عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - نافع توسا

صفحات: [1]
1

في تأملي لمقالين قرأتهما منذ أيام بتمعن وهـدوء،  نشرا في موقع Ankawa.com، الأول للكاتب والصحفي المحترم أبرم شبيرا، بعنوان: "هجمة إجرامية شرسة ضد البطريرك وكنيسته الكلدانية الكاثوليكية نقول:…اين؟ و…أين…؟ و…أيـــن….؟  والثاني للسيد عبد الأحد سليمان بولس، بعنوان" هل الوقت مناسب لاعتزال غبطة البطريرك والكردينال مار لويس ساكو عن رئاسة الكنيسة الكلدانية؟ ". شعرت وكأني أشاهد فريقي من طلاب كلية الموصل التي كنت أدرس فيها، في الخمسينيات من القرن الماضي. عندما كانا يلعبان لعبة كرة الطائرة. حينذاك، غالبًا ما كان يشتد وطيس المعركة بين الفريقين، الواحد يرفع والآخر يكبس، خاصة بعد تشجيع المشاهدين. هذا ما لمسته بعد انهائي القراءة. المتحاورون في المقال الثاني هم دومًا نفسهم في جدال عقيم، وكأنهم  الوحيدون في الوجود وعددهم لا يتجاوز عدد اللاعبين في  أحد فريقي لعبة كرة الطائرة، يعيبون بعضهم بعضًا ويكشفون عورات وعيوب المقابل، لأنهم يتصورون  كونهم الأكثر طـُهرًا و برًا أو الأكثر دراية بالمشاكل وحلولها.
في مقالة السيد شبيرا نقرأ له عتابًا قاسيًا موجهًا إلى منظمات وكيانات كنسية  تضم رعاة يعملون بهدوء وروية ويتخذون قراراتهم بعد صلوات ترفع بتضامن وتواضع تنيرها توجيهات الروح القدس، الذي على كل مسيحي  حقيقي انْ يؤمن به ويرجو هباته.
 من حق كل انسان أنْ ينقد الخطأ ويُشير إليه وينبه عنه ويعمل على اصلاحه شرط أنْ يكون أهلاً لذلك، وأن ْتكون نيته سليمة، وتحقيقًا للخير العام. فهل يا تـُرى هذا ما نستنتجه بعد ما نقرأ هذا المقال! هذا ما أتمناه، وأشد على أيدي كاتب المقال لما فيه من رغبة تحقيق الخير العام.
أما المقال الثاني الذي كتبه السيد عبد الأحد سليمان بولس وما تبعه من ردود كثيرة لبطانته التي ردت عليه سلبًا أو إجابًا، اقول: أخي بالإيمان عبد الأحد: " يظهر من لهجة عنوان مقالك، وكأنك في جلسة اجتماع تترأسها، وحولك جماعة من الأعضاء، دعوتهم لاتخاذ قرار بخصوص بطريرك اخترتموه للسدة  البطريركية للكنيسة الكلدانية، ونظرًا لفشله في تدبير الامور لذا اجدكم تفكرون في عزله. فإنْ كنت مصيبًا في فرضيتي هذه، أسألك:
