عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - الخوري عمانوئيل يوخنا

صفحات: [1]
1
وهم حماية الغرب لمسيحيي العراق

المقال ومقالات اخرى منشور على موقعي الشخصي:
https://etota.net/

سعد سلوم هذا الكاتب-المفكر العراقي ابحر في الشأن الاقلياتي لبني وطنه فتوسع افقيا ليتعرف ويُعرِف جميع الوان طيف النسيج العراقي المتنوع اثنو-دينيا فكتب عن الكاكائية والزرادشتية وذوو البشرة السمراء الى جانب المسيحية والصابئة والايزيدية والجميع، وتعمق عموديا ليستكشف ويكشف جذورهم ويعيش معهم همومهم وتحدياتهم.
اثمرت رحلته معهم الممتدة زمنا غير قليل من حياته الشخصية ومسيرته الاكاديمية ما يمكن تسميته: موسوعة سلوم للاقليات العراقية، قوامها مجموعة كبيرة من الكتب المرجعية الضخمة التي لا تقتصر على التوثيق بل التحليل ايضا.
سلوم في كتابه الموسوم: (مائة وهم عن الاقليات في العراق) والصادر في 2015 عن مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية يقول في الصفحة 325:
(لم يكن المسيحيون عنصرا دخيلا او طارئا ولا امتدادا للغرب المسيحي، بل تصدوا لكل محاولة تشويه لثقافتهم او الزامهم على تبني نسخة ايمانية اخرى تتطابق مع صانع قرار غريب عن بيئتهم الشرقية. فالمسيحيون ليسوا بعملاء او حصان طروادة او طابور خامس للقوى التي تحدت وغزت دول المنطقة، بل كانوا جذورا تربطنا بحضارتنا الاولى، وشركاء ومسهمين فاعلين في بناء الحضارة الاسلامية، كما في بناء الدول الوطنية في العصر الحديث) نهاية الاقتباس

سعد سلوم مع جميع المثقفين المتنورين والكتاب الوطنيين من الاكثريات الدينية او القومية العراقية، ومع جميع مسيحيي العراق يحاربون لازالة وهم وتصحيح صورة نمطية عن مسيحيي العراق بانهم مواطنون غربيون.
الم تكن هذه الصورة النمطية وراء عنونة مكتب رئيس الوزراء العراقي حينها، نوري المالكي، امره الديواني المرقم 1238 في 29 تموز 2007 (الصورة في نهاية المقال) بعنوان صادم: "طلبات الجالية المسيحية في العاصمة بغداد".
مما حدا بي الى الرد بمقال نشرته جريدة الصباح في 27 تشرين الأول 2007 بعنوان:
"اذا كنا في العراق جالية، فاين هو وطننا؟"
الرابط الى المقال:
https://etota.net/articles-books/articles/arewediasporainiraq/

نعم هناك وهم يجب محاربته،
وصورة نمطية يجب تصحيحها،
المسيحيون وطنيون ليس بالتاريخ والجذور فحسب حيث ينتمون الى العراق من قبل تحوله الى الهوية الاكثرية الحالية الدينية او القومية.
بل هم وطنيون بالانتماء والوجدان والعطاء في كل المجالات حيث لم يتركوا مجالا الا وتميزوا في عطاءهم فيه، بدءا من تاسيس الدولة العراقية المعاصرة حيث يشهد وزير ماليتها يوسف غنيمة، مرورا ببدايات العمل السياسي المنظم ويشهد عليهم مؤسس الحزب الشيوعي العراقي، ومرورا ايضا بالانشطة الاقتصادية والثقافية والادبية والفنية والرياضية وغيرها. (ولنا في عمو بابا مثالا)
مثلما دفعوا، مع بقية العراقيين، اثمانا غالية بسبب وطنيتهم.
بل ودفعوا اثمانا مضاعفة عندما نما الارهاب بعد ان خلق الاحتلال الامريكي الغربي للعراق البيئة المناسبة لنمو الارهاب وتمكنه تنظيما وتمويلا وتسليحا مع انهيار مؤسسات الدولة، ففي نيسان 2003 لم يسقط فقط النظام البعثفاشي الدموي، بل انهارت الدولة العراقية ايضا وفشل المحتل ومعه القوى العراقية السياسية في اعادة بناءها بمسار سليم.
انها لمن سخريات القدر ان يكون المسيحيون، المتهمون بالانتماء للغرب، اكثر العراقيين معاناة من الغزو الغربي، ويكون اهلنا الشيعة الذين يسمون المحتل بالشيطان الاكبر، اكثر المستفيدين من هذا الغزو.

المسيحيون العراقيون وطنيون بانتماءهم وولاءهم ومستقبلهم ولم يلتجئوا يوما ولن يلتجئوا الى الغرب "المسيحي" وصناع قراره بطلب الدعم والحماية والتدخل.
الغرب لم يكن يوما حاميا للمسيحيين ولا لاية مجموعة دينية او عرقية بل كان حاميا دائميا لمصالحه ولم يتردد في تقديم الشعوب وقضاياها العادلة كبش فداء من اجل مصالحه. والذاكرة القريبة تشهد ما فعله صانع القرار الامريكي بالثورة الكردستانية عندما كانت في اوج قوتها وتضحياتها تقارع النظام البعثفاشي.

من المعقول والطبيعي ان تقوم جاليات مسيحية عراقية في هذه الدولة او تلك من الدول التي باتوا مواطنين فيها بحملات مناصرة (لوبي) للعراق او لمسيحيي العراق. وهذا لا يقتصر على الجاليات المسيحية فحسب، بل جميع الجاليات كردية كانت ام تركمانية ام ايزيدية وغيرها. مثلما لا يقتصر على الجاليات العراقية، بل جاليات كل الدول. هذا امر بديهي ولا غبار عليه.
ومن المعقول والطبيعي ان تثار الهموم والتحديات التي تواجه المسيحيين في الاجتماعات المفتوحة او المغلقة مع السياسيين او الدبلوماسيين او المؤسسات الغربية. وهنا ايضا فالامر لا يقتصر على المسيحيين وحدهم بل جميع المجموعات او الفئات، مثلما ليس حالة عراقية فحسب، بل هو امر طبيعي لا غبار عليه ايضا.

الامر المرفوض والخطير، والذي والى الامس القريب لم يقم به المسيحيون ومؤسساتهم ومرجعياتهم في العراق هو تصوير انفسهم ضمنيا بانهم جالية في العراق وانهم يتوجهون للغرب "المسيحي" لمعالجة اوضاعهم في العراق وحل او دعم مطالبهم من الدولة العراقية ومرجعياتها ومؤسساتها.
ان اي تصرف او دعوة كهذه من داخل البيت المسيحي العراقي، بالاضافة الى انها لن تصل الى اي مكان، فالغرب يتعامل مع مصالحه حصرا، فانها ستكون سابقة خطيرة وعبثية، تساهم في ترسيخ الوهم والصورة النمطية على ان المسيحيين مواطنون يدينون بالولاء للغرب. وسيدفع ثمنها المسيحيون انفسهم اللذين ندعي المسؤولية تجاهم. فهكذا تصرف هو دعوة مفتوحة للمزيد من استهداف المسيحيين من قبل المجموعات الراديكالية وللمزيد من التهميش في مختلف المستويات ومن مختلف الجهات ومن بينها مؤسسات ومرجعيات الدولة.
لم يكن جورج بوش الاب ولا جورج بوش الابن حاميا لاية مجموعة في اية دولة بل كانا حاميان لمصالح اميركا وشعبها فهم رؤساء لاميركا وليس لاية دولة اخرى.
ولم يلتجئ مسيحيو العراق اليهم بطلب الحماية والمناصرة.
وكذلك كان ترامب وكذلك هو بايدن.
وكذلك سيكون كل الرؤساء الامريكان.
من له اذنان للسمع فليسمع


الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 18 أيلول 2023



2
تلقت CAPNI بحزن وألم عميقين نبأ وفاة القس أبونا هورست أوبركامبف (1942-2023) ، الذي ظل لأكثر من ثلاثين عاما صديقا ومؤيدا وصوتا للكنائس الشرقية والشعب السرياني الآشوري في الوطن الأم ، طور عابدين ، العراق وسوريا.
كان القس هورست صديقا وراعيا وداعما وموجها ل CAPNI لمدة ثلاثة عقود.
أرسلت CAPNI رسالة تعزية إلى عائلة أبونا هورست:
https://capni-iraq.org/blog/capni-sends-a-message-of-condolences-to-the-family-of-the-late-father-horst-oberkampf/

في يوم الأحد 30 يوليو، أقامت كابني صلاة جنائزية على روحه في القاعة التي سميت باسمه في مقر المنظمة في دهوك:
https://www.youtube.com/watch?v=VbjhkGZ4DUo

تجسيدا للروح المسكونية التي عاشها الأب هورست في حياته، ستقيم المنظمة قداسا لروحه الخميس 3 أغسطس في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في دهوك.

نبذة عن حياة الاب هورست اوبركمبف

ولد القس هورست أوبركامبف في 4 أبريل 1942 في ساجان في سيليزيا السفلى ، وهي اليوم جزء من بولندا.
كاحد ثلاثة اطفال في العائلة كان عليهم الهروب مع ذويهم بعد الحرب العالمية الثانية الى بادن فرتمبرغ في المانيا.
درس اللاهوت في توبنغن وغوتنغن.
اصبح راعيا للكنيسة الانجيلية في شتوتغارت بين 1967 الى 1972
ومن 1972 الى 1985 عين رئيسا للدراسات في الاكاديمية الانجيلية في بادبول.
في 1985 بات راعيا للكنيسة الانجيلية في بادشوسنريد حتى تقاعده في 2005.

من خلال خدمته الراعوية في الكنيسة او في الاكاديمية الانجيلية تعرف على الكنائس المشرقية ومؤمنيها.
وتعرف بشكل اعمق وشعر معاناتهم حين راهم مضطرين لهجرة وطنهم بسبب المظالم كما هاجر هو وطنه حينما كان صبيا.
باتت علاقة الاب هورست مع مسيحيي طورعبدين والعراق وسوريا علاقة وجدانية عاشها في تفاصيل حياته حتى بات ينتمي اليهم بقلبه وعقله، بعواطفه واعماله.
ومع هجرتهم الجماعية اواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات تردد في داخله النداء الكتابي: (اذهب الى اخوانك وساعدهم).
فوجد نفسه زائرا دائميا اليهم، قراهم، كنائسهم، عوائلهم، شبابهم في طورعبدين والعراق وسوريا.
زارهم ليتعايش معهم ويصلي معهم ويتشاركهم الالم والامل وليعود يكون لهم صوتا في المانيا والكنيسة بمطبوعات ومنشورات وضعها عنهم ونشرها في عموم المانيا، وبمؤتمرات وجلسات نقاش مستمرة.
لقد بات هورست اوبركمبف صوت من لا صوت له من سريان طورعبدين والعراق وسوريا.

أسس "مجموعة التضامن مع طورعبدين وشمال العراق"
ومن خلال الاب هورست وانشطته تاسست العلاقة ونمت بين الكنائس المشرقية والكنيسة اللوثرية الالمانية، هذه العلاقة التي توسعت من علاقات زيارات متبادلة للاب هورست وزملاءه الى علاقات بين القيادات الكنسية لها، والى برامج دعم مستمرة ومتنامية لم تقتصر على برامج كنسية راعوية بل برامج اغاثية وصحية وتعليمية وتنموية في كل الجغرافيا السريانية في الوطن الأم.

الاب هورست هو الاب الروحي والاخ الاكبر لمنظمة كابني.
فهو من احتضنها في بداياتها، وهو، مع اتحاد الاندية الاثورية في المانيا، من فتح لها ابواب الشراكة مع الكنائس اللوثرية في عموم المانيا.
ربطت ابونا هورست بمنظمة كابني وكادرها علاقات شخصية حميمية مع المرحوم رابي بطرس، الاب شليمون، المهندس عدنان، الدكتورة هيفاء، والاب عمانوئيل حيث توسعت لتكون علاقات عائلية ايضا كلما توافرت فرصة الزيارات العائلية.

انتقل الى حيث يتطلع الابرار للانتقال في 12 يوليو 2023
ولتبقى صورته المفعمة بالامل والسعادة والطاقة والعطاء حية معنا وبيننا
وليبقى شاهدا حيا لربه يسوع المسيح ومحبته للناس في الشرق.
ليرحمك الرب ابونا هورست.


3
تلقت CAPNI بحزن وألم عميقين نبأ وفاة القس أبونا هورست أوبركامبف (1942-2023) ، الذي ظل لأكثر من ثلاثين عاما صديقا ومؤيدا وصوتا للكنائس الشرقية والشعب السرياني الآشوري في الوطن الأم ، طور عابدين ، العراق وسوريا.
كان القس هورست صديقا وراعيا وداعما وموجها ل CAPNI لمدة ثلاثة عقود.
أرسلت CAPNI رسالة تعزية إلى عائلة أبونا هورست:
https://capni-iraq.org/blog/capni-sends-a-message-of-condolences-to-the-family-of-the-late-father-horst-oberkampf/

في يوم الأحد 30 يوليو، أقامت كابني صلاة جنائزية على روحه في القاعة التي سميت باسمه في مقر المنظمة في دهوك:
https://www.youtube.com/watch?v=VbjhkGZ4DUo

تجسيدا للروح المسكونية التي عاشها الأب هورست في حياته، ستقيم المنظمة قداسا لروحه الخميس 3 أغسطس في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في دهوك.

نبذة عن حياة الاب هورست اوبركمبف

ولد القس هورست أوبركامبف في 4 أبريل 1942 في ساجان في سيليزيا السفلى ، وهي اليوم جزء من بولندا.
كاحد ثلاثة اطفال في العائلة كان عليهم الهروب مع ذويهم بعد الحرب العالمية الثانية الى بادن فرتمبرغ في المانيا.
درس اللاهوت في توبنغن وغوتنغن.
اصبح راعيا للكنيسة الانجيلية في شتوتغارت بين 1967 الى 1972
ومن 1972 الى 1985 عين رئيسا للدراسات في الاكاديمية الانجيلية في بادبول.
في 1985 بات راعيا للكنيسة الانجيلية في بادشوسنريد حتى تقاعده في 2005.

من خلال خدمته الراعوية في الكنيسة او في الاكاديمية الانجيلية تعرف على الكنائس المشرقية ومؤمنيها.
وتعرف بشكل اعمق وشعر معاناتهم حين راهم مضطرين لهجرة وطنهم بسبب المظالم كما هاجر هو وطنه حينما كان صبيا.
باتت علاقة الاب هورست مع مسيحيي طورعبدين والعراق وسوريا علاقة وجدانية عاشها في تفاصيل حياته حتى بات ينتمي اليهم بقلبه وعقله، بعواطفه واعماله.
ومع هجرتهم الجماعية اواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات تردد في داخله النداء الكتابي: (اذهب الى اخوانك وساعدهم).
فوجد نفسه زائرا دائميا اليهم، قراهم، كنائسهم، عوائلهم، شبابهم في طورعبدين والعراق وسوريا.
زارهم ليتعايش معهم ويصلي معهم ويتشاركهم الالم والامل وليعود يكون لهم صوتا في المانيا والكنيسة بمطبوعات ومنشورات وضعها عنهم ونشرها في عموم المانيا، وبمؤتمرات وجلسات نقاش مستمرة.
لقد بات هورست اوبركمبف صوت من لا صوت له من سريان طورعبدين والعراق وسوريا.

أسس "مجموعة التضامن مع طورعبدين وشمال العراق"
ومن خلال الاب هورست وانشطته تاسست العلاقة ونمت بين الكنائس المشرقية والكنيسة اللوثرية الالمانية، هذه العلاقة التي توسعت من علاقات زيارات متبادلة للاب هورست وزملاءه الى علاقات بين القيادات الكنسية لها، والى برامج دعم مستمرة ومتنامية لم تقتصر على برامج كنسية راعوية بل برامج اغاثية وصحية وتعليمية وتنموية في كل الجغرافيا السريانية في الوطن الأم.

الاب هورست هو الاب الروحي والاخ الاكبر لمنظمة كابني.
فهو من احتضنها في بداياتها، وهو، مع اتحاد الاندية الاثورية في المانيا، من فتح لها ابواب الشراكة مع الكنائس اللوثرية في عموم المانيا.
ربطت ابونا هورست بمنظمة كابني وكادرها علاقات شخصية حميمية مع المرحوم رابي بطرس، الاب شليمون، المهندس عدنان، الدكتورة هيفاء، والاب عمانوئيل حيث توسعت لتكون علاقات عائلية ايضا كلما توافرت فرصة الزيارات العائلية.

انتقل الى حيث يتطلع الابرار للانتقال في 12 يوليو 2023
ولتبقى صورته المفعمة بالامل والسعادة والطاقة والعطاء حية معنا وبيننا
وليبقى شاهدا حيا لربه يسوع المسيح ومحبته للناس في الشرق.
ليرحمك الرب ابونا هورست.


4
على نفسها جنت براقش..
في الكوتا "المسيحية"

كيف وما هي الحكاية؟
هذا المقال هو مساهمة في توضيح موضوعة الكوتا، خلفياتها وكيف سارت امورها ونتائجها وراي لمعالجتها. ورغم انه مخصص لموضوعة الكوتا، الا انه وبسبب الكوتا ليس معزولا عن المشهد المسيحي الراهن، ففي خلفية المشهد ومواضيعه وتفاصيله هناك الكوتا حتى ان لافتات الكوتا كانت تتصدر تجمع الاكليروس والراهبات الكلدان في ساحة التحرير في 12 أيار 2023 وهي سابقة تاريخية أن يخرج الاكليروس والراهبات متوشحين بزيهم الديني في تجمع في ساحة عامة وبمطاليب بينها مطاليب سياسية.


احد تفرعات المشهد السياسي المسيحي في العراق منذ سنوات طويلة هو موضوعة الكوتا البرلمانية "المسيحية" في البرلمان العراقي الاتحادي والتي هي خمسة مقاعد من مجموع 329 مقعد، وتتوزع على مقعد واحد لكل من محافظات بغداد، كركوك، نينوى، اربيل ودهوك، وهي معتمدة منذ الدورة الاولى للبرلمان العراقي. وهي ليست الكوتا البرلمانية الوحيدة فيه حيث هناك كوتا بواقع مقعد واحد لكل من الشبك عن نينوى، الايزيدية عن نينوى ايضا، الصابئة المندائيون عن بغداد، الكورد الفيلية عن واسط، بالاضافة الى كوتا النساء ضمن المقاعد العامة وهي 25%.
وفي الوقت الذي قسمت مقاعد البرلمان على اساس دوائر انتخابية لكل محافظة (في الترشيح والتصويت)، وفي الانتخابات الاخيرة الى دوائر اصغر ضمن المحافظة لتعود مع القانون الجديد للانتخابات اللاحقة حال اجراءها الى دوائر المحافظات، فان الكوتا المسيحية وحدها تميزت بميزة غريبة عجيبة وهي ان العراق كله دائرة واحدة (للترشيح والتصويت)، الى ان تم تعديل جزئي له في الانتخابات السابقة بحصر الترشيح بالمحافظة وابقاء التصويت على المقعد مفتوحا لكل العراق، وتم تعديل جزئي ثاني في القانون الجديد للانتخابات القادمة بجعل الكوتا المسيحية في دائرتين، الاولى تضم ثلاثة مقاعد لثلاثة محافظات (بغداد، نينوى وكركوك) والثانية تضم مقعدين لمحافظتي أربيل ودهوك.
جعل العراق دائرة واحدة للكوتا المسيحية بعد ان كان باب النعيم لمن ابتدع بدعتها لمصلحته عند اقرارها قبل اكثر من 15 عاما، باتت بعد انكشاف لعبتها وبعد سيل اللعاب على مقاعدها باب جهنم لتمكين من اراد التحكم ووضع اليد عليها.

مدخل معلوماتي تاريخي
الكوتا بمدلولها وغايتها وباختصار هي تمييز ايجابي يضمن وجود نواب من اقلية قومية او دينية او ثقافية او مجتمعية او طبقية معينة الى البرلمان كون وجودها العددي لا يمكنها من الدخول الى البرلمان من خلال المنافسة على المقاعد العامة.
البداية كانت مع برلمان اقليم كوردستان في دورته الاولى التي تم انتخابها في 19 أيار 1992 بحسب القانون رقم (1) لسنة 1992 الذي اقرته الجبهة الكردستانية واحد احزابها كان الحركة الديمقراطية الاشورية، وهذا القانون بصيغته حينها لم يمنح الكوتا للاقليات فهو لم يضمن لهم حق التمثيل ولكن فقط حق الترشيح الذي هو تحصيل حاصل. أما الذي ضمن الكوتا في الدورة البرلمانية الاولى لبرلمان كوردستان هو القرار الاستثنائي للجبهة الكردستانية بتاريخ 8 نيسان 1992 والذي نص:
(عقدت الجبهة الكردستانية يوم الأربعاء المصادف 8/4/1992 اجتماعا طارئا بسبب الظروف الاستثنائية القاهرة. وقد أصدرت قرارا يخص هذه الدورة الانتخابية وحدها يقضي بتخصيص (5) خمسة مقاعد في المجلس الوطني الكردستاني للأقلية القومية الآشورية لكافة طوائفهم من (الكلدان الكاثوليك والكنائس الشرقية الآثورية (النسطورية) والسريان وغيرهم) يجري انتخابهم من قبل أبناء الشعب الآشوري في دوائر انتخابية خاصة بهم وبصورة ديمقراطية بما ينسجم وقانون انتخاب المجلس الوطني لكوردستان العراق الرقم (1) الصادر بتاريخ 8/4/1992.) انتهى النص
وبذلك تم تخصيص كوتا قومية من خمسة مقاعد وما زالت معتمدة في كل الدورات الانتخابية وتم تضمينها في متن قانون الانتخابات بعد تعديله، وبذلك كان لشعبنا على الاقل خمسة مقاعد من مجموع 105 في الدورة البرلمانية الاولى و111 في الدورات الاخيرة. والكوتا الحالية في برلمان اقليم هي خمسة للكلدان السريان الاشوريين(هامش 1)، خمسة للتركمان، مقعد واحد للارمن. والاقليم هو دائرة انتخابية واحدة لمقاعد الكوتا.
اذن الكوتا ابتدات في الاقليم بعدد خمسة مقاعد وبهوية قومية، فهي ليست كوتا دينية مسيحية.
ومع التغيير الذي حصل في العراق عام 2003 وانطلاق العملية السياسية ومتطلباتها من اسس ومؤسسات بدءا بالدستور الى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ومع الاداء الضعيف للمشارك في هذه العملية من اطراف شعبنا، الحركة الديمقراطية الاشورية، فقد بقيت الكوتا بذات العدد رغم ان مقاعد البرلمان الاتحادي هي اضعاف مقاعد برلمان الاقليم، ففي حين تمثل الكوتا 5 من 111 مقعد في الاقليم فانها 5 من مجموع 329 في البرلمان الاتحادي.
وتشوهت هويتها حيث باتت كوتا دينية لا قومية، وشر ما يضحك هو ان من وافق على جعلها دينية مسيحية، وجميع من بقيوا يتنافسون عليها هي ليست احزاب قومية فحسب، بل واحزاب قومية وطنية علمانية تنادي وتصرخ جهارا بفصل الدين عن الدولة، ولكنها تلهث وبكل السبل وراء مقاعد مخصصة على اساس الهوية الدينية.
هذا من حيث عدد وهوية مقاعد الكوتا.
أما من حيث الترشيح والتصويت لمقاعد الكوتا، فبخلاف المقاعد العامة للبرلمان العراقي التي هي على اساس الدائرة الواحدة لكل محافظة، فان المشرع "المسيحي" حينها، الحركة الديمقراطية الاشورية بشخص السيد يوناذم كنا، ارادها دائرة واحدة لغاية يعرفها المتابع، وهي لضمان فوز السيد كنا شخصيا في الانتخابات، حيث مع تكوينه النرجسي والخصومات السياسية التي راكمها كان يدرك بخبرته السياسية وحسه الاستخباري ان حصر التصويت على مقعد المحافظة بالناخبين من ابناء تلك المحافظة سيؤدي الى استهداف المحافظة التي يترشح عليها من احد خصومه الذي سيضخ الاصوات فيها بما يؤدي الى اقصاءه. بينما جعل الكوتا دائرة واحدة فان قائمة الحركة (ائتلاف الرافدين)، وهو رئيسها، ستضمن تجميع جميع الاصوات من العراق والمهجر (كان يشارك في الدورات الاولى) وبذلك يضمن فوزه الشخصي وهذا ما تحقق فعلا الى حين انقلاب السحر على الساحر حين فقه ومارس اللعبة الاخرون، واخرهم بابليون.
وبذلك تكون على نفسها جنت براقش.

تطورات اللعبة
مع تكرار اللعبة في اكثر من دورة انتخابية، ومع توفيرها لمقاعد انتخابية باصوات اقل من الاصوات المطلوبة للمقاعد العامة، ومع تحول كل مقعد برلماني الى صوت يؤثر في موازنات القوى والكتل البرلمانية (every seat counts)، ومع وجود اصوات انتخابية للقوى السياسية الكبيرة في هذه المحافظة او تلك لا تمكنها من التنافس على المقاعد العامة لتلك المحافظة مما يجعلها اصوات مهدورة، ومع وجود اصوات فائضة عن الحاجة للعديد من القوى الكبيرة في هذه المحافظة او تلك بمعنى انها تمتلك اصوات اكثر مما تحتاجه للفوز بالمقاعد العامة في محافظة معينة، فقد توجهت القوى الكبيرة الى الاستثمار في الاصوات المهدورة والفائضة وتوجيهها للتصويت على مقاعد الكوتا لضمان فوز حلفاءها او اتباعها من مرشحي الكوتا.
نبالغ بالسذاجة عندما نتوقع ان القوى السياسية لاسباب من "الفضيلة" و"المحبة" و"الطيبة" وووو تغفل الاستثمار في اية فرصة متاحة لتعزيز قوتها ودورها في مواقع السلطة التشريعية والتنفيذية وغيرها، كيف لا، خاصة وان الفرصة شرعية وقانونية.
واذا لم تفعل ذلك فانها ستتفوق على بعضنا في سذاجتها.
توفرت هذه الفرصة بسببين:
الاول
وهو كون العراق دائرة انتخابية واحدة مما اتاح توجيه الاصوات من اية محافظة عراقية الى الكوتا المسيحية رغم انها تمثيلا (لا تصويتا) مخصصة الى المحافظات الخمسة للكوتا والتي حددها القانون بـ(بغداد، كركوك، اربيل، نينوى، دهوك). وتشرعنت من حيث ان القانون شرعنها واتاحها من يوم ما ارادها المشرع "المسيحي" كذلك لضمان مقعده الشخصي ليصبح اليوم شعبنا يدفع الثمن غاليا حيث باتت مقاعد الكوتا هدية شبه مجانية للقوى الكبيرة. نعم، فعلى نفسها جنت براقش.
الثاني هو انه في الوقت الذي فيه الكوتا "مسيحية" وفي الوقت الذي فيه مرشحو الكوتا مسيحيون، فان التصويت لها هو مفتوح لكل عراقي بغض النظر عن كونه مسيحي ام لا.
وبغض النظر عن ماضي وواقع حال اصوات الكوتا وبالتالي مقاعدها، فانه لا يمكن لنا نزع الشرعية القانونية لاعضاء الكوتا المسيحية أيا كانوا وايا كان مصدر اصواتهم والتي ندرك جميعا من هي وما مصدرها، فهذا لا يغير شيئا في صفتهم التمثيلية التشريعية كونها قانونية. يجب ان نتعامل مع الحقائق والتشريعات كما هي ونسعى الى تعديلها وليس بانكار نتائج ما موجود منها، فهو انكار لا يصل الى اي نتيجة. عوض ذلك يتوجب العمل على تعديل الامر في القانون الانتخابي بمعالجات يكون لها مقبولية وامكانية للتحقق واضعين في بالنا ان من بين من له التاثير في ذلك هو مستفيد من وضعها الحالي مما يجعل الطموح صعبا ويتطلب التفكير والتخطيط السليم لكسب الداعمين له. تقول العرب: فيك الخصام وانت الحكم.

نتائج اللعبة:
البرلمان الاتحادي هو سيد نفسه وهو اعلى سلطة تشريعية في العراق.

من هنا فان الحضور فيه سيتيح فرصة المبادرة بالتشريع او تعديل تشريعات او اسقاط او اقرار تشريعات.
البرلمان العراقي هو من يثبت رئيس الحكومة ويوافق او يعترض على المرشحين للوزارات وغيرها من المناصب ممن هي بدرجة وزير (كرئيس ديوان الوقف، رئيس واعضاء مفوضية حقوق الانسان، مفوضية الانتخابات وغيرها) وغيرها من الدرجات الوظيفية.
من هنا فان الكوتا المسيحية هي الممر الالزامي لتمرير الوزير\ة المسيحي\ة ورئيس ديوان الوقف وغيرها من المناصب المخصصة للمسيحيين او يتنافس عليها المسيحيون.
الكوتا المسيحية تحكمت بها الحركة الديمقراطية الاشورية في الدورات الاولى ومنها تحكمت بالمناصب التنفيذية (الوزير ورئيس الوقف والسفراء على سبيل المثال) التي كان وما يزال يسيل اللعاب لها، ليس سعيا للخدمة، بل طمعا بامتيازاتها ومواردها المالية والتي معظمها هو من خلال الفساد المالي والاداري. واليوم وعلى خطى الحركة تتحكم بابليون بذلك، فبعد التوزير هناك على الابواب رئيس ديوان الوقف الذي هو شاغر منذ تقاعد الرئيس السابق رعد كججي في نيسان المنصرم. (الهامش 2)
وايا كان الموقف من الحركة ومصدر اصواتها واداءها بالامس تاييدا او اختلافا، والموقف من بابليون ومصدر اصواتها واداءها اليوم تاييدا او اختلافا، فانه لا يغير شيئا من شرعيتها القانونية وصفتها التمثيلية وصلاحياتها وفرصها وحضورها في البرلمان. مواقف الرفض الاعلامية والكتابات والتجييش ومواقع التواصل لا تغير قيد شعرة من شرعيتها المكتسبة بسبب الخلل في القانون الانتخابي الذي ارادته براقش.
اذا ما اردنا، ولا اقول يحق لنا ذلك بل اقول يتوجب علينا ذلك، التغيير فان علينا العمل لمعالجة اصول اللعبة لتقويم نتائجها.

ضعف الاداء الانتخابي:
يضاف الى الخلل السابق في جعل العراق دائرة انتخابية واحدة، فان ضعف الاداء الانتخابي لقوائم احزابنا االفردية او التحالفية قد افقدها فرصة الدخول الى البرلمان في دورته الحالية.
ففي حين كان القانون الانتخابي واضحا من حيث عدم وجود قاسم انتخابي وعدم تجميع اصوات القائمة للمحافظات الخمسة بل حصر المنافسة فرديا بين مرشحي كل محافظة وان مقعد كل محافظة تحسمه الاصوات التي ينالها مرشحي المحافظة فان الاحزاب والتحالفات لاحزاب شعبنا انتحرت انتخابيا عندما قرر كل منها دخول الانتخابات بخمسة مرشحين واحد لكل محافظة مما ادى الى تشتيت اصواتها بين المرشحين الخمسة بما جعل من المستحيل فوز ايا منها.
واذا ناخذ المشهد الاوسع فانه بالاضافة الى بابليون (خمسة مرشحون) فان 29 مرشحا فرديا او لقوائم حزبية او تحالفات تنافست على مقاعد الكوتا الخمسة. فناخبي شعبنا في الوطن (لم يكن هناك انتخابات في المهجر) تشتتت اصواتهم على هؤلاء المرشحين، ومن السذاجة ان تتوقع ايا من هذه القوائم ان يجمع احد مرشحيها اصواتا يتنافس بها ويفوز على مرشحي بابليون بالاصوات الهائلة التي كان مؤكدا سيتم ضخها لهم بالاستفادة من اعتبار العراق دائرة واحدة كما ارادتها براقش.
الشيوعي الكردستاني بحنكته هو الوحيد الذي ادرك التكتيك الانتخابي السليم وتحقق له الفوز بمقعد أربيل من خلال التركيز على مرشح مسيحي مستقل واحد.
شخصيا نبهت على الامر في حينها ولكن لا حياة فيمن تنادي.
اذا كانت ضعف التجربة والحنكة لدى عدد من هذه القوائم تبرر لها حساباتها الخاطئة فان اكثر الامور غرابة هو ارتكاب ذات الخطأ والوقوع في ذات الحسابات الخاطئة من قبل الحركة الديمقراطية الاشورية. شخصيا تحدثت مع السيد كنا مبديا له استغرابي من هذا الامر وقلت له انه انتحار فلا احد من اي من المرشحين سيفوز مع هذا التشتت وانه من المفروض ان يكون التركيز على محافظة واحدة فقط فربما تحشيد الاصوات من كل المحافظات لمرشحها في تلك المحافظة يمكنها من الفوز بالمقعد. وتوسعت في الاقتراح انه بعد غلق باب الترشيح وانكشاف كل المرشحين على كل القوائم والمحافظات فانه يتوجب الاتفاق واختيار المحافظة ذات المرشح الاضعف من المنافسين من بقية القوائم، وتحديدا القوية منها، وانسحاب جميع مرشحي قائمة الرافدين (في حال الحركة) لصالح مرشحها في تلك المحافظة. استغربت الاجابة حين قال ان الشباب ارادوا الترشيح لخمسة محافظات. السيد كنا وللمرة الاولى لم يكن بين المرشحين. ساحتفظ برايي لنفسي في هذا الاداء والتبرير.

الواقع الراهن:
القانون الانتخابي الذي ستجرى عليه الانتخابات القادمة هو نسخة معدلة عالجت جزئيا هذا الخلل ليس من حيث الرغبة في المعالجة الجادة بقدر معالجة جزئية بشكل محاصصة للمستفيدين من القوى السياسية الكبيرة التي يمكن ان يفوز مرشحيها او حلفاءها بمقاعد الكوتا.
الكوتا المسيحية لم تعد دائرة انتخابية واحدة لكل العراق، بل دائرتين:
دائرة اولى مؤلفة من ثلاث محافظات (بغداد، كركوك، نينوى) لمقاعد الكوتا لهذه المحافظات، ودائرة اخرى مؤلفة من محافظتين (اربيل ودهوك) لمقاعد الكوتا لهاتين المحافظتين. بمعنى اخر فان التصويت تم حصره فقط بالمحافظات الخمسة التي لها كوتا وانه بات من غير الممكن لناخبين من خارج هذه المحافظات ىان يصوتوا ويحسموا الفائزين عن كوتا هذه المحافظات الخمسة.
نقلة اولى مهمة ولكن غير متكاملة حيث ابقى التعديل دمج اكثر من محافظة في دائرة واحدة (3 + 2) مما ابقى الباب مفتوحا لضخ الاصوات من خارج المحافظة.
عمليا هذا يعني ضمان القوائم المتحالفة مع الديمقراطي الكردستاني بمقعدي دائرة اربيل ودهوك، وضمان قائمة بابليون الفوز بمقاعد بغداد ونينوى وكركوك بالمقاعد الثلاثة للدائرة الاخرى ما لم يحصل هناك تنسيق انتخابي بين قوائم احزاب شعبنا بالتركيز على احدى المحافظات في دائرة بغداد-نينوى-كركوك مما يضمن الفوز بمقعد المحافظة. لتكون الخارطة البرلمانية للكوتا المسيحية القادمة: مقعدان لتحالف مع الديمقراطي الكردستاني، مقعدان لبابليون ومقعد لتحالف من احزاب شعبنا.
هل يمكن لنا ان نحلم بهكذا تنسيق بين احزاب شعبنا التي تنهش اجساد بعضها بالتسقيط والتخوين والتهم والصراع على امور ثانوية تافهة كالتسمية وغيرها؟ وهل لنا ان نجعل حلمنا اكثر وردية بان ينسقوا ليضمنوا مقعدين؟ ننتظر لنرى.

معالجات مستحيلة:
حق التصويت لكل العراقيين على المقاعد البرلمانية العامة والكوتا مبدأ سليم، وهو سياق يتوافق مع مفهوم المواطنة وحقوق الانسان ناهيك عن الواقع الحياتي. وسوء استخدامه الحالي لا يجب ان يقود الى معالجة الخطأ في الممارسة بخطأ في المبدأ.
الدعوة الى حصر التصويت في الكوتا المسيحية بالمسيحيين خطأ يؤدي الى زيادة التهميش تهميشا وزيادة الاقصاء اقصاء.
فخلق غيتوات انتخابية انما هو بناء للجدران وتقطيع لاوصال المجتمع الذي من ناحية نريده متماسك ومتعايش، ومن ناحية، يدعو بعضنا، الى تقطيعه. فكيف يمكن ان نمنع، على سبيل المثال، طلبة جامعيين من التصويت لاستاذهم الجامعي المسيحي الكفوء لمجرد انهم غير مسيحيون. وكيف يمكن ان نمنع ابناء حي سكني من التصويت لانسان مسيحي كفوء من سكان الحي والمتكامل والمتعايش معهم والذي كسب محبتهم وثقتهم من التصويت له بسبب انه مسيحي وهم غير مسيحيون.
المثير للاستغراب ان من اصر على رفض منح كيان اداري لسهل نينوى، محافظة او اية صيغ دستورية اخرى، بما يمكن ابناءه ادارة شؤونهم وبحسب السياقات الدستورية والقانونية ووصف ذلك بالغيتو، يدعو في الانتخابات الى خلق غيتو انتخابي.
يضاف الى ذلك صعوبة تقنية واقعية. فاذا كان حصر ناخبي الكوتا المسيحية والايزيدية والمندائية ممكنا بالاعتماد على الهوية الشخصية حيث تدرج الديانة، فانه من غير الممكن حصر ناخبي الفيلية والشبك.
ومن غير المنطقي التفاوت في الية انتخاب الكوتا ليكون بعضها محصورا والاخر مفتوحا.
الدعوة والتشبث باعتماد الغيتو الانتخابي الية وحيدة للمعالجة هو اللامعالجة من حيث انه يمكن رفضها بمسوغات المواطنة والحق الدستوري ومواثيق حقوق الانسان التي تضمن حرية الانتخاب للمواطنين دون تمييز.
اتمنى النقاش المبدع لاستنباط اليات معالجة قابلة للتحقيق، ياتي في مقدمتها تصحيح الدوائر وانهاء الحالة التي خلقتها براقش.

معالجات ممكنة:
برايي المتواضع هناك معالجتان يمكن دراستهما وتطويرهما للمعالجة التي، ومهما كانت متطورة، فان باب التاثير في التصويت يبقى موجودا ما دمنا نتشارك العيش والحياة مع محيط اكثري وهذا امر طبيعي، وما دامت القوى السياسية الكبيرة تسعى الى وجود اتباع بدلا عن شركاء، وما دامت احزابنا تعيش حالة الفوبيا تجاه الاخر والشعبوية والتلذذ بدور الضحية.
المعالجة الاولى هي ما اوردناه سابقا من حيث حصر الترشيح والتصويت على مقعد كل محافظة بمواطني تلك المحافظة. هذا يقلل، لكن لا ينهي، حجم وامكانات التدخل في حسم نتائج الكوتا ويفتح الباب امام التحالفات التي هي مسالة طبيعية ولا بد منها في كل البرلمانات سواء قبل الانتخابات او داخل البرلمان.
المعالجة الثانية، والتي ربما تستحق توسيع نقاشها، هي اعتماد الكوتا المسيحية كما الكوتا النسوية بان تلزم كل القوائم المتنافسة في كل محافظة تضمين مرشحين للكوتا المسيحية بين مرشحيها، وهذا يلزم جميع القوى السياسية ان تاخذ بعين الاعتبار في برامجها وعلاقاتها واداءها المجتمع المسيحي بعين الاعتبار. فكما ان الكوتا النسوية فرضت على من يرفض تولية المراة ويتهمها بانها قاصرة ان يرشحها ويدعمها ويقبلها لتكون في اعلى سلطة تشريعية وتكون بين من يتخذوا القرار بشان الامور الحياتية للدولة ومواطنيها. فان الكوتا المسيحية ستفرض على من يلغي ويهمش الوجود المسيحي ويعتبره "ذميا" ان يراجع نفسه.

يبقى الموضوع والحديث فيه ذو شجون اتركها للقراء الاحبة والمهتمين الكرام

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 28 تموز 2023
هوامش:
(1) من المحزن والمؤسف الجهود والوقت الذي اهدرناه، وما زلنا، في موضوع التسمية بين من يحاول فرض تسمية واحدة بالغاء الاخريات، وبين من يفتت المفتت ويشتت المشتت بطلبه اعتماد كل تسمية على انها شعب لا يجمعه مع الاخرين الا بمثل ما يجمعه مع العرب والكرد والتركمان حيث يعتبر الاشوريون والكلدان والسريان شعوب مختلفة!!!
امام هذا الواقع وبسبب تعددية الاسماء المعتمدة والمتداولة بينهم وعنهم من ناحية، وعدم الاتفاق على تسمية مفردة واحدة من بين التسميات الثلاثة الدارجة من جهة اخرى، ومع حقيقة وحدة انتماءهم وهويتهم من ناحية أخرى، فقد اعتمدت المرجعيات السياسية ومعظم النخب الاكاديمية لهم على استخدام التسمية الشاملة (الكلدان السريان الاشوريين) لاغراض التشريع والحضور السياسي المؤسساتي وبخاصة في اقليم كوردستان حيث تنشط احزابهم ولهم تمثيل برلماني بصيغة كوتا قومية مما تطلب التوافق على تسمية شاملة تعبر وتحترم كل التسميات التي يطلقونها على انفسهم، وهي تسمية ليست للاستخدام الشخصي والمجتمعي اليومي حيث يستخدم ابناءها ومؤسساتها ايا من الاسماء: السرياني او الاشوري او الكلداني، بل هي تسمية لاعتماد وحدتهم القومية في العملية السياسية وما يترتب عليها من حقوق وامتيازات وغيرها. من السذاجة رفض التسمية، بغرضها هذا، بانها تسمية لا وجود تاريخي لها وبانه ما من احد يقول عند سؤاله عن قوميته فيقول انه كلداني سرياني اشوري.
احبائي، من قال انها تسمية موجودة تاريخيا. ومن قال انه مطلوب منك الاجابة انك كلداني سرياني اشوري. اجب بما تعرف عن نفسك: كلداني او سرياني او اشوري. لا مشكلة. التسمية هي فقط للتعبير عن وحدة الكلدان والسريان والاشوريين امام الدستور والتشريعات والقوانين.
في 1972 ولمواجهة نفس الاشكالية اعتمدوا حينها الناطقون بالسريانية. فما من احد كان يجيب عن قوميته بالقول: انا ناطق بالسريانية، فتلك تسمية لتوحيد الشعب امام القانون وليس للاستخدام الشخصي الحياتي.
اتمنى عدم توجيه الموضوع بمنحى النقاش البيزنطي السخيف عن التسمية.
انا اشوري بقدر ما انا كلداني وبقدر ما انا سرياني. وادعو للكلداني ان يفكر هكذا والسرياني ايضا.

(2) معركة تعيين رئيس ديوان الوقف، وهو بدرجة وزير، قد ابتدات منذ حين. وللتوضيح فان الية تعيينه تمر بهذه المراحل:
تقدم المرجعيات المسيحية والصابئة والايزيدية مرشحيها، او ربما تتفق على واحد،  الى مجلس الوزراء الذي بدوره يتبنى الترشيح (او يختار احد المرشحين في حال كونهم اكثر من واحد) ويقدمه الى البرلمان للموافقة عليه.
احدى الاشكاليات او الصعوبات في اتفاق مرجعيات الاديان الثلاثة هي انه في حين ان هناك مرجعية واحدة لكل من الصابئة والايزيدية فانه هناك 14 مرجعية لـ 14 طائفة مسيحية معترف بها ولكل منها صوتها.
المعركة الحالية هي بين مرشح بابليون الذي يبدو انه حصل على دعم عدد من الكنائس نتحفظ على تسميتها لانها معلومات قد تكون غير دقيقة، ومرشح منافس تدعمه كنائس اخرى نتحفظ على ذكرها لنفس السبب، مع احتمال وجود مرشح ثالث ايزيدي.
واحتمالات فوز مرشح بابليون واردة مقابل فرص مماثلة للمرشح المسيحي المنافس، ومع فرص اقل للمرشح الايزيدي.
من هنا فانه يتوجب العمل والتوجه نحو القوى الممثلة في الكابينة الحكومية لدعم المرشح المفضل عوض الصراخ الاعلامي والتشنج والتشنيج الذي قد يؤدي الى نتائج ومواقف عكسية من قوى يمكن كسبها في معركة الترشيح على طاولة الحكومة ولاحقا تحت قبة البرلمان. فليست كل الكابينة الحكومية وليس كل البرلمان بابليون. يجب ان يتعلم بعضنا ان المظلومية وحدها والتهويل والتاجيج الاعلامي لا يكفيان لتقويم المسار وبلوغ النتائج بل العمل بهدوء وحكمة ومن وراء الستار وبعيدا عن الاعلام، فالعبرة هي بالنتائج.
المقال ومجموعة كبيرة من مقالاتي ومواضيع وزوايا اخرى منشورة على موقعي الشخصي:
https://etota.net


5
اصدر قداسة البطريرك مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، تصريحا بطريركيا بشان التطورات المتعلقة بسحب المرسوم الجمهوري من غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم.
اعرب قداسته عن الالم لهذه التطورات وما تؤدي اليه من قلق واضطراب بين المسيحيين وعموم الشعب العراقي، ضاما صوته الى بقية المرجعيات الكنسية في التضامن مع غبطة البطريرك ساكو، ومتوجها الى الرئيس العراقي لايجاد مخرج سليم وعاجل.

6
اصدر قداسة البطريرك مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، تصريحا بطريركيا بشان التطورات المتعلقة بسحب المرسوم الجمهوري من غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم.
اعرب قداسته عن الالم لهذه التطورات وما تؤدي اليه من قلق واضطراب بين المسيحيين وعموم الشعب العراقي، ضاما صوته الى بقية المرجعيات الكنسية في التضامن مع غبطة البطريرك ساكو، ومتوجها الى الرئيس العراقي لايجاد مخرج سليم وعاجل.

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02DCsZawE2ji8JbDzHwR3dkCcSMSDRgBseV4LC4uJiit3X9ALZ2TJBWQCtQj36fpNql&id=100076236234930&mibextid=Nif5oz

7
المنبر الحر / قلق اراه مشروعا
« في: 07:54 12/07/2023  »
قلق اراه مشروعا

أرسل لي احد الزملاء صورة من صفحة الرابطة الكلدانية لدعوة لتجمع او مظاهرة في عنكاوة يوم غد الخميس 13 تموز حيث شخصيا ومنذ ايقاف صفحتي على الفيسبوك في تشرين 2021 وانا لا اتابع الاخبار والاعلانات الفيسبوكية وهو امر به فوائد كثيرة ولكن في ذات الوقت يسبب انقطاعا عن متابعة الاحداث وهو امر مهم لشعب بات فيسبوكيا.

قبل ابداء ملاحظاتي وقلقي ومخاوفي، وقبل ان تلصق بي التهم الجاهزة من هنا او هناك، اقول:
لا احد يزايدن علي في احترامي وحرصي على المقامات الكنسية وفي المقدمة منها الاباء البطاركة ومن دون اي استثناء.
ولا احد يزايدن علي في رفضي للاسلوب الذي اعتمدته رئاسة الجمهورية في سحب المرسوم الجمهوري الخاص بغيطة سيدنا البطريرك مار لويس ساكو، ولي رأيي في موضوعة المراسيم الجمهورية لرؤساء الكنائس من حيث المبدا حيث اعتبرها ممارسة ذمية يجب التحرر منها، واللحظة الانية هي اللحظة المناسبة.

الآن، اشارككم حذري وقلقي العميقين عن هذه الدعوة للتظاهر وهي اسباب كافية لي لعدم تاييدها او المشاركة فيها حتى لو تواجدت في عنكاوة يوم غد.
قلقي هو من النتائج المؤكدة لها:
•   اولا: تزيد من عدم الاتفاق الداخلي داخل الكنيسة الواحدة.
•   ثانيا: تزيد من عدم الاتفاق الموجود بين الكنائس.
•   ثالثا: تزيد من الشرخ، بل التناحر، الموجود بين احزاب ومؤسسات شعبنا.
•   رابعا: تزيد من التشتت والانقسام في شعبنا.
هذه نتائج مؤكدة سوف تؤدي اليها هذه التظاهرة بسبب تصنيف او انتماء المشاركين فيها من حيث انتماءاتهم الكنسية او الحزبية او التسموية.
وفي مقابل هذه النتائج السلبية فان التظاهرة لن تغير شيئا في اصل الموضوع، من حيث المضمون (جدوى المراسيم، معانيها، الخ.) او شكل الموضوع (سحب المرسوم، طريقة التواصل للمعالجة بين المؤسسات المعنية، الخ..)

ولتقليل الضرر عندي امنيات اتمناها:
•   ان لا نرى في الفضاء الاعلامي لشعبنا اقلام ومقالات ومواقف تخوينية لكنائس ومؤسسات وانتماءات بسبب عدم المشاركة في التجمع.
•   ان دعوة التظاهر لم توجه بغاية متعمدة للوصول الى هذه النتائج، فعندها يكون الامر خطيرا جدا.
•   أن نتعلم من تجاربنا الكارثية ونتعامل مع الامور بعيدا عن العواطف والانفعال وردود الافعال والتشنجات وفرض الراي او الخطوات، ونعتمد بدل ذلك حوارات هادئة تجمع المعنيين (ليس بالضرورة في العلن بل بالضرورة في غرف مغلقة) للخروج بخطة عمل ومواقف مبنية على تحليل موضوعي للامور مضمونا واعتماد اعلام مؤسساتي محترف.
 كثيرون هم من خسروا حقوقهم وقضاياهم العادلة بسبب سوء اسلوب المطالبة بها.

