئذ دخل أيضاً التلميذ الآخر الذي جاء إلى القبر أولاً ورأى فآمن . فإنهما لم يكونا بعد يعرفان الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من بين الأموات. ثم رجع التلميذان إلى بيتهما . من الواضح ونحن نتأمل في كلمات الرسول يوحنا المدونة في الإنجيل أنه بالرغم من تعاليم المسيح عن موته وقيامته فإن تلاميذه وأتباعه لم يتوقعوا حدوث ذلك . وعندما مات المسيح على الصليب ظنوا بأن رسالته قد باءت بالفشل الذريع . لكنهم كانوا مخطئين وذلك لأنهم لم يعرفوا الكتاب أي كتاب الله المقدس الذي علَّم بأن المسيح المنتظر كان سيفدي العالم ليموت عنا نحن البشر مكفراً عن خطايانا . ولم يبق تحت سلطة الموت بل قام في اليوم الثالث من بين الأموات . ونظراً لاضطراب كل من بطرس ويوحنا فإنهما أهملا مريم المجدلية التي كانت قد عادت إلى القبر وكانت واقفة تبكي ظانة بأن جسد المسيح كان قد نقل إلى مكان مجهول . وفيما هي تبكي انحنت إلى القبر فرأت ملاكين بثياب بيض جالسين حيث كان جسد يسوع موضوعاً ، أحدهما عند الرأس والآخر عند الرجلين . فقالا لها : يا امرأة ، لماذا تبكين ؟  قالت لهما : لأنهم أخذوا ربي ولا أعلم أين وضعوه ! قالت هذا والتفتت إلى الوراء فرأت يسوع واقفاً ولم تعلم أنه يسوع . فقال لها يسوع : يا امرأة ، لماذا تبكين ؟ من تطلبين ؟ فهي إذ ظنت أنه البستاني قالت : يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه . قال لها يسوع : يا مريم ! فالتفتت وقالت له بالعبرانية : رابوني ! ومعناه يا معلم ! قال لها يسوع : لا تمسكي بي فإني لم أصعد بعد على الآب . لكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم : أني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم . فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ قائلة : إني رأيت الرب وأنه قال لها هذا ... ) .                                                         أما عملية الصعود الى السماء فيسردها يوحنا الأنجيلي كالأتي :                                                                             (  وفي مساء ذلك اليوم وهو اليوم الأول في الأسبوع ، جاء يسوع ، والأبواب حيث كان التلاميذ مغلقة خوفاً من اليهود ، ووقف في الوسط وقال لهم : السلام لكم ! ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه . ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب . فقال لهم يسوع ثانية : السلام لكم ! كما أن الآب أرسلني كذلك أرسلكم أنا . ولما قال هذا نفخ فيهم وقال لهم : اقبلوا الروح القدس ، فمن غفرتم خطاياهم تغفر لهم ومن أمسكتم خطاياهم أمسكت . لم يتوقع تلاميذ المسيح قيامته من بين الأموات . وكانوا في خوف عظيم من اليهود وكانت جميع أحلامهم قد تبددت وظهر لهم المستقبل وكأنه بدون أي رجاء . فظهر لهم المسيح وبدد شكوكهم وأمرهم بالذهاب إلى العالم للمناداة بخبر الإنجيل المفرح ! .. ) / نقل بتصرف من أنجيل يوحنا .                                                                                                                                2.   نبؤات العهد القديم عن السيد المسيح  :                                                                                         هناك عدة مئات من النبوات prophecies في العهد القديم عن الرب يسوع المسيح قد تمت تمامًا في مجيئه الأول. سواء نبوات قد تمت في حياته وخدمته ، أو كرؤية مسبقة لشخصيته.  وبناءً على قانون الأحتمالات الرياضي هناك فرصة واحدة في كل 84 وإلى يمينها 98 صفرًا ، لحدوث كل هذه النبوات في حياة شخص واحد ، فما أعجب أن تتحقق جميعها على أروع ما يكون في شخص واحد ، فهذا من أقوى الأدلة على مصدرها الإلهي ، ومن ثم مصداقيتها المطلقة ، التي لا يمكن أن تصدر إلا عن الله العليم بكل شيء والقدير على كل شيء ، فهو وحده الذي يقدر أن يوحي لرجاله الأمناء بهذه النبوات ويتممها في حينه ( ارجع مثلًا إلى إشعياء  41: 21 – 24 ،42: 8 و 9، 46: 8 – 11 ) ، ومن هذه النبؤات على سبيل المثال وليس الحصر الأتي :
التنبؤ بأنه يصلب مع أثمة : ( اش 53:  12 ) . إتمام هذه النبوة : ( مت  27: 38 وانظر أيضًا إنجيل مرقس 15: 27 و 28 ولو  23:  33 ) .
التنبؤ بأن ستثقب يداه وقدماه : ( مز 22: 16 وانظر أيضًا زك 12: 10). تحقق هذه النبوة: (يو 20: 27 وانظر أيضًا يو 19: 37 و 20: 25) .
التنبؤ بأن سيهزأ به ويهان: ( مز 22: 6 و 8).  إتمام هذه النبوة: (مت 27: 39 و 40 وانظر أيضًا مت 27: 41 - 44 ومر 15: 29 – 32 ) .
التنبؤ بأنه سيقدم له مرارة مع خل: (مز 69: 21 ) . تحقق هذه النبوة : (يو 19: 29 وانظر أيضًا مت 27: 34 و 48) .
التنبؤ بأنه سيسمع كلمات نبوية تعاد على سمعه استهزاء به : (مز 22: 8 ) . تحقق هذه النبوة : (مت 27:    43) .
التنبؤ بأنه يصلي لأجل أعدائه : ( مز 109: 4 انظر أيضًا اش 53: 12 ) .تحقق هذه النبوة:( لو 23: 34 ) .
التنبؤ بأن جنبه يثقَب : (زك 12: 10) . إتمام هذه النبوة : (يو 19: 34) .
ذكر إلقاء قرعة على ثيابه : (مز 22: 18). تمام هذه النبوة: (مر 15: 24 وانظر أيضًا يو 19: 24) .
لا يكسر عظم من عظمه (مز 34: 20 وانظر أيضًا خر 12: 46). تحقق هذه النبوة: (يو 19: 33 و 36) .
أنه يدفن مع غني عند موته : (اش 53: 9). تحقق هذه النبوة: (مت 27: 57 - 60) .                           التنبؤ بقيامته من بين الأموات : (مز 16: 10 وانظر أيضًا مت 16: 21) ، تحقق هذه النبوة: (مت 28: 9 وانظر أيضًا لو24: 36 - 48) . / نقل بتصرف من موقع  St. Takla Haymanout Coptic Orthodox Website  .
3.   ثقب يديه ورجليه :                                                                                                                       النبوءة :  زكريّا 12 : 10 ، ومزمور 22 : 16 .                                                                                      التحقيق:  إنجيل لوقا 23 : 33 ، وإنجيل يوحنّا 20: 25 ،  لقد صُلب يسوع بالطريقة الرومانية ، التي فيها تُثقب اليدان والقدمان بالمسامير الخشنة ليعلّقوا الجسد على الخشبة .                                                               4.   يُصلب بين اللصوص   :                                                                                                       النبوءة : ( تقريباً 700 سنة ق.م ) ، سِفر إشعياء 53: 12.                                                                                         التحقيق :  إنجيل متّى  27: 38 ، وإنجيل مرقس  15 : 27 و28 .. / الفقرة ( 3 & 4 ) نقلت بتصرف من موقع المعرفة .                                                                                                                                   5.   شهادة التلمود  :                                                                                                                       التلمود هو كتاب مقدس لليهود ، وقد جاء في نسخة طبعت في أمستردام عام 1943 صفحة 42 ، بأن :              " يسوع الذي يدعى المسيح كان قد صلب مساء يوم الفصح ." /  نقل بتصرف من الموقع التالي  www.thegrace.com/magazine/issue35/a_mawd.htm
6.  أما بالنسبة للوثائق التاريخية سأورد الأتي منها :
 الوثائق التاريخية عن صلب المسيح ، أكتشف علماء الآثار أن بيلاطس كان قد كتب تقريرا مطولا عن مدة ولايته ، وكان هذا التقرير محفوظا في سجلات الإمبراطورية الرومانية مرفقا به الحكم الصادر بالصلب . وقد استرشد هؤلاء العلماء بما كتبه مؤرخو الجيل الأول والثاني المسيحي .. الفيلسوف الشهيد يوستينوس والعلامة ترتليانوس القس. وقد كان الحكم منقوشًا على لوح من النحاس الأصفر باللغة العبرية ، عثروا عليه مع تقرير بيلاطس ومع رسالة يوليوس والى الجليل ضمن أقباط بقايا مدينة اكويلا من أعمال نابولي عام 1280   للميلاد ، وقد أشار المؤرخان المسيحيان السابق ذكرهما إلى حفظ هذه الوثائق بالذات .                                                                      صورة الحكم الذي أصدره بيلاطس على يسوع الناصري بالموت صلبا :                                                                                                              ((  في السنة السابعة عشرة من حكم الإمبراطور طيباريوس الموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر آذار ، بمدينة أورشليم المقدسة في عهد الحبرين حنان وقيافا ، حكم بيلاطس والى ولاية الجليل الجالس للقضاء في دار ندوة مجمع البروتوريين ، على يسوع الناصري بالموت صلبا ، بناء على الشهادات الكثيرة البينة المقدمة من الشعب المثبتة أن يسوع الناصري :                                                                                                "  مضل يسوق الناس إلى الضلال . أنه يغرى الناس على الشغب والهياج . أنه عدو الناموس . أنه يدعو نفسه ابن الله . أنه يدعو نفسه ملك إسرائيل . أنه دخل الهيكل ومعه جمع غفير من الناس حاملين سعف النخل . "
فلهذا يأمر بيلاطس البنطى كونيتيوس كرينليوس قائد المئة الأولى أن يأتي بيسوع إلى المحل المعد لقتله ، وعليه أيضًا أن يمنع كل من يتصدى لتنفيذ هذا الحكم فقيرًا كان أم غنيًا  )) .  / نقل بتصرف من موقع :
St. Takla Haymanout Coptic Orthodox Website

7.  شهادات بعض المؤرخين :
سأورد بعض الشهادات التاريخية على سبيل المثال و ليس الحصر ، والتي كلها  تشير وتؤكد عملية الصلب التي تمت للسيد المسيح  ... منها الأتي :
شهادة تاسيتوس :  وهو المؤرخ الوثني الشهير الذي ولد سنة   25 م  ، والذي وضع تاريخ الإمبراطورية الرومانية ، من موت أغسطس قيصر إلى موت نيرون من ( سنة 14- 68 م ) ، قال في الفصل الخامس عشر من كتابه عن المسيحيين ما يأتي : ( هذا الاسم مشتق من المسيح الذي قتل بأمر بيلاطس الوالي في حكم (( طيباريوس )) . ومعلوم أن تاسيتوس هذا وهو يكتب عن حادثة صلب المسيح التي كانت ماثلة في أذهان الجميع كان متصلاً بسجلات الرومانيين الرسمية ، وكانت هذه الأخبار ترد من كل مقاطعة ، وضمنها مقاطعة فلسطين التي ورد منها ذلك التقرير المشهور الذي رفعه بيلاطس إلى الإمبراطور في رومية عن حادثة صلب المسيح وموته ، وهو محفوظ في سجلات رومية ) . / نقل بتصرف من موقع / أنتهى الصمت .
شهادة كورنيليوس تاسيوس : وهو مؤرخ روماني ملحد (  55 ب.م. ) ، ويعتبر من أعظم مؤرخي روما القديمة . سجل قصة صليب المسيح بالتفصيل في مجلداته التي وصل عددها الى الثمانية عشر مجلداً .
 شهادة جوزيفس : مؤرخ  يهودي ( 37 - 97 ب.م. )  ، كتب عن تاريخ شعبه في عشرين مجلداً . حيث سجل قصة حياة المسيح وتعاليمه ، ومعجزاته ، وقصة صلبه بالتفصيل ، بأمر من بيلاطس البنطي . ثم أشار ايضاً الى ظهور المسيح لتلاميذه حياً في اليوم الثالث .
 لوسيان الإغريقي : مؤرخ بارز كتب عن صلب المسيح وعن المسيحيين الذين كانوا قد قبلوا الموت لأجل ايمانهم بالمسيح .                                                                                                                                بيلاطس البنطي : الحاكم الروماني الذي أرسل الى طباريوس قيصر ، تقريراً كاملاً عن صلب المسيح ذلك التقرير الذي استخدمه تورتيليانوس ، كاحدى الوثائق في دفاعه الشهير عن المسيحيين . / نقلت الشهادات السابقة بتصرف من الموقع التالي :  www.thegrace.com/magazine/issue35/a_mawd.htm .

8. حقائق علمية متعلقة بعملية صلب السيد المسيح :
قال باحثون غربيون إنهم تمكنوا من تحديد موعد صلب السيد المسيح فى الثالث من إبريل من عام 33 ميلادية ، وذلك استنادا لسلسة من الدراسات العلمية والدينية والتاريخية . وأوضح الباحثون حسبما ذكرت دورية إنترناشونال جيولوجى ريفيو أنهم بحثوا أنشطة الزلازل بمنطقة البحر الميت فوجدوا أن هذا التاريخ شهد وقوع زلزال كان مركزه على بعد 20 كيلو مترا من القدس هز المدينة وبعثر القبور وأحال ضوء النهار ظلاما ، وهو ما يتوافق مع ما ذكره " أنجيل متى " إضافة إلى مخطوطات ووثائق جيولوجية وفلكية تدعم فرضية أن الثالث من إبريل 33 كان يوم صلب النبى عيسى عليه السلام . وذكرت الدورية المعنية بعلم طبقات الأرض أن الباحث الأمريكى " جيفرسون وليامز  " وزملائه الباحثين فى مركز أبحاث العلوم الجيولوجية بألمانيا تمكنوا باستخدام الموجات فوق الصوتية من رصد حدوث زلزالين وقع أولاهما فى العام 31 والآخر بين العامين 26 و36 ، وأن الأخير المشار إليه فى " إنجيل متى  " وقع فى زمن الحاكم الرومانى لفلسطين آنذاك بونتيوس بيلات الذى حكم بصلب المسيح . ورجحت الدورية صحة تاريخ صلب المسيح الذى توصل إليه الباحثون وإن كانت السنة محل شك ، وذلك على ضوء عدة معطيات من بينها أن " الأناجيل الأربعة " ووثائق المؤرخ الرومانى " تاسيتاس " تتفق فى أن عملية الصلب وقعت فى عهد الحاكم الرومانى بونتيوس خلال المدة ما بين عامى 26 و  36 ، كما أن جميع الأناجيل تقول إن الصلب وقع فى يوم جمعة ، بالإضافة إلى معطيات عن التقويم اليهودى ومعلومات فلكية . /
نقل بتصرف من موقع الفجر في 30.05.2013 .

( ب ) عقيدة الصلب أسلاميا :
بالوجه القطعي يؤمن المسلمون أن المسيح عيسى بن مريم لم يصلب ، بينما صلب شبيها له ، وأن الله رفعه اليه  الى السماء ، إلى أن يحين الوقت الذي يبعثه الله ثانية إلى الأرض ليقتل المسيح الدجال عند قرب يوم القيامة ثم يموت ليبعث حيا يوم القيامة . هذا المفهوم العام لعقيدة المسلمين حول الصلب ، وسنتعرض لهذا المبدأ بشئ من التفصيل ، مختارا نماذج محددة من التفاسير :
1.  الأية الواضحة القاطعة الدالة بشكل لا يرقى أليه الشك ، على عدم صلب المسيح  هو ما ورد بقوله تعالى         ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ) (النساء : 157 )  وسأورد أولا تفسيرين للأية :
تفسير الجلالين :  وقولهم  مفتخرين ( إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ) في زعمهم ، أي بمجموع ذلك عذبناهم قال تعالى تكذيبا لهم في قتله ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) المقتول والمصلوب وهو صاحبهم بعيسى ، أي ألقى الله عليه شبهه فظنوه إياه ( وإن الذين اختلفوا فيه ) أي في عيسى ( لفي شك منه ) من قتله حيث قال بعضهم لما رأوا المقتول الوجه وجه عيسى والجسد ليس بجسده فليس به وقال آخرون بل هو هو ( ما لهم به ) بقتله ( من علم إلا اتباع الظن ) استثناء منقطع ، أي لكن يتبعون فيه الظن الذي تخيلوه ( وما قتلوه يقينا ) حال مؤكدة لنفي القتل ..
تفسير ابن كثير  :وقولهم " إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله " أي هذا الذي يدعي لنفسه هذا المنصب قتلناه وهذا منهم من باب التهكم والاستهزاء كقول المشركين " يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون " وكان من خبر اليهود عليهم لعائن الله وسخطه وغضبه وعقابه أنه لما بعث الله عيسى ابن مريم بالبينات والهدى حسدوه على ما آتاه الله تعالى من النبوة والمعجزات الباهرات التي كان يبرئ بها الأكمة والأبرص ويحيى الموتي بإذن الله ويصور من الطين طائرا ثم ينفخ فيه فيكون طائرا يشاهد طيرانه بإذن الله عز وجل إلى غير ذلك من المعجزات التي أكرمه الله بها وأجراها على يديه ومع هذا كذبوه وخالفوه وسعوا في أذاه بكل ما أمكنهم حتى جعل نبي الله عيسى عليه السلام لا يساكنهم في بلدة بل يكثر السياحة هو وأمه عليهما السلام ثم لم يقنعهم ذلك حتى سعوا إلى ملك دمشق في ذلك الزمان وكان رجلا مشركا من عبدة الكواكب وكان يقال لأهل ملته اليونان وأنهوا إليه أن في بيت المقدس رجلا يفتن الناس ويضلهم ويفسد على الملك رعاياه فغضب الملك من هذا وكتب إلى نائبه بالقدس أن يحتاط على هذا المذكور وأن يصلبه ويضع الشوك على رأسه ويكف أذاه عن الناس فلما وصل الكتاب امتثل والي بيت المقدس ذلك وذهب هو وطائفة من اليهود إلى المنزل الذي فيه عيسى عليه السلام وهو في جماعة من أصحابه اثني عشر أو ثلاثة عشر وقال سبعة عشر نفرا وكان ذلك يوم الجمعة بعد العصر ليلة السبت فحصروه هنالك. فلما أحس بهم وأنه لا محالة من دخلوهم عليه أو خروجه إليهم قال لأصحابه أيكم يلقى عليه شبهي وهو رفيقي في الجنة ؟ فانتدب لذلك شاب منهم فكأنه استصغره عن ذلك فأعادها ثانية وثالثة وكل ذلك لا ينتدب إلا ذلك الشاب فقال : أنت هو وألقى الله عليه شبه عيسى حتى كأنه هو وفتحت روزنه من سقف البيت وأخذت عيسى عليه السلام سنة من النوم فرفع إلى السماء وهو كذلك كما قال الله تعالى " إذ قال الله يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلي " الآية فلما رفع خرج أولئك النفر فلما رأى أولئك ذلك الشاب ظنوا أنه عيسى فأخذوه في الليل وصلبوه ووضعوا الشوك على رأسه وأظهر اليهود أنهم سعوا في صلبه وتبجحوا بذلك وسلم لهم طوائف من النصارى ذلك لجهلهم وقلة عقلهم ما عدا من كان في البيت مع المسيح فإنهم شاهدوا رفعه  ...
و بالتفاسير نرى أن المسيح في هذه الآية لم يقتل و لم يصلب على ايديهم ولم يصلب أيضا بل شبه لهم ذلك والذي صلبوه هو الخائن يهوذا.... / نقل بتصرف من موقع منتديات الفرقان الدعوية .                                   2.   ولنفس الأية نورد تفسيرا ثالثا مغايرا للتفسيرين السابقين  ، وهو تفسير " الدكتور نبيل أكبر " من موقع / alraqeem3.net/index.php : من الآية ، اليهود لم يقتلوا ولم يصلبوا عيسى إذ نجّاه تعالى ، ولكنَّ هذا لا يعني البتة أنَّه لم يمت بعد ذلك كغيره من الناس . فإنْ قلتُ لك أنَّ زيداً لم يقتلْ عبيدا ، فهل تفهم أنَّه خالدٌ معصومٌ من الموت ؟ الوفاة هي الموت إلا بوجود قرينة تصرف معنى الموت لمعنى النوم أو الرفع ، وقرينة من قال برفع  عيسى بالجسد  هي " وما قتلوه وما صلبوه "، أي ما قتلوه ولكن الله تعالى رفعه بجسده وأنقذه .  لكننا نفهم الآية بالمنظور التالي :  أراد اليهود صلب عيسى على الخشب لأن المصلوب على الخشب ملعون أبديا في شريعتهم . ولأنهم لم يقبلوا رسالته عملوا على إهانته وتخليده كملعون . لكنه سبحانه لم يمكنهم من ذلك بإنقاذه من جهة ، ومن جهة أخرى رفع مكانته واسمه .  بمعنى أنهم يقولون سنهينك ونلعنك ، فقال تعالى لهم بل لن تقتلوه ولن تصلبوه وسيموت حتف أنفه كغيره من الناس وسنرفع من مكانته ومن اسمه . وهو ما حصل . هو تصريحُ الله تعالى في الآيات أعلاه بأنَّه "رَفَعَ عيسى" إليه . إن الرفع بحق إنسان لا يكون ذا معنى لو كان مكانيا . فليس سكان الجبال مثلا بأعلى من سكان الساحل في شيء . فلماذا نعمل على تأصيل فكرة الرفع المكاني إن كان المكان ليس بذي بال ؟  فالرفعة في حق الناس هي رفعة المكانة . فيقول المسؤول فمثلا ارفعو فلان ، فالقصد ارفعو مكانته أو علاوته ، وهكذا ... كما جاء الرفع  في حقِّ أنبياء آخرين بل وجميع المؤمنين أيضاً !  فهل نقول بصعودهم المادي وبحياتهم في السماء الآن أو بعودتهم مُستقبلاً إلى الأرض ؟ فالعباراتُ القرآنيةُ : { بَل رَّفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ ... } و { يَاعِيسَى إنِّى مُتَوَفِّيكَ  وَرَافِعُكَ إلَىّ } لا ينبغي أنْ تُفْهَمَ حرفياً إذ لا يمكن أن يكونَ الله سبحانه مَحدُوداً مُجسداً في مكانٍ كي يُعتقدَ بأنَّه رَفَعَ عيسى إلى ذلك المكان المُحدد !  ولمن يعتقد بأنَّ عيسى في السماء الآن فإنَّه ليس من ذِكر للسماء في آيات سورة النساء إطلاقاً ! فالرفعُ كان إليه تعالى وليس للسماء ، وهو جلّ جلاله منزهٌ عن المكان . فبهذا ، فالرفع المقصود ليس مكانياً أو جغرافيا .                                                                                          3.   تفاسير مغايرة مختلفة ومخالفة لما سبق ، بعضها تفاسير لأئمة آل البيت ، منها :                                              عيسى (ع) في الليلة التي رفع فيها واعد حوارييه ، فحضروا عنده إلا يهوذا الذي دل علماء اليهود على عيسى (ع) ، فقد ذهب إلى المرجع الأعلى لليهود ، وقايضه على تسليم عيسى (ع) لهم . وكان بعد منتصف الليل أن نام الحواريون ، وبقي عيسى (ع) ، فرفعه الله ، وأنزل ( شبيهه الذي صلب وقتل ) ، فكان درعاً له وفداءً ، وهذا الشبيه هو من الأوصياء من آل محمد (ع) ، صُلب وقُتل وتَحمل العذاب لأجل قضية الإمام المهدي .
وعيسى (ع) لم يصلب ولم يقتل ، بل رُفع فنجاه الله من أيدي اليهود وعلمائهم الضالين المضلين ( لعنهم الله ) ، قال تعالى : ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ﴾.
وفي الرواية في تفسير علي بن إبراهيم عن أبي جعفر (ع) ، قال : ( إن عيسى (ع) وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه فاجتمعوا عند المساء ، وهم اثنا عشر رجلا فأدخلهم بيتاً ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء ، فقال إن الله رافعي إليه الساعة ومطهري من اليهود فأيكم يلقي عليه شبحي فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي قال شاب منهم أنا يا روح الله قال فأنت هُوَ ذا ...ثم قال (ع) : إن اليهود جاءت في طلب عيسى (ع) من ليلتهم … وأخذوا الشاب الذي ألقي عليه شبح عيسى (ع) فقتل و صلب .. ) .                                                                                                                    أما الإمام الباقر (ع) يقول : ( اجتمع اثنا عشر ) ، بينما الذين جاؤوا من الحواريين هم ( أحد عشر ) ، فيهوذا لم يأتِ ، بل ذهب إلى علماء اليهود ليُسلِّم عيسى (ع) ، وهذا من المتواترات التي لا تنكر ، فالثاني عشر الذي جاء أو قل الذي نزل من السماء ، هو الوصي من آل محمد (ع) ، الذي صُلِبَ وقُتِلَ ، بعد أن شُبِهَ بصورة عيسى  ، وكانت آخر كلمات هذا الوصي عند صلبه هي : ( إيليا ، إيليا لما شبقتني ) ، وفي إنجيل متى : (… صرخ يسوع بصوت عظيم إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي ، إلهي لماذا تركتني . فقوم من الواقفين هناك لمّا سمعوا، قالوا: إنه ينادي إيليا … وأما الباقون فقالوا أترك لنرى هل يأتي إيليا يخلصه . فصرخ يسوع أيضاً بصوت عظيم وأسلم الروح .. وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل . والأرض تزلزلت والصخور تشققت ) انتهى .
والحقيقة أن ترجمة الكلمات التي قالها هكذا : ( يا علي يا علي لماذا أنزلتني ) ، والنصارى يترجمونها                  هكذا  (  إلهي ، إلهي لماذا تركتني ) كما تبين لك من النص السابق من الإنجيل .                                                       وتوجد أحاديث كثيرة تدل على أن عيسى (ع) لم يصلب ولم يقتل ، بل الذي صلب وقتل هو شبيه عيسى ،
عن أبي عبد الله (ع) ، قال : ( رفع عيسى ابن مـريم (ع) بمدرعة من صوف من غزل مريم (ع) ومن خياطة مريم ، فلما انتهى إلى السماء نودي يا عيسى بن مريم ألق عنك زينة الدنيا ) .
 أما تفسير الأمام الرضا (ع) ، قال : ( ما شُبِهَ أمر أحد من أنبياء الله وحججه (ع) للناس إلا أمر عيسى بن مريم (ع) وحده ، لأنه رفع من الأرض حياً وقُبض روحه بين السماء والأرض ثم رفع إلى السماء وردّ إليه روحه وذلك قوله عز وجل : ﴿ إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ ﴾ ..                                                                                                                                  التطور السابق في تفسير" الأمام الباقر " و" الأمام الرضا " يعد سابقة لم يتطرق اليها أكثر المفسرين المسلمين .                                                                                                                                          وعن النبي (ص) ، قال : ( عيسى (ع) لم يمت وإنه راجعٌ إليكم قبل يوم القيامة ) ، والتَفِتْ إلى أن عيسى نبي مرسل وقد طلب من الله سبحانه وتعالى أن يُعفى ويُصرف عنه الصلب والعذاب والقتل ، والله سبحانه وتعالى لا يرد دعاء نبي مرسل ، فالله استجاب له ورفعه وأُنزل الوصي الذي صُلب وقُتل بدلاً عنه ، وفي الإنجيل عدة نصوص فيها دعاء عيسى (ع) بأن يُصرف عنه الصلب والقتل .
وهي : (… ثم تقدم قليلاً وخر على وجهه وكان يصلي قائلاً يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس …)
(…ثم تقدم قليلاً وخر على الأرض وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن * وقال يا أبا الآب كل شئ مستطاع لك فاجز عني هذه الكأس …) ،  ( وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى * قائلاً يا أبتاه إن شئت أن تُجز عني هذه الكأس …) ، وفي التوراة / سفر إشعيا ، وفي الإنجيل أعمال الرسل / الإصحاح الثامن هذا النص : (… مثل شاة سيق إلى الذبح ، ومثل خروف صامت أمام الذي يجزره هكذا لم يفتح فاه .. )  / نقل بتصرف من  موقع أحمد الحسن وصي ورسول الأمام المهدي مكن الله له في الأرض ، مع أضافات للكاتب  .                                                                                   4. تفسير الطائفة الأحمدية / القاديانية :                                                                                بالرغم من أن هذه الطائفة مثيرة للجدل ، والأمة الأسلامية متفرقة في ضمها للسنة أو تكفيرها ، لأسباب عدة من أهمها أدعاء مؤسسها " الغلام أحمد " بأنه " المسيح الموعود و المهدي المنتظر "  في أن واحد ، ولأسباب أخرى ، ومن أبرز دعاتها هو " أحمد ديدات " وسأعرض تفسيرها للصلب من باب الفائدة المعلوماتية :                                                                                                                     مات عيسى ابن مريم ميتة عادية ، فلم يُقتل ولم يُصلب ، لكنه هو الذي عُلِّق على الصليب وأنجاه الله من الموت عليه ، فأُنْـزِل وهو حيٌّ مغشي عليه ، ثم هاجر ولسنين أخرى . كما جاء في دعوى الصلب في القرآن الكريم :      " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا." القرآن الكريم سورة النساء 157- 158 . من جهة أخرى فالأحمديون يعتقدون أن لا يُسمى مصلوبًا إلا من مات صلبًا ، ومن ثم فإن معنى قول الله ( "شبه لهم" ) معناه شبه لهم صلبه ، أي اشتبه عليهم أنه قد مات على الصليب ، وليس معناه شُبه لهم شخص آخر . كما أن المقصود بنـزوله هو مجيء شخص شبيه به من الأمة الإسلامية . / نقل بتصرف من الوكيبيديا ... هذا هو المفهوم العام لفكر القاديانية حول صلب المسيح .                                                                                                 كما أنهم يدعون أفكارا أخرى منها " دعى الغلام أحمد أنه المسيح الموعود ، وحتى يستطيع أن يثبت هذا الإدعاء ، كان يجب أن ُيصلب المسيح ، ولكن لا يموت على الصليب ، بل يُغمى عليه ثم يُدفن ، ثم يهرب من القبر ويذهب إلى الهند ، وهناك في كشمير يموت موتاً طبيعياً ، ويكون له قبر معروف في سرنجار ، وعند ذلك يستطيع الغلام أن يفسر على هواه عودة المسيح ثانية / كما أوضحها القرآن والأحاديث النبوية ،   بأنها عودة روحية وأنه هو المسيح الموعود الذي أتى بهديه وتعاليمه . "  نقل بتصرف من موقع مركز الكلمة المسيحي ...                                                                                                   و نلاحظ حسب هذا التفسير أن قبر المسيح كما هو معروف أنه كان في أورشليم / القدس ،  ولكن حسب القاديانية  قد أنتقل القبر الى " سرنجار "  في الهند !.                                                                                                                          وقد سار على هذا المنوال عدد من أتباعه من بعده ، فقال الميرزا محمود أحمد : " إن الزمان قد تغير الآن فالمسيح عيسى الذي بُعث من قبل ، صلبه الأعداء ، ولكن جاء المسيح الجديد ليهلك أعداءه " . وقال أيضاً :            " إن المسيح الأول صلبه اليهود ،  ولكن ميرزا غلام أحمد يصلب يهود هذا العصر" .                                                        وكتب محمد ظفر الله خان ، تحت كلمة عيسى في ترجمته لمعاني القرآن : " إن عيسى ُوضع على الصليب ولكنه لم يمت ، بل أصابه إغماء شديد وأُنزل وهو في هذه الحالة " .                                                                         وكتب مالك غلام فريد : " إن اليهود عملوا على قتل عيسى مصلوباً ، ولكنهم فشلوا ، إذ بعد أن وضعوه على الصليب فعلاً ، أنزل حياً وإن كان شبيهاً بالميت ". / نقل بتصرف من موقع مركز الكلمة المسيحي  & القاديانية وصلب المسيح موقع / alkalema.net/kabr/c7.htm .

408
                     
مقدمة :
    نهج رجال الدين ، أو كل ذا تأثير أو شأن أو دور في شؤون العقيدة الأسلامية ، وبشكل أدق في القرأن ، من شيوخ ودعاة وعلماء ومفكرين .. ، أن يسلكوا طريقين ، بغض النظر عن القدرة الفكرية والفقهية والألمام نصا وحديثا وسنة ، فأما أن يكونوا متحررين من أي قيود على فكرهم وأرائهم ودعواهم وخطابهم .. وأما أن يكونوا تابعين طائعين مأمورين مسيرين موجهين من قبل الحاكم ، والطبقة الأخيرة يمثلها أفضل تمثيل رجال الدين في المملكة السعودية على أختلاف فئاتها ، أي بصيغة أخرى المؤسسة الدينية بشكل عام ، حيث تأتمر بأمر الحاكم ولا تشذ عن المرسوم لها أبدا ، فهي الناطق والوكيل و الممثل الشرعي له ، فمثلا  هيئة كبار العلماء السعودية ، هي هيئة دينية إسلامية حكومية ، ( وتأسست هذه الهيئة  عام 1971 وتضم لجنة محدودة من الشخصيات الدينية في البلاد جميعهم فقهاء مجتهدون من مدارس فقهية متعددة ، ورئيسها هو مفتي الديار السعودية ، وهي مخولة باصدار الفتاوى وابداء آرائها في عدة أمور . يرأسها حاليا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.  ويتفرع عن الهيئة لجنة دائمة متفرغة ، اختير أعضاؤها من بين أعضاء الهيئة بأمر ملكي ، وتكون مهمتها إعداد البحوث وتهيئتها للمناقشة من قبل الهيئة ، وإصدار الفتاوى في الشؤون الفردية ، وذلك بالإجابة عن أسئلة المستفتين في شؤون العقائد والعبادات والمعاملات الشخصية ، وتسمى اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى ، ويلحق بها عدد من البحوث.. ) / نقل بتصرف من الويكيبيديا .الحرة . هذه الهيئة لا أستقلالية لها ولا أجتهاد ولا تجديد في الخطاب ألا بموافقة الحاكم ، وهذا ما عبر عنه قديما ، وأتى متطابقا مع عالم اليوم ، خالد الذكر د. علي الوردي / عالم أجتماع عراقي ، حيث قال في مؤلفه القيم " وعاظ السلاطين "  (  يرى البعض في هذا العصر أن الدين يدعو الشعوب إلى الخضوع والإستسلام لحكامهم الظالمين . وهذا الرأي ينطبق على الدين المستأجر الذي يستخدمه الطغاة أما الدين الذي يأتي به الأنبياء المنذرون فهو دين الثورة .. ) وهذا ما تدعوا  اليه المؤسسة الدينية في السعودية تماما ، ويذهب د.الوردي الى أبعد من هذا ، وكأنه يعيش في القرن 21 ، حول " رجال الحسبة / المطاوعة " في السعودية ، حيث يقول  (.. وساعدهم السلاطين في ذلك فعيّنوا نوعاً من الجلاوزة يشبه ما نعرف اليوم عن جلاوزة البلديات ، وأمروهم بالتجول في الأسواق في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. فرض النبي واجب النهي عن المنكر لكي يحرّض أمته على مكافحة الظلم ، فجعله السلاطين سوطاً بيد الجلاوزة يسلطونه على رأس البقال والحمال والمعلم من أهل السوق المساكين .. ) هذا العالم الجليل وضع كتابه عام 1954 ، أي قبل أكثر من 6 عقود ، وكأنه يتنبأ بوضع المملكة الحالي ، فيما يتعلق بدور هذه الهيئة سيئة الصيت في ملاحقة الشعب السعودي ، كرجال الجستابو الألماني .
النص :
      شيوخ الأسلام يجهلون بل يسطحون عقول المسلمين بعدم تبليغهم الحقائق كما هي ! خوفا من الحاكم ، وذلك رغبة في البقاء في الرفاهية والعز والجاه والسلطة  الذين هم عليه ، ناسين قوله تعالى في سورة آل عمران 185  ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ  ) . فالشيوخ يكيلون بمكيالين ، هكذا النفاق والمتاجرة بالدين .                                  * الشيخ محمد العريفي / مثلا – في المجال العقائدي الديني ، ترك كل الدنيا ، وكل مشاكل السعودية الأجتماعية والسياسية والأمنية والأقتصادية ، خاصة مشكلة اليمن ، .. وتحدث بموضوع أبعد ما يكون من مجاله وحدوده ومعرفته وأختصاصه ، وهو ميلاد السيد المسيح ، حيث قال ( .. نالت خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ الدكتور محمد العريفي ، الجمعة (9 أكتوبر 2015)، اهتمام العديد من وسائل الإعلام العالمية ، بعدما شكك في صحة التاريخ الميلادي ، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم وفقرات من الإنجيل ، وكان العريفي ، قال في خطبة الجمعة ، إن التاريخ الميلادي خاطئ على اعتبار أن المسيح لم يُولد في الشتاء بل وُلد في الصيف .  وأضاف أن المسيحيين يحتفلون بذكرى ميلاد المسيح في 25 ديسمبر وأول الشهر من بداية العام الجديد، وهذا كله في فصل الشتاء ووقت الثلوج ، وأنهم يعتبرون ذلك وقت ميلاد المسيح عليه السلام .. ) / نقل بتصرف من موقع عاجل الألكتروني .                                                                                                                               * هنا نلاحظ بدل توجيه المسلمين الى التألف والأخاء والمحبة والتلاقي الأنساني دينيا ، يحاول هذا الشيخ بث روح التفرقة والبغضة بمواضيع بعيدة عن المعاناة الحالية خاصة بالنسبة للسعوديين بمواضيع لها أكثر من  20 قرنا  ، وهي ميلاد المسيح ، ومن جهة أخرى ، يحاول تضليل المسلمين بأطلاق تسمية النصارى على المسيحيين الحاليين ( يرجى الرجوع للأستزادة حول هذا الموضوع الى مقال سابق للكاتب بعنوان " النصرانية بين الحقيقة والمتداول مع أشارات دينية " المنشور  في 2.9.2014 ) ، فهل يعقل يا شيخ ، وأنت دكتور لا تفرق بين النصرانية و المسيحية ! أم أنك تدري وعقلك الباطن يريدك أن لا تبلغ ما أنت تعرفه خوفا من الحاكم ومن المؤسسة الدينية السعودية التي تأتمر بأمرها ! وما قيمة الدكتوراة التي تحملها وأنت تسطح عقول المسلمين لغايات لا تخدم المجتمع ، فهي فقط تعمق الفرقة والكراهية ! . من جانب أخر ، أما كان من الحقيقة العلمية أن تبلغ المسلمين ماذا يقول القرأن عن المسيح ، فمثلا يورد موقع " مركز الكلمة المسيحي " الأتي عن المسيح / نقل بتصرف ،   ( يسميه القرآن "عيسى". وهذا الاسم يقرب من الكلمة اليونانية ( إيسوس) Iycouc ومعناها : المخلِّص . أما الاسم: المسيح في العبرية فهو يسوع ومعناه مخلِّص . وقد ذكر القرآن اسم المسيح أكثر من عشر مرات ، واسم "المسيح" هذا كان موضع دراسة لكبار المفسرين في الإسلام . وقيل في ذلك إنه سمي مسيحاً  " لأنه مُسح من الأوزار والأثام ".  وأورد الإمام الفخر الرازي حديثاً قال فيه راوية "سمعت رسول الله يقول: ما من مولود من آدم إلا ونخسه الشيطان حين يولد ، فيستهل صارخاً من نخسه إياه . إلا مريم وابنها". ) ، لماذا لا تبلغ المعلومة الايجابية للمسلمين ، وتلتف الى مواضيغ لا تغني ولا تفيد ، أو تبلغ الأثنين معا ، أحتراما للحقيقة العلمية ، ويسترسل هذا الموقع بمواضيع أخرى ، حول مقام المسيح في الأسلام ، منها :                                                                                                                      1. أنه دعي كلمة الله وروح منه وقد تكرر هذا اللقب ، فورد في سورة آل عمران (45): "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين". وورد في سورة النساء (171): "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ".                                                                                                                   2. ولادته المعجزية من عذراء  : لم يقتصر الأمر على كنه المسيح أو طبيعته من حيث هو "كلمة الله وروح منه ألقاها إلى مريم" وهذا ما لم يوصف به أحد من البشر ، وإنما الطريقة التي ولد بها والتي شرحها القرآن في سورة مريم ، كانت طريقة عجيبة معجزية لم يولد بها أحد غيره من امرأة ، زادها غرابة أنه حسب ما جاء في القرآن " .. يكلم الناس في المهد .. " آل عمران 46 ، الأمر الذي لم يحدث لأحد من قبل المسيح ولا من بعده .
3. معجزات المسيح العجيبة  : شفاء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى والقدرة على الخلق . وعلى معرفة الغيب. وفي ذلك يقول القرآن على لسان المسيح "( .. إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير ، فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله. وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله ، وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين" (سورة آل عمران 49.
4. موته ورفعه إلى السماء:  وقد ورد في ذلك "إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك. ورافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا ، وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة .." (سورة آل عمران 55                             5. صفات المسيح الأخرى "وجيهاً في الدنيا والآخرة " وقد شرح أئمة المفسرين معنى هذا الوصف باستفاضة ، وخرجوا منه بعلو مركز المسيح علواً عجيباً ؛ فوجيهاً في الدنيا تعني النبوة ، ووجيهاً في الآخرة تعني الشفاعة ، المسيح هو الوحيد بين الأنبياء الذي وصف بالوجاهة في القرآن.
*  وعلقت الدكتورة زبيدة عطا الله / نقل التعليق من موقع اليوم السابع  ، إن ما صرح به الداعية محمد العريفى ، حول أن سيدنا عيسى ولد فى الصيف ، وأن احتفالات الشتاء جاءت تأثرا بوثنية "الرومان" ، كلام غير صحيح ، وإذا أرد أن يفتى فليفتى فى مجاله . وأوضحت الدكتورة زبيدة عطا الله ، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" ، أنه يوجد اختلاف فى ميلاد المسيح ولكن فى أيام قليلة ، والكتب المسيحية حددت ميعادا يختلف فى أيام بسيطة وليس بفروق كبيرة ، ولا توجد اختلافات تتعلق بفصول أو بسنوات . وأضافت الدكتورة زبيدة عطا الله ، أن كلام العريفى حول أن الاحتفال بميلاد المسيح تأثر بوثنية الرومان ، كلام غير حقيقى حيث إن الرومان هم من حاربوا المسيحية ، وكل كلامه ليس مبنيا على علم ، وإذا أرد أن يفتى فليذهب فى مجاله .                                                                   * ومن جانبه قال المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى / نقل من نفس المصدر السابق ، عميد كلية الآداب جامعة حلوان سابقًا ، إن محمد العريفى يريد أن يثير فتنة داخل الدين المسيحى ، فقولة بأن سيدنا عيسى ولد فى الصيف ، وأن احتفالات المسحيين به فى الشتاء جاءت تأثرا بوثنية "الرومان" ، كلام غير صحيح ، وأرجو أن لا يتدخل فيما لا يعلم . وأوضح المؤرخ عاصم الدسوقى ، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" ، أن الدين يقوم على الإيمان المطلق دون مناقشة العقل ، وإذا فتحت باب العقل فى العقائد ستدخل مجال الكفر ، فكيف يقول أن المسحيين تأثروا بالرومان وهم من قتلوهم لمدة أربع قرون .
* وبالنسبة لموضوع الجهاد ، تحتل المملكة السعودية الصدارة ، حيث أن شيوخها ، وبتوجيه من الحاكم يدعون للجهاد ، الأمر الذي أدى الى تفاقم مجتمعي سعودي ، حتى تناول الفن هذا الموضوع منها " مسلسل سيلفي "وهو من إخراج أوس الشرقي . بطولة ناصر القصبي والعديد من الممثلين السعوديين والعرب . يحاول المسلسل معالجة قضايا المجتمع السعودي بإطار كوميدي ساخر .. وفي السعودية نفيرا أجتماعيا جهاديا ، وهذا يرجع الى الدور التخريبي الذي يمارسه الشيوخ حول تعبئة عقول الشباب بأفكار الجهاد خاصة في سوريا والعراق وليبيا ، وقد بينت " بوابة الحركات الأسلامية  " أن نسبة السعوديين هم الغالبية في الأنتماء وفي القتلى معا ، ( .. الدراسات أثبتت على حسب دراسة لمجلة «long war» عن الجنسيات التي يحتويها تنظيم «داعش» ، أن جنسيات داعش تغطي إفريقيا وآسيا وأوروبا وصولًا إلى أمريكا ، وأن نسبة السعودية تمثل 65% والباقي من جنسيات مختلفة ، كما أن 44% من قتلى داعش من السعوديين ، وهو الأمر الذي يدفع للتساؤل حول أسباب ذلك ، السر وراء ذلك يعود إلى أن بعض الدعاة من السعوديين يتبنون الفكر الجهادي ويدعون الشباب إلى النفير للجهاد في سوريا وهو ما تجدد مؤخرًا على شكل دعوة من  52 محرضاً ، هم أكاديميون ودعاة سعوديون دعوا إلى "النفير" في سوريا لقتال القوات الروسية بعضهم أعضاء في "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين " ..)  ، الأحرى يا شيوخ أن تدعوا الى الجهاد في بلادكم ووطنكم ، وتنصرون المظلوم على الظالم !
* شيوخ السعودية ، هم أفضل وأمثل نموذج لوعاظ السلاطين ، فهم يغضون النظر عن الوضع السعودي الحالي ، المتمثل بسلوك مستهجن ومستغرب ، ويذهبون الى زاوية بعيدة لا تمس وضع المملكة بشئ ، لا من بعيد ولامن قريب ، فمثلا ، أخيرا حدثتنا الأنباء عن ما يلي :
1. ففي موقع البداية - بين أن خادمتان تعرضنا للاغتصاب والاعتداء والتجويع والاحتجاز عدة أشهر في منزل دبلوماسي سعودي ،  سحبت السعودية دبلوماسيها المتهم باغتصاب وتعذيب خادمتين من النيبال مرارا في مسكنه قرب نيودلهي منهية حادثا دبلوماسيا محرجا للهند ، فيما رفضت المملكة رفع الحصانة عن الدبلوماسي المتهم لمحاكمته أمام القضاء الهندي .. وذكرت الشرطة أن فحصا طبيا أثبت تعرض الخادمتين للاغتصاب.. فيما رفضت السفارة السعودية الرد على استفسارات الشرطة الهندية ، بحسب فرانس 24 .
2. في موقع الوطن الألكتروني ، تكلم عن قطع يد خادمة هندية في السعودية من قبل مخدومتها ، وبين الموقع         ( .. أجتاحت موجة من الغضب الهند ، بعد قطع يد خادمة كانت تحاول الهرب من منزل مخدومها ، بعد تعرضها لمضايقات من صاحب المنزل الذي تعمل فيه ، وطالبت الهند ، المملكة ، بإجابات حول الحادث . وكتبت وزيرة الشؤون الخارجية الهندية سوشما سواراج ، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ، عدة رسائل اليوم ، حول قضية كاستوري مونيراثينام ، قائلة إن بلادها منزعجة للغاية من الطريقة الوحشية التي تم التعامل بها سيدة هندية في المملكة العربية السعودية . وأضافت سواراج ، أن الهند اتصلت بالسلطات السعودية بشأن تلك القضية ، بينما لم تتحدث وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن هذه القضية ! ) . أما كان من المنطق أن ينصف الشيوخ المتضررين من هاتين الواقعتين بكلمة حق ويظهرون زيف هذا السلوك الشائن لهذا الأعمال المخجلة ، والتي سردت على سبيل المثال وليس الحصر ، ولكن أيتجرأ أي شيخ على دبلوماسي سعودي عين بأمر ملكي !
* ما هو موقف الشيوخ من مبدأ المواطنة والمساوات بين أبناء المملكة ، لماذ هناك تفرقة وأضطهاد للأقليات وهم مسلمون ، ألم يقرأوا الحديث التالي " الناس مستوون كأسنان المشط ليس لأحد على أحد فضل إلا بتقوى الله  " ، ففي موقع مركز الفتوى يشير لهذا الحديث ويوضح ( .. فقد عزاه / أي الحديث ، صاحب كشف الخفاء إلى الديلمي ولم يذكر سنده ، ويكفي في تعليله تفرد الديلمي به . وتغني عن هذا الحديث أحاديث صحيحة في هذا المعنى . ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله ، من أكرم الناس ؟ قال : تقاهم... الحديث . وعند البيهقي كما عزاه المنذري في الترغيب والترهيب ، وصححه الألباني عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم . ) ، الشيوخ السعوديين يغضون الطرف عن كل هذا ! ، وحول التفرقة والأظطهاد أيضا ، يشير" موقع الحرة "  عن تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان في تقريرها السنوي لعام 2012  حيث تقول (  إن أبناء الطائفتين الشيعية والإسماعيلية يعانون تمييزا يصل في بعض الأحيان إلى حد الاضطهاد ، وقد يتعرض من يفصح عن معتقداته الشيعية بشكل سري أو علني إلى الاحتجاز أو الاعتقال ، وخاصة في الحرم المكي والمدينة ، حسب قول المنظمة الدولية .  وتضيف هيومن رايتس ووتش في تقريرها أن التمييز الرسمي ضد الشيعة يتضمن "الممارسة الدينية ، والتربية ، والمنظومة العدلية" ، فيما يعمد المسؤولون الحكوميون إلى " إقصاء الشيعة من بعض الوظائف العامة والرفض العلني لمذهبهم". ) . أين أنتم أيها  الشيوخ من كل هذا الغبن الواقع على المسلمين من غير أتباع المذهب الوهابي ! ولماذا تصمتون صمت القبور في قولة الحق !
الخاتمة :
      وأختتم مقالي ، كما بدأته ، بمقطع أخر منتخب من كتاب وعاظ السلاطين  للدكتور علي الوردي ، حيث يقول  :    ( .. محمد صلى الله عليه وسلم ألعوبة بيد السلاطين ونسى الناس أن محمداً كان من ألد أعداء السلاطين ) ، وهذه  دلالة على توغل الوردي أكثر فأكثر في نهج وسلوك الحكام الطغاة ، وبشكل أكثر عمقا في نفسيتهم وطبيعتهم السلطوية ، وأرى أن السعودية  هي النموج الأمثل  لهذا النهج ، الذين يستخدمون أبواق شيوخ الدين ، لأثبات وتوطيد حكمهم من جهة ، وتعميق المذهب الوهابي من جهة أخرى ، الذي يكفر معظم المسلمين ،  أن أغفال وأخفاء الحقائق عن المسلمين هو فعل لا أخلاقي تمارسه نخبة من الوعاظ من أجل تجهيل وتسطيح العقل العربي الأسلامي لغرض ترسيخ  بقاء الحاكم في السلطة ، من خلال أفتاء الشيوخ ب " بعدم جواز الخروج على الحاكم " ، لتثبيت سلطة الحاكم ، ولكن نسوا أو تناسو الحديث النبوي " الساكت عن الحق شيطان أخرس "  (  المصدر الذي وجدت فيه هذا الكلام ، هو " الرسالة القشيرية " للإمام أبي القاسم القشيري رحمه الله إذ قال ، ص 62 : باب الصمت  : " ... والسكوت في وقته صفة الرجال ، كما أن النطق في موضعه من أشرف الخصال .. ) .  نحن بزمن لا نحتاج به لشيوخ و وعاظ  يتاجرون  بالعقيدة وبالدين ، وتبيع للمواطن الأوهام والخرافات من أجل تثبيت سلطة الحاكم  وتحجير الوعي المعلوماتي  لدى المحكوم ! ولكننا في أحتياج لشيوخ دين تقول كلمة الحق ، أنصافا للمحكوم ولا تخشى الحاكم الظالم !
 

409

                            الوهابية .. مذهب  و سلطة / مع أستطراد للحالة السعودية

     أخطر عامل مؤثر في حركة الشعوب هو الدين ، خاصة في العصر الحديث ، فكيف لو كان هذا الدين متبلور من مذهب منغلق جامد منعزل تكفيري ، وهو المذهب الوهابي ، الذي يدعوه أتباعه /  بغير أسمه الفعلي  ، بالسلفية التوحيدية ، هذا المذهب كما هو من تأريخ منشأءه ( *1 ) مرتبط بالسياسة ، بل وجد مقترنا بها ، السياسة التي تسعى الى الحكم ، أذن هو ترجمة للسلطة والقوة وفق أحكام النصوص القرأنية التي أنزلت قبل أكثر 1400 سنة على مجتمع قبلي متعصب ذكوري ، والسعودية / المساند والعضيد والقرين لهذا المذهب ، تسعى الى أستنساخ التجربة الأسلامية في صدر الرسالة المحمدية على المجتمع السعودي اليوم ! لكي يبقى الشعب محيدا عن تطور الزمن والتحضر البشري ، ولكي تبقى بتفس الوقت السلطة بيد آل سعود ، وبتعاضد المؤسسة الدينية وهيئاتها السلطوية ، كلجنة الأفتاء وهيئة الحسبة / الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. المذهب الوهابي ، يكفر الأسلام قاطبة ( *2 ) ويصنفهم كمشركين ويعتبر نفسه فقط  الأسلام الصحيح القويم ، أسلام السلف ، مذهب يكفر الكل مسلمين وغير مسلمين ! ، عدا أتباعه ، أي أن الوهابية تكفر حوالي 1.5 مليار نسمة من المسلمين في العالم ، أضافة الى 5.5 مليار نسمة من غير المسلمين / مسيحيين ويهود وصابئة ويزيديين وبوذيين وهندوس .. ، أي أن المذهب الوهابي يكفر حوالي 7 مليار نسمة ، بأعتبار مذهبه وحده الفرقة الناجية ، بدون قرينة أو دلالة ، أو أي سند أو نص ديني ، فبئس هذه الفرقة الباغية !  كما أن بزوغ هذه الفرقة الأسلامية / الوهابية ، يغلفه الكثير من الريبة والشك منذ تأسيسه ! ( *3 )  حيث أن الكثير من المصادر تشير الى تعاون أنكليزي في تشكيل هذا المذهب ، وذلك من أجل خلق فئة متطرفة تكفيرية تستخدمها في أغراضها ومصالحها السياسية ! ، بينما يحذو بعض المفكرين المسلمين حتى السنة منهم ، وبجزم تام من أن الوهابية صناعة يهودية ، كالشيخ أحمد الكبيسي ( * 4)  ، أن الوهابية كمذهب تكفيري فرق المسلمين أكثر مما هم عليه من فرق وطوائف ومذاهب وشيع وجماعات . أن هذا الفكر في كل نهجه وأدبياته وفتاويه التي يسودها طابع الغلو والتشدد والتطرف ، تعتمد على فقه شيخ عاش قبل سبعة قرون ، هو أحمد ابن تيمية (661–728م) . وبالرغم  من أن أنصاره يعتبرونه مجددا للدين ، فإن خصومه من جانب ثان يصفون فكره بتكفير الأخرين ، ويتهمونه بنشر الفكر المتطرف والإرهاب ، بل يعتبرون فكره منهلا لكل ما تقوم به المنظمات الأرهابية كالقاعدة وداعش من أعمال وحشية ...                                                                                    القراءة :                                                                                                                         أولا -– لكل فعل رد فعل / قانون أسحق نيوتن الثالث وهو أحد قوانين الحركة ، ف " الفعل " في موضوعنا هو الوهابية كفكر والمملكة كقوة ، أما " رد الفعل " فهو نشر التطرف والتشدد الديني الأسلامي  وما يتبعه من أرهاب ودمار ، وفيزيائيا عندما يتخلخل الفعل سيكون ردة فعله غير مؤثرة على جميع المستويات ! أذن أفول السعودية كمملكة سيعمل على أفول الوهابية كمذهب وتأثير مجتمعي ،  ثانيا - الوهابية أنتشرت برؤوس الأموال السعودية   ( *5 ) ، حيث أن المملكة أنفقت عشرات المليارات من الدولارات على أنتشار مذهب متطرف تكفيري فرق الأمة الأسلامية وعمل بالوقت نفسه على نشر الأرهاب ، الأرهاب الذي دمر العرب وسيعمل على تفكيكهم الى دويلات وطوائف ، والأن أمتدت أذرعه الى الغرب حيث أن المنظمات الأرهابية أخذت تستقبل الأجانب في صفوفها ، المشحونين فكريا في الجوامع الممولة سعوديا ، لذا عندما ينتهي الأنفاق السعودي سيتقلص الفكر وتبعاته . ثالثا - تمام الأن هو زمن المد الأسلامي المتطرف خاصة ، وأنتشار الأرهاب الأسلامي بالنتيجة .. ولكن أن يتطور الأمر للوضع العربي بريادة سعودية فأرى هذا ضربا مستبعدا خاصة لما سيواجه السعودية من تحديات حاليا ومستقبليا بأعتبارها مرجعا ومصدرا لهذا الفكر التكفيري ، منها على مستوى العرش ، كمحاولة الملك سلمان بن عبد العزيز توريث أبنه الأمير محمد بن سلمان لعرش المملكة دون المستحقين من الامراء ! ، وعلى مستوى السياسة ، كالقضية السورية حيث تمحورت السعودية مع قطر وتركيا كجبهة ضد المحور الروسي الأيراني وحلفائهما ، وعلى مستوى الحروب الاقليمية ، كحرب اليمن ، وعلى المستوى الدولي ، كتشكيلهم لحلف سني لمحاربة الارهاب بقيادة سعودية ، والسعودية أبعد ما تكون من قيادة حلف عسكري يضم أكثر من 32 دولة ووزير دفاعها شاب غير مؤهل ، لم يخض حربا لأنه أصلا لم يعرف الخدمة العسكرية كما أن تأهيله العلمي بكالوريوس قانون ، فكيف له أن يقود جيوش 32 دولة ، وهو لم يشهد مثلا حروب الخليج  ولا المتغيرات المصيرية التي حدثت  في المنطقة / تونس ومصر وليبيا والعراق ..! .  رابعا – السعودية كقيادة ستنشغل بترتيب وضعها وبيتها الداخلي سياسيا وأقتصاديا وعسكريا وأجتماعيا .. الأمر الذي سيجعلها أن تبتعد عن ريادتها للفكر الوهابي ، مجبرة وليس بخيارها ، وهذا سيجعل من المؤسسة الدينية أمام خيار صعب وهو ريادة ونشر المذهب دون القوة والسلطة والمال  للملك والأمراء ! خامسا - السعودية أعلاميا ، وكما يقال one package " فكرا وسياسة " ، هي مع المظلوم ضد الظالم ، ولكن حقيقة المملكة هي من أوجد المظلوم أسلاميا وعربيا ، فهي دائما الظالم ، في اليمن وسوريا والعراق وليبيا .. ، أما المظلوم الحقيقي داخليا هو شعبها لأنه المفعول به دائما ودوما ، فشعبها مسلوب القرار وسط حكم أل سعود ، الذي لا قضاء به سوى نهج محمد بن الوهاب المقام على فتاوى بن تيمية . سادسا – الفكر الوهابي تأسس أو ظهر أو بزغ مقترنا بالقوة ، وذلك من تعاضد الشيخ محمد بن عبدالوهاب كفكر ومذهب هذا من جانب و بين محمد بن سعود كقوة وسلطة من جانب ثان ، لأجله أرى أن أفوله كمذهب ، ولا أقصد نهايته ، بل أنحصاره وتقوقعه سيكون مع تفكك و تشتت وتصارع آل سعود على السلطة والحكم والعرش ، أي مع أنقضاء القوة والسلطة التي أوجدته ! .
------------------------------------------------------ -----------------------------------
( * 1) السلفية الوهابية أو الوهابية أو السلفية التوحيدية (( هو مصطلح أطلق على حركة إسلامية سياسية قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر الميلادي على يد محمد بن عبد الوهاب           ( 1703 - 1792)  ومحمد بن سعود ،  حيث تحالفا لنشر الدعوة السلفية.  وقد كانت بدايتهما في الدرعية إذ أعلن محمد بن عبد الوهاب  "الجهاد "  فشن سلسلة من الحروب ( وكانوا يسمونها بالغزوات ) ادروا فيها أموال خصومهم من سكان شبه الجزيرة ( وكانوا يسمونها بالغنائم ) وخسر فيها العديد من عوام المسلمين أرواحهم نتيجة لهذه الحروب ، ما اعتبرتهم مصادر عديدة أنهم بذلك خرجوا على الخلافة الإسلامية التي كانت تحت حكم العثمانيين.  بينما اعتبرها الوهابية إقامةً لدولة التوحيد والعقيدة الصحيحة وتطهيرًا لأمة الإسلام من الشرك ، ويرى الوهابية أنهم هم أهل السنة الحقيقيون وهم أتباع الفرقة الناجية .. جاءت الدعوة الوهابية بالمنهج السلفي بهدف ما تعتبره تنقية لعقائد المسلمين والتخلص من العادات والممارسات التعبدية التي انتشرت في بلاد الإسلام وتراها الوهابية مخالفة لجوهر الإسلام التوحيدي مثل التوسل ، والبدع بكافة أشكالها . ويصفها أتباعها بأنها دعوة إلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والرجوع إلى الإسلام الصافي وهو طريقة السلف الصالح في اتباع القرآن والسنة  ، أي عمليا عدم الاعتماد الكلي على المذاهب الفقهية السنية الأربعة والاعتماد المباشر على القرآن والسنة وأقوال السلف الصالح )) نقل بتصرف من https://www.facebook.com .
 ( * 2)  الوهابية والمسلمون (( البدعة الوهابية الكبرى ، تعتقد الوهابية أنهم وحدهم أهل التوحيد الخالص ، وأما سائر المسلمين فهم مشركون لا حرمة لدمائهم وذراريهم وأموالهم ، ودارهم دار حرب وشرك ويعتقدون أن المسلم لا تنفعه شهادة أن ( لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ) ما دام يعتقد بالتبرك بمسجد الرسول - مثلاً - ويقصد زيارته ويطلب الشفاعة منه ويقولون : أن المسلم الذي يعتقد بهذه الأمور فهو مشرك وشركه أشد من شرك أهل الجاهلية - عبدة الأوثان ...)) / نقل بتصرف من www.mezan.net/radalshobohat/21Whabi.htm
( * 3) في إطار ندوة عن الصحوة الإسلامية (( هاجم المرجع الديني الإيراني " حجة الإسلام حسيني القزويني " الحركة الوهابية ، واعتبرها خطرا على الإسلام والمسلمين . وفي سياق حديثه عن مسألة التكفير ، اعتبر القزويني أن الصحابي خالد بن الوليد أول تكفيري في الإسلام ، مشيرا في ذلك إلى قضية قتله لمالك بن نويرة وقال : " إن ابن تيمية يعتبر أول منظّر للفكر الوهابي ، وأول من كفّر التوسل ".  واعتبر أن الوهابية حركة من صنع الإنجليز ، تشكلت لإيجاد التفرقة بين المسلمين في المنطقة .  وأضاف أن الإنجليز شكلوا البهائية في إيران ، والإخبارية في العراق والوهابية في السعودية  .. )) / نقل بتصرف من موقع عربي 21 .                                                          ( * 4) وصف الشيخ العراقي أحمد الكبيسي في مقابلة تلفزيونية أن .. (( مؤسس المدرسة السفلية الحديثة محمد بن عبد الوهاب بأنه صناعة يهودية ، جاء ذلك في معرض رده على سؤال حول تفجير المراقد الدينية في مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" ، فقال : " فليسمعني هذا الكلب ابن الكلب .. أبو بكر البغدادي .. أن قاتل الحسين أشرف منه ، هذا عميل يهود وليس أكثر.. والله داعش وماعش وحتى محمد بن عبدالوهاب أبوالوهابية صنيعة يهودية مائة في المائة ودعهم يقتلونني إذا أرادوا ، ثم أضاف :" أنا مسؤول عن هذا الكلام أمام رب العالمين .. والله حركة يهودية مرتبة ترتيبا لتمزيق الأمة ، وقد مزقتها".. )) نقل بتصرف من موقع ن بوست .
( * 5) اكد الدكتور علاء الاسواني في لقاء له مع الاستاذ عادل حمودة علي قناة ال cbc الفضائية  ،(( .. انة في نهاية السبعينات واثناء حكم الرئيس السادات لمصر بدا السادات لاول مرة باسخدام الدين في حكم مصر حيث وجد ان هناك جواسيس للحكومة الامريكية في مصر فقرر مواجهة امريكا باعلان ان مصر دولة اسلامية ومساعدتة للاخوان المسلمين ومساندتة للجماعات الاسلامية وحدث ذلك قبل مقتلة مباشرة ، واكد الاسواني ان السعودية انفقت في خلال 20 عام مبلغ 87 مليار دولار من اجل نشر المذهب الوهابي واكد ان الفهم الاخر لللاسلام هو فكر محمد عبد الوهاب وهو نوع من الفكر والقراءة الدينية ارتبطت بتشكيل النظام السعودي من قبل أسرة ال سعود .. )) نقل بتصرف من www.nmisr.com/vb/showthread.php?t=363931


 

410
                                         العرب ومرحلة التطاحن و التفكك

    العرب واقعا وأحداثا وحراكا وأفعالا ، كدول وشعوب ، يمر بأسوأ حالاته ، وعلى جميع المستويات ، تكاتفا وتضامنا وأتحادا ، أنهم حقا الأن ، يمثلون أسوأ نموذج للأنظمة من بين كل الحالات التي يزخر بها عالم اليوم . العرب ،  ضرب من المؤامرات والتحالفات الأسقاطية والمعاهدات التي على قدم وساق فيما بينهم ، فقطر والسعودية / مثلا ، تسعيان مع التحالفات الغربية لأسقاط سوريا / ونحن هنا لا نبرأ سوريا كنظام من واقع المشكلة وتعقيداتها ، ولكن هاتين الدولتين ليستا بأفضل من سوريا حكما وسلطة وعدلا ، وتناستا الحديث القائل : ( يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه! )  وبالتأكيد هناك دولا عربية تؤيد هذا النهج من تحت الطاولة ، ودولا أخرى لا تؤيد هذا العمل التخريبي ضد دولة تعتبر من أهم أعضاء جامعة الدول العربية ، بالرغم من أن الجامعة العربية بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة خلال العقدين الأخيرين ، وهناك دول صراحة رافضة لهذا العمل ، كمصر والعراق ولبنان ، وبالبرغم من النهج الرافض لأي بقاء للنظام السوري من قبل السعودية وقطر ، وبالرغم من تضادد بعض المصالح الأقتصادية ، وبالرغم من الدعم والعون اللامحدود للفكر الوهابي المنبثق من السعودية الداعم للمنظمات والجماعات الأرهابية العاملة على الارض السورية ، وبالرغم من التحالفات السياسية .. ولكن سائل يسأل أين العروبة و أين الأسلام ، بل أين الأنسانية ، وأين التضامن العربي ، وأين الحكماء العرب ، أليس من قادة عرب أن توقف نزيف دم سوريا الجريحة ، هل قطر والسعودية دولتان نموذجيتان في التعامل الأنساني والأجتماعي مع شعوبهما ، حيث حز الرؤوس وقطع الأيدي والجلد في الساحات وكبت الحريات في السعودية .. ، أما قطر ، التي نفوسها لا يتعدى بضع مئات الألاف ، بجولاتها وأدوارها المشبوهة ، وتصريحاتها التي تحسب على أنها أكثر وأكبر من طاقتها وقدرها ، حيث  ( أعلن وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية ، الأربعاء 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 ، عزم بلاده التدخل عسكريا في سوريا إذا اقتضت المسألة ذلك بالتعاون مع تركيا والسعودية . ) / نقلا عن روسيا اليوم .  أما وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم – ودوره في زعزعة أمن مصر / نقلا عن موقع ويكيليكس ، فبين الموقع مفاجأة اخرى ، حيث ( كشفت وثيقة عن أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أبلغ «إسرائيل» أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف والأمر كذلك يشمل لعبا بمشاعر المصريين لإحداث الفوضى عن طريق قناة الجزيرة باعتبارها عنصرا محوريا في  الخطة ، وفي لقاء سري جمع بين بن جاسم ومسؤول إسرائيلي نافذ في السلطة أبلغه فيه نيته تلك ، ووصف مصر بـ«الطبيب الذي لديه مريض واحد» ويفضل أن يستمر مرضه لفائدته الخاصة .. ) / نقلا عن موقع الوفد الألكتروني ، ولا يخفى على الجميع أضافة الى ماسبق وغيرها من الأدوار في الجانب الفلسطيني ، أضافة لدور قطر في ضرب العراق عن طريق قواعده العسكرية / قاعدة العديد العسكرية ، في نيسان 2003 ، أما دور السعودية في سوريا والعراق واليمن فلا يقل فظاعة عن دور شقيقه قطر ! ونتساءل هنا ماهي الصلاحية او ماهي المرجعية القانونية التي تخولهما في تمويل أي عمل من شأنه أسقاط سوريا ! وما هو موقف المملكة العربية السعودية / مثلا ، وملكها خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز ، من قوله تعالى ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ سورة المائدة الآية 2 . التي تفسيرها واضح في !
أن بعض الأنظمة العربية ، هي أنظمة لا قواعد أخلاقية تحكمها ، ولكن تحكمها المصالح الضيقة ، والمنافع القطرية ، وحياكة المؤامرات ، فالدفاع المشترك تحول الأن الى العدوان المشترك ، أما الحكام فهم يخدمون السلطة ، والشعب بلا سقف أمني يحميه وبلا تغطية صحية و بلاوعي ، لأنه لاهث وراء لقمة العيش !! .. سابقا كان القوميون يرفعون شعارات في أواخر الأربعينات من القرن الماضي ، كشعار حزب البعث  " أمة عربية واحدة  ذات رسالة خالدة " ، أما الأن لا أمة ولا عرب ولا وحدة ولا أهداف ، أمة بلا رسالة بل كل دولة لها رسالتها ولها تحالفاتها ، أمة أصبحت أسوأ أمة وجدت بين أمم العالم ، شعوبها تهجر أوطانها ، ومن جانب أخر ، سائل يسأل لمن نزلت هذه الأية : ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُون ) 110 سورة أل عمران ، أرى أنها نزلت لأمة غير العرب ، وكما يقال :   
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم                                                                      وأعتقد أن القادم من الأيام أسوأ ، لأن أبار النفط ستنفذ ، ومنابع الغاز الى زوال ، والتحالفات سينتهي نفاذها ، وغطاء حماية الدول ستسحب ، وكل دولة ستدافع وتحمي أرضها ذاتيا وسيرجع الحال كما كان في قديم الزمان !

411
                              الدين الأسلامي .. بين  تجاذبات  العلم  و الأيمان
المقدمة :                                                                                                                      الجدل و النقاش و الحوار جار هذه الأيام على قدم ساق بين علماء وشيوخ الأسلام .. من جهة / الذين يؤكدون على أن الدين علم ، وبين مجددي النص الديني من باحثين ومفكرين .. / الذين يجزمون بأنه ليس علم .. بل نستطيع أن نقول أنه حوار بين فكر الأقدمين وبين فكر المحدثين لقراءة النص الديني ، وتشغل الميديا الكثير من اللقاءات (*) ، أضافة للكثير من المقالات و الكتابات المؤيدة و المضادة بهذا الصدد ، وقد أطلعت على بعض منها ، والشي الوحيد الذي توصلت أليه ، بأن العلماء و الشيوخ لا يمكن أن يغيروا من رأيهم لأنهم أصحاب النظرة الماضوية ، وبنفس الوقت لا يمكن للمجددين أن يقتنعوا بتفسيرات الأقدمين ، لأنهم أصحاب نظرة حداثوية ، أنه حراك ديني منطقي ، أراه حالة صحية بالرغم من عدم تغيير القناعات بالنسبة للأطراف المتحاورة . و أردت في هذا المقام أن ابين قراءتي المتواضعة ، من خلال قراءة حداثوية لمفهوم الدين الأسلامي أهو معتقد و أيمان أم علم ونظريات .
 البداية  :                                                                                                                                              بدءا ، ولأجل الخوض في هذا الحراك ، وددت أن أبين بعض التعاريف الخاصة و المختلفة للدين ، كمصطلح ،  فتعريفه أكاديميا و مفهوم الدين أسلاميا ، ثم أبين العلم كتعاريف .. وأختم بأضاءة خاصة  .                                                  الدين .. تعاريف :                                                                                                                       الدين كمصطلح  ، ( هو يطلق على مجموعة من الأفكار والعقائد التي توضح بحسب معتنقيها الغاية من الحياة الكون ، كما يعرّف عادة بأنه الاعتقاد المرتبط بما وراء الطبيعة الإلهيات ، كما يرتبط بالأخلاق ، الممارسات والمؤسسات المرتبطة بذلك الاعتقاد . وبالمفهوم الواسع ، عرّفه البعض على أنه المجموع العام للإجابات التي تفسر علاقة البشر بالكون ) .                                                                                       أما الدين أكاديميا ، فعلماء الاجتماع والأنثروبولوجيا ينظرون أليه ( على أنه مجموعة من الأفكار المجردة ، والقيم أو التجارب القادمة من رحم الثقافة . على سبيل المثال ، وبطبيعة المبدأ ، جوهر الدين لا يشير إلى الاعتقاد في "الله" أو متعال مطلق : جوهره يعرف بأنه " بنية أو ثقافة مباشرة و/ أو بنية لغوية للحياة بشكل كامل ، والاعتقاد بأنه ، مثل لغة ، يسمح بوصف الواقع ، وصياغة واختبار المعتقدات والمشاعر والأحاسيس الحميمة وبموجب هذا التعريف ، الدين هو رؤية لا غنى عنها في العالم تحكم الأفكار الشخصية والأعمال ) . / نقل بتصرف من الويكيبيديا و الموسوعة الحرة .                                                                                                                            أما الأسلام كدين فهو: الاستسلام لله ، والانقياد له سبحانه بتوحيده ، والإخلاص له والتمسك بطاعته وطاعة  رسوله لأنه المبلغ عن ربه ، ولهذا سمي إسلاماً : لأن المسلم يسلم أمره لله ، ويوحده سبحانه ، ويعبده وحده دون ما سواه ، وينقاد لأوامره ويدع نواهيه ، ويقف عند حدوده ، هكذا الإسلام ، وله أركان خمسة وهي :  شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع .      / نقل بتصرف من موقع نحن العرب .                                               
العلم .. تعاريف :                                                                                                                       ومن المفيد أن نعرف العلم ليكون لنا مصدرا / فيما بعد ، في الجدل و النقاش والمقارنة بين التعاريف الواردة للدين وبين العلم كتعريف ،( فالتعريف العام للعلم )  " هو مجموعة و منظومة من المعارف المتجانسة و المتناسقة التي يعتمد في الحصول عليها على المنهج علمي دون غيره ، أو مجموعة المفاهيم المتكاملة والمترابطة التي نبحث عنها و نتوصل إليها بواسطة البحث العلمي " ... وهناك تعاريف أخرى منها :                                                       ( تعريف لالاند ) " العلم يطلق على مجموعة من المعارف والأبحاث التى توصلت إلى درجة كافية من الوحدة والضبط و الشمول بحيث تفضي إلى نتائج متناسقة فلا تتدخل في ذلك أذواق الدارسين و إنما ثمة موضوعية تؤيدها مناهج محددة للتحقق من صحتها  " .                                                                                      أما ( تعريف جون ديو )  "  العلم هو كل دراسة منظمة قائمة على منهج واضح مستندة إلى الموضعية يمكن أن نسميها علما . سواء أفضت بنا إلى قوانين أو أدت بنا إلى قواعد عامة تقريبية ". / نقلت بتصرف من موقع  أقرأ عربي .   
أضاءة  :                                                                                                                                     مما سبق يتضح لنا أنه ليس من تطابق أو حتى تقارب أو تماثل أو تشابه بين ما يهدف أليه الدين وبين ما يرمي أليه العلم ، ومن بعض  هذه  التباعدات التالي وهي على سبيل المثال و ليس الحصر :                                     حيث أن الدين أولا به صفة الخصوصية - المتعلقة للذين يدينون به  ، فمثلا ما يطبق على المسلمين في عدد الصلوات الخمس لا يطبق على المسيحيين او اليهود ..، أما العلم فبه صفة  العمومية فتجربة الأواني المستطرقة مثلا ، كائن من كان يجريها فأنها تفضي لنفس النتائج / وهي توزيع الماء بالتساوي في كل الأواني . ثانيا ، العلم هو جهد من النتائج و البحوث التي تؤدي الى نتائج متناسقة أي العلم يحتاج الى بحث ودراسة للوصول لنتائجه ، بينما الدين في متناولنا كاملا ، لا يحتاج الى أي جهد أو بحث ، حيث أن الوحي أنتهى بموت الرسول ، وجاءنا الدين جاهزا من قبل الرسول محمد ، حسب  قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) المائدة  3 ، فالدين لا يستدعي أي عمل لأي باحث أو دارس لأنه يمارس من قبل معتنقيه الأن وسابقا . ثالثا ،  العلم نتيجة البحوث التي تجرى نتوصل بعدها الى قوانين ، اما الدين الأسلامي فمواضيعه جاهزة ، له خمس أركان وهي  ( النطق بالشهادتين ، الصلاة  ، أيتاء الزكاة ، الصوم والحج ) ، ليس في الدين الأسلامي من قوانين بل هناك أركان وأصول . رابعا ، وهذه الأركان لم نتوصل أليها عن طريق التمحيص و التدقيق ، لأن المسلمين يمارسوها منذ أكثر من 1400 عام  ، فليس  بها أي تطور أو تغيير ، ولكن أكثر القوانين العلمية ، بها تجارب جديدة وبحوث مستحدثة ونتيجة لهذه الجهود يحصل لبعض القوانين تغيير ، بينما أركان وأصول الأسلام تبقى ثابتة .
أيات ورد بها كلمة " العلم " :                                                                                         هناك الكثير من الايات ورد بها كلمة علم ، منها مايلي ، ولكن هذا لا يعني أن النص القرأني نصا علميا ! وسأتناول أيتين منها فقط بالشرح و التفسير و التعليق كنموذج  :
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ ﴿٥٤ الحج﴾
وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴿٤٢ النمل﴾
وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ ﴿٨٠ القصص﴾
وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ ﴿٥٦ الروم﴾
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ ﴿٦ سبإ﴾
فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ﴿٨٣ غافر﴾                                               فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ( سورة الكهف 65 )
بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ﴿٤٩ العنكبوت﴾
وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ﴿١٤ الشورى﴾
فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ﴿١٧ الجاثية﴾
قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ ﴿٢٣ الأحقاف﴾
نقلت الأيات من / موقع المعاني .                                                                                                       
سورة الكهف 65 (  فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ) .
 وتفسير هذه الأية .. " قوله تعالى : فوجدا عبدا من عبادنا العبد هو الخضر - عليه السلام - في قول الجمهور ، وبمقتضى الأحاديث الثابتة . وخالف من لا يعتد بقوله ، فقال : ليس صاحب موسى بالخضر بل هو عالم آخر وحكى أيضا هذا القول القشيري ، قال : وقال قوم هو عبد صالح ، والصحيح أنه كان الخضر ; بذلك ورد الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقال مجاهد : سمي الخضر لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله ، وروى الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - : إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء هذا حديث صحيح غريب . الفروة هنا وجه الأرض ; قاله الخطابي وغيره .
والخضر نبي عند الجمهور . وقيل : هو عبد صالح غير نبي ، والآية تشهد بنبوته لأن بواطن أفعاله لا تكون إلا بوحي . وأيضا فإن الإنسان لا يتعلم ولا يتبع إلا من فوقه ، وليس يجوز أن يكون فوق النبي من ليس نبي وقيل : كان ملكا أمر الله موسى أن يأخذ عنه مما حمله من علم الباطن . والأول الصحيح ; والله أعلم  .
قوله تعالى : آتيناه رحمة من عندنا الرحمة في هذه الآية النبوة وقيل : النعمة .
وعلمناه من لدنا علما أي علم الغيب ، ابن عطية : كان علم الخضر علم معرفة بواطن قد أوحيت إليه ، لا تعطي ظواهر الأحكام أفعاله بحسبها ; وكان علم موسى علم الأحكام والفتيا بظاهر أقوال الناس وأفعالهم " ./ نقل التفسير من موقع القرأن الكريم – تفسير القرطبي .
وهذا جزء من تفسير أبن كثير لنفس الأية / نقل من موقع القرأن الكريم (( .. حدثنا أبي بن كعب - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن موسى قام خطيبا في البحر سربا ، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء ، فصار عليه مثل الطاق . فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بني إسرائيل فسئل : أي الناس أعلم ؟ قال : أنا . فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه ، فأوحى الله إليه : إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك . فقال موسى : يا رب ، وكيف لي به ؟ قال : تأخذ معك حوتا ، تجعله بمكتل ، فحيثما فقدت الحوت فهو ثم . فأخذ حوتا ، فجعله بمكتل ثم انطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون عليهما السلام ، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رءوسهما فناما ، واضطرب الحوت في المكتل ، فخرج منه ، فسقط في البحر واتخذ سبيله في بالحوت ، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما ، حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه : ( آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا  هذا نصبا ) ولم يجد موسى النصب حتى جاوزا المكان الذي أمره الله به . قال له فتاه : ( أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا ) قال : " فكان للحوت سربا ولموسى وفتاه عجبا ، فقال : ( ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا .. )) .
أضاءة  :                                                                                                                      الأية / وفق تفسير القرطبي ، غير بينة ، أولا لا يوجد أجماع على ، من هو صاحب موسى أهو الخضر أم هو ملكا من الله تعالى ، أما موضوع أخضرار الأرض التي من حول الخضر ، فهي منافية للعلم ، ثم الشك هل الخضر نبي أم أنسان صالح ، هذا موضوع أخر وهو الشك بنبوة الخضر ، ثم ختام التفسير بأن الخضر على معرفة بالغيبيات .                                   الأية ليس بها ما يدل على أي علم من العلوم ، بما مفهوم به الأن من تجارب و بحوث و تطبيقات ومنطق ، فورود كلمة العلم لا يعني لنا بشي من هذا القبيل ، وهنا أرى ان العلم جاء مرادفا للغيبيات .                         أما تفسير أبن كثير ، و خاصة فيما يتعلق بالحوت ، فهو أصلا مخالف للعلم ولقواعده ، وليس لي تعليق لأن التفسير يبتعد عن حيثيات العلم جملة وتفصيلا ..
" بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ " ﴿٤٩ العنكبوت﴾ .                                                 هذه الآية معناها أن الله سبحانه وتعالى جعل الإيمان نوراً ولم يجعله قناعة عقلية ولا ثقافة ولا ميراثا : ]وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا } [ الشورى:52 { ، فجعله آياتٍ بيناتٍ ، يقذفها في قلوب عباده ، فمن شاء الله به الخير قذف في قلبه نوراً من نور الإيمان يؤمن به ، سواء كان مستواه العقلي ضعيفاً أو كان قوياً ، وسواء كان مستواه الثقافي ضعيفاً أو قويا ، فلا عبرة بذلك . إذا أراد الله بالإنسان الإيمان آمن ولو كان ذلك في طرفة عين كما حصل لسحرة فرعون ، فإنهم عندما شاهدوا الآيات البينات وشاهدوا النور والحق خروا سجداً لله وقالوا :  " آمنا برب هارون وموسى " .. وقوله:  " بل هو آيات بينات " أي واضحات ، والآيات : جمع آية وهي العلامة ، فالآية العلامة ، والمقصود بها هنا علامة للقلب يطمئن إليها ، وهذه العلامة هي النور الذي يبعث الله فيه ..  نقل التفسير بتصرف من / موقع طريق الأسلام .
أضاءة  :                                                                                                                     من التفسير الوارد أنفا ، نتوصل الى أن الأية تتحدث عن الأيمان ، وأيضا من السياق أنه ليس من عقلانية فيه لأنه نور في الصدور ، والتفسير أيضا يبتعد عن القناعات العلمية ، ويركز التفسير على الدور الألهي في هدي عباده ، وما صنع الله من بينات جعل من سحرة فرعون خروا ساجدين ، الأية ضد العلم ، لأنها تعتمد على القدرة الربانية في الهداية وتمحوا أي دور الفرد .                                                                                    أن ورود كلمة العلم  في كل الأيات السابقة وغيرها أتى بمعنى بعيدا عن العلم ، لأن العلم كم أستدلنا من تعاريفه ، ليس هناك من قواسم مشتركة تجمعه مع ما ترمي أليه هذه الأيات ... (( أما حديث الرسول – صلي الله عليه وسلم – عن العلم ، جعل حديثه أمراً عاماً وشاملاً ، فقال – صلي الله عليه وسلم – \" مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا ، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْمَاءِ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا ، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ.أخرجه أحمد 5/196(22059) و\"الدرامي\" 342 و\"ابن ماجة\"223 – نقل بتصرف من صيد الفوائد .)) ، هنا في تفسير هذا الحديث لا يعني أن النصوص القرأنية نصوصا علمية ، ولكن هنا الرسول يشجع على تناول العلم ، ولكن الأسلوب به نوعا من الخيال في السرد ، والمهم  أيضا هذا الحديث لا يتطابق مع العقيدة الأسلامية ، لأنه يشبه العلماء بورثة الانبياء ، ولو كان هذا الحديث تطبيقه عاما فهل هذا ينطبق على العلماء المسيحيين و اليهود / الذي هم كفرة حسب عقيدة الاسلام ، وما الوضع مع العلماء الملحدين ،  أذن حتى لو سلمنا بهذا الحديث جدلا فأنه سيدخلنا في مجادلات لا نهاية لها وذلك لأنها لا تتوافق مع الدين الأسلامي .   
الأعجاز القرأني و العلم  :                                                                                                         سأخذ أية الأسراء و المعراج كنموذج ، قوله تعالى }  إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلى عَبْدِهِ مَآ أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفُتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى } ( النجم :  5 - 19  ) .
" سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير " [ الإسراء 1 [ ...     
وتفسير الأية كما يلي (( أُتي رسول الله ) بالبراق (- وهي الدابة التي كانت تحُمل عليها الأنبياء قبله ، تضع حافرها في منتهى طرفها - فحُمل عليها ، ثم خرج به صاحبه ، يرى الآيات فيما بين السماء والأرض ، حتى انتهى إلى بيت المقدس ، فوجد فيه إبراهيم الخليل وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء قد جمُعوا له ، فصلى بهم ‏‏.‏‏ ثم أُتي بثلاثة آنية ، إناء فيه لبن ، وإناء فيه خمر ، وإناء فيه ماء ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقال رسول الله  ‏‏:‏‏ فسمعت قائلا يقول حين عُرضت علي ‏‏:‏‏ إن أخذ الماء غرق وغرقت أمته ، وإن أخذ الخمر غوى وغوت أمته ، وإن أخذ اللبن هُدي وهديت أمته ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فأخذت إناء اللبن ، فشربت منه ، فقال لي جبريل ‏‏:‏‏ هُديت وهديت أمتك يا محمد ‏‏.‏‏.. " تفسير كلمة البراق في الروايات الإسلامية : هو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه "  )) /  ( نقل بتصرف من الويكيبيديا ) .
وفي شرح معنى " سدرة المنتهى "  أنقل التفسير التالي من موقع أهل السنة .. (( من معجزة رحلة الإسراء والمعراج ، أن في تلك الليلة عندما ارتقى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة المِرقاة ، وهي سلم موصول بين الأرض والسماء ، درجة من ذهب ودرجة من فضة ، رأى عجائب كثيرة ومنها شجرة عظيمة اسمها " سدرة المنتهى" أصلها في السماء السادسة وتمتد حتى تصل إلى السماء السابعة ثم إلى ما شاء الله تعالى ، ولقد رءاها الرسول في السماء السابعة ، وهذه الشجرة جميلة جدًا ، حتى أنه صلى الله عليه وسلم قال : " فما من أحد يستطيع أن ينعتها من حسنها ". وأوراقها مثل ءاذان الفيلة ، وثمارها كالقِلال أي الجِرار الكبار ويخرج من ساقها أنهار عظيمة لذيذة المذاق ،  ومن وفرة أوراقها وأغصانها وضخامتها أنَّ الراكب المسرع يسير في ظلها مائة عام ولا يقطعها ، ويحوم حولها ويغشاها فراش من ذهب وأنوار عظيمة تزيدها جمالاً فوق جمالها ، كذلك هناك ملائكة يسبحون الله تعالى عليها  وسدرة المنتهى تختص بثلاثة أوصاف : الظلّ المديد ، والطعم اللذيذ ، والرائحة الزكية رزقنا الله رؤيتها وأكرمنا بأن نأكل من ثمارها ومن ثمار الجنة بجاه نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم . )) .
أضاءة  :                                                                                                                 هذه الأية هي أكبر دليل علمي وموضوعي ومنطقي على أن القرأن قياسا بهذه الأية ، نص قرأني ملئ بالغيبيات و الخيال و الأساطير والحكايا ، بعيدا عن أي منطق وأسلوب علمي أنطلاقا من الواقعة التي نحن بصددها.. أولا ، الأية سرد روائي بعيد عن المنطق لأنها أشبه ما تكون بالحلم وليس بالواقع الحقيقي ، كما أنها تفتقر لأي دليل ملموس أو لأي شاهد ، ثانيا ، الدابة المستخدمة " البراق " موضوع أسطوري ، ثالثا ، الشجرة " سدرة المنتهى " فهي خيال حيث أن الراكب المسرع يسير في ظلها مائة عام ولا يقطعها ، رابعا ،   " الصلاة " التي أمها  الرسول محمد  ، مع جمع الأنبياء هي قضية زمانيا ومكانيا تعتبر مشكلة لا يمكن أن تسوى لا  بالمنطق ولا بالعقل ، خامسا ، أما قضية " شرب اللبن " فهو كأسلوب الحكايات / منطق حكواتي ..                                        خلاصة ، ان الأية لا ينطبق عليها أبسط الحيثيات الأولية للعلم لا سردا ولا أسلوبا و لا وقائع ولا نتائج ..
حور العين .. والعلم :                                                                                                     موضوع حور العين هو من المفاصل المهمة التي تستحق أن نتوقف عند ذكرها لأنها مؤكدة في القرأن و الحديث . كقوله تعالى ،  ( كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) الدخان/54 ، وقوله تعالى : ( مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) الطور/20 ، وفي وصف حور العين ، الذين كانوا في غاية الجمال حتى إن مخ ساقيها ليرى من تحت الثياب ، قال تعالى : ( وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) الواقعة/23 . وحول القابلية الجنسية هناك الكثير من التفاصيل ( ويجامع الرجل في الجنة زوجاته من الحور وزوجاته من أهل الدنيا إذا دخلن معه الجنة ، ويعطى الرجل قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع ، عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنْ الْجِمَاعِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ " رواه الترمذي برقم 2459 وقال : صحيح غريب ) . وعن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ . فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ : فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ ؟! قَالَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَاجَةُ أَحَدِهِمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جِلْدِهِ فَإِذَا بَطْنُهُ قَدْ ضَمُرَ " رواه أحمد برقم 18509 ، والدارمي برقم 2704 .. / نقل بتصرف من موقع - الأسلام سؤال وجواب .                                      أما أية ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون )  سورة يس الأية 55 - قال كبير المفسرين بن جرير رحمه الله ، يحمل ذلك على العموم ، قال هم في ضيافة الرحمن تبارك تعالى ، وأنهم في ( شغل ) عن أهل النار ، وهذا النعيم ينتظم الامور المذكورة ، في هذا النعيم يتزاورون ، وفي هذا النعيم يفضون الأبكار ، وبهذا النعيم يشتغلون بألوان الملذات التي في الجنة ، هذا هو المراد ، والله أعلم . / نقل بتصرف من موقع فضيلة الدكتور الشيخ خالد بن عثمان السبت .                                                                                          أضاءة :                                                                                                                  في هذه الاضاءة سوف أتناول مفصلا واحدا / للأيات و الاحاديث و التفاسير ، وهو " عدد مرات وطء الرجل لزوجاته و لحورالعين في الجنة " ، بعيدا عن الموضوع نفسه ، الذي به تقاطعات كثيرة ، " منها وصف حور العين ، عددهم ، والسؤال الأهم هل يوجد من علاقات جنسية في الجنة أم وضع البشر هناك هو فقط تواجد روحي ، أي توجد أي أعضاء لا جنسية ولا غيرها .. " !
أضافة أخرى تؤكد على عدم علمية النص القرأني ، وتبرهن على أنه في مسار ونهج أخر غير العلم ! وهل هناك من دراسة أو بحث أو حتى رأي يقول أن للفرد يستطيع أن يطء هذا العدد الهائل من المرات الذي يصل الى قوة مائة رجل ، ( وكل الاراء الطبية تقول أن الشخص السوي وفي عمر معين يستطيع أن يطء من 1 – 5 ، ولكن من المستحيل أن يحصل ذلك يوميا / نقل من موقع طبي الدكتور عبد العزيز البدي ) . وفي موقع صحة الرجل حول موضوع عدد مرات الوطء يؤكد الباحثين أنه  " .. لغاية الثلاثينات من العمر أن  عدد مرات الوطء هو 2- 3  في الأسبوع ثم تقل بعد ذلك " .. من كل ما سبق يتأكد لنا أنه لا توجد أي أراء علمية طبية تؤكد أي رقم من عدد مرات الوطء من الذي ذكر في الأيات أو الاحاديث وما تبعها من تفاسير ، وهذا يؤكد أن النص القرأني لا ترتبط مواضيعه بالنواحي و الحقائق و الأستنتاجات العلمية الطبية ، ولكنها حقائق مرسلة غير منطقية مبالغا بها بشكل كبير ..
قراءتي الخاصة للموضوع :                                                                                                                         لو كان النص القراني نصا علميا ، أو أن تخضع نصوصه للبحث و النهج العلمي ، فهذا يعني أن الدين الأسلامي تخضع  أصوله وهي خمسة ( النطق بالشهادتين ، الصلاة  ، أيتاء الزكاة ، الصوم والحج )  وكذلك أركان أيمانه الستة ( الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) ، فهل هذه الأصول و الأركان قابلة للنكران نتيجة أعادة التجارب كالعلوم ، لأن في العلم / في بعض التجارب تتغير النتائج أذا تغيرت المدخلات .. فأذن كل ما سبق هو ليس بحقائق علمية ، بل نحن أمام عقائد دينية ، ( والعقيدة في اللغة : مأخوذة من العقْد ، وهو الربطُ والشدُّ بقوة ، أما اصطلاحاً لها تعريفان ، أولاً التعريف الاصطلاحي العام ، " عُرّفت العقيدة وفق المفهوم العام بأنها  ما يعقد عليه الإنسان قلبه ، عقداً جازماً ومحكماً لا يتطرق إليه شك " ثانياً تعريف العقيدة الإسلامية : هي « الإيمان الجازم بالله ، وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته . والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره ، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخبار ، ومن مرادفات لفظ العقيدة : التوحيد ، والسنة ، والإيمان ./ نقلت بتصرف من موقع )الألوكة للدكتور محمد بن عبدالله السحيم http://www.alukah.net/web/sohaym/0/63961/#ixzz3ZNwKNfl9(  .
أذن النص القرأني نصا دينيا " عقائديا " ، لا يخضع للتجارب و لا للتطبيقات ، أصوله لا تنكر ، وغير قابلة للتطور ، وله صفة الأستمرارية ... " والعقيدة أنواع ، هناك العقيدة السياسية وهناك العقيدة الاجتماعية وهناك العقيدة الدينية ، وما يعنينا تعريفه هنا هو العقيدة الدينية فهي العقيدة التي تقف على رأس هذه الأنواع من العقائد ، وهي العقيدة التي كتب لها الديمومة والبقاء من دون بقية العقائد الأخرى / نقل بتصرف من موقع الشيعة العالمية " .
كذلك الدين الأسلامي هو " أيمان " ليس له تجارب ولا يخضع للفحوصات المختبرية ، لأن الأيمان هو " التصديق الجازم ، والإقرار الكامل ، والاعتراف التام ؛ بوجود الله تعالى وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، واستحقاقه وحده العبادة ، واطمئنان القلب بذلك اطمئناناً تُرى آثاره في سلوك الإنسان ، والتزامه بأوامر الله تعالى ، واجتناب نواهيه.. / نقل بتصرف من موقع الدرر السنية . " .. والعقائد أسلاميا يستدل عليها بقلوب المسلمين وليس بأرسال البشر للمختبرات للفحص و التمحيص .
ويحضرني بهذا الصدد مقالا لخالد منتصر ، بعنوان " هل الدين علم وهل البخارى «Science» " يتكلم عن الدين و العلم  Info@khaledmontaser.com  من موقع / المصري اليوم ،  أجتزأ منه التالي  (( الكثير منا مازال يخلط بين العلم بمعنى الـ science والمعرفة بمعنى الـ knowledge والفرق بينهما كبير ، فتكديس المعلومات ليس هو العلم ، ومعرفة كل معلومات الكلمات المتقاطعة وكتب المسابقات ليس هو العلم ، ولكن العلم خاصة العلم التجريبى الذى يندرج تحته الطب والفيزياء والكيمياء... إلخ والذى دائماً يقارنه شيوخنا بعلوم الدين للتدليل على وجوب احتكاره ، هذا العلم تعريفه ببساطة هو ما لخصه فيلسوف العلم « كارل بوبر » بقوله « العلم هو ما يقبل التكذيب » ، يعنى العلم هو ما يقبل التفنيد والتحقق منه وفرزه ودحضه وتخطيئه .. ))  .                               خلاصة ، الشيوخ وعلماء الدين .. سائرون وعيونهم مغلقة ، بأفكارهم الماضوية ، نحو طريق مغلق ، ليس لهم الجرأة بأن يقولوا نحن نتعامل مع دين هو أيمان و عقيدة وليس علم .. والسؤال الذي يتبادر للأذهان هو لماذا  يقحم  الشيوخ و العلماء ومؤسسة الأزهر و الدعاة .. الدين بالعلم ، وهل لو أنطبقت كل حيثيات وتجارب وتطبيقات وبراهين وقوانين العلم على الدين الأسلامي سيعلو مقامه ! ، أو أذا  لم تنطبق هل سيبطل الدين ! هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، لا زال هناك مساحة ضبابية لدى جمهور الفكر الماضوي حول  الدين " كمعتقد و أيمان "  وبين العلم " كنظريات وقوانين " ، أما لجهل الجمهور بالعلم أو لجهلهم بالدين والأنكى لو كان جهلهم بالأثنين معا ! .                                                                                                                  ----------------------------------------------------------------------------------------------------------           ( * ) اللقاء الذي تم بين " د. أسامة الأزهري ، الشيخ الحبيب الجفري " و " أسلام البحيري " بأدارة الأعلامي خيري رمضان في 17.04.2015 ، في تلفزيون cbc  .









412
                   
    كأن التخلف و الظلامية و القصور الفكري و التكفير العقلي  ، الذي يتصف به غالبية بل معظم دعاة و شيوخ الوهابية السعوديين فاق حتى الخيال ، يوميا يظهر لنا على شاشات التلفاز أو يكتب على شبكات التواصل الأجتماعي أحد الشيوخ بموضوع أو بفتوى يعيد بركب العرب الى زمن الجاهلية ، بعاداتها  و تقاليدها و نمط عيشها ، وكأن العرب لم تكفيهم تخلفهم ووضعهم المأسوي الذي هم به ، وعلى جميع المستويات  ، حتى يخرج علينا أحد الذين يعيش على أطراف العالم بفتوى أو بفكرة يريد بها أن يقلب موازين الطبيعة والحياة والمجتمع والتركيب الأسري رأسا على عقب ! المومأ أليه ، من المؤكد لو حصل يوميا على فتاة لقبل  حتى أصابع قدميها وهي منتعلة الحذاء ! ولكن هؤلاء الشيوخ والدعاة يعانون من شيزوفرينيا فكرية ، لأنهم يصرحون بشئ ويضمرون شيئا أخر ، وعقدتهم الأبدية هي المرأة ، هذا حالهم دوما ، مرضى نفسيين ، يعيشون في كوكب أخر وفي عالم غير عالمنا الذي ننتسب أليه ، ومادام البنت عار أذن أخوك الممثل الكوميدي فائز المالكي كفر وعار أيضا ، أتومن أيها الداعية بالفن وهل الفن حلال أو حرام ! ، فأذهب وقوم أهل بيتك قبل أن تتهم البنات بأنهم عار .. ومن جانب أخر ما دام المدعو يعتبر البنت عار ، أذن أنه يخالف الدين والمعتقد الأسلامي ويناقض حتى النص القرأني  ، حيث أنه لا زال يعيش في زمن الجاهلية الذين يعتبرون البنات تجلب العار وكانوا يأدون بناتهم ، وهذا الشيخ  لو تمكن لوأد بنات العالم كلهم غسلا للعار ، ونسى قوله تعالى " وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت  "    / سورة التكوير .. وأنا أقول له من أنت حتى تصف بنات المجتمع بأنهم عار !! .
-------------------------------------------------------------------------------------------------
 (*) دبي ، الإمارات العربية المتحدة – 24.01.2016 (CNN)قال الداعية السعودي علي المالكي إن ما قصده بوصفه للبنت بـ "العار" هو أنها شرف الرجل وعرضه ، وزواجها من الرجل الصالح صيانة لذلك العرش المصون . كلام المالكي جاء بعد أن كان قد أثار غضب النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ، بسبب ما أدلى به على قناة بداية الفضائية في برنامج " زد رصيدك " ،  بأن من " يتزوج بنتك أو أختك هو صاحب الفضل لأنه شال عنك العار والهَم ."  وفيما بعد ، نشر الداعية السعودي تدوينة عبر حسابه الشخصي على تويتر ، قال إنها جواب لمن أساء فهمه ، مؤكداً أن " البنت شرف ."

