ܚܘܝܕܐ ܬܒܝܠܝܐ ܐܬܘܪܝܐ
Assyrian Universal Alliance
الاتحاد الأشوري العالمي
Member: Unrepresented Nations and Peoples Organization (UNPO)
البرلمان الأوروبي – بروكسل
"تركمان العراق: وضع حقوق الإنسان ومشكلة كركوك"
26-27 آذار/2007
"الآشوريون في شمال العراق"
قدمته : الآنسة ماري يونان – سكرتير اللجنة التنفيذية للإتحاد الآشوري العالمي
حضرة السيد الأمين العام،
حضرة الوفود وأعضاء البرلمان
السيدات والسادة
تحياتنا لكم
منذ بداية الحرب في العراق، كان الإهتمام الدولي في الشأن العراقي يتركز على التدهور الأمني، الذي يعود بدوره إلى صراعات طائفية متجذرة في العراق كما في باقي دول الشرق الأوسط، حيث تسود الفوضى والعداء بين جماعات متنافسة، وحيث كان هناك انتشار واسع لسوء المعاملة والتمييز الجنسي (المرأة)، التمييز في السنّ (الطفل والطالب)، التمييز الديني (المسيحيون وباقي غير المسلمين في الدول المسلمة)، كما الإنتماء الطائفي (شيعة، سنة...)، والقوميات (آشوريين، تركمان ... ألخ).
ونتيجة لذلك، فإن أبناء المجموعات المذكورة هم دائماً عرضة للإضطهاد والقتل والتعذيب والتشريد وتشتيت الأسرة وغير ذلك من أساليب الإهانة... وغالبا ما يكون ذلك بسبب الإنتماء القومي أو الديني.
لطالما بقينا نحن الآشوريـّون نتعرّض للظلم في مختلف الأنظمة، وهذا مستمرّ حتى اليوم بسبب رفض الآشوريين نكران دينهم وقوميتهم، ويواجه الآشوريون اعتداءات منظمة ضد حقوقهم الإنسانية، وهذه الإعتداءات تتم بشكل يومي ومن مختلف سلطات الدولة التي تحرمهم من الأمان في وطنهم القومي المتعدد الأديان والقوميات اليوم. فإن أهداف ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنتهك بشكل صارخ وذلك من خلال عدم التناسق في إرساء المساواة في العراق بين كافة فئات الشعب العراقي، وخصوصاً في شماله حيث تدعي حكومة الإقليم كما تقول في موقعها على الإنترنت: "نؤمن بحقوق وحريـّات جميع الشعوب".
بالرغم من أن تاريخ العراق يتحدث عن نفسه، إسمحوا لي أن أحدثكم باختصار عن الشعب الآشوري، فالآشوريون هم السكان الأصليون لعراق اليوم، وأحفاد أوّل شعوب بلاد ما بين النهرين، والآشوريون أغلبهم مسيحيون، مناطقهم تقع في طور عبدين وهكاري في جنوب شرق تركيا، والجزيرة في شمال شرق سوريا، وأورميا في غرب إيران، كما في محافظات نينوى ودهوك وأربيل في العراق، حيث "آشور" التاريخية؛ وطن الأجداد.
منذ تأسيس دولة العراق ككيان سيادي، والحكومات المتعاقبة وبخاصّة الحكومات البعثية، تقوم باضطهاد الآشوريين على أسس قومية ودينية، وذلك ضمن سياسة التعريب الشمولية. وفي التاريخ الحديث، خلال الحربين العالميّتين وما تلاها، تمت إبادة الآشوريين وتهجيرهم وما أحاطهم من ظروف صعبة واضطهادات شاملة.
إن سياسة التهجير القسري، واليوم سياسة التكريد، قد ساهم كل ذلك في تشتيت الشعب الآشوري إلى حوالي خمسين بلد حيث يكافحون من جديد للبقاء والحفاظ على ثقافتهم وهويتهم القومية، فالسلطات الكردية في شمال العراق لا تزال تصادر أراضي الآشوريين وتسلمها للأكراد، وهذا ما تؤكده وزارة الخارجية الأميركية.