تحياتي للجميع

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 12 تموز 2023

8
لنتحرر من الذمية
رأي شخصي للحوار

تابعت، كما الكثيرين من المرجعيات والاكليروس الكنسي والمؤسسات والنخب المهتمة، موضوع المرسوم الجمهوري الذي اصدره فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبداللطيف رشيد.
انتهز الفرصة لاشارك معكم تساؤل وراي شخصي، لا يمثل اية جهة او مؤسسة، كان يراودني كلما شاركت في حوارات تخص الشان الكنسي او حوارات دولة المواطنة.
التساؤل هو: السنا نعيش اليوم ايضا، بعلمنا وموافقتنا، الحالة الذمية في العديد من الممارسات القانونية او السلوكية؟
مظاهر هذه الذمية اجدها موجودة وغير محصورة بالاداء الفردي لمسيحيي الدول المسماة اسلامية (شخصيا لا افهم كيف يمكن ان يكون هناك دين لشخصية معنوية).
واحد مظاهرها هو اصدار مرسوم جمهوري بتعيين رؤساء الكنائس بعد تقبلهم الدرجة البطريركية او الاسقفية وتعيينهم من قبل مرجعيتهم الكنيسة (السينودس، الكرسي الرسولي، البطريركية (في حال الاساقفة)) رؤساء لكنائسهم في دول مقراتهم البطريركية او الاسقفية.
هذه المراسيم الجمهورية هي امتداد وصيغة اليوم لما كان قائما في العهود المندثرة حيث كانت الذمية معتمدة في تعامل الدولة والمجتمع مع المسيحيين، ابتداء بالعهد العباسي مرورا بالعثماني والملكي وصولا الى الجمهوري.
اعتقد شخصيا ان نعمل ونستثمر الفرصة والنقاش الذي انتجه هذا المرسوم عديم المعنى والتاثير، حيث تاثيره (اذا كان هناك من تأثير) معنوي رمزي. فغبطة البطريرك ساكو، وبقية البطاركة ورؤساء الكنائس العراقية، ليسوا محتاجين لمراسيم من مرجعيات دنيوية للاعتراف بمواقعهم ودرجاتهم الكهنوتية الممنوحة لهم من قبل الكنيسة، شانهم في ذلك شأن المرجعيات الروحية الاسلامية. فدولة المواطنة التي نسعى اليها لا يجدر فيها منح امتيازات لطرف وفرض وصايات وذمية لطرف اخر.
لتكملة القراءة انقر على رابط المقال في موقعي الشخصي:
https://etota.net/articles-books/articles/dimmitude/


9
كنيسة المشرق الاشورية تستنكر قيام ملحد عراقي بحرق القران الكريم

إقتباس لنص الاستنكار الصادر من بطريركية المشرق الاشورية:
تداولت وسائل الإعلام قيام أحد المُلحدين، من اصول عراقيّة، بحرق القرآن الكريم، وذلك اليوم الأربعاء 28 حزيران 2023 في العاصمة السّويديّة ستوكهولم. إنّه بالتّأكيد عمل فردي لا يعكس موقف المسيحيّة ككل، ولا موقف أي كنيسة مسيحيّة.
لذلك فإن بطريركيّة كنيسة المشرق الآشورية في العراق والعالم تُدين هذا العمل المشين بأشدّ العبارات، لأنّه يدلّ على خطأ جسيم للمسؤوليّة الفرديّة لكل إنسان في احترام كرامة الآخرين ومعتقداتهم وإيمانهم. إن ارتكاب أفعال إهانة، بأي شكل من الأشكال، ضد عقيدة الأديان الأخرى هو عمل غير مسؤول يهدف إلى بثّ ونشر خطاب الكراهيّة، في وقت نحن مدعوون جميعاً لكي نكون بناة جسور، وأن نوطّد أواصر المحبّة والتّسامح والاحترام، لأن هذا هو الأساس الذي يمكن أن يبنى عليه عالم متحضر، حيث معيار الأدب فيه هو احترام بعضنا البعض، بغضّ النّظر عن إيماننا.
إن كنيسة المشرق الآشوريّة، التي تأسّست على تعاليم السيّد المسيح والكتاب المُقدّس، ترفض اليوم، كما رفضت دائماً، جميع الأفعال وردود الأفعال الّتي تهدف إلى الإساءة إلى ما هو مقدّس ودور العبادة ومؤمني الدّيانات الأخرى، بأي شكل من الأشكال وفي أي وقت ومن قبل أي جهة أو أفراد. إنّنا ندعو جميع القادة الروحيين والدينيين، من جميع الأديان، إلى تحذير أتباعهم من الانخراط في أي أعمال من هذا القبيل تنطوي على التعصّب الدّيني وعدم التّسامح.
إننا ندعو حكومات جميع الدول، ولا سيّما الحكومة السّويديّة، إلى عدم السّماح بهذه الأعمال التي تُرتكب باسم "الحريّة الشّخصيّة". لكل نوع من الحريّة حدود، وأهمها احترام كرامة الآخرين ومقدّساتهم. هذا ما يُعلّمنا إيّاه الكتاب المُقدّس: (كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض) أفسس 4: 32
المنشور بعدد من اللغات على صفحة البطريركية:
https://www.facebook.com/profile.php?id=100076236234930



10
مدير منظمة CAPNI يشارك في مؤتمر للحوار بين الأديان:
بترشيح من مجلس الكنائس العالمي، مثل المدير التنفيذي المنظمة، الأب عمانوئيل يوخنا، المجلس  في: "المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان: العمل معا من أجل مستقبلنا المشترك"، الذي نظمه برلمان المملكة المغربية والاتحاد البرلماني الدولي وعقد في مراكش  – المغرب من 13 إلى 15 يونيو 2023.
عقد المؤتمر تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي وجه رسالة إلى المؤتمر تلاها نيابة عنه رئيس البرلمان المغربي، فخامة السيد رشيد طالبي العلمي.
حضر المؤتمر ممثلون عن برلمانات الدول الأعضاء والهيئات والمؤسسات الدولية وممثلون عن مختلف المراجع  الدينية والمنظمات المهتمة والأوساط الأكاديمية.
تضمن البرنامج جلسات نقاشية حول مواضيع مهمة منها:
1.   سيادة القانون: العمل معا من أجل تعزيز سيادة القانون: الممارسات الجيدة والتحديات
2.   السلام والشمول: تعزيز السلام الإقليمي والعالمي من خلال الحوار بين الأديان.
3.   البرلمانات والزعماء الدينيون: تعزيز الحوار والعمل معا من أجل مستقبلنا المشترك.
4.   الدين والمعتقد في الأنظمة العلمانية المختلفة: أمثلة من جميع أنحاء العالم.
5.   كيف يمكن للبرلمانيين التعاون مع الطوائف الدينية والمنظمات الدينية لتعبئة المجتمع من أجل مزيد من الاعتدال والتضامن والشمول؟
6.   ولايات مختلفة وأهداف مشتركة: الجهات الفاعلة الدينية والبرلمانيون كحلفاء لتعزيز المساواة بين الجنسين ومشاركة الشباب. (كان مدير CAPNI، الأب عمانوئيل يوخنا، احد متحدثي الجلسة)
والعديد من الحلقات النقاشية الأخرى.
بالإضافة إلى أنشطة أخرى موازية للمؤتمر منها:
"بناء جسور التفاهم: تعزيز التعايش بين الأديان والمجتمعات الشاملة" نظمه" مركز المنارة للتعايش" من الإمارات العربية المتحدة.
و: "مستقبلنا المشترك" الذي نظمته" الرابطة المحمدية للعلماء" من المغرب.
كما نظم الطرف المضيف، البرلمان المغربي، أمسية ثقافية للمشاركين تضمنت عروضا تراثية وموسيقية وفنية من التراث والثقافة المغربية.
وفي الجلسة الختامية للمؤتمر، التي أدارها معالي رئيس البرلمان المغربي، وشارك فيها السيد مارتن تشونغونغ، الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي، تمت المصادقة على البيان الختامي  للمؤتمر، الذي تم اعتماده كإحدى الوثائق الرسمية للاتحاد البرلماني الدولي.
لمزيد من المعلومات والوثائق الخاصة بالمؤتمر، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني للمؤتمر:
www.ipu.rg

11
المنبر الحر / لنستثمر في الواوات
« في: 22:17 06/06/2023  »
اقترح علي احد الاصدقاء السريان تبديل المقال بالرابط الى كتاب: (حربنا الأهلية: حرب التسمية)، خاصة وان المقال منشور على موقعي الشخصي (www.etota.net).
نزولا عند اقتراحه قمت بتبديل المقال بهذا الرابط الى الكتاب المشار اليه:
https://etota.net/articles-books/books/civilwar/
مع محبتي للجميع

12
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية
"من وحي مقال منشور"
الجزء الثالث

قبل الدخول الى متن المقال بجزءه الثالث اجد الحاجة لايراد عدة نقاط:
أولا: المقال بما ورد في اجزاءه ينبع من الحرص على جميع البطريركيات والمرجعيات الكنسية لشعبنا، ومن بين مترتبات هذا الحرص ابداء الراي الذي قد يختلف احيانا مع ما تراه هذه المرجعيات. شخصيا لا افهم الحرص بانه القبول والاتفاق مع كل ما يقوله من انا حريص عليه. أنا ارى ان الحرص الواعي والمسؤول هو ابداء الراي المختلف ايضاً.
ثانيا: لم يكن المقال ليكتب لولا قيام موقع البطريركية الكلدانية الرسمي بنشر مقال السيد عبدالله رابي الموسوم (شتان ما بين فكر وخطاب البطريركين (مار ساكو ومار آوا) في كلمة تهنئتهما بمناسبة اكيتو) بعد ساعات من نشر السيد رابي له على موقع عنكاوة، بما يعني اتفاق البطريركية مع المقال وتسويقها له رغم افتقاره للموضوعية والمنهجية.
ثالثا: افتقار مقال السيد رابي للموضوعية واضح من عنوانه، ناهيك عن مضمونه، من حيث كيف يمكن له ان يقارن ويحلل "فكر وخطاب" البطريركين من رسالة تهنئة بروتوكولية لهما. من هنا جاء مقالي، وهو ليس رد على مقال السيد رابي بل اسمه مستوحى من مقال السيد رابي، ليكون قراءة متواضعة في خطاب وفكر البطريركيتين وليس البطريركين.
رابعا: المقال وما يرد فيه ليس بالضرورة رأي الكنيسة التي انا اكليروس فيها ولا راي المنظمة التي انا اديرها، وانما هو راي شخصي بالمطلق.
خامسا: تريثت في نشر هذا الجزء بانتظار هدوء التراشق الاعلامي الذي ساد المشهد "المسيحي" بين البطريركية الكلدانية وكتائب بابليون على خلفيات سياسية متعلقة بالكوتا المسيحية واتهامات فساد كان الاجدر الرد عليها عن طريق القضاء. تراشق كشف، من بين ما كشف، الافتقار الى الحرفية في العمل المؤسساتي والأداء الاعلامي لشعبنا مع قضاياه (شخصيا لست متفاجئا). تراشق ساد مشهده اساءات لا مقبولة ولا تليق بالمشهد المسيحي.
للاسف نقول: اهلا بكم في العراق حيث الاساءات والتسقيط اللااخلاقي صفة ملاصقة للكباش السياسي.
نتمنى انتهاء التراشق خاصة بعد دخول مستشار الأمن القومي، السيد قاسم الاعرجي، على الخط وزيارته لغبطة البطريرك ساكو والسيد ريان الكلداني في نفس اليوم، فالسيد الاعرجي معروف بحكمته في معالجة هكذا كباشات.

عودة الى مقالنا في جزءه الثالث:
الجزء الاول:
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1044095.msg
الجزء الثاني:
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1044294.msg

بين الشأن العام واالانغماس السياسي
لا يختلف اثنان في الحق المطلق للكنيسة لابداء الراي والموقف، اتفاقا او اختلافا او تحفظا او تنديدا، بشان مجمل الامور التي تمس حياة الافراد والجماعات، ومنها الامور السياسية والاقتصادية كالحروب والاضطهادات والمظالم والتنمية الاقتصادية ومحاربة الفقر والمرض وغيرها، مرورا بقضايا اخلاقية كالاعدام والاجهاض والمثلية الجنسية وغيرها. والكنيسة تمتلك هذا الحق المطلق من كونها تحمل رسالة يشكل الانسان وكرامته محورها وهدفها.
كما لا يختلف اثنان انه ليس من شأن الكنيسة في تناولها للشأن السياسي العام أن تنغمس في تفاصيله وتتحول الى جهة او مرجعية سياسية شأنها شأن الاحزاب والتنظيمات السياسية، وهذا ينقلها، بالضرورة وكنتيجة طبيعية، الى طرف في الصراعات السياسية والتي في الكثير من الدول، من بينها العراق، تفتقر العديد من ممارساتها الى الاخلاقيات والاحترام المتبادل للرأي والرأي الآخر فتدفع الكنيسة من صورتها وهيبتها وقيمها ومكانة مرجعياتها الثمن الباهظ.
ورغم ان الحدود واضحة بين ابداء المواقف في الشان العام واحترافه والانغماس فيه، إلا انه، وللاسف الشديد، فان مراعاة هذه الحدود تكون مفقودة في العديد من الاحيان.
وهذه هي احدى نقاط قراءتنا في هذا المقال لخطاب وفكر البطريركيتين الاشورية والكلدانية.
فالبطريركية الاشورية ومنذ عقود، وتحديدا منذ مذبحة سميل 1933 وما رافقها ولحقها، ومع توسع ونمو المد والوعي القومي وتأطره في مؤسسات قومية سياسية وثقافية مدنية عابرة للمذاهب الكنسية، تراجع دورها وتنازلت طوعا عن تقديم نفسها مرجعية قومية سياسية مع بقاءها ملتزمة بالهوية القومية وداعمة للعمل القومي ومؤسساته الثقافية والمجتمعية ومع التزام الحياد تجاه الاحزاب السياسية وتوجهاتها وتحالفاتها.
فالمتابع للمشهد السياسي لشعبنا في العراق، ومنذ 1991 ولاحقا بعد 2003 يرى مدى الدعم الذي قدمته الكنيسة في خطابات بطريركيتها للفعل والحضور الاشوري في المشهد السياسي وحثها لابناء الكنيسة للانخراط والتفاعل مع الشأن السياسي القومي والوطني، وبخاصة الانتخابات المتعاقبة، ولكنها لم تتدخل يوما في تفاصيل ذلك من حيث الترشيحات البرلمانية او الوزارية (في الاقليم والمركز)، او من حيث الاعلان في الفضاء العام مواقف داعمة او مختلفة مع هذا التنظيم او ذاك، مثلما لم تعلن تحفظاتها على اداء الاحزاب من القضايا القومية والوطنية او من علاقات الاحزاب مع بعضها او شكل تحالفاتها مع الاكثريات وغيرها، حيث حصرت ذلك في التواصل المباشر، خاصة وان البطريركية الاشورية، كما بقية البطريركيات والمرجعيات الكنسية، تستقبل بشكل مستمر صناع قرار هذه الاحزاب مما يتيح الجو المناسب للطرفين للحوار وابداء الراي والملاحظات وشرح المواقف، دون الحاجة الى الفضاء العام والمنابر الاعلامية لما يؤديه ذلك الى اضعاف هذه الاحزاب وزعزعة دورها وهو امر يفتقر الى المسؤولية. فعدم الاتفاق مع الاحزاب ومواقفها واداءها لا يلغي البتة اهميتها ودورها مما يتطلب الحرص عليها ومشاركة الملاحظات معها وليس النيل منها وتسقيطها، او تاجيج صراعاتها عبر تزكيات او اصطفافات في الفضاء العام. ناهيك عن ان هكذا اداء اعلامي في حال حصوله يؤثر سلبا على المرجعية الكنسية ذاتها وموقعها بين ابناء كنيستها ونظرتهم اليها.
اذا ما قامت أية مرجعية كنسية بتناول اداء احزاب شعبها والانتقاص منهم بمسمياتهم في الفضاء العام، انما تكون بأحد أمرين: فاما الافتقار الى الحكمة والمسؤولية او السعي للدخول كطرف سياسي كما بقية الاحزاب والانخراط في صراعاتها المعلنة.
البطريركية الاشورية لم تسع الى الوصاية على الاحزاب ولا الى التدخل في خياراتها وتحالفاتها ولا الى تسمية المرشحين للبرلمان او الوزارة او المناصب الادارية، وهذا لا يلغي حقيقة انها تراقب وتتابع وتقيم الامور وتشارك ملاحظاتها واراءها مع هذه الاحزاب في لقاءات مغلقة بعيدا عن الاعلام.
وهذا الموقف والاداء المسؤول ليس مقتصرا على البطريركية الاشورية وحدها، مثلما هو ليس مقتصرا على المشهد العراقي، فهو الاداء الذي تلتزمه كل البطريركيات الحكيمة التي تدرك حدود دورها من جهة وتحترم شعبها من جهة أخرى ومن بينها البطريركيات التي لها ابرشيات وازنة في العراق كالسريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك. وكما هو ايضا اداء البطريركية المارونية والتي يدرك الجميع مكانتها ودورها.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، ادناه الرابط الى جواب البطريرك الراعي عندما اقترح عليه الاعلام التدخل لترشيح وزيرين مسيحيين لحل الازمة السياسية التي كانت قائمة حينها بين الرئيس اللبناني، ميشيل عون، ورئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري. لنستمع الى صوت الحكمة والمسؤولية وهو يقول حرفيا: (أكيد أكيد لا. مش شغلتي. أنا مش شغلي لا اسمي وزراء ولا شغلتي احدد وزارة)
https://youtu.be/BgiJmxCSjCk
وأدناه مقتبس من مقال لي بهذا الشأن ومنشور على موقعي الشخصي (www.etota.net) بعنوان: (غبطة البطريرك الكاردينال الراعي: كم تمنيتك بطريركا في العراق)
"بكركي لم تكن جزءا من المشكلة بل كانت دوما جزءا من الحل، إن لم تكن كل الحل.
بكركي لم تطرح نفسها يوما بديلا لاحزاب موارنة ومسيحيي لبنان.
بكركي لم تطرح نفسها يوما بديلا عن نواب الموارنة ومجلس النواب اللبناني.
سيد بكركي يتعامل بحكمة ومسؤولية بالشان السياسي ولكنه لم يدخل يوما في بازار السياسة بل ترفع عن ذلك، لانه ارفع من اي بازار.
سيد بكركي لم يتخندق او يمايز يوما بين احزاب شعبه ولم يصب الزيت على نيران الصراع بينها بل على العكس من ذلك كان صمام الامان و”رجل الاطفاء”.
سيد بكركي لم يسع يوما لاضعاف احزاب شعبه او يشمت بضعفها. بالعكس تماما، لانه يدرك تماما ان ضعفها يعني ضعفه، مثلما قوتها تعني قوته.
سيد بكركي لم يوظف صراعات احزاب شعبه ليتجاوزها او ليلغيها. بالعكس تماما، وظف حكمته وهيبته ومرجعيته وقوته من اجل جمعها على المشتركات وتقويتها.
سيد بكركي لم يرشح رئيس جمهورية، ولا زكى وزيرا، بل كان راعيا ومشجعا ومسهلا لاتفاق وتوافق الكل.
سيد بكركي بقي ناصحا حكيما ومرشدا موثوقا من الكل، وبذلك استطاع ان يكون أبا للكل، وكسب ثقة واحترام الكل حيث لا يذكر اسمه وموقعه إلا بالمآثر الكبرى والاحترام والهيبة التي يستحقها." انتهى الاقتباس

في المقابل نجد ان البطريركية الكلدانية انغمست ومنذ 2003 في تفاصيل العملية السياسية بمختلف المستويات والمراحل والاشكال بما فيها اصطفافات "لكي لا نقول تحالفات" سياسية مع هذا الطرف مقابل اخر وغيرها.
حتى يمكن القول الى حد ما وبصيغة او باخرى ان البطريركية الكلدانية تسعى الى سلطة زمنية تراجعت عنها البطريركية الاشورية بعد 1933.
دخول البطريركية الكلدانية طرفا في تشكيل القوائم الانتخابية او الترشيحات الوزارية ليس اكتشافا نعلنه او سرا نذيعه. الجميع يدرك ذلك، بل ان غبطة البطريرك ساكو قالها في اكثر من مناسبة انه يُطلَب منه تقديم او دعم ترشيحات فيفعل. في حين ان عليه ان يرفض ذلك ويحيل الموضوع الى الاحزاب والكتل النيابية والجهات المعنية (والكنيسة حتما ليست من بينها). من الجلي أن غبطته يرغب تولي مهمة الترشيح، وفي العديد من الاحيان يبحث عنها.
أدناه بعض من هذه المواقف والاصطفافات على سبيل المثال لا الحصر:
1- في انتخابات الجمعية الوطنية العراقية عام 2005 كان اصطفاف البطريركية الكلدانية معلنا مع قائمة الرافدين الوطنية حيث تضمنت القائمة "مباركة" البطريرك دلي بادراج توقيعه مع تواقيع رؤساء الاطراف المشاركة في القائمة. (الصورة 1) هل هناك تفسير آخر للـ"مباركة" البطريركية التحريرية لقائمة دون غيرها؟
2- في انتخابات 2018 كان للبطريركية مرشحيها ضمن قائمة ائتلاف الكلدان التي كانت البطريركية محور تشكيلها وتاليفها، حتى يمكن القول ان تأليف القائمة لم يكن ليتحقق لولا دور البطريركية.
3- وفي انتخابات 2021 لم تكن فيها البطريركية طرفا مُرشِحا فحسب بل طرفا محاورا ومفاوضا في انجاز قائمة ائتلاف حمورابي وصياغة برنامجها، وكان اصرارها على رفض الاشارة الصريحة الى وحدة شعبنا سبب انسحاب جهات سياسية من الائتلاف. أدناه اقتباس من تصريح الحركة الديمقراطية الاشورية عن كلمة البطريرك ساكو في مؤتمر عن الوحدة والدستور نظمته جامعة كوردستان في اربيل في 19 ايار 2021 تحدث فيها سلبيا عن الاحزاب والبرلمانيين "المسيحيين" مما تطلب من الحركة اصدار التصريح الذي نقتبس منه:
"في الحقيقة إن أبينا البطريرك رشح في الانتخابات الماضية عام ٢٠١٨ ستة مرشحين  ضمن ائتلاف الكلدان ولم يفوز اي منهم. وعاد غبطته ليرشح شخصيتان للانتخابات القادمة (المقصود 2021) وهما (مستشاره الشخصي في بغداد ورئيس الرابطة الكلدانية كركوك ضمن تحالف حمورابي" انتهى الاقتباس
هناك من يرى ان ما تضمنته كلمة غبطته عن الاحزاب والبرلمانيين المسيحيين كانت جزءا من الحملة الانتخابية لقائمة حمورابي حينها والتي تضمنت مرشحي البطريركية على مقعدي كركوك وبغداد للكوتا.
التصريح الكامل للحركة منشور على الرابط 1.
4- وكذا الامر مع الترشيحات الوزارية والادارية والحكومية.
ونكتفي بهذا المثال لما ترتب عليه من مواقف وصراعات تتجلى تداعياتها في المشهد الحالي بين البطريركية وبابليون. فبعد انتخابات 2018 وفوز بابليون بمقعدين من مقاعد الكوتا والمجلس الشعبي بمقعدين وقائمة الرافدين بمقعد واحد، بادرت البطريركية بدعوة نواب الكوتا الى عشاء في مقرها في 24 أيلول تجاوب معها وحضرها نواب بابليون (واحدهم السيد اسوان كلداني) والمجلس الشعبي، فيما لم يحضر عضو قائمة الرافدين. (الصورة 2)
كانت مبادرة ودعوة اثلجت الصدور وكان متوقعا لها ان تكون خطوة نحو تنسيق جهود الجميع لصالح شعبنا وكل ضمن مجاله وقدراته. ورحبت بها كتلة بابليون (الرابط 2). ولكن ماذا الذي حصل لاحقا؟
لم تكن تمضي عدة اسابيع ومع بدء تشكيل السيد عادل عبدالمهدي لحكومته حتى قامت البطريركية بترشيح السيدة هناء عمانوئيل للوزارة دون التشاور مع نواب الكوتا الذين كانت قد دعتهم الى العشاء!!!!
خطوة رأى فيها نواب الكوتا التفافا عليهم وسلبا لحقهم فهم من سيقرر تمرير الترشيح في البرلمان من عدمه.
فكان ان اجمعت الكوتا على اسقاط ترشيح السيدة هناء، وبذلك انتهت مفاعيل العشاء وانكسرت من حينها الجرة وتشظت وما زالت شظاياها تصيبنا وتجرحنا في الاعلام وساحة التحرير ووسائل التواصل وغيرها.

صحيح ان بدايات جذور ونشأة الخلاف بين سيدنا ساكو (المطران حينها) والسيد ريان كلداني تعود الى الخلافات حينها بين سيدنا ساكو والمطران سرهد جمو الذي رحب وسوق للسيد ريان كلداني فان الخلاف تعمق مع ازدياد نفوذ وقدرات السيد ريان. واذا كانت دعوة العشاء اعلاه بادرة كان ممكنا لها ترميم الامور فان ترشيح السيدة هناء دون التشاور والتنسيق مع الكوتا وبالتالي اسقاط ترشيحها قصم العلاقة الى غير رجعة.
فالمشهد والتراشق الحالي بين البطريركية وبابليون ليس وليد اللحظة وليس وليد مقابلة البطريرك في برنامج (بالثلاثة) على قناة الشرقية في 19 نيسان 2023. كما ليست تهم العقارات مادة التراشق الوحيدة، فالكوتا والتحكم بها هي القضية الاساسية، خاصة ونحن على اعتاب انتخابات قادمة في هذا العام.
المشهد سياسي بامتياز من حيث المضمون (الكوتا) والاطراف (البطريركية وبابليون) والوسائل (بيانات وتصريحات وبرقيات ووقفات وغيرها) كما في كل سجالات الاطراف السياسية العراقية، ومن بينها احزاب شعبنا.
والمشهد ليس محصورا ببعد واحد هو الاساءات الى غبطة البطريرك والتي هي اساءات مدانة قطعا.
المشهد ابعد واعمق من ذلك حيث له مضامين وابعاد سياسية وهو نتاج للانغماس السياسي للبطريركية الكلدانية.
فلو كان محصورا بالاساءة الى شخص غبطته فلماذا لم نجد هذا المشهد عند الاساءات الى المقدسات المسيحية والى شخص قداسة البابا على مواقع التواصل عند زيارته الى الموصل؟
واذا كان المشهد محددا بالاساءة الى شخص غبطته والاتهامات له بشان العقارات دون مضامين ودوافع سياسية فلماذا لم يحصر باجراءات قضائية مع تصريح اعلامي وحيد من البطريركية؟
واذا كان المشهد خاليا من المضمون والانغماس السياسي فلماذا لم ينعقد المجمع السنهاديقي الكلداني؟
كيف يتم اعتبار المشهد ازمة او قضية وطنية ويتم التلويح بطلب التدخل الدولي فيها، ولكنها لا تعتبر قضية كنسية تستحق انعقاد السينودس لبحثها!!! التفسير الوحيد هو ان القضية سياسية المضمون والشكل وليست شان سنهاديقي يمس كل الكنيسة بل شأن بطريركي يخص شخص البطريرك. بل ونرى ان الاسقف سيروب، وهو احد اعضاء المجمع، يكتب بوضوح وبعبارات لا لبس فيها ان المشهد هو سياسي المضمون والشكل.
واذا كان الامر خاليا من المضمون والشحن السياسي، فلماذا لم تنحصر وقفة الراهبات الى صلاة في الكنيسة؟ ولماذا يتم اخراجهن في وقفة في ساحة التحرير وسط بغداد مع لافتات عن الكوتا المسيحية في مشهد يتطابق، شكلا ومضمونا، مع المظاهرات السياسية لحزب ابناء النهرين والزوعا في 30 تموز 2018 امام البرلمان في اربيل. (الصورة 3)
يقول الكتاب المقدس: لا ترموا جواهركم امام الخنازير.
تقول البطريركية، وهي صادقة في ذلك، ان بابليون لها مال سياسي توظفه في كسب الاتباع والموالين. ألم تتوقع البطريركية انه باعلانها في الاعلام عن مكان وتوقيت وقفة التضامن مع غبطته في ساحة التحرير فانها تدعو بابليون الى وقفة مضادة معروفة المضمون والشكل وفي نفس المكان والزمان مما يتطلب (وهذا الذي حصل) تدخل قوات الامن في مشهد مسيء الى الكنيسة قبل كل شيء وفوق كل شيء.
ان كنا ندري فتلك مصيبة، وان كنا لا ندري فالمصيبة أعظم.
انها السياسة التي من يدخل بحرها عليه ان يتوقع ملاطمة الامواج له، ولكنها، وللاسف، مكيافلية السياسة حيث الغاية تبرر الوسيلة.

الاختلاف في الخطاب والاداء للبطريركيتين الاشورية والكلدانية في الشان العام والانغماس السياسي يتضمن اختلافات اخرى من بينها انه في حين ان البطريركية الاشورية لم تسع الى خلق واجهات سياسية لها فان البطريركية الكلدانية خلقت الرابطة الكلدانية لتكون واجهتها السياسية. وبالنتيجة فانه في حين لم تدخل البطريركية الاشورية في اية اصطفافات سياسية فان البطريركية الكلدانية، كما سبق ايراده، دخلت في اصطفافات سياسية مع الزوعا حينها، ولاحقا مع الديمقراطي الكردستاني (قائمة حمورابي 2021) وهذا امر معروف في العمل السياسي بان تتبدل الاصطفافات مع تبدل موازين القوى وامكانات تحقيق اصطفافات مع اطراف اقوى.
كما نتلمس الاختلاف جليا في ان البطريركية الاشورية لم تكن يوما طرفا في السجالات بين احزاب شعبنا، بعكس البطريركية الكلدانية التي كانت طرفا في عدد من السجالات مع احزاب شعبنا ومن بينها الاحزاب الكلدانية (المجلس القومي الكلداني مثالا). الرابط 3

وتشمل دائرة الاختلاف أيضا قضايا ووقائع حصلت لشعبنا في تاريخه المعاصر وكان لها التاثير الكبير على وجوده وديموغرافيته ومستقبله، وفي مقدمتها مذابح السيفو عام 1915. ففي الوقت الذي تستذكر فيه الكنيستان والبطريركيتان الاشورية والسريانية مذابح السيفو وشاركت في اقامة النصب التذكارية لها او الاحتفاء بها فان البطريركية الكلدانية اعتبرتها حدث من التاريخ ووصفتها بصيغة تضمنت التبرير بانها احداث تحصل في الحروب وانه لا يجب تحميل تركيا ذلك، في حين ان البابا فرنسيس نفسه وفي زيارته لتركيا ادانها على انها جرائم ابادة.
https://www.youtube.com/watch?v=DvE6GB5Oj7E

خلاصة هذا المحور من القراءة في خطاب وفكر واداء البطريركيتين الاشورية والكلدانية هو انه في حين ان كلتاهما تمارس حقها في ابداء الراي والمواقف من الشان العام والقضايا القومية والوطنية التي تخص عموم الشعب والوطن، وبشكل خاص التي تهم شعبنا، فان البطريركية الاشورية تدرك وتمارس انها ليست مرجعية قومية بل مرجعية كنسية تتفاعل وتحتفل وتستذكر المناسبات القومية كاية مؤسسة اخرى، وتلتزم قولا وفعلا بعدم الانغماس في العمل السياسي وتفاصيله فهي تعتبره واجب المؤسسات والاحزاب السياسية، في حين ان البطريركية الكلدانية انغمست، وما زالت، في الفعل السياسي متدرجة من التاييد والاصطفاف دون المشاركة مع طرف مقابل اخر، مرورا بالمشاركة في الفعل السياسي وطلب المحاصصة من خلال واجهتها الرابطة الكلدانية، وانتهاء بطموح امتلاك اليد العليا في الشان السياسي والتحول الى مرجعية سياسية الى جانب المرجعية الدينية الكنسية، وهو طموح لا اعتقده سيتحقق يوما كونه خارج سياق مسار العصر.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا – دهوك 26 أيار 2023
ملاحظة واعتذار:
كنت قد هيكلت المقال ليكون جزءه اعلاه هو الثالث والاخير، ولكن متطلبات محور (الشان العام والانغماس السياسي) ومع المشهد الحالي انتج مقالا طويلا مما تطلب تاجيل ما تبقى الى جزء رابع واخير للمقال يتضمن:
الاداء الاعلامي والتعامل مع الآخر والشعبوية ونقاط اخرى مع خاتمة بتمنيات على بطريركيات شعبنا


الرابط 1 تصريح الزوعا ردا على كلمة البطريرك ساكو:
https://www.zowaa.org/%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7/

الرابط 2: ترحيب بابليون بدعوة العشاء في البطريركية الكلدانية في 24 ايلول 2018:
https://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=905032.0

الرابط 3: جزء من سجال البطريركية الكلدانية مع المجلس القومي الكلداني:
https://saint-adday.com/?p=19119


13
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية
"من وحي مقال منشور"
الجزء الثاني
المقال ومجموع مقالاتي منشور على موقعي الشخصي:
https://etota.net/articles-books/articles/assyrian-and-chaldean-patrirachtes-p2/

لمراجعة الجزء الاول:
https://etota.net/articles-books/articles/assyrian-and-chaldean-patrirachtes-p1/

نبتدئ حيث انتهينا في الجزء الاول فنقول انه ما كنت بصدد نشر هذا الموضوع لولا قيام الموقع الرسمي للبطريركية الكلدانية بنقل مقال السيد رابي الموسوم (شتان ما بين فكر وخطاب البطريركين مار ساكو ومار آوا في كلمة تهنئتهما بمناسبة أكيتو) ونشره على واجهته (في نفس يوم نشر المقال على موقع عنكاوة)، بما يعني الاتفاق معه وتسويق طرحه مما نقل الموضوع الى مستوى اخر، رغم ان عنوان ومضمون المقال يفتقران الى الرصانة والموضوعية فمن غير الممكن منطقيا ومنهجيا وبكل المقاييس القيام بتحليل مقارن بين “خطاب وفكر” مرجعيتين كنيستين مهمتين اعتمادا على قراءة لتهنئة يتيمة منهما، مما قادني الى كتابة هذا المقال ليكون قراءة في خطاب وفكر البطريركيتين (وليس البطريركين) الذي انتجتاه واعلنتاه والتزمتاه خلال عقود.
وهي قراءة ستغطي اكثر من محور وبحسب الاهمية والمساحة والوقت المتاح للكتابة، واذا جاء المقال طويلا ومسهبا فانه لتوضيح الامور المطروحة فيه ودعمها بالشواهد، ولكنه يبقى نابعا من حرص ومحبة واخلاص للبطريركيات والبطاركة. واذا تزامن المقال مع الهجمة اللاخلاقية التي تستهدف غبطة البطريرك مار لويس ساكو والتي نستنكرها بشدة فان التزامن تصادف بسبب توقيت نشر مقال السيد رابي واعادة نشره على موقع البطريركية. المقال لم يكن ليكتب اساساً، ليس الآن وليس في قادم الزمان لولا ذلك.
وحيث ان موضوع السيد رابي، والذي من عنوانه استوحينا هذا المقال، يتناول موضوعة الهوية القومية، لذلك ستكون هذه الموضوعة المحور الاول لهذا المقال.
 
الهوية القومية
بدءاً فان مصداقية اية جهة في ايمانها بما تعلنه وتصرح به وتدعو اليه هو انها ذاتها تلتزم وتمارس وتجسد عمليا ما تدعو اليه اتباعها وقواعدها.
المعروف للمهتمين بموضوعة الهوية هو ان بطريركية كنيسة المشرق الاشورية لها فهم مستقر منذ عقود في هذا الشان، بل ومنذ تناول البطريركيات الكنسية لهذه الموضوعة، وخطابها واضح تعلنه جهاراً وتلتزمه سياقاً ويقوم على: اننا شعب واحد، وأن التسمية الاشورية هي التسمية التاريخية له وتعتمدها للتعبير والتعريف بهذا الشعب الذي تجمعه جميع عناصر الهوية القومية كشعب واحد. وهي تحترم التسميات الاخرى السريانية والكلدانية.
وهو ذات فكر وخطاب الكنيسة السريانية الارثوذكسية التي هي الاخرى تؤمن وتلتزم بثبات باننا شعب واحد وانها تعتمد التسمية السريانية للتعبير والتعريف بهذا الشعب وتحترم التسميات الأخرى.
البطريركيتان الكنسيتان، الآشورية والسريانية، لا تعيشان ازمة هوية ولا تعيشان انفصاما في الشخصية، ولا تعيش تناقضا بين الفكر والممارسة بل على العكس تماما. الهوية واضحة لهما، والمواقف والاعمال والبرامج متوافقة مع هذه الرؤية والهوية وكل من البطريركيتين منسجمة مع ذاتها.
شواهد:

لا يختلف اثنان ان اللغة الأم هي من أهم عناصر الهوية القومية. لذلك نرى الكنيستان والبطريركيتان، الآشورية والسريانية، تلتزمان السريانية لغة رسمية للكنيسة وينعكس ذلك في مجمل البرامج والتصريحات والاصدارات وبخاصة التي تعكس هوية الكنيسة: كلمات البطاركة في يوم التنصيب، مقررات المجامع السنهاديقية، تهاني الاعياد، معظم اللقاءات مع الابرشيات، بل وحتى في التوقيع الشخصي للبطاركة. ناهيك عن تشجيعهما لتعلم السريانية وتعليمها سواء للاكليروس حيث التمكن من السريانية شرط للرسامة الكهنوتية، او لعموم ابناء الكنيسة، وغيرها الكثير من الشواهد التي يضيق بها المقال.
باختصار، السريانية حاضرة في كل تفاصيل المشهد الكنسي للكنيستين الاشورية والسريانية.
في مقابل ذلك، فانه في الوقت الذي تنادي به البطريركية الكلدانية باننا لسنا شعب واحد وتنادي بالهوية القومية الكلدانية (لدرجة اعتبار الاشوريين شعب شقيق كما العرب والكرد (راجع تهنئة البطريركية الكلدانية لاعياد اكيتو لهذا العام))، فاننا نجد ان اللغة القومية الأم (حتى لو سميت كلدانية وليس السريانية او السورث) مفقودة ولو بحدها الأدنى (جمل تحية وشكر قصيرة) في خطابات تنصيب البطاركة الكلدان (على سبيل المثال البطريرك الراحل مار عمانوئيل دلي والبطريرك الحالي مار لويس ساكو)، والسريانية مفقودة، ولو بحدها الأدنى، في المجامع السنهاديقية وتهاني الاعياد وعموم المخاطبات البطريركية التحريرية والشفهية، وغيرها من طرائق التعبير عن الهوية. بل وأن غبطة البطريرك مار لويس ساكو وفي فيديو تداولته وسائل التواصل اعلن ومن على المنبر في خدمة قداس الهي وبكلمات واضحة انه غير سعيد بالسورث. لا أفهم كيف يكون المرء فخوراً وسعيداً بهويته القومية ولكنه ليس سعيداً بلغته القومية.
بل واكثر من ذلك، ففي حين ان البطريركية الكلدانية لا تمانع، بل دعت، الى تعريفنا كمجرد مسيحيين في الاستحقاقات والتعاملات القومية والوطنية، فان البطريركية الاشورية رفضت التعامل معنا كمجرد مسيحيين وتشبثت بطلب اقرار حقوق شعبنا والتعامل معه وتعريفه كمكون قومي كما العرب والكرد.

التسمية القومية
كما أسلفنا فان البطريركية الآشورية لها موقف واضح ورؤية مستقرة باعتماد التسمية الاشورية، لشعبنا وتعتبرها تسمية تضم السريان والكلدان ايضا فهي تؤمن انهم شعب واحد وتجد في عناصر هوية ابناء هذه التسميات ما يؤكد وحدتهم. وذات الشيء للبطريركية السريانية في اعتمادها للتسمية السريانية كتسمية لشعبنا الواحد.
ومن الواضح ان ذلك يعني ان كلتا الكنيستان تؤمنان بوحدة شعبنا والاختلاف هو في اي اسم تعتمد كلا منهما.
اما بطريركية الكنيسة الكلدانية فانها ما زالت تمر بتقلبات ولم يستقر فكرها وخطابها على موقف واضح ومحدد.
أدناه محطات موثقة للبطريركية الكلدانية في موضوعة التسمية:
•   في طوال العهد البطريركي للبطريرك الراحل مار روفائيل بيداويذ بقيت تؤمن وتعلن وحدة شعبنا، ولم تكن التسمية مطروحة كموضوع خلافي.
•   في رسالة البطريرك الراحل مار عمانوئيل دلي (الصورة 1) الى مجلس الحكم المؤرخة 22 ك2 2004 تبنى غبطته تسمية كلدو-اشوري لشعبنا وهو اعتراف صريح باننا شعب واحد.
والبطريرك دلي في رسالته الاكاديمية الموسومة، على ما اتذكر، بالمؤسسة البطريركية لكنيسة المشرق يقول في مقدمتها (الصورة 2) حرفياً: (أن الكلدان والاشوريين تاريخيا يشكلون جماعة واحدة تشترك في تراث ديني ولغوي وعرقي وقومي نشأ في تربة حضارة بلاد ما بين النهرين) انتهى الاقتباس
•   في 7 حزيران 2005 عادت البطريركية الكلدانية وبشخص البطريرك دلي نفسه لتعلن تراجعها عن تسمية الكلدواشوري (الصورة 3) واعتماد الاسم الكلداني منفصلا كما العرب والكرد. وهو انقلاب من الاعتراف بوحدة شعبنا الى انه ليس شعبا واحدا.
•   وكذلك في رسالته الى فخامة الرئيس بارزاني (الصورة 4) في 25 حزيران 2009.
•   في حين، وعلى التوازي من ذلك، كان نيافة الاسقف حينها (البطريرك حاليا) مار لويس ساكو يعتمد الكلدو-اشورية. بما يعني اننا شعب واحد وان الاجتهاد هو في مسالة اي اسم نستخدم للتعريف بهذا الشعب الواحد. (راجع رسالة سيدنا مار لويس ساكو (الصورة 5) الى مجلس محافظة كركوك في عام 2008)
•   وبعد توليه السدة البطريركية بقي مؤمنا بوحدة شعبنا وطرح في نيسان 2015 اقتراحا للتسمية (الصورة 6) من عدة خيارات جميعها تعكس وحدة شعبنا.
•   ولاسباب نجهلها انقلب الموقف لتصبح البطريركية الكلدانية في مقدمة الداعين الى اعتبار الكلدان شعب والاشوريون شعب اخر والسريان شعب اخر كما في رسالته الى برلمان اقليم كوردستان (الصورة 7) في 21 حزيران 2021.
•   بل وباتت البطريركية الكلدانية تقدم وتوصف الاشوريين في خطابها كما تقدم وتوصف العرب والكرد وتستخدم مصطلح الشعب الشقيق وضمير الشخص الثالث (الهاء) كما في مقدمة تهنئة اكيتو لغبطة البطريرك ساكو: (اهنيء قلبيًّا بناتِ وابناءَ الشعب الكلداني العزيز بأكيتو، رأس السنة البابلية الكلدانية الذي يوافق في الأول من نيسان في كل عام. كذلك اهنيء الشعب الاشوري الشقيق الذي يحتفل بنفس التاريخ برأس سنته الاشورية متمنيا له التقدم والازدهار.) انتهى الاقتباس
•   وهذا ليس الانقلاب الأول او الوحيد بين مرجعيات الكنيسة الكلدانية، فقد سبقه انقلاب شهير للمطران مار سرهد جمو الذي بالصوت والصورة يقول بنبرة عالية وبفكر واداء واثق اننا شعب واحد وان الكلدان جميعهم اشوريون والاشوريون جميعهم كلدان، لينقلب بعد سنوات ليقول باننا لسنا شعب واحد، بعد المرور بمحطة انتقالية كانت تعتمد التسمية الكلداشورية.
https://www.youtube.com/watch?v=_CvpNkXugLA

ما يجدر الاشارة اليه هنا هو ان الكلدان الداعين الى تقسيم شعبنا يبتدعون من حيث لا يدرون اسماء وتعبيرات هي في حقيقتها تعكس معرفتهم العفوية بالحقائق وايمانهم الباطني باننا شعب واحد، ذلك عندما يسمون الاشوريين بانهم كلدان متاشورون. ونكرر القول حمدا لله ان الكلدان الداعين والمنادين بتقسيم شعبنا وانكار وحدته هم اقل من ان نسميهم اقلية، وحمدا لله انهم في المهاجر وليس الوطن. فالاكثرية المطلقة من الكلدان، افرادا ونخبا واكليروس ومؤسسات في الوطن والمهجر يؤمنون قلبا وعقلا ويمارسون عملا وفعلا وحدة شعبنا، ونتمنى على البطريركية الكلدانية ان تقف مع الاكثرية، خاصة وان البطريركية، بشخص بطريركها، هي اكثر من يعرف اننا شعب واحد.

ملاحظة: استغربت كثيرا من مبالغة البعض في تفسيره لمصطلح استخدمه البطريرك مار آوا في تهنئة راس السنة حين اورد مصطلح (ܐܘܡܬܐ ܢܝܢܘܝܬܐ) وترجمتها (أمة نينوية) حيث حملوها ما لا تتحمله واعتبروا انه يبتدع اسما جديدا وغيرها. فبدءا نقول ان هؤلاء يبدون لي لا يقراوا السورث ولذلك لم يسبق لهم المرور على هذا المصطلح المجازي حين اورده البطريرك الراحل مار دنخا في رسالتين او ثلاثة له لانها لم تترجم للعربية وهؤلاء لا يجيدون السورث ليقرأوها. المصطلح ليس اسما جديدا فكنيسة المشرق لم ولا تبشر او تطلق اسماء جديدة بل هو تعبير مجازي كما نقول ابناء الرافدين او ابناء بابل او احفاد احيقار وهكذا.

الخلط بين القومي والكنسي:
منذ بدايات النهضة القومية لشعبنا مع بدايات القرن العشرين، والتي التزمت الاشورية او السريان الاشوريين في ادبياتها كونهما التسميتان المعروفتان والمقبولتان كتسميات قومية لشعبنا بين ابناءه ومع المحيط المحلي والاقليمي والدولي، كان رواد هذه النهضة، مفكرين ونخب ومؤسسات، يفصلون فصلا واضحا بين الانتماء والهوية القومية وبين الانتماء والهوية الدينية. وهذا لم يكن بدعة ابتدعوها بل حقيقة ادركوها كما ادركتها من قبلهم النهضات القومية للشعوب الاخرى.
وهذا التمييز تجسد لاحقا في الفصل بين المرجعيات القومية والمرجعيات الدينية فلكل منهما دورها المرجعي في شانها القومي او الديني وليس في الشان الآخر، دون ان يكون ذلك بالضرورة صداما او صراعا بل تكاملا يقوم على الاحترام المتبادل رغم وجود حالات ومواقف تباينت واختلفت فيها المرجعيتان.
صحيح ان المرجعية البطريركية الاشورية بقيت تقدم نفسها، وباتفاق المرجعيات العشائرية لابناء الكنيسة الاشورية، مرجعية قومية سياسية قبل واثناء الحرب الاولى وبعدها الى مذبحة سميل 1933، إلا انه ومنذ حينها انتهت هذه الازدواجية لاسباب مختلفة من بينها تصاعد  الوعي القومي والسياسي وهيكلته في أطر مؤسساتية مدنية وتوسع مساحته ليشمل مساحات جغرافية وجماهيرية واسعة وعابرة للمذاهب ممن التزموا قضية شعبنا والمؤمنين بوحدته ولم تكن التسمية عامل تمزيق له.
من حينها والى اليوم والبطريركية الاشورية، ورغم ما سبق ايراده من تشبثها بالهوية القومية، ومن مترتبات ذلك دعمها للمطالبات بالحقوق القومية لشعبنا، فانها لم تعلن او تمارس دور المرجعية القومية، بل كانت دائما تعطي هذه المرجعية للمؤسسات القومية المدنية من احزاب ومؤسسات ثقافية وغيرها.
فلا البطريركية الاشورية ادعت يوما، صراحة او ضمنا، انها مرجعية للمؤسسات الاشورية السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها، ولا هذه المؤسسات ولا النخب الفكرية الاشورية ادعت ان المرجعية البطريركية هي مرجعية لها او للشأن القومي. في حين نرى ان شعبنا من الكلدان ما زال يخلط بين الانتماءين وبالتالي المرجعيتين: البطريركية الكنسية، والمؤسساتية المدنية.
فرغم ان غبطة البطريرك ساكو في اكثر من مقال او تصريح يؤكد ان البطريركية الكلدانية ليست مرجعية للمؤسسات الكلدانية المدنية، إلا ان الخطاب البطريركي ليس بهذا الوضوح عندما يتعلق الامر بمن هو الكلداني، بمعنى اقتصاره على ابناء الكنيسة الكلدانية وتطابق حدود الكنيسة مع حدود الكلدان.
اما بين المؤسسات والنخب الكلدانية فان الخلط بين القومي والديني الكنسي ما زال يتحكم بخطاب النخب الكلدانية، وتحديدا الملتزمة خطاب ان الكلدان والسريان والاشوريين ليسوا شعبا واحدا، وأحد هؤلاء هو السيد رابي الذي استوحينا عنوان ومضمون مقالنا من عنوان مقاله المشار اليه.
أدناه اقتباس من تعقيب للسيد رابي على مقال للسيد سلام مرقس على موقع عنكاوة بعنوان (لماذا التدخل في شؤون شعبنا الكلداني يا آثوريين؟):(فرجل الدين الاثوري الذي ذكرته، ……، وحتى لو وُجهت له دعوة من عناصر معينة، كان عليه الاعتذار ويوجههم نحو اللجوء الى رئيسهم الروحي). انتهى الاقتباس
وأدناه اقتباس من أصل المقال، حيث يقول السيد سلام مرقس:
(اول تلك الظواهر الغير مقبولة والمخالفة للاعراف والاصول والبروتوكولات وحتى ابسط التقاليد الاجتماعية هو تصرف (احد كبار رجال الدين في احدى الكنائس في العراق) من الاثوريين، ….. والذي قَبل دعوة من احدى الجهات (ثمانية شباط) وقام بزيارة جماعة الكلدان من غير الاستئذان لا من رئيس الكنيسة الكلدانية (الصرح البطريركي) ولا من رئيس الكنيسة الكلدانية في فرنسا) انتهى الاقتباس
(لتوضيح الأحداث والاقتباسات فان احدى مؤسسات شعبنا القومية في باريس ولمناسبة اعتراف البرلمان الفرنسي بمذابح السيفو اقامت امسية خاصة وجهت الدعوة اليها الى مرجعيات كنسية مختلفة، احداها البطريرك مار آوا الى جانب اخرون من الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية، ومرجعيات وشخصيات سياسية وحكومية واكاديمية. وقد لبى البطريرك مار آوا هذه الدعوة. السيدان مرقس ورابي ممتعضان ويستنكران تلبيته الدعوة وانه كان عليه الاستئذان من البطريركية الكلدانية لحضور نشاط لا علاقة له بالانشطة والمناسبات الكنسية الكلدانية كالرسامات او القداديس التي تتطلب بالتاكيد استئذان المرجعيات الكنسية المعنية. "منطق" يتجاهل المنطق.
السيدان سلام ورابي (مثالان من عدة أمثلة نحمد الله انها مهجرية) يقدمان بكلمات وعبارات واضحة لا لبس فيها ان البطريرك مار ساكو مرجعية لمؤسسة مدنية في باريس. انه نتاج الخلط بين القومي والكنسي.