413
                          مسرحية " الشحن الأسلامي "  في قتل  " د. فرج فودة "

أستهلال :
بمناسبة مرور 24 عاما على ذكرى أستشهاد رائد الكلمة الحرة ، القامة الفكرية الفريدة ..الدكتور فرج فودة ، أقدم هذا المقال .
المقدمة :
   كانت مناظرة معرض الكتاب / مصر ، يوم  1 يونيو 1992 ، المتابعين الفئة الأولى أعتبرت المناظرة عرسا فكريا تحديدا للذين ينظرون أليها ، من الناحية الشكلية عامة ، ولكنه كان للذين لهم أفقا مستقبليا و نظرة فاحصة دقيقة للوقائع والأحداث ، ومعرفة وعمقا تأريخيا للجماعات الأسلامية ودورها التكفيري لرجال الفكر والأدب ، ومن أبرز هذه الجماعات هي الأخوان المسلمون ، أعتقد أن الأمر كان مختلفا ، لأنها / المناظرة ، كانت بداية النهاية لفارس نبيل فريد ، عبق الكلمة ، حر المنهج ، صادق شفاف علمي البحث ، ألا هو " د . فرج فودة " . 
المسرحية :
   كانت المناظرة أشبه بمسرحية أخوانية / بالنسبة للقتلى ، نظمت الكلمات والتعقيبات والملاحظات وجمل الشحن بشكل حرفي وخطابي مثير ، بينما كان الشهيد ، كما عودنا شفافا عذبا مؤدبا ، مباشرا حينا وهامسا ملمحا بالمعلومة حينا أخر ..
أبطال المسرحية ، هم على فئتين ، نقيضين من بعضهما ، وهما أولا - القتلى :
1. الشيخ محمد الغزالي ( 1917 – 1996 ) ، وهو أحد مريدي المرشد الأول للأخوان المسلمين حسن البنا ، وكان من معاصريه الشباب ، ( .. وقد انضم في شبابه إلى جماعة الإخوان المسلمين وتأثَّر بمرشدها الأول الإمام حسن البنا  ،  ويقول الشيخ الغزالي عن هذه الفترة من حياته : "وإني أعترف - رَادًّا الفضل لأهله - بأني واحد من التلامذة الذين جَلسوا إلى حسن البنا ، وانتصحوا بأدبه ، واستقاموا بتوجيهه ، واستفادوا من يقظاته ولَمَحَاته" .. ) / نقل عن موقع قصة الأسلام .
2. المستشار مأمون الهضيبي ( 1921 – 2004 ) ، وهو المرشد السادس لجماعة الاخوان المسلمين ،  وكان من بصماته في أيدولوجية الاخوان ( "الشورى وتعدد الأحزاب في المجتمع المسلم"، و"المرأة المسلمة في المجتمع المسلم"، وصدرتا في مارس 1994م ، ولاحقا " المشاركة في الحكومات الائتلافية".) 
/ نقل بتصرف من ويكيبديا الأخوان المسلمون .
3. د. محمد عمارة ، غير مستقيم الفكر والنهج والأنتماء ، حيث تحول من الماركسية الى الأسلام ، الأمر الذي يجعلني أن أصنفه في مقام رمادي الأتجاه ، الى أن تأسلم فكرا وقالبا ، وهو من الأسلاميين المستقلين      ( .. مفكر ومؤلف إسلامي مصري ؛ عرف تحولات فكرية نقلته من الاتجاه الماركسي إلى المعسكر الإسلامي . اشتهر بكونه من "الإسلاميين المستقلين" الذين دافعوا عن رسالة الإسلام وأمته وقضاياها المعاصرة ، وزادت مؤلفاته وأبحاثه على المئتين .. ) / نقل من موقع الجزيرة الألكتروني .
في الطرف الثاني ، جبهة التنوير والفكر الحر / العلمانيون .. :
1.   الشهيد د. فرج فودة ( 1945 – 1992 ) ، فارس الكلمة المستنيرة ، ورائد من رواد الفكر الحر ،
( .. وقد أثارت كتاباته جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين ، واختلفت حولها الآراء وتضاربت فقد طالب بفصل الدين عن السياسة و الدولة وليس عن المجتمع .. ) نقل من الموسوعة الحرة .                2. د. محمد أحمد خلف الله (1904- 1989) ، أحد المفكرين والمنظرين العلمانيين ، " .. باحث ، أصدر العديد من الكتب عن الدين الإسلامى ، و((أحد رموز الفكر العلمانى)) و((من المُنظرين الأساسيين للفكر التوفيقى بين الماركسية والقومية العربية)) ، فاهتم بالدفاع عن الإسلام من منظور عاطفى لا علاقة له بلغة العلم مثلما فعل فى كتابه (القرآن والثورة الثقافية) .. " / نقل بتصرف من مقال لطلعت رضوان -  موقع مصر المدنية .
بالنسبة لفصول المسرحية ، سأعرضها على شكل أضاءات :                                                           الأضاءة الأولى – للأطلاع على المناظرة التي تسببت في اغتيال فرج فودة .. والتي ضمت كلا من ( د.فرج فودة مع د.محمد أحمد خلف الله والشيخ محمد الغزالي ومحمد عمارة والمرشد مأمون الهضيبي ) ، يرجى متابعة الموقع التالي ، المناظرة القاتلة / www.youtube.com/watch?v=O0nfgkmb_E . تميزت المناظرة بتشويش جماهيري واضح وجلي على مشاركات د.فودة و د. خلف الله ، وذلك من قبل الحشد الجماهيري المعبأ من قبل الأسلاميين .                                                                             الأضاءة الثانية – كانت المناظرة أشبه بمسرحية مأساوية من أجل أعطاء دليل أسلامي كي يقدم الدوافع والأسباب والموجبات الى تكفير د. فرج فودة  ، وأعلان ردته ثم قتله أي أغتياله . المناظرة / المسرحية ، حيكت بشكل خبيث ، كانت في بعض من مفاصلها تنم عن شحن شعبي ضد فودة ، وقسم منها قدمت الأفكار الموجبة لتأسيس دولة دينية ، من باب أن الأسلام هو الحل . بينما كان فودة ورفيقه خلف الله ، يقدمون الحجج على دولة مدنية ، فكان يقول د. فودة ( .. أن التاريخ اللإسلامي الذي تريدون إحياؤه  اليوم  إجتماعياً وسياسياً وتشريعياً  لم يكن  وردياً بهذا الشكل ، لقد كان مليئاً بكذا وكذا وكذا ، أفيقوا فالقوانين الوضعية ليست بذلك السوء والهدف من الشرائع بغض النظر عن اساليب تطبيقها  في النهاية هو الإنسان ) / من وحي المناظرة .
الأضاءة الثالثة – ليست هذه المرة الأولى التي تحيك الجماعة بخبث الشحن الجاهيري الأسلامي / وخاصة تنظيم الجماعة ، من أجل الدفع نحو هدف معين وهو التصفية الجسدية ، وهذا ما حدث سابقا ، في واقعة الأغتيالات التي نفذتها الجماعة ، ومنها أغتيال النقراشي باشا ، ( .. «الجهاز السرى الذى أنشأه حسن البنا مؤسس الإخوان ، للقيام بالاغتيالات السياسية ، هو المسئول عن قتل النقراشى باشا ، سواء كان البنا هو من أصدر الأوامر أم لا ، ففى كل الأحوال كان هو صاحب هذا الوحش المرعب وقتها ، المسمى بالجهاز السرى ، والذى أنشأه ورباه ، وباغتيال النقراشى انتهى حسن البنا نفسه ، فبعد شهرين فقط من اغتيال النقراشى ، لقى البنا نفس المصير ، بنفس أسلوب الاغتيالات الذى انتهجته جماعة الإخوان المسلمين ، فقد اغتالوا النقراشى لأنه وقف لهم بالمرصاد ، بعد أن مزجوا الدين بالسياسة » .. ) / نقل من موقع - أهل القرأن ، عن مقال لصفية ابنة النقراشى باشا لـ«الفجر» : حسن البنا قتل والدى ، اضيف الخبر في يوم السبت 14 ابريل   2012 نقلا عن:  الفجر .. ويضيف شامل أباظة زوج أبنة النقراشي باشا ، لنفس المصدر السابق ( .. « الإخوان اغتالوا أحمد باشا ماهر رئيس الوزراء الأسبق ، وأحد أعز أصدقاء النقراشى باشا ، كما قتلوا القاضى أحمد بك الخازندار ، ﻹصداره أحكاما قضائية بإدانة عدد من أعضاء الجماعة ، ثم اغتالوا حكمدار البوليس ، وهو ما دفع رئيس الوزراء وقتها محمد فهمى النقراشى باشا إلى إصدار قراره بحل الجماعة ، وفى هذا اليوم كان النقراشى باشا يدرك أن الجماعة ستلاحقه ، ورغم ذلك لم يتخذ أى احتياطات أمنية .. ) ، أذن كان للجماعة و " جهازها السري " دور كبير في الأغتيالات ، التي كانت تجرى ، أضافة الى عمليات العنف .
الأضاءة الرابعة – المستشار مأمون الهضيبي ، يشيد بالجهاز السري ، خلال المناظرة ، وكأنه يؤكد بشكل مباشر بأنهم ليس براء من عملياتها القذرة ، وبنفس الوقت كأنه يرسل رسالة واضحة مباشرة الى د.فودة أنه عند الحاجة نحن قتلى ، وليس فقط دعاة ، أما اليوم تملك الجماعة ليس جهازا بل مؤوسسة من الأجهزة التخريبية التي تحاول بها تدمير مصر ، وهذا ما عبرت عنه قيادات الاخوان في المناسبات السياسية المفصلية ، ( فعلى سبيل المثال لا الحصر ، دفعت أداة التخويف والترهيب عضو مجلس شورى «الجماعة الإسلامية» عاصم عبدالماجد أكثر من مرة إلى التلويح بالحريق . فمرة هدد بحرق «بطاطين الخير» التي تم جمعها لأهالي الصعيد في أواخر عام 2012 لأنها «مغازلة ليبرالية غير مقبولة لصعيد مصر»، ومرة أخرى دق على أوتار الحرائق في مؤتمر «لا للعنف» في حزيران الماضي بتأكيد أنه سيتم حرق من يقترب من الكرسي الذي كان يجلس عليه الرئيس المعزول محمد مرسي ) ، وبنفس الأتجاه يؤكد خيرت الشاطر(  وعلى رغم أن القيادي «الإخواني» خيرت الشاطر لم يتلفظ بكلمة «حريق» في حواره مع الكاتب الأميركي دافيد اغناثويس في الأيام السابقة لجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية بين مرسي وأحمد شفيق في حزيران  2012 ، إلا أنه أكد أن «الثورة المقبلة ستكون أقل سلمية وأكثر عنفاً في حال فاز شفيق»، ثم تبعه آخرون من أنصار الجماعة وأتباعها ملأوا السمع والآذان والأبصار حديثاً في تلك الأثناء عن حرق مصر لو فاز شفيق مستخدمين كل تصريفات الكلمة من «سنحرق مصر» و «سيحرق المصريون» و «ستحترق مصر» و «ستحرق مصر» في حال فاز شفيق . ولم يفز شفيق ، لذا لم تحترق مصر في حينها.. ) / نقل بتصرف من موقع الحياة – من مقال بعنوان " حرق مصر بين الوفاء بالوعد والهوس بالنيران " . أذن الأسلاميون وخاصة الاخوان المسلمون ليس عندهم من رادع في تحقيق مصالحهم من حرق مصر ، " للأستزادة من الموضوع يرجى الرجوع الى موضوع لكاتب المقال بعنوان " الأخوان المسلمون صعود مثير وسقوط مدوي " .. فكيف بهم بموضوع ، في حساباتهم بحجم كاتب كالدكتور فرج فودة ، تحدى مؤسستهم الدينية الفكرية بطرح موضوع الدولة المدنية ، فمن المنطقي / حسب أيدولوجيتهم السوداء ، أن يقتل !                       الأضاءة الخامسة - كان لمحمد عمارة ، وهو المتكلم المفوه ، الدور الأكبر في تأليب الحضور على فرج فودة ، من خلال طروحاته وتعليقاته الحادة ، وكان للهضيبي والغزالي دورا أخرا أقل قوة منه ، بينما كان لفودة ورفيقه خلف الله طروحات وتعليقات وحجج هادئة رصينة تنصب على تأسيس دولة مدنية ، من خلال فكر عقلاني ، حيث شدد فودة بأن (  بأنتهاء الوحي أنقطعت صلة السماء بالأرض .. كما بين أنه الأسلام لا يعرف واسطة بين الله وعباده ) وبين أيضا ( أنه لا خلافة في الأسلام ولوكانت كذلك لكانت الخلافة ركنا من أركانه ) .                                                                                                            الأضاءة السادسة – أنتهى كل شي يوم 8 يونيو 1992 ، أي بعد أسبوع من تأريخ المناظرة ، ( .. حيث تم قتل فرج فوده ، بعدها  بأسبوع فقط بواسطة سماك  بعد نشر جريدة النور الإسلامية لفتوي دينيه تبيح دمه بعد انتصاره الساحق علي مناظريه وعجزهم عن تفنيد حججه ، اعترف القاتل " عبد الشافي رمضان " أنه تلقي أوامر بقتل فودة من المحامي صفوت عبد الغني القيادي بالجماعة الاسلامية والذي كان محبوساً وقتها بتهمة إغتيال رئيس مجلس الشعب الاسبق رفعت المحجوب .. ) / نقل بتصرف من موقع شباب الشرق الأوسط ، لمقال " لماذا قتلوا فرج فودة ؟ " .. وانتهت فصول المسرحية حسب نظرهم ، ولكن فكريا أن فارسا ترجل الى عليين ، أما هم برجالهم في الدرك الأسفل .
قراءة :
1. دائما يقتل المفكر ، ولكن تبقى أفكاره ينابيع خير تستنير بها الأجيال ، هكذا كان هذا الرجل ، معطاءا متنورا مفكرا محاورا مجادلا ودودا ، لا يحمل الضغينة لأحد .. أما في عملية قتله فالافكار والتساؤلات تتزاحم في عقلي ، وأنا أؤثر أولا على وصف أغتياله بالقتل وليس بالأغتيال ، لأن القتلى والمحرضين والمنفذين معلومين ، وهم الأسلاميين ، وثانيا ، أقول لم القتل عندما تغيب القناعات ، لماذا هذا العنف بعيدا عن التحاور والنقاش ولماذا أستبعاد قبول الأخر بل ألغائه ، لذا أرى على الأخوان المسلمين أن يغيروا من شعارهم من   " الأسلام هو الحل " الى " القتل هو الحل "  .
2. الذي أثار أنتباهي وصدمني هو ما حصل من قبل الشيخ محمد الغزالي ، المعروف بوسطيته ، بعد قتل   د. فودة ، وهو الذي حاوره وناقشه وجادله وجها لوجه ، ولكن الحقد الدفين وصل بهذا الشيخ الى مراحله السوداوية حتى بعد قتله ، حيث ( .. تطوع الشيخ الغزالى ، الأزهرى ، بالتوجه إلى النيابة للشهادة دون طلب أو استدعاء ، ودون أن يكون طرفًا مباشرًا فى القضية ، وبمنطق أقرب إلى الحسب والوصاية والكهنوت الدينى ، وخلال الشهادة التى سجلها الغزالى أمام النيابة ، قال نصًّا : “ إنهم قتلوا شخصًا مباح الدم ومرتدًّا ، وهو مستحق للقتل ، وقد أسقطوا الإثم الشرعى عن كاهل الأمة ، وتجاوزهم الوحيد هو الافتئات على الحاكم ، ولا توجد عقوبة فى الإسلام للافتئات على الحاكم ، إن بقاء المرتد فى المجتمع يكون بمثابة جرثومة تنفث سمومها بحض الناس على ترك الإسلام ، فيجب على الحاكم أن يقتله ، وإن لم يفعل يكون ذلك من واجب آحاد الناس”) / نقل من موقع بوابة اليوم السابع التعليمية والمعرفية ، تعليقي على هذه الشهادة ، هو أنها فعل مستغرب ومستعجب بل فعل مستهجن ، فأذا كان الأسلاميون  يقولون أن الحاكمية لله ( وتشكل هذه المقولة ومايتفرع عنها من آراء وأطروحات محوراً أساسياً في نقاشات وأدبيات واجتهادات مفكري ودعاة الإسلام السياسي بمختلف مسمياته وأحزابه وتنظيماته وتفرعاته . وينعقد إجماعهم على مبدأ الحاكمية ، الذي يفترض السيادة المطلقة لله في الكون  ، حيث ليس هناك من مشرّع إلا الله./ نقل من موقع النسور ) ولكن هنا لاحظنا أن الحاكمية للبشر ، فالغزالي موكلا عن طريق الله أفتى بأن فودة هو مقتول لا محالة ، ولكن رأيه كان يجب أن يقتل من قبل الحاكم ، وليس من قبل العامة ، ويضيف الغزالي بفعل أكثر تعاسة وجبنا وهو ( .. نشره  بيانًا مساندًا لـ “محمود المزروعى” نائب رئيس جبهة علماء الأزهر والذى دعا بشكل صريح إلى قتل فرج فودة – قبل أن يهرب المزروعى إلى السعودية بعد عملية الاغتيال بشهرين تقريبًا –  وقد وقّع على بيان الدعم والتأييد لقاتل فرج فودة ، إلى جانب محمد الغزالى ، كل من :الشيخ محمد متولى الشعراوى ، ومحمد عمارة ، وآخرون من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية ، وأعضاء الجماعة الإسلامية ، ومن جبهة علماء الأزهر .. ) نقل من نفس المصدر الأسبق  .. هذا الفكر الظلامي يبين لنا كيف أن الجماعات الأسلامية ، يشحنون ، يفتون ، يقتلون ، يساندون ، يشهدون مع القاتل ضد الضحية ! .
3. متى ينتهي التكفير وحكم الردة على المفكرين الذي طال قامات / أذا تكلمنا مصريا على أعتبار أن فرج فودة مصري ، فقد أفتى على المفكر د. نصر حامد أبوزيد ( 1943 – 2010 ) بالردة ، من قبل الدكتور عبدالصبور شاهين ، الذي أنكر الأمر لاحقا ! ( .. 15 عاماً ما بين خروج الدكتور نصر حامد أبوزيد من مصر إثر الحكم بردته وتفريقه عن زوجته ، ثم وفاته فيها بعد فترة مرض قصيرة لم تمهله طويلا ، في هذه الفترة التي شهدت في بدايتها حالة جدل شديدة لم تقتصر على مصر فقط بل امتدت عربياً وعالمياً خصوصاً بعد خروجه اختياريا إلى هولندا مع زوجته وزميلته في جامعة القاهرة الدكتورة ابتهال يونس ، كانت قصة التكفير أهم ما فيها ، فهي أشهر قضايا تكفير الكتاب في القرن العشرين ، إذ صدر فيها حكم قضائي نص على تفريقه عن زوجته بناء على دعوى حسبة اعتبرته مرتداً.. ) نقل من موقع العربية الالكتروني ، فراج إسماعيل وأميرة فودة / القاهرة . وكذلك كانت هناك محاولات بنفس المنطق / الردة والتكفير ، للمفكر الدكتور سيد القمني .
4. كان أسلوب فرج فودة ، يتميز بالبساطة الفكرية ، وممكن أن نقول أنه " السهل الممتنع " ، فأسلوبه  لم يكن نخبويا ، بل كان شموليا عاما موجها لأكثر طبقات المجتمع ، لذا كان حضوره الجماهيري طاغيا ، خلاف مفكرين أخرين  ، من طراز " طه حسين الذي يتميز بأسلوب أكثر عمقا ، متبعا النهج الديكارتي / من خلال الشك يتوصل الى اليقين " ، لذا وجب على الأسلاميون تصفيته ، خوفا من تغلغل أفكاره جماهيريا ، ومن ثم تسلل أفكاره لطبقة النخبة .
5. الهدوء والرصانة الفكرية والعلمية في طرح الفكر والحجج التي أمتاز بها فودة ورفيقه خلف الله ، جعلت المناظرة تذهب بنتائجها لصالحهما ، وهذا لم يرضي الأخوان ، لأن الجدل والمحاورة الفكرية ليست من أساليب الأخوان ، بالرغم من تأكيد القرأن عليهما ، كقوله تعالى " وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم " ( فُصِّلَت:34 ) وقوله تعالى " ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "(125  النحل) لهذا أعدوا له العدة لتصفيته ونسوا أن " المفكر يموت ولكن الفكرة لا تموت ".
 

414
                                الأرهاب بين مرجعية الأسلام السلفي وبين تضليل المرجعية
المقدمة :   
    لا زال العالم /  حكومات و رؤساء و قادة  وسياسيين .. ، لا يسمي الأحداث و الوقائع بأسمائها الفعلية ، و عمليات الأرهاب نموج على هذا ، وذلك لمصالح سياسية أو أقتصادية أو لتقوية التحالفات والعلاقات الدولية أولعدم الأفراط بالحلفاء .. أو لأسباب أخرى تدور بهذا الفلك أو ذاك ، الأن الكل يخشى الحقيقة فيغطي على الأمر بأقاويل أبعد ما تكون من أنها كذر الرماد في العيون ، غافلين أن المجتمع الدولي بات على يقين من أن الأرهاب ، على ماذا يستند من نصوص ، ومن ينفذ أفعاله الأرهابية ، وأي خطاب ديني يشحن هذا الشباب المسلم المغيب من أجل توجيهه الى هذا النهج المنحرف والدموي والمتوحش من الأفعال ! ، وحتى نكون منطقيين نقول أنه من المؤكد وجود أرهابا من نوع أخر ، ولكن ما نحن بصدده من أفعال في هذا البحث هو أن هذه الأفعال توصف بأنها أرهابا أسلاميا لأنها  معتمدة أو مستندة على نصوص قرأنية ! ومنفذة من قبل مسلمين .
النص :
سأسرد أولا عددا من الأعمال الأرهابية كنموذج - التي حدثت مؤخرا ، ثم سأعرض بعضا من الأضاءات بهذا الصدد  ومن ثم أضع قراءتي الخاصة للموضوع :
1. نقلا عن موقع فيتو في يوم الخميس 08/يناير/2015 - الرسوم المسيئة للرسول/ باريس - "شارلي إيبدو" :
أعلنت السلطات الأمنية الفرنسية ، مساء أمس الأربعاء ، عن توصلها لتحديد هوية منفذي الهجوم على جريدة "شارلي إيبدو" الساخرة ، وكشفت أسماء وبعض المعلومات عن ثلاثة أشخاص يشتبه في كونهم منفذي الهجوم الذي أودى بحياة 12 شخصا ، وعدة جرحى وفق حصيلة لازالت غير نهائية . أسماء منفذي الهجوم :
وأوردت الجهات الأمنية أن أحد منفذي الهجوم الإرهابي "سعيد كواتشي" في الـ 34 من العمر، وشقيقه "شريف" 32 سنة من مواليد باريس وكلاهما حاملان لجنسية فرنسية ، و"مراد حميد" من مواليد 1996 ولم يتم تحديد جنسيته حتى الآن ، حسبما ذكرت "فرانس برس"..
2 . نقلا عن موقع المصريون ، الجمعة 20 نوفمبر 2015 15:53 أعتداءات باريس : بعد مقتل سبعة انتحاريين والعقل المدبر المفترض والبحث عن أحد المنفذين وربما شركاء آخرين تنكشف الحقيقة تدريجيًا حول المسئولين عن اعتداءات باريس التي أوقعت 129 قتيلا و352 جريحًا في 13 نوفمبر . حيث ، ترجل فريق من ثلاثة رجال يحملون أسلحة رشاشة من سيارة بولو سوداء واقتحموا مسرح باتاكلان الباريسي حيث نفذوا مجزرة قتلوا خلالها 89 شخصًا. وفجر اثنان حزاميهما الناسفين ، فيما أصيب ثالث برصاص شرطي وانفجر حزامه الناسف.. أسماء المنفذين : 
- عبد الحميد اباعود ولد عبد الحميد أباعود البلجيكي المغربي الأصل والبالغ 28 عامًا من العمر ولقبه أبو عمر البلجيكي في حي مولنبيك في العاصمة بروكسل .
- عمر إسماعيل مصطفاوى - هذا الانتحاري البالغ 29 عامًا تم التعرف إلى هويته من بصمات إصبعه المبتور الذي عثر عليه بعد التفجير. وهو فرنسي صاحب سوابق ولد في 21 نوفمبر 1985 في كوركورون بالضاحية الباريسية وأدين ثماني مرات بين 2004 و2010 لكنه لم يسجن مطلقا. ولمصطفاوي سجل لتطرفه الاسلامي منذ 2010.
- سامي عميمور - يتحدر من درانسي الضاحية الشعبية في شمال شرق باريس ويبلغ 28 عاما من العمر. وكان سائق باص سابقا يعمل على الخطوط الباريسية، وتتعقبه الأجهزة الفرنسية منذ سنوات عدة. وجهت إليه تهمة في 2012 لعزمه الذهاب الى اليمن . وصل الى سوريا في 2013 وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية. وفي ربيع 2014 تمكن والده من لقائه في سوريا لكنه فشل في اقناعه بالعودة بحسب ما قال لوكالة فرانس برس . وفقدت أسرته الأمل في عودته عندما علمت أنه تزوج وينتظر مولودا هناك.
- انتحاري ثالث لم تحدد هويته بعد - فتح ثلاثة مهاجمين استخدموا سيارة سيات سوداء النار على أشخاص كانوا جالسين في مقاه ومطاعم على الأرصفة في شرق باريس مما اوقع 39 قتيلا. 
-إبراهيم عبد السلام - وهوفرنسي مقيم في بلجيكا والبالغ 31 عاما ، فجر نفسه في مطعم ما أدى إلى إصابة شخص بجروح . وهو من مواليد 30 يوليو 1984 ، استأجر سيارة في بلجيكا وعثر عليها في مونتروي قرب باريس غداة الهجمات . وهو حسب الإعلام البلجيكي صاحب حانة في مولنبيك ببروكسل تم اقفالها بسبب استهلاك المخدرات.
 - صلاح عبد السلام - فضلا عن مشاركته في مجموعة الانتحاريين اضطلع صلاح عبد السلام وهو شقيق إبراهيم ، بدور لوجيستي فهو الذي استأجر سيارة البولو السوداء التي عثر عليها أمام مسرح باتاكلان ، وسيارة كليو عثر عليها في شمال باريس وغرفا في فنادق بالضاحية الباريسية قبل بضعة أيام من الهجوم . ولا يزال البحث جاريًا عن هذا الفرنسي الفار البالغ 26 عاما مولود في بلجيكا ، وهو معروف لأعمال سرقة وتهريب مخدرات وهناك شقيق آخر يدعى محمد استجوبته الشرطة البلجيكية ثم أخلت سبيله ، يوصف بأنه "صبي عادي" لا شيء يدل على تأثره بافكار متطرفة . والشخص الثالث في المجموعة لم تعرف هويته وقد يكون هو أيضا هرب من الشرطة . فجر ثلاثة انتحاريين انفسهم على مشارف ستاد دو فرانس بشمال باريس  .
- بلال حدفي - فرنسي مقيم في بلجيكا وعمره 20عاما . ذهب إلى سوريا إلى مناطق القتال . وقد نشر على حسابه / فيسبوك صور كلاشنيكوف وذخيرة . وعلى آخرى يظهر عاري الصدر يحمل بندقية على كتفه ويصوب على هدف .
- الرجل صاحب جواز السفر السوري - عثر على جواز سفر سوري قرب جثة هذا الانتحاري باسم أحمد المحمد . لكن هذه الهوية مزورة على الأرجح لأنها مطابقة لهوية جندي من الجيش السوري النظامي قتل قبل أشهر عدة .
- انتحاري ثالث لم تحدد هويته .
- بلجيكا - تركز التحقيق على حي مولنبيك في العاصمة بروكسل حيث مر خصوصا مهدي نموش المشتبه به الرئيسي في الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل في مايو 2014  وأيوب الخزاني منفذ الهجوم في أغسطس على قطار تاليس بين امستردام وباريس.
- حمزة عطو ومحمد عمري أعمارهما 20 و27 عامًا تباعًا. أوقفا الاثنين في مولنبيك ووجه الاتهام إليهما الاثنين بتهمة التورط في "اعتداء إرهابي" وتشتبه السلطات في انهما ساعدا صلاح عبد السلام في التسلل السبت إلى بلجيكا على متن سيارة.
- سان دوني - أوقف ثمانية أشخاص ووضعوا قيد التوقيف الاحترازي كان ثلاثة منهم سلموا أنفسهم عند بدء العملية لتوقيفهم ، لكن السلطات لم تكشف هوياتهم . وأشار مدعي باريس الأربعاء إلى "مقتل شخصين على الأقل " في الشقة أحدهما شخص فجر نفسه عند وصول الشرطة ويمكن أن تكون قريبة لأباعود اسمها " حسنا آيت بولحسين " وهي شابة عمرها 26 سنة تعاني من اضطرابات وانتقلت الى التطرف مؤخرا.
- فابيان كلان تم التعرف على صوت فابيان كلان (37 عاما) الجهادي الفرنسي على تسجيل صوتي تلا فيه تبني تنظيم الدولة الإسلامية لاعتداءات باريس. وعبر عن ابتهاجه بمقتل "مشركين" في باتاكلان وهدد بقوله "إن هذه الغزوة أول الغيث وأنذار لمن أراد أن يعتبر". أعتنق الإسلام في تسعينيات القرن الماضي وانتقل إلى التطرف في بداية الألفية الثانية . وكان مقربًا من محمد مراح الذي قتل سبعة أشخاص في تولوز ومونتوبان بجنوب غرب فرنسا . أدين فابيان كلان في 2009 لتنظيمه شبكة جهادية لإرسالها إلى العراق.  وعند الإفراج عنه ذهب إلى سوريا حيث يقوم بدور المرشد وسط حوالى 850 فرنسيًا وبلجيكيا موجودين على الأرجح حاليا في هذا البلد .
3 . نقلا عن موقع    سان بيرناردينو/ أمور كوجاك سميز/ الأناضول - الاعتداءات على مدرسة سانبرندينو : كشفت شرطة مدينة "سان بيرناردينو" بولاية كاليفورنيا الأمريكية ، اليوم الخميس ، عن أسماء اثنين من منفذي الهجوم المسلح ، الذي وقع أمس بالمدينة ، وراح ضحيته 14 شخصًا ، و18 جريحًا.  وقالت الشرطة ، في بيان لها ، اليوم ، إن "منفذي الهجوم سيد رضوان فاروق (28 عامًا) ، وهو من مواليد الولايات المتحدة ، وزوجته تاشفين مالك (27 عامًا) ، يعملان في نفس المركز الذي يقدم الرعاية للمعوقين ، والذي نفذا الهجوم المسلح عليه".  وأكدت شرطة الولاية، أن "فاروق كان يعمل في المبنى المذكور منذ 5 سنوات، وهو خبير في مجال الصحة والبيئة، موضحة أنه وزوجته كانا يرتديان ملابس عسكرية، واستخدما مسدسًا أتوماتيكيًا وبندقية، أثناء قيامهما بالهجوم المسلح"، مشيرة أن "الجهات المختصة، عثرت على ثلاثة قنابل، في مبنى الرعاية".  وأضح البيان أن " باتريك  كاري" ، وهو زميل فاروق في العمل، أكد أن "الأخير زار المملكة العربية السعودية في الربيع الماضي، وعاد بصحبة زوجة جديدة (تاشفين)"، مضيفًا أن "لهما طفلاً".  وأفاد بكاري، أن " الهجوم نفذ أثناء احتفال في صالة المؤتمرات بالمبنى ، وكان فاروق حاضرًا في بدايتها ، إلا أنه ترك معطفه على كرسيه ، وغادر الاحتفال إلى الخارج".   
أضاءات :
أولا - المنفذون للعمليات الأرهابية مسلمون ، وهم عامة  أما من الجيل الأول أو الثاني من المهاجرين ، أو من المهاجرين الجدد أو من الذين قد أسلموا .. ، وهذا ما مثبت وثائقيا ، أذن الكل يدينون بالأسلام دينا ، ولا يوجد أي متعاون معهم أن كان مسيحي أو يهودي أو هندوسي أو ملحد .. ، ثانيا - صيحاتهم وهتافهم أثناء التنفيذ " ألله أكبر " أو نحن فداك يا رسول ألله " أو.. ، وأعتقد أن الهتاف أسلاميا تاما ومطلقا ، ثالثا - صدور بيانات من قبل منظمات أرهابية كداعش بعد كل فعل تنسب العملية لهذه المنظمات ، وداعش هي منظمة أرهابية أسلامية النهج ، خليفتها مسلم من أهل السنة هو " أبو بكر البغدادي " ، رابعا -  هناك أيات تحث على قتل المشركين وهي النصوص التي تستند عليها المنظمات الأرهابية الأسلامية في تنفيذ عملياتها كالقاعدة وداعش وغيرها ، من هذه الأيات المحرضة  ( سورة التوبة الأ ية 29 / قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )  ، ( سورة محمد الاية 4 /  فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ) ، وغيرها الكثير من الأيات ، خامسا – هناك عدد من الأحاديث التي تحث وتحرض على القتل والتي تعتمد كمرجع للمنظمات الارهابية ، مثلا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق )) رواه مسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده لودت أن أقتل في سبيل الله ثم أُحيا ثم أقتل ، ثم أحيا ثم أقتل ، ثم أحيا ثم أقتل )) رواه البخاري . وفي رواية مسلم (( لودت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأُقتل ثم أغزو فأقتل )) ، سادسا – كل المنفذين من جماعة أهل السنة ، ومشبعين بالفكر الوهابي ، وقد غسلت أدمغتهم ومن ثم كدست بالأفكار الوهابية المتطرفة ! .
القراءة :
- واقعيا ، من الضروري أن نقول أن الأرهاب حقيقة موجودة ، ومقولة ان " الأرهاب لا دين له " مقولة واردة ولكنها ناقصة ، حيث أنه عندما تتوفر الأركان المذكورة في الأضاءات / كلها أو بعضا منها أو غيرها الكثير ، يجب أن نوصف هذا الأرهاب بأسمه من أجل التعريف والأيضاح ومن أجل الشفافية أيضا ، وأرى هذا منطقيا .. لأجله نقول أن العمليات الأرهابية المذكورة في النص / على سبيل المثال وليس الحصر ، عمليات " شارل أيبدو - باريس ، غزوة باريس و الاعتداءات على مدرسة سانبرندينو- الولايات المتحدة " هي عمليات تقع تماما ضمن سقف عمليات الأرهاب الأسلامي .
- هناك كم من الكره والحقد لمنفذي العمليات الارهابية للمجتمات التي يعيشون بها ، حيث أنهم لم يستطيعوا أن يكونوا جزءا من المجتمع الأوربي أو الغربي عموما ، الذي يحصلون على ميزاته من مساعدات طبية وتعليمية ووظيفية وأجتماعية .. ، وأن عدم الأندماج نقطة مهمة لعمليات تحويلهم مستقبلا الى ذئاب مفترسة ، ومن المؤكد أن أيقاظ الحس الديني المزروع فكريا فيهم منذ الصغر ، عن طريق دروس وخطب المساجد التي تمنح دروسا مجانية في التطرف والغلو ، هو الذي يفجر لاحقا هكذا أعمال متوحشة ، وأغلب هذه المساجد أقيمت بأموال سعودية وخطبائها مسلمون وهابيون متطرفون ، و الغاية المنشودة هو نشر الفكر الوهابي ، مع التركيز على الجهاد ومن ثم وعد المجاهدين بحور العين .. ، أذن الخطاب الديني السعودي الوهابي المتطرف بالنتيجة هو أساس ونواة المعضلة في كل العمليات الارهابية ! .
- أن الدول الغربية حكومات وقادة وسياسيين .. ، يغضون النظر عن تسمية العمليات الأرهابية بالأسم الفعلي والحقيقي لها أي نعتها ب " العمليات الأرهابية الأسلامية " ، وهذا الأمر مخططا له لأسباب أقتصادية أو لأغراض انتخابية أو لمنافع مالية ، لذا دوليا تغيب تقريبا تسمية العمليات  بالأرهاب بالأسلامي ، وهي حقيقة فعلية ! وحزبيا نلحظ  في الغرب أنه من المعلوم أن الأحزاب اليمينية تكون أكثر تشددا بهكذا مواضيع و أحداث ، بينما نرى أن الأحزاب اليسارية الليبرالية تكون أكثر تساهلا مع المهاجرين ونشاطاتهم وذلك لأغراض أنتخابية .. أي أن المصالح الحزبية وضعت في مكانة أهم من مصلحة أمن وأمان البلد !
- الغرب عامة ، ومن باب الحرية والديمقراطية ، يسمحون بحرية الخطب و الدعوة في المساجد وفي  المراكز الدينية الأسلامية ، وجل هذه المؤسسات تحث على التطرف وتدعو الى الجهاد ، وهناك الكثير من الدعاة المتطرفين الذين لم يتخذ بحقهم أي أجراءات رادعة منهم : سفين لاود في ألمانيا (  .. وقال بيان صادر عن مكتب المدعي العام إن الداعية السلفي ، والمعروف بـ "سفين ل." ، 35 عاما ، اعتقل بسبب اشتباه بتأييده مجموعة "جيش المهاجرين والأنصار" ، وهي مجموعة متطرفة في سوريا ، وتجنيده عناصر لصالحها في ألمانيا . وسفين لاود ، كما قالت شبكة ARD الألمانية ، هو ألماني اعتنق الإسلام ، وتصدر اسمه عناوين الصحف بعد تأسيسه ما عرف بـ"شرطة الشريعة" في مدينة ووبيرتال الألمانية ، ومحاولة تطبيق الشريعة الإسلامية فيها . ويعتقد أن سفين كان حلقة الوصل بين الجهاديين الراغبين بالالتحاق بالجهاد وجيش المهاجرين والأنصار في سوريا ، كما عمل على جمع التمويل لدعم الجهاديين ، وشراء أجهزة عسكرية يحتاجونها.) / نقلا عن العربية سي ن ن . وكذلك هناك داعية في بريطانيا هو أنجم تشودري (  أتهمت السلطات البريطانية أنجم تشودري أشهر داعية إسلامي في البلاد بالدعوة الى تأييد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) . واشتهر تشودري على مستوى العالم حين أشاد بمنفذي هجمات 11 أيلول (سبتمبر) على الولايات المتحدة . ) / نقلا عن موقع الحياة .. أن التساهل في حرية الدعوة و الخطب وطبع المنشورات و المحاضرات .. ، هو الذي قاد المجاهدين من الغرب للمشاركة في الجهاد في سوريا و العراق وليبيا .. ، وهو الذي شجع بنفس الوقت على العمليات الأرهابية في الغرب .                                                                خاتمة :                                                                                                                                                     أن نافل القول فيما يخص معالجة الأرهاب الأسلامي ، وأذا أردنا حقا قبره في لحده ، فهذا يستوجب تصويب محورين مهمين وهما ، أولا - تغيير وتعديل وتنقيح مناهج  مؤسسة الأزهر- مصر ، و التي تحوي مناهجها  نصوصا ، أقل ما يقال عنها أنها خارج نطاق الظروف الزمكانية ، وأن ما يقال من أن الأزهر وسطي النهج والفكر هو طرح لا يؤخذ به ، وهناك محاولات تبذل من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهذا المجال ، أضافة الى دور الميديا المصرية المعبئة نحو تصحيح المسار الديني للأزهر ، ثانيا - أحلال وليس تغيير الخطاب الديني السعودي الوهابي الى خطاب ديني متنور معتدل ، ولكن هذا الأمر يعد شبه مستحيل حاليا ، وذلك لسيطرة المؤسسة الدينية السعودية ورجالها / مجمع الفقه والأفتاء وحشر من الدعاة .. ، على الكثير من المفاصل المجتمعية ! ، لذا الأمر يستوجب نهجا و فكرا تقدميا فيما يخص أحلال  الخطاب الديني أجمالا وهذا الأمر يتطلب لتحقيقه  قيادة سعودية لديها القدرة والعزم على تفعيل أحلال الخطاب الديني المنشود ، وعلى أعلى مستوى في هرم العائلة المالكة السعودية متمثلة بالملك و ولي العهد و ولي ولي العهد وبعض رجالات العائلة المالكة ! .
 
 

415
 
  قراءة في فتوى الشيخ علي جمعة / مفتي مصر السابق ( الحشيش والافيون .. طاهر والخمر حرام )
أستهلال :
      نحن ليس عبيدا للدين ، وسوف لا نحجر على عقولنا تحت أي مسمى ، حتى وأن كان هذا المسمى نصا دينيا مقدسا ، ولا نسمح بنفس القدر ، لأي ترهات أو تفاهات لا منطقية  أو لأي مهازل لا أخلاقية مهما كان مصدرها أو مرجعها الديني أو التأريخي أن تجعل من عقليتنا أو فكرنا مستعبدا أو تابعا لهذا النهج أو المعتقد أو المذهب ، وسيظل الفكر بالنسبة لنا هو المحرك وليس العاطفة العمياء ! 
النص :
     القرن العشرون و الواحد والعشرون ممكن أن نعنونهما بقرني الفتاوي ، حيث برزت السعودية في هذا الصدد  بشكل لافت للنظر ، بفتاوى مقززة منها مثلا فتوى الشيخ محمد العريفي ، في عدم خلوة البنت مع أبيها ( * 1) ، والعديد  غيرها ، وأيضا مصر كان لها دورا مميزا كفتوى الشيخ د. عزت عطية في ارضاع الكبير ( * 2 ) ..          أما موضوعنا الذي نحن بصدده هو فتوى للشيخ علي جمعة / مفتي مصر السابق ( * 3 ) خلال حديث تلفزيوني في يوم 31.12.2015 ، حول " إن السجائر والحشيش والأفيون طاهر ولا يُبطل الوضوء ، في حين أن الخمر نجس ولكن لا يقتضي إعادة الوضوء وإنما فقط غسل الجزء من الجسد الذي لامسه ، على حد تعبيره " .
القراءة :
أولا – موضوعة الحشيش والأفيون والسجاير / وكما معروف ، لم تكن متداولة في زمن الرسول أو في صدر الرسالة المحمدية .. ، ولا توجد نصوص أو أحاديث بهذا الشأن ، لذا أرى أن الباب مفتوحا على مصراعيه للمهتمين من كتاب وباحثين  لتناول الأمر . ثانيا – أن طريقة طرح الفتوى كأسلوب ولهجة وكيفية أستخدام المفردات لا ترقى الى المنصب الذي كان يشغله الشيخ علي جمعة ، أن طرح هكذا موضوع في التلفزيون يعني أن ملايين من المشاهدين في المنازل سيشاهدوه ، لذا أرى أن الكيفية في أختيار المفردات مهما ، وقد أخفق الشيخ في هذا ، كأستخدامه مفردة ، " أفيوناية / مصغر أفيون " أو لفظة " بق " .. وغيرها . ثالثا – قضية الطهارة والنجاسة والتحريم التي أطلقها الشيخ جمعة ، أجمعها تفتقد الى سند ديني كنص قرأني أو حديث نبوي ! أنما الشيخف فكر وأجتهد وأفتى ، والمهتمين أيضا لديهم عقلية وفكر أن يردوه وأن ينقدوا ما أفتى به . رابعا – من معنى النص أرى أن الشيخ يبيح للسكارى أن يصلوا ، فقط أن يتمضضوا  بماء بعد تناول الخمر ، وسائل يسأل والخمر الذي دخل جوف الأنسان كيف يتم التعامل معه ! خامسا -  قال الشيخ أن الخمر حرام وهو ليس حراما حسب نص الأية (  ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون / 90 سورة المائدة  ) ، هناك أمر بالأجتناب وليس التحريم ، سادسا- من جانب أخر على أي سند ديني حكم الشيخ جمعة بالطهارة والنجاسة على المفردات التي تناولها في الفتوى .. " الأفيون والحشيش والسجاير " ، خاصة أنه لا يوجد أي ذكر لا بالنصوص ولا بالأحاديث حول هكذا مواضيع  . سابعا – كان من المفروض بالشيخ أن يبين بعض مضار المخدرات ، حتى يبعد الأفراد من تعاطيه لضرره الكارثي على الأنسان وصحته ، وأن أطلاق كلمة " طاهرة " على الأفيون ، خاصة عند العامة يشجع عليه ، علما أن المخدرات من أفيون وحشيش ضررها أكبر وأفتك من الخمر بمئات المرات ( * 4 ) . ثامنا – ذكر الشيخ النجاسات المادية ، التي من الممكن أن تلحق الضرر بمتعاطيها ، ولم يتطرق الى النجاسات الفكرية التي تقبع داخل العقل البشري وفكره والمؤدية الى التخريب المستقبلي للسلوك والنهج الحياتي للمجتمع .
خاتمة :
الفتاوى شوهت الأسلام وأدخلته في طرق مظلمة ، بل حالكة الظمة ، كما أن العقول المتنورة في القرن الواحد والعشرين من المستحيل أن تتقبل هكذا أمور خارجة عن التحضر والتمدن ، وأخذت الأجيال  لا ترفض فقط مواضيع هذه الفتاوى بل أضحت تترك دينها لما يتناوله العلماء والشيوخ من فتاوى لا يقبلها العقل والفكر والمنطق ، مثلا ، التبرك بفضلات وببول ونخامة وعرق النبي .. وصولا الى جهاد النكاح ونكاح الوداع ووطأ القاصرات وغيرها الكثير ، من الأمور المقززة والمقرفة ، وبالرغم من أن هذه الفتاوى / أغلبها ، لها مرجعيات ومصادر دينية مثبتة  كالأحاديث وغيرها ، ولكنها لها أنعكاساتها  الفكرية التي تعمل على تشويه وتوضيع النص القرأني ، ونحن في وقت أحوج ما نكون أليه من تقويم وتحديث وتنقية النص من مواضيع وضعته في قفص الأتهام ! نحن الأن في أمس الحاجة الى ثورة دينية  منطقية علمية للنص والحديث والسيرة من أجل ديمومة الأسلام ومن أجل لبوسه وجها حضاريا من ناحية المضمون والموضوع والنهج ..  وكما يقول الشيخ علي جمعة " و الله أعلم " ! .


( *1 ) flv - YouTube   فتوى الشيخ محمد العريفي
https://www.youtube.com/watch?v=HUdLtIJ4YnA
( *2 ) أرضاع الكبير – ورد في موقع مركز الفتوى ، مايلي ((  .. فمذهب الجمهور والأئمة الأربعة وغيرهم أن رضاع الكبير لا يحرم وذهبت عائشة وبقولها قال ابن حزم: إلى أن رضاع الكبير يحرم مستدلة بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر امرأة أبي حذيفة أن ترضع سالماً مولى أبي حذيفة فقال : ( أرضعيه تحرميه عليك ) وفي رواية         ( أرضعيه حتى يدخل عليك ) وفي رواية أنها قالت له ( وكيف أرضعه وهو رجل كبير فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : قد علمت أنه رجل كبير) . والحديث في صحيح مسلم وغيره .  وفي الموطأ والمسند وسنن أبي داود أن عائشة رضي الله عنها كانت تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت أن يدخل عليها من الرجال. والحديث طويل وفيه فوائد وهو صحيح . واستدل الجمهور بقول الله تعالى : " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ) البقرة .  وبما في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الرضاعة من المجاعة) والكبير لا تسد الرضاعة جوعته. وقالوا إن القصة التي استدلت بها عائشة خاصة بامرأة أبي حذيفة كانت تقول: أبت سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يُدخلن عليهن أحداً بتلك الرضاعة وقلن لعائشة والله ما نرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم خاصة فما هو داخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا رأينا وقد ذكر ابن تيمية في الفتاوى ج34ص60 توضيحاً لمذهب عائشة يجمع بين هذه الأدلة فقال: وهذا الحديث أخذت به عائشة وأبى غيرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذن به مع أن عائشة روت عنه قال : ( الرضاعة من المجاعة ) لكنها رأت الفرق بين أن يقصد رضاعة أو تغذية فمتى كان المقصود الثاني لم يحرم إلا ما كان قبل الفطام وهذا هو إرضاع عامة الناس وأما الأول فيجوز إن احتيج إلى جعله ذا محرم وقد يجوز للحاجة ما لا يجوز لغيرها وهذا قول متوجه. انتهى بحروفه منه )) .
( * 3 )  فتوى الشيخ علي جمعة / مفتي مصر السابق - جاء في (CNN) الخميس 31 ديسمبر 2015  دبي ، الإمارات العربية المتحدة ( قال مُفتي مصر السابق الشيخ علي جمعة ، في مقابلة تلفزيونية على قناة فضائية مصرية ، إن السجائر والحشيش والأفيون طاهر ولا يُبطل الوضوء ، في حين أن الخمر نجس ولكن لا يقتضي إعادة الوضوء وإنما فقط غسل الجزء من الجسد الذي لامسه ، على حد تعبيره . ورأى جمعة أنه "لا علاقة للحرمة مع الوضوء"، مضيفا : " طب واحد شرب بوء خمر ، شامبانيا كده ، يعمل إيه ؟ الخمر حرام قطعا ، والشامبانيا حرام قطعا ، ولكن هنا لازم يمضمض ، طب هناك إيشمعنا ؟ لأن السيجارة طاهرة بس حرام ، والحشيش طاهر بس حرام ، والأفيون طاهر بس حرام ، وأقر جمعة أنه في حال صلى شخص "وفي جيبه حتة أفيونة أو حتة حشيشة" فإن صلاته صحيحة . ولكن إذا كان " في جيبه إزازة خمرة ؟ صلاته باطلة ، لأن الخمر نجس.. طب وفي جيبه باكيت دخان ، صلاته صحيحة ، لأنها طاهرة عاملة زي الحشيش والأفيون.. الحرمة حاجة والطهارة حاجة تانية ." وأكد أنه إذا دخل الخمر الفم فيجب المضمضة قبل الصلاة ، وإذا لامست اليد الخمر يجب غسلها ولكن دون حاجة لإعادة الوضوء . لأن المرء عندئذ يزيل " آثار النجاسة من الجسد ظاهرا وباطنا." وأقر أن "ملامسة النجاسة لا تنقض الوضوء ، وإنما يجب معها إزالة النجاسة." ) .
( * 4 ) ورد في موقعFreedom program  بعض مضار الافيون ( المورفين ، وهو عبارة عن مسحوق أبيض يميل إلى الاصفرار ، وأي جرعة من المورفين له اثار جانبية منها جفاف الحلق وزيادة ضغط الدم وجعل القلب يخفق بشكل سريع مما يؤدي إلى ضيق في التنفس وهبوط في الدورة الدموية ثم النوم ثم الوفاة . وأيضا يستخرج منها موادة اخري وهي من أقوى المخدرات ويشعر متعاطيه في البداية بنشوة لا تدوم إلا لترة قليلة وبعدها يشعر المتعاطي بضعف في الذاكرة ويتحول إلى إنسان عدواني . وقد يرتكب جرائم مخالفة للقانون مثل قتل أو سرقة فهذا المخدر اللعين الذي اتحدث عنه هو الهروين ، ومتعاطوه يصبحون ضعفاء من الناحية الجنسية ولهذا فهم يلجأون إلى قتل النساء عندما لا يستطيعون إفراغ غرائزهم، ولهذا فهم يشكلون خطراً على المجتمع وعلى أنفسهم .. ويؤدي الأفيون إلى تهيج الشعب الهوائية وبالتأكيد تؤدي إلى مرض التدرن الرئوي إضافة إلى إتلاف الكبد وتليفه ، كما تصيب المخدرات المخ وتؤدي إلى تلفه وموت ملايين الخلايا العصبية ، أما النساء المدمنات فعادة ما يلدن أطفالاً إما موتى أو مشوهين.وأثبتت دراسات قامت بها مجلة Medicine and Science الأميركية أن جميع الأطفال الذين يولدون وامهاتهم من المدمنات يكونون متخلفين عقلياً ومعاقين وإنهم عندما يكبرون يتسببون في كثير من الجرائم مثل الجرائم اللاأخلاقية والقتل ومع كل هذا لا ننسي أن مرض الايدز هو اكثر الامراض رعبا والتي يمكن بكل سهولة الإصابة بها وهذا ايضا هو امكانية الاصابة به عن طريق الحقن .. ) .

 
 


416
         العراق خسر نفسه كعراق ، فلنسعى ل "  نوبل  " لليزيدية نادية مراد .. كتعويض
    هذا ليس مقالا وليس بحثا وليس قراءة لنص وليس موضوعا أعد للنقاش .. أنه كلمة حق للعراقية نادية مراد ، وأن كنت قد وصفتها بدليل ديانتها الأزيدية وهو وصف لا أرضى به ، لأن الفرد لا يعرف بدينه أو بمعتقده أو بمبدئه ، ولكني تعمدت هذا فقط للأستدلال على شخصيتها النبيلة .
أني أدعوا / من خلال هذا المنبر الكريم ، جميع المفكرين والكتاب والباحثين والأدباء وكل الشخصيات العامة على مستوى العالم ، خاصة غير العراقيين وذلك لأن العراقيين  منهم ، حكومة وحكام برلمانيين ورجال دين .. لديهم ما يشغلهم من أمور الحياة الدنيا ، وهو أغتصاب العراق كله كوطن فيما بينهم ! أدعوا الجميع للعمل كل من موقعه للعمل على ترشيح ، نادية مراد ( * ) لجائزة نوبل ، من باب أنها أغتصب حقها في الحياة ، وصيروها كسلعة تباع وتشترى لغرض الجنس من قبل جماعة تكفيرية أرهابية وهي داعش ، من الضروري أن يعلم الجميع أن ما جرى هو أهانة أنسانية لفتاة ممكن أن تكون أختك أو أبنتك أو حبيبتك .. ، يا شرفاء العالم أتحدوا من أجل شرف البشرية والأنسانية الحقة بعيدا عن أسلمة الحق نفسه ،  وأن تكفير الديانة الأزيدي ، ( وحسب ما جاء بموقع الويكيبديا ، أن الإيزيديون أو اليزيديون بـالكردية : Êzidî  أو ئێزیدی هي مجموعة دينية تتمركز في العراق وسوريّة . يعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق ، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا ، وسوريا ، وألمانيا ، وجورجيا وأرمينيا .  ينتمون عرقياً إلى أصلٍ كرديٍ ذي جذور هندوأوروبية مع أنهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائي المتكون من ثقافات عربية وسريانية ، فأزياؤهم الرجالية قريبة من الزي العربي ، أما أزياؤهم النسائية فسريانية ،  يرى الإيزيديون أن شعبهم ودينهم قد وُجدا منذ وجود آدم وحواء على الأرض ويرى باحثوهم أن ديانتهم قد انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين ،  ويرى بعض الباحثين الإسلاميين وغيرهم أن الديانة الإيزيدية هي ديانة منشقة ومنحرفة عن الإسلام ،  ويرى آخرون أن الديانة هي خليط من عدة ديانات قديمة مثل الزردشتية والمانوية أو امتداد للديانة الميثرائية ، الشخصيات الأساسية في الديانة الإيزيدية هي عدي بن مسافر وطاووس ملك...) ليس فيه من قرينة دينية أو حتى تأريخية ، يبرر هذا التكفير لأنها ديانة حتى أقدم من الأسلام نفسه ، وبعض الباحثين المسلمين يقول أنهم أنشقوا منه .. ، وأنا شخصيا أرى أنه حتى لو لغينا أو أهملنا هذه المعلومة أو تلك ، فأنهم بشر أولا وأخيرا ، والأعتقاد الديني أمرا ثانويا !! .
يا ضمير العالم أتحد حول كلمة الحق لأن الحق مفهوم ومبدأ أنساني ، كما أن الأنسانية ليست عقيدة أسلامية حتى نكفر باقي العقائد ، بل أنها نعت أو صفة تخص البشر أجمع ، أن ترشيح نادية مراد لنوبل يتموضع بمكان أنها ضحية لتعاليم ونصوص أسلامية وضعت ضد أنسانية البشر ! ولا أرى من أن جائزة نوبل ستعطي قدرا لنادية مراد بل أن نادية مراد تعطي قدرا للجائزة نفسها ، ولكن منح الجائزة لنادية مراد يعطي مفهوما أمميا لحالة ووضع نادية مراد الأنساني ، وذلك لأنه يسلط الضوء على أنعكاس النصوص على ردود أفعال وتصرفات  المنظمات الأرهابية الوحشية كداعش والقاعدة وغيرها ! وأن ربط نوبل بنادية مراد من جانب أخر ، سيذكر العالم أجمع من أنه كلما ذكرت جائزة نوبل سيذكر معها حالة أغتصاب جماعي لأنسانة وعرضها للبيع والتبادل لغرض الأغتصاب الجنسي  لفتاة عراقية أسمها " نادية مراد " .
-------------------------------------------------------------------------------------------------
( * ) للأطلاع أكثر على موضع  نادية مراد ، يرجى الدخول على الروابط التالية :
https://www.youtube.com/watch?v=8kw31jECEFc مقابلة مع عمرو أديب .
elaph.com/Web/News/2015/12/1062402.html موضوع عن نادية مراد  منشور في موقع أيلاف الالكتروني .

417
     الأسلام والعرب والقتل .. مع أستطراد لأية ( كنتم خير أمة  ... )

 هذا ليس جلدا للذات بل هو عرضا لهذا الذات المتهرئ ، فقد أتعبنا هذا الذات المأبون بكل أنواع التوحش  والعنف والقهر والمآسي ، حتى أصبح هذا الذات مسكونا  بهذه المفردات بشكل شبه مترابط  ، بل  في بعض الأحيان أخذت هذه المفردات والذات يعرف بعضه البعض ، وكأن هذه المفردات أصبحت دلالة  على المفاهيم التي تميز أو أتصف بها العرب المسلمين كأمة ، أمة أنزلت بحقهم أية ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ .. ) سورة أل عمران / 110 . فأي أمة هذه الأمة !
 أمة القتل والرجم والنهب والغزو والسبي والتأمر والعدوان والتكفير والتهجير والترحيل .. فمنذ صدر الرسالة المحمدية ، والمأسي مستعرة ، نعم كان هناك دينا جديدا هو الأسلام ، ولكن القتل والغزو والسبي والتهجير .. كان عنوانا لتلك الحقبة ، تمثل بقتل الأسرى من يهود بنو قريظة وتهجير يهود بنو النضير ، مع 28 غزوة .. وأنتهت هذه الحقبة بسم الرسول  ( عن أنس "رضي الله عنه" قال : أن يهودية أتت النبي "صلى الله عليه وسلم" بشاة مسمومة ليأكل منها فجيء بها إلى النبي "صلى الله عليه وسلم" فسألها عن ذلك ؟ فقالت : أردت قتلك ، فقال "صلى الله عليه وسلم" ما كان الله ليسلطك على ذلك . أو قال : على كل مسلم. قالوا : أفلا تقتلها ؟ قال لا. متفق عليه. / نقل عن موقع ملتقى أهل الحديث ) ، تلتها حقبة الخلفاء الراشدين ، بدءا من حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق ، والتي كانت كلها حرق وقتل للمرتدين ، وأنتهت خلافة أبوبكر بسمه  ( أختلف أهل السير في سبب وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وذكروا أسبابا عدة : منها : السم ، كما في كتاب (الرياض النضرة) للمحب الطبري ، و(الإصابة) للحافظ ابن حجر وغيرهما. والله أعلم . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ./ نقل عن موقع الأيمان ، كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ) ، ثم قتل كل الخلفاء من بعده فعمر بن الخطاب قتله أبو لؤلؤة المجوسي ، وقتل الثائرين من المسلمين عثمان بن عفان بسبب كيفية حكمه وتفضيل أقاربه  ، أما علي بن أبي طالب  فبدأ  حكمه بمعركة الجمل ( بعد استلامه الحكم ببضعة أشهر ، وقعت معركة الجمل 36 هـ  التي كان خصومه فيها طلحة والزبير ومعهما عائشة بنت أبي بكر زوجة محمد الذين طالبوا بالقصاص من قتلة عثمان / نقل من الويكيبيديا ) ، ومات عليا أيضا مقتولا من قبل عبد الرحمن بن ملجم ، هكذا كانت مرحلة الخلفاء الراشدين كلها قتل وغزو و.. ، القاتل والمقتول من المسلمين ، تتخللها غزوات وفتوحات وكلها أيضا قتل ... أما الحسن بن علي فقد مات مسموما ، ( وسمته زوجته  جعدة بنت الأشعث ، بإيعاز من يزيد بن معاوية ، وقيل : بإيعاز من معاوية نفسه ، وقيل : بإيعاز من نفسها ، وقيل من أبيها .. / نقل بتصرف من موقع البرهان )  ، هؤلاء هم العرب ، حتى حفيد الرسول تسمه زوجته بتأمر من قبل أل سفيان ، والحسين بن علي نحر رأسه / ورفع على الرماح ، من قبل شمر بن أبي الجوشن وقتل معظم آل بيته في واقعة الطف ، بأمر يزيد بن معاوية ، دون أكتراث بأن المنحور هو بن بنت الرسول محمد ! ، فأذا كان هذا سلوك وأفعال ونهج العرب المسلمين في صدر الأسلام وما عقب ذلك من سنين ، فمن المؤكد أن الحقب التي تلتها / الدولة الأموية والعباسية فالسلطنة العثمانية ، ستكون ذات نفس الصبغة والألية حكاما ونظاما و رجالا و وقائعا  ! أضف الى ذلك سيادة نظام ما ملكت أيمانكم / اللا محدود لعدد النساء ، ترفيها عن الحكام والأمراء وقادة المسلمين ، أضافة الى الزواج بأربع زوجات ! .
وأذا قفزنا الى الزمن الحالي / القرن 21 ، ماذا سنرى من هذه الأمة ، نرى أن هذه الأمة تمزقت وتهرئت الى دول ، تجمعها شكلا جامعة الدول العربية وهي دول مختلفة ومتضادة أصلا ، وغير متفقة لا رأيا ولا موقفا ولا نهجا ولا دستورا ولا نظاما ولا فكرا ولا ثقافة ! فلا أعرف ما جدوى الجامعة التي تجمعهم ! أنهم دول يتأمرون فيما بينهم  لأسقاط بعضهم البعض ، فالسعودية الوهابية مع قطر السلفية راعية الأخوان المسلمين  ، هما راعيتان للأرهاب ، وهما متفقتان على أسقاط سوريا من باب الديمقراطية وحرية الشعب في حكم نفسه بنفسه ، وهما أصلا بلا ديمقراطية ، وخاصة السعودية ، القاهرة لشعبها ، فلا حرية أعتقاد ولا حرية دينية ولا كلمة حرة ولا رأي سوى رأي أل سعود ولا قضاء سوى قضاء المؤسسة الدينية الوهابية المتطرفة ! ، لأجله لاحظنا / مثلا ،  أن السعودية تستنكر قتل قائد منظمة أرهابية في سوريا من صنيعتها ! ( استنكر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قتل زهران علوش ، قائد فصيل "جيش الإسلام" السورية ، في ضربة جوية روسية الأسبوع الماضي ، معتبراً ذلك بأنه لا يخدم عملية السلام في سوريا. / نقلا عن موقع العربية )  .. دول تنتهي ، أو كما يقال بالأنكليزية (  dieing  (   أي دول تحتضر ، فليبيا أنتهت والعراق وسوريا والصومال واليمن تدمرت .. ، والسعودية لديها معضلة ستدمرها وهي تنصيب الامير الشاب محمد بن سلمان ما بعد الملك الحالي / أبيه ، والذي سيخلق معركة بين أمراء العائلة المالكة ! والبحرين أقلية سنية تحكم أكثرية شيعية .. وباقي الدول يغزوها الأسلام الساسي كتونس ومصر و الجزائر والمغرب والكويت .. كل هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، هذه الدول بكل واقعها المزري ، أنطلق من فكرها الأسلامي الوهابي المتطرف / المنبثق من السعودية وقطر بشكل أو بأخر ، الأرهاب نفسه ، التي أخذت تصدره الى الغرب ، متمثلا بالقاعدة وما ولد من رحمها من منظمات كداعش وغيرها ..، كأننا لم نكتفي كعرب مسلمين بما نحوي من واقع كارثي ومأساوي في رحم دولنا ، فأخذنا نصدر فضائحنا وغسيلنا القذر الى الخارج من باب الجهاد على الكفار ! .. فمنذ عمليات 11 سيبتيمبر 2001 مرورا بالكثير من العمليات الأرهابية كعملية صحيفة شارلي أيبدو وغزوة باريس كما أسمتها داعش .. وغيرها الكثير ، فكل هذا القتل أرتبط تنفيذا أما بالعرب أو بأشخاص أصولهم عربية ، أو بأفراد قد تحولوا الى الأسلام ، ولكن الكل يجمعهم التطرف والقتل والتوحش نهجا وغاية وتجمعهم راية الأسلام دينا ... هذه هي أمة العرب التي قال عنها القرأن قديما (( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ) فأي خير وأي معروف وأي منكر!













418

المقدمة :                                                                                                                     سأستعرض تفسيرا لأية  التوبة 28  ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام ) ، و بعض أحاديث الرسول بخصوص الأنجاس الكفرة – أخواننا في الوطن والأنسانية من المسيحيين واليهود ، التي تشير الى عدم دخولهم لجزيرة العرب ، ثم سأبين نص دعوة المرشح الجمهوري للرئاسة الأميريكية 2016      " دونالد ترامب " ، حول عدم دخول المسلمين لأميركا ، ومن ثم سأسرد قراءتي للموضوع .
النص :                                                                                                                              1. ورد في موقع مركز الفتوى حول شرح الأية أعلاه الأتي (( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد : فلا يجوز لغير المسلم دخول مكة لقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام ). [التوبة : 28] . قال البغوي : أراد منعهم من دخول الحرم لأنهم إذا دخلوا الحرم فقد قربوا من المسجد الحرام ، وهذا كما قال الله تعالى :( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام ) . [ الإسراء:1]. وأراد به الحرم لأنه أسري به من بيت أم هانيء . والنصارى مشركون بنص القرآن الكريم ، قال تعالى: ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدو الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار * لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ..). [ المائدة : 72-73]. بل لقد جاء الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم بإخراج اليهود والنصارى من الجزيرة العربية كلها ، فعن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لئن عشت إن شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلماً " .[ رواه مسلم]. وأوصى أمته بقوله: " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب " .[ متفق عليه ]. والكافر إذا وقعت منه العبادات على النحو المأمور به المسلم لا يصح منه لأنه يفتقد شرطاً أساسياً في الصحة وهو الإسلام . والله تعالى أعلم  .)) .                                                                                                                       2.  ونفس المصدر يوضح الأمر بالنسبة لدخول المدينة المنورة ، (( فإن منع دخول الكفار إلى الحرم خاص بمكة ، أما المدينة فإنها وإن كانت حرما فإنه يجوز دخول الكفار إليها ؛ لكن لا يمكنون من الإقامة بها لأنها من ضمن جزيرة العرب التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإخراج المشركين منها بقوله صلى الله عليه وسلم : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب.  رواه البخاري ومسلم وغيرهما ، قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) التوبة:28،  فلا يقربوا: نهي ، ولذلك حذفت منه النون . المسجد الحرام هذا اللفظ يطلق على جميع الحرم ، وهو مذهب عطاء ، فإذاً يحرم تمكين المشرك من دخول الحرم أجمع . فإذا جاءنا رسول منهم خرج الإمام إلى الحل ليسمع ما يقول . ولو دخل مشرك الحرم مستوراً ومات نبش قبره وأخرجت عظامه . فليس لهم الاستيطان ولا الاجتياز. وأما جزيرة العرب ، وهي مكة والمدينة واليمامة واليمن ومخاليفها، فقال مالك : يخرج من هذه المواضع كل من كان على غير الإسلام ، ولا يمنعون من التردد بها مسافرين . وكذلك قال الشافعي رحمه الله ، غير أنه استثنى من ذلك اليمن . ويضرب لهم أجل ثلاثة أيام كما ضربه لهم عمر رضي الله عنه حين أجلاهم . ولا يدفنون فيها ويلجؤون إلى الحل. انتهى )) .                                                   3 . وحسب موقع الجزيرة في 8  ديسيمبر ، نعرض دعوة المرشح دوناد ترامب (( دعا أبرز المرشحين الجمهوريين لسباق الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب إلى وقف دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة ، بينما رد البيت الأبيض بقوله إن ذلك يتعارض مع قيم الأميركيين . وقال ترامب في بيان نشره أمس الاثنين تحت عنوان "بيان دونالد ترامب لمنع الهجرة الإسلامية" ، إنه يدعو إلى وقف تام لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة" حتى يفهم نوابنا ما جرى " . ولم يوضح البيان ما إذا كان المسلمون الأميركيون مستهدفين بهذا البيان ، لكنه قال استنادا إلى استطلاع للرأي في صفوف المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة ، إن عددا كبيرا من المسلمين يكنون " الحقد " للأميركيين . وأضاف أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تبقى ضحية " هجمات إرهابية من قبل بعض الناس الذين لا يؤمنون إلا بالجهاد ، وليس لهم أي احترام للحياة الإنسانية". ورد بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأميركي على البيان بقوله إن دعوة ترامب تتعارض مع قيم الأميركيين ، ومن شأنه أن يلحق ضررا بأمن الولايات المتحدة . وأضاف رودس قائلا في مقابلة تلفزيونية " إنه على النقيض تماما من قيمنا كأميركيين ، نحن لدينا في قانون حقوق الأفراد احترام لحرية الأديان". وتابع أن بيان ترامب " يتعارض أيضا مع أمننا " ، موضحا أن تنظيم الدولة الإسلامية يحاول تصوير الولايات المتحدة على أنها في حرب مع الإسلام.  كما رد المرشح الديمقراطي مارتن أومالي بقوله إن دونالد ترامب بدد كل الشكوك ، " فهو يقوم بحملته الرئاسية بشكل فاشي وديماغوجي ". )) .
القراءة :
أولا – لأول مرة نعلم أو نسمع أن الله عز وجل يخلق بشرا على فئتين الأولى بشرا سويا كالمسلمين مثلا ، والفئة الثانية بشرا كافرا ونجسا ! كاليهود والنصارى ، فلا أدري أنا شخصيا كم هذا الله / حسب المفهوم الأسلامي ، من فئوي وطائفي ونازي وعنصري .. ، ولا أكون مبالغا لو قلت أنه ألها غير عادل بالنسبة للبشر الذي خلقهم ! ولكن من ناحية ثانية أن الله من المستحيل أن يكون كذلك أبدا أبدا ، لأن هذا النص أقل ما يقال عنه حسب مفهوم العصر الحالي ضد حقوق الأنسان وضد المساوات وضد الأنسانية ! وأن هذا النص ليس نصا ألهيا بل نصا بشريا عنصريا ! . ثانيا – أرى أن النص أعلاه لا يتوافق مع حديث الرسول ، الذي يبين أن الله خلق الأنسان على صورته ، فلم يذكر حديث الرسول وجود بشر أنجاس وبشر غير ذلك ، أذن هناك نوعا من التقاطع والتضادد بين النص / التوبة 28 ، وحديث الرسول ! فقد ورد في موقع الأسلام سؤال وجواب الأتي (( .. قال رسول الله " وخلق الله آدم على صورته أو هيئته " إلى من تعود كلمة صورته أو هيئته ، وكيف نفسر هذا ؟. الحمد لله روى البخاري (6227) ومسلم (2841) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن".... قال الشيخ الغنيمان : ( وبهذا يتبين أن الصورة كالصفات الأخرى ، فأي صفة ثبتت لله تعالى بالوحي وجب إثباتها والإيمان بها ) شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري 2/41 ... قال الشيخ الغنيمان : ( وبهذا يتبين أن الصورة كالصفات الأخرى ، فأي صفة ثبتت لله تعالى بالوحي وجب إثباتها والإيمان بها ) ، شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري 2/41 ..)) . ثالثا – رجوعا للتأريخ وكتبه حول تأريخ وجود الأديان في الجزيرة العربية مكة والمدينة وغيرها ، يبين التأريخ أن المشركين واليهود والمسيحيين موجودين على أرض الجزيرة قبل الأسلام ، فكيف يأتي الأسلام ويقلعهم من جذورهم ! أذن ظاهرة التهجير والترحيل هو مبدأ أسلامي تأريخي ! وليس وليد الحاضر وما تقوم به داعش من أفعال لها سوابق تأريخية ، وما حدث في الموصل من تهجير للمسيحيين والأزيديين مثلا من قبل داعش ، هو أكبر دليل على هذا العمل الوحشي غير الأنساني . رابعا – أن الرسول نفسه كانت زوجته الأولى مسيحية / خديجة بنت خويلد ، والذي زوجهم هو القس المسيحي ورقة بن نوفل / أبن عمها ، ومادامت الزوجة مسيحية والذي قام بأجراءات الزواج مسيحي أذن العقد كان حسب العقيدة و الطقس المسيحي ، لذا لاحظنا أن الرسول لم يتزوج عليها في حياتها / لأن المسيحية تمنع وتحرم تعدد الزوجات .. فكيف بصدور نص يخرق كل هذه المواثيق من ذوي الرحم والقربى ويمنع المسيحيين لأنهم كفرة وأنجاس من دخول مكة ويسمح المرور بالمدينة ويمنع المكوث بها ! وهل من الممكن أن ننعت السيدة خديجة زوجة الرسول من أنها كافرة نجسة لأنها مسيحية !، وهذا الأمر ينطبق أيضا على زوجته فيما بعد ماريا القبطية . خامسا – أما ما تقوم به داعش من أفعال يدنى لها جبين الأنسانية ، كأخراج المسيحيين من ديارهم - الذين تم تهجيرهم من الموصل ، أنما هو عملا أسلاميا تاما ، وذلك وفقا وتطبيقا لأحاديث الرسول ، منها " لئن عشت إن شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلماً " .[ رواه مسلم]... وأوصى الرسول أمته بقوله: " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب " . [ متفق عليه]. بالرغم من أن المسيحيين يعيشون على بعد شاسع من جزيرة العرب ، ولكن الحديث طبق بعموميته ! ، وأنا لا أعرف كيف أن رسولا مبعثا من الله يخرج العالم من ديارهم ، وهؤلاء القوم هم أخوال ذريته ، وذلك لأن عددا من زوجاته ليسوا على دين الأسلام ، منهم ( عائشة بنت خويلد وماريا القبطية ) / وهما مسيحيتان ، ( صفية بنت حيي بن أخطب ) وهي يهودية . أذن الحقد والكراهية على غير المسلمين تمتد جذوره التأريخية من أيام الرسول محمد ، بل هو الذي وجه وحث ودعا أليه ،  وحتى وصل الأمر الى  ( ولو دخل مشرك الحرم مستوراً ومات نبش قبره وأخرجت عظامه ) . فما أشبه اليوم بالبارحة ! .
دعوة دونالد ترامب :
أما دعوة دونالد ترامب ، فأنا أحللها كالأتي ، أولا – أذا كان المقصود منها منعا باتا تاما كليا لعدم دخول المسلمين لأميركا ، فأرى أن هذا الأجراء غير منطقيا وليس من باب العدالة بشئ ، لأن الدعوة تتعارض مع قيم الأميركيين ، وتتضادد مع قانون حقوق الأفراد ومبدأ احترام حرية الأديان المعمول بهما في أميركا ، كما أن ليس كل المسلمين أرهابيين . ثانيا – لكن من جهة أخرى أرى أن كانت الدعوة أنتقائية ضد فئة معينة من المسلمين من الذين أوراقهم وسجلاتهم الثبوتية غير موثقة أمنيا فأرى في هذا الصدد للدعوة بعضا من المنطق خاصة بعد أعمال الأرهاب الأسلامي في أميركا وأوربا ، ثالثا – أما موضوع مراقبة المساجد والمراكز الأسلامية ، فلا من ضرر في هذا ، حتى وأن كانت هذه الأماكن للعبادة ، وهذا أنطلاقا من التحسب والحذر . أما أذا كانت الأماكن مشككا بها ! وتستخدم كقاعدة لأغراض الدعوة للجهاد والحث على تجنيد الشباب للمنظمات الأرهابية ، فأرى ليس فقط مراقبتها بل غلقها الى الأبد لأنها تهدد الأمن . رابعا – أرجو الأطلاع على مقال للكاتبه نادين البدير ( * ) ، المستغرب بالأمر أن الكاتبة سعودية الجنسية ! ( والكاتبة تشير الى دعوة المرشح الجمهوري "ترامب" حول حظر المسلمين من دخول أميركا ) ، ومن سياق المقال نلحظ دليلا على صحوة فكرية في العقلية السعودية التئ تحاول المملكة ومؤسستها الدينية تغييبها ! . خامسا – دعوة ترامب تمخضت أنطلاقا من أن أميركا ديمقراطية وعلمانية ، فهي من جانب أنها تكرس مبدا حرية الأديان والمعتقدات ، ولكنها بنفس الوقت تقبل الرأي و الرأي الأخر وتحترم الكلمة الحرة .
خاتمة :
    نحمد الله كثيرا ، من أن المرشح دونالد ترامب لم يطلع على الأيات القرأنية والأحاديث النبوية التي تصف المسيحيين بالكفرة الأنجاس هذ من ناحية ، ومن ناحية أخرى الى ماذا كان سيدعو ترامب لو أطلع على هذه النصوص التي تحظر دخول المسيحيين الأنجاس الكفرة الى مكة وترامب هو أحدهم لأنه مسيحي !! من المؤكد أنه كان سيدعو الى أخراج المسلمين المقيمين في أميركا أيضا ، وذلك من منطلق المعاملة بالمثل / كما هو معمول به بالسعودية التي لا تسمح بدخول الأنجاس الكفرة من المسيحيين واليهود الى مكة ، و " السعودية من ناحية أخرى منبطحة على بطنها أمام الغرب ! " .. وعلى أقل تقدير كان ترامب سيدعوا الى أخراج  " المحجبات والمنقبات وأصحاب الدشاديش السلفية القصيرة وذوو اللحى غير المشذبة تشبها بأسامة بن لادن " من أميركا – والله أعلم ! .
( * ) ملخص مقال للكاتبه السعودية - نادين البدير ، بعنوان  ( هل يثورون باسم الصليب  ) /  نقل بتصرف :
.. تخيلوا أن شابا من الطرف الغربي من العالم سافر إلى هنا ، ونفذ مهمة تفجير نفسه ، باسم الصل...يب ،  وتخيلوا أصواتاُ لرهبان وقساوسة تصل مسامعنا من كنائس ومعابد داخل العالم العربي وخارجه ، وهي تصرخ أمام مكبرات الصوت داعية على المسلمين الكَفَرة (اللهم دمر المسلمين واهزمهم أجمعين).. تصوروا أننا مَنحنا مجموعات أجنبية لا حصر لعددها إقاماتِ وهويات وجنسيات . ثم يخرج مارد الكره من بين المهاجرين كالهمجي المتعطش للدم فيقتل ويسفك أرواح أبنائنا في شوارعنا وداخل مبانينا وصحفنا ومساجدنا ومدارسنا .. وظهر الغضب و نشروا تصريحات مخيفة بطل آخرها كان " دونالد ترامب " يطالب بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة . غريب اعتقادنا بامتلاك حق استنكار تلك التصريحات ، بدلاً من أن ندس رؤوسنا خجلاً وخزياً من العار الذي جنته مناهج تعليمنا وتربيتنا وتنشئتنا وأنظمتنا التي استهترت بواجب بناء الإنسان . بدلا من الالتفات لداخلنا وطرق عبادتنا المتطرفة وأساليب تعاملنا الرجعي مع بعضنا ومع العالم ، بدلاً من الاعتذار للعالم شُنت الحملات ضد تطرف ترامب وماري لوبين اليمينية . ولو أننا بقينا صامتين لكان أفضل .. فمَن ردَّ عليهم كان العالم الغربي نفسه البيت الأبيض .. ،  ماذا ستكون ردة فعلك لو أن أوروبياً فجر مسرح مدينتك أو المقهى الذي يرتاده ابنك ؟ وماذا ستفعل لو سمعتَ اللعنات على دينك ومعتقدك أيام الآحاد . تخيل نفسك في أمستردام أو لندن أو نيويورك  ووجدت من يشكّك في أصل كتابك القرآن ، أو في خلق رسولك الكريم ، وعرفت أن الطلبة هناك يدرسون بمناهجهم أنك كافر وأن أمر قتلك جهاد يوصل للحور العين ، هل كنت لتمضي بقية الصيف أو تبتعد أو تفجر نفسك أو تفعل أدنى الأمرين فتنفس عن غضبك وتطالب بمنع دخول المسيحيين بلاد العرب ، ماذا كنت ستفعل ؟ وأي حرب ستندلع لو تخلى الغربي عن قيمه أمام جرائم الدم الدخيلة وظهر تطرف غربي أو مسيحي مضاد في مدننا العربية ؟ بعد كل هذه المهازل يخرج عليك محلل عربي مهزوز بخطاب هش يردد صاحبه عبارة مكررة ملايين المرات : ( هؤلاء لا يمثلون الإسلام  ) . هذا فقط ما تحويه جعبتنا .. مجرد عواء .



419
                       التحالف الدولي الأسلامي .. قيادة غير مؤهلة ونتائج مستقبلية مخيبة

                         
أستهلال :
    (( ان الجيش الذي يريد ان يحقق النصر لابد من ان تتوافر لديه عوامل حيوية أهمها القياده والقائد الذي يتولى ادارة المعركة ليحقق الهدف ، ولابد ان يكون ذا موهبة خاصة هي قدرته على القيادة .. ))  - المارشال فرديناند فوش ( 20 مارس 1929 2 أكتوبر 1851) جنرال وكاتب عسكري فرنسي.  خدم في الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى ، واختير مارشالاً لفرنسا في 1918. بعد فترة قصيرة من بداية هجوم الربيع          ( محاولة ألمانيا النهائية لكسب الحرب ) ، واختير فوش قائدًا أعلى لجيوش الحلفاء ، وهو المنصب الذي شغله حتى 11 نوفمبر 1918 ، عندما وافق على طلب ألمانيا للهدنة .
النص :                                                                                                                                  سأطرح ثلاث محاور في هذه المقدمة التمهيدية لتكون لنا مرجعا في هذه القراءة ، وهي أولا أعلان التحالف العسكري الأسلامي كما جاء في الميديا ، ثم سأسرد بعضا من السيرة العملية للأمير محمد بن سلمان نائب ولي العهد وزير الدفاع ، وأخيرا السيرة المهنية للأمير الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبالعزيز ،  ومن ثم سأعرض قراءتي للحدث ! موضحا تأثير دور السعودية وتحديدا الدور غير المهيأ  للأمير محمد بن سلمان لقيادة التحالف بصفته وزيرا للدفاع !                                                                                                                             
1. أعلنت وسائل الأعلام عن تشكيل تحالف دولي أسلامي عسكري بقيادة السعودية ، ((  أعلنت المملكة العربية السعودية عن تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب يشمل حتى الآن 34 دولة ، وتأسيس مركز عمليات مشترك في الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية ضد الإرهاب . وجاء في بيان مشترك للدول المشاركة في التحالف أن تشكيله يأتي انطلاقاً من التوجيه الرباني الكريم : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ، ومن تعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء وأحكامها التي تحرّم الإرهاب بجميع صوره وأشكاله لكونه جريمة نكراء وظلم تأباه جميع الأديان السماوية والفطرة الإنسانية ، وفق ما نقلته ، فجر الثلاثاء ، وكالة الأنباء السعودية الرسمية . وأضاف البيان أنه تقرر تشكيل تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة السعودية ، وتأسيسي مركز عمليات مشتركة في الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود . وتابع : كما سيتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين . )) نقل بتصرف عن CNN 15ديسمبر/كانون الأول 2015 .
2. وبما أن السعودية هي قائدة الحلف العسكري ، فمن المفروض سيكون لوزير دفاعها دورا فعالا محوريا رائدا نافذا فيه ، وهذا الدور يستوجب  قدرات عسكرية وقيادية ، وخبرات تكتيكية على أرض المعركة ، والتخطيط والسوق العام والتجهيز والميرة والتموين والاعداد وخطط الهجوم والدفاع " يفتقدها الأمير محمد -! " ، فمن الأعتيادي أن يكون للأمير محمد بن سلمان نائب ولي العهد - وزير الدفاع الدور الاكبر في هذا الحلف ، وهذا الأمير الشاب ، وحسب موقع الساحة العمانية (( .. وشاء القدر أن يدير الأمير محمد بن سلمان أول حرب تقودها بلاده والتي حملت عنوان “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين في اليمن . ويُعتقد أن الأمير محمد بن سلمان من أصغر وزراء الدفاع حاليا في العالم ، وهو يعد أصغر وزير دفاع تقلد هذا المنصب بالسعودية (وهو في عمر الـ30) ، فيما سبق أن عُين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزيرا للدفاع وهو في عمر 31 عاما .. )) ، فهذا كان أول اختبار له ، وكل الأحداث و الوقائع تدل على عدم نجاح السعودية بهذه الحرب على اليمن ، فمن هو الامير محمد ، وماهي مؤهلاته العسكرية والقيادية والمهنية ! فنقلا عنBBC ديسمبر/ 16 كانون الأول 2015 – نقل بتصرف ( أحدث تعيين الأمير ، محمد بن سلمان ، نائبا لولي العهد في السعودية ووزيرا للدفاع ، مفاجأة في البلاد وخارجها ،  ليس لحداثة سنه فحسب ، بل لشخصيته ومواقفه وطموحاته أيضا ، الأميرولد عام 1980 ، وهو أكبر أبناء الملك سلمان من زوجته الثالثة والأحدث ، فهدة بنت فلاح بن سلطان ، ويشغل مناصب عديدة أخرى ، منذ تولي والده عرش السعودية ، منها رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ، فضلا عن منصب نائب ولي العهد . أما تحصيله الدراسي ، تلقى كله في السعودية ، عكس أغلب الأمراء والكثير من الشباب السعوديين ، إذ تشير الإحصائيات إلى أن عدد السعوديين المسجلين في الجامعات الأمريكية وحدها بلغ عام 2014 أكثر من 110 آلاف طالب . ودرس الامير محمد الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الرياض ، أما حياته العملية ، فبعد تخرجه التحق الأمير محمد بالقطاع الخاص ، قبل أن يعينه والده مستشارا له عام  2009 ) أي أنه لم يخدم في القطاع الحكومي ولا في المؤسسة العسكرية ، ولا بأي منصب عسكري ، حتى أن كان منصبا أو موقعا شرفيا ، ويضيف المصدر ( .. عندما عين نائبا لولي العهد ووزيرا للدفاع عام 2011 ، لم يكتف بهذا المنصب "الرمزي" ، وراح يبحث عن المجد الشخصي ، فأنشأ مؤسسة "الأمير محمد بن سلمان" ، التي تعتني بالشباب المعوز . ثم تولى رئاسة المؤسسات الخيرية التي أنشأها والده ، قبل أن يصبح نائبا لولي العهد ووزيرا للدفاع ، ومنها مؤسسة الأمير سلمان للشباب ، ومؤسسة الأمير سلمان الخيرية للسكن ، وجمعية القرآن الكريم في الرياض ، ومؤسسة مدارس الرياض . وأصبح رئيسا شرفيا للعديد من الهيئات الأخرى منها جمعية الإدارة السعودية ، والجمعية الوطنية للوقاية من المخدرات ، ومؤسسة الحرف التقليدية ، والمجلس الأعلى للمؤسسات الخيرية في الرياض . من أهم سلوكه الشخصي هو ، فهو لم يدخن ولم يشرب الخمر في حياته . والصفة الاخيرة هي صفة يتميز بها عن أقرانه من الأمراء ، ويضيف المصدر ( .. وعرف أيضا بقربه من والده وبأن له مكانة خاصة عند والدته ، التي تعلق عليه كل الآمال وتسعى بكل ما لها من نفوذ للدفع به إلى أعلى مراكز السلطة .. ويشير المراقبون لشؤون العائلة المالكة في السعودية إلى أن الرجل الذي يقف بين الملك سلمان وابنه الشاب في الحكم هو ولي العهد الأمير ، محمد بن نايف ، ليس له أولاد ذكور ، وهذا ما يفتح طريق العرش واسعا للأمير محمد بن سلمان . ) والأهم من كل ما ورد ، يضيف المصدر ( .. ويذكر دبلوماسيون أن الأمير الشاب يتحدث عن رؤيته لمستقبل السعودية ، منذ أعوام ، كما لو أن حكمها سيؤول إليه فعلا ، وهذا يفسر ما أشيع عن غضب بين أفراد العائلة الحاكمة ، وهناك من تحدث عن انقلاب في القصر... )  ، يشير المصدر عن الأندفاع الشبابي لهذا الأمير ( .. يتحدث المحيطون بالأمير محمد بن سلمان والقريبون منه عن أنه ينزع إلى التغيير وإلى التحرك بدل الكلام ، والانتظار . ويرون أن وتيرة عمله أسرع من غيره ، لذلك يفاجئ المراقبين في السعودية وخارجها ، ويقولون أيضا أنه يناسب السعوديين ، الذين يشكل الشباب فيهم نسبة 70 في المئة ، ويطمحون إلى التغيير ، ويعبرون عن ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي . لكن القلق من شخصية وزير الدفاع السعودي الشاب مسألة حقيقية ، فقد وصف تقرير للمخابرات الألمانية الأمير الشاب ، بأنه "مندفع" وحذر من "جنوح السياسة السعودية إلى الاندفاع" ، تحت تأثيره . ويشير التقرير إلى أن الأمير محمد بن سلمان هو الذي قرر شن الغارات الجوية على المتمردين الحوثيين في اليمن ، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ، وأدخل السعودية في حرب واسعة في المنطقة . ) . وقرار شن الغارات الجوية على اليمن لم يكن قرارا  حكيما ، بل كان قرارا متسرعا كلف السعودية الكثير ! .
3. فيما يلي نبذة عن السيرة المهنية – العسكرية ، للأمير متعب بن عبد العزيز نجل الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز ، (  تدرج الأمير متعب في الرتب العسكرية حتى حصل على رتبة عميد .  ثم التحق بكلية القيادة والأركان في الرياض وحصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية ، ثم ترقى إلى رتبة لواء . في عام 1983 أصدر الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني آنذاك أمراً بتعيينه قائداً لكلية الملك خالد العسكرية وفي عام 1990 رقي الى  نائبً لرئيس الجهاز العسكري بالحرس الوطني ،. وفي عام 1995 صدر الأمر الملكي الكريم بترقيته إلى رتبة فريق ركن ، بتاريخ  21 ديسمبر 2000 أصدر أمراً ملكياً بإحداث منصب نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشئون العسكرية وترقية الفريق ركن متعب بن عبد الله بن عبد العزيز إلى رتبة فريق أول ركن وتعيينه نائباً لرئيس الحرس الوطني المساعد للشئون العسكرية ،21 يونيو 2009 أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز رئيس الحرس الوطني أمريين ملكيين كريمين ، بتعيينه نائباً لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية بمرتبة وزير ، و بإنهاء خدمته العسكرية . وبتاريخ  17 نوفمبر 2010 أصدر  الملك عبد الله بن عبد العزيز  أمراً ملكياً كريماً بتعيين الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير دولة عضواً في مجلس الوزراء رئيساً للحرس الوطني ، في 27 مايو 2013 أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز  أمراً ملكياً كريماً بتحويل رئاسة الحرس الوطني إلى وزارة باسم «وزارة الحرس الوطني» وتعيين الأمير متعب بن عبد الله وزيراً للحرس الوطني ، وعرف عن الامير متعب خدمته الصادقة للقطاع العسكري حيث ارتبط إسمه بالحرس الوطني .) / نقل بتصرف من موقع الويكيبيديا .
القراءة:
أولا – التحالف العسكري المشكل ، نستدل من أسمه على أنه تشكيل دولي ، ولكنه بنفس الوقت تشكيلا دينيا مذهبيا ، لأنه تحالف أسلامي سني بمعظمه ، هذا التحالف أقيم على أساس أنه لمكافحة الأرهاب ، ولكن هذا الأرهاب هو  " أيضا " أسلامي سلفي ، أذن الطرفان يجتمعان في الأتجاه الديني ، ويتضاددان في فكرة الفعل والنشاط .. لأجله أرى أنه من المنطقي أن يلحق التحالف الأسلامي بالتحالف الدولي ، من أجل تفويت فرصة التقاطع بين باقي التحالفات / الأميريكية الغربية ، الروسية الأيرانية .. ، وكذلك من أجل أبعاد الصبغة الدينية المذهبية  للتحالف ، وأنطلاقا من مقولة أن الأرهاب لا دين له ، فيجب بنفس الوقت أن تكون مكافحته لا دين لها أيضا . ومن الجلي أن التحالف الدولي أستبعد الدول الشيعية كأيران ، وأستبعد بنفس الحال العراق وسوريا ، فكيف للتحالف أن يتحرك في العراق وسوريا مثلا وهو يفتقد الى أي تنسيق لوجيستي معهما ! ، أيعقل أن ينسق التحالف مع المعارضة السورية الأسلامية المتطرفة الارهابية مثلا دون النظام السوري في معالجة داعش وجند الشام والنصرة .. ! أرى أن هذا خطأءا ستراتيجيا ، ومن ناحية أخرى أرى أن الأعتماد على النص القرأني ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )  في تشكيل التحالف / وحسب ما جاء في بيان التحالف ، لا أراه منطقيا لأن هذا النص كان مؤثرا في صدر الرسالة المحمدية ، وهذا لا يتفق مع الزمن الحالي ، الأن الاتفاق والتحالف يجب  أن يكون عقلاني ومؤسساتي وليس ديني وتعصبي .  ثانيا – القيادة ، أرى أن قيادة السعودية لمكافحة للأرهاب سوف تكون غير فعالة وغير مجدية ، لأن القيادة تحتاج الى خبرة عسكرية معرفية متراكمة تأتي عن طريق خوض الحروب / كجيش العراق أيام النظام السابق ، وتعرف القيادة العسكرية ( فن التأثير في الاشخاص بدرجة يحققون اهداف الجيش بحماس وعن طيب خاطر وتشجيعهم على التطوير ليس فقط في العمل ولكن الرغبة في العمل بحماس وثقه . / نقل من موقع ، الحقيقة عن مقال لعلي محمد الشلال  - القيادة العسكرية ) ، والسعودية الأن منهكة في حرب اليمن هذا من ناحية و كما أنها تعالج مشكلة الأمن الداخلي من ناحبة أخرى ، أما الجانب الأهم من سيقود التحالف عسكريا ! فبديهيا أن الأمير محمد بن سلمان هو القائد الفعلي العسكري للتحالف بصفته وزيرا للدفاع ، علما أنه قد أخفق في قيادة بعض دول في حرب اليمن فكيف له أن يقود أكثر من 34 دولة ! ، ومن قراءتي للسيرة المهنية للأمير محمد / وزير الدفاع ، ( يرجى مراجعة النقطة  2 في النص )  نلاحظ أنه لم يعمل في القطاع الحكومي عامة ولا  في القطاع العسكري خاصة ، وكان جل عمله في الخدمة الأجتماعية كمكافحة المخدرات وفي مؤسسات خيرية وشبابية ودينية وسكنية ومدرسية .. وكل هذه الخبرة التي لا تتعدى بضع سنوات / علما أن بعض المصادر تبين أنه تولد أغسطس 1985 وليس 1980 ،  لا تؤهله حتى لأدارة دائرة حكومية ، كما أن الأمير محمد لم يخدم في القطاع العسكري ، لأن خبرته غير عسكرية / حاصل على بكالوريوس في القانون  ، كما أن مراتب وضباط وقادة الجيش يجهلونه ، لأنه في مسار أخر بعيد عن عملهم ، ومن الممكن أن المؤسسة العسكرية قد عرفته عندما تولى والده زمام الحكم ، وغير من آلية الحكم وأخرج الأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد ليتيح للأمير محمد منصب نائب ولي العهد ! تقول بعض المصادر ، أن الأمير محمد يشكل قلقا حقيقيا – عن تقرير للمخابرات الألمانية ، لأنه مندفع وقد يؤدي حراكه الى " جنوح في المؤسسة العسكرية السعودية خاصة والسياسة الخارجية للسعودية عامة " معا ! وتضيف المصادر الى أنه يتحدث عن رؤية مستقبلية للمملكة ، وهذا من المؤكد سيعمل على بروز غضب في العائلة المالكة ، ومن ناحية أخرى أي رؤية لشاب ثلاثيني خبرته أقل من المتواضعة ، ولا يحظى بقبول من قبل معظم الأمراء ، لأنه قفز لمناصب ليس يستحقها ! حسب عرف وتقاليد ولاية العهد في المملكة ! ثالثا – أرى أن مستقبل العائلة المالكة السعودية سيدخل في محنة عصيبة ، وذلك بعد القرارات غير الصائبة الأخيرة للملك سلمان بن عبد العزيز ، بدءا من تولي الأمير محمد منصب ولي ولي العهد ، ثم قيادته للجيش بتعيينه وزيرا للدفاع ، حرب اليمن ، الدفاع المستميت غير المبرر لأزاحة بشار الأسد ! ومن ثم تشكيل التحالف الحالي .. ومن قراءتي لموقف لجنة ولاية العهد في المملكة يتضح لنا حدوث شبه أنقلاب ملكي في القصر ، أدى بأزاحة الأحق والأفضل و الأجدر خبرة ودراية وحرفية وقبولا .. ، ومنهم الفريق الأول الركن الأمير متعب بن عبدالله وزير «وزارة الحرس الوطني» / تولد 1953 ، وهوعسكري متمرس ومعروف لدى المؤسسة العسكرية ، خريج الكلية العسكرية ، شغل عدة مناصب عسكرية من السبعينات ولحد الأن / قبل وبعد تولي أبيه ولاية العهد من ثم زمام الحكم ( يرجى مراجعة النقطة 3 في النص ) ،  هذا الأنقلاب  هو الذي أدى مخاضه الى وصول الأمير محمد الى ما يحتله / وليس ما يشغله من مناصب ومن مسؤوليات . رابعا – الخطاب الديني ، التساؤل هنا ، ماذا يفيد التحالف العسكري الأسلامي أذا كانت الدولة التي تقوده و مؤسساتها الدينية هي مصدر ونواة كل المنظمات الأرهابية بدءا من القاعدة وألى ما تفجر منها من منظمات كداعش و أخواتها ، أن الخطاب السعودي الديني الوهابي التكفيري المتطرف هو الأرهاب بعينه ، فلتذهب السعودية أولا الى تقويم خطابها الديني المتطرف و أصلاح نظامها العام دينيا وأجتماعيا وسياسيا وتعليميا وتوجيهيا .. قبل أن تعالج الأرهاب !



   

420

                                        وطن للبيع / بالجملة أو بالمفرق

   العراق .. بعد أن كان قطرا  يخشى القمر أن يكحل عينيه أصبحت عينيه صحراء ، وطن كان يعمل ألف حساب ، أصبح الأن ، مقسم مجزأ منهوب محتل معطل حضاريا ، هكذا  حال العراق في حقبة ما بعد نيسان  2003 ، فبماذا نستطيع أن يوصف الحال .. أرى أن أنسب مفردة ممكن أن نطلق عليه هو " عراق البؤس والأنهيار " ، خاصة بعد دخول أيران بكل أذرعها لأراضيه !! والان جاء الدور التركي البغيض ، الدور التركي الأن أصبح  واضح وجلي في شمال العراق ، يصول ويجول بحجج واهية ، فتركيا تنظر الى أي لقمة سائغة من الأرض هنا أو هناك ، فهي عين على النفط عبر داعش وعين على الموصل ! عراقيا البعض يصرح أن القوات التركية كانت موجودة قرب الموصل سابقا والبعض ينكر هذا ، تصريحات متناقضة بين الحكومة والبرلمان والقوات المسلحة .. والشعب يدفع الثمن كالعادة ! أما تركيا فلا تأبه لكل هذا وذاك ، لأنها متأكدة من عدم وجود أي رد فعل عراقي حاسم .. ورحم الله المتنبي حيث قال :
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ **وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ 
أما الدول العربية وجامعتها العربية ! فهي كالعادة مغيبة ، عن أي رد فعل ، فجل جوابها هو الأستكار والشجب و الأستهجان ! هؤلاء هم العرب ، بلا فعل وبلا تأثير ! أما الفعل العراقي حاليا أكثر ما يقال عنه أنه " زوبعة في فنجان " ، وذلك لأن العراق غير مهيأ وغير مستعد وغير معد لأي عمل مضاد تجاه تركيا ! تركيا الجارة التي تنتهز الفرصة ، كأي دولة من دول الجوار الذين يتدخلون في الشأن العراقي  كل حسب دوره المرسوم له ! وحسب ما تقتضيه مصالحهم الأقليمية ومن ثم المصالح الدولية .. هل أصبح الوطن برسم البيع خيانة أو علنا أو خفية أو تدبيرا أو أتفاقا .. ، الوطن الذي هجره رجاله البررة ، والذي أصبح مرتعا للمرتزقة ، فمتى يصحوا هذا الوطن ، من المؤكد لا أقصد صحوة حكام الوطن ، لأنهم واعون نشطون فعالون للنهب والمؤامرات و.. ، بل أقصد متى يستيقظ الشعب ! وأنفل قول هنا هو قول الشاعر أمرؤ القيس :
ألا أيها الليل الطويل ألا أنجلي**بصبح وما الإصباح منك بأمثــــلي
 متى يستيقظ الشعب والعراق يقضم مدينة مدينة ! هذا الشعب الذي كان يدعى سابقا ، بأنه ثوروي ، فكيف يصبح هذا الشعب الأن مخدر ومهمش و لطموي / أشارة للطم ! تاركا الأمر للدجالين من رجال دين وسياسيين نفعيين ورجال دولة جهلة ، الذين لا هم لهم في الدنيا سوى المال والسلطة ، وأختم مقالي بجزء من خطبة " محي الدين بن عربي " لأهل الشام :
(  دينكم دنانيركم نسائكم قبلتكم ومعبودكم تحت قدمي  ) .
 