هل  كان لك دور في اختبار مار لوبس روفائيل ساكو بطريركًا؟  هل كنت تعرفه قبل ذلك؟ ما هي الصفة المؤهلة له حسب رأيك لاختياره؟ هل لك علم ومعرفة بدقة بكل ما قام به من إنجازات حتى اليوم؟ هل  حضرت جلسات السنهودس الخاص بالكنيسة الكلدانية الذي اختاره، علمًا انْ اختياره تــمَّ والبطريرك الأسبق (المثلث الرحمات البطريرك دلـيّ) كان لا يزال جالسًا على الكرسي البطريركي، وهذا اجراء فريد، على ما أذكر. هذا يعني انَّ رئاسات الكنسة لا تسمح بــ هكذا إجراء إلاّ بعد مناقشات طويلة ودراسة معمّقة، وتحليلات دقيقة يجريها السنهودس الكلداني بمعرفة ومتابعة الكرسي الرسولي . على اساسها يُتخذ القرار النهائي. هذا ما له علاقة  بالنسبة لمفهومنا البشري والمدني. لكن هناك شيْ آخر هو الاهم والاساس الذي يقوم عليه ايماننا المسيحي، ذلك هو دعوة الله لكل انسان في حياته، أي ما نؤمن به وأعني بذلك التدبير الإلهي. قد يكون هذا الأمر بالنسبة لك ولكل من ردّ عليك سلبًا أو اجابًا، أمرًا ثانويًا. لكن مع ذلك أطلب إليك ولأمثالك أن تفكروا للحظة بوجودكم في هذه الحياة واسألوا انفسكم: ما علة وجودكم في هذه الحياة؟ هل صادف يومًا أنً سأل الرب يسوع أحدكم يوم خلقه العالم والإنسان: هل من المناسب أنْ  بخلق الانسان والعالم ومن ضمنهم أنتم؟ كي ما يـُفكر في تدبير الكنيسة الكلدانية المؤسسة  على يد توما الرسول -أحد تلاميذ الرب يسوع المسيح القائم من بين الأموات، منتصرًا على الشرّ وقواته، محقق المصالحة مع الله، يومًا ما، في ظروفٍ  كالتي نحياها  اليوم؟
أما إنْ كنتُ مـخطئًا في فرضيتي، فأـسألك: " مـِن مـَنْ استلمت سلطتك في محاسبة الآخرين. هل نسيتَ تعليم  الرب يسوع ذاته : "لا تدينوا لئلا تـُدانوا" . بالمناسبة أذكرك بلقاء يسوع لتلك الزانية التي قدمها أمامه بعض المتآمرين عليه أو الحاقدين على رسالته وتعاليمه الذين القوا القبض عليها وهي تزني  ليدينها. علم يسوع بمكرهم ورغبة ليجربوه ويُحاكموه.  لم يصدر يسوع حكمه على الفور بل جادلهم وارجعهم إلى نصوص شريعتهم ليعملوا وفقها. لكن سرعان ما استدرك توجيهه لتطبيق الشريعة، فارضًا شرطاً لم يـُفكروا البتة فيه، ذلك هو: "من فيكم بلا خطيئة" سؤال محيـّر ورهيب لأنهم شعروا انهم أمام  حاكم عادل وقدير وله القدرة لإصدار الأحكام" ويعلم حتى اسرار القلوب، فانسحبوا بعجالة مشوشة، خوفًا من قدرته الغير منظورة.  رفع يسوع عينيه بعد، فلم يــَر غير الامرأة الخاطئة، فسألها :" اين المدّعين عليكٍ".  فأجابت: " ذهبوا هاربين ولا أعلم السبب". فأردف  يسوع : " إذًا إنَّ  من له الحق لمحاكمتك هو أنا فقط" فحكمي عليكَ  هو أنْ أغفر لكَ خطيئتك، فاذهبي  بسلام شرط ان تتوبي ولا تعودي تخطئين مرة أخرى".