اهمس في اذن أهلي الكلدان، وانا احدهم، (أو كما نقول بالعراقي اغششكم) بنصيحة مجانية:
اختياركم للبطريركية الكلدانية مرجعية للمؤسسات المدنية السياسية او الثقافية او الأجتماعية هو دليل انكم في عقلكم الباطني تعتبرون وتشعرون وتمارسون ان الكلدانية مذهب كنسي. وبذلك تعطون لبعض الاشوريين المتطرفين المحاربين سلاحاً يحاربوننا فيه في هذه الحرب اللعينة.
السيد رابي زعلان لان البطريرك مار اوا لم يستاذن البطريرك  مار لويس ساكو في تلبية دعوة لمؤسسة قومية مدنية. الا يعني هذا يا سيد رابي، وانت الشخص الاكاديمي، انك تعتبر البطريرك، وبحكم مرجعيته الكنسية، مرجعية لمؤسسة مدنية. والا يعني ذلك أن الكلدانية عندك تتطابق حدودها مع الانتماء الكنسي المذهبي.
قليلا من المنطق والانسجام مع الذات يا اخوان.
خيارنا نحن الكلدان في هذا الموضوع هو إما ان نحذو حذو الاشوريين ولا نعتبر البطريركية مرجعية لعملنا القومي المؤسساتي ونقول للبطريرك عفوا سيدنا لك منا كل الاحترام، ولكن مرجعيتكم الكنسية، مع كل الاحترام لها، لا تجعلكم مرجعية عليا لشأننا القومي، وانكم إبن بار لهذا الشعب وبالتساوي مع جميعنا، مع حفظ كل الاحترام لشخصيتكم ومكانتكم البطريركية. أو ان نقول علنا ما نعيشه باطنيا باننا نحن معشر الكلدان طائفة مذهبية كنسية مرجعيتها هي البطريركية الكلدانية. انه خيارنا فلنختار.
وذات الشيء للبطريركية الكلدانية ان تختار احد امرين. فاذا اعتبرت وآمنت فعلاً، لا قولاً، ان الكلدانية انتماء قومي فعليها ان تتخلى عن تصوير نفسها بشكل مباشر او مبطن بأنها مرجعية عليا للمؤسسات الكلدانية. أو أن تختار ممارسة دورها كمرجعية كنسية مع حقها الطبيعي بابداء الراي والموقف كاي من ابناء شعبنا الكلداني.
لنشاهد هذا التسجيل الفيديوي من موعظة المطران مار ابراهيم ابراهيم على منبر الكنيسة لمناسبة انتهاء اعمال المؤتمر القومي الكلداني العام في 2013 حيث الى جانب وضعه وبكلمات صريحة للاشوريين والسريان مع الكرد والعرب والتركمان كقوميات مختلفة عن الكلدان، فانه يطابق مطابقة تامة الانتماء القومي الكلداني مع الانتماء الكنسي الكلداني.
https://www.youtube.com/watch?v=C_yYzpDkdfI

واسمحوا لي ان اضيف من الشعر بيتاً وبمحبة واخلاص صادقين ليس من انسان غريب او شخص شقيق بل من انسان ملتزم قضية شعبه بكل تسمياته، فانا كلداني مثلما انا سرياني ومثلما انا اشوري، بل واقول أنا اكثر كلدانية من الكثير من المرجعيات والنخب الكلدانية، فانا تعلمت وعلمت السورث، وقرات وكتبت ونشرت بالسورث، وادعو الجميع لذلك، واسماء اولادي جميعها بالسورث (أترن، هدرا، يترانا، ايتوتا) وتوقيعي بالسورث وووو (الأمر الوحيد الذي ينزع مني كلدانيتي هو اذا كانت الكلدانية محصورة بمؤمني واتباع الكنيسة الكلدانية)، فاقول ككلداني:
انتقالنا من العروبة الى الكلدانية ومن التعريب الى الكلدنة خطوة الى امام لاسترجاع الهوية والحفاظ على ما تبقى منها، ولكن الغير المفهوم هو ان خطة عمل كلدانيتنا لا تتضمن برامج واعمال بهذا الاتجاه وهذا الهدف، شخصيا أنا مستعد للمساهمة بامكاناتي المتواضعة في هكذا برنامج.
فللاسف الذي نشهده أن برامج كلدانيتنا محصور فقط بالصراع والحرب والمناكفة مع آشوريتنا.
فاولويات برنامج كلدانيتنا هي:
مخاصمة (لكي لا نقول معاداة) وانهاك الاشورية اولا، مخاصمة وانهاك الاشورية ثانيا، مخاصمة وانهاك الاشورية ثالثا، وربما دعم وتعزيز الكلدانية رابعا.
هذه المخاصمة والانهاك من بعضنا الكلداني لعمومنا الاشوري لا مبرر لها مطلقا. (نحمد الله مرة أخرى انها مهجرية والوطن منها براء)
و”التبرير” الذي يتم تسويقه بانها رد فعل على ان الاشوريين يلغون الكلدان ليس تبريرا منطقيا ولا مقبولا. فلا يجوز مخاصمة عموم الاشوريين بسبب بعضهم ممن يلغون الكلدان. وطبعا الالغاء هنا هو ان هؤلاء الاشوريين يرفضون التسمية الكلدانية ولا يرفضون الكلدان، فهم يؤمنون ان الاشوريين والكلدان والسريان شعب واحد ويعتمدون ويحصرون التسمية بالاشورية. ادناه الرابط الى مقال لي بهذا الشأن:
https://etota.net/articles-books/articles/patriarch-sako-dont-punish-us/

وأختم هذا الجزء من المقال بالسؤال: لماذا لا نستثمر نحن الكلدان في الارث السياسي والثقافي والفني القومي لشعبنا من الاشوريين؟ فهم منا ونحن منهم، وهم نحن ونحن هم.
أليس استيقاظ كلدانيتنا احدى ثمار العمل القومي الاشوري الذي نقلنا من اللامبالاة بالهوية والتماهي مع العروبة والتعريب الى البدء بالبحث عن الهوية القومية؟
فلنجعله قيمة اضافية ويكون استيقاظاً لماردنا الكلداني وليس لمعولنا؟
الجزء الثالث في نهاية الاسبوع:

بين الشأن العام واالانغماس السياسي
الاعلام والتعامل مع الآخر
الحضور والمؤسسات
تمنيات واقتراحات مخلصة الى بطريركيات شعبنا
ونقاط أخرى

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 8 أيار 2023

14
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية
"من وحي مقال منشور"
الجزء الأول

المقال وبقية مقالاتي منشور على موقعي الشخصي:
https://etota.net/articles-books/articles/assyrian-and-chaldean-patrirachtes-p1/

1- في الوقت الذي يواجه شعبنا تحديات، بل وخطط ممنهجة، لاقتلاعه من الوطن وتشتته في بلدان المعمورة (دول اغترابه قاربت الثلاثين)، وفي الوقت الذي هي فيه مسالة وقت، ربما لا تتجاوز الجيلين، وينصهر المهجر في محيطه وتنتهي اخر خصوصياته الهوياتية، وتحديدا اللغة، حتى يصبح ابناء العائلة الواحدة المشتتون في هذه الدول عاجزين عن التواصل (هذا اذا بقي هناك من تواصل) والتفاهم مع بعض الا بلغة اجنبية، فانه قد ابتلى شعبنا ايضا بالبعض من ابناءه ممن يدعون انفسهم زورا وبهتانا بانهم نخب ويعتمدون النهج الاكاديمي (وهو منهم براء) فيكتبوا وينشروا ما يمكن تسميته بحق وحقيق انه حرب اهلية غير مقدسة تهدف الى اشغال الشعب وتحريف بوصلته وحرقه في أتون هذه الحرب التي استنزفت، وما زالت، الجهد والوقت، ناهيك عن تعميقها للشروخ وبثها للسموم، محاولين عن قصد ودراية ايهام الجموع انهم يصنعون معروفا لهم، وان حربهم الاهلية حرب مقدسة، بل هي أم المعارك، وان النصر والانتصار فيها متحقق لا محالة، غير مدركين ان شهادة وفاة الشعب ستصدر قبل اصدارهم لبيان انتصارهم.

2- المشاركون في هذه الحرب والمنتمون الى مختلف تسميات شعبنا، من اشوريين او كلدان او سريان، وان تعددت اسلحتهم وافكارهم وغاياتهم وادعاءاتهم، الا انهم يخدمون بعضهم بعضا ويمنحون الشرعية بعضهم لبعض فوجود اي طرف منهم واستمراره مرهون بوجود الاخر.
فالاشوريين المتطرفين الذين يرفضون بالمطلق اسم الكلدان، والى حد ما اسم السريان، هم شركاء للمتطرفين الكلدان ممن يصرون على تمزيق الممزق واعلان الكلدان شعب مستقل عن الاشوريين والسريان حتى باتوا يعتبرونهم شعوبا شقيقة للشعب الكلداني كما هم العرب والكرد!!!!

3- الذي يعزينا ويواسينا في بلاءنا هذا هو ان الاغلبية المطلقة لهؤلاء هم في الشتات وليسوا في الوطن. وهذه اشارة ايجابية على حصانة شعبنا في الوطن من استنزاف طاقاته التي ينبغي توظيفها في مواجهة التحديات الوجودية التي يعيشها في وطنه. حمداً لله.
ومن هنا فانه من الغرابة الممزوجة بالالم ان يتبنى شخص او سياسي او مرجعية او مؤسسة في الوطن، كلدانية كانت أم اشورية ام سريانية، طروحات هذا البعض لان ذلك بصريح العبارة يعني انفصاماً عن الواقع وهروب من المسؤولية وقصر في النظر.

4- نشر السيد عبدالله رابي بتاريخ 2 نيسان مقالا على موقع عنكاوة بعنوان (شتان ما بين فكر وخطاب البطريركين (مار ساكو ومار آوا) في كلمة تهنئتهما بمناسبة اكيتو).
انا لست بوارد التعقيب على مضمون المقال والسعي المحموم لكاتبه الى تسعير الحرب الاهلية وتوسيع جبهاتها الى البطريركيات المبجلة لكنائس شعبنا المقدسة وجرها الى حربه. بل ولن اكون في وارد الاطلاع، ناهيك عن التعقيب، على ما قد يرد منه، او من محاربين اخرين في هذه الحرب الاهلية، من تعقيب او ملاحظات على مقالي، فانا اعتقد يقينا ان التعقيب على ما هو تحت صفري يرفع شانه ويجعله صفريا. وانا لست بوارد منح السيد رابي، والبعض الاخر، هذا التكريم. لن اقع في الفخ.
اكتفي هنا باقتباس من تعقيب للسيد رابي على موضوع اخر منشور في موقع عنكاوة حيث يقول في تعقيبه:
"فرجل الدين الاثوري الذي ذكرته (المقصود قداسة البطريرك مار آوا)، لا يُستبعد منه هكذا تصرف طالما له تطلعات قومية تعصبية، وقد اشرت في مناسبة معينة سابقا انه سيكون سببا لاضطهاد كبير قد يحصل مستقبلاً ضد الاثوريين المتبقين في العراق وينعكس عموما على المسيحيين المتبقين ولا يقل قسوة عن الاضطهادات التاريخية القديمة والمعاصرة (تعميق النص من قبلي)، فالذي يستلم مكانة قيادة في ظل هكذا ظروف سياسية ودينية مجتمعية لابد ان يكون بمستوى المسؤلية وان لا يتدخل بما لا يعنيه، وحتى لو وُجهت له دعوة من عناصر معينة، كان عليه الاعتذار ويوجههم نحو اللجوء الى رئيسهم الروحي، ولكن في هكذا مناسبات وفرص، تطفو الى السطح المكنونات النفسية في العقل الباطني فيندفع الى تصرف دون التفكير بتداعياته."
لعمري لم أشهد هكذا حقد دفين وقلم مسموم وفكر مريض.. أنا مصدوم وصدمتي أكبر من قيام منبر اعلامي للترويج لصاحب هكذا قلم.
يا ستار.. يا الله... لا استبعد منشورا لاحقا للسيد رابي يبرر فيها جرائم داعش بان سببها رجل دين اثوري.
توضيح عن خلفية تعقيب السيد رابي اعلاه:
"تصرف" قداسة البطريرك مار آوا الذي ازعج السيد رابي هو تلبية قداسته لدعوة شرف موجهة اليه من احدى المؤسسات القومية المدنية لشعبنا في باريس للمشاركة في نشاط لمناسبة اعتراف البرلمان الفرنسي بمذابح السيفو وشاركت فيها أيضا شخصيات دينية من مختلف الكنائس (ومن بينها الكلدانية) وشخصيات سياسية وحكومية واكاديمية. والسيد رابي منزعج من حضور البطريرك مار آوا لهذه المناسبة دون الاستئذان من المرجعية البطريركية الكلدانية!!!

5- هذا المقال ليس ردا او تعقيبا على مقال السيد رابي لاني وكما هي سياقاتي في النشر، وكما اوردت اعلاه، لا اعقب على موضوع تحت صفري لاجعله صفريا، كما انا لم ولا ولن اكون محاربا في الحرب الاهلية التي يريدها لنا السيد رابي واخرون. المقال هو موضوع مستقل مستوحى من عنوان مقال السيد رابي الذي اسماه: (شتان ما بين فكر وخطاب البطريركين (مار ساكو ومار آوا) في كلمة تهنئتهما بمناسبة اكيتو).
ونقطة البداية هي كيف لشخص اكاديمي ان ياتي بعنوان كهذا، وتحديدا مفردات فكر وخطاب، واية موضوعية ومنهجية هذه التي تحلل وتقارن فكر وخطاب (انتبهوا: فكر وخطاب) مرجعيتين استنادا على رسالة تهنئة يتيمة. وما كنت بصدد كتابة ونشر هذا الموضوع لولا قيام البطريركية الكلدانية بنقل مقال السيد رابي ونشره على واجهة موقعها الرسمي مما نقل الموضوع الى مستوى اخر. عتبي كبير على موقع البطريركية.

فأقول:
6- بحسب الموجود على موقع عنكاوة وموقع البطريركية الكلدانية فانه في نفس تاريخ نشر السيد رابي لمقاله على موقع عنكاوة، أي 2 نيسان 2023، قام موقع البطريركية الكلدانية بنقل الموضوع ونشره على الصفحة الرئيسية لموقع البطريركية الكلدانية بما يعني اتفاق ادارة موقع البطريركية مع مضمونه وشكله ولدرجة يستحق الترويج والتسويق له على المنبر الرسمي للبطريركية الكلدانية. واذا ما اعدنا قراءة عنوان المقال ومضمونه فانه يمكن ادراج نقل المقال الى موقع البطريركية مؤشرا على نرجسية الموقع والقائمين على اختيار المواد المنشورة فيه، خاصة وان المقال لم يجد طريقه الى صفحة الموقع كمقال مرسل من الكاتب لنشره بل كمقال مستنسخ ومنقول من موقع اخر هو موقع عنكاوة وفي نفس تاريخ نشره.
وتطبيقا للحيادية وعملا بمبدأ التكافؤ من جهة ولمنح القراء حق الوصول والاطلاع على ما ينشر في ذات الموضوع من جهة أخرى فاني اتمنى ان يجد هذا المقال طريقه الى موقع البطريركية الجليلة اسوة بمقال السيد رابي.

7- كنت، وما ازال، اتمنى على البطريركية ومكانتها المعنوية وتاثيرها الاعلامي ان تصطف، بل ان تكون في مقدمة الصف الامامي، مع الاكليروس الكلداني من الاباء الاساقفة الاجلاء والكهنة المبجلون وعموم مؤمني الكنيسة في عموم ابرشياتها في الوطن والمهجر في شعورهم وايمانهم والتزامهم وحدة الهوية والتاريخ والوجود والمصير لشعبنا بمختلف تسماتيه الموروثة والمعروفة والدارجة كلدانية كانت ام سريانية ام اشورية، فعموم شعبنا يحترم هذه التسميات ويعرفها تماما انها تسميات لشعب واحد موحد. ويستثنى من ذلك مجموعة محدودة صغيرة، وصغيرة جدا لدرجة انه لا يمكن اطلاق تسمية الاقلية عليها، ممن، ولاغراض مختلفة، تعتبر الكلدان والسريان والاشوريين شعوبا مختلفة حيث يبلغ جهلها انها تعتبر ابناء داوودية شعبا مختلفا عن ابناء دهى، وابناء كومانى شعب مختلف عن ابناء ديرى، وابناء كرملس شعب مختلف عن ابناء بغديدة، وابناء اورمية شعب مختلف عن ابناء سلامس، وابناء وعوائل القوش المنحدرين من تيارى وتخوما باتوا شعبا مختلفا عن ابناء عمومتهم عشائر تيارى وتخوما، وابناء هربل وجزيرة بوتان شعب مختلف عن ابناء ماردين وطور عبين، وابناء اومرا وشرانش مختلفون عن ابناء عين نونى ودورى وقرى برور.

8- بل كنت، وما ازال، اتمنى ان تصطف البطريركية الكلدانية مع عموم المؤسسات من احزاب ومنتديات ثقافية واعلامية ونخب كلدانية في الوطن والمهجر المؤمنين والملتزمين في خطابهم ومواقفهم وحياتهم وحدة الانتماء والمصير لشعبنا.
وفي سياق مقال السيد رابي كنت اتمنى على البطريركية الكلدانية ان تتعامل معه بنفس المسؤولية التي تعاملت بها نخب كلدانية محترمة.
ادناه النص الحرفي لتعقيب الاستاذ بطرس نباتي على المقال:
(الاخ عبدالله رابي لم احد في الخطابين ما يستوجب الكتابة عنهما بعشرات الاسطر، خطابات مثل هذه التي يتبادلونها بهذه المناسبات بتصوري لا تستحق أصلا كل هذه التفاسير والتحاليل انها مجرد كلمات في مناسبة عامة. نحن ننتظر من امثالكم العلماء في علم الاجتماع دراسات وبحوث رصينة في تحليل واقع ومستقبل مجتمعاتنا وليس تحليل كلمات مناسباتية لا تقدم ولا تؤخر .. تمنياتي لك بعيد قيامة كله خير ونجاح.)
او تعقيب الاستاذ الياس متي الياس منصور منصور:
(الاستاذا عبد رابي، الاخوة المتحاورين، بصراحة انا محبط جداً من الصراعات المستمرة منذ عقود بين ابناء شعبنا -الكلداني السرياني الاشوري -ونحن نشاهد ونتحصر على شبابنا وأطفالنا وهم يذوبون في اقوام اخرى!)

9- من وحي عنوان مقال السيد رابي نسجت عنوان مقالي ليكون:
(قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية)
ذلك انه، وكما اوردنا اعلاه، لا يمكن مقارنة "فكر وخطاب" شخصين مرجعيتين من خلال رسالة تهنئة واحدة.
ناهيك اننا نتحدث عن مرجعيات كنسية مستقرة ومستمرة تنتج تراكميا ما يمكن تسميته بفكرها وخطابها تجاه الكثير من الامور الحياتية لابناء الكنيستين على المستوى الفردي والجمعي، ومن بينها ما يتعلق بالهوية، سواء من حيث مضمون هذا الفكر والخطاب او من حيث اشكال التعبير عنه او من حيث مقبوليته بين اتباعها او من حيث التزامه وتجسيده من قبلها في ممارسات عملية.

الجزء الثاني خلال نهاية الاسبوع

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا دهوك في 30 نيسان 2023
تنويه مهم
هذا المقال هو راي شخصي ولا يعبر بالضرورة وفي اي حال من الاحوال عن راي الكنيسة التي انا اكليروس فيها ولا عن راي المنظمة التي اديرها، واتمنى ان لا يفهم او يفسر من أي احد بخلاف ذلك، ولا ان يستغل او يوظف البعض المقال للاصطياد في المياه العكرة.
فهو مقال نابع من اخلاصي للبطريركيات المبجلة لكنائسنا الرسولية المقدسة ومحبتي واحترامي للاباء البطاركة الاجلاء لهذه الكنائس، وما يرد في المقال هو من منطلق الحوار وابداء الراي بمسؤولية وحرص على اداء البطريركيات التي لا نشك مطلقا في اخلاصها وعملها الدؤوب لاجل شعبها. وشخصيا تربطني علاقات محبة وتقدير كبيرين مع الاباء البطاركة الاجلاء، وبخاصة قداسة البطريرك مار آوا وغبطة البطريرك مار لويس ساكو، اللذان نتشارك معهم الالم والأمل، الألم على واقع شعبنا في الوطن والتحديات التي يواجهها، والأمل بمستقبل للوطن يقوم على اساس دولة المواطنة والاحترام والعدالة وضمان الحقوق الفردية والجمعية.
المقال يتضمن في بعض اقسامه تمنيات وعتب محبة على البطريركيات، ولكن وبالمطلق لا يتضمن ولا يقصد الاساءة. واذا كان هناك من يعتقد ان في المقال ما كان لا يجدر وجوده فاني اقدم اعتذاري سلفا.
وفي هذا السياق فاني استنكر وارفض بشدة المواقف والتصريحات الاخيرة والسابقة التي قام بها البعض تجاه السدة البطريركية وشخص سيدنا البطريرك الجليل غبطة الكاردينال مار لويس ساكو.



15
بدعوة مشكورة من مجلس الكنائس العالمي شاركت في اعمال اجتماع الهيئة العمومية للمجلس في مدينة كارلسروه – المانيا (30 آب – 9 أيلول 2022)، حيث يتضمن البرنامج انشطة وجلسات حوارية مختلفة تغطي اعمال واهتمامات المجلس.
كنت احد المتحدثين في احدى جلسات الحوار والتي موضوعها هو: (نحو سلام عادل في الشرق الأوسط).
شارك في الجلسات الاب أشرف طنوس من فلسطين، الدكتورة ماريانا عازر من مصر.
وادارها الدكتور عودة قواس (الأردن) مع السيد رازق سرياني (سوريا) مقررا للجلسات.
أدناه النص العربي لمشاركتي التي القيتها بالانكليزية يوم أمس 2 أيلول 2022 بعنوان:
Just Peace Challenges in Iraq: A Christian Point of View
تحديات السلام العادل في العراق: وجهة نظر مسيحية

لا يختلف اثنان في ان ما نسميه بالشرق الاوسط تشكل بخارطته السياسية الحالية بعد الحرب الاولى وباتفاقيات صاغتها القوى الاستعمارية وبما يراعي مصالحها الاستراتيجية، وبخاصة الاقتصادية منها، دون الاخذ بنظر الاعتبار الحقائق على الارض، التاريخية منها والديموغرافية والمجتمعية. وهذا ليس في ترسيم الحدود بين الدول المستحدثة فحسب، بل وبشكل ادارة كل من هذه الدول ايضا من حيث شكل منطومة الحكم واختيار وتنصيب الحكام التي تم فرضهم من فوق (أي من الدول المستعمِرة) على دول وشعوب المنطقة.
وهكذا ولد الشرق الاوسط وتشكلت دوله الحديثة وهي تحمل عوامل تهدد السلم الاهلي الداخلي في كل منها وعدم استقرارها السياسي من جهة، مثلما حملت عوامل كافية لازمات وصراعات عبر الحدود بين دول المنطقة.
ومع تاسيس دولة اسرائيل وما نتج عنها من حروب وكوارث انسانية ما زالت مستمرة ومن دون مؤشرات على حل مستديم قابل للتحقق في المديات المنظورة وبما يضمن حقوق الجميع ويحقق السلام العادل المستديم، فان ازمات دول الشرق الاوسط توسعت وتعمقت من حيث ان الصراع لم ينحصر على انه صراع فلسطيني – اسرائيلي بل صراع بات يسمى بالصراع العربي الاسرائيلي بالاضافة الى وجود لاعبين اخرين اقليميين ودوليين في هذا الصراع. مثلما تعقد الصراع مع امتلاكه طابع ديني ليس بالمنظور العقائدي والتاريخي فحسب بل بالوقائع على الارض من حيث المواقع الدينية المقدسة أيضا.
من هنا باتت القضية الفلسطينية من اطول القضايا الدولية عمرا واكثرها تعقيدا واوسعها تاثيرا حيث تجاوزت جغرافية تاثيراتها حدود الشرق الاوسط.
ومن هنا أيضا بات مصطلح "السلام العادل" من اكثر المصطلحات تداولا في هذه القضية وفي الخطاب السياسي الدولي حتى كاد ان يكون المصطلح مرتبط حصرا القضية الفلسطينية.
واذا كان ذلك صحيح الى حد بعيد، فان السلام العادل في الشرق الاوسط هو تحدي تعيشه دول وشعوب المنطقة سواء في الوضع الداخلي لكل منها او في العلاقات فيما بينها. العراق، سوريا، لبنان وغيرها من الدول التي تعيش ازمات مفتوحة اختلطت فيها العوامل الداخلية بعوامل خارجية اقليمية ودولية هي دليل على حجم هذا التحدي واهميته لشعوب هذه الدول، وبخاصة الاقليات المستضعفة ومن بينهم المسيحيون.
ساتحدث في هذا العرض عن الحالة العراقية والتحديات التي تواجهها الاقليات العراقية بسبب الوضع الراهن والافتقار الى السلم الاهلي وانعدام دولة المواطنة المتكافئة.
فالعراق، ميسوبوتيميا، هذه المساحة من جغرافيا الكتاب المقدس حيث ولد وعاش ابراهيم ابو المؤمنين، وحيث توجه يونان في اول الكرازات خارج بني اسرائيل، وحيث ولدت فيه الكنائس من القرون الاولى وانطلقت منه الى اقاصي الشرق وآسيا، وحيث احتضنت بغداد اول حوار مسيحي اسلامي في القرن التاسع بين طيماثاوس الكبير، بطريرك كنيسة المشرق، والخليفة العباسي المهدي، يعيش في تاريخه الحديث وواقعه القائم احداثا لا تنسجم مع وجوده ودوره الحضاري التاريخي.
لتكملة القراءة:
https://etota.net/articles-books/articles/justpeace/

الخوري عمانوئيل يوخنا
كارلسروه – المانيا
2 أيلول 2022


16
بدعوة مشكورة من مجلس الكنائس العالمي شاركت في اعمال اجتماع الهيئة العمومية للمجلس في مدينة كارلسروه – المانيا (30 آب – 9 أيلول 2022)، حيث يتضمن البرنامج انشطة وجلسات حوارية مختلفة تغطي اعمال واهتمامات المجلس.
كنت احد المتحدثين في احدى جلسات الحوار والتي موضوعها هو: (نحو سلام عادل في الشرق الأوسط).
شارك في الجلسات الاب أشرف طنوس من فلسطين، الدكتورة ماريانا عازر من مصر.
وادارها الدكتور عودة قواس (الأردن) مع السيد رازق سرياني (سوريا) مقررا للجلسات.
أدناه النص العربي لمشاركتي التي القيتها بالانكليزية يوم أمس 2 أيلول 2022 بعنوان:
Just Peace Challenges in Iraq: A Christian Point of View
تحديات السلام العادل في العراق: وجهة نظر مسيحية

لا يختلف اثنان في ان ما نسميه بالشرق الاوسط تشكل بخارطته السياسية الحالية بعد الحرب الاولى وباتفاقيات صاغتها القوى الاستعمارية وبما يراعي مصالحها الاستراتيجية، وبخاصة الاقتصادية منها، دون الاخذ بنظر الاعتبار الحقائق على الارض، التاريخية منها والديموغرافية والمجتمعية. وهذا ليس في ترسيم الحدود بين الدول المستحدثة فحسب، بل وبشكل ادارة كل من هذه الدول ايضا من حيث شكل منطومة الحكم واختيار وتنصيب الحكام التي تم فرضهم من فوق (أي من الدول المستعمِرة) على دول وشعوب المنطقة.
وهكذا ولد الشرق الاوسط وتشكلت دوله الحديثة وهي تحمل عوامل تهدد السلم الاهلي الداخلي في كل منها وعدم استقرارها السياسي من جهة، مثلما حملت عوامل كافية لازمات وصراعات عبر الحدود بين دول المنطقة.
ومع تاسيس دولة اسرائيل وما نتج عنها من حروب وكوارث انسانية ما زالت مستمرة ومن دون مؤشرات على حل مستديم قابل للتحقق في المديات المنظورة وبما يضمن حقوق الجميع ويحقق السلام العادل المستديم، فان ازمات دول الشرق الاوسط توسعت وتعمقت من حيث ان الصراع لم ينحصر على انه صراع فلسطيني – اسرائيلي بل صراع بات يسمى بالصراع العربي الاسرائيلي بالاضافة الى وجود لاعبين اخرين اقليميين ودوليين في هذا الصراع. مثلما تعقد الصراع مع امتلاكه طابع ديني ليس بالمنظور العقائدي والتاريخي فحسب بل بالوقائع على الارض من حيث المواقع الدينية المقدسة أيضا.
من هنا باتت القضية الفلسطينية من اطول القضايا الدولية عمرا واكثرها تعقيدا واوسعها تاثيرا حيث تجاوزت جغرافية تاثيراتها حدود الشرق الاوسط.
ومن هنا أيضا بات مصطلح "السلام العادل" من اكثر المصطلحات تداولا في هذه القضية وفي الخطاب السياسي الدولي حتى كاد ان يكون المصطلح مرتبط حصرا القضية الفلسطينية.
واذا كان ذلك صحيح الى حد بعيد، فان السلام العادل في الشرق الاوسط هو تحدي تعيشه دول وشعوب المنطقة سواء في الوضع الداخلي لكل منها او في العلاقات فيما بينها. العراق، سوريا، لبنان وغيرها من الدول التي تعيش ازمات مفتوحة اختلطت فيها العوامل الداخلية بعوامل خارجية اقليمية ودولية هي دليل على حجم هذا التحدي واهميته لشعوب هذه الدول، وبخاصة الاقليات المستضعفة ومن بينهم المسيحيون.
ساتحدث في هذا العرض عن الحالة العراقية والتحديات التي تواجهها الاقليات العراقية بسبب الوضع الراهن والافتقار الى السلم الاهلي وانعدام دولة المواطنة المتكافئة.
فالعراق، ميسوبوتيميا، هذه المساحة من جغرافيا الكتاب المقدس حيث ولد وعاش ابراهيم ابو المؤمنين، وحيث توجه يونان في اول الكرازات خارج بني اسرائيل، وحيث ولدت فيه الكنائس من القرون الاولى وانطلقت منه الى اقاصي الشرق وآسيا، وحيث احتضنت بغداد اول حوار مسيحي اسلامي في القرن التاسع بين طيماثاوس الكبير، بطريرك كنيسة المشرق، والخليفة العباسي المهدي، يعيش في تاريخه الحديث وواقعه القائم احداثا لا تنسجم مع وجوده ودوره الحضاري التاريخي.
لتكملة القراءة:
https://etota.net/articles-books/articles/justpeace/

الخوري عمانوئيل يوخنا
كارلسروه – المانيا
2 أيلول 2022


17
بدعوة مشكورة من منظمة زاكروس لحقوق الانسان، ومقرها جنيف – سويسرا، شاركت في المؤتمر الذي نظمته المنظمة في مقر الأمم المتحدة في جنيف بعنوان:
"السلام والتعايش تحت الدستور العراقي" (Peace and Coexistence under Iraqi Constitution)
وذلك في يوم الجمعة 16 تموز 2022.
أدناه النص العربي للورقة التي قدمتها للمؤتمر:

السيد رئيس الجلسة
السيدات والسادة
الكلدان السريان الآشوريون في العراق وجميعهم مسيحيون (ساشير اليهم اختصارا بالسريان) هم من الشعوب التي عاشت في ميسوبوتاميا التاريخية التي يشكل عراق اليوم جزءا منها. فكل المهتمين والباحثين يعرفون مهد الحضارة في سومر واشور، ويعرفون نينوى ومكتبة اشور بانيبال، وبابل وبوابة عشتار.
هذا فيما قبل المسيحية.
أما ما بعد المسيحية فان الكنائس السريانية المشرقية تعود نشاتها الى القرون المسيحية الاولى في المنطقة ولتمتد شرقا الى الصين ومنغوليا. واسهاماتهم في العلوم والاداب والفلسفة وكونهم جسرا علميا ربط الشرق بالغرب هي معروفة وموثقة في الجامعات والمراكز البحثية عبر العالم، إلا في وطنهم، أكرر إلا في وطنهم، حيث هذا الوجود والدور التاريخي الطويل والمثمر مغيب في مناهج التربية والتعليم في المدارس والجامعات العراقية وبالتالي مغيب عن الذاكرة العراقية الجمعية. وهذا التغييب والاجتثاث الممنهج والمتعمد للسريان المسيحيون وكذلك الايزيدية كان البيئة التي وفرت البيئة لداعش في محاولة اجتثثاهم الفيزياوي.

اقول ان السريان، كما بقية الشعب العراقي بتنوعه الأثني والديني، تأملوا بمستقبل زاهر سينفتح امامهم مع التحرر من النظام البعثفاشي الذي استهدفهم واستهدف وجودهم وهويتهم بشكل ممنهج من خلال سياسات التعريب والتغيير الديموغرافي والتهميش والتمييز، بالاضافة الى معاناتهم مع جميع العراقيين من حروب النظام المدمرة والمستمرة.
الا ان ذلك لم يتحقق. فما بعد 2003 لم يكن افضل للاقليات العراقية مما كان قبله.
وليكون عرضنا محددا بموضوع المؤتمر، نقول ان الدستور العراقي الحالي وما ترتب ويترتب عليه من تشريعات وقوانين لم يمنحهم المواطنة المتكافئة والعدالة المتساوية كعراقيين ينتمون الى العراق بالأمس واليوم وغدا.
اختصارا للوقت، ولتلافي تكرار ما قيل ويقال في هكذا مؤتمرات وليس لها متابعات فاني لن اشير الى حقيقة كون الدستور العراقي اسلاميا شرعن القاعدة الدستورية لاعتماد الشريعة الاسلامية اساسا يسمو على شرعة حقوق الانسان وبما فتح الطريق الى اسلمة الحياة اليومية في العراق القضائية منها والتعليمية والاعلامية والاقتصادية والمجتمعية وغيرها.
ولكني اود الاضافة بان الدستور فشل في رفع التهميش الحاصل بحقهم حين اغفل في ديباجته، على سبيل المثال لا الحصر، ايرادهم باسماءهم كمجتمعات مكونة للعراق حيث اقتصرت على ايراد العرب والكورد والتركمان.
كما اغفلت الديباجة الاشارة الى اول جريمة ابادة جماعية في العراق المعاصر، مذبحة سميل 1933، التي، مع مذابح الارمن والسريان عام 1915، الهمت رافائيل ليمكن (Raphael Lemkin) لاستخدام مصطلح الجينوسايد.
كما ان الدستور اغفل الاشارة في مواده ذات العلاقة الى جميع الاقليات القومية منها والدينية حيث اقتصر على عدد منها مما رسخ لديها الشعور بالتهميش والتمييز.

هذا لا يلغي حقيقة ان الدستور تضمن العديد من المواد الايجابية نحو الاقليات.
ولكنها دون ذات جدوى ما لم تجد طريقها الى التطبيق، فعلى سبيل المثال لا الحصر:
المادة الرابعة عن اعتماد التركمانية والسريانية لغة رسمية في مناطقهم، ولكنه لا يتم تخصيص موارد مالية وبشرية ومؤسساتية للاهتمام بهذه اللغات ورعايتها لترقى الى متطلبات اللغة الرسمية.
والمادة 12 تنص ان العلم العراقي يجب ان يرمز الى مكونات الشعب العراقي. ولكن العلم المعتمد هو علم عروبي اسلامي يعكس التمييز والاقصاء بحق الاقليات حيث يلغي وجودها وتاريخها ودورها، فهو يختصر تاريخ العراق الطويل بانه إبتدأ مع تعريب وأسلمة العراق، وكأن العراق كان صحراء قاحلة حضاريا وعمرانيا الى يوم تعريبه وأسلمته.
والمادة 125 عن الادارات المحلية التي تضمن مختلف الحقوق للاقليات التركمانية والاشورية وتدعو لتنظيم ذلك بقانون، ولكن القانون لم يتم وضعه الى اليوم.
وغيرها من الامثلة.
من هنا اقول ان الدستور العراقي وما بني عليه من تشريعات وممارسات لم يمنح السلام والثقة بالمستقبل للسريان وبقية الاقليات، مثلما لم يؤسس اسسا سليمة للعيش المشترك المبني على العدالة والمساواة في الكرامة والمواطنة بعيدا عن الذمية، مما يجعل وجود السريان الكلدان الاشوريين في العراق مهددا تهديدا حقيقيا نتلمسه في نزيف ترك الوطن التاريخي والبحث عن اوطان بديلة.
انه جرس انذار فهل نحن مستمعون اليه؟


بعض التوصيات والمعالجات (بسبب ضيق الوقت المحدد للحديث):
1.   مراجعة ديباجة ومواد الدستور بما يزيل التهميش والتمييز بين المكونات العراقية الدينية والاثنية ويحقق لهم جميعا المواطنة المتساوية، فالكرامة الانسانية لا مفاضلة فيها بسبب العرق والدين واللغة والعدد.
2.   مراجعة وتعديل والغاء التشريعات والقوانين التي تعكس أيضا التمييز والتهميش، وعلى سبيل المثال لا الحصر اسلمة القاصرين.
3.   مراجعة المناهج المدرسية وازالة ما تتضمنه من اساءات وتشويه واقصاء والغاء بحق الاقليات، واعادة بناءها للتعريف الايجابي بالاقليات العراقية وبدورها الانساني والحضاري والوطني.
وينطبق ذلك أيضا على الخطاب السياسي والديني.
4.   اصدار تشريعات وتطبيق ممارسات تخلق فضاء مجتمعيا يتعرف ويعترف بالاقليات ويحترمها ويعتبرها قيمة وطنية. مثلا: اعتبار اعيادهم اعيادا وطنية، ابرازهم في الفضاء العام، الخ.
5.   الاستفادة من تجربة اقليم كوردستان والبناء عليها وتطويرها من حيث اصدار قانون خاص بحقوق الاقليات وصولا الى تشكيل هيئة وطنية خاصة بشؤونهم وتوفير الموارد المالية والبشرية والمؤسساتية لها. فحصر شؤون الأقليات بوزارة الاوقاف والشؤون الدينية هو انتقاص من هوية هذه الاقليات من خلال حصرها بهوية دينية فقط، بينما هويتهم، السريان مثالا، هي هوية قومية لغوية ثقافية  أيضا.

وشكرا لحسن استماعكم


الخوري عمانوئيل يوخنا
جنيف 15 تموز 2022
انتهى النص

ملاحظات عن المؤتمر:
1.   شارك في جلسات المؤتمر متحدثون رسميون من حكومة اقليم كوردستان بشخص المستشارين في رئاسة الأقليم  السيدين جعفر ئيمنكي ونوزاد هادي. كما شاركت السيدة منى ياقو بصفتها رئيسة المفوضية المستقلة لحقوق الانسان في الأقليم بالاضافة الى عدد كبير فاق 12 متحدثا من الطيف العراقي المتنوع قوميا ودينيا وثقافيا.
2.   من جانب الحكومة العراقية حضر الجلسات ممثل عن السفارة العراقية دون ان يتحدث في الجلسات، في حين اعتذر عن الحضور بداعي الاصابة بالكورونا السيد عبدالكريم هاشم مصطفى ممثل العراق الدائم في مقر الامم المتحدة بجنيف.
3.   رغم توجيه المنظمين الدعوة لعدد كبير من ممثلي الهيئات الدبلوماسية واعضاء البرلمان السويسري الا انه لم يشارك ايا منهم في المؤتمر مما يؤشر على ضعف العلاقات العامة للمنظمين.
4.   وهذا جعل المؤتمر اشبه بجلسات حوار داخلية عراقية بين المتحدثين كان يمكن تنظيمها في العراق ولم يكن يتطلب عناء التنظيم والسفر الى جنيف.
5.   رغم كون عنوان المؤتمر محدد بالدستور العراقي، الا ان العديد من المتحدثين لم يلتزموا عنوان المؤتمر حيث تطرقوا الى محاور اخرى. كما ان العديد من الاوراق او المداخلات كانت عرضا سرديا لمواضيع اخرى.
6.   كانت ادارة مدير جلسات المؤتمر، الدكتور ليوناردو رودريغوز، ضعيفة من حيث قيادة الجلسات والزام المتحدثين بالوقت المخصص، او الزام المعقبين بان تكون تعقيباتهم محددة ومتعلقة بالموضوع حيث كان بين المعقبين من قدم كلمات وعروض مطولة لا علاقة لها بموضوع المؤتمر من الاساس.
7.   لم يتم منح وقت كافي للمناقشات بسبب ضعف ادارة مدير الجلسات.
8.   لم يكن هناك لجنة او شخص لتدوين الملاحظات وتقدينها للخروج بتوصيات.
باختصار: كان مؤتمرا ضعيفا في الشكل والمضمون.



18
وحدة كنيسة المشرق: فرح يتبدد وجرح يتجدد
(خاطرة عابرة)

أما وقد اعتمدت مرجعيات كنيسة المشرق الاشورية الاسلوب الاستعراضي الشعبوي عوض المهني المؤسساتي في اطلاقها مسار تحقيق وحدة كنيسة المشرق بشطريها،
أما وقد اثبتت هذه المرجعيات عدم تفريقها بين "توحيد كنيسة" و"ضم كنيسة"،
أما وقد برهنت هذه المرجعيات عدم استيعابها او عدم استعدادها للتنازل عن جزئية\ات تفصيلية لتحقيق الهدف-الحلم،
فانها تكون قد اثبتت انها لم تلتزم يقينياً العمل للوحدة،
او أنها لا تملك قراراً واحداً موَحَداً بالسعي للوحدة،
أو انها، في أحسن الأحوال، لم تعرف كيف تحقق الوحدة.
شخصيا،
أعتقد ان ضعف كنيسة المشرق الاشورية في موضوع الوحدة يكمن في "قوتها" النسبية بالمقارنة مع الكنيسة الشرقية القديمة،
وقوة الكنيسة الشرقية القديمة في موضوع الوحدة يكمن في "ضعفها" النسبي.


والآن،
هل للحالمين بالوحدة من ابناء الكنيستين ان يتوقعوا قراراً يصنع التاريخ وقراراً مسؤولاً ومخلصاً من هنا او هناك لاستعادة فرصة توحيد الكنيسة، وهي فرصة لم يسبق وجودها سابقاً ولن يتكرر توفرها لاحقاً؟
هل يتوقع الحالمون من ابناء الكنيستين ان تبادر كنيسة المشرق الاشورية بالتخلي عن جزئيات وصغائر الامور في سبيل تحقيق الحلم الكبير؟
وهل يتوقع الحالمون من ابناء الكنيستين ان تبادر الكنيسة الشرقية القديمة باعطاء فرصة أوسع ووقت اطول لتحقيق الحلم قبل الرسامة المرتقبة للبطريرك المنتخب، خاصة وانها اثبتت شفافية مع الشعب واحتراما له في عرضها للامور في الفضاء العام عن هذا الشأن العام؟
أم ان على الحالمين أن يدركوا أنهم واهمين؟
وعندها يصح القول:
باعوا وهم الوحدة لشعب مسكين صدقهم واشتراه على انه حلم يتم تحقيقه.
ليعودوا انفسهم ويقتلونه
ليستيقظ الشعب ويدرك أن ما اشتراه لم يكن إلا وهم تم تسويقه.

وشخصيا،
ومنذ الاعلان الشعبوي عن اطلاق مسار التوحيد توقعت نهايته وكنت صريحا مع كل من سالني رأيي فيه او حاورني به.
لذلك لم استغرب عدم تحقيق الحلم بل كنت ساستغرب لو تحقق الحلم.
فالتعامل الشعبوي مع كل القضايا وفي كل الازمنة والامكنة والمجتمعات لم ولن يحقق اهدافا تتطلب الاداء المؤسساتي.
وللاسف نحن، شعب وكنائس و"مؤسسات" كنا وما زلنا أبعد ما نكون عن المؤسساتية.
نكرر التجارب ذاتها ونتوقع نتائج مختلفة ناسين او متناسين نصيحة آينشتاين المشهورة.

ملاحظة:
هذا رأي شخصي في قضية رأي عام، وهو حق تصونه كل الاعراف والسياقات. وربما سيكون لنا عودة اكثر تفصيلا عن الموضوع.
في عام 2000 نشرت كتيبا مطبوعا بعنوان (كنيسة المشرق الموحدة: أمل قريب، أم حلم بعيد).
والان اعدت نشره الكترونيا على موقعي الشخصي، ويمكن للراغبين بقراءته النقر على الرابط أدناه:
http://etota.net/articles-books/books/church_unity_book/


الخوري عمانوئيل يوخنا
القاهرة، خان الخليلي، قهوة نجيب محفوظ*
15 حزيرن 2022


* أكملت الخاطرة هناك حيث كنت مشاركا في مؤتمر عن حرية الدين والمعتقد في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وأجلت نشرها في حينه

أتمنى على الزملاء الأحبة في ادارة موقع عنكاوة حذف التعقيبات التي ينشرها ملثمون باسماء مستعارة. فكيف يمكن الوثوق برأي لا يثق صاحبه بنفسه فيدخل ويخرج وينشر ويعقب ملثما متخفيا.

19
قريبا..
شيكاغو.. أيار 2022
بين الشعبوية السائدة والمؤسساتية المفقودة


مع الاعلان عن اطلاق حوار بغاية توحيد كنيسة المشرق بشقيها كنيسة المشرق "الاشورية" وكنيسة المشرق "القديمة" كنت قد كتبت مقالا بالعنوان اعلاه ولكني قررت عدم نشره في الفضاء العام لكي لا يعتبر بصيغة او باخرى على انه تشويش على الحوار، وقررت التريث في نشره الى انتهاء الحوار خاصة وان صيغته المكتوبة حينها لم تكن تتطرق الى تفاصيل نقاط الحوار.
وخاصة لاني ومنذ تشرين الاول 2021 قررت والتزمت الانسحاب من المشهد القومي والكنسي واوقفت صفحتي على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع انتهاء جلسات الحوار الحالية (ربما يتم استئنافها لاحقا)، ومع المعلومات والتوضيحات التي قدمها نيافة الاسقف مار كيوركيس يونان، أمين سر المجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق "القديمة"، والتي تميزت بشفافية لم نعهدها وبعرض تفصيلي وسلس وبما يستحق نيافته منا كل الشكر والتقدير، فان المقال-الموضوع تطلب اضافات انجزتها عليه، ولكن ولضمان تغطيتي للموضوع بمختلف جوانبه وبما اراه من وجهة نظري الشخصية، فاني فضلت التريث لعدة ايام قادمة حيث ربما تقوم كنيسة المشرق "الاشورية" باعلان توضيح او معلومات متعلقة بالحوار، فمن حق مؤمنيها ان يستمعوا منها خاصة وانها اختارت في حينه الاعلان عن انطلاق الحوار وبهدفه المعلن: توحيد الكنيسة، وبالتالي فانه من واجبها ان تعلن لابناءها رايها او موقفها عن ما آلت اليه جلسات الحوار السابقة.
محبتي وتقديري

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 31 أيار 2022
[/b]

20
قريبا..
شيكاغو.. أيار 2022
بين الشعبوية السائدة والمؤسساتية المفقودة


مع الاعلان عن اطلاق حوار بغاية توحيد كنيسة المشرق بشقيها كنيسة المشرق "الاشورية" وكنيسة المشرق "القديمة" كنت قد كتبت مقالا بالعنوان اعلاه ولكني قررت عدم نشره في الفضاء العام لكي لا يعتبر بصيغة او باخرى على انه تشويش على الحوار، وقررت التريث في نشره الى انتهاء الحوار خاصة وان صيغته المكتوبة حينها لم تكن تتطرق الى تفاصيل نقاط الحوار.
وخاصة لاني ومنذ تشرين الاول 2021 قررت والتزمت الانسحاب من المشهد القومي والكنسي واوقفت صفحتي على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع انتهاء جلسات الحوار الحالية (ربما يتم استئنافها لاحقا)، ومع المعلومات والتوضيحات التي قدمها نيافة الاسقف مار كيوركيس يونان، أمين سر المجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق "القديمة"، والتي تميزت بشفافية لم نعهدها وبعرض تفصيلي وسلس وبما يستحق نيافته منا كل الشكر والتقدير، فان المقال-الموضوع تطلب اضافات انجزتها عليه، ولكن ولضمان تغطيتي للموضوع بمختلف جوانبه وبما اراه من وجهة نظري الشخصية، فاني فضلت التريث لعدة ايام قادمة حيث ربما تقوم كنيسة المشرق "الاشورية" باعلان توضيح او معلومات متعلقة بالحوار، فمن حق مؤمنيها ان يستمعوا منها خاصة وانها اختارت في حينه الاعلان عن انطلاق الحوار وبهدفه المعلن: توحيد الكنيسة، وبالتالي فانه من واجبها ان تعلن لابناءها رايها او موقفها عن ما آلت اليه جلسات الحوار السابقة.
محبتي وتقديري

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 31 أيار 2022
[/b]

21
رسالة محبة مفتوحة الى غبطة أبينا البطريرك مار لويس ساكو
بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية

سلام في الرب يسوع المسيح ودعاء اليه ان يكون معكم وحافظكم بنعمته اللامتناهية
ومن بعد تقبيل يمينكم اقول بارخمار،

لست اتوجه بهذه الرسالة لفتح ملف او قضية مغلقة، بل، العكس تماما، اكتبها سعياً صادقاً مني لغلق شأن ما زال مفتوحاً، وللاسف، ذلك هو تقويلكم لي ما لم أقله.
مما يتطلب التوضيح وبعكسه سوف يعتبر قراء اليوم والغد ان تقويلكم لي كان صحيحاً وأن ظلمكم لي كان عادلاً.
وقد تريثت في كتابتها لاني لا اتسرع الاجابة بل اتريث فيها، فالانفعال والتسرع يوقع صاحبه في الاخطاء.