421
                   
المقدمة :
        أن قبول الوضع الحالي للحدث أو للواقعة أفضل وأهم في بعض الأحيان من الرجوع الى أصل أو جذور هذا الحدث ، وهذا ما أرى تطبيقه أيضا على النص الديني الماضوي ، حيث أن الأعتماد على الحالة الزمكانية للواقعة أو الحدث ، أنجع لنا من الغوص في قديم أصل الحدث أو الواقعة ، فترك القديم في كثير من الظروف يجنبنا الكثير من الأشكاليات  ، فمثلا هناك رجال لو قرأنا ماضيهم ، لزكمت أنوفنا ، لأنهم نتاج ماض مخز ، بل عار ، لأنهم كانوا ثمرة أرحام  وطأها أغلب عرب الجاهلية و الأسلام ، ولكن هؤلاء الرجال أخذوا مناصب ومكانة لا يصل  أليها أشرف أشراف العرب ، فلماذا الأدعاء بتقديس النص القديم  ، ونحن أمام رجال ، في حال بحثنا عن ماضيهم  ، أكثر ما يقال عنهم أنهم مجهولي النسب ، أو مشكوك في نسبهم !! ، فالاحرى ترك القديم ، نصا أو واقعة ، والأعتماد على المتحقق الحالي للواقعة ، وعلى القراءة الحداثوية للنص الديني .
النص :
التأريخ الأسلامي حبلى برجال ، أمهاتهم سبايا ، أو بغايا ، أو .. ، فالدولة الأسلامية من بعد الرسول لم تعر لهذا أي أهتمام ، وكان جل أهتمامها على العقلية الذكورية ودورها ، كما أن الأية ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) آل عمران31 ، هذه الأية / مثلا ، تبرر وتغفر الذنوب ، حيث كان هناك تناحرا شرفيا وأخلاقيا بين القبائل ، لأنه .. ((   ليس من الصدفة ان يبدا الصراع في الجاهلية بين اولوا الشرف من العرب كبني هاشم ومخزوم وزهرة وغيرهم وبين من اشتهر بالعهر والزنا مثل بني عبد شمس وسلول وهذيل و هذا الصراع أمتد الى مابعد دخول معظم العرب الاسلام . ولم تكن من قبيل الصدفة ان اغلب من التحق بالركب الأموي كانوا ممن لهم سوابق بالزنا والبغاء ، فهذه المهن تورث الكراهية والحقد لكل من يتحلى بالعفة والطهارة ، اضافة الى انها لاتبقي للحياء سبيل وهي تذهب العفة وتفتح طريق الغدر والاثم ، لنرى بعض ما أنجب البغاء :                                                                                                              1 - حمامة أم أبي سفيان وهي زوجة حرب ابن امية بن عبد شمس وهي جدة معاوية ، كانت بغيا صاحبة راية في الجاهلية .                                                                                                                      2- الزرقاء بنت وهب ، وهي من البغايا وذوات الاعلام ايام الجاهلية وتلقب بالزرقاء لشدة سوادها المائل للزرقة وكانت اقل البغايا أجرة ، ويعرف بنوها بنو الزرقاء وهي زوجة ابي العاص بن امية ، ام الحكم بن ابي العاص    ( طرده الرسول من المدينة ) ، جدة مروان بن الحكم ، يقال ان الامام الحسين (ع) رد على رسول مروان بن الحكم قائلا ” يابن الزرقاء الداعية الى نفسها بسوق عكاظ “.                                                                3- أمنة بنت علقمة بن صفوان ام مروان بن الحكم جدة عبد الملك بن مروان وكانت تمارس البغاء سرا مع ابي سفيان بن الحارث بن كلدة … وهذا مروان هو الذي اتوا به بعد ولادته الى رسول الله (ص) فقال الرسول ” ابعدوه عني هذا الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون ” وهذا الذي يلعنه الرسول يصبح اميرا للمؤمنين ..!!!            4- النابغة سلمى بنت حرملة وقد اشتهرت بالبغاء العلني ومن ذوات الاعلام وهي ام عمرو بن العاص بن وائل كانت امة لعبد اللة بن جدعان فاعتقها فوقع عليها في يوم واحد ابو لهب بن عبد المطلب وامية بن خلف وهشام بن المغيرة المخزومي وابو سفيان بن حرب والعاص بن وائل السهمي ، فولدت عمرو ، فادعاه كلهم لكنها الحقته بالعاص بن وائل لانه كان ينفق عليها كثيرا…                                                                               5- سمية بنت المعطل النوبية وهي من البغايا ذوات الاعلام وكانت امة للحارث بن كلدة وتنسب اولادها ومنهم زياد مرة لزوجها عبيد بن ابي سرح الثقفي فيقال زياد بن عبيد ومرة يقال زياد ابن سمية ومرة زياد ابن ابيه ، حتى استلحقه معاوية بان احضر شهود على ان ابو سفيان قد واقع سمية وهي تحت عبيد بن ابي سرح وبعد تسعة اشهر ولدت صبيا اسموه زياد . ولم يستلحقه معاوية حبا وكرامة ولكن لان زياد بن ابيه كان عامل سيدنا علي (ع) على فارس والاهواز فاراد استمالته . ويستمر البغاء في انتاج رجال الرذيلة ليكونوا سادة العرب .     6-  مرجانة بنت نوف وهي امة لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت كان يصلها سفاحا العديد من الرجال من بينهم زياد ابن ابيه فباعها عبد الرحمن وهي حامل من الزنا ، فولدت عبدين هما عباد وعبيد الله ابنا مرجانة لا يعرف لهما اب ، فاستدعاهما زياد واستلحقهما به .. فكان عباد والي سجستان زمن معاوية وعبيد الله بن زياد واليا على البصرة ، حيث يبدو ان امة العرب قد خلت من الاشراف لتنصيبهم في هكذا مناصب ، فلم يبق الا اولاد الزنا ولكن الطيورعلى اشكالها تقع فرجل كمعاوية لا يمكنه استعمال رجل ذو فضيلة . وبعد ان كان عبيد الله ابن زياد واليا على البصرة زمن معاوية ولاه يزيد الكوفة حيث قاتل الامام الحسين (ع) حفيد نبي الامة ، حيث خاطبه الامام بالدعي ابن الدعي . وقيل للحسن البصري : يا ابا سعيد قتل الحسين بن علي ، فبكى حتى اختلج جنباه ثم قال :     ( واذلاه لأمة قتل ابن دعيها ابن بنت نبيها )…..                                                                                7- قطام بنت شحنة التيمية وقد اشتهرت بالبغاء العلني في الكوفة وكانت لها " قوادة " عجوز اسمها لبابة هي الواسطة بينها وبين الزبائن ، كان اباها شحنة بن عدي واخاها حنظلة بن شحنة من الخوارج وقد قتلا معا في معركة النهروان ، فاصبحت والغل ياكل قلبها لهذا طلبت من عبد الرحمن ابن ملجم عندما جاء لخطبتها ان يضمن لها قتل سيدنا علي (ع) ويصدقها بثلاثة الاف درهم وغلام وجارية فلم يشف غليل هذه الزانية مقتل الامام بعدما سمعت بمقتل ابن ملجم ايضا لهذا بعثت الى مصر من وشى على جماعة من العلويين هناك عند الوالى عمرو ابن العاص ابن البغي سلمى بنت حرملة ، ومن هؤلاء الجماعة خولة بنت عبد الله وعبد الله وسعيد ابناء عمرو بن ابي رحاب .                                                                                                                              8- نضلة بنت أسماء الكلبية وهي زوجة ربيعة بن عبد شمس وهي ام عتبة وشيبة الذين قتلا يوم بدر . يذكر الاصفهاني في كتابه الاغاني ان امية بن عبد شمس جاء ذات ليلة الى دار اخيه ربيعه فلم يجده فاختلى بزوجة اخيه وواقعها . فحبلت منه بعتبة . ويروى ان امية هذا ذهب الى الشام وزنى هناك بامة يهودية فولدت له ولدا اسماه ذكوان ولقبه ابو عمرو وجاء به الى مكة داعيا انه مولى له حتى اذا كبر اعتقه واستلحقه ، ثم زوجه امراته الصهباء ، قال ابن ابي الحديد ان امية فعل في حياته ما لم يفعله احد من العرب ، زوج ابنه ابو عمرو من امراته في حياته فولدت له ابا معيط وهو جد الوليد بن عقبة بن ابي معيط الذي ولاه عثمان الكوفة حيث كان ياخذه النوم بعد ان يقضي ليلته في شرب الخمر ولا يصحو على صلاة الفجر … هكذا كانوا ولاة امور المسلمين !!!! يروى ان عقبة بن ابي معيط لما اسره المسلمون يوم بدر امر الرسول (ص) بقتله فقال يا محمد ناشدتك الله والرحم فقال الرسول ما انت وذاك انما انت ابن يهودي من اهل صفوريه.                                                                9- هند بنت عتبة وقد اشتهرت بالبغاء السري في الجاهلية هي زوجة ابي سفيان ، وابنها معاوية يعزى الى اربعة نفر غير ابي سفيان ، مسافر بن ابي عمرو بن امية ، عمارة بن الوليد بن المغيرة ، العباس بن عبد المطلب ، والصباح مولى مغن لعمارة بن الوليد … يروى ان سيدنا علي (ع) قال في كتابه الى معاوية ( واما قولك نحن بني عبد مناف ليس لبعضنا فضل على بعض… فكذلك نحن… لكن ليس المهاجر كالطليق ولا الصريح كاللصيق…). وهي اشارة واضحة بالصاق اصول معاوية بعبد مناف.                                                   10- ميسون بنت بجدل الكلبية هي ام يزيد بن معاوية ، كانت تاتي الفاحشة سرا مع عبد لابيها ومنه حملت بيزيد ، ويروى ان معاوية خاصم ميسون فارسلها الى اهلها بمكة وبعد فترة ارجعها الى الشام واذا هي حامل !!!! قال يزيد للامام الحسن (ع) ( يا حسن اني ابغضك ) فقال الامام ( ذلك لان الشيطان شارك اباك حينما ساور امك فاختلط المائان ). قال محمد الباقر(ع) ( قاتل يحيى بن زكريا ولد زنا وقاتل الحسين ابن علي ولد زنا ولا يقتل الانبياء والاوصياء الا ابناء البغايا ) .                                                                                        11- آمنة بنت علقمة بن صفوان هي ام مروان بن الحكم كانت تمارس الزنا مع ابي سفيان فولدت مروان . اخرج ابن عساكر من طريق محمد القرظي قال ( لعن رسول الله الحكم وما ولد الا الصالحين وهم قليل ) وقالت السيدة عائشة (رض) لمروان ( لعن الله اباك وانت في صلبه ، فانت بعض من لعنة الله ثم قالت والشجرة الملعونة في القران) ... )) نقلت النقاط 11 بتصرف من مقال للكاتب المصري أسامة أنور عكاشة ، عن مقال بعنوان - هؤلاء هم الرجال الذين اسسوا الدولة الاسلامية ، فلا غرابة ان نرى الدماء تلون كل اوراق تاريخنا ، هذا غيض من فيض من تأريخ أمهات بعضا من رجالات الدولة الاسلامية !!  الذي حكموا العرب و المسلمين .. ونحن لا زلنا كمسلمين نفتخر بهم لحد الأن ، ناسين أصلهم وفصلهم ، خاصة من قبل الأم التي ولدتهم !                                                                                   نقد النص :                                                                                                                      * الكيل بمكيالين ، لماذا رجال وشيوخ ودعاة الأسلام يدعون على الحفاظ والتمسك بمفهوم ومعنى النص الماضوي للأسلام ، ولا يطبقوا هذا على الجذور والأصل والسمعة الماضوية لأمهات هؤلاء الرجال التي تعج بها كتب التأريخ نتانة وعهرا . ومثال ذلك ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر ، أمير المؤمنين  " مروان بن الحكم " ، وهو من أهم مؤسسي الدولة الأموية الثانية والذي حكم للفترة بين : 64 هـ-65 هـ/683-685م ،  والذي كانت أمه  " امنة بنت علقمة بن صفوان " جدة عبد الملك بن مروان  ، وكانت تمارس البغاء سرا مع ابي سفيان بن الحارث بن كلدة ، وهذا مروان هو الذي اتوا به بعد ولادته الى رسول الله(ص) فقال الرسول ” ابعدوه عني هذا الوزغ ابن الوزغ - الملعون ابن الملعون ” !! ، ومثال أخر ، ميسون بنت بجدل الكلبية هي ام يزيد بن معاوية  ، كانت تاتي الفاحشة سرا مع عبد لابيها ومنه حملت بيزيد ،  ويزيد هو الخليفة الأموي الذي حكم للفترة من 15 رجب 60 للهجرة إلى 14 ربيع الأول 64 للهجرة  ..                                                                                                                                   * الرسول يدعوا في أحاديثه الى الأنتقائية في موضع النطف والوطأ والى البحث عن الأصول الطيبة للنساء وفق الحديث التالي ، " تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس " وفي موقع الشيخ عبدالله بن باز يقول حول شرح هذا الحديث .. ( فالحديث المذكور نص أهل العلم على أنه غير صحيح ، فليس بمعتمد ولكن معناه في الجملة لا بأس به ، وهو التخير لنسب الإنسان وذريته من النساء الطيبات والأصول المعروفة بالخير ، هذا معروف من أدلةٍ أخرى ، كما قال في الحديث الصحيح عليه الصلاة والسلام : تنكح المرأة لأربع : لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) ، وأشارة الى النص أعلاه ، فأمهات رجال حكام المسلمين ، المشار أليهم أنفا غير طيبة الأصل .. فأي سمعة وأي حسب وأي نسب لنساء لا يحفظن فروجهن ، ولا يميزن من يطأهن لكثرة العدد ، " هذا أشارة الى النابغة سلمى بنت حرملة أم عمرو بن العاص " ، النقطة 4 أعلاه ، علما أن بعض المصادر تشير حتى الى مجهولية نسب عمرو بن العاص ، حيث تبين أنه .. ( ترعرع أي عمرو ابن العاص في عائلة غنية من قُريش تعمل بالتجارة في مكة ،  أمه هي ليلى بنت حرملة و كانت تسمى بالنابغة و قلما يوجد تفصيل واضح في كتب التاريخ عن والد عمر ابن العاص حيث يُعتقد أن عمرو حصيلة علاقة غير زوجية مما يفسر نسبته إلى أمه حيث كان يلقب بابن النابغة . ) / نقل بتصرف من www.eslam.de/arab/begriffe.
* بموت الرسول أنتهت الدعوة المحمدية ، وما تبقى هي الدولة الأسلامية ككيان و كسلطة وحكم وقوة سيطرة ونفوذ على الأمصار ، مع بذل الجهد في توسيع الفتوحات ، وأكثار الخراج وجمع الغنائم والأموال ، وجلب السبايا ، تاركين ما تبقى من قيم وأخلاق وتقاليد جانبا ، ألا بما يخدم ويقوي من سلطة الدولة ويعمل على أستمرارها ، وهذا يتضح من الرجال الذين أختيروا  للمناصب من خلفاء وأمراء وولاة .. ، غير أبهين بأمهاتهم و أنسابهم ، وكما هو موضح في النص أعلاه !
* وسائل يسأل هل ينطبق على كل هؤلاء الرجال ، المذكورين في النص أنفا ، حديث الرسول " خيركم في الإسلام خيركم  في الجاهلية وشركم في الإسلام شركم في الجاهلية " وشرحه حسب موقع صفحات الشيخ عبد الرحمن الوادعي  ( هذا الحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة ، ولكن معناه أن الذي يُسلم ويكون كريماً وشجاعاً وفيه خصال حميدة فأذا أسلم وتفقه في الدين يصير من خيار المسلمين ، لأن لفظ الحديث : خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا ) .. الى أن يقول : ( والإسلام يحث عليها ويبقى فيه طيب الأصل ، وأيضاً الكرم إلى غير ذلك من الخصال الحميدة )  .. ، وهذا الحديث مثلا يمكن أن ينطبق على خالد بن الوليد ، لدوره البطولي قبل أسلامه وبعد أن أسلم ، وكذلك في أصله ونسبه الطيبين حيث أن (  جدته لأمه هي ، هند بنت عوف بن زهير بن الحرث ، التي قيل عنها أنها  "أكرم عجوز في الأرض أصهارا "  ، فهي أم أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث وأم المؤمنين زينب بنت خزيمة وأم الفضل  لبابة الكبرى بنت الحارث  زوج العباس بن عبد المطلب و  أروى بنت عميس الخثعمية زوج حمزة بن عبد المطلب وأسماء بنت عميس زوج جعفر بن أبي طالب ثم أبي بكر الصديق ثم علي بن أبي طالب ) / نقل بتصرف من اليكيبيديا  ،  ورجوعا الى قائمة الرجال أنفة الذكر في النص أعلاه  فأنه لا ينطبق عليهم ، لأن أرحام هؤلاء الرجال غير طيبة ، في ماضيها ، فبعض أمهاتهم كن  يمارسن البغاء السري في الجاهلية ، وبعضهن اشتهرن بالبغاء العلني ، وأخريات كن بغيا و أصحاب راية في الجاهلية . وبعضهن كن يصلهن سفاحا العديد من الرجال .. فأين التخير في النطف ، وأين الشرف الماضوي لأرحام هكذا رجال ، وأي خير لهكذا أمهات  في الجاهلية حتى يكون لهن خير في الأسلام !
كلمة ختام :
    من الضروري أن نمر بمرحلة صدق حقيقية مع الذات ، وأن نضع الحقائق في نصابها ، مع تقديم وعرض  التأريخ الأسلامي بمظهره الحقيقي بما فيه من نصوص دينية ، كما يجب الحد من غربلة الأحداث والوقائع وعدم السعي الى تقديم الجانب المنير منها فقط ، بل طرح الحقيقة التأريخية كما هي ، وهذا يستدعي وقفة شجاعة من رجال وشيوخ الفكر الأسلامي والدعاة وكل باحثي وكتبة التأريخ ، فنكون هنا أمام طريقين ، فأما تقديس النص الديني كما أنزل قبل 14 قرنا ، وأخفاء الحقائق التاريخية عن العامة كما حدثت ومنها مثلا ، أن " النابغة سلمى بنت حرملة ، قد اشتهرت بالبغاء العلني ، وكانت من ذوات الأعلام في الجاهلية ، وهي بذاتها كانت أم الصحابي الجليل عمرو بن العاص .. " ، وهذا أراه ضربا من ضروب الزيغ الفكري ، وأما القراءة الحداثوية للنص ، وتجميد كل النصوص التي لا تتفق وواقع العصر الحالي ومتطلباته التي تتناقض وتختلف وتتضادد مع الوضع القبلي أبان حقبة صدرالرسالة المحمدية - قبل 14 قرنا ، مع كشف كل الوقائع والأحداث التأريخية ووضع الحقائق في نصابها ، مع كشف كل ما كان مخفيا منها ، وهذا الأمر يتطلب ثورة دينية على واقع أخرست له الأقلام لقرون !


422
                              داعش " ترد الجميل " نفطا الى " أردوغان "

المقدمة :
     ليس من المستغرب لهذه العلاقة الأقتصادية  / بين تركيا وداعش ، لدولة تأسلمت بعد أن كان يشار لها بالبنان بالعلمنة .. فرجب طيب أردوغان الأسلامي ، سلطان الأتراك الجديد ، الذي يأمل أرجاع سلطنة أسلافه التي دامت من  عام 1299م إلى عام 1922م / أكثر من ستة قرون ، بداية من الخليفة عثمان الأول الذي حكم من 1299  م – 1324 م ولغاية  أخر خليفة عبد المجيد الثاني الذي حكم من 1924 م - 1922  م  ، أردوغان بدأ بهذا النفس العثماني ، النزق المزاج ، أردوغان النرجسي ، الذي يسكن في قصر مثيرا للجدل (  تنشغل الأوساط السياسية في تركيا في جدل واسع حول القصر الفاره ، الذي تم تشييده للرئيس التركي الجديد رجب طيب أردوغان والذي يتفوق على القصر الملكي البريطاني "باكنغهام بالاس" في لندن ، كما يتفوق على قصر الإليزيه في باريس ، إذ يتكون من ألف غرفة فارهة وتتجاوز تكلفته 600 مليون دولار .. / نقلا عن العربية نيت ) ، أردوغان الأسلامي المتشدد الذي تجمعه مع قطر علاقة هدفها الأسلمة ، قطر تقريبا المتميزة والوحيدة عربيا  في الأطراء عليه ( منحت جامعة قطر الرئيس التركي رجب أردوغان مؤخرا درجة الدكتواره الفخرية ، وذلك خلال الزيارة التي قام بها مساء أمس إلى جامعة قطر بحضور أصحاب الوزراء والسفراء المعتمدين لدى دولة قطر ، وذلك وفقاً لجريدة الوطن القطرية .. / نقلا عن موقع دوت مصر في 1.11.2015  ) .
النص :
بعد حقبة أسقاط الطائرة الروسية / سوخوي 24  في 24.11.2015 ، بدأت الصورة تتوضح أكثر فأكثر حول علاقة داعش بتركيا ، وسأتناول في هذا الصدد موضوعة النفط فقط ، وسأطرح بعضا من الأضاءات كمقدمة لقراءتي للموضوع :                                                                                                                               1. ( .. نشرت وزارة الدفاع الروسية ، فيديو يثبت تهريب نفط بكميات هائلة من معاقل تنظيم " داعش " في سوريا إلى تركيا ، مقابل توريد أسلحة وذخيرة . وأوضحت الوزارة ، خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم ، أن عائدات " داعش " الإرهابي من الإتجار غير الشرعي في النفط، كانت تبلغ 3 ملايين دولار يوميًا ، قبل بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا منذ شهرين ، لكنها تراجعت مؤخرًا إلى 1.5 مليون دولار . وقال نائب وزير الدفاع الروسي ، أناتولي أنطونوف ، خلال كلمته في المؤتمر: "عائدات الإتجار في النفط ، من أهم مصادر تمويل أنشطة الإرهابيين في سوريا ، حيث تبلغ عائداتهم نحو ملياري دولار سنويا".  ) / نقلا عن موقع دوت مصر .                           2. وفي موقع الوطن بتأريخ 2.12.2015  ، جاء مقال بعنوان " أوباما أكد كلام روسيا بشأن بيع النفط الداعشي في تركيا والبنتاغون يناشد موسكو عدم استخدام صواريخ «جو-جو» لضرب طائرات التحالف  " ( بعد الجهود التركية المستميتة لدفع اتهامات روسية المؤكدة بشأن بيع النفط الداعشي داخل الأراضي التركية وتسهيل أنقرة مرور ذلك النفط عبر أراضيها ، جاءت التأكيدات هذه المرة على لسان الرئيس الأميركي باراك أوباما ، عندما قال: إنه لا يزال هناك بعض الثغرات التي يستغلها إرهابيو تنظيم داعش على الحدود السورية التركية ، لإدخال مقاتلين أجانب وبيع النفط ، مكذباً حليفه التركي الذي حاول أن يوهم الرأي العام العالمي بعدم صحة هذه الحقائق . وقال أوباما : إنه أجرى محادثات أكثر من مرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن القضية ، في وقت دعا فيه روسيا وتركيا إلى التركيز على العدو المشترك وهو داعش .. ) .                                                               3 . ( أكد العميد حسام العواك ، الذي يترأس جهاز استخبارات تابع لما يُعرف بـ«الجيش الحر» ، لوكالة «سبوتنيك» الروسية ، أمس ، بأنهم يملكون صوراً لعقود وقعها الجانب التركي لشراء النفط من تنظيم «داعش» الإرهابي ، مشيراً «إنه منذ بداية الأزمة في سورية في عام  2011 ، تقوم تركيا بدعم المتشددين الإسلاميين والإرهابيين ، بكل أنواع الدعم ضد الجماعات المعتدلة ، وبسؤاله عن حقيقة قيام تركيا بشراء النفط من تنظيم «داعش» ، قال : «لدينا صور عن عقود موقعة من الجانب التركي بخصوص شراء النفط من «داعش» لدينا صور في ما يتعلق بدخول سيارات تويوتا اشترتها قطر ، وتحمل لافتة مكتوب عليها الغانم ، دخلت سورية عن طريق تركيا ، وكذلك سيارات مصفحة يتنقل بها قادة التنظيم المتشدد » . وقال: «لاحظنا أن هناك دعماً يأتي للفصائل الإسلامية المتطرفة من قبل تركيا قبل ظهور «داعش» هذا الدعم كان يمر عن طريق جبل قرصاية ، بالقرب من بوابة السلام على الحدود التركية ـ السورية». وتابع: «المخابرات التركية استغلت عبور هذه الصفقات التي كانت تتم مع الفصائل المتطرفة بشكل آخر ، حصلت بموجبها على تسهيلات من جانب الفصائل المتشددة ، لسرقة المصانع والمعامل في مدينة حلب لمصلحة شركات تركية». وأشار العواك إلى أن «جماعة الإخوان المسلمين في سورية» ، كانت تشرف على هذه التنظيمات وتنسق معها ، لإنهاء «الجيش الحر» والجماعات المعتدلة ، مؤكداً أن «هذه وقائع حمّلنا رئيس الاستخبارات التركية آنذاك هاكان بيدان المسئولية قدمنا الأدلة لأصدقائنا في المنطقة ودول العالم ، لكن الرئيس التركي أردوغان مصرّ على دعم التطرف والفصائل المتأسلمة والإرهابية. ) / نقلا عن موقع البناء .                                                                                                                                   4. (  .. ومن جملة الاتهامات التي تلاحق تركيا بدعم تنظيم "الدولة الإسلامية" ، والمعروف اختصارا بـ"داعش" ، كون الحكومة التركية تدعم التنظيم عن طريق تحويل عدد كبير من المخزون النفطي في كل من العراق وسوريا إلى السوق السوداء في تركيا ، ومن ثم إلى السوق العالمية . هذه الاتهامات أتت أيضا من مسؤولين عرب ، حيث قال النائب العراقي والمستشار السابق للأمن القومي العراقي ، موفق ربيعي ، إن "داعش" قام بجني ما يناهز 800 مليون دولار ، بعد بيعه للنفط في السوق السوداء التركي ، والذي يتم استخراجه من سوريا والعراق ، ويمر عبر الحدود التركية ، ثم يباع بنصف ثمنه مقارنة مع السعر العالمي .. ) / نقلا عن موقع هسبريس - الثلاثاء 01 .12. 2015  .
القراءة :
    أتبعت هذا النهج في توثيق بعضا من كل ماورد في هذا الصدد ليكون القارئ على دراية بما يجري على أرض الواقع من أحداث وتطورات .. فليس من المنطق أن تبقى تحالفات تركيا كما كانت بعد أسقاط طائرة السوخوي – 24 ، وهذا الأمر سيقود الى تحالفات جديدة ، خاصة بعد التأكد تماما من عملية شراء تركيا للنفط من داعش بناقلات على شكل قافلات ، الأمر الذي سيحرج حلفاء تركيا ، ومن ثم سيغير حساب التحالف معها بحسابات أخرى ، من حيث أنها تقدم عونا ماليا الى تركيا قيمته مئات الملايين من بيع النفط  لها وبأسعار رمزية ، يقابله تسهيل أمر الجهاديين لدخول سوريا عبر الحدود التركية ، وأن عملية تغيير التحالفات أمرا ليس بغريب عن الدول فهذه مثلا الأمارات ، تكسر طوق تحالفها مع السعودية بخصوص عملية أسقاط الطائرة الروسية وتصرح ، وعلى لسان وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد ، ( .. أدان وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان ، حادث إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية سوخوي "سو- 24"، واصفًا إياه بأنه "عمل إرهابي". وعبر بن زايد في ختام اجتماعات للجنة الإماراتية الروسية المشتركة في أبو ظبي عن "استنكار الإمارات للأعمال الإرهابية التي شهدتها كثير من الدول في الآونة الأخيرة ، خاصة الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء ، وحادثة إسقاط المقاتلة العسكرية الروسية في سوريا". ) / نقلا عن موقع البوابة في 1.12.2015 . من جانب أخر جاء تصريح العميد حسام العواك ، الذي يترأس جهاز استخبارات تابع لما يُعرف بـ«الجيش الحر» ، الذي كان شبه متطابق مع الرواية الروسية حول بيع داعش للنفط لتركيا ، أرى لو تأكد الأمر لحلفاء تركيا لقاد الأمر الى مرحلة ما يسمى ب " فض الحلفاء " لتركيا ، أن وضع تركيا سوف لا يبقى كذلك ، خاصة أن الجيش التركي الذي يقف مضادا لموقف أردوغان ، حيث كتبت جريدة العرب الألكتروني في 23.9.15 مقالا بعنوان " أحلام أردوغان الأمبراطورية تستفز علمانية الجيش التركي " جاء فيه ( .. ولم تتوقف موجة الانتقادات التي وجهت لحكومة أحمد داودأوغلو بخصوص المتظاهرين فقط ، بل عبر الجيش التركي في أكثر من مناسبة وبأشكال مختلفة عن امتعاضه من سياسة أردوغان تجاه الجيش وموقعه في الاجتماع السياسي التركي تاريخيا . هذا التململ في صفوف الجيش التركي يعكس ، حسب مراقبين ، تحركات داخل المؤسسة العسكرية التركية لها نزوع نحو التموقع السياسي داخل المشهد بشكل عام .. ) ، وهذ دليلا أن الجيش بدأ يضجر من أرادة  أردوغان السلطوية ، وللجيش أوليات ماضية  حول رفض دور وسياسة حزب أردوغان " العدالة والتنمية الحاكم " فقد جاء في موقع مغرس بتأريخ  19.06.2009 ما يلي ( .. قال مسؤولون أتراك إن قائد الجيش التركي التقى على نحو غير متوقع مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ، في وقت زاد فيه التوتر بين الجيش وحزب العدالة والتنمية الحاكم بشأن " مؤامرة " مشتبه بها لزعزعة استقرار الحكومة . وكان رجب طيب آردوغان قد دعا السلطة القضائية المدنية والعسكرية للانتهاء بسرعة من تحقيق بشأن تقرير نشرته صحيفة طرف يقول إن الجيش أعد خطة سرية لمنع حزب العدالة والتنمية وحركة الداعية الإسلامي فتح الله غولن من تدمير النظام العلماني لتركيا واستبداله بدولة إسلامية .. ) .                                                                     أني أرى أن الجيش سوف لن يقف مكتوف الايدي وبلا رد فعل تجاه سياسة أردوغان غير السليمة والمتأسلمة  في المنطقة ! ومن المؤكد أن أبتعاد حلفاء تركيا عن أردوغان / أن حصل ، سيزيد من أحتمالية خلق جوا ملائما للبدأ بحركة عسكرية  تعمل على تصحيح الوضع في سياسة تركيا الداخلية والخارجية وبنفس الوقت تعمل على أقصاء أردوغان عن السلطة !  .





423
                           حقبة قبل وبعد " أسقاط الطائرة الروسية  "
المقدمة :
        لا زالت هذه الشخصية بنهجها الأسلامي الجلي تنتج أفعالا مثيرة للأنتباه والجدل ، خاصة في سعيه الى مساندة كل فعل أسلامي ، مهما كان نهجه ، حتى لو كان ضد مصلحة الشعوب ، وهذا يتضح / مثلا ، في  وقوفه الى جانب محمد مرسي / الرئيس الأسبق لمصر ،  والأخوان المسلمين في مصر ، وبكل وقاحة ، يشاركهم حتى في مناسباتهم ، كبكائه على مقتل أسماء أبنة القيادي المصري في الأخوان محمد البلتاجي ( في مقابلة متلفزة في  2013-08-23 نقلا عن قناة أخبرني ) / الذي كان له دورا تخريبيا رئيسيا  في مصر ، وأحد الذين ساهموا في حريق مصر مع القيادي الاخر في الجماعة سئ الصيت المهندس خيرت الشاطر ، وناسيا دور تركيا في كونها الممر الستراتيجي لدخول أرهابي العالم الى سوريا ، لمد داعش بالمجاهدين ، ودوره الأخر التمويلي لداعش ، المتمثل في شراء النفط المهرب بواسطتها بأبخس الأسعار ، ضاربا عصفورين بحجر واحد - وهو تقديمه عونا ماليا لداعش ولأقتصاده بنفس الوقت ، هذا الرجل / السلطان  ، هو .. رجب طيب أردوغان :                                                                                                                         ( ولد في 26 فبراير 1954  ، هو رئيس تركيا الثاني عشر - الحالي منذ 28 أغسطس 2014م ، ورئيس وزراء تركيا من مارس 2003 حتى أغسطس 2014 وقبل هذا كان عمدة مدينة إسطنبول التركية من 1994م إلى 1998م .  وعضو حزب العدالة والتنمية الذي يملك غالبية مقاعد البرلمان التركي . ويعتبر أحد أهم المسؤولين في العالم الإسلامي. ) ، الذي يسعى حثيثا لأسلمة تركيا من جديد ، بعد أن كانت دولة علمانية منذ كمال أتاتورك والى عهد أحمد نجدت سيزر (13 سبتمبر 1941 –الأن ، سياسي تركي من أصول شركسية رئيس الجمهورية التركية الأسبق . تولى الرئاسة من 16 مايو 2000 إلى 28 أغسطس 2007.  ) .. 
النص :                                                                                                                      أما موضوعنا الذي نحن بصدده ، هو طريقة أدارة أردوغان لأزمة أسقاط تركيا لطائرة سوخوي 24 الروسية ، في 24.11.2015  ، والتي كانت غير موفقة و من جميع الجوانب :                                                                                   1. قالت قناة العربية سكاي نيوز في يوم الثلاثاء 24 نوفمبر ، 2015 ( .. أكد الجيش التركي ، الثلاثاء ، أن مقاتلاته أسقطت مقاتلة روسية قال إنها اخترقت المجال الجوي التركي قرب الحدود السورية ، في وقت نفت مصادر روسية دخول الطائرة للمجال التركي ، كما أشارت أنباء إلى مقتل أحد الطيارين وأسر آخر .. ) ، هذه أول صدمة عسكرية ترتكبها تركيا ، ليس من باب السماح لأي دولة أن تخترق الأجواء الأقليمية لدولة أخرى ، ولكن هل هذا الفعل هو الحل الأمثل في معالجة هكذا وضع متشابك وفي خضم ظروف حساسة يمر بها الشرق الاوسط ، بل العالم أجمع ، أيكون معالجة الأمر ، من قبل تركيا و أردوغان هو هذا الفعل المتسرع الذي ستكون عواقبه ليست على المنطقة فحسب ، بل على حلف الناتو / الذي تركيا عضوا فيه ، وعلى العالم ، وعلى حلفاء روسيا اليوم ، التي هي من المؤكد ليست روسيا أيام " الرئيس بوريس يلسين " (1  فبراير 1931 - 23 أبريل 2007 ، أول رؤساء روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي .  يُعد عهده فترة مظلمة في التاريخ الروسي الحديث لم يشهد الروس مثلها حتي أثناء الاحتلال النازي أثناء الحرب العالمية الثانية أو قبل الثورة البلشفية - وهي فترة شهدت انتشار الفساد ، وانهيار اقتصادي هائل ، والمشاكل السياسية والاجتماعية .. / نقلا عن الموسوعة الحرة ) ، أن أردوغان شعل فتيلا جهنميا ، سيكون أطفائه أو أخماده مكلفا جدا ، لأنه سيستغل روسيا أحسن أستغلال هذا من جهة ، وستدفع تركيا ثمنه أضعافا مضاعفة ، هذا من جهة ثانية ، ومن المؤكد أذا أمتد فتيل النار ، سيطال حلفاء روسيا وفي مقدمتهم أيران والصين ، وحلفاء تركيا ، أي حلف الناتو .. ! هذا من جهة ثالثة .                                                                                                                           2. حرب الثواني / مدة أختراق طائرة السوخوي 24 للأجواء التركية ، أول الأمر قالت تركيا أن مدة أختراق الطائرة الروسية للأجواء التركية هو 30  ثانية ، ثم أفادت (CNN) " كشف مصدر بوزارة الدفاع الأمريكية ، الثلاثاء ، أن "البنتاغون" قام باحتساب المدة التي اخترقت فيها الطائرة الروسية للأجواء التركية قبل إسقاطها من قبل طائرتي أف-16 تابعة لسلاح الجو التركي ، وتبين أن هذه المدة تقل عن 30 ثانية " ، بينما " موقع شفق " يفيد غير ذلك " تباينت الروايات بشأن مدة ومساحة اختراق الطائرة الروسية التي تقول أنقرة إن طائراتها أسقطتها الثلاثاء داخل الأجواء التركية ، من بين 5 دقائق إلى 30 ثانية ، لكن الحقيقة تبدو غير ذلك . وحسب الرسالة العاجلة التي أرسلتها تركيا إلى الأمم المتحدة حول الحادث ، فإن الطائرة الروسية لم تدخل المجال الجوي التركي إلا لمدة 17 ثانية فقط وبعمق في حدود الميل الواحد . ويعزز ذلك الاتهامات بأن النية التركية كانت مبيتة لقصف الطائرة الروسية . يشار إلى أن ما ذكره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطابه بشأن الحادث الذي وقع الثلاثاء من أن " أنقرة تحترم حدود الدول المجاورة ولا تنتهكها " عار عن الصحة تماما . فالوقائع المتكررة لانتهاك الطيران التركي للأجواء السورية مثبتة، وأبلغت بها الأمم المتحدة لكنها لم تحظ بأي اهتمام إعلامي . أما الانتهاكات التركية الأكثر عددا وحجما فهي للأجواء العراقية ، ولطالما اشتكت الحكومة العراقية من انتهاك الطيران التركي لمجالها الجوي بل وأراضيها ايضا .  المفاجأة هنا هو دخول علم الفيزياء في تحديد مدة الأختراق الذي حدده ب 7 ثواني للغير ، فقد أفاد موقع اليوم السابع بالأتي ( كتبت " إسراء حسنى " من النادر أن نرى الفيزياء تستخدم كأداة فعالة للتعليق على الأحداث الجارية، ولكن فى حادث إسقاط الطائرة الروسية تغير الأمر وقام عالما الفيزياء الفلكية "توم فان دولسيرليرا" و"جيوفانى لابينتا"، من جامعة Belgian KU Leuven باستخدام بعض الميكانيكا النيوتونية البسيطة لإظهار أن كلا من الحسابات الروسية والتركية للحادث خاطئة تماما ، وهذا عن طريق دراسة الفيديو والخرائط التى اعتمد عليها كل من المسئولين الأتراك والروس فى توضيح وجهة نظرهم ورمى الاتهامات. حقائق تكشفها الفيزياء بشأن الطائرة الروسية وفقا لموقع motherboard الأمريكى فإن العالمان استخدما العلم وقاما بإجراء بعض الحسابات التى أدت بالعلماء إلى معرفة حقيقة الـ17 ثانية التى قضتها الطائرة الروسية فى المجال الجوى التركى، فوفقا للخريطة التركية يمكن ملاحظة أن الطائرة تحطمت على بعد ثمانية كيلومترات من المكان الذى ضربت فيه، وعلى هذا الأساس تم حساب السرعة وهى 980 كم/ ساعة، وبعد ذلك تم أخذ السرعة ومقارنتها بالمسافة التى قطعتها الطائرة الروسية فى المجال الجوى التركى وفقا للخريطة الصادرة من تركيا، وتم إيجاد أن تلك المسافة كانت 2 كيلومتر ومع ربطها السرعة التى توصلا إليها مسبقا، ظهر الخطأ، فقال الفيزيائيان إنه وفقا للبيانات التى كشفتها تركيا بنفسها فإن الطائرة الروسية كانت فى المجال الجوى لمدة سبع ثوان فقط وليس 17 ثانية، وإذا كانت تركيا تقول الصدق والطائرة دخلت مجالها الجوى لمدة 17 ثانية فكان من المفترض أن تحلق بسرعة 420 كلم / ساعة، وهذا ما كذبه الفيديو المنشور، كما أنهما أثبتا كذب تحذيرات تركيا للطيار الروسى . ) .  من هذا نرى أن رواية الأختراق التركي لم تكن دقيقة حيث أنها ليست 30 ثانية وليست حتى 17 ثانية ، بل أنها 7 ثواني .                                                                                    3. التحذيرات العشرة للطائرة الروسية ، أفادت وكالة CNN  في حينه ( .. وكان الجيش التركي أعلن أمس أنه حذر الطائرة الروسية 10 مرات خلال 5 دقائق بعد انتهاك المجال الجوي التركي ، بينما أكدت روسيا أن طيارتها كانت في المجال الجوي السوري على بعد 4 كيلومترات من الحدود التركية . ) .. لم تحدد تركيا بالضبط أين كانت التحذيرات ، لو كانت على الأراضي التركية فأني أرى أن رواية تركيا غير صحيحة ، لأنها قالت أن عدد التحذيرات 10 خلال 5 دقائق ، بينما مدة الأختراق هي 7 ثواني !  ، أذن تم التحذير خارج الحدود التركية أي على الأراضي السورية ، بينما لو حدثت التحذيرات على الاراضي السورية / وهذا ممكن ، بالرغم من نفي روسيا لها ، ( حيث يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في مؤتمر صحفي الثلاثاء إن الطائرة الروسية لم تدخل الأجواء التركية قائلا إنها أسقطت على بعد أربعة كيلومترات عن الحدود التركية داخل الأراضي السورية واصفا الحادثة بأنها "طعنة في الظهر." ) ، فهذا دليل على أن الأسقاط تم على الأراضي السورية دون أختراق الطائرة للأجواء التركية ! وحتى أن حطام الطائرة الروسية وجد داخل الحدود السورية وببعد 4 كم عنها ..                                                                                                                            4. معرفة هوية الطائرة - أردوغان وقيادة الجيش تناقضت تصريحهما حول هوية الطائرة ، فبينما من البديهي والمعلوم أن تكون قيادة الجيش التركي تعلم مع من تتعامل من الطائرات ، صرح أردوغان أنه لو علم أن الطائرة روسية لما أسقطتها المقاتلات التركية ، أي أردوغان ناقض بيان قيادته العسكرية !.. فصرحت قناة RT )  نقلت وسائل إعلام عن صحيفة "سوزجو" التركية أن سلاح الجو التركي يعرف هوية كل الطائرات في الأجواء المحيطة ، ما يعارض قول الرئيس التركي : " لو علمنا أن الطائرة روسية لتصرفنا بشكل مختلف".  وانتقد المصدر العسكري الذي نقلت عنه الصحيفة تعجل الرئاسة بالإعلان عن "إسقاط طائرة روسية"، مؤكدا أن الجيش حاول "إصلاح هذا الخطأ المتهور" ببيانه الذي صدر لاحقا وأشار إلى إسقاط طائرة "مجهولة الهوية"، وقال : " لو يتعلم هؤلاء السياسيون الصمت لاستطعنا ربما حل المسألة بشكل أسرع "  ) .  وهذا أيضا دليلا على أنه وقت القصف التركي للطائرة كانوا على يقين أن الطائرة كانت روسية ! لان القيادة التركية لديها من التقنية المتطورة التي تحدد نوع الطائرة !                                                                                                                         5. التغير في  حدة و لهجة التصريحات التركية - تغيرت نبرة وحدة تصريحات أردوغان ، فبينما أشار الى جملة       " اللعب بالنار" ، وعن عدم أعتذاره لروسيا ، حول أزمة أسقاط الطائرة ، وهذا ما جاء حسب وكالة BBC       ( .. حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان روسيا في كلمة ملتفزة مما وصفه "باللعب بالنار" بشأن الأزمة التي  اندلعت بين البلدين ، وذلك بعد أن اسقطت تركيا مقاتلة روسية عند الحدود التركية السورية . ) بينما في جانب أخر وبعيدا عن حق تركيا في أسقاط أي طائرة في حالة أختراقها لمجالها الجوي ، بين أردوغان حزنه لعملية أسقاط الطائرة ، وهذاما جاء  بالعربية سكاي نيوز  ( أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، السبت ، عن حزنه لإسقاط القوات التركية طائرة حربية روسية كانت  تجوب الأجواء على الحدود بين سوريا وتركيا قبل 4 أيام .. ) ، وسعى جاهدا أردوغان بعد ذلك من جانب ثالث للقاء بوتين في قمة المناخ في باريس ، ولكن لغاية 30.11.2015 لم تفلح جهوده .. والسؤال هنا لماذا أردوغان يلعب بالكلمات والتصاريح ، وحسب مصالح ومساندة الحلفاء ، فكان من المفروض به أن يعتذر ويقلل من شدة الأزمة وليس حلحلة اللأزمة ، لأن الأزمة بدأت ، وسيكون هناك زمن أو حقبة قبل وبعد أسقاط الطائرة الروسية !                                                                                          الأمر الأن ليس مجرد أسقاط طائرة ، ولكن السؤال لم هذا التصرف وفي هذا الوقت بالذات ، ألم تستطع تركيا أن تضبط أعصابها حيال أختراق طائرة لأجوائها لثواني معدودات ، وهي التي تصول وتجول برا وجوا على أجواء وحدود العراق الأقليمية  وحتى ىسورية ، هل الأمر مخطط له ، وكيف أستلمت تركيا جثة الطيار الروسي وسلمته الى روسيا ! وهو كان بحوزة قوات المعارضة / التركمان ، التي تحارب النظام السوري ، أن الأجراء التركي كان فعلا غير مدروسا ! ولكن من المرجح أن يكون مخططا له !! لأن تركيا تعلم علم اليقين أن روسيا تنفذ عملا عسكريا في سورية ، أن هذا الفعل سيخلق أزمة عسكرية في المنطقة ليس لها أخر ، خاصة وأن تركيا لها دورا مشبوها بمساندتها للأرهاب الأسلامي المتطرف ، في المنطقة ... وسيشار الى هذه الأزمة بأزمة ما بعد حادثة       " أسقاط الطائرة الروسية سوخوي - 24 " في 24 نوفيمبر 2015 .


   




424
                                     

    أن الحكومة العراقية الحالية / هي حكومة المتاهة ، بطاقمها المستورد أصبحت ضائعة ، تائهة ، لفقدانها الفكر والتخطيط والهدف في الحكم ، فهي بلا رؤية ، بل فقدت القابلية لرؤية الأحداث و الوقائع بحجمها الطبيعي ، ولكنها من جانب أخر ،  وبواقع الأمر و بالغالب ترى الأمور وتغفل الحل الموضوعي لها  ، وذلك لمصالح نفعية أو حزبية أو لمصالح شللية أو طائفية ، فأصبحت دولة العراق كالانسان العبثي ، " الذي دخل في حالة صراع بين ميوله للبحث عن هدفه من الحياة وعن عدم مقدرته على فعل ذلك " ، كما أن حكومة العراق هي من القلائل بالعالم التي تصدر أو تسوق نفسها على أنها حكومة ديمقراطية وشفافة ولديها هيئة للنزاهة .. ، ولكن بالواقع وفي كل حراكها هناك دلائل تشير على أنها كطاقم وزاري ومجلس برلماني يتخندقون في الجانب الأبعد عن مصلحة الشعب ، لأنهم طواقم تحكمهم المحاصصة الحزبية والطائفية ولا تسيرهم المصلحة الوطنية ، فمثلا المجتمع العراقي يسمع من وسائل الأعلام بميزانيات خيالية سنويا (( مثلا - ميزانية العراق لعام 2014 .. افادت معلومات واردة من وزارة المالية العراقية ، ان ميزانية العراق تتضمن ارقاما خيالية ، وانها ستكون على طاولة المباحثات بعد العيد مباشرة ، واجمالي الميزانية ( 145) مليار و(500) مليون دولار ، ويقدر كل دولار (1200) دينار عراقي ، وهذا يعني ان الميزانية بالعملة العراقية ستكون ( 174) ترليون و (600) مليار دينار عراقي / نقل من موقع رووداو – بغداد ،  وميزانية 2015 .. وافق مجلس النواب العراقي الخميس على ميزانية قيمتها 119 تريليون دينار (105 مليارات دولار) ، وهي الموافقة التي أصبحت ممكنة بعد تحسن العلاقات بين بغداد وإقليم كردستان العراق . " / نقل من الجزيرة نيت )) ، في الوقت ذاته نسمع من جانب أخر أن العراق يقترض من اليابان ، (  .. أعلنت الحكومة العراقية أنها وقعت مع الحكومة اليابانية على قرض لتمويل مشروعين تنمويين بقيمة 735 مليون دولار ، تمنحها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي إلى البلاد . / نقل عن موقع الحرة ) ، من هذا نرى أن العراق تزداد مدخولاته من النفط ، ويقابل هذا الأرتفاع في الأيراد ب " نقص في الخدمات ، مشاريع وهمية ، بنية تحتية منعدمة ، أنهيارات أمنية ، فقدان محافظات ، الشعب مشتت ، العراق بلا مجاري .. وأخيرا أعادة لهيكلة تراجعية للرواتب ، ومسك الختام العراق يقترض ! " ، وهذا دليل على أن الطاقم الحكومي ينهبون العراق ولا يخدمون الشعب !
سائل يسأل  ماذا سيحدث في العراق في الأعوام القادمة .. أعتقد ليس من متنبأ يتوقع  ما الذي سيجري ، فهل سيأتي مثلا طاقما خارجيا أخر ليمارس دورا جديدا في الحكم ! وهل سيرمى الطاقم القديم خارج اللعبة ، وهل الشعب سينقذ من الوضع المأسوي الذي يعيشه الأن ، وهل الطاقم الجديد سيعتبر الشعب أيضا ملكية خاصة للحكومة تغتصبه كالحكومة السابقة أي وقت تشاء / أقصد تغتصب حقوقه !! ، أعتقد كل أمر أصبح واردا ، وذلك لأن حكومة العراق الحالية منحدرة  نحو " العبث " !
-------------------------------------------------------------------------------------------------------                                                                                                        ( * ) العبثية : العبثية مدرسة أدبية فكرية ، تدعي أن الإنسان ضائع لم يعد لسلوكه معنى في الحياة المعاصرة  ، ولم يعد لأفكاره مضمون وإنما هو يجتر أفكاره لأنه فقد القدرة على رؤية الأشياء بحجمها الطبيعي .. وظهرت أول جذورها / أي العبثية ، على يد الفيلسوف الدنماركي سورين كيركجارد في القرن التاسع عشر ،  ومن روادها : صأمويل بيكيت  (9 (1906 -198 ، و يوجين يونسكو  (1909-1994)/ نقل من الويكيبيديا وموقع صيد الفوائد .


 


 

425
                                   

 ( القضية الفلسطينية .. لا يجب أن تختطف دينيا ، لأنها  لا  تحل  ألا بفصل الدين كأيدولولوجية مأوروثة عن السياسة ، وهذا لا يتم ألا بنخبة من العقلاء والحكماء العلمانيين ومن جميع الأطراف ، وليس بثلة من السياسيين النرجسيين ، المنطلقين من فكر نابع من المرجعية الدينية ! ) .

    سوف أتبع طريقة غير تقليدية ، نوعا ما  / أكثر حداثة ، ببحث هذا الموضوع الأهم ستراتيجيا وأيدولوجيا وعسكريا وأنسانيا وجغرافيا و.. ، الموضوع الذي حلحلته يعطي المنطقة أستقرارا سياسيا وأمنا دينيا وأجتماعيا .. سوف لن أخوض في وقائع وأحداث المشكلة  لعدم وسع الكتب أستيعابها ، ألا أنني سأذكر بعض الوقائع / المختارة ، دون تفصيل ، ثم سأعرض رؤيتي الخاصة للموضوع .                                                                                                  1.العرب / الفلسطينيين ، وأسرائيل ، حكام وقادة ، لم يحققوا ( ولن يستطيعوا ولم ينجزوا فعلا أستراتيجيا في سبيل شعبهم ، وما أنجز هو أنجازات تكتيكية أنفرادية ، كل على حساب الأخر ، غير مستقبلية الهدف ، لأن الأنجاز بأختصار هو  " العيش أو التعايش المشترك " ) ، منذ وعد بلفور 1917 ولغاية التصعيد الدموي الأخير/ 9.2015 ، في فلسطين أو أسرائيل أو أورشليم ، سمها ما شئت ، أرض الميعاد ، مهد المسيح ، بلد المسجد الأقصى ، ومن الجدير بالذكر أنه حتى جملة  أن الأقصى " انه أولى القبلتين " و"  ثالث الحرمين " ظهر أنه وهم ، (  فبالنسبة للقبلة ، قال الشيخ بن عثيمين ، هذا يوهم أن يكون هناك قبلتان أولى وثانيه وما من شك انه لا يوجد في الإسلام إلا قبله واحده ليس هناك قبلتان في الإسلام ، وبالنسبة للحرم ، قال شيخ الأسلام بن تيمية ،  وهذا يوهم أن المسجد الأقصى له حرم والمسجد الأقصى ليس له حرم بل هو كسائر المساجد لا حرم له وكذلك ما يسمى بالحرم الإبراهيمي ليس هناك حرم إبراهيمي وليس في الشرع إلا حرمان اثنان فقط أحدهما وهو أشرفهما وأعظمهما حرمه حرم المسجد الحرام في مكة المكرمة والثاني حرم المسجد النبوي في المدينة النبوية وليس هناك حرما ثالث .. ) / نقل بتصرف من موقع الالوكة . أن القضية هي ليست فقط تأريخ وتسمية وحقائق ووقائع .. ، لأني أرى أنها مشكلة شعب يريد أن يعيش ! بغض النظرأن كان هذا الشعب عربي أو أسرائيلي ، يهود مسلمين مسيحيين  .. بالنتيجة هم بشر يعيشون على هذه القطعة الجغرافية المسكونة بالألم والقهر ، وبغض النظر أيضا ، عن الأحقية التاريخية لمن يعيش عليها ، لان هذا سيدخلنا في دوامة لا بداية ولا نهاية لها .. فمثلا ، أين  أحقية الهنود الحمر في اميركا ، وأين أحقية الأشوريين في أرض الرافدين ، وأين أحقية الماوري في أرض نيوزلندا ، وأين أحقية الأبورجنيز سكان أستراليا الأصليين .. وهلم جرا . حتى أن الأحقية لها مفهوم نسبي  وأخر مطلق ! فليس في الأحقية فيما يخص الأرض  من حق تام بالنسبة للأسرائيليين أو العرب !! .
2. الحل العسكري لم يحقق نصرا على أرض الواقع ، حيث خاضت الدول العربية عدة حروب مع أسرائيل أهمها    ( حرب 1948 ، حرب 1967 / النكسة أو الهزيمة عنونها حسب قناعتك ، حرب الأستنزاف ، حرب 1973 العبور .. ) ، ولم تحرز أسرائيل أو العرب أي نتيجة فاصلة قاطعة ، وهذا دليل على أن  المشكلة هي ليس مبدأ القوة ، قاصدا أن الوضع لا يحل بلغة السلاح ، بل بلغة العقل !
3. كان هناك بعض المواقف للرؤساء العرب ذات الافق المستقبلي ، منها على سبيل المثال وليس الحصر ، موقف الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة الذي كانت له رؤية مستقبلية ، منطقية جريئة بالنسبة للصراع العربي الأسرائيلي ، وموقفه يتمثل بقبول قرار التقسيم ، مع أتباع سياسة المراحل ، وملخص موقفه هو الأتي ،  وحسب ما جاء بمقال بموقع / أعلام بلا حدود .. (  أضحى موقف الزعيم الحبيب بورقيبة من القضية الفلسطينيّة معروفا اليوم من قبل كلّ العارفين بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ، وهو موقف يتجانس مع منهجه السياسي القاضي بضرورة اتباع سياسة المراحل وذلك منذ قيادته لحركة تحرير البلاد التونسيّة من الاحتلال الفرنسي . ويدعو موقف بورقيبة بشأن القضية الفلسطينيّة إلى قبول الفلسطينيين والعرب بقرار التقسيم رقم 181 وإنشاء دولة فلسطينيّة على جزء من أرض فلسطين على أساس قرار الأمم المتحدة المذكور . وهو الموقف الذي أعلنه الرئيس بورقيبة في خطابه المشهور في مدينة أريحا في 3 مارس 1965 أي بعد شهرين من إنشاء منظمة التحرير الفلسطينيّة وقبل 15 شهرا من قيام اسرائيل باحتلال كامل فلسطين والجولان وشبه جزيرة سيناء .. ) .
4. وقعت عددا  من الأتفاقيات ، التي ساهمت بشكل أو بأخر بحل جوانب محددة من الصراع ، ولكن لم تمنح الشعبين الفلسطيني والأسرائيلي ، الأمن و الأمان والأستقرار ، منها .. أتفاقية كامب ديفيد 1979، التي علق عليها موقع قصة الأسلام ، بأشراف د.راغب السرجاتي بمقال بعنوان ،  ثلاثون عاما على كامب ديفيد (( .. يمر 30 عاما على توقيع مصر وإسرائيل معاهدة السلام التي مرت ذكراها البائسة يوم 26 مارس  1979 ، وبرغم السنوات الثلاثين إلا أنه لا السلام الشامل والعادل للصراع العربي الإسرائيلي قد تحقق ، ولا السلام المصري الإسرائيلي البارد صار دافئا أتفاقة ))  ، وهناك  أتفاقية أوسلو 1993 التي نصت على  (( إعلان المبادئ الفلسطيني – الإسرائيلي حول ترتيبات الحكومة الانتقالية الذاتية ،  أو سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني ( السلطة الفلسطينية ) وأطلق عليها الفلسطينيون    ( السلطة الوطنية الفلسطينية ) كنواة لدولة فلسطين العتيدة ، كما وقعت بواشنطن بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني بعد اتمام الاتفاق عليها في العاصمة النرويجية أوسلو ، في 13 أيلول - سبتمبر 1993 .. ))/ نقل بتصرف من موقع أسراج .. فحتى هذه الأتفاقيات لم تحقق هدف السلام للشعبين !
5. ثورة الحجارة ، وملخصها (  .. البداية كانت في التاسع من كانون الأول عام 1987 عندما اصطدمت شاحنة إسرائيلية على أحد الحواجز في مخيم جباليا في قطاع غزة بحافلتين كانتا تقلان عمالاً فلسطينيين مما أدى إلى مقتل أربعة منهم . شيع أربعة آلاف فلسطينيي القتلى ، وتحولت مراسم التشييع إلى موجة من الاحتجاجات انتشرت بسرعة عبر المخيمات والقرى في القطاع والضفة والقدس لتشكل إحدى الحلقات الملحمية لما سيسمى فيما بعد بالانتفاضة الفلسطينية الأولى . واجه الشباب الفلسطينيون العزل قوات الجيش الإسرائيلي المدججة بالسلاح وكانت أعداد المشاركين تزداد بشكل مضطرد وبدأ الحجر يصبح تدريجياً لغة جديدة لم يكن الكثيرون قد تعرفوا عليها بعد، وهو ما شكل في أوساط الإعلام مادة مغرية لجيش مجهز بأحدث الأسلحة يواجه سلاحاً على هذه الدرجة من التواضع، وتدفقت وسائل الإعلام العالمية إلى القدس وتل أبيب وحصدت التغطية الإعلامية بعد ثلاثة أشهر من اندلاع الانتفاضة أكثر مما حصده اللقاء بين الرئيسين ريغان وغورباتشوف . . ) / نقل بتصرف من موقع المندسة السورية ... وأنا أقول ماذا حققت هذه الثورة من أنجاز ! سوى القتلى بالألاف من الطرفين ، أذن ليس من أنجاز سوى شعبا يقتل ، وبقت المشكلة الرئيسية بلا حل ! ( فالانتفاضة الاولى : عام 1987 ، كان الشهداء الفلسطينيون : 1300 ، القتلى الاسرائيليون : 160 ، النسبة : اسرائيلي واحد مقابل 8 فلسطينيين ، أما الانتفاضة الثانية : انتفاضة الاقصى : عام  2000 كان الشهداء الفلسطينيون :  4412 و القتلى الاسرائيليون :  1059 ، النسبة : اسرائيلي واحد مقابل اربعة فلسطينيين ) / نقل بتصرف من موقع الحرية الاعلامي . من هذا نرى أن ثورة  الحجارة  ، قتلت أكثر من 5712  فلسطينيا و  1219 أسرائليا ، لقاء حادث راح ضحيته 4 فلسطينيين !! أين الأنتصار وأين الحكمة وأين السياسة يا قادة العرب و الأسرائيليين !
6. لا زالت بعض الدول العربية لها علاقات رسمية مع أسرائيل ، مصر والأردن ، كذلك دولة قطر لها علاقة رمادية لأن أسرائيل لها مكتب أقتصادي في قطر ، وهناك الكثير من الدول العربية تتغازل بعلاقات عذرية مع أسرائيل ، فلم هذا الدور المتحايل على الشعوب ، ولماذا الشفافية غائبة عن الشعوب دوما !                                                                                                             الرؤية الخاصة :
ماهو الواقع المجتمعي الأن ، أسرائيليا الوضع الاقتصادي جيد ، أما لو تكلمنا فلسطينيا ، فأن معدل الفقر متنام ، خاصة في غزة ، التي تحكمها حماس ، حيث تشير بعض التقارير الى  (( .. وفقا ً للمفهوم الوطني للفقر والذي يستند إلى التعريف الرسمي للفقر الذي تم وضعه في العام 1997 . ويضم التعريف ملامح مطلقة ونسبية تستند إلى موازنة الاحتياجات الأساسية لأسرة تتألف من خمس أفراد (بالغين اثنين وثلاثة أطفال)، هذا وقد تم إعداد خطي فقر وفقاً لأنماط الاستهلاك الحقيقية للأسر ، فقد قدر معدل الفقر بين السكان وفقا لأنماط الاستهلاك الحقيقية25.8% خلال عام  2011 ، بواقع 17.8% في الضفة الغربية و38.8% في قطاع غزة .  كما تبين أن حوالي 12.9% من الأفراد في فلسطين يعانون من الفقر المدقع ، بواقع 7.8% في الضفة الغربية و21.1% في قطاع غزة .  هذا مع العلم ان خط الفقر للاسرة المرجعية قد بلغ 2,293 شيكل اسرائيلي وخط الفقر المدقع قد بلغ 1,832 شيكل )) ، أما معدل الخصوبة والأنجاب فلسطينيا فهو مرتفع ، حيث يشير نفس المصدر الى (( استناداً إلى نتائج مسح الأسرة الفلسطيني 2010،  فقد طرأ انخفاض على معدل الخصوبة الكلية في فلسطين ، حيث بلغ 4.4 مولوداً للفترة (2008-2009) مقابل 6.0 مواليد في  العام 1997.  أما على مستوى المنطقة فيلاحظ استمرار ارتفاع معدل الخصوبة الكلية في قطاع غزة عنه في الضفة الغربية خلال الفترة (1997-2009) ، حيث بلغ 4.0 مواليد للفترة (2008-2009) في الضفة الغربية مقابل 5.6 مولوداً في العام 1997. أما في قطاع غزة فقد بلغ هذا المعدل 5.2 مولوداً للفترة (2008-2009) مقارنة 6.9 مولوداً في العام 1997.)) نقل بتصرف من
 Palestinian Central Bureau of Statistics . www.pcbs.gov....
وهذا مؤشر خطير خاصة فيما يتعلق بالوضع المجتعي للفلسطينيين وتحديدا نسبة الفقر ، وحتى أن ناتج معدل الخصوبة فهو مستهلك أو مستنفذ في ثغرة الخسائر البشرية ، مهما كان سببها ، أن زخم التوالد غير مستغل بشكل أيجابي ، وأنما خاضع الى سياسات خاطئة من قبل القادة والحكام . حيث أن القادة الفلسطينيين ، وحسب    أيدولوجيتهم أنهم على الطريق القويم ، في تحرير الأرض ، فالتحرير التام / للعلم ، أصبح ضربا من شبه الخيال مع حكومة أسرائيلية قائمة وشعب موجود على أرض ، يقول عنها أنها أرض الميعاد .. أننا أمام مفترق طرق تأريخي خطير ، وهو الى متى الشعب الفلسطيني يضحي ، وهو أصلا منهك ومحمل أكثر من طاقته هما وغما ، شعبا لا يقدر الفرد فيه أن يلبي أحتياجات العائلة المادية ، والحكام يريدون منه المقاومة والتضحية والأستشهاد والأستبسال والنضال ، وهو شعب مشرد ، فكيف لشعب يدافع والعائلة الفلسطينية لا تلقى رعاية صحية أو تعليمية أو أجتماعية .. ، أضافة الى أن رب الأسرة عاطل ..
بنفس الوتيرة ، الشعب الأسرائيلي ، سوف لن يكون أمنا مع شعب يجاوره  أو يعيش معه / عرب 1948 وقطاع غزة و .. ، وهو يشعر بالظلم والجور ونقص الحقوق ، وفوق هذا وذاك ، غالبيته يعيش في فقر أو تحت خط الفقر / أشارة للنسب الواردة في أعلاه ، أن الشعب الأسرائيلي لا يمكنه العيش بأمان وأستقرار وهناء ورفيقه اللدود في الوطن والارض يحس أنه مظلوم مغدور ! ف يا قادة أسرائيل أذا أردتم الخير لشعبكم ، حاولوا أن تنصفوا الأخرين ، وألا  سوف تنتظرون  بين الفينة والأخرى الى أنفجار أو الى طعن مواطن " أشارة الى تحريض رجال الدين الفلسطينيين ومنهم الشيخ محمد صلاح أبورجب – الذي يحرض في خطبه على طعن الأسرائيليين بالخناجر" ، وهذا من المؤكد سيقابله رد فعل عنيف أسرائيلي أكثر دموية .. وهكذا يتكرر عدم الأستقرار ، والشعب هو الذي يدفع الثمن ! . ، أن مبدأ التوافق والوسطية في الحلول هو الأنسب ، في حل كل المشاكل على أرض الواقع ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى الى متى الشعوب تدفع فاتورة الحكام ، بقرارات غير حكيمة ، الى متى الشعوب تتحمل أخطاء قادة نرجسيين / من الطرفين ، لا يهمهم سوى مصالح معينة بحد ذاتها يظنون أنها الحل السليم والأمثل لمشكلة شعوبهم ، ومن المعروف أن الحل المقبول لك قد يكون غير مقبولا  أو مرفوضا بالنسبة للطرف الأخر !
أنه من المؤكد أن الشعبين العربي والأسرائيلي ، باقون على هذه الأرض ، وهذه حقيقة يجب أن يفهمها الجميع ، والكل يعرفها ويؤمن بها علنا أو ضمنا ، عدا المتشددين دينيا وأيدولوجيا ، لأن غالبية الشعبين ،  يريدون السلام والعيش الأمن ، بعد تضحيات كبيرة قدمها الشعبين ، خاصة الفلسطيني ، ولكن متى تفقه الحكام أرادة الشعوب ! والى متى يقتنع القادة وحتى الشعوب أن التعايش المشترك ، ليس ضرورة فقط ، بل أنها حقيقة  تأريخية حتمية !              من كل ما سبق ، أرى أن تحييد قدسية الأماكن الدينية من الصراع جانبا ،  هو أيضا ضرورة أخرى ، لأن الحل يقوم على مبدأ التعايش على الأرض ، بعيدأ مفاهيم العزل ، بحكومة أو بحكومتين / أسرائيلية وفلسطينية ، مع أعتراف تام / سياسي ، من قبل الطرفين بحق الشعبين على هذه الأرض ، وفق أسس متفق عليها من قبل لجنة أممية ، مع وقف العمليات المسلحة ، ووقف الردع الأسرائيلي العنيف ، والأبتعاد عن الشحن الديني بخطابه المشجع للعنف ،  وأن يكون هناك سلاما حقيقيا وليس سلاما شكليا مزيفا !  وأختم مقالي بقول السيد المسيح :                                   " كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون " .




426
                                باريس تذبح تحت راية " الله أكبر "
    كان يوم الجمعة 13.11.2015 يوما باريسيا دمويا ، ليس كباقي أيام الحب الباريسي الوردي ، حيث قتل وأصيب المئات بهجمات أعلن داعش المسؤولية عنها ، حيث قال تنظيم داعش في بيانه (( .. في غزوة مباركة يسر الله لها أسباب التوفيق انطلقت ثلة مؤمنة من جند الخلافة أعزها الله ونصرها ، مستهدفين عاصمة العهر والرذيلة ، وحاملة لواء الصليب في أوروبا (باريس) فتية طلقوا الدنيا وأقدموا على عدوهم يبتغون القتل في سبيل الله نصرة لدينه ولنبيه صل الله عليه وسلم وأوليائه وإرغاما لأنف أعدائه ، فصدقوا الله نحسبهم كذلك ، ففتح الله على أيديهم وألقى في قلوب الصليبيين الرعب بعقر دارهم ." وتابع البيان : " قام ثمانية إخوة ملتحفين أحزم ناسفة وبنادق رشاشة باستهداف مواقع منتخبة بدقة في قلب عاصمة فرنسا ، منها ملعب (دي فرانس) أثناء مباراة فريقي ألمانيا وفرنسا الصليبيتين حيث كان معتوه فرنسا (فرانسوا هولاند) حاضرا ، ومركز (باتالكون) للمؤتمرات حيث تجمع المئات من المشركين في حفلة عهر فاجرة ، وأهدافا أخرى في المنطقة العاشرة والحادية عشر والثامنة عشر وبصورة متزامنة ، فتزلزلت باريس تحت أقدامهم ، وضاقت عليهم شوارعها .. )) نقلا عن (CNN) في 14.11.2015 ،  وكانت الهجمات التي وقعت في يوم 13.11.2015 قد شملت (( .. وكان مسلحون مجهولون قد هاجموا قاعة للاحتفالات في شارع باتاكلان الواقع في الجادة الحادية عشرة في العاصمة الفرنسية باريس ، حيث وقعت مجزرة رهائن راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل ، فيما سيطر ثلاثة من المسلحين على محيط القاعة ، وأطلقوا الرصاص على رجال الشرطة الذين يحاصرون المكان ... كما قتل وأصيب العشرات في هجمات متزامنة في باريس ، وفق الشرطة الفرنسية . ووقع الهجوم الأول في ملعب سان دوني ، والثاني في قاعة للعرض في منطقة باتاكلان ، أما الثالث فقد استهدف مطعماً شرق العاصمة . وفرضت الشرطة طوقا أمنياً في محيط الأماكن التي شهدت هذه الحوادث ، وأرسلت إليها فرق إسعاف . كذلك قتل انتحاريين في ملعب سان دوني ، وفق الشرطة ... من جهته ، أعلن مصدر قريب من التحقيقات الجارية في الاعتداءات أن هذه الهجمات "الإرهابية" جرت في سبعة مواقع مختلفة ، وأن أحدها على الأقل نفذه انتحاري ))/ نقلا عن موقع العربية يوم 13.11.2015 .
قراءتي للموقف :                                                                                                            1. من دون وضع مكياج للهجمات ، أن الهجمات وقعت من قبل " مسلمين أرهابيين " منضوين تحت تنظيم داعش ، الهدف منه قتل الصليبيين / حسب بيانهم المنشور في أعلاه ، وسبيل العمليات هو " القتل في سبيل الله " ، ومرة أخرى يزج بأسم الله ، في العمليات الارهابية ، حيث لم يبينوا / داعش ، مثلا أن العمليات هي من أجل الانتقام من الفرنسيين ولا من أجل غاية أو سبب أخر ، بل قالوا أن الهدف هو الله ، فهل الله الداعشي غايته مثلا قتل جمهور يحضر مبارات / فرنسا و ألمانيا ، أو قتل من يشارك بحفل موسيقي أو يسهر في مطعم أو حانة ! أذن هوية الله الجديدة الذي يؤمن به داعش هو الله القاتل ، وهذا مفهوم جديد للذات الألهية .                                                                              2. و " أدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية ، الهجمات الإرهابية التي وقعت بالعاصمة الفرنسية باريس ، وأدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى . وأشارت الأمانة العامة للهيئة إلى أن هذه الأعمال الإرهابية لا يقرها الإسلام وتتنافى وقيمه التي جاءت رحمة للعالمين. " / نقلا عن موقع العربية ، وأتعجب من هيئة خرج من رحمها الارهاب والعنف أن تستنكر هذه الأفعال ، حيث أن مساجد السعودية تعج بخطب تدعو على الصليبيين الكفرة بالهلاك والطاعون والفناء .. ، ومن ثم تستنكر أعمالا هي تدعوا أليها ، وبكل حرفية ومهنية تنفذ داعش ما تؤمر به ، وأقول للهيئة .. أوقفوا خطابكم الوهابي التكفيري قبل الأستنكار ، جمدوا  بل أنسخوا أيات القتل و السيف والتكفير قبل الضحك على الذقون ، أدعوا الى قبول الاخر ، أوقفوا القتل تعزيزا و الجلد في الساحات .. لا تتعاملوا بوجهين ، وضعوا مبدأ " التقية " خلفكم ، وأظهروا وجهكم الحقيقي ! ، لأن الأستنكار لا ينجلي علينا !                                                                                              3. أما أوربا و.. ، فهم في سبات وعي فكري عميق ، حيث شرعت أبوابها لمهاجرين غالبيتهم العظمى من المسلمين ، الذين من الممكن تحويل المتشددين منهم الى قنابل ناسفة ببضع محاضرات غسل الأدمغة التي تقام بالمساجد الأوربية المنتشرة والمتوسعة سنويا ! بدعم سعودي قطري ! ، أليس من عاقل في أجهزتكم الأمنية والأستخباراتية يعي هذه الحقائق ، أما ألمانيا  ، فأعتقد أنها قد فتحت بركان النار على شعبها بقبولها هذا الكم الهائل من المهاجرين دون ضوابط ، ومن المؤكد أنه قد يتغلغل في صفوفهم بعض الخلايا الأرهابية الأسلامية ، وهذا ليس معناه بالمجمل وقف الهجرة ولكن الهجرة يجب أن تكون بأسس وضوابط أمنية مشددة ! .                                                                                                                          4. أن المطلع والمحلل و المستقصي للمستجدات من الوقائع والأحداث والأخبار على علم شبه مؤكد أن الأتي والقادم أفضع وأرعب في الغرب أذا لم تعالج مسألة الوجود الأسلامي المتطرف المترعرع فيه بشكل سرطاني ، ولكن هذا لا يتم حاليا بشكل يسير ، لأن الأسلام المتطرف منتشر ومسيطر على بعض أجزاء / أحياء ، في  أوربا وغيرها ، كما هو الحال في بريطانيا مثلا ، ( مناطق تطبيق الشريعه فى بريطانيا Shariah Controlled Zone in Britain هى حملة اعلانات شنها المتطرفين الإسلاموين في بريطانيا فى اواخر شهر يوليه 2011 بزعامة منظمه اسمها " الإماره الاسلاميه Islamic Emirate " اللى بيقودها باكستانى متطرف اسمه " أنجم شودارى Anjem Choudary ". اصحاب الحمله عملو بوسترات و منشورات بلون اصفر مكتوب عليها " انت داخل دلوقت منطقه بتحكمها الشريعه - الأحكام الاسلاميه مطبقه You are entering a Sharia-controlled zone – Islamic rules enforced " ، و تحت الكتابه اتحطت صور المحرمات اللى ممنوع اقترافها فى المنطقه اللى تحت الحكم و منها الموسيقا و المشروبات الكحوليه و القمار . البوسترات و المنشورات ظهرت فى مناطق و احياء فى لندن.  الباكستانى أنجم شودارى اللى بتسميه اجهزة الإعلام البريطانيه واعظ الكراهيه Hate preacher اعلن مسئوليته عن البوسترات و المنشورات و صرح بإنه ناوى يوزعها و يلزقها فى الشوارع و المناطق اللى بيسكنها مسلمين و غير مسلمين فى نواحى انجلترا عشان يزرع " بذور الإماره الاسلاميه ".) / نقل عن الويكيبيديا ، لذا الأمر يستوجب أجراء أستراتيجي أوربي أميركي نحو الحد من الوجود الأسلامي الأرهابي المتطرف ! على هذه الأراضي التي فتحت أبوابها الأنسانية للجميع ، غافلة أنها تدخل سموم أخطر من الهيروين الى مجتمعاتها !                                                                                                         فأفيقوا من غفلتكم أيها الغرب .. وأتركوا الحرية جانبا قبل فوات الأوان !



427
                                         من  الذاكرة الجنسية "  الدعارة في العراق  "           
أستهلال :       
 بين  دور  رواد " المبغى / الكلجية " في وقف فيضان 1938  ، وبين فشل حكومة عراق 2015 في وقف         " فيضان / طفح المجاري" .. من الوطني ومن المتخاذل !
المقدمة :
       البعض نصحني بعدم تداول هكذا موضوع ، لحساسيته ، وذلك لأن البحث في هكذا موضوع يستوجب ذكر بعض المفردات التي يظنها البعض أنها تخدش الحياء ،  ولكن لم كل ذلك ! ولم هذا الخجل وتأريخنا بعضه مخجل ! فأولا : - أن التأريخ العربي الأسلامي ، كتب المؤرخون فيه كل ما لا يأتي على بال أو خاطر ، ولم يخجل بعضهم من قول الحقيقة لومة لائم ، فبالرغم من وجود صفحات ناصعة تتخلل حقبه ، ولكنه عامة مأبون بالجنس والجواري والسبايا واللهو والمجون واللواط والغلمان والخصيان والقتل و الظلم و القهر ومقاربة كل الفواحش ، ففي العصر الأموي مثلا ، يبرز أسم  الوليد بن يزيد بن عبد الملك  ( 125 - 126 ) هجرية / ويسمى الوليد الثاني بن يزيد الثاني الأموي القرشي ، كحالة فريدة وشاذة بكل معنى الكلمة ، الذي لم يكتفي بمئات الجواري والسراري مضافاً إليهن أربعة زوجات وعددا  لا محدود من ما ملكت الأيمان والعبيد لم تعد كافية لتطفئ نار شهوة الخلفاء ولهيبها ، فإتجه للغلمان لممارسة اللواط وإرتكاب الفحشاء ! فـ خليفة المسلمين وأمير المؤمنين “ الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان ” لم يكن مبلغ فحشه وفجوره أن أمر جاريته أن ترتدي ثيابه وتصلي بالناس بدلاً منه وهي ثملة ، بعد أن سمع صوت الآذان أثناء ممارسته الجنس معها .. بل بلغ به الأمر أن راود “ أخاه ” عن نفسه . وفي العصر العباسي ، الخليفة الأمين ،  تولى الخلافة بين عامي 193 إلى 198 للهجرة 809 - 813 ميلادية ، هذا الخليفة كان لوطيا ، وكان له غلاما يدعى " كوثر " .. (  ولما خرج “المأمون” علي “الأمين” وقامت بينهما الحرب تنازعاً علي الملك ، خرج “كوثر” من قصر الأمين ليري كيف يدور القتال ، فأصابته على الفور جمرة أدمت وجهه . ولما شاهده الخليفة على هذه الحال ترك أمر  القتال ، وتوجه إليه كي يمسح الدماء عن وجه عشيقه . ونظم فيه الشعر باكياً فقال :                                                            ضربوا قرة عيني ومن أجلي ضربوه ... أخـذ الله لـقـلبـي مـن أنـاس حـرقـوه . ) نقل بتصرف من مقال للكاتب بعنوان " قراءة في كتابة تأريخ الخلافة الأسلامية .. رؤية شخصية " ، ثانيا :-  طلاب كلية الطب ، في المراحل المتقدمة ، يدرسون علم التشريح / ذكورا و أناثا ، فالطلاب كلهم مثلا ، يشهدون تشريح قضيب الرجل ، وكذلك مهبل المرأة .. ، ولا حياء في العلم .  مع تحسس الطلاب للأعضاء ، فلماذا الخجل وتحييد بعض المواضيع عن الطرح ، مادام المضمون يخدم الحقيقة العلمية .                                                                                           أذن ليس من قلة أدب في تناول هكذا مواضيع ، كما سنأتي على تناوله في نص المقال .. ومن المؤكد أن هذا المقال المختصر سيكون نواة لبحث أشمل و أوفى وأوسع في المستقبل .                                                                                 النص :                                                                                                                            الذي شدني للموضوع ، قصيدة " للشاعر الشهيد رحيم المالكي " ، الذي أنتقد بها الحكومة العراقية ، في عهد نوري المالكي ، والذي يذكر بها القوادة " حسنة ملص " والتي يقول في مطلعها  :                                              ياهو المنج اشرف خاطر اشكي له
دليني يحسنة اوباجر امشي له
امشي له وسولف كل حجي المضموم
كَبل حفاي كَالو هسه ماكو اهدوم
بيتي من لقنابل والقصف مهدوم
وحكومه بلا حكومه بغير تشكيله

تنازع ع لكراسي والشعب حفاي
وبشرج لا غذاء لا كهرباء لا ماي
احنه اهل النفط والكاك عد زلماي
يا حسنه الحكومه تكَدر اتشيله
تجار الحكومه والشعب حمال
او ياهو اليجي باجر نغير الحال
من هاي السوالف حملينه اجمال
اذا ينعدل وضعي ينعدل ذيله

حكومتنه الرشيده ليش هذا البوكَـ
تره لهاذه الشعب قط ما تضيعاحكَوكَـ
باجر بنتفاضه انشك جثيرهاحلوكَـ
عرفنه الباكَنه و نعرف اليومي له
                                                                                                                                             وبالنسبة لحسنة ملص المذكورة في نص القصيدة ، أورد نبذة عنها (  ..  وقد اشتهرت في محلة " كوك نزر " قوادة مثقفة تدعى (حسنة ملص ) أشهر قوادة في الأربعينيات لم تأت من كونها من اعتق قوادات المحلة فقط . بل ارتبط اسمها بحكاية سياسية غاية في الطرافة بسبب الخلاف السياسي بين القوميين الناصريين والشيوعيين في فترة حكم عبد الكريم قاسم حيث وصلت إلى مرحلة التأزم وتبادل الشتائم عبر أجهزة الإذاعة والصحف ، فما كان من جماعة عبد الكريم قاسم إلا وأرسلوا خبرا إلى المذيع المصري المعروف في اذاعة صوت العرب ( احمد سعيد ) مفاده بان الشيوعيين قد القوا القبض على نصيرة العروبة المجاهدة والمناضلة ( حسنة ملص ) وراحوا ينكلون بها وبشرفها ، فما كان من الإذاعي الكبير صاحب الصوت المجلجل إلا وراح يطلق تعليقاته الصارخة عبر الإذاعة يندد فيها بحكومة الزعيم وبالشيوعيين وهو يردد بالنص ويقول عبر المذياع ( إذا ماتت حسنة ملص فكلنا حسنة ملص!) .. وبالأضافة الى حسنة ملص هناك أخريات منهن ومن أشهر القوادات أيضا في " محلة كوك نزر "            ( زكية العلوية ) حيث كانت تدير اكبر دار للقحاب في المحلة . وكان هناك دار تعود لهذه القوادة تقع في دربونة النجفي بالقرب من المحلة التي سكن الشاعر معروف الرصافي في اوائل الثلاثينيات فيها وقبل ان تستضيفه الفلوجة سنة 1933 .. وفي إحصائية نقلتها الجمعية من سجل مستوصف الوقاية الصحية في المبغى ، بلغ عدد الزوار أكثر من (1049670) في عام 1939 أي بمعدل (87472) رجلا في الشهر أي بمعدل ( 2915) نسمة في اليوم الواحد.. رغم أن ساعات العمل في المبغى العام لا يتجاوز (12) ساعة في اليوم ، أما عن الأجور الرسمية للمومسات في المبغى فقد حددت التسعيرة بموجب القانون بمبلغ يتراوح ما بين الخمسين والمئتين والخمسين فلسا لكل زائر وللمرة الواحدة- (الخشة) بمصطلح المومسات.) نقل بتصرف من موقع  www.alzakera.eu/music/.../historia-0221-2.htm ، الموضوع فيما بعد تطور ، بالنسبة لهذه المهنة ! / وسوف أشرح لاحقا لما أطلقت عليها مفردة مهنة .. ( وقد أوضحت دراسة أصدرتها مديرية الشرطة العامة / البحوث والدراسات  في عام 1988 تناولت فيه البغاء وأسبابه ووسائله بان أماكن اللقاء والتواجد للسمسيرات ( القوادات) أصبحت في صالونات الحلاقة النسائية ، وأصبحت هذه الصالونات مقرا لتجمع السمسيرات والقحاب اللواتي أخذن يوثقن علاقتهن مع بعض العاملات في الصالون وبعض اللواتي يأتين اليهن وتقوم السمسيرات باستدراج من تبدي ممانعة طفيفة بإغرائها بالهدايا والملابس الجميلة .. ) نقل بتصرف من موقع / الناس ، لمقال للدكتور معتز محيي عبد الحميد ، بعنوان " لمحات من تاريخ البغاء العلني السرّي في بغداد 3–" ... موضوع المقال ، ليست الغاية منه البحث في مفردة " المبغى " / وما يضم من قحاب وقوادات ..  ! ،  ولكن الغاية منه ، أتقدم المومسات / العاهرات ، والقوادات والقوادين من خدمة  للمجتمع ! ،، وماذا يقدم حكام العراق من جانب ثان من خدمات !  البحث هو في هذا المجال .. أرى أن  قصيدة الشاعر رحيم المالكي ، بها أيماءة سلبية ، تجاه المرحومة " حسنة ملص " ، التي كانت قوادة مشهورة ومعروفة ، وأشارة  للدعارة عامة فهي تعتبر من أقدم المهن في التأريخ ، وتعرف الدعارة بأنها ، (  هي فعل استئجار أو تقديم أو ممارسة خدمات جنسية  بمقابل مادي.  والمصطلح له عدة تعاريف فالبعض يعتبر الدعارة ببساطة "بيع الخدمات الجنسية" ، بدون أدنى إشارة إلى التمييز بين الدعارة القسرية والدعارة الطوعية . الدعارة ظاهرة قديمة بقدم الإنسانية ويربط البعض منشأ الدعارة مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالفقر .. ) / نقل من الويكيبيديا ، وأنا أرى ( أن الدعارة ، هي ممارسة الجنس ، لقاء بدل مادي ، غالبا ما يكون نقديا ، وهي عملية مجتمعية بها الكثير من الراحة النفسية الجنسية لممارسها ) ، ولا أرى من خجل منها في حالة توفر قبول و أيجاب ، ووجود لوائح وأرشادات تحدد ممارستها ، فحسنة ملص وغيرها ، يقدمون خدمة مقيمة ماليا ، ولكن ماذا تقدم الحكومة العراقية للشعب ! الحكومة تتقاضى أعلى الرواتب في العالم ، لأدارة الدولة العراقية ، وتقوم بنفس الوقت بسرقة المال العام ، ولقاء كل ذلك لا تقدم أي خدمة للشعب ، فالشعب مظلوم مكلوم مغدور ، وهي تغتصب الشعب ، أيضا !، لذا أحفاد وحفيدات حسنة ملص و زكية العلوية وغيرهما ، قياسا ومنطقيا أفضل من الحكومة ، لأن الأحفاد والحفيدات !! ، على أقل تقدير ، يرفهون عن الشعب ، ولكن حكومتنا تغتصب الشعب ، وهذا ما عبر عنه ، كاتب المقال في أحدى قصائده ، والتي كانت بعنوان " شعوب و حكام  " .. أورد مقطعا منها :                       

وأسفي على شعوب
مقهورة
تلوط بها الحكام ...

لا تفرق بالفعل
بحال الشعب
ان كان صاح
أو كن نيام ..

يمارسن فعلهن  بالرضا
و حسب ماتنص به
اللوائح و الأحكام ...

يضاجعونا يوميا
طوال العام
عدا رمضان
يقولون صيام ...

يطبقون الشريعة علينا
غير ذلك
يقولون حرام ...

لأول مرة نرى أن الحكومة العراقية ، تنظم أنقلابا على الشعب ، فهي في واد والشعب بواد ، ولأول مرة نرى حكومة تنتقم من شعبها ، ممارسة وخططا وأفعالا ، وبمناسبة الأفعال ، فأفعال الحكومة يندى لها الجبين ، أما أفعال المبغى / الكلجية ، عاهرات وقوادين ورواد ، فهي أشرف وأنقى وأنبل من غيرهم ! .. ففي فيضان نهر دجلة / بغداد عام  1938 ، كان هناك عمل شعبي في الميدان ، عندما فاض نهر دجلة وكسرت سدة ناظم باشا من ناحية الوزيرية وراحت المياه تتدفق في الشوارع ، ( .. والمعتاد في مثل هذه الحالات أن تقوم الشرطة بتجنيد الناس فيما يسمى بعمل السخرة لدرء الفيضان ، في هذه الاثناء دق تلفون معاون شرطة السراي عدنان محيي الدين وطلب منه مدير شرطة بغداد بتعئبة الناس فورا لوقف تدفق المياه . اسقط المعاون عدنان حاكية التلفون من يده فقد كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل وآوى الناس لبيوتهم نائمين وخلت الشوارع من المارة . فمن أين يأتي بالسخرة .. ) نقل بتصرف من www.alzakera.eu/music/.../historia-0221-2.htm ، وحول نفس الموضوع نشر خالد القشطيني مقالا بعنوان " عاهرات في خدمة الوطن  " – في موقع الكاردينيا ( .. قام معاون شرطة السراي بأخذ مجموعة من الشرطة معه و داهم الكلجية لعمل خير لا إثم فيه . خطفوا كل من وجدوه من رجال اشداء ، الزبائن ، و النساء العاملات هناك . سمعت بأن العريف خلف ، انتزع رجلا من فوق المرأة و اخذه بالفانيلة و دون لباس قبل ان يكمل فعلته . راح الرجل يولول و يتذمر: "  يا جماعة هذي عدالة ؟ ! هذي حكومة!؟... وين وصلنا؟ " ، جروه و اخذوه مصلخ و القوا به في اللوري . فيضان دجلة لا يعرف الانتظار و لا يبالي بمن كان قواد و من كان شريف . يجرفهم جميعا . اسرعت اللوريات المحملة بالصرمبارية و قحاب الكلجية الى محل الثغرة التي كسرها التيار . لاحظ الجرخجي ، او الحارس الليلي ، في باب المعظم هذه الشاحنات المحملة بالقحاب فلم يتملك نفسه. " الله اكبر! يعني حتى القحاب ياخذوهم من عندنا ؟ ما ادري وين نولي وين نروح !"  واخيرا توقفت الشاحنتان عند سدة ناظم باشا و انزلوا ركابها من نساء و رجال . و هناك وجدوا الفؤوس و المساحي و اكياس الجنفاص في انتظارهم . انهمكوا في العمل بجد و نشاط لإنقاذ مدينتهم الحضارية ، مدينة المنصور و هارون الرشيد . الرجال يحفرون و يملأون الاكياس بالتراب و النساء يحملن الأكياس على ظهورهن المرهقة لألقائها في الثغرة ، وهن يغنين لشد عزيمتهن : " بالك تدوس على الورد و تسوي خلة...خلة" ) . هذا العمل الأنساني الحضاري الأجتماعي ، دليل تكاتف أهل الوطن ، دون تفريق من كان أنسان عادي أو من ضمت الكلجية / من قحاب وقواويد ورواد ، بينما الأن ، حكومتنا الرشيدة تشجع على اللطم والتطبير وضرب القامات والزناجيل ، وذلك حتى تجعل العقلية المجتمعية متحجرة وغائبة عن الوعي ! ، أضافة الى سرقة المال العام والرشى والعمولات ! كان عندنا عراق قبل 2003 ، الأن عندنا محافظات طائفية ، ومحافظات ذهبت الى داعش ، ومناطق أخرى ضمت الى كردستان .. فسابقا كنا أفضل لأن كان لدينا الشريف وكان هناك مجتمع الكلجية الذي لا ضير منه ، لأن العراق كان واحد !                                                                                                                الختام :
 1. في المبغى كان هناك نظام ، وكان هناك حقوق وواجبات ، تدفع أجرة العملية الجنسية  للقواد ، كما تسمى    " الخشة " تنال رغبتك من العاهرة ، الأن لا حقوق ولا واجبات ، الشعب يدفع رشى للحكومة في كل مفصل من الحياة .. حتى في أستخراج الجثث من الطب العدلي ! .                                                                                                                                  2. كان على أقل تقدير المبغى أيام زمان له خدمات جنسية ترفيهية ، ترفع الهم والغم عن الشعب ، أضافة الى دور وطني وحضاري وهو الدفاع عن الوطن وقت الحاجة والتكاتف في دفع أي ضرر عنه كما حدث في فيضان 1938 ، بينما الأن الحكومة أغرقت العراق ، لو كان ماء لحمدنا الله ، لكنها أغرقته دم !
3. أن الأدارة الجنسية  لمبغى أفضل من أدارة الحكام الجدد لعراق ما بعد نيسان 2003 ! / الذين فشلوا حتى في وقف الفيضان /  طفح المجاري - أكتوبر 2015  ...  سابقا كان هناك  تسعيرة " للخشة " الكل يتبعها ، والرواد يطبقون المتعارف عليه من أساليب و أعراف ، أما الحكام الجدد الأن ، لا يقدمون من خدمة للشعب ، وعلاوة على هذا يتقاضون رسميا رواتب لأدارة الدولة ، ويمارسون  لصوصية منقطعة النظير على خيرات وأموال الشعب ، ومسك الختام  .. الحكومة تغتصب الشعب !

428
أدب / الشهداء " يعمذون " بالدم
« في: 17:18 30/10/2015  »

 الشهداء " يعمذون " بالدم       


يوسف تيلجي

بمناسبة ذكرى مرور خمس سنوات على مذبحة "  كنيسة سيدة النجاة " / بغداد  في  31.10.2010
أقدم هذه القطعة النثرية .. الى أرواح شهداء المسيحية و الأنسانية جمعاء ..
وأخص بها أحبائي .. (  ثامر كامل أوسي ، نداء حميد أسطيفان و عمر كامل أوسي ) .
والى كل الأبرار الذين أستشهدوا في هذه المذبحة ..

                                                               

في الليل الرهيب 
تاهت بين الظلمة و الرعب
الأجساد
فكان القتل أكليلا  دمويا
لقداس الأحاد ...

------------

قال الجمع  قتلوا
والبعض قالوا ذبحوا
فتضاربت الأنباء في  قتلهم
وأنا أقول للسماء أنتقلوا ...

--------

نعم في الكنيسة  صلبوا 
وكانت صدى أصواتهم
مزامير قدسية رتلها قبل القتل
كل مغدور و كل جريح ...

-------------

القتلة صرخوا  " ألله أكبر "
قبل قتل كل ذبيح 
والأبرار  قبل  الصلب
هتفوا ثبتنا  يا " مسيح " ...

------------

أجساد الشهداء منحت
الليل الحالك
عطرا  و نور
وأشلاء القتلة  ظلت نتنة
رفضتها حتى القبور ..

-------------

على السماء أسماءهم كتبت
 بشعاع الكواكب والنجوم
و صرخاتهم أهطلت المطر
بلا رعد وبلا غيوم ... 

-------------

كل الذكريات تغفل يوما
أو تنسى
وشهداء " النجاة "
في الذاكرة
مخلدة تبقى ..

