توضيح وردّ على مقال: "إنجاز غريب من نوعه، لنخبة مثقفي شعبنا في أقليم كوردستان "أستحداث قسم اللغة السريانية" للدكتور عبدالله رابي
نشر د. عبدالله رابي مقالاً بعنوان إنجاز غريب من نوعه، لنخبة مثقفي شعبنا في أقليم كوردستان "أستحداث قسم اللغة السريانية" وأدناه الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=820928.0 وبدوري أشكره على اهتمامه بالموضوع، وتحليله تحليلاً دقيقًا، وإن دلّ ذلك فإنه يدل على حرصه الأكاديمي الذي يتمتع به. شكرًا لكل الأخوة الذين عبّروا عن آرائهم في تعقيبهم على المقال، سواء أكانت مؤيدة للجنة الخماسية أو مخالفة لها ببعض الشيء، فالحوار الأكاديمي يبقى أخذًا وعطاءً.
ولتوضيح الأمور أحاول الإجابة على أسئلة د. عبدالله، وفي الوقت نفسه ألبي طلب الأخ الياس متي منصور. وستكون أجوبتي مركزة على الفقرة الأخيرة من المقالة والتي كانت على شكل أسئلة، وتوضيحًا وردًا على بعض ما كتبه الأخوة في التعليقات، ومقدمًا أعتذر عن الإطالة:
تساءل الدكتور: لماذا هذه المعوقات؟: منذ ما يقارب عشر سنوات حاول بعض الأخوة فتح قسم اللغة السريانية وأولهم د. يوسف متي قوزي، وكذلك المديرية العامة للتعليم السرياني والمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية واتحاد الأدباء والكتاب السريان واستمرت المحاولات حتى بداية 2016، ولكن، ومع الأسف كلها لم تفلح، والأسباب عديدة، منها ما يتعلق بالكادر التدريسي المختص على ملاك وزارة التعليم العالي/ كُردستان، والسبب الثاني – من وجهة نظري- إن عملية المطالبة والمتابعة لم تكن صحيحة ومدروسة، فالكل كان يعمل على فتح القسم –وهذا نابع من حرصه أكيد- ولكن الطريقة لم تكن موفّقة، وثمة عرقلة أخرى، وهي "أنّ أحد عمداء الكليات قال (في جلسة من جلسات): لن أسمح بالتبشير في كُردستان؟!!" وهذا موثّق في العدد 51 من مجلة (رديا كلدايا) ص47، إذ اعترض على فتح القسم ظنًا منه بأن القسم سيؤدي إلى التبشير المسيحي مما أيده البعض الآخر مع الأسف. كل هذه الأسباب وأخرى كانت عراقيل في السابق.
س/ لماذا التمويل الذاتي؟: بعد تشكيل اللجنة الخماسية لمتابعة عملية فتح القسم من أكاديميين تستند إلى خطط مدروسة تعرف من أين تبدأ وإلى أين تنتهي، بدأت اللجنة والتي تشكلت في 23/2/2016 في جلسة عقدها إتحاد الأدباء والكتاب السريان بالتحرك من جانبها نحو الجهات المعنية، والمتمثلة برئاسة جامعة صلاح الدين وعمادة كلية التربية والذي كان موقفها –والحق يقال- إيجابياً، ومتابعة البرلماني سرود المقدسي الإجراءات المتعلقة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والذي كان أيضًا موقفها إيجابيًا، وعند اللقاء بهم وطرحنا لهم فتح القسم، كنّا نعاني من أمرين مهمّين: الأول المشكلة المالية وعدم وجود ميزانية خاصة مسبقًا لهذا الغرض، والثاني: البناية، إذ لا تمتلك الجامعة البناية الخاصة بمواصفات القسم؛ لان القسم لم يكن ضمن الخطة لهذا العام. فعندما فاتحت اللجنة الموضوع مع الجهات المعنية كان الجواب كالآتي: الوضع المالي لا يسمح بفتح قسم وتجهيزه بكافة المستلزمات مع البناية، والثاني هو عدم وجود كادر تدريسي مختص. ومن هذا المنطلق عقد أعضاء اللجنة عدة جلسات فيما بينهم ومع المعنيين والمهتمين من أبناء شعبنا، وقرر الجميع، بأنه يمكن جمع التبرعات من مؤسسات ومنظمات وشخصيات شعبنا من داخل القطر وخارجه لتغطية النفقات الأولية، وأعتقد هذا يحسب له إيجابًا، وخاصة الوقت ضيق، ولا يتحمل كتابنا وكتابكم، ولكن يمكن بعد الإعمار والتأثيث تقديم الكشوفات والوصولات للوزارة، ولربما ستصرفه في قادم الزمان.
س/ ولماذا تخصيص غرف تفتقد إلى الشروط الصحية وغير ملائمة للتدريس والادارة وهي بحاجة الى صيانة؟: عندما وصلت المعاملات مرحلة البناية، قُدّمت لنا ثلاثة مقترحات من قبل عميد كلية التربية، وهذه المقترحات جاءت من باب محاولته توفير كل ما يمكن توفيره، فكانت كالآتي: يمكن أن يستخدم القسم السرياني قاعة الأقسام الأخرى ولكن بعد الساعة 12 ظهرًا، بسبب استخدامها من قبل الطلبة، والمقترح الثاني هناك مساحة في باحة بناية العمادة القديمة يمكن وضع عليها البناء الجاهز، والمقترح الثالث هو بناية العمادة الطابق الثالث، والذي يحتوي على عدد من الغرف يمكن تعميرها وتأثيثها لتكون ملائمة للدراسة وتليق بالطلبة الجامعيين، وقد اختارت اللجنة المقترح الأخير.
س/ ولماذا هيئة تدريسية متطوعة؟: سؤال مشروع وقد طرحه أكثر من شخص. قبل كل شيء شكرًا لكل من أبدى استعداده للتدريس مجانًا. أمّا لماذا طوعي، أنه وبسبب الأزمة المالية الحالية التي يمر بها الإقليم لا توجد عقود مع الأساتذة، ولهذا وتلافيًا لهذه الضائقة المالية أبدينا استعدادنا، وخاصة الذين ليسوا موظفين حكوميين، لإلقاء المحاضرات مجانًا في حال عدم صرف المحاضرات لهم. وهذا ليس متوقعًا؛ لأننا وُعِدنا خيرًا من قبل الوزارة والجامعة بعد فتح القسم.
أمّا بخصوص أمنية د. عبدالله "
كما أتمنى من القائمين ومن جامعة صلاح الدين أختيار اساتذة مختصون أكاديمياً باللغة السريانية وليس من الملمين باللغة بحسب خبرتهم الشخصية وكتاباتهم غير الاكاديمية لكي يساهموا أكثر فأكثر في تضخيم ظاهرة عقدة التسمية لشعبنا ولغته، بل ليكون قسماً علمياً رصيناً ليوفر الكفاءات العلمية التي تعتمد على المنهجية والموضوعية في تفسير الظواهر" انتهى الإقتباس: فأقول: كن مطمئنًا استاذي العزيز فالكادر كله أكاديمي ومختص باللغة السريانية، وسوف يحافظ على هذه التسمية الموحدة: وإليك سيرهم العلمية:
أ.د. يوسف قوزي/ بروفيسور في اللغة السريانية/ جامعة لوفان/ بلجيكا.
د. سلام نعمة/ دكتوراه في اللغة الانكليزية والسريانية/ مقارنة/ جامعة صلاح الدين/ أربيل.
د. روبين بيث شموئيل/ دكتوراه في اللغة السريانية وآدابها/ الجامعة اللبنانية.
الأب د. سامر صوريشو/ دكتوراه لغة سريانية/ المعهد الحبري الكتابي (بيبليكوم)/ روما.
كوثر نجيب/ ماجستير لغات سامية/ جامعة هايدلبيرغ/ ألمانيا.
وأعتقد هذا الكادر يكفي لفتح قسم وبشعبة واحدة، وهذا ما ذهبت إليه بنفسك بأنه يكفي شخصان للسنة الأولى، ونحن نؤيدك.
أرجو أن تكون هذه الأجوبة شافية وواضحة لدكتورنا العزيز عبدالله رابي وشكرًا لاهتمامك، وننتظر منك كل المشورة العلمية كي نستفاد من خبراتك وخبرات كل الأكاديمين من أجل خدمة أبناء شعبنا.
أمّا بخصوص الأخ ماهر بولص، فأرجو أن يسمح لي بهذا التوضيح الأخوي، لقد أصبت فيما ذهبت إليه "فالسيد كوثر نجيب عضو في قيادة الرابطة الكلدانية في عنكاوا، ولغة الرابطة والشعب الكلداني كما يقولون اهل الرابطة بأنها كلدانية، فكيف بالسيد كوثر نجيب يسميها بالسريانية و كذلك يعمل جهده في ان يفتح لها قسماً في الجامعة؟.. أين أصبحت اللغة الكلدانية إذاً؟ ." انتهى الاقتباس، فأنا نائب رئيس الرابطة الكلدانية/ فرع أربيل، وكنت عضوًا في الهيئة الإدارية لجمعية الثقافة الكلدانية/ عنكاوا لأربع دورات متتالية، ومسؤولاً لإعلامها لأكثر من ثمان سنوات، وحاليًا رئيس تحرير مجلتها المثقف الكلداني (رديا كلدايا) وأفتخر في هذا الإنتماء، الذي لم ولن أتردد يومًا بالإنضمام إلى أية مؤسسة تخدم الكلدان، وهذا حق مشروع ومسألة شخصية وقرار حر. أمّا كيف يسميها كوثر نجيب السريانية وليست كلدانية، فالتسمية موجودة قبل أن يولد كوثر نجيب بأكثر من ألفي سنة، فكيف لي أن أرفضها؟ هذا أولاً، ثانيًا: إن هذه التسمية (السريانية) هي المتفق عليها رسميًا من قبل شعبنا بكل مسمياته ولدينا المديرية العامة للتعليم السرياني والمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، وهذا مثبت في دستور اقليم كُردستان وليس من حقي رفض ذلك. ثالثًا: أنا شخص أكاديمي ولي رأيي الخاص، وأميّز بين التسميات، فالآرامية هي آرامية، والسريانية هي سريانية والكلدانية هي كلدانية وعلينا أن نُميّز بينها، وسأشارك برأيي هذا حول التسمية في المؤتمر العام الأول للرابطة إن شاء الله والذي سيعقد للفترة من 25-27/9/2016، وسأحاول نشره بعد ذلك في الوسائل الإعلامية وسأبين ما هي اللغة الكلدانية، إن كنّا حريصين عليها فعلاً.
إسمح لي سيدي العزيز ماهر أن أقول: إذا عملنا مع الأخوة متفقين وموحدين على تسمية معينة نُنتقَد، وإذا أصرينا على تسمية معينة نُنتقَد أيضًا، فما الحل إذًا؟!
وأريد أن أطمئن الجميع، إنّه قد تم التعامل مع فتح القسم بأقصى حدّ من الحذر الأكاديمي، والقائمين عليه بدءًا من وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. يوسف كوران ود. أحمد أنور دزيي رئيس جامعة صلاح الدين ونزولاً باللجنة الخماسية كلهم حريصين عليه أيّما حرص، وهذا يتجلّى من خلال متابعة رئيس الجامعة وإتصاله بعدد من الجامعات العالمية منها: ألمانيا، مصر ولبنان لدعم القسم، وكذلك تشجيع ودعم وزير التعليم العالي على عدم الإكتفاء بفتح القسم، وإنما العمل على فتح أكاديمية خاصة والتهيئة لدراسات عليا (ماجستير ودكتوراه)....
وأخيرًا إسمحوا لي أن أقول، بدلاً من أن ننتقد هذا العمل والطريقة، دعونا نعمل معًا لإنجاح القسم، وأن نشجّع أولادنا وأخوتنا وأخواتنا للدراسة فيه، فلهم فيه مستقبل باهر، من خلال التعيينات؛ كونهم سيكونون الوحيدين الذين لهم شهادة البكالوريوس في هذا الاختصاص، وستكون لهم فرصة الدراسة خارج الإقليم لنيل الشهادات العليا؛ كوننا سنتعامل مع أساتذة وجامعات عالمية، فهي إذا فرصة ثمينة علينا استغلالها، ولا نهتم لبضعة الاف من الدولارات تُخصص لهذا المشروع وهذا الإنجاز العظيم.
-----------------
للاستفسار عن القسم الاتصال بـ:
kawthernajeeb@yahoo.com
Mo. 07504829251