ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: عبد الحسين شعبان في 16:43 11/09/2008

العنوان: اتحاد كتاب مصر يقيم احتفالية كبرى للجواهري
أرسل بواسطة: عبد الحسين شعبان في 16:43 11/09/2008
اتحاد كتاب مصر يقيم احتفالية كبرى للجواهري

القاهرة - خضير ميري


اقام اتحاد  الكتاب المصريين امسية ثقافية لمناسبة الذكرى الـ 108 لولادة شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري  والذكرى الحادية عشر لوفاته في مقر الاتحاد في الزمالك وقدم الامسية الناقد المصري الدكتور  مدحت الجيار  وشارك فيها العديد من الادباء والمثقفيين العراقيين والعرب وكان المتحدثين بالامسية كل من الكاتب محمد السلماوي رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب ورئيس اتحاد الكتاب  المصريين والدكتور عبد الحسين شعبان المفكر والاديب العراقي المعروف والشاعر احمد سويلم  الامين العام لاتحاد الادباء العرب  والناقد العراقي خضير ميري والناقد  الدكتور شريف الجيار مع موسيقى وغناء للعازف العراقي  الشاب يوسف عباس .
 وقال الدكتور الجيار  في بداية الامسية اننا اليوم نحتفل بشاعر كبير ذو قامة عالية جدا وان هذه الامسية هي بداية لاحتفالية كبرى سوف يقيمها الاتحاد العام للادباء العرب في مقره بقلعة صلاح الدين الايوبي ورحب الجيار بالضيوف العراقيين المشاركيين بالامسية وقال عنهم  ان الدكتور عبد الحسين شعبان هو حد الكتاب المجددين  والمؤرخيين للشاعر محمد مهدي الجواهري وهو ليس باحث وكاتب واديب كبير فقط، بل هو  رئيس الجمعية الدولية لحقوق الانسان ويسانده في هذه الامسية  الروائي والناقد العراقي خضير ميري هو الدينمو المحرك لكل الحركة الثقافية  العراقية في مصر والذي يعرفنا باستمرار  بكل المثقفيين العراقيين في داخل العراق  وخارجه ويقيم الاماسي الثقافية لهم اضافة الى الموسقي الشاب يوسف عباس الذي يلحن ويغني للجواهري .
بعدها تقدم الدكتورمجمد السلماوي بكلمة رحب ايضا بها بالضيوف العراقيين قائلا اننا سعداء بضيوفنا الابرار حيث اننا نسعد بلقاء الاستاذ الدكتور عبد الحسين شعبان وهو مثقف عربي من نوعية خاصة، ففي عصر التخصص  الذي نحياه الان نجده رجل متعدد المواهب والمعارف  ومتعدد الممارسات وله مايربوا على الاربعين كتابا متنوعا في مجالاتها وتخصصاتها  فهو يكتب  في السياسة والادب وينقد الشعر ويكتب في المعارف والثقافات الخاصة وله باع طويل في كل هذه المعارف والتخصصات، وهو حضر خصيصا من بيروت  حيث يقيم لمصر لهذه المناسبة، اما الاستاذ خضير ميري وهو كاتب عراقي متميز جدا نسعد انه يقيم معنا  في مصر بلده الثاني ويتسع له صدر مصر واخوانه فيها ولم نكد نشعر انه قادم من خارج مصر وانما ولد في مصر وهو احد ابنائها الابرار.
كما شكر السلماوي الفنان الموهوب يوسف عباس قائلا ان هذه ارحب  بالموهبة الفذة لاحد ابنائنا من العراق الذي برع في سن  ابن الثانية عشر يعزف على آلة العود وينشد بصوته ويلحن بعض القصائد لشاعرنا الكبير الجواهري  وينشد بصوته ويلحن ايضا لشاعرنا الكبير الجواهري.
وقال عن الجواهري المحتفى به بالامسية انني  اكتفي فقط ان أردد ما قاله الدكتور طه حسين عام 1951 وكان وزيراً للمعارف  حينها للجواهري حيث شكر طه حسين الشاعر الجواهري عن قصيدته التي ألقاها عن مصر حيث قال ليت لي موهبة شاعر العراق بل شاعر الامة العربية جميعا  محمد مهدي الجواهري، حيث انني لا أتمكن من ايفاء شكري وشكر مصر له ولكنني عاجز  لا املك بيان اخي وصديقي الجواهري وليس كل واحد قادر على ان يكون مثله فهو  الذي جمع بين فئة تفكير الغرب وجمال وبهاء الشرق.
واضاف رئيس اتحاد الادباء والكتاب العرب قائلا ان  هذه الامسية على اهميتها الاّ انها لاتفي  العراق بحق ولاتفي شعورنا نحو العراق ومكانته في قلوب العرب  والكثير من كتاب والمصريين خاصة الذين لديهم كتابات متنوعة وكثيرة عن العراق وادبه وشعره  واهله لذلك قررنا ان نحتفل اولا بالذكرى المئوية  ثم نقوم لاعداد لاحتفالية كبيرة مبنى الاتحاد في قلعة صلاح الدين الايوبي بعنوان( العراق في القلب) ستكون اكثل شمولية وتقدم محنة الاديب العراقي  في ظل الظروف الصعبة التي يحياها
 وبعدها القى  الشاعر أحمد سويلم   امين عام الاتحاد بعض الابيات  للجواهري وهي قصيدة يا مصر.
ثم القى بعدها الدكتور عبد الحسين شعبان محاضرة بعنوان (في حضرة الجواهري) قال فيها  لا يكاد الشعور يفارقك، وكأنك تدخل بجلال وهيبة، مملكة الشعر. فكل شيء في تلك الحضرة ينبض بالشعر: الجواهري بقامته المديدة، وفصاحته، وأصابعه الممدودة، يدهشك حين يستحضر التاريخ، بقصيدته العمودية الموروثة والملّونة بأطياف الحداثة، بتحديه وتناقضه، بانفعالاته وردود أفعاله، بمعاركه الادبية وخصوماته السياسية والشخصية، يظهر الجواهري واضحاً كالحقيقة، لا يعرف الأقنعة وقد امتهن الشعر فناً وذهناً ومزاجاً.
لم يستطع الزمن رغم عادياته أن يروّضه أو يطوّعه أو يحتويه، فقد تمكّن سلطان الشعر منه وامتلكه بكل معنى الكلمة، هكذا ظل صعباً بل عصيّاً، غير قابل للتدجين، رافضاً، ومقاتلاًً في الكثير من الأحايين في دروب الأدب والفكر والتجديد. سلاحه الشعر في الهجوم والتراجع، وهو درع وقايته من تقلبات الزمن وغدر الأيام وهجومات الأعادي.
برحلته الشعرية الطويلة، إخترق سيرة رجال ومبدعين وتاريخ كفاح، "صاعداً ونازلاً على حد تعبيره". كان شاهداً وحاضراً في ذاكرة أجيال، فهو جدّ المثقفين العراقيين ومرجعهم ومرجعيتهم.
جاء من النجف ملفّحاً بالعباءة ومعتمراً بالعمامة الصغيرة البيضاء، وبجسم ضئيل، لكنه منتصب مثل نخيل العراق. ومن البيئة النجفية الدواوينية- التلقينية، ذات الموروث والتقاليد العريقة والقاسية، حيث عايش فقهاء النجف، الذين زاملوا وتتلمذوا على يد جمال الدين الأفغاني بدأ التمرد الأول، فانطلق ليحلّق في الأفق الشاسع، مثل نسر رفرف بجناحيه فوق بغداد، وهو يتطلّع نحو دمشق والقاهرة وبيروت، ثم ليستريح في باريس قليلاً، وليبدأ رحلة المنفى والحنين التي قاربت ثلاثة عقود ونيف كانت محطتها الرئيسية براغ الذهبية.
رحيل متقطع لكنه متواصل، ظل مصحوباً بحنينه الى الوطن الذي حمله في قلبه، حتى صارا متلازمين لبعضهما. فقد كان يُبحر في ثنايا الاحداث ولا يعرف المرسى الاّ على شاطئ الشعر. وهو المسافر الذي تفيض منه الألوان، كقوس قزح، في سماء شرقية تتراقص كواكبها بعذوبة ورّقة متميزة، مدوّرة مثل خبز  تنور عراقي طازج، ومتدفقة مثل دجلة والفرات وشط العرب.
إن عمر الجواهري هو عمر العراق الحديث، حيث اكتملت بداياته الشعرية مع نشوء وتأسيس الدولة العراقية في العام 1921. وكان قد نشر قصائده الاولى عشية تأسيسها حيث تدفقت مثل ثورة العشرين.
ظل الجواهري عنيداً أمام السؤال، ضعيفاً أمام إغواء الشعر وإغراء القصيدة. معمّراً مثل لبيد العامري، منفياً مثل المتنبي، فقد عاش أكثر من ثلث عمره في الغربة، التي أرخها في سنواته الأولى " ببريد الغربة" و"يا دجلة الخير"، مفكراً مثل المعرّي، حيث رصع قصائده بالحكمة والمعرفة.
وتطرق شعبان  في المحاضرة عن علاقة الجواهري بالحصري وكيف بنيت بينهما خصومات كبيرة بسبب موضوع الجنسية، فقد أمر  ساطع الحصري والذي كان مديراً عاماً في وزارة المعارف بفصل الجواهري  من وظيفة معلم ابتدائي، بعد ان رفض تعيينه بوظيفة مدرس ثانوي، لكن الملك فيصل الأول، سارع لتعيينه أميناً لتشريفات البلاط الملكي، لحفظ التوازن المختل بسبب نهج "العزل" وإشكالية الجنسية العراقية التي أوجدها قانون الجنسية الأول في العام 1924، والذي تم سنّه قبل كتابة الدستور العراقي الأول (1925) بتشجيع وإشراف من بريطانيا،
واشار شعبان الى ولادة القصيدة عند الجواهري واللحظة الشعرية التي كانت تاتيه  وكيف عاش الجواهري متناقضا اجتماعيا  وكان متحديا كبيرا لكل شيء وعن معشوقات الجواهري الثلاث اما  علاقة الجواهري بالسياسة  فقال شعبان كان الجواهري شديد الالتصاق بالسياسة وربما كان الكثيرون  يعتبرونه سياسياً "مسؤولاً" ، وأحياناً يحاكمونه على هذا الاساس، لا على إبداعه وعبقريته الشعرية، كما ان الكثيرين لا يأخذون بنظر الاعتبار الظروف والتوازنات السياسية، ويسقطون تقييماتهم على الماضي بعين الحاضر دون حساب للسياق التاريخي، لكن الكثير من آراء الجواهري ببساطة متناهية كانت عميقة وصائبة ومستشرفة المستقبل، ولكنه في الوقت نفسه مثل جميع المعنيين بالشأن العام، لم تكن كل تقديراته صحيحة أو متكاملة وهو مثل كل المبدعين، البشر، معرّض للوقوع في الخطأ.
وإذا حسبنا ذلك موضوعياً، فإن الجواهري كان أكثرهم جرأة  في تدقيق مواقفه واعادة النظر فيها وتقديم نقد ذاتي شجاع، خصوصاً وأنه يعمل في العلن وتحت ضوء الشمس وكل كلمة قالها مدونة ومكتوبة تشهد عليها قصائده لنحو ثمانية عقود من الزمان.
أما بعض السياسيين المحترفين، فإنهم كانوا يستبدلون مواقفهم دون إشارة الى خطأ أو نقد أو حتى مبرر لتغييرها لدرجة أقرب الى النفاق والمراوغة.
لم يعرف الجواهري العمل السري أو الحزبي رغم انه كان عضواً في حزبين هما " حزب الاتحاد الوطني" 1946 و"الحزب الجمهوري" 1959(برئاسة عبد الفتاح ابراهيم) الاّ أنه لم يكن سياسياً ولم يكترث بالتكتيكات السياسية وكان قريباً من السياسيين ويحسبون له ألف حساب ويختلفون عليه ويسعون لاستمالته أو محاربته واختلفوا حتى في مماته، الاّ انه لم يكن سياسياً بالمعنى المألوف (الاحترافي)، فهو لا يعرف  المناورة أو حتى " الدبلوماسية"، كان يقول قصيدته ويمشي، وليكن ما يكن، غير عابئ أحياناً بالتفسير أو بالتأويل.
بعدها دعا الدكتور مدحت  الجيار الكتاب والنقاد والباحثيين في جميع الامة العربية الى الانتباه الى ظاهرة الجواهري وتقديم الكثير من البحوث والدراسات عنه حيث ان   الكتابات القليلة للجواهري لم تكن بقامته ولم يكن يذكر الجواهري في تاريح الشعر العربي الاقليلا  واستعان الشعر العربي باسماء كبيرة  اخرى مثل نازك  الملائكة والبياتي وسعدي يوسف.
ثم تقدم الناقد خضير ميري بورقة عن الجواهري قائلا لايمكن ان نختصر الحديث عن الجواهري في امسية واحدة على اهميتها وهو  رجل عاش قرن من الزمان وهو  شاعر واحد استطاع وبدا من طفولته الغريبة والاستثنائية كما حدثنا عنها الدكتور عبد الحسين شعبان  وهو زميل له وقرينه بالمنفى ومحاور ودارس وباحث وله كتب مهمة ولكن الشيء الذي اضيفه  ان الحيرة التي نواجهها عندما نتكلم الجواهري داخل  وسط ثقافي عامر بالتيارات الثقافية  التي تلعب  بالاشكال والابتكارات والاساليب ذات القصيدة النثيرة ونحن نرى ان الجواهري  استطاع  ان ياتي  بالعمود وحده بقصيدة التفعيلة  ليكون كل هذا الحضور والتاثير لعل مايصادفنا انه لاشبيه له بالساحة الثقافية  العراقية والعربية فهو شاعر نتج من مصادر تراثية وفقيهة ولغوية عريقة وهو من بين اساتذة اهل البلاغة والحكمة والعلم ثم جاء بهذه الانماط وحدثها داخل صموعته وصنع لنا شعر كان لصيق لنا ومكابلاتنا السياسية سواء في العهود الملكية او ماتلاها من حكومات  جائرة مضيفا الى ان الجواهري فريد وفرادته تاتي من كونه اصر على الشكل العمودي المتعارف عليه وانا كنت افرق لفترات قريبة عندما كنت اكتب النقد في العراق بين الشعر العمودي والعمود الشعري فالكثير  من الشعراء في العراق كتبوا العمود الشعري ولكنهم لم يكتبوا الشعر العمودي فهم قلائل في العراق والشعر العمودي هو الذي يكتب روح الشعر في القصيدة العظيمة والعريقة ويستطيعون ان يسجلوا تجديداً وحداثة داخل بنيتها ودلالاتها وليس البقاء والمراوحة والمكوث بالمنظور العمودي نفسه او بضبط  القوافي وخلق تكرار موسقي وايقاعي لها الجواهري كان خالقا وساحرا للقصيدة، وكان في نفس الوقت  هناك تواشج بين حياته التفصيلية الصغيرة حيث وعندما نسمع القصيدة  له نقول  انها تجريدية لكن عندما نسمع القصيدة لكل مقطوعة مناسبة لها ولها دلاللتها  ودعا كذلك الناقد خضير ميري الى الكثير من البحث والدراسات الحديثة عنه معتبرا انه مطلب مشروع  لمعرفة اسلوبية الجواهري و قدراته في خلق الصورة. وقدم الناقد شريف الجيار مداخلة أشاد بها بتنظيم الأمسية للاحتفاء بشاعر كبير لم يأخذ حقه حتى الآن رغم ما تركه من تراث كبير.
بعدها اطربنا الموسيقى العراقي الشاب  يوسف عباس  بغناء قصيدة يادجلة الخير وقصائد اخرى للجواهري.