                       
 

429

                          قراءة في كتابة تأريخ الخلافة الأسلامية .. رؤية شخصية

 )  التاريخ الذي درسناه في المدارس جعلنا نحفظ الملوك وفتوحاتهم دون أن نسأل عن مشاعر الشعوب المكبوته بعد الفتح  (  د . علي الوردي - عالم اجتماع عراقي .
المقدمة :
   الـتأريخ عامة يكتبه رجال الحقبة الزمنية ، لذا كانوا أغلب هؤلاء الرجال كتبة للسلاطين وللحكام ، يكتبون بما يؤمرون به ، وبما يتفقق مع مصالح ورغبات الحكام ، لذا تغيب الكثير من الحقائق عن المطلع من جهة ، ويطلع القارئ ما يريده  كاتب التأريخ أن يقرأ من جهة أخرى ، فتأريخ الخلفاء المسلمين كنموذج مثلا ، يرسم لنا لوحة مشرقة بأنه تأريخ كله حضارة وتقوى وعدل ومساوات وتزهد وتعبد وفتوحات و.. ، بينما الحقيقة هي غير ذلك / بالرغم من وجود بعضا من هذه المفاصل ، وذلك لأنه تأريخ مأبون بالجنس والجواري واللهو والمجون واللواط والغلمان والخصيان والقتل و الظلم و القهر ومقاربة كل الفواحش .. كتابة التأريخ ، أمثله " بعاهرة كل زبون ينام معها يكتب ما يشعر وما يحس به من لذة ، فمنهم من يمثل ليلته بالنتنة العفنة فيكتب بهذا النهج ، ومنهم من يشعر بأنها ليلة ليلاء فيكتب بهذا المنحى الأيجابي الممتع لليلة ، ومنهم من يجبر على هذه الليلة أغراءا منها / العاهرة ، فيكتب بلا أي شعور وأحساس متأثرا بمن أغراه على قضاء ليلة سوداء بلا أي عواطف ، وأخرون يحيلون العاهرة الى متعبدة فاعلة للخير ، زاهدة للحياة و الدنيا .. وهذه المصيبة الأعظم !! " . ونحن العرب كأمة عامة ، نزيف الكثير من الحقائق حالنا حال الأخرين ونود لاهثين دائما الأطلاع على الأحداث ، وأحوال الناس ، غير أبهين بحقيقة الحدث .. " ومِنْ مُتَعِ النفس أستطلاع أحوال الناس ، و الرغبة الأكيدة في معرفة ما هم عليه ، و هذه من غرائز النفس التي لا تكاد تكون مفقودةً إلا عند أقوامٍ قِلَّة . و إذا كانت هذه بتلك المكانة الغريزية فلا بد من إعمالٍ لأصلِ فهم تلك الأحوال ، و الفَهْمُ لـ ( التأريخ ) مهمٌ جداً ، و رعايته أهم من مجرد مطالعته ، إذ بالرعاية يكون الاطلاع و التحليل ، و بالمطالعة يكونُ الإعمالُ العين دون الفكر " . / نقل بتصرف من مقال ل عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق - موقع صيد الفوائد " . ونحن كمهتمين لا بد لنا أن نطلع على أحوال الأخرين - السلف ، لمعرفة واقع وحقيقة حالهم وحياتهم ، وسأكتب في هذا المقام عن بعض الخلفاء المسلمين ، على سبيل المثال وليس الحصر .. وقبل الولوج بالنص أرى من المهم أن نعرف التأريخ حسب المنهج العلمي ،  "‏ Historiography) ) هو علم كتابة التاريخ يعنى الحوادث و الوقائع اللى حصلت فى الماضى  . التاريخ علم ضرورى للأفراد و الشعوب على حد سواء ، الفرد لازم يعرف نفسه بمعرفة ماضيه و الشعوب لازم تعرف تاريخها حتى تقدر أن تربط حاضرها بماضيها و تبقى جديره بالحياة . التأريخ أو كتابة التاريخ عمليه صعبه و معقده لإن لها جانب علمى منهجى و فى نفس الوقت لها جانب فنى و أدبى . " / نقل بتصرف من الموسوعة الحرة . وفي خطة بحثي المختصر سأختار  خليفة كنموذج من العصر الأموي وأخر من العصر العباسي ، مع أضاءأت على الخلافة العثمانية ، وهذا لا يعني أن ما تبقى من خلفاء هم أسوياء ، ولكن بالمطلق هم أقل مجونا وشذوذا وهوسا بالجنس أو كانت أعمالهم تغطي على أنحرافهم ، أو أن من كتب التأريخ كان من كتبة السلاطين ، بأمتياز وبتفوق ! فكان غير محايدا وبعيدا عن النهج العلمي ! فجانب الحقيقة والواقع ! ، ومن المؤكد هناك شواذ لهذا الطرح .
العصر الأموي :
 في العصر الأموي يبرز أسم  الوليد بن يزيد بن عبد الملك  ( 125 - 126 ) هجرية / ويسمى الوليد الثاني بن يزيد الثاني الأموي القرشي ، كحالة فريدة وشاذة بكل معنى الكلمة ، هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ، أبو العباس الأموي الدمشقي وُلِدَ سنة 90هـ ، ولم يتمكن أبوه من استخلافه لصغر سنه فعقد لأخيه هشام ، وجعل الوليد وليًّا للعهد بعد هشام ، كانت له ألقاب عدة : فلُقِّبَ  بالبيطار ، ولقب بخليع بني مروان والفاتك ، وأمه أم الحجاج بنت محمد الثقفية .  بويع له بالخلافة وهو بدمشق بعد وفاة عمه هشام ، وقد اختلفت الأقوال فيه ، وتضاربت فمن قائل يقول عنه مثل العصامي : " كان أكمل بني أمية أدبًا وفصاحة ، وأعرفهم باللغة والحديث ، وكان جوادًا مفضالاً  " ، ثم يناقض "العصامي" نفسه قائلاً : " ولم يكن في بني أمية أكثر منه إدمانًا للشُّربِ والسماع ، ولا أشد مجونًا وتهتكًا منه واستخفافًا بالدين وأمر الأمة " ، بينما يقول عنه السيوطي             " كان فاسقًا شريبًا للخمر ، منتهكًا حرمات الله ". نقل بتصرف من موقع قصة الأسلام بأشراف راغب السرجاني . ونلاحظ هنا أن كتبة التأريخ / كالعصامي مثلا  ،  يصفه بأنه :" كان أكمل بني أمية أدبًا وفصاحة " ثم يرجع عن رأيه نفسه ويصفه بأقدح الصفات  ، ويذمه أيضا السيوطي ... ومن المؤكد أن ذمه كان بعد رحيله أي بعد مقتل الوليد ،  ( أن الخلفاء لم يكتفوا بمئات الجواري والسراري مضافاً إليهن أربعة زوجات وعددا  لا محدود من ما ملكت الأيمان والعبيد لم تعد كافية لتطفئ نار شهوة الخلفاء ولهيبها ، فإتجه بعضهم إلي الغلمان لممارسة اللواط وإرتكاب الفحشاء ! فـ خليفة المسلمين وأمير المؤمنين “ الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان ” لم يكن مبلغ فحشه وفجوره أن أمر جاريته أن ترتدي ثيابه وتصلي بالناس بدلاً منه وهي سكرانه ، بعد أن سمع صوت الآذان أثناء ممارسته الجنس معها .. بل بلغ به الأمر أن راود “ أخاه ” عن نفسه . ذلك لأنه كان إلى جانب الجواري يشتهي الغلمان ! ولم يجد خجلاً في أن يعبر عن رغباته الشاذة في أشعاره فقال :                                                 
) أدنيا مني خليلي عبداللإه من دون الإزار ...  فـلـقـد أيـقـنـت أنـي غــيـر مـبـعـوث لـنـار ... وأتركا من يطلب الجنة يسعي في خسار .  ) / نقل بتصرف من موقع حركة مصر المدينة - مقال لمحمد جمال بعنوان - الشذوذ واللواط في تاريخ الخلفاء نصيب !
وقال عبد الله بن واقد الجرمي : قال : لما اجتمعوا على قتل الوليد ، قلدوا أمرهم يزيد بن الوليد ، فشاور أخاه العباس ، فنهاه ، فخرج يزيد في أربعين نفسا ليلا ، فكسروا باب المقصورة ، وربطوا واليها ، وحمل يزيد الأموال على العجل ، وعقد راية لابن عمه عبد العزيز ، وأنفق الأموال في ألفي رجل ، فتحارب هم وأعوان الوليد ، ثم انحاز أعوان الوليد إلى يزيد ، ثم نزل يزيد حصن البخراء ، فقصده عبد العزيز ، ونهب أثقاله ، فانكسر أولا عبد العزيز ، ثم ظهر ونادى مناد : اقتلوا عدو الله قتلة قوم لوط ، ارموه بالحجارة ، فدخل القصر ، فأحاطوا به ، وتدلوا إليه فقتلوه ، وقالوا : إنما ننقم عليك انتهاك ما حرم الله ، وشرب الخمر ، ونكاح أمهات أولاد أبيك . ونفد إلى يزيد بالرأس وكان قد جعل لمن أتاه به مائة ألف . وقيل : سبقت كفه رأسه بليلة ، فنصب رأسه على رمح بعد الجمعة ، فنظر إليه أخوه سليمان ، فقال : بعدا له . كان شروبا للخمر ماجنا ، لقد راودني على نفسي . قيل : عاش ستا وثلاثين سنة ، وكان مصرعه في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة فتملك سنة وثلاثة أشهر ، وأمه هي بنت محمد بن يوسف الثقفي أمير اليمن أخي الحجاج ونقل عنه المسعودي مصائب ، فالله أعلم .
مقتله : وروي الطبري وتابعه ابن الاثير وابن كثير انه لما احاط اتباع يزيد ابن الوليد بالوليد بن يزيد في قصره وحصروه قبل ان يقتلوه ، قالوا : (  فدنا الوليد من الباب فقال اما فيكم رجل شريف له حسب وحياء اكلمه ، فقال له يزيد بن عنبسة السكسكي ، كلمني قال له : من انت ؟ قال : انا يزيد بن عنبسة ، قال : يااخي السكاسك ، الم ازد في اعطياتكم ؟ الم ارفع المؤن عنكم ؟ الم اعط فقرائكم ؟ الم اخدم زمانكم ؟ فقال : انا ما ننقم عليك في انفسنا ، ولكن ننقم عليك في انتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح امهات اولاد ابيك واستخفافك بامر الله ، قال : حسبك يا اخا السكاسك فلعمري لقد اكثرت واغرقت وان فيما احل لي لسعة عما ذكرت ورجع الي الوراء واخذ مصحفا وقال يوم كيوم عثمان ، ونشر المصحف يقرأ ، ثم قتلوه ، وكان آخر كلامه قبل ان يقتل ، اما والله لئن قتلت لا يرتق فتقكم ولا يلم شعثكم ولا تجتمع كلمتكم ) . / نقل بتصرف من موقع تأريخ الحضارة الأسلامية . ويؤكد أيضا نكاح الوليد بن يزيد بن عبد الملك لأمهات أولاد أبيه ، مرجع أخر وهو كتاب سير أعلام النبلاء -الطبقة الثالثة / الجزء الخامس ل محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي – موقع أسلام ويب .
العصر العباسي :
الخليفة الأمين محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس ، وهو سادس الخلفاء العباسيين ، تولى الخلافة بين عامي 193 إلى 198 للهجرة 809 - 813 ميلادية ، ودامت فترة حكمه خمس سنوات تقريبا وأهم ما ميز عهده هو النزاع الذي قام بينه وبين أخيه المأمون ، كان هذا النزاع استمرارا للصراع القائم بين العرب والعجم داخل الدولة العباسية ، وكان يمثل الحزب العربي الأمين ووزيره الفضل بن الربيع ، أما الحزب الفارسي فكان يتمثل بالمأمون ووزيره الفضل بن سهل ومر النزاع بين الأمين والمأمون على مرحلتين ، المرحلة الأولى كانت دبلوماسية سلمية انتهت سنة 195 هجرية والمرحلة الثانية كانت مرحلة حرب انتهت بمقتل الأمين سنة 198 هجرية . / نقل بتصرف من الويكيبيديا . هذا الخليفة كان لوطيا ، وكان له غلاما يدعى " كوثر " .. (  ولما خرج “المأمون” علي “الأمين” وقامت بينهما الحرب تنازعاً علي الملك ، خرج “كوثر” من قصر الأمين ليري كيف يدور القتال ، فأصابته على الفور جمرة أدمت وجهه . ولما شاهده الخليفة على هذه الحال ترك أمر  القتال ، وتوجه إليه كي يمسح الدماء عن وجه عشيقه . ونظم فيه الشعر باكياً فقال :             
ضربوا قرة عيني ومن أجلي ضربوه ... أخـذ الله لـقـلبـي مـن أنـاس حـرقـوه
نقل بتصرف من موقع ( tkarefalbkare.blogspot.com/2014/.../blog-post_28.htm  ) .
وتشير بعض المصادر  ( أن الامين الذي كإخوته نشأ في جو الترف والمجون في قصر العائلة واشتهر بلواطه وعشقه للغلمان ! مؤدبه ومؤدب أخوته هو عالم العربية المعروف الكسائي الذي اشتهر بلواطه وسكره أيضا , وقد نجح كتبة التاريخ الى حد ما في التستر على العاهة الاخلاقية للكسائي إلا أن الحقيقة لايمكن أخفاءها الى الابد . ذكر السيوطي نقلا عن ابن الاعرابي : ( كان الكسائي اعلم الناس , ضابطا عالما بالعربية قارئا صدوقا , إلا أنه كان يديم شرب النبيذ ويأتي الغلمان ) / بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحات للسيوطي ج2 ص 137 , ودون الصفدي : ( أنه كان يشرب الشراب ويأتي الغلمان , قيل إنه أقام غلاما ممن عنده في الكتاب يفسق به وجاء بعض الكتاب ليسلم عليه فرآه الكسائي ولم يره الغلام فجلس الكسائي في مكانه وبقي الغلام قائما مبهوتا , فلما دخل الكاتب قال ماشأن هذا الغلام قائما ؟ قال : وقع الفعل عليه فانتصب ذكر..) / الوافي بالوفيات ج21 ص 49 للصفدي المتوفى سنة 764 هجرية . وهذا مكمن الداء فإذا كان المؤدب فاسقا فما حال الطالب والمتعلم ؟ لم تهم الامين أمور الدولة بقدر الاهتمام بأمور ديوانه الذي كان يعج بالغلمان والخصيان والشاذين ! قال السيوطي :      ( لما ملك الأمين ابتاع الخصيان وغالى بهم وصيرهم لخلوته ورفض النساء والجواري) ( تاريخ الخلفاء ج1, سيرة الامين ) ، وقال ابن الاثير وغيره : ( لما ملك الأمين وكاتبه المأمون ، وأعطاه بيعته ، طلب الخصيان وأباعهم وغالى فيهم ، فصيرهم لخلوته ليله ونهاره ، وقوام طعامه وشرابه ، وأمره ونهيه ، وفرض لهم فرضاً سماهم الجرادية ، وفرضاً من الحبشان سماهم الغرابية ، ورفض النساء الحرائر والإماء حتى رمى بهن ، ومما قيل فيه من الشعر :
لقد أبقيت للخصيان هقلا يحمل منهم شؤم البسوس
فأما نوفل فالشأن فيه وفي بدر فيالك من جليس
وما للمعصمي شئ لديه إذا ذكروا بذي سهم خسيس.
وجه إلى جميع البلدان في طلب الملهين وضمهم إليه وأجرى عليهم الأرزاق واحتجب عن أخويه وأهل بيته واستخف بهم وقواده وقسم ما في بيوت الأموال وما بحضرته من الجواهر في خصيانه وجلسائه ومحدثيه وأمر ببناء مجالس لمنتزهاته وموضع خلواته ولهوه ولعب  وعمل خمس حراقات في دجلة على صورة الأسد والفيل والعقاب والحية والفرس وانفق في عملها مالا عظيما .. الخ) / بأختصار عن الكامل لابن الاثير ج5 ص 410, ذكر أيام الأمين . ( لقد وصل شغف الامين بالغلمان والخصيان الى حد لايمكن نكرانه مما جعل أمه زبيدة تأمر الجواري الحسان بلبس ملابس الرجال أملا منها بتغيير الشذوذ في ابنها الامين , وظهرت في عهدها موضة الغلاميات وهن جواري القصر الحسان الذين كانوا يلبسون ملابس الرجال ! ( فلما رأت أم جعفر شدة شغف الامين بالخدم واشتغاله بهم اتخذت الجواري المقدودات الحسان الوجوه ، وعممت رؤوسهن ، وجعلت لهن الطُّرَر والأصداغ والأقفية ، وألبستهن الأقبية والقراطق والمناطق ، فماست قدودهن ، وبرزت أردافهن ، وبعثت بهن إليه ، فاختلفن في يديه ، فاستحسنهن واجتذبن قلبه إليهن ، وأبرزهن للناس من الخاصة والعامة ، واتخذ الناس من الخاصة والعامة الجواريَ المطمومات ، وألبسوهن الأقبية والمناطق ، وسموهن الغُلاميات) / مروج الذهب ج4 ص226 . ويشير هذا النص من بعيد الى انتشار اللواط والسحاق في قصور الخلفاء.
ذكر السيوطي في الخليفة الامين قول الشاعر:
أضاع الخلافة غش الوزير وفسق الأمير وجهل المشير
لواط الخليفة أعجوبة وأعجب منه حلاق الوزير
فهذا يدوس وهذا يداس كذاك لعمري خلاف الأمور ( السيوطي ، تاريخ الخلفاء 1 سيرة الامين)
نقل بتصرف من موقع / منتديات الحسين .
مقتله :  لما اشتد به الأمر اجتمع عنده من بقي معه من الأمراء والخدم والجند ، فشاورهم في أمره فقالت طائفة : تذهب بمن بقي معك إلى الجزيرة أو الشام فتتقوى بالأموال وتستخدم الرجال ، وقال بعضهم : تخرج إلى طاهر وتأخذ منه أمانا وتبايع لأخيك ، فإذا فعلت ذلك فإن أخاك سيأمر لك بما يكفيك ويكفي أهلك من أمر الدنيا ، وغاية مرادك الدعة والراحة ، وذلك يحصل لك تاما .  وقال بعضهم : بل هرثمة أولى بأن يأخذ لك منه الأمان فإنه مولاكم وهو أحنى عليك ، فمال إلى ذلك ، فلما كانت ليلة الأحد الرابع من صفر بعد عشاء الآخرة واعد هرثمة أن يخرج إليه ، ثم لبس ثياب الخلافة وطيلسانا واستدعى بولديه فشمهما وضمهما إليه وقال : أستودعكما الله ، ومسح دموعه بطرف كمه ، ثم ركب على فرس سوداء وبين يديه شمعة ، فلما انتهى إلى هرثمة أكرمه وعظمه وركبا في حراقة في دجلة ، وبلغ هذا كله طاهرا فغضب من ذلك وقال : أنا الذي فعلت هذا كله ويذهب لغيري ، وينسب هذا كله إلى هرثمة ؟ فلحقهما وهما في الحراقة فأمالها أصحابه فغرق من فيها ، غير أن الأمين سبح إلى الجانب الآخر وأسره بعض الجند ، وجاء فأعلم طاهرا فبعث إليه جندا من العجم فجاؤوا إلى البيت الذي هو فيه وعنده بعض أصحابه وهو يقول له : ادن مني فإني أجد وحشة شديدة ، وجعل يلتف في ثيابه شديدا ، وقلبه يخفق خفقانا عظيما ، كاد يخرج من صدره ، فلما دخل عليه أولئك قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ثم دنا منه أحدهم فضربه بالسيف على مفرق رأسه فجعل يقول : ويحكم ! أنا ابن عم رسول الله   ، أنا ابن هارون ، أنا أخو المأمون ، الله الله في دمي . فلم يلتفتوا إلى شيء من ذلك ، بل تكاثروا عليه وذبحوه من قفاه وهو مكبوب على وجهه ، وذهبوا برأسه إلى طاهر ، وتركوا جثته ، ثم جاؤوا بكرة إليها فلفوها في جلِّ فرس وذهبوا بها ، وذلك ليلة الأحد لأربع ليال خلت من صفر من هذه السنة / نقل بتصرف من كتاب البداية والنهاية – الجزء العاشر لأبن كثير ، كيفية مقتل الأمين .
الخلافة العثمانية :
الخلافة العثمانية ، العثمانيون ، آل عثمان ، الأتراك : سلالة تركية حكمت في تركية ( البلقان و الأناضول ) و في أراض واسعة أخرى ، مابين سنوات 1280-1922 م . أصبح العثمانيون القوة الرائدة في العالم الإسلامي . حاولوا غزوا جنوب إيطاليا سنوات 1480/81 م . وتمكن السلطان سليم القانوني ( 1512-1520 م ) من فتح كل بلاد الشام و فلسطين : 1516 م ، مصر: 1517 م ، ثم جزيرة العرب و الحجاز أخيرا . انتصر على الصفويين في معركة خلدران و استولى على أذربيجان . بلغت الدولة أوجها في عهد ابنه سليم الثاني ( 1520-1566 م ) الذي واصل فتوح البلقان ( المجر: 1519 م ثم حصار فيينا ) ، واستطاع بناء أسطول بحري لبسط سيطرته على البحر المتوسط ( بعد 1552 م تم إخضاع دول المغرب الثلاث : الجزائر ، تونس ثم ليبيا ) بعد سنة 1566 م أصبح الملك في أيدي سلاطين عاجزين أو غير مؤهلين . ثم منذ 1656 م أصبحت السلطة بين أيدي كبير الوزراء ( وزيري أعظم ) أو كبار القادة الإنكشاريين . بدأت مع هذه الفترة مرحلة الانحطاط السياسي و الثقافي . / نقل بتصرف من موقع تاريخ الحكام و السلالات الحاكمة . وبالرغم ما تحقق من توسع وفتوحات / دموية ، فأن الخلافة العثمانية خلافة سادت ثم بادت ، توسعت ثم تقهررت ، وكانت عائمة / في جوانب منها على بحر من الدم والغدر والمجون ، حكم بها النساء / في جوانب أخرى ، مكرا ودسائسا وسحرا أكثر من الرجال ، ولأننا نبحث في جوانب مستترة منها / لم يتوقف المؤرخين عندها ولم يعطها حقها ، أرى في هذا الصدد أن أسرد بعضا من الأضاءأت العامة بخصوصها :
الأضاءة الأولى / الحرملك - وهو مؤسسة تضم ظاهرا العائلة المالكة / النساء بالغالب ، كوالدة السلطان وأخواته وقريباته والنساء المسبيات والجواري ، وهو كنظام يعمل من أجل خدمة وترفيه ومجون الخليفة ، ويشرف عليه في كثير من الأحيان والدة السلطان / الخليفة ، أي أن الوالدة تشرف على تحضير الجواري و المسبيات لأبنها ، وأراه بالحقيقة مؤسسة يندى لها الجبين  لما به من خصيان وغلمان وجواري ، والحرملك أنسانيا وأجتماعيا  حالة وواقع مهين وماجن يسجل وضعا مهينا وعلامة بارزة رذيلة في تأريخ الخلافة العثمانية ، وقد ( ارتبط مفهوم الحريم بالدولة العثمانية للدلالة على الجناح الضخم الملحق بقصر السلطان والذي يضم والدته وزوجاته وجواريه ، وبقية أفراد عائلته ، ويتهم المؤرخون بعض أعضاء هذا الجناح بالتدخل في شؤون الدولة فيما بات يعرف ب "سلطنة الحريم " ، كان الحرم السلطاني في الباب العالي يأخذ مساحة كبيرة تضم ما يزيد على 400 غرفة ، وإضافة إلى أسرة السلطان وجواريه ، فإنه يضم أيضًا الخدم والموظفين من الجنسين المعينين للاهتمام بأعضاء الجناح ومرافقه المتعددة التي تضم مطابخ وحمامات وصالونات ومكتبات وحدائق . ويُميَّز الحرم السلطاني بتعبير الحرم الهُمايوني بالتركية العثمانية:  Harem-i Hümayun)  ) أي حريم السلطان العثماني ، وهذا القسم هو الذي يؤدي إليه "باب السعادة" في القصر العثماني وهو الباب الذي لا يدخله أي أحد ، وقد ألهم ما وراءه خيال الأدباء والرسامين ، وارتبط بالأساطير ، ويُتهم أعضاؤه من الجواري والمحظيات بإشغال السلاطين عن مهام الدولة ، فيما يُتهم أعضاؤه الآخرون ، مثل زوجات السلاطان ووالداتهم ، بالتدخل في شؤون الحكومة . والأخيرة ، وهي والدة السلطان ، تعد المسؤول الأول في الحرم العثماني ، وتمارس سلطة مطلقة في اختيار أعضاء الحرم وتوزيع أدوارهم ولا يضاهي سلطتها هذه سوى السلطان نفسه .. ) / نقل بتصرف من الموسوعة الحرة .
الأضاءة الثانية / دموية الحكم – الخلافة العثمانية ، خلافة الدم و التوحش و القتل و الدسائس و الفتن ، ونهج كل مستحرم ومستهجن ، فالسلاطين يفعلون كل الكوارث والموبقات من أجل الحكم ، فالسلطان سليمان القانوني / مثلا ، يقتل أبنه مصطفى ، وولي عهده خنقا ، لأحساسه بطمع أبنه بالحكم (  وفي عام 1553 ، سافر السلطان إلى فارس ، واستدعى ابنه إلى خيمته ، ليتم خنقه فور دخوله بخيط من الحرير وبمساعدة خمسة من الجلادين الصم البكم الذين كان يعهد لأمثالهم بشنق أصحاب المكانة الرفيعة ، وخصوصاً أبناء الأسر الحاكمة وفقاً للتقاليد العثمانية في إعدام الشخصيات المهمة . ويقال إنّ سليمان القانوني قتل ابنه مصطفى بفتوى مزيّفة من شيخ الإسلام أبي سعود .. ) / نقل بتصرف موقع البيان الألكتروني . والأمر الأشنع و الأفظع هو قتل الأمير بايزيد وأولاده الاربعة ،  ( أما عن قتل بايزيد ابن سليمان وأبنائه الأربعة ، فيقول القرماني في أخبار الدول بعد سرد أحداث الخلاف الذي شبّ بين بايزيد وأخيه سليم الذي أصبح وليا للعهد بعد مقتل مصطفى : "آل الأمر إلى انهزام بايزيد وولده أورخان مع إخوته إلى بلاد العجم فاجتمع مع الشاه طاهماسب فاستقبله وراعاه فبعد ذلك أرسل والدهم السلطان سليمان بطلبهم من الشاه وأرسل أمير الأمراء خسرو باشا لخنقه مع أولاده الأربع وهم السلطان أورخان والسلطان محمود والسلطان عبد الله والسلطان عثمان وكان له ولد صغير  في مدينة بروسه فخنقوا الجميع وذلك في سنة سبعين وتسعمائة ونقل أجسادهم من قزوين إلى بلاد السلطان فدفنهم في سيواس..." ) / نقل بتصرف من موقع العقل زينة .
الأضاءة الثالثة / مذابح الأرمن – لقد ختمت الخلافة العثمانية عهدها بأبشع مذبحة بشرية ، وهي مذابح الأرمن ، فيقول السيد سليمان يوسف يوسف في مقال له منشور بموقع أيلاف بعنوان "  نيسان ذكرى مذابح الأرمن والآشوريين في تركيا " (  لقد عانت معظم الشعوب التي أستعمرها العثمانيون من مظالم السياسة الشوفينية والأيديولوجية القومية للأتراك ، التي اتسمت منذ البداية بنزعة دينية عرقية عنصرية ، حتى وصل الأمر بهذه الشعوب إلى مستوى الانحطاط الثقافي والاجتماعي بسبب عقلية الرعاع للأتراك العثمانيين المستعمرين وما زالت بصمات التخلف وآثار الانحطاط ظاهرة على هذه الشعوب . وقد شخص كل من شكسبير وفيكتور هوغو مخاطر السياسة العثمانية الغاشمة بالقول "  من هنا مرَ الأتراك " . فقد نشر العثمانيين الخراب والدمار في كل المناطق التي اجتاحوها . ومارسوا شتى أنواع التدمير والنهب والتخريب بحق ثقافات وحضارة الشعوب الأخرى ، في مقدمتهم الأرمن والآشوريين ... ) الى أن يقول الكاتب (( .. مع نمو الوعي القومي و الفكر السياسي الوطني للشعوب المظلومة ، في نهاية القرن التاسع عشر ، بدأ المثقفين والمفكرين من هذه الشعوب بإنشاء حركات التحرر وتأسيس الأحزاب الوطنية التي طالبت وناضلت من أجل التخلص من وطأة حكم الأتراك العثمانيين وبدأ يتصاعد النضال التحرري والكفاح المسلح لهذه الشعوب ، خاصة لدى الشعوب المسيحية مثل ( الأرمن والآشوريين ) . مما دفع تركيا-وهي تشعر بالهزيمة - في 24 نيسان من عام 1915 للقيام بحملة اعتقالات وإعدامات لرواد الفكر القومي ورموز النضال التحرري ، وكذلك القيادات الدينية ، الذين دعوا إلى تحرير الشعوب المظلومة من حكم الأتراك وتم نفيهم إلى داخل الأناضول حيث تمت تصفيتهم . وكانت هذه الحملات تمهيداً لحملات الإبادة الجماعية و ( المذبحة الكبرى ) عام1915م بحق الأرمن والآشوريين . فبعد تغييب القوة السياسية والإدارية والفكرية المسيحية الفاعلة وأصبح المسيحيون بلا حماية بدأت الخطوة الثانية في تنفيذ خطة الإبادة الجماعية وهي الترحيل ( السوقيات) في قوافل جماعية سيراً على الأقدام ... )) . 
الختام :
قراءتي للتاريخ عامة وتأريخ الخلافة الأسلامية خاصة ، أدونها بالنقاط التالية /  وأن ما ينطبق على الجمع ينطبق على الجزء :                                                                                                                               1. كتابة التأريخ تستلزم تناول الحدث من عدة محاور ، لأن الحقيقة لا ينظر لها من زاوية واحدة ، فتارة الحقيقة  تقرأ بين السطور ، ومرة ثانية يكتب الحدث دون ذكر الحقيقة ، ومرة ثالثة يراد منك أن تتوصل أنت ، أو أن تستكشف أنت المراد من الخبر أو الحدث ، وفي حالات أخرى يكتب الحدث بحقيقة معاكسة مجافية للواقع و المنطق ! فلهذا أن كتبة التأريخ لهم الدور الأكبر في أبراز الحقيقة .
2. كاتب التاريخ من الضروري أن يكون أقرب إلى الحقيقة وأبعد من دوائر المصالح الضيقة ولغة البلاط وسلطة الحاكم وأن يحييد الولاءات والحسابات الضيقة ، وأن يعتمد المناهج والتقنيات العلمية مع فلترة الأحداث لتصفية الرؤية الحقيقية للحدث .                                                                                                       3. الكثير من الكتابات تطبع بأفكار مسبقة ، تؤثر على الحدث وعلى الكاتب نفسه ، ويدخل الكاتب في كثير من الأحيان برنامجه الفكري وطريقته الخاصة في السرد في هذا النهج ، وبهذا المنحى أو ما يقاربه تشير جريدة الأتحاد الأماراتية /  كتابة التاريخ والحوار بين الحضارات - تاريخ النشر : الثلاثاء 31 ديسمبر 2013 أن         ( .. الحضارة ما دون سواها كتابة التاريخ لا تخلو من التأثر برؤى ومعتقدات وانطباعات وأفكار مسبقة وأنماط ذهنية وسلوكية ونفسية تجعل المؤرخ في أغلب الحالات متحيزاً لدرجة ما مهما كانت ضآلتها ، ويكون تدوينه للتاريخ بأسلوب سينمائي وروائي شيق يجعله سلعة رائدة ومقبولة للقراءة في العصر الذي كتب فيه ، وبما لا يخالف توجهات السلطة أو القوى المختلفة المهيمنة على الحياة السياسية الاجتماعية والمجتمع نفسه ، فكتابة التاريخ تمنح المؤرخ فرصة لتقديم وجهة نظره الخاصة في سرد وتفسير التاريخ ، في عملية وجدانية وذاتية لإقناع القارئ بحججه التاريخية وجذب أنوار الشهرة والخلود .. ) .                                                                                                      4.  أما موضوعنا ، ذات الصلة / التأريخ الأسلامي العربي وبالتحديد الخلافة الأسلامية ،  فبالرغم من بعض صفائحه البيضاء .. ، ولكنه بالعموم يعج بالمغالطات ، فهناك  حقائق  مشوهة ، وأخرى مسلوبة ، وثالثة معكوسة ، فالظالم مظلوما ، والمظلوم ظالما ، الشاذ سوي ، والسوي  شاذا ، واللوطي متعبد ومتدين ، والمتعبد ماجنا ، والجاهل أديبا ، والمفكر أمي ، فهناك كتب يكتبها رجال وتنسب لأخرين ، عالم من التزوير و التزييف والتدليس و التحريف ، أنه تأريخ الأنكسارات والفظائع و الفضائح ، تأريخ كتبه ، عبيد السلطان ، برؤيتهم وبمنهجهم ، وبما يخدم ملوكهم وأولياء نعمتهم ! الشفافية منعدمة والحياد مفقود والعلمية غائبة .

430
                قراءة حداثوية  .. للحج والكعبة 
                      مع أستطراد لحوادث التدافع في مشعر منى

المقدمة :
     في يوم 24 سيبتيمبر 2015 طالعتنا الأخبار من المملكة العربية السعودية وأثناء شعائر الحج ، سقط عددا من القتلى ، وذلك نقلا عن CNN ( .. وبدأ الإعلان عن الحادث في مشعر منى عند الظهر بتوقيت السعودية ، عبر الإشارة من قبل الدفاع المدني السعودي إلى " تدافع وازدحام حجاج بشارع 204 بمنى " قبل أن يعود الدفاع المدني ليعلن إقامة منطقتين للفرز الطبي .. وتسجيل  717 قتيلا وأكثر من 800 مصاب .. ) ، ( ثم أرتفع العدد الى 769 قتيلا و934 مصابا حسب تصريح يوم 26 سيبتيمبر 2015 لنفس الوكالة الاخبارية  )  ، هذه ثاني كارثة وقعت في السعودية  ، خلال أقل من أسبوعين ، حيث أشارت الأخبار بسقوط رافعة قبل أيام في الحرم المكي         (  وقعت حادثة سقوط آلة رافعة في الحرم المكي الساعة 5:10 مساءَ يوم الجمعة 11  سبتمبر 2015 في مشروع توسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة غرب المملكة العربية السعودية.  خلفت هذه الحادثة أكثر من 108 قتيلًا وحوالي 238 جريحًا حسب ما أعلن عنه الدفاع المدني السعودي .. ) / نقلا عن الويكيبيديا .  من المؤكد أن من  أسباب ذلك هو عدد الحجيج الهائل ، الذين يقصدون مكة .. لأداء هذه الفريضة بكامل طقوسها وشعائرها بنفس الساعة والوقت وبعدد محدد من أيام السنة  ، مع غياب أي تنظيم يراعي هذه الجمع المتزايد من البشر سنويا !
النص :
 أولا -  أن للحج طقوس خاصة وشعائر معتمدة لا يمكن تجاوزها ويجب بنفس الوقت أتباعها بتفاصيلها وحسب ماجاء به الأولين والأسلاف ، ولكن للغائب ذهنيا عن الواقع العقائدي والتعبدي الأسلامي تأريخيا ، أن الإسلام قد استمد الكثير من شعائره من أصول جاهلية وثنية ، فقد قالت  دائرة المعارف البريطانية ج 1 ص 1047: يرى الباحثون أن الديانة العربية الوثنية هي أصل الديانة الإسلامية ، ويقول الشيخ خليل عبد الكريم في ( كتاب : الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص 8ـ12 ) : “ إن العرب ـ في الجاهلية ـ هم مصدر الكثير من الأحكام والقواعد والأنظمة والأعراف والتقاليد التي جاء بها الإسلام أو شرعها حتى يمكننا أن نؤكد ، ونحن على ثقة شديدة بأن الإسلام ورث من العرب ـ الجاهليين ـ الشيئ الوفير بل البالغ الوفرة في كافة المناحي : التعبدية والاجتماعية ، والاقتصادية ، والسياسية ، والحقوقية”  ، ويضيف الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه المذكور في أعلاه ، الكثير من هذه الشعائر التعبدية مثل :
1ـ تعظيم الكعبة : (ص 15) 2ـ فريضة الحج والعمرة والمناسك : (ص 16) 3ـ شهر رمضان : (ص 18) 4 ـ تحريم الأشهر الحرم : (18) 5 ـ تعظيم ابراهيم واسماعيل (19) 6 ـ الإجتماع العام يوم الجمعة : (21)
ثانيا - يجب على المسلمين أن يطلعوا أكثر على التأريخ ، وأن يعرفوا  أنه كان هناك  أكثر من كعبة قبل الأسلام ، ويقول الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه أنفا ص 15 ، : “على الرغم من و جود إحدى وعشرين كعبة قبل الإسلام ، في جزيرة العرب ، فإن القبائل العربية قاطبة أجمعت على تقديس [كعبة مكة] وحرصت أشد الحرص على الحج إليها .. وجاء الإسلام فأبقى على تقديس الكعبة ومكة وأطلق عليهما القرآن العديد  من ألقاب التشريف المعروفة “
ثالثا - وكانت مكة مركزا ومجمعا للأصنام ، حيث جاء في ( الموسوعة العربية الميسرة ص  1465 ) “ كانت الكعبة معبد قريش الأكبر .. وكانت مقر أصنامه “ ، كما جاء في ( وثيقة الكشوف الأثرية بالجزيرة العربية على الانترنيت ) : “ كان بالكعبة 360 صنما يعبدها العرب ، وكان [الله القمر] هو أكبر هذه الأصنام “ .
رابعا - هناك شبه تطابق في تأدية شعائر الحج الحالية / الأسلامية ، مع شعائر الحج الجاهلي ، حيث يشير الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه المشار أليه في أعلاه ( ص 16) : كان العرب في الجاهلية يقومون بذات المناسك التي يقوم بها المسلمون حتى يومنا هذا وهي :
1ـ التلبية [لَبيك اللهم لبيك ] .  2 ـ الإحرام وارتداء ملابس الإحرام . 3 ـ وسَوْقُ الهَدْى .  4 ـ والوقوف بعرفات .
5ـ والدفع إلى مزدلِفة . 6 ـ والتوجه إلى مِنًى : لرمي الجمرات ، ونحر الهدْى . 7ـ والطواف حول الكعبة [أيضا] سبعة أشواط [لم تزد أو تنقص في الإسلام .   8 ـ وتقبيل الحجر الأسود [تعظيما له] . 9 ـ والسعي بين الصفا والمروة.  10 ـ وكانوا أيضا يسمون اليوم الثامن من ذي الحجة [يوم الترويَة] . 12 ـ وتبدأ من العاشر أيام مِنًى ورمي الجمار ، وكانوا أيضا يسمونها [أيام التشريق] ، (التشريق هو التجفيف أي تجفيف اللحم بنشره في الشمس بعد يوم النحر .
القراءة :
     سأركز في هذه القراءة على موضوعة " الكعبة والحج " ، مسلطا الضوء وبشكل غير مباشر ، في السرد ، على ماحدث من ضحايا نتيجة التدافع الذي حدث خلال مشعر منى / المشار أليه في المقدمة أعلاه :
1.  لماذا مكة قريش وليس غيرها ، بالرغم من وجود أكثر من مكة ، ولم الرسول محمد قدس هذه الكعبة بالتخصيص ، ( .. علما أن هَذِهِ المَدينة  التي تقع بها مكة هي عِبارة عَن قَرية صَغيرة تَقَع فِي وادِ جاف وَيُحيطُ بِها الجِبال مِن كُلّ ناحِية .. ) / نقل من موقع أقرأ . من المؤكد أن أستقرار قريش في هذه البقعة كان سببا ودافعا رئيسيا لأختيارها ، حيث يؤكد نفس المصدر السابق على أنه (  .. بَعدَ أن أصبَحَت مَدينة فِيها ماءٌ وَمَكَانٌ مُقدّس قَبيليا  توافد أليها خِزاعَة ثُمّ قَبيلَةِ كِنانَة وَمِن ثُمّ قَبيلةِ قُريش وَتَوَلّ أمرُ قيادَةِ قُريش " قُصي بِن كِلاب' " جِدّ النّبي محمّد الرابِع الذي قامَ بِبِناءِ دَارِ النّدوةِ لاجتماعِ رِجالِ قُريش .. ) ، وبنفس الوقت لتصبح مركزا يأمه العالم للحج  سنويا ، وما يتبع ذلك من فوائد على صعيد الأقتصاد والمال و التجارة ، كما أن وجود قريش في هذه المدينة ، أيضا سببا أخر للأختيار من أجل السمعة والمكانة عربيا ولزيادة هيبة قريش بين القبائل .
2. رجال الأسلام ، الشيوخ ، الدعاة .. والفتاوى : كل هؤلاء الجمع من الأقدمين ، بدأ من شيخ الأسلام بن تيمية / ومن كان قبله ، الذي لديه فتاوى توزعت على  37 مجلدا  - نقل عن المكتبة  الوقفية . الى الشيوخ المعاصرين المتوفين أو الحاليين كالقرضاوي والعريفي والعودة وبن باز والفوزان والجبرين واللحيدان والعباد والمطيري والعباد والغامدي والبراك والراجحي و الحويني والعزازي وأحمد الطيب .. وغيرهم المئات والذين لديهم الألاف من الفتاوى ، والكثير من هذه الفتاوى أكثر من مخجل ك ( ما هو حكم الشرع في أتيان المرأة من الدبر و جهاد النكاح ونكاح الوداع و أرضاع الكبير وشرب بول البعير والتبرك ببول وأثار النبي وأتيان المرأة وقت الحيض ومص الذكر ولحس الفرج واللمم والسبايا وملك اليمين وحور العين .. ألخ  ) ، ألم يجتهد أحد من المذكورين أو غيرهم بفتوى يفيد بها المسلمين و ينظم بها مناسك وشعائر الحج ! فمن المؤكد أن أي تنظيم عملي وعلمي كان سيقلل من نسبة الضحايا التي حدثت ، والمشار أليها في أعلاه .                                                                                                                               3. أما آن الأوان لتغيير شعائر ومناسك  الحج وتوقيتاتها / دون الدخول في التفاصيل .. ، رحمة بالمسلمين ، فالمسلمين يحجون من أصقاع الدنيا للكعبة ، وفق قوله تعالى ( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) 27 الحج ، وقوله تعالى (‏ ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )‏ آل عمران‏:97 ، أليس من مغيث لهذا الجمع الضخم من الحجيج ، لكي ينظم وينسق الشعائر بشكل أمن لهم .. ولكننا نرى من جانب أخر أن بعضا من العلماء يذهبون في واد أخر خارج سياق العقل وبعيدا عن نفع وأمن الحجيج ، فالدكتو محمد راتب النابلسي بتاريخ : 1993-10-01 وضح ، وبدل أن يجتهد في ترتيب أمور الحج نراه يقول في تفسيره لأية الحج :  (( أي من كل فج بعيد ، هذا هو المعنى ، والسؤال لِمَ قال الله جل جلاله ( من كل فجٍّ عميق ) ولم يقل من كل فج بعيد ؟. إن كلمة عميق تشير إلى خاصة في الأرض لم تكن معروفة يوم نزول القرآن ما الخاصة وما نوع الإعجاز ؟.  أيها الإخوة الأكارم تأملوا في كلمة ( من كل فج عميق ) لِمَ لمْ يقل ربنا جل جلاله من كل فج بعيد ، فإن لم تهتدوا إلى الإجابة الصحيحة فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) .. الدكتور النابلسي لا يزال يدور في حلقة دائرة الأعجاز القرأني  ! ، التي ينادي بها البعض كالدكتور زغلول النجار ، تارك الأهم والأنفع لخير للأمة  ، كالافتاء في سلامة الحجيج ورجوعهم غانمين سالمين لأقطارهم وليس رجوع أجسادهم بتوابيت متوفين هالكين ! كما حدث وبما أشرت أليه في المقدمة .
4. عمربن الخطاب ونهيه عن متعة الحج ومتعة النساء ، كان لعمر السبق والجرأة وتحمل المسؤولية لأبطال الكثير من النصوص منها  " سهم المؤلفة قلوبهم وحد السرقة في عام الرمادة لما كان هناك من قحط وجوع " ، كما أن عمر أبطل متعتان ، وهما " متعة الحج ومتعة النساء " ، وبالنسبة لمتعة الحج ، حسب قوله تعالى " فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاث أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب " البقرة 196 ... حيث كان الحجاج يمارس مواقعة النساء أثناء تأدية شعائر الحج  (( .. من الأشياء التي كانت تمارس في موسم الحج قبل الإسلام ما سمي بـ" متعة الحج " التي أشار غالبية المؤرخين وفقهاء الإسلام إلى أنها نوع من الزواج يتم أثناء أداء شعيرة الحج . وقد ربطه هؤلاء بالغريزة الجنسية والحاجة لإشباعها . إلا أن هذا الرأي تنتابه بعض نقاط الضعف لأنَّ إشباع الغريزة الجنسية هو شأن فردي لا حاجة لأنْ يحدد بممارسة جماعية وفي موسم ديني مثل الحج ، إلا أن يكون مرتبطًا بأحد طقوسه . وقد اختلف المسلمون بشأن هذه الشعيرة من قائل إنها شعيرة إسلامية أو مقرة من قبل الإسلام إلى قائل إنها شعيرة وثنية ، إلا أن الإسلام لم يشأ معارضتها لأسباب لها علاقة بظروف الدعوة آنذاك . ويستدل أصحاب الرأي الأول على رأيهم بدلالة النص القرآني الذي يقول : ( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر .. ) ، كذلك يستدل أصحاب هذا الرأي بدلالة إقرارها من قبل الرسول واستمرار العمل بها في عهد الخليفة أبي بكر؛ إذ لم يقع المنع إلا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ؛ فقد روى عن عمر أنه قال : متعتان كانتا على عهد رسول الله (ص) أنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما : متعة الحج ومتعة النساء .. )) / نقل من موقع معابر ، لمقال ل باسم محمد حبيب  بعنوان " متعة الحج قبل الإسلام وعلاقتها بالزواج المقدس " . التساؤل المهم أن أولياء الأمر نهوا عن الكثير من الطقوس والشعائر والنصوص قديما كعمر ، ولكن بعضها بقى ساريا حتى خلافة أبو بكر الصديق .. والأن ألا  يوجد من رجل دولة أو فقيه أو شيخ أو مفتي أو مفكر أو داعية .. أن يقول كلمة حق ، مثلا : لتكن شعائر ومناسك وطقوس الحج على 10 دفعات  ، يبدأ أولها بعيد الأضحى والتسعة الأخريات بعده ، وبين الطقس والأخر مثلا 10 أيام ، وأن يحدد في كل وجبة 100 ألف حاج ، ألا يوجد من مغيث لهذه الأمة ، في هذا المنسك الصعب ، الذي تشابك أسلاميا ووثنيا في شعائره وطقوسه ، ألا يوجد من منقّذ لطقوس أصبح بعضها متأخرة  حضاريا عن الزمن الحالي من ناحية المجريات وخاصة المجتمعية منها ، كما أن الحجيج أيام المسلمين الأوائل  كانوا لا يتعدون عدة مئات ، بينما الأن يعدون بمئات الألاف .. أذن لا بد من حل جذري لطقوس ومناسك وشعائر الحج من أجل أنسياب أمن لسير عملية الحج ودون التضحية بالحجيج / كما حدث مؤخرا ، وبنفس الوقت دون المساس بركن الحج .
كلمة الختام :
 كما تبين أن الحج الأسلامي ،  بشكل أو بأخر ، هو أمتداد للحج  الوثني الجاهلي ، مع أضافات بهذه الجزئية أو تلك ، لذا وجب أن يكون الحج الحداثوي ذا صبغة أو مفهوم أسلامي تام ، ولا يكون كذلك ألا بأخراجه من لبوسه الماضوي ، وهذا لا يتم ألا بثورة طقسية في الشعائر و المناسك ، وبكل ما يتعلق بها من توقيتات وتقاليد وأساليب وأعراف وصيغ .. ، مع ألغاء المظهر الوثني الجاهلي ، خلاف ذلك نكون لا زلنا ندور في فلك الحج الوثني !

431
                           خواطر شخصية .. غير صالحة للنشر

 1. الكراهية ، صفة ليست من الأنسانية ، لأن الأنسان يولد سويا ، الكراهية صفة لاحقة ، حيث أن ما يكتسب من صفات حياتية ومجتمعية وسلوكية ، تكون لاحقا ، كما أن أي مدخلات  لصفات سلوكية سامية كالمحبة ينتج عنها رد فعل معين ، لذا عندما تتغلغل المحبة ، تتفتفت بذور الكراهية ، لأن تأثير وفعل المحبة أعظم وأقوى ، المحبة تجعلك أن تسموا  ولا تدفعك الى تكفير الاخرين / مثلا ، التكفير مشكلة العرب ودعاتها وشيوخها ، نحن فقط نكفر وندعو على الأخرين ، التكفير نابع من الكراهية ، والذين يحيون بالكراهية ، ناس متقوقعين على أنفسهم ، الكراهية تدمر القيم و الأخلاق ، وتعمل في حال تعميمها على خلق مجتمع مريض ، غير مترابط  الأواصر ، هكذا مجتمع لا يمكن أن يكون شعبا لوطن ، بل يكون بؤرة من العفن الأخلاقي لا يستمر ولا ينمو ، لأن الكراهية عقيمة ، أما المحبة فهي خير و عطاء .
  2. العقيدة الدينية ، من الضروري أن تكون كل الأفعال المجتمعية الخاصة بك ، تتوافق مع نهج ما تؤمن به بشرط أن لا تخالف القيم المطلقة للمجتمع ، فمن الضروري أن تتفاعل مجتمعيا ، بشكل يتناسب مع معتقدك الديني ، كما يجب أن يتوافق فعلك المجتمعي مع مصالح شعب أنت تعيش بين جنباته ، ضمن وطن واحد  ، وطن يجمع كل أطياف المجتمع تحت مظلته ، حتى الملحدين واللادينيين منهم ،  خلاف ذلك نكون مغردين منفردين ، وكل يبكي على ليلاه ، وبالنتيجة تتيه ليلى ويتيه المواطن ويتجزأ الشعب ويضيع الوطن .
  3. دول العرب ، لا زالت تؤمن بمعتقد وبقيم وتنهج منحا أخر غير ما تؤمن به ، أغلب أفعالها ليست صادقة ، تتظاهر بوحدة الشمل و الأتجاه والهدف ، وهي مختلفة فيهم ، دول العرب .. هي دول الأجتماعات و اللقاءأت و المؤتمرات والمناسبات ،  دول الخطب و الشجب و الأستنكار و الأستهجان والأستغراب والتعجب ، توعد ولا تنفذ تقول ولا تفعل ، دول .. سنحرر و سنطهر وسنعمل .. وهي دول مستقلة ظاهريا ، ومحتلة من الداخل  ، شعوبها مكلومة ، لأنها دول الأنبطاح .. لا تقدم ولا تؤخر في القرارات الدولية ألا مايريد الأخرين منها أن أتفعل !
4. حج المسؤولين العراقيين بعد 2015-09-10 ، الشعب بعضه لاجئ ، والباقي مظلوم ، محروم ، مسقوم ، والمسؤولين العراقيين  يحجون الى بيت الله ، حتى يقولوا للعالم أنهم مسلمين ، ونسوا في حالة كونهم مسلمين ، قول الخليفة عمر الخطاب " لو تعثرت دابة في العراق لخشيت أن يُسأل عنها عمر لمَ لم يمهد لها الطريق"  ، الأن الدابة لا تتعثر ولكن الشعب العراقي قد تعثر وهجر بلاد المسلمين  ، شعب مهجر ، شعب مشرد لاجئ في دول الكفار ! والسؤال الذي يسأل من الكافر الذي يشرد شعبه أو الذي يستقبل المسلمين ! أن حج المسؤولين العراقيين لا يصلح من الوضع العراقي المتردي ، الحج لا يقوم الفاسد ، المسؤولين يحجون بأموال نهبت من قوت الشعب ، فلا يقبل لا حجهم ولا صلاتهم.
5.  قبول اللاجئين في بعض الدول العربية / بعد تهري مواقفهم أمام العالم ، وذلك على أثر أستقبال اللاجئين من قبل ألمانيا وغيرها ، حيث أصبح موقف الحكام العرب يدعو الفرد أن يتبول على نفسه .. لذا أخذ الحماس بعض الدول وبينت أنها مستعدة لقبول اللاجئين ! سؤالي بخصوص المملكة السعودية ، على سبيل المثال وليس الحصر ، هل تقبل السعودية المسيحيين / النصارى الكفار ، كلاجئين ، الذي يدعى عليهم ليل نهار في جوامع السعودية بالهلاك والدمار و الفناء ! وما هو هامش الحرية في المملكة للسعوديين أصحاب الدار / كما يقال ، حتى يكون هناك موطأ تنفس لللاجئين ! والتعجب قبل أيام / 12.09.2015  ، تنشر الميديا السعودية فجأة عن وجود 2.5 مليون لاجئ سوري لديها ! ، فلماذا لم تصرح بهذا العدد سابقا ، لا أدري هل هذه مزحة أم ماذا ! ولا بد أن نشير بكل أعتزاز الى أستقبال اللاجئين العراقيين و السوريين  في كل من الأردن ولبنان ، منذ بداية الازمة ، بالرغم من محدودية أمكانيتهما ، والشكر أيضا موصول لبابا الفاتيكان / الكافر ، الذي دعا الى أستقبال اللاجئين وفتح بيوت المسيحيين لهم !
6. الحكام العرب و شعوبهم ، أيها الحكام قبل أصدار قراركم بقبول اللاجئين العرب ، تصالحوا مع شعوبكم ، أفتحوا قنوات التفاهم والمحبة والتواصل ، حتى شعوبكم لا تهاجر .. ولا تنافقوا ، وأحكموا بالعدل ، المال لا ينتهى من تكديسه وتخزينه ، أما العمر فمحدود ، لا تجعلوا نهايتكم كالرئيس الأيطالي موسوليني  ، أو الرئيس الروماني شاوشيسكو ، أو الرئيس الليبي القذافي .. أعلموا أن الشعب عندما يثور فسوف لا يرحم أي ظالم أو أي سارق لقوته !
7. لا زال الشيوخ والدعاة / المسلمين ، مهتمين بالجهاد وبالتحريض على القتل و الأنتقام و التكفير ، ناسين ما أقترفتم أيديهم ، من تشريد شعوب ودمار أوطان ، هؤلاء الثلة تعيش الحياة الدنيا ترفا و بذخا ، وهم يدعون الاخرين للأخرة ، ويدعون الشباب للجهاد وللقاء حور العين ، وهم بقصورهم نائمين حالمين ، تاركين الشباب ، تائه ضائع ، ولم يكفيهم شباب العرب ، بل الأن أتجهوا غربا لشباب أوربا وأميركا و..!
 8. كلما يزداد ، الدفع و الضغط نحو الدين والتدين ، أرى أن هذا الفعل يقابله ضيق وتنافر مجتمعي ينعكس في أتجاه أخر ، لهذا نرى أرتداد الشباب والمثقفين عن الدين ، ويتم الأتجاه نحو العلمنة ، وفي احيان أخرى نحو الألحاد و اللادين ، هذا الوضع أختصارا ، له مسبباته ، منها حال التفرقة الدينية والمذهبية و الطائفية الذي يعيشها المجتمع ، ومنها النصوص الدينية القديمة وعدم ملائمتها للحداثة ، ومنها أن القدوة من رجال وشيوخ الدين و الدعاة يمثلون قدوة سيئة ، لهذا أن الثقة أنعدمت بين الجيل وبين ماتدعوا أليه هذه الثلة من الدعاة ، كذلك بين الجيل وبين الخطاب الديني للمؤسسة الدينية !
9. أن السياسيين الشرفاء المخلصين باتوا الأن عملة نادرة ، كندرة " الكافيار " ! ، لأن سياسينا الأن أصبحوا   كالسمك الرخيص ، السمك النتن .. متى تكون العملية السياسية عملية أيجابية تصب لصالح الشعب ! ، متى تبتعد العملية السياسية عن المصالح الدولية ! ، متى تفضل مصلحة الشعوب على مصالح المنتفعين من السياسيين الفاسدين ! ، متى يبتعد السياسيين عن الأختباء خلف ستار الدين والشعارات الرنانة ! ، متى تنهج العملية السياسية الشفافية بدل الخداع ! ... ومتى نلقي السمك النتن في مزبلة التأريخ .. متى !


432
أدب / قوت شعب
« في: 20:44 14/09/2015  »

قوت شعب

يوسف تيلجي

أسف
لا تغير الموضوع
الشعب
يموت فقرا
قبل
أن يجوع …

شعب قبلته خبزه
فطوره قهر
وعشاؤه
دم و دموع ...

شعب
فقد أبناؤه
والرضيع الذي
بحضنه
رأسه مقطوع ...

كل صباح
عزاء
وباقي اليوم
يعيش مع الأسى
منكوب مفجوع ...

شعب
يمحى تأريخه
وهو
مقيد اليدين
موجوع ...
يصرخ
ولا مستجيب
وهل لصرخة الأخرس
صدا مسموع !!!

علموه أن يسير
أعمى العينين
بلا هدى
و كل نغم
أو كلمة حرة
عنده ممنوع ...

السادة و الشيوخ يفتون
في الأقصاء والتكفير
و التهجير و الجهاد
والشعب " مفعول به "
ورأسه مرفوع ...

نظام
يديره
ساسة لصوص
و الشعب مظلوم يوما
و يوما مقموع ...

أسف مرة أخرى
لا تغير الموضوع
فالشعب مصلوب
والجلاد نظام جائر
والعتب مرفوع ...

433
                                    مسألة اللاجئين  و " النواصب و الروافض والكفار "

      لست ارى من موضوع يستحق الكتابة في الوقت الحاضر ، سوى موضوعة " اللاجئين " / وقد كتب غيري فيه الكثير ، دون الدخول في تفاصيل أستقبال اللاجئين من قبل ألمانيا وغيرها ، وكيف كان طيب الأستقبال ، فمن خلال أستقراء الوضع الماضي و الحاضر ، أتضح  وضعنا كعرب ، وهذا ليس سبقا فكريا ، ولكن هذا ما نعانيه منذ قرون ، أتضح أننا ، متفقهين ومتخصصين ومتمرسين ومتعودين ، في أساليب الهجوم المذهبي بيننا ، هؤلاء نواصب وذلكم روافض ، هذا الذي يجمعنا ويوحدنا ، وهو الذي يفرقنا بنفس الوقت ، فنحن شردتنا دولنا ، وزاد في ذلك حكامنا ، أما شيوخنا وخطباء مساجدنا ودعاتنا ، فلهم منهج ومسلك ومنحى أخر ، لأنهم العامل الرئيسي  والدافع الأساسي و المحرض الخبيث في أشعال الحروب و الفتن والدعوة للجهاد ، بدل الحث على الود والمحبة والأخاء و التسامح ، أضافة لذلك لهم السبق في القذف والسب والدعاء على الأنجاس الكفار ، أحفاد القردة و الخنازير الظالمين ، عبدة الصليب و الأوثان النصارى ، و اليهود ، هذا وضعنا وهذا حالنا وهذا ما جاد به حكامنا ودولنا وشيوخنا علينا .. والحمد لله !
وسائل يسأل ، أنتم أجمع كدول عربية و أسلامية ، كنتم سببا في أشعال نار الحرب  ، في سوريا و العراق ، وأنتم كنتم مددا لها ، وأنتم أضفتم الجمر على حطبها كحكام ، أما التحريض على الجهاد هناك كان من قبل شيوخكم ودعاتكم .. وكان نتيجة دوركم وثمرة أشعالكم لنيران الحرب عامة ، هذا السيل من اللاجئين ، الذي أبتلع البحر بعضه ، و البعض الأخر قتله عناء السفر ، أما كان من الواجب الأسلامي ، أن تتحملوا جزءا من وزر ما أقترفت أياديكم ، أن تضم دولكم هذا الكم من البشر ، أنسيتم قوله تعالى  " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ... " أل عمران 110 ، أم تطبقون الأية أنتقائيا ، ألم يقل الرسول " الأَقْرَبُونَ أَوْلَى بِالْمَعْرُوفِ " .. أنتم تلبسون الجلاليب القصيرة وتحفون الشوارب وتكرمون اللحى وتنسون ذوى القربى و المساكين ، يا أمة أنطبق عليها قول شاعر العرب الأكبر أبو الطيب المتنبي :
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم ........................يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
أنتم أمة الجنس والبترول والغلمان والخطب و الكذب و النفاق والدسائس و المصالح .. أنتم أمة بلا رحمة ، لأنكم لا تعرفونها ، يقول مارك توين  " الرحمة هي اللغة التي يسمعها الاصم و يقرأها الاعمى . " أما أنتم فأعينكم مبصرة ولا تبصرون ، أما قلوبكم فولدت ميتة ، أنتم دعيتم على الكفرة وعبدة الصليب بالهلاك والطاعون و الموت والخراب ، وهم الأن يحتضنون أطفالكم ويعالجون متعبيكم ويطعمون جياعكم ، عملا بأية من إنجيلهم " متى - الأصحاح 25" (  تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُم ) ... فألى متى يا أمة الجهل ،  تبقى روؤسكم بالرمال ، متى تتعضون ومتى تبقون بلا قرار وهدف و أمل تحت رحمة الحكام وجهل الشيوخ والدعاة !



434
                           حيدر العبادي والوقوف بين " المطرقة  و السندان "
قد كان لي وطنٌ أبكي لنكبته      واليوم لا وطن عندي ولا سكن                                                                   ولا أرى في بلاد كنت أسكنها     إلا حُثالة " ناس قاءها الزمن "
مقطع من قصيدة للشاعر / معروف الرصافي 1875 - 1945 م  ( أكاديمي وشاعر عراقي  ، ولد ونشأ في بغداد  ، من أب كردي النسب وأم تركمانية ، وعمل في حقل التعليم وله عدة اصدارات شعرية وأدبية ، بني لهُ في بغداد تمثال لتمجيد ذكراه ، من أهم كتبه / المثيرة للجدل ، الشخصية المحمدية ) .
أستهلال :
     في موضوع ذات صلة بالبيت الشعري أنفا ، الشعب العراقي الأن ، يحكم من قبل ثلة من الرجال ، كما يقول الشاعر معروف الرصافي عنهم : قد  قاءها " أي تقيأها " الزمن ..
النص :   
    هل يمكن لرجل / وأن كان حقا وطني وشريف ، أن يقاوم طابورا من خونة الوطن ، من الذين تربحوا من المنصب دون تمييز أن كان منصبا سياسيا ، أو حزبيا ، أو حكوميا أو دينيا .. ، طابورا حاول طمس العراق هوية وتأريخا وحضارة . ، ولكي نضع النقاط على الحروف ، دعونا نسرد و نشعل الأضاءات الاتية ، ونتساءل كيف سيتعامل حيدرالعبادي معها ، وهو قياديا في حزب الدعوة الحاكم :
1.   رئيس الحكومة / أي العبادي ينتمي الى حزب الدعوة ، وغالبية المناصب الوزارية من هذا الحزب .
2.   البرلمان كذلك جله من حزب الدعوة .
3.   الوظائف القيادية  كذلك يشغل حزب الدعوة معظمها .
4.   بنفس نسق النقاط الثلاث سابقة الذكر تحتل أحزاب وكتل الفئات المشاركة بالعملية السياسية في تمثيل أحزابها في بعض المناصب السابقة ، بشكل أو بأخر ، من عرب وكرد وتركمان ..
5.   حزب الدعوة ونفس الكتل السابقة يحتل أتباعها ، قيادات في الجيش و الشرطة و الأمن و المخابرات ..
6.   ثلة من الرجال / من الدعوة و الكتل المختلفة ، تشغل مناصب مهمة في المراكز الحساسة ، كالمجلس الأعلى للقضاء ، هيئات الأنتخابات  و الدرجات الأستشارية .. .
7.   أضافة الى كل ذلك وغيره ، هناك ملفات رجال الحكومة اللامركزية للمحافظات .   
8.   دور أيران بثقلها ومصالحها ، ومن تساند ومن تدعم ومن تخالف وتضادد ..
9.   المرجعية الدينية ، وتوجهاتها السابقة و الحالية ، وتأثير الخامنئي / مرشد الجمهورية الأيرانية الأسلامية ، على قراراتها ، أضافة الى تدخلات قادتها العسكريين ، أمثال / قاسم سليماني . 
10.   وكيف سيحدد / العبادي ، من دور ما يسمى " النشاط الأيراني الحر " في العراق !   
11.   للعلم قضت الجمعة الماضية 28.08.0215 دون حراك سياسي يذكر من طرف العبادي ، عدا ما يقال عن نيته فتح تقاطعات المنطقة الخضراء ..
12.   أن أي تأخير في القرارات ، يعني ترتيب أوراق الثلة المشبوهة من ناهبي ثروات العراق !!                                                             
   السؤال الذي يتبادر للذهن ، هل الدكتور العبادي  قد رتب الأمر لكي يعالج كل الملفات المعقدة السابقة ، بكل خطورتها ، وحساسيتها ، ومضاعفاتها ، وهل لديه سندا  " قويا ومخلصا ووطنيا " في القوات المسلحة يوأزروه في وثبته / كقوة عمليات بغداد والفرقة الذهبية وغيرها ، ( للعلم كانت القوات المسلحة في العهد السابق يمنع عليها الأنتماءات الحزبية لغير حزب البعث الحاكم ) ،  وهل يضمن رد فعل الكتل المتضررة ، بل بالأحرى أغلب الكتل ، وكيف سيواجه العبادي نوابه ، ونواب الرئيس / خاصة الرئيس فؤاد معصوم  لم يكن راضيا عن كل قرارات العبادي ، وكيف سيتعامل  مع وزرائه والبرلمانيين ، و كيف سيجابه الذين   ظلموا  الشعب ، وكيف سيحاسب اللصوص الذين قطعت عنهم مصادر الترزق من المال الحرام ... من الضروري أن يعلم العبادي ، أن أطلاق الكلام على رسله ، سهلا في صياغته وفي بثه ، ولكن الرجال تبان وقت الفعل و التطبيق ..  العبادي ماض في طريق ،  لا رجعة فيه ، فأما أن ينتصر لأرادة الشعب ، ويكون " مطرقة " يكمل  ما بدأ به ، وأما أن ينصاع الى ثقل ومصالح الأخرين ، ويكون " سندانا " مع الذين خانوا الشعب ، ويكون بهذا تحت " مطرقة الشعب " ، وينساق الى زاوية مظلمة في التأريخ  ذليلا خانعا ، فكيف سيكون قرارك أيها الواقف " بين المطرقة و السندان " !   

435
                                            برقية الى المتظاهرين /  بداية النهاية 

  ( أن الفقر .. هو أب الثورة و الجريمة / أرسطو " 384 ق.م - 322 ق.م "  فيلسوف يوناني ، وهو تلميذ أفلاطون  ومعلم الإسكندر الأكبر ، وواحد من عظماء المفكرين ) .

     أن أسقاط  " الحكم والنظام " في بغداد / نيسان 2003 ، ( وليس أسقاط بغداد كما يدعي البعض ، أن بغداد ليس نظام حكم  كي تسقط ، بغداد عمق تأريخي ، والتأريخ لا يسقط  ولا يهمل أو ينسى بالتقادم ، كما أن نقوش الماضي لا تمحى من ذاكرة البشرية ! ) أسقاط الحكم في بغداد قاد الى تشكيلة مجتمعية وسلطوية غريبة ، يمكن أن نحددها بالأتي ، أولا  ، طبقة من الحكام الجدد - المتعطشين للسلطة والمال الحرام ، باعوا العراق أرضا وحضارة ، ولأول مرة / هؤلاء الحكام الجدد ، شذاذ الأفاق ، الذي أتوا  من كل فج عميق ، أغلبهم نكرات لا يعرف لهم تأريخ ، وينطبق عليهم قول الشاعر الشعبي العراقي الملا عبود الكرخي  - ( 1861 -1946 م ) شاعر شعبي عراقي نظم الشعر باللهجة العراقية  :
" لقلق خري .. لقلق بال     أبن الطويلة قصر وأبن القصيرة طال " ، الحكام الجدد ، تاجروا بالشعب  بأسم تحرير العراق ، ثم أنقلبوا على الشعب ، فأردوه قتيلا صريعا بالضربة القاضية  مخضبا بدمائه من الجولة الأولى ، ولم يكتفوا بهذا بل ، تركوه يحتضر وحيدا وهم يشربون نخب فوزهم على الشعب ، وتفرغوا بعدئذ   لشفط  المال نهبا وبشراهة الحيوانات المتوحشة . ثانيا ، طبقة من رجال الدين المسييسين ، الخادعين للبسطاء من الشعب ، مستغلين الدين من أجل الحياة الدنيا ، وهم حقيقة تركوا الله والدين في أدراجهم المقفلة ، وأن هتافات المتظاهرين :       " بأسم الدين باكونا الحرامية " أكبر دلالة على الوضع المتردي دينيا ومجتمعيا ،  ثالثا ، شلل من رجال الأعمال الفاسدين ، أستخدموا من قبل الحكام الجدد من أجل تنفيذ الصفقات المشبوهة ، رابعا  ، الشعب ، فئة تستطيع أن تصفها ما شئت ، الفئة المقهورة المظلومة المحرومة المنهوبة .. ، هذا برأي ، توصيف بسيط للوضع الحالي الذي أستمر لأكثر من 13 عاما ، وهكذا وضع كان لا بد أن يتصدع ويتفجر ، فكانت المظاهرات التي أنبثقت في تموز 2015 ، والمفروض أن تكون بداية النهاية  للطبقة الحاكمة الفاسدة .
وهنا التساؤل ، أن كانت هذه المظاهرات لغرض التظاهر ، فستكون صيحات المتظاهرين قد ذهبت سدا ، لأن الوضع ليس وضعا عاديا ، نعم هناك الكثير من المطاليب ، التي لا يمكن أختصارها مثلا ب ، " ألغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين المتقاعدين أو تقليص حمايات الشخصيات و المناصب الحكومية التي تكلف ميزانية الدولة مليارات الدنانير والترشيق الوزاري وحذف مناصب نواب رئيس الدولة و رئيس الحكومة  .. " هذا وغيره لا يحلل من الوضع المتأزم الذي وصل الى طريق مظلم لا رجعة فيه ، هذه المطاليب وغيرها خنقت الشعب بالفعل .                   أن الأمر يحتاج الى ثورة تعمل على تغيير منظومة فاسدة دمرت العراق وقضت على أمال شعب مغلوب مفجوع ، الأحداث تستلزم  نخبة ثورية أبية من ضباط الجيش العراقي الباسل ، تساند الثوار ،  وتضرب بيد من حديد الفاسدين ، وتتحمل بالوقت نفسه مسؤولية ما ستؤول أليه الأوضاع في حال  سحب البساط من تحت أقدام الفئة الباغية من قبل الثوار ! والعراق برجاله  ، أهلا لهذا الدور ، وبهذا الوضع يصح قول " فلاديمير لينين " / ولد في 22 ابريل عام 1870 - توفي 21  يناير عام 1924 ، وهو  ثوري روسي ماركسي كان قائدا للحزب البلشفي والثورة البلشفية ، كما أسس المذهب اللينيني السياسي رافعاً شعاره الأرض والخبز والسلام :  ( لن يكون بأمكانك القيام بثورتك وأنت ترتدي القفازات البيضاء ) !! وهذا لا يعني بأنني أومن بالأفكار والمبادئ الشيوعية لهذا الرجل ، ولكني أرى أن قصد ومغزى قوله في التغيير الثوري ضرورة  ملحة ، وقد أن أوانها ، بعد أن ( بلغ السيل الزبى ) !! وأختتم مقالي بمقطع من خطبة " الحجاج بن يوسف الثقفي " ، حيث يقول :
( أني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها ، وإني لصاحبها ، وإني لأرى الدم يترقرق بين العمائم واللحى ) .

436
                                         العراق ... وأزمة الهوية
 أستهلال :
ويا حكام المهزومين  .. ويا جمهورا مهزوما .. ما أوسخنا .. ما أوسخنا.. ما أوسخنا ونكابر
ما أوسخنا .. لا أستثني أحدا هل تعترفون
----------------
ونعوي في الصحراء بلا مأوى .. هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكية ؟ .. هذا وطن أم مبغى ؟
هل أرض هذه الكرة الأرضية أم وكر ذئاب ؟
 ( * ) مقطع من قصيدة  لمظفر النواب /  " شاعر عراقي معاصر ومعارض سياسي بارز وناقد ، تعرّض للملاحقة وسجن في العراق ، عاش بعدها في عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوربية اخرى ،  ولد عام 1934 ، اكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب ببغداد " .

المقدمة والنص وكلمة الختام :

     العراق بعد 2003 فقد  الهوية ، بل أنتزعت منه الهوية ، ولا أقصد أنه كان له هوية من قبل / بالمعنى المطلق والمتعارف عليه  للهوية الوطنية ، ولكن الأن تماما فقد الهوية ، بغداد ليست بغداد ، والراية ليست كما كانت ، والرافدين أصبحا مدفنا للجثث ، و النخيل بل ثمر / وقد نستورد يوما التمر ، كما نستورد باقي السلع ضرورية كانت أم كمالية أو أنتاجية ، العراق بلا هوية ، لا أستطيع أن أحدد مسببات فقدان الهوية ، لأنها لا تعد ولا تحصى ، فتعددت الأسباب والموت واحد / فقدان الهوية ، لا أدري ما الذي حصل ، حكام العراق الحاليين ، ملتحين أو معممين ، وبعضهم غير ذلك ، ولكنهم يصلون ويصومون ويزورون الأضرحة ، وبعضهم حتى يلطمون على سيد الشهداء الحسين / وهو براء منهم ، ولكن الكل ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر أو أغفل النظر عن الوضع ، حتى تضيع الهوية ، فالعراق مقسم ، العراق مجزأ ، العراق مغتصب ، العراق مشرذم ، العراق طائفي ، العراق مذهبي ، العراق بؤرة من الاحزاب و التكتلات ، العراق منهوب ، العراق يحترق ... من المستفيد من كل هذا ، يبقى سؤال بلا جواب !!
لأول مرة الحكومة والبرلمان والحكام يتفقون على ثورة / أو أنقلاب ، ضد الشعب ، هي سلب هوية العراق . أيهاجر الشعب أم يفنى الحكام الجدد . تأكد لنا أن رجال الدين و المتدينيين ، عندما يجرمون أو يقتلون أو يسرقون أو ينهبون .. يكونون أكثر  دموية و شراسة ووحشية وشراهة من " العلمانيين الكفرة " !! لم نسمع أن الراحل نوري السعيد أو الزعيم عبد الكريم قاسم / مثلا ، كانا  من أصحاب المال و العقارات ، وحكام اليوم يملكون المليارات ، كانوا يقولون أن الباشا نوري السعيد " كان يشرب العرق " ، أيها الحكام أشربوا ما تشاؤوا من .. !! لكن أعدلوا و أنصفوا مثله ! وأحكموا مثلما حكم ، وسائل يسأل / من جانب أخر ، ماذا فعل الباشا حتى تخرج المظاهرات / أبان العهد الملكي ، التي تقول " نوري السعيد القندرة وصالح جبر كيطانة " ، أذا كان الباشا " قندرة " .. وهو الذي كان له القدر الأعظم في " وجود دولة أسمها العراق وتأسيس جيشه و جعله عضوا في جامعة الدول العربية و عصبة الأمم .." ، من جانب أخر ،  ماذا قدم الحكام الجدد من أنجازات !! وماذا يجب أن نهتف لهم على ما فعلوه بالعراق !! أين أنت أيها الشعب المغيب بمسيرات الزيارات و اللطم ، الحسين لا يحتاج الى مسيرات ولا الى لطم .. الحسين قال " أللهم أجعلني أن أبيت / أبات ، مظلوما ولا ظالما " ، ونحن نقول الى متى يبقى الشعب مظلوما ، مسلوب الأرادة ، لا حول له ولا قوة ، في بعض الأحيان أشكك بأن هذا هو شعب العراق ، الذي يقال عنه شعب الثورات من الأربعينات وحتى مطلع الألفية الثالثة ! متى ترجع لك الهوية الثورية ، وتحاكم من نهبوك وشردوك وجعلوك لاجئا  في  الشتات .. 
وأختتم مقالي بمقطع  من قصيدة لي في مطلع  2012 عام ، أقول فيها / وهي محاورة بين الحكام و الشعب :
ولكن  سامحنا أيها الشعب
فنحن لا نعرف
كيف أسعادك
وكيف نحقق  لك
الاحلام ...
-----------------
و كيف نوفر لك العيش
و الأحترام
و نحن نسينا الله
و عبدنا الكراسي
و أصبحت حياتنا
حرام  في  حرام ...
-----------------
و أنا .. أقول أيها الشعب
عش كما قدروا  لك
مذلولا  و أذهب للجحيم
أو أنتفض
و أشنق  الأقزام ...


437

                                          الدول العربية .. بين الأسلمة و المستقبل المجهول
(  الدول العربية كفتاة فقدت بكارتها ، مرة برضاها  ومرات أخرى بالأغتصاب ، ولكنها لا زالت تكابر بعذريتها /  .. كاتب المقال ) .

       الدول العربية تعيش مرحلة ، تعتبر من أصعب المراحل ، مرحلة هجينة بين السلطة و الدين ، وهذه المرحلة قد تتحدد  من خلالها  نموذج شكل الحكم الذي ستتبناه ، أو من الممكن أن تبقى تتخبط وأن لا يتحدد أي نموذج لأي حكم ، أو أن لا تبقى الدول نفسها ! دول تتأمرعلى شعوبها من ناحية وعلى بعضها البعض من ناحية ثانية ، دول وتظهر المودة فيما بينها في اللقاءات والقمم البروتوكولية ، دول في الوقت الحاضر / بعضا منها ، لا تستطيع الوصول الى السلطة ألا عن طريق الدين ، طبقا للمبدأ الميكافيلي " الغاية تبرر الوسيلة "  ، لهذا فهي تعزف على هذا الوتر الذي تضلل به عيون شعبها التائه المستغفل عن حقيقة واقعه المزري سياسيا وأجتماعيا و أقتصاديا ... ،  دول ترغب في تشكيل أنظمة بمقاسات دينية ، هذه المرحلة نفسها مرت بها أوربا في القرون الوسطى / المظلمة ، عندما كانت الكنيسة هي المسيطرة على الدولة و الدين معا . الدول  العربية  حاليا ، لا تفقه ماذا تريد ، فبعضها نهج مبدأ الثورات / الربيع العربي ،  ووقع في مستنقعها ! و البعض الاخر يأمل أرجاع عهد الدعوى المحمدية  ، زمن  الخلافة الأسلامية ، ونسوا أن محمدا قد مات (  روى البخاري في صحيحه : كتاب المناقب - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا  "عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ ، - قَالَ : إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي بِالعَالِيَةِ - فَقَامَ عُمَرُ يَقُولُ : وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : وَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ ، وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ، فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ " فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَهُ ، قَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُذِيقُكَ اللَّهُ المَوْتَتَيْنِ أَبَدًا ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ:  أَيُّهَا الحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَقَالَ : أَلا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ ..  / نقل بتصرف من موقع مكتبة المسجد النبوي الشريف ) ، أذن الحي الباقي الذي لم يمت هو الله ، والله ليس له دين ! فأسسوا أيها الحكام دولة المواطنة بعيدا عن الدين والعقيدة ، أرى أن الدول العربية تمر بحالة من الأسلمة الدينية ، والحكام العرب يعيشون وضعا شيزوفرونيا ، فمن جانب يدعون بأنهم خدما  للأسلام و الدين و الدعوة والعقيدة ، ويتمثلون بالرسول محمد ، ومن جانب أخر يعيشون حالة ترفية لم يسجل التأريخ مثيلا لها ، فالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز / خادم الحرمين الشريفين ، مثلا ، يخطط لقضاء أجازته في فرنسا في - نهاية تموز وبدابة أب  2015  (( اعلنت السلطات الفرنسية المحلية لوكالة فرانس برس الاحد ان شاطئا للعموم في جنوب فرنسا يقع بجوار فيلا تملكها الاسرة المالكة السعودية ، سيغلق خلال الاجازة الصيفية للملك سلمان التي تبدأ الاسبوع المقبل . وقال فيليب كاستانيه احد المسؤولين عن منطقة غراس لوكالة فرانس برس “ فور ابلاغنا من الحرس الملكي السعودي بتاريخ وصول طائرة الملك سيمنع الشرطيون قبل 24 ساعة من اليوم المحدد اي شخص من التوجه الى الشاطىء طيلة فترة اجازة الملك ” وذلك لاسباب أمنية . وعممت السلطات البحرية قرارا مماثلا يحظر الابحار حتى عمق 300 متر قبالة الفيلا التي تمتد على كيلومتر على الساحل في خليج جوان في منطقة فالوريس قرب مدينة كان . وقرار منع اي شخص من التوجه الى الشاطىء المعروف باسم ميراندول اثار سخط وغضب رواده . فقد باشر عمال منذ الاربعاء تثبيت باب حديدي عند النفق المؤدي من الفيلا الى الشاطىء الرملي . وبحسب الصحف الفرنسية سيرافق الملك سلمان -  79  عاما  "  الذي اعتلى عرش السعودية في كانون الثاني  يناير / 2015 ، اثر وفاة الملك عبدالله " ، اكثر من 400 شخص خلال اجازته / نقل بنصرف من موقع وكالة أوقات الشام الإخبارية )) ، أما الرسول محمد / الذي يتخذ منه الملك سلمان قدوة له ، فلم تذكر كتب السيرة النبوية أن كان يتمتع بأجازات ترفيهية ، خارج مكة و المدينة .. ، لأن حياته بأجملها كانت بين الوحي / جبريل  ، والدعوة و الغزو والسبي ، ومن الممكن أعتبار الوقت الذي يطوف به الرسول على زوجاته وسباياه هي بمثابة الأجازة ! .
الحكام العرب يقولون ولا يفعلون ، لذا الدول العربية / التي يحكموها ، في تراجع مستمر ، لأنهم لا يعيشون الحاضر الفعلي للزمن ، مثل باقي الأمم ، ويحظرني بهذا المقام قول الدكتورعلي الوردي)  1913- 13 تموز 1995 م ، وهو عالم اجتماع عراقي ، أستاذ ومؤرخ ،  وعرف باعتداله وموضوعيته وهو من رواد العلمانية في العراق  )  : " أن العرب أمة تعيش في الماضي ، ولا تحسن التعامل مع الزمن الذي تعيشه ، وهذا سبباً في تخلفها " .. 
       أيها الحكام تعاملوا مع الوضع العربي / المأزق ، ولو لمرة واحدة بوضوح وشفافية وصدق ، بعيدا عن المنطلقات الدينية والمذهبية والطائفية ، وتيقنوا أن الدعوة المحمدية أنتهت بموت الرسول ، وبدأ من بعدها عهد الحكم والسلطة ، وللنهوض بأنظمة الدول العربية يستلزم خلق حراك أنساني و أجتماعي وحضاري ، مع ثورة على الواقع الديني المتخلف ، وأرى أن يقود كل هذه الفعاليات رجال فكر متنورون وليس شيوخ دين يعيشون في حقبة البداوة وبعقلية جاهلية مغلقة ،  من أجل مستقبل أفضل لشعب مغيب ! 
 

438
                              سبي النساء .. بين الشرعنة و الأغتصاب
أستهلال : أي فعل في الحياة المجتمعية ، مهما كانت مرجعيته ، دينية سياسية أو قبلية ..  ، أي فعل من هذا القبيل  أذا خالف المفهوم و العرف الأخلاقي و الأنساني ، يجب تركه و السعي على تجريمه أخلاقيا و أنسانيا معا ، والسبي أحد هذه الأفعال … في هذا المقال أحاول محاولة متواضعة ربط سبي النساء  بالأغتصاب  .
تعاريف : بخصوص مفهوم السبي في الإسلام ، فقد جاء في " الموسوعة الفقهية الكويتية " : السبي والسباء لغة : الأسر، يقال : سبى العدو وغيره سبيا وسباء : إذا أسره ، فهو سبي على وزن فعيل للذك والأنثى سبي وسبية ومسبية ، والنسوة سبايا ، وللغلام سبي ومسبي . أما اصطلاحا : فالفقهاء في الغالب يخصون السبي بالنساء والأطفال ، والأسر بالرجال ، ففي الأحكام السلطانية :  الغنيمة تشتمل على أقسام : أسرى ، وسبي ، وأرضين ، وأموال ، فأما الأسرى فهم الرجال المقاتلون من الكفار إذا ظفر المسلمون بهم أحياء ، وأما السبي فهم النساء والأطفال . وفي مغني المحتاج : المراد بالسبي : النساء والولدان . ومما سبق يتبين أن السبي لا يشمل كل نساء البلاد المفتوحة وإنما يطلق على من أسرهم المسلمون في غنائمهم من النساء والأطفال ، ومن ذلك فتح الأندلس ، فلم يكن السبي ليشمل كل نساء مدنها عددا .. / نقلت بتصرف من موقع مركز الفتوى .  أما الأسرى ، فهم الرجال المقاتلون من الكفار إذا ظفر المسلمون بأَسْرهم أحياء ./ نقل بتصرف من موقع نداء الأيمان .
أما الاغتصب في اللغة العربية يعني أخذ الشيء قهرًا وظلمًا ، وامثال هذا اخذ أي شيء دون اذن أو دون حق ، و حتى عدم احترامك للحقوق الشخصية وحرية الاخر يعتبر اغتصاب لحرية الاخر وجريمة في حقه ، وقد طغى استعمال الكلمة لتشير إلى الاعتداء الجنسي وعليه فالاغتصاب هو ممارسة الجنس مع شخص دون رضاه بواسطة القوة أو بالترهيب ، ويعتبر الاغتصاب أكثر الجرائم الجنسية شيوعاً . يعتقد بعض علماء النفس أن القليل من الرجال هم الذين يرتكبون جريمة الاغتصاب بقصد المتعة الجنسية والباقون يرتكبون جريمتهم معاداة للمجتمع الذي يعيشون فيه . ويرى بعض علماء النفس أن الكثير من المغتصبين لديهم إحساس بالكره أو الخوف من النساء و في بعض الأحيان يكون الإغتصاب بسبب الإنتقام بين العائلات أو الأعداء عامة مما يقودهم إلى الرغبة في إثبات قوتهم وسيطرتهم من أجل إذلال وإيذاء هؤلاء النسوة المغتصَبات./نقلت بتصرف من الموسوعة الحرة .
النص : وسوف نتناول ، ماذكر عن السبي في النص القرأني و الأحاديث ، وسأسرد الأتي من النصوص على سبيل المثال وليس الحصر / مركزا على سبي النساء دون الولدان - الأطفال :                                                                                                                               1. قال تعالى : ) وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا  - 24 سورة النساء ) ، والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ، القول في تأويل قوله تعالى"  والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم " يعني بذلك جل ثناؤه : حرمت عليكم المحصنات من النساء ، إلا ما ملكت أيمانكم . واختلف أهل التأويل في المحصنات التي عناهن الله في هذه الآية ، فقال بعضهم : هن ذوات الأزواج غير المسبيات منهن . وملك اليمين : السبايا اللواتي فرق بينهن وبين أزواجهن السباء , فحللن لمن صرن له بملك اليمين من غير طلاق كان من زوجها الحربي لها . ذكر من قال ذلك : 7124 - حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا إسرائيل ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : كل ذات زوج إتيانها زنا ، إلا ما سبيت . * - حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن عطية ، قال : ثنا إسرائيل  ، عن أبي حصين  ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس  ، مثله . 7125 - حدثني المثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالح  ، قال : ثني معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله  " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم " يقول : كل امرأة لها زوج فهي عليك حرام إلا أمة ملكتها ولها زوج بأرض الحرب ، فهي لك حلال إذا استبرأتها  ./ نقل بتصرف من  quran.ksu.edu.sa/.../sura4-aya24
2. قال الرسول محمد في سبايا أوطاس : لا توطأ حامل حتى تضع ، ولا غير ذات حمل حتى تحيض حيضة . رواه أبو داود وحسنه ابن حجر في التلخيص . ولأبي داود في حديث آخر: لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها . والحديث إنما ورد في سبي أوطاس حين أرادوا وطأهن قبل التأكد من براءة أرحامهن ، وأما وطء الجواري المتأكد من براءة رحمهن فلا حرج فيه ولا حرج في إحبالهن ، وقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ إحدى الجواري التي أهداها له لمقوقس ، وقال لحسان : دونك هذه بيض بها ولدك . أخرجه ابن سعد في طبقاته . وقد ملك النبي صلى الله عليه وسلم ريحانة بنت شمعون النصرانية ومارية القبطية ـ رضي الله عنهما ـ وكانتا من السراري فكان يطؤهما بملك اليمين ، وفي تحفة الأحوذ : نهى أن توطأ السبايا حتى يضعن ما في بطونهن ـ فيه دليل على أنه يحرم على الرجل أن يطأ الأمة المسبيه إذا كانت حاملا حتى تضع حملها ، وروى أبو داود وأحمد عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سبي أوطاس: لا توطأ حامل حتى تضع ولا غير حامل حتى تحيض حيضة ـ وفيه دليل على أنه يحرم على الرجل أن يطأ الأمة المسبيه إذا كانت حاملا حتى تستبرأ بحيضة، وقد ذهب إلى ذلك الشافعية والحنفية والثوري والنخعي ومالك . / نقل من موقع أسلام ويب .                                                                                                 أضاءة أولى :  أول ذي بدأ أقول ، أن السبي ثابت في الأسلام لا يحتاج الى برهان أو دليل ، ومعزز بأيات راسخة دالة عليه ،  وبأحاديث صحيحية المسند ، والشواهد كثيرة منها ، ما سبق أن سردته في النص ، ويؤكد ذلك ما ينشر في الميديا مثلا .." قد أكد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة المكرمة سابقاً الدكتور أحمد الغامدي أن السبي هو الاسترقاق وحكمه ثابت بنصوص الكتاب والسنة وعمل رسول الله ولم يرد ما ينسخ ثبوته .. / نقل من موقع الحياة " ، وأن داعش ، أستقت التأييد لأفعالها الوحشية من المعروض والمنشور والمقروء والمسموع والمكتوب منه في الميديا  " كانتشار مقطع قديم لعضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان / السعودي ، الذي يؤكد أن   « الإسلام لم يحرّم سبي النساء »، معتبراً أن  « من يقول بتحريم السبي جاهل وملحد » ، وتم توظيف المقطع وكأنه تأييد لما يقوم به «داعش» . " / نقل من نفس المصدر السابق .                                                                                                                       أضاءة ثانية :   وهل يمكن للمسبيات من النساء ، أن يشعرن براحة نفسية وطمأنينة ومودة كحال الزوجة الحقيقية ، التي زوجت عن قبول ورضا ، ومتوفر لها كل اللوازم و المتطلبات ... " ومن لوازم الزوجيَّة اجتماع الزوجين لتحقيق مُقتَضى الزوجيَّة ولوازمها وتحصيل المراد من الزواج ، وذلك يحصل بعقد الزواج .. وتارَةً يَصِفُ الزوجة بالسَّكن ؛ كما في قوله تعالى:  ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ الأعراف: 189 ، وذكر سبحانه أنَّه جعَل بين الزَّوجين مودَّة ورحمة ؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ الروم: 21 ، وفي هذا المعنى يقولُ سبحانه:  ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ البقرة: 187 ، ولهذا قيل : "لا ألفة بين رُوحَيْن أعظم ممَّا بين الزوجين". / نقل بتصرف من موقع الألوكة – من مقال الزواج في القران للشيخ الدكتور عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي ... فهل للمسبية لها أي حقوق أو صفات أو مزايا مثلما ذكر في الأيات أنفا ، الجواب كلا ، لأنها سلعة المراد منها الوطأ / ممارسة الجنس ، بأدنى طريقة ، بعيدة عن الخلق و الأخلاق .                                                                                                            أضاءة ثالثة :  ومن حديث محمد بن بشار ، المذكور في النص - الفقرة / 1 أعلاه " كل ذات زوج إتيانها زنا ، إلا ما سبيت  ، كل امرأة لها زوج فهي عليك حرام إلا أمة ملكتها ولها زوج بأرض الحرب ، فهي لك حلال إذا استبرأتها  " ، وأنا أقرأ الحديث كما يلي ، أن سبي المتزوجة يعتبر زنا ألا المسبية ، أي أن السبي هو منح صفة " الحلال " لفعل هو       " حرام  " ، أي بوجه أخر هو تحليل المحرم . ففي موقع / الأسلام سؤال وجواب ، يتسائل الكثير من المسلمين ، ويستهجن هذه الأفعال ، حيث يقول (  كيف يمكن أن يقول الله إنه يجوز أخذ المرأة المتزوجة أو الفتاة في الحرب على أنها سبيّة ؟! كيف ستشعر هذه المرأة التي قُتل أبوها وأخوها وزوجها في الحرب على أيدي جيش محمد وهي ترى نفسها في آخر النهار على نفس السرير مع قاتلهم ؟ وأشير بذلك إلى صفيّة بنت حيي ! لا يمكن لربٍّ أن يقول بذلك أبداً ، لا أظن إلا أن المسألة كلها مُختلقة ، فكروا معي قليلاً وسترون ! " . لقد قرأت جوابكم في الموقع على هذه المسألة ، وأنا مقتنع تماماً وليس لدي أي مشكلة في ذلك لأني مسلم ، وأعلم أن ذلك من عند الله وأقبله بكل إيمان ويقين ، لكن كيف أقنع صاحبنا هذا ؟ لقد استطعت تقريباً أن أقنعه بكل شبهة يثيرها حول الإسلام إلا هذه ، فأرجو منكم المساعدة !! ) .                                                                                                                                                                                                                                                أضاءة رابعة : والرسول محمد / وفق تفسير ابن كثير  24 : يعطي تمهيدا لأستحلال فروج المحصنات / المتزوجات ، فمقطع " إلا ما ملكت أيمانكم "  ) يعني : إلا ما ملكتموهن بالسبي ، فإنه يحل لكم وطؤهن إذا أستبرأتموهن ، فإن الآية نزلت في ذلك  .) ، أصبنا نساء من سبي أوطاس (غزوة حنين) ، ولهن أزواج ، فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج ، فسألنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فنزلت هذه الآية " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم "                    ) فاستحللنا فروجهن )  ./ نقل بتصرف من موقع أنتهى الصمت .                                                                                                                                      أضاءة خامسة : تتناقل وسائل الميديا المسموعة والمقرؤة وشبكات التواصل الاجتماعى اخبارا عن بشاعات مروعة ترتكبتها ما يسمى بدولة العراق والشام الاسلامية ( داعش ) فى العراق وسوريا بحق الأقليات الدينية فى البلدين . ولا يكاد المرء أن يصدق أن مثل هذه البشاعات تحدث فى العقد الثانى من الالفية الثانية ، بعد أن تجاوزتها البشرية بقرون ، فقد ورد فى صحيفة الراكوبة الاليكترونية بتاريخ 16/8/ 2014 خبرا مفاده أن داعش ( يبيع 700 امرأة يزيدية بالمزاد العلني في الموصل ، التى بلغ سعر الواحدة منهم 150 دولارا فقط  ) . ومما لا شك فيه أن نصوص الشريعة الاسلامية ، كما يفهمها غالبية فقهاء الاسلام ، تدعم الممارسات الدعشية وان غابت عن ممارساتهم تلك حكمة الشريعة ورحمتها ، وما ذلك الا بسبب ان الداعشيين تحركهم سخائم نفوسهم ، وأحقادهم ورقة دينهم . فهم لم يقتلوا المسيحين وغيرهم من الأقليات فحسب وانما قتلوا ايضا من يقول لا اله الا الله من المسلمين وهو أمر تحرمه الشريعة . ونحن نبرئ الشريعة من بشاعاتهم تلك وان كنا نعلم أن نصوصها تبرر ما فعلوا ولكنهم بعيدين كل البعد عن جوهرها وروحها . / نقل بتصرف من فحوى لمقال للدكتور أحمد مصطفى الحسين -  الموقع الألكتروني لجريدة الراكوبة .                                                                                                                                  أضاءة سادسة :  والرسول محمد كان القدوة في التمتع بالسبايا ، وهذا ما جاء في سورة الأحزاب 50 ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا ) ، من تفسير القرطبي :  وَمَا مَلَكَتْ يمينك أَحَلَّ اللَّه تَعَالَى السَّرَارِيّ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِأُمَّتِهِ مُطْلَقًا ، وَأَحَلَّ الْأَزْوَاج لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مُطْلَقًا ، وَأَحَلَّهُ لِلْخَلْقِ بِعَدَدٍ . مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُأَيْ رَدَّهُ عَلَيْك مِنْ الْكُفَّار . وَالْغَنِيمَة قَدْ تُسَمَّى فَيْئًا أَيْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّه عَلَيْك مِنْ النِّسَاء بِالْمَأْخُوذِ عَلَى وَجْه الْقَهْر وَالْغَلَبَة .. انتهى كلام القرطبي
السَّراري جمع السُّرِّيَّةُ وهي الجارية المتخذة للملك والجماع (معجم لسان العرب : سرر) .
وقال الأصمعي السُرِّية من السِّرّ ، وهو النّكاح ؛ لأنَّ صاحبها اصطفاها للنكاح لا للتجارة فيها ( مقاييس اللغة : سر)  ومن تفسير الطبري : وَقَوْله : { وَمَا مَلَكَتْ يَمِينك مِمَّا أَفَاءَ اللَّه عَلَيْك } يَقُول : وَأَحْلَلْنَا لَك إِمَاءَك اللَّوَاتِي سَبَيْتهنَّ ، فَمَلَكْتهنَّ بِالسِّبَاءِ ، وَصِرْنَ لَك بِفَتْحِ اللَّه عَلَيْك مِنْ الْفَيْء .. انتهى / نقل بتصرف من مدونة أثير العاني .
من سبايا الرسول ، ريحانة بنت زيد ، ماريا القبطية  أم أبراهيم . / نقل من موقع الألوكة ، وبعض المصادر يضيف أليها نفيسة وجميلة . نقل من موقع https://ar-ar.facebook.com/permalink.php?story
ومصادر أخرى تضيف .. "كانت جويرية رضي الله عنها ضمن سبي بني المصطلق الذين غزاهم الرسول ، وكان قد قتل زوجها [مسافع بن صفوان المصطلقي] في هذه الغزوة" المصدر: موقع قصة الإسلام ، جويرية بنت الحارث http://www.islamstory.com
أضاءة سابعة : أما سبي الأطفال فيحتاج الى مقال خاص ، لانه ينصب على كارثة أجتماعية أخلاقية !! لأنها تتعلق بمستقبل أجيال الشباب !! .
القراءة : الموضوع يجب أن يقرأ ماضويا وحداثويا ، فالقراءة الماضوية : تشير الى تحفيز مقاتلي المسلمين على القتال / الغزو ، بأغرائهم ماديا عن طريق الغنائم ، وماليا ، أضافة الى منحهم متع جنسية / السبايا ، يوطأنهن ، باكرات متزوجات ، أرامل ، ويتاجرون بهن بعد الأستكفاء كالبهائم ، أضافة الى وعودهم بحور العين . أما القراءة الحداثوية : فيجب أن تقرأ كل النصوص التي تشير الى السبي بموضوعية ، بعيدا عن قدسية النص الديني ، لأسباب منها ، أولا ، أن السبي هو عملية أغتصاب للباكر ، دون رضاها وبلا أي موافقة من ولي أمرها . ثانيا ، السبي يضر بالمجتمع ، مهما كان وضع المسبية / باكرا أو متزوجة أو أرملة ، والمعتدي- المغتصب / من المؤكد ، مريض نفسيا ، حيث يشير الدكتور محمد سعيد اخصائي الامراض النفسية والعصبية بأن ( الاغتصاب والاعتداءات الجنسية سلوك خاطئ والمعتدي يكون مصابا باضطراب في الشخصية يعود الى النشأة السيئة والخاطئة كما انه يميل للاضرار بالمجتمع .. وفي حالة المعتدي لمرة واحدة فاحتمال سلامة قواه العقلية كبيرة ، انما قد يكون اصابه خلل او اجتاحته رغبة غير سوية واعتداؤه على الضحية يعود الى تفريغ هذه الرغبة ، واذا ارتبط سلوك المعتدي بمحاولة ايذاءوايقاع الالم فهو مصاب باضطراب سلوكي في الشخصية .. / نقل من موقع الوحدة – قضايا جامعية ) . ثالثا ، من المتوقع أن تتعرض المسبية / المغتصبة ، لعدة أفعال سلوكية مرضية من قبل مالكها - مغتصبها ، خاصة أثناء الوطأ ، ففي دراسة ل " ديفيد كانتر " استاذ علم النفس من جامعة سرى البريطانية / له اهتمامات بالغة الأهمية في مجال علم النفس الجنائي ، و من أشهر دراسات " كانتر " اعداده " مبيان نفسي للمذنب "       (  في بعض جرائم الاغتصاب . حيث درس " كانتر " في اوائل التسعينات 66 جريمة اغتصاب  قام بإرتكابها 27 مجرماً و بعد إجراء العديد من المقابلات مع هؤلاء المجرمين توصل الى " مبيان نفسي " * لمرتكب جريمة الاغتصاب يتضمن خصائص أهمها :-  1- الهجوم المفاجئ على الضحية 2- استخدام القناع لإخفاء الوجه 3- استخدام العنف 4- تكميم فم الضحية 5- عصب عين الضحية 6- الاساءة الى الضحية بالسب و التهديد بالعدوان في حالة عدم الانصياع 7- تمزيق ملابس الضحية ) / نقل بتصرف من موقع الحصن النفسي .
ختام القول ، أن السبي ، جريمة مجتمعية بحق المرأة و الولدان ، مسببة الدوافع والأهداف  ، الغرض منها ، هو الدفع نحو تحقيق مأرب معينة ، وبغطاء ديني / مسند بنصوص دينية .. السبي هو أغتصاب لجسد المرأة ولحقوقها ماضويا وحداثويا ، وأن كل تعليل يوجب السبي من قبل شيوخ وعلماء الأسلام الحاليين ، هو من باب تقديس النص المنزل في بدأ الرسالة و الدعوة المحمدية التي أنتهت بموت الرسول محمد .




439
                       الأسلام بين مفهوم " الدين والدعوة " ومفهوم " الدولة و السلطة "                       
المقدمة :
     سأوجه بعض الرسائل - ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل  محددة  موجهة  مختصرة ، سأنشرها بين فينة  و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة  ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة  أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها  مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .

النص :
بعد موت الرسول محمد ( 571 – 632 ) م ، وبينما كان علي بن أبي طالب ومن معه من بيت  أهل و أقرباء الرسول مهتمين بتجهيز النبي بعد رحيله ، (  اجتمع الأنصار أوسهم وخزرجهم لاختيار خليفة للمسلمين من بينهم ، وذلك في الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة ، اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ، وهي الدار التي اعتادوا أن يعقدوا فيها اجتماعاتهم المهمة ، رأى الأنصار أن الخليفة لا بد أن يكون منهم ؛ لاعتبارات كثيرة ، ولذلك سارعوا إلى هذا الاجتماع الطارئ ، ورشحوا سعد بن عبادة ليكون خليفة رسول الله .. / نقل بتصرف من موقع قصة الأسلام /  د. راغب السرجاني )  ، وحين علم (  كبار المهاجرين " أبو بكر وعمر وأبو عبيدة " بذلك ، ذهبوا إليهم على الفور وأعلنوا أنهم أحق بالأمر ، ودار حوار بين المهاجرين والأنصار اشتد فيه الجدل والنزاع ، وقد وقف زعيم الأنصار سعد بن عبادة قائلا : " أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام .." ، فقام أبو بكر الصديق خطيبا وبين " فضل المهاجرين ، واحتج بقرشيتهم في أحقيتهم .." الى أن قال أبو بكر :  " .. ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء " .. ثم قام عمر بن الخطاب  وقال لأبي بكر : إبسط يدك أبايعك ، فبايعه عمر وقسما من المهاجرين والأنصار .. / نقل بتصرف من شبكة الشيعة العالمية ) الى نهاية الواقعة التي تمخضت عن الصديق خليفة ... أن حادثة  سقيفة بني ساعدة  تشكل ( أول ) فاصلا أسلاميا و تأريخيا وسلطويا مهما بعد رحيل الرسول ، حيث أن مفهوم و وضع الأسلام  أنتقل من مرحلة  انه " دين و دعوة " الى مرحلة الحكم و السلطة ، بغطاء ديني ، تمخض فيما بعد عهدا  للخلافة و الدولة .. أن مبايعة الصديق / بكل ما أثير حولها من شكوك ولغط ، شكلت بداية عهد الخلفاء الراشدين بين ( 632 – 661 ) م ، الذي أعتبره ، على ما تخلل فواصله الزمنية من أحداث ووقائع مثيرة للجدل ، ولكني أعتبر هذه الحقبة بالرغم من كل مثالبها ، كانت تؤرخ لحكما به قدرا  ما من الشورى في أختيار الخليفة ورجال الدولة / مع أستثناء خلافة عثمان بن عفان  ، وشهدت هذه الحقبة أيضا عددا من المآسي ، كان من أبرزها أن كل الخلفاء الراشدين ماتوا مقتولين ألا أبو بكر ، وحتى أبو بكر يروى أنه مات مسموما ( ويقال ان سبب وفاة الصديق ، ان اليهود قدمت له ارزا مسموما و كان معه على الطعام شخص يدعى عتاب بن اسيد و الصحابي الحارث بن كلده الذي اكتشف ان الطعام مسموما فكف عن الاكل ثم امسك بيد ابوبكر محاولا منعه عن مواصلة الطعام قائلا له : يا خليفة رسول الله لقد اكلت طعاما مسموما سم سنه  اي ان تأثيره يظهر بعد سنة من دخوله الجسم و قد مات ابو بكر الصديق كما تقول الرواية بعد سنة من تناوله من ذلك الطعام و مات معه في نفس السنة الحارث بن كلده و كذلك مات عتاب بن اسيد . / نقل بتصرف من موقع المنهج - الشيخ عثمان الخميس ) .                                                                                                                              وأنتهت الحقبة الراشدية بمقتل الأمام علي بن أبي طالب ، على يد ( عبد الرحمن بن ملجم المرادي ، أثناء خروج أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لصلاة الفجر بمسجد الكوفة في يوم الجمعة 17 رمضان سنة 40 ه الموافق  26 يناير 661م .. / نقل بتصرف من موقع مفكرة الأسلام ) . ويعتبر مقتل علي بن أبي طالب ( ثاني ) أهم مفصل تأريخي في مفهوم السلطة والحكم  ، حيث أبتدأ بعده عهد الخلافة الأموية ( 662 – 750 ) م ، بأول خليفة أموي وهو معاوية بن أبي سفيان (41 هـ    - 60 هـ /  661م  -  680م ) . و يتهم الأمويين الكثير من الباحثين والدارسين ، بأنهم  جماعة دنيوية همها الملك و السلطة و الحكم ، والحكم من هذه الحقبة أخذ مبدأ التوريث ولأول  مرة أسلاميا ضمن نظام الخلافة ، حيث توارثوا بني أمية الحكم فيما بعد . وخلال هذه المرحلة بدأت عهد تغيير الأحاديث و الروايات ، بما يخدم و يثبت حكمهم وسلطتهم  ، مثلا ( أولا ) : قلبت السياسة الأموية بقيادة معاوية حديث " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة فوضعت مقابله في الخلفاء ( أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة ) ، ( ثانيا ) ، إن عليا مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) فوضعوا مقابل الحديث المشهور الذي يرويه البخاري حديثا في أبي بكر وهو : ( لو كنت متخذا خليلا من أهل الأرض غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، هذا الشطر الأول من الحديث وضع مقابل حديث المنزلة في علي عليه السلام ، والشطر الثاني من حديث الخلة ( ولا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر ) . فكلمة خوخة تعني الباب الصغير أو الطاقة في الجدار . فوضعوا هذا الحديث مقابل حديث مشهور ومتواتر وهو :( سدوا كل الأبواب إلا باب علي) ، ( ثالثا : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) حديث مشهور ومتواتر فوضعوا في الخليفة عمر مقابله : ( أنا مدينة العدل وعمر بابها ) . وفي الخليفة عثمان : ( أنا مدينة الحياء وعثمان بابها ) نقل بتصرف من موقع / شبكة الشيعة العالمية . وكان أخر خليفة أموي ، هو مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية  وعرف " بالحمار " بسبب عمله الدوؤب وغير المتوقف ضد ما كان يوصف بالفتن والثورات ضده ، وقد سقط في حرب ضد العباسيين ثم اختفى حتى أعتقل وتم قتله عام 132 هجري ( 750 ميلادي ). / نقل بتصرف من موقع ثقافة أون لاين . وأمتدت خلافة بني العباس للفترة  ( 750 – 1258 ) م ، وكان أول خليفة عباسي هو أبو العباس السفاح تولى الحكم عام 123 هــ  ، أما أخر خليفة فكان ( أبو عبدالمجيد " المستعصم بالله " عبد الله بن منصور المستنصر ،  كان آخر خليفة عباسي في بغداد.  حكم بين عامي 1242 و1258 بعد أبيه المستنصر بالله .  في عام 656 هـ /1258 ، غزا المغول الدولة العباسية تحت قيادة هولاكو خان .  بعد أن سقطت بغداد في أيديهم ، أعدم هولاكو المستعصم . بعد إن قام إبن العلقمي بمساعدة المغول في خطتهم حيث استطاع بحكم منصبة كوزير دولة أن يحث على صرف جيش المعتصم تحت سبب أمن البلاد والعباد وبسبب جهل المعتصم صرف الجيش ولم يبقى في أخر أيامة الا عشرة آلاف مقاتل وكان سبب في دخول جيش هولاكو بغداد وقتل مليون وثمانمئة مسلم وقتل المستعصم ، حيث وضع في كيس من قماش وضرب حتى الموت وكانت نهاية الدولة العباسية . نقل بتصرف من موقع الويكيبيديا الحرة ) . ويعتبر مقتل المستعصم ( ثالث) أهم حدث في تأريخ الدولة الأسلامية  عامة ، لأنه يؤرخ لنهاية حقبة زمنية وهي خلافة العباسيين .