 أخي عبد الأحد، إني لا أعرفك شخصيًا، واعتقد أنـّك لا تعرفني أيضًا، مع ذلك أني أحبك واقدرك وكذلك كل من يحاول الكتابة واقدر اهتمامكم إنْ كان لخير الجماعة لا غير لا بدافع "خالف تعرف"، كما أرجو أولاً طغمة الاكليروس انْ يوافقوا على ان يكون لكم مشاركة في نشاطهم الرعوي الذي له علاقة بالمؤمنين وحياتهم الروحية ضمن سياق منطقي ومقبول حسبما حددته نصوص قرارات و توجيهات المجمع الفاتيكاني الثاني الذي تابع البابوات  - خلفاء بطرس - الذين جاءوا بعد صدورها العمل بجدٍّ وأمانة بموجبها. وأرجوك وارجو كل من يسير وفق اسلوبك انْ تتوقفوا عن نشاطكم إنْ وجدتموني على حق وتتأملوا مسيرتكم وتقارنوها بتعاليم الرب يسوع الواردة في الإنجيل المقدس -دستورنا المسيحي الوحيد- وخاصة كلامه الموجه إلى بطرس بعد ان سأله ثلاث مرات" أتحبني يا بطرس  أكثر من هؤلاء؟"،  فأجابه: " نعم يا ربّ، أنتَ تعلم أحبك" فأوكله رعاية المؤمنين بأصنافهم الثلاثة. وأيضًا كلامه الموجه إلى الرسل باستثناء يهوذا الاسخريوطي: "كلما تحلون على الأرض يكون محلولاً في السماء وكلما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء". إذًا لأباء  الكنيسة كل السلطة لقيادة الكنيسة طالما هو نفسه من يختارهم حسب تدبيره الإلهي، الذي لا يمكننا فهمه في غالب الأحيان، لكنه مع ذلك مدعوم بوعد إلهي لأن يبقى رفيقًا وموجهًا لهم مدى الأيام والدهور. قد تعاتبني وتقول: " أباء الكنيسة بشر وخطأة مثلنا نحن المؤمنين" . أجيبك: " هذا صحيح ولكن في حالات كهذه التدبير الإلهي يرسل مصلحين عملين مكرسين، ومعهم أفكار وأدوات لتدارك الأخطاء واصلاحها بواسطة تنظيمات رهبانية، مؤلفة من رجالٍ ونساء تركوا العالم  ورفاهيته وخصصوا ذواتهم للعبادة والخدمة المتنوعة،  ومنها قيادة دفة سفينة الكنيسة بإيمان وشجاعة وتضحية بالحياة إنْ اقتضى الأمر، يعتمدون الصوم والصلاة ومختلف الأعمال المثمرة أساسًا للحياة". وما أكثر أعدادهم الايوم المنتشرة في ارجاء المعمورة. فعلينا اعتماد الواقع الفعلي، لا الجلوس على التل في غرفنا  العاجية  لنحبر ونملأ الصفحات بأفكارنا الأنانية وحب الظهور ونصدر الأحكام مادحين هذا وذامين ذاك بعجرفة شيطانية نجدها في ريان وامثاله  منظمين من مجاميع شريرة تدعي التدين و عبادة الله زورًا وبهتانًا. هنا لا بد لي لأن أذكـر  مقولة الرب يسوع: " ليس كل من يقول لي : " يا رب ، يا رب يدخل (أو  يستحق الدخول) الحياة الأبدية". 
أخي عبد الأحد:" من المتبع دومًا أنْ الاستشهاد بالمصادر عند الكتابة يجب انْ يوثق  باسم المصدر وارقام الفصول والآيات، هنا  خالفتُ  هذه العادة  لأدفع بك على البحث والمتابعة، لأنك قد تشك فيما بينته، ففرصة البحث عند اصرارك للردّ على كتبته،  ستكون حتمًا فرصة لنعمة الله فتملأ قلبك وقلوب مؤيديك فتوجيهكم نحو الخير والصلاح الذي لآمل أنْ يكون هدفكن منذ البداية.
اني واثقٌ كل الثقة أنَّ لأبينا غبطة البطريك لويس ساكو  قلبٌ واسع ومـُحب سوف لن ينساك وينسانا في صلاته اليومية، وأنه قدغفر لكَ ما سببته من متاعب لكنيستنا (نحن جميعًا) التي هي في غنى عنها، تاركًا لك كل حرية الرأي واتخاذ القرار النهائي، مذكرًا لا مهددًا أن هناك يومًا مخصصًا للحساب والمكافأة. أيّ "تعالوا يا مباركي أبي رثأأوا الملك المعدًّ لكم منذ إنشاء العالم"………
باركنا الله القدوس  والقوي والذي لا يموت "مـُحـبـّنا و خالقنا"  لنحبه ونمجده، قديشا آلاها ، قـديشا حيلثانا، قديشا لا مايثا، اثأرحم علين. آمـــــيـــن.
نافع توسا
 

صفحات: [1]