بعد الوعظة-الاساءة التي تحدث بها غبطتكم في قداس 20 تشرين الاول واساءتكم الى الكتاب المقدس والقربان المقدس والكنيسة الكلدانية اولا وبقية الكنائس الشقيقة، واحداها كنيسة المشرق، كتب العديدون وتداول الكثيرون مقالات وتعقيبات على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية عن هذه الاساءة، خاصة وانها جاءت من غبطتكم وفي مشهد زماني ومكاني مقدس اولا، ولانكم لم تتراجعوا وتعتذروا عن الاساءة ثانيا، بل على العكس اصريتم، وما زلتم، على انكم لم تسيئوا إلى أي أحد، بل واثرتم قنابل دخانية للتعتيم على الاساءة وتحريف البوصلة باتجاه غير مسؤول من خلال شد العصب الطائفي.
شخصيا كنت احد الذين كتبوا ملاحظاتهم عن الوعظة-الاساءة في مقال من ثلاثة اجزاء تضمن وبكلمات وعبارات تليق بالحوار المتمدن ما وجدته جديرا بالكتابة.
إلا انني صدمت وانا اقرا ردكم في 27 تشرين الاول على رسالة الاسقف مار عوديشو اوراهام حيث لم تكتفوا بحشري في ردكم من غير داع، بل قمتم ظلماً بتقويلي ما لم اقله، بالاضافة الى ملاحظات اخرى سآتي عليها تباعا في هذه الرسالة التي وان جاءت طويلة بعض الشيء فان لطولها اسبابه ومبرراته خاصة واننا لا نكتب لانفسنا فحسب بل لجميع جيل اليوم وجيل الغد ايضا فالاحداث تحفظ حقائقها بتوثيقها بغض النظر عن الاشخاص والمواقع.
أدناه اقتباس حرفي من ردكم على نيافة الاسقف مار عوديشو:
(من المؤسف ان  العديد من الاشوريين أساءوا الي  والى الكنيسة الكلدانية بشتائم من دون أن يتحققوا مما قلتُه.  هذه ليست أخلاق المسيحيين. لقد كتب القس عمانوئيل يوخنا، الذي تمويل جمعيته Kapni من الكنيستين اللكاثوليكية والبروتستناتية  اني حاقدٌ على الكنيسة الاشورية، لا أعلم على ماذا احسدها  أواضمر لها الحقد.) انتهى الاقتباس

أبتي الجليل..
أقول
اولا: ان ما كتبته من ملاحظات على الوعظة-الاساءة التي تحدثتم بها ما زال وسيبقى منشورا على موقعي (www.etota.net) وعلى صفحتي في الفيسبوك.
اني ادعوكم ان تفحصوا وتبحثوا في كل موقعي مقالاً مقالاً، مقطعاً مقطعاً، جملة جملة، كلمة كلمة، بل وحرفاً حرفاً واذا وجدتم فيها اني قلت او اتهمت غبطتكم بالحقد على الكنيسة الاشورية فاني لن اعتذر في العلن وبالكلام الصريح فحسب  (فانا امتلك ثقافة الاعتذار ولست مكابراً معانداً) بل وسأصوم كما ابائي اهل نينوى تائبا طالبا الغفران.
أما اذا لم تجدوا، فحينها تكونون قد ظلمتموني بتقويلكم إياي ما لم اقله، واتوقع منكم تصحيح الامر ورفع الظلم بالطريقة التي تختارون، فطرائق ذلك متعددة.

ثانيا: ياتي حشركم وذكركم لي بعد اشارة منكم الى ردود لا اخلاقية للبعض، وكأن قلمكم يقول ضمنيا ان ما كتبه الخوري عمانوئيل يوخنا هو مثال على هذه الردود التي ليست اخلاق مسيحية.
عودوا الى الثلاثة اجزاء من مقالي لتجدوا اني وفي اكثر من مرة كررت واكدت استنكاري باقسى العبارات لردود الفعل غير اللائقة التي عقب بها العديدون من مختلف الكنائس على الاساءة التي اطلقها غبطتكم بحق الكتاب المقدس. واكرر هنا ايضا بالقول والكلام الصريح اني استنكر باقسى العبارات الكلمات غير اللائقة التي استخدمها العديد في ردود الافعال على اساءة غبطتكم في وعظتكم.

ثالثا: من المؤسف انكم في ردكم تعملون على شد الوتر الطائفي والكنسي في تعاملكم مع الحدث، فعوض امتلاك الحكمة والجراة للاعتذار عن الاساءة الموجهة من غبطتكم للكتاب المقدس، القربان المقدس، الكنيسة الكلدانية وبقية الكنائس، فانكم تستنهضون الهمم الطائفية وتشدون العصب الطائفي وكأن لسان حال غبطتكم يقول ضمنيا:
(يا كلدان العالم استنهضوا الهمم واحموا بطريرككم من اساءات الاشوريين الذين يتحدثون عنه بلغة الشوارع (مصطلح استخدمه غبطتكم في احدى وعظاته على المنبر المقدس)).
سيدي الجليل.. بين الاشوريين كما بين الكلدان وكما بين السريان وكما بين كل المجتمعات اناس مختلفوا الثقافات والوعي واساليب التعبير.. وليس من الحكمة والمسؤولية توتير العصب الطائفي بين ابناء الشعب الواحد بسبب تصرفات البعض على هذه الضفة او تلك.

رابعا: وفي هذا السياق فاني وبكل فخر واعتزاز اقول: أبتاه، اني اكثر كلدانية منكم.

•   فانا لا استضعف الكلدان ولا افصلهم عن السريان والاشوريين بل اعتبرهم واحدا.
فانا القائل: سرياني أنا.. كلداني أنا.. آشوري أنا.. هل يمكن لغبطتكم قولها أيضا؟
وأنا المتساءل: ما الذي يجعل اخوتي الكهنة الكلدان كلدانا وانا لست؟ وما زلت بانتظار الاجابة.
•   وانا لا افرط واستخف بلغة السورث، اللغة الأم للكلدان، بل قضيت عمري اتعلمها واعلمها منذ نعومة اظفاري، واقمت عشرات الدورات لتعليمها، ويشرفني اني ساهمت مع الاب شليمون ايشو في وضع اول قاموس عربي-سرياني (قاموس زهريرا) من 1200 صفحة تضم اكثر من ثلاثة وثلاثون الف مفردة لغوية.
•   هل يحق لي ان اسأل سؤالا استيضاحيا بسيطا من غبطتكم عن كم من المقالات والرسائل كتبتكم بالسورث؟ ومتى كان اخرها؟ طبعا من حقكم عدم الاجابة التي هي بذاتها اجابة.
عشرات المقالات كتبت وما ازال بالسورث، وكل رسائلي الى الكنيسة والى العديدين هي بالسورث.
•   وانا لا احصر ملافنة الكلدان بتوما اودو واوجين منا وادي شير فحسب، بل اضيف اليهم نعوم فائق وفريد نزها ويوحنا الدولباني وعبدالمسيح قرباشي واشور خربوط ويوسف قليتا وفريدون اتورايا وغيرهم، فجميعهم هم ملافنة شعبي الواحد.
•   وانا ادعم تاسيس وتطوير المؤسسات الكلدانية السياسية والثقافية والاجتماعية دون ان اسعى لوضعهم تحت جبتي.
•   وانا ادعو العوائل الكلدانية الى تسمية مواليدهم واطفالهم باسماء كلدانية، عشتار وتموز وبابل وغيرها، وقد وضعت كتابا يضم 1760 اسما للاطفال مشتقا من السورث.
•   وانا من يستذكر السيفو ويلتزم الوفاء لضحاياها، وبينهم الكلدان، ويدعو، مع كل الداعين من كنائس (وبينهم قداسة البابا) ومؤسسات وحكومات وبرلمانات، الى تحميل تركيا المسؤولية القانونية والاخلاقية لها، ولا ادعو لطي صفحتها دون مسائلة وتحمل المسؤولية عنها.
•   وانا من دعا ويدعو الى فتح ابواب المؤسسات الكلدانية، الرابطة الكلدانية مثلا، للكلدان الشيعة (كما اسماهم غبطتكم) من الناصرية.
•   وانا احد الداعين، بين الكثيرين، الى الاعتراف الدستوري بالهوية القومية لشعبنا وعدم حصرها بالهوية المسيحية
•   وغير ذلك الكثير

خامسا: تتسائلون بعد تقويلكم لي بان غبطتكم حاقد على الكنيسة الاشورية: (لا أعلم على ماذا احسدها  أواضمر لها الحقد؟.)
جميع من يعرفني يعرف اني اتعامل مع الامور دائما بايجابية وافترض حسن النية عند المقابل حتى عندما يكون ما بين السطور واضحا.
من هنا، فبالاضافة لما سبق لي تاكيده اني لم اتهمكم بالحقد على الكنيسة الاشورية (وجميع الكنائس) فاني بالتاكيد اصدق وأثق ان غبطتكم ابينا الجليل لا تحقدون على الكنيسة الاشورية ولن اقرا ما بين الاسطر او اقوم بتأويل الصياغات وهيكليتها.
ولذلك جوابي ادناه عن تساءلكم: (لا أعلم على ماذا احسدها  أواضمر لها الحقد؟.) ليس موجها اليكم بل لمن يعتقد فعلا انه ليس لكنيسة المشرق ما تستحق الحسد عليه.
فاقول، ان لكنيسة المشرق لها الكثير الكثير مما قد يجلب عليها "حسد الحاسدين":
•   فهي من اولى الكنائس الرسولية المشرقية وهي الكنيسة الأم للكنيسة الكلدانية.
•   وهي من حملت البشارة الى التبت والصين ومنغوليا واقاصي الشرق.
•   وهي التي كانت في عصرها الذهبي من اكبر الكنائس من حيث الجغرافيا والابرشيات والمؤمنين.
•   وهي اول من قامت بما يمكن تسميته بلغة اليوم بالحوار المسيحي الاسلامي حيث كان حوار بطريركها طيماثاوس الكبير مع الخليفة العباسي المهدي بين اوائل هذه الحوارات.
•   وفي المستوى المسكوني ايضا، فهي من اولى الكنائس التي فتحت ما يمكن تسميته اليوم حوارا مسكونيا بينها وبين الكنيسة الرومانية من خلال رسولها الى روما ربان صوما.
•   وهي الكنيسة-الجسر بين الشرق والغرب كما شقيقتها الكنيسة السريانية الارثوذكسية.
•   وهي الكنيسة الوحيدة التي لم تعش يوما تحت حكم سياسي مسيحي ولكنها بقيت وفية لايمانها وثابتة فيه.
•   وهي الكنيسة، كما الكنيسة السريانية الشقيقة، التي تمتلك ما لا تمتلكه الكثير من الكنائس من تراث لاهوتي وادبي وطقسي غني بروحانيته بليغ في لغته رائع في تعابيره ورمزياته المستوحاة من الكتاب المقدس وبالهام الروح القدس والتي شبهتموها وبشكل صادم بانها حديقة حيوانات..
•   وهي الكنيسة التي كانت وما زالت وستبقى امينة على هويتها الثقافية واللغوية والتزمت وما زالت وستبقى اللغة السريانية لغة رسمية لها وحمت نفسها من التعريب والتغريب.
•   واليوم ايضا هي الكنيسة التي تتعامل بكرامة وشخصية معنوية متساوية مع شقيقاتها الكنائس الرسولية ومن بينها الكنيسة الكاثوليكية الرومانية حيث التاسيس لعلاقة متميزة تتسم بمساواة في الكرامة والشخصية المعنوية بعيدا عن "الوصاية" (مصطلح استخدمه غبطتكم)

سادسا: مرة اخرى اجد في ردكم حشرا لا مبرر له. حيث توردون اسم منظمة كابني وتمويلها في موضوع لا يخصها لا من قريب او بعيد. فانا في كل مقالاتي لا اكتب باسم المنظمة ولا اتحدث عنها، بل وفي صفحتى على الفيسبوك لم اذكر اني اعمل في منظمة (كابني) فانا امتلك الحد الادنى من الحكمة لافصل بين الشخصي والمؤسساتي.
•   اسم المنظمة هو (CAPNI) وليس (Kapni) وهو مختصر (Christian Aid Program – Nohadra - Iraq) والمؤسسة في نوهدرا – دهوك منذ 1993، ويشرفني اني كنت احد مؤسسيها مع زملاء اخرون، بعضهم فارقنا للحياة الابدية وبعضهم ما زال معنا او هاجر البلد ونتمنى لهم الخير والنجاح والعمر المديد والعطاء الكبير.
•   انها ليست "جمعيتي" كما يقول غبطتكم.
فهي منظمة مسجلة بحسب التعليمات النافذة ووفق نظامها الداخلي المصادق عليه من الدوائر المعنية، ولها مجلس ادارة من متطوعين منتخبين، ولها موظفون تنفيذيون. واذا كنت انا اليوم مديرها التنفيذي وفق عقد عمل فقد سبقني في هذا المنصب المرحوم بطرس اسخريا عضو برلمان اقليم كردستان، وهو ابن الكنيسة الكلدانية، الذي تطوع لسنوات لادارة المنظمة، وليستلم المهمة من بعده الطيب الذكر الاخ سركون سليم القس، وهو من عائلة المطران ربان القس، وهو مهاجر حاليا الى كندا ونتمنى له ولعائلته الكريمة الخير والتوفيق.
•   لست افهم اشارتكم الى ان تمويل المنظمة هو من كنائس بروتستانتية وكاثوليكية.
نعم سيدنا الجليل.. تمويل المنظمة هو من كنائس ومنظمات بروتستانتية وكاثوليكية، بل وعلمانية وحكومية أيضا. ونحن نثمن عاليا ونرفع لهم القبعة احتراما وتثمينا لالتزامهم تقديم الدعم الانساني للمجتمعات المستضعفة والمحتاجين في العراق وبقية مناطق الازمات. انهم شهود على المسيحية وقيمها.
ونحن فخورون بان منظمة كابني تم اعتمادها من قبلهم لاهليتها لايصال دعمهم الى حيث يجب ان يصل.
اين الغضاضة في ذلك؟ وما الذي يزعجكم في ذلك؟ وما مبرر حشر ذلك في الموضوع اساسا؟
•   اما اذا كنتم تلمحون ضمنيا باشارتكم الى المنظمات الكاثوليكية بان هناك ثمنا يجب دفعه من حيث ابداء الراي فيما يقوله البطريرك الكلداني الكاثوليكي، فمعذرة سيدي فان هذه المؤسسات المانحة، البروتستانتية والكاثوليكية وغيرها، اسمى من ان تتوقع او تطلب ثمنا لرسالتها الانسانية.

سابعا: ومرة اخرى توردون في ردكم ما لا وجوب لايراده الا اذا كان هناك غرض لم افهمه، واتوقع  لم يفهمه اخرون غيري.
فانا استغربت يا ابينا الجليل ايراد قيامكم بارسال مبلغ 50 الف دولار الى الخابور ايام محنته وبانه دليل محبتكم لكنيسة المشرق. لا اعتقد انها اشارة موفقة، فالروح المسيحانية للعمل الانساني ولهكذا مواقف واضحة وترفض المزايدة على جراح المجروحين.
لم اكن اتوقع يوما ان اضطر لاقول هل يعلم غبطتكم وابناء شعبنا ان كنيسة المشرق كانت من بين اول الكنائس التي قدمت، ورغم امكاناتها المحدودة، مبلغ 120 الف دولار للنازحين الى عنكاوة صيف 2014، وقمت شخصيا بتامين المبلغ على وجه السرعة لحين ارساله من المرجعيات الكنسية في استراليا.
لم تقلها كنيسة المشرق يوما ولم اكن لاقولها لولا اضطراركم لي لذلك.
المواقف الانسانية تفقد انسانيتها عندما يتم المزايدة بها.

بارخمار سيدنا الجليل وابينا العزيز،
اسمحوا لي ان اورد بعض ملاحظات (لكي لا اقول نصائح) أتمنى من غبطتكم المرور عليها فربما فيها ما قد يضيف قطرة الى بحر معارفكم وتجاربكم:
   تقشفوا في الظهور الاعلامي في كل شاردة وواردة.
•   تقشفوا في متابعة كل ما يكتب هنا او هناك والرد على كل ما يقال.
•   لا تستعجلوا الردود والانفعال في التفاعل مع الامور.
•   تفادوا ارتجال الكلمات وبخاصة في الشؤون المهمة والحساسة ومن على المنابر.
•   تفادوا التحدث باللغة الشعبية الدارجة من حيث اللهجة او من حيث بعض المصطلحات التي لا تليق بالمقام.
•   تفادوا استخدام المفردات والصياغات الاستفزازية تجاه الاخرين (كنائس، مؤسسات، اشخاص).
•   لا تناقشوا الامور الخاصة في الفضاء العام (على سبيل المثال ملاحظات المجمع الشرقي على التنقيحات الطقسية شان خاص لا مبرر لنقاشه في الفضاء العام بل في المكاتب والاجتماعات الكنسية ذات العلاقة).
•   واخيرا، راجعوا اداءكم البطريركي بما يعيد ابويتكم الكنسية لمسيحيي العراق التي فقدتموها بارادتكم بسبب هذه التراكمات.


مسك ختام رسالتي هو ذات المحبة التي ابتدات بها ولازيد عليها اني اردتها رسالة محبة فالله محبة،
واني اردتها صريحة صراحة الابن مع ابيه، فانا لا يمكن لي الا ان اكون صادقا صريحا بعيدا عن التملق والمواربة مع من احترم واحب. وانتم تدركون مقدار محبتي واحترامي لكم منذ ان تعارفنا وتعاملنا مع بعضنا على مدى عقدين وفي العديد من المناسبات والمواقف متمنيا ان تتقبلها بروح ابوية.
نخطئ تماما عندما نظن اننا معصومون عن الخطأ.
من هنا كانت ثقافة كل المجتمعات متسامحة مع الاخطاء والمخطئين عندما يعودون عن خطأهم ويعتذرون عنه.
"كلفة" الاعتذار اقل بكثير من كلفة الاصرار على الخطأ.
وانا اعتذر سلفا ان كان في رسالتي ما قد تعتبرونه، او يعتبره القراء خطأ.
واتمنى ان يكون الامر كذلك من الجميع ومع الجميع، وبينهم غبطتكم الذي وبحكم موقعه ومسؤوليته نتوقع منه مثالا للاقتداء.

صلوا لأجلي..


الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 15 تشرين الثاني 2020


22
الاخوة المتحاورون
قمت طوعيا بحذف المقال لان التعقيبات لا علاقة لها به مطلقا.
الراغبون بقراءة المقال يمكنهم زيالاة موقعي الشخصي وقراءته هناك:
www.etota.net
مع التقدير

23
الاخوة المتحاورون
قمت طوعيا بحذف المقال لان التعقيبات لا علاقة لها به مطلقا.
الراغبون بقراءة المقال يمكنهم زيالاة موقعي الشخصي وقراءته هناك:
www.etota.net
مع التقدير

24
الاخوة المتحاورون
قمت طوعيا بحذف المقال لان التعقيبات لا علاقة لها به مطلقا.
الراغبون بقراءة المقال يمكنهم زيالاة موقعي الشخصي وقراءته هناك:
www.etota.net
مع التقدير

25
متابعة للدعوة بشان آثار فايدة
بداية اكرر اني لست في موقف التاييد او الرفض، التبرئة او الاتهام، لاي شخص او جهة.
ولكني فقط اود تشجيع السياق المنهجي والعمل المؤسساتي في تناول القضايا بعيدا عن الغرائزية والشعبوية والتاليب والتاجيج التي لم ولا ولن يستفيد منها شعبنا وعموم ابناء الوطن.
مع عودتي الى دهوك تواصلت مع الدكتور حسن، مدير اثار دهوك، الذي بكل رحابة صدر يوجه الدعوة لاستقبال المهتمين والمعنيين بالموضوع على فنجان قهوة وحوار محبة وشفافية ومسؤولية في متحف دهوك الساعة 12 ظهر يوم غد الخميس 27 حزيران.
نتمنى على الاخوة الحضور:
1- السيدات والسادة ممثلي شعبنا في برلمان اقليم كردستان
2- السادة ممثلي شعبنا في مجلس محافظة دهوك
3- السيد هرمز موشي
4- ممثل عن المركز الثقافي الاشوري
5- ممثل من قناة عشتار
6- ممثل عن كل قناة تلفزيونية او منبر اعلامي مهتم، وبالتاكيد موقع عنكاوة في مقدمتهم

نلتقيكم في يوم الخميس في حوار المحبة والمسؤولية ولننطلق الى مسيرة عمل منهجي لخدمة الانسان والشعب والوطن.
ملاحظة: اتمنى مشاركة المنشور ليصل الى عموم ابناء شعبنا في الوطن والمهجر كون الموضوع كما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي الاشورية بات قضية راي عام.
مع تحياتي

26
ايضاح: الرجاء لا تقولوا قداسته ما لم يقله ولا تنسبوا الينا ما لم ننسبه

الاخوة كتاب موقع عنكاوة والمتحاورين فيه وقراءه:
سبق لي، واكرر هنا ايضا، اني انقطعت عن النشر على الموقع العزيز والاغر، موقع عنكاوة، بسبب عدم وضعه الية تحمي فضاء الحوار من الملثمين واساءاتهم وتسقيطاتهم التي ينشروها دون تحمل مسؤوليتها القانونية والاخلاقية، حيث اكتفي حاليا بقراءة مختارات مما ينشر على الموقع.
واطلقت موقعا خاصا لما اكتب او انشر او اعيد نشره وهو موقع: www.etota.net
بالاضافة الى صفحتي على الفيسبوك.
ولكني وجدت نفسي الان مضطرا لكتابة هذا الايضاح بسبب ما وجدته من نشر خاطئ يقوم بتقويل قداسة الحبر الاعظم البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني، بطريرك الكنيسة السريانية الارثوذكسية، ما لم يقله، وتقويلي اني نقلت عن قداسته ما لم يقله.
فاقول:
الاقتباس الذي نقله عدد من الاخوة، الاخ اخيقار في المنبر الحر على سبيل المثال، هو جزء من مقال كتبته انا من وحي كلمة قداسته كما رايتها انا.
 هي كلماتي وليست كلمات قداسته.
ارجو من جميع الاحبة مراعاة الدقة في النقل والاقتباس.
واقترح على ادارة الموقع والاخ اخيقار الغاء موضوعه والتعقيبات عليه من المنبر الحر لانه اساسا ينطلق ومبني على نقل خاطئ. تحياتي
الرابط الى مقالي الواضح جدا هو:
http://etota.net/articles-books/articles/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D9%86%D8%A7-%D9%83%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D9%86%D8%A7-%D8%A2%D8%B4%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A3%D9%86%D8%A7/?fbclid=IwAR2Av9wdXbh1XMuCAPIEA07Ftssb3l-nuTygusCa-lZom3uxHkprG2jmkWU

27
قمت بمسح الايضاح لزوال اسبابه، خاصة مع الغاء الاخ اخيقار لمقاله. وخاصة لان الايضاح منشورايضا في صفحة اخبار شعبنا حيث لا مجال للتعقيبات التي دائما تسير نحو الحرب الاهلية للاسف. تحياتي

28
نداء حرص ومحبة الى ادارة موقع عنكاوة وكتابه الافاضل

تحية تقدير ومحبة،
لست اقول جديدا او اكتشف مجهولا اذا قلت ان موقع عنكاوة ليس فقط الموقع الرائد بين المواقع الاخبارية والحوارية لشعبنا، بل هو اكثر من ذلك بكثير.
موقع عنكاوة هو فضاء جامع لشعبنا بمختلف انتماءاته الجغرافية والمناطقية واللهجوية والمذهبية، وبالتاكيد السياسية والثقافية.
موقع عنكاوا هو المنبر الوحيد للاخذ والعطاء والتفاعل بين المخالف والمختلف من الاراء والمواقف.
انه يوفر ما يفتقر اليه شعبنا ومؤسساته.
انه نجح فيما اخفق فيه الجميع.
انه نجح بارادة واصرار فيما اخفق فيه الاخرون، ايضا بارادة واصرار.

ولكن..

برأيي المتواضع كاحد متابعي وكتاب موقع عنكاوة الموقر، اجد ان الموقع، وبخاصة في الفترة الاخيرة، باتت مساحة كبيرة من منبره الحواري توظف من قبل الكثير من الملثمين والاسماء المستعارة للاساءة الى جهات ومرجعيات ومؤسسات واشخاص.
يتم ذلك عن طريق الاستفادة من ما اعتبره ثغرة في سياقات وشروط النشر.
موقع عنكاوة يتيح النشر للاسماء المستعارة والملثمة لعرض بضاعتهم الفاسدة وتسويقها دون ان يتحملوا مسؤوليتها الاخلاقية والقانونية كونهم ملثمون.
بدات اميل للاستنتاج ان هذا الفعل يكاد يكون استهداف مخطط ومبرمج من الملثمين ومن وراءهم كوسيلة للضغط النفسي والمعنوي على الكتاب، وجميعهم افاضل يحترمون ذاتهم وعوائلهم وشعبهم، للتوقف عن النشر والكتابة والتفاعل تفاديا لاساءات الملثمين.
بمعنى اخر انه مخطط لتكميم الافواه من قبل الملثمين ومن وراءهم بسبب فشلهم في مقارعة الحجة بالحجة في حوار متحضر فيسعون الى قتل هذا الفضاء الحواري الرائد الذي اسمه موقع عنكاوة.
لاحظوا ان الكثير الكثير من الملثمين يسجلون عضويتهم وينشرون بذاءاتهم وفبركاتهم بعد دقائق من تسجيلهم ويغادرون بعدها، ليعودوا، ربما انفسهم، باسماء اخرى وتسجيل جديد اخر. وهكذا..
اني اجد هذا، بالاضافة الى ما اوردته اعلاه من غاية تكميم الافواه وفبركة الاساءات، فانه يسيء الى موقع عنكاوة.
وهذا بالتدريج، لا سمح الله، سيؤثر على سمعة الموقع.

المعالجة المقترحة:
من طرفي وبحسب رايي الشخصي، وربما هناك اخرون لهم اراء اخرى، اعتقد ان لا يسمح الموقع باي تسجيل او نشر لاي شخص ما لم يكون اسما وشخصا حقيقيا ينشر صورته الشخصية ومحل اقامته وبريده الالكتروني.
ما معنى الحوار مع مجهول؟
ما معنى راي قادم من مجهول؟
من لا يمتلك الثقة بنفسه ليكون صريحا ومعلوما لقراءه وشعبه والحوار معهم كيف يمكن ان يثق الاخرون به ويحاوروه؟
ويحاوروه عن ماذا؟ عن اساءات وبذاءات!!
طبعا، هناك من اسماء مستعارة من ينشر رزينا وسيكون ضحية.
ولكنه يمكن له تفادي ذلك ايضا بالنشر باسمه الصريح. ما المانع من ذلك؟
لا تقولوا لي اسباب امنية!!!
وطبعا انا لا اقول منع الكتاب المسيئين ولكنهم اشخاص حقيقيين معروفي الاسماء والصورة والمحل وغيرها.
هؤلاء باساءاتهم انما يسيئون الى نفسهم والى من ينتمون.
واذا كانت كتابتهم ليست رايا حواريا وانما اساءات شخصية او لا تليق باداب الحوار فعندها يمكن ازالة منشورهم او ربما تحذيرهم، ولكنهم يبقون اشخاص معروفين واساءاتهم ترتد اليهم وليسوا ملثمين ينشرون الاساءات والفبركات التي بتراكمها وتكرارها تنتشر بين القراء لتتحول الفبركات في البداية الى شكوك بانها ربما صحيحة!!، وبعدها تنتقل الفبركات من كثرة تكرارها من الـ ربما الى حقيقة يصدقها القراء!!!

شخصيا، واعتبارا من بعد نشري هذا النداء، ساتوقف عن نشر اي شيء (اخبار او مقالات) على موقع عنكاوة ما لم تمنع الاسماء المستعارة والملثمة من النشر، وما لم يكون الكاتب معروفا بالاسم والصورة ومحل الاقامة والايميل.
بمعنى اخر سوف اكمم فمي على موقع عنكاوة الذي بعدم معالجته موضوع الملثمين سيقدم هذه الهدية اليهم ويساعدهم على تحقيق غايتهم.

ملاحظة:
اتمنى على الموقع عدم فتح خيار الردود على هذا المنشور لانه سيتكرر ذات الشيء من ملثمين.
كما اتمنى على احبتي وزملائي من الكتاب، بغض النظر عن التقاءنا او اختلافنا في الاراء، ان يشاركوني هذا الاقتراح من اجل شعبنا وموقعنا: موقع عنكاوة الأغر.
تحية محبة الى الاخ الحبيب والفاضل امير المالح على مبادرته بانشاء ومتابعة هذا الموقع وعلى حرصه وجهده والتزامه تطوير الموقع.


والرب يبارك الجميع.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا دهوك 14 حزيران 2018


29
السيد ابو نيسان مع المحبة
ارجو ان تكون بخير
انا لا اعرفك ولست مضطرا ان تعرفني بنفسك، كما اني ملتزم بعدم الكتابة او التعقيب لمن ينشر او يعقب باسماء مستعارة.
ولكني هذه المرة ساكسر القاعدة واقدم نصيحتي المتواضعة لكم وهي:
اتمنى عدم الرد والسجال مع السيد احمد سعيد لانك بذلك تجعل من النكرة معرفة ومن تحت الصفر صفرا.
طبعا انت حر للاخذ بنصيحتي او لا.
ولكن بالتاكيد انا لن اعقب او اناقش لان النصيحة واضحة، بل واتمنى على ادارة الصفحة ان تغلق خيار الردود على هذا المنشور.
تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 9 حزيران 2018

30
هل اشخصن الامور والمواقف؟

كثيرا ما اقرا الردود الاتهامية على ما اكتب من اراء او مواقف مدعومة بالحقائق والارقام والوقائع، ان مواقفي هي مواقف شخصية من هذا او ذاك!!!
انه الاسلوب العروبي في الحوار حيث عندما يعجز شخص ما او جهة ما من محاججة الامور بمنطقية فانه يلجأ الى الاساءات والتهجم على الناشر وليس مناقشة المنشور، الاساءة الى الكاتب وليس المحاورة في المكتوب. ومن بين ذلك اتهامه بانه يشخصن الامور.
فاقول ليس دفاعا عن تهمة هي بالاساس باطلة ولكن من اجل التنوير:
•   عندما رفضت ونددت بمحاولة التصفية الجسدية في المنصورية 1994 فانه كان بسبب رفضي المبدئي والمطلق لمحاولات الاغتيال.
•   عندما رفضت وانتقدت الاغتيال السياسي والتسقيط والتخوين فانه لم يكن موقفا شخصيا مع هذا مقابل ذاك بل هو موقف مبدئي من الممارسة ايا كان القائم بها وايا كان المستهدف منها.
•   عندما انتقدت ورفضت وفضحت الخطاب الديماغوجي والتضليلي فانه لم يكن بسبب شخصي بل بموقف اخلاقي ومبدئي. وما انهيار مصداقية الاحزاب ومرجعياتها الا نتيجة طبيعية لهذا التضليل الذي حذرنا منه. فاين الشخصنة؟
•   عندما انتقدت ورفضت تسييس وتحزيب المؤسسات القومية فذلك كان من موقف مبدئي لا شخصي. وما انتهت اليه هذه المؤسسات من فشل شبه تام يؤكد صحة موقفي.
•   وعندما انتقدت ورفضت اساءة استخدام التبرعات المهجرية فانه لم يكن موقف شخصي بل لضمان الاستمرارية والديمومة في دعم المهجر للتمنية الاقتصادية وفرص العمل وغيرها والتي تساهم جميعها في تثبيت وتعزيز وجودنا في الوطن. ولعل نضب حليب البقرة المهجرية بعد عقدين من سوء الاستخدام هو دليل اثبات على ما انتقدت ورفضت.
•   وكذا الامر مع بقية الانشطة والفعاليات الحكومية منها والقومية والمجتمعية فانها كانت من موقف مبدئي لا شخصي.
•   وعندما انتقدت ورفضت وانتقد وارفض الممارسات والخطابات الفوبيوية والشعبوية فانها ليست بسبب موقف شخصي تجاه مطلقيها ومروجيها بل بسبب حرصي على مصلحة ووجود ومستقبل شعبي في الوطن. ولعل حصاد الفوبيا والانحدار السريع نحو هاوية الانتحار الجماعي دليل مادي لمن يمتلك جراة الصراحة مع النفس على الاقل.
•   وعندما وقفت مع كنيستي وهي تتعرض لاقذر واشرس هجمة مخططة بلون سياسي وحزبي معروف ومفضوح لتسقيطها وتسقيط مرجعياتها لم يكن بسبب موقف شخصي بل التزام اخلاقي وعادل تجاه الكنيسة.
•   وعندما رفضت وارفض الهرطقات التسموية واعتبار اجيال شعبي جهلة لسبعة الاف سنة لم يعرفوا اسمهم وليعتبر البعض شعبي لقيطا يعمذوه باسم لم يرد يوما على لسانه وفي تاريخه وموروثه فانه ليس موقفا شخصيا بل موقف قومي بتقديس مقدسات شعبي وعدم السماح برميها تحت اقدام العابثين.

طبعا انا اعرف واعترف بان هناك مشكلة كبيرة في ان الاجيال الحالية، وعموما اجيال بعد 2003، التي انخرطت وتابعت العمل القومي لا تعرف سوابق الامور، كما ان اجيال ما قبل التواصل بين الوطن والمهجر الذي تحقق في السنوات لاخيرة، لا تعرف هذه الخلفيات والممارسات التي عاصرها وعاشها جيلنا وكان شاهدا عليها، فتراها تقبل تبسيط الامور على انها مواقف شخصية!!!
ولعل ما نتلمسه في واقع حالنا الديموغرافي والسياسي والمؤسساتي والاعلامي والحياتي (الفردي والعائلي والمجتمعي) شواهد على صحة ما انتقدته ورفضته واعلنته ودعوت لمعالجته قبل فوات الاوان.
ولكني اعترف انه لا حياة فيمن تنادي (على الاقل لحد الان).
مثلما اعرف واعترف ان وضعي الشخصي منذ اواسط التسعينيات من حيث حرية الحركة في جغرافيا واسعة، والقدرة على النشاط والحضور في مختلف المنابر، والخدمات الانسانية والتنموية التي كنت وراء تحقيقها لشعبنا، والاستقلالية الفكرية والمادية ساهمت جميعها في ان اكون حرا ومستقلا في اراءي ومواقفي وجريئا صريحا في قولها ومرصودا فيما اكتب او اقول.
مثلما اعرف واعترف ان اسلوب طرحي للامور والمواقف بشكل يحرج الاخر وربما يستفزه هو عامل اخر، رغم اني اتعمد هذا الاسلوب بغاية خلق حالة الصدمة والضغط على المعنيين لمراجعة الاداء.
تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 27 ايار 2018

31
سيدي نيافة الاسقف مار عوديشو: ان كنت تعلم فتلك مصيبة، وان كنت لا تعلم فالمصيبة اعظم

بالمبدأ لا اتفق او اؤيد انتقال الاكليروس بمختلف الدرجات (شماس، قس، اسقف) من كنيسة رسولية مشرقية الى اخرى مهما كانت الاسباب وسواء كان موقوفا عن خدمته الاكليروسية ام لا، لان هذا الانتقال يؤدي عادة الى المزيد من التباعد والجدالات والصراعات بين الكنائس، كما يؤدي الى خلافات وربما انقسامات داخل العائلة الكبيرة او المجتمع، ناهيك عن التاثير السلبي على التقارب الوحدوي بين الكنائس (بخاصة في حالة كنيسة المشرق الاشورية والكنيسة الشرقية القديمة كونهما لا تختلفان عقائديا او طقسيا).
برايي اذا وجد الاكليروس صعوبة او استحالة في الاستمرار بخدمته في الكنيسة او الابرشية او الرعية التي ارتسم لها اويخدم فيها فالافضل الاستقالة من الخدمة وليس الانتقال الى كنيسة رسولية شقيقة اخرى.
شخصيا هذا ما قمت به عندما قدمت استقالتي من الخدمة الكهنوتية في المانيا وضمن ابرشية اوربا عام 1998 بعد الاختلاف مع نيافة اسقف الابرشية مار عوديشو اوراهام الجزيل الاحترام.
ولكن يمكن لي ان افهم واتفهم واحترم انه، ولاسباب تختلف من اكليروس لاخر، قد يضطر او يختار الاكليروس من كنيسة رسولية (سواء كان موقوفا في كنيسته او غير موقوف) للانتقال الى كنيسة رسولية شقيقة. اتمنى لكل من اختار ذلك بركات الرب بالموفقية.
ولكن ما لا يمكن لي فهمه او تفهمه او قبوله او احترامه هو ان يقوم الاسقف او المرجعية الكنسية في الكنيسة التي ينتقل اليها باعادة رسامته او اي شيء من هذا القبيل (مثلا: الروشما في الجبين) لقبوله.
تقديم الولاء للمرجعية الكنسية الجديدة (ܫܠܡܘܬܐ) وقبولها (ܫܘܡܠܝܐ) مفهوم ومطلوب.
اما اعادة الرسامة او الـ(ܪܫܡܬܐ) فامر مرفوض بالمطلق وغير مقبول ايمانيا وعقائديا وقانونيا تماما.

انها بالحقيقة اساءة الى الرسامة الكهنوتية التي تقبلها الاكليروس في كنيسته الرسولية، واساءة الى رسولية الكنيسة التي قرر الانتقال اليها، ولا يمكن القبول بها او تبريرها.
الاسقف الذي يقوم بذلك اما جاهل بالايمان الكنسي الرسولي (ولا اعتقد بوجود اسقف بهذه الجهالة) او مكابر ومسيء بعمد الى الروح المسيحانية بين الكنائس الشقيقة.
ادناه صورتين لاعادة رسامة القس مرقص مروكى، المرسوم كاهنا في الكنيسة الكلدانية الشقيقة، ولاسباب ليست موضوعنا قرر الانتقال الى كنيسة المشرق الاشورية وهو قراره الخاص ونحترمه، وتم قبوله من قبل نيافة مار عوديشو اسقف ابرشية اوربا لكنيسة المشرق الاشورية وهذا من حقه وضمن صلاحياته.
لكن ان يقوم نيافة الاسقف مار عوديشو باعادة رسامة القس مرقص فذلك سابقة ايمانية وعقائدية خطيرة.
فهل الكنيسة الكلدانية غير رسولية؟ ورساماتها الكهنوتية غير رسولية ولا تقبل بها كنيسة المشرق لذلك يتوجب اعادة رسامته!!!
ماذا عن العماذات والزيجات التي تتم في الكنيسة الكلدانية؟ الا تعترف بها بقية الكنائس؟
وادناه ايضا فديو قبول الاب عدنان خامس (اخذ بعد انتقاله من الكنيسة الشرقية القديمة الى كنيسة المشرق الاشورية اسم الاب شمعون خامس) والذي نصلي ليباركه الرب ويمنحه الصحة والموفقية في خدمة الكنيسة. وفي الفديو يقوم الاسقف مار عوديشو برسم الصليب على جبين الكاهن عدنان لانجاز قبوله وهو ما يعني في الموروث الكنسي انه كان غير قويم الايمان واهتدى الى الايمان القويم!!!
كيف ذلك وكنيسة المشرق الاشورية تشارك ذات العقيدة واللاهوت والاسرار والطقوس للكنيسة الشرقية القديمة!!
بل وكان هناك اجتماعات وبرنامج توحيد الكنيستين وهو ما نتمناه ويتمناه كل ابناء الكنيستين.
كيف ذلك وكنيسة المشرق الاشورية كانت سباقة وبقرار مجمعها السنهاديقي تحت رئاسة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع قد ازالت من صلواتها الطقسية الموروثة كل ما يسيء الى الكنائس التي كانت وما زال منها من يعتبر كنيسة المشرق هرطوقية. ان المجمع السنهاديقي انما قرر ذلك بوحي وهداية من الروح القدس الذي اثمر هذا القرار المسيحاني.
من هنا فان افتقار احدهم الى الحكمة والدراية الكنسية واساءته الى كنيسته ورسولية الكنائس الشقيقة ومسيحانيتها لا يجب ان يحسب على كل الكنيسة التي ينتمي اليها مهما كانت درجته الكنسية او مسؤوليته.
قد اتعرض للتهجم والاساءات والتعقيبات من هنا وهناك، وخاصة من المتملقين، او من المختلفين معي في امور ومواقف اخرى، ولكني اكرر هنا ما سبق لي قوله في مواقف وكتابات اخرى باني لا يمكن ان كون الا صريحا مع نفسي وكنيستي وشعبي.
وما يهمني هو هيبة واحترام جميع الكنائس الرسولية الشقيقة ولا تهمني اساءات المسيئين.
لنصلي جميعا من اجل كنيسة الرب ليمنح بروحه القدوس الحكمة لاباءها.
لنصلي من اجل الشعب المؤمن ليعيش كما يعيش الان بروح الاخوة والمحبة بين مختلف انتماءاته الكنسية ومرجعياته البطريركية، وليكون بذلك مثالا يهتدي به بعض الاكليروس!!
الرب يبارك.


الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 24 ايار 2018

ملاحظة: حيث اني لا اعلم كيفية تحميل الفديو في المواضيع على موقع عنكاوة، فانه يمكن مشاهدة مقطع الفديو على هذا المقال حيث نشرته على صفحتي في الفيسبوك: Emanuel Youkhana

32
مشاركة الخوري عمانوئيل يوخنا في مؤتمر بالبرلمان الالماني عن مستقبل للمسيحيين واليزيبدية في العراق

بدعوة من الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي في البرلمان الالماني شارك الخوري عمانوئيل يوخنا، المدير التنفيذي لمنظمة كابني، في الاجتماع الذي استضافته الكتلة في بناية البرلمان الالماني في برلين يوم 16 ايار 2018 والمخصص لعرض ومناقشة واقع المسيحيين والايزيدية في العراق والتحديات التي تواجههم وسبل مساعدتهم في بناء مستقبلهم في الوطن، حيث كان عنوان الاجتماع (مستقبل للمسيحيين والايزيدية في العراق).
تضمن برنامج الاجتماع الذي شارك فيه الدكتور هانس بيتر فريدرش نائب رئيس البرلمان، السيد فولكر كاودر المتحدث باسم الكتلة، الدكتور جيرد موللر (وزير التنمية والمساعدات الخارجية)، البروفسور هيريبرت هيرته والسيد ميشيل براند عضوي البرلمان الالماني وسياسيون اخرون، وحضره اكثر من 300 شخص من ممثلي مختلف المنظمات الانسانية وحقوق الانسان والمهتمين والمتابعين ما يلي:
1- كلمة السيد كاودر، وهو الذي عمل على تنظيم المؤتمر، عن وجوب حماية وضمان الحرية الدينية للافراد والمجتمعات وبانه لا استقرار حقيقي ومستديم للمجتمعات المتنوعة الانتماءات الدينية دون ضمان واحترام الهوية والحرية الدينية. كما تحدث عن معاناة الاقليات الدينية في العراق ووجوب حمايتها ودعمها، مشيرا الى زياراته السابقة للعراق والتقاءه بمختلف المرجعيات وممثلي المؤسسات والمنظمات المدنية ومن بينها منظمة (كابني).
2- عرض فيلم وثائقي من انتاج الدكتور شتيفان مايننغ من القناة التلفزيونية البافارية عن زيارات ميدانية للبلدات المسيحية في سهل نينوى بعد اعادة السيطرة عليها من داعش والتقاء عدد من العائدين اليها.
3- عرض بعنوان (أمل في اربيل) عن الوضع الراهن للمسيحيين في العراق من قبل الخوري عمانوئيل يوخنا، حيث قدم بداية بالارقام من الاحصاءات الرسمية العراقية تعريفا باعداد مسيحيي العراق وانحسارهم التدريجي، بخاصة في العقود الاخيرة، مما يشكل خطرا على وجودهم في العراق. كما قدم وبالسلايدات والخرائط تعريفا يمناطق تمركز الديموغرافيا المسيحية في العراق في منطقة سهل نينوى ومحافظة دهوك وبعض المناطق في اربيل في كردستان وعدم وجود هذه الديموغرافيا المسيحية، بمعى البشر والارض، في بقية المحافظات العراقية حيث هي بشكل وجود بشري في عدد من المدن المليونية كبغداد والبصرة وكركوك والسليمانية.
ومضيفا ان اخذ هذه الديموغرافيا وتمركزها الجغرافي وما تعرض له سهل نينوى من كارثة داعش يحتم علينا جميعا العمل على مساعدة المسيحيين للعودة وبناء الحياة والمستقبل في مدنهم وبلداتهم التي تعرضت للتدمير في سهل نينوى.
كما اوضح التحديات المختلفة التي تواجه هذه العملية التي لا تقتصر على التحديات المادية لاعادة اعمار وتاهيل البنى التحتية والمرافق الخدمية والممتلكات الخاصة والعامة واعادة تنشيط السوق الاقتصادية وتوفير فرص العمل، بل تتجاوزها الى تحديات سياسية وامنية تؤدي الى الشكوك وانعدام الثقة بالمستقبل، خاصة مع فشل الحكومة العراقية في طمئنة ضحايا الكارثة والتجاوب مع احتياجاتهم. ومع تعرض بلدات مسيحية في سهل نينوى، برطلة مثالا، الى عمليات تغيير ديموغرافي ممنهجة فان التحديات تكون اصعب.
وفي الوقت الذي اكد فيه الخوري عمانوئيل الى ان مسيحيي العراق يعيشون الامل ويشاركونه مع شركاءهم في الوطن، فانهم بحاجة الى ترجمة هذا الامل الى برامج عمل يتلمسوها على الارض في المستوى المادي الاعماري او السياسي او التشريعي.
العراق ورغم ما تعرض له ورغم اربع سنوات الا انه لحد الان ليس هناك حوار وطني يتناول جذور الماساة، لامذا حدثت؟ كيف حدثت؟ كيف منع تكرارها من الحدوث؟

وختم عرضه بالشكر والامتنان الى الحكومة الالمانية، وكذلك الحكومة الهنغارية، والمؤسسات الكنسية والمنظمات الانسانية الالمانية على تقديمها الدعم للمتضررين في فترة النزوح والان في مرحلة العودة، داعيا اياهم الى الاستمرار وتقديم المزيد، بالاضافة الى استثمار دور المانيا القيادي في اوربا وحث الدول الاوربية لدعم المسيحيين واليزيديين في اعادة بناء مناطقهم ومستقبلهم.
مركزا في ذات الوقت ان هذه البرامج ما زالت محصورة في التعامل مع النتائج الانسانية للكارثة فانه من المطلوب التعامل مع جذور المشكلة وبخاصة الكامنة في الدستور والتشريعات ومناهج التربية والتعليم وغيرها من التمييز بين ابناء الوطن على اساس الهوية الدينية والقومية، داعيا المانيا والدول الاوربية الى اعتماد حقوق الانسان والاقليات معيارا للتعامل والدعم الاقتصادي والسياسي للعراق.
4- عرضا بعنوان (مشروع سهل نينوى) من السيد يوهانس هيرمان من منظمة الدعم للكنيسة المحتاجة، عن برامج اعادة الاعمار التي قامت وتقوم بها في سهل نينوى بالتنسيق مع الكنائس المحلية.
5- كلمة للوزير جيرد موللر اكد فيها التزام المانيا بدعم المسيحيين والايزيدية في اعمار مناطقهم وتامين مستلزمات العيش الكريم لهم، وان برلين قد خصصت لهاذا العام ميزانية مقدارها 350 مليون يورو لهذا الغرض.
كما اشار الى زياراته السابقة الى العراق وكردستان ولقاءاته فيها، ومن بينها لقاء الخوري عمانوئيل يوخنا في زيارة الوزير الاخيرة الى معبد لالش للتعبير عن التضامن والدعم لليزيدية والمسيحيين، كما اثنى على دور المنظمات الانسانية المحلية، وبينها كابني، في ما تقوم به من برامج.