الرسالة :
أن الدعوة المحمدية بدأت وكان عمر الرسول محمد الأربعين عاما / أي عام 611 م ، وأنتهت بموت الرسول عام 632 م ، أي أن الدعوة أستمرت بحدود 21 عاما أو يزيد ، والدعوة كانت على مرحلتين ( ففي السنوات الثلاث الأولى ، كانت الدعوة الخاصة ، جمع أربعين شخصاً ، لم يكن فيهم كفاية لاَن يصبحوا قوة دفاعية لحماية النبي ورسالته ، ممّا جعله يسعى إلى دعوة أقربائه ، فكسر بذلك جدار الصمت ، بالشروع في دعوة الاَقربين ثمّ الناس أجمعين ، ومن هنا أمره اللّه تعالى بأن يدعو عشيرته الاَقربين ، الذين تمنّى أن يكوّنَ منهم سياجاً قوياً يحفظه ويحفظ رسالته من الاَخطار المحتَملة:  وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَقْرَبين - الشعراء:214 ، كما خاطبه بصدد دعوة الناس عامة:  فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكينَ* إِنّا كَفَيْناكَ المُسْتَهْزئِين - الحجر:94ـ95. / نقل بتصرف من موقع ملتقى اهل الحديث ) .. أن العقلية القبلية / العصبية ، العربية توضحت من أن الميت / الرسول ، تكون ترتيبات دفنه من نصيب أهله فقط ، أما الصحابة و أوفى الأصدقاء / كالصديق و عمر ، ذهبوا لأمر حسم الخلافة ! غير مكترثين بالحدث الجلل ، أما ما يقال من أهمية سرعة أختيار خليفة للرسول لأسباب منها ما يقوله  :        ) القاضي عبد الجبار (415 هـ- 1024م) دفاعًا عنهم ، وكان للقوم عذر في المبادرة إلى البيعة ؛ لأنهم خافوا من التأخر فتنة عظيمة . واتكلوا في أمر رسول الله  على علي بن أبي طالب وغيره من أهل البيت . وقد اتخذ أهل السنة بعد هذا من واقع الإسراع في البيعة للخلافة دليلًا على وجوب الخلافة وأهمية هذا المنصب لتصريف شئون المسلمين..  ) /  نقل بتصرف من  : http://HTTP://WWW.ALUKAH.NET/SHARIA/0/40170/#IXZZ3BJKFTGZO ، أما أنا أرى أن كل هذه الأعذار أو الأسباب التي ذكرها القاضي عبد الجبار أنفا واهية ، أولا ، لم تكن هناك دولة بمفهوم الدولة الذي نعرفه الأن ، الأمر الذي يستدعي العجلة وأستبعاد أي تأخير خوف حدوث فتنة أو مشاكل أو تمرد ، ثانيا ، أكان هناك مثلا مجلس وزراء يستوجب سرعة أنتخاب رئيس لغرض تسيير الأعمال ! ثالثا ، لو كان أساسيات فكر الرسول ينصب على نظام دولة وحكم لعين وليا أو نائبا أو معاونا أو مساعدا له ، ليقوم  بتمشية وادارة شؤون المسلمين ، رابعا ، أن الرسول كان رجل دعوة و الدعوة لا تحتاج لنائب ،  لذا أهمل النقطة ثالثا أنفا . أن الذي حصل أن الأسلام كدين ودعوة أنتهى ، لأن صاحب الدعوة مات ، و الذي بدأ بعد حادثة  سقيفة بني ساعدة   هو بداية مرحلة  تشكيل الحكم و السلطة وبداية نواة الدولة ، لأجله موت الرسول هرع أليه علي والأهل ، لتحضير الرسول لدفنه ، أما " مراكز القوى " الأنصار / سعد بن عبادة .. ، و المهاجرين / أبي بكر وعمر ، فهرولوا لأستلام السلطة .
أن حادثة مقتل علي بن أبي طالب 17 رمضان سنة 40 ه الموافق  26 يناير 661م ، تؤرخ لبداية حكم الأسرة حصرا ، بعيدا عن ما كان معروفا به أيام الدعوة المحمدية ، التي كان الرسول يستشار به صحابته من أهل الرأي و المشورة و الحكمة والمعرفة ، وفقا لقوله تعالى : وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ( سورة الشورى - آية 38 ) ،(( وتفسير الأية:   فيها ثناء من الله سبحانه على المؤمنين المتصفين بصفاتٍ منها : أنهم يتشاورون بينهم في الأمور المهمة ، التي يخفى فيها وجه الصواب ، وذلك من أجل التعاون على الوصول إلى ما فيه الخير العام والخاص ، ولما في ذلك من تآلف القلوب واجتماع الكلمة ، ولما في ذلك من التواضع ولين الجانب للمؤمنين.  / نقل بتصرف من موقع طريق الأسلام - تفسير صالح بن فوزان الفوزان )) ... في هذه الحقبة / الأموية ، وما بعدها / العباسية ، لا وجود أي أثر لهذه الأية وتطبيقاتها ومعانيها ، حيث أن الرأي في أسلوب أختيار الخليفة و الأمراء و القادة أصبح حكرا وحصرا على الاسرة الحاكمة / بني أمية و العباس ،  وكل أراء و مشورة أهل العلم و الحكمة و الفقه أصبح محيدا ، ألا ما يخدم الحكام و الحكام فقط ، فبني أمية وحتى بني العباس أرادوا الدنيا بزهوها ومفاتنها ولهوها ، غير أبهين بقول الله تعالى في (( تحقير شأن الحياة الدنيا وزينتها ، وما فيها من الزهو والنعيم الفاني بقوله تعالى:  " فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا "  أي مهما حصلتم وجمعتم فلا تغتروا به ، فإنما هو متاع الحياة الدنيا ، وهي دار دنيئة فانية زائلة لا محالة  " وما عند اللّه خير وأبقى " أي ثواب اللّه تعالى خير من الدنيا وهو باق سرمدي ، فلا تقدموا الفاني على الباقي  - تفسير بن كثير / نقل بتصرف من الرابط التالي  WWW.ALRO7.NET/AYAQ.PHP?AYA=38&SOURID=42 )) ، وكل هذا لا يعني تصغير أو تقليل من شأن ودور هاتين الحقبتين / الأموية و العباسية ، في مسار بناء الدولة وتوسيع رقعتها ، الذي كان من نتائجه نشر الدين الأسلامي .
أما مقتل المستعصم  ، فيؤرخ لنهاية حقبة زمنية وهي خلافة العباسيين ، وهو بنفس الوقت يؤشر الى نهاية الدولة الأسلامية / عربيا ، هذا أذا أستثنينا الأمبراطورية العثمانية  ( التي استمرت لما يقرب من 600 سنة ، وبالتحديد من 27 يوليو 1299م حتى 29 أكتوبر 1923م ) ، وكانت أمبراطورية كبرى ، لكنها لا تؤشر أي أيجابية على المستوى العربي ، أما وليدتها الدولة التركية الحالية / برئاسة رجب طيب أردوغان ، فهي ترعى أهدافها ومصالحها في المنطقة ، بعيدا عن مصالح الأسلام العرب ، وتقوم أيضا بزرع الدسائس و الفتن أقليميا وعربيا .   
الختام :
الدول العربية ، الأن ضيعوا الهوية العربية وفقدوا النظام المؤسساتي ، يعيشون مرحلة الفوضى و التخبط ، لم يستطيعوا أن يؤسسوا دولة أو دولا أسلامية على غرار الأمويين أو العباسيين ، بل أسسوا دولا على مقاسهم ، وحتى أنهم لا يملكون الرؤية والقدرة التي تؤهلهم لأستمرار دولهم ، فالأسلاميون منهم لم ولن يعوا أن عهد النبوة و الدعوى أنقضى ، حيث أنهم فشلوا في بناء أي دولة أسلامية ، لأنها ضد التحضر و المدنية ، و السلفيون حطموا أمال شعوبهم في بناء دولة بالمعنى المتعارف عليه ،  ويحاولون أعادة بناء أصنام  لحكم الأسرة الواحدة ، ودول أخرى ترزخ تحت الأرهاب من جهة ومن جهة أخرى تحاول تثبيت حكمها ، ودول هرولت الى ربيع عربي مزعوم ! فوقعوا في حروب داخلية معروف بدايتها ومجهول نهايتها ، ودول تجدد لرؤوسائها لأكثر من أربع فترات ، وهم يدعون الديمقراطية ، أيها العرب أتركوا الديمقراطية لأهلها ، وأطعموا شعبكم وثقفوه وأحترموا أنسانيته أولا قبل أن تنهجوا طريق الديمقراطية .. وما تبقى من دول هش غثيث ، ويحظرني في هذا المقام مقطع مختار من قصيدة / خالد الذكر - أبراهيم اليازجي :                                                                                             تَنَبَّهُـوا وَاسْتَفِيقُـوا  أيُّهَا  العَـرَبُ           فقد طَمَى الخَطْبُ حَتَّى غَاصَتِ الرُّكَبُ
 أَلَسْتُمُ مَنْ سَطَوا في  الأَرْضِ وَافْتَتَحُوا      شَرْقَـاً وَغَرْبَـاً وَعَـزّوا  أَيْنَمَا  ذَهَبُوا
 أَقْدَاركُم في عُيُـونِ التُّـرْكِ  نَازِلَـةٌ            وَحَقُّـكُم بَيْنَ  أَيْدِي  التُّرْكِ  مُغتَصَبُ




440
 
                 الاراضي تسقى ماء ، أما أرض العراق فتسقى دماء ..
أستهلال :
   هذا ليس مقالا بل هو سرد تأريخي / شبه موثق ، لأهم أحداث العراق ذات الطابع الدموي أو العنف المفرط  / من وجهة نظري الشخصية ، مع تعليق مقتضب ، لأن الحدث أو الواقعة في بعض الأحيان تتكلم عن حالها ،   الموضوع يتناول أهم  الحقب الزمنية / أختيار غير محدد ، التي أرى أنها غيرت من وجه العراق ، وسأبتعد عن التقييم لأي حدث أو شخصية ، وسأكتفي بأشارات / أن أحتاج الأمر ، وقد أستعرض لوجهة نظر واحدة أو أكثر بخصوص الحدث  .. في النص ، سأقتصر على سرد حادثة واحدة من صدر الرسالة الأسلامية / أذا صح القول ، وأخرى من نهايات العصر العباسي ، أما الباقي فهي تبدأ من مقتل العائلة الهاشمية المالكة في 14 تموز 1958 وصولا الى نوفيمبر/ 2014 ..
تمهيد :   
     ليس من أرض سقيت دماء بدل الماء كما سقيت أرض العراق ، حتى أصبح كأنه ساحة موت ، الأمر الذي جعلنا أن نعثر في عمق الأرض بدل جذور النخيل على هياكل عظمية ، وأن نصطاد  في دجلة بدل السمك بقايا جثث ، والتأريخ سطر في وثائقه على ما شهد هذا الوطن المأزوم دوما من أحداث وكوارث ووقائع ومعارك وحروب وملاحم أدت بالنتيجة الى .. تمزق وطن  و مآسي شعب وضياع هوية ، هذا ما شهده العراق كواقع ، فالماضي كان ألم وقهر ، وأن تأطر ببعض الزهو و التحضر في بعض حقبه الزمنية ، أما الواقع الحالي فهو تشرذم  وتقزم وقتل وترحيل وتهجير ، وحتى المنظور العام للوطن أصبح في أفقه أحلك من  دجى  الليل ..
النص :
    سأستعرض في الأتي مراحل و حقب زمنية  تخللها أحداث دموية  / وبأختصار وبأختيار الأهم من بين المهم / وحسب رأي الشخصي ، لأبين قهر وطن و أرض أسمه العراق :
واقعة الطف / ختمت في 10 محرم سنة 61 هجري الموافق 12 أكتوبر 680 ميلادي :
     وتلخص ب  "  ثورة المظلوم على الظالم ويوم أنتصار الدم على السيف "
وتدعى أيضا معركة كربلاء ، ودامت ثلاث أيام ، كانت هذه المعركة في ظاهرها سياسي ، " حيث رفض الحسين بن علي مبايعة يزيد بن معاوية / أي حول أحقية الخلافة والحكم لآل البيت – أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأئمته من بني أمية ، " كانت قيادة آل البيت للحسين بن علي وتعداد جيشه / أو ما تبقى منه 72– 73 فرد ، و قيادة الأمويين بقيادة عمر بن سعد وتعدادهم 30000 فرد .. كان الناجي الوحيد من آل البيت هو علي بن الحسين ، تعتبر واقعة الطف من أكثر المعارك جدلاً في التاريخ الإسلامي فقد كان لنتائج وتفاصيل المعركة آثار  دينية و سياسية ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل إلى الفترة المعاصرة ، وكان هناك نوع من الأختلاف في النقل التاريخي لها ، الذي بدوره أضعف الدقة المعلوماتية في بعض الأمور ( نقل بتصرف مع أضافات من موقعي الوسط البحرينية و الويكيبيديا ) " و بعد أن أستأثروا بني أمية ومن والاهم بالحكم فقد عملوا على صنع نموذج من الأسلام يستطيعون به ان ينعموا بنعم الدنيا وأن يستعبدوا المسلمين , وقد دأبوا على ذلك حتى قبل ان يستاثروا بها." ( موقع الشيرازي نيت ، مقال بعنوان " الأمام زين العابدين " ل ظافر السيد سعيد الفياض / كربلاء المقدسة  ) .
- بدأت بهذه الواقعة التي يمتد جذورها لأكثر من 1334 عام ، والذي كان لها الأثر الكبير دينيا و مذهبيا ، و أمتد هذا العمق المؤثر كمراسيم وتقاليد لغاية اليوم بالنسبة للشيعة ، وسوف لا أتناول هذه الواقعة سوى من منظور واحد وهو السلطة و الحكم ، ومدى العنف الموظف في سبيلهما  ، فعندما فصل " شمر بن ذي الجوشن " رأس الحسين بن علي ، لم يفكر أو يتردد شمر بنحره ، بالرغم من أن القتيل هو حفيد الرسول محمد ، وأنما ما كان في مخيلته هو تنفيذ أمر الخليفة / الحاكم ، يزيد بن معاوية ، أضافة لغايته تصفية جميع نسل آل البيت ألا علي بن الحسين / لقدر ألهي ، وذلك حتى لا يطالبوا بالخلافة مستقبلا ، فالعقلية السلطوية مع العنف المتوحش هو الذي كان مسيطرا على قادة الأمويين في أنتزاع الخلافة من أي منافس لهم مهما كان نسبهم أو قربهم من الرسول محمد نبي الأسلام ، هذه هي العقلية القبلية المتعصبة ، في تنفيذ الأمر ، أذن فلتراق الدماء ولتقطع الرؤوس في سبيل السلطة و الحكم والخلافة !!
 2 .  الحدث المهيب الثاني الذي أستعرضه هو " سقوط بغداد الاول " في عهد الخليفة المستعصم بالله ( أخر الخلفاء العباسيين والذي حكم بين 1242 – 1258 م والذي أوكل و عهد بأهم  قراراته لوزيره / أبن العلقمي الذي خانه و سلمه لهولاكو / القائد المغولي ليهلكه بكامل طاقمه من الأمراء والقادة والقضاة و الوجهاء ... ) يقال عنه كان طيبا ومتدينا !! ولكنه لم يكن متمرسا في الحكم ، فلم يجييش الجيوش لمجابهة الغزاة لأدعائه بعدم كفاية الأموال لدفع رواتبهم  ( لأن الأموال كانت تدفع للملذات و اللهو / الجواري والغلمان ! ) ، هذا الخليفة سلم بغداد حاضرة الدنيا الى الغزاة لان الملذات كانت تشغله عن أمور الوطن وأحوال الشعب ،( نقل بتصرف من مقال الكاتب طارق الخزاعي ، بعنوان هولاكو وجنده هدموا بغداد أم الخليفة المستعصم بالله ، موقع كتابات ) ، وعندما سجن هولاكو الخليفة المستعصم بالله في أحد غرف قصره التي سكنها هولاكو ، وزع جواريه هدايا على قواد جيشه....وعندما جاع المستعصم بالله فطلب طعاما من الحرس ....جلب له هولاكو بنفسه طبقا مملوء بالذهب وامره أن يأكل ...ضحك الخليفة وقال : كيف يؤكل الذهب ؟
أجاب هولاكو : اذا كنت تعرف ان الذهب لايؤكل فلماذا أحتفظت به ولم توزعه على جندك وشعبك              ليحولوه الى سيوف ورماح ويمنعوا غزوي لبغداد وتهديم اسوارها الحصينة ؟                                                                                                   -  التأريخ يعيد نفسه ، خليفة ماجن ، أكتنز الذهب و الفضة ، جملوا صورته بعض الكتاب ، وهو منغمس باللهو مع الجواري و الغلمان ، وتشير بعض المصادر أن عدد " النساء التي أحصاها هولاكو الغازي في قصور حريم الخليفة المستعصم بالله ؟ سبعمائة حليلة وسريّة وألف خادمة  " (  نقل عن مقال بعنوان ، المتنبي و" بوقا تيمور " في الحلة / د. عدنان الظاهر -  موقع  alnnas .com   في 25.4.2007  ) ، بغداد سقطت وهتك شرفها هولاكو ، و الخليفة يهتك شرف الجواري ، وكل الذهب الذي أكتنزه بني العباس / لقرون ، والذي حرموه عن الشعب و الجيش ، نهبه هولاكو ..
-  خليفة غير مقتدر أستوزر وزيرا خائنا / أبن العلقمي ، سلما بغداد أرضا وحضارة ورجالا ، مع ألاف  القتلى  الذي فتك بهم هولاكو ، وسال دمهم على أرض العراق .. فما أشبه اليوم بالبارحة !!                                                                                                       3 . مذبحة قصر الرحاب / 14 تموز 1958 :
الملك فيصل الثاني (1935 ـ 1958) ، هو ثالث ملك وآخر ملك من الاسرة الهاشمية الملكية التي حكمت العراق للفترة مابين 1921ـ 1958.  فبعد وفاة الملك غازي عام 1935 ..آل الملك الى ولده الوحيد من زوجته الملكة عالية (فيصل الثاني) الذي كان آنذاك في سن الرابعة من عمره ، ولهذا اصبح خاله (الامير عبدالاله) وصيا على العرش فيما كان (نوري السعيد) هو الذي يدير الدولة العراقية ( نقل بتصرف مع أضافات من مقال بعنوان مذبحة قصر الرحاب ، من موقع برق ) .. فالملوك في مصر مثلا / الملك فاروق ، يترك مصر بكل عز ، وبشكل رسمي ، والعراقيون يعيدون تأريخ غزو هولاكو لبغداد ، ولكن بتبادل للأدوار ، فثلة من الجيش تصفي الملك فيصل الثاني والوصي عبد الأله مع عددا من افراد الأسرة الهاشمية وبعض العاملين في قصر الرحاب ، أما الشعب / الغوغاء ، فيثبت للعالم مدى الوحشية الذي يحملها تجاه أسرة مسالمة وحتى لوكان لها أخفاقات سياسية في الحكم .. فيستلم الغوفاء جثة الوصي عبدالله ويسحلها في الشوارع ثم يقطعها !! بمشهد خسيس وجبان وغير أنساني ( نقل بتصرف مع أضافات من مقال مجزرة  " قصر الرحاب " وصمة عار في تاريخ العراق ، داود البصري ، موقع أيلاف في 23.يونيو .2012  ) ، عمل يندى له الجبين ، أرتبط لبشاعته بالذهنية العراقية و العربية و العالمية معا ،  أما القامة العراقية الخالدة نوري باشا السعيد سحلت جثته ثم سحقت بدبابة ثم أحرقت الجثة وسط الأهازيج والزغاريد والتصفيق بحياة الثورة مع رفع صور جمال عبد الناصر ثم وضعت بقايا الجثة على جسر الوثبة تحت عجلات السيارات ، لكن أحد المارة جمع ما تبقى من عظام الجمجمة ووضعها في كيس وحملها الى الكاظمية / رغم ان السعيد كان عراقيا سنيا من عائلة قرغول المعروفة ، ودفنت الى جانب مقبرة حسين السيد يونس ، ويقال ان السيد عبد الهادي الچلبي ، والد أحمد الچلبي ، هو الذي رتب مراسيم الدفن والتكاليف ( نقل بتصرف مع أضافات ، من موقع أفكار حرة ) .
      - أرى أن مشهد العنف المتوحش الحالي للمنظمات الأرهابية ، في بعض من جوانبه كانه أستنساخ للحالة الغوغائية التي كان عليها الشعب أيام ثورة 14 توز 1958 ، مع أختلاف المستهدف منها ، حيث أن داعش / مثلا ، أستهدفت العراق كله أرضا و شعبا وقواته المسلحة ، بينما الغوغاء أستهدفت العائلة الحاكمة ورجلها القوي نوري باشا السعيد ، وأرى أيضا أن ثورة تموز 1958 كانت بدائية في تنظيمها ، مرهقة في نهجها ، ضعيفة في السيطرة على مجريات الاحداث ، لكل هذا وغيره وقع كم من الضحايا ، التي كان أولها الأسرة الهاشمية ورجالها ، أما السلوك الغوغائي فهو المتوقع لشعب لا تقيده أنظمة ولا تحده سلطة ، لأجله سقيت الأرض بدماء الملك وعائلته ورجاله ..
4. الفترة 1958تموز - تموز 1968 :
توالى الحكم خلال هذه الفترة وعلى التوالي ، عبد الكريم قاسم 8 يوليو 1958 - 8 فبراير 1963 ، عبد السلام عارف 8 فبراير - 13 أبريل 1966 وعبد الرحمن عارف 16 نيسان، 1966 – 17 تموز، 1968
سأذكر مارأيت أنه الحدث الأهم وليس المهم ، وذلك لأن الفترة محملة بل حبلى بالأحداث ، وسأذكر الأحداث النوعية الأكثر عنفا ووحشية .. كالأتي :
-  محكمة الشعب ، أو المحكمة العسكرية الخاصة أسست عام 1958 بأمر من عبد الكريم قاسم ، وترأس محكمة الشعب العقيد فاضل عباس المهداوي( 1958ـ 1963) واسمها الرسمي ، المحكمة العسكرية العليا الخاصة   ، والتي ذهب من جرائها الكثير من الضحايا  ( المصدر مدونة الكاشف ) .
- حركة / ثورة العميد الركن عبد الوهاب الشواف ، القوميون العرب ، سببوا الحركة للأسباب التالية  ...      " أن أهالي الموصل كانوا قد شعروا بتفرد الزعيم (العميد ) الركن عبد الكريم قاسم ، وكان آنذاك يشغل منصب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية ، وابتعاده عن أهداف ثورة 14تموز 1958، وتفريطه بزملائه من قادة وضباط قادة الثورة ، وفسحه المجال لتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي ، والمقاومة الشعبية والأتحادات والنقابات ووسائل الأعلام المؤيدة لهم ، آنذاك ، لإبعاد العراق عن محيطه العربي ، ومعاداة الأحزاب والقوى القومية وترسيخ فكرة الجهورية العراقية الخالدة أي قطع الطريق أمام كل محاولة للوحدة أو الاتحاد مع الجمهورية العربية المتحدة ( مصر وسوريا ) والتي كان قيامها في شباط 1958 ، والتي تمثل استجابة لحلم العرب في الوحدة العربية "  ( المصدر ، نقل بتصرف من مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ، ثورة الشواف أذار 1959 ) . بينما مصادر أخرى تبين حركته بأنها انقلاب ، وتذكر بأن عبد الوهاب أنه كان تواقا للسلطة والمناصب ..
-  مذابح الموصل وكركوك ، في التاسع من آذار عام 1959 وصل عدد كبير من الشيوعيين من انصار السلام المنتمين لميليشيا (المقاومة الشعبية) إلى الموصل ومعهم مجموعات كردية مسلحة وبدأوا بإقامة محاكم في شوارع الموصل التي تعتقل وتحكم بـ (الأعدام) وتنفذ فوراً ، كما قامت المقاومة الشعبية بالاعتداء على المساجد ورجال الدين ، ثم بدأت عمليات السحل والتمثيل بالجثث والتعليق على أعمدة الكهرباء وقطع الأوصال والحرق تطال القريب والبعيد ،، وقد ذكرت صحيفة الحزب الشيوعي (أتحاد الشعب) في عددها الصادر بتاريخ 13/3/1959 ،، ((علقت وسحبت جثث المجرمين القتلة في مدن الموصل وقراها وانجلت المعركة فإذا بالعشرات من المجرمين الشرسين العتاة مدنيين وعسكريين صرعى في دورهم أو على قارعة الطريق في الموصل وتلعفر وعقرة وزاخو وفي كل زاوية)) ،، وفي عدد آخر صدر بتاريخ 16/3/1959،، ((لنا من الاعمال البطولية في الموصل خبرة وافرة في سحق الخونة ،، إنَّ مؤامرة الموصل وسحقها وسحل جثث الخونة في الشوارع ستكون درساً قاسياً للمتآمرين وضربة بوجه دعاة القومية)) ،، وكذلك حدث نفس الشيء في كركوك بعد ان توجه لها الشيوعيين وبصحبتهم المجموعات الكردية المسلحة ،، لينفذوا أبشع الجرائم والانتهاكات في تموز 1959 ، وقد شهد الحزب الشيوعي على نفسه ، فقد أعترف عضو اللجنة المحلية للحزب الشيوعي "عدنان جليميران " أثناء محاكمته عام 1963 قائلا ،، " في رأيي ان أبرز الجرائم التي نتحمل نحن الشيوعيين مسؤوليتها الكاملة مجزرة كركوك و الموصل " ( المصدر ، نقل بتصرف من شبكة أخبار العراق – مقال بعنوان / مجازر الموصل وكركوك تاريخ اسود ) .
-  أعدامات حدثت في منطقة الدملماجة في الموصل ، ويوجد غيرها الكثير ..
*  كما ذكرت أنها حقبة زمنية محملة بالكوارث ، الذي أراه هنا عملية أعدامات و قتل وسحل وتمثيل بالجثث وتعليق على أعمدة النور وغيرها من الأعمال الوحشية والسادية ، ملاحظاتي هو غياب للدولة في السيطرة على العنف الشعبي / الغوغاء ، والمليشاوي وحتى فقدان التحكم ببعض المؤوسسات العسكرية كمحكمة الشعب ، دماء بل أجزاء من جثث الضحايا تغرزت في شوارع بغداد والموصل وكركوك .. فقط لأنها تختلف في الرأي ، وحتى لو كانت مذنبة فلا يكون العقاب السحل !! كما كانت أحكام الأعدام على البشر أكثر سهولة من أعدام قطط !!
*  أما عملية أعدام عبد الكريم قاسم ، فأنها أكثر من مخزية في حق الأنسانية وخيانة للمبادئ التي قام عليها الضباط الأحرار انفسهم كرفاق ، لأنه حتى ولو كان هناك أنحراف من قبل عبد الكريم قاسم فليس العقاب يكون الأعدام ، وهل الأعدام هو مصير أو عقاب كل رئيس أنحرف عن الثورة أو أنقلب عليه رفاقه !!                       5. الفترة من تموز 1968  لغاية نيسان 2003  :
حكم خلال هذه الفترة أحمد حسن البكر من تموز 1968 لغاية تموز 1979 و صدام حسين من تموز 1979 لغاية نيسان 2003 ، الفترة تميزت بأحداث كثيرة أرى أهمها ، دموية الأتي :
- حرب الخليج الأولى أو الحرب العراقية الإيرانية ، أطلق عليها من قبل الحكومة العراقية آنذاك اسم قادسية صدام بينما عرفت في إيران باسم " الدفاع المقدس " بالفارسية : " دفاع مقدس "  هي حرب نشبت بين العراق وإيران من سبتمبر 1980 حتى أغسطس 1988، خلفت الحرب نحو مليون قتيل وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار أمريكي ، دامت الحرب ثماني سنوات لتكون بذلك أطول نزاع عسكري في القرن العشرين  وواحده من أكثر الصراعات العسكرية دموية ، أثرت الحرب على المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وكان لنتائجها بالغ الأثر في العوامل التي أدت إلى حرب الخليج الثانية والثالثة. ( نقل بتصرف من الويكيبيديا .. )
-  الهجوم الكيماوي على حلبجة ، بالكردية: کیمیابارانی ھەڵەبجە Kîmyabarana Helebce) هو هجوم حدث في الأيام الأخيرة للحرب العراقية ـ الإيرانية ، حيث كانت مدينة حلبجة محتلة من قبل الجيش الإيراني ، وعندما تقدم إليها الجيش العراقي تراجع الإيرانيون إلى الخلف وقام الجيش العراقي قبل دخولها بقصفها بغاز السيانيد ، مما أدى إلى مقتل أكثر من 5500 من الأكراد العراقيين من أهالي المدينة . ادعى العراق أن أيران  قامت به على السكان الأكراد ببلدة حلبجة الكردية . حيث قامت القوات الأيرانية  بالهجوم الكيميائي في آخر أيام حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران ، من 16-17 مارس 1988. قُتل من سكان حلبجة فوراً 3200-5000 وأصيب منهم 7000-10000 كان أغلبهم مدنيين ، وقد مات الألاف من سكان البلدة في السنة التي تلت من المضاعفات الصحية والأمراض والعيوب الخلقية.  كانت الهجمة ، التي تعرّف أحيانا بالأبادة الجماعية  ، تعتبر أكبر هجمة كيماوية وُجّهت ضد سكان مدنيين وهم الأكراد حتى هذا اليوم . وهو أمر يتفق مع وصف الإبادة الجماعية في القانون الدولي التي يجب أن تكون موجهة ضد جماعة أو عرق بعينه بقصد الانتقام أو العقوبة  ( المصدر ، الويكيبيديا ) . - السبب ، هو انه خلال الاسابيع الاخيرة من الحرب الايرانية العراقية ، رحبت حلبجة بتقدم القوات الايرانية مهللة بالفرح ، وقرر صدام حسين وابن عمه علي حسن المجيد ، الشهير بـ "علي الكيماوي"، تلقينهم درسا وجعلهم عبرة للاخرين ( مقال بعنوان ، التحقيق في مذبحة حلبجة فرصة لتحديد مصادر تسليح صدام حسين ، جون سيمبسون ، محرر الشؤون العالمية بي بي سي في 3.12.2012 ) ... الأخبار متضاربة عن من قام بالهجوم الكيمياوي أهي القوات العراقية أم القوات الأيرانية .
- حرب الخليج الثانية ، تسمى كذلك عملية عاصفة الصحراء أو حرب تحرير الكويت من17 يناير إلى 28 فبراير 1991 ، هي حرب شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق ، بعد أخذ الإذن من الأمم المتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي  ... تطور النزاع في سياق حرب الخليج الأولى ، وفي عام 1990 اتهم العراق الكويت بسرقة النفط عبر الحفر بطريقة مائلة ، وعندما اجتاح العراق الكويت فُرضت عقوبات اقتصادية على العراق وطالب مجلس الأمن القوات العراقية بالانسحاب من الأراضي الكويتية دون قيد أو شرط  ( نقل بتصرف من الويكيبيديا ) .
*  كان عدد الضحايا والمعوقين و المفقودين و الأسرى في حربي الخليج الاولى والثانية بالملايين ، ليس من كارثة عانى منها العراق كما عانى منها خلال هذين الحربين ، فنهر الدم لم يوقفه سد خلال الثمان سنوات الأولى من حرب الخليج الأولى ، وعندما ألتأم السد في أغسطس 1988 عاد النهر الدموي لينفجر بحرب ثانية غير متوازنة في 17.01.1991 ، هذه الحرب أثرت حتى سيكولوجيا على الناجين منها ، وحتى الأسرى كانوا مغيبين أجتماعيا عن الحياة بعد رجوعهم من الأسر ، فلو علمنا أن القرارات الأسرية الخاطئة تؤدي الى مشاكل ، فكيف قرارات خاطئة بحق الوطن !! هذا الوطن الذي تحمل الأخطاء الفادحة للسياسيين وكان الشعب هو أول الضحايا ..
*  الشعب الكردي أيضا تعرض لواقعة كارثية لا تنسى ، لأن الحرب وضعته في بودقة بين الحكومة المركزية / بغداد و الحكومة الأيرانية ، و الجانبين يتهم الأخر بأنه المسبب ، وفي محاكمات القيادة العراقية .. أدلى طارق عزيز / نائب رئيس وزراء العراق في عهد الرئيس صدام حسين ، في أفادته ، بأن نوعية الغاز المستخدم في حلبجة لا تمتلكه القيادة العسكرية العراقية !! مهما كان الكلام أن ضحايا حلبجة نقطة عار على جبين من نفذ هذا العمل اللاأنساني ضد سكان أمنين من رجال ونساء و شيوخ و أطفال ..
6. الفترة نيسان 2003 لغاية نوفيمبر 2014 :
- تبدأ بحرب الخليج الثالثة نيسان 2003 ، معركة الحواسم  أو عملية غزو العراق أو عملية تحرير العراق او قادسية الجعفري ، كانت حربا حاول فيه نظام عربي تسويق هزائمه وتحويلها الى انتصارات كلامية وربما تكون هذه الظاهرة ملازمة لجميع الحروب التي خاضها العرب في القرن الماضي ، بدءاً بمعارك فلسطين الأولى مروراً بالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 و حرب الخليج الثانية وانتهاء بأم الحواسم ، التي كان النظام العراقي يعلن انتصاره فيها في أيامها الاولى ، عبر المؤتمرات الصحافية اليومية لوزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف وغيره من المسؤولين العراقيين. .
- مقتل محمد باقر الحكيم   1939.7.1 - 2003.8.29 ، في يوم الجمعة المصادف في 2003.8.29 في الأول من شهر رجب و بعد خروجه من صلاة الجمعة من صحن الإمام علي عليه السلام تعرض السيد الحكيم لعملية اغتيال بانفجار شديد لسيارة مفخخة أدت إلى استشهاده هو و العديد من المرافقين له و عشرات المصلين ( المصدر الانسكلوبيديا الاسلامية ) .
-  قتل سيرجيو فييرا في 19.08.2003 ، اسفر هجوم بسيارة ملغومة استهدف فندق القناة ببغداد ، حيث مقر الامم المتحدة ، عن سقوط 17 قتيلا ومائة جريح . وبين القتلى الممثل الخاص للأمم المتحدة الدبلوماسي البرازيلي سيرجيو فييرا دي ميلو ، الذي مات تحت انقاض مكتبه ، وقتلت أيضا نادية يونس ، وهي من كبار موظفي المنظمة وتحمل الجنسية المصرية . وافاد مسؤول رفيع المستوى في الامم المتحدة «توفي دي ميلو . لقد نقل جثمانه الى المشرحة». ( المصدر ، بغداد ـ لندن ـ «الشرق الأوسط»ـ والوكالات  ) .
- عملية الفجر الأحمر أو القبض على صدام حسين بالإنجليزية: Operation Red Dawn هي العملية العسكرية التي تم فيها القبض على صدام حسين في الحفرة التي كان يختبأ فيها على يد قوات التحالف الأمريكية في ديسمبر 2003 ، " هذه الرواية غير مؤكدة " ، ونحن لسنا في مجال التأكد من صحة الخبر من عدمه في هذا المقال  !!
- إعدام صدام حسين ،  نفذ في العراق / بغداد ، فجر السبت حكم الإعدام الصادر بحق الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بعد ادانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ، وانتهت بذلك مرحلة من تاريخ العراق الذي حكمه صدام بها لأكثر من ثلاث عقود قبل أن تتم الأطاحة  به أثر الغزو الذي قادته القوات الأمريكية عام 2003 .. وقد تم إعدام صدام حسين فجر يوم عيد الأضحى ، العاشر من ذو الحجة الموافق 30-12-2006 . وقد جرى ذلك بتسليمه للحكومة العراقية من قبل حرسه الأمريكي تلافياً لجدل قانوني في أمريكا التي أعتبرته أسير حرب.  وقد استنكر المراقبون من جميع الاتجاهات والانتماءات السياسية هذا الاستعجال المستغرب لتنفيذ حكم الإعدام .
* أعدام صدام حسين كان حدثا غير عادي ، لأن العملية تؤشر الى نهاية رجل كان الأكثر جدلا عربيا وعالميا ، كما أن عملية الأعدام تمت في العيد ، من جانب أخر أن الرجل سيق للأعدام بكل رباطة جأش ، متماسك غير مهتز ، وأيضا التاريخ يعيد نفسه ، نهاية حكم أي رئيس في العراق يعني الموت / الأعدام  في  مفهوم الثقافة العراقية السلطوية !
أشارات على المرحلة 2003 – 2014 :
* القتل على الهوية ، وهو ليس عمل طائفي و عنصري فقط ، بل انه عمل قضى على الهوية الوطنية و الأجتماعية للعراق / والذي نفذ من قبل مليشيات طائفية ..
* القتل و الذبح التي قامت بها داعش في الموصل و الرمادي وبيجي وتكريت .. منها على سبيل المثال و ليس الحصر ، مذبحة معسكر سبايكر 1700 ضحية / حسب موقع المسلة ، الخبر منشور في يوم 7.11.2014 و القتل الجماعي لعشيرة ألبو نمر في الرمادي 500 ضحية  ، حسب موقع BBC ، الخبر منشور في يوم 3.11.2014  ،
* الترحيل و التهجير الطائفي وما رافقه من أعمال عنف ..
* تعرض المواطنين .. للسلب او النهب أو الخطف أو الأبتزاز أو السرقة أو التزوير وما يرافق ذلك من قتل  و عنف ..
* التفجيرات التي طالت المراقد والحسينيات والمساجد و الكنائس ..
* القتل الذي رافق قضم داعش لبعض مناطق العراق ك ( تكريت ، الرمادي و الموصل .. ) .
خاتمة :
قامة وطن ، القتل والذبح فيه منتشر ، ورائحة الدم بدل الورد يفوح ، الوحدة الوطنية في تشرذم ، الطائفية و العرقية و الأثنية سادت بين أبناء الوطن الواحد ، الكل يرفع رايته فأصبح وطن الرايات المتضادة ، الأرض تقضم من قبل العصابات التكفيرية ، حكام وطن بلا هدف بلا غاية ، المنظمات التكفيرية تقتل ، العصابات تقتل ، المليشيات تقتل ، فتاه فكر الشعب في من يقتل من ، عراق بعد نيسان 2003  رجاله بحثوا عن الهوية وعندما تهيأ لهم المال فأكتفوا بأمتلاكه  وفقدوا  بل باعوا الوطن والهوية !!
 

441
 
          تساؤلات .. في المرتدين وحرية المعتقد 
تنويه :
كانوا يقولون       :  الأبناء على دين أبائهم .. / قول شائع
والأجدر أن نقول   :  أولادكم ليسوا أولادا لكم ، أنهم أبناء وبنات الحياة .. / جبران خليل جبران
 مقدمة :
تبقى حرية الأعتقاد الشغل الشاغل /  ليس في الدول الأوربية و الولايات المتحدة الأميريكية فقط بل في الدول العربية على وجه الخصوص ، ولو كانت بشكل أقل في لبنان ، وتظل حرية الأعتقاد الديني المفصل الأهم ، لأن الحرية في هذا المفصل لا زال كمفهوم غير مقبول بالنسبة للعقلية العربية التي تئن تحت ثقل أرث كبير دينيا ومجتمعيا .. ومن المعتاد أن الوليد يكتسب دين والديه ، كذلك المفاهيم الدينية تشير الى أن المولود ياخذ دين والديه في الدول العربية  أيضا ( وبشكل أو بأخر في حالة أختلاف دين الوالدين ، كأن يكون الوالد مسلما و الزوجة كتابية فأن الوليد يتبع أباه .. )  ،  أذن أمور الأنتساب الديني تذهب بشكل روتيني بالنسب للوليد لدين الوالدين ، أي أن المفاهيم الدينية هي الكلام الفصل بالنسبة لعملية أنتساب الأولاد  . الى هنا الوضع يمكن أن يكون مقبولا  وليس من حساسية في الأمر بشكل عام .
بعد سن 18 عام /  بشكل عام وقد يمتد هذا الى مراحل عمرية متقدمة ، يبدأ الصراع الداخلي الفكري حول جملة من المفاهيم ، من أهمها الأعتقاد الديني ، حيث أن التكوين العقلي يبدأ بالتبلور خاصة في مرحلة الشباب و بصيغة أكثر منطقية ، من خلال القراآت والدراسة و الأطلاع والبحث و الأستقصاء ، ومعاشرة المنتمين الى أديان أخرى ... ، تبدأ هنا ، لدى هذه الفئة الأستعداد لعملية تغيير الدين ، نتيجة قناعات معينة  أو لأسباب خاصة ، وهنا تكون الصدمة !!
سأستعرض في التالي أهم المعتقدات الدينية السماوية وغير السماوية وحكم المرتد لديها ..
البوذية ، الهندوسية ، الزرادشتية و اليزيدية .. :
كل هذه الأديان غير السماوية / المعتقدات ، لا توجد بها نصوص تدلل على أن الذين يتركون دينهم / معتقدهم ، تخضعهم الطائفة أو الجماعة الى ملاحقة  دينية  أو أن  تطرده  من  المجتمع الخاص بهم  أو أن  تهدده لكي يرجع الى دينه السابق ، يعني هناك هامش من الحرية  في الأمر .
اليهودية :
قلة جدا من المتحولين الى أديان أخرى من هذه الديانة ، كما أنه من المعروف أن الديانة اليهودية مقفلة ، لا تقبل من الأديان الاخرى أيضا  ، كان هناك حالة ، وأكيد هناك حالات أخرى / الدكتور العراقي أحمد سوسة 1900 – 1982 تولد الحلة ، الذي كان يهوديا و أسلم فيما بعد ، ويعد الدكتور أحمد سوسة من أقدم المهندسيين العراقيين  ، المهم في الأمر ليس هناك أي حكم أو جرم عليه لأنه غير دينه ، أي ليس هناك من عقوبة !!
المسيحية :
لا يوجد هناك عقوبات ردعية في الأمر ، لا عملية تهديد ، ولا عملية وعيد ، لأن عملية التغيير ينظر لها  من منظور خاص ، بالرغم  من وجود الكثير من المهاترات القبطية الأسلامية  في مصر بسبب تغيير الدين من الطرفين / وكل جهة تتهم الأخرى بصحة روايتها ، ولكن دينيا لايوجد أيات من الأنجيل تبين أو توحي بوجود عقوبة من نوع معين لو أن أي مسيحي غير دينه !
الصابئة و الدروز ... :
كل هذه  الأديان أو المعتقدات أو المذاهب وغيرها  / سمها ما شئت ، ليس في كتبها  ما تضمر بشكل مباشر أو غير مباشر  أو ما  تفصح عنه بشكل لا يقبل الشك بوجود تهديد في حالة أذا غير أي فرد تابع لها دينه .
الأسلام :
بالرغم  من  أن القرأن الكريم  يقول  (  لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي  )  /   البقرة:256 ، ولكن القرأن يأخذ منحا أخر في حالة تغيير الدين ، فالوضع يختلف حيث المتغير من الأسلام الى دين أخر يوصف بالمرتد ، والردة  ، كمصطلح  إسلامي يشير إلى ترك الإسلام بعد الدخول فيه وهي الرجوع عن دين الإسلام إلى الكفر والمرتد على الحقيقة: هو الذي يكفر بعد إسلامه بقول أو فعل أو اعتقاد أو شك. الحدود الشرعية بالإسلام حددها الله في كتابه الكريم ، ومنها حد السرقة وحد شرب الخمر. / نقلا عن الويكيبيديا .
ووصف الحدث / التغيير بالمرتد به ألغاء للشخصية الانسانية و الأجتماعية للفرد ويضعه في دائرة المذنب والمتهم الذي يستحق العقاب ، ومن العُلماء من يرَى أنَّ حدَّ الردةِ معنيٌّ به قولُه تعالى ( وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة )  فقالوا إنَّ العذَاب الأليمَ المُتوعَّدَ به في الدُّنيا هو القتلُ جزاءً على ردَّتهِ.  ( نقل بتصرف من موقع ملتقى أهل التفسير ) ، فهذه الآية كما هو ظاهر من خلال سياقها تتحدث عن الردة والكفر بعد الإسلام والإيمان ، والآثار المترتبة على هذا الفعل المستقبح شرعا سواء في الدنيا أو الآخرة ، مما جعل الكثير من المفسرين يستنبطون من هذه الآية حكم المرتد وذلك أن الله عز وجل ذكر نوعين من العذاب يلحقان بمن كان هذا حاله ، أحدهما في الدنيا والآخر في الآخرة ، والذي يعنينا الآن هو عذاب الدنيا في قوله تعالى: { وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا }، فدل ذلك على أن المقصود بهذا العذاب هو القتل ، قال ابن كثير مبينا هذا المعنى: «وإن يستمروا على طريقتهم يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا أي بالقتل والهم والغم ...» 4 – 108 ، وقال صاحب البحر المحيط: « والمعنى : وإن يديموا التولي إذ هم متولون في الدنيا بإلحاقهم بالحربيين إذ أظهروا الكفر فيحل قتالهم وقتلهم » 5- 74، وفي الطبري 14 – 369 : « يعذبهم عذابا موجعا في الدنيا ، إما بالقتل ، وإما بعاجل خزي لهم فيها » وفي تفسير القرطبي 8 – 133،  والجلالين ص: 199 : « يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا بالقتل »... فبعد كلام أئمة التفسير وأساطين القرآن ودلالة الآية على عقوبة المرتد الدنيوية ليس لنا إلا أن نقر بورود هذه العقوبة في القرآن الكريم على وجه الإجمال - كعادة القرآن في بيان الكثير من الأحكام الشرعية الهامة - حيث بينتها سنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية .. ( نقلت من مقال بعنوان / الدليل على قتل المرتد من القرآن والسنة الفعلية للنبي العدنان – من موقع منير المارود ، الاثنين ، 22 أبريل، 2013 ) .
وهناك أحاديث / التي تدعى أحاديث الأحاد ، تدعوا بالحد من المرتد أيضا ، وهي : " من بدل دينه فاقتلوه " / صحيح البخاري . " لا يحل دم المسلم إلا بثلاث : قتل النفس , والثيب الزاني . والمفارق لدينه .. " في صحيح مسلم . ويؤكد الأمام علي بن أبي طالب على قتل المرتد نقلا عن النبي  : وذلك لحديث علي بن أبي طالب المشهور عن النبي :"مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ، وَلاَ تُعَذِّبُوهُ بِعَذَابِ اللَّهِ‏" .
أراء فقهية أخرى :
وفي المقابل ، يوجد صوت فقهي من العلماء يُنادي بأن المرتد لا يُقتل ، واستشهدوا بأن الرسول ارتد في زمنه عدد   ولم يُهدر دمهم ، وكذلك عمر بن الخطاب أنكر قتل المُرتدين وتبرّأ من قتلهم .. من الناس ردوا على الطرف الثاني وقالوا أن حروب الخليفة أبو بكر الصديق للمرتدين بأنها حروب فتنة وليست حروب أرتداد عن الدين ، أيضاً أن من قاتلهم أبو بكر الصديق ليسوا مرتدين كلهم فكان فيهم من لم يؤمن أصلاً ، وفيهم المتربصون فيتبعون الغالب ، وفيهم من امتنع عن الزكاة ، وبشكل عام فإن حروب أبو بكر لتلك القبائل كانت سياسية بشكل كبير فقد كان في انفصالهم عن الجسم الإسلامي ضربة قوية للمسلمين ..
ويستدل القائلون بعدم قتل المرتد بقول الامام إبراهيم النخعي الذي رُوي عنه أنه قال بعدم قتل المرتد .
خلاصة الأمر أسلاميا :
مما سبق نلاحظ أن أسلاميا هناك أختلاف في الرأي حول المرتد ، فالقرأن ينص على العذاب الأليم / الذي فسرته الأئمة بالقتل ، الأمام علي  بن أبي طالب يؤكد على القتل لحديث منقول عن الرسول ، الخليفة عمر بن الخطاب تبرأ من قتل المرتد ، والفقهاء نفوا صفة قتل المرتدين في زمن الخليفة أبو بكر الصديق بتبريرات الفتنة وعدم دفع الزكاة .. البخاري ومسلم  وأبن كثير وصاحب البحر المحيط .. يؤكدون على القتل ، ونفس المنحى في تفسير الجلالين و الطبري والقرطبي .. بينما الأمام أبراهيم النخعي خالفهما .. الأراء كثيرة والذي أستعرضته غيض من فيض ، وتدل كلها على عدم الأتفاق  على رأي موحد أو رأي متفق عليه .
حرية المعتقد :
الحرية في الأعتقاد أخذت صبغة من التحدي وهذا يدلل على أن العابرين الى أديان أخرى كالمسيحية مثلا / أو كما يدعونهم بالمرتدين ، دخلوا في نطاق التحدي مع السلطة و الحكومة ، بلا خوف مما سوف يحصل لهم !!
1. فلو أهملنا كل الأراء و أتبعنا رأي القرأن الذي يوصي بالعذاب الأليم  ، فهل من الممكن الأن ونحن في القرن الواحد و العشرين من تطبيقه وتحقيقه / الحد على المرتد ، لتغيير  الفرد دينه ، وهل هذا الأمر حضاري !
2. من ناحية أخرى لو أتبعنا الرأي القائل بأعدام المرتد ، فكم فردا سوف يعدم كل سنة ، من المؤكد عشرات الألاف وسيكون هناك بحرا من الدماء ، وهذا الأمر لو طبق لربط الأسلام أكثر بالدم و السيف . وبنبأ ذو صلة ، السلطات السودانية لم تستطيع أن تعدم فردا واحدا ( أدانت محكمة سودانية اليوم الاحد ، فتاة سودانية ، تدعي مريم يحي ابراهيم ، بالردة وأصدرت المحكمة حكما بإعدام الفتاة ، وامهلتها حتي جلسة الخامس عشر من مايو الجاري للاستتابة او تنفيذ عقوبة الإعدام .. عن الجريدة الألكترونية السودانية /  الطريق 11 مايو 2014 )  ، أطلق سراحها فيما بعد ..
3. ومن كان يصدق أنه في السعودية بلد الحرمين ، تنشأ الأن جمعية تدعى / رابطة المتنصرين السعوديين          ( المصدر ، موقع الشبكة الوطنية الكويتية في 26 يونيو 2009 ) وتشكيلها كالاتي :
ناهدة عبدالقادر باكرمان / رئيسا للرابطة .
الأعضاء : ( علي سعيد القرشي ، سلوى فائز ، أدريس هوساري ، أحمد الحوطي ، بندر الحمود و راشد قمبر ) .
4. ما زالت الكنائس الأردنية صامته تخشى الرد ، بعد مرور 24 ساعة على نشر الجزء الأول من القصة الكاملة لتنصير المدون السعودي المدعو « حمود بن صالح العمري»   الذي تردد في وسائل الإعلام العربية والعالمية أنه ارتد عن الاسلام وتنصر في الأردن أثناء دراسته بجامعة اليرموك عام 2004م!! / نقل عن - عصام مدبر ، مدونة التنصير فوق صفيح ساخن في 20.04.2009  ) .
* خاتمة :
لن تنتصر أي قوة على ما يحمله القلب البشري من شعور فياض تجاه الدين الذي يأمل الفرد أن يهتدي أو يتحول أليه ، وكل العواقب من تهديد ووعيد  وتخويف وفزع لا تغير قيد أنملة  من الأيمان الحقيقي للفرد ، فعلى الحكومات الأسلامية أن تنظر الى عملية الحرية في الأعتقاد الديني من منظور أخر ومن زاوية أخرى ونحن في القرن الواحد والعشرين ، وذلك من أجل حضارة السلم العالمي ، فحرية المعتقد لا يمكن أن تختفي بالسجون ولا تستطيع الحكومات الأسلامية بكل ادواتها القمعية ومهما ما ملكت من جبروت أن تكمم أفوه المجتمع المتطلع الى حرية كان محروما منها لقرون ، وليعلم الجميع أن الأمم الحرة ستنتصر في الأخر ، كما أن الذي كان معمولا به أو كان مطبقا أو منصوص به قبل 1435 عام بحذافيره وتفاصيله  من جلد أو قتل للمرتد من المستحيل أن يعمل به الأن  !! لأن لا  يمكن لعجلة التأريخ أن تدور الى الخلف أبدا !!







 

442
            قراءة في فتوى "  موت المسلمين في بلاد الكفار .. في النار ! "
المقدمة :                                                                                                                                    بين الحين و الأخر ، يخرج شيوخ الأسلام / السعوديون خاصة ، بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ، أغلبها غير  مسند  لأي مرجع ديني كنص ورد في  القرأن أو السنة  أو ما توارد من أحاديث .. ولزيادة المعرفة ، دعنا نغوص قليلا بهذه المفردة / الفتوى ، ف(  الإفتاء مصدر الفعل ( أفتى ) ، والفتيا مأخوذة من فتى وفتو ، وهي بمعنى ( الإبانة ) ، يقال : أفتاه في الأمر إذا أبانه له . وأصل ( الفتوى ) من الفتى وهو الشاب القوي الحدث فكأنه - أي المفتي - يقوي ما أبهم ببيانه وقوته العلمية . وقد وردت هذه الكلمة بتصاريف مختلفة في كتاب الله ، تدور حول معنى الإبانة والتوضيح ، ومنه قوله تعالى:   وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ   قال ابن عطية في تفسيره: " يبين لكم ما سألتم عنه " / نقل بتصرف من موقع  الرئاسة العامة للأفتاء - مجلة البحوث الأسلامية ) .                                                                         موضوع المقال :                                                                                                                                         قرأت في 1.6.2015  بموقع (CNN) الخبر التالي : ) استشهد الإعلامي السعودي ، وليد الفراج ، بتقرير على لسان عبدالله السويلم ، إمام وخطيب جامع الأمير خالد بالعاصمة السعودية ، الرياض ، وقوله إن من مات في  "بلاد الكفار" على حد تعبيره فربما يدخل النار . ورد وليد الفراج في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي ، تويتر : " إلى كل المواطنين السعوديين الذين يسافرون الى اوروبا وأمريكا وآسيا ، يا ويلكم ، انا ناوي لوس انجلوس .. وش وضعها ؟" ، ونقل الفراج صورة لتقرير على لسان السويلم العضة بلجنة المناصحة ، بحسب ما نشرته صحيفة الحياة ، حيث قال : "إن السفر لبلاد الكفار محرم نهائيا ، محذرا المسافرين من أنه يخشى على من مات في بلاد الكفر أن يدخل النار.. وأضاف في تصريح للحياة : الذهاب إلى الخارج محرم شرعا ، إلا في حال الضرورة وبشروط ، الأول أن يكون عنده عقيدة تردعه عن الشبهات ، وأن تكون عنده حصانة إيمانية تردعه عن الشهوات ، ومن يخشى على نفسه الوقوع في المحرمات كشرب الخمر لا يجوز له السفر..                                                                 النص :                                                                                                                                          للفتاوى تأريخ مثير وطويل بالوقت نفسه ، ويتفنن شيوخ الأسلام في كيفية أخراجه ، والكثير منها / الفتاوى ، غير منطقية ، بعيدة عن المفهوم العقلي ، يغلب عليها الغرابة و العجب ،  حتى أن مضمون بعضها غير أخلاقي ! .. فمن أرضاع الكبير الى جهاد النكاح الى وجوب أرتداء الشاب الجميل النقاب الى شرب بول البعير الى تحريم المرأة قيادة السيارات .. ، وسأسرد فيما يلي  بعضا منها منقول من موقع العصرية نيت :                                                                                                                         1 . البداية من الفتوى الجديدة الغريبة التي أفتاها الداعية المصري أسامة القوصي وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بإباحة النظر إلى المرأة التي ينوي الزواج بها وهي تستحم، مشيرا إلى أن الصحابة فعلوا ذلك لمعرفة صلاحها كزوجة أم لا.                                                                                                                                    2. الفتوى الثانية صدرت عن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة بأن الإقامة على سطح كوكب المريخ ليست من الإسلام في شيء.                                                                  3. على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت فتوى وصفت بالعنصرية لداعية سلفي أردني ، أثارت موجة كبيرة من غضب واستياء السوريين ، ففي مقطع فيديو على موقع “يوتيوب” أجاز الشيخ ياسر العجلوني ، طلب النساء السوريات تحويلهن إلى جوار وإماء.                                                                                      4. الفتوى الرابعة لرجل الدين السعودي صالح الفوزان ، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء ، وهي مثيرة للجدل وتناقلتها الصحف ومواقع التواصل الإجتماعي حيث حرمت “البوفيه المفتوح” ، والذي يعني أن يدفع الشخص مبلغا ثابتا من المال مقابل أن يأكل ويشرب ما يشاء.                                                              5. من آخر الفتاوى التي أثارت الرأي العام الإسلامي فتوى مفتي مصر السابق علي جمعة التي ذكرها في سياق التحدث عن الإتيكيت الإسلامي من خلال مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي ، طالب فيه الرجال بالصبر والتساهل مع زوجاتهم ، قائلا : “إن الإتيكيت الإسلامي يطالبك بأن تتصل بزوجتك بالهاتف قبل المجيء إليها ، اتصل بها يا أخي ، افرض أن معها أحد اتركه يمشي”.                                                                                        6. وللشيخ صالح الفوزان نصيب الأسد من الفتاوى المثيرة للجدل حيث بث موقعه الإلكتروني فتوى ردا على أحد المستفتين بشأن مشروعية تقبيل رأس أحد الوالدين إذا كان يصلي أحيانا أو لا يصلي أبدا.                               7. وللشيخ ذاته فتوى بتحريم الانحناء لتقبيل قدم الأم ، معللا الأمر بأن الانحناء لغير الله لا يجوز.                             8. أفتى الدكتور ياسر برهامي ، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية ، أنه لا يجوز أن ترتدي المرأة “الترنج” الضيق الذى يشبه “الاسترتش” أمام أخواتها وأولادها .                                                                          أضاءات :                                                                                                                                 من كل ما تقدم .. من تعريف مفردة الفتاوى و شرح معانيها وسرد أهم الفتاوى ، كل ذلك ليس لي أي تعليق عليه ، لأنه ليس الموضوع الذي نحن بصدده ، لأن موضوع المقال هو الخبر المنشور في /  CNN  بالعربي ، وأن كل ما جاء كان من باب التمهيد و الأستهلال .. بداية أن الكفار في النار/ أمر مفروغ منه ،  له نصوص قرأنية تسنده ، منها ما جاء في شرح بعض الأيات التي ذكر بها مصير الكفار  بعد الموت ، وسأسرد  فيما يلي شرح وتفسير الشيخ / محمد بن صالح العثيمين  ، (( أما جسم الميت فإنه يبقى في الأرض في المكان الذي دفن فيه إلى يوم القيامة قال الله تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ) وقال تعالى : ( وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) فهو باقٍ في الأرض وأما روحه فإنها تكون في الجنة أو تكون في النار قال الله تبارك وتعالى : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) فبيّن أن هذا القول يكون عند الوفاة فمعنى ذلك أنهم يدخلون الجنة يوم وفاتهم وهذا لا يكون إلا للروح لا يكون للبدن وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم :"أن الميت في قبره إذا كان مؤمناً يفتح له بابٌ إلى الجنة ويأتيه من روحها ونعيمها وأما الكافر فإن روحه أيضاً يذهب بها إلى العذاب" قال الله تعالى عن آل فرعون : ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) وفيها قراءة: ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ وأُدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) وقال تعالى :  ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً ) وقال تعالى : ( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ* ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) سورة الأنفال أية 50 ، فهذا دليل على أن الميت المؤمن يلقى جزاءه في الجنة من يوم موته والكافر يلقى عذابه في النار من يوم موته وهذا بالنسبة للروح أما البدن فإنه يبقى في الأرض إلى يوم القيامة وقد تتصل الروح به معذبةً أو منعمة كما تدل على ذلك الأحاديث . )) .. وتساؤلي التالي ، أولا ، هناك نص قرأني ( ربما ) يسند الفتوى أليه فيما يخص الكفار / اليهود و النصارى .. لقوله تعالى ( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ) سورة البينة ، وهذا مقبول أسلاميا ، لأن الأسلام يكفر كل البشر عدا المسلمين ! ولا ينكر أي باحث بما جاء من نصوص قرأنية بخصوص الكفار ! ، ثانيا ، لماذا يذهب المسلمين الى بلاد الكفار ، أكيد هناك أسباب أوجبت ذلك ، كالدراسة والثقافة ونيل التخصصات التقنية و الطبية .. التي تفتقر أليها البلاد العربية و الأسلامية ، ثالثا ، الشيخ عبدالله السويلم ، إمام وخطيب جامع الأمير خالد بالعاصمة السعودية الرياض ، لم يسأل نفسه ، كم عدد الطلاب السعوديين المبتعثين مثلا في الولايات المتحدة الأميريكية فقط ، حيث  أفادت ( جهات أمريكية رسمية أن عدد الطلاب السعوديين المبتعثين إلى الولايت المتحدة ، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ، بلغ نحو 110 آلاف طالب خلال العام الدراسي الأخير 2013/2014. arabic.arabianbusiness.com/business/ ) ، أيها الشيخ الجليل / غير العارف ! أرجوالأطلاع على واقع المملكة وشؤونها الطلابية قبل الافتاء ! ، أما عدد السياح السعوديين ! الذين يسافرون للدول الأجنبية ، فهو أكبر من هذا العدد بكثير ، وأكيد غرضهم ليس التعبد و الصلاة !! رابعا ، لم ترضى أيها الشيخ أن يعلم ويثقف ويدرس أولاد جلدتك / السعوديين ، مدرسين من أحفاد القردة و الخنازير / وهم  اليهود ، الذي منهم العلماء و الأطباء و الأساتذة في أميركا ! أضافة للنصارى الكفرة ! ، خامسا ، كان من المفروض / أولا ، أن تفتي بعدم جواز الأبتعاث و السياحة و السفر خارج المملكة ، حتى لا يكون مصيرهم جهنم في حال توفاهم الله ، سادسا  ، هل هناك نص قرأني أو حديث أو رواية تنص على أن من يتوفاه الله من المسلمين في بلاد الكفار مصيره جهنم ! ، سابعا وأخيرا ، كم تستوعب جهنم من بشر ! ألم يكفي روادها من الكفرة / اليهود والنصارى !! .. ، حتى تفتح  الأن أيها الشيخ ، بابا / مستحدثا ، لدخول المسلمين أليها " أي الى جهنم  !! " .                                                        كلمة :                                                                                                                                         أيها الشيوخ ألم تملوا من التكفير و الشحن الديني والطائفية المذهبية و الكراهية و البغضاء وقتل المخالف !! ألم تملوا من الفتاوى الجهادية التي دمرت الشعوب وخربت البيوت وحطمت الأوطان ، ألم يحن الأوان أن تهتموا بمفاصل تنفع الأمة الأسلامية  و الشعوب العربية .. أيها الشيوخ : أدعوا للمحبة و التسامح و التكاتف ، وكفاكم أهانة وأستصغارا  بعقول المسلمين ، وكونوا نواة وفاق ولا تكونوا مصدر شقاق ! ولكن لا أرى أي بصيص أمل في كل هذا ، لأن فتاوى الصفراء غايتكم ! ، وكما يقول الشاعر عمرو بن معد يكرب بن ربيعة الزبيدي / الذي عاش بين 525 ـ 642 م :
لقد أسمعت لو ناديت حيا         ولكن لا حياة لمن تنادي

443
                                       داعش .. والذبح على الطريقة الهوليودية                     

تنويه :
     سأوجه بعض الرسائل - ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل  محددة  موجهة  مختصرة ، سأنشرها بين فينة  و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة  ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة  أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها  مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .

الموضوع :
    شغل موضوع فيديوهات الأعدامات التي تقوم بها داعش ، حيزا كبيرا في الميديا ، لأنه ليس عملا عابرا ، كما انه ليس عملية تنفيذ أعدام وحسب ، بل أنه يؤشر الى عمل حرفي مهني ، على أعلى قدر من التقنية و الدقة ، والذي أقرأه من كل عملية أعدام ، أن خليفة داعش ، أو الطاقم المشرف على هذا المفصل من العمليات لهم ولع وشغف كبيرين بالتصوير والأخراج السينمائي ، ليس لأنهم ذوو ثقافة فنية ، ولكن لما تقدمه هذه الأفلام من رسائل مروعة الى العالم ، حيث أنها تؤرشف العمليات من أجل أن تقدم وتوضح للجهات ذات العلاقة / دولا ومنظمات ، أنها تنفذ ما تقول ، وتفعل ما توعد ، وبطرق فنية . أن داعش تصور أدق التفاصيل ، كأن الجهة المشرفة لديها نصا دراميا مع مخرج وطاقم عمل سينمائي تترجم عملية الاعدام بمشاهد تمثيلية حية ، هذا النوع من النهج في القتل و الأشرفة ينم عن حالة نفسية يعانيها كادر داعش القيادي / الخليفة و الصف الاول من التنظيم ، أنهم يترجمون وضعهم النفسي ويفرغونه في القتل الوحشي مع تصويره ،  أضافة الى كل ذلك ، القيام بعملياتهم الأساسية في تدمير وتخريب سوريا و العراق ثم ليبيا ومصر .. ، وبين هذا وذاك يقضون وطرا من وقتهم في جهاد النكاح وبيع السبايا وتجارة النفط و الأثار !

أضاءات :
* عرض تفاصيل القتل المتوحش لداعش أمتد الى تفاصيل متناهية الدقة ، في عمليات الأعدام ، حيث أشارت صحيفة  " ديلي ميل " البريطانية الى (( عمل جديد يرتكبه تنظيم "داعش"، يدل على مدى بشاعته ، مشيرة إلى أن التنظيم يعلق كاميرات عالية الجودة عند فوهة بنادقهم ، من أجل تصوير عمليات الإعدام الوحشية بالتفصيل الشنيع . وقالت الصحيفة ، إنه تم الاستحواذ على مجموعة من الصور المروعة مع جماعة إرهابية تابعة للتنظيم ، تشارك حاليًا في معارك ضارية مع الجيش العراقي في مدينة تكريت بشمال البلاد ، موضحة أن الصور تظهر لقطات عمليات الإعدام كأنها " لعبة فيديو " ، وأوضحت الصحيفة أن العرض بالكاميرا غير تقليدي ، كما أن التنظيم استخدم تقنية أجهزة "HD" لتعطي لقطات مثل التي تظهر في ألعاب "الفيديو جيم" .. )) نقل بتصرف من 
موقع الدستور الورقي  ، بقلم / غادة خيري .                                                                             * من ضمن ما يهدف أليه التسجيل السينمائي لداعش هو نشر الرعب و الخوف في المنطقة التي تتواجد بها داعش بشكل مكثف / سوريا و العراق وليبيا .. ، وتصدير هذا الرعب الى المناطق المجاورة ، من أجل الأنهزام قبل التقدم .                                                                                                                                 * تشكل أفلام الأعدام مادة دسمة للباحثين و الدارسين في مجالات المنظمات الأرهابية ، حيث أن تصوير عمليات الأعدام من قبل داعش مكلف ، و (( قام المعهد المتخصص بقضايا الإرهاب ، ( TRAC معهد بحث وتحليل الإرهاب ) ومؤسسة الأبحاث البريطانية ضد الأصولية  Quilliam ، بتحليل فيديو  قطع رؤوس 22 أسيرًا سوريًا دفعةً واحدة ، صورة بعد صورة ، لتعلم تقنية تصوير فيديوهات داعش ، وهويات الرهائن والقتلة ، وماهية تلك المشاهد البصرية المتوحشة التي تتقصدها داعش ، هنا بعض النتائج التي توصلوا إليها : تكلفة إنتاج الفيديو الواحد هي 200.000 دولار ، وفق TARC. على شاكلة فيديو الأفلام الوثائقية ، يتكون مقطع الفيديو من العديد من صور الـ HD التي تهدف للحصول على صورة عالية الجودة . الحقيقة المُخيفة هي أن مُنفذي عمليات الإعدام والأسرى أيضًا اضطروا لتكرار "أدوارهم" أكثر من مرة . يظهر معظم القتلة دون أقنعة ويمكن التعرّف على هوياتهم . يظهر في الفيديو 22 مُقاتلاً من داعش من أصول مختلفة وقوميات متنوعة بما فيها إندونيسيا ، فرنسا ، سويسرا ، ألمانيا وغيرها . ويرتدي جميعهم أزياء التمويه ذاتها . قائدهم هو الشخص الذي تم تعريفه على أنه "جون الجهادي"، شخص يتحدث بلهجة بريطانية وهو المسؤول عن قتل كل الرهائن الغربيين لدى داعش . تم التعرف على واحد من القتلة فقط : ماكسيم هاوتشارد ، مواطن فرنسي أعلن إسلامه . تتحقق بعض الدول الأُخرى إن كان هناك مواطنون لديها شاركوا بعملية القتل التي تم توثيقها بالفيديو . يتضح حسب أماكن الضوء والظل في الفيديو ، أن تصوير الفيديو استغرق من 4 حتى 6 ساعات . رغم عملية الإنتاج "المهنية" ، تظهر بعض التباينات في الفيديو . يتغير ترتيب وقوف الأسرى والقتلة في عدة أماكن . في بعض اللقطات ، يبدو القتلة وهم يتحدثون فيما بينهم ، على ما يبدو أنهم يمررون الوقت بين اللقطات . يعلق اثنان من مقاتلي داعش ميكروفونات "كليب أون" على ملابسهما ، رغم أنه لم يتم تسجيل صوتيهما . لعله تم اقتطاع الصوت من الفيديو أو تم الاحتفاظ به لنشره مُستقبلا . تم إخراج ثلاثة من القتلة خارج الفيديو ، ويظهرون فقط في لقطات انتقالية (Intercut). أحدهم هو مقاتل يضع قناعًا ، وهو الشخص الوحيد ما عدا "جون الجهادي" الذي يكون وجهه مخفيًّا. يعتقدون في منظمة TRAC أن الرجل الثاني المُقنع قد يكون بديل "جون الجهادي" أو يتم استخدامه كتمويه في حالات الغارات الجوية .)) نقل بتصرف من / موقع المصدر الألكتروني .                              * وبخصوص الدقة والحرفية في تصوير أفلام داعش لعمليات الأعدام ، بين المخرج المصري خالد يوسف  ( .. أنه لم يستطع مشاهدة فيديوهات القتل التي يبثها تنظيم الدولة الإرهابية "داعش" ، لما تحمله من بشاعة ، مشيرًا إلى أن تقنيات التصوير التي تستخدمها تلك العناصر عالية الجودة ، ولديهم أفراد مدربون وذات خبرة لعمل تلك المشاهد بهذه التقنيات الحديثة ،  وأضاف يوسف خلال مداخلة هاتفية لقناة "أون تي في لايف" ، أنه أصبح واضحًا وجود قوة دولية وراء هذا التنظيم ككل .. ) ، / نقل بتصرف من موقع الحق و الظلال .                                                                               * وحول عمليات الميديا لداعش فأنه من المؤكد وجود عناصر مهنية تقوم بهذه المهمة ، وهي تشمل مهام ، الأنتاج والمونتاج و النشر والتوزيع وكتابة التغريدات .. ، و (  تشتبه أجهزة الأمن الغربية بنيرو سارايفا ، 28 عاماً ، وهو أب لأربعة أولاد من شرق لندن يُعتقَد أنه الذراع اليمنى للمقاتل البريطاني في صفوف "داعش" المعروف بـ"الجهادي جون" ، وأنه ترقّى داخل تنظيم " الدولة الإسلامية " ليصبح من كبار مقاتليه . يعمد سارايفا إلى نشر صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيها أسلحة نارية شبيهة بتلك التي يستعملها " الجهادي جون " ، ووصل المسؤولين الاستخباريين إلى الاستنتاج بأن سارايفا ونحو أربعة جهاديين برتغاليين آخرين من شرق لندن قد يكونون ضالعين في إنتاج وتوزيع أشرطة الفيديو التي يبثها تنظيم "داعش" عن قطع رؤوس الرهائن الغربيين في سوريا ، قال مصدر أمني : " يشغل منصباً مهماً ، إنه يتمتع بالنفوذ داخل التنظيم ، وليس مجرد جندي / أي بنيرو سارايفا ،  ذهب للقتال والموت في سوريا .. )  / نقل بتصرف من موقع النهار .                                       * وحول الأساليب التي يتبعها داعش لمنع أية ردود الأفعال لدى الضحايا أثناء ذبحهم ، من أجل أن يتم تنفيذ تصوير الفيديو ، بكل هدوء وطمأنينة ، وكأن السائرون الى الأعدام مجرد ممثلين في فرقة تمثيلية ، يحدثنا أحد المنشقين عن داعش ، والذي وصل أليه  مراسل قناة “سكاي نيوز” في بريطانيا ( .. والذي شهد عملية نحر الرهينة الياباني ، كانجي غوتو. ويلفت تقرير القناة إلى أن المنشق “صالح” ، الذي فضل إخفاء ملامحه الشخصية ، كان يعمل مترجماً ، والتقى بالفعل بـ “سفاح داعش” محمد إموازي ، الذي أصبح من أبرز وجوه التنظيم الإرهابي  وعن عملية تصوير فيديو النحر ، أفصح صالح بأن هناك رجلا تركيا يحدد مكان وضع الكاميرات وزوايا التصوير ، “ولكن جون كان المدير / بيغ بوس ، كان دائماً يقول بسرعة بسرعة ، يجب أن ننتهي ، ولذلك نحترمه ، هو كان يطلق الأوامر والآخرين ينفذون”.احترام إموازي وكان لصالح وجهة نظر فيما يخص الاحترام الذي يناله إموازي من مقاتلي التنظيم ، موضحاً أن الأمر يتعلق بإرادته وقدرته على قتل الرهائن الأجانب ، إضافة إلى استعماله السكين، “يمكن لأي أحد قتل مواطن سوري ، أما الأجانب فهم من اختصاص جون فقط”. ويدعي صالح بأن الرهائن يتعرضون للعديد من عمليات “الإعدام الوهمية”، وعندما تصبح ردود فعلهم بسيطة وشبه غائبة ، تتم عملية الإعدام الحقيقية ، ولذلك يبدو الرهائن هادئين في فيديوهات النحر.ويقول “كنت أقول دائماً للرهائن ، لا مشكلة ، هذا مجرد فيديو ، لن نقوم بقتلكم ، لا نريد سوى أن تتوقف حكوماتكم عن ضرب سوريا ، لا مشكلات معكم أنتم ، أنتم مجرد زوار لنا ، ليس هناك من خطر عليكم ، لا تقلقوا” وهذا ما كان يساعد على طمأنة الرهائن للحصول على الهدوء المرجو لدى تصوير الفيلم .. ) نقل بتصرف من موقع ولاتي نت.                                                                                                                                * المنظمات الأرهابية الاخرى أخذت تنهج نهج داعش في تصوير عمليات الأعدام ف ( بوكو حرام تنحر وتسبي وتحترف التصوير السينمائي أيضا ، حيث ظهر شريط فيديو تم تداوله على "تويتر" إعدام شخصين ذبحا ينتميان لجماعة "بوكو حرام" بعد اتهامهما بالتجسس ، في استنساخ لطريقة تنظيم "داعش" في الدعاية عبر شبكات التواصل الاجتماعية . وذكر الموقع المتخصص في تتبع فيديوهات الجماعات المتطرفة "سايت" أن الفيديو الذي أطلق عليه اسم "حصاد الجواسيس" تم نشره يوم الاثنين 2 مارس/اذار2015 بواسطة خلية إعلامية تابعة لجماعة "بوكو حرام"، وهي خلية جديدة أنشأتها الجماعة للتواجد بشكل أكبر على موقع "تويتر". وذكر موقع "سايت" أن الفيديو الجديد تم تصويره باحترافية أكبر من الفيديوهات السابقة للجماعة ، ويشبه إلى حد كبير الفيديوهات التي يقوم بتصويرها تنظيم "داعش". .. ) / نقل بتصرف من موقع روسيا اليوم .

رسالة :                                                                                                                              من الممكن أن تستقبل داعش متطوعين للجهاد من كل دول العالم ، ولكن ليس من المنطق و اليسير أن يكون هناك فنانين / مخرجين ومصورين وخبراء صوت وطاقم عمل فني متكامل .. ، في صفوف داعش ! ، وهذا هو المستغرب في الأمر ، وذلك لأن الفنان يعتبر أضافة ثقافية وليس عامل مساعد لنشر وترويج القتل و التوحش ، وهذا تمثل خاصة بأخراج فيديو حرق الطيار معاذ الكساسبة ، وبفيديو قتل الأقباط المسيحيين في ليبيا ، ( علما أن وكالة أبحاث روسية بينت أن اعدام المصريين تم في قطر وليس في ليبيا 20/02/2015 704..  اقرأ المزيد من موقع جنوب لبنان : www.southlebanon.org/archives/141097 ) ، هذا التساؤل يدفعنا الى المزيد من علامات الأستفهام ، على من يقف وراء أنتاج و ترويج هذا النوع من الافلام الترويعية في القتل المتوحش ، ومن يمول و يسند ويجهز ويمد هذا التنظيم بالكوادر ، وأيضا من يقوم بتوصيل هذه الكفاءات الفنية والمعدات و الاجهزة الى مناطق غير أمنة ، وهذا الأمر يجعلنا أن نتساءل أيضا هل من الممكن أن تكون عمليات تمثيل فيديو الأعدامات في مناطق بديلة خارج مناطق الحدث ! أرى أن ولع التصوير أصبح ملفتا للنظر ، حيث وضع منظمة داعش التي تدعي بالخلافة الأسلامية من جانب ، ومن جانب أخر تخرج أفلام قتل ضحاياها على الطريقة الهوليودية / المنفذة من قبل الكفار! ، وضع كهذا يجعل من داعش محل تساؤل ! ..                                                                 أن وضع التنظيم الأن هو في موضع الريبة والشك من قواعده الى كوادره القيادية الى خليفته أبوبكر البغدادي ، فمن يقود من ، ومن يخطط ومن ينفذ ، وما هو الهدف المراد من كل هذا الجحيم .. هذا هو السؤال أما الجواب فأراه رماديا في الوقت الحاضر ، والمستقبل المنظور أو البعيد سيجيبنا على الكثير من هذه التساؤلات المحيرة !!



444
                        الدولة المدنية .. هي الحل                                                                
    أن الأجتماع الأنساني ضروري ، فالأنسان مدني بالطبع ، أي لابد له من الأجتماع الذي هو المدنية ، ومن العجز عن أستكمال وجوده وحياته ، فهو محتاج الى المعاونة في جميع حاجاته أبدا بطبعه ... ( أبن خلدون )
المقدمة :
     أرفعوا أيديكم عن الدولة ، لكي تتحرر بعيدا عن لبوسها الديني ، الذي سيبعثها الى الماضي السحيق ، أحادية القطب ، صريعة للأتجاهات الدينية ، أسيرة للمذهبية و الطائفية ، منشغلة بالعصبية بين أفراد الوطن الواحد ، دولة تتخبط في ماض لا تستطيع بل تستحيل عليها أرجاعه ، لأن المجتمع الذي كان زمن أول خلافة أسلامية (  الخليفة أبو بكر الصديق  573 م  - 634 م ، أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأول الخلفاء الراشدين )  يختلف عن مجتمع  اليوم ، مجتمع مضى عليه أكثر من 14 قرنا ، فقد كان مجتمعا غريبا عنا  .. طبعا ، تقاليدا ،عادات ، سلوكا ، نهجا ، تعاملا ، ثقافة ، عقلية  ظروفا وحتى لغة وتخاطبا .. أنه مجتمع البداوة ، ونحن نعيش في مجتمع مدني متحضر .   
النص :
   الشعوب العربية جعلت كفئران تجارب ، لمصطلحات صيغ الحكم ، ولنماذج نوعية الحكومات ، لرجال سلطة تطبق مشروعها الأيدولوجي ، دون معرفة هدف ومستقبل الشعب من الحكم . فتجارب الحكم المتعددة التي مرت على المجتمعات العربية أثرت على الحالة البنيوية له ، وأنطبعت بعضها على سلوكه بما تحمل هذه التجارب من أيدلوجيات ، وأصبحت لدى الحالة المجتمعية نوعا من عدم الوضوح في الطبع العام مع ما يلحق به من تقاليد ، فمن الحكم الشمولي ، الى الحكم الديكتاتوري ، الى الحكم الديني ، الى الحكم الموؤسساتي ، الى حكومات الملكية الدستورية ، الى المشايخ .. فأذا نظرنا الى عائلة معينة / من المجتمع ، كنموذج  بكل فعالياتها الحياتية في أي حكومة من هذه الحكومات ، لرأينا تغييرا في فعلها الحياتي في حالة أنتقالها الى نموذج أخر من الحكومات ، لذا أن أختيارالنموذج الحضاري للحكم هو الذي يغير و يرفع من ايجابية الفعل الحياتي للأسرة . ولنتعرف على ماهية بعض نماذج الحكم ، وأول ذي بدأ لنتعرف على ماهية الدولة ...                                                             فالدولة  : هي مجموعة من الأفراد يمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي محدد ويخضعون لنظام سياسي معين يتولى شؤون الدولة، وتشرف الدولة على أنشطة سياسية واقتصادية واجتماعية .. هذا تعريف عام أدخلت عليه جهات معينة قوالب عدة فحورته بما يتناسب و أنطلاقاتها الفكرية والسلطوية. الأسلام السياسي : وهو مفهوم جديد ( مصطلح سياسي يستخدمه المسلمين الأصوليين من أجل توصيف حركات تؤمن بأن الشريعة الأسلامية ليست فقط كدين وأنما هي مجموعة من الأحكام و الأفكار يمكن أعتبارها نظاما سياسيا للحكم .. ) ظهر بعيد الربع الأول من القرن العشرين ، حيث أن الأسلام السياسي بدأ بالظهور بتشكيل جماعة الأخوان المسلمين في مصر على يد الشيخ حسن البنا عام 1928 بدعم سعودي وأخر خارجي !! وأرتبط هذا التنظيم الذي يتبع أهل السنة والجماعة  / وهابي المرجع ( نسبة الى الشيخ محمد بن عبد الوهاب  وتعاليم هذا المذهب تتلاءم مع طبيعة الصحراء العربية القاسية بما عرف عنها من جفاف وشح الأرزاق وخشونة في طباع السكان البدو ، لذلك أباحت الوهابية الغزو والنهب والسلب ضد غير المسلمين، وحتى المسلمين من غير أتباع الوهابية باعتبارهم كفار وبالأخص الشيعة .. ) " نقل بتصرف من مقال عبد الخالق حسين المنشور في المصلح . نيت ، بتاريخ 21.تموز 2011 " . وأستطاع الفرع المصري للأخوان أن يسيطروا على الحكم في مصر في 24.يونيو 2012 بفوز الدكتورمحمد مرسي العياط حتى تم عزله في 2013 بعد مظاهرات 30 يونيو ، وظهرت السلبيات لهذه المرحلة قبل وبعد أستلام الحكم ، من خلال شواهد كثيرة كالرشاوي الانتخابية ، الى التخابر الخارجي ، والأتفاقات السرية ، الفشل في معالجة الملفات ، حتى أن طريقة الخطابة أصبح مشوها ( الذي بدأه الدكتور مرسي العياط ب ، يا أهلي وعشيرتي . ) !! أن الأسلام السياسي في أول تجربة له في مصر سقط سقوطا مهولا ، والذي زاد الأمر كارثة مشاركتهم بأعمال التخريب و التفجيرات و الأغتيالات .. بعد عزل مرسي ، و الذي أكد أنهم ليسوا جماعة دينية بل منظمة أرهابية تريد حرق مصر ، لأنها أقصت عن الحكم ، "  وبنفس الوقت أن سيناريو أقامة دولة مدنية ديمقراطية تقوم على مبدأ المواطنة هو الأصعب تحقيقا في المدى القريب في مصر " . (  من مقال منشور للدكتورة شادية فتحي ، بعنوان الدولة الدينية / السيناريو الأقل احتمالا والأكثر تأثيرا في مستقبل مصر ) .
أما إقامة دولة دينية / ثيوقراطية ( الثيوقراطية ،هي شكل من أشكال الحكومة يتم فيها تصورالدولة كما لو أنها تخضع لإدارة مباشرة من قوة إلهية ، كما هو بالضبط أن يحكم الدولة رجل دين أو من خلال مسئول يعتبرأنه يخضع للأرشاد الألهي ، ويعتبر في الثيوقراطية الله هو ذاته رأس الدولة  ، والكلمة يونانية تعني " حكم الله " ، حيث أن " ثيو " تعني دين وكلمة قراطية تعني " حكم " .. )          /  نقل بتصرف من ترجمة وتلخيص : لخالد المطوع من موقع ويكيبيديا ) . و تكون على نمطين أما الإيراني أو الوهابي ، ويأخذ من النموذج الإيراني الشيعي سمة وجود مرجعية عليا ، يمكن أن تمثلها جماعة الإخوان المسلمين وهيكلها التنظيمي  ، وعلى قمته المرشد العام ، ويأخذ من النموذج الوهابي السني فكرة " تطبيق الحدود " في الإسلام . وبالرغم من أن هذا السيناريو هو الأكثر إثارة للجدل ، بحيث يمكن أن تصحبه درجة عالية من عدم  الاستقرار المجتمعي مع إحلال نظام سلطوي ، والنموذج الشيعي مطبق في الجمهورية الاسلامية في ايران والنموذج السني الوهابي مطبق في السعودية .
دولة الخلافة الأسلامية ، بعد وفاة النبي محمد في العام 632 ميلادي (11 هجري)، توافق المسلمون على نظام الخلافة ، أي أن يكون هناك خليفة للنبي ، إلاّ أنه يعتقد أيضاً على نطاق واسع بأن النظام الأساسي للخلافة لم يستمر إلاّ حوالي ثلاثة عقود عقب وفاة النبي ، وهي فترة حكم الخلفاء الراشدين الاربعة . وفي الفترة التي اعقبت حكم الخلفاء الراشدين ، تنازعت سلالات عدة لحكم الاراضي الأسلامية الواسعة ، بدءاً من الأمويين في دمشق (661-750) م الى العباسيين في بغداد (750-1258) م ، وصولا الى العثمانيين   (1453-1924)م .
الأن هناك تجربة مريرة ، يعيشها جزء من العالم العربي ، وهي تجربة دولة الخلافة في العراق و الشام / داعش ، حيث أنهم أعلنوا دولتهم  في جزء من سوريا و العراق . سأتطرق في هذا المحور الى جانب مهم وهو ماحكم غير المسلمين في دولة الخلافة الأسلامية ، أولا بصريح الأية  فقد دل القرآن والسنة والإجماع على أن من دان بغير الإسلام فهو كافر ، ودينه مردود عليه وهو في الآخرة من الخاسرين قال تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) آل عمران:85 وقال تعالى: ( إن الدين عند الله الإسلام ) آل عمران:19 . وتوجد تأكيدات قاطعة وبينة بأنه لا لغير المسلمين بتولي المسلمين ، وفق النص الصريح من كتاب الله عز وجل على أن من اتخذ الكفار أولياء من دون المؤمنين أنه : منافق .. لا يؤمن بالله ولا بالنبي وما أنزل إليه .. وأنه من جملة الكفار الذي والاهم ونصرهم ، ويؤكد القرآن نفس المنحى أيضا  و بشكل لا يدعو للشك بصورة النساء 139 ، 138  بقوله  تعالى: " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين . أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ." أذن نحن أمام معضلة وذلك لان المجتمعات ليست أحادية الدين و المعتقد و القوميات ، كما أنها مختلفة المذاهب و الطوائف ، فكيف التعامل مع هكذا مجتمع ، به المسلم وبه غير المسلم ، ونسترسل في سؤالنا كيف سيكون المجتمع !! أكيد سيكون مجتمع غير سليم غير متكافى ليس به روح المواطنة الحقيقية ، وسيتأكد ذلك في الأتي : 
  ففي كتاب عبد العزيز بن  باز / مفتي السعودية ، أن اليهود و النصارى يحرم عليهم أن يدخلوا جزيرة العرب  ، وفتاوى أخرى تنص أيضا على منعهم دخولهم عدن والأردن والشام ، وبعض العلماء يضيف أليها البصرة ..الى أخره من الفتاوى الغير مسوؤلة ! وإن اضطر المسلمون إلى إدخال أحدٍ منهم لضرورة فكما كان يفعل عمررضي الله عنه يعطيهم ثلاثة أيام فقط للبيع والشراء، فهذه تكون ضرورة مقيدة ومقدرة بقدر ،  فأي دولة هذه التي مواطنيها محددين بالتحرك بين المدن ، أنه سجن وليس وطن !! وغير المسلمين على أنواع فقهيا ( هنا أصبح البشر من غير المسلمين مصنفين كالبضائع ) : منهم الحربي ، ومنهم المستأمن ، ومنهم الذمي .   فالحربي : هو الذي نحن وإياه في قتال ، كما كان الحال بين المسلمين وبين الصليبيين ، فالصليبيون كانوا حربيين ،  وأما المستأمن : فهو الذي يقدم من الروم البيزنطيين الذين هم في حالة سلم وصلح ، فمن يقدم منهم إلى بلاد المسلمين يعطى أماناً بأن يقيم في بلاد الإسلام زمناً محددا للبيع أو للشراء .  والذمي : وهو الذي أصلاً  مسكنه الشام أو مصر ورضي أن يدخل في عقد الإسلام ، ويخضع لأحكامه مع بقائه على دينه ، وأعطاه المسلمون العهد بذلك ، ويدفع الجزية عن يدٍ وهو صاغر ((  بالنسبة لدفع الجزية جاءت وفق القرأن بقوله : قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} – التوبة 29 ، وأما قوله : هم صاغرون ،  فإن معناها : وهم أذلاء مقهورون ... يقال للذليل الحقير  صاغر . وفي تفسير أخر فأنها تعني أن يؤدوها عن انكسار لا عن علو ، حتى إنَّ من يُعطي لا يظن أنه يعطي عن علو ، ونقول له : لا ، إن اليد الآخذة هنا هي اليد العليا  )) ، وفي بلاد الإسلام التي يجوز لهم أن يدخلوها لهم معاملة خاصة منها : ألا يتسموا ، ولا يتكنوا بكناهم ، وألا يرفعوا بناءهم فوق بيوت المسلمين ؛ بمعنى : لو كان هناك مسلم بيته دور واحد وجاره نصراني يستطيع ن يبني دورين فلا يجوز له أن يبني مسكنه دورين إلا إذا بنى المسلم في بيته دوراً آخر ، وفي الطريق لا يبدءون بالسلام ، وإذا لقيتموهم فاضطروهم إلى أضيقه ، لأن الأفضلية في المرور للمسلم ، ويجب عليهم أن يلبسوا ما يدل على أنهم من أهل الذمة ليلزموا بالصغار ، حتى إن الطفل المسلم يُلزمهم الصغار والذلة ، ويعرف أنهم من أهل الذمة بشكل يميزهم ، ولهذا وضعت الزنانير، والطيالس الخاصة بهم ليُعرفوا فلا يكرمون كما يكرم المسلم أو يبدءون بالسلام .  هكذا كان الوصف الأجتماعي أيام الخلافة الأسلامية ، هكذا كان قياس التعامل مع غير المسلمين ، حالهم حال صفقة لبيع خيم وبضعة أكياس من التمر وعدد من الجمال ، فهل من الممكن أن تطبق دولة بهكذه أيدولوجيات من المواصفات والقياسات والنوعيات  ، على بشر يعيشون في القرن الواحد والعشرين .. وفي حالة أن طبق هذا فأي منتج أجتماعي سيكون وأي حضارة ستفرز من هذه الأيدولوجيات ومن هذه الأحكام اللأنسانية ..
 الدولة المدنية :
“ المدنية ” ككلمة ، مرادفةً لكلمات أخرى ،  ليشكلا معاً مفاهيم مختلفة مثل المجتمع المدني ، الحالة المدنية وَ الدولة المدنية ، أما المدنية كمصطلح منفرد  كان لها عدة دلالات مختلفة منذ ان قال ابن خلدون “ الانسان مدني بطبعه ” ، حيث استخدمه الباحثون احياناً بالمعنى المقابل للبداوة ، واحيانا بالمعنى المقابل للعسكرة او بالمعنى المقابل للحالة الدينية ، واستخدمت " المدنية " ايضا عند بعض الباحثين كترجمة لكلمة civilization  عندما كان مصطلح الحضارة يستخدم كترجمة لكلمة culture  ، اما بالمتداول الشعبي ، فيعبر هذا المفهوم عن حالة من التسامح و قابلية التفاعل المهذب بين الافراد  / ( نقل بتصرف من مقال  ، ماذا تعنى الدولة المدنية ؟ أحمد زايد  / جريدة الشروق الجديد - تاريخ النشر 26 فبراير 2011 ) . وتعرف الدولة المدنية بأنها  دولة تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن أنتماءاتهم .. القومية أو الدينية أو الفكرية  أو العرقية أو الأثنية ، وهناك عدة مبادئ ينبغي توافرها في الدولة المدنية والتي إن نقص أحدها فلا تتحقق شروط تلك الدولة أهمها أن تقوم تلك الدولة على أساس من " السلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات "  بحيث أنها تضمن حقوق جميع المواطنين ، ومن أهم مبادئ الدولة المدنية  " ألا يخضع أي فرد فيها لانتهاك حقوقه من قبل فرد آخر أو طرف آخر . فهناك دوما سلطة عليا هي سلطة الدولة وليس سلطة الدين أو الطائفة أو المذهب والتي يلجأ إليها الأفراد عندما يتم انتهاك حقوقهم أو تهدد بالانتهاك  " ،  فالدولة هي التي تطبق القانون وتمنع الأطراف من أن يطبقوا أشكال العقاب بأنفسهم  . وقد ساهم في ظهور الدولة المدنية محاولات قام بها " فلاسفة التنوير " لتهيئة  الأرض فكريا لنشأة الدولة الحديثة التي تستند أو تقوم على مبدأ المساوات في الحقوق و الواجبات . أما الكتاب السلفيون فينظرون للدولة المدنية الحديثة بأنها دولة علمانية لأن " العلمانية تعني فصل الدين عن الحياة ، وعدم الالتزام بالعقيدة الدينية أو الهدي السماوي ، فلا دخل للدين في شئون الحياة المختلفة : السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية ، وإنما للبشر أن يعالجوا شئونهم المختلفة على أسس مادية بحتة ". (  منقول بتصرف ... من مقال منشور في الموقع الألكتروني لطريق السلف ، للكاتب السلفي الدكتور علاء بكر  ) .
الخاتمة :
يقول أبن خلدون (هو عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر محمد بن الحسن . ولد ابن خلدون في تونس عام 732هـ لأسرة عربية يصل نسبها إلى الصحابي وائل بن حجر وتوفي في رمضان عام 808هـ في مصر وتم دفنه بها . له العديد من الاسهامات ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع ) منقول من موقع موهوبون الألكتروني . "  بأن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة ، أو ولاية ، أو أثر عظيم من الدين ، بسبب خلق التوحش الذي فيهم ، وهم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض ، للغلظة و الأنفة و بعد الهمة ، و المنافسة في الرياسة ، فقلما تجتمع أهواؤهم ".... أعتقد أن هذا القول يوضح حال العرب ، وقد جاء من من لدن قامة عربية مشهود لها ، حيث يعتبر أبن خلدون الأب الروحي لعلم الأجتماع ، أنه يوصف وضع العرب الأجتماعي بوصف بليغ ، وبعده لا كلام لأي كاتب !! الدولة ، أخيرا تحتاج لقانون يحكم وينظم وضعها العام الأقتصادي و السياسي و الأجتاعي والثقافي ..، والمجتمع تنمو قاماته  بمواطنين تجمعهم مظلة واحدة هي الوطن لا مظلات الدين و المذهبية و القومية ..، هؤلاء المواطنين يعرفون فقط بأسمائهم الشخصية بعيدا عن كل المسميات و الأوصاف الأخرى ، أنها دولة القانون و الحقوق و الواجبات [/size].   

















445
                               قراءة في فكر الشيخ محمد عبده .. أمام التنوير و التحديث

 تنويه :   
سأوجه بعض الرسائل - ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل  محددة  موجهة  مختصرة ، سأنشرها بين فينة  و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة  ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة  أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها  مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .

المقدمة :
    الشيخ محمد عبده  1849م - 1905م ، هذه القامة المهيبة ، لم نعطها حقها وفضلها  في دورها ب            " الأسلام المتنور " بما يكفي ، فلو وصفنا الشيخ ، بأنه رجل دين وعالم وفقيه فقط ، فأنه عمليا لا يكون منطقيا  ،  ولكن لزاما علينا أن نربط هذا الوصف بالتجديد ، الأصلاح ، التطوير و الحركة الحداثوية للأسلام ، فمحمد عبده ، يعد من أبرز شيوخ الأسلام المجددين / مع أستاذه جمال الدين الأفغاني ، كان التحدي و الجرأة وحرية الرأي ، وقول كلمة حق في الفكر الماضوي للأسلام ، هو أهم ما ميز وطبع فكره الأسلامي المتنور ،  هذا النهج الذي برز ورأى النور في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ، والذي بات علما بارزا للتطور الحداثوي للأسلام .

الموضوع :
    في هذه الرسالة المقتضبة ، سألقي الضوء على " الدور الفكري "  للأمام محمد عبده ، وليس على السيرة الذاتية له ، وسأسردها على شكل أضاءات ، مهتما بالأهم / حسب وجهة نظري ، ومن المؤكد في هكذا رسالة ، ليس من الأمر اليسير أن أغطي حق هذه القامة الأسلامية الجليلة ، ولكنها مجرد محاولة متواضعة ، لأنصاف هذا الشيخ الجليل .. :
أهم دور قام به الأمام محمد عبده ، هو تحرير العقل العربي الأسلامي ، من التخلف الفكري الذي حكمه لقرون ، ومحاولة بث الروح به من جديد ، فموقع  www.goodreads.com/book/show/5630725
يصف الامام عبده بأنه (  واحدًا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث ، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة ؛ فقد ساهم بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون ، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر ،  وبعث الوطنية ، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم ، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية .. ) .
ومن الأمور المحورية المهمة الأخرى ، هو دوره وفكره الحداثوي حول تحرير " المرأة " في تلك الحقبة منها :
 حيث بين كيف أن المرأة كانت أنسانة مهملة مجتمعيا ، ناقصة الحقوق بلا أي شخصية .. (  كانت المرأة في ذلك العصر ممنوعة من  التعليم ، والخروج للعمل ، والمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والأدلاء بالرأي ، والجهر بالقول ، والصدع بالحق ، وكانت واقعة تحت عادات قديمة ما أنزل الله بها من سلطان ، ويُنظر إليها علي أنها متاع فقط ، وبما أن المرأة هي نصف المجتمع ، وهذا الذي أكد عليه الشيخ محمد عبده لمحاولة الإصلاح ، فلفت الانتباه إلى أن نصف المجتمع هذا في حالة ممات ، تام ، ودعا إلي إيقاظ هذا  النصف من سباته .. )  وحول الحجاب يبين الشيخ محمد عبده رحمه الله : لو أن في الشريعة الإسلامية نصوصا تقضي بالحجاب ، على ما هو معروف الآن عند بعض المسلمين / الحجاب هنا هو المكوث في البيت وعدم الخروج وإذا تم الخروج للضرورات الكادحة فبالبرقع ليس غير ، لوجب عليّ اجتناب البحث فيه ، ولما كتبت حرفا يخالف تلك النصوص مهما كانت مضرة في ظاهر الأمر ، لأن الأوامر الإلهية يجب  الإذعان لها بدون بحث ولا مناقشة ، لكننا لم نجد نصا في الشريعة ما يوجب الحجاب على هذه الطريقة المعهودة ، وإنما هي عادة عرضت عليهم من مخالطة بعض الأمم فاستحسنوها وأخذوا بها وبالغوا فيها وألبسوها لباس الدين كسائر العادات الضارة التي تمكنت من الناس باسم الدين والدين منها براء  . 
أما  دوره في التفاسير فمشهود له ،  وأسرد / كنموذج ، تفسيره للأية 29 – 31 من سورة النور ﴿ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا علي عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن﴾ . أباحت الشريعة في هذه الآية للمرأة أن تظهر بعض أعضاء من جسمها أمام الأجنبي عنها ، غير أنها لم تسم تلك المواضع . وقد قال العلماء : إنها وكلت فهمها وتعيينها إلى ما كان معروفا في العادة وقت الخطاب . واتفق الأئمة على أن الوجه والكفين مما شمله الاستثناء في الآية ، ووقع الخلاف بينهم في الأعضاء ،  وأرى كالذراعين والقدمين ،  أما ما يتعلق بالحجاب ،  بمعني قصر المرأة في بيتها والحظر عليها أن  تخالط الرجال ، فالكلام فيه ينقسم إلي قسمين : ما يختص بنساء النبي صلي الله عليه وسلم ، وما يتعلق  بغيرهن من نساء المسلمين ، ولا أثر في الشريعة لغير هذين القسمين :
أما القسم الأول ، فقد ورد فيه ما يأتي من الآيات   :
﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ﴾ ... ﴿ وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما ﴾ {  الأحزاب 53 {   ، ﴿ يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي ﴾ { الأحزاب : 32 و 33{  ، ولا يوجد اختلاف في جميع كتب الفقه من أي مذهب كانت ولا في كتب التفاسير في أن هذه النصوص هي خاصة بنساء النبي صلي الله عليه وسلم ، أمرهن الله سبحانه وتعالى بالتحجب وبين لنا سبب هذا الحكم وهو أنهن لسن كأحد من النساء  .
وأما القسم الثاني:  فغاية ما ورد في كتب الفقه عنه حديث عن النبي صلي الله عليه وسلم ، نهي فيه عن الخلوة مع الأجنبي وهو ، لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ( ( قال ابن عابدين : الخلوة خربة ، أو كانت عجوزا شوهاء أو بحائل ، وقيل : الخلوة بالأجنبية مكروهة كراهة تحريم ، وعن يوسف ليست بتحريم ، وقالوا :  إن الخلوة المحرمة تنتفي بالحائل وبوجود محرم أو امرأة ثقة قادرة ، وهي تنتفي أيضا بوجود رجل آخر لم تره . ربما يقال : إن ما فرضه الله على نساء نبيه يستحب اتباعه لنساء المسلمين كافة ، فنجيب : إن قوله تعالي        " لستن كأحد من النساء " ، يشير إلى عدم الرغبة في المساواة في هذا الحكم وينبهنا إلى أن في عدم الحجاب حكما ينبغي لنا اعتبارها واحترامها ، وليس من الصواب تعطيل تلك الأحكام مرضاة لاتباع الأسوة ...)) / نقلت الفقرات السابقة بتصرف مع أضافات للكاتب من مقال بعنوان " الشيخ محمد عبده ..  مولده وحياته    وفكره 1849 - 1905م  " ل محمد الصياد /  موقع -  ويكيبيديا الأخوان المسلمين  .                                                                        للأمام محمد عبده دعوة " فكرية تحررية " من ضمن محاورها  المتعددة  ، المحاور الأتية :
المحور الأول : تحرير الفكر من قيد التقليد وفهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف واعتباره من ضمن موازين العقل البشري التي وضعها الله لترد من شططه وتقلل من خلطه وأنه على هذا الوجه يعد صديقاً للعلم .
المحور الثاني : إصلاح أساليب اللغة العربية في التحرير .
المحور الثالث : وهنا أمر آخر يتعلق بسلطة الدولة ، وبين أن الناس جميعاً في عمى عنه .. ، ذلك هو :" التمييز بين ما للحكومة من حق الطاعة على الشعب وما للشعب من حق العدالة على الحكومة " .                 وبخصوص دور العقل في الفكر فيبين الأمام محمد عبده "  أما إذا تعارض العقل والنقل عنده فقد أتفق أهل الملة الإسلامية إلا قليلاً ممن لا ينظر إليه على أنه إذا تعارض العقل والنقل أخذ بما دل عليه العقل . / نقل بتصرف مع أضافات للكاتب من موقع الدرر السنية .
   ولا عجب لو قلنا مثلما كان هناك مادحين لدوره في الفكر التنويري ، كان هناك قادحين لسيرته ، حيث بين الدكتور محمد حسين في كتابه ( الإسلام والحضارة الغربية ) وهو كتاب جيد في بابه ( .. حيث يبين علاقاته المشبوهة بالماسونية وبرجال الاستعمار في زمنه مثل :  اللورد كرومر ، والمستر بلنت من رجال الاستعمار البريطاني في تلك الحقبة من الزمن .. ) -  نقل بتصرف من موقع / مركز الفتوى ، أسلام ويب ، من مقال بعنوان - الشيخ محمد عبده...بين المادحين والقادحين . 
       
الرسالة :                                                                                                                      كانت للشيخ محمد عبده دوما محاولات توفيقية بين  ( التراث الإسلامي ) الذي أعتمد على التقليد بعد دخول الحضارة الإسلامية طور الجمود وبين ( التفكير العقلي ) ، وهذا دليل مهم على أعتماده على دور العقل في أي فعل فكري وعقائدي ، أو في أي محاولة تفسيرية للنصوص ، كما وضحت في أنفا هذا من جانب  ،  وتطبيقا  لهذا سعى الأمام  الى ، تطوير الدراسة الأزهرية وحارب كل التوجهات و المحاور التقليدية في الأزهر هذا من جانب أخر .                                                                                     كان توجه الأمام محمد عبده  الفكري في جوهره " معتزليا " ويقول بهذا الصدد : " أنه لم يوجد في أمة من الأمم من يضاهي الصوفية في علم الأخلاق وتربية النفوس وأنه بضعف هذه الطبقة فقدنا الدين .."  ويقول أيضا : " قد اشتبه على بعض الباحثين في تاريخ الإسلام وما حدث فيه من البدع والعادات التي شوَّهت جماله وكانت السبب في سقوط المسلمين في الجهل فظنوا أن التصوف من أقوى الأسباب وليس الأمر كما ظنوا .. " / نقل بتصرف من الويكيبيديا مع أضافات للكاتب .                                                                                                                                  أعتماد الأمام عبده على العقل ، وهذا الذي جعله  يعتمد على العقلانية الفكرية في أي فعل نهضوي أو تحرري .                                                                                                                                                    أعتماده على العقل ، جعله أيضا بعيدا في مجمل فكره ، عن أي منهج للعنف و التوحش و القتل ، لذا لم نلحظ في أي من أفكاره الى ما يشير الى ثقافة القتل ، أو تأسيس أي منظمة تدعو الى العنف ، ولكن هذا لم يصده الى الأنضمام الى ثورة أحمد عرابي .                                                                                                                            لم ينصف المرأة أي شيخ أو أمام أسلامي  ،  كما  نصفها  الأمام  محمد عبده ، والذي تطرقنا اليه في أعلاه ، هو النزر القليل .                                                                                                                          تسلم الأمام محمد عبده ، في 3 يونيو سنة 1899م منصب مفتيً الديار المصرية ،  وقد كان منصب الإفتاء / سابقا ، يضاف لمن يشغل وظيفة مشيخة الجامع الأزهر ، وبهذا استقل منصب الإفتاء عن منصب مشيخة الجامع الأزهر ، وصار الشيخ محمد عبده أول مفتي مستقل لمصر ... وأرى أن الأمة الاسلامية ، في الوقت الحاضر ، في أمس الحاجة الى مجددين و متنورين ، يشغلون مناصب أسلامية مرموقة ، لكي تكون اراءهم و أفكارهم وفتاويهم أكثر سمعا وأعمق تأثيرا على المجتمع الأسلامي .

ختام الرسالة :                                                                                                                                            أن الأمام محمد عبده ، هو أمام المتنورين ، وشيخ المصلحين ، ورائد المطورين ،  فقيه  لم يرضى بالنظرة الماضوية للأسلام ، بل كان له  فهمه الحداثوي المتنور من أجل مواكبة الأسلام للتطور ، وحتى أن مفهوم الثورة في نهجه يرى أنها ، تبدأ من الثقافة ، مؤكدا أن الثقافة تحتاج الى تعليم متنور حداثوي وليس الى قوالب جامدة ، ... وأسلام اليوم يفتقد الى مثل هذه القامة الأسلامية المتنورة / الأمام محمد عبده ، في مجالات  كالفقه والتفسير المواكب للحركة التطورية للعلوم الحديثة ، وذلك من أجل مسايرة حركة المجتمع الحضارية وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والأجتماعية ، من جهة  و الشؤون الدينية من جهة أخرى ..                                                    عسى الأيام تلد شيخا كالأمام محمد عبدة  .


446
                                      حل الجيش العراقي .. الطامة الكبرى                                                     
                         
تنويه :
     سأوجه بعض الرسائل - ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل  محددة  موجهة  مختصرة ، سأنشرها بين فينة  و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة  ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة  أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها  مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .

الموضوع :                                                                                                                               أولا أعترف أن هذا المقال تأخرا كثيرا ! ..                                                                                             لا زال الوضع في " العراق " بكل تداعياته و معطياته وتعقيداته يشدني ويهزني من حين الى أخر ، وذلك لأن العراق الأن ، ليس عراق الماضي / الذي عرفته ، لأنه الأن أصبح بؤرة للأرهاب يستقبل ويصدر الجماعات و الأفكار الظلامية ، ومصدرا لثقافة العنف  ، ومرتعا  لكل ما هو غريب و مستهجن ، شعبه مكلوم  ورايته هوت بعد أن كانت تدخل الرعب في قلوب الأخرين !، العراق أرضا بعد نيسان 2003 ، هو ليس كما كان قبل نيسان 2003 ، لأن الأرض الأن تقضم من قبل المنظمات الأرهابية كداعش ، أو تضم الى أقليم كردستان شبرا شبرا ! ، بالرغم من أن ضم الأرض الى الكرد أفضل من أن تقضم من قبل المنظمات الأرهابية .. الأمن و الأمان بشكل عام  متردي و مهزوز ، مع عمليات كر وفر لتحرير المناطق جارية من قبل القوات المسلحة والحشد الشعبي و .. مع أشارات لتدخلات أيرانية في خطط القوات المسلحة ! .. ولكن لماذا كل هذه الصور السوداوية للوضع الراهن عسكريا ! وما هو السبب و المسبب لهذا الأنهيار ، وما هو جوهر قضية الأنهزامات المتتالية في الموصل و الرمادي وتكريت وغيرها  ! .. أرى أن السبب الرئيسي لكل هذا وذاك هو " حل الجيش العراقي  ".

ملامح عامة :                                                                                                                               هذه بعضا من الملامح العامة للجيش العراقي ، بعيدا عن تأريخية ومراحل التأسيس التي هي ليس ما نحن بصدده ،                                                                                                                                              فبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى سنة (1914-1918) انتهت سيطرة الدولة العثمانية في العراق حيث سيطر البريطانيون على العراق ، وشكلت أول حكومة عراقية برئاسة عبدالرحمن النقيب واصبح المرحوم جعفر العسكري اول وزير للدفاع في حكومة عبدالرحمن النقيب . / نقل بتصرف من جريدة الأتحاد ... هنا كان الأنطلاق ، أذن نحن أمام جيش له تأريخ عريق .                                                                                                      ويعتبر الجيش العراقي جيشا وطنيا أرتبط واندمج بالتاريخ السياسي الحديث للبلاد ، رغم ما درج عليه النظام السابق من أستخدام لقدرات الجيش في مهمات وحروب لا صلة لها بالأمن والوطن ،

وليس العراق استثناء بين البلدان النامية في هذا الشأن كما أن جيشه - مثلما هي جميع جيوش العالم - يعتمد في بنائه وقيادته على الانضباط والطاعة وتنفيذ الأوامر الصادرة من الأعلى دون مناقشة ، ولكن الثقافة العسكرية العراقية ظلت دائما ذات عمق وطني وبعد قومي ، فلا أحد ينكر على الجيش العراقي كونه مسيّسا بأفكار وطنية هيأته لإحداث جميع الانعطافات السياسية في تاريخ العراق التي كان أبرزها ثورة 14 يوليو/ تموز 1958. بل هو واحد من أكثر الجيوش تمردا ضد المسارات التي تذهب بعيدا عن واجبه الوطني ./ نقل بتصرف من الجزيرة نيت.

رسالة البدأ :                                                                                                                          أرى / ويرى الكثير من المهتمين ، أن من أهم الأسباب الرئيسية للوضع العراقي المزري الحالي ، هو حل الجيش العراقي ، أن عملية حل الجيش العراقي هي السبب في كل الوضع المزري الذي يعيشه العراقيون على كل الأصعدة ، وكان هذا القرار قد أتخذه بول يرايمر ، "..  حيث أن بعد غزو العراق مباشرة من قبل القوات الامريكية والبريطانية كان أول عمل قام به الحاكم المدني الامريكي  / بول برايمر ، هو حل الجيش العراقي المكون من اربعمائة الف جندي . لقد تجاهل برايمر بأوامر من رؤسائه في واشنطن نصائح الاصدقاء وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية بالابقاء على الجيش العراقي الذي كان يمثل الضمان الأمثل لوحدة العراق وتلاحم العراقيين من مختلف الطوائف والفئات. وكانت ذريعة الامريكيين لاتخاذ تلك الخطوة ان الجيش يدين بالولاء للنظام السابق .. "  / نقل بتصرف من مقال - خطيئة حل الجيش العراقي ل يعقوب جابر نشر بموقع الدستور الألكتروني  .                                      ومن أهم أنعكاسات وأفرازات هذا القرار هو الأتي :                                                                              1. " يقدر أولا عدد منتسبي الجيش العراقي ب 400 ألف نسمة هذا قبل نيسان 2003 ، وتشكل هذه النسبة  كمنتسبين وعوائل ، حوالي 10 % من عدد نفوس العراق أي حوالي 2.5 مليون نسمة .." / نقل بتصرف من جريدة الشرق الأوسط  ، بغداد ، عن - مايكل سلاكمان وجون دانيزفسكي ... هذا المنحنى الخطير في تغيير المستوى الوظيفي و المعاشي و الوضعي و الحياتي لهذا الكم الهائل من الأفراد الذين تعودوا على الأمر والربط و الضبط وأطاعة الأوامر ، فبين ليلة وضحاها أصبحوا  جميعهم بلا عمل ، بلا راتب ، مهددين ، معزولين بشكل أو باخر عن المجتمع .                                                                                                                     2. الضباط القادة من الجيش المحالون على التقاعد جبرا لا خيارا ، بعد أن كانوا أصحاب سلطة وقوة ومركز ونفوذ أمسوا / باتوا ، عاطلين شبه مهملين جالسين في بيوتهم ، الأمر يجعلهم أن يلتجئوا الى أي عمل أخر ، أما أنتقاما من الحكام الجدد ، أو من المحتل ، أو من أجل لقمة العيش ! ... وهنا تبدأ الحكاية ! .                                                             3. ليس كل الضباط كان لديهم خزين مالي يكفي لتغطية نفقاتهم المعيشية ، فهناك الكثير منهم كان مستواهم المالي أكثر من متواضع ، فلا بد من حل لتغطية الكلفة المعيشية لأسرهم ، الأمر الذي جعل من البعض أن يلجأ الى أعمال ، قد تكون خارج السياق القانوني للدولة المشكلة حديثا ، لذا كان هذا الوضع من ناحية يضيف ضعفا أخرا للتشكيل الحكومي الهش ، ومن ناحية أخرى جعلهم يرتبطون بجهات معينة ، كجناحي البعث / الدوري و الأحمد ، أو الأنسياق مكرهين  لمنظمات تقاوم الدولة / دينية أو أرهابية أو تشكيلات عصابية أو ضمن فرق تصنيع المتفجرات أو المفخخات .. ، وقسما أخر أنضم الى التشكيلات الحكومية الجديدة ، وفق أسلوب طائفي مقيت .. وما تبقى فضل أن يبقى بعيدا عن كل هذه السياقات وغيرها محتفظا بتأريخه في تشكيلات الجيش العراقي السابق .                                                                                                                     4. الجيش المنحل ، أستخدم بشكل أو باخر في دق أسفين بكل الحكومات العراقية / بعد نيسان 2003  ، هذه الحكومات التي عملت على حل وأقصاء قادة وضباط مشهود لهم بالخبرة العسكرية برا وجوا وحتى بحرا ، هؤلاء الكم المدرب بأرقى السبل و المتمتع بسمعة عسكرية عراقية و أقليمية وحتى دولية  ، دقوا هذا الأسفين كرد فعل على عملية أقصائهم من المشهد العسكري للعراق  ، وذلك عن طريق محاربة و مقاومة الوضع الجديد بشتى السبل و الأساليب و الطرق !!                                                                                                                      5. أذن أنعكاسات واقع الجيش المنحل ، قاد الى الوضع الراهن الذي من ظواهره الرئيسية ، وجود حكومات هشة ، ووضع أمني أقل ما يقال عنه متدهور ، وأدى أيضا الى بروز  منظمات أرهابية ، حطمت المنظومة الأمنية وشلتها ، أحتلت مدن ومناطق ، وتهدد بأحتلال بغداد ، وزرعت الخوف في قلوب العراقيين ،  / كداعش مثلا ، التي نحرت رأس كل مخالف لها .. ملخص كل هذا هو أن أنسحاب الجيش من الصورة وتسربه الى جماعات ومنظمات وظف بشكل أو بأخر قاد الى الوضع الحالي للعراق الغير مستقر أمنيا وأجتماعيا و أقتصاديا وسياسيا .

رسالة الختام :
 أن الدولة تستمد قوتها و هيبتها و قوة دورها الٌأقليمي و الدولي من جيشها الوطني ، والذي ينعكس على أستقرارها الأمني و الأجتماعي و الأقتصادي و السياسي .. كل هذه المرتكزات وغيرها لا يمكن أن تتحقق ألا بوجود جيش وطني مسلح متدرب مجهز ذو عدد وعدة ، يؤمن بالوطن وبحدوده ، جيش بعيد عن كل الأنتماءات أيا كانت ، دينية مذهبية طائفية حزبية تبعية .. ، خلاف ذلك لا أمن ولا أمان !!                                                            أن الجيش / أغلبه ، لا يخدم الوطن ، بل يخدم الحزبية الطائفية ، ومنساق الى أجندة معينة ، جيش لا  ولاء  له  لا  للوطن  ولا للشعب  ، جيش غير عقائدي لذا في أكثر من مواجهة أنهزم / كما حدث في واقعة الموصل مثلا ، جيش - أسفين للقول ، هزمته في كثير من المعارك عصابات  كداعش / مثلا ! .. الجيش ضم كل من هب ودب ، كله فرقاء و ألوية وعمداء .. ولكنهم لا يفهمون ولا يعرفون قيمة رتبهم التي يحملوها ، لا تحكمه العقيدة العسكرية ، بل تخدمه مصالح غير وطنية / في كثير من الوقائع  ! ..  " و لكن هذا لا يعني أن " جيش ما بعد نيسان 2003 " كله خارج عن النطاق  العام  للجيش العقائدي ! " .                                                                                                                                       أن بداية الكارثة الحقيقية لعراق اليوم هو حل الجيش  ، لأنه السبب الحقيقي لكل الوضع الذي نحن به الأن ، فالجيش العراقي بقوته يمثل وحدة العراق شعبا و أرضا ، فعندما يزول السند و الأساس و المرتكز ينهار الدار على ساكنيه / لذا أنهار العراق ! ، أما كل الخطابات و المقالات و المواضيع التي كتبت أو نشرت وكل التأويلات التي قيلت انها سببت لهذا الوضع أو ذاك / وأن كان بعضها مقنع فهي أسباب ثانوية .. ولكن يبقى حل الجيش هو الطامة الكبرى لعراق اليوم .


447
أدب / العشاق .. يقتلون بلا سيوف
« في: 18:34 29/04/2015  »
                             

  العشاق ... يقتلون بلا سيوف   



يوسف تيلجي


أترك قلبك جانبا
وأدفنه في بحيرة ( مشيكان )
وألتحف الأرض
لا سقف لديك سوى السماء
فأنت مقتول لا محال
عشقك محكوم عليه بالأعدام
وأشعارك ذهبت هدرا
المعشوق باعك بأول فرصة
أنت وأشعارك لقاء دراهم
أرحل فأنت بلا أمل
بقيت دهرا  بها  مفتون
عشقت العيون
وأفترشت شعرها المجنون
وجعلت صدرها الحنون
وسادة  ليل
وفي الصباح
كانت شمسك رمادية
فأصبح فجرك ليل
وليلك رحيل
رحيلك بلا طريق
وطريقك أوله بلا بداية
ونهايته أوصلتك للبداية
متى ستحرر نفسك
وتسرق قلبك المدفون
قبل أن يكون وجبة للحيتان 
هكذا الدنيا !!!
المنصور بها
مغرور
والمغدور بها
شهيد
هكذا الدنيا !!!
قتيلها وفارسها
وكل عشاق الأرض
قبورهم مجهولة   
بلا شاهد
تراب  القبور يقو د ك
الى من تريد من البشر
فمن كان مطلوب
أو كان مقتول
أو مصلوب
عاشقا كان أو معشوق
غايته أن يكون حرا
قبل الأغتيال ...

---


أنت فارس أنتحر جواد ه
عدوت وحدك
وطريقك سراب
فلم تصل
بنيت محرابا لعشقك بالخيال
وقلبك لا زال مدفونا  هناك
بقيت تحلم بها
وهي عشيقة السلطان
لها جواري وأزلام
وأنت بلا مملكة
شاعر هيمان
متيم   حيران
بلا صولجان
بلا ذهب ولا مال
ولا مرجان
بقيت تحلم بشفاها القرمزية
أردت أن تحطم الأسوار
لكي تغفو ليلك هناك
وأنت مهاجر
بلا دار
بلا وطن
فأين ستغفو
وهي لا زالت
بحرا من العنفوان
وأنت سفنك غارقة
أشرعتك مزقها  الزمن
حتى أسمك مفقود
في ملف النسيان
فأرحل بعيدا
فأنت مجرد أنسان
أراد أن يصل عبر عينيها
الى بر الأمان 
فكيف الوصول أليها
فالعمر  مضى
والشباب  ولى ...

---

أيها العاشق  !!
واقعك سراب
كلما تفتح الباب
آملا الهروب
تحلم بها
وتأمل أن تبحر بالأحداق
وأن تسرق منها مرة عناق
فلم تفكر بقطع الأعناق
من جنود السلطان
أيها العاشق 
أنت تحارب داخل أسوارها
بلا سيف
تزرع زهورا في الهواء
وتحصد أشواك 
بنيت قصورا من رما ل 
وقصورها  من حجر 
آه ... شيكاغو
يا مدينة أنتحر بها القمر
و أرتحل بها الربيع
قبل أوانه 
عاشقك قتل
على الاسوار
وجسده مغطى
بالقصائد و الأزهار 
والقاتل مجهول
آه ... شيكاغو
سماؤك  ثورة   
من الثلج والأمطار
أيها العاشق القتيل
أنتهت الواقعة !!!
فقد سقط الثلج
و هطل المطر
قصورها باقية
قصورك زائلة
وقضي الأمر ...

                                     

448
          المرأة في الأسلام  .. شبهات وحقائق

أستهلال : 
   لا زال موضوع " المرأة في الأسلام " الأكثر تناولا و الأعمق تجاذبا ، تباينت أطرافه ، وتناقضت بعض مفاهيمه ، لا أجماع فيه ولا أتفاق أو توافق في تفسير الأيات و الأحاديث الذي تناولها ، من بعد " نبي الأسلام محمد " ، بدءا من الصحابة وآل البيت وأهل المذاهب الأربعة / مالك وأبن حنبل و الشافعي وأبي حنيفة ، وأتباع المذهب الجعفري وصولا الى أهل الحديث و المفسرين وختاما بالشيوخ والفقهاء والدعاة ، الكل أجتهد ، أصاب أحيانا وأخطأ أحيانا أخرى ، و أنا أردت في هذا الصدد أن أدلو بدلوي / الأكثر تواضعا ، في هذا الموضوع  أيضا ، عسى أن أضيف ولو بصيص ضوء ينير بعض جوانب العتمة التي وقعت على المسلمين وعلى المهتمين بالأمرعامة هذا من جانب ، وعلى الباحثين من جانب أخر ..
النص :
مواقف أيجابية تجاه المرأة .. ولكن!!
سأختار في هذا المقال بعضا من المحاور ، المسندة بأيات أو بأحاديث ، مسلطا الضوء عليها ، وتاركا الحكم للقارئ وسأبدأ " ببعض " المواقف التي تحسب لللأسلام  .. :
1.  قوله تعالى (وَإِذَا المَوءُودَةُ سُئِلَت * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت) التكوير:8-9 ، أدان الأسلام هذه الظاهرة ، وهي وأد البنت حين ولادتها ، لأسباب كثيرة منها لأن المجتمع ذكوري ، وكانوا لا يفضلون الأناث ، وهذا الأمر أيجابي ومقبول ، وهو تقويم وتصحيح لوجود المرأة في المجتمع ككيان أصيل .
حيث قال القرطبي رحمه الله : وقوله تعالى : ( سئلت ) سؤال الموءودة سؤال توبيخ لقاتلها كما يقال للطفل إذا ضرب : لم ضربت ؟ وما ذنبك ؟ قال الحسن : أراد الله أن يوبخ قاتلها لأنها قتلت بغير ذنب وقال ابن اسلم : بأي ذنب ضربت وكانوا يضربونها ، وذكر بعض أهل العلم في قوله ( سئلت ) قال : طلبت كأنه يريد كما يطلب بدم القتيل قال : وهو كقوله : { وكان عهد الله مسؤولا } [ الأحزاب : 15 ] أي مطلوبا فكأنها طلبت منهم فقيل أين أولادكم ؟ ! وهو مثل قوله تعالى لعيسى : { أأنت قلت للناس } [ المائدة : 116 ] على جهة التوبيخ والتبكيت لهم فكذلك سؤال الموءودة توبيخ لوائدها وهو أبلغ من سؤالها عن قتلها لأن هذا مما لا يصح إلا بذنب فبأي ذنب كان ذلك فإذا ظهر أنه لا ذنب لها كان أعظم في البلية وظهور الحجة على قاتلها والله أعلم 19/ 202 ( نقل بتصرف من موقع ملتقى أهل التفسير ) .
بينما هناك تفاسير أخرى لهذه الأية بعيدة كل البعد مما قاله " القرطبي " ، حيث وردت روايات تشير الى ان المقصود بالأية هو الأمام الحسين (عليه السلام) ، وهناك روايات أخرى تعمم لاكثر من ذلك لتبين ان المقصود من الأية هو كل من قتل في مودة أل البيت (عليهم السلام) ففي بحار الأنوار جمع الروايات التي بينت معنى الأية القرأنية فقال في ج 23/255 ، نبين منها الأتي :
 تفسير ، علي بن إبراهيم : أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أيمن بن محرز عن جابر عن أبي جعفر عليه  السلام ، في قوله تعالى ( وَإِذَا المَوءُودَةُ سُئِلَت * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت ) قال : من قتل في مودتنا .
 تفسير ، كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة : محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عن منصور بن حازم عن زيد بن علي عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك قوله تعالى :  وَإِذَا المَوءُودَةُ سُئِلَت بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت قال : هي والله مودتنا ، هي والله فينا خاصة ..
 تفسير ، أبو جعفر عليه السلام ، في قول الله عز ذكره ( وَإِذَا المَوءُودَةُ سُئِلَت * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت ) ، قال : من قتل في مودتنا .
وروي عن ابن عباس أنه قال : هو من قتل في مودتنا أهل البيت .
وعن أبي جعفر عليه السلام قال : يعني قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله ومن قتل في جهاد ، وفي رواية أخرى قال : هو من قتل في مودتنا وولايتنا انتهى .
قال الطبرسي قدس الله روحه في هذه الآية : الموؤودة هي الجارية المدفونة حيا ، وكانت المرأة إذا حان وقت ولادتها حفرت حفرة وقعدت على رأسها فان ولدت بنتا رمت بها في الحفرة ، وإن ولدت غلاما حبسته ، أي تسأل فيقال لها : بأي ذنب قتلت ، ومعنى سؤالها توبيخ قاتلها ، وقيل : المعنى يسأل قاتلها بأي ذنب قتلت .
( نقل بتصرف من موقع مركز الأبحاث العقائدية ) .
كل ما ورد من تفسير في أعلاه ،  ليس به من توافق ووضوح في من نزلت الأية لأجله ، هل نزلت في عملية وأد الفتيات و قتلهن أحياء خوفاً من العار لأعتقاد العرب بأنه قد ينجم عنهن العار إذا كبروا ، أو نزلت في مودة أل البيت الأمام علي بن أبي طالب  و الأئمة الاثنى عشر ونسلهم أو أي مقصد أخر !!
2.   قول الله تعالى  :  ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) يقول الدكتور حامد الرفاعي / في مقال منشورله على صفحة الويكيبيديا – نقل بتصرف ، أن الله خص المرأة بكثير من الامتيازات مقابل ما كلفها من مهام جليلة ، منها تحملها مهمة اعداد نفسها لتكون سكنا معنويا روحيا وحسيا لزوجها ياوي اليها ، يغسل في ظلال انوثتها ورحاب نفسها وغزارة عواطفها المتميزة بالرحمة والمودة ، أضافة الى تحملها أعباء الحمل ومخاطره ومشقة الولادة ، ومسؤوليات الأمومة في حضانة الأطفال وتنشئتهم ، ومتابعة تربيتهم واعدادهم لتحمل مسؤولياتهم تجاه تكاليف الحياة التي تنتظرهم ..الى أن يقول الأتي :
لقد اعفى الإسلام المرأة من اعباء القيادة العليا ومسؤولياتها وتبعاتها في تصريف شؤون الحياة .. " وهذا الكلام أراه مدخلا سلبيا لدورها الذي يجب أن تقوم به ، فالمراة عالميا تحتل أعلى المراكز القيادية حكوميا أو مجتمعيا أو سياسيا " .
أعفى الإسلام المرأة من واجبات فريضة الحرب والقتال وجعل ذلك من واجبات الرجل ومن مسؤولياته.." أرى هذا الأمر ليس به من اهمية ، بالرغم من ان المراة ممكن أن تشغل الكثير من المناصب العسكرية ، ليس شرطا أن تكون قتالية ، وعربيا هناك الكثير من النساء في سلك الجيش و الشرطة و الأمن " .. و " التاريخ يحدثنا عن الشاعرة الخنساء ، هذه المرأة الشجاعة المضحية في سبيل الأسلام ، والتي كان لها دورا مهما ، ظل التأريخ يحكى عنه حتى عصرنا الحاضر ، فليست المرأة جبانة غافلة لدورها في الحرب خاصة في حث الهمم وتعبئة الصفوف : فيوم نادى المنادي أن هبي يا جيوش الإسلام للدفاع عن الدين والعقيدة ونشر الإسلام ، فجمعت الخنساء أولادها الأربعة وحثتهم على القتال والجهاد في سبيل الله ، و الغريب في الأمر يوم بلغها نبأ استشهادهم ، فما نطق لسانها برثائهم وهم فلذات أكباده ، ولا لطمت الخدود ولا شقت الجيوب، وإنما قالت برباطة جأش وعزيمة وثقة :" الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم ، وإني أسأل الله أن يجمعني معهم في مستقر رحمته " ! ( نقل من / موقع الاسلام ويب بتصرف ) .
خفف الإسلام عن المراة عبء مسؤولية الشهادة امام القضاء فجعل مسؤوليتها في ذلك نصف مسؤولية الرجل
 اذا تخلفت عن الشهادة او نسيت مضمونها ، لقول الله تعالى ( وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى ) 282 البقرة . "  في هذا الخصوص أرى أنها كلمة حق يراد بها باطل ، لأنه أنتقاص لقيمة المرأة المجتعية  ".
 أعفى الإسلام المرأة من تكاليف النفقة في الحياة الزوجية ، وجعل هذا العبء بكامله من مسؤولية الزوج فحسب ، ابتداء من مهر الزواج وتكاليفه إلى تكاليف المنزل ومتطلبات الزوجة والأولاد . " وهذا الكلام أيضا ليس سليما لوجود الكثير من الحالات تقوم المرأة بكل أو أغلب المهام المالية للزواج " .
 وفي موضوع أخر ذا صلة ، ميز الأسلام في قضية الأرث بين الرجل و المرأة ، لقوله تعالى : ( فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ النساء : 176 ) ، وعلل ذلك مقابل ما كلف الرجل من تحمل كامل لمسؤولية الإنفاق على الزوجة وغيرها من الأب والأم والأخوات وكل ذي رحم .. " علما يوجد الكثير من الرجال الجاحدين تجاه عوائلهم وتجاه الأرحام ، ووجود نساء أكثر رحمة ومودة وحنانا من الرجل في هذا الأمر " .
3.  تكريم الأم :  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله  ،  من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال : (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك) ، قال : ثم من؟ قال :  (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أبوك) متفق عليه ( موقع من أجل هدايتك ) .
(حديث مرفوع) حَدِيثٌ 362 : " الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأُمَّهَاتِ " ، أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم في مستدركه من حديث ابن جريج ، أخبرني محمد بن طلحة هو ابن عبد اللَّه بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق عن أبيه عن معاوية بن جاهمة السلمي ، أن جاهمة جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم ، فقال : يا رسول اللَّه ، أردت أن أغزو ، وقد جئت أستشيرك ، فقال : هل لك من أم ؟ قال : نعم ، قال : فالزمها فإن الجنة تحت رجليها  ( نقل بتصرف من موقع أسلام ويب ) ..." هنا التكريم المشار أليه للأم ، يدخل في نطاق الاخلاق و العادات والقيم السائدة في ذلك العصر ، وليس من تبجيل أو تعظيم ، و أنما الأمر من الحديثين أعلاه ، هو تحصيل حاصل لدور الأم بصفتها الرعوية للأطفال و النشأ وليس بصفتها الأنثوية كأمرأة في المجتمع ، وتكريم الأم يعتبر من الثوابت التي تقدسها الأديان السماوية جمعاء ، حيث ورد في وصايا الله العشرة ( أكرم أباك وأمك ) ... لذا أرى أن الأسلام لم يأتي  بجديد !"
حقائق وشبهات :
1.  الاية رقم 33 في سورة النور والتى تقول " وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌِ " ، يذهب معظم مفسري القرآن ، الى ان ذلك الجزء من الاية الوارد في سورة النور المتعلق بالبغاء ، انما قد نزل في عبدالله بن ابي بن سلول  الذي كان سيد الخزرج ،  وكاد ان يصبح ملكا على يثرب ، لولا قدوم النبي محمد اليها ، مما قضى على طموحاته السياسية . ويجمع المسلمون على ان ابن سلول ، هو رأس المنافقين ، الذين دخلوا الاسلام في الظاهر ، وناصبوه العداء في الباطن . وكان لابن سلول مواقف مشهوده ، تجرأ فيها على محمد وأهانه وتآمر عليه . و في المقابل كان محمد ، يكظم غيظه ويحاول ان يتفادى الدخول معه في صراع مكشوف مع أبن سلول باى طريقة كانت ، لانه كان يدرك ان مواجهة من هذا النوع ، تستثار فيها النعرات والعصبيات ، ستطيح باحلامه باقامة الدولة الاسلامية المنشوده . وفي هذا السياق ، حدثت القصة التالية ، كان لأبن سلول اماء يساعين  أي يمارسن البغاء ، وكان ياخذ منهن ما يحصلن عليه من أجر ، واذا حبلت اي منهن نتيجة ممارسة الزنا ، كان ياخذ المولود ، يربيه ويبيعه . وكان هذا امرا شائعا لدى العرب انذاك ، ولا ينقص من قدر الرجل الذى يقوم به  بدليل ان اهل يثرب كادوا ان ينصبوا ابن ابي سلول ملكا عليهم . ويبدو ان الكيل قد طفح باحدى الأماء ، فقررت التمرد والثورة على ذلك الوضع المزري الذى كانت تعيشه  ، ومحاولة استغلال الدين الجديد لرفض الانصياع وايجاد ثغرة في المنظومة الاجتماعية السائدة .
- يروي" الطبري " في تفسيره لسبب نزول هذه الاية أن " أمة لعبدالله بن أبي ، امرها فزنت ، فجاءت ببرد ، فقال لها ارجعي فازني ، فقالت والله لا افعل ، ان يك هذا خيرا ( أى الزنا ) فقد استكثرت منه ، ان يكن شرا فقد آن لي أن ادعه " .
واما " ابن كثير"  فيورد قصة اكثر دلالة اذ يشيرالي انه بعد غزوة بدر وقع في نصيب ابن ابي سلول ، أسير من قريش ، ويقول " وكانت لعبدالله ابن ابي بن سلول ، جارية يقال لها معاذه ، وكان القرشي الاسير يريدها على نفسها ، وكانت مسلمة ، وكانت تمتنع منه لاسلامها ، وكان عبدالله بن ابي يكرهها على ذلك ، ويضربها رجاء ان تحمل من القرشى فيطلب فداء ولده " .
وايا كانت القصة ، فان ما حدث بعد ذلك ، هو ان الامور تصاعدت باتجاه حدوث المواجهة التى طالما سعى اليها ابن سلول ، وكان يتحاشاها النبي محمد بأى ثمن .. اذ لجأت الفتاة الي ابي بكر وشكت له حالها ، وبدوره قام ابو بكر باخبار الواقعه للرسول .. وهنا اسقط في يد محمد اذ كان امامه خيارين لا ثالث لهما .. اما ان ينتصر للفتاة المسكينة ، ويواجه ابن سلول ، ويجازف بخسارة كل ما سعى لتحقيقه ..واما ان يخذلها ويفقد مصداقيته امام المؤمنين بدعوته .
يقول ابن كثير " فأقبلت الجارية الي ابي بكر رضى الله عنه فشكت اليه ذلك ، فذكره ابو بكر للنبي صلي الله عليه وسلم ، فامره بقبضها ، فصاح عبدالله بن أبي من يعذرنا من محمد يغلبنا على مملوكتنا ، فانزل الله فيهم هذا " .!! وكما يتضح من قول ابن سلول " من يعذرنا من محمد " - أى من يلومنا فيه - انه راى في الواقعه فرصه سانحة للتخلص من غريمه ، ولعله اعتقد انه قد حشر محمد في الزاوية .. ولكن فات ابن سلول ان محمدا كان يمتلك سلاحا لا قبل له به  وهو " جبريل " - اي الوحي ! اذ كلما ما ان وصلت الامور الي نقطة الصدام او الورطة يسارع جبريل مسعفا محمد بمخرج من هذه الورطة ، او كما قالت عائشة " لا ارى إلا ربك يسارع في هواك "،..فجاءت تلك الاية بصياغتها التوفيقية العجيبة ، لتطفىء النار التى كان يحاول ابن سلول اشعالها  !! (  نقل بتصرف من مقال بعنوان /  تشريع البغاء في الاسلام : فقه الأمر الواقع  –  بقلم / وليد مقلد ) .
 من فحوى ومضمون الواقعة و الأية / أعلاه ، يتضح لنا أن الأسلام يتدخل في حدود ضيقة وهي حصرا ، حالة اكراه الفتاة غير الراغبة بممارسة الدعارة ، والتدخل هش ولا يذكر ، حيث ان تدخله يقتصر على تقديم النصيحة لمالكها  (  فقط  )  وما عدا ذلك فان نص الأية يشير الى أن .. ( الله غفور رحيم ) ، وهذا حصرا للفتيات التي لايقبل أصحابهن بالنصيحة ويصرون على فرض الدعارة على فتياتهم ، فهذا اقصى مايقدمه الأسلام  أو أقصى ما لدى النبي من دعم ودفاع  للمغصوبين على الدعارة .!! فأي أكرام أو تبجيل للمرأة في هذا الدفاع الهزيل !!
ومن الضروري أن نبين أيضا ، أن الأسلام لم يقدم حلا جذريا للقضاء على ظاهرة البغاء ، وبالتحديد في صدر الرسالة المحمدية .
المقصود ب / ملك اليمين هي  الجواري والسبايا .. وكل ما وافق ذلك من النساء المتحقق إما من تجارة رقيق أو سبايا حرب ..
أوردت المقال أعلاه للكاتب وليد مقلد / الذي سردته بشئ من التفصيل ، رغبة مني في تسليط ضوءا ساطعا على موضوعة " البغاء في حقبة النبي محمد " .
2.   وقوله تعالى ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا . وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ) آية 3 سورة النساء .
ففي موقع مركز الأبحاث العقائدية / نقل بتصرف ، يعلق على الأمر كالأتي .." بالنسبة إلى معاشرة الأمة / وهي العبدة مؤنث عبد : فهي كالزوجة للمالك وكذلك إحساسها بأن سيدها إشتراها وبذل في مقابلها الاموال الطائلة وله الرغبة في معاشرتها ، يجعلها كل ذلك الى تقبله والرضا به وعدم الاعتراض عليه خصوصاً بعد أن جعل لها الاسلام حقوقاً كثيرة في حفظ كرامتها وعدم إهانتها وامتهانها ومعاملتها كالزوجة الحرة واحترامها ، ولو نظرنا مثلاً الى بائعات اللذة لوجدنا أنهن أحرار لا عبيد وأنهن يملكن أنفسهن ولسن ملك أحد ولكنهن مقابل ثمن بخس يسلمن أنفسهن لأي شخص كان يريد معاشرتهن ، فهل هذا مقبول عندكم وذاك غير مقبول؟! "
أن المقصد و المعنى في ملك اليمين ، أن المرأة يمارس الجنس معها من قبل الرجل بلا عقد وبلا شهود وبلا أي قبول أو رضى منها ، وهي كسلعة تباع وتشترى ، وتعار للأخرين أيضا ، ولم تأت شريعة قبل الإسلام تبيح امتهان كرامة المرأة مثلما فعل نظام ملكات اليمين ، أنه نظام عبودية جنسية للمرأة بكل معنى الكلمة .
3.  وصف الرسول محمد المرأة ناقصة عقل ودين ومن أكثر أهل النار ...
فمن موقع مركز الفتوى - أنقل رقم الفتوى 7520 بتصرف :
فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث وجه نقصان دين المرأة وعقلها .‏
ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى ، فمرَّ على النساء فقال :
" يا معشر النساء ‏تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار . "  فقلن : وبم يا رسول الله؟‏
قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير . ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل ‏الحازم من إحداكن .
قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال : أليس شهادة المرأة ‏مثل نصف شهادة الرجل .‏
قلن : بلى . قال :  فذلك  من نقصان عقلها .‏
أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟‏ قلن : بلى. قال: " فذلك من نقصان دينها ".‏
النساء اللواتي منهن العالمات و المفكرات و الكاتبات و الشاعرات ، ... وصفهن الرسول كذلك .
4.  أعارة الفروج : نقل عن ابو البركات ان " عطاء بن أبي رباح "  كان يقول بجواز أعارة الفروج ..  الشرح الكبير -  أبو البركات  /  ج 3  ص  250  :                                                                                          (  من الراهن فلا حد مراعاة لقول عطاء بجواز إعارة الفروج  ) .
وأعارة الفرج معناها ، أن يعطي الرجل امرأته أو أمته إلى رجل آخر فيحل له أن يتمتع بـها أو أن يصنع بـها ما يريد ،  فإذا ما أراد رجل ما أن يسافر أودع امرأته عند جاره أو صديقه أو أي شخص كان يختاره ، فيبيح له أن يصنع بـها ما يشاء طيلة مدة سفر ،  والسبب معلوم حتى يطمئن الزوج على امرأته لئلا تزني في غيابه (!!)
 ( وكان عطاء /  فقيها ، عالما ، كثير الحديث . أدرك مائتين من الصحابة .  وقال عنه ربيعة : فاق عطاء أهل مكة في الفتوى . وقيل : كانت الحلقة في الفتيا بمكة في المسجد الحرام " لابن عباس " ، وبعده لعطاء بن أبي رباح  . ، عطاء ولد سنة 27 ه‍ ، وتوفي سنة 114 ، أو 115 ، أو 117 للهجرة  ) .  ( نقل بتصرف من موقع Sudanes online   ) ... " لا أعتقد من مهانة ومذلة أكثر مما ذكر بحق المرأة ، فأين التقويم الاخلاقي لهكذا ظواهر مجتمعية ، التي تحط من مكانة المرأة في تلك الحقبة !! وما هو دور الأسلام في تصحيحها في ذلك الزمن  ! " .
 5.  المتعة : إنّ القرآن الكريم شرّع المتعة بقوله تعالى : { فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً } (النساء/24) . ما ذكر من أنّ النبي صلى الله عليه وآله أجازها للصحابة استناداً إلى الآية القرآنية التي شرّعتها ، وأدلّ دليل على تشريع الرسول لها : قول الخليفة الثاني ( عمر بن الخطاب ) ؛ فإنّه قال : « متعتان كانتا على عهد رسول الله أنّا محرمهما ومعاقب عليهما ». يريد بذلك : متعة النساء ، ومتعة الحج ( اي : حجّ التمتع ، الذي لم يقبله عمر ولكن قبله أهل السنة ) . وقد صحّ عن ابن عمر ( عبد الله بن عمر ) أنّه قال : « المتعة حلال ، شرّعها رسول الله . فقيل له : إنّ اباك حرّمها ! فقال : لأنّ اتبع رسول الله خير من أن أتبع أبي » ، وقد صحّ عن جماعة من الصحابة قولهم : « كانت المتعة : وكنا نتمتع على عهد رسول الله  وعهد الخليفة الأوّل ( أبوبكر ) ، وعهد من خلافة عمر ، حتى نهى عنها عمر و عاقب عليها» ( نقل بتصرف من موقع / شبكة رافد للتنمية الثقافية ).
من صفة الاسم / المتعة ، يدل على أن دور مهان للمرأة ، لانها كالسلعة يتمتع بها لفترة زمنية معينة كأن تكون ساعة أو يوم .. ، ثم تترك ، ولسنا في صدد شرح ما يترتب عن المتعة ، خاصة في الحمل مثلا ، وبالتحديد وقت الحج ، فمن أين تعرف المرأة والد المولود ، أذا وطأها / تمتع بها ، اكثر من واحد ، والذي يمكن أن يكون قد جاء أحدهم من أقصى بقاع الدنيا ..!!
المتعة حاليا متبعة حسب المذهب الجعفري ، أما أهل السنة فتنهي عنها .
وقد ظهر أنواع مشابهة للمتعة تتبعها المذاهب المختلفة منها ، على سبيل المثال / نكاح المسيار ، النكاح العرفي ، النكاح بنية الطلاق ، النكاح المؤقت ونكاح المحلِّل ..( نقل بتصرف من موقع شبكة الفتاوى الشرعية ) .
وفي مقال بعنوان - هذا هو الأسلام : الدعارة الدينية ، لفادي عزام ، منشور في موقع / سوريا الرعد ، يشير الى أنواع أخرى من الزواج منها الأتي ، زواج الفرند ، المؤنس ، العرفي ، الكاسيت و زواج الأنترنيت ..                                                                                      وكل هذه هي حالات وطرق لوطأ المراة ، بها مهانة لها وتقليل من دورها ومكانتها في المجتمع ، فأين التكريم أو التبجيل للمرأة ، فلا زالت النظرة أليها  جنسية و جنسية فقط !
6.  المشاركة في وطأ المرأة الواحدة من قبل أكثر من رجل واحد : فعمر بن الخطاب /  الفاروق ، كان ينكح جارية فيعزل ( أي يقذف المني خارج عضو المرأة ) خوفا من الأنجاب فلما حملت تضرع إلى إله محمد ألا يلحق بآل عمر من ليس منهم ولما ولدت طفلا أسود البشرة ، أكدت له الجارية أنه من راعي الابل ، حمد عمر إله محمد . (  نقل بتصرف من كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال  /  المتقي الهندي –  الوارد بمقال وليد مقلد المشار اليه في أعلاه  ) .. " من الواقعة يتبين لنا أن عمر بن الخطاب كان يتشارك في جاريته مع راعي أبل ، ولا يهمه الأخلاق والمقامات والطريقة التي تؤدى بها العملية ، أما الذي يشغله هو وطأ الجارية و النسب فقط ، دون أي شئ أخر .. " .

ليست خاتمة :                                                                                                                           في الإسلام النص قد نسخ الأخلاق / في بعض الأحيان ، فالمسلم لا يهمه إلا النص ، فلو جاء نص بتحريم أمر ما فهو حرام  ، وما دون ذلك فهو مباح وحلال ومتبع ، هكذا يؤمن ويفسر وينهج أكثر شيوخ وعلماء ودعاة الأسلام ، فيجب أن نقر ونعترف الأن ، ونحن في القرن الواحد و العشرين ، بأن  " بعض " النصوص الأسلامية  ، بعد أكثر من 14 قرنا من وجودها  - عدا النصوص الخاصة  بالعقائد /  كالصوم والصلاة والحج و الزكاة .. ، أصبحت خارج نطاق الزمن والواقع والتأريخ ، فهي بالمختصر لا تلائم مجتمع اليوم ، فالجواري وملك اليمين والسبايا و المتعة .. ، كانت من مقومات وأخلاق وتقاليد وأعراف مجتمع بدوي " أكثره "  لا يعرف من قيمة المرأة سوى ما يرضيه منها من رغبة جنسية ، وكل أمر يتعلق بالمرأة خلاف ذلك ، من الضروري أن نتحقق منه ، وأن نستشهد بوجوده بالأية التالية  :                                                                                                                                 )قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(   .. البقرة 111 .       



                                                         


449
                  مذابح الأرمن / الوجه الحقيقي لتركيا اليوم
                           (  مع أشارات للتخلخل  السكاني المسيحي في تركيا )
أستهلال:                                                                                                                   وددت أن أكتب عن هذا الموضوع الكارثي ، وذلك بمناسبة مرور حوالي قرن كامل على الواقعة ، فمذابح الأرمن تعد من أكبر وأفظع المذابح التي حدثت في التأريخ البشري ، ومقالي هذا يعد أستكمالا  لما كتب عن هذه التراجيديا ، عسى أن تكون مساهمتي أضافة متواضعة عن هذا الحدث الجلل ، الذي هز  الأنسانية منذ قرن ولا يزال ، وأيضا لأسجل موقفا أيجابيا من الشعب الأرمني المكلوم ، كما أنه بالوقت نفسه وفاءا لأصدقائي من الأرمن ..
المقدمة:                                                                                                                      القسوة الوحشية والعنف المفرط والصلب وبقر البطون والأغتصاب والحرق والتجويع والتنكيل…  والتهجير والترحيل بمسيرات جماعية موجهة الى المجهول بلا أي مأكل او مشرب بهدف الموت ، هي أقل ما توصف بها  المذبحة التي قامت بها الدولة العثمانية بحق الأرمن ، أضافة الى تصفية طوابير من المسيحيين / الكلدان والسريان و الأشوريين و اليونانيين .. ، فهي تصفية بشرية عرقية دينية ، قام بها الأتراك ، متجردين من الرحمة ومن أي حس أنساني ، ويشكل يوم 24 نيسان 1915 بداية للكارثة الأنسانية ، حيث قام الأتراك بالتعاون مع عشائر كردية بإبادة مئات القرى الأرمينية شرقي البلاد في محاولة لتغيير ديموغرافية تلك المناطق لأعتقادهم أن هؤلاء قد يتعاونون مع الروس والثوار الأرمن ،  وأستمرت المذبحة حتى عام 1922 / أثناء عهد أتاتورك  ( مصادرأخرى تشير الى أن المذبحة حدثت بين عام 1894 حتي عام 1915 وما بعده - وديع طعمة / موقع التيار الديمقراطي ) .. المذبحة ستظل وصمة عار على جبين التأريخ التركي / العثماني على مدى الدهور ،  فالمذابح كانت أفظع من مأساوية ، وأكثر شراسة ووحشية من مما تقوم به الحيوانات المفترسة ، لأنه حتى الحيوانات لديها نوعا من العطف والرأفة والحنان فيما بينها ، أو على مالكيها من البشر ، وفي بعض الأحيان تجاه فرائسها ، ولكن يبقى الأنسان عندما يتوحش فأنه يفوق بتوحشه الحيوانات الأكثر فتكا ، لذا يقال فلان " أستذأب  أو  تنمر " ، ولكن ما قاموا به الأتراك ليس أستذأبا ولا تنمرا  ، بل تجبنا وحشيا فظيعا تجاه شعبا أمنا أعزل !!
تنويه:                                                                                                               سوف لن أتناول بهذا المقال سرد وقائع تراجيديا المذبحة تأريخيا / أي وصف الواقعة كيف جرت ألا لغرض السند والأستشهاد ، لأن السرد التأريخي للمذبحة متوفر للقراء في بطون الكتب ، حيث تناولها الكثير من الكتاب والباحثين والمهتمين بمقالات وبحوث ودراسات عديدة .. ، وكذلك هي معروضة على صفحات المواقع الألكترونية ، ولكني بمقالي هذا ، سأضع قراءتي الخاصة للمذبحة / وأنعكاسه على التخلخل السكاني المسيحي في تركيا ..
النص:                                                                                                                   المحورالاول / التخلخل السكاني المسيحي :                                                                                                                                                                                                                         
بداية أرى تخلخلا في الوجود المسيحي في تركيا اليوم !! ولمعرفة هذا التخلخل لا بد لنا أن نرجع بعجلة  التأريخ الى الوراء ، لمعرفة السبب الذي أدى الى هذا التخلخل / عدم التوازن السكاني ، ومن أجل الدخول الى صلب الموضوع ، أرى أن نتساأل عن الوجود المسيحي في تركيا ككم / سابقا وحاليا ، بل بالأحرى عن المسيحية ، ثم نحلل الوضع ، ولكي نصل الى النتيجة ، لا بد لنا أن نستعرض النقاط الأتية :                                                                                                *  في عام 330 قام الإمبراطور قسطنطين بنقل العاصمة من روما إلى القسطنطينية / التي تدعى حاليا  أستانبول  ( القسطنطينية هي عاصمة الأمبراطورية الرومانية خلال الفترة التي تمتد من عام 335م  إلى عام  395م  وعاصمة الدولة البيزنطية من 395 م إلى 1453م ، و حين فتحها العثمانيون  ، و دخل محمد الفاتح  القسطنطينية ، أطلق عليها إسلامبول أو الآستانة ، وبدخوله صارت المدينة عاصمة السلطنة العثمانية ، وغُيّر اسمها في  عام 1930م إلى إسطنبول ضمن إصلاحات كمال أتاتورك القومية ) ، القسطنطينية كانت أنذاك محور المسيحية الشرقية  ومركز حضاري عالمي ، وأضحت أعظم مدن العالم في ذلك العصر ، أذن كانت القسطنطينية مهدا للمسيحية منذ عام 330 للميلاد ، ومن المؤكد شكل المسيحيون نسبة كبيرة من السكان / وكان هذا قبل ظهور الأسلام  بقرون..                                                                                                               *  ولو أقتربنا من بداية توقيت المذبحة / 25.04.1915  ، نرى أن  المسيحيون يشكلون حوالي 33% من سكان تركيا الحالية  ، وكان ذلك في بداية القرن العشرين وقبل وقوع المذبحة .                                             *  في عام 2013 / بدايات القرن الواحد والعشرين ، قدرت الجهات الأحصائية عدد نفوس تركيا ب 77 مليون نسمة.                                                                                                                              *  أما تركيا اليوم ، فيتراوح أعداد المسيحيين فيها ، وبحسب دراسات مختلفة بين ( 120,000  - 310,000 نسمة  ) ، منهم 80,000 من أتباع كنيسة الأرمن الأرثوذكس ، 40,000  أتباع الكنيسة الكاثوليكية ، منهم 5,000 شخص ينتمي إلى الكنائس الكاثوليكية الشرقية و22,000 من أتباع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية منهم 8,000  روم أنطاكي  و4,000 يوناني أرثوذكسي فضلًا عن 17,000 من أتباع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ، وطوائف أخرى .. ( التفاصيل والنسب والاحصائيات السابقة أخذت بتصرف من / موقع الويكيبيديا ، و موقع sky news ، والموقع الألكتروني/   linga .org  ، مع أضافات لكاتب المقال ) .                                                                                                                          *  وسائل يسأل / وبعملية حسابية أحصائية بسيطة حسب مفهوم الفرضيات  ، أن عدد المسيحيين كان يشكل   33 % من مجموع السكان في بداية القرن العشرين ، فالمفروض أن يكون عددهم الأن كرقم أكثر من 25 مليون نسمة ، هذا لو بقت كل المتغرات و الظروف على حالها لم تتغير ( هذا وفق أحصائيات 2013  / حيث بلغ عدد نفوس تركيا 77 مليون نسمة) وعلى أعتبار ثبات نسبة التغير السكاني.                                                                                                            1 -  ولو أخذنا بنظر الأعتبار المتغيرات ، كظروف الحروب والكوارث والمجاعات و أنتشار الأمراض وحالات الوفاة وباقي العوامل الأخرى ..                                                                                                                   2-  وأضفنا أليها ما حصل من جراء أتفاقية التبادل السكاني بين اليونان وتركية / 1923  ، التي وقّعت بين الحكومتين التركيّة واليونانيّة في مدينة لوزان السويسريّة في الثلاثين من كانون الأول 1923  .                                                                                                                     
3-  وأضفنا أليها أيضا عملية التبادل السكاني  لليونانيين الأرثوذكس وبوغروم إسطنبول عام 1955  والتي ادت إلى هجرة أغلبية مسيحيي إسطنبول الى خارج تركيا .                                                                    - فلو كان أجمالي مجموع النقاط الثلاث الأخيرة / المتغيرات يشكل فرضيا ، ( -  18 %  ) / لغرض الجدل .                                                                                                                                  - أي أن نسبة السكان المسيحيين ستتغير بالأنخفاض من 33 % الى 15 % / أي ( 33 – 18 = 15 ) ..                                                        -   وهذا يعني أن عدد نفوس المسيحيين سينخفض من 25 مليون نسمة الى  11550000 مليون نسمة    ( وفق أحصاء 2013 الذي كان عدد نفوس تركيا  يشير الى 77 مليون نسمة ، بضربه ب 15 %  ) ، هذا أذا أخذنا بنظر الأعتبار كل المتغيرات أنفة الذكر .                                                                                                                   -  المفاجاة أن عدد نفوس المسيحيين / الأن و حسب أحصاء 2013 هو بين 120.000 الى 310.000 نسمة.                                                                                                                                 -  فأين الفرق بعدد سكان المسيحيين البالغ 000 1.2401 مليون نسمة / تقريبا ( وهو حاصل طرح 11.550.000 – 310.000  نسمة ) المفروض أن يكون موجود في تركيا الأن ،...                                                                                                                ** (( فأين تبخر هذا الكم من المسيحيين !! منذ بدايات القرن العشرين وحتى بدايات القرن الواحد والعشرين ، والذي يشكل الأرمن بهم نسبة عالية ، والذي سبب تخلخلا سكانيا لتركيا اليوم !! هذا هو السؤال )) :                                                    أما الجواب فأراه كالأتي:                                                                                                   ** أعتقد أن المذبحة التي قدر الباحثين عدد ضحاياها من الأرمن تراوح ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة ، أضافة الى عشرات الالاف من مجموعات عرقية مسيحية أخرى / كالسريان والكلدان والآشوريين واليونانيين وغيرهم  ، الذين تم مهاجمتهم وقتلهم من قبل الإمبراطورية العثمانية ، يعاونهم بعض القبائل الكردية ، خلال هذه الفترة... (  نقل بتصرف من مقال من أعداد / ايهاب شوقي - موقع شبكة الاخبار العربية ) ، فالمذبحة لم تكن السبب الوحيد ، لهذا التخلخل السكاني المسيحي  في تركيا ، وذلك لأننا نتكلم عن 11.240.000 مليون مسيحي / بحسابات تقريبية ، كان من المفرروض أن يكون هذا الكم موجود في تركيا  بالقرن الواحد والعشرين ، من ضمن العدد الكلي لنفوس تركيا البالغ 77 مليون نسمة . !!                                                                                                             ** فالذي أراه وجود مخطط تركي بسقف زمني ، بدأ تنفيذه بعد المذبحة ، هذه المخطط الممنهج  كان الغرض منه أفراغ المجتمع التركي من المحتوى المسيحي ، الذي يعد مكونا رئيسيا لقرون على هذه الارض ، وأن الواقع الحالي يؤكد هذا الرأي ، حيث أن بعد قرن من المذبحة أصبحت فيه نسبة المسيحيين حتى اقل من مفهوم الاقلية الدينية ، لانها تشكل أقل من  0.003 % من مجموع السكان (  هذا أذا أعتمدنا أن عدد المسيحيين هو 310 ألف نسمة مثلا / حسب أحصاء 2013 ) .                                                                                                                   ** هذه الخطط الممنهجة شملت .. أضطهادا دينيا للمسيحيين  / خاصة في ممارسة الشعائر الدينية وبناء الكنائس والأديرة ..، المعاملة غير الحسنة للمسيحيين ، حقوق ناقصة للمواطنة ، عدم وجود فرص وظيفية حقيقية للمسيحيين ، عدم أستخدام اللغة الأم للمسيحيين كاللغات  الأرمنية و السريانية .. ، هذه الأمور وغيرها الكثير حدثت بعد المذبحة .. فكل هذا التضييق وغيره أدى بالنتيجة الى دفع المسيحيين الى الهجرة والرحيل القسريين ،  وجعل من تركيا المسيحية تتحول الى تركيا  اليوم / الأسلامية ، الشبه خالية من المسيحيين  ، " فالمذبحة " وما تلاها من " الاسباب المذكورة " أنفا ، هي التي سببت هذا التخلخل السكاني المسيحي  في تركيا ، وليس المذبحة فقط ...
   المحور الثاني / أشارات :
     في هذا المحور ، سأتناول بعض المستجدات التي طرأت على ما بعد المذبحة حديثا ، مع بعض المعلومات ذات الصلة بالفاجعة ، وسأطرحها  كأشارات :                                                                                             **  أن المستقصي لظروف واقعة المذبحة / 25 نيسان 1915 يلاحظ ، غض الطرف الدولي عن الواقعة المأساة ، حيث لم يكن هناك أي تحرك دولي أو أي جهد أممي لمنع المذبحة أو حتى لوقفها أو لمعالجتها في حينها ، حيث أن الموقف الدولي كان سلبيا تماما ،  وقد أشار لذلك / موقع البلد الالكتروني في  5.02.2015 وبين أنه في ..( عام 1915 قام أجداد أردوغان في ظل " تخاذل دولي " بتنفيذ أكبر مذبحة في التاريخ البشري للأرمن المعروفة باسم المذبحة الأرمنية أو الجريمة الكبرى.. ) ، وكأن التأريخ يعيد نفسه بدور رجب طيب اردوغان الأقليمي والدولي / وليد العثمانيين ، بخلقه بؤرا للأرهاب في سوريا ومصر ، محاولا أرجاع العهد العثماني الذي ولى .. ويشير نفس المصدر السابق بهذا المفهوم ويبين .. (  تلوح في الأفق مع تطلعات أردوغان في إعادة العهد الدموي للعثمانيين في بعض دول الجوار لتركيا ومحاولاته قيادة أو دعم مليشيات إرهابية في سوريا ومصر وغيرها للقضاء علي كل ما هو مخالف أو مقاوم لأحلامهم و سياساتهم).                                                                                **  مارست تركيا نهجا من الوقاحة الدبلوماسية ، حيث طلب رجب طيب أردوغان من  فرنسا  الى وضع واقعة المذبحة جانبا ، ويعد هذا موقفا غير منطقيا وغير مسؤول ، لأن دوليا  كما يقال " تقوم الدنيا ولا تقعد " على قتل فرد او عدة أشخاص / كما حدث في اعتداء شارلي أيبدو - 2015 مثلا ، فكيف الحال بقتل تصفوي عرقي ديني طال اكثر من 1.5 أرمني ، أضافة الى مجموعات مسيحية من السريان والكلدان و الاثوريين .. وقد كتبت جريدة الاتحاد / الجريدة المركزية للأتحاد الوطني الكردستاني ، في موقعها  ، بهذا الخصوص (  دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فرنسا إلى تخطي مسألة مذبحة الأرمن في تركيا ، وتجنب الدخول في أي مواجهة سياسية من شأنها أن تؤثر على العلاقات بين البلدين .  وذكرت وكالات الانباء ان أردوغان حث الاتحاد الأوروبي على أن يقف في مواجهة غياب الحكمة في فرنسا ) ، من جانب أخر وبموضوع ذات صلة  ، ( وعد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بان يتصدى بكل قوة لاي حملة تهدف إلى جعل تركيا تعترف بصفة الأبادة لمذابح الأرمن عام 1915 التي تحل ذكراها المئة السنة الحالية ، وقال اردوغان في كلمة امام السفراء الاتراك المجتمعين في انقرة أن " وزارة الخارجية والمؤسسات المعنية ستتصدى بكل شدة لهذه الادعاءات " / جريدة الوسط الألكترونية في 6 يناير 2015 ) . هنا نلاحظ أن أردوغان يرغب في أن يسيير العلاقات الدبلوماسية حسب أهوائه ، أملا في اخفاء حقائق المذبحة عن أنظار المجتمع الدولي ، ومؤملا نفسه بأبعاد واقعة المذبحة عن العلاقات الدولية.                                                                                                                  **  تحاول الدبلوماسية التركية ، تحسين صورة تركيا دوليا ، وتسعى في الوقت ذاته  لمد جسور التطبيع بينها وبين أرمينيا ، ولكن الجهود بقت دون تطور أيجابي ، وذلك لانه ليس من الطبع الأنساني وضع هكذا حوادث جانبا / أي في ملف النسيان ، وتشير الأخبار الى أن (  الدولتين  الجارين أرمينيا وتركيا  وقعتا في عام 2009 مذكرات تفاهم أطلق عليها " بروتوكولات زيوريخ " لتطبيع علاقاتهما ، ولكن لحد الأن برلمان الدولتين لم يصادق عليها ... / نقل بتصرف من جريدة الوسط الألكترونية  -  6 يناير 2015  ) .                             **  تنهج أكثر الدول الأن وسابقا ، نهجا حول أدانة المذبحة الأرمنية ، بكامل وصفها كمحرقة بشرية كارثية بحق الأرمن ، ومجموعات مسيحية أخرى كالسريان والكلدان و الاثوريون واليونانيين .. ، وقد (( صوتت لجنة الشئون الخارجية في الكونغرس الأميركي في 11 تشرين الاول / اكتوبر 2007 باغلبية 27 مقابل 21 صوتا علي مشروع قانون يعتبر ما تعرض له الشعب الأرمني من مجازر علي يد الاتراك العثمانيين عام 1915 ابادة جماعية " نقل بتصرف من موقع - الهيئة الوطنية الأرمنية للشرق الاوسط  ، عن مقال بقلم  مجدى خليل ، مدير منتدى الشرق الاوسط للحريات )) ، أضافة الى هذا (( قد اعتمد 20 بلدا و 42 ولاية أمريكية قرارات الاعتراف بالإبادة الأرمنية كحدث تاريخي ووصف الحدث بالإبادة الجماعية ، أما المنظمات الدولية التي تعترف رسميا بالإبادة الأرمنية فهي تشمل : الامم المتحدة ، البرلمان الأوروبي ، مجلس أوروبا ، مجلس الكنائس العالمي ، منظمة حقوق الانسان ، جمعية حقوق الإنسان التركية ميركوسور و جمعية الشبان المسيحيين .. / نقل بتصرف من مقال بعنوان مذابح الأتراك بحقّ الأرمن والسريان ، موقع - ملحق أزتاك بالعربي للشؤون الأرمنية . )) ، وحاليا يوجد مطالبات من قبل ناشطين عرب ، يطالبون من دولهم الأعتراف من أن ما حصل للأرمن هو أبادة جماعية منهم  ((  الدكتور رفعت الإمام ، أستاذ التاريخ بكلية الآداب بجامعة دمنهور ، الذي طالب في تصريحات سابقة له بضرورة اعتراف مصر بهذه المذابح ، وهو ما سيجعل العديد من الدول أن تنهج نفس الموقف المصري .. لتظل أزمة الإبادة ما بين المطالبة الأرمنية بالاعتراف بها ، والخوف والتهرب التركي خشية من عدم الانضمام للاتحاد الأوروبي /  منقول بتصرف من مقال للكاتب محمد الليث / منشور بموقع الوطن بتاريخ أبريل 2014 )) .                                                                                                                 **  من النشاطات الدولية على مستوى المحكمة الأوربية لحقوق الانسان ، هو ما قامت به المحامية البريطاني " أمل علم الدين " / زوجة الممثل جورج كلوني ، (( حيث ترافعت المحامية في ستراسبورغ في القضية المسماة " دوغو بيرينتشيك " ... علما أن رابطة  " سويسرا - أرمينيا " تطالب بإدانة " المتطرف القومي التركي دوغو بيرينتشيك "  الذي ينكر المذابح في حق الأرمن ، وتطالب بإدانته بتهمة " التمييز العنصري" ، حيث دانت المحامية / اللبنانية الأصل ، في مرافعتها الأطراف المعارضة للاعتراف الدولي بمذابح الأرمن على يد الأتراك في مطلع القرن الماضي ، واصفة إياهم بالمنافقين وبأن أعذارهم واهية ، مشيرة إلى أنه " من المستحيل التشكيك في حقيقة المذابح التي نالت من الأرمن قبل قرن من الزمن " ، مشددة على حق أرمينيا بقول كلمتها في المحكمة. )) / منقول بتصرف من موقع روسيا اليوم / 1.02.2015 ..                                                          **  وقد أضحت المذبحة  ، مضرب الأمثال ، فقد شبّه بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا  تواضروس الثاني ما تعرف إعلاميا "  بأحداث ماسبيرو " التي قتل فيها 28 قبطيا إبان حكم المجلس العسكري عام 2011 ،  بمذابح الأرمن التي وقعت عام 1915 ، ( نقل بتصرف من موقع الجزيرة نيت ) ، وأرى من هذا التشبيه حتى ولو جاء من سياق كلام البابا ، فهو دليل على تذكير المجتمع الدولي أن ما وقع هو كارثة بشرية ، ومن الضروري الاستشهاد بها في مجال الفظائع التي تقع بحق البشرية  .                                                           كلمة أخيرة:                                                                                                                    **  تسعى الجاليات الأرمنية حول العالم من أدانة المذبحة الأرمنية ، وتأمل من تحقيق أثبات المذبحة ، هادفة من هذا الأتي /  وهو على أربع مستويات  :                                                                                                                      المستوى الاول : هو الاعتراف بما حدث للأرمن من مذابح وتسجيل ذلك عالميا على انه أبادة جماعية لشعب وأمة .                                                                                                                    المستوى الثانى : هو الأعتراف بأن هذه الابادة قامت بها تركيا العثمانية ، وان يضغط المجتمع الدولى على تركيا ايضا للاعتراف بذلك .
المستوى الثالث : هو تحميل تركيا المسئولية القانونية وما يترتب عليها من التزامات دولية عن هذه المذابح .
المستوى الرابع : هو تجريم كل من ينكر الهولوكوست الأرمنى كما حدث من قبل مع الهولوكوست اليهودى.  (نقل بتصرف من مقال بقلم / مجدى خليل ، مدير منتدى الشرق الاوسط للحريات  / موقع - الهيئة الوطنية الأرمنية للشرق الاوسط  ) .
                                                                                                                                 



**  المجتمع الدولي من الضروري أن يعي تماما أن ما حصل يجب أن لا يتكرر ، وهذا سوف لا يتم ألا بوقفة دولية واحدة ضد التهكم و العنجهية التركية ، فقد أشار د.هاني السباعي / في مقال له على موقع غوغول في 8 مارس 2010  أن (( السلطات العثمانية حينها أدعت ان الأرمن قد تأمروا مع روسيا القيصرية ضد العثمانيين ))  ، فهل هذا سبب موجب لتصفية الأرمن بمذبحة دموية ! .. ثم يضيف (( وحتى الأن فان تركيا تشكل كيانا مصطنعا في الشرق الأوسط وهي محاطة بشعوب تكرهها  ، وهذه الشعوب هي تحديدا السوريين التي سلب الاتراك منهم أقليم الشمال يمين اراضيهم ، واليونان التي ارتكب الاتراك بحقهم مجازر والاكراد والروس والايرانيين الذين يناصبونهم عداء تاريخيا . أن الاتراك شعب دخيل على الشرق الأوسط  وموطنهم الاصلي هو في تركستان شمال ايران .. )) ، يتضح مما سبق أن تركيا ككيان وشعب ونظام  هو دخيل و مصطنع على المنطقة ، ومن الضروري وضع حدود حمراء لتماديه في سياساته ، فيما يخص ما أرتكبه من فظائع سابقا كالمذبحة الأرمنية ، أو ما تقوم به تركيا حاليا بالتنسيق مع قطر .. من دور مشبوه في مصر وسوريا ، أو ما تخطط له مستقبلا .                             
**  وأخيرا ، حول عدد ضحايا المذبحة التي قدرتها الأحصاءات  بين 1 – 1.5 مليون نسمة من الأرمن ، مع كم من المسيحيين / السريان والكلدان والأثوريين و اليونانيين .. والتي أدعت تركيا ((  أنها  ترفض وصف الحدث بالمذابح  ، وتقول إن ما يقارب الــ 300 ألف ارمني فقط قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى  .. /  نقل بتصرف من موقع الكومبس ))  ، ما أرغب بالتعليق به على هذه التصريحات ، هو أن تركيا لم تنكر وقوع ضحايا ، ولكنها رفضت العدد الحقيقي ، كما أنها لم تصف ما وقع بمذبحة .. ولكني أرى بمجرد الاعتراف بهذا العدد الضخم من الضحايا / 300 ألف أرمني ، هو أكبر دليل على أن المذبحة قد وقعت ، لأن تركيا مباشرة أقرت بعدد الضحايا  ، وكما يقال من  " فمك أدينك  " !!
النهاية - المذبحة هي السؤال و الجواب :
لكي أختم هذا النص / الكارثي التراجيدي ، أقول .. البعض يقتل فردا بالخطأ وعن غير قصد ، فيتأسف لأهل الضحية طول العمر ، ويبقى أسير فضلهم في حالة العفو عنه ومسامحته ، أو أن يحمد ربه في حال رضوا  أهل الضحية بالتعويض ، مهما كان مقداره ، وأنا أتساءل عن موقف تركيا العثمانية ، ذا الواجهة العلمانية الكاذبة ، وسلطانهم بلباسه الجمهوري ، ذو التوجه الأسلامي المتطرف حتى النخاع ، رجب طيب أردوغان ، أما آن الأوان ، أيها الرئيس ، أن تعترف بجريمة العصر ، ألا تشعر بشى من الأسف وليس الحزن ، لأن  الحزن لأصحاب القلوب الطيبة ، ولكنك يا رجب طيب " قلبلك غير طيب " ، هذا في حال كان لك قلب !!

450
  5.  تركيا و أيران وجهان لعملة واحدة
تنويه :
     سأوجه بعض الرسائل - ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل  محددة  موجهة  مختصرة ، سأنشرها بين فينة  و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة  ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة  أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها  مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .

الموضوع :
      الموقف الأقليمي / العربي ،  تتجاذبه دولتان  أفضلهما أسوأ من الثانية ، تركيا و أيران ، هاتان الدولتان تنظران الى مصالحهما السياسية و الاقتصادية والى نهجهما المذهبي  أكثر من المصالح العربية ، ولم تكن يوما من الأيام تنظران الى الهم و الغم العربي ألا من خلال الستراتيجية و الأيدولوجية اللتان تؤمنا  بها  ، فالأهداف التي تسعى أليها بعيدة كل البعد عن الأهداف التي تأمل العرب في تحقيقها  ،  وذلك لأختلاف السبل و الطرق و الأفكار و الأهداف عن الدول العربية من جهة و بين " تركيا و أيران " / كوحدة واحدة ، من جهة ثانية ، أضافة الى أختلاف هذه العوامل بين تركيا و أيران / كدولتين ، من جهة ثالثة  .. :
-   فتركيا العثمانية ، التي بنى وجودها الحديث ، مصطفى كمال أتاتورك  ( ولد في 19 مايو 1881 - توفي 10 نوفمبر 1938 ) ، والذي قاد الحركة التركية الوطنية في أعقاب الحرب العالمية الأولى ، وأوقع الهزيمة  باليونانيين في الحرب التركية اليونانية  عام  1922 ... وبعد انسحاب قوات الحلفاء  من الأراضي التركية  جعل  عاصمته  مدينة أنقرة ، وأسس جمهورية تركيا الحديثة ، فألغى الخلافة الإسلامية وأعلن علمانية الدولة / بكل مفاهيمها الأجتماعية والدينية والسياسية ..، ومن أبرز أعماله منح حقوق الملكية لكافة المواطنين وليس للاقطاعين ، وكانت تركيا بعهده من أكثر دول العالم أزدهارا وتقدما ...
-   أما أيران الفارسية ، التي كان أخر ملوكها / الشاهنشاه ، محمد رضا بهلوي ( ولد في 26 أكتوبر 1919 وتوفى 27  يوليو 1980 ) ، الذي كان من أبرز أنجازاته أنه عمل على تقطيع الأراضي الزراعية الكبيرة واستحداث أراضي صغيرة كي يستفيد منها 4 ملايين فلاح إيراني ، السماح للمرأة بالتصويت .. وأنعكست الإصلاحات الزراعية التي قام بها الشاه بهلوي بشكل إيجابي على الاقتصاد الإيراني ، وكانت فترة ستينات وسبعينات القرن العشرين فترة انتعاش للاقتصادي الإيراني الذي لم يسبق له مثيل ، وكان محمد بهلوي آخر شاه يحكم إيران قبل الثورة الإسلامية عام  1979  و قبل  بروز عهد حكم الملالي ...

الرسالة :
1.  سابقا  / السياستين التركية و الأيرانية منذ عهدي أتاتورك و الشاه بهلوي ،  لم يكن لهما أي مواقف أيجابية تجاه العرب ، منذ الحرب العالمية الأولى و ألى نهاية عهديهما ، وكانت الدول العربية الأكثر تضررا من سياستهما المتشددة تجاه العرب كقومية ..
2.  فتركيا الحالية ، وليدة السلطنة العثمانية الغابرة ، ورئيسها الحالي / الأسلامي ، رجب طيب أردوغان ، تسعى لدور أسلامي سني في المنطقة ،  وتأمل في أعادة الحلم العثماني وفرضه من جديد عربيا ، والذي أصبح هدفا من الأستحالة تحقيقه .. وتنهج تركيا دورا عربيا مشبوها ، فمن طرف أنها تدعم سياسيا و ماديا و أعلاميا .. الجماعات الأسلامية كالأخوان المسلمين بشكل عام وأخوان مصر بشكل خاص / هذه الجماعة التي تحاول أحراق مصر العربية التي مزقت كفن الأخوان في ثورة 30 يونيو 2013 ، ومن طرف ثان تشكل تركيا للأرهاب ممرا أمنا الى سوريا ، حيث لتركيا دورا مدمرا متفاقما في تحطيم الدولة السورية ، وأضعافها قدر الأمكان ، وذلك من خلال دعمها للمنظمات الأرهابية  وقوى المعارضة السورية التي لم تؤمن بالحل السياسي والتي لها في كل يوم توجه وقيادة يختلف عن اليوم الأخر ، وتدعي تركيا من طرف ثالث ظاهريا محاربة الأرهاب المتمثل بداعش ، وهي العمق الفعلي له ، وفي العراق تركيا تلعب دورا سياسيا  من خلال دعمها لبعض السياسيين العراقيين / السنة خاصة ، متمثلا بطارق الهاشمي المقيم على أراضيها أضافة لأل النجيفي وأخرين ... أضافة الى دور أستراتيجي مكشوف مع قطر ضد الأمارات ومصر والسعودية و البحرين ، الذي أنفكت عقده / نوعا ما ، مؤخرا !
3.  أما  أيران ،  فلو نظرنا الى الماضي القريب وتذكرنا قول " الخميني " بمناسبة وقف الحرب العراقية الأيرانية 1980- 1988 / الذي يلخص القضية ، ويجيب عن أي تساؤل  ،  حيث قال ( إنني أقبل بوقف إطلاق النار كما لو إنني أتجرع سما زعافا ) ، أرى من معنى هذا القول دلالة عنصرية محورية لموقف الخميني تجاه العراق ككل ، الذي كانت قواته العسكرية ، أي العراق ، " جيشا وميليشيات / الجيش الشعبي " غالبيته من الشيعة ، الشيعة العرب ، ولكن " الخميني " لم ينظر الى وقف الحرب من هذا المنظور ، لحقن دماء الشيعة بشكل أو بأخر ، بل كان ينظر ألى الحرب من منظور فارسي وليس مذهبي ! لذا كان رافضا لأي وقف لاطلاق النار بين البلدين ... و الأن أيران تحقق ما لم تحققه في عهدي صدام حسين و الخميني ، فهي تمارس دورا تخريبيا دمويا تدميريا ، ليس ضد سنة العراق فحسب ، بل ضد كل ما هو عراقي ، والحكام الجدد/ متفرقون ، لا قرار يجمعهم ولا أستقلالية في نظامهم ، وذلك لأنعدام التوجه الوطني تجاه الشعب العراقي . أيران التي بذراعها الممتد عقائديا و عسكريا في لبنان / حزب الله ، تسيطر على جنوبه كاملا ، ويؤمن حزب الله بولاية الفقيه المطبقة فقهيا في أيران ، التي ينهجها الأمام الخامنئي / والخميني سابقا .. أضافة الى وجود للدور الأيراني الداعم للحوثيين في اليمن ، الذي جوبه مؤخرا بمجابهة  خليجية عسكرية ، رادعة بأسم " عاصفة الحزم " ، مع تأثير أيراني في البحرين .. أضافة الى دور مذهبي في نشر التشيع عربيا ، خاصة في مصر وغيرها .. كما تمارس ايران دعما قويا غير محدودا لسوريا  عسكريا ولوجستيا وأعلاميا ، وأيران لها تواجدا محسوسا في أرتيريا ! .
4.  الدول العربية الأن تفتقد لمنظمة تقودها ، كمثل دور الأتحاد الأوربي أوربيا ، وجامعة الدول العربية أضعف من أن تكون ليس قائدا بل حتى موجها ومنسقا للدول العربية ، ولهذا الضعف العربي يبرز الدور التركي و الأيراني / كرد فعل ، بتنسيق من هنا أو هناك عربيا ، أضافة لبعض الدعم الدولي ، اذن الدور التركي الايراني ، بل التدخل التركي الأيراني عربيا ، جاء نتيجة للضعف العربي ، وأكبر مثال على ذلك تدخل ايران في العراق و اليمن ولبنان ، ودور تركيا في سوريا ومصر ، على سبيل المثال وليس الحصر ..
5.  هناك أدوار وتدخلات سعودية قطرية / لا تخدم القضية العربية ، وذلك في دعم المعارضة السورية ، بدل من توجيه المعارضة نحو الحوار و الحل السلمي مع النظام السوري ، والأصرار السعودي القطري على أسقاط النظام السوري لا يصب في مصلحة الشعب السوري تحديدا و العرب عامة ، خاصة وأن الأزمة السورية تدخل عامها الرابع ، وليس من المنطق والعقلنة السياسية من تأكيد السعودية وقطر / في مؤتمر شرم الشيخ 16.03.2015 ، بكلمة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز ووزير خارجيته سعود الفيصل ، أضافة الى كلمة أمير قطر تميم بن حمد ، على مواصلة نفس النهج السابق في أسقاط النظام بعيدا عن الحوار ! ، وبهذا فأن الدور السعودي القطري يتطابق ستراتيجيا مع الدور التركي .
6.  غياب دور العراق القيادي السابق عربيا ، بقى شاغرا ، بالرغم من سقطاته الكارثية في أحتلال الكويت ... هذا الدور لا يجدي أشغاله / مثلا ، سعوديا وذلك للمذهب الوهابي الذي تدين به السعودية ، المكفر لاكثر العالم وغير ذلك.. ! ولا ينفع لقطر لأنها أصغر من هذا .. أذن لا بد من دولة لها ثقل عسكري و فكري وقومي ومد جماهيري مع أرث حضاري ، وأرى أن هذا التوصيف ينطبق في الوقت الحاضر على مصر .
ختام الرسالة :
أن الدور القيادي أو الموجه عربيا ، ليس من الواجب أن تكون دولة بحد ذاتها ، ممكن أن تكون أكثر من دولة ، مثلا هيئة دول ، ولكن يجب أن تكون هيئة غير نمطية أو مكررة لمفهوم جامعة الدول العربية ، وأن تكون ذات قبول عربي بعيدة في نهجها عن الأصولية و عن المفهوم الضيق للستراتيجية العربية المتوافق مع مصلحة كل الدول العربية ..، كل هذا من أجل أبعاد تركيا و أيران عن القضايا العربية لأنه شأن عربي وليس شأنا عثمانيا  أو فارسيا ! 

451
                                    4.   " عاصفة الحزم " .. و صراع القوى 

تنويه : 

     سأوجه بعض الرسائل - ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل  محددة  موجهة  مختصرة ، سأنشرها بين فينة  و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة  ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة  أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها  مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .

الموضوع :

     قادت السعودية يوم الاربعاء 25.03.2015 ، عملية عسكرية ، ضمت كل دول الخليج عدا سلطنة عمان ، و قالت السلطات السعودية الخميس إن مصر والمغرب والأردن والسودان وباكستان تطوعت للمشاركة في العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن ، وقد أكدت الخبر وكالة الأنباء السعودية حيث قالت أن " الأردن والسودان والمغرب ومصر وباكستان أعربت عن رغبتها في المشاركة بالعملية " في اليمن موضحة أن اسم العملية هو "عاصفة الحزم"  ، وأنضمت تركيا وفرنسا وبريطانيا  لتأييد الحرب ضد الحوثيين / حسب موقع أخبار 24 ،  وجاء في أول بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن العملية أدت إلى " تدمير الدفاعات الجوية للمتمردين الحوثيين في قاعدة الدليمي العسكرية ( ملاصقة لمطار صنعاء ) وتدمير بطاريات صواريخ سام وأربع طائرات مقاتلة " ، وأضافت أن العملية بدأت " عند منتصف الليل (21,00 الأربعاء) " بحضور وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي توجه إلى مركز العمليات الحربية في قيادة "  عاصفة الحزم ".../ نقل بتصرف من موقع الشرق الاوسط .

الرسالة :

      الأمور أخذت تقرأ الأن بشكل أوضح ، فالحرب بالأنابة تحققت بوجهها الصريح في اليمن ، فالحوثيون المدعومين من أيران  بدأوا  في بادئ الأمر على شكل نموذج  من نماذج المعارضة أو التمرد المحدود ، ولكن بعد التوسع  و السيطرة على مدن ومناطق في اليمن ، أصبحوا قوة لا يستهان بها ، جعلت من الرئيس عبد ربه منصور هادي الفضلي ، أن يغادر اليمن الى السعودية  ،  وأخذ الوضع يتفاقم  و يشكل مصدر خطر حقيقي لمنطقة الخليج أولا و للدول العربية ثانية و للوضع الأقليمي ثالثا ، لأجله قادت السعودية حلفا خليجيا و عربيا و أسلاميا للقضاء على الحركة الحوثية .. رسالتي :                                                                                                                                     1.   الخبرة السياسية المحنكة للرئيس السابق علي عبدالله صالح بدأت ملامحها بالظهور ، من بداية الحراك السياسي الحوثي ، والى الأن ، فالرئيس السابق صالح ، ظهر  بشكل لا يقبل الشك أنه في موقع الحدث بكل ثقله القبلي و العسكري و المعلوماتي ... وقد كشفت  (( صحيفة " الوئام" الإلكترونية نقلاً عن مصدر موثوق ومقرب من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ، عن مخطط سري بالتعاون مع جماعة الحوثي . وأكد المصدر ...أنه تم الاتصال بسلطان البركاني ، ( الأمين العام المساعد ) لـ ( المؤتمر الشعبي العام ) أثناء الاجتماع وكان متواجداً في جدة ، وطلب الحوثيون من حليفهم علي عبدالله صالح أن يكلف بعض أنصاره المعروفين لدى المملكة ، والذين يمكن تصديقهم لمحاولة تضليل القيادة السياسية في المملكة ، وطمأنتهم أن الأمور تحت السيطرة  ومقدور على إسقاط الحوثيين وطردهم .. / نقل بتصرف من موقع العربية نيت  )) ، وهذا دليل على أن الرئيس السابق صالح يلعب على أكثر من محور وجانب كعادته ، وكان الأولى به أن يفكك الأزمة وليس تفعيلها ، من خلال دوره ودور قيادة أنجاله لبعض محاور العمليات ضد الرئيس  الشرعي هادي و جبهته ..                                                                                                                                                   2.    حمى السلطة و الحكم ليس من السهولة لرجل  كالرئيس السابق صالح أن يتركها جانبا ، فحب السلطة للحكام العرب ، يجري في عروقهم كجريان الدم ، ولا يمكن أن يتركوه ألا بأراقة دم الشعب العربي / المغيب والمغلوب على أمره عن الواقع السياسي الحقيقي للعالم العربي .                                                                                 3.    أن أي أنتصار للحوثيين في اليمن يعني أن اليمن اصبحت عراق ثان ، ضمن محور بشكل او بأخر تابع لأيران ، وهذا لا يقبله الحلف الذي تقوده السعودية ، والتي تشكل حدودها مع اليمن مساحة شاسعة  ، (  حيث  أعادت السعودية عملية بناء جدار حاجز بين البلدين في 2013 وذكرت بي بي سي أن الحاجز يبلغ طوله 2000 كم ، لإغلاق الحدود بينها وبين اليمن  ../ نقل بتصرف من الموسوعة الحرة ) .                                        4.   هل الحليف القوي للحوثيين أيران ستبقى على موقفها بدعم عسكري ولوجستي ../ وهو توكيل الحرب بالأنابة للحوثيين في اليمن ضد الرئيس هادي ، أم ستغير من موقفها ، خاصة بعد بدأ عاصفة الحزم رسميا ، وبتأييد خليجي و عربي مع بعض الدول الأخري كباكستان وتركيا وبريطانيا وفرنسا .. وبقبول أميركي .                                                                                      5.  السعودية الدولة الأقوى و الأكبر خليجيا ، كررت دورها كما فعلت في البحرين ، عندما دخلت القوات الخليجية بقيادة السعودية للبحرين لمعالجة وضع المعارضة البحرينية الشيعية المدعومة من أيران ، ولكن التدخل الحالي أوسع و أشمل و أقوى ..                                                                                                  6.   الموقف العراقي أنقسم الى محورين ، المحور الأول لنوري المالكي حيث ، (  أفاد موقع " السومرية نيوز " أمس الخميس ان المالكي قال في بيان : " نتابع ﺑﻘﻠﻖ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺩ ﻟﻸﻭﺿﺎﻉ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ الشقيق ، وندين أﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺓ العسكرية بدل المساعدة على تشجيع الحوار بين اليمنيين .. " / نقل بتصرف من موقع قناة العالم  ) . وعلى محور أخر أعتبر نائب الرئيس العراقي ، أسامة النجيفي  (  العملية العسكرية في اليمن             “ صحوة عربية ” أعادت إلى الأذهان اتفاقية الدفاع العربي المشترك ، داعيا تحالف “ عاصفة الحزم ” إلى الاستجابة للتحديات التي تواجه الأمة العربية في بقاع كثيرة .. / نقل بتصرف من موقع أرم للأخبار ) ...                     -   من هذه التصريحات المتناقضة يتحقق للمتابع أن المسؤولين العراقيين كل يبكي على ليلاه !! ... و حتى نكون موضوعيين ومنطقيين أن  " عاصفة الحزم " هي صراع قوى بين محوري السنة و الشيعة / أقليميا ،  هذا هو المحتوى و المضمون ، أما من سيبقى ومن سينهزم ومن سينتصر ، سيتبين في المستقبل المنظور ، ولكن من المؤكد أن الشعب اليمني هو الخاسر كائن من يكون المنتصر أو المنهزم .   
                                                                                       
ختام الرسالة .. دم  :

   أن دعوة الرئيس / المخلوع أو السابق ، علي عبدالله صالح - بالرغم من كونه أحد الأطراف الرئيسية المسببة للأزمة اليمنية ، وحسب موقع روسيا اليوم حيث أفاد ببيان ((  يدعو فيه إلى وقف  " متزامن " للعمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية من جهة والعمليات العسكرية للحوثيين ومن " مليشيات ( الرئيس اليمني عبد ربه منصور ) هادي وتنظيم القاعدة  " ، من أجل استئناف الحوار برعاية الأمم المتحدة في الإمارات أو في أي من مقرات الأمم المتحدة .. )) ، أرى أن يؤخذ هذا البيان بنظر الأهتمام ، ليس لأعتبار من دعا أليه ، لأنه طرف في الأزمة / أي الرئيس السابق صالح  ، ولكن نحن ننظر الى فحوى مبدأ  الحوار ، ودوره في حقن دماء اليمنيين ،       و لأسباب و عوامل عديدة منها :
-  تشابك الوضع القبلي المتأزم دوما  في اليمن ، حيث يشير موقع / منتديات الجلفة  ، الى وجود أكثر من 100 قبيلة في اليمن ، وهذا الأمر بتشابكاته المستقبلية سوف يشكل خطورة مجتمعية على الوضع الأمني من حيث الثأر القبلي ، بعد نهاية العمليات العسكرية .
-  من يحارب من  في اليمن !!  الجيش اليمني من مؤيد ومعارض  و الحوثيين و جبهة علي عبدالله صالح  و مليشيات الرئيس هادي وتنظيم القاعدة و الدور الأيراني وجهده  و الجماعات القبلية المؤيدة لهذا أو ذاك .. وقوات عاصفة العزم ، فقد أختلط الحابل بالنابل !
-   ليس الأمر العسكري بهذا اليسر في اليمن ، للطبيعة الجغرافية ، والوضع الديني ، والأنقسامات المجتمعية القبلية العصبية ، فنجاح العمليات ستلاقي وتجابه صعوبات جمة ، و الانتصار الجوي لا يعني حسم المعركة .
-  الشعب اليمني ، شعب قبلي ، مسلح غالبيته ، فكيف السيطرة على الوضع الأمني بعد مرحلة عاصفة الحزم و القبائل كلها مسلحة ! .
أذن الأحتكام للعقل هو الطريق الأصوب من أجل وضع أفضل و آمن للشعب اليمني الذي عانى الكثير ، وكما أسلفت أنه أنتصر من أنتصر و أنهزم من أنهزم فالخاسر الأوحد هو الشعب اليمني .



452
                      3.   مصر .. حريق / الأخوان المسلمين ، متى ينتهي !
تنويه : 

     سأوجه بعض الرسائل - ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل  محددة  موجهة  مختصرة ، سأنشرها  بين  فينة  و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة  ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة  أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها  مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .

الموضوع :

     الإخوان المسلمين ، هي إحدى الحركات الإسلامية المعاصرة التي نادت بالرجوع إلى الإسلام ، وإلى تطبيق الشريعة الإسلامية في واقع الحـــياة  ، لكن هذه الدعوة في الحقيقة ، هي دعوة ظاهرية ، وفقط  من جانب المنظور الأعلامي الذي تروج له الجماعة ، أما الوجه الخفي للأخوان المسلمين هو السعي الدؤوب الى السلطة ، بكل سبيل ، وتدمير كل من يقف أمامهم ، وقد ورّطهم هذا ، عن يقين  ، في  نهج  مبدأ ( الغاية تبرّر الوسيلة ) ، والجواب الواضح ، هو ما يحدث الأن لمصر / في سيناء وكل المحافظات المصرية ، من خراب و تفجير و حرق و تدمير وقتل وأغتيالات ..!! كل هذا ، هو ترجمة للواقع المصري الأن و المرتبط بنفس الوقت بما قاله المهندس خيرت الشاطر ، الرجل الثاني في الجماعة « الجماعة أو حرق مصر » / والشاطر هو مهندس الإرهاب فى جماعة الإخوان المسلمين ، هذه المقولة جاءت قبل ساعات من عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى فى 30 يونيو 2013 والتي أصبحت الأن حقيقة مطلقة للوضع الحالي لمصر ..

الرسالة :

       الوضع الأن في مصر ، هو الحريق بعينه والمتتبع للوضع الأمني لا يرى أي أنفراج في المستقبل المنظور / ليس القريب فقط .. ورسالتي بخصوص هذا الوضع  مايلي :
•   نعم القيادة العسكرية ، بقمة هرمها / عبد الفتاح السيسي ، أنقذوا مصر من أسوأ حقبة وهم الأخوان المسلمين ، حيث تم أقصاء محمد مرسي في 30. يونيو .2013  ، ولكن هذالمرحلة ، لم تدم طويلا ، وهو ما كان متوقعا ، حيث بدأ الأخوان  ، بحرق مصر / وهذا ما قاله خيرت الشاطر كما ذكر في أعلاه ، معتمدين على الدعم السياسي لقوتين ظاهرتين للعيان وهما قطر وتركيا ، أضافة لبعض الفصائل الفلسطينية الأسلامية ، كحماس وغيرها .. مع أسناد  قوى غير منظورة ، تعمل في الخفاء !
•   حاولت مصر بقيادة السيسي ، بكل جهدها ، وبكل الثقل العسكري الذي يتمتع به السيسي ، أن يعيدوا الدفة  الى وضعها الأعتادي ، ولكنهم أخفقوا ، وقد يكون من أسباب ذلك هو ما  يتمتع به الأخوان من جماهيرية واسعة بين الطبقات الشعبية المسحوقة ، الذي من الممكن أن يساندوا الجماعة لقاء ما تقدمه الجماعة لهم من مساعدات مادية أو مالية ... أضافة الى دور وأسناد كوادرهم وأجهزتهم المنظمة وخلاياهم النائمة في مصر وخارجها الذين يقدمون دعما وسندا غير محدود للجماعة داخل مصر .
•    توقعات مصر ، بالسيطرة على الحريق ، لم يكن محسوبا بالشكل المنطقي ، والأستهانة بالعدو/ المخربين ، وأنت بقمة السلطة ، لا يكون صحيحا في كل الأوقات ، خاصة مع جماعة ، تحكم معظم الشارع المصري في أغلب العقود الأخيرة ، في كثير من المناطق ، فخبرة الجماعة بالتخطيط و الأعمال المشبوهة .. معروفة وعريقة ! ويجب أن يؤخذ ما سبق بنظر الأعتبار مقارنة مع خبرة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي / كرئيس لدولة عدد نفوسها أكثر من 85- 90 مليون نسمة ، الذي لا زال دوره في دهاليز السلطة في بداياته !
•   الوضع الأقتصادي المصري المتدهور ، الذي ورثه السيسي ، أيضا لعب دورا كبيرا في تأزيم الوضع التي تقوده الحكومة المصرية الحالية ..
•   محاولة شق و تقسيم الأخوان الحاليين / ككيان هو حقيقة لا بد من السعي أليها ، كما حصل في الأردن ، وغير الاردن ، وقد تكون من ضمن البطاقات الرابحة للقيادة المصرية ! أذا سعت الى ذلك ، وهذا من المؤكد يحتاج الى فتح قنوات جديدة مع الأطراف الحالية  للجماعة .
•   الأخوان الأن لهم في كل دار من دور القوات المسلحة ، ثأر وعداوة ، خاصة أهالي الشهداء منهم ، وأيضا أن أزدياد عدد الشهداء في القوات المسلحة جعل من هذه القوات تعنف من ثأرها تجاه الأخوان المعروفين أيضا ببطشهم وخبثهم بنفس الوقت تجاه مخالفيهم .
•   الدور الأعلامي مهم وضروري في هذه المرحلة ، فلا بد أن يتم توضيح من هم " الأخوان المسلمين " ، وبمن يرتبطون ، وماهي أجندتهم الخارجية ، وما هي حقيقة دعوتهم ، وماذا يهدفون ! وبهذا ينجلي عنهم الغطاء الأسلامي الذي يختبؤن تحت مظلته  !

ختام الرسالة :

      في السياسة لا يوجد أصدقاء دائميين ، ولا يوجد أعداء دائميين أيضا ، فعلى الحكومة المصرية أن تغير السياسة و الأهداف كما عليها أن تحدث الأدوات و الوسائل و السبل  ، هذا في حالة عدم عبور/ مصر ، الى ضفة الأمان من خلال سياستها الحالية ، لأن السياسة هي لعبة المصالح !

453
      نجيب سرور .. والجلد الدموي للذات
 "  كلّكم تضحكون منّي لأنني مختلف عنكم ، وأنا بالمُقابل ، أضحك منكم لأنكم متشابهون " ( جون دافيس )   
تنويه :
     الكثير لا يعرف من يكون الكاتب و الشاعر والمسرحي و المخرج و الممثل المصري نجيب سرور / الذي عاصر عهدي جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات ، ولكن من جانب اخر الكل مثلا ، يعرف من يكون الكاتب العالمي نجيب محفوظ ، هذا المقال / في بعض من جوانبه ، يبين بعضا من المؤشرات لهذه العلاقة بين الأثنين ، علاقة قد تعتبر مثيرة للجدل والأهتمام ، وقد يجوز أن تكون هذه العلاقة للبعض غير متوقعة ، بل مفاجئة ولا تصدق !! وما خفي كان أعظم !!
المقدمة :
    كانت فترة حكم جمال عبد الناصر ، لمصر  1956 – 1970 ، تتميز بمد قومي فريد ومتزايد مع تدخل بشؤون دول عربية منها ، العراق ، اليمن وسوريا.. ، أضافة الى أن هذه الحقبة تميزت بأحداث عظام منها  ، العدوان الثلاثي 1956 على مصر ، وحدة مصر وسوريا 22  فبراير / شباط 1958 ، ونكسة / هزيمة 1967  ومن ثم حرب الأستنزاف ..، ولاجل ذلك ترك ناصر مقاليد  محورين مهمين في الحكم ، وهما الجيش / بيد المشيرعبد الحكيم عامر لغاية 1967 ، و المخابرات / بيد صلاح نصر 1957-1967 ،  لكي يتفرغ هو لقيادة المرحلة .. ، وخلال هذه المرحلة وما عقبها / مرحلة السادات 1970- 1980 ، كانت تعتبر من الأنشط و الأميز و الأفعل مخابراتيا ، حيث ضمت السلطة / في هذه المرحلة ، الكثير من الفنانين الذين حسبوا عليها ، منهم المطربين مثلا ، من اجل بث الروح الوطنية وتفعيل الشحن المعنوي الشعبي ، أمثال / كوكب الشرق أم كلثوم و عبد الحليم حافظ ...، وبنفس السياق / ولكن على نقيضه ، عانى الكثير من المثقفين ، الغير محسوبين على السلطة ، من القهر و الظلم و التهميش والنهش بنفس الوقت ، ومن هؤلاء " نجيب سرور " / موضوع المقال .                                                                                                                           
محطات :
- ولد نجيب سرور ، في عام 1 يونيو 1932 في قرية فلاحيـة صغيرة ، تقتات بجني ما يزرع أهلها ومـا يربون من الدواجن والمواشي بعيدًا عن أية رعاية حكومية ، وترسل أبنـاءها إلى المدارس الحكومية المجانية المكتظة بالتلاميذ ، يتعلمون بشروط بائسة القليل من المعرفة والعلم بعكس مدارس المدن الكبيرة أو المدارس الخاصة المكلفة .. وما تعلمه / نجيب ، الفتى المرهف الإحساس والكبير القلب الإنساني المواقف ، من أدب وشعر ولغة وتاريخ وفلسفة خلال المرحلة الثانوية ، كاف لخلق الشاعر والفنـان الذي يتحدى الظلم والاضطهاد / السلطوي .
- بدأُ نجيب سرور في كتابة أولى تجاربه الشعرية ، متأثراً بسقوط الكثير من الضحايا المصريين من الطلبة والعمال ، أثناء الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية الحاشدة المناهضة للأحتلال البريطاني لمصر ، والمناهضة كذلك لـ " مشروع صدقي ـ بيفن " بين الحكومتين المصرية والبريطانية ، 1952 قيام الجيش المصري بانقلاب عسكري فى يوليو ، وانفعال نجيب بالحدث ... ثم نزوح نجيب إلى القاهرة للالتحاق بكلية الحقوق تلبية لرغبة والده ، والتحاقه فى الوقت نفسه بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، مع زميله وصديقه المخرج والممثل الراحل كرم مطاوع ، لمدة أربع سنوات ( نقلت بتصرف من www.goodreads.com/book/show/6274667 ) .
- إدراك نجيب ، أهمية عالم المسرح بالنسبة له ، التي كانت قضيته الأولى ، أضافة للنضال من أجل كشف الحقيقة ، سعيًا للحرية والعدالة ، التي جعلته يترك دراسته الجامعية في كلية الحقوق قبل التخرج بقليل والالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، الذي حصل منه على الدبلوم في عام 1956 وهو في الرابعة والعشرين من العمر ... حياة البؤس والحرمان واضطهاد بقايا الإقطاعية من مالكي الأراضي والمتنفذين للفلاحين البسطاء في الدقهلية ، حيث نشأ نجيب سرور ، تركت بذورًا ثورية في نفس الفتى الذي امتلأ قلبه حقدا ً على الإقطاعيين وسلوكهم غير الإنساني تجاه الفلاحين .. بتركه كلية الحقوق ، ودراسته وتخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية ، تبدأ علاقات نجيب المتميزة مع الكتاب والأدباء والمفكرين والمناضلين والفنانين من خلال أعمـال مسرحية شعبية برز فيهـا كمؤلف وممثـل ومخرج لافتــا ً الأنظـار إلى عبقرية نـادرة ، فكان أي موضوع عند نجيب سرور هو مادة يسخرها لربط الأمور وتسليط الضوء على أسباب معاناة الناس والظلم والاستغلال والتخلف . هذه البراعة عند نجيب سرور أساسها دراسته لفن التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية .
- أخفى نجيب بداية انتماءه إلى جماعة حدتو الشيوعية قبل سفره في بعثة حكومية إلى الإتحاد السوفييتي لدراسة الإخراج المسرحي من عام 1958 وحتى عام 1973 ، حيث أعلن هناك تدريجيًا ميله للماركسية ، مما كان له أثر سلبي لدى مجموعة الطلاب الموفدين الذين حرضوا السفارة المصرية ولفقوا التقارير ضده ، وفي نفس الوقت تحول تساؤل الشيوعيين العرب عن كونه يحمل الفكر الماركسي في حين أنه موفد ضمن بعثة حكومية إلى شكوك أقلقته وأثارت في نفسه اكتئابا ، وراقب عن كثب بطش المخابرات المصرية بالطلبة فتحول إلى (معارض) سياسي في الخارج وسحبت منه البعثة والجنسية فزاد اقتراباً والتحاماً بامميته وأصبح أحمر اللون عن (حق وحقيق) وليس عن ترف !! .. وسرعان ما اصطدم سرور بتنظيمات الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي نفسه فهرب إلى المجر ومنها  إلى مصر عام 1964.                                                                                                           
- كانت مخابرات  " صلاح نصر " في عام 1964 في اوج تألقها وسطوتها وكان من الطبيعي ان يحل نجيب سرور ضيفاً على زنازين صلاح نصر فيعذب وينفخ ويصلب وتمارس عليه كل أنواع التعذيب التي أبدع صلاح نصر في ابتكارها... ومع ذلك كانت بصمة نجيب سرور على الحياة الثقافية في مصر واضحة للعيان حتى يوم وفاته في عام 1978 فقد شارك في الحياة الثقافية شاعراً وناقدا وباحثا وكاتبا مسرحيا وممثلاً ومخرجاً حتى أصبح أحد اعلام المسرح العربي المعاصر..                                                                                                              ( نقلت فقرات المحطات بتصرف من : الويكيبيديا  ،  www.kutub.ktaby.com/c735-735   ، www.arabworldbooks.com/authors/naguib_sorour.htm / د.حازم خيري) .             
- اكتشاف رواية للشاعر نجيب سرور يحكي فيها عن اختطافه عام 1969 ، وأعتقاله في مستشفى المجانين      ( نقل بتصرف من موقع المستقبل في 1.12.2012 ) .
- من أقوال نجيب سرور:                                                                                                   * أنا لست أُحسب بين فرسان الزمان / إن عد فرسان الزمان / لكن قلبى كان دوماً قلب فارس / كره المنافق والجبان / مقدار ما عشق الحقيقة .                                                                                                                   * وآدى حكمة بالفصحى / يا شعب فوق واصحى/ واقرا وقول أحَّا / دا إحنا بقالنا قرون/عايشين فى عيد أضحى .                                                                                                                                          * والشعب غنم متباعة / بالراس ولا فيها شفاعة / والخطف علينا مقاولة / والقبض علينا مقاولة / والقتل علينا مقاولة / وعصابه واسمها دولة .                                                                                                 * إسمعيني فقد أخرستني فى المولد ضجة الدروشة/ حقنتني شنقتني / حطمتني جوعتني شردتني / دمرتني لأني صرختُ يوم / الهزيمة / الصمود .. الصمود / يا بلادي العزيمة .                                                        ( نقل بتصرف من https://twitter.com/Naguib_Sror ) .                                                    – قصيدة الحذاء / شعر فصحى :                                                                                                                   أنـا ابن الشـــقاء
ربيب ( الزريبــة و المصطبــة ) وفى قـريتى كلهم أشـــقياء وفى قـريتى (عمدة) كالاله يحيط بأعناقنــا كالقــدر بأرزاقنـــا بما تحتنــا من حقول حبــالي يـلدن الحيــاة وذاك المســاء
أتانـا الخفيـر و نـادى أبي بأمر الالـه ! .. ولبى أبي ( نقلت بتصرف من : موقع أنفاس ) .
- مقطع من قصيدة " الترجيديا الانسانية "  للشاعر: نجيب سرور. والتي كان مطلعها لافتا و جاذبا:                    كانوا قالوا: إن الحب يطيل العمر ..                                                                            حقا، حقا.. ان الحب يطيل العمر!                                                                                حين نحس كأن العالم باقة زهر،                                                                                                    حين نرق كبسمة فجر،                                                                                         حين نشف كما لو كنا من بلور،                                                                                            حين نقول كلاما مثل الشعر،                                                                                              حين يدف القلب كما عصفور،                                                                                    يوشك يهجر قفص الصدر،                                                                                         كى ينطلق يعانق كل الناس...
( نقلت القصيدة من / موقع " معكم  " من مقال بعنوان – نجيب سرور مأساة العقل  / د. أبو بكر يوسف ) .
المرأة في سيرة نجيب سرور :                                                                                          لعبت المرأة دورا مهما ومحوريا في حياة هذه الشاعر والكاتب الفذ ، حيث أنها غيرت حياته ، التي كانت أصلا غير مستقرة ، الى حياة ملؤها القهر و الأذلال والفقر والظلم ، (( ونهته بأيداعه في مستشفى الأمراض العقلية في العباسية 1969 ، فور عودته من سوريا ، حيث عمل هناك لبضعة شهور ، خرج من المصح ، بعد ذلك حدثت الكثير من التنقلات بين القاهرة والاسكندرية ... ثم عين أستاذا في المعهد العالي للفنون المسرحية ، وهى الوظيفة التى فقدها نجيب بعد عامين .. 1978 سفر زوجة نجيب سرور الروسية إلى روسيا بصحبة ولديها ، شهدى وفريد ، لالحاق شهدى بمدرسة ثانوية داخلية فى روسيا ، ووفاة نجيب فى منزل أخيه ثروت بمدينة دمنهور. وحصول أسرته على معاش له ! / نقل بتصرف من كتاب / حازم خيرى دون - كيخوته المصري " دراسة علمية وثائقية لحياة وفكر نجيب سرور " )) . مصادر أخرى تشير  (( الى انه توفى بتاريخ 24 أكتوبر 1978 في مستشفى للامراض العقلية التي  أودعته فيها المخابرات المصرية عن ستة وأربعين عاماً .. / الويكيبيديا ))..
لعب زواجه من الممثلة المصرية  " سميرة محسن " / المتوقع بعد عام 1964 ،  دورا مأساويا بحياة الشاعر والكاتب المرهف  ،  أضافة الى تأثير دور عمها المأساوي عليه  " منير محسن  " رئيس مكتب مكافحة الشيوعية بفرع القاهرة على قهر و أضطهاد نجيب سرور ! ( نقل بتصرف من موقع العاصفة ) .. و يشير الكاتب كمال العيادي - في موقع قربى العلم والثقافة و الادب في مقاله / فضائح من العيار الثقيل في الوسط الأدبي…ونصوص ممنوعة بتواطؤ عام  (( ما لا يعرفه تسعين بالمائة من الكتاب العرب ، فضلا عن القراء ، أنّ زوجته الفنانة " سميرة محسن "  إختفت نهائيا من الساحة بعد انتشار قصيدة كتبها نجيب سرور زوجها وتسربت من مصحته بعنوان / ك... أمّيات ، يبين بها كيف خانته مع الكاتب العالمي نجيب محفوظ في غرفة الكمياج ، وما لا يعرفه الأغلبيّة أنّ نجيب محفوظ زار نجيب سرور في مصحته ، واعترف له بعلاقته بزوجته ، معللا ذلك ، بأنه كان قد نصحه منذ البداية ان لا يتزوّج من شابة طموحة وعلاقاتها مشبوهة ، وأنه هوّ نفسه كان على علاقة بها أي نجيب محفوظ ، قبل أن تتزوج بالعبقري السيئ الحظّ الفنان المسرحيّ العربي الأهمّ والأخطر شأنا عبر كلّ العصور….الشاعر المبدع نجيب سرور )) ، وبخصوص قصيدة " الأميات "  ‏‏((( فهذه القصيدة الطويلة تقوم من البداية إلي النهاية علي تجريح الشاعر لنفسه ولمجتمعه ولبعض الأفراد المعروفين بأسمائهم ممن كان الشاعر نجيب سرور يشعر بالغضب عليهم‏ ،‏ ويعتبرهم سببا من أسباب أزمته ومحنته وانهيار صحته ،‏ بل وانتهاك عرضه كما يقول‏ ،‏ وقد انساق الشاعر الكبير الموهوب وراء إحساسه العميق بالمرارة ،‏ وانه مجروح في كل ما يحبه ويعتز به‏ ،‏ إلي استخدام كل ما لا يجوز ولا يصح من الألفاظ والصور البذيئة ، فجاءت القصيدة عارية تماما من أي ستار شفاف يواري ما فيها من بذاءة‏ ،‏ لم تترك لفظا من الألفاظ الجارحة والخارجة إلا واستخدمته دون تردد ،‏ وقد أخذت هذه القصيدة البذيئة تنتقل من يد إلي يد عن طريق نسخها أو عن طريق الكاسيت ،‏ حيث سجلها الشاعر بصوته المؤثر وأدائه المسرحي ،‏ فقد كان نجيب سرور إلي جانب موهبته العالية في الأدب والشعر مخرجا وممثلا مسرحيا‏ ... ‏والحقيقة أن هناك ضرورة للتحذير من هذا اللون من الأدب السري البذيء‏ ،‏ ولا أدري ما الذي دفع " جريدة الإندبندنت " البريطانية وهي جريدة محترمة وجادة إلي الاهتمام بقصيدة نجيب سرور والدعوة إلي نشرها علنا ،‏ والقصيدة لاتعدو أن تكون قاموسا للبذاءة وفيها تمزيق لنفس الشاعر بما يشبه ما يسميه علماء النفس باسم مرض تعذيب الذات أو الماسوشية كما يقول الاصطلاح العلمي الخاص بهذا المرض‏ / نقل بتصرف من مقال  لرجاء النقاش من موقع العاصفة )))  .‏ ويضيف الكاتب كمال العيادي (( ..هذا كلّ ما يعرفه الوسط البعيد والقريب عن هذا المبدع العبقري الذي إنتهى نهاية بشعة ، مجنونا ومحبطا يجري في الشوارع بجلباب ملطّخ " بالغائط ومبللا بالبول " وفي منتهى القذارة ، بعد أن خانه الجميع ونفروا منه ، حين كان يصيح بأعلى صوته في الشوارع ، بأنّه ضبط زوجته الفنانه "  سميرة محسن "  في وضع زِنا كامل مع صديقه الكاتب المصري العالمي نجيب محفوظ بغرفة المكياج الخاصة بها…فسحلوه وزجّوا به بعد ذلك وأودعوه في أقذر المصحات ، بأمر من المُخابرات المصريّة وأمن الدولة ، وشخصيات أدبيّة رفيعة المُستوى .. )) أما حول العلاقة المشحونة بين نجيب محفوظ و الكاتب  د. يوسف أدريس ، فيشير الكاتب كمال العيادي (( .. مات الكاتب العبقري د. يوسف أدريس وهو يترنّح بين حانة ستيلا ومطعم ريش ومقهى البُستان ، وهو ينوح ويخبط رأسه ، محاولا شرح سبب خصومته مع نجيب محفوظ ، وكان يصرخ فيهم ، بأن نجيب محفوظ كاتب درجة ثالثة ، وأنه نال جائزة نوبل بأمر من جهات عليا ، تبنتها جهات أوروبية مشبوهة ، وأن في مصر وفي العالم العربي عشرات أفضل من هذا الحكّاء الذي يغني بدون ربابة ، المُسمى نجيب محفوظ ))...                                       
- هكذا أرى أن المرأة هي السبب الرئيسي والمحوري لأن ينتقل هذا الفذ من أستاذ أكاديمي وكاتب وشاعر الى مجذوب يجول الشوارع و الأزقة صارخا بقهر و ألم وحزن ليس بعده من قهر حول خيانة زوجته / سميرة محسن له ، مع صديقه الكاتب نجيب محفوظ !
مثقف السلطة والمثقف المتمرد :                                                                                                                  كان نجيب سرور ، مثقفا خارج نطاق الدولة بحاكميتها وسلطتها وقوتها وأجهزتها ، فهو المتمرد عليها ، المنتقد لها علنا ، لذا وقف المحسوبين على الدولة ، من مثقفين وفنانين .. أضافة الى رجال الدولة المؤسساتية من مخابرات و أمن ومسؤولين حكوميين .. على الضد منه ، فنحن أمام فرد يجابه دولة ، لذا النهاية المأساوية كانت  منطقية ، هي أما الجنون او الأنتحار ، فكان الجنون ، أن نجيب سرور هو مثقف حر ، كغزال البراري ، يشرد حينا ، ويغفو حينا اخر ، كل حياته متمردة ، غريبة ، والذي فجر الأمر سلبيا على وضعه النفسي و السلوكي ، هو وضع زوجته الثانية الفنانة سميرة محسن / الخياني .. نجيب سرور لم يكن يوما من الأيام مسيرا أو محكوما أو موجها ، فهو كان مثقفا حرا ، لا يعترف بأي سلطة تحده أو تقنن كلماته ، أما  " مثقف السلطة " فهو طبقة أخرى من المثقفين ، ويقول الكاتب " صلاح بوسريف " في مقال له بعنوان / سُلطَة المُثقَّف ومُثقَّف السُّلطَة في / موقع القدس العربي (( .. أن مثقف السلطة ، هو مثقف يتنازل عن رأسماله الثقافي ، ورأسماله الاجتماعي ، أي عن كل سلطاته الرمزية ، وعن فكره ، ووعيه النقدي ، ليستبدل النقد بالتبرير ،  ولِيَصْهَر الرمز في المادَّة ، أو يقْهَر الرمزيَّ ، بهيمنة الماديّ عليه ، وامتصاصه ، أو شَلِّه ، حتى لا يكون له أي تأثير ، أو كما يقول " بورديو " ، دائماً ، فإحدى وسائل التخلُّص من الحقائق المزعجة ، هي القول إنها غير علمية ، أي أنَّها «سياسية» تُحَرِّكُها «المنفعة» و «العاطفة» . وهذا ، في  حد  ذاته ، إفراغ للرمزي من رمزيته ، وشحنه بالمادي الذي هو سلطة ، التي تعمل باستمرار على قهر سلطة المثقف ، وابْتِذَالِها ، وليس احتواء المثقفين ، ووضعهم رهْن الإشارة ، سوى طريقةٍ من الطُّرُق التي تعمل الدولة ، من خلالها ، على إفراغ الثقافة من «علميتِها».. )) .                                                 
  الرحيل المبكر :                                                                                                                          رحل القمر المصري / نجيب سرور هادما المعبد على كهنة السلطة ، وحيدا مقهورا بائسا شاردا ، الكل أبتعدوا ، الأهل / الى حد ما ، الأقرباء و الاصدقاء ، الزوجة المصرية / سميرة محسن ، باعته ، وهو قامة لا يمكن أن تباع أو تشترى ، الدولة بكل بأجهزتها حاربته ، فأستقال من الحياة طوعا ، فهرب الى حالة خيارية من اليأس الى الجنون ، رجل الكلمة الصادقة / نعم كانت كلمة بذيئة فاضحة جارحة ساخرة ، ولكنها كانت رد فعل لوضع مأساوي تراجيدي ، لا يتحمله أكبر الرجال ... وهو شاردا تائها في دروب مصر ، لم  يتعلم أن يكون أخرسا أو صامتا ، فكان يصرخ من الوجع و الألم الذي طغى على كينونته ، لم يكن نجيب سرور شاعرا  او أديب صالونات بل كان ، مثقفا كلمته بحرا من الثورة والوجع ، كلمة ، تشعر بتعب وعرق الفلاح المصري في ارضه ، وتحس بقلم المفكر الحر في صومعته ، وتشعر بالمقهورين و المضطهدين في الأرض ، كان فيضا من العطاء ، منتقدا لكل مظاهر السلطة التي نهشت من أنسانية الفرد المصري ، الحالم بلقمة خبز ، بعيدا عن أغلال أجهزة النظام السلطوية ، فأنعكس كل هذا وذاك لتكون بالنتيجة حالة من الجلد الدموي للذات ! التي لم تصمته ، لأن صدى أهاته وصرخاته لا زالت تتردد في طرقات وساحات مصر ..












454
    2.   أهل الجنة .. ومشكلة اللغة العربية !
تنويه : 

سأوجه بعض الرسائل - ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل  محددة  موجهة  مختصرة ، سأنشرها بين فينة  و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة  ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة  أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها  مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .

الموضوع :

    أستشهد الداعية الإسلامي / السعودي ، عائض القرني بحديث "موضوع" حول أن أهل الجنة يتكلمون اللغة العربية ، إلى جانب محاولات المقارنة بين اللغات من حيث عدد كلماتها ، وقال إن  :
- عدد  كلمات اللغة العربية 40 مليون كلمة .
- أما عدد كلمات اللغة الإنجليزية فهي 40  ألفا .
  ... / نقل بتصرف عن موقع  CNN   في يوم 10.03.2015   .

الرسالة :

  الوضع العربي ، بحاله المزري ، سياسيا وأقتصاديا وأمنيا وأجتماعيا .. ، لا يعوزه فقط كي يرتاح ألا هذه المعلومة ، " أن أهل الجنة يتكلمون العربية " ، الشيخ عائض القرني ، ترك كل مشاكل الأمة العربية ، وبلده بالأخص / السعودية ، التي تقطع رقاب العالم في الساحات العامة ، وتجلد أهل الرأي الحر / كرائف بدوي ، وتناول وأفتى بأن العربية هي الأسمى و الأفضل و الأميز و الأكمل لدى أهل الجنة ، وأنهم يتكلموها ..
1.  وقد أستند الشيخ عائض القرني على الحديث التالي :  فقد روى الطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنه قال :  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحبوا العرب لثلاث لأني عربي ، والقرآن عربي ، وكلام أهل الجنة عربي )  .. وهذا الحديث حكم عليه ابن الجوزي ب          " الوضع " ، وقال الذهبي : أظن الحديث " موضوعا " ، وقال الألباني في السلسة الضعيفة (رقم 160) : موضوع ، وأبو الفرج بن الجوزي ذكر هذا الحديث في الموضوعات ، وقال : قال الثعلبي : لا أصل له ، وقال ابن حبان : يحيى بن زيد يروي المقلوبات عن الأثبات ، فبطل الاحتجاج به ، والله أعلم . / نقل بتصرف من موقع الأسلام سؤال وجواب 83262:   هل اللغة العربية هي لغة أهل الجنة .
2.   لكي نحكم على صحة الحديث ومدى أعتماده ، من الضروري أن نعرف ما هو الحديث " الموضوع " ، ففي موقع  / الشيخ الدكتور محمد بن عبد الغفار الشريف ، حول الحديث الموضوع  ( قال الإمام النووي رحمه الله : ولا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مقرونا ببيان وضعه بخلاف غيره من الأحاديث الضعيفة التي يُحتمل صدقها في الباطن ، فإنه يجوز روايتها في الترغيب والترهيب . ويُعرف الوضع بإقرار واضعه ، أو ما يتنزل منزلة إقراره ، وقد يفهمون الوضع من قرينة حال الراوي أو المروي ، فقد وُضعت أحاديث يشهد بوضعها ركاكة ألفاظها ومعانيها ) .
3.  وفي موقع / مركز الفتوى ، يبين ، أن الحديث الموضوع ( هو الكلام المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كذباً ، كما سبق بيانه في الفتوى رقم : 27850  ، وللفائدة في هذا المعنى يرجى الاطلاع على الفتوى رقم : 68524 . والله أعلم ) .
4.  وفي / موقع شبكة سحاب السلفية ، يجيب العلامة الجابري ، حول " هل أهل الجنة يتكلمون اللغة العربية "
حيث قال ( حتى الساعة لا أعلم دليلًا على ذلك ، لكنهم يتكلمون ، والذي يظهر لي أنَّهم يفهمونَ كلامَ بعضهم  ، نعم ) .
5.   وفي هذا الصدد ، أنتقد الدكتور حمزة المزيني من قسم اللغة العربية وآدابها ، بجامعة الملك سعود بالسعودية ، استشهاد الداعية الإسلامي ، عائض القرني بحديث "موضوع" حول أن أهل الجنة يتكلمون اللغة العربية ، واصفا هذه المحاولات بـ "السخيفة" ، وتابع " وقوله إن كلمات العربية 40 مليون كلمة والإنجليزية 40 ألفا غير صحيح . إذ يبلغ عدد كلمات الإنجليزية 400 مليون كلمة في المائة السنة الماضية فقط !.. / نقل بتصرف من موقع يمن برس في يوم 10.03.2015 .

رسالتي الخاصة :
*   قبل أن أبدأ رسالتي الخاصة ، سائل يسأل هل يوجد من زار الجنة ! وسمع لغة قاطنيها ! ثم رد الى الأرض و أخبرنا بلغة أهل الجنة ! هذا أول تساؤل ! .
*   الحديث الذي أعتمد عليه عائض القرني / ( أحبوا العرب لثلاث لأني عربي ، والقرآن عربي ، وكلام أهل الجنة عربي ) ، هو حديثا موضوعا ، لا يعتد به .
*   وما اود قوله ، أنه لا زال الشيوخ و الدعاة / وخاصة السعوديون منهم يكفرون العالم كله ، لأن هذا الحديث الموضوع ، يعني العالم كله في جهنم ، والمعنى الواضح الذي يقصده القرني أن فقط المسلمين الذين يتكلمون العربية في الجنة ! وليس كل من يتكلم العربية ، لأن الباقي كفرة و أنجاس !
*   أما لو قرأنا الحديث التالي ، فسوف يجعلنا أن نتسأل أيضا .. ( فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي ، وفي بعض الروايات:  هي الجماعة ، رواه أبو داود والترمذي وأبن ماجه والحاكم ، وقال :  صحيح على شرط مسلم / نقل بتصرف من موقع مركز الفتوى رقم الفتوى: 76858 . ) ...
*   الفرق اليهودية و النصرانية / أي المسيحية ، ليس ما نحن بصدده في هذه الرسالة .
*  أما الاسئلة التي قد تذهبنا في دهاليز يصعب الأجابة عليها  ، هي أنه أذا أغفلنا موضوع التقسيم الذي أشار أليه الرسول ووضعناه جانبا .. ( سنفترق الى 73 فرقة ، وفرقة واحدة ناجية ... ) ! ولكن أجابة الرسول حول الفرقة الناجية بأنها " من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي " .. وسؤالي هل يوجد في عالم اليوم " مسلمين على نهج وهدى وطريقة الرسول وأصحابه " !  ولو سلمنا  بأن الجنة يتكلم ساكنيها اللغة العربية ، فهذا يعني بشكل أو بأخر أن الجنة للعرب المسلمين ! ولو قبلنا هذا المبدأ جدلا ! فأي من عرب اليوم المسلمين يشبهون الرسول وأصحابه ! وهذا سيقودنا  الى نتيجة مفادها .. الى أن الجنة خالية خاوية !










.

455
       1 .  تركيا و قطر .. الى أين !
تنويه : 

     سأوجه بعض الرسائل - ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل  محددة  موجهة  مختصرة ، سأنشرها بين فينة  و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة  ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة  أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها  مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .

الموضوع :

      قرأنا في الميديا  / الأعلام ، أن ( تركيا وقطر ) وقعتا أتفاقا مشتركا « الاتفاق يسمح بنشر قوات مسلحة تركية في قطر ، كما يسمح للدوحة الشيء نفسه على الأراضي التركية » ، مؤكّداً أن « مضمون ونطاق هذا الاتفاق قد ترك مفتوحاً ، وهو لا يخدم أي غرض آخر غير ما هو معلن ضمن بنوده ، لذا يجب عدم تفسيره وإعطائه أبعاداً تتنافى مع مضامينه ، كربطه بالتفاهم المبرم بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية ، حول تدريب وتجهيز المعارضة السورية ، أو بنشاطات القيادة العسكرية المركزية الأمريكية ، والتي مقرها قطر ، فضلاً عن أن مشروع القانون ، سيخضع للتصويت بكل شفافية أمام البرلمان التركي ، تبعاً للأصول والمراحل المتبعة فيما يخص الاتفاقات الدولية بين تركيا والبلدان الأجنبية » / نقل من موقع المصري اليوم ، وبنفس الصدد أشار موقع المنارة في  5.3.2015  بأنه قد  ( صادقت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي على اتفاق تعاون عسكري بين تركيا وقطر يسمح بنشر قوات مشتركة في كلا البلدين " إذا اقتضت الحاجة "  ) .

الرسالة :

الأتفاق التركي القطري ، غير متوازن ، لأن البلدين أصلا لا تجمعهما أي مشتركات ، سوى التوجه الأسلامي المتزمت ، ونهج جماعة الأخوان المسلمين و بعض المخططات و الأدوار المشبوهة الأقليمية والدولية !، أما أشارات التخلخل بين البلدين / سوف أحددها تحت مظلة السكان والجيش والرقعة الجغرافية ، وهذا يتوضح        من الأتي :                                                                                                                                     1.   أولا عدد السكان ، حيث ( أعلنت مؤسسة الإحصاء التركية ، نتائج التعداد العام لسكان تركيا - القائم على نظام العنوان - لسنة  2013 حيث بلغ 76 مليون و667 ألف و864 نسمة .. ) / نقل بتصرف من موقع yenisafak ، بينما عدد نفوس قطر بلغ حسب أحصاء 2012 / 1.95 مليون نسمة ، يشكل به القطريون نسبة 12 % ، أي أن عدد نفوس قطر حوالي  234 ألف نسمة / نقل بتصرف  حسب  موقع  human rights watch .                                                                                            2.   تشير بوابة الأمن والدفاع العربي في 5.3.2013 أنه قد (  أعلنت رئاسة هيئة الأركان التركية في آخر إحصائية أجرتها أن تعداد القوات المسلحة التركية ، قد بلغ 678 ألف ، و617 عسكري .. ) ، بينما تشير بعض المصادر أن تعداد الجيش القطري 11 ألف نسمة ، ومصادر اخرى تبين رقما أخر وهو 12400 نسمة ، وحسب التسلسل العالمي بالنسبة لجيوش العالم ، تحتل تركيا المرتبة 9 ، اما قطر فتأتي بالمرتبة 112/ نقل بتصرف من موقع الويكيبيديا الحرة .                                                                                                                         3.   تبلغ مساحة تركيا  783,562.38 كم مربع / نقل من الموقع التالي : ww.invest.gov.tr/aSA/turkey/factsandfigures   ... بينما تبلغ مساحة قطر  11572 كيلو متراً مربعاً  / نقل من موقع  وزارة التخطيط التنموي و الأحصاء .
مما سبق أود أن أرسل الرسائل التالية :
•   أولا أن الأتفاق التركي القطري ، هو شق و تمزيق للصف الخليجي ألا أذا كان بتوافق خليجي !
•   أذا كان هناك أي توافق خليجي فهذا يعني ، أنه جاء نتيجة التوسع الأيراني خليجيا / في البحرين و اليمن أضافة الى الدور المركزي لأيران في العراق ، أذن هو خطوة مضادة للخطوات الأيرانية / التي لديها شبه قوة عسكرية تحارب في العراق ضد داعش ، أضافة لدور واضح في اليمن بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة في اليمن ، مع الدور المساند للمعارضة الشيعية في البحرين .
•   سياسيا وعسكريا ، الأتفاق يشكل ضربة لمصر ، التي علاقاتها التركية سيئة جدا ، أما علاقاتها  القطرية فلم يطرأ عليها أي تحسن  ! 
•   من الواضح أن الخطوة التركية القطرية جاءت كرد فعل لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتشكيل قوة دولية لمكافحة الأرهاب ، وهذا ما أكده السفير عزمى خليفة ، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق ، حيث بين ( إن القوة التي دعا إليها السيسي تأتي في إطار مكافحة الإرهاب ، وتساءل : " في أي إطار تدور القوة التركية القطرية " فهي لن تكون في محاربة الإرهاب لأنهما يدعمان الإرهاب ، وستكون شكلية وليست موضوعية  ، وطالب خليفة سماع رأي مجلس التعاون الخليجي لأن هذا الاتفاق يتعارض مع أحكام مجلس التعاون الخليجي ، ويشق الصف العربي الخليجي ../ نقل بتصرف من موقع البوابة )  .
•   ماذا سيقدم الجيش القطري الذي تعداده 12.400 الف نسمة ، لتاسع جيش بالعالم الذي تعداده حوالي 680.000 ألف نسمة ، من ناحية العدة والعدد والتجهيز والخبرة / الذي هو الجيش التركي ، كما أن المساحة الجغرافية القطرية الصغيرة ، بريا وبحريا وجويا ، هل ستسمح بأي مناورات عسكرية ، مقابل المساحة الجغرافية التركية الهائلة ، أضافة أن عدد نفوس قطر ، فهي تعادل عدد نفوس أي مدينة صغيرة في تركيا .. فأي مصلحة ديمغرافية في هذا الأتفاق العسكري ، وذلك لأختلاف خصائص السكان المتمثلة في الحجم والتوزيع والكثافة والتركيب والأعراق أضافة لأختلاف مكونات النمو  ( الإنجاب والوفيات والهجرة ) ، هذا هو عدم التوازن في الأتفاق بحد ذاته !
•   تركيا أكدت أن محاربة الارهاب ليس قضية ملحة بالنسبة لها ، وهذا ما أكده أيضا (  رئيس الاستخبارات  الأميركية جيمس كلابر ، حيث قال أن محاربة تنظيم داعش المتطرف ليست أولوية بالنسبة إلى تركيا ، وأن هذا الأمر يسهل عبور مقاتلين أجانب من الأراضي التركية إلى سوريا.. ) / نقل من موقع العربية في 27.02.2015 ... أذن ما جدوى هكذا أتفاق ! لأن كل الدلائل تشير الى أن تركيا هي الممر الأمن للأرهاب الى سوريا!. 
•   أرى أن الهدف والغاية من الاتفاقية هو نشر القوات العسكرية التركية في قطر وليس العكس!     
                                                                                                                     
ختام الرسالة /  قطر وتركيا الأدوار تتشابه و المصالح تتبادل ، ففي كل حقبة تظهر أدوارا غير متوقعة لبعض الدول التي كان وجودها لا يشكل أي ثقل لا خليجي ولا عربي ولا دولي ، أما تركيا ، فلا زالت تحلم بدورها الماضوي الأمبراطوري - العثماني ، الذي يحاول الرئيس / السلطان ، رجب طيب أردوغان محاولة تشكيله وأعادته للوجود مرة ثانية ، ولكن هذا الأمر يعتبر غير مقبولا من قبل الكثير من الأطراف الدولية !






456
أدب / من يوميات ... الفتاة X
« في: 18:34 03/03/2015  »
           


  من يوميات ... الفتاة  X

يوسف تيلجي


فتاة ليل بنفسجية أنت !!!
تنامين  بائسة
مع كل الرجال ...

قلبك كتاب تناثرت أوراقه
وتحولت نبضاته
صدا  للذهب و الأموال ...

شوقك تافه
مهما تعاطفت
فأنت زهرة سقطت 
في روض من الرمال ...

لا تظني لياليك الحمراء
تزيدك جمالا
كي يكثر
عليك الاقبال ...

بئسا لليال
تباع و تشترى بها
الاجساد و الأحوال ...

           ------------------

كيف بديت يا أمرأة
عند كل صباح
بعد أنتهاك 
ذاك الجسد المباح ...

أتعبت من
السهر و الرقص
على صدى
الأفواه و الأقداح ...

أم لا زلت
تحاولين نسيان
الذي مضى
و تضميد الجراح ...

و كيف تنسين ليال
ساد بها
المرح و المرج والصياح ...

     ----------------------

في الغرفة الهوجاء
وحيدة بقيت
نائمة
بين الأرض و السماء ...

و أثار الليل الأليم
على السجاد و الشراشف
وطال حتى الستائر الحمراء ...

الشعر مهمل
كغريب
 ظل طريق عودته
من الصحراء ...

و الشفاه مطحونة
كفستق
تبعثر و تاه
بليلة غبراء ...

و العيون ذابلة
فقدت بريقها
كينبوع
ضم ترابا بدل الماء ...
  ----------------------------------

هكذا على السرير
وجدتك
فتاة منهكة شبه خرساء ...
مبعثرة على السرير
مجرد بقية جسد
وكومة أشلاء ...
                     
                   ---------------------------------------------------           

سماؤك واسعة
لكنها كئيبة
تعيسة بلا قمر ...

و عيناك ترى الزوار
ولكنها
بلا بصر ...     
                           
جسدك كعروس
ترقص  منتحرة
من الليل
حتى ساعات الفجر ...

و ليلك رهيب
صدى أنينه
يسقط النجوم
كسقوط الحجر ...

لست من الدنيا
بل أنت
مخلوق أنجبه
أتعس قدر ...

كلما تلهين
في بحر الضياع
تقتربين أكثر
من منطقة الخطر ...

في كل ليلة
لك وجه مقنع
تنامين به مع
رجالات هذا الدهر ...
                                         












 
 

 

457
سلوك داعش .. في ميزان التحليل النفسي
                                      مع أشارة الى حرق الطيار معاذ الكساسبة
 أستهلال
    النفس البشرية ، معقدة لا يمكن معرفة دواخلها الدفينة أو مخرجاتها الغريبة ، ألا من خلال تغير الأحداث وتأثير ذلك على سلوك الأنسان ، لأن الأحداث تغير من سلوكية النفس البشرية وتجعلها طيبة ودودة أوعنيفة دموية حسب فعل الحدث ومدى أنعكاسه على السلوك ، وأيضا حسب مدة معايشة الحدث وتفاعله مع السلوك الأنساني ، وفرويد ( سيغموند فرويد6 مايو، 1856 - 23 سبتمبر، 1939  واسمه الحقيقي سيغيسموند شلومو فرويد  هو طبيب نمساوي من اصل يهودي، اختص بدراسة الطب العصبي  ، مفكر حر و يعتبر مؤسس علم التحليل النفسي. ) يطرح ثلاثة مصطلحات لتقسيم النفس البشرية ، وهي : (الأنا و الأنا العليا والهو ) ويرى ان هذه المصطلحات تقدم وصفا ممتازا للعلاقات التفاعلية بين الوعي و اللاوعي / " فالأنا " ( واعية ) تتعامل مع الواقع الخارجي ، و " الأنا العليا " ( واعية جزئيا ) وهي تقوم بدور المحاكمة الأخلاقية الداخلية في حين تمثل " الهو " اللاوعي كونها مخزن الرغبات و الغرائز اللاواعية و الدوافع المكبوتة !! ومن هذه التركيبة الثلاثية فسر فرويد نظريته بخصوص كيفية تنظيم نشاط العقل البشري وفهم سلوك الإنسان . هذا تحليل سلوك الأنسان حسب مدرسة التحليل النفسي لفرويد هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أرى أن " السلطة المطلقة تخرج أسوأ ما في النفس البشرية " ( أشارة الى تجربة السجن / جامعة ستانفورد ، الدكتورفيليب زيمباردو /  * يرجى الاطلاع على  مختصر التجربة في الهامش أدناه ) هذا من جهة أخرى ، في هذا المقال رغبت ان ربط المفاهيم السابقة ( مفاهيم فرويد وتجربة جامعة ستانفورد ) على سلوك داعش و الخليفة أبو بكر البغدادي .. مع أشارة لحرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة .
النص
 أردت من خلال الأستهلال هذا أن أبين أن سلوك النفس البشرية ، والمسند من خلال تحليل فرويد للنفس البشرية التي تصب بالعقل البشري ، والذي أذا ربط بالسلطة المطلقة ، سيخرج فعلا مثيرا ، تمام أن سير التجربة / المشار أليها ، قد يظنها البعض لا ترتبط بالموضوع الذي نحن بصدده ، ولكن الواقع العملي و النفسي للحدث يؤيد سياق الموضوع ، وأردت بهذا الموضوع أن أطبق المرتكزين السابقين ( تحليل فرويد و التجربة ) على سلوك داعش في القتل العنيف المتوحش و التمثيل بالجثث من صلب وسحل وتقطيع و أخيرها " الحرق "..!!
أن سلوك داعش وخليفته أبو بكر البغدادي ليست سوية ، أن الذي يجري يدلل على أن الشخصية القيادية لها / البغدادي ، تعاني من خلل نفسي ، بذات الوقت أثرت هذه الحالة على نفسية وسلوك التنظيم ككل ، وأردت أن أبين في الأتي بعض المؤشرات بهذا الخصوص :
1. أن مرحلة السجن التي مر بها أبو بكر البغدادي ( تقول أحدى المصادر أنه سجن في / معتقل " بوكا " الأميركي في العراق ، للفترة من 2004 الى 2006 وكان شرسا في السجن وله حس قيادي ، وقال لسجانيه الأميركان .. أراكم في نيويورك - نقل بتصرف من موقع BABNET TUNISIE    في 30.06.2014  ) من المؤكد أن فترة سجن البغدادي أثرت على سلوكه المستقبلي ، وأن معانات الكبت التي تعرض لها في السجن كانت من الأسباب الرئيسية لكي يتملك هذا السلوك المنحرف في العنف ، و " الهو " ( حسب تحليل فرويد ) لدى البغدادي ، الذي يمثل اللاوعي كونها مخزن الرغبات و الغرائز اللاواعية والدوافع المكبوتة ، التي حصلت لديه خلال وجوده في السجن ، كلها الأن يتم التنفيس عنها متمثلة بالعنف المضاعف في سلوكه من خلال  " الأنا " ال( واعية ) التي تتعامل مع الواقع الخارجي من خلال العنف المتزايد والوحشية في القتل .
2. أن داعش و الخليفة البغدادي ، لهم سلطة مطلقة كاملة تامة على أي مدينة أو منطقة يخضعونها لهم ... ، لهذا يمارسون كل أنواع العنف الذي لا يتصوره أي بشر ، من القتل بأنوعه ( سحل ، صلب ، قطع رؤوس ، رجم .. ) حتى  النساء والشيوخ و الأحداث لم يسلموا من الأذى ، أضافة الى سبي النساء ، وبيع السبايا فيما بين أعضاء التنظيم  ، وذلك لأن السلطة المطلقة تخرج أسوأ ما في النفس البشرية من شر وحقد وعنف تجاه الأخرين ، ولا يوجد أي محددات لسلوكهم ، وفي هذا أشارة لتجربة السجن / جامعة ستانفورد ، للدكتورفيليب زيمباردو .
3. لا توجد لداعش قواعد سوى قواعدها التي تؤمن بها  / أشارة للتجربة ، وليس لها قوانين سوى قوانين سنت منذ اكثر من 14 قرنا ، كما لها أضافة لكل هذا وذاك ، مبدأ قتل المخالف لفكرها وعقليتها ، فالسجون و الأسر ليس من فكرها ، فهي تلجأ الى التصفية الجسدية من دون أي رادع أو تردد .
4. داعش تنفذ الأوامر مصحوبة بصرامة ودرجة عالية من العنف ، ويعرف العنف بأنه ،" سلوك ذو اساس انفعالي يستند الى القوة والإكراه والترهيب لتحقيق غاية ما "( منقول من مقال بعنوان / العنف سلوك اضطرابي دواعيه واثاره النفسية - للدكتور جمال الشمري ) كما أن تنفيذ العنف ، لدى داعش ، ليس به أي مساءلة في حالة أنحراف الجماعة المنفذة عن الهدف سلوكيا ، أشارة لتجربة جامعة ستانفورد .
5. لا يوجد حساب للتردد في تنفيذ أي فعل  لدى داعش ، وذلك لسيطرة الوازع الديني على فكر الجماعة ، بدل العقلانية المعتادة في أي عمل ، وبالرغم من وجود خطط تكتيكية و خطط ستراتيجية ، تدلل على العقلانية لدى التنظيم ( من البديهي أن هذه الخطط تنفذ من قبل متحالفين / مهنيين مع التنظيم .. )  ، في هذه النقطة أود أن أستشهد بقول " فرويد " حول العقلانية بعيدا عن الخلفيات الدينية الأخرى التي تؤمن بها داعش ، حيث يقول  (  ليس ثمة سلطة تعلو على سلطة العقل ، ولا حجة تسمو على حجته  ) ولكن هنا الشخصية العقلية مغيبة لدى داعش ، لتسلط شخصية الدين الفكرية على السلوك العام للجماعة .
6. كل الأعمال التي تقوم بها داعش وخليفتها البغدادي ) مثلا ، مذبحة معسكر سبايكر 1700 ضحية / حسب موقع المسلة ، الخبر منشور في يوم 7.11.2014 و القتل الجماعي لعشيرة ألبو نمر في الرمادي 500 ضحية حسب موقع BBC ، الخبر منشور في يوم 3.11.2014 ) ، بعيدة كل البعد عن المنحى الأخلاقي وذلك لأن " الأنا العليا " ( الواعية جزئيا )  التي تقوم بدور المحاكمة الأخلاقية الداخلية للفعل مغيب عن سلوكهم العام .
 الطيار الأردني معاذ الكساسبة / ضحية فتاوى الأرهاب :
 لا تزال فتاوى شيخ الإسلام " ابن تيمية " بعد قرون على وفاته (( وهو يعد من أبرز المراجع الفكرية للحركات الجهادية ، والذي من جراء أعتماد فتاويه سقط الألاف من الضحايا خاصة من المسلمين  )) .. والذي قدم تنظيم داعش ، رأي ابن تيمية ، كسند الشرعي لعملية إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة / الذي حرق ضحية نصوص فقهية سوداء ، غير أن بعض الفقهاء اتهموا التنظيم بتحريف الفتوى وإخراجها من سياقها ، مشيرين إلى أنها تتعلق بجثث من وصفوهم  بـ " الكفار " ، وليس بالأحياء ... "  وقد برر تنظيم داعش إحراق الكساسبة أستنادا لفتوى / ابن تيمية ، وذلك من خلال رسالة ظهرت على اسفل الشاشة  ، أثناء حرق الطيار الأردني ، جاء فيها :    " فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع "، ما دفع مراقبين مثل جمال الخاشقجي الصحفي السعودي ( الذي تعتمد بلاده الفكر الوهابي الذي يستند الى فتاوى ابن تيمية ) ، إلى الإشارة لـ "اجتزاء" الفتوى " / نقل بتصرف من موقع الوفاق  .. أما خليفة داعش ، أبو بكر البغدادي – حاصل على دكتوراة في الدراسات الأسلامية ( منقول من الجزية نيت ) فهو أعتمد الفتوى وهو العارف " بالفقه الدموي " ل بن تيمية  ، وذلك لكي يدخل التأريخ من خلالها كأرهابي متفرد بطرقه في تصفية من يقعوا بأسره ، والعجيب الغريب بالأمر ، خروج بعض شيوخ الفتنة / السعوديون وغيرهم من الوهابيين ، يستنكرون الواقعة ، بينما هم يجلوه ويعظموه / فتاوى بن تيمية ،  في مناسبات أخرى .. فمثلا في موقع الحياة بتأريخ 10.02.2015 يبن الدكتور أحمد الحاج يونس ، أستاذ الفلسفة الإنسانية في كلية برلين للعلوم الإنسانية الألمانية ، الذي رأى " أن فتوى ابن تيمية تعبر عن فترة زمانية محددة لم تعد تصلح لعصرنا الحالي ، وإن داعش تستغل تلك الفتاوى لتبرير إجرامها الوحشي ، بالاعتماد على مصدر فقهي ذي احترام لدى جمهور عريض من المسلمين " .. وأرى هنا أن الدكتور يونس ، لا ينكر سند الحرق بالفتوى ، ولكنه أشار الى اختلاف حقبة الظروف الزمكانية للفتوى التي أتحذت  به ، عن الوقت الحالي ! " وقد كثرت الأقاويل والآراء حول ذلك الرجل الملقب بـ« شيخ الإسلام » المولود عام 661 هجرية ، كما كثر عدد من خالفوه من علماء عصره ، كان أبرزهم « ابن حجر الهيتمى » ، و« تقى الدين السبكى » ، و« تاج الدين السبكى »، و« ابن جماعة » ، وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية ، وأنتقدوا عليه أموراً يعتقدون أنه قد خرج بها عن إجماع علماء عصره " (( منقول بتصرف من موقع الوطن بتأريخ 5.2.2015 .. )) ، وقولي أما أن الأوان أيها الشيوخ والعلماء والفقهاء والدعاة .. ، أن تبعدوا الأمة عن الأفكار والفتاوى الظلامية ، المنقولة عن " بن تيمية " ، الذي كفر حتى المسلمين !

خاتمة
 * أن العنف الذي يسلكه داعش والخليفة البغدادي أصبحا واقع حال ، وأصبح من المستحيل حدوث أي نوع من التهذيب فيه ، الغريب في الأمر أنه حتى " أسامة بن لادن " كان قد أستغربه ، وتشير أحدى الوثائق التي عثر عليها بعد مقتله الى الأتي :   ( ... وحسب ما ساقتهُ صحيفة "الدايلي مايل" البريطانيَّة فإنَّ رسالة بن لادن ، الواردة في 21 صفحةً ، والتي جرى العثور عليها في بيته بباكستان ، حيثُ أعلن عن مقتله شهر مايو من العام 2011 على يدِ قواتٍ أمريكيَّة خاصة ، كانت قد حثت القاعدة على قطعِ كلِّ صلةٍ لها بالتنظيم بسبب ما اعتبرهُ بن لادن " ازدراءً من مقاتليها واستخفافًا بأرواح المدنيين في تحركهَم على الأرض " – نقل بتصرف من الموقع الألكتروني هيسبريس ) ، أذن نحن أمام مرحلة عنف سلوكي للمنظمات الجهادية تشكل تغييرا عن المنبع الأصلي للتنظيم .
* الذي يهمني في كل الموضوع هو خطورة نقل جرعات القتل و العنف و الوحشية الى الأحداث و الأطفال ، وهذا ما نشرته الصحيفة الألكترونية السعودية " المدينة " في عددها في يوم 4.11.2014 حيث تقول      ( تقوم داعش حاليًا بتنشئة أطفال وإعدادهم كمقاتلين مستقبليين لها ، وبذا فربما يكون العرب مواجهين بحربهم لسنوات وسنوات ، ويقف هؤلاء " الأطفال " في الصفوف الأمامية في عمليات قطع الرؤوس والإعدامات ) ، فأذا كان الجيل الحالي سلوكه العنف الوحشي ، فالأجيال القادمة ، بمعايشة هذا الجيل من القتلة و الذباحين ، سينطبع سلوكها المستقبلي برائحة الدم !! كما أن العقل الباطن للأجيال القادمة سينطبع به كل أعمال العنف الحالية التي تعيشها في هذه المرحلة العمرية ، والتي ستفرغه في مرحلة الوعي المستقبلي بأفعال عنف وحشي قد يكون أكثر جرعة مما أنطبع لديها ، فنكون قد خسرنا الجيل الحالي و الجيل المستقبلي معا ، وهذه هي الطامة الكبرى .
* سلوك داعش و الخليفة أبو بكر البغدادي ، أمثلها " بطريقة لعبة " لا مبادئ لها ، ولا مساءلة تحكمها ، ولا رادع يحددها ، لأن " السلطة المطلقة " لا تحتاج لقواعد !!

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
( * ) في تجربة شهيرة أثارت جدلا واسعا ، قام عالم النفس الأمريكي الكبير " فيليب زيمباردو " بتجربة سميت بسجن جامعة ستانفورد ، والتي مولتها البحرية الأمريكية .
في التجربة أدى دور الحراس والسجناء متطوعون ، وذلك في بناء يحاكي السجن تماماً . إلا أن التجربة سرعان ما تجاوزت حدود السيطرة وتم إيقافها باكراً . تم الإعلان عن التجربة في الجرائد للحصول على مشاركين للمشاركة في ( محاكاة لسجن ) مدتها أسبوعين . استجاب للإعلان 70 شخصا ، اختار زيمباردو منهم 24 كانوا الأكثر ملائمة من حيث الاستقرار النفسي والصحة البدنية . غالبيتهم كانوا من البيض ، الذكور ، ومن الطبقة الوسطى ، وهم جميعاً طلاب في المرحلة الجامعية . قام الباحث بتقسيم مجموعة الطلبة لمجموعتين ، مجموعة لعبت دور مساجين والأخرى سجانين ، في بدروم / سرداب ، جامعة ستانفورد الذي تم تقسيمه ليبدو كسجن ! قام الرجل بإحكام الحبكة لدرجة أخذ الطلبة "المساجين" من بيوتهم مقيدين بالأصفاد على يد الطلاب الذين لعبوا دور السجانين ، وقد ارتدوا زي ضباط شرطة . والقاعدة الوحيدة التي اعتُمدت في اللعبة هي : " لا قواعد.. " وعلى السجانين اتخاذ كل التدابير اللازمة كما يحلو لهم ، دون أي مساءلة من أي نوع . وكانت النتيجة كارثية ، وقد أثارت التجربة جدلا أخلاقيا واسعا في الأوساط العلمية .. راقب الرجل في قلق التحول المرعب الذي حدث للسجانين الذين يشعرون أن لا أحد يسائلهم مهما فعلوا.. فقد فوجئ وهو يراقبهم عبر شاشات المراقبة كيف أصبحوا يتعاملون بخشونة وعنف لدرجة تعذيب زملائهم ، " رغم أنهم عرفوا بهدوئهم وتفوقهم الدراسي الذي جعلهم يلتحقون بهذه الجامعة العريقة  "  ، أوقف الرجل التجربة فورا .. وقد استنتج شيئا أصبح مثبتا في كل مراجع علم النفس الاجتماعي الآن وهو أن : " السلطة المطلقة تخرج أسوأ ما في النفس البشرية ". ( نقلت بتصرف من " موقع العصر " الألكتروني و " موقع المدونة " الألكتروني ) .

458
                           الأخوان المسلمين ... صعود مثير و سقوط مدوي
أستهلال :
     الغاية المنشودة للأخوان المسلمين كفكر ونهج وحياة ، ومن جانب المنظور الأعلامي الذي تروج له الجماعة ، أنها حركة أسلامية دعوية ، ولكن الوجه الخفي للأخوان المسلمين هو السعي الدؤوب الى السلطة ، بكل سبيل وقد ورّطهم هذا ، من حيث يشعرون ، أو من حيث لا يشعرون ، في إتجاه  أو نهج ( الغاية تبرّر الوسيلة ) !! فهم لا يتحرّجون من استلام الممتلكات العامة المسروقة من الجيش المصري / الاسلحة مثلا ، لأنها قد  تستستخدم في سبيل غاية كبرى !! ولذلك ، وبنفس الحجة ، فإن الأخوان المسلمين قد لا يجدون حرجا في إغتيال أي شخصية تشّكل عقبة كبيرة في سبيل إنتصار دعوتهم التي يرون أنها هي الإسلام !! وبهذا المنظور تسقط ، لدى الأخوان المسلمين ، إعتبارات الإلتزام الأخلاقي ، بالوسائل التي يعتقدونها مناسبة ، في سبيل تنفيذ مخططهم للوصول للسلطة  ( نقل بتصرف مع أضافات من كتاب هؤلاء هم الاخوان المسلمون ، المنشور في موقع الفكرة الجمهورية ) ، من جانب أخر هذه الحركة الدعوية المتيمة بحب السلطة ، ترتبط بما تحتاجه المتغيرات السياسية وبمجريات الأحداث من علاجات أو ممارسات ، خاصة في مصر ، لذا أرتبطت بمفهوم السلاح فكان شعارهم ( السيفين المتقاطعين و القرآن ) ، وأصبحت طقوس الانتماء للجماعة ( القسم على المسدس و القرآن ... ) مرتبطة بالولاء لأفكار الجماعة الذي يشكل العنف فيه حيزا كبيرا ، أنها جماعة بعيدة عن مبدأ ثابت قويم ، تنتهج كل طريق في سبيل تحقيق هدفها ، لا تهمها الوطنية بقدر ما يهمها نهجها وفكرها ، تسرق أهداف الأخرين / كما سرقت ثورة 25 يناير2011 ، ثم سقطت ، تغير المبادئ والأهداف والوسائل والنهج الخاص بها وفق الحدث المرتبط بالزمان و المكان والظرف ، هذا هو فكر الجماعة المثير للجدل دوما ..
النص :
     سائل يسأل لماذا هذا الموضوع الأن ، والجواب البديهي والسريع ، هو ما يحدث الأن في مصر !! و المرتبط بماقاله المهندس خيرت الشاطر «الجماعة أو حرق مصر» ( ولد" الشاطر " في 4 مايو 1950م في قرية كفرالترعة القديم التابع لمركز شربين بمحافظة الدقهلية ،  حصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة الإسكندرية ، بدأ نشاطه العام الطلابي والسياسي في نهاية تعليمه الثانوي عام 1966م ، وانخرط في العمل الإسلامي العام منذ عام1967م ، وشارك في تأسيس العمل الإسلامي العام في جامعة الإسكندرية منذ مطلع السبعينيات ، رجل أعمال من الطراز الأول ، حيث  أنه ورث النشاط الاقتصادي عن والده و أجداده ، امتلك عددا من الاراضي الزراعية وكان من أكبر التجار المشهورين في محافظة الدقهلية ، قام بتأسيس عدة مشروعات اقتصادية مثل التجارة الحرة والمقاولات والاستشارات الهندسية وكان ذلك منذ بين عامي 1974و1981بعدها سافر خيرت الشاطر خارج مصر ، وكانت الفترة 1981 الى 1987 هي فترة تواجده في اوروبا والمنطقة العربية ، وكان سفره في البداية لغرض الدراسات العليا الا ان العمل التجاري استهواه مرة اخري فمارس العديد من الانشطة التجارية في منطقة الخليج واوروبا – نقل بتصرف من موقع ويكيبيديا الاخوان المسلمون 22. نوفيمبر .2014 ) ، هذه العبارة التى أطلقها خيرت الشاطر مهندس الإرهاب فى جماعة الإخوان قبل ساعات من عزل مرسى فى 30 يونيو 2013 ، أصبحت الأن حقيقة مطلقة للوضع الحالي لمصر ( نقل بتصرف من مقال عبد الفتاح عبد المنعم ، المنشور في موقع اليوم السابع / الأحد 4 مايو 2014 ) ، أذن الأخوان المسلمون يعترفون وكما يقال باللهجة المصرية " بالفم المليان " بالحريق الذي يحدث في  مصر !! وما  يجري الأن في كل المحافظات المصرية من خراب و تفجيرات وحرق و تدمير وأغتيالات .. يعتبر ترجمة حرفية لمقولة مهندس العنف خيرت الشاطر .
جماعة الأخوان المسلمين / تعريف :
    الإخوان المسلمون ، هي إحدى الحركات الإسلامية المعاصرة التي نادت بالرجوع إلى الإسلام ، وإلى تطبيق الشريعة الإسلامية في واقع الحـــياة ، وقد وقفت متصدية لسياسة فصل الدين عن الدولة ومنابذة موجــة المد العلماني في المنطقة العربية والعالم الإسلامي ، والإخوان المسلمين دعوة سلفية ، وطريقة سنّية ، وحقيقة صوفية ، وهيئة سياسية ، وجماعة رياضية ، ورابطة علمية وثقافية ، وشركة اقتصادية ، وفكرة اجتماعية
 ( نقل بتصرف مع أضافات من موقع - صيد الفوائد ) ، وهي تعتبر من أكبر الجماعات الأسلامية الأصلاحية التي سرعان ما أن أنتشرت / الجماعة ، في أغلب الدول العربية و العالم ، فهي متوزعة في أكثر من 72 دولة ( نقل بتصرف من موقع / الموسوعة التاريخية للأخوان المسلمين ) ، وتعتبر الجماعة أم الحركات الاسلامية  عربيا وفي العالم أجمع ، وأكبر الحركات والمجموعات السياسية المعارضة للحكومات المتعاقبة في مصر ( نقل بتصرف من موقع الجزيرة نت 18.01.2014 )  وتؤمن الجماعة ، بأن الأسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية ودين ودولة وروحانية ومصحف ، وتهدف الجماعة الى إعادة الحكم الإسلامي كما كان زمن الخلفاء الراشدين .
المؤوسس / الأمام حسن البنا  (17 أكتوبر 1906 [- 12 فبراير 1949م  )  :
     وأسمه الكامل ، حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي ( ولد في أحدى قرى البحيرة بمصر / وأغتيل في القاهرة قرب مبنى الشبان المسلمين في 12 فبراير 1949 ، تخرج من دار العلوم عام 1927 ، عُيِّن مدرساً في إحدى مدارس الإسماعيلية الابتدائية ، وهناك بدأ نشاطه الدعوي بين الناس ، وخاصة في المقاهي وبين عمال قناة السويس حتى إذا كان شهر ذو القعدة 1347هـ/ أبريل 1928هـ تم تأسيس النواة الأولى من الإخوان / نقل بتصرف من موقع - صيد الفوائد ) ، مصادر أخرى تشير الى أن تأسيس الجماعة كان في الأسماعيلية / في مارس وليس أبريل من عام 1928 ، أي بعد أربعة أعوام من سقوط الخلافة العثمانية  ، ويعتبر البنا المؤوسس والمرشد الأول للجماعة بنفس الوقت ، ولم يثر أي شخص جدلا حوله مثلما اثار حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ، ولم تثر أي جماعة أو حركة أو حزب في مصر والعالم العربي بل والعالم الخارجي جدلا مثل الذي أثارته جماعة الإخوان على مدى أكثر من 80 عاما ومازالت تثيره ، فالكل شكك بالأصل العائلي للمؤوسس / البنا ، فالاديب المصري محمود عباس العقاد تحداه أن يثبت شجرة عائلته ، فيفشل البنا ويتهمه العقاد بأنه يعمل لصالح اليهود ، كما أن لقب " البنا " لم يكن أسم والده أو أحد أجداده ... فهل جاء اللقب تأثرا بالماسونية !! ، وتقول مصادر أخرى بأنه ينحدر/ البنا ، من عائلة مغربية يهودية هاجرت إلى مصر ثم اشهرت إسلامها ، ورغم ما تقوم به الجماعة ، خاصة في فترة وصولها الى سدة الحكم في مصر ، بالترويج لنفسها ولأفكارها وتجميل صورتها عبر وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية التي صارت في حوزتها ، الا أن المتتبع لتاريخ البنا وتاريخ الجماعة فلا يمكن فصل أحدهما عن الآخر ، البنا وجماعته تاريخ أسود مسكوت عنه وقد يكون هذا التاريخ الأسود معروفا لدى البعض غير أن كثيرين يجهلونه ويحاول الإخوان طمسه ومهاجمة كل من يفتح حقيقة فصوله .. ( نقل بتصرف من مقال محمد خليل / القاهرة – موقع العنكبوت ، وموقع الويكيبيديا ) .

الشبهات المتعددة :
* أرتبطت سمعة قيادات الاخوان بالكثير من الشبهات ، فأضافة الى ما ذكر حول الشيخ حسن البنا ، نالت الشبهات أحد أهم وأشهر رجالاتها وهو" سيد قطب " / وهو الأب الروحي لجماعات العنف الدموية التي جعلت من كتبه  في ظلال القرآن ، العدالة الاجتماعية في الإسلام ، خصائص التصور الإسلامي ومقوماته ، أما كتابه النكبة  فهو   " معالم في الطريق " الذي أعتبر دستورا للدمار و الخراب التي تعكف جماعة الإخوان المسلمون على  تدريسه للمجند الجديد المسكين الواقع في حبالهم .. ،(  و «سيد قطب» أبراهيم حسن الشاذلي ، ولد في قرية (موشة) بمحافظة أسيوط في يوم 9/10/1906 ، انضم إلى حزب السعديين لكنه مل من الأحزاب ورجالها وعلل موقفه هذا قائلاً : "لم أعد أرى في أي حزب من هذه الأحزاب ما يستحق عناء الحماسة له والعمل من أجله"  .  لقد مر "سيد قطب " في حياته بمراحل عديدة انتقل فيها من تيارات فكرية إلى أخرى ، ويعترف "سيد قطب" أكثر من مرة بمروره بمرحلة التيه في عقيدته الدينية ، وفى عام 1934 نشر في الأهرام دعوته للعرى التام ، وأن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم ، وفي سنة 1965 اعتقل بتهمة محاولة «اغتيال جمال عبد الناصر» ، وقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21/8/1966 ، وتم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد فقط في 29/8/ 1966 قبل أن يتدخل أحد الزعماء العرب... )  وقد أكدت مجلة روز اليوسف حين نشرت مقالا بعنوان "سيد قطب من الإلحاد إلى القداسة والعكس" وكتبت فيه عن دعوته للعرى ،. ويبدو أن الماسونية امتدت إلى " سيد قطب " وبعض الأعضاء من تنظيم " الأخوان المسلمين " ، حيث كان سيد قطب يكتب بعض مقالاته الأدبية في جريدة ماسونية هي " التاج المصري " لسان حال المحفل الأكبر الوطني المصري ، وإن لم يصرح أي من مصادر الماسونية أنه كان ماسونيا ، لكن الصحف الماسونية لم تكن لتسمح لأحد من غير الأعضاء في الماسونية بالكتابة فيها مهما كانت صفته أو منصبه ... ولقد كتب الشيخ "محمد الغزالي" في كتابه ( من ملامح الحق ) ، وهو من أكبر رجالات الأخوان وصاحب الشيخ " حسن البنا " أن " سيد قطب " منحرف عن طريقة البنا ، وأنه بعد مقتل البنا وضعت الماسونية زعماء لحزب الأخوان المسلمين ، وقالت لهم ادخلوا فيهم لتفسدوهم ، وكان منهم "سيد قطب" . فلم يكن وحده ماسونياً ، ويبدو أن الشكوك في تورط بعض الأعضاء من تنظيم "الأخوان المسلمين" في الماسونية كثر ....( نقل بتصرف من موقع - المعرفة لمقال بعنوان / سيد قطب بين الماسونية والإخوان المسلمين أعداد - وائل إبراهيم الدسوقي ، باحث فى الدراسات التاريخية الحديثة ) .
* كما هناك تقرير سري قدمته المخابرات الإنجليزية مؤخرا لرئيس الوزراء البريطاني حول الإخوان المسلمين وامكانية التعامل معهم بناءا على طلبه ، المخابرات البريطانية لم تفعل جديدا فقد استعانت بمعلوماتها الموثقة من داخل المحفل الماسوني الأعظم والذي لم يجد حرجا في مد المخابرات البريطانية بتقرير كامل يدعم وجهة نظره في ضرورة التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين بإعتبارها أفضل للتعامل من غيرها من الحركات مدللا على ذلك بالعلاقات القديمة بين الماسون والإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولي الذي ساعدت الحركة الماسونية على تدشينه ورعايته على مر العقود الماضية ، التقرير الخطير والمثير يذكر علاقة الاخوان المسلمين و" سيد قطب " بمنظمات ماسونية و يقدم دلائل يثبت ان سيد قطب خادم مخلص للماسونية العالمية ، علما ان سيد قطب كان له اتصالات مشبوهة قبل الثورة  / 1952 بمنظمات أمريكية ، ومعلوم أن المحافل الماسونية خرجت أبطالا وهمين و ثوار تعلق صورهم في الجدران و تنصب لهم التماثيل ، و ماهم بالحقيقة ألا حمير يركبها اليهود لاثارة الفتن و الثورات و زعزعة استقرار الأمم تمهيدا للقضاء عليها و أنشاء الحكومة العالمية تحت قيادة اليهود . ( نقل بتصرف من مقال مترجم بعنوان / الماسونية منذ النشأة وحتى اليوم ، لمتابعه المقـال باللغه الانجليزيـه ............................... http://www.redmoonrising.com/Ikhwan/MB.htm   )

* أنتشرت في الآونة الأخيرة تصريحات على لسان طليقة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين / وهو الأب الروحي للأخوان المسلمين ، السيدة أسماء بن قادة ، كشفت فيها عن علاقة الشيخ بجهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد”وزيارته لتل أبيب أوائل عام  2010... طليقة القرضاوي أفادت بأن الشيخ يتحدث العبرية بطلاقة نطقاً وكتابة ، بالإضافة إلى هذا ، العلاقات السرية التي جعلت من أمير قطر السابق / حمد بن خليفة ، يتمسك به لاستغلال موقعة الديني ومنصبة في رابطة العالم الإسلامي لتمرير مخطط ”صهيو أمريكي” تم الاتفاق عليه في الغرف المظلمة بالكنيست الإسرائيلي . الغريب في الأمر أن القرضاوي رغم انتشار هذا الخبر في كل وسائل الإعلام ، الأ أنه لم يعر الموضوع أي اهتمام ولم يرد عليه بالنفي أو التوضيح ، الأ أن الصور التي انتشرت للشيخ مع حاخامات يهود ، والذي يعتبر الوحيد من مشايخ العالم الإسلامي الذي نشر له هذا الكم من الصور لحواراته مع حاخامات يهود ، والتي تظهر طيب العلاقة بينهم ، فهل هذه الحوارات تؤكد ما زعمته طليقة القرضاوي؟!. ( نقل بتصرف من موقع مشوار ميديا ) .
* أما رسالة محمد مرسي / عندما كان رئيسا لمصر ، الى الرئيس الأسرائيلي شممعون بيريز ، فأنها تثير أكثر من علامة أستفهام و أستغراب للطريقة التي صيغت بها ، مما يدل على علاقة ود ومحبة بين الرجلين أو بين الجماعة  و دولة أسرائيل ، وأسرد هنا ما نشره موقع العربية نيت / بتأريخ  18. مارس . 2013 حول الرسالة المثيرة ، و هي لا تحتاج الى تعليق .. ( جدل حاد في الأوساط الصحافية والسياسية في مصر أثاره خطاب اعتماد السفير المصري الجديد في إسرائيل ، عاطف سالم ، الذي سلمه للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ، موقع من نظيره المصري ، بسبب بداية الخطاب بـ " عزيزي وصديقي العظيم " ، وفق الصورة التي نشرتها صحيفة       " ذا تايم أوف إسرائيل " ، وأعادت نشرها ، الخميس ، بوابة " الأهرام " وظهر في الخطاب توقيع وإمضاء مرسي ، وتوقيع وإمضاء وزير الخارجية محمد عمرو كامل ، وأيضاً توقيع رئيس ديوان رئاسة الجمهورية.   أحتوى النص على رغبة مرسي في تطوير علاقات المحبة التي تربط البلدين ، وتعهد أن يبذل السفير الجديد صادق جهده ، طالباً من بيريز أن يشمله بعطفه وحسن تقديره ، وختم الخطاب بـ " صديقكم الوفي محمد مرسي " !!! ) .

العنف في منهاج وأسلوب الجماعة :
حكم العنف / منذ البدأ ، كان الطريق الأمثل للجماعة لأنهاء الخلاف و الأختلاف مع معارضيهم ، وقد أستشعر الأمام حسن البنا بأهمية هذا المنحى ، وعمد الى تنظيم هيكل للعمل المسلح للجماعة لأستخدامه في أدارة الصراع مع المعارضين وكما يلي :
محور مدني مسلح ، وكان تحت مسئولية / عبد الرحمن السندي ، وينتمي اليه المدنيون .
نظام خاص داخل الشرطة - سلاح الوحدات ، وكان تحت مسئولية / اللواء صلاح شادي .
نظام خاص داخل الجيش ، وكان تحت مسئولية / الصاغ عبد المنعم عبد ، يعاونه محمود لبيب .
لذلك شهدت مصر الكثير من عمليات التصفية منها ( أغتيال أحمد ماهر باشا 24.2.1945 ، أغتيال القاضي أحمد الخازندارفي عام 22.3.1948 بأمر من حسن البنا كما أقر القاتل ولم يستطع البنا الفرار من هذه التهمة ، ومن اغتيالات الإخوان أيضا ، قتلهم للإمام يحيى بن حميد  حاكم اليمن ، أغتيال رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي 8.12.1948  ، أغتيال المهندس سيد فايز ، محاولة أغتيال الرئيس جمال عبد الناصر / حادثة المنشية 26.10.1954 ) وغيرها الكثير من التفجيرات واعمال التخريب .. / نقل بتصرف من موقع الويكيبيديا .
وما أشبه اليوم بالبارحة ، فما أن أقصي الرئيس السابق محمد مرسي عن الحكم / حكم مصر بين 30 يونيو 2012 و 3 يوليو 2013  ( ولد “ محمد محمد مرسي عيسى العياط ” 20 أغسطس عام 1951 في قرية العدوه بمحافظة الشرقية ، ثم انتقل إلى القاهرة ليحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1972، كما حصل على درجة الماجستير في نفس التخصص عام 1978 ،  وعلى درجة الدكتوراه من جامعة - جنوب كاليفورنيا عام 1982  / نقل بتصرف من موقع gololy .com (  ، بدأ قادة الأخوان يظهرون وجههم الحقيقي / القبيح ، وخططوا لحرق مصر ، وكما قال نائب المرشد المهندس خيرت الشاطر / رجل الأعمال ومخطط  ومهندس أعمال التخريب " الجماعة أو حريق مصر " ، تضمنت أعمال تخريب وأغتيالات لرجالات الجيش و الشرطة ورجال الأمن الوطني ، تفجيرات نقاط الحراسات ، حرق مراكز الشرطة ، عمليات أجرامية في سيناء ، خلق الأضطرابات في الجامعات و الكليات ومنها مؤوسسة الازهر الشريف ، وضع عبوات ناسفة داخل الجامعات ، تنظيم المظاهرات الطلابية ، حريق في الكليات ، عملية مواجهة بحرية مع بعض قطعات الأسطول البحري المصري / الذي أعتبره البعض التطور النوعي و الكمي للعمليات المنفذة ،  وظهرت منظمة تدعى " أنصار بيت المقدس " أعلنت مسؤوليتها عن بعض هذه العمليات ، وكل التحليلات تشير الى تعاون بعض المنظمات الفلسطينية مع الأخوان ، كمنظمة حماس .. هذا هو ديدن الأخوان المسلمين ، البقاء في السلطة أو حريق مصر كلها ، دون  تقدير  للعواقب الاقتصادية و الامنية والسياسية لمصر .
سرقة ثورة 25. يناير .2011 :
      هكذا حالهم يتسلقون على أكتاف الأخرين ، ثم ما يلبثوا أن ينكروا  دور أصحاب الفعل الأساسي ، وهذا ماحدث بثورة 25 يناير 2011 ، حيث وجَّه أحمد ماهر، مؤسس حركة شباب 6 إبريل ، والمسجون حاليًا لخرقه قانون التظاهر رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مقال بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية ، اليوم الأربعاء اتفق خلاله معه في أن جماعة الإخوان المسلمين " سرقت ثورة يناير " التي أشعلها الشباب ، معترضًا في الوقت ذاته على تغاضي واشنطن ودعمها لممارسات قمعية في مصر ، على حد قول ماهر. ( منقول بتصرف من موقع كلمتي المنشور في 4.6.2014 ) ، وكانت ثورة 25 يناير، قد فجرها  مجموعة من التحركات الشعبية ذات الطابع الإجتماعي والسياسي انطلقت يوم الثلاثاء 25 يناير2011 ، حيث أختير يوم25  يناير ليوافق عيد الشرطة ، والذي حددته عدة جهات من المعارضة المصرية والمستقلين ، من بينهم حركة شباب 6 أبريل  ، وحركة كفاية ، وكذلك مجموعات الشباب عبر موقع التواصل الاجتماعي "  فيسبوك وتويتر " والتي من أشهرها مجموعة كلنا خالد سعيد و شبكة رصد و شباب الإخوان المسلمين ، برغم أن التصريحات الأولية التي أشارت إلى أن الجماعة لن تشارك كقوى سياسية على  حد وصفهم وقالوا أن ما حدث ليس من صنعنا ، وجاءت الدعوة لهذه الأحتجاجًات ردا على الأوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية السيئة في مصر ، وكذلك على ما اعتبر فسادًا في ظل حكم الرئيس محمد حسني مبارك ، والتي تقلد بعدها الرئيس محمد مرسي رئاسة مصر ، والذي " كان الدواء الأسوأ من الداء  " !! .
  الخاتمة / صعود مثير وسقوط مدوي :
 * بعد أكثر من ثمانية عقود للأخوان المسلمين من التواجد على الساحة السياسية في مصر و العالم ، تسلم أحد رجالات الأخوان ، الدكتور محمد مرسي / الهارب من سجن النطرون ( سجن يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 وهرب من السجن بعد ذلك بفترة .. )، رئاسة مصر في أعقاب ثورة هزت العالم قبل أن تهز مصر ، ثورة أغتصبت وهي وليدة في مهدها من قبل الجماعة ، والرئيس الخامس لمصر محمد مرسي الذي أدخل الدولة المصرية ، خلال السنة الوحيدة من حكمه في مرحلة رمادية ، آملا مستقبلا  في  أخونة مصر سياسيا ، أقتصاديا ، أجتماعيا و ثقافيا .. الرئيس مرسي ، كان رئيسا تابعا لمركز أرشاد جماعة الأخوان المسلمين ، ليس له قرارا مستقلا ، وفشل في أدارة أي ملف ، لعدم تمتعه بالكفاءة و الأستقلالية السياسية في كل قراراته .
* وأود أن أشير هنا الى خطاب مرسي المدوي / في مستهل رئاسته لمصر ، لما به من دلالات ، والذي بدأه ب " يا أهلي وعشيرتي " / نشر سعد الشحات في - موقع اليوم السابع مقالا بعنوان " أهلي و عشيرتي " أورد هنا مقتطفات منه  ( ابحثوا عما وراء الستار فى قرارات الرئيس مرسى ، حتى تعرفوا أننا أمام رئيس خاطب المصريين فى أول كلمة له بعد فوزه بالرئاسة بقوله : «أهلى وعشيرتى» ، الأهل والعشيرة ينصرونك ظالما أومظلوما ، الأهل والعشيرة تلجأ إليهم للحماية ، فيندفعوا إلى الاستجابة تحت دعوى القربى ... فوراء الستار ، كان الرئيس يجهز قراراته يوم الخميس الماضى بجلسة مع وزير عدله المستشار أحمد مكى الذى كان أحد رموز استقلال القضاء ، وراء الستار ، كانت جماعة الإخوان وحزبها «الحرية والعدالة» ، تحشد أعضاءها أمام دار القضاء العالى حيث يوجد مكتب النائب العام ، لتأييد القرارات التى سيصدرها الرئيس ، اجتمع الحشد فخرجت الرئاسة بقراراتها ، وتحت حماية «الأهل والعشيرة» ، وراء الستار أرسل مكتب الإرشاد تعليماته إلى المحافظات بالخروج فى مظاهرات تأييدا لقرارات الرئيس ، ذهبت التعليمات قبل إعلان القرارات ، وخرج المؤيدون فى مظاهرات لا تتعدى العشرات ، وظلت كما هى دون زيادة بالرغم من الهتافات الساخنة ، فكان الأمر استمرارا لحقيقة أن الرئيس رئيس لـ«أهله وعشيرته». ) .. هذا الخطاب ، كان نذيرا بأن القادم سيكون وبالا على مصر / أم الدنيا كما يصفونها ، هذا كان نهاية الصعود المثير للجماعة !! 
 * وحين قال الشعب المصري كلمته في أقصاء الرئيس مرسي في 3. يوليو .2013 ، والذي كان ليس أقصاءا لمرسي فقط من الحكم والسلطة ، بل أقصاءا عاما للأخوان المسلمين ، وذلك لما تبعه من أنهيارات في هرم تنظيم الجماعة ككل ، وهنا كان للأخوان خيارين ، أما الرحيل بشكل سلمي عن السلطة و الاحتفاظ بماء الوجه بطريقة أو باخرى ، والبقاء كحركة معارضة سلمية حسب الدستور ، ولكن الجماعة بعيدين عن هذه العقلية وعن هذا النهج ، فخططوا لأسوأ خيار وهو البدأ بتنفيذ مرحلة أرهاب بل حرق  لمصر كدولة ومؤوسسات وجيش وشرطة وأمن ، مع التنكيل بالأحرار المعارضين لفكرهم ، وهم بهذا خانوا الهوية الوطنية  لمصر ، وفقدوا ما تبقى من مكانتهم السياسية التي أوهموا بها الأجيال لثمانين عاما على أنهم " نظام حياة " ، أما مسك الختام ، فهو نهايتهم كجماعة معلنة و أعتبارهم جماعة أرهابية من قبل الحكومة المصرية في 26.12.2013 / وأعتبروا كذلك في بعض الدول العربية الاخرى ، وهذا كان السقوط المدوي للجماعة !!

459

                            السعودية تجلد الكلمة الحرة / الناشط - رائف بدوي
أستهلال :
 نبذة عن الناشط السعودي / رائف محمد بدوي : هو من مواليد 13 يناير 1984  في مدينة الخبر في السعودية ، هو كاتب وناشط في مجال حقوق الإنسان ومؤسس موقع " الليبراليون السعوديون " الإلكتروني سنة 2006 ، إشتُهِر بدعوته للإلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطالب بمحاكمة رئيسها"إبراهيم الغيث" في محكمة العدل الدولية وذلك في حديث خاص معه على قناة السي إن إن الأمريكية أواخر عام 2008 .
التهمة : تم إعتقال بدوي سنة 2012 بتُهمة الإساءة للدين الإسلامي من خلال الإنترنت ، واتُهم بعدة قضايا من بينها الردة ...
الحكم : حُكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات ، والجلد 600 جلدة ، وإغلاق موقع الشبكة الليبرالية السعودية الحرة ، وذلك في 29 يوليو 2013 ، على خلفية هجومه على الهيئة والمؤسسة الدينية السلفية في السعودية . وفي 7 مايو 2014 تم تعديل الحكم إلى الجلّد 1000 جلدة ، والسَجن لمدة 10 سنوات ، بالإضافة لغرامة مالية . وبدأ تنفيذ حُكم الجلّد إبتداءً من 9 يناير 2015 أسبوعياً لمدة 20 أسبوع.  ( نقل بتصرف من موقع الأيكيبيديا ) .
ملاحظة : أشار والد الناشط رائف بدوي /  في مقابلة مع أحدى القنوات التلفزيونية السعودية ، بأن والدة         " رائف " ، لبنانية مسيحية مارونية ، ولكنه أعقب بعد ذلك بأنها قد أسلمت !
النص :
    الكلمة الحرة لا تسجن في أفواه الأحرار لأن صداها ينبثق ، كرنين ناقوس يسمع من أعمى جهلهم وتخلفهم صوت الحرية ، أن الكلمة الحرة ستعريهم ، وتبقيهم فقط " بورقة التوت " لستر عوراتهم ، أن رنين وصدى الكلمة الحرة ، سيقتحم أذهان الذين أقفلوا كل مداركهم ، وأصبحوا كالنعام التي تغمر رأسها في التراب ، خوفا من الحرية ، الحرية التي ستهدم المعبد على روؤسهم التي ملأها الصدأ ، أنهم عبيد مفاهيم فتاوى ، شرب بول البعير ، جهاد النكاح ، أرضاع الكبير ، وتكفير الأخرين من مسيحيين ويهود وشيعة .. / وحتى المسلمين  من الذين لا يتبعون مذهب شيخ الأسلام بن تيمية و محمد بن عبد الوهاب ..
أضاءات :
* من المثير للسخرية والقدر ، أن المملكة العربية السعودية ( البعيدة كل البعد عن أدنى مفهوم لحرية المعتقد وخيار المذهب ، فالحرية الشخصية في المملكة شبه معدومة للنساء مثلا / في السفر ، في التحرك ، في التجوال وحتى في سياقة السيارة ! فالمملكة تكمم أفواه الليبراليين ، وتكبت الأصوات المتطلعة نحو فضاء خال من الخرافات و الأساطير والغيبيات .. ) تشارك بالمسيرة التضامنية / في باريس ، مع جريدة "  شارلي أيبدو "       ( يشار الى أن وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية نزار مدني شارك في المسيرة التضامنية المذكورة / حسب موقع  " التقرير " في 12.01.2015 ) ، كان الأجدر بالمملكة أن تعالج شأنها الداخلي / قبل المشاركة بالمسيرة ، الموبوء قهرا وظلما ، هذا الشأن المفتقد لأقل درجات حرية التعبير وبيان الرأي المستقل ، وقد أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية هذه الأنباء ، وقالت في تصريح لـCNN : " بدلا من حماية حق المواطنين السعوديين في حرية التعبير ، قامت الحكومة السعودية بمعاقبة " رائف بدوي " ، وهي رسالة لتخويف الآخرين الذين قد يجرؤون على مناقشة مسائل الدين." وأضافت المنظمة : " بوصف السعودية عضوا في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ، فإنها تعهدت بالتزام أعلى المعايير في تعزيز وحماية حقوق الإنسان ، إلا أن القمع المتواصل ضد " بدوي " وغيرهم من المعارضين السلميين يسخر من هذا التعهدات ."
* أين حقوق الأنسان ، ففي القرن الواحد و العشرين يجلد الناس في الساحات العامة ، ويقام الحد تعزيزا / قطع الرقاب أمام أنظار العامة ، أما بالنسبة الى الناشط السعودي " رائف بدوي " فقد عدل حكمه من 600 جلدة الى 1000 جلدة ، والمهزلة أن المملكة قننت الجلد الى 50 جلدة أسبوعيا !! وأني أتساأل ما هو رد فعل الناشط رائف بدوي بعد الأنتهاء من الجلد ، بل ماهو شعوره بعد كل جلدة ، وهل ستخرس هذه الأسواط الكلمة الحرة أم سيزداد سقف صلابتها مع الألم ، وهل ستعتقد  هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - الشرط الدينية / التي تدعى سعوديا ب الحسبة أو المطاوعة ، ورئيسها " أبراهيم الغيث "  ، أنها بهذا العمل ستبث الرعب و الخوف في قلوب الأخرين ، حتى لا ينهجوا النهج الليبرالي ، أني أرى العكس ، فأصوات الحرية ستظل تعلو فوق أصوات التخلف و الخرافات ... وتضامنا مع جلد "  بدوي " ، وحسب موقع روسيا اليوم / في 18.01.2015 ، تظاهرت ناشطات من حركة  " فيمين "  الجمعة 16 يناير كانون الثاني 2015 عاريات أمام السفارة السعودية بباريس حاملات بأيديهن سياطا ، أحتجاجا على عقوبة الجلد التي يخضع لها الناشط السعودي رائف بدوي .
* من المؤكد ان السجون السعودية ، هي الاكثر ظلما عربيا ، حيث كل المؤشرات تشير الى ذلك ، وليس من سيطرة عليها ، وهذا يعزى الى سيطرة الحرس القديم على مقاليد السلطة في المملكة ، خاصة في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز / الذي كان في سنواته الاخيرة شبه مغيبا ، لوضعه الصحي الحرج ( يبلغ عمره 90 عاما ) ، ومنطقيا / أعانه الله ، لا يستطيع أن يحكم وهو بهذا الوضع ، والأن من الضروري في عهد الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز ، أن يبدأ عهده بالأفراج عن سجناء الرأي .. ، وبالنسبة للجلد عامة ووضع السجون خاصة ، ووضع " بدوي " ، يشير " على الأحمد " الاكاديمي السعودي والاستاذ في معهد شؤون الخليج إلى وفاة الكثير من السجناء والمحتجزين في السعودية ، ويقول إن هذا العدد من الجلدات مع مرور الوقت قد يؤدي الى أصابات وألتهابات قد تؤدي إلى الوفاة ، مع الاخذ في الاعتبار ضعف الشروط الصحية التي سيواجهها        " بدوي " في السجون السعودية ، ولكن  " زيد بلباجي " يقول إن الغرب ينسق عن كثب مع الحكومة السعودية وإن " ديبلوماسية الابواب الخلفية " ستعمل لصالح بدوي .. ( نقل بتصرف من / موقع بي بي سي 16.01.2015 ) .
* قالت " منظمة العفو الدولية " إن فريقا من الأطباء أجرى كشفا صحيا على المدون السعودي " رائف بدوي " وقرروا أن وضعه الصحي لا يسمح بجلده  ( حسب موقع بي بي سي في يوم 22.01.2015 ) ... فمع هكذا وضع أرى لا بد من تدخل ملكي في منع هذا العمل الأجرامي / الجلد ، تجاه ناشط سعودي ، تهمته فقط الرأي الحر المستقل ، فكلمة  " بدوي " الحرة هي أفكار حضارية ، أضافة لمطالبته بألغاء خلية شرطوية ، وهي /  هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، التي مهمتها بث الرعب والخوف بقلوب السعوديون المتطلعين لمستقبل أفضل في عالم حر متحضر ، يرفض القيود و الأذلال و التبعية الخرفة لشلة من الشيوخ والدعاة / المنتمين للمؤسسة الدينية السلفية الوهابية المتزمتة ، الذين لا زالوا يعيشون عصر الجاهلية !
شمعة :
 سيبقى ، رائف بدوي ، القابع في سجن " بريمان " حسب ما أدلى به موقع / جهود ، شمعة لا يطفئها فحيح الأفاعي ، ستبقى كلمته .. منيرة متفردة رائدة حرة متمردة مستقلة ، وستسمو على الظلام المخيم فكريا على المملكة / عدا الأفكار و العقول و الأقلام و الأصوات الحرة .. التي تولد في السعودية كل يوم ، وكما يقول المثل الصيني الشهير : بدلاً من أن تلعن الظلام أوقد شمعة ، و " رائف بدوي " شمعة سعودية سيكتب لنورها الديمومة و الأستمرار ، فهي ستزداد صلابة وعزما وقدرة وصبرا ووهجا ، رغم جرعات التعذيب الجسدي و الفكري و ألم سياط الجلد .

460
                       قراءة في  ... الجهاد  و الديمقراطية
أستهلال :
    الجهاد كان في بواكير الرسالة المحمدية وسيلة وطريقة لنشر الدين من ناحية وتوسيع الرقعة الجغرافية و نطاق الحكم الأسلامي من ناحية أخرى ، وكانت كل الظروف و المعطيات و الوضع المجتمعي والذهنية الفكرية لأهل البداوة متقبلة لهذا الفعل ، وذلك لتعود المجتمع القبلي على الغزوات وما يتبعها من قتل و سبي وغنائم و نهب ..، وهذا الزمن ولى ، فأرى الأن أن الوضع السياسي المتأزم حتى لو أحتاج الى تغيير ، فذلك  التغيير يجب أن يتم بحراك سياسي وطني ، ولو لزم الحراك الى القوة فيجب أن تكون  القوة وطنية ، من أجل أن تتكلل بعد حين الى وضعية ديمقراطية وليدة حراك أبناء الوطن ، لأن الأوطان لا تستورد ديمقراطية أنظمتها من الخارج !!
المقدمة :
      لا بد لنا في أول الأمر أن نعرف " الجهاد " ، فالجهاد في لغة العرب معناه المشقة ، يقال : جهدت أي بلغت المشقة ، أما تعريفه شرعاً ، فهو بذل الجهد في قتال الكفار ، ويطلق أيضاً على مجاهدة النفس والشيطان والفساق قال الحافظ في الفتح : " فأما "مجاهدة النفس" فعلى تعلم أمور الدين ثم على العمل بها ثم على تعليمها , وأما "مجاهدة الشيطان" فعلى دفع ما يأتي به من الشبهات وما يزينه من الشهوات , وأما "مجاهدة الكفار" فتقع باليد والمال واللسان والقلب , وأما مجاهدة الفساق فباليد ثم اللسان ثم القلب " ، وأعلى أنواع الجهاد هو الجهاد بالنفس على حد قول الشاعر:

            يجود بالنفس أن ظن البخيل به
                                           والجود بالنفس أسمى غاية الجود
( نقل بتصرف من موقع / موسوعة الاخوان المسلمين ) .
والجهاد في سبيل الله فرض ، لقوله تعالى :  ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم )  [البقرة: 216]  ، وقوله سبحانه : ( انفروا خفافا وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ) [التوبة: 41] . وهو فرض كفاية : إذا جاهد بعض المسلمين وكان عددهم كافياً لملاقاة العدو ، فيسقط الإثم عن الباقين ، قال تعالى : ( فضّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاً وعد الله الحسنى.. ) [النساء: 95] . وقال عز وجل : (وما كان المؤمنون لينفروا كافة.. ) [التوبة: 122] . ( نقل بتصرف من مقال بعنوان / شروط الجهاد في سبيل الله و من يسقط عنهم الجهاد - موقع أسلام ويب ) .
أما مصطلح" الديمقراطية" فهو مشتق من المصطلح اليوناني δημοκρατία باللاتينية: dēmokratía و يعنى "حكم الشعب" لنفسه ، وهو مصطلح قد تمت صياغته من شقين δῆμος  ديموس  " الشعب" و κράτος  كراتوس "السلطة" أو " الحكم " وعرف في القرن الخامس قبل الميلاد ، ويطلق على النظم السياسية الموجودة آنذاك في ولايات المدن اليونانية ، وخاصة أثينا ؛ والمصطلح مناقض ل ἀριστοκρατία أرستقراطية  وتعنى " حكم نخبة " .
والديمقراطية ، هي شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة - إما مباشرة أو من خلال ممثلين منتخبين عنهم - في اقتراح ، وتطوير ، واستحداث القوانين.  وهي تشمل الأوضاع الأجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي للبلد .. ( نقل بتصرف من موقع / pages.videotron.com/moubayed/chap1.html ) .
النص :
1. أما جهاد النفس / تعلم أمور الدين وتعليمها للأخرين ، و مجاهدة الشيطان / أبعاد الشهوات التي يزينها الشيطان للنفس البشرية ، وجهاد الفسق / باليد أو اللسان وأخيرا بالقلب فالهدف هو تقويم الفساق وتوجيههم الى الطريق الصحيح  ، كل هذه الأمور أراها  نهجا يمكن أن يكون مقبولا لأن الهدف و الغاية هو تقويم عمل وفعل الأنسان  ..
 2. ولكن حالات الجهاد بالنفس ، حسب الأية  : ( انفروا خفافا وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ) [التوبة: 41] . فهو موضوع أخر لأنه عابر للحدود ، وقد وضعت / مبادئه وتطبيقاته وتفاصيله ، كنصوص مقدسة ، قبل أكثر من 14 قرنا ، حيث وجدت حالات الجهاد بالنفس  في ذلك التأريخ والمكان والزمان و ما يتعلق به من مجريات  أمور وأحداث ووقائع ، أصبحت الأن هذه النصوص خارج نطاق الحقبة الزمنية التي وجدت من أجلها ، فالغاية كانت بشكل أو بأخر تجييش الجيوش من أجل فتح البلدان و نشر الدين الأسلامي وتوصيل الرسالة المحمدية الى أبعد بقاع الأرض ، أما الأن الدين منتشر شرقا وغربا .. فلم يأتون مجاهدين / مقاتلين من أوربا أو أميركا .. وباقي أرجاء الدنيا ليحاربوا في سوريا ، العراق أو ليبيا مثلا ، هل النصوص ملزمة الى هذا الحد ، أو هناك عوامل ساعدت وفعلت على ظهورها خاصة في القرنين العشرين و الحادي والعشرين ، فمنذ ظهور المجاهدين الأفغان الى الأن ، والجهاد وحطبه / المجاهدون ، يظهرون في كل بلد ، يشعر به شيوخ وعلماء الجهاد / وقد أسميتهم في مقال سابق بشيوخ ودعاة الفتنة  ( وهم العوامل المحرضة على الجهاد ) من حاجة للمقاتلين لرفع الضرر عن الأمة حسب رأيهم وتماشيا مع تفكيرهم ونهجهم السلفي المتزمت / ولكنه بواقع الأمر فتكا بالأمة ، ، فالدعاة والشيوخ  بفتاوى الجهاد ، يسلخون شبابا وفتيانا عن مجتمعهم ، ويدمرون أسرا بكاملها هذا من جانب ، ويحيلون البلد المجاهد به الى حطام كما حدث في سوريا من جانب أخر . أذن النواحي السلبية تنعكس على المجتمعات التي أنبثق منها المجاهدين وعلى المجتمعات التي يجاهد بها على حد سواء .
3. الشيوخ والدعاة يوعدون المجاهدين بحور العين أستنادا لحديث النبي ، روى الترمذي (1663) وابن ماجة (2799) وأحمد (16730) عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ : يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِه ) ، لذا المجاهدون يأتون وفي مخيلتهم لقاء حور العين ، التي أكد بعض الدارسين بأن الجنة كلها روحانيات ولا توجد هناك أي علاقات حميمية لا مع حور عين و لا مع أي فعل مادي أخر !! وفي مدونة أم صده / هناك مقال بعنوان هل هناك جنس في الجنة / 11.06.2010 - للدكتور أنور بن ماجد عشقي  / نقل بتصرف ، يبين الأتي :
الجنة تنعدم فيها الدواعي الجنسية لهذا فإن الأعضاء التناسلية سوف تختفي عند الإنسان في الدار الآخرة لأن الله عز وجل وصفها بالسوأة ، فقال تعالى : « فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة » . ولو رجعنا إلى القرآن الكريم لوجدنا أول سورة جاء فيها ذكر حور العين هي سورة الدخان ، وهي سورة مكية يقول فيها سبحانه وتعالى ( كذلك وزوجناهم بحور عين ) فكانت في وصف ما أنعم الله به على المتقين قال يونس بن حبيب في تفسير هذه الآية : إن ذلك لا يعني النكاح بل المقارنة ، والعرب لا تقول تزوجت بها ، بل تقول تزوجتها ، واتفق معه الواحدي والفراء في ذلك ، إن التنزيل يدل على ماذهب إليه يونس فقد قال سبحانه وتعالى (فلما قضى زيد منها وطراً زوجناهما) ، وإذا قيل زوجته بفلان ولم يقل زوجته لفلان فهذا يعني أني شفعته به أي جعلته مرافقا معه ، وقد قال سبحانه وتعالى ( قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين ) وقد قال تعالى ( ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين ).
- من الأيات السابقة وتفاسيرها ، يتأكد لنا من خلو الجنة الموعود بها المجاهدون من أي علاقات جنسية ، لذا  فقد خاب ظن المجاهدون  !!
4. ومن معنى  وتفسير الأية ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) [البقرة: 216] ، يبان لنا أن القتال غير محبب وغير مقبول ، فلم الشيوخ و الدعاة و العلماء يدعون أليه ما دام أنه " كره "  ، ولم لا نلجأ الى أمور أخرى عدا القتال و الخراب و الذبح ، وتماشيا مع الأية : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ .( سورة النحل : 125 ) ، التي تشير الى طرق سلمية  للتفاهم و التواصل غير القتال وأنما بالجدال و النقاش الحسن .
5. السؤال هنا هل الديمقراطية هي الحل ، فلو أخذنا سوريا كمثال ، أن حكم الأسد أمتد لأكثر من 45 عاما حيث أن حافظ الأسد (6 تشرين الأول 1930 - 10 حزيران 2000 ) شغل منصب رئاسة الجمهورية في سوريا ما بين العامين 1971-2000 ، و منصب رئاسة الوزراء ما بين العامين 1970-1971 ، كما أنه شغل منصب أمين سر القيادة القطرية السورية والأمانة العامة للقيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ما بين العامين 1971-2000، و منصب وزير الدفاع ما بين العامين 1966-1972 .  التزم الأسد بالإديولوجيا البعثية. شهدت سوريا في عهده ازدياداً في الاستقرار باتجاه نحو العلمانية والصناعة ، لتعزيز البلاد باعتبارها قوة إقليمية . أعقبه بشار الأسد منذ عام 2000 ولحد الأن ( نقل بتصرف من موقع الويكيبيديا ) ، الحكم سلطوي ديكتاتوري ، ولكن هذا لا يستوجب الجهاد عليه من كل بقاع الدنيا من أجل أسقاطه وبأي ثمن !! ، فلو أعدنا النظر بسوريا قبل الحراك وقارناه بما يحدث الأن ، لرأينا سابقا كان هناك دولة ، مستقرة أمنة لديها الكثير من عوامل الأكتفاء الذاتي صناعيا وزراعيا ، أما الأن البلد / سوريا ، كله خراب ودمار وقتل .. 
6. الحراك الثوري في سوريا كانت نتائجه سلبية ، و الجهاد كانت أنعكاساته على المجتمع تدميرية ، حيث كانت هناك دولة أما الأن الدولة مفككة و المليشيات الجهادية تعبث بالأرض فسادا ، و المعارضة منقسمين على بعضهم ، والدول الأقليمية والقوى العظمى ، تمارس سياساتها ومصالحها ، على أنقاض الدولة السورية المنهارة ، فالجهاد ليس حلا ، و أنما الحل هو تقويم نظام الحكم ، من حكم فردي سلطوي ديكتاتوري / سمه ما شئت الى حكم ديمقراطي برلماني .
7. ماذا لو طبقت الديمقراطية في سوريا ، ماذا لو كانت رئاسة الجمهورية فقط 4- 8 سنوات مثلا ، ماذا لو لم يكن حزب البعث هو المنفرد بالحكم ، ماذا لو كان البرلمان منتخبا أنتخابا شعبيا ، ماذا لو كان مجلس الوزراء قد شكل على أساس الكفاءة و المؤهلات بعيدا عن الحزبية ، ماذا وماذا و ماذا !!! فالديمقراطية في حال تطبيقها ستكون هي الحل لأنها المتنفس الوحيد لأنظمة شمولية لها ديمومية مستقرة ، أنظمة لا تستبدل بالأنقلابات و بالمؤامرات الداخلية و الخارجية ، أنظمة الشعب بفئاته هو المغيير لنوعية الحكم  ، أنظمة الأنتخابات هو الفيصل و الحكم بها ، وليس البندقية والمدفع والخنجر ، أنظمة تتغير بالطرق السلمية و ليس بالقتل و الأنفجارات و التفخيخ و الاغتيالات ، أنظمة تتغير بعملية حضارية وليس بالمجهادين الذين جاءووا من أوربا وأميريكا والشيشان و أفغانستان ..
كلمة :
     الجهاد ليس لتحرير الأوطان بل أنه وسيلة لهوانها وأنتكاستها ، لما يرافقه من قتل وخراب وفرقة وطائفية ودمار وتكفير وسبي وأغتصاب ، الجهاد ليس لتحرير الأوطان بل لهدمها ، وأعادة بنائها وفق حياة البداوة التي كانت سائدة قبل 1400 سنة ، تحرير الأوطان يجب أن يكون عن طريق الحراك الوطني لأبناء الوطن أنفسهم ، فلا حرية بأبناء مستوردين ، يحلمون بحور العين يسبون ويغتصبون ويمارسون جهاد النكاح ، أذن هذا ليس تحرير وطن بل أنه نكاح نساء الوطن ،  ولأن زمن الحروب الدينية قد أنتهى وولى ، فيجب الأيمان بالمقاومة الوطنية التي يسير نضالها خدمة الوطن ، مقاومة لا يحركها دول الجوار ، ولا تغذيها الدول العظمى ، وبعد كل هذا الحراك الوطني تبدأ عملية التحول الديمقراطي السلمي ، بعيدا عن أي عنف ، فالديمقراطية هي الحل الأمثل بعيدا عن أفكار نهاية الجاهلية وبواكير ظهور دولة الأسلام  .


461
                                 
      تساؤلات في الألحاد  /   الجزء الثاني
    تكلمت في الجزء الأول عن الألحاد كمفهوم وتعريف ، الخلفية الدينية للألحاد ، بعض الحالات التأريخية ، وأخيرا تقرير /  منتدى - بيوفورم  للدين و الحياة ..

 الألحاد عربيا  / ومصر كنموذج  :
أصبح الألحاد حقيقة في العالم العربي ، وكل الدلائل و القرائن تشير على أنه في تزايد ، ولكن الحكومات وسلطاتها التنفيذية أضافة الى التقاليد الأجتماعية تعملان  بشكل أو بأخر على عدم أظهاره بحجمه ووزنه الحقيقي ، وذلك لأن سلطات الدول ليست شفافة في أعطاء الصورة الحقيقية له ، ولو أخذنا مصر / كنموذج ، على سبيل المثال وليس الحصر ، لرأينا مثلا أن سجلات قيد النفوس غير دقيقة ( وكلنا يذكر حادثة وقعت في عصر الرئيس أنور السادات عندما زور أعداد المسيحيين الأقباط أيام البابا شنودة وبينهم بأقل من حجمهم الحقيقي بكثير ، والتي على أثرها قدم البابا تعدادا للمسيحيين حسب سجلات عماذهم الكنسي ، مما حدا بالرئيس أن ينفيه الى الدير.. الى نهاية القصة ) ، فالدول العربية عامة معتادة على هذا ،  فطبقًا للقانون المصري مثلا إن المواطن لايحق له التدين سوى بواحدة من الديانات السماوية الثلاثة ، وهي الإسلام والمسيحية واليهودية وطبقا للإحصائيات الرسمية فإن المعتقدات الدينية تشمل التالي: ٩٠- ٩٤ % من المسلمين السنة ، و ٦- ١٠% من المسيحين الأرثوذكس . يبدو أن هناك بعض الإحصائيات والاستطلاعات التي تشير إلى وجود قلة صغيرة من البهائين وقلة من اليهود . وتنكر معظم استطلاعات الرأي وجود طائفة من بين الناس لايدينون بالدين المسيحي أو الإسلامي .. لذا فإن إحصائيات العقيدة الدينية التي تمت في مصر لاتحظى بالمصداقية غالبًا نظرًا لسوء السمعة التي يحظى بها من يعتنق دين غير الإسلام والمسيحية والمثال الدرامي على ذلك هو ماقرره ( معهد جالوب ) وفقا لأبحاثه أن مصر هي أكثر البلاد المتدينة في العالم لأن ١٠٠% من سكانها يعتقنون دينًا سماويا ، لكن من الواضح أن تلك الإحصائيات في حاجة إلى  تدقيق واقعي بسبب الحظر المفروض على مثل هكذا موضوعات ، كم أن إحصائية مثل التي تجرى بوسائل ( معهد جالوب ) التقنية لم تستطلع سوى رأي عدد قليل من الذين لم يصفوا أنفسهم بالتدين كي ينفوا ذلك الأمر عن أنفسهم ...  صرح طارق الشبيني البالغ من العمر ٢٣ عامًا وهو طالب بكلية الهندسة وملحد بقوله :" هناك الكثير من الملحدين في مصر أكثر مما يعتقد الناس." ويعتقد الشبيني أن الملحدين يتركزون في الدوائر المتعلمة والثرية المتحضرة ، ومعظمهم من الرجال طبقًا للطابع الأبوي للثقافة التي تربوا بها حيث يحظى الرجال بفرص أفضل وحرية أكثر للتعبير عن وجهة نظرهم . وأضاف بقوله : " معظم الأعمال التي يكتبها مؤلفون وفنانون ملحدون لاتترجم إلى اللغة العربية على نحو صحيح ومثال على ذلك كتاب The God Delusion حيث أن هذا الكتاب محظور في معظم بلدان الشرق الأوسط والسبب الوحيد الذي جعل شخص مثلي يعرف هذا الكتاب هو أنني أجيد اللغة الإنجليزية وأستطيع الدخول على الإنترنت." وعلى العكس من طارق الشبيني يرى أحمد أمين مدير مشروع في القاهرة في العشرينيات من العمر ويعرف نفسه أيضًا كملحد أن الإلحاد لا يقتصر على الدوائر الاجتماعية الثرية لأن من هم أقل ثراءً لديهم شكوك دينية بدورهم ويعتقد أن سبب شك هؤلاء المنتمين للطبقات الأقل اجتماعيًا واقتصاديًا يرجع إلى الظلم وعدم المساواة التي يعاني منها هؤلاء.  وعلى نفس النهج فإنه يعتقد أن كثير من السيدات المصريات بدأن التوجه لهذا الطريق بسبب التمييز الذي يعانين منه باسم الدين ، يستطرد أحمد أمين بقوله : " لا أعرف النسبة الدقيقة للملحدات لأننا لانملك إحصائيات دقيقة عن التوزيع الديني للسكان حتى فيما يخص المسيحيين والإخوان المسلمين والسلفيين ... لكن اعتقد أن هناك عدد قليل من الملحدين في مصر لكنني متأكد أن العدد في تزايد." ويُعد عدد كبير من المفكرين الذين لم يعلنوا عن كفرهم فحسب بل يعبرون عن آراء صادمة تجاه موضوعات دينية حساسة ضمن ضحايا الظلم الديني ، ومثال على ذلك فرج فودة الكاتب المصري الناشط في مجال حقوق الإنسان الذي اغتالته الجماعات الاسلامية في أوائل فترة التسعينيات ليس بسبب الإلحاد والكفر لكن بسبب انتقاده لعنف الجماعات الإسلامية المسلحة . وكذلك نصر أحمد ابو زيد الذي يعد واحدًا من العلماء المسلمين لكن صدر حكم قضائي ضده بسبب ما كتبه في رسالة الدكتوراه ، كما تم تطليق زوجته منه قسرًا ، لأنه لم يعد مسلمًا لذا لايجوز له الزواج من امرأة مسلمة وكى يبقى مع زوجته كان عليه الفرار معها إلى هولندا حتى وافته المنية منذ عام مضى . يعد إثارة هذه المشكلة الآن لأمر هام مع ثورة ٢٥ يناير التي جعلت المصريين يناضلون من أجل تحديد هوية جديدة لمصر، والسجال الرئيس في فترة ما بعد الثورة هو تحديد هوية مصر وهل يجب أن تكون مدنية أم إسلامية وإذا كان على الليبراليين إدراج معتقدهم الديني في ذلك أم لا .  وهؤلاء الذين ينادون بهوية دينية للدولة  يدعون أن الأغلبية العظمى من السكان تريد ذلك استنادًا و طبقًا للإحصائيات المغلوطة المبنية على الوصم الاجتماعي إذا ما اعتنق المواطن دين يخالف دين أجداده . أن إضفاء طابع علماني للثروة وطابع علماني على الشباب الذين أطلقوا شرارة الثورة ليس باللعبة العادلة للإسلاميين الذين يحظون بمكاسب سياسية الآن بعد سنوات من القمع والعنف الذي تم ممارسته ضدهم ومن ثم تهديد حياتهم والإساءة لسمعتهم ووصمهم " بأنهم في حرب مع الإسلام  " . وقد تحدث الكثيرون عن حقوق الأقباط المسيحين والبهائين وغيرهم من الأقليات الدينية لكن فضّل الجميع حتى ممن يدعون بأنهم نشطاء حقوقين تجاهل حقوق الملحدين بوصفهم أكثر الأقليات "الدينية" هشاشة وعرضة للخطر. ( تم نقل الموضوع بتصرف من موقع المجلة ، وقد تم نشر المقال بموافقة الكاتب: أسامة دياب – جميع الحقوق محفوظة ) .
* في البرنامج التلفزيوني المصري من ( تحت الكوبري ) / للأعلامي اللبناني طوني خليفة ، عرضت حلقة حول الملحدين - في أكتوبر 2014  ، تجمع بين قسيس وشيخ دين مسلم مع أثنين من الملحدين أحدهما من خلفية أسلامية و الاخر من خلفية مسيحية ، وهذا دليل على وجود بروز في الشجاعة المجتمعية بالنسبة للملحدين غير عابئين بالتبعات التي ممكن أن تحصل لهم من جراء ذلك .
** حتى ان الكاتب الراحل نجيب محفوظ ، ونشره لرواية اولاد حارتنا ، أيضا تعرض لأعتداء ، كاد ان يؤدي بحياته / لاحقا ، لما في الرواية من أيحاءآت و أشارات تخص الذات الألهية ، أعتبرت غير مقبولة أسلاميا !
*** وجود شارع في مصر سمي بأسم شارع الملحدين ، وهذا دليل مادي على وجودهم المجتمعي  ، في مصر وبشكل اكثر جرأة وعلانية .
**** الكثير من المواقع تنشر مقاطع أفلام لملحدين / من خلفية أسلامية ، يمزقون القرآن ويرموه .. المثير للجدل للطريقة التي يتكلمون بها عن الأسلام !  وهذا يدلل على أن هذا  الجيل بدأ يرفض الخطاب الأسلامي المتزمت ..
***** هناك الكثير من المؤشرات تقول أن الكثير من عمليات التنصير تتم في السعودية ، و الأغرب من هذا كله هناك مؤشرات اخرى تشير الى تزايد عمليات الألحاد أيضا / ولكن معتم عليها ، وهذه كله نتيجة رد فعل للكبت المجتمعي و الخطاب التكفيري الذي يضييق فكريا عل الجيل السعودي الجديد و الذي اخذ لا يؤمن به ويعتبره جرعات تاتي مفعولا عكسيا .
  ****** وهناك تحدي للسلطات السعودية  ، يؤكده الخبر المنشور ب CNN  في يوم  2.11.2014  ، الذي  يوضح أن الجيل السعودي المثقف أخذ يرفض المنقول الديني القديم من سنن نبويىة ، أضافة لحرية الحديث عن متعلقات تمس بالرسول . (  وأكدت انصاف حيدر الشمري ، زوجة الناشط السعودي المسجون باتهامات مماثلة ، رائف بدوي ،  نبأ اعتقال الشمري ،  قائلة إنها موجودة في سجن بريمان بجدة ، واتهمت عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ عبدالله بن منيع ، بالوقوف وراء ملاحقتها نظرا لموقف سابق له كان قد تعهد فيه بفعل ذلك ردا على تغريدة لها . وتعود التغريدة مثار الجدل إلى مطلع العام الجاري ، عندما انتقدت الفتاوى الإسلامية المتعلقة بإطالة اللحية قائلة "من أغبى الأقوال أن تربية اللحى مخالفة للمشركين.. مشركو الماضي والحاضر، اليهود والكهنوت، الشيوعيون والماركسيون بلحى ، أبو جهل لحيته أطول من لحية الرسول " ما اعتبره البعض إساءة للنبي محمد . وكانت التغريدات الأخيرة للشمري تتعلق بقضايا متصلة بحقوق المرأة ، كما أن فيها اعتراض على توقيف نساء في سجن بريمان نفسه ، قائلة إن نصفهن " قُبض عليهن بشارع عام يتنقلن مع سائق ولفقت لهن تهمة الخلوة والاصطحاب ) .
 الجيل العربي الحائر !! :
هل الألحاد هو قرار أتخذ بعد دراسة ، أم هو رد فعل لموضوع معين ، أم نتيجة وضع خاص ، أم أفرازات لحالة محددة ، أم لأن الجيل يعيش حالة من الفراغ ، أم كل هذا وذاك .. الأجوبة ليست سهلة !! فالجيل الذي تقام على أسسه الحضارات  /  يتعرض لموجة همجية تنال منه ككيان ، كل جهة مارست عليه دورا ، ساهم بشكل أو بأخر في تحطيم عزيمته و الحط من همته وطمس طاقته ، الأمر الذي جعل من هذا الجيل يدور في فراغ ، فأخذ  الجيل يلتجأ الى أيدولوجيات أو مسارات كان منها الألحاد ( الألحاد عربيا كان أسلاميا أكثره منه مسيحيا ، لأن المسيحية مثلا في مصر / لأنها تضم أعلى نسبة من الأسلام والمسيحيين عربيا ، لا زالت مترسخة والكنيسة تمارس دورها بشكل فعال ، ولكن الأسلام تأثيره مجتمعيا أقل بالرغم من مظاهر التحجب و التنقب ، خاصة أذا علمنا أن موجة الألحاد تنتشر في كل الطبقات ، والمتعلمة منها أكثر من الطبقات الأخرى والتغيير هذا كان له أسبابه . ومن العوامل التي أدت الى هذا المنحى الألحادي كرد فعل هو الأتي  ...  ( وهي تنطبق على المسلمين أكثر من أنطباقها على المسيحيين ) :
 * العوامل الدينية :
1.   فتاوى الجهاد التي دمرت الكينونة العقلية لجيل كامل ، وجعلته مخدرا من غير مخدرات أو بمخدرات ذات مفعول جنسي من أجل لقاء حور العين ، وما يتبع ذلك من قتل وذبح و سحل وصلب ..
2.   الخطاب الأسلامي المتطرف التكفيري ، الذي كان بعض الشباب أسيرا لأفرازاته ، أما القسم الأخر من الشباب بدأ ينهض بعيدا عن هذا الخطاب ..
3.   فتاوى التكفير الوهابية  ضد اليهود والنصارى والنصيرية والباطنية والقرامطة ... خاصة فكر أبن تيمية ، والأجيال المتلاحقة من الشيوخ الذين يفتون حسب الحدث و المناسبة والواقعة .
4.   أحاديث وتفاسير في صحيح البخاري و صحيح مسلم  على سبيل المثال وليس الحصر ، التي تضعف من ربط الفرد بدينه ، لما لها من أنعكاسات على عقلية الجيل  ، منها الاتي ( المصدر / موقع - الأسلام الدعوي و الارشادي / أشراف الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ )  :
* صحيح البخاري302 وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس   أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت .. فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى   ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض   إلى آخر الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصنعوا كل شيء إلا النكاح فبلغ ذلك اليهود فقالوا ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا يا رسول الله إن اليهود تقول كذا وكذا فلا نجامعهن فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أن قد وجد عليهما فخرجا فاستقبلهما هدية من لبن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل في آثارهما فسقاهما فعرفا أن لم يجد عليهما  ..
* صحيح مسلم 293  وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني  وحدثني علي بن حجر السعدي واللفظ له أخبرنا علي بن مسهر أخبرناأبو إسحق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت   كان إحدانا إذا كانت حائضا أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تأتزر في فور حيضتها ثم يباشرها قالت وأيكم يملك إربه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملك إربه 

5.  بعض الفتاوى المثيرة للجدل منها مثلا / نص فتوى للشيخ سلمان بن فهد العودة ، هذا الفتاوى تزيد من الابتعاد بين فحوى الدين وما يجب أن يكون عليه من تقوى  كالصوم والصلاة والزكاة .. هذه الفتاوى التي تركز على الجنس بتفاصيله المثيرة و المقززة في أحيان أخرى  ، الفتوى :
السؤال :ما هو الحكم الشرعي عن مسألة مص ، و لعق الرجل لفرج المرأة ، أو العكس - أجلكم الله - هل هو حرام؟
الجواب : يجوز لكل من الزوجين الاستمتاع من الآخر بكل شئ ما خلا الدبر والحيضة للأحاديث الواردة ، انظر ما رواه البخاري (302) ، ومسلم (293) ،  وفي الحيض نص قرآني انظر سورة البقرة الآية   222 (  وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَاتَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) .
(  حديث البخاري 302  و حديث مسلم 293 / مذكور في سياق النقطة 4 أعلاه  ) .

      * عوامل أخرى :
1. الأنظمة الحكومية الفاسدة ، التي سارعت سياساتها في ابتعاد الأجيال عن دورهم الحقيقي في المجتمع.
2. الحالة الاقتصادية ، البطالة و أنخفاض الحالة المعاشية ... وتاثير ذلك على نفسية الجيل .
3. الخلل الأمني و الوضع البوليسي ، الذي تعيشه بعض المجتمعات العربية ، وما تمارسه أجهزة الدول الفاسدة من أدوار تعسفية على وضعية و دور الجيل في المجتمع  .
4. الوضع السياسي العربي المتدهور ، الغير مستقر ، المنقسم على بعضه ، يولد شعورا بالتيه و الضياع عن ما يحدث وما سيحدث وتاثير ذلك على مستقبل الجيل .
كلمة لا بد منها :
         لا أستطيع بهذه الكلمة ، أن أحلل أو أن أحرم الألحاد ، ولو فعلت هذا  لكنت نسخة من شيوخ ودعاة فتاوى جهاد النكاح أو أرضاع الكبير .. أو كشيوخ الجهاد والأجتهاد ، وأنا لست منهم ، كما أني لست  محكم لأني لست بقاض ، وأن لست منظر لاني لست بفقيه لهذا السلوك أو ذاك ، ولكني فرد سوي / كاتب ،  أومن بحرية الأعتقاد ، ضمن دولة مدنية ، يكون لمواطنيها حقوق وعليهم واجبات ، أما الدين و الأعتقاد فهو من حق المجتمع ، وأرى أن لكل مواطن كامل الحرية في أختيار دينه أو  معتقده ولا أكراه في الدين ٌ} لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ عَلِيمٌ { البقرة:256 ، وأما الدولة  فهي مصطلح عام لنظام ليس له هوية لا  دينية ولا  مذهبية .
        فدعوا الجيل يؤمن بما يشاء  ولا تحاكموهم أو تقاضوهم ، لأنكم ستفقدون الجيل ، فكيف لدولة بلا جيل               !! مهما ما كان به من ألحاد ، كما أن هذا الجيل لو كان ملحدا فالألحاد كلمة مطلقة غير مكفرة للأخر ،                  فجيل بعضه ملحد ، افضل  من جيل متلذذ   بالدم ، له معتقد  مؤمن  ..مجاهد بشق الصدور و                          التهام الأكباد فجرا ، ثم  قبل  أن يأوي لفراشه يقطع الرقاب  ويرفعها على البيارق .
       وقبل أن أترك القلم لو أجرينا مقارنة بين مجتمع جيله ملتزم مؤمن مجاهد في ساحات الوغى ، من المؤكد              نتائجه ستكون مقابر و دم ، أرامل و أيتام ، تهجير وترحيل ، خراب وتدمير ، وأكبر مثل هي سوريا اليوم              !! أما مجتمع به ثلة من الملحدين ، لم يهديم الله ( يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ[المدثر:31] ) ،                 نتائجه مجرد أفكار مسطرة على أوراق مدادها حبر وليس دم .










462
                                          تساؤلات ...  في الألحاد  / بحث مختصر
                     ( الألحاد كلمة مدادها الحبر ، أما فتاوى الجهاد و التكفير ففعلها الدم )
                                             

      تنويه :  سيكون الموضوع  / البحث على جزأين ..
                                            الجزء الاول

    *  الألحاد ، يعرف كلغة بأنه  الميل ، وأما أصطلاحاً ، فهو الميل عما يجب  اعتقاده  أو عمله .
   *   كما يعرف ، بانه وصف لأي موقف فكري لا يؤمن بوجود إله واعِ للوجود ، أو بوجود "كائنات" مطلقة القدرة ، والإلحاد بالمعنى الواسع هو عدم التصديق بل وإنكار وجود هذه الكائنات (الآلهة) خارج المخيلة البشرية ، أن شرط العلم بحسب افلاطون) هو أن يكون المعلوم قضية منطقية صحيحة، مثبتة ..)       
   *   وأيضا ، معنى الإِلحاد في اللغة المَيْلُ عن القصْد . ولحَدَ إِليه بلسانه : مال ، في قوله تعالى : لسان الذين يلحدون إِليه أَعجمي وهذا لسان عربي مبين ؛ قال الفراء: قرئ يَلْحَدون فمن قرأَ يَلْحَدون أَراد يَمِيلُون إِليه ، ويُلْحِدون يَعْتَرِضون . وأَصل الإِلحادِ : المَيْلُ والعُدول عن الشيء ( نقل من موقع الويكيبيديا بتصرف ) .

الخلفية الدينية :
* أسلاميا يكون في أسماء الله لقوله تعالى (  وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أسمائه ) .. (الأعراف: الاية18)

ويكون أيضا في آيات الله لقوله تعالى : (إن الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ) .. (فصلت: الاية40 ) / أخذت بتصرف من موقع /  العقيدة و المذاهب المعاصرة . و لعل من أول و أهم الشخصيات الملحدة في الأسلام و التي أنكرت الدعوة والنبوة وإله الإسلام هو "عبد الله بن سعد أبي سرح" (توفى 659 م)، وكان من كتبة الوحي ، وفيه تقول المغازي للواقدي ج2 : 855 ، 856 :
"وكان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فربما أملى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سميع عليم فيكتب عليم حكيم فيقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول كذلك الله ويقره . وافتتن وقال ما يدري محمد ما يقول إني لأكتب له ما شئت ، هذا الذي كتبت يوحى إلي كما يوحى إلى محمد . وخرج هاربا من المدينة إلى مكة مرتدا ، فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح (أي فتح مكة)" والذي أنقذه هو عثمان بن عفان ، أخاه في الرضاعة .
تعليق / وهنا نقف مرة أخرى أمام حقائق غريبة من التاريخ الإسلامي ، فمن  المفروض أن يكون كاتب الوحي هو أقرب الناس إلى فم الرسول وقلبه ، ومن البديهي أن يبتعد عن الشك أو إنكار العقيدة ، ولكننا نلحظ مرة أخرى أن الإسلام  يفاجئنا بأخبار مريبة !!
** أما في المسيحية ، فيقولون اللاهوتيين ، أن الالحاد كفكرة هي ليست من الانسان بل أنها من الشيطان ( علما لا يوجد في المسيحية قي بذورها الأولى / أيام تلامذة المسيح من ألحاد .. ) ، لهذا على الانسان أن يحاربها ويقاومها ، ويقول القديس بطرس أحد رسل السيد المسيح " قاوموها راسخين في الأيمان " رسالة بطرس الرسول الأولى  5: 9) ) ، ومع ذلك فإن وجود الله له إثباتات كثيرة . لعل في مقدمتها ما يسميه الفلاسفة أو المفكرون بالعلة الأولى ، أي السبب الأول . أي أن الله هو السبب الأول لوجود هذا الكون كله وبدون وجود الله لا نستطيع أن نفسر كيفية وجود الكون . / أخذت بتصرف من كتاب سنوات مع إسئله الناس : أسئله لاهوتية و عقائدية " أ – " من كتب البابا شنودة الثالث ... فبعد أن خان يهوذا الأسخريوطي سيده المسيح وسلمه الى اليهود ليصلب ، يحدثنا  الأنجيل أن  المسيح أنكره ثلاث مرات أهم تلامذته وهو بطرس بتجديف ولعن وأقسم أمام جارية ولكنه سرعان ما رجع لنفسه وثاب إلى رشده وندم ندمًا شديدًا وبكي بكاءًا شديدًا ، وقصد قبر معلمه باكرًا جدا فجر يوم القيامة ، و أصبح فيما بعد كما يقول اللاهوت الكنسي المسيحي الصخرة التي قامت عليها المسيحية ، وتذكرالتقاليد الكنسيّة أيضًا ، أن بطرس قد صلب في سبيل نشر المسيحية رأسًا على عقب أي على صليب مقلوب ، إذ إنه لم يرى نفسه أهلاً ليموت بنفس الطريقة التي مات بها يسوع المسيح .
*** في المزامير  ، الألحاد هو انكار وجود الله ،  وهو اتجاه ليس بجديد ، مزمور 1:14 الذي كتبه داوود حوالي سنة 1000 قبل الميلاد يذكر الألحاد – " قال الجاهل في قلبه ليس اله ".  .
**** وفي اليهودية ، أولا لا وجود لدليل تاريخي مستقل يدعم إثبات وجود موسى ، لذا فقد نحا بعض ملاحدة النقاد اعتباره شخصية اخترعها الفكر الديني اليهودي زمن السبي البابلي ، نظرًا لتشابه قصة انتشال موسى مع تقليد أنتشال سرجون الأكادي ، أنصار هذا الرأي يعتبرون موسى أسطورة لتفسير أصل الشعب اليهودي ، غير أن عددًا آخر من الباحثين دافعوا حول تاريخية موسى بنسب متفاوتة وبدلائل شتى ، من بينها استحالة فهم تاريخ بني إسرائيل في حال إنكار تاريخية موسى أو تاريخية الخروج من مصر . علاقة النبي موسى بشعبه كانت دائما متوترة ومشدودة بها الكثير من التذمر والتظلم و التمرد ونكران لدوره في خلاصهم ، بل إن بعضهم اقترحوا أن يُخلع موسى من قيادة الشعب ويقام رئيس جديد للجماعة يعيدهم إلى مصر، وحاول قسم آخر أن يرجموا موسى وهارون ويقتلوهما ، وهو ما ردّ عليه الله في التوراة : "حتى متى يهينني هذا الشعب ؟ وحتى متى لا يصدقونني رغم كل الآيات التي عملت في وسطهم؟" و موسى مجددًا طلب الصفح واستغفر وكفّر عن خطايا بني قومه ، وحين بلغ الشعب برية سين إلى الجنوب من البحر الميت نواحي صحراء النقب ، توفيت مريم أخت موسى ودفنت هناك، والمصيبة الثانية التي حلّت هي قحط البرية : "لماذا أصعدتمانا من مصر لتأتيا بنا إلى هذا المكان الرديء. ليس هو مكان زرع وتين وكرم ورمان ، ولا فيه مكان للشرب فكان أن أمر الله موسى بأن يأمر إحدى الصخور شفاهًا بأن تخرج ماءً فيخرج منها الماء، غير أن موسى ضرب الصخرة بعصاه التي فلق بها البحر فنزل الماء...
***** أما بالنسبة للملحدين ومدارسهم  الفكرية  فليست هناك مدرسة فلسفية واحدة تجمع كل الملحدين ، فمن الملحدين من ينطوي تحت لواء المدرسة المادية أو الطبيعية والكثير من الملحدين يميلون باتجاه العلمانية والتشكيك خصوصاً فيما يتصل بعالم ما وراء الطبيعة.  ويقول بعض الملحدين بأنه ليس هناك عناد بين الإلحاد ودين البوذية لأن البوذيين أو بعضهم يعتنقون البوذية ولكنهم لا يعتقدون بوجود إله .
 تعليق ،
 في الديانات الثلاث كان هناك جانب من الميل / الألحاد ، بين الانبياء وبين رسلهم أو شعوبهم أو رجالاتهم أو المقربين منهم أو مريديهم ..!! بتصورات مختلفة كالنكران وعدم التصديق و التمرد ..
 حالات تأريخية :
* ومن الحالات العربية الأسلامية المثيرة للجدل والغريبة أجتماعيا هي حالة " أبن الراوندي " المتوفي حوالي 301 هجرية ، هذه الشخصية التي تعتبر أكبر الملحدين في الأسلام ، سأتناولها بشئ من التفصيل لأنها  متلونة متغيرة غير مستقرة سلوكا ، وتبين لنا دور الفكر والقلم في الأحداث ، وأعتقد أن الأسترسال في هذه الجزئية قد يمنحنا بعض الأجوبة عن أنتهازية بعض شخصيات الوقت الحاضر .
أبن الراوندي / هو الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق ، فقد عاش هذا الرجل حياة غربية ، تنقَّل فيها بين الديانات والمذاهب على نحو عجيب . كان ابن الراوندى فى أول الأمر يهودياً ، وسرعان ما أعلن إسلامه ليدخل فى نطاق عزة الإسلام -آنذاك- ويستظل فى ظل الدولة العباسية التى كانت -آنذاك- فى أوج مجدها .. ووجد ابن الراوندى أن فرقة المعتزلة هى أكثر الفرق الإسلامية اقتراباً من الخفاء العباسيين ، فصار معتزليا ! وألَّف مجموعة من الكتب على مذهب المعتزلة .. لكن المعتزلة لم يفسحوا له مكانا لائقا بينهم ، ولم ينل ابن الراوندى ما كان يطمح إليه ، فانقلب على المعتزلة وهاجمهم فى كتاب مشهور له ، عنوانه : فضيحة المعتزلة ( نقض فيه كتاب الجاحظ : فضيلة المعتزلة! ) وقام المعتزلة بالهجوم على ابن الراوندى ، ويبدو أنهم أوغروا صدر الخليفة ضده ، فهرب والتجأ لأعداء الدولة - آنذاك- من الشيعة الباطنية ، وألف لهم كتابا ضد مذهب أهل السُّنة ، نظير مبلغ 33 ديناراً ! وكان عنوان الكتاب فى الإمامة .. وبعد فترة ، شعر ابن الراوندى أن الشيعة لن يحموه من السُّنة ، وأنه من الممكن أن يتقرب للسنة مرة أخرى ، فكتب كتابه : فى التوحيد .
    ثم اكتشف ابن الراوندى أنه لم يحقق مأربه عند أهل السنة ، وانقلب عليه الشيعة أيضاً .. فخرج عن نطاق الإسلام بما فيه من سُنة وشيعة ، ولجأ إلى اليهود. ومرة أخرى يستخدم ابن الراوندى فكره وقلمه لتحقيق أغراضه الدنيوية التافهة ، فيؤلف لليهود كتاب (البصيرة) ينتصر فيه لليهودية ويرد على الإسلام ، وتقاضى ابن الراوندى مبلغ 400 درهم من اليهود نظير تأليفه لهذا الكتاب .. ثم أراد بعد فترة أن ينقضه ويرد على ما ذكره فيه من آراء ضد المسلمين والإسلام ، فأعطاه اليهود 100 درهم أخرى ، فعدل عن الرد على الكتاب ! .
    وفى نهاية الأمر ، يقف ابن الراوندى ضد كل الديانات وجميع الأنبياء ، فيضع كتاب " الفرند " ليطعن فيه على الأنبياء والنبوة ، ثم يضع كتابه المشهور" الزمردة " فيطعن فيه ضد الرسالات السماوية كلها ، ويشكك فى الألوهية ذاتها .. وهكذا عاش ابن الراوندى حياته متنقلاً بين المذاهب والديانات ، وقضى أيامه (الدرامية) البائسة ساعيا وراء المجد الدنيوى ، وهو المجد الذى ما ناله ابن الراوندى قط  وإنما نال لقب : الملحد الأكبر فى تاريخ الإسلام.  ( نقل بتصرف من موقع د. يوسف زيدان للتراث ) .
 **في القرن العشرين لدينا حالة مميزة ممكن أن نسلط الضوء عليها وهو الدكتور إسماعيل أحمد إسماعيل إبراهيم أدهم (13 يناير 1911 - 23 يوليو 1940) وهو كاتب مصرى ، من مواليد الاسكندرية ( أباه مسلم و أمه مسيحية ، وبقت أختاه على المسيحية ) ودرس بها أيضا ، و حصل على الدكتوراه في العلوم من موسكو سنة 1931 و هو واحد من الكتاب القليلين في "الوطن العربي" اللذين اعلنو الحادهم و كتبو عنه . ومن أشهر كتبه كتاب بعنوان "لماذا أنا ملحد؟". اسماعيل ادهم عانى من اكتئاب شديد بعد قرائته أعمال آرثر شوبنهاور و كيركجارد ، التي كانت سبب في انتحاره ، ومن أقواله " الإلحاد هو الإيمان بأن سبب الكون يتضمنه الكون فى ذاته وأن ثمة لاشىء وراء هذا العالم” و في عدد مجلة «الرسالة» المصرية رقم 366 بتاريخ 8 يوليو 1940 نشر لأسماعيل ادهم مقال علمى فى اربع صفحات بها معادلات فيزياوية معقده سماها (البناء الكهربى للذره) THE ELECTRICAL STRUCTURE OF THE ATOM ، يبين بها إن الذي توصل أليه العالم الألمانى «هينزنبرغ» هو اثبته قبله بسنين فى معامل البحث العلمى فى موسكو . وإن الذي أعلنه البروفيسور الروسى «سكوبلزن» سنة 1938 ينسجم مع مبادئ الفيزياء الحديثه التي اثبتها سنة  1933 ، وبعد ايام قليله من نشر المقال اعلنت وفاة د.إسماعيل أحمد أدهم غرقا على شط «جليم» بالاسكندرية ، ويقال انهم لقوا فى جيبه رساله يقول فيها انه انتحر ويطلب تشريح جثته ومخه وحرق جثمانه بدل دفنه ، عدم الاهتمام بحادثة وفاة الدكتور اسماعيل ادهم أول عالم ذره مصرى وراءها بعض الاسباب منها : إن انتحاره أو قتله حصل قبل قذف اليابان بقنابل ذريه بخمس سنين من قبل أميركا  ، ولم يكن من أهمية فى مصر بعلوم الذره اللتي كتب عنها د.أدهم ، كما ان بسبب إنه كان ملحد وأعلن عن أفكاره فى كتيب سماه لماذا أنا ملحد؟ - وكان نفس عنوان كتاب للفيلسوف البريطانى برتراند رسل كتبه فيما بعد – الذي جعل فى موته كعقاب ربانى له على الحاده وبالتالى ليس من داع أن يهتموا بالموضوع ( نقل بتصرف من الويكيبيديا و موقع شبكة الدفاع عن السنة ) .
تعليق / أوردت هذا الموضوع فقط لأبين كمثال بأن الملحدين ليسوا أغبياء كما يقول بعض المتدينيين ، كذلك هذا مابينه الكاتب ، أثير العاني في كتابه /  هل الملحدون واللادينيون أغبياء أم أذكياء وعلماء ؟
أحصائيات ونسب  / منتدى بيو فوروم للدين والحياة العامة :
 * أكثر من 84% من سكان العالم هم من أتباع الأديان السماوية ، أو من المؤمنين باعتقاد أو بشيء ما . أما الباقي فلا يؤمنون بشيء على الإطلاق ، كما صنفوا هم أنفسهم في حملة قامت بأكثر من 2500 إحصاء في 230 دولة ومنطقة جغرافية بالعالم طوال العام 2010 ، ومنها اتضح أن سكان الشرق الأوسط هم أكثر تدينا في العالم ، الحملة قام بها "منتدى بيو فوروم للدين والحياة العامة" وهو مركز دراسات وأبحاث أمريكي متخصص بالأديان والمعتقدات ، ومن نتيجتها أكد أن الإلحاد أصبح "الديانة" الثالثة بالعدد في العالم بعد المسيحية والإسلام ، وبين أن اليهودية هي أضعف الأديان ، وأقل بقليل من نصف أتباعها يقيمون في إسرائيل.
كما ظهر من نتائج الإحصاءات أن للهندوسية نصيب كبير من الانتشار مستقبلا أيضا ، لكن "بيو فوروم" اعتبرها ديانة أمة واحدة تقريبا "فأكثر من 94% من الهندوس يقيمون في الهند" ، من ملخصات وجداول شملتها الإحصاءات التي يمكن استنباط نتيجة منها تؤكد بأن الإيمان ما زال فاعلا في العالم ، برغم أن واحدا بين كل 6 أشخاص ملحد لا يؤمن بشي !! وتشير الإحصاءات أن التوزيع الجغرافي لمن صنفوا أنفسهم لادينيين ، لا يؤمنون بأي معتقد، أي "عدميين" بلا أي ارتباط مع الماورائيات ، أن أقل نسبة منهم نجدها في الشرق الأوسط، حيث لا يزيدون عن 0.2% من المليار و100 مليون "ملحد" بحسب ما تسميهم الأديان السماوية ، وعددهم كما تبينه الدراسة  مليونين و100 ألف فقط.
يأتي بعدهم ملحدو القارة السمراء ، باستثناء مصر والسودان ودول شمال إفريقيا ، ونسبتهم 2.4% من المجموع العام، يليهم 4% بأمريكا اللاتينية والكاريبي، وبعدهم 5.2% في الولايات المتحدة وكندا، ثم 12% في أوروبا، والباقي في آسيا وأوقيانيا، ونسبتهم 76.2% يمثلون أكثر من 858 مليونا، منهم 62.2% في الصين وحدها، أي تقريبا 586 مليونا ممن يولدون ويعيشون ويرحلون وكأن شيئاً لم يكن . أما من اعتبرتهم الدراسة مؤمنين أو معتقدين بشيء ما، بحسب ما صنفوا هم أنفسهم في الإحصاءات، فعددهم مليارين و200 مليون مسيحي، أي 31.5% من سكان العالم البالغين في عام 2010 أكثر من 6 مليارات و900 مليون نسمة.
يأتي بعدهم المسلمون وعددهم مليار و600 مليون نسمة ، أي 23% من السكان ، يليهم مليار نسمة من الهندوس ، أي 15% من سكان العالم ، ثم 500 مليون بوذي (7%) يليهم 14 مليون يهودي، ممن نسبتهم 0.2% فقط ، وفي العالم أكثر من 400 مليون نسمة ، أي 6% من سكانه ، صنفوا أنفسهم بممارسين لشعائر وطقوس من دون توضيح لأي دين ، ومعظمهم في الصين أو من قبائل إفريقيا والهنود الحمر في القارة الأمريكية أو "الأيورجين" سكان أستراليا الأصليين وأشباههم في دول الشرق البعيدة ، كجزر الميكرونيزيا في المحيط الهادي، حتى وفي أوروبا حيث يمارس البعض طقوسا لا تنتمي لأي دين، لكن ممارستها بالنسبة لأتباعها هي فعل إيماني . وكشفت الإحصاءات أيضا عن وجود 58 مليون نسمة ، أي أقل من 1% من سكان العالم ، ممن يمكن اعتبارهم "حيارى" في أي دين ينتمون، ومنهم البهائيين والسيخ والزرادشت المجوس و"الويكا" وهي ديانة تأسست في بريطانيا بخمسينات القرن الماضي ، كما منهم "الجاينيين" المنتشرة اعتقاداتهم في الهند بشكل خاص ، وكذلك أتباع "الطاوية" المنتشرين في الصين وما جاورها، وأيضا أشباههم من اتباع معتقد "التنريكيو" المستمد فلسفته من امرأة اسمها ميكي عاشت في القرن 19 ويكتبون أنها كانت "تتلقى وحياً من السماء" بحسب ما يزعمون . نرى أيضا من الاتجاهات الدينية التي أوضحتها الإحصاءات في الدراسة أن ما هو مقدس للبعض ليس فيه أي قداسة للبعض الآخر. مع ذلك توضح روحية الدراسة أن الوجدان الديني هو واحد لدى المؤمنين، لكنه موزع في طقوس وتقاليد متناقضة ، وهو ما عناه الشاعر المهجري اللبناني الراحل ، إيليا أبو جودة ، في بيتين من الشعر قالهما في أربيعينات القرن الماضي :
لما سألت عن الحقيقة  قيل  لي            الحق  ماأتفق السواد عليه
فعجبت كيف ذبحت ثوري في الضحى      و الهند ساجدة هناك لديه
( نقل بتصرف من العربية نيت / كمال قبيسي )
** نشرت الموسوعة البريطانية  ،  ووجدت أن غير المتدينين يشكلون نحو 9.6٪ من سكان العالم ، والملحدين حول 2.0٪  ، عدد اللادينيين ( ربوبيين و ملحدين و غير ذلك ) = تقريبا 630 مليون  ، بينما عدد الملحدين تقريبا 140 مليون .


 تعليق :
أن الدراسة السالفة الذكر ، أرى أنها لا تبين الحقيقة بالنسبة لأعداد الملحدين عربيا ، فلو علمنا أن عدد نفوس العالم وقت أعداد الدراسة / 2010 هو 6 مليارات 900 مليون نسمة ، وعدد نفوس الوطن العربي / حسب أحصاء عام 2011 هو 367 مليون و 400 ألف نسمة ( حسب موقع النهار ، منحازون للحقيقة فقط ) ، فهل من المعقول عربيا وحسب العقلية العربية التي يتمتع بها عالمنا العربي أن تكون للمواطن العربي الجرأة و الشجاعة والحرية أن يقول أنني ملحد ، أعتقد لا ، لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال وليس الحصر :
1.   حدود الردة التي ستطبق عليه خاصة أذا كان من مواطني السعودية  أو السودان .. وغيرها من البلدان العربية .
2.   الوضع الأسري وصعوبة الافصاح عن هكذا مواضيع فيه .
3.   الوضع القبلي أو العشائري الذي يعيش به بعض المواطنين خاصة سكان الريف و القرى و البادية .. وحساسية هكذا مواضيع و التي تعتبر من المحرمات .
4.   الخوف من الوضع السلطوي للحكومة ، ومن أحكامها تجاه الملحدين .
5.   بشكل عام الملحدون منغلقون على الأخرين منفتحون فيما بينهم  ، لهذا فهم متكتمين  على ألحادهم ولا يفحصون عنه  لاحد .

463
                     العراق يصرخ صرخة يوليوس قيصر .. " حتى أنت يابروتس "
تنويه :
  المقال ليس جلدا للذات ، لأن الذات أصبحت عارية بعد أن رفعت ورقة التوت عنها ...
الموضوع :
العراق ( الذي كان أساس نشأة أولى المراكز الحضارية في العالم على بلاد ما بين النهرين والتي قامت فيه على مر التاريخ  وعلى أمتداد 8000 سنة ، على  يد الأكديين والسومرين والآشوريين والبابليين  ، ومن بين ما أنتجته حضارة بلاد ما بين النهرين اختراع الحرف من طرف السومريون ، وسن أول القوانين المكتوبة في تاريخ البشرية بما يعرف في المصادر التاريخية ب شريعة حمورابي )  يعيد الأن الصرخة التراجيدية لعملية أغتيال يوليوس قيصر ( جنرال وقائد وسياسي وكاتب روماني ولد عام 13 يوليو 100 ق م وتوفى عام 15 مارس 44 ق م ، وهو أول من أطلق على نفسه لقب أمراطور، وتولى الحكم من 49 ق م لغاية  15 مارس  44 ق م ):
حتى أنت يابروتس !! ( بروتس ، هو أحب أصدقاء القيصر ومحل ثقته ، والشخص الأقرب إلى قلبه حتى قيل إنه كان ابناً لقيصر لكثرة ما أغدق عليه من جاه وعز ، ومنحه أعلى الأوسمة والمناصب.. )
العراق أعاد الصرخة ، وهو يهوى قتيلا على أرض  النخيل و الرافدين غارقا بدمه والخونة يجهزون عليه واحدا تلو الأخر ، يشاركهم أقرب الأقربون للعراق كعنوان / معظم أعضاء الحكومة و البرلمان و المسؤولين !! بلا أستثناء ، نفس الصورة تتكرر ، كأشتراك بروتوس والنبلاء في أغتيال القيصر ،  هذا هو حال العراق ،  فما الذي يجمع بين هذين الحدثين الذي يفصل بينهما حوالي 21 قرنا من الزمن ، سوى  الخيانة (( أن  خيانة  الوطن تعني عدم المروءة  بالضرورة ، والإنسان الذي ( لا يملك المروءة  )  يمكنه أن ( يبيع عِرضهُ  وشرفه ) كما يمكنه أن ( يبيع وطنه )  ، لأن الوطن هو بمنزلة العرض والشرف للإنسان . ومن هان عليه وطنه يهون عليه عرضه و شرفهُ ببساطة / نقلت بتصرف من مدونة أفلح اليعربي  )) .
هل تعود العراق على الخيانة ، هل أصبح العراق  مصدرا للخونة ، هل أصبحنا نحلم كيف أن نخون وطننا ، هل أصبحت الخيانة شرف / كالمتاجرة بالأسلحة مع الاعداء ، هل باع الخونة الوطن صراحة بلا خجل !! أي وضع مخزي نحن فيه ، كلها أسئلة يسألها العراقيون بعد أن فقدوا الأمل ، بوطنهم الذي ذهب ولم ولن يعود في " المستقبل المنظور " ، فنحن  مشردين تائهين مهجرين مرحلين ، كنا نعتقد بوجود منفذ في نهاية النفق ، ولكن كل الأنفاق حفر الأخرين في نهايتها هاوية  حتى أذا هربنا من النفق المظلم سنهوى في الهاوية لا محالة .
فالكل يغتالنا ، الكل ينهش فينا ، الكل يتاجر بدمائنا كما تاجروا بحرائرنا اللواتي بيعن سبايا ، الكل يتاجر بأسم قبيلته أو طائفته وحتى تاجروا بشرفهم وبدينهم ، الكل  نسى الله ، بل وضعوه ، في مكان مجهول ، ولكن عند الحاجة ينقلبون بين ليلة وضحاها  الى .. أمام أو فقيه أو شيخ ورع أو عالم دين تقي أو سيد بعمامة سوداء وخاتم وسبحة  ..!!
أين العراق الذي كان يحارب دفاعا عن الأمة ( في حرب 1948 دافع عن فلسطين وفي حرب أكتوبر 1973  دافع عن سوريا بجيشه ودباباته وعن مصر بطائراته .. ) والأن الأخرين يحاربون عنه !! كيف يعقل من كنا نحاربهم يحاربون عنا / أيران !! هل فقد العراق الرجال ، أم باع الرجال بلا أستثناء العراق ، كما قال شاعرنا مظفر النواب (  القصيدة كتبت لفلسطين ، بعنوان .. " القدس عروس عروبتكم " ) :
" أعترف الآن أمام الصحراء بأني مبتذل وبذيء
كهزيمتكم
ياشرفاء مهزومين
ويا حكاما مهزومين
ويا جمهورا مهزوما
ما أوسخنا ما أوسخنا ما أوسخنا
ونكابر ما أوسخنا
لا أستثني أحدا  " ...
هل ستبقى وحيدا يا عراق ، هل  صدقت نبؤات الأخرين ، كما صدقت رؤية زوجة يوليوس قيصر حين  قالت :
(  أرى دماءًا  ينهمر من تمثالك ، والرومان يضعون أيديهم بدمك ، ونشوة السعادة تغمرهم  ) .
هكذا أصبحت  يا عراق بلا درع وبلا سند وبلا نصير وبلا رجال ، كنت تطعم الجميع و تروي الجميع ، والأن يزرعون النار في أراضيك ، ويسقونك سما ،  أصبحت في منطقة الوجود أو لا وجود ، أرضك تضيع ، لأنها تقضم ، وحتى سماؤك أسودت زرقتها ، أين أنت يا عراق ، ويحضرنا في هذا المقام قول " الأمام الشافعي " في تغير الحال و الأحوال و الأيام .. :
       ولَا حُزْنٌ يَدُومُ ولَا سُرور         ولاَ بُؤسٌ عَلَيْكَ وَلاَ رَخَاءُ
خاتمة :
ونعود مرة ثانية و ثالثة لصرخة  القيصر/ حين طعنه بروتوس  ، وصرخ قيصر "  حتى أنت يا بروتوس  "  ،
 أجابه برتوس  :
" إني أحبك لكني أحب روما أكثر " فأجابه القيصر "  فليمت قيصر " .
وانتم تقولون يا خونة العراق "  نحن نحب المال أكثر " وتجيبون نيابة عن العراق " فليذهب العراق".   







464
                     
       1. من غرائب الحياة وعجائب القدر أن ينجب العراق شخصيتين مثيرتين للجدل في القرن العشرين يبدأ أسميهما ب نوري ترأسا الحكومة العراقية لأكثر من مرة هما ، نوري باشا السعيد  رحمه الله / بغداد  ( 1888 -  1958 ) ونوري المالكي / الحلة ( 1950 - ! ) ، الأثنان حكما العراق في فترتين تعتبران من أخطر وأهم وأعقد الفترات حساسية في تاريخ العراق الحديث .
  *فالأول / نوري السعيد ترأس مجلس الوزراء /  14 مرة للفترة من ( 1930 – 1958 ) ، ذو خلفيه عسكرية / خريج الأكاديمية العسكرية – اسطنبول وحائز على درجة الأركان من الأستانة عام 1911 ، شارك في حرب البلقان(  1912 -  1913 )، له الدور الأكبر في ... تاسيس المملكة العراقية ، وضع الأساسيات الأولى للجيش العراقي ،  شارك في الثورة العربية  ، حلف بغداد / لمقاومة المدالشيوعي في الشرق الأوسط ، ضم العراق الى عصبة الأمم / الأمم المتحدة حاليا ، كما يعتبر أحد عرابي / المؤسيين لجامعة الدول العربية ....
  *والثاني / نوري المالكي ترأس الحكومة  العراقية مرتين ( 2006 - 2014 ) ويطمح بولاية ثالثة ، خلفيته الدراسات الدينية / بكالوريوس أصول الدين ثم ماجستير لغة عربية / جامعة صلاح الدين ، أنتمى الى حزب الدعوة في عام 1970 . وعمل موظفا في التربية و التعليم في مدينة الحلة وفي عام 1970  ترك العراق مغادرا الى ايران ،  وفي عام 1987 غادرها الى سوريا وتشكل الفترة التي قضاها خارج العراق ( خاصة أيران !! )  مرتكز مهم في تكوينه الولائي والأنتمائي لأيران وظل هذا التأثير ممتدا الى الأن وأنعكس على أكثر وأهم  قراراته  .

      2 . يكنى  نوري السعيد ب ... الباشا أو أبو صباح .
بينما يكنى نوري المالكي ب ... أبو أسراء أبو أحمد / حمودي .
وهناك فرق كبير بين نجلي الأثنين ، فبينما نجل الأول / صباح كان شخصا عاديا ولم يكن لديه أي دور سياسي أو سلطوي مؤثر في الوضع السياسي أو بالحياة عامة ، وكان الباشا قد طرده لقيامه بمخالفة الأوامر والطيران من تحت الجسر في بغداد ، ثم عينه / الباشا مديرا للسكك ، كما لم يكن لديه أي ثروة مالية  تذكر  ..
أما نجل الثاني/ أحمد ، فله دور كبير أن كان على المستوى الأمني ( وحسب تصريحات والده / المالكي التلفزيونية  مثلا ... دوره في ألقاء القبض على بعض أصحاب النفوذ و المليارات في المنطقة الخضراء ! علما أن نجله / أحمد  ليس لديه أي منصب أمني أوعسكري ) أما  دوره على المستوى التجاري والمالي باتا  معروفا لدى الجميع ، حيث أنشأ له كيان خاص به بمساعدة المستشارين العاملين في مكتب رئاسة الوزراء داخل وخارج  !!

      3. هتافات كانت متداولة في الشارع العراقي أنذاك :
نوري السعيد القندرة ... وصالح جبر كيطانة
أما الأن :
    كذاب نوري المالكي كذاب !!

      4. مقولات كانت مرتبطة بهما :
نوري باشا كان يقول :
     دار السيد مأمونة !

والمالكي يقول :
   ما ننطيها !! ( ويقصد السلطة / الحكم )  .

      5. تقول بعض المصادر أن راتب نوري باشا 150 دينارا عراقيا . ولم يكن  لديه أي أملاك
أوعقارات داخل العراق أو خارجه سوى داره المطلة على دجلة ، كما لم تسجل عليه أو على أبنه  أي تجاوزات مالية على خزينة الدولة المركزية  بصفته رئيسا لمجلس الوزراء .
أما راتب نوري المالكي غير محدد وغير معروف !! لأشرافه على العراق كله ثروة و ميزانية وموارد وخيرات ، أما أملاكه / وأملاك نجله وصهره وخاصته فسيكشفها التاريخ لاحقا أو آجلا !!

     6. مشروب نوري باشا المفضل / العرق ( مستكي أو زحلاوي غير معلوم ) .
أما المالكي ليس لدينا معلومة دقيقة عن مشروبه المفضل .
وأرى أن شرب الكحول من عدمه لا يقلل من شأن الرجل أو من وطنيته .

    7. الباشا مات بطريقة بشعة / تراجيدية  ليس لها سابقة تاريخيا وقد ذكرت ذلك في مقال سابق حول الرجل ، حيث أن الرجل قتل ثم سحل في الشوارع وقطعت أوصاله من قبل الغوغاء ثم سحقت باقي أشلائه بدبابة ثم حرق ما تبقى منها ، أي أن الرجل محي وجوده كليا من الحياة في حينه .
أما المالكي فلا زال حيا يرزق ولا نعلم ولا يعلم هو ما يخبأ له القدر وما يضمر له العراقيين !!

أنني في هذه المقالة ليس بصدد خلق مقارنة أو ذكر عيوب ومثالب ومحاسن الرجلين لأن هذا ليس موضوعنا الاساسي ولكني أرتايت ان أمهد للموضوع من خلال الملاحظات والمؤشرات والنقاط آنفة الذكر لأرتباطها وأنعكاسها بشكل أو بأخر على الموضوع كما أنها تشكل في نفس الوقت جزءا لا يتجزأ من خلفية الموضوع السردية  ..
 
* أولا ماذا ترك لنا نوري باشا السعيد ؟
ترك لنا دولة موحدة شعبا وأرضا ومياها ، فالأديان بكل مذاهبها وطوائفها لا تشكل أي أيجابيات أو أو ميزات أو سلبيات للمنطقة أو للمدينة أو للمكون الشعبي الذي يعتنقها، والموارد والخيرات للدولة والشعب ، لا تهجير ولا ترحيل ولا تسميات وليدة للمناطق  كما هي الأن  (  الجنوب / الشيعي ، المنطقة الغربية / السنية ، المثلث السني  وأقليم كردستان وسهل نينوى  .. ) ، ولم يكن
متداولا بين العامة  في عهده مصطلحات ك ... الروافض ، النواصب والكفرة .
ترك لنا دولة يحكمها دستور/ بها برلمان أسس عام 1925 ، والبرلمان يتكون من مجلس للنواب – ينتخب بالاقتراع للمؤهلين ومجلس للشيوخ يعين اعضائه من قبل الملك .
ترك لنا دولة لا تحكمها المليشات وتنهب دورها الحواسم وتخطف العصابات مواطنيها .
ترك لنا التعليم والقضاء بشكل لائق ، كما ترك لنا جيشا وطنيا ولاؤه للدولة / علما أن الجيش شارك الباشا في بنائه ووضع لبناته الأولى ، لا مذهبية ولا فئوية ولا طائفية تحكمه  .
ترك لنا دولة مؤسسات ، ترك لنا مشاريع صحية ، أروائية ، جسور ، توليد للطاقة الكهربائية
من سد دوكان و دربندخان و بحيرة الثرثار .
وأود هنا أن أستطرق بنقطة مهمة وهي السجون ( كنقرة السلمان  -  الذي كان يضم الكثير من الشيوعيين الذي يكن لهم نوري السعيد كرها شديدا  !! ) ، فمن المعروف كان هناك سجون ومسجونين وسجانين ولكن لم تكون هناك سجون سرية ومواقف خاصة  ، لم يكن هناك مفقودين / لا مسجونين ولا طلقاء ، لم تكن هناك تصفيات جسدية و لم يكن هناك تعذيب بالشكل الذي نسمع به الأن . ومما يؤخذ على الباشا عدائه الشديد الصريح والمعلن للشيوعية وأعدامه لكوكبة منهم يتقدمهم سلمان يوسف / الأسم الحركي له ( فهد ) ويقال أن السفير البريطاني كان حاضرا لعملية الأعدام وهذا المثلبة سجلت عليه وأكيد أن دوافعها غربية !  ويعتبر الساسة أن الباشا رجل الغرب / بريطانيا وأميركا ، بينما يرى الباشا أن مفاتيح الشرق الاوسط تكمن بيدهما، الباشا لم يكن عميلا ولا خائنا ، لم يمنح / الغرب أي مصالح أو منافع أقتصادية تذكر على حساب العراق، لم يسرق العراق ولكنه بنى العراق  لأنه رجل دولة متمرس ، مفاوض من الطراز الأول ، مناور فريد ، معتز برأيه ، يعتبر نفسه أب الجميع ، وبنفس الوقت كان  عنيد و عصبي المزاج .
من المؤشرات أعلاه  يتضح  لنا أن الحكم في العراق أبان عهد الباشا كان حكما دستوريا ، نعم كانت هناك أخطاء ولكن لا تذكر مقارنة بالأنجازات لذا نستطيع أن نقول أنه في عهد الباشا نوري السعيد كانت هناك دولة مؤسساتية و كان هناك  دستور و نظام .

*   ثانيا وبعد مرور أكثر من نصف قرن على حكم الباشا نوري السعيد ، وتراس المالكي لحكومة العراق ماذا لدينا  الأن ؟
أول الغيث ، نقول هل يوجد حكومة في العراق ، ولكن أين العراق ! الجواب بكل بساطة لا توجد حكومة في العراق لان العراق ليس عراق  ، لأسباب كثيرة منها :
1.   نوري المالكي  ، رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة ، وزير الدفاع ، وزير الداخلية ... لا يمكنه  أن يدير دولة بهكذا حجم لعدم أمتلاكه القدرة و الامكانية و الكفاءة
وخلفيته الدراسية / بكالوربوس أصول الدين و واقعه الوظيفي لا يتعدى كونه موظفا في وزارة التربية ، فكيف له أن يعرف مثلا  الأختلاف بين الأهداف الستراتيجية والاهداف التكتيكية للدولة العراقية ، وكيف يقود الجيش ولم يسمع من قبل بمصطلحات ك / السوق العام ، تحرك القطعات ، التجحفل ، الأستطلاع ، التعبئة ، الأسناد البري و الجوي ، تأمين القطعات والتغطية الجوية .. و أعلى تأهيل حصل عليه ماجستير لغة عربية ! وكيف لمختص  بالقواعد العربية !! أن يقود أجتماعا لقادة أركان العمليات البرية والجوية وهو لم يقود معركة !! وهو ليس عسكريا أصلا !!
نعم أنه جاء  بالانتخابات ( بالرغم من حصوله 89 مقعدا والقائمة العراقية حصلت 91  مقعدا عام 2006 ) ولكن أي أنتخابات ! وهل الحكم يستلزم فقط الفوز بالأنتخابات وما بها من لعب سياسية قذرة ! أضافة الى تأثير الموازنات الأقليمية و الدولية على نتائجها .
الحكم يستلزم قائدا متمرسا ، مثقفا ، يجمع العراق كله تحت جناحيه ،أما المالكي حكم
العراق  بطريقته الخاصة  ، وكان حاكما متفقا عليه فقط  من قبل فئة معينة من الشيعة وهي أقلية أذا قورنت بشيعة العراق  أضافة الى فئة مضللة أخرى ثم فئة من السنة أطلق عليها  / سنة المالكي لاحقا  ! أضافة الى أقليات دينية وجودها من عدمه ليس مؤثر في العملية السياسية لانهم أصلا مغيبين ومضطهدين .

2.    مجلس الوزراء الذي يترأسه المالكي  شكل على أساس المحاصصة الطائفية و الحزبية ، وحس معادلات صعبة ، يفتقد الى المهنية والخبرة العملية لان أعضائه مرشحين من قبل أحزابهم ولا خيار لرفضهم ، كما أن الوزراء تباع مناصبهم داخل الحزب نفسه كما يقال بالعامية / السرقفلية . فكيف سيكون الاداء و الانجاز المقدم لهكذا وزراء . وهل يمكن لهكذا وزراء أن يبنوا العراق ! 

3.   الجيش في عهد المالكي بلا عقيدة وبلا ولاء ، طائفي الطابع ، لا يحارب من أجل حماية أرض العراق  لذا هرب / بعد أن نزعوا رتبهم العسكرية  في أول هجوم لداعش / الارهابية على الموصل ،الجيش هنا لا يحمي الأرض بل هو أدات بيد المالكي ، هل هكذا جيش يعتبر جيشا حسب المفاهيم المعروفة للجيوش  ! أم هو تشكيلات أو ميليشيات للحاكم . 
 
4.   ونتيجة للسياسات بعد 2003 أصبح شعب العراق ، منقسم في الداخل ، ومشتت في الخارج
ليس له هدف محدد ، فلجأ المستفيدون الى تشكيل أحزاب وكيانات سياسية وتجمعات بلغ
عددها 504 كيان ( حسب ما أدلى به أياد الزيدي الخبير في الأنتخابات ) / عدد نفوس     
العراق 36 مليون نسمة ، وأذا قارنا ما سبق مثلا بعدد الأحزاب بالولايات المتحدة الاميريكية التي عدد نفوسها 315 مليون نسمة فسنجد هناك حزبان رئيسيان / الجمهوري والديمقراطي  و6 أحزاب أخرى تعمل في الساحة .  هذه المعلومة تدلل على أن الشعب شارد الذهن ، بلا قرار ، لا يعرف ماذا يريد ، ليس له هدف محدد ، ضائع ، وذلك  لعدم وجود قائد يحدد له الرؤية المستقبلية ، فتاه بين ... لقمة العيش والعلاج الطبي وهموم  الدراسة ومتطلبات الحياة الأخرى، أما المالكي فهو في واد والشعب في واد أخر لا شي يجمعهما ، ولا وجود لأي علاقة محددة بين الشعب والحاكم / المالكي ، فلا وجود مثلا زيارات ميدانية للحاكم لتفقد أحوال الرعية لأن المالكي ليس لديه الوقت والأمكانية لأدارة الحكومة والجيش و الداخلية و الأمن.. ألا أذا كان سوبرمان ، أذن الرعية يرعاها الله والمالكي  يرعى خاصته !!

5.   الأديان والمذاهب ، سابقا كان كل شي محدد وواضح دينيا ومذهبيا  ، الأن المنابع  واحدة ولكن الاجتهادات  تعددت حسب أهوائها وميلها في تأييد الحاكم / المالكي من عدمه  ، وحتى الكلمة الفصل بالنسبة للمرجعيات / مع تقديرنا لها ، أصبحت بعيدة كل البعد عن تقييم الحاكم / المالكي بشكل موضوعي وشفاف ، لأعتبارات مذهبية أو لتاثير الجارة ايران على قرارالمرجعيات .

6.   هل أستطاع المالكي أن يحافظ على أرض العراق !! هل المالكي يحكم الأن العراق ! الجواب لا ، فقد فشل المالكي في التعامل مع أكثر الملفات ، منها قضية كركوك مثلا التي خسرها نتيجة السياسات الخاطئة المتبعة والتي على أثرها قضم الاكراد كركوك لصالحهم .
     فكم عراقا أنت الان ياعراق ، الشمال يريد الأنفصال /  علما أن الكرد بينهم أيضا مختلفين ولكنهم على حكومة المركز متفقين في الرأي ، المحافظات الغربية / الصورة بها غير واضحة تشتعل نشاطا  سياسيا أضافة الى حراك ثورة العشائر والمقاومة  والمنظمات الاخرى/ داعش ، الموصل تحت قبضة الأرهابيين / داعش ( التي أعطت مهلة للأقليات من مسيحيين وغيرهم من 17.07.2014لغاية 19.07.2014  بتغيير دينهم أو دفع الجزية أو ترك الموصل بملابسهم أو الحد أي القتل !  أين مسوؤلية المالكي من رعيته أن كان له رعية ! ) أما  سامراء و تكريت وديالى والحلة وغيرها  لا زالوا في كر وفر بين الحكومة وداعش والمتحالفين معها !

7.   كيف يحكم المالكي العراق وليس له أستقلالية في القرار وليس لديه أي رؤية مستقبلية    ، أضافة الى أنعدام الخطط الستراتيجية لطاقمه وتخلل أي خطط مرحلية للوزراء التنفيذيين وهذا يرجع كله / في كل ما ذكر وما لم يذكر لأن  القرارات المركزية  المتخذة  يجب أن يؤخذ بها مشورة أيران / أي أن القرار النهائي لدى أيران   .   

النقاط  و المؤشرات كثيرة وما ذكر غيض من فيض ولم أبتدع شيئا ، وخلاصة القول أنه كان لدينا حكومة في عهد نوري السعيد / رغم مابها من مآخذ ومثالب وأخطاء وظلم ...
أما الأن ... الحكومة كارتونية  ورئيس الحكومة لا يحكم ومجلس الوزراء دمى تحركهم مصالحهم ، المحافظات تتناقص ، الجيش ليس له عقيدة والشعب مسجون في سجن كبير كان يدعى العراق . أما العراق الذي كنا نعرفه أمسى أشلاء عراق تراب أرضه  بقايا جثث الشهداء والضحايا والمظلومين وسماد أرضه دماء القتلى .

465
أدب / الأميرة و الطوق
« في: 07:29 26/12/2014  »
الأميرة و الطوق

يوسف تيلجي

سرحي شعرك كما تشائين
ولا تبخلي علينا بطوقك
تذكارا ... يخفف علينا
الشوق و الحنين ...

سرحيه كما ترغبين   
ملموما أو حرا على كتفيك
وعذبي به ما شئت
من  العاشقين ...

كم مفتون هلكت
وكم معذب لوعت
عزيزتي لا تنسي
حساب رب العالمين ...

عزيزتي أذكريني  بخصلة   
كي أضعها قلادة
على عنقي
يوم عني ترحلين ...

سأظل في الأنتظار
وسيبقى عنقي خاليا
حتى أرى الخصلة والطوق 
سوية بين اليدين ...

لا تحسبي أهدائي طوقا 
مستحيلا
فالدنيا قد تمنح آملا
أكثر مما تحلمين ...


سرحيه كما تشائين
فأنا لا أنتظر عطفا
بل الأبحار في أحساسك
حين لشعري تقرأين ...

سرحيه يا أميرتي
كما تشائين
يا ليتني كنت ( المشط )
الذي به تسرحين ...

سرحيه وأن شئت سأعطر
خديك الجميلين مسكا
وعلى شعرك الشارد
سأضع تاجا من الياسمين ...
                                 

                                                       



466
                       قراءة ... في منشور داعش لأهالي الموصل / 12.12.2014
                                     (  شرعنة أسلامية لمواقعة السبايا )
أستهلال :
  قبل تناول الموضوع بجوانبه المثيرة ، دعنا أولا نلقي الضوء على مفهوم السبي لغة وأصطلاحا فقهيا وأحكاما .
السبي والسباء لغة : الأسر ، يقال : سبى العدو وغيره سبيا وسباء : إذا أسره ، فهو سبي على وزن فعيل للذكر والأنثى سبي وسبية ومسبية ، والنسوة سبايا ، وللغلام سبي ومسبي ، أما اصطلاحا : فالفقهاء في الغالب يخصون السبي بالنساء والأطفال ، والأسر بالرجال ، ففي الأحكام السلطانية : الغنيمة تشتمل على أقسام : أسرى ، وسبي ، وأرضين ، وأموال ، فأما الأسرى فهم الرجال المقاتلون من الكفار إذا ظفر المسلمون بهم أحياء ، وأما السبي فهم النساء و الأطفال . ( موقع المنتدى الشرعي /  السبي وملك اليمين في الأسلام ) .
المقدمة :
      في مساجد الموصل ، وزعت داعش منشورا / ملونا على المصلين ، بعد صلاة الجمعة مساءا المصادف 12.12.2014 ، تضمن المنشور بعض الفقرات والشروط ، حول كيفية وطء ، مواقعة / ممارسة الجنس ،  مع السبايا من كتابيات وكافرات ووثنيات / من غير المسلمات ، المنشور نشر أيضا على موقع " معهد الشرق الأوسط للبحوث الإعلامية "  بالعاصمة الأمريكية واشنطن ، وتضمن المنشور النقاط  الرئيسية  التالية :
 1. . تعريف  " ما هو السبي؟ " بأنه " ما أخذه المسلمون من نساء أهل الحرب " . وأكد في الإجابة على سؤال آخر " جواز سبي الكافرات كفراً أصلياً ، كالكتابيات والوثنيات " ...  إلا أنه لفت إلى أختلاف علماء المسلمين في " سبي المرتدة "، أي التي ارتدت عن الإسلام .
2. طريقة معلوماتية ، حول سبي النساء ووطئهن / مواقعتهن أي ممارسة الجنس معهن ، وحسب الشريعة الأسلامية .
3. " وطء " النساء والفتيات من غير المسلمات ، حتى وإن كن مازلن في مرحلة الطفولة .
4.  يمكن بيع السبايا ، أو منحهن كهدايا للغير .
5.  فتاوى تجيز اختطاف النساء والأطفال ، باعتبار أنهم " سبايا " ، بل ويشرع وطئهن / ممارسة  الجنس معهن ، على اعتبار أنهن " ملك أيمانهم " .
6.  وعن شروط " وطء السبية " ، أو " الأمة "، من قبل مالكها ، أنه " إذا كانت بكراً فله أن يطأها مباشرةً ، أما إذا كانت ثيباً فلابد من استبراء رحمها " ، أي الأنتظار عليها حتى تحيض مرة واحدة على الأقل ، وذلك للتأكد من أنها غير حامل .
7.  وفي سؤال آخر: "هل يجوز وطء الأمة التي لم تبلغ الحلم؟ " ، جاءت الإجابة: " يجوز وطء الأمة التي لم تبلغ الحلم إن كانت صالحة للوطء ، أما إذا كانت غير صالحة للوطء ، فيكتفي بالاستمتاع بها دون الوطء " ، إلا أن المنشور لم يتضمن معايير تبين كيف يمكن أن تكون الطفلة صالحة أو غير صالحة لمواقعتها جنسياً .
8.  كما جاء في الإجابة على سؤال آخر ، أنه " يجوز الجمع بين الأختين ، وبين الأمة وعمتها ، والأمة وخالتها في ملك اليمين ، ولكن لا يجوز الجمع بينهما في الوطء ، من وطأ واحدة منهن فلا يحق له أن يطأ الأخرى ، لعموم النهي عن ذلك " .
9. وتضمن المنشور أسئلة وإجابات أخرى حول " شرعية " ضرب " الأمة وقواعد خروجها على " الرجال الأجانب " دون حجاب . ( نقل بتصرف من موقع  CNN في 12.12.2014 ) .
النص :
* النساء و الأطفال مرة أخرى تهتك أعراضهم ، وتنتهك حقوقهم ، وتسحق كرامتهم ، وتستخدم أجسادهم وعفتهم كالبغايا ، فقط لأنهم غير مسلمين ، كل هذا يتم في القرن الواحد و العشرين ، وعلى مرآى من الجميع ، وبموجب الشريعة الأسلامية ، وحسب نص الاية  " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما  " سورة النساء 24 .
ملك اليمين : السبايا اللواتي فرق بينهن وبين أزواجهن - السباء ، فحللن لمن صرن له بملك اليمين ، من غير  طلاق كان ( تفسير الطبري ) .
من جانب أخر / قيل أن الإسلام لم يأت لتعبيد الناس ، وإنما جاء لتحريرهم كما قال " ربعي بن عامر  - رضي الله عنه " لرستم  : إننا أمة ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن ظلم الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا ، والآخرة .
       فما هذا التناقض الصارخ في واقع الأحداث وما يجري بها من أفعال ، وبين ما يقال من روايات و ما يروى من أحاديث وبين ما يطبق على أرض الواقع .
* أن الأسلام قد حلل الرق ، فقد جاء في كتاب : شبهات حول الإسلام ـ للأستاذ " محمد قطب  " في الجزء الخاص بهذه الشبهة تحت عنوان : الإسلام والرق ... لقد جفف الإسلام منابع الرق القديمة كلها ، فيما عدا منبعاً واحداً لم يكن يمكن أن يجففه ، وهو رق الحرب ، الى أن يقول ، وأما الاستمتاع بالمسبية فليس فيه اغتصاب ، ولا عدوان على المرأة المسبية ، ولا انتهاك لحقوقها ، بل هو تكريم لها ورفع لقدرها ؛ لأن المسبية إذا دخلت في ملك الرجل بحكم السبي فإنها غالبا ستنضم إلى عياله وأهله ، وهي امرأة لها حاجاتها ومتطلباتها النفسية ، والجنسية (نقل بتصرف من مقال بعنوان  " الحكمة ماذا لم ينهَ الإسلام عن سبي النساء ؟ وما منه؟ " موقع مركز أسلام ويب / مركز الأسلام ، الخميس 7 ذو القعدة 1434 المصادف  12-9-2013 ) .                     
  المثير للأمر أعتبار السبي من الحكمة ، والتمتع بالمسبية تكريم للمرآة وليس أنتهاكا لحقوقها ، فهل وطأ المرآة بهذه الطريقة هو أحترام للمرآة  أم هو أهانة لأنسانيتها !!
* وفي حادثة وقعت في صدر الرسالة المحمدية / على سبيل المثال ، يروي لنا الحديث التالي أن الرسول ، أيضا قد سبى نساءا من بني قريظة ، وهذا دليل على أن السبي كان ينفذ / سابقا ، من قبل جيش الأسلام وقادته و و الأمراء والصحابة و حتى النبي ، وداعش من المؤكد  تسلك هذا السلوك أقتداءا بالأولين  :
( نقل من موقع أسلام ويب ) .
رقم الحديث: 16853
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أنبأ أَبُو الْعَبَّاسِ ، أنبا الرَّبِيعُ ، قَالَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : " سَبَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَ بَنِي قُرَيْظَةَ وَذَرَارِيَّهُمْ وَبَاعَهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَاشْتَرَى أَبُو الشَّحْمِ الْيَهُودِيُّ أَهْلَ بَيْتٍ ، عَجُوزًا وَوَلَدَهَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا بَقِيَ مِنَ السَّبْيِ أَثْلاثًا ، ثُلُثًا إِلَى تِهَامَةَ ، وَثُلُثًا إِلَى نَجْدٍ ، وَثُلُثًا إِلَى طَرِيقِ الشَّامِ ، فَبِيعُوا بِالْخَيْلِ وَالسِّلاحِ ، وَالإِبِلِ وَالْمَالِ " .

* وفي تغريدة على موقع " تويتر" لرجل الدين السعودي " صالح الفوزان " ، أثارت جدلا واسعا لما تضمنته من أفكار ، منها  أن " الاسلام لم يحرّم سبي النساء "، ومعتبرا ان " من يقول بتحريم السبي جاهل وملحد " في إشارة الى عضو مجلس الشورى السعودي عيسى الغيث الذي اعتبر ان " الرق محرّم في الاسلام " وتابع الفوزان قائلا  " ذلك حكم الله ، لا محاباة ولا مجاملة به لأحد ، ولو كان الرق باطلا لكان الإسلام قد صرح بذلك كما فعل في الربا والزنا ، فالإسلام شجاع ولا يجامل الناس ". ( نقل بتصرف من موقع المسلة العدد 13.08.2014  ) .
 السعودية وشيوخها مرة اخرى  ،  تدلو بدلوها وتشرعن سبي داعش وتمنحه الغطاء الديني  / أسلاميا  ،
 " وتزيد الطين بلة " ، بأعتبار أن الرق محلل في الأسلام .
* داعش وعقليته الجنسية تنتهك الطفولة ، حيث يبين في منشوره حالتين في وطء الأمة التي لم تبلغ الحلم ، فأذا كانت صالحة لا مانع من مواقعتها ، ويزيد الأمر سوءا وقرفا ب "  أما إذا كانت غير صالحة للوطء ، فيكتفي بالاستمتاع بها دون الوطء " ، ومن الممكن أن يكون في مخيلته / داعش ، قصة الرسول وزواجه من عائشة  بنت أبي بكر  / لأن عائشة كانت طفلة حين تزوجها الرسول " ولدت عائشة ، في أحضان والدَيْنِ كريمين من خيرة صحابة رسول الله   تربت ، على فضائل الدين العظيم وتعاليمه السمحة نشأت وترعرعت . وقد تمت خطبتها لرسول الله   وهي بنت سبع سنين ، وتزوجها وهي بنت تسع ؛ و لحداثة سنها ، فقد بقيت تلعب بعد زواجها فترة من الزمن . "  ( نقل بتصرف من موقع / قصة الأسلام – بأشراف د. راغب السرجاني ) .
ولكن الأمر مختلف منطقيا وكليا ، نعم عائشة كانت طفلة ، ولكن الرسول تزوجها ، بموافقة ولي أمرها وأهلها ، أما داعش تخطف الأطفال وتغتصبهم !!  أذن في زواج عائشة ، هناك قبول وأيجاب  ، أما في حالة داعش يوجد خطف و أغتصاب .
* ينظر الفكر الداعشي أن وطء السبايا من أماء و أطفال أفضل من القتل ، والوطأ يعتبر تكريم للسبية ، خاصة أذا قارنا الوطء بما سيحل بالسبايا من كوارث كالقتل ... حيث يقصد بالسبي " النساء والأطفال الذين يأسرهم المسلمون في الحرب ، وللإمام في السبي واحدة من أربعة : القتل ، أو الاسترقاق ، أو المن ، أو الفداء ، أما القتل فلا يجوز إلا إذا كانت النساء وكذلك الأطفال قد اشتركوا في الحرب ، فيحق قتلهم أثناء القتال ، وذلك لدفع الشر عن المسلمين . أما سوى ذلك ، فلا يجوز قتل النساء والأطفال ، سواء أكانوا من أهل الكتاب أم من غيرهم كعبدة الأوثان ، أو غيرهم من الكفار والمشركين ، وإذا لم يجز القتل ، خير الإمام بين الرق أو الفدا . ( نقل بتصرف من مقال بعنوان - السبي وملك اليمين في الأسلام  لمن يقول أنه محرم / مخاوي الهواجس ، موقع المجلس اليمني) .
بينما يري " الأحناف " أن الإمام مخير بين ثلاثة أمور: إما القتل ، أو الاسترقاق ، أو أن يتركهم أحرارًا ذمة للمسلمين ، إلا مشركي العرب ، فإنهم إن لم يؤمنوا ، يجب قتلهم ! ( نقل بتصرف من مقال ، السبي وملك اليمين في الأسلام  ، موقع / منتديات الملاحم و الفتن ) .
* نقطة مهمة من الضروري أن تثار ، وهي أن السبايا / في الموصل مثلا ، كانوا ليسوا من جراء حرب بين فئتين ، أي داعش والأزيدين على سبيل الذكر ، لأن داعش غزت قراهم وهم أمنين / منطقة سنجار ، من أجل أحتلالها ، أذن موضوع السبي لا تتوفر أركانه ، فالأمر بعيد عن هذا المحور ، فالغاية بأجمعها هو مواقعة / ممارسة الجنس مع الكتابيات و الكافرات والوثنيات ، ومن جانب أخر ، قد يكون السبب الرئيس لهذه الغاية ، هو الترويح عن المقاتلين الذين يحلمون بحور العين في الأخرة ، وبالسبايا / من خطف و أغتصاب ، في الحياة الدنيا .
* داعش لا تكتفي بالأختطاف والأغتصاب ، بل تعمد الى ضربهم وتأديبهم ، فالسبايا يختطفون ويغتصبون ، وأيضا يضربون ويهانون ، من أجل طمس الشخصية والأهانة والتحقير والأذلال . وقد تلجأ / داعش ، بعد الضجر منهن الى أهدائهن للغير كأي سلعة أو حاجة ، تمل من مواقعتها فتقدمها لأخر ، لينال منها حاجته الجنسية أيضا .
* ماهذا السلوك الأخلاقي الداعشي ، الذي أباح كل شي من قتل عنيف وقاس وتمثيل بالجثث ، والى أختطاف وأغتصاب ، ولكنه يشير الى أنه " يجوز الجمع بين الأختين ، وبين الأمة وعمتها ، والأمة وخالتها في ملك اليمين ، ولكن لا يجوز الجمع بينهما في الوطء ، من وطأ واحدة منهن فلا يحق له أن يطأ الأخرى " ،
 سلوك مستهجن ومستغرب في الوقت ذاته من قبل هذا التنظيم المهؤوس بالجنس ، ولكن من المؤكد أن هذه النقطة هي فقط للتسويق الأعلامي الأسلامي ! ، لأن لودخلت أي سبية في نفس أي أمير داعشي أو أي منتسب من التنظيم ، فأنه سيواقعها حتى لو واقع أختها أو أمها من قبل !! وذلك لعدم وجود من يعاقبه أو يحاسبه على فعلته ، وتنظيم داعش فعل الكثير من المنكرات ، كالمواقعة أثناء فترة الحيض / كما حدث مع النمساويات اللتان جاءت لجهاد النكاح في سوريا !!
خاتمة :
    أن داعش بكل عنفها القاسي المجرد ، وكل سلوكها الشاذ فكريا وعقلانيا ، وكل أنحرافاتها الأخلاقية ، ولكني أرى فيما بين سطور المنشور من رغبة / شهوة ، جنسية ، لا حدود لها ، مطلوب أفراغها في السبايا ، وحسب الشريعة الأسلامية  ، الأمر الذي يؤكد أن داعش ، تطبق أسلام الأولين في غزواتهم وما يرافقها من سبي ، ويؤكدون من جانب أخر ، أن أمير المؤمنين / الخليفة أبو بكر البغدادي ، هو كالخلفاء الأولين ، يجاهد يغزو يسبي يقيم الحد يقضي ..  ففي كل أمر يطبقه أو ينفذه فهو حسب الشريعة ولا يشذ أبدا عنها ، ولهذا بعض الشيوخ أيدت الكثير من أفعاله كصالح الفوزان ، و البعض الأخر رفضوا كعيسى الغيث ، والبقية الباقية  ظلوا ساكتين لا مؤيدين ولا رافضين .
هل أصبح  أمر العراقيات بغض النظر عن خلفيتهن الدينية ، ذليلا  الى هذا الحد ، حتى يؤخذن كسبايا ، يواقعهن المجاهدين من كل فج عميق ، ثم يمن بهن سيدهن الاول ، كهدية الى الأخر ليواقعهن ، فهنيئا لكم يا عراق ، من قادة وسياسيين وشيوخ ورجال دين على حالك المزري ..و أورد هنا قول الخليفة عمر بن الخطاب  ( و أن دابه تعثرت فى العراق لسأل عمر عنها لماذا لم تمهد لها الطريق ) فقل للمسلمين ، أيهما أفضل يا " أبن الخطاب "
الدابة أو المرأة غير المسلمة !!

467
      النصرانية بين الحقيقة والمتداول مع أشارات دينية ..

تمهيد
       رغبت أن أكتب في هذا الموضوع ، لأن هكذا مواضيع  تشدني  ، ووددت أن أدلو بدلوي كأضافة للتوضيح ، حيث أن الموضوع كثر به اللغط والتأويل و التفسير ، وأرى أنه ليس من أي مانع أن يكتب كاتب مجاله الأدب و السياسة والاقتصاد والبحوث الدينية / أحيانا ، أن يكتب في هكذا مجال ، كما أن الكتابة في مثل هكذا مواضيع  نحن أحوج ما نكون أليها ، و كانت من متطلبات الموضوع أن تدخلني في بعض الأشارات الدينية هنا أو هناك ، وأكيد أن هذا الأمر يتطلب الجرأة لحساسية الموضوع ... أن جل غايتي هو أن أوضح اللبس وأن أزيل الغمامة عن زرقة السماء  .

مقدمة
     تغيب حقيقة مفهوم النصرانية عن أغلب العامة من المسلمين ، (  لذا أكثرهم ينادي المسيحي بالنصراني  ) ، وقد يتجاهل حقيقتها بعض علمائهم ، ولكن الدارسين و الأكاديميين والفقهاء / ذو المنهج الوسطي / العلمي في الأسلام من المؤكد يعرفون تماما حقيقتها وطبيعتها / و قد لا يصرحون بها تماشيا  مع السائد والغالب العام من جمهور الشيوخ و الفقهاء  ، وهم يدركون  تماما مدى البون الشاسع بين النصرانية و المسيحية الذي يؤمنون بها المسيحيين في الوقت الحالي ، ولا يحتاج الأمر هنا  ألا الرجوع الى المصادر/ القرآن ، السنة والحديث ، لبيان الحقيقة وصحيح القول عن الوهم  و الجهل .

النص
     يرجع / يرد مصطلح النصرانية  نسبة الى المسيح الناصري ( والناصرة هي المدينة التي عاش بها يسوع المسيح )  ، ويعرف أباء الكنيسة  ،  النصرانية  ، على أنها هرطقة منقرضة (  ويطلق على الهرطقة أيضا الزندقة ، هي تغير في عقيدة أو منظومة معتقدات  بإدخال معتقدات جديدة عليها أو إنكار أجزاء أساسية منها بما يجعلها بعد التغير غير متوافقة مع المعتقد المبدئي الذي نشأت فيه ) والنصرانية نشأت  في فلسطين ، أتباعها من اليهود المتعصبين الذين مزجوا بين اليهودية و المسيحية ، ويختلفون النصارى عن المسيحيين بمايلي / ليس حصرا  :
•   يؤمنون بأن المسيح نبيا / عاديا  و أنه ليس أبن الله الوحيد  / تطابق أسلامي ..
•   يؤمنون بأن المسيح  ليس من روح الله وليس أزليا  ..
•   لا يعترفون بالتثليث ( الأب ، الأبن والروح القدس ) / تطابق أسلامي ..
      ينص  القرآن " كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة ".
•   يقيمون الشريعة اليهودية / تطابق يهودي  .
•   تقديس يوم السبت / تطابق يهودي .
•   الوضوء قبل الصلاة / تطابق أسلامي ..
•    أعتماد الطقوس اليهودية / تطابق يهودي .
•   عدم أعترافهم بالصلب ، بل يؤمنون بأن شبه له . وفي هذا تطابق مع الأسلام ،  ينص القرآن " وما قتلوه وا صلبوه ولكن شبه لهم " .
•   أنجيلهم الأنجيل بحسب العبرانيين ، أو أنجيل النصارى ، و الكنيسة لا تعترف به بل تؤمن بالأناجيل الأربعة ( أنجيل متى ، أنجيل مرقس ، أنجيل لوقا و أنجيل يوحنا ) .
 
 
   أما المسيحية ( أول من أطلق تسمية المسيحية على المسيحيين هي كنيسة أنطاكية عام 46 ميلادية ) هي بكل بساطة " حياة المسيح " في الانسان المسيحي على الارض ، المسيحي الحقيقي لا يحيا هو بل المسيح  يحيا فيه ، بمعنى أن تجسد حياة المسيح هي المسيحية الحقيقية ، أذن المسيحية هي حياة المسيح / وهذا مفهوما فلسفيا يتطلب على المسيحيين أن يعيشوا مفاهيم الاناجيل  الأربعة ..
   والمسيحية كمبادئ هي كل ما ذكر خلاف آنفا ( النقاط التسعة في أعلاه ) فهو مبدأ مسيحي ليس حصرا .. من هذا نرى أن ( النصرانية والمسيحية ) قطبان لا يجتمعان فكرا ومنهجا وحياة ، ووصف المسيحيين بالنصارى من قبل اغلب المسلمين هو خطاءا جسيما / ولا أريد هنا أن أسترسل أكثر من المطروح  ببيان الفرق بينهما لأن هذا يشكل جزءا من موضوعنا الذي نحن بصدده وليس هو كل الموضوع  .

أشارة / نصرانية

      وكان النبي محمد متزوج من خديجة بنت خويلد وهي أولى زيجاته  ، و ورقة بن نوفل أبن عم خديجة / كان قسا نصرانيا و مرافقا للنبي محمد ، أذن بنت عمه / خديجة كانت نصرانية أيضا ، والقس ورقة هو الذي زوجها الى النبي  وأشهر زواجهما ، أذن كان زواجا نصرانيا  ،  والنبي لم يتزوج عليها في حياتها ، وكل زيجاته وملك اليمين حدثت بعد موتها     ( من كتاب قس ونبي / للأب جوزيف قزي ) ، هذه الأشارة تدل على وجود علاقة / تقارب من نوع ما بين الأسلام و النصرانية ، في عهود الأسلام الأولى ولكن حتى هذا لم يشفع في ترحيل وتهجير نصارى / مسيحيي الموصل .

المنظمات التكفيرية  والنصرانية

    أغلب المنظمات الارهابية ، التكفيرية ، الجهادية والأسلام المتطرف... ( القاعدة ، السلفية ، الأخوان ، جماعة التكفير والهجرة ،الاحزاب الاسلامية ، جبهة النصرة  وداعش .. .. وغيرها الكثير  ) تصف المسيحيين بالنصارى ، وهو أما تغافل عن الحقيقة أو جهلا بها ، والسؤال هنا لو كان الأمر ينم عن جهل أذن لا قيمة لفكر شيوخ وقادة ومنظري هذه المنظمات لأن خطابهم مبني على مغالطات باطلة منافية للحقيقة / وما بني على باطل فهو باطل ، أما لو كان الأمر عكس ذلك / تغافل ، أذن فهو تحايل على العقل العربي الأسلامي وتسفيه له . وهذه الأشارة تجرنا الى نداء الدولة الأسلامية في العراق والشام / داعش الموجه الى نصارى الموصل والتى دعتهم به الى الرحيل بعد الانذار الموجه لهم في 17 – 19 / 7 / 2014 من خلال منابر الجوامع  ، أو دفع الجزية أو الأسلام أو السيف / الموت .
وسائل يسأل أي نصارى !!  فلا يوجد نصارى لا في الموصل ولا في العراق ولا في العالم بأجمعه / تقريبا ، أذن الأمر / الأنذار ، الموجه لهم لا أساس له من الصحة ولا ينطبق عليهم ، ومن أطلقوه أما متغافلون أو جهلة ، ولكن بالحالتين سوف ينفذوا الامر / الرحيل .




الجزية

(  قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) /  صورة التوبة
وقد يقال أن الجزية لا تنطبق على المسيحيين لأنهم ليسوا نصارى ، ولكن الأية أعلاه آتت شاملة لكل أهل الكتاب ، فأذن حسب النص هم مشمولون بها .
     أستفساري هنا وتعجبي يشمل نقطتين :
*    مبدأ القتل الموجود في مستهل الأية ، والذي ينص على قتال كل من لم يؤمن بالأسلام ،
والذي وصفه القرآن هنا ب ( دين الحق ) أي أن النص يدل بكل وضوح لا لبس فيه على عدم الأعتراف بالأخر/ دينيا ، بل قتله ، وهذا يجرنا الى تساؤل ثاني ، هل من الممكن أعتبار الدين الاسلامي دين محبة وسلام !! كما يدعون ، هذا التساؤل متروك للقارئ .
 *   أما النص الموجود في ختام الأية  ( عن يد وهم صاغرون ) !! فقد بحثت عن معنى
  " وهم صاغرون "  في الكتب الاسلامية ووجدت المعاني الأتية :
1.قال ابن كثير - رحمه الله - :
{ عَنْ يَدٍ } أي: عن قهر لهم وغلبة.
{ وَهُمْ صَاغِرُونَ } أي: ذليلون حقيرون مهانون
2. تفسير الطبري - (14 / 200)
وأما قوله(وهم صاغرون)، فإن معناه: وهم أذلاء مقهورون.
يقال للذليل الحقير: "صاغر
3.أيسر التفاسير للجزائري - (2 / 71)
{ وهم صاغرون } : أي أذلاء منقادون لحكم الإِسلام هذا .
4. تفسير الألوسي - (7 / 202)
{ وَهُمْ صاغرون } أي أذلاء
5. بحر العلوم للسمرقندي - (2 / 226)
{ وَهُمْ صاغرون } ، يعني : ذليلين

      وأنا لست بناقد  فقهي / ولكني ككاتب من حقي التساؤل ، لم هذا الأذلال والأهانة والتحقير لأهل الكتاب مادام سيدفعون الجزية ، ولماذا هذا الترفع عن باقي المخلوقات ، ونص القرآن يقول :
  ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير  ) / سورة الحجرات .
 فالقرأن هنا لم يقول يا أيها المسلمين بل قال يا أيها الناس  ،  أذن لم هذه التفرقة و الفرز والتصنيف بين الناس /  البشر . .
هذه الأفكار السوداء وغيرها أستغلتها وأستخدمتها المنظمات التكفيرية / الظلامية حاليا في أذلال غير المسلمين ، ومنهم مسيحيي الموصل على سبيل المثال وليس الحصر ، لهذا أن النصوص الدينية من الممكن
 أن تستغل في تنفيذ مآرب الجماعات التكفيرية ، خاصة النصوص الصريحة !
 
أهل الذمة 
        أن أول عهد أستعمل به مصطلح  ( أهل الذمة  ) هو في عهد النبي محمد في رسالته لأهل نجران   سنة 8 هجرية .
         (  أهل الذمة هو مصطلح فقهي إسلامي يقصد به كلا من اليهود والنصارى أو على حسب الوصف الإسلامي إجمالا أهل الكتاب الذين يعيشون تحت الحكم الإسلامي أو في البلاد ذات الأغلبية المسلمة. ) / نقلا عن الويكيبيديا .
 وهنا نقع  أيضا في نفس التساؤل ، حيث أن التفسير الفقهي الأسلامي يحدد أهل الذمة باليهود والنصارى أي أن المسيحيين غير مشمولين ، ولكن الوصف الاسلامي عمم الوضع لكل أهل الكتاب ، أذن هم مشمولون .
و أرى أن المعنى به أنتقاصا للفرد ولمواطنته الحقيقية مما يجعل المجتمع مصنف طبقيا وهو لا يخدم بالنهاية الولاء للوطن .  ومن الممكن  التنازل عن تسميات لها مردود سلبي خدمة للوطن وأضفاءا للروح الانسانية لأهل الكتاب ، وتوجد شواهد على ذلك في زمن الخلفاء الراشدون  ...
" حيث تنازل الخليفة عمر بن الخطاب عن ماهو أهم من مصطلح " أهل الذمة " وهو " الجزية  " كالحادثة الأتية :
حينما جاءه عرب بني تغلب، وقالوا له: نحن قوم عرب نأنف من كلمة الجزية ، فخذ منا ما تأخذ باسم الصدقة ولو مضاعفة ، فنحن مستعدون لذلك . فتردد عمر في البداية . ثم قال له أصحابه : هؤلاء قوم ذوو بأس ، ولو تركناهم لالتحقوا بالروم ، وكانوا ضررا علينا ، فقبل منهم وقال : هؤلاء القوم حمقى ، رضوا المعنى وأبوا الاسم ." (نقلا عن الويكيبيديا ) .

السيف أو الأسلام
هل من المنطقي أن يسلم الفرد بحد السيف !! وماهي الأضافة التي سيقدمها فرد مغلوب على أمره ، وما هي الخدمة التي سيقدمها للمجتمع / الطائفة التي سينتمي أليها وهو مكرها دخوله للدين الجديد ، وهل من أخلاص لهكذا فرد للطائفة الجديدة التي أنتمى أليها ، من المؤكد سيكون قلبه مع ماهو كان مؤمن به سابقا ، أن الحضارة التي تقوم على حد السيف لا تدوم ، وأن دامت لقرون ستنتهي لأنها عرقية طائفية وغير أنسانية  !! لأفتقادها فسيفساء الاديان والاعراق والطوائف ..

المواقف الأسلامية السلبية  / تجاه الأحداث
       أشارة الى سلوك داعش الدموي تجاه المكون المسيحي والايزيديين في الموصل و سهل نينوى ، لاحظنا عدم وجود أي رد فعل مؤثر من قبل الهئات والمنظمات الأسلامية ، وحتى لو تجنبنا كون المسيحيين أهل كتاب ، فكان من المفروض أن يصدر موقفا أيجابيا بحقهم لأن الجميع مواطنين يشتركون بوطن واحد ، وتربطهم الهوية العراقية و تجمعهم  الأنسانية  ، التي قد تكون في بعض الأحيان أسمى من الأنتماء الديني ، كما لم يكن هناك أي موقف حاسم معزز بخلفية دينية ، وحتى لو صدر ذلك فأنه كان هزيلا لا يتناسب مع الحدث الذي يرمي الى التصفية العرقية الدينية لمكونات أصيلة في العراق ، وكان من المؤمل أو المتوقع
صدور ردود حاسمة  من قبل :
 * شيخ الازهر د. أحمد الطيب / مصر .
* مفتي السعودية عبد العزيز أل شيخ  / السعودية .
* منظمة المؤتمر الأسلامي .
* هيئة علماء المسلمين / العراق (  حيث طالبت الهيئة  داعش برفع ظلمها عن النصارى !!!  وكنت أرى أن سكوتها سيكون افضل ، لأنها أرتكبت خطأ الأسم ) .
* المراجع الشيعية / السيستاني ، الحائري  و النجفي .. / علما أن داعش تكفرهم .
* الدول الأسلامية الكبرى / ماليزيا  ، أندونيسيا و الباكستان .

الخاتمة
    على العقلية الدينية العربية / الأسلامية خاصة ، أن تخرج من عباءتها السلفية المتهرئة ، وأن تنهج الوسطية المنفتحة على الأديان الأخرى بما فيها اليهودية ، وأن تغير من خطابها الديني كي يكون ليس مقبولا من قبل المسلمين عامة / سنة وشيعة و باقي المذاهب الاخرى فقط ، بل من قبل الأديان السماوية الأخرى ،  وحتى من قبل البوذيين والهندوس و الملحدين وغيرهم لأنهم يشاركونا الحياة ، ولأننا نعيش بمجتمع أممي واحد صفته العامة هو الانسانية التي هي أشمل من الأنتماء الديني في كثير من الأحيان  / كما أن الدين أتعب الشعوب خاصة العربية منها لذا نرى الكثير من الملحدين  عرب / حصرا في مصر بالتحديد .
      أن مسألة الأعتراف بالأخر / دينيا  مهمة وألا بقى الدين الأسلامي منعزلا مغلقا في زاوية ضيقة ، وهذا
من المؤكد سيجمده ، كما ان التحديث الفكري ضروري من أجل مواكبة  الدين للتطور الحضاري و الانساني للمجتمع ، كما أن الكف عن الخطب الرنانة المكفرة للأخر / في الجوامع خاصة أيام الجمع ضرورة  لأنها ستخلق فكرا ظلاميا داخل النفس البشرية / خاصة الشباب ، أذا ما اطلق العنان له ، أو أذا تفاعل مع بيئة خصبة سوف لن يكتفي بتكفير وألغاء الاخر بل سيلغيه و يمحوه من الوجود .
        أن ما حدث لمسيحي الموصل / أو كما يدعونهم نصارى الموصل هو فعل أجرامي ودموي للمنظمات التكفيرية ، جاء نتيجة للتقوقع الفكري للخطاب الديني الأسلامي المتزمت الذي تتبعه ، كما أن التسميات الخاطئة / المكفرة  للأخر تزيد من وتيرة الحدث نحو العنف ، كما أن  سقوط الموصل / الهزيمة العسكرية الكبرى للجيش العراقي المسيس طائفيا شكلت سببا آخرا  لأضطهاد المسحيين / لأنعدام الأمن و الأمان .
       و أخيرا  أن الله واحد لدى كل الاديان وهو آله المحبة ،كما أن ألله لم يكن في يوم من الايام آله لطائفة دون اخرى ، بل هو آله الجميع

صفحات: [1]