أمام هذه الظروف المرعبة التي غالباً ما تبقى مخفيـّة إعلامياً، تستمرّ هجرة الشعب الآشوري من وطنه إلى البلدان المجاورة بحثاً عن الأمان، وإن سكوت المجتمع الدولي على ما يتعرّض له الشعب الآشوري لا يختلف كثيراً عن تلك الجرائم التي تجري بحق هذا الشعب العريق، والأمة الآشورية اليوم تناضل في سبيل إقناع المجتمع الدولي بأهمية الإعتراف بها كأمة بحاجة إلى الحماية، والأهم من ذلك، إنها أمة تسعى إلى تحقيق حكمها الذاتي ضمن عراق واحد.
يعاقــَب اليوم الآشوريون على عدم امتثالهم بالشريعة الإسلامية، والنساء الآشوريات تُغتـَصَبـنَ لعدم ارتدائهنَّ الحجاب، ولا يزال الآشوريون يتعرّضون للتمييز الوظيفي، والمضحك المبكي هو أن هذه الممارسات قد ازدادت خطورتها بعد "تحرير" العراق وتبنـّيه ما تـُسَمّى بـ"الديموقراطية".
لقد نجا الآشوريون من مصائب التاريخ خلال آلاف السنين، ولا يزال لديهم الأمل والإيمان بالبقاء، ولكن بدون الإهتمام والضغط الدولي لوضع حدّ لتلك المآسي، لا يمكن استمرار هذه الأمة العريقة.
إن هجرة الآشوريين الأخيرة تعود لسببين رئيسيين :
أولاً: إرتفاع وتيرة الإعتداءات على الآشوريين في المناطق المستهدَفة
ثانياً : الإساءة التعمَّدَة من الحكومة الكردية في الشمال
في تقرير لها بتاريخ في شهر آذار/2006، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية عن قيام حكومة الأكراد ببناء مستوطنات على الأراضي الآشورية ضمن سياسية التغيير الديموغرافي، كما حرمتهم من حق الشكوى ومتابعة قضاياهم لدى قضاء الإقليم بهذا الخصوص، كما تحدّث التقرير عن اعتداءات الميلشيات الكردية ضد الآشوريين وهجرة الآشوريين من مدن أخرى كالبصرة بسبب سيطرة التديّن الشيعي من الناحية الدينية والإجتماعية وبسبب خوفهم على حياتهم.
إن هذه الهجرة قد تسببت حاليا في خلق مشكلة دولية للمهجرين، وقد ذكر تقرير مفوضية الأمم المتحدة لللاجئين بأن عدد اللاجئين العراقيين في سوريا وصل إلى المليون وبأن 36% منهم آشوريون، أما الآشوريون الذين يهربون من بغداد والموصل والبصرة إلى وطنهم التاريخي في الشمال، فهم يشكون من تهديدات الميلشيات الكردية، حيث يتم إجبارهم على الإنضمام إلى الحزب الديموقراطي الكردي وإظهار دعمهم لمشروع ضم مناطقهم دستورياً إلى الحكم الكردي في الشمال.
رغم مشاركة الأكراد في مذابح الآشوريين عبر التاريخ مراراً وتكراراً، فهم يطالبون اليوم بفدرالية تضم مناطقاً آشورية منذ آلاف السنين، والآشوريون لا يرغبون اليوم بمنح الأكراد صلاحيات عليهم ولا يريدون منطقة حكم ذاتي ضمن الحكم الكردي، بل يريدون حكم أنفسهم من خلال قادة يتم انتخابهم من قبل الآشوريين ديموقراطياً.
إن تأسيس الإتحاد الآشوري العالمي عام 1968 كان إجراءً حاسماً من أجل مواجهة ما يعانيه الشعب الآشوري من اضطهادات وصعوبات لم تعد مقبولة من الآشوريين، ويدعو الإتحاد الآشوري العالمي الأطراف التالية :
منظمة الأمم المتحدة
الإتحاد الأوروبي
منظمة الشعوب والأمم الغير ممثلة دولياً
كما ويدعو المجتمع الدولي إلى مساندة الآشوريين في التالي :
: إن التخلص من المآسي التي يمر بها الشعب الآشوري تتطلب تأسيس إقليم آشور القائم على أسس العلمانية والتعددية والديموقراطية، على أن تكون حدوده بين الزاب الكبير ودجلة وذلك بحسب القوانين الدولية.
ويضم هذا الإقليم محافظة دهوك ومناطقاً من نينوى، حيث يحده من الغرب سوريا ومن الشمال الحدود العراقية-التركية، على أن تشمل الإقليم كافة متطلبات الحياة من عناصر إقتصادية ووسائل النقل والموارد الطبيعية وما هنالك من ضروريات من أجل تأمين الإكتفاء الذاتي، ويقوم إقليم آشور على التعددية المقتصرة على:
أ – كافة سكان الإقليم
ب- آشوريي الإغتراب الذين تم تهجيرهم قسراً في التاريخ الحديث
ج- الآشوريون المهجّرون الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية في سوريا والأردن وتركيا وإيران.
وإن الدعم الدولي لهذا الطرح سيؤمن النتائج التالية:
أ- حق العيش بأمان
ب- ترسيخ الحقوق السياسية والإجتماعية في مجلس نيابي للإقليم
ج- حرية الدين والتعبير
د- حرية الحقوق الإقتصادية
الحماية الدولية للآشوريين في منطقة آمنة : بالنسبة للآشوريين المقيمين خارج إقليم آشور، يجب أن يتم تأمين الحماية اللازمة لهم من الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، بفرض السلامة لهؤلاء الآشوريين.
عودة آمنة الاجئين الآشوريين إلى آشور (شمال العراق) : بالنسبة للعوائل الآشورية التي تعاني من ظروف معيشية صعبة بعد أن لجأت إلى دول الجوار بسسب الحرب في العراق وعدم الإستقرار الأمني، فعلى الأمم المتحدة، والإتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي تأمين مستلزمات عودتهم الآمنة، وتأمين استقرارهم في إقليم آشور.
الحق الدستوري في إعادة آشوريي الشتات إلى وطنهم : لجميع الآشوريين في الشتات أو كل من يعتبر نفسه آشورياً بغض النظر عن الإنتماء الديني مثل اليزيديين والمندائيين والتركمان، لديهم جميعاً حقوقاً دستورية متساوية في إقليم آشور.
وفقاً لما وَرَدَ، يطالب الإتحاد الآشوري العالمي الأمم المتحدة، ومنظمة حقوق الإنسان، ومفوضية اللاجئين ، والإتحاد الأوروبي، بإصدار قرار دولي يتبنى النقاط الأربعة المذكورة أعلاه وذلك بتعيين مندوبين من الأمم المتحدة لـتأمين كافة متطلبات استصدار هذا القرار.
وبما أننا نجتمع اليوم من أجل كركوك، سأتحدث باختصار، فهذه المدينة كانت إحدى عواصم الآشوريين وإسمها "أربـخا"، وعليها تعاركت آشور وبابل وميديا بسبب موقعها الجغرافي، واليوم هناك صراع على السلطة ولكن هذه المرة بشكل آخر ولأسباب مختلفة لن أدخل في تفاصيلها، فكركوك هي حيث تعايش الآشوريون والعرب والتركمان والأكراد لعقود مضت في سلام .
بتنوعنا القومي والطائفي، نجتمع اليوم جميعاً كعراقيين ومن واجب كل عراقي أن يضمن حقوق كل عراقي، وكشعب العراق الأصيل نرى أنه من حقنا وواجبنا أن ندعم وحدة العراق وسيادته، ولذلك يدعو الإتحاد الآشوري العالمي لأن تكون كركوك خاضعة مباشرة للحكومة المركزية.
شكراً لكم جميعاً