بعدها انتقل البرنامج الى حوار ادارته المحاورة القديرة تانيا سامروتسكي شارك فيه:
السيدة الناشطة الايزيدية دوتزن تيكال التي قدمت عرضا لاوضاع الناجيات الايزيديات وبرامج اعادة تاهيلهم. وقد اضطرت للمغادرة بعد عرضها بسبب ارتباطات اخرى.
البروفسور هيريبرت هيرته والسيد ميشيل براند عضوي البرلمان الالماني
السيد يوهانس هيرمان مدير منظمة الدعم للكنيسة المحتاجة
الخوري عمانوئيل يوخنا

توسع الحوار في مضامين الكلمات والاستعراضات المقدمة سابقا وتركز على اسباب المعاناة والاحتياجات المادية الحالية ودور المانيا والمجتمع الدولي في ذلك، ووسائل وبرامج تعزيز الامل والثقة بالمستقبل.
ركز الخوري يوخنا على الخلل في المنظومة التشريعية والتربوية في العراق التي تخلق بيئة للتمييز والاضطهاد على اساس الهوية الدينية داعيا الى مراجعة هذه المنظومة.
بالاضافة الى معالجة الخلل في الافتقار الى اطار عمل وطني جامع لمختلف الانتماءات الدينية، بل وحاجة المسيححين والكنائس العراقية الى هكذا اطار عمل.
كما اكد على ان الايزيدية والمسيحيين يشاركون ذات الواقع والتحديات والاحتياجات، ومشيرا الى برامج منظمة كابني التي تتوجه وتشمل الجميع.
واكد على اهمية توجيه الدعم في برامج الاعمار وفرص العمل امن خلال المنظمات المحلية كونها جزء من المجتمع المحلي وتبقى ناشطة معه حتى بعد الوضع الراهن، مما يتطلب تطوير قدراتها واشراكها في تنفيذ البرامج بفعالية.
في نهاية المؤتمر القى الدكتور هانس بيتر فريدرش نائب رئيس البرلمان كلمة شكر لمنظمي المؤتمر والمشاركين فيه ومكررا ومؤكدا التزام المانيا المبدئي والثابت بمبدأ الحريات الدينية، واكد التزام المانيا تقديم الدعم للاقليات الدينية في العراق، واشار بالتقدير الى منظمة (كابني) ومقتبسا في كلمته شعارها (ليبقى الامل حيا).

33
لماذا انتخبت اتحاد بيث نهرين الوطني؟

سألوني لماذا انتخبت قائمة اتحاد بيث نهرين الوطني دون سواها؟
اجبت انه من حيث المبدأ فان خيار الانتخاب هو قرار شخصي ولست ملزما بالافصاح عن خياري اساسا، ولكني فعلت برغبتي وتلبية لطلب بعض الاصدقاء.
كما لست ملزما بالاجابة على السؤال ولكني سافعل بغية تفعيل الحوار في الرؤية  والاداء السياسي لمؤسساتنا واحزابنا القومية فيما بعد الانتخابات، وتحديدا في امور تكاد تكون وجودية على شعبنا الذي اكرر القول انه ينتحر نتيجة اداء مرجعياته السياسية والدينية، وبخاصة المرجعيات السياسية وخطابها واداءها الشعبوي والفوبيوي.
فاكرر بداية ما عنونت به مقالي الانتخابي باني بدأت خياري بسؤال من لا انتخب؟ وصولا الى من انتخب.
فاقول:
•   لاني احترم شعبي واحترم كنيستي وارفض الفساد بكل انواعه وارفض الاحتكار وارفض كل سلوك مشين في النشاط القومي والسياسي فاني لم اصوت لقائمة الرافدين.
•   ولاني اعتز بشعبي وهويتي وانتمائي الى شعب (اثورايا) الاصيل وليس الى شعب (اشورايا) اللقيط فاني لم اصوت للمجلس الشعبي ولا لابناء النهرين.
•   ولاني ارفض الخطاب الشعبوي الفوبيوي وجعل الوطن اسيرا للمهجر فاني لم اصوت لا للرافدين ولا لابناء النهرين.
•   ولاني ارفض ان تكون المؤسسة روبوتات ملقنة ومبرمجة ومنزوعة العقل والقرار وتنفذ مشيئة شخص واحد، ايا كان، فاني لم اصوت للرافدين ولا للمجلس الشعبي.
•   ولاني لا اتسامح مع افتقار التنظيمات للجراة والصراحة وتحمل مسؤولية الاخطاء التي شاركت في ارتكابها واصرارها على عدم الاعتذار عنها فاني لم اصوت لابناء النهرين.
•   ولاني اعتمد الحقائق الديموغرافية والجيوسياسية التي على الارض وارفض سايكس بيكو جديد نركض وراءه ونصنعه بايدينا، وادعو بدلا عنه الى تقوية ديموغرافيا شعبنا الهشة في سهل نينوى وكردستان عبر توحيدهما تحت مظلة دستورية وتشريعية واحدة فاني لم اصوت للرافدين ولا لابناء النهرين.
•   ولاني ارفض الطائفية وتقسيم شعبنا الذي اؤمن بوحدته التاريخية والمصيرية بغض النظر عن تعددية اسماءه التي افتخر بها جميعا واشعر بالانتماء اليها جميعا، ولاني ارفض المرجعية الدينية للتنظيمات السياسية فاني لم اصوت لائتلاف الكلدان.
•   ولاني ارفض المليشيات بالمطلق ودورها في القرار السياسي بشكل خاص، ورفضت التهليل لها وهي تضع يدها على سهل نينوى وتفتته، في حين ما زال البعض يمني نفسه بان تتوسع وتسيطر على تللسقف والقوش فاني لم اصوت للرافدين ولابناء النهرين.
•   ولاني لا اصوت لمن اجهله واجهل مرجعيته السياسية فاني لم اصوت لقائمة بابليون.

تهانينا مقدما للاحزاب القومية على مقاعدها الدينية.
تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا دهوك
13 ايار 2018

34
من سيفوز بمقاعد الكوتا؟ ولماذا؟ وما هي الية توزيعها؟

اولا:  العوامل التي تؤثر في كسب القوائم للاصوات
بالتاكيد فان كل انتخابات هي مهمة. وبالتاكيد فان صوت كل ناخب هو مهم. وكما يقال بالانكليزية فان (Every vote counts) اي ان لكل صوت حسابه (تاثيره). واضيف بالعموم، وبخاصة للبرلمان القادم، فان (Every seat counts) اي ان لكل مقعد حسابه (او تاثيره).
لماذا: (Every seat counts) اي ان لكل مقعد حسابه (او تاثيره) وبخاصة في البرلمان القادم؟
العراق ما بعد داعش وما بعد الاستفتاء وفي المخاض التي تمر به المنطقة عموما، وبخاصة احتمالات المواجهة بين المحور الشيعي متمثلا بايران والمحور السني متمثلا بالسعودية وحلفاءهما الاقليميين والدوليين، صار امام استحقاقات كبيرة وجدية في توجهاته وتمحوره بل وفي هيكلته البنيوية والسياسية التي تنعكس جميعها في المشهد الانتخابي القائم والبرلمان والحكومة القادمة.
فعلى سبيل المثال هناك صعود في حضور وتاثير المليشيات الشيعية (المطعمة باكسسوارات سنية او مسيحية او يزيدية) في القرار السياسي العراقي، وتحول المليشيات التدريجي الى جيش مواز كما حال الحرس الثوري في ايران وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
وهناك دخول العراق ضمن الجغرافيا السياسية لتامين الممر الشيعي الامن من ايران الى سوريا مرورا بسهل نينوى.
وهناك دعوات لاستعادة النظام الشمولي عبر ما يسمونه بحكم الاغلبية (المطعمة بوجوه سنية تابعة للشيعية السياسية، وكردية كطه ياسين رمضان جديد، ومسيحية كطارق عزيز) التي ستقود لكارثة جديدة بسبب عمق الانقسام العمودي القومي والديني والمذهبي. العراق لن يكون له استقرار من دون حكومة توافقية تضمن مشاركة الجميع في صنع القرار.
وهناك خطة عمل واضحة للشيعية السياسية لزعزعة الاقليم وافراغ النظام الفدرالي من مضمونه، فالعقوبات الاقتصادية على الاقليم، ومغازلة السليمانية للانسلاخ (على الاقل سياسيا) عن القرار الكردستاني وصولا الى تعديلات دستورية لقضم حقوق الاقليم واقليات سهل نينوى (مثل الغاء المادة 140) وضمان تمرير الدستور من خلال تحييد السليمانية من الاعتراض عليه وبذلك لن يكون هناك ثلاث محافظات رافضة تستطيع اسقاط التعديلات.
والى اخره من القضايا والمواقف والمحطات والمخططات التي يحتاج ملتزميها الى مقاعد برلمانية تؤمن لهم فرص تمرير التشريعات المطلوبة.
من هنا فان خمسة مقاعد الكوتا المسيحية لها تاثيرها ووزنها، ومن الطبيعي ان تطمح الاطراف ان يكون شاغلي هذه المقاعد من حلفاءها السياسيين، وهذا حق مشروع في كل الانتخابات البرلمانية عبر العالم.
وكما هي السياقات والتكتيكات الانتخابية في انتخابات كل البرلمانات فهناك تحالفات ما قبل الانتخابات (قد تصل حد تشكيل قائمة ائتلافية او تبقى قوائم منفصلة ولكنها متحالفة في التوجه السياسي وتحت قبة البرلمان في حال الوصول اليه)، وهناك تحالفات ما بعد الانتخابات اي تنطلق بعد ان تعرف القوائم احجامها ومطالب كل منها من التحالف البرلماني الذي تشكله.
نحن الان في مرحلة التحالفات ما قبل الانتخابات بين القوائم او الاحزاب بعد ان تم تشكيل التحالفات بين الاحزاب التي اتفقت على الائتلافات.
بالاضافة الى الاصوات التي تمتلكها كل قائمة من قوائم الكوتا المسيحية، فان العديد منها يمكن له كسب المزيد من الاصوات من خلال تحالفاته السياسية القائمة على وحدة التوجه والبرنامج السياسي. وهذا حق مشروع تماما.
هذا من حيث حق قوائم الكوتا. وفي المقابل فان من حق القوائم الاخرى ان تستثمر في اصواتها المهدورة او الفائضة في دعم حلفاءها في الكوتا او القوائم الاخرى.
فعلى سبيل المثال لا الحصر بالنسبة للاصوات المهدورة، فان الحزب الشيوعي الكردستاني لن يخوض الانتخابات في قوائم خاصة به. فهل نتوقع منه ان يهدر اصواته (وهي عدة الاف او اكثر)، ام يمارس حقه الطبيعي في دعم قائمة في الكوتا تضم شيوعيين سواء من الشيوعي الكردستاني او الشيوعي العراقي؟ وتشمل الاصوات المهدورة ايضا القوائم التي لا حظوظ لها للفوز بمقعد عام فمن الطبيعي والمشروع ان تفكر باستثمار هذه الاصوات لقائمة من الكوتا.
وعلى سبيل المثال للاصوات الفائضة، فان القوائم الشيعية في بغداد او بقية المحافظات تحتاج عشرات الالاف من الاصوات لنيل مقعد عام فيما تقدر الحصول على مقعد بالكوتا باصوات عدة الاف، او تحصل على اكثر من مقعد في الكوتا باقل من اصوات مقعد عام واحد.
فلماذا لا تفعلها وهو حق قانوني وتكتيك مشروع؟ بل وفعلتها واخرون في الانتخابات السابقة.

هل يحق للناخبين غير المسيحيين التصويت في الكوتا؟
سؤال لا يستحق العناء للاجابة عليه (هذا اذا استحق اثارته كسؤال اساسا).
ما لا افهمه هذا التناقض بين شعارات الوحدة الوطنية والتشارك والتضامن الاجتماعي بين الموزائيك العراقي ورفض ما يسميه البعض الغيتو وبين الدعوة الى منع الناخبين غير المسيحيين من التصويت في الكوتا المسيحية.
دعونا نناقشها تصاعديا، فنسال هل نطلب منع الجار المسلم او الايزيدي ان يصوت لجاره المسيحي الذي يعرفه تماما انه انسان مؤهل للبرلمان؟
وهل نطلب منع زملاء المهنة او المؤسسة من غير المسيحيين التصويت لزميلهم المسيحي؟ مثلا، هل نمنع الاساتذة من زملاء الدكتورة منى ياقو وتلامذتها في الجامعة ان يصوتوا لها اذا ما ارتاوها بقدر مسؤولية البرلمان؟
وهل نطلب منع الشيوعيين الكرد والتركمان والشيعة من التصويت لرفيقهم الشيوعي المسيحي المترشح ضمن الكوتا؟
بالله عليكم اي مشروع وطني هذا؟ واية نتائج ايجابية تكون علينا؟ انها لن تجلب سوى المزيد من التهميش والانحسار.
الكوتا هي للمرشحين وليس للناخبين.

كيف نحصن الكوتا من تاثيرات القوى الكبيرة؟
يقلق المتنافسون على الكوتا بان المقاعد بهذا الوضع ليست محصنة لشعبنا وانه سيتم "السطو" عليها من القوائم الكبيرة بالطرق اعلاه.
اقول ان التحصين لا يكون بمنع الناخبين من ممارسة حقهم الاخلاقي والقانوني في التعبير عن خياراتهم، ولا يكون عبر الانغلاق والتهميش.
بل عبر ترشيح شخصيات ومرشحين اقوياء اوفياء مخلصين لشعبهم.

وعندها فليصوت لهم من يشاء من الشيعة والكرد والتركمان.
ليست المشكلة في الناخبين بل في المرشحين.
لترشح الرافدين مرشح غير فاسد وغير مساهم في شق الشعب والاساءة اليه والى الكنيسة وغير مضلل وغير عميل استخباراتي وووو وعندها لتصوت كل الشيعة له. اين المشكلة؟
وليرشح المجلس الشعبي او ائتلاف الكلدان مثلا اشخاص كفوئين وحريصين على مصالح شعبهم ولتصوت كل كردستان لهم. اين المشكلة؟
ليصوت كل الشيوعيين، كردا وعربا، للنائب جوزيف صليوا الذي اثبت كفاءته. اين المشكلة؟
الخلل ايها الاحبة هو في الترشيح وليس في التصويت. الخلل هو فينا وليس في المقابل.
بالمناسبة لبنان الذي فيه الطائفية مشرعنة وفي كل المستويات البنيوية للدولة، التشريعية منها والتنفيذية، ولكنه رفض ما سمي في حينه بالقانون الارثوذكسي الذي كان يقترح حصر التصويت لكل طائفة بابناءها فقط.

ثانيا:  الية تحديد المقاعد وتوزيعها بين القوائم الفائزة
تنص الفقرة الثالثة من القسم الرابع (مقاعد المكونات) من النظام الانتخابي المصادق عليه من قبل مجلس المفوضين بتاريخ 22 اذار 2018 على:

(تمنح القوائم المتنافسة على مقاعد المكون المسيحي مقاعدا وفقا لاحكام القسم الثالث الخطوة الاولى من هذا النظام (توزيع المقاعد على القوائم)).
انتهى الاقتباس.
وتقول الخطوة الاولى من القسم الثالث ما يلي:
(أ- يتم احتساب عدد الاصوات الصحيحة المدلى بها لكل قائمة مشاركة في التنافس على مقاعد الدائرة.
ب- يتم ترتيب القوائم المتنافسة في الدائرة الانتخابية حسب عدد الاصوات الصحيحة التي حصلت عليها من الاعلى الى الادنى.
ت- يتم تقسيم الاصوات الصحيحة التي حصلت عليها القوائم على الرقم (1.7) ومن ثم الارقام الفردية (3، 5، 7، 9، 11 الخ...) حتى نحصل على نتائج قسمة تعادل عدد المقاعد المخصصة للدائرة الانتخابية بعد ترتيب هذه النتائج من الاعلى الى الادنى.
ث- يتم تخصيص مقعد للقائمة التي حصلت على اعلى ناتج قسمة ويخصص المقعد الثاني للقائمة التي حصلت على ثاني اعلى ناتج قسمة وهكذا دواليك حتى يتم استنفاذ جميع المقاعد المخصصة للدائرة.
ج- اذا حصلت قائمتان او اكثر نتيجة القسمة على اصوات صحيحة متساوية تؤهلها للحصول على مقعد وكان ترتيبها الاخير ضمن الدائرة الانتخابية تقوم المفوضية باجراء القرعة بينها بحضور ممثليها المخولين وتعد فائزة القائمة التي تحددها القرعة.) انتهى الاقتباس

رغم ان النظام في فقراته اعلاه (والفقرات ادناه في القسم الرابع الخاص بالمكونات) لا يشير الى ان الكوتا المسيحية هي دائرة واحدة لاغراض التصويت وتوزيع المقاعد بين القوائم، فان التطبيق العملي المتبع (برايي دون سند في النظام) هو احتساب المحافظات المشمولة بالكوتا دائرة واحدة في احتساب عدد الاصوات وتوزيع المقاعد. لا علم لي ان كان هناك نص قانوني وملزم اخر ينص على اعتبارها دائرة واحدة.

الان، كيفية توزيع المقاعد بين مرشحي القوائم الفائزة وبحسب المقاعد التي فازت بها ومحافظاتها:
يتم ذلك بحسب الالية الواردة في الفقرات ادناه في القسم الرابع (مقاعد المكونات):
(1- يتم ترتيب جميع مرشحي القوائم المتنافسة الفائزة على مقاعد المكون المسيحي حسب عدد الاصوات التي حصل عليها كل مرشح ومن الاعلى الى الادنى، وحسب الدوائر الانتخابية التي ينتمون اليها (بغداد، نينوى، كركوك، دهوك، اربيل) بغض النظر عن القوائم، ومن ثم يعطى مقعد الدائرة للمرشح الحاصل على اعلى اصوات المرشحين المتنافسين ضمن هذه الدائرة، ويعطى المقعد الاخر للمرشح الحاصل على اعلى اصوات المرشحين المتنافسين على دائرة اخرى، وهكذا الى ان يتم توزيع جميع مقاعد المكون المسيحي على المرشحين وقوائمهم التي ينتمون اليها.
2- اذا حصلت قائمة منفردة على مقعد فان مرشح هذه القائمة ستكون له الاولوية في الحصول على مقعد الدائرة الانتخابية.
3- اذا حصلت قائمتان منفردتان او اكثر على مقعد وكان مرشحوها من نفس المحافظة فيتم تخصيص المقعد للقائمة الحاصلة على اعلى ناتج قسمة وعند تساوي نواتج القسمة يتم اللجوء الى القرعة بحضور مرشحي القوائم المنفردة او ممثليهم المخولين.) انتهى الاقتباس

يبدو لي ان في الاليات اعلاه لتوزيع مقاعد الكوتا المسيحية ثغرات وتناقضات:
اولا: ففي حين ان االتصويت هو دائرة واحدة لكل العراق عمليا، اي ان كل ناخب (بغض النظر عن محافظته) يحق له انتخاب اي مرشح بغض النظر عن محافظته، فان توزيع المقاعد بين المرشحين يذكر اكثر من مرة ان المقاعد المسيحية مقسمة لدوائر (كما وضعناها بالخط العميق اعلاه). لاحظ ان النص يقول (الدوائر الانتخابية التي ينتمون اليها وليس المحافظات التي ترشحوا عنها).
ثانيا: وهذا (تعددية الدوائر وليس دائرة واحدة) يتكرر ويتاكد في الفقرتين 2 و3 اعلاه للقوائم الفردية، بل واكثر من ذلك، فان القائمة الفردية يمكن ان تخسر مقعدها بسبب التعادل والقرعة ولا ينتقل مقعدها لتمثيل محافظة اخرى لسبب واضح هو ان كل محافظة بحسب النظام اعلاه هي دائرة.
ثالثا: اعتبار التصويت في الكوتا المسيحية دائرة واحدة يتناقض مع النظام الانتخابي للمقاعد البرلمانية العراقية التي تقوم على اساس تمثيل المحافظات.
على اية حال فان الالية المتبعة عمليا في تحديد المقاعد الفائزة وتوزيعها في انتخابات 2014 (ويبدو انها نفسها في 2018) هي مخالفة (برايي الشخصي) لما نقراه من نصوص تشير الى خمسة دوائر انتخابية كل منها لمحافظة.
اكرر القول هذه قراءتي للنص ولكني بالتاكيد لست خبير قانون ولا افتي فيما لا افقه، ولكنها ملاحظة اضعها امام المستشارين القانونيين للقوائم المتنافسة لملاحظتها وربما اعتمادها في الطعون اذا ثبت عندهم مخالفة الالية العملية مع نص النظام.

رابعا: من جهة اخرى، فان توزيع المقاعد بين الفائزين قد يؤدي (كما في الانتخابات السابقة) الى ان يمثل القائمة احد المرشحين ممن له اصوات اقل بكثير من زميل له في نفس القائمة، وربما يمثل المحافظة مرشح له اصوات اقل بين المرشحين المتنافسين على مقعد المحافظة.
اضافة الى انه وفي العملية المتبعة حاليا (المخالفة للنظام برايي) هناك احتمالية مناقلة في القائمة الفائزة من محافظة لاخرى لضمان المقعد لها، بينما المرشح الفردي لا يحق له ذلك حيث يمكن ان يخسر حقه بسبب القرعة.

معالجات مقترحة:
1- برايي انه يتوجب تصحيح الالية العملية لتوزيع المقاعد في هذه الانتخابات لتتوافق مع نص النظام من جهة. وهو مطلب يكاد يكون مستحيل التحقيق لاسباب تقنية (من بينها ان الناخب ربما لم يصوت لمرشح محدد)، او لاسباب سياسية للتحكم باختيار الفائزين ضمن توجه معين هنا او هناك.
2- كما اعتقد انه يفترض ولضمان العدالة في تمثيل المحافظة ولضمان حق المحافظة في تمثيل حقيقي لها ان يعدل نظام الانتخابات لاحقا بحيث ان الفائز باعلى الاصوات في كل محافظة هو من يمثلها.
عندها يكون السؤال: ماذا بشان الناخبين الذين ليسوا في المحافظات المشمولة بالكوتا؟ احدى المعالجات يمكن ان تكون منحهم حرية اختيار ان يكون صوتهم الى المحافظة التي يختارونها.

ملاحظة:
1- في نهاية المقال جدول افتراضي لتوضيح الالية المعتمدة عمليا في توزيع مقاعد الكوتا المسيحية.
2- لا يتضمن نظام توزيع مقاعد الكوتا المسيحية شرط كوتا نسوية، رغم ان رئيس البرلمان، الدكتور سليم الجبوري، دعا الى ذلك ولكن لا يبدو ان الدعوة تم تبنيها او اعتمادها في الية التوزيع، على الاقل بحسب متابعاتي.

ثالثا: من القوائم ستفوز وبكم مقعد؟
بناء على ما اوردناه اعلاه ومن معرفتنا بواقع شعبنا ومتابعتنا لمشهده السياسي والانتخابي، اعرض ادناه قراءتي الشخصية للنتائج المتوقعة على مستوى القوائم ولن ادخل في فرص المرشحين ضمن القائمة التي اتوقع فوزها.
اؤكد انها قراءة تحليلية شخصية لا تقصد او تعني الاساءة الى اي احد، ونسبة الخطأ واردة تماما. واعتذر سلفا ان كان احد يرى فيها اساءة او انتقاص.
كما اقدم سلفا تهاني للفائزين من الاحزاب القومية بالمقاعد الدينية!!! واتمنى لهم النجاح والتوفيق.

اضع القوائم بحسب تسلسل ارقامها:

قائمة المجلس الشعبي (113): المجلس ومقبوليته وجماهيره اعتمدت بالاساس على برنامج الاعمار والمؤسسات المختلفة الذي اشرف عليه السيد سركيس اغاجان الذي كان وما زال الامر والناهي في كل شاردة وواردة في المجلس واداءه ومؤسساته ومواقفه، وبهذا البرنامج الاعماري الكبير (ورغم الفساد المالي الذي رافقه) استطاع المجلس تحقيق نتائج انتخابية كبيرة على مستوى برلمان الاقليم والعراق. ليس عدلا تسميته بالمال السياسي ولكن المال كان له دوره في النتائج الانتخابية السابقة للمجلس.
ومع انحسار الامكانات المادية التي تحت تصرف السيد اغاجان ومؤسساته وبرامجه (ومن بينها المجلس الشعبي)، وغيابه شبه التام في التدخل الانساني اثناء ازمة النزوح، فان القاعدة الانتخابية انحسرت طرديا ايضا، ويضاف اليها انحسار الرقعة الجغرافية لوجود المجلس في مرحلة ما بعد الاستفتاء، التي انحسرت ايضا.
ومع ذلك فان المجلس وتحالفاته تضمن مقعدا واحدا على الاقل للمجلس، مع احتمال مقعدين اعتمادا على حجم الدعم والتحالف.

اتحاد بيث نهرين الوطني (115): رغم محدودية حضوره السياسي والجماهيري في الخزانات الانتخابية الكبيرة لشعبنا في الوطن او المهجر مما يقلل اصواته الانتخابية، فانه من الطبيعي ان يتلقى دعم من الاصوات المهدورة للاحزاب التي تشاركه التوجه، خاصة من حيث تضمين قائمته كوادر ونخب شيوعية. لو كنت شخصيا من يصنع قرار المكتب السياسي للشيوعي الكردستاني لكنت مارست حقي الطبيعي واوعزت الى كوادر وقواعد وجماهير الشيوعي الكردستاني للتصويت الى قائمة اتحاد بيث نهرين. لا غبار على ذلك، بل واجدها فشلا وكبوة وخطا في التقدير في حال لم يقرر الشيوعي الكردستاني ذلك.
بذلك فان قائمة اتحاد بيث نهرين الوطني ضمنت لها مقعدا برلمانيا.

تجمع السريان (131): مع جل احترامي وتقديري لهم فقد ظننت انهم انسحبوا من السباق الانتخابي ولذلك لم اشر اليهم في مقالاتي السابقة. ارجو منهم قبول اعتذاري.
التجمع بحصره نفسه بين السريان فقط (وهم مشتتون اساسا بين القوائم)، وبافتقاره الى حليف داعم، فانه لا يمتلك اية فرصة للفوز. في الحقيقة انه فقط يخدم القوائم المنافسة للمجلس الشعبي بسحبه الاصوات من قاعدة المجلس.

ائتلاف الكلدان (139): رغم دعم المرجعية الكنسية الكلدانية له، ورغم التعبئة بهذا الاتجاه، فان هذا الدعم لن يؤمن له الاصوات الكافية للفوز بمقعد برلماني، لان اصوات الكلدان مشتتة، ناهيك عن ان النسبة الاعظم من الكلدان يؤمنون، بخلاف الائتلاف، اننا شعب واحد ويرفضون النفس والتوجه الطائفي التشرذمي. كما ان النسبة الكبيرة من الكلدان، كما الاشوريين والسريان، لا يلتزمون الخيارات الانتخابية للبطريركية حتى لو اعلنت البطريركيات خياراتها جهارا، بل ويرفضون ان تحشر المرجعيات البطريركية نفسها في زاوية وخيار انتخابي محدد.
ولكن بمعرفة احتمالية دعم الحلفاء فان الائتلاف يبقى له حظ لا باس به في مقعد واحد.

ائتلاف الرافدين (144): رغم الانحدار المستمر منذ دورات انتخابية متلاحقة في الاصوات الانتخابية للزوعا، ورغم افتقار محتكري قيادته للمناصب والترشيح رغم الفشل في تقديم المكاسب لشعبنا، فانه يبقى اكبر احزاب شعبنا حضورا وتنظيما ومؤسسات وماكنة انتخابية، لا يهمها تقييم التجارب والاداء فكل ما يهمها هو الولاء الحزبي والشخصي، ستؤمن له مع دعم الحلفاء الشيعة مقعد انتخابي واحد على الاقل، مع احتمال ضئيل بمقعدين، وهو احتمال مشروط بالتزام الدعم وضخ الاصوات له من حلفاءه الشيعة.

ابناء النهرين (154): رغم الصعود الجماهيري لهم على حساب الزوعا، ورغم الذكاء الذي اعتمدوه في اختيار طيف من المرشحين لكسب الاصوات من البيت او من الاصدقاء (مثلا عن طريق المرشح باسل كوركيس)، ورغم كسبهم لقاعدة واسعة من المهجر من خلال خطاب فوبيوي شعبوي، ورغم تفاؤل القائمة ومسانديها بامكانية الحصول على مقعد نيابي، فاني لا ارى فرصة لذلك. صحيح انها ستكسب اصواتا كثيرة وتسجل تقدما كبيرا على حساب الزوعا، ولكن ذلك لن يكفيها للحصول على مقعد نيابي، خاصة بمعرفة ان الصناديق الانتخابية ستشهد، كما اوردنا اعلاه، ضخا للاصوات سيصعب على القائمة بلوغ الاصوات المطلوبة للفوز.

بابليون (166): لا قاعدة انتخابية لها في شعبنا على الاطلاق.
ولكن!!!
اذا كان قرار خوضها الانتخابات متخذا من قبل مرجعيتها السياسية الشيعية، فانه من المنطق ان نتوقع ان القرار يعني التزام الحلفاء الشيعة بضخ الاصوات اللازمة لمقعد انتخابي او اكثر.

اكرر انها قراءة شخصية تتحمل الخطا بنسبة كبيرة، واعتذر من الجميع ممن يخالفني الراي والتقييم، واشكر سلفا كل من يغني الحوار.
تحياتي.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا – دهوك
10 ايار 2018

مثال افتراضي على توزيع مقاعد الكوتا المسيحية (5 مقاعد) بين القوائم الستة المتنافسة
ت   القائمة   مجموع اصواتها   تقسيم 1.7   تقسيم 3   تقسيم 5   تقسيم 7
1   القائمة أ   25000   14705.88   8333.333   5000   3571.429
2   القائمة ب   21000   12352.94   7000   4200   3000
3   القائمة ج   15000   8823.529   5000   3000   2142.857
4   القائمة د   12000   7058.824   4000   2400   1714.286
5   القائمة هـ   8000   4705.882   2666.667   1600   1142.857
6   القائمة و   5000   2941.176   1666.667   1000   714.2857

ملاحظة: دائما مجموع الاصوات يقسم على 1.7، 3، 5 وهكذا

35
لماذا لن انتخب هذه القوائم؟


انهيت الجزء الاول من هذا المقال (الرابط في نهاية الصفحة) بوعد ان اسعى لمناقشة القوائم القومية المتنافسة على الكوتا المسيحية تسلسليا وبمنهجية المفاضلة بين ما هو مع او لصالح القائمة (Pro) او ضدها (Contra).
ولكني اجد ان كثرة مشاغلي وضيق الوقت وضغطه قبل الصمت الانتخابي لن تسمح لي بانجاز ذلك في الوقت المناسب. وحيث انه ليس عدلا نشر المفاضلة لبعض القوائم دون الاخرى، ارتايت ان انشر مقالا عاما يغطي المعايير التي اراها تستحق الاعتماد في قرار: من لا انتخب؟

بداية اود التاكيد هنا مرة اخرى ان ما انشره او اكتبه او اعلنه لا يمثل راي اية جهة اخرى ولا يلزم اية جهة او شخص اخر غير شخصي.
وحيث اني لاحظت في متابعات ما نشرته مؤخرا محاولات ليست بالجديدة للهروب من المحاججة الى التسقيط تارة او التسطيح تارة اخرى باتهامي انها مواقف شخصية نتاج خصومة مع هذا او ذاك. فاني اود التاكيد هنا ان مواقفي لم ولا ولن تعتمد او تنساق وراء الشخصنة كما يحاول البعض التعامل معها بغاية حرف البوصلة بعيدا عن اخطاءه وممارساته التي الحقت الضرر وما زالت بشعبنا وقضيته واستحقاقاته، وهي الاخطاء والممارسات التي دفعتني الى انتقادها، ومنذ تسعينيات القرن الماضي، نقدا مدعوما بالوثائق والوقائع والارقام والشواهد مما يجعل المقابل عاجزا عن الرد والمحاججة فيقرر الهروب منها اما باعتماد اساليب باتت معروفة في الرد، او تسويق اكذوبة انها مواقف عداء او خصومة شخصية بيني وبين الجهة السياسية الفلانية!!! وفي الحالتين لا اتلقى جوابا ونقاشا موضوعيا بل هجمة مشخصنة تتوجه الى الناشر وليس الى المنشور.
ان مواقفي هي نتاج قناعاتي التي لا اجامل بها احدا. كيف لانسان ان يعيش سلاما داخليا مع نفسه ان كانت مواقفه لا تنسجم مع قناعاته. وكيف لي ان لا اعبر عن قناعاتي ومواقفي من امور تهم وتؤثر على كتلة بشرية انتمي اليها وهي جزء اساسي من كينونتي.
هناك فرق بين ان يعطي رجل الدين رايه في امور وقضايا سياسية تؤثر عليه وعلى عائلته وقريته ومجتمعه وشعبه وبين ان يحترف السياسة. من حقي الثابت والطبيعي ان اعطي رايي بكل صراحة وجراة عن قضايا تخص الشعب الذي انا جزء منه، ولم ولن اتنازل عن هذا الحق. تذكروا اني لا اكتب لشخص محدد او للحظة آنية بل اكتب للشعب والتاريخ.


في الوقت الذي لكل قائمة انتخابية خصوصياتها، من عوامل لصالحها واخرى ضدها، وفي الوقت الذي تشترك فيه، قائمتين او اكثر، في بعض من الامور، مثلا اشتراك المجلس الشعبي وابناء النهرين دون سواهما في الاساءة الى مقدسات شعبنا حين روجوا لتسمية هرطوقية هي (اشورايا)، او اشتراك الرافدين وابناء النهرين في الخطاب الشعبوي والفوبيوي،
فان هناك موقفا واحدا مشتركا بين الجميع وهو حالة التناقض والشيزوفرينيا التي يمارسونها كاحزاب قومية علمانية ترفض الدولة الدينية وترفض التعامل معنا على اساس الهوية الدينية ولكنها تركض لاهثة وتتنافس بشراسة على كوتا ومقاعد بهوية دينية مسيحية.
اعتماد موقف قومي مشترك للاحزاب بعدم خوض الانتخابات ما لم يتم معالجة الامر واحترام الهوية القومية كان سيخلق ضغطا لتصحيح الوضع. وفي حال عدم الاتفاق على موقف مشترك، فان اي حزب كان يعلن مقاطعته للعملية الانتخابية بسبب الكوتا الدينية وضرورة تصحيحها الى كوتا قومية كان سيكون منسجما مع نفسه ويكتسب احتراما ومصداقية.
في الواقع الحالي اسمحوا لي بالقول ايها الاحبة في جميع القوائم انكم تعيشون تناقضا مع الذات حيث تدعون التزام هوية وخصوصية قومية ولكنكم تتنافسون على مقاعد بهوية دينية.
مثلما انتم جميعا تعيشون تناقضا بين ما تدعون في تصريحاتكم وبرامجكم من دعوة للدولة المدنية ورفض اعتماد مرجعيات دينية للمؤسسات السياسية ولكنكم بقبول الكوتا الدينية تسيرون في مسار مناقض لما تدعون.
من هنا فان هذه النقطة هي (Contra) لجميع القوائم دون استثناء.

التناقض الاخر، الذي اجده لدى جميع القوائم (باستثناء ائتلاف الكلدان) هي انها في الوقت الذي ولسنوات طويلة تقول، وانا اتفق معها، ان الازدواجية الادارية والامنية في سهل نينوى، حيث توجد ديموغرافيا مهمة وحيوية لشعبنا، اثرت كثيرا على وضع شعبنا وبقية مكونات السهل،
وفي الوقت الذي بقيت تدعو الى اعتماد الاليات الدستورية (رغم تحفظي الشخصي على وجود اليات دستورية سليمة في العراق ومن بينها المحكمة الدستورية التي هي غير موجودة في العراق)،
فان ايا من القوائم (باستثناء ائتلاف الكلدان) لم تلتزم في برنامجها تطبيق المادة 140 لاغلاق ملف المناطق المتنازع عليها، وهذا يشمل بقدر تعلق الامر بشعبنا منطقة سهل نينوى.
برايي هذا التناقض يثير الكثير من التساؤلات المريبة. احدها انهم ليسوا مؤمنين او مقتنعين بما يقولون عن الازدواجية فلذلك لم يتضمنها برنامجهم الانتخابي، او ربما لانهم لا يريدون اساسا انهاء الازدواجية ليبقى الموضوع مادة دسمة للترويج للخطابات الشعبوية والفوبيوية او لجني المكاسب المالية.
برايي ان السبب الثاني هو الاكثر احتمالا اعتمادا على التجربة مع بعض هذه القوائم في اقليم كوردستان حيث في الوقت الذي تعج فيه تصريحاتهم وندواتهم واعلامهم الفوبيوي بالتذمر والشكاوى (بينها ما هو صحيح) من امور في الاقليم ولكننا لم نجد يوما مشروع قرار او مناقشة في البرلمان لتصحيح الامر. نستثني من ذلك ابناء النهرين بشخص الدكتور سرود مقدسي.
مثلا، لسنوات نتحدث عن المناهج التعليمية، وتحديدا التاريخ وبشكل اكثر تحديدا موضوعة سمكو اغا، ولكن هل تقدم برلمانيو شعبنا في الاقليم بمذكرة طلب استجواب وزير التربية؟

ادناه بصورة عامة العوامل التي لصالح او لضد اختيار هذه القائمة او تلك، مع امثلة (للمثال لا الحصر) لتوضيح بعضها.
ومقدما ادرك حجم التجييش والشخصنة التي ساتعرض لها بعد هذا المقال بغية تكميم الافواه، ولكن ذلك لم يمنعني في السابق ولن يمنعني الان من قول ما اقتنع به بجراة وصراحة وشفافية وبنشره كلما رايت ذلك ضروريا. وادرك مقدما اتهامي بان المقال يتضمن تسقيط هذا او ذاك.
عفوا ايها السيدات والسادة، فانا اخر من يتبع التسقيط الذي انا احد ضحاياه. ان ما اورده من امثلة ووقائع (وليس استنتاجات او اجتهادات) هي التسقيط الذي مارسه ويمارسه البعض واني اوردها لاثبات ما اقول احيانا وكشهادة على السلوك التسقيطي للبعض احيانا اخرى، وفي الحالتين فان غايتي هي الضغط للتوقف عنه. ومع ذلك اعتذر مقدما ممن قد يعتبر ما اورده من امثلة اساءة لا اريدها ولم اقصدها لاي احد.

ما هي العوامل التي تؤثر ايجابا لصالح القوائم:
•   عابرة للانتماءات التسموية او المذهبية او المناطقية وتؤمن بوحدة شعبنا بتعددية تسمياته وتلتزم العمل على هذه الوحدة وتعديل الدستور والتشريعات بما يعكسها.
للتاريخ نقول ان جميع القوائم باستثناء ائتلاف الكلدان تعكس هذه النقطة في اسمها وتشكيلتها.
•   تلتزم احترام مقدساتنا القومية من تسميات ولغة وتاريخ وترفض بالمبدا والممارسة المساس بها.
•   تلتزم مبدا الحوار واحترام الراي والراي الاخر.
تحية وتقدير اكرر تقديمها الى قائمتي اتحاد بيث نهرين الوطني وابناء النهرين بشخص رئيسيهما السيدين صباح برخو وميخائيل بنيامين لقبولهم مبدأ المناظرة السياسية بما تعنيه من حوار متمدن وشفاف مع المنافس ومع الناخبين.
•   امتلاكها لجراءة وثقافة الاعتذار عن الممارسات الخاطئة التي ارتكبتها في مسيرتها السياسية كحزب او قيادات حزبية.
كيف لي مثلا ان اصوت لابناء النهرين وهم لم يمتلكوا جراة الاعتذار عن مشاركتهم فترة قيادتهم في الزوعا عن ما شاركوا في ارتكابه من اخطاء وممارسات بحق شعبنا وقضيته ومؤسساته واحزابه وناشطيه؟ اليس عدم الاعتذار اصرار واستعداد للتكرار؟
راجع مقالي في حينه: (رسالة مفتوحة الى الاخوة في زوعا2) ورابطه في نهاية هذا المقال.
•   التزام توحيد ديموغرافيا شعبنا تحت مظلة ادارية ودستورية واحدة ورفض سايكس بيكو جديد على شعبنا.
كيف لي ان اصوت لمن يرفض تواصل الديموغرافيتان الوحيدتان المتبقيتان لشعبنا في العراق (سهل نينوى وكردستان) تحت مظلة دستورية وادارية واحدة دون اي سبب سوى الفوبيا. طبعا مع التزام الاليات الدستورية ومن ضمنها قرار ابناء سهل نينوى.
•   ترفض وصاية المرجعيات الدينية والكنسية وهذا لا يعني عدم احترامها او تشاركيتها وتفاهمها معها.
كيف لي ان اصوت لقائمة هي خطوة اخرى في برنامج عمل واضح ومتعدد الخطوات انطلق قبل سنوات لوضع الهوية والشان القومي والسياسي تحت الجبة الكهنوتية الكنسية في استنتاخ للشيعية او السنية السياسية.
•   تتميز بالدماء والطاقات الجديدة وتلتزم ديمومة التواصل والتفاعل مع ابناء شعبها وعدم اقتصاره على المواسم الانتخابية او الاحتفاليات او المناسبات.
من منكم يتذكر شخص اسمه لويس كارو؟ هل تعرفون انه مثلكم لثمانية سنوات وانه كان "صوتكم" في البرلمان؟ متى كانت اخر مرة سمعتم به او التقيتموه؟
قام المرشحون وما زالوا بزيارات وندوات لجميع مناطق شعبنا في الحملة الانتخابية الحالية ولكنهم لم يفكروا بهذه الزيارات، الا نادرا واستثنائيا، على مدى دورتهم البرلمانية السابقة. نتمنى ان لا ينسوا ناخبيهم بعد الانتخابات.
السيد النائب عماد يوخنا بالامس (6 ايار) تذكر  فقط ان هناك قرية اشورية اسمها باختمة وهي من القرى الكبيرة في دهوك. صح النوم.
•   تؤمن وتلتزم بالعمل المؤسساتي في الحزب او المجتمع او الوطن. العمل المؤسساتي هو وحده صمام الامان من التخبط والارتجالية وهو وحده الضمان لتحقيق النتائج.
كيف لي ان انتخب من عمل منهجيا على تدمير وشلل ما كان موجودا من مؤسسات، ولو بحدها الادنى، عوض تطويرها.
•   يكون الوطن هو رصيدها وقبلتها وهدفها في مواقفها وسياساتها ويبقى المهجر داعما للوطن وليس موجها له او يقوده.
هل لاحظتم ان الخطاب السياسي لاحزابنا هو موجه الى المهجر بل وخاضع له اكثر من التزامه الوطن وتحدياته وواقعه؟
•   تلتزم اخلاقيات العمل السياسي النظيف.
كيف لي ان اصوت لقائمة مارست قيادتها السياسية محاولة التصفية الجسدية او قامت بفبركة التهم للوشاية الامنية لدى الاساييش لاغلاق مقر الحزب الوطني في نهاية التسعينيات.
•   ترفض المبالغة في الاستفادة من الامتيازات المالية.

اما العوامل التي ليست لصالح اختيار قائمة دون غيرها، فهي بالتاكيد عكس العوامل اعلاه ولذلك قد تبدو تكرارا في المضمون واختلاف في الصياغة عن النقاط السابقة:
•   تبنيها تسمية ضيقة دون اخرى في اسمها وتشكيلتها وبرنامجها.
قائمة ائتلاف الكلدان باسمها وتشكيلتها ومنذ تسجيلها انتخابيا في المفوضية قالت للسريان والاشوريين انا لست معنية بكم ولا باصواتكم ولا بهمومكم ولا بقضاياكم. فكيف يمكن للسرياني او الاشوري، وانا احدهم، ان ينتخبها؟
•   ترويجها لهرطقات تسموية تسيء لمقدسات وتاريخ شعبنا.
المجلس الشعبي ومن على منبر برلمان كردستان اساء وشوه تسمية شعبنا التاريخية واطلق عليه اسم (اشورايي) ولم يعتذر ويصحح الامر. وابناء النهرين من على مواقع التواصل الاجتماعي قاموا بذات الامر طمعا باصوات هراطقة اشورايى.
فمن لا يحترم مقدساتي وتاريخي كيف يتوقع ان ائتمنه على مستقبلي؟
•   انحصار وجودها الجغرافي على الارض في منطقة دون اخرى من ديموغرافية شعبنا.
الى حد ما اتحاد بيث نهرين الوطني مثالا.
•   تبنيها لاجندات سياسية لا تراعي اولوية مصلحة شعبنا. طبعا هناك فرق بين هذا الموقف وبين التحالف فهو امر لا بد منه في السياسة.
هل نستذكر القانون الجعفري مثلا؟ او التصويت لصالح عدم المساس بحدود محافظة نينوى وهو يعني حتما التصويت ضد استحداث محافظة سهل نينوى. او تغطية تشييع برطلة وتامين الممر الاستراتيجي لربط ايران بسوريا.
•   فشل ممارستها ومواقفها في تجاربها السابقة في التعامل مع قضايا شعبنا واستحقاقاته.
هل نستذكر التخبط في مواقف البعض بشان محافظة سهل نينوى؟ وهل نستذكر الامس القريب في التصويت لصالح ممثل مسيحي في المفوضية دون ان يمتلك حق التصويت؟
•   التناقض بين الادعاءات والافعال والخطاب التضليلي المحشو بالاكاذيب والتناقضات.
•   وكذلك الخطاب الشعبوي الفوبيوي الذي يهدر فرص المستقبل لشعبنا في وطنه وديموغرافيته المعروفة.
راجعوا مقالي: (رسالة محبة مفتوحة الى الزوعا وابناء النهرين والوطني) على الرابط في نهاية المقال.
•   الانتقائية في اختيار الامثلة للتسويق لمواقف سياسية مسبقة.
هل لاحظتم الانتقائية وانكار حقائق الواقع وعمى الالوان السياسي في المقاربة بين اوضاع شعبنا في الاقليم واوضاعه في مناطق الحكومة المركزية.
•   الفساد المالي والمحسوبية.
هل نستذكر حجم الفساد المالي في برنامج حكومة اقليم كردستان لاعمار قرى شعبنا تحت اشراف مباشر من السيد سركيس اغاجان (الاب الروحي للمجلس الشعبي وقوائمه الانتخابية)، وكم كان سيكون البرنامج، رغم الكثير الذي حققه، اكثر انتاجا وجدوى لولا الفساد المالي الذي صاحبه.
وهل نستذكر ان السيد جيفارا زيا عضو المكتب السياسي للزوعا (قبل استقالته الاخيرة) محكوم لاختلاسه المال العام (وهي بحسب معرفتي المتواضعة جنحة مخلة بالشرف) وقضى عاما في السجن بسببها.
•   ضبابية وجودها وتوجهاتها وارتباطاتها.
قائمة بابليون مثالا. والى حد ما المجلس الشعبي وحصره برغبة وارادة شخص واحد يمتلك حق الفيتو على كل شيء.

من هنا وبالمفاضلة بين الـ (Pro) والـ (Contra) للقوائم المتنافسة، وبمعرفة انه من غير الممكن ان تكون قائمة تمتلك كل عوامل الـ (Pro) وتفتقر الى كل عوامل الـ (Contra)، واعتمادا على الواقعية السياسة فاني شخصيا لن انتخب:
ائتلاف الكلدان، ابناء النهرين، المجلس الشعبي، الرافدين، بابليون
ومن حقي الطبيعي ان اتمنى على اصدقائي ومن يشاركونني الهم القومي والرؤية المستقبلية ان يفعلوا الشيء ذاته.
تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا دهوك 6 ايار 2018
في مقال لاحق قبل الانتخابات ساحاول استقراء التوزيع المحتمل لمقاعد الكوتا على القوائم المتنافسة.

الرابط الى الجزء الاول من هذا المقال (من لا انتخب):
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,874145.0.html
الرابط الى مقالي (رسالة مفتوحة الى الاخوة في زوعا2):
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,702436.0.html
الرابط الى مقالي (رسالة محبة مفتوحة الى الزوعا وابناء النهرين والوطني):
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,864324.0.html

36
المنبر الحر / من لا انتخب؟
« في: 11:46 05/05/2018  »
من لا انتخب؟

مع اقتراب يوم الاقتراع لانتخابات مجلس النواب العراقي في 12 من الشهر الجاري، لا اجد حوارا ونقاشا بين ابناء شعبي للاجابة على السؤال: من انتخب؟
اجابة تعتمد مناقشة استحقاقات شعبنا وبقية الشعوب العراقية واقليم كردستان وسهل نينوى حيث وجودنا الديموغرافي واستحقاقات عموم العراق شعبا ووطنا.
اجابة تعتمد المقاربة والمقارنة بين هذه الاستحقاقات وفرص واليات تحقيقها ابتداء من المرشحين والقوائم وتحالفات ما قبل الانتخابات مرورا بالبرامج الانتخابية وانتهاء باليات العمل في البرلمان وتحالفات ما بعد الانتخابات مع القوائم الاخرى لان الكوتا وحدها (حتى بافتراض وحدة موقفها لن تستطيع تمرير اي مشروع قرار في البرلمان)، تحالفات تهدف تحقيق مصالح شعبنا اولا مع الاخذ بنظر الاعتبار مناطق تمركز ديموغرافيته وظروفه الذاتية والموضوعية وتاثيراتها على وجوده وتحكمها بخياراته المستقبليه، بالاضافة الى انه في عالم السياسة هناك دائما مصالح مشتركة وليس اخذ دون مقابل.
اجابة تعتمد تقييم المرحلة السابقة (منذ 1992 حيث اول انتخابات يشارك فيها شعبنا بقوائم انتخابية لاحزابه السياسية) وما تحقق فيها وما لم يتحقق، وتحديد الاخفاقات واسبابها، واداء الاحزاب والبرلمانيين من شعبنا بممثليه القوميين في برلمان كردستان (حيث الكوتا قومية) او ممثليه المسيحيين في برلمان العراق (حيث الكوتا دينية).
وغيرها من الامور والمواضيع التي تتطلب حوارا شفافا ومسؤولا وموضوعيا ليقوم كل وبحسب استنتاجه وتقييمه لهذه الامور بتحديد خياره الانتخابي سواء على مستوى القائمة او المرشحين ضمنها.

ما اراه هو ان الجميع (بالمعنى العام) حدد خياراته حتى قبل اعلان القوائم والمرشحين والبرامج الانتخابية.
وهذا يعكس مدى التخندق والانقسام العمودي والتصارع لحد الغاء الاخر بين احزاب شعبنا التي باتت الانتخابات عندها يوم سباق رياضي (مع الافتقار الى اخلاقيات الروح الرياضية) يكون المهم فيه تحقيق الانتصار الرقمي على المنافس.

فالمهم هو من كسب اصواتا اكثر وليس المهم ما حقق سابقا او ما سيسعى لتحقيقه لاحقا، وكيف.
اليوم الانتخابي لشعبنا حاله حال يوم اكيتو حيث ترفرف الاعلام القومية والحزبية وتصدح الاغاني وتعلو الاصوات ويشتد التصفيق وترتفع نبرة الخطاب القومي ويصل الحضور الاعلامي مدياته الاقصى وليخبو ذلك في اليوم التالي لينام الشعب 364 يوما ليصحو في اكيتو اللاحق.
وكذا الامر مع يوم الشهيد.

هكذا ايضا هو يومنا الانتخابي حيث الفترة الانتخابية تكون مكتضة بالندوات والاعلانات وادعاءات الانجازات والمفاخر النضالية (معظمها وهمية او تضليلية) والخطابات الفوبيوية والشعبوية والوعود وقطع عهود الشرف والدم بين المرشحين والناخبين وووووو
وفي اليوم الثاني لنتائج الانتخابات يباشر عضو البرلمان باستلام امتيازاته بكل اشكالها، ويذهب الناخب ليواجه تحديات حياته اليومية الفردية والعائلية والمجتمعية والقومية سواء في مجال الاجابة واسشراق المستقبل الغامض او متطلبات اللحظة الانية.
فكلام الحملة الانتخابية تمحوه الامتيازات البرلمانية.
وليتكرر الامر بعد اربع سنوات من النوم والسبات حيث يستيقظ في موسم انتخابي لاحق المرشحون بشعارات وسقف اكثر ارتفاعا وبصوت ونبرة اعلى، لتستيقظ على وقعها الجماهير المتناقصة في الوطن والمتزايدة في المهجر لتطلب على صفحات الكمبيوتر ومواقع التواصل الاجتماعي ولتخرج في شوارع الاوطان البديلة في مشارق الارض ومغاربها مطالبة بحقوقها ووجودها ومستقبلها في الوطن المهجور الذي يسمونه "محتلا"!!!


خيار حدده الناخبون بناء على ولاء حزبي في مدرسة حزبية من محرماتها ان تاتي باسئلة مثل: ماذا؟ لماذا؟ كيف؟
خيار يستنتخ تجربة القائد الاوحد الذي باتت الامة بعده عاقرا لا تنجب. قائد اوحد تحرم مناقشته في زمن بات الناخبون انفسهم يناقشون في الذات الالهية ولكنهم ممنوعون من نقاش الذات القائدية. وان تجرا احد وفعل فالويل والثبور من الجيوش الاكترونية الجرارة الى قاموس يفوق بقذارته قواميس السياسات والاعلام العروبي، ومفردات يعجز طه حسين عن استنباطها مثل المنبطحون والمستكردون والمتاشورون والمتكلدنون ووو
خيار انتخابي ينعكس في اداء انتخابي رخيص لا يتوقف عند حدود الولاء للحزب او القائد بل يتعداه الى تسقيط الاخر بكل الطرق والاساليب المتاحة واللاشرعية في الحياة الواقعية او الافتراضية على الانترنت. كيف لا وشعبنا هو من اكثر الشعوب استخداما لمواقع التواصل الاجتماعي (اذا ما قورن مستخدميه بعدده).
كما لا يتوقف عند العامة بل اعضاء برلمان حاليين ورؤساء قوائم واحزاب و"نخب" ايضا.
خيار انتخابي باتت الحملة الدعائية من صور وملصقات وندوات وزيارات غير ذات معنى من حيث انها لا تؤثر شيئا في خيارات الناخبين لانها محسومة سلفا.

اني اعلنها جهارا وللتاريخ اذا كانت ما نراه من حملات واداء اعلامي وانتخابي لقوائم شعبنا ومناصريهم تمثل اخلاقيات وصورة شعبنا فاني براء براء براء من هذا الشعب.

بالتاكيد هناك استثناءات (للاسف قليلة وغير مؤثرة) سواء على مستوى القوائم او المرشحين او الناخبين.
وفي المقابل هناك من كان وما زال له الدور الاكبر في هذه الممارسة التي تراكمت اساليبها وقذاراتها منذ اطلقها عام 1992 عندما منح لنفسه حق منح او سحب ليس فقط صفة النضال القومي او الوطني من الاخرين عبر تخوينهم وتسقيطهم سياسيا وصولا الى محاولة اغتيالهم جسديا (في المنصورية في شباط 1994)، بل وسحب الهوية والانتماء القومي من المقابل المختلف معه سياسيا.
وما زال التسقيط والتخوين مستمرا واتسع عموديا وافقيا واصابت عدواه اخرون.
(وحيث ان الشيء بالشيء يذكر، فانه تعود بي الذاكرة الى المركز الثقافي الاشوري في دهوك بعد انتخابات 1992 حيث حددت الكوتا خمسة اعضاء برلمانيين ولكن البعض كان يصر ان لنا فقط اربعة اعضاء في البرلمان هم قائمة الزوعا حيث اسقطوا الهوية القومية الاشورية من السيد اغاجان. في المقابل كنت اقول ان لنا ستة اعضاء هم خمسة في الكوتا والشهيد فرنسو حريري رئيس الكتلة الصفراء الذي جاء الى الحياة اشوريا فكيف اسحب منه هويته القومية بسبب انتماءه السياسي، علما ان لا احد يزايدن على وفاءه واخلاصه ونضاله القومي فهو خدم وقدم اكثر من الاخرين ممن سمحوا لانفسهم سحب والغاء هويته وانتماءه القومي.)

لاجل هذا وذاك جاء عنوان مقالي: من لا انتخب؟ وليس: من انتخب؟
عنوان تعمدت اختياره من اجل محاولة (اظنها يائسة) لتحريك العقل الراكد الذي وهبه الله لنا للاسترشاد به ولكن الكثير منا قرر الغاء وجوده والتحول الى روبوت يتلقى وينفذ دون ان يناقش ويستفسر.
محاولة (متيقن من كونها يائسة) لياخذ الشعب المبادرة ويمارس حقه في مسائلة من يدعون تمثيله عن طريق عدم انتخاب من خان الامانة وفشل في المهمة او لا يبدو قادرا على الايفاء بها في حال انتخابه.

في المانيا حيث اضطررت مع عائلتي اللجوء اليها بعد محاولة الاغتيال التي تعرضت لها عام 1994 التحق ابنائي بالدراسة واكمل ثلاثة منهم، بنعمة الرب، دراستهم الاكاديمية بدرجة ماجستير، اثنان منهم في العلوم السياسية.
تعلمت منهم الكثير.
واحد اهم ما تعلمته هو انه قبل اتخاذ القرار والخيار في موضوع ما، فاني اضع جدولا بعمودين متقابلين: احدهما (Pro) اي (مع او لصالح) والاخر (Contra) اي (بالضد) وبالموازنة بينهما يتم الاختيار.
اي ليس هناك موقف مسبق او ايهام وتضليل للذات باخفاء ما قد يكون (مع) او (بالضد) بغاية الوصول الى خيار حددته مسبقا او اوجه الامور للوصول اليه.
بهذه المنهجية والمفاضلة بين (Pro) و(Contra) قمت بتحديد الكثير من الخيارات في الكثير من المواقف التي مررت بها، وبهذه المنهجية ساقوم بتحديد خياري الانتخابي بين القوائم المتنافسة، ولكن على اساس (من لا انتخب؟) لان سؤال (من انتخب؟) ليس على طاولة حوار شعبنا، الحوار المفقود اساسا.
ساشارككم هذه المفاضلة التي اتمنى ان يسمح لي ضغط الوقت من جهة واشغالي والتزاماتي من جهة اخرى ان انجزها في الايام القادمة قبل يوم السباق الرقمي بين القوائم المسيحية لاحزابنا القومية.
لن اخوض او اقع في فخ الاسماء بل ساكتفي بالـ (Pro) و(Contra) للقوائم. فانا متيقن ان في كل القوائم اشخاص كفوئين يستحقون التقدير والاحترام.
وساقوم بالمفاضلة ومشاركتها تصاعديا بحسب تسلسل ارقام القوائم:
المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري 113، اتحاد بيث نهرين الوطني 115، ائتلاف الكلدان 139، ائتلاف الرافدين  144، ابناء النهرين 154، بابليون 166
اتمنى ان اقوم بذلك ابتداء من مساء هذا اليوم، فالى اللقاء.
تحياتي

ملاحظة: لا ادري ان كان من حقي ان احلم بحوار حضاري متمدن بعيدا عن التسقيط والشخصنة والشتائم. فحتى احلامنا باتت رهينة البعض.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا دهوك
5 ايار 2018

37
استفسارات انتخابية: من يمسك الملف الامني لبلداتنا في سهل نينوى؟ وهل حقوقنا منقوصة؟

من البديهي ان ينشر المرشحون اعلانات انتخابية تتضمن فقرات من برامجهم الانتخابية التي يسعون لتحقيقها، او فقرات مما "انجزوه" في نشاطهم السياسي السابق كاعضاء في البرلمان او الحكومة او الاحزاب او المؤسسات وغيرها.
من هنا فان نشر السيد يوناذم كنا لهكذا منشورات او بوسترات هو حق مشروع لا يجادلن احد فيه.
ومن متابعتي للمنشورات المختلفة لمختلف المرشحين وجدت المنشورين ادناه على احدى الصفحات المروجة للسيد كنا.
اود التعقيب وفتح النقاش عنهما والذي اتمناه موضوعيا، فاقول:
اولا: في احد المنشورات (انشره ادناه) يفتخر السيد كنا بمسك الملف الامني في بلداتنا بسهل نينوى، في اشارة واضحة الى وحدات سهل نينوى. جيد جدا وعاشت ايدك.
ولكن ادناه الحقائق على الارض بمن يمسك الملف الامني في كل بلدة من بلداتنا في سهل نينوى:
بغديدة وكرمليس: وحدات حماية سهل نينوى
منطقة برطلة: الحشد الشعبي الشبكي
(وهو يمارس ويغطي ويحمي التجاوزات وفرض التغيير الديموغرافي على برطلة السريانية التي بات الساسة الشبك يسمونها بعاصمة الشبك، وحيث الاعلام الطائفية الشيعية وصور الامام الخميني وخامنئي ترفرف في مداخلها وعلى احياءها ومؤسساتها. احدى الصور نشرتها سابقا واعيد نشرها ادناه)
منطقة بعشيقة وبحزاني: الحشد الشعبي.
تلكيف: كتائب بابليون
باطنايا: كتائب بابليون
باقوفا: الاساييش
تللسقف: الاساييش
القوش: الاساييش

طبعا بالاضافة الى تواجد الجيش العراقي في مناطق الحكومة المركزية والبيشمركة في مناطق سيطرة الاقليم.
وحيث ان السيد كنا لم ولا ولن يكذب ابدا، لذلك فانا اصدق قوله بان شعبنا (من خلال وحدات حماية سهل نينوى) بات يمسك بالملف الامني في بلداتنا،
عليه يحق لي ان استنتج وفق تصريح السيد كنا ان برطلة، بعشيقة، بحزاني، تلكيف، باطنايا، تللسقف، القوش ليست بلداتنا او ليست في سهل نينوى. وان بغديدة وكرملس هي فقط بلداتنا وهي فقط في سهل نينوى. (بالمناسبة ان السيد جوني يعقوب، عضو برلمان كردستان عن الزوعا سبق وان نشر في 19 اذار على صفحته الصورة والتعليق المنشور ادناه قائلا: (بخديدا بيت الأمة، وحدات حماية سهل نينوى حماة بيت الأمة. تذكار مار قرياقوس – بخديدا) وحينها استفسرت: وهل برطلة وبعشيقة وبحزاني وتلكيف وباطنايا ليست بيوت الامة؟ ولكني وكالعادة لم اتلق الجواب بل الاساءات والشتائم!!!)
انا اصدق يوناذم الذي لم ولا ولن يكذب.
وانا اكذب الجغرافيا والحقائق على الارض التي لا ولم ولن تصدق.

ثانيا: في منشور اخر يقول السيد كنا اننا (يعني شخصه والزوعا) لا يقبلون بحقوق ناقصة لشعبنا.
قائمة الحقوق المنقوصة التي مررها البرلمان بوجود السيد كنا طويلة وعريضة ولا يتسع المجال لذكرها.
ساكتفي باحداها كونها متعلقة بالانتخابات، وهي ان العضو المسيحي في مفوضية الانتخابات لا يمتلك حق التصويت.
وهنا ايضا، حيث ان السيد كنا لم ولا ولن يكذب ابدا او يدعي ما هو غير موجود او غير متحقق، فاني اصدقه واصدق ان عدم امتلاك العضو المسيحي حق التصويت ليس انتقاصا لحقوقنا.
واستنتج مع السيد كنا ان سقف حقوقنا في المفوضية هو ان لا نمتلك حق التصويت وهذا متحقق بالجهود الحثيثة والمشكورة للسيد كنا.
تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا – دهوك
3 ايار 2018


38
لماذا يخفي السيد يوناذم كنا محطات في سيرة حياته السياسية؟

ان ينشر المرشح سيرة حياته هو حق، بل وشخصيا اعتبره واجب اخلاقي تجاه الناخبين.
من هنا فان نشر السيد يوناذم كنا لسيرته الشخصية (كما الكثير من المرشحين) هو حق مشروع لا غبار عليه.
ولكن ان ينشر السيد كنا سيرته مبتورة وناقصة فان ذلك هو تضليل للناخبين واساءة وعدم احترام لهم.
وبذلك يصبح الامر مريبا ومثيرا للاسئلة وعلامات الاستفهام التي يعرف اجاباتها الجيل الذي بعمر السيد كنا وعاصر الاحداث وتابعها، ولكن لا تعرفها الاجيال الناشئة والذين هم الخزان الانتخابي الكبير الذي يسعى السيد كنا الى كسب اصواته عبر تضليله بشتى الطرق ومنها حجب مراحل ومحطات واحداث من سيرته الشخصية.
وهذه تسيئ وتنتقص من ما تبقى للسيد كنا من مصداقية، مثلما هي اساءة سلوك من المرشح الذي يفترض ان يحترم شعبه ويكون شفافا معه.
السيد كنا لم يذكر في سيرته الشخصية التي نشرها انه كان في بداية السبعينات من الاعضاء الناشطين في الحزب الديمقراطي الكردستاني وناشطا في اتحاد طلبة الحزب في جامعة السليمانية.
ولم يذكر انه كان من مرافقي وحماية المرحوم كيو مالك جكو رئيس اللجنة العليا لشؤون المسيحيين التي شكلها حينها الحزب الديمقراطي الكردستاني.
ولم يذكر انه بعد انهيار الثورة الكردستانية بعد اتفاقية الجزائر 1975 طلب الاستفادة من "العفو" الذي اصدره حينها النظام، وليكون السيد كنا واحدا من الكثيرين الذين اطلق عليهم النظام تسمية "العائدون الى الصف الوطني".
ولمن لا يعلم فان "العائدين الى الصف الوطني" كان النظام يعاملهم بالسوء والعقاب وظيفيا ومهنيا ودراسيا وان الكثيرين منهم تم نفيهم الى المحافظات الجنوبية.
استثنى النظام من هذه العقوبات من قبلوا الالتحاق بالنظام واجهزته الحزبية والامنية، واحدهم كان السيد يوناذم كنا حيث منح بعد تخرجه من كلية الهندسة رتبة ملازم احتياط في الجيش الصدامي، وهي رتبة لم تمنح حينها او بعدها الى خريجي كليات الهندسة الا ممن كانوا بعثيين.

كاتب هذا المنشور هو مهندس خريج كلية الهندسة جامعة بغداد ولكني لم امنح رتبة ملازم احتياط لسبب بسيط هو اني لم اكن بعثيا.
هذه وغيرها معروفة لمن عاصر الاحداث حينها ولكنها غائبة عن الاجيال اللاحقة والحالية.
وهذه وغيرها تؤكد لنا المؤكد الذي نشرته العديد من الجرائد (الحوزة، البينة، هاولاتي، الخ..) التي اتهمت السيد كنا بعلاقات استخبارية مع النظام السابق.
ولكن السيد كنا تعمد اخفاء هذه المحطات لعدم اثارة الاسئلة لدى الاجيال التي تجهلها وهو يسعى لكسب اصواتها.
بالتاكيد فان الانتماء الى الديمقراطي الكردستاني ليس عيبا او انتقاصا. فالديمقراطي الكردستاني ضم وما يزال يضم قياديين وكوادر واعضاء ومناصرين من ابناء شعبنا.
وبين قيادييه من عمل وناضل واستشهد خادما لشعبه كالشهيد المرحوم فرنسو حريري الذي لا يزايدن احد على تفانيه القومي وما انجزه من تشريعات في البرلمان الكردستاني حين كان رئيسا لكتلة البارتي في الدورة الانتخابية الاولى.
وبين قيادييه وكوادره الحاليين من هم ملتزمون ومستمرون في خدمة شعبنا وقضيته بما في استطاعتهم.
ولكن العيب كل العيب ان يقوم المرشح السيد كنا باخفاء هذه المحطات بشكل يثير الريبة والتساؤلات.
بالعودة الى الموضوع، فانه وحتى بعد تسريح السيد كنا من الخدمة العسكرية الى الحياة "المدنية" فانه بقي يتمتع بامتيازات استثنائية مثل اجازة حمل السلاح، وكاتب المقال شاهد على ذلك حيث كنت شماسا اثناء افتتاح كنيسة مارت شموني في كورى كافانا التي "تبرع" ببناءها السيد كنا الذي كان يرتاد القرية لمتابعة الاعمال وشارك في مراسيم الافتتاح والمسدس على خاصرته.
ومن الامتيازات الاخرى التي يقال عنها ان داره في كركوك لم يتم حجزها من قبل النظام بعد "التحاقه" بالكفاح المسلح عام 1985 في حين تم حجز املاك عائلة الشهيد يوسف توما زيباري في كركوك.
ناهيك عن حريته في التحرك بعد اعتقال الشهداء يوبرت ويوسف ويوخنا الى حين التحاقه بالمناطق المحررة من النظام وكما هو وارد في التقرير الخطي الذي كتبه السيد فردريك متي المقيم حاليا في استراليا. (بالمناسبة فان البارتي كان الحزب الذي قاد الثورة الكردستانية التي حررت هذه المناطق ووفرت الفضاء والجغرافيا للمعارضة العراقية من مختلف القوى والتوجهات والهاربين من النظام وبينهم السيد كنا ايا كانت اسباب وغايات التحاقه).
تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا – دهوك
2 ايار 2018

39
متابعة انتخابية: اتحاد بيت نهرين الوطني وابناء النهرين يوافقان على المشاركة في المناظرة الانتخابية

بتاريخ 16 نيسان دعوت قوائم شعبنا المتنافسة على الكوتا الى اجراء مناظرة انتخابية اقوم بادارتها في دهوك (وربما تلحقها اربيل وسهل نينوى) ويحضرها الراغبين من ابناء شعبنا وتغطيها الوسائط الاعلامية المتابعة والمتاحة.
اشترطت في الدعوة ان يكون المشارك اما رئيس القائمة او مرشح مخول بالمشاركة والتحدث باسم القائمة.
واشترطت ايضا ان تبدأ المناظرة بمصافحة الجميع للجميع وتنتهي كذلك.
اثنتان فقط من القوائم ابدتا الاستعداد للمشاركة وبكل رحابة صدر، وهما: قائمة اتحاد بيث نهرين الوطني (رقمها 115)، وقائمة ابناء النهرين (رقمها 154).
حيث وافقت القائمتين بشخص رئيسيهما السيد صباح ميخائيل برخو والسيد ميخائيل بنيامين داود على المشاركة، ورفضت قائمة المجلس الشعبي المشاركة دون ابداء الاسباب، في حين لم تعلن ايا من القوائم الاخرى رفضها او قبولها.

وحيث اني كنت قد قررت ان المناظرة سنعقدها بمشاركة ثلاثة قوائم على الاقل، فاني اعتذر عن ادارة مناظرة بين قائمة اتحاد بيث نهرين الوطني وابناء النهرين، الا اذا اتفقت ورغبت القائمتين بعقدها بمشاركتهما الثنائية فقط بالتاريخ الذي يتفقان عليه، فحينها اكون بالتاكيد تحت تصرفهما لادارة المناظرة بكل محبة ورحابة صدر.
طبعا الباب مفتوح لعقد مناظرة بثلاثة قوائم على الاقل في حال موافقة قائمة اخرى في اليومين القادمين على المشاركة.
ملاحظة لا بد منها:
جاء ترحيب وتاييد وموافقة اتحاد بيث النهرين الوطني وابناء النهرين على المناظرة والمشاركة فيها اعتمادا على:
•   ان المناظرات هي احترام للشعب والناخبين وحقهم في الحوار والمناقشة مع القوائم المتنافسة.
•   ان المناظرات هي اغناء للحوار السياسي بين مختلف توجهات شعبنا وبينها وبين ابناء شعبنا، خاصة وان قضيته واستحقاقاته وتحدياته لا يمكن لاية جهة تحملها لوحدها.
•   ان المناظرات تخلق حالة من التقارب المبني على الاحترام المتبادل بين مختلف القوائم والتوجهات وهو امر مطلوب لاي جهد جماعي في البرلمان وخارجه.
•   ان المناظرات ستساهم في استعادة الاداء السياسي لشعبنا لنضوجه وترفعه عن المهاترات والتسقيط الذي بات ظاهرة تطبع الاداء السياسي والاعلامي لشعبنا بما يشوه صورته الموروثة والتقليدية من النزاهة والمصداقية والاخلاقية.
•   ان المناظرات بين قوائم شعبنا سترفع الاداء السياسي له واحترامه امام القوى والتوجهات والشعوب الاخرى التي نتقاسم معها الوطن من خلال كونها سابقة وقدوة للاخرين.
•   ان القوائم المشاركة في المناظرة تمتلك الثقة بالنفس وببرامجها وامكاناتها على التعبير عنه ومناقشته، فمن يخاف او يتردد او يفتقر الى الامكانية في مناقشة برنامجه مع شعبه وناخبيه ومع زملاءه من ابناء شعبه كيف نتوقع منه ان يفعل ذلك في البرلمان وبين الحيتان.

اشكر قائمتي اتحاد بيث نهرين الوطني ورئيسها االسيد ميخائيل برخو، واشكر قائمة ابناء النهرين ورئيسها السيد ميخائيل بنيامين واتمنى لقائمتيهما ولشخصيهما الكريمين التوفيق في خدمة شعبنا.
والى فرص اخرى حين يبلغ احترام السياسيين لشعبهم ويبلغ نضوجهم وشعورهم بالمسؤولية واحترامهم المتبادل فيما بينهم مستوى يمكن معه اجراء المناظرات في محطات انتخابية اخرى.

تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 29 نيسان 2018

40
دعوة الى مناظرة انتخابية لقوائم شعبنا

يتوجه العراقيون، وبينهم ابناء شعبنا، الى الانتخابات في 12 ايار القادم لانتخاب اعضاء البرلمان في دورته الجديدة.
•   وحيث ان البرلمان هو اعلى سلطة تشريعية في العراق،
•   وحيث ان شعبنا شعب اصيل في الوطن فانه متوقع منه وله ان يشارك في بناء مستقبل وطنه كما شارك في بناء تاريخه،
•   وحيث ان شعبنا يعاني من الافتقار الى المساواة والعدالة في التشريعات العراقية، مثلما في بقية المجالات الحياتية التي يتطلب التعامل معها تشريعيا،
•   وحيث ان العملية الانتخابية هي عملية لا تنحصر بيوم الانتخابات فقط، بل تنطلق مع اقرار القانون الانتخابي واعلان المشاركين، افرادا واحزابا وتحالفات، وتبنيها لبرامجها الانتخابية واطلاقها لحملاتها الانتخابية،
•   وحيث ان الناخبين لهم الحق في التحاور والنقاش مع المرشحين،
•   وحيث ان القوائم المتنافسة ملزمة باعتماد الصراحة والوضوح مع نفسها ومع شعبها،
•   وحيث ان الجميع، كيانات وقوائم ومرشحين، متعهدون اعتماد الاسلوب الحضاري المتمدن الذي يليق بشعبنا من جهة، وبالسلطة التشريعية التي يسعون للمشاركة فيها من جهة اخرى،
•   وحيث ان شعبنا يسعى الى تعزيز حضوره واداءه النوعي والمتمدن في الحياة السياسية والثقافية وغيرها على مستوى الوطن ايضا، مثلما في البيت الداخلي،
•   وحيث ان اداءنا السياسي والاعلامي يحتاج الى الارتقاء به لما يخدم شعبنا وقضيته التي يتشارك الجميع المسؤولية تجاهها،
•   وحيث ان المناظرات المفتوحة بين المتنافسين تتيح اجواء وفرص متكافئة لتبادل الرؤى والاراء عبر احترام الراي والراي الاخر،
•   وحيث ان المناظرات هي من اكثر الاساليب المعتمدة في الدول الديمقراطية في المنافسات والانتخابات الرئاسية او البرلمانية او البلدية،

فاني ادعو الاحبة في القوائم المتنافسة من ابناء شعبنا الى مناظرة مفتوحة اقوم بادارتها في احدى القاعات في دهوك (وربما تلحقها اخرى في اربيل وسهل نينوى) وتكون مفتوحة للحضور من ابناء شعبنا ووسائله الاعلامية الراغبة.

ملاحظات:
1- لا شروط مسبقة للتهيئة للمناظرة او لمسارها، فيما عدا شرطان:
الاول: ان القائمة المشاركة تتمثل برئيس القائمة او احد المرشحين المخولين رسميا للمشاركة باسم القائمة.
ثانيا: تبتدأ المناظرة بالمصافحة المتبادلة بين كل المشاركين، وتنتهي بمصافحة متبادلة بينهم.
2- التفاصيل التقنية من حيث الموعد والمكان وفترة المناظرة يتم الاتفاق عليها لاحقا بين المشاركين بعد اعلان مشاركتهم
3- نرجو من القوائم الراغبة بالمشاركة ارسال رسالة الكترونية على ايميلي الشخصي: youkhana@web.de
4- اخر موعد لاعلان المشاركة من عدمها هو منتصف ليلة الاحد \ الاثنين 22 \ 23 نيسان 2018

تحياتي ومجبتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 15 نيسان 2018

41
دعوة الى مناظرة انتخابية لقوائم شعبنا

يتوجه العراقيون، وبينهم ابناء شعبنا، الى الانتخابات في 12 ايار القادم لانتخاب اعضاء البرلمان في دورته الجديدة.
•   وحيث ان البرلمان هو اعلى سلطة تشريعية في العراق،
•   وحيث ان شعبنا شعب اصيل في الوطن فانه متوقع منه وله ان يشارك في بناء مستقبل وطنه كما شارك في بناء تاريخه،
•   وحيث ان شعبنا يعاني من الافتقار الى المساواة والعدالة في التشريعات العراقية، مثلما في بقية المجالات الحياتية التي يتطلب التعامل معها تشريعيا،
•   وحيث ان العملية الانتخابية هي عملية لا تنحصر بيوم الانتخابات فقط، بل تنطلق مع اقرار القانون الانتخابي واعلان المشاركين، افرادا واحزابا وتحالفات، وتبنيها لبرامجها الانتخابية واطلاقها لحملاتها الانتخابية،
•   وحيث ان الناخبين لهم الحق في التحاور والنقاش مع المرشحين،
•   وحيث ان القوائم المتنافسة ملزمة باعتماد الصراحة والوضوح مع نفسها ومع شعبها،
•   وحيث ان الجميع، كيانات وقوائم ومرشحين، متعهدون اعتماد الاسلوب الحضاري المتمدن الذي يليق بشعبنا من جهة، وبالسلطة التشريعية التي يسعون للمشاركة فيها من جهة اخرى،
•   وحيث ان شعبنا يسعى الى تعزيز حضوره واداءه النوعي والمتمدن في الحياة السياسية والثقافية وغيرها على مستوى الوطن ايضا، مثلما في البيت الداخلي،
•   وحيث ان اداءنا السياسي والاعلامي يحتاج الى الارتقاء به لما يخدم شعبنا وقضيته التي يتشارك الجميع المسؤولية تجاهها،
•   وحيث ان المناظرات المفتوحة بين المتنافسين تتيح اجواء وفرص متكافئة لتبادل الرؤى والاراء عبر احترام الراي والراي الاخر،
•   وحيث ان المناظرات هي من اكثر الاساليب المعتمدة في الدول الديمقراطية في المنافسات والانتخابات الرئاسية او البرلمانية او البلدية،

فاني ادعو الاحبة في القوائم المتنافسة من ابناء شعبنا الى مناظرة مفتوحة اقوم بادارتها في احدى القاعات في دهوك (وربما تلحقها اخرى في اربيل وسهل نينوى) وتكون مفتوحة للحضور من ابناء شعبنا ووسائله الاعلامية الراغبة.

ملاحظات:
1- لا شروط مسبقة للتهيئة للمناظرة او لمسارها، فيما عدا شرطان:
الاول: ان القائمة المشاركة تتمثل برئيس القائمة او احد المرشحين المخولين رسميا للمشاركة باسم القائمة.
ثانيا: تبتدأ المناظرة بالمصافحة المتبادلة بين كل المشاركين، وتنتهي بمصافحة متبادلة بينهم.
2- التفاصيل التقنية من حيث الموعد والمكان وفترة المناظرة يتم الاتفاق عليها لاحقا بين المشاركين بعد اعلان مشاركتهم
3- نرجو من القوائم الراغبة بالمشاركة ارسال رسالة الكترونية على ايميلي الشخصي: youkhana@web.de
4- اخر موعد لاعلان المشاركة من عدمها هو منتصف ليلة الاحد \ الاثنين 22 \ 23 نيسان 2018

تحياتي ومجبتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 15 نيسان 2018

42
اراء انتخابية (1): رسالة محبة مفتوحة الى الزوعا وابناء النهرين والوطني
(اسميت الموضوع اراء انتخابية (1) لانه ربما تلحقه مواضيع اخرى متعلقة بالانتخابات.)

الاخوة الاحبة في التحالفات والكيانات المتنافسة ضمن الكوتا المسيحية
•   مع اقرار يوم 12 ايار القادم موعدا لاجراء انتخابات مجلس النواب العراقي لدورته الجديدة،
•   ومع انتهاء فترة تسجيل الكيانات والتحالفات السياسية التي ستخوض الانتخابات والتي نتمنى لها النجاح في خدمة المواطن والوطن،
•   دخلت هذه الكيانات مرحلة اختيار المرشحين الذين نامل ان تتم تسميتهم على اسس الكفاءة والمؤهلات والشعور والالتزام بمصلحة شعبنا، ونتمنى عدم تكرار اخطاء الترشيحات السابقة (غالبيتها بوعي) حيث الولاءات والمصالح الشخصية والحزبية كانت المتحكمة، وحيث بات مثلا النادل في البارات المفتقر لاية خبرة ودراية سياسية (لا انتقص من قيمة اي عمل او مهنة ولكن لكل منها مجالها) متحدثا باسم الشعب بلغة تتسم بالسفاهة ولا تليق بعضو برلمان يمثل شعب متحضر، او كان "ممثل" الشعب غائبا عن حياة وواقع بل وذاكرة الشعب (مثلا، شخصيا رغم متابعاتي كنت قد نسيت ان الدكتور لويس كارو هو عضو برلمان و"ممثل" لشعبنا، ولم اتذكره الا بعد ان وجدت اسمه وتوقيعه في الايام السابقة على طلب مقعد للارمن)، وغيرها مما يمكن توصيفه (بالشخص غير المناسب في المكان غير المناسب) وهو الامر الذي ادى الى اخفاق تام في تحقيق تشريعات لصالح شعبنا، باستثناء بعض محاولات تستحق التقدير من قائمة الوركاء،
•   ودخلت هذه الكيانات مرحلة اعداد واعلان برنامجها الانتخابي الذي نتمناه ان لا يكون مجرد ورقة روتينية او حشو وتكرار انشائي او نسخ لصق (copy paste) فيكفينا الفشل التام الى اليوم، حيث نكتفي بمثال مطلب محافظة سهل نينوى التي ملا بها الزوعا والمجلس الشعبي الدنيا زعيقا وضجيجا ولكن لم يتحركوا وعلى مدى 8 سنوات (دورتين برلمانيتين) اي شيء تحت قبة البرلمان من اجلها. نتمنى ان تكون البرامج الانتخاببية برامج واقعية نابعة من فهم المرحلة وتحدياتها ومتطلباتها من جهة، وامكانية تحقيقها من جهة اخرى، وبالتاكيد ايمان وقناعة المرشحين بها ليلتزموها،

وبعد الترشيحات والبرنامج الانتخابي ستدخل هذه الكيانات مرحلة الحملة الانتخابية التي نتمناها نظيفة نزيهة بعيدة عن التسقيط والتخوين خاصة بعد ان تم منذ الانتخابات السابقة انجاز صفقة غلق ملف المشمول باجتثاث البعث وشراء براءته بثمن سياسي دفع شعبنا ثمنه، فنتمنى ان تكون الحملة القادمة نزيهة شفافة راقية بقدر ما نصور انفسنا شعبا راقيا،
ليلحقها يوم الانتخابات الذي نتمنى ان يشارك شعبنا في الوطن والمهجر فيه ليس من منطلق الالتزام الشخصي او العشائري او الكنسي او الحزبي بل من منطلق المسؤولية القومية والوطنية،
لتليها مرحلة اعلان الفائزين والتي نتمنى ان تكون نزيهة شفافة لا مؤامرات فيها كما حصل في المؤامرة المفضوحة على السيد خالص يشوع في الانتخابات السابقة،
ولنتمنى بعدها ان يتم احترام النتائج والالتزام بها والتعاون بين الجميع ودعم الفائزين لتحقيق ما يمكنهم من برامج وتشريعات لشعبنا،

فأقول بعد هذا الى الاخوة والاحبة تحديدا في احزاب الزوعا وابناء النهرين والوطني:
لست اشك في اخلاص الكثيرين من اعضاء قياداتكم وكوادركم وقواعدكم للمصلحة القومية والوطنية لشعبنا.
ولست اشك في ادراككم الوضع المزري الذي يعيشه شعبنا ومدى الحاجة الى العمل والجهد الجماعي.
ولكني اشك تماما في فهمكم للواقع الجيوالسياسي والديموغرافي لشعبنا الذي يشكل قاعدة هذا العمل اذا ما اردناه ان يكون مثمرا وايجابيا.
كما اشك تماما في شعوركم بالمسؤولية القومية بعيدا عن الشعاراتية الشعبوية والفوبيوية والغرائزية واللامسؤولية التي اتسمت بها معظم مواقفكم وتصريحاتكم منذ اكثر من عقدين والى اليوم.

ولاني لا اريد البقاء في دائرة الشك، بل واتمنى ان اكون خاطئا في حكمي، ولن اشعر بالحرج مطلقا في الاعتذار عنه اذا ما ثبت خطأي.
فاني اسعى من خلال هذا المقال الى قطع الشك باليقين، ولاجل ذلك ساتناول موضوعة متعلقة بالبرامج الانتخابية، وربما ساعود لاحقا باراء انتخابية سواء بشكل مقالات او منشورات (ومضات) على الفيسبوك الشخصي.

اعلنتم بملء الفم وفي اكثر من مناسبة وموقع انكم ترفضون اسم كردستان.
بل وان احدهم الذي بات لاحقا عضو قيادي بينكم اعتبر اسم كردستان جينوسايد.
هذا رايكم ومن حقكم واحترمه ولست اناقشكم فيه.
وانا لي رايي وهو ايضا من حقي واتوقع منكم احترامه.
ولكني اريد ان اتاكد هل انتم ساسة ملتزمين مواقف وبرامج ام رادود (الذي يردد في المواكب الحسينية) ومهيجي غرائز ومؤججي مشاعر في بازار فوبيوي يدفع الشعب ثمنه.

ترفضون اسم كردستان. حسنا.
ولكن اسم اقليم كردستان اسم دستوري بحسب دستور العراق الذي تلتزمونه وتدعون الجميع لالتزامه.
والبرلمان الاتحادي هو الوحيد الذي يحق له اقتراح تعديلات على الدستور.
وانتم تخوضون الانتخابات بهدف وطموح مشروع ان تكونوا اعضاء في هذا البرلمان.
وانتم تدعون شعبنا للتصويت لكم وانتخابكم على اساس برنامجكم الانتخابي.
ومن حق هذا الشعب ان يطالبكم ان تكونوا صادقين معه.
ومن حقنا في هذه الحال وهذا الشأن ان نطلب منكم ان يتضمن برنامجكم التزاما بالعمل على تعديل دستوري بتغيير اسم كردستان.
وبعكسه فعليكم التراجع بطريقة او باخرى عن هذا الموقف المعلن منكم.
وبخلاف ذلك من حقي ان اعتبر شكي يقينا بانكم مهيجي غرائز ومؤججي مشاعر وتفتقرون الى المسؤولية القومية في مواقفكم التي يدفع الشعب ووجوده ومستقبله ضريبتها.
انكم مخيرون ايها الاحبة بين النخبوية والشعبوية.

والى الان فقد اخترتم ومارستم الشعبوية التي لم تقدم اية ثمار واقعية ملموسة لشعبنا.
فهل تراجعون اداءكم وتختارون النخبوية التي يجب ان يتحلى بها من يدعي ويلتزم قيادة شعبه.
كثيرة هي متطلبات النخبوية وفي مقدمتها الصراحة مع الذات ومع المؤسسة ومع الشعب، والتعامل مع الواقع وحقائقه مهما كانت، فكيف تغير او تطور واقع ما اذا كنت مفصوما عنه اساسا!!

معذرة ولكني اتحدث معكم بالمنطق وبروح الصراحة والمحبة، وصدقوني بروح الحرص على مصداقيتكم التي هي بالتاكيد مهمة لشعبنا.
صدقوني ان احد اسباب تراجع قضيتنا، حيث اصبحنا شعب يحتضر وينتحر، هو عدم وجود رقابة ومتابعة ومسائلة جماهيرية وشعبية لتصريحات ومواقف القيادات السياسية القومية وكذلك الكنسية.
لقد اجتررتم تجربة البعث الصدامي، حيث جذور ونشئة العديد منكم، وحولتم كوادركم وقواعدكم ومناصريكم الى مصفقين ومهللين يقدمون الطاعة والسجود للقائد الاوحد الذي بات إلهاً وباتت الأمة عاقرا بعد ولادته.
لقد الغيتم هبة العقل فيهم والغيتم اسئلة: ماذا؟ لماذا؟ كيف؟ متى؟ من قواميسهم وحواراتهم.
ويح لمن يسأل. واذا تجرأ احد وسأل فهو خائن ومستكرد ومستعرب ومنبطح ووووو من مفردات القاموس السياسي المقزز الذي انتجتموه لهذه الامة.
شخصيا ولشدة المي وانا ارى شعبي ينتحر، وانتم حد اسباب الانتحار، فقد قررت ان اتابعكم واحاسبكم واسائلكم على مواقفكم، وهذا، صدقوني، لصالحكم.
لن اكترث بتهم علب السردين الجاهزة التي تطلقوها على من يتجرأ على نقدكم، فقد تعودنا عليها منذ اكثر من عقدين وانتهى تاريخ نفاذ صلاحيتها.
لا يزايدن علي احد في العمل والعطاء لشعبي، واذا كان هناك من مزايد (فردا ام مؤسسة) فليتفضل في مناظرة اعلامية مفتوحة امام الناس وفي الاعلام.

صدقوني ان ما نشرته وانشره وسانشره من متابعات ومواقف وتساؤلات ومساءلات، وبينها هذا المقال، هي لصالحكم، وبالتالي لصالح مستقبل الشعب الذي تنتمون اليه وتلتزمون (او تدعون التزام) العمل لمستقبله.
فالزوعا ورغم كل الضرر والاذى الذي الحقه بشعبنا، ورغم كل الجهد والفرص التي اهدرها بدراية ووعي، ورغم كل المواقف والارتباطات المصلحية والنفعية لقيادته (او قائده) على حساب مصلحة شعبنا، حتى يكاد البعض يقول (والذمة على القائل) ان اثنان اجهضا مستقبل هذا الشعب: البعث والزوعا (بالاحرى صدام ويوناذم). شخصيا اعتقد رغم محورية عامل الزوعا في اخفاق وتردي قضية شعبنا السياسية فان هناك عوامل اخرى لذلك. اقول انه رغم كل ذلك فان الزوعا له ثقله وتاثيره على واقع ومستقبل شعبنا السياسي وله قواعد جماهيرية بينها نسبة كبيرة من الشبيبة القومية التي لا نشك في حرصها واخلاصها وايمانها القومي ولكنها ضحية قياداتها ونتوقع منها ان تمارس حقها (بل واجبها) في تقييم وانتقاد ومسائلة قياداتها، وهذا المقال وغيره هي بهذا الاتجاه.
والاترانايى هو المدرسة القومية التي تربيت فيها وكان اكثر المدارس القومية السياسية نخبوية وامكانات ورؤى سياسية ناضجة وواعية واداء وممارسة اخلاقية قومية، وهي المدرسة القومية التي اضافت فكريا وسياسيا الكثير، ناهيك عن قدرة النشاط القومي التوعوي من خلال مؤسسات وواجهات مهنية في فترة نضاله السلبي ايام النظام المقبور. ورغم حالة العلاقة معه مؤخرا وحاليا التي لم ولن اعلق عليها احتراما ووفاء لعقود من الانتماء والعلاقة التشاركية اللصيقة بالاترانايى الذي اتمنى له خالصا ان يستعيد نخبويته ولا اقول جماهيريته، فالاترانايى لم يكن في مسيرته شعبويا بل نخبويا وهذا يحسب له وليس عليه.
وابناء النهرين ورغم اني ما ازال اجدهم سياسيا انهم الزوعا2 (هامش 1) ولا اتفق في الرؤى السياسية معهم، الا انهم يمثلون النخبة الناضجة في السلوك والاخلاقية السياسية في قيادات وكوادر الزوعا، فهم اشخاص ذو عقول وقلوب واياد نظيفة يستحقون كل التقدير من حيث سلوكهم السياسي في الحوار وقبول الاخر وابتعادهم عن سياسة التسقيط والتخوين مما يؤهلهم لدور تصحيحي في المسار السياسي لشعبنا اذا ما راجعوا اداءهم وامتلكوا جرأة الاعتذار الصريح عن اخطاء سنين مشاركتهم في قيادة الزوعا1 عوض تغطيتها وتبريرها وتكرارها بصيغة او باخرى. ابناء النهرين بخروجهم من الزوعا يكون الاخير (على مستوى القيادة) خلا من شخوص الاداء والاخلاقية السياسية المتمدنة.
لاجل هذا كله فاني اتوقع منكم ايها الاحبة في الزوعا والوطني وابناء النهرين ان تتعاملوا مع هذا المقال وغيره، مما اكتبه او يكتبه اخرون، بروح منفتحة ومناقشة هادئة ومراجعة نقدية لاداءكم وخطابكم السياسي. واعتذر سلفا اذا اعتقد احدكم ان الموضوع ليس بذاك الهدف والمنحى.
انا اعرف ان الاسطر اعلاه ليست متعلقة بالمباشر مع موضوع المقال، ولكني ادرجتها لطمانتكم ان المقال هو نتاج حرص ومحبة لكم.

بالاضافة الى فقرة اسم اقليم كردستان، اتمنى ان يتضمن برنامجكم الانتخابي تعديلات دستورية اخرى مثل العلم والنشيد الوطني العراقي اللذان هما غير دستوريان من حيث ان الدستور يلزم ان يعبرا عن المكونات العراقية. ولا اعتقد ان ساذجا يصدق ان العلم والنشيد الحاليان هما كذلك بل العكس تماما.
مثلما اتمنى ان تتضمن برامجكم التزام العمل على تطبيق المادة 140 من حيث اهميتها ومحوريتها على وجود ومستقبل ديموغرافيا شعبنا وبالتالي حقوقه وامكانات تحقيقها وممارستها.

وغيرها من التعديلات الدستورية التي تهم شعبنا.
ولكنها امنية ارى انها كبيرة لاطلبها منكم، فما تعيشوه وتروجوه من فوبيا احادية الاتجاه وما تمارسوه من انتقائية وعمى الوان سياسي، وما آل اليه بعضكم من تبعية لاولياء امور نعمته، لا تسمح لكم بالتجرؤ لاعلان والتزام هكذا مواقف. اكرر امنيتي ان اكون على خطأ.
وطبعا انتم وتنظيمات اخرى اقترحتم ايضا مراجعة وتعديل لامور اخرى، وشخصيا اؤيدكم في العديد منها، مثل علم اقليم كردستان ونشيده الوطني وغيرها مما يخص الاقليم، وهذه ساذكركم واذكر الاخرين بها (المجلس الشعبي، بيت نهرين، وغيرهما) مع انتخابات برلمان اقليم كردستان لانها ضمن صلاحياته.

شكرا لهدوء وبرودة اعصابكم وانتم تقرأون المقال.
واطلب مقدما الى الرب ان يسامح ويهدي من توعزون له من اتباعكم بالكتابة مستخدما قاموسكم اعلاه، او يبادر ذاتيا بالكتابة بذات القاموس على سبيل اثبات الولاء والالتزام والطاعة ولكنه الغى عقله ولا يجهد نفسه في السؤال مع نفسه ومعكم اسئلة: ماذا؟ لماذا؟ كيف؟ الى اين؟
تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 27 كانون الثاني 2018
هامش 1: للراغبين يمكن مراجعة مقالي: (رسالة مفتوحة الى الاخوة في زوعا2) على الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,702436.0.html

43
هل من جدوى في التذكير؟ الزوعا ومطلب محافظة سهل نينوى مثالا

منذ سنوات والقوى السياسية لشعبنا ومرجعياته الكنسية تدعو الى استحداث محافظة سهل نينوى بما يطمئن ابناء السهل من الموزائيك القومي والديني والمذهبي والثقافي الى وجودهم ومستقبلهم بعد ما تعرضوا وما زالوا يتعرضون له من تهميش واضطهاد فاق التهميش الدستوري والسياسي والاقتصادي وغيرها ليصل الى جرائم ابادة جماعية تهدف اجتثاث الوجود ومحوه.
مطلب تشكيل محافظة سهل نينوى هو من المطالب النادرة الذي جمع واجمعت عليه هذه القوى التي اثبتت على مدى اكثر من عقدين كفاءتها واستعداداتها "الاخلاقية" في توظيف ما متاح لها من امكانات ذاتية او جماهيرية او من دعم الحلفاء السياسيين لتسقيط احدها للاخر ومحاولات اغتيال وتصفية جسدية وتخوينه واستنزاف قدرات الشعب وهدر الفرص اكثر من استعدادها لاية مبادرة ولو متواضعة لخدمة الشعب المنكوب والمبتلي بهذه "القوى".
كما انه مطلب اتفقت عليه بشكل او باخر المرجعيات الكنسية التي هي الاخرى لم تدخر جهدا في استنزاف الشعب وهدر طاقاته في صراعات تسموية تارة وهدم رصيد التاريخ السياسي لقضية هذا الشعب تارة اخرى عبر تقزيم هويته ووجوده الى هوية دينية بغاية وضع اليد عليها سياسيا ووضعها تحت الجبة الكهنوتية التي يتم توسيعها لتكون سلطة سياسية في استنساخ للمرجعيات الدينية للاسلام السياسي. غريب امرنا حيث نحن ضحايا الدولة الدينية وننادي بالمدنية ولكن نمارس الدينية السياسية.
مثلما هو مطلب تم تسويقه اعلاميا في المهجر الشعبي والمؤسساتي، وهو امر جيد رغم رفضنا لحالة التضليل التي تتم ممارستها منذ 1991 بتغييب الحقائق والوقائع عن المهجر، ففي هذا السياق بات تسويق سهل نينوى للمهجر كما لو ان شعبنا مصيره ووجوده محصور حصرا بسهل نينوى الذي بات يسوق على انه مسالة حياة شعبنا او موته في وطنه، متناسين عن عمد وغايات فوبيوية معروفة وجوده الديموغرافي في اقليم كردستان الذي هو عمق لوجوده في سهل نينوى وتواصل له معه ومع امتداداتنا التاريخية والديموغرافية في طور عبدين والجزيرة السورية.
كما يتم تضليل المهجر بشان سهل نينوى عبر تصوير شعبنا كما لو انه القوة الاكبر هناك واننا نمتلك مفتاحه السياسي والديموغرافي في حين اننا احد المفاتيح وربما اضعفها بسبب طبيعة وجودنا الديموغرافي في السهل حيث نحن بشكل جزر منعزلة اكثر من كوننا امتداد ديموغرافي كما هو حال الاخوة اليزيدية والشبك، بالاضافة الى ضعفنا السياسي بسبب عدم حسم خياراتنا وتحالفاتنا السياسية مع القوى السياسية الثلاثة المهيمنة في القرار العراقي (الشيعة، السنة، الكرد) ناهيك عن اصرار بعضنا ومن دون تقديم تبرير او تفسير على ربط السهل بالمركز وعزله دستوريا ومؤسساتيا واقتصاديا عن ديموغرافيتنا في الاقليم في تكرار ارادي لسايكس بيكو ثانية من صنع يدنا.

على اية حال وبالعودة لموضوع او مطلب تشكيل محافظة سهل نينوى، نكرر انه المطلب الذي اتفق الجميع عليه.
ولكن ماذا عن التحرك لتشريعه وتحقيقه؟
الكتل البرلمانية لشعبنا (الرافدين، المجلس الشعبي، الوركاء) ورغم ادعاءها بتاييد المطلب الا انها لم تتحرك تشريعيا تحت قبة البرلمان لتشريعه ونقله من الاعلام والتصريحات والبازار السياسي الشعبوي الى الحراك السياسي التشريعي ومن ثم التنفيذي، بما يتطلبه من كسب حلفاء ولوبي برلماني لتقديم التشريع وتمريره.
بالعكس من ذلك نرى ان "ممثلينا" في البرلمان باركوا قرار البرلمان بتقديس حدود محافظة نينوى وعدم المساس بها في جلسة الاثنين 26 ايلول 2016 التي اصدرت قرار عدم المس بحدود المحافظة الحالية الذي يعني بالضرورة اجهاض مطلب محافظة سهل نينوى.

بل، وامعانا في رفض واسقاط مطلب تشكيل محافظة سهل نينوى، نرى رئيس كتلة الرافدين، السيد يوناذم كنا، في جلسة النقاش في البرلمان الاوربي بمعية السيد رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور سليم الجبوري في الصيف المنصرم لا يقدم اية مداخلة او اشارة لهذا المطلب بل بالعكس من ذلك.
من هنا كانت اشارة ايجابية ان يتضمن بيان المكتب السياسي للزوعا في 27 تشرين الاول 2017 دعوة لتفعيل مطلب تشكيل محافظة سهل نينوى.
وهي دعوة تختلف عن دعوات الاخرين ممن ليس لهم تمثيل برلماني في بغداد، فالرافدين لها تمثيل بنائبين، يضاف اليهما شراكتها (لكي لا يزعل علينا البعض اذا قلنا تبعيتها) مع الكتل الشيعية السياسية بما يؤهلها لتقديم مشروع قرار الى البرلمان بهذا المطلب.
فما جدوى ان نزعق ونصرخ ونملأ الفيسبوك دعوات بتشكيل المحافظة اذا كنا لا نتقدم بطلب تشريعه؟
لذلك كانت دعوتي الى الاخوة في الزوعا لنقل المطلب من التصريح الى الخطوات العملية للتشريع.

رغم قناعتي التامة وبحكم درايتي بالسيد يوناذم كنا الذي هو الامر والناهي في الزوعا (من السذاجة الاعتقاد بوجود تنظيم والية صناعة قرار في الزوعا) بانه لم ولن يقوم يوما بخطوة لصالح شعبه ما لم تتضمن اولا مصلحته الشخصية والحزبية (سياسية او معنوية او مادية)، وبكلمات اخرى فان السيد كنا لم ولن يتقدم بخطوة او مطلب لصالح شعبه اذا ترتب عليه خسارة شخصية او حزبية (سياسية او معنوية او مادية)، ولذلك لست ساذجا لاصدق او اتوقع ان السيد كنا سينقل مطلب تشكيل المحافظة الى اروقة البرلمان وقنوات التشريع لان ذلك يعني خسائر شخصية وحزبية له عند شركاءه واولياء نعمته السياسية والمعنوية والمادية.
ورغم درايتي ان السيد كنا ليس ساذجا ليفعل ذلك ما دام يعرف ان شعبه قنوع بتصريحات اعلامية وفيسبوكية ولا يتابع او يتساءل عن مصير هذه التصريحات ومتابعاتها التي يطويها النسيان. السيد كنا يعرف تماما ان شعبنا يمتلك ذاكرة قصيرة من ناحية، وانه يعيش فوبيا (غذاها السيد كنا) تسهل ببساطة تحويل الفشل على الاخرين. هل تتذكرون حقيبة السيد كنا التي كانت معه في السويد بعد الهجمات الارهابية على شعبنا عام 2008 والتي قال حينها انه يمتلك فيها ملفات ووثائق تثبت القائمين بهذه الافعال؟ وهل تتذكرون قوله ان شعبنا الهارب من العراق الى سوريا ليس بغاية الهجرة والهروب بل للسياحة والاستجمام؟ وهل تتذكرون رفضه المستميت لمطلب المحافظة هذه عينها؟ وهل تتذكرون دوره الشخصي والتنظيمي في الاساءات الى كنيسة المشرق ومرجعياتها ليعود بعدها مؤثرا، واحيانا متحكما، بقرار الكنيسة او بعض مفاصلها ومراكزها؟ وغيرها الكثير الكثير التي قيلت وتقال ويطويها النسيان.
اقول رغم ذلك فاني مصر على تكرار الدعوة. فلماذا؟

الاسباب ليست كثيرة ولكنها، برايي، مهمة، خاصة وان مجمل الاسباب لا تخص الزوعا حصرا بل عموم القوى السياسية لشعبنا:
اولا:
رغم كل اعلاه فانه لربما اكون على خطأ (بل واتمنى ان اكون على خطأ) وان السيد كنا سيلتزم ما ورد في بيان المكتب السياسي اعلاه ويتحرك في البرلمان بغاية تشريع تشكيل المحافظة.
ثانيا: لتشجيع مبادرات المتابعة والمحاسبة من كوادر واعضاء التنظيمات السياسية لشعبنا لما تخرج به قياداتهم من مواقف ومطالبات ودعوات، والتحرر من عبادة وتاليه الاشخاص واعتبارهم معصومين.
ثالثا: للضغط على هذه القيادات للتفكير مليا بما يعلنوه من مواقف وتصريحات من حيث ان هناك من يتابعهم ويطالبهم بالعمل وليس الادعاء والتصريح فحسب. فعلى قاعدة (من افواهكم ندينكم) اني متاكد تماما ان الحاحي (واتمنى الحاح الاخرين) على الزوعا (والاخرين) للانتقال الى الاعمال وعدم الاكتفاء بالتصريحات سيجعلهم يتريثون ويعيدون صياغة بياناتهم الانشائية وتضمينها مطالب تتحول الى خطط وبرامج عمل وليس فقط شعارات فيسبوكية وبطولات دونكيشوتية.
رابعا: لتشجيع المتابعة الشعبية والجماهيرية وتنمية الفكر النقدي لابناء شعبنا لمرجعياته السياسية والكنسية وغيرها، خاصة ونحن على ابواب انتخابات. الانتخابات تفرض سؤالا منطقيا وملحا: هل هناك اساسا ومنذ 2003 اية مسودات ومشاريع قوانين ومقررات تم تقديمها لمجلس النواب لتشريع حقوق شعبنا؟ شخصيا لم اجد واشكر سلفا من يثبت لي خطأي.
لهذه الاسباب كلها سابقى انشر تذكيري الاسبوعي كل يوم سبت بشان دعوة الزوعا للانتقال من الفيسبوك الى البرلمان بشان ما ورد في بيان مكتبهم السياسي في 27 تشرين الاول لتفعيل مطلب تشكيل محافظة سهل نينوى، الى حين الوصول الى احدى ثلاث نتائج:
النتيجة الاولى وهي المثالية وهي اطلاق الخطوات العملية في البرلمان نحو تشريع هذا المطلب واعلام ابناء شعبنا بمستجدات ومتابعات الطلب.
او النتيجة الثانية وهي في اصدار المكتب السياسي للزوعا بيانا يتراجع فيه عن مطلبه.
او النتيجة الثالثة البقاء كما هو الحال الان من استمرار الضحك على الذقون.
ننتظر لنرى


ملاحظة: مطلب تشكيل محافظة سهل نينوى وبيان المكتب السياسي للزوعا لن يكون المادة الوحيدة التي سنلتزم التذكير بها.
فلنفس الاسباب اعلاه سنلتزم التذكير بمواقف وتصريحات اخرى اطلقتها جهات وقوى مختلفة.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، من المعروف ان الزوعا وابناء النهرين والوطني الاشوري اعلنوا صراحة وبملء الفم رفضهم تسمية اقليم كردستان، وحيث ان التسمية هي دستورية عراقية، وحيث ان العراق متوجه الى انتخاب مجلسه النيابي الجديد، وحيث ان مجلس النواب هو الجهة التشريعية الوحيدة المخولة اقتراح تعديلات دستورية، وحيث ان هذه الاحزاب ستخوض الانتخابات البرلمانية هذه، فانه من المنطق والالتزام السياسي لها بمواقفها والالتزام الاخلاقي تجاه شعبها فانه يتوجب عليها تضمين برنامجها الانتخابي انها ستعمل على تبديل اسم كردستان في الدستور العراقي لتكون بذلك منسجمة مع ذاتها ومواقفها المعلنة. وبعكسه فان عليها اعلان تراجعها عن موقفها، او انها تكون منافقة ومتناقضة مع نفسها من جهة، وانها تتبنى وتروج للخطاب الفوبيوي الشعبوي من جهة اخرى وانها تتحمل كل ما الحقه ويلحقه هذا الخطاب من خسائر سياسية لشعبنا.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا في 20 كانون الثاني 2018

44
في مساهمة البيشمركة بهزيمة داعش

في تعقيب للاخ اشور قرياقوس على منشور لي على الفيسبوك شكك بدور البيشمركة في هزيمة داعش، واستغرب اني اصدق ان للبيشمركة دور في هزيمة داعش.
طبعا حيث ان ما اورده الاخ اشور سبق وان قراناه في العديد من المواقع الاعلامية والتواصل الاجتماعي لشعبنا، فاني وان كنت انشر الرد ادناه ردا على تعقيبه ولكنه بالتاكيد ليس موجها لشخصه الكريم بقدر ما هو يتعامل مع احدى اكبر تجليات الفوبيا والحقد القومي الذي بات يتحكم باداء ومواقف الكثيرين من ابناء شعبنا، بل ومعظمه اذا ما اخذنا المواقع الاعلامية والتواصل الاجتماعي معيارا.
بداية دعوني اكرر باختصار شديد: نحن متجهون لانتحار جماعي ما دامت الفوبيا تتحكم فينا.
والى المهاجر الاشوري (وانا احدهم) اقول: لقد قررت الهجرة. حسنا ولا احد يحاسبك او يعاتبك على قرارك فهو قرار شخصي. مارس حياتك في مهجرك كما تحب فهذا حق لك. ولكن احترم قرار الشعب الباقي في الوطن وادعمه ليس بفرض رؤيتك من وراء البحار والكمبيوترات، وليس بتسويق الفوبيا لتبرير قرارك.

وبالعودة الى الموضوع اقول:
لا طبعا اخ اشور. انا لا اصدق ان قوات البيشمركة كان لها اي دور بالمطلق في هزيمة داعش.
فانا الاشوري سليل قوة وحكمة بابل واشور والمتشبث بارضه وقراه ووطنه كيف لي ان اكون ساذجا لاصدق ان للاكراد والبيشمركة المحتلين لارض آشور يقاتلوا ويهزموا داعش. (بصراحة ضاعت علينا جغرافيا بلاد اشور.. هل هو مصطلح تاريخي ام جيوسياسي معاصر؟ وهل نينوى والشرقاط وبابل ضمنها ام ان السليمانية وحلبجة وبنجوين هي ضمنها؟ وهل نينوى كانت عاصمة بلاد اشور الرئيسية وماذا حل بها واين هي؟ والخ... وضاع علينا مفهوم الاحتلال ومعاييره وتطبيقاتها على حال الدول والشعوب المعاصرة).
ألست آشوريا لاعرف واصدق ان داعش صنيعة كردية فكيف تحاربها البيشمركة.
معقولة اصدق ان البيشمركة شاركت في هزيمة داعش. طبعا لا.
فالمقاتلين الاشاوس من اشوريي استراليا واميركا وغيرهما في قوات الياس يلدا المجهزة دوليا والمدعومة والمدربة يابانيا هم من اوقفوا تقدم داعش باتجاه اربيل ودهوك وكركوك بعد انهيار وهروب الجيش العراقي في آب 2014 ، وحرروا المناطق المحتلة من داعش في سنجار وسهل نينوى وفتحوا الطريق للجيش العراقي لتحرير الموصل، وليست البيشمركة بمساعدة قوات التحالف. (اكيد يتذكر القراء ويفهمون المقصود، وان كان هناك من لا يعرف فليبحث في اليوتيوب عن الياس يلدا (elias yalda) او (ashur sat) وقواته الاشورية).
وطبعا انا لا اصدق ايا من المجتمع الدولي ومراجعه المؤسساتية والسياسية والعسكرية التي اشادت بدور البيشمركة في هزيمة داعش.
وطبعا انا لا اصدق ان الـ 1700 شهيد من البيشمركة استشهدوا في جبهة القتال مع داعش الممتدة لاكثر من الف كيلومتر طولا واكثر من سنتين زمنا وهم يقومون بواجبهم في حماية الاقليم وشعبه وبينهم ابناء شعبنا.
وطبعا انا لا اصدق ان البيشمركة حموا او يحمون الاقليم ليستطيع ابناءه ومن بينهم شعبنا ان يعيش حياته اليومية ويمارس احتفالاته بامان.
فليسوا البيشمركة والاساييش من حموا وضمنوا امان القادمين عبر البحار للاحتفالات القومية والدينية من الاشوريين او الايزيدية او الجميع.
فانا اعرف ومتاكد تماما ان حماية شعبنا وحياته في الاقليم ونشاطاته واحتفالاته القومية والدينية يقوم بها الاشوريون الغيارى اللذين استجابوا لنداء التنظيمات الاشورية المهجرية التحت صفرية وضحوا وتخلوا عن الغرب و"رفاهيته" وجاءوا متطوعين يقضون الليل والنهار عيونا ساهرة في خطوط المواجهة مع داعش او في حماية الحياة اليومية.
احترامي وتقديري الكبيرين للمؤسسات والنشاطات القومية والكنسية المهجرية التي تعمل بمنهجية وبصمت من اجل الجاليات والوطن.

يا معودين كفاية فوبيا ومزايدات عبر البحار. الم تبداوا تشعرون بالغثيان من هذه المزايدات. افهموا انكم اصبحتم عالة على شعبكم في الوطن.
بالله عليكم كم بيتا في سهل نينوى اعدتم تاهيلها للسكن؟ وكم مدرسة اعدتم تاهيلها للدراسة؟ وكم فرصة عمل خلقتم؟ وووووو... وذات الاسئلة عن فشلكم في اعمار وتنمية قرانا في اقليم كردستان.
اذا كان القسم الاكبر من شعبنا قرر الهجرة (وانا احدهم) فليس اخلاقا وعدلا ان يبرر بعضنا قراره ويمارس الفوبيا ومتدرجاتها بالانتحار الجماعي عبر قتل امل الشعب الذي ما زال قراره البقاء في الوطن وبناء المستقبل المشترك.
كما ليس عدلا واخلاقا ان يريح بعضنا ضميره من الشعور بالذنب على الهجرة والتقصير تجاه الوطن عبر الاساءة والانكار لتضحيات المضحين من كل الانتماءات سواء من ابناء شعبنا او شركاءنا في الوطن وفي كل المجالات.


انتقاد الاداء والتقصير هنا او هناك شيء والتشكيك والتخوين والاستخفاف والانكار شيء اخر.
كما ان الانتقاد لظاهرة هنا او تقصير هناك لا يعفينا من قول الحق والشكر حتى لو كان شكرا على واجب.
كم هي الفوبيا المتفاقمة في شعبنا بحيث يتسامح ويبرر خيانة الجيش العراقي وهروبه دون اطلاق طلقة رغم عدده الهائل وتدريبه وتجهيزه المحترف والمتطور، ولكنه ينسج ويصدق كل ما استطاع في تحليله ونظرته المنقادة بالحقد والفوبيا لانهيار البيشمركة بعددها وعتادها وتدريبها المتواضع مقابل زحف داعش الذي تجهز بسلاح الجيش العراقي الهارب. السنا كاشوريين نستخدم مصطلح (أخ أسكر تويرتا. أي: كالعسكر المكسور) للدلالة على الفوضى التي ترافق انهيار اية جبهة.
وكم هي الفوبيا والحقد القومي بين شعبنا بحيث يتسامح ويبرر للحكومة العراقية في بغداد التي لم يرجف لها جفن وهي ترى الهروب الذليل لجيشها والماساة الانسانية لمواطنيها، ولكنه يبقى ينسج افكارا ويبني ابراجا من التهم لكل ما هو مرتبط بالاقليم.
لا احد ينكر وجود العديد من الاخطاء التي رافقت انهيار البيشمركة، او الاداء السياسي في الاقليم او غيرها من المواضيع التي تخص عموم الاقليم او شعبنا والتي تتطلب جميعها الحوار النقدي المسؤول. ولكن يجب ان نكون عادلين في تقييم الامور. وبقدر تعلق الامر بالموضوع هناك فرق بين الانهيار والخيانة.
هل نسينا ام ترانا نريد للفوبيا ان تنسينا ان اعادة البيشمركة لتنظيم صفوفها ودعم طيران التحالف هو من اوقف تقدم داعش نحو دهوك واربيل وكركوك.
يبدو لي من حجم الفوبيا وتجلياتها ان الكثيرين من مهجرنا يشعر بالحسرة لعدم تمكن داعش من ذلك، فحاملي الفوبيا يؤكدون لنا يوم بعد اخر انه لا يهمهم تهجير وموت شعبهم، كل شعبهم، ما دام ذلك يلحق ولو قليلا من الاذى بالاكراد عسكريا او سياسيا او بشريا.
ادعوكم الى القليل من العدل والانصاف لكي لا نقول قليلا من الضمير.

اتمنى على المعقبين ان لا يجتزؤا الموضوع فهو وحدة متكاملة، والاقتباس الجزئي سيشوه روح الموضوع ومضمونه.
انا اعرف علب التخوين المعبئة كالسردين التي لا اقول ستبدا لانها ابتدات منذ عقود، بل اقول ستستمر وتتفاقم، ولكن قول الحق هو واجب ضميري. مثلما انكاره وتشويهه هو ظلم وجبن.
وما يهمني هو ضميري وانا شجاع بما يكفي لان اقول ما يريح ضميري.
تحياتي للجميع.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 16 كانون الاول 2017

45
في مثل هذا اليوم 6 تشرين الثاني 1975 في سان فرانسسكو باميركا استشهد غدرا البطريرك مار ايشاي شمعون على يد المجرم داود مالك ياقو مالك اسماعيل من عشيرة تياري العليا الاشورية، ليكون بذلك، وبحسب معرفتي المتواضعة بالتاريخ الكنسي، اول بطريرك يستشهد على يد "مؤمن" من كنيسته. (ارجو تصحيح المعلومة ان كانت خطأ).
وقد حكم على القاتل بموجب القضاء الامريكي واطلق سراحه بعد قضاء فترة محكوميته.
الاسئلة التي تفرض نفسها بسبب نمط وذهنية التفكير الاشورية هي:
هل نعتبر كل عائلة القاتل مجرمة؟
وهل نعتبر كل عشيرة تياري العليا مجرمة؟
وهل نعتبر كل الشعب الاشوري مجرما؟
لان القاتل ينتمي الى هذا الشعب وهذه العشيرة وهذه العائلة.
وان كان كذلك، فالى اي مدى زمني وجغرافي سيمتد اعتبارنا اياهم مجرمين؟
رغم كون الاسئلة بسيطة ولكنها تصبح صعبة بسبب حساسيتها، وبسبب ما تترب على الاجابة من مراجعة للذاكرة القومية الاشورية وطريقة وذهنية تفكيرنا وتعاملنا مع الاحداث التاريخية لشعبنا.
رحم الله الشهيد في جنانه، وليغفر الرب برحمته كل الخطاة.

46
أبهذا السقوط نرفع قضيتنا؟

1- في مقالي الاخير (وللكتابة جدولها) الزمت نفسي ووعدت القراء بان اكتب عددا من المقالات عن عدد من القضايا، واختمها بمقال يتضمن ردودا وتعقيبات على ما يرد من ملاحظات واسئلة وتعقيبات من القراء الاحبة.
الا ان التغيرات الدراماتيكية على الارض خلال الاسبوعين المنصرمين وما نتج عنها من معاناة انسانية اخذت وقتي وجهدي والتزاماتي ومنعتني من الكتابة، او بالاحرى اخرتني عنها.
ومع الاستقرار النسبي على الارض، والذي نتمناه ان يكون دائما ومستديما وشاملا، ومع انحسار التحرك الانساني الطارئ، اجد لنفسي فسحة من الوقت للايفاء بالتزامي، وهذا هو اول مقالاتي التي وعدت القراء بها وهو بعنوان: أبهذا السقوط نرفع قضيتنا؟

2- في الحقيقة لم يكن هكذا مقال على جدولي لاني اكرر قناعتي بعدم الرد على الاساءات الموجهة الي، فانا اساسا لا اتصفح هذه المنابر المسيئة، مثلما لا اشخصن الامور فانا لا انتقد او اتفق مع الاشخاص لشخصهم بل اتفق او انتقد اراء وسلوكيات، ناهيك اني لا اريد اعطاء هكذا منابر او اشخاص قيمة الرد ليتحولوا من النكرة الى المعرفة ومن تحت الصفرية الى الصفرية.
ولكن احد الاصدقاء الذي احترمه كثيرا ارسل لي عدد من صوري وهي مفبركة بالفوتوشوب ومنشورة، بحسب هذا الصديق، على عدد من المواقع الاعلامية "النضالية القومية الاشورية" مع تعليقات بغاية التسقيط السياسي او غيرها. وطلب مني الصديق الرد عليها.
رغم ترددي في الاجابة للاسباب اعلاه، ولكني قررت الرد لمرة واحدة على هؤلاء احتراما لرغبة الصديق، وليعلم من ربما لا يعلم.

3- ابتدء المقال بالقول ان الغاية من الاساءات واضحة تماما وهي تكميم الافواه، فمع العجز عن النقاش الحضاري واحترام الراي والراي الاخر ومقارعة الحجة بالحجة، كان اللجوء الى الترهيب الفكري بلغة التسقيط الاخلاقي للضغط علينا للسكوت وترك ساحة ابداء الراي للخطاب الفوبيوي والشعبوي الجارف الذي يقود شعبنا نحو الانتحار الجماعي وبسرعة جنونية بات يستحيل ايقافها.
هذا الاسلوب ليس جديدا بل عايشته وشاهدته منذ التسعينيات عندما تولى قرار شعبنا ومؤسساته خريجو المدارس الاستخبارية للنظام البعثي ومارسوا النظام الشمولي على شعبنا ومؤسساته وتسقيط كل من لا يدين بالولاء لشخصهم.
الجديد (الى حد ما) هو التحاق من يحمل اللقب الاكاديمي او من "الناشطين" بممارسي الارهاب الفكري وتكميم الافواه، ولانه اكاديمي او "ناشط" فيحاول تغطية غايته بقناع "فكري" بتقديم تفسير سطحي للاية الكتابية (اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله) لاخراس رجال الدين من ابداء الراي في الشان العام رغم كونهم يمتلكون حقا مضاعفا في ذلك، اولا هم اشخاص يحق لهم، كما الكل، ابداء رايهم في شؤون حياتهم وحياة عائلتهم ومحيطهم. وثانيا فان رجال الدين هم اكثر المتعاملين بالشان العام والحياة اليومية لشعبهم.
قلتها بملء الفم واكررها انه مهما بلغ الارهاب الفكري مداه، ومهما انحدرت بذاءاته فاني شخصيا لن اتوقف عن الكتابة وابداء رأيي، فهذا وببساطة حق اساسي من حقوقي كأنسان. ومن لا يدافع ويمارس حقه كيف يمكن له المطالبة بحقوق الاخرين. بل ومع زيادة محاولات التكميم ساطلق صوتي اعلى واعلى.
كتبت في السنين السابقة بغاية الامل في التغيير. ورجعت الان للكتابة (بعد سنوات طويلة من الانقطاع) بعد ان يئست من امكانية التغيير وبعد ان ترسخت القناعة الملموسة لمس اليد بان شعبي يمارس الانتحار الجماعي،  رجعت لاكتب بغاية التوثيق بان ليس كل الشعب يريد الانتحار.
اكرر قولي لهذا البعض: نشرت وانشر اراءي، اجبتم بالشتائم فعرفنا أخلاقكم وليس فيها ما يفيد. فهل تجيبوا باراءكم لنعرف حكمتكم فربما منها نستزيد.

4- الصورة المقطعة الاولى كانت التي تجمعني بقداسة الحبر الاعظم البابا بيندكت، وقد وضعتها قبل ايام (تمهيدا لهذا المقال) صورة البروفايل على صفحتي الشخصية في الفيسبوك.
قام النشطاء "القوميون" ومنابرهم "النضالية" بتقطيعها والتعليق عليها بعدد من التعليقات، انشر في نهاية المقال صورة احدها. وكان هناك بحسب ما علمت تعليقات اخرى بالتخوين والتسقيط، وباني اقدم ولاء الطاعة وصك الخيانة الى مرجعيات سياسية كردية ووووو.
لن اعلق اكثر على هذه الصورة، ليس فقط لما تعكسه من غباء مفبركيها، وسخافة تلفيقها، بل لان الصورة منشورة على بروفايل صفحتي ولا تحتاج الى اي تعليق او توضيح. تعليقي الوحيد عليها هو شعوري بالاسف على الانحدار الذي وصل البعض اليه، او دُفِعوا للوصول اليه. اشعر بالاسى على القائمين بالعمل وعلى مرجعياتهم.

5- الصورة الثانية كانت تقطيع لصورة لي في زيارة لاحد البرامج الصحية التي تساهم فيها منظمة (كابني) لمساعدة اهلنا الايزيدية في قمة جبل سنجار والهاربين من ارهاب داعش. الصورة التي انا نشرتها اساسا على صفحتي بتاريخ 6 ايلول وانشرها ادناه (وانشر تقطيعها الذي قام به "مناضل" اشوري معروف الولاء والتبعية الحزبية) وتجمعني مع السيدة الكردية خنساء والتي تستحق بكل احترام لقب المناضلة والمضحية من اجل شعبها، فهي شابة كردية مسلمة من سوريا دفعها قلبها وضميرها الحي لترك اهلها ومحل عيشها في سوريا مع اول ايام دخول داعش الى سنجار ونزوح الايزيدية الى جبل سنجار لتاتي متطوعة (دون مقابل ودون كلل او ملل) لخدمتهم في جبل سنجار منذ ذلك اليوم والى اليوم.
الا خجلتم وخجلت عقولكم الفاسدة وضمائركم النتنة في مقابل هذه المرأة. كم انتم يا "مناضلي" اشور الفيسبوكيين ذرات رمل مقابل شموخ هذه المرأة وهو بشموخ جبل سنجار الذي اتخذته مسكنا للخدمة. كما هم شامخون معها المقاتلات في حراسات الخابور وغيرهن ممن يخدمن شعبهن وقد افترشن ارض الوطن فراشا وسماءه غطاء بدل صفحات الفيسبوك والسيارات الفارهة والشفاه المنفوخة. وفديوات البذاءات الاخلاقية الميمية العوديشوية.
اني اعتز بهذه السيدة وبسيدات حراسات الخابور والمقاتلات في سوريا اكثر من كل صفحات نضالكم الفيسبوكي يا "مناضلي" الامة الاشورية. فاكبركم (ان كان اساسا من يستحق بينكم ان يسمى كبيرا) لا يستحق ان يحل شريط حذاء ايا ممن ذكرتهن.
والشخص الاخر الذي معي في الصورة فهو السيد ميشيل قسطنطين مدير مكتب البعثة البابوية في لبنان الذي ليس له، على المستوى الشخصي، ما يجعله يتحمل عناء ومخاطر ومجازفات السفر والزيارة الى جبل سنجار سوى محبته وخلقه والتزامه الانساني والمسيحي الكبير ليكون شاهدا على المحبة الانسانية. وهي الشهادة التي فشلتم وتفشلون في اعطاءها بل انتم شهودا على الحقد الاسود الذي يعشعش في قلوبكم واعمى عقولكم وقتل ضمائركم (ان كانت حية يوما ما).
ومعي كان شخص اخر لم تتضمنه الصورة هو الدكتور مارتن بروكلمان الالماني ومدير منظمة مسيريور. نعم الماني مدير منظمة مسيريور جاء مخاطرا ومجازفا ليعطي شهادة المحبة والمشاركة لاهلنا الايزيدية.
بالله عليكم من منكم فكر يوما (مجرد التفكير) بزيارة ايزيدية جبل سنجار الذين يعيشون النزوح ومصاعب وقسوة حياة الجبل منذ اب 2014؟
هل فكر برلمانييكم وكوادركم وجمعياتكم في زيارتهم ولو من قبيل اخذ الصور "التذكارية"؟
هل فكر نفرا منكم من المئات القادمين من المهجر للاحتفال والرقص في اكيتو ان تزوروا هؤلاء المعذبون؟
بل وهل فكر الشخص نفسه من قام بتقطيع الصورة ان يزور هؤلاء الايزيدية في محنتهم عند زيارته للوطن في اكيتو؟
وهل فكرت مؤسساتكم المهجرية ان تقدم "حفنة" دولارات مما يصرفه الكثير منكم في محلات القمار او البارات في عطلة نهاية الاسبوع لاشباع بطن او ارواء عطش طفل ايزيدي في جبل سنجار؟

 (كابني) ومنذ ايام حصار الجبل كانت ترسل المساعدات اليهم مع شحنات المساعدات بالهليكوبتر، وحاولت شخصيا ان ازورهم بالهليكوبتر حينها.
ومع تحرير المنطقة قمنا بتاهيل وتشغيل مستشفى ناحية سنوني وباشرنا بتاهيل وتشغيل مستشفى سنجار، وهذه الزيارة كانت ضمن هذا السياق.
الا تخجلون من قيامكم بهكذا فعل مقزز وسخيف وشنيع بان تقطعوا صورة جمعت كل هذه التضحيات للسيدة خنساء والسيد ميشيل والسيد بروكلمان ومعهم شخصي الضعيف.
رباه.. هل هناك من انحدار وسقوط اخلاقي اكثر من ذلك. ان القيم الاشورية والاخلاقية المسيحية يشعران بالعار منكم.

6- اما العلم الذي وراءنا فلا تعليق عليه.
هل كنتم تتوقعون ان تضع السيدة خنساء علم (الله اكبر) ام العلم الاشوري ام ماذا؟

انه العلم الدستوري للاقليم الذي يرفرف في مطار اربيل عند وصولكم من المهجر للاحتفال باكيتو، وهو العلم الذي استشهد تحته 1700 من البيشمركة لتشعروا بالامن والامان وانتم تزورون الاقليم في زيارات سياحية في اكيتو وتذكارات القديسين او لاجراء معاملة التقاعد (هذه حقوقكم لا غبار عليها ولا شماتة فيها)، وهو العلم الذي كان يتقدم مسيرة اكيتو وهو العلم الذي كان على سيارات الاساييش وهي تحمي المسيرة. وهذه كلها واجب على الاقليم ولا منية فيها، ولكن في المقابل يجب ان لا تقابل بالنكران والاساءة والاستخفاف.
طبعا هو العلم الذي يؤدي تحته ممثليكم في البرلمان الكردستاني اليمين الدستورية ويضعونه في مكاتبهم السياسية وووووو.

7- الصورة الثالثة كانت صورتي التي التقطتها ونشرتها في يوم الاستفتاء..

للمقال تتمة (ربما الثلاثاء) لاتاحة الفرصة للقراء خاصة مع وجود الصور العديدة.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 5 تشرين الثاني 2017

47
المنبر الحر / وللكتابة جدولها
« في: 11:15 15/10/2017  »
وللكتابة جدولها
الاصدقاء والقراء الاحبة
يسعدني ان اشارككم جدولا بالمقالات التي ساقوم بنشرها تباعا وبحسب النافذة المتاحة للكتابة والنشر، خاصة واني مغادر الى اوربا لعدة أيام للمشاركة في مراسيم اطلاق برنامج انساني في سهل نينوى، بالاضافة الى المتابعات والاشغال اليومية لمنظمة (كابني) وهي تتهيأ لاطلاق استرتيجيتها للاعوام الخمسة القادمة وعقد اول اجتماع طاولة مستديرة لها مع الشركاء في المانيا.
فمعذرة ان تاخرت في النشر الدوري المنتظم.
ادناه المقالات المدرجة على جدول النشر، واذ اشارك عناوينها ومختصر فحواها فاني ارحب مقدما باية ملاحظة او سؤال تتوقعون او تريدون مني الاشارة اليه عند كتابة المقال وقبل نشره، مع المحبة:

اولا: هذه بعض من خياناتي.
لست اذيع سرا يجهله متابعي موقع عنكاوة (منذ سنوات) ومواقع التواصل الاجتماعي حجم التهم والتسقيط الذي تعرضت واتعرض له بسبب ممارستي لحقي في تقديم رايي والتعبير عن ما اعتقده لصالح شعبي بلغة وحوار هادئ وسليم ومحاججات عادة ما ادعمها بوثائق وارقام وادلة مادية هي للمناقشة.
غاية ذلك واضحة وهي تكميم الافواه من خلال الترهيب اللفظي كبديل لانعدام الحجج المقابلة لنقاش الراي او ضعف المتوفر منها. وهو تكميم لم ولن يجدي معي بل يزيدني اصرارا على ممارسة حقي في التعبير.
في هذا المقال ساعترف واستعرض "خيانتي" وكيف انها ابتدات منذ عقود طويلة، تحديدا منذ انتمائي الى لجنة شباب كنيسة مار كوركيس في الموصل في سبعينيات القرن الماضي، وهي "خيانة" مستمرة الى اليوم واني مصر للاستمرار بها طوال العمر الذي يمنحني اياه الرب.
و"خيانتي" ليست فقط طويلة زمنيا بل واسعة افقيا وعميقة عموديا ايضا، ولذلك سانشر بعضا من "خياناتي" في مجالات:
1.   الحفاظ على الهوية القومية وتعلم وتعليم اللغة ونشر الكتب
2.   الاعلام بشعبنا ومناصرة قضيته في المحافل المختلفة
3.   العمل الانساني والتنموي لشعبنا في الوطن من خلال 25 عاما من عمر منظمة (كابني)
4.   خدمتي الكهنوتية والمهام التي طلبتها مني كنيستي: كنيسة المشرق
وغيرها من "الخيانات" التي اعترف بها واضعها امام القراء راجيا ان اطلع بالمقابل على التضحيات والعطاءات القومية والانسانية لمن قام ويقوم بالتخوين والتسقيط.
اريد ان اصحح "خيانتي" واقتدي بنماذج من عطاءهم وتضحياتهم.. فليساعدوني!!!!

ثانيا: أبهذا السقوط نرفع قضيتنا؟
في الحقيقة لم يكن هكذا مقال على جدولي لاني اكرر قناعتي بعدم الرد على الاساءات الموجهة الي، فانا اساسا لا اتصفح هذه المنابر المسيئة، مثلما لا اشخصن الامور فانا لا انتقد او اتفق مع الاشخاص لشخصهم بل اتفق او انتقد اراء وسلوكيات، ناهيك اني لا اريد اعطاء هكذا منابر او اشخاص قيمة الرد ليتحولوا من النكرة الى المعرفة ومن تحت الصفرية الى الصفرية.

ولكن احد الاصدقاء الذي احترمه كثيرا ارسل لي عدد من صوري وهي مفبركة بالفوتوشوب ومنشورة، بحسب هذا الصديق، على عدد من المواقع الاعلامية "النضالية القومية الاشورية" مع تعليقات بغاية التسقيط السياسي او غيرها. وطلب مني الصديق الرد عليها.
من بينها صورة لي مع قداسة البابا بينيدكت واخرى لزيارة الى برنامج صحي لمنظمة (كابني) لخدمة النازحين والمهجرين من ابناء شعبنا اليزيدية، وغيرها.
رغم ترددي في الاجابة للاسباب اعلاه، ولكني قررت الرد لمرة واحدة على هؤلاء احتراما لرغبة الصديق، وليعلم من ربما لا يعلم.

ثالثا: الفوبيا القومية وعمى الالوان السياسي... الاشوريون مثالا.
ويستعرض بالتحليل والامثلة ظاهرة بل مرض الفوبيا القاتل الذي يعيشه الكثير من ابناء شعبنا (تنظيمات سياسية، فعاليات وناشطون قوميون، قواعد شعبية) تجاه الشعوب التي نعيش بينها ومعها في التاريخ والجغرافيا، والاهم في الحاضر والمستقبل، وبخاصة الشعب الكردي حيث ديموغرافيتنا وحاضرنا ومستقبلنا معه في الوطن.
وكيف ان الفوبيا وصلت حد ان اية دعوة للعمل المشترك لمستقبل مشترك يتم اتهام مطلقيها باكبر التهم من قبيل الخيانة والعمالة والانبطاح وغيرها من قذارات القاموس السياسي العروبي.
وكيف ان الفوبيا وصلت حد التهليل للعقوبات الجماعية ولتركيا الفاشية وايران الاسلامية والمليشيات الطائفية والدواعش السياسية.
تصاعد الفوبيا مؤخرا ليس فقط استمرارا لانعكاسات الذاكرة الجمعية التاريخية واشباعا للحقد القومي، بل هي ايضا سعيا خائبا لتبريرالفشل المؤسساتي والسياسي لشعبنا منذ ربع قرن والهروب من الاعتراف بالفشل، وتحريف بوصلة المسؤول عنه والقاءه على الاخر.
من هنا اللجوء بدراية الى التصعيد المتعمد لهذه الفوبيا في مسعى سقيم للتغطية على الاحباط من امتلاك اي افق نظر سياسي مستقبلي بعد فشل "القيادات" السياسية على مدى ربع قرن، والتجاءهم اليوم الى فشل اخر بوضع بيضهم في سلة الشيعة السياسية.
مثلما هي لدى البعض فيما وراء سياج المنطقة الخضراء للتغطية وصرف الانتباه عن مشاريع الشيعة السياسية والتغيير الديموغرافي والاستحواذ السياسي والاداري والاقتصادي على سهل نينوى الجنوبي وعزله عن التواصل مع بقية ديموغرافيا شعبنا.

كما يشير المقال، كممارسة تعبر عن هذه الفوبيا الى ظاهرة عمى الالوان السياسي التي يعيشها الكثيرون من شعبنا بحيث لا يستطيعوا تحسس وتلمس الفوارق الشاسعة بين الاقليم وبغداد تشريعيا وثقافيا واجتماعيا وووو ليس فقط في مجال الحقوق والممارسات القومية بل وبمدياتها الاوسع مثل حقوق المراة وغيرها.
نشر هذا المقال سيكون له سياق خاص حيث بعد نشر المقال ساقوم يوميا بنشر مثال او مثالين مختصرين لهذه الفوبيا وعمى الالوان.

رابعا: الاستفتاء آشوريا: دروس معه.. واستحقاقات بعده.
الاستفتاء حصل.. والاقليم والعراق والجوار بدأ بالتعامل (كل من موقعه ورؤيته ومصلحته) مع ما بعد الاستفتاء.
ماذا يعني الاستفتاء آشوريا؟ من حيث ما رافقه من مواقف اسقطت الاقنعة وكشفت الولاءات لمن كان يجهلها او يتجاهلها وشخصت قصر النظر هنا او هناك، ومن حيث الاستحقاقات التي يفرضها على شعبنا ومرجعياته سواء على الارض او في المواقف السياسية او المؤسسات الدستورية والتشريعات وغيرها.
ساقدم وجهة نظري التي بالتاكيد لا يمكنني ادعاء كمالها، بل اني متاكد من حاجتها للاغناء والتطوير من خلال الحوار والنقاش الموضوعي الذي ادعوكم له سلفا.

خامسا: من البالتوك الى الفيسبوك يستمر الانحدار والانتحار.
كشعب مشتت في زوايا المعمورة فان تقنيات التواصل الحديثة هي نعمة ما فوقها نعمة. انها من نعم الرب على شعبه الذي احبه.
ولكن كيف يتعامل شعبنا مع هذه النعمة؟ المؤلم حد البكاء اننا جعلناها نقمة.
المقال سيستعرض فشل شعبنا في توظيف وسائل التواصل هذه (ابتداء من الاسريان لنك مرورا بالبالتوك وصولا الى الفيسبوك) للتقارب والتغلب على البعد الجغرافي.
الفاعلون على هذه المنابر بسبب ترهيبهم اللفظي وتسقيطهم (بالاحرى سقوطهم فالاناء ينضح بما فيه) استطاعوا اسكات الكثير من الاكثرية وتحويلها الى اكثرية صامتة انسحبت من الشان القومي والوطني، وليستمر البعض منهم في الاداء "الاعلامي" بشكل مسيء الى شعبنا واخلاقياته وحضارته، وبالتاكيد مستقبله.
الكم والنوع الهائل للاساءات السابقة والحالية (لا نتمنى لاحقة) والموجهة الى مسيحيتنا وكنائسنا ومرجعياتها واكليروسها من قبل هذا البعض من "المناضلين والمجاهدين والمفكرين والمنظرين والفاعلين الاشوريين" ومن قبل القواعد الشعبية للاحزاب والتوجهات القومية "الاشورية" يكشف الازمة الكبيرة التي تعيشها هذه الاحزاب ويعيشها الفكر القومي الاشوري الذي يعاني الفقر والاقفرار والتراجع والانهيار الاخلاقي خلال ربع قرن. ازمة اخلاقية مثلما هي ازمة فكر ورؤية. هل نمتلك الجرأة لنشخص ونحاسب المسؤول؟ ام ترانا نستمر بالانحدار لبلوغ الانتحار عن سابق ترصد واصرار.

سادسا: ردود وتعقيبات وتوضيحات
وهو واضح من عنوانه وسيضم ردودي للملاحظات والتعقيبات التي قد ترد على ما انشره، بالاضافة الى ما سبق وروده لمقالات سبق نشرها. واكرر هنا بعض النقاط عن الردود:
1- لم ولن اعقب على اسماء مستعارة او وهمية بغض النظر عن الالتقاء او الاختلاف معها. فانا احاور فقط اسماء واشخاص حقيقيين معروفين اسما وشخصا وصورة.
2- ليس كل تعقيب على المقال يتطلب مني التعقيب عليه. لم ولن اعقب على التعقيبات التي هي خارج الموضوع او تريد تحريف مسار الموضوع.
3- لم ولن ادخل في مماحكات وسجالات. حيث ساكتفي بتعقيب واحد على التعقيبات التي تتطلب التعقيب ولن اقوم بلعب المنضدة (بينغ بونغ) بين الرد والرد على الرد والرد على رد الرد. احترم اراء الجميع واحترم عدم اتفاقهم مع ما انشر ومع ما اعقب.
(هناك بعض الاحبة ينتظرون ردي على تعقيباتهم، الاخوة كوركيس اوراها منصور وعبدالاحد سليمان بولص، اتمنى عليهم الصبر مع التقدير)
تحياتي
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 15 تشرين الاول 2017

ملاحظات:
1.   في جميع هذه المقالات سالتزم ما ورد في مقالي (لماذا اكتب؟ ولمن لا اكتب؟). وادناه رابطه للراغبين بقراءته.
2.   ربما تطورات الامور تفرض كتابات اخرى.
3.   التسلسل اعلاه لا يعني بالضرورة تسلسل نشر المقالات بل مجرد يريد القول انها موجودة على طاولة الكتابة والنشر.

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,853745.msg7546357.html

48
خبر وتعليق: قائمة الرافدين هي وحدة لو ثنتين

نشر موقع الحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا اورغ) خبرا بعنوان:
(بدء جلسة برلمان الاقليم للرد على قرارات مجلس النواب العراقي بشأن الاستفتاء بمقاطعة اغلب برلمانيي شعبنا). الرابط في نهاية التعليق.
من بين ما جاء فيه حرفيا: (وجاءت الجلسة للرد على القرارات التي اتخذتها الحكومة المركزية بشأن استفتاء كردستان الذي اجري في 25 من أيلول الجاري)
واضاف: (وقال يعقوب كيوركيس رئيس كتلة الرافدين في برلمان إقليم كردستان العراق، قاطعنا الجلسة لاننا لسنا جزءا من السياسات التي قادت الى خلق هذه الازمة وكذلك لن نكون مع التصعيد سواء كان ذلك فعلا او رد فعل، وتابع كيوركيس بل ندعو الى الحوار لكون ذلك الطريق الوحيد الذي يقود الى إنهاء الأزمات وإيجاد الحلول للخلافات).
كلام حلو: لن نكون مع التصعيد سواء كان ذلك فعلا او رد فعل. وندعو للحوار.. حلو.
ولكن دقيقة سيادة النائب. كيف يستقيم الامر والكلام وكتلة الرافدين في بغداد رفعت اياديها وفرضت العقوبات الجماعية والحصار على الاقليم وشعبه كرد فعل على الاستفتاء.
للتذكير فقط: العقوبات تنال وتستهدف شعبنا وبينه انت وعائلتك وكوادرك واعضاءك وقريتك من الساكنين في الاقليم او النازحين اليه.
بل ولم تلتحق الرافدين - بغداد بمبادرة النائب جوزيف صليوا والعرب السنة والواعين انسانيا من الشيعة من اعضاء البرلمان. (اتمنى ان تلتحق).
الم يكن الافرض ولانسجام موقف الرافدين - بغداد واربيل ان كانت لا تشارك او على الاقل لا تؤيد الرافدين - بغداد هذه العقوبات ورد الفعل.
فهل الرافدين – اربيل هي غير الرافدين – بغداد.
كفى ضحكا على الذقون والتلون بحسب المواسم والاموال.
عودوا الى شعبكم.. فليس من حضن ادفأ وملاذ أأمن منه..
الشيعية السياسية ليست خيارا..
توفير وتغطية الممر الامن من ايران الى سوريا عبر سهل نينوى ليس لصالح شعبنا. (اقرا مقال السناتور فرانك وولف).
برطلة وكرمليس وبغديدة مهددة شيعيا بالديموغرافيا والاقتصاد والسياسة.
لا تكونوا شركاء وغطاء.
اللهم اشهد اني بلغت.


ملاحظة: بالمطلق فانه فيما عدا كون عدم المشاركة يهدف تعطيل اكتمال نصاب الجلسة او عدم اضفاء شرعية لها فان مشاركة النائب في الجلسات وقول وتثبيت ما يريد قوله، اعتراضا او اتفاقا او تحفظا، تحت سقف البرلمان وفي توثيقه الصوري والصوتي والارشيفي والقانوني، هو واجب اخلاقي. وعدم القيام به والتهرب منه هو استعراض اعلامي وفيسبوكي لا يرتقي الى الامانة الممنوحة للنائب وتمثيله لناخبيه. اخلاقيات الاداء اصبحت ازمة عامة وصلت عدواها لمن يقول بتمثيلنا في البرلمان.

الخوري عمانوئي يوخنا
نوهدرا 7 تشرين الاول 2017

الرابط الى الخبر:
https://www.zowaa.org/%D8%A8%D8%AF%D8%A1-%D8%AC%D9%84%D8%B3%D8%A9-%D8%A8%D8%B1%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%A7/

49
المنبر الحر / بعض الاسئلة الصعبة
« في: 08:10 07/10/2017  »
بعض الاسئلة الصعبة

ونحن نتحاور في قضايا وهموم وامور سياسية قومية ووطنية واقليمية في واقع يتصف بالتعقيد والديناميكية والتغيرات شبه اليومية،
ونحن نمارس انتحارا جماعيا مصدره الفوبيا القومية، ومظاهره الانفصام عن الواقع وعدم التفاعل معه في الوطن، ونتائجه الدعوة العلنية المباشرة وغير المباشرة لترك الوطن والاغتراب،

ونحن قد وضعنا كل طاقاتنا ومصادرنا وجهدنا البشري والاعلامي من اجل عداء الاخر وسعي فاشل لاعاقته وليس من اجل شعبنا ومستقبله،
ونحن نشارك في جرائم عقوبات جماعية ضد شعبنا ونهلل لتركيا الفاشية وايران الاسلامية وبغداد الكارثية ودواعشها السياسية،
ونحن قد وضعنا (ProAssyrian) بعد قائمة طويلة من الـ(AntiKurdish).
فانه لا بد من مواجهة بعض الاسئلة الصعبة وتجاوز السطحية في الامور، ومناقشة تابو ما نراه "مسلمات" محسومة لتغطية فشلنا في التحليل وقراءة الامور والنظر للمستقبل الذي ندعي اننا نناضل ونضحي من اجله.
 
لنسأل ونتساءل ونتحاور باحترام وموضوعية ومسؤولية تجاه غدنا المشترك مع الاخر.
فاذا كنا نريد مستقبلا وغدا في الوطن فلا بد ان نبحث عن المشتركات مع من شاركنا ويشاركنا الوطن والمستقبل. والمشتركات كثيرة واكثر بكثير من المفترقات والشوائب، وهي قوية واقوى من مواطن الضعف، وهي متينة وامتن من مواقع الخلل. المشتركات لا تبنى على الحقد بل على الاحترام والمحبة.
هذه الاسئلة ليست دفاعا عن اي شخص او مجموعة او شعب. وليست تبريرا لاية جريمة فردية او جماعية. وليست انتهاكا لحق اية ضحية فردية او جماعية. بل هي اسئلة علينا مناقشتها بموضوعية ومسؤولية للخروج برؤية مستقبلية لشعبنا بعيدا عن هوس الفوبيا وحمى الحقد القومي الذي يغذيه بعضنا بدراية او غيرها، وينقاد وراءه كثيرنا دون دراية.

اسئلة للانتقائيين الفوبيويين ممن ينبشون الامس وخاصة السيفو بغاية تاجيج الاحقاد اليوم لقتل الغد واجهاض العيش المشترك وتبرير الهجرة والانتحار. الفرق شاسع بين نبش الماضي بدافع الحقد وبين دراسته بدافع تحصين المستقبل.
لا يجوز لشعب يريد الحياة ان يبقى اسيرا للذاكرة، ولكن بالتاكيد من حقه ان يعمل ويطلب معالجة الذاكرة.
اسئلة لمن يريد البقاء وابقاء شعبنا رهينا للذاكرة وليس مشاركا في علاجها مع الجميع ولمصلحة الجميع ولمصلحة مستقبل اجيالنا في الوطن وليس في المزايدين المهجريين.

اقتباس من مقال الاخ يوخنا عوديشو دبرزانا المعنون (آشور المحتلة والعقول المختلة) يقول: (مناضلة أخرى منفوخة الشفاه تطل علينا وهي تقود سيارتها الفارهة عبر أحد شوارع دولة غربية تدعونا للنزول الى الشارع والتظاهر ضد الأستفتاء. أني على ثقة أن ما انفقته على نفخ شفاهها كان يكفي لتموين جعبة مقاتل من مقاتلي قوات حماية سهل نينوى او من مقاتلي دويخي نوشا وحبذا لو قارنت هي وأخريات أمثالها نفسها بالفتاة الكردية على خطوط التماس المباشر مع داعش أو على ألأقل بشقيقاتها في قوات حرس الخابور). انتهى الاقتباس.

واقتباس من السيد نينوس جوزيف عودة: (من قتل مار بنيامين شمعون هو سمكو الشيكاك الكردي وجماعته وليس الشعب الكردي بكامله، تماما كما ان الذي قتل مار ايشاي شمعون هو داود مالك اسماعيل وليس الشعب الآشوري بكامله.) انتهى الاقتباس.
سمكو قام بجريمته عام 1918 في شمال ايران من جهاد ديني متعصب ونستنكر جريمته قطعا.
داود قام بجريمته عام 1975 في كاليفورنيا من جهاد قومي متعصب ونستنكر جريمته قطعا.
واضيف من طرفي: ويقال ان الاتحاد الاشوري العالمي حينها كان وراء اغتيال مار ايشاي شمعون..
ويقال ان قاتله داود مالك اسماعيل بعد خروجه من السجن كان عضوا في هيئات ادارية كنسية. شخصيا لا معلومات مؤكدة عندي بذلك.

لا احد ينكر مشاركة عدد من الاغاوات والعشائر الكردية (خاصة في حكاري وطورعبدين وشمال ايران) في الجهاد الذي اعلنه اردوغان الامس ضد "الكفار".
ولكن هناك اسئلة للمصفقين لاردوغان اليوم ومن يشبهه:
•   هل ارتكب البرواريون الاكراد مذابح سيفو ضد البرواريون الاشوريين؟
•   هل ارتكب الريكانيون والنيرويون الاكراد مذابح سيفو ضد الريكانيون والنيرويون الاشوريين؟
(معلومة لمن يجهلها او يتجاهلها: اشوريو نيروة وريكان كانوا وما زالوا في الامور العشائرية تحت مرجعية عشائرية كردية لعشائر نروا وريكان، وعلاقاتهم جيدة وايجابية لا شوائب او خلل فيها رغم سعي البعض من "مناضلينا القوميين" الى عكس ذلك.)
•   هل ارتكب العماديون والبامرنيون الاكراد (نسبة للعمادية وبامرنى) مذابح سيفو ضد قرى العمادية وصبنا من الاشوريين او الكلدان؟
•   هل ارتكب الدوسكيون الاكراد مذابح سيفو ضد الكلدان في دهوك ومحيطها؟
•   هل ارتكب المزوريون الاكراد مذابح سيفو ضد قرانا في منطقة مزوري؟
•   هل ارتكب اكراد اربيل وكركوك الى السليمانية وشهرزور وبنجوين وحلبجة مذابح السيفو او 1933 ضد شعبنا؟
•   هل ارتكب البارزانيون واكراد راوندوز وسوران مذابح ضد القرى الاشورية هناك في 1933؟ ام حموهم ودافعوا عنهم في حرير وبارزان وغيرها؟ اسألوا اباءكم واجدادكم.
•   بل اساسا هل حصلت السيفو 1915 في جغرافيا اقليم اليوم بحدوده الجيوسياسية الحالية؟
•   ام في هذه الجغرافيا السياسية سكن الناجون من السيفو؟ ومن بينهم اباء واجداد بعض برلمانيونا اليوم في بغداد واربيل ممن تاسست قراهم في اقليم اليوم بعد عشرينيات القرن الماضي.
•   وغيرها من "الهلات"؟

في جميع الاسئلة والمناطق اعلاه انا لا اسال عن حوادث منفصلة ربما حصلت هنا او هناك، ولكني اسال عن مذابح.
وهذه الاسئلة ليست لتجنب نقاش الواقع القائم والطموح السياسي المشترك لشعبنا مع الشعب الكردي. بل على العكس تماما، فهذه الاسئلة تقود الى الايمان بهذه الشراكة والاستفادة من دروس الماضي لبناء الغد.
ربما سناتي لاحقا باسئلة صعبة اخرى تتطلب مواجهتها الجراة والصراحة والتحرر من تابو ما اعتبرناه "مسلمات تاريخية" والتزام المسؤولية تجاه اجيالنا وغدنا الذي حددته الجغرافيا والتاريخ ان يكون مشتركا مع الاكراد والاخرين..

الرب يبارككم

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 7 تشرين الاول 2017

الرابط الى مقال الاخ يوخنا دبرزانا:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,855341.0.html


50
كفى انحدارا وسقوطا.. ارحموا شعبكم.
نشر موقع الحركة الديمقراطية الاشورية، زوعا.اورغ وعلى الرابط ادناه، خبرا عنونه: (ازمة اقتصادية حادة تحاصر كردستان بعد يومين على اجراء الاستفتاء) ونسبه الى مجلس محافظة بغداد عن (وجود ازمة حادة وغير مسبوقة في الغذاء والوقود) في الاقليم!!!
الزوعا الذي له مقرات في دهوك واربيل وزاخو وسميل وسرسنك وديرلوك والقوش والشيخان والخ.. لا يسال كوادره وعوائلهم عن الوضع بل ينقل عن عضو في مجلس محافظة بغداد!!!
لماذا يكون سعد المطلبي من دولة القانون التي يراسها المالكي وعضو مجلس محافظة بغداد والساكن في بغداد (ابحثوا عنه في الغوغل وتعرفوا على المزيد عنه) مصدرا لمعلومة الزوعا عن الغذاء والوقود في اربيل ودهوك وغيرها، ولا يكون الاخوات والاخوة من برلمانيي وقيادة وكوادر الزوعا المقيمين وعوائلهم في الاقليم؟ هل تراه لا يثق بكوادره واعضاءه؟ ام هناك مخفيا معلوما وراء الامر؟
 الزوعا عوض ان يكذب ما يقوله عضو مجلس محافظة بغداد فانه ينقل الكذب وينشره في مديات اوسع لترويع شعبه وتهييجه وتاجيجه!!!
 الى حد كتابة هذه الاسطر لا ازمة مما يدعيه الزوعا ويروج له مهللا. ونتمنى ان لا تحصل لا في الاقليم ولا خارجه، لا في العراق ولا خارجه، ولا في اية بقعة، لان الانسان طفلا ام امراة، شابا ام شيخا، لا يجب ان يعاني فهو صورة الله الذي هو محبة.
الفرق شاسع بين ان ينشر شخص او مجموعة غير مؤسسة بوست على صفحتهم وبين ان ينشر الموقع الرسمي لمؤسسة سياسية هكذا منشور.
 فهل من انحدار وسقوط اكثر من ذلك. انه ممارسة الجريمة بعد السكوت (وربما المشاركة) في اقرار خطة تجويع مواطني الاقليم وبينهم الشعب الذي يدعي الزوعا تمثيله.
 بعد كل هذا وذاك وما سبق من مواقف لمدى سنوات ياتيك من يقول ان الزوعا هو الحزب المستقل الذي ليس له اجندات غير مسيحية!!!
 من المعيب والمخجل ان ورثة دماء الشهداء يويرت ويوسف ويوخنا يتحولوا الى منبرا للفتنة والتحريض وخنجرا مسموما في الخاصرة.

الرابط الى الخبر على موقع الزوعا:
http://www.zowaa.org/%D8%A7%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D9%83%D8%B1%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%8A/#.Wc3g1dJEmpp



51
انا انادي بدولة اشور.. فهل من معارض؟

رغم اني في مقالي المنشور على موقع عنكاوة بعنوان (الاستفتاء.. بعد قرن من سايكس بيكو التغييب، شعبنا يعطي رايه في اعادة الترتيب) تطرقت لنقطة محاججة بعض احزابنا (الزوعا وابناء النهرين والوطني الاشوري) باسم الدولة التي تترتب على الاستفتاء بانه كوردستان وهو اسم قومي ويتوجب تبديله كاحدى المطالب والضمانات التي تطلبها هذه الاحزاب للقبول بالاستفتاء، حيث اشرت انه برايي ليس الا مطلبا يراد به رفع السقف الى حد تعجيزي لتغطية رفض الاستفتاء، وبذلك يحققون الامرين: تغطية الرفض (لاسبابهم المختلفة التي اوردنا بعضا منها في منشورات سابقة ونعود اليها مستقبلا) من جهة، ومسايرة الحمى والفوبيا التي تتحكم بمعظم مهجرنا من جهة اخرى، خاصة وان بعضهم على مدى اكثر من عقدين غذى، وما زال، هذه الفوبيا وبات اسيرا لها حتى فيما لو اراد (واشك في ذلك) التحرر منها.
يعني: عصفورين بحجر.
واضفت الاستنتاج باختصار ان هذا المطلب ليس مطلبا جديا موجها بالفعل من هذه الاحزاب الى القيادة السياسية الكردستانية لمناقشته بقدر ما هو موجه منهم الى المهجر الاشوري لتهييج عواطفه واشباع غرائزه وتامين اصواته في حملة انتخابية بدات مبكرة اشوريا.
ورغم ان صراحتي مع نفسي وشعبي لا تسمح لي بتضليله ودفعه نحو الاوهام والمزايدات، ولكني لمرة واحدة سادخل سوق المزايدات واقول للاحبة في هذه الاحزاب انكم، ومع احترامي لكم، تفرطون بقضيتنا وضحايانا وشهداءنا. فيجب على القيادة الكردستانية ومنذ اللحظة وقبل الاستفتاء ان تعلن ان اسم الدولة يجب ان يكون اشور ورؤساءها يجب ان يحملوا القاب سركون الرابع واسرحدون الثالث، وقصرها الرئاسي يجب ان يكون بمعمارية نينوى وبابل ومحروسا بالثيران المجنحة. وبعكسه دوننا الموت ولا الاستفتاء.
يقول الاشوريون: ليس هناك شوكة تحت لسان المرء وبذلك يستطيع ان يقول كل شيء.
ولكني وبعد هذا العرض في هذا المزاد (لا اعتقد احدا ياتي بسقف اكثر منه) وكسبي المزاد، اورد بعض الملاحظات والوثائق للقراء الاحبة والاحزاب المناضلة ايضا.

لن استعرض الوثائق الدستورية والسياسية العراقية والدولية التي تتبنى اسم كردستان، كما لن استشهد بالمرجعيات السياسية والدينية لشعبنا التي استخدمت اسم كردستان، ويكفي ان نشير هنا الى الوفد الاشوري المفاوض مع حكومة بغداد عام 1973 والذي كان برئاسة المرحوم مالك ياقو عندما عنون ورقته ومشروعه المقترح بـ (مشروع الحكم الذاتي لمنطقة كردستان والمنطقة الاشورية).
لن اقدم عرضا ووثائق من المصادر اعلاه اختصارا لمساحة الموضوع فهذه وتلك يمكن العثور عليها بسهولة في تقنية غوغل للبحث.
ساكتفي بمقولة (من افواهكم ندينكم) لمحاججة جدية المطلب الذي ظهر فجأة بعد 25 سنة من عملكم في الاقليم بهذا الاسم وتحته ومن خلاله.

فاقول ان من يريد تحقيق مطلب ما فانه بالتاكيد يورده في برنامجه ومواقفه وخطط عمله ويبشر به ويحشد له ويحققه تدريجيا وتصاعديا، وهذا لم نعثر عليه عندكم.

اولا: ان النظام الداخلي لجميعكم يعتمد ويستخدم هذا الاسم ولا يتضمن برنامج ايا منكم انه يطالب ويناضل لتبديل التسمية.

بل على العكس تماما يعتمد التسمية بكل رحابة صدر وسلاسة. وانا اتفق معه في ذلك.
الزوعا، على سبيل المثال لا الحصر، في المادة السادسة من برنامجه السياسي المعتمد في مؤتمره الثالث في شقلاوة 2001 يقول نصا:
(المادة السادسة: نساند الحركة التحررية الكردية وندعم نضال الشعب الكردي في كردستان العراق وحقه في تقرير المصير ضمن الوحدة الوطنية ونساند التطلعات المشروعة للتركمان وانهاء مظلومية الشيعة وبما يعزز التاخي بين جميع مكونات المجتمع العراقي).
(انشر ادناه الصفحات الاربع لهذا البرنامج السياسي).
وذات المضمون في جميع وثائق الحركة منذ تاسيسها حيث اسم كردستان يرد فيها بكل سلاسة وبساطة، لسبب بسيط لان الزوعا وجميع احزابنا وجميع شعبنا في الوطن، وانا احدهم، نعترف ونتعامل مع هذا الاسم وحقيقته الجيوسياسية.
الوطني الاشوري في البيان الختامي لمؤتمره العام الثالث المنعقد في تموز 2006 خصص محورا خاصا اسماه:
على الصعيد الكردستاني، ويرد فيه نصا: (فان المؤتمر ثمن عاليا الخطوات المهمة التي خطاها الاقليم على الصعيد السياسي من انتخابات المجلس الوطني الكردستاني بدورته الثانية وتفعيل دور البرلمان وتوحيد الإدارتين . كما ثمن عاليا حرص القيادات الكردستانية على ضمان توسيع مشاركة المكونات القومية والدينية لابناء الاقليم وقواهم السياسية في المؤسسات التشريعية والتنفيذية.)
كيان ابناء النهرين في لقاء موقع عنكاوة مع رئيس قائمته الانتخابية في انتخابات برلمان الاقليم 2013 وممثله الحالي في برلمان الاقليم الدكتور سرود مقدسي يرد السؤال:
س: هنالك مناقشات حول تعديل دستور اقليم كردستان. هل هنالك ما تريدون تغييره، خاصة ما يتعلق منها بشعبنا؟
لياتي الجواب واضحا وبالنص التالي:
(بالتأكيد هناك دائما ما يجب تغييره أو اضافته على الدستورين المركزي والاقليمي، ونحن لدينا العديد من الملاحظات العامة كمواطنين والخاصة كأبناء مكون أصيل له خصوصيته والتي نرى من الضروري مناقشتها بخصوص دستور اقليم كردستان، وهي تبدأ من الديباجة حيث غفل المشرع عن التطرق للمظالم والاضطهادات التي تعرض لها شعبنا في الوقت الذي ركز فيه على ذكر جرائم "حلبجة الشهيدة وباليسان وبهدينان" وغيرها.. كما لدينا رأي بخصوص الفقرات المتعلقة بالعلم والنشيد الوطني واللغة الرسمية والتي نرى من الانصاف ان يكون لشعبنا نصيب منها باعتباره المكون الثاني في الاقليم، كما أن هناك مواد تحتاج الى تعديل في الصياغة لتكون ملزمة بدلا من تركها تحت بند (يؤخذ بنظر الاعتبار أو يراعى) وفي مقدمتها تأتي مسألة معالجة التغيير الديمغرافي والمشاركة السياسية والتمثيل الاداري.) انتهى
لا اشارة الى اي دعوة او برنامج لتبديل الاسم وانما فقط العلم والنشيد وغيرها من المطالب المعقولة.

ثانيا: اعضاء البرلمان و\او حكومة الاقليم من كوادركم جميعهم ادوا اليمين الدستورية كما نص عليها قانون برلمان اقليم كردستان ودستوره.
فقانون برلمان الاقليم عند اقراره في 1992 نص في المادة 83 على اداء اعضاءه اليمين ادناه:
يؤدي عضو البرلمان قبل المباشرة بمهامه اليمين الآتية:  (أقسم بالله العظيم أن أحافظ على مصلحة شعب اقليم كوردستان ووحدته وكرامته وحقوق وحريات مواطنيه وأن أقوم بمهام العضوية بصدق وإخلاص).
وتعدلت في 2009 ويصبح تسلسلها المادة 47 ونصها ما يلي:
يعقد المجلس جلسته الاولى برئاسة اكبر الاعضاء سنا ويؤدي اعضاؤه اليمين التالية: "اقسم بالله العظيم ان احافظ على وحدة شعب وارض كوردستان العراق ومصالحه العليا".
كما لم يتقدم ايا منكم لا في البرلمان ولا في الحكومة بتشريع او مقترح تشريع لتبديل اسم كردستان.

ثالثا: جميعكم وافقتم على مسودة دستور اقليم كردستان.
الدستور المقترح ليس فقط يعتمد الاسم الكردستاني بل ايضا الحدود الجغرافية للاقليم بانها تشمل سهل نينوى وكركوك. منكم من كان له اعضاء في البرلمان شاركوا وناقشوا ووافقوا على مسودة الدستور، ومنكم من لم يكن له عضو بالبرلمان ولكنه وافق عليها عندما عرضت للنقاش وابدى ملاحظات رصينة ولكنها لم تتضمن اقتراحا لا بتبديل التسمية ولا الحدود.
وحتى في المناقشات اللاحقة لمراجعة الدستور فان ممثلة شعبنا السيدة منى ياقو التي تقدمت بملاحظات قيمة ولكنها لم تتقدم، بحسب علمي، باقتراح تبديل الاسم ولا الحدود.

رابعا: جميعكم استلمتم مخصصات ومنح مالية وامتيازات مؤسساتية وفردية بناء على تشريعات برلمان كردستان ومن ميزانية كردستان ودوائرها التنفيذية. ولم تعترضوا على الاسم. ما استلمتوه جميعا، واكبركم هو اكثركم استلاما، هو حق لكم لا اناقشكم فيه.

خامسا: بينكم من كان عضوا في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهذا ايضا حق وخيار سياسي لا اناقش احدا فيه. فهوية الانسان القومية واداءه وعطاءه وخدمته لشعبه ليست مرتبطة مطلقا بانتماءه السياسي. رحم الله الشهيد فرنسو حريري وتوما توماس.
السيد يونادم كنا كان عضوا في البارتي في بداية السبعينيات ومع انهيار الثورة في 1975 عاد الى منطقة السلطة كغيره من العائدين الذين اطلق عليهم اسم (العائدون الى الصف الوطني). فرقه عن غيره كان ان (العائدون الى الصف الوطني) نفيوا وحرموا من حقوقهم، فيما هو منح رتبة ملازم مجند في الجيش العراقي بعد تخرجه من كلية الهندسة، وهي رتبة لم تمنح الا للمهندسين البعثيين. (انا شخصيا وغيري كثيرون مهندسون ولم تمنح لنا هذه الرتبة).
ومن 1991 كانت الحركة حزبا كردستانيا وشارك في كتابة قانون البرلمان 1992 وصياغة القسم الذي اوردناه اعلاه.
لنقرأ القرار 1 للجبهة الكردستانية:
بناء على مقتضيات مصلحة شعب كوردستان العراق، أصدرت القيادة السياسية لجبهة كوردستان العراق القانون الآتي:ـ
رقم (1) لسنة 1992 قانون المجلس الوطني لكوردستان العراق
وهو مذيل باسماء رؤساء احزاب الجبهة الكردستانية كما يلي:
المادة الحادية والستون: يعتبر هذا القانون نافذا من تاريخ نشره في جريدة الجبهة الكوردستانية.
صدر في يوم الأربعاء المصادف 8 نيسان 1992 الميلادي الموافق 19 نوروز 2692 الكردي
 القيادة السياسية للجبهة الكردستانية
جلال الطالباني الاتحاد الوطني الكردستاني
مسعود البارزاني الحزب الديمقراطي الكردستاني
عبد الله ئاكرين حزب الاستقلال الديمقراطي الكردستاني (باسوك)
رسول مامند الحزب الاشتراكي لكردستان العراق
عزيز محمد الحزب الشيوعي العراقي
سامي عبد الرحمن حزب الشعب الديمقراطي الكردستاني
قادر عزيز حزب كادحي كردستان
يعقوب يوسف الحركة الديمقراطية الآشورية

سادسا: ليس هذا فحسب، بل ان السيد كنا هو السياسي الاشوري العراقي الوحيد الذي استخدم مصطلح كردستان الجنوبية في الاشارة الى اقليم كردستان العراق، وذلك في مقابلة صحافية مع جريدة (Rhein Main Presse) في فيزبادن بتاريخ 19.12.1996 وذكر فيها ان هناك نصف مليون اشوري في كردستان الجنوبية.

سابعا: وبهذا الموقف والمطلب منكم تكونوا قد الزمتم انفسكم تجاه اعضاءكم ومناصريكم وشعبكم بان تعيدوا صياغة برنامجكم السياسي والانتخابي وتضمينه التزامكم العمل لتبديل اسم (كردستان). وبعكسه تناقضون انفسكم. خاصة انكم قلتم (وانا اتفق معكم) ان المطالب لا يجب ان يرتبط اقرارها اساسا بالاستفتاء فهي مطالب في الاقليم الحالي كما الدولة المرتقبة. ومنعا للتناقض المحرج وحرصا منا على انسجامكم مع موقفكم سنذكركم بذلك بروح المحبة في حال انستكم الالتزامات والمشاغل.
بل ويترتب على هذا المطلب من الزوعا وضمن السياق المنطقي للامور ان تتقدم قائمة الرافدين في برلمان المركز بمقترح مشروع لتبديل اسم كردستان. وضمن لعبة التوقيتات الذكية للسياسيين لاختيار الوقت المناسب لتحقيق مطالبهم فان الان هو الوقت المناسب لذلك مع تحامل برلمان المركز على الاقليم. وان لم تفعلها قائمة الرافدين فان مزايدتهم على تبديل اسم كردستان تكون مفضوحة. أليس كذلك؟

ابعد هذا كيف يمكنني وبمنطق وموضوعية ان اصدق ان مطلبكم هو جدي وكل منكم مقتنع به داخليا في بواطن ذاته ومع نفسه؟
ام انه كما ذكرت في بداية المقال لتغطية الرفض المبطن وتلبية متطلبات الفوبيا وديناصورها؟

يا ناس، ارحموا هذا الشعب وارحمونا. اطلبوا ما هو المنطق والمنسجم مع ما في داخلكم وبعيدا عن الشعاراتية والشعبوية حتى نصدقكم وندعمكم بكل ما يمكن لنا من دعم.

واخيرا، ولكي لا يزايد احد علي، اكرر اني رفعت سقف المزاد الى:
ان يكون اسم الدولة اشور
ان يتكنى رؤساءها باسم سركون الرابع واسرحدون الثالث
ان يكون قصرها الرئاسي محروسا بثيران مجنحة وتكون معماريته كقصور نينوى وبابل.
فهل من معارض؟

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 26 ايلول 1992

ملاحظة: اتمنى ان تكون هناك مناقشات رصينة ومعلومات اضافية نتشارك جميعا في نقاشها باحترام متبادل للاراء واشكر مقدما المشاركين في هكذا حوار.
شخصيا اتوقع، كما جرت العادة، هجمات واساءات بذيئة لشخصي (خاصة على صفحات النضال الاشوري في الفيسبوك) عوض مناقشة الموضوع!! واعلم جيدا غايتها الترهيب اللفظي ومنعي من ابداءي الراي. اقول باختصار اني لم ولن ارضخ للترهيب الجسدي ولا اللفظي، ولن اتوقف عن ممارسة حقي الطبيعي والمشروع في ابداء رايي بما اراه مهما ابداءه. قد يكون رأيي صائبا او خاطئا، جزئيا او كليا، ولكنه رأي يمكن نقاشه واغناءه. بصراحة هذه الاساءات تؤكد وتؤيد صحة ما اطرح، اي انها تاييد ضمني. تحياتي.

52
رسالة محبة الى الاحبة ابناء شعبي الكلداني السرياني الاشوري

ܫܠܡܐ ܡܪܢܝܐ ܘܚܘܒܐ ܐܘܡܬܢܝܐ ܥܡ ܟܠܘܟ݂ܘܢ شلاما مارانيا وخوبا اومتانيا عم كلوخون

سيداتي وسادتي
اباءي وامهاتي
اخواتي واخوتي
بناتي وابنائي من الشعب الكلداني السرياني الاشوري ورثة حضارة بين النهرين من ابناء ومواطني كوردستان.
لم يتبق الا اقل من اربع وعشرين ساعة لانطلاق الاستفتاء في الاقليم، استفتاء تاريخي ليس بمعنى انه سابقة تاريخية فحسب، بل وتاريخي بمعنى انه محطة مفصلية في صنع مستقبل الاقليم والمنطقة.
تاريخي ليس بمعنى اننا الجيل الكلداني السرياني الاشوري الاول الذي يمارس حقه، بل واجبه، في اعطاء صوته في مستقبله ومستقبل اجياله في العراق وكوردستان فحسب، بل وفي كل جغرافيا شعبنا في سوريا وتركيا وايران حيث لم يحصل ان شاركت اجيالنا السابقة ولا الحالية في قرار واستفتاء كهذا.
في سايكس بيكو تم الغاءنا وتغييبنا وكان علينا أن نقبل ما رسمته مصالح الدول الكبرى.
وجميعنا قرا او تذكر او عايش نتائجها: مذابح سميل، صوريا، الانفال والكيمياوي، تدمير القرى، الهجرة والتهجير القسري داخل الوطن ودول الاغتراب، تعريب الهوية، شهداء بعشرات الالاف في حروب الدكتاتوريات، واخرون في معتقلاتها، وغيرها مما اعطته لنا سايكس بيكو التي جعلت منا اليوم شعبا صغيرا مهدد في وجوده ومصيره.
اليوم، كما قبل قرن من الزمان، يعاد التشكيل والترسيم التدريجي للمنطقة. تشكيل نريده ونتمناه تصحيحا للواقع المشوه حيث الدول القومية والدينية التي عانينا ونعاني وسنبقى نعاني منها كوننا مختلفون قوميا ودينيا عن الاخر.
ان تحقيق الاماني لا يكون فقط بالكلام عنها بل المشاركة الايجابية فيها على مستوى الافراد والمؤسسات والجماعات والشعب ككل.
من هنا اننا مدعوون امام ارواح اباءنا واجدادنا ممن كانوا ضحايا سايكس بيكو الاولى، وامام انفسنا واجيالنا، وامام التاريخ ان نتفاعل مع الحدث ونشارك في صنع المستقبل المشترك مع الشعوب الشريكة، وتحديدا الشعب الكردي وكذا العرب والتركمان في الاقليم، التي نتقاسم معها التاريخ والجغرافيا بالامس واليوم وغدا.
لنشارك ونتشارك مع الجميع في بناء مستقبل لدولة مدنية ديمقراطية تكون من الجميع وللجميع ومن خلال الجميع.
لم يقل احدا ان الاقليم باوضاعه السياسية والاقتصادية والادارية القائمة منذ 1991 هو الجنة والفردوس فهناك الكثير من المشاكل والنواقص التي نعاني منها جميعا، والاقليات بشكل خاص، سواء ما موروث منها من عقود الانظمة السابقة او ما مختلق منها من قبل الحكومة المركزية منذ 2003 او ما متعلق منها باداء ادارة الاقليم السياسية والتشريعية والتنفيذية.
ولكننا نتحدث عن جزيرة الامل وسط محيط من الانظمة والدول الفاشية والدينية والدكتاتورية، فهل نختار نموذج الامل ونسقيه وندعمه ونتفاعل معه ام نقتله وننتحر بالتهليل للانظمة الفاشية والدينية المحيطة.
لقد قلتها في منابر وطنية واوربية ودولية متعددة واكررها هنا: النور دائما جميل ودائما مفيد، ولكن اكثر الانوار جمالا واكثرها فائدة هو الذي يشع في الظلام. وفي كردستان هناك شمعة امل تضيء. دعونا نستثمر فيها لاجل اجيالنا.
في كوردستان ولاول مرة في كل تاريخ شعبنا في وطنه النهريني الواسع يعود شعبنا الى قراه ويعمرها ويستعيد الحياة فيها.. تركنا حكاري وطورعبدين واورمية والخابور ولم نعد اليها.
في كوردستان ولاول مرة في كل تاريخ شعبنا في وطنه النهريني الواسع لدينا مدارس حكومية بلغتنا السريانية الحبيبة.
كم كنيسة دمرت او اهملت واندثرت في وسط وجنوب العراق وفي سوريا وتركيا وايران.. وكم كنيسة عمرت في كوردستان.
هل من عوائل لشعبنا هربت من الاقليم الى وسط وجنوب العراق منذ 1991 طلبا للامن والامان، وان كان فكم؟ وكم من عشرات الالاف منهم من كل العراق التجئوا الى الاقليم.
والى غيره من القائمة الطويلة التي لا يمكن انكارها الا لمن كان مصابا بعمى الالوان.

احبتي،
دعونا نحتكم الى ضميرنا ونقرر لاجيالنا ومستقبلنا.
دعونا لا ننجرف وراء بازارات ومزايدات الشوارع المهجرية المحمومة بالحقد والكراهية القومية التي لا يهمها امرنا في الوطن بقدر ما يهمها لافتات وتجمعات فيسوكية لاراحة الضمير الداخلي الذي يشعر بالذنب من فشل المهجر الجمعي (لا الفردي) في واجبه نحو الوطن.
بالله عليكم كم قرية وكم مدرسة وكم كنيسة وكم مركز صحي وكم معمل وكم فرصة عمل في الوطن قدم المتظاهرون والمؤسسات "القومية" المروجة للفوبيا؟
ودعونا لا ننجرف وراء "الساسة" ممن يتحصنون في المنطقة الخضراء ويضاعفوا ارصدتهم المصرفية وشركاتهم الاعمارية والاستثمارية في الامارات وغيرها من العقود والصفقات السياسية في سايكس بيكو جديدة على حساب شعبنا واجياله.
دعونا نفكر باطفالنا واجيالنا في قرانا وفي احياء دهوك وسميل والعمادية والقوش والشيخان واربيل وعنكاوة وشقلاوة وكركوك والسليمانية وهم سيعيشون جنبا الى جنب في الشارع والمدرسة والجامعة والعمل والسوق مع اطفال واجيال الكرد في كردستان.
دعونا لا نفصم انفسنا ونفصل ذاتنا ونعادي محيطنا في حرب وهمية.
دعونا نسهل لاجيالنا العيش ولا نحملهم نتائج فوبيا وكراهية المهجر وبازارات وصفقات المنطقة الخضراء.

اني اتوجه اليكم ليس من صفة وشخصية معنوية فانا لا امثل الا نفسي. وانا لست الا الاخ الاصغر والخادم الاصغر لصغيركم.
اني اتوجه اليكم لاني احبكم فانتم شعبي، انتم اهلي، انتم اباءي وامهاتي، اخوتي واخواتي، اولادي وبناتي.
والله والرب يسوع المسيح شاهد على مقدار محبتي لكم.
ليبارككم الرب
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 24 ايلول 2017

53
بعد زيارته الى سهل نينوى مؤخرا، السناتور الامريكي الجمهوري السابق فرانك وولف وفي مقال تحليلي له على الواشنطن بوست بتاريخ 23 اب 2017 يحذر من مخططات ايرانية وعراقية شيعية لافراغ سهل نينوى من مسيحييه وضمان الممر الاستراتيجي لايران الى حزب الله في لبنان عبر سوريا.
ادناه اقتباس من المقال الذي يمكن الاطلاع عليه كاملا على الرابط في نهاية الخبر.
يقول السناتور وولف:
 In order to achieve their goals, the Iranian regime is currently sponsoring the purchase of Christian land by Shia Shabaks – a minority group of Shiite Turkmen – in the Nineveh plains. Christians are agreeing to sell their land to Iranian funded Shabaks because they fear their land will be taken from them anyway. However, this is an insidious plot devised by the Shiite clerics in Iran to cleanse the Nineveh plains of Christians and establish a Shiite – dominated region of Iranian influence stretching from Iran in the east to Hezbollah in Lebanon in the west.
هل كانت مدرسة الامام الخميني في برطلة رسالة وخطوة بهذا الاتجاه؟
 اترك المقال لاطلاعكم والتعليق متروك لكم، والفعل متروك لممثلي المسيحيين في البرلمان العراقي ومليشياتهم المسيحية تحت الحشد الشعبي.
 لقراءة المقال الكامل:
https://www.washingtonpost.com/blogs/right-turn/wp/2017/08/23/frank-wolf-a-short-window-to-save-christians-in-iraq/?utm_term=.554b46aa99b8

54
الاستفتاء.. بعد قرن من سايكس بيكو التغييب، شعبنا يعطي رايه في اعادة الترتيب

منذ الاسبوعين الزمت نفسي ووعدت القراء بكتابة رأيي وملاحظاتي الشخصية بشأن الاستفتاء المخطط اجراءه يوم 25 ايلول الجاري، ولكن بسبب ضغط العمل والمتابعات اليومية لم يتاح لي الوقت الكافي للكتابة التي اردتها مسهبة وتفصيلية بقدر الامكان.
وفي المقابل فان موعد الاستفتاء يداهمنا وبات لا يفصلنا عنه سوى 72 ساعة مما يعني ضغط كتابة المقال خلالها.
وبين هذا وذاك وجدت المخرج المتوازن بكتابة مقال مختصر وبملاحظات ونقاط ومبادئ ربما نعود اليها لاحقا لتفصيلها اذا تتطلب الامر. فاستمحيكم عذرا على التاخير من جهة، وعلى الايجاز في الكتابة (بخلاف العادة) من جهة اخرى.. اعتقد الكثير من القراء يبتسمون الان بالقول: هم زين ابونا هالمرة ما تطولها.

اولا: قبل قرن من الزمان انتهت الحرب الاولى وتوفي الرجل المريض وتمت عملية توزيع الارث التي مرت بمحطات ومؤتمرات ومفاوضات هنا وهناك، بين هذا وذاك، ولكنها حسمت بما يسمى اتفاقية سايكس بيكو التي كانت صالة ولادة ما نعرفه اليوم من "دول" و"سيادات" و"حدود" اجبر اباءنانا على قبولها واجبرنا على الولادة والعيش في اطارها.
بمراجعة الخطاب والموروث والادب السياسي لما بعد سايكس بيكو والى اللحظة نجد ان هناك اجماعا بين الشعوب المضطهدة المحرومة من التعبير عن ذاتها (الكرد، الاشوريين، الارمن، وغيرهم) على رفض سايكس بيكو لانها فتتت ديموغرافيتهم وباعدت اجيالهم ووضعتهم تحت مظلات دستورية مختلفة بل ومتصارعة، وفرضت عليهم الولادة والنمو في بيئات ثقافية وقانونية واقتصادية متناقضة وحرمتهم من الاتصال والتواصل، بل وفي العديد من الحالات (الاشوريون نموذجا) دفعت نحو تهميش وانهاء وجودهم الحالي والمستقبلي. سايكس بيكو لم تعكس ولم تراع ارادتهم وحقوقهم.
وحتى الشعوب التي تمت مكافأتها في سايكس بيكو (العرب مثالا) تراهم في انتقائية وازدواجية معايير يقبلونها حينا ويرفضونها حينا. فهم يقبلونها ويعتبرون الحدود السياسية للدول الوليدة منها حدودا مقدسة غير  قابلة للمس عندما تمنحهم هذه الحدود هيمنة على غير العرب، ولكنهم يرفضونها عندما يرفعون الشعارات العروبية. فمثلا ذات حدود سايكس بيكو بين العراق وتركيا يعتبرها العروبيون مقدسة لانها قسمت الكرد والاشوريين ومنحت للعرب سلطة وجغرافيا سياسية عليهم، ولكن ذات حدود سايكس بيكو بين العراق والاردن او سوريا هي مصطنعة لانها قسمت ما يقولونه الكيان والشعب العربي الواحد!!
فحلال هو تقسيم وتشتيت الكرد والاشوريين لدرجة ان لا يكون وطن قومي لهم، وجريمة ان تقسم العرب ليكون عندهم اكثر من دولة جميعها تقول انها عربية وتعكس ذلك في هويتها ودستورها وعلمها وسياساتها!!!!
فهل هناك دجل وتناقض ونفاق اكثر من هذا.

ثانيا: العراق الذي نعرفه بحدوده القائمة هو احد اولاد (ايتام) سايكس بيكو. العراق، وكما قلتها منذ سنوات واكررها الان، هو زواج قسري بين مكوناته القومية (عرب، كرد، اشوريين، تركمان، ارمن) وبين مكوناته الدينية (مسلمون، مسيحيون، يزيدية، صابئة، يهود) وبين مكوناته اللغوية والثقافية وغيرها.
الزواج القسري هذا فشل في تكوين عائلة.
ربما يكون قد نجح الى حد ما في تكوين دولة (شخصيا اعتبرها ولاسباب كثيرة ليست موضوع المقال انها دولة فاشلة) ولكنه بالتاكيد فشل في تكوين شعب يشارك ويشترك في الانتماء والهوية الوطنية.
الذاكرة الجمعية لمكونات هذا الزواج القسري لا تحمل مشتركات بقدر ما تحمل صراعات ومآس وكوارث وجرائم ابادة.
عراقيتنا الموحدة هي فقط في وثائق الهوية والجنسية والعملة وليست في قيم الحياة والمواطنة.
موحدون في الاوراق الثبوتية ومضطهدون ونعاني من التمييز في الدستور والوقائع والممارسات على الارض.

شخصيا عندي مشتركات ما يجعلني اشعر بالانتماء الى زالين (القامشلي) في سوريا، وماردين (في تركيا) واورمية (في ايران) اكثر من حويجة وتكريت والناصرية. انا اتحدث بلغة صريحة وشفافة بعيدا عن الدبلوماسية والكلام المنمق المنافق.
وشخصيا اؤمن، وكما قلتها في اكثر من منبر واكثر من مرة، انه مع فشل هذا الزواج القسري في تكوين عائلة سعيدة فاني لا ادعو ان يكون زواجا كاثوليكيا.
يقول الكتاب المقدس: (السبت (اي الشريعة) هي من اجل الانسان وليس الانسان من اجل الشريعة).
وبذلك يكون الوطن من اجل الشعب وليس الشعب من اجل الوطن.
بعيدا عن مزايدات بالروح بالدم وكلنا للعراق. انا لست مستعدا ان اضحي بروح اي اشوري من اجل ما لم اجد فيه سوى المذابح والتمييز والاضطهاد والاهانة.
في مقابلة لي على برنامج في تلفزيون الشرقية انهيت كلامي بالقول: (كلنا للعراق اذا كان العراق لكلنا).

ثالثا: في هذا السياق انظر شخصيا الى الاستفتاء على انه يمنحنا فرصة التعبير عن ذاتنا الفردية والجمعية وهو ما حرم منه اباءنا.
شخصيا لا انظر الى الاستفتاء من جوانب اجرائية مثل: قانون الاستفتاء، انعقاد البرلمان من عدمه قبل الاستفتاء، مدى توافق الاجراءات مع "دستور" العراق المؤقت، والى اخره من الملاحظات التي ربما تكون وجيهة ومعقولة وتستوجب المعالجة او النقاش. ولكني، انا المواطن الاشوري في اقليم كوردستان، لست من يفتي بها فذلك متروك للقيادات والمرجعيات السياسية والدستورية المختصة والمخولة.
وبهذا السياق ايضا فانا لا اناقش او اتعامل مع مبدأ الاستفتاء من حيث هل سيجرى في 25 ايلول 2017 ام في 25 ايلول 2027!!!
بالنسبة لي انا اتعامل مع الاستفتاء كمبدأ ومحطة مفصلية في تاريخ المنطقة ورسم (او بالاحرى تصحيح) صورتها المشوهة الحالية.
التوقيت، على اهميته، هو جزء من الامور الاجرائية والتي كما قلت لا تؤثر او تغير من مبدأ الاستفتاء وموقفي منه الذي اورده في هذا المقال.
التوقيت برايي المتواضع قرار يخضع للعديد من العوامل المعقدة والمتشابكة وفي مقدمتها ميزان القوى بين المعنيين المباشرين وغير المباشرين بالاستفتاء.
وفي هذا السياق فان رؤيتي الشخصية المبنية على ما ارى ضمن هذه العوامل (وبالتاكيد فانا لا ارى الا القليل منها) اجد ان احد العوامل التي تجعل توقيت الاستفتاء مناسبا هو ضعف الاطراف المعارضة له. فالجميع (بغداد، طهران، انقرة، دمشق) لها ما يكفي من مشاكل بحيث تجعل ممارسة رفضها للاستفتاء في حال اجراءه الان اضعف من موقفها في حال كان اجري قبل سنوات او ربما بعد سنوات. وطبعا في المقابل هناك عوامل ربما ترجح كفة كون التوقيت غير مناسب.
القيادات والمرجعيات السياسية التي تعرف مجمل العوامل التي لصالح او ضد التوقيت الحالي هي من يستطيع الموازنة بين هذا وذاك واتخاذ القرار.
لذلك اؤكد القول انه بالنسبة لي امر اجرائي لا يغير من موقفي ورؤيتي المبدئية الى الاستفتاء.

رابعا: الاستفتاءات في امور مهمة كهذه لا تحصل كل يوم ولا كل سنة ولا كل عقد بل وربما ليس كل قرن.
كتابة الدساتير كذلك لا تحصل كل يوم، ومثلها رسم الحدود بين الدول او داخلها، ورسم بنية الدولة ومؤسساتها ايضا.
ومن جهة اخرى فان الاستفتاء ليس محصورا، لا بقراره ولا باجراءاته ولا بمترتباته، على الكرد. فالاستفتاء وبغض النظر عن المصطلحات والتسميات التي ترد في الاعلام ليس استفتاء كرديا بل هو استفتاء لجغرافيا سياسية يشكل الكرد الغالبية المطلقة لمواطنيها ولكن هناك ايضا الاشوريون والعرب والتركمان والارمن وغيرهم.
صحيح ان الاعلام يتداول مصطلح الاستفتاء الكردي ولكنه يقوم بذلك كما يتداول القول بمصطلحات غير دقيقة او دستورية كالقول: المحافظات الشيعية، المحافظات السنية، وغيرها من المصطلحات التي يتداولها الاعلام بمعنى الغالبية السائدة فيها وليس بمعناها الدستوري والدقيق.
من هنا فانه من المهم جدا برايي ان يشارك شعبنا في الاستفتاء ليس بمعناه الاجرائي (بمعنى الادلاء بالصوت) فحسب، بل وبالتفاعل مع العملية السياسية للاستفتاء بمراحلها المتعاقبة: متطلبات ومواقف ما قبله ومترتبات ونتائج ما بعده.
واحيي هنا احزاب شعبنا التي تفاعلت وقدمت ورقة المطالب والملاحظات الى القيادة الكوردستانية بغض النظر عن ملاحظاتي الشخصية اتفاقا او اختلافا معها، واحيي الموقف الايجابي والمسؤول للقيادة الكوردستانية في حثها احزابنا لتقديم ورقتها وملاحظاتها والتزام هذه القيادة بقبول ونقاش الورقة واقرارها واعلانها.
من اكثر ما شاهدت من التبسيط السياسي للامور الوجودية والمحطات المفصلية في تاريخ الشعوب الدعوات السطحية لبعض مؤسسات وابناء شعبنا بانه استفتاء كردي ولا علاقة لشعبنا به!!!
من المؤلم حتى بات يهدد وجودنا ومستقبلنا ان نكون هكذا سطحيين في تناول الامور.
بل والمؤلم ان نجد دعوات، ليس في المهجر فقط بل وفي الوطن ايضا، الى رفض الاستفتاء من حيث المبدأ وليس من حيث اعطاء ملاحظات اجرائية او مطالب واستحقاقات في الدولة المترتبة على الاستفتاء (سواء جرى حاليا ام لاحقا، وسواء تشكلت الدولة قريبا ام بعيدا فنحن نتحدث عن وجود ومستقبل شعب حيث السنوات والعقود هي لحظات).
بل ويصل الامر بالبعض الى تقديس حدود سايكس بيكو وكانها الانجيل، وهم ضحايا هذه الحدود.
شخصيا المسالة واضحة تماما عندي، انها نتاج الفوبيا التي زرعها وغذاها ورباها بعضنا وباتت تتحكم به وينقاد وراءها.
انه الانتحار الذي قرر شعبنا القيام به، ولا يبدو انه يراجع قراره.
اكرر القول انها برايي نتاج اولويات خاطئة حيث الاولوية الاولى لهؤلاء هي (AntiKurdish First) والثانية هي (AntiKurdish Second) وربما الثالثة تكون (ProAssyrian Third).
شخصيا اولوياتي هي: (ProAssyrian First) و(ProAssyrian Second) و(ProAssyrian till the end).
وهنا، وبالعكس تماما من الاحزاب التي تفاعلت ايجابيا ومن موقع المسؤولية القومية مع العملية السياسية للاستفتاء، فانه من المؤسف ان بعض احزاب شعبنا تبنت الخطاب الشعبوي الفوبيوي من الاستفتاء والتحريض ضده ومعارضته من حيث المبدأ تارة، وتارة اخرى من حيث المزايدات ورفع السقف الى حد التعجيز كتعبير والتزام بالرفض المبطن من جهة ولرفع الرصيد الشعبوي المحموم بالغرائز والاحقاد القومية على صفحات الانترنت وشوراع المهجر.
بعض الاباء الروحيين للفوبيا والكراهية في رفضه وتحريضه وتهليله لتقويض الاستفتاء بات يهلل لتركيا الفاشية وايران الشريعة الاسلامية والمالكي والمليشيات الطائفية وداعش السياسية.
اتمنى ان الدولة القادمة تحمل اسم اشور!! واتمنى المدخل الى قصرها الرئاسي يكون محاطا بالثور المجنح، واتمنى ان تكون معماريته كقصور بابل ونينوى، واتمنى واتمنى واتمنى...
ولكن مهلا. هل هذه الواقعية السياسية والمطلبية المنطقية؟ وماذا عن الملايين الاخرى وتضحياتها ونضالها؟
فمثلا، اذا كنتم يا سادة يا كرام ترفضون اسم كردستان للدولة القادمة (عاجلا ام اجلا) فلماذا لم تطالبوا بتبديل اسم الاقليم من كردستان الى ما تريدون، وانتم كنتم لدورات ودورات كتلة برلمانية كوردستانية وحزب كوردستاني ووزراء في حكومة كوردستان؟ اين مشاريع القوانين التي قدمتموها لتبديل اسم اقليم كوردستان منذ 1991؟ السنا محقين بالقول ان اثارة المطلب فجاة مع الاستفتاء هو بغاية البطولات الدونكيشوتية والمزايدات والتعجيز؟ وانها في حقيقتها ليست جدية وموجهة الى القيادة السياسية الكوردستانية بل الى الصفحات الفيسبوكية والشوارع المهجرية.
اكرر اتمنى ان يكون اسم الدولة اشور بل وان يتكنى رؤساءها باسم سركون الرابع، واسرحدون الثالث. ولكن يجب ان اعترف انها تمنيات وليس مطالب واقعية. واتمنى من القيادة الكوردستانية ان تناقش وتاخذ تمنياتي بالاعتبار.

خامسا: لضيق الوقت والمساحة لن اناقش او اكرر الملاحظات والمطالب (العلم، النشيد الوطني، مدنية الدولة، حقوق المواطنة المتساوية، الخ..) التي قدمتها احزاب شعبنا المتفاعلة سياسيا مع الموضوع والحريصة على ان يكون لشعبنا صوتا في مستقبله المشترك، بل سامضي في تقديم بعض الملاحظات التي اراها مهمة والتي آمل ان تغني نقاش احزابنا والقيادة السياسية في موضوع حقوق شعبنا. فاقول:
1- من اكثر نتائج سايكس بيكو كارثية على الشعوب المستضعفة والمضطهدة (وبينها شعبنا) انها فتتت ديموغرافيتها بالنتائج الماساوية التي اوردناها سابقا.
من حق شعبنا ان يتوقع ويطالب بالتزام القيادة السياسية منع تكرار ذلك ومنع تقسيم المقسم وتفتيت المفتت.
ديموغرافيتنا في عراق اليوم، وكما سبق ان نشرناها بالارقام والخرائط اكثر من مرة وكما نعرفها جميعا (فحتى الدافعين نحو سايكس بيكو جديدة يعرفون ذلك)، هي في سهل نينوى واقليم كوردستان.
من هذا المنطلق فاني ادعو احزاب شعبنا والقيادة السياسية الالتزام والعمل بكل السبل المتاحة بان تكون ديموغرافيا شعبنا في سهل نينوى جزءا من الاقليم الحالي والدولة اللاحقة. فناقوس الخطر والتقسيم يدق بصوت عال. بغديدة وكرمليس وبرطلة هي تحت حكم المركز وضمن المخطط الاستراتيجي الشيعي لتامين الممر بين ايران وسوريا، وهيمنة المليشيات الطائفية الشيعية لا يمكن انكارها.
برايي ورؤيتي الى مستقبل شعبنا فانه من المشروع والمنطقي والضروري والحيوي ان تكون هذه البلدات ايضا مع سهل نينوى الشمالي ضمن المظلة الدستورية للاقليم الحالي والدولة القادمة لضمان عدم تكرار كارثة سايكس بيكو. وبالتاكيد وضعها في وحدة ادارية كمحافظة او غيرها مما يتم الاتفاق عليه من قبل ابناء المنطقة وبما يعزز مكاسبهم ودورهم.
2- تلتزم القيادة السياسية ان يسهل الاقليم الحالي والدولة القادمة عودة كل النازحين والمهجرين من بقية اقسام العراق ودول الاغتراب في مختلف مراحل التهجير من تاسيس الدولة العراقية بعد الحرب الاولى.
ويشمل ذلك ايضا معالجة التجاوزات الفردية والجمعية على قرى واراضي شعبنا المتراكمة من الانظمة السابقة او الحاصلة بعد 1991 مع مراعاة ان لا يكون حل مشكلة بخلق مشكلة اخرى بل بحلول عادلة تضمن حقوق الجميع.
3- تلتزم القيادة السياسية بمطالبة الدولة العراقية بالتعويض المعنوي والمادي لكل الكوارث والجرائم التي ارتكبتها الحكومات العراقية على شعبنا منذ تاسيس الدولة العراقية (سميل، الثورة الكوردستانية، صوريا، الانفال، تهجير وتدمير القرى، التغيير الديموغرافي، الشهداء في معتقلات الانظمة العراقية، الخ....)
4- التعبير عن الدور التاريخي الحضاري لشعبنا من خلال المناهج الدراسية والمؤسسات الاكاديمية والتعليمية والاعلامية.
ومن بين ذلك، وبشكل خاص، الاهتمام باللغة السريانية من قبيل انشاء مجمع لغوي لها يتطور، من خلال الدعم المادي والحكومي والاكاديمي له، لان يكون مرجعية لغوية عالمية للسريانية.
بالاضافة الى مراعاة تسمية المؤسسات والمدارس والاحياء السكنية والشوارع وغيرها من المواقع العامة باسماء تعكس التعددية القومية والثقافية لابناء الاقليم الحالي والدولة القادمة.
وكذلك في اقرار الاعياد الوطنية والقومية، كان يكون عيد الميلاد وعيد راس السنة الاشورية وغيرها عطلا رسمية للدولة.
5- التمثيل العادل في مؤسسات الدولة المختلفة: السياسية السيادية، التشريعية، التنفيذية، العسكرية، الامنية، السلك الدبلوماسي، وغيرها..
6- رغم مدنية الدولة وعلمانيتها وتحييد الدين عن الشان السياسي فانه من المهم وعلى المستوى المعنوي والبروتوكولي منح خصوصية وامتيازات بروتوكولية ومعنوية للمرجعيات البطريركية الكنسية في الاحتفالات والمناسبات البروتوكولية الوطنية والرئاسية.


ختاما، هناك العديد من الامور لايرادها والاستفاضة فيها ولكن ضغط الوقت يجعلني اؤجلها الى مناقشات ومقالات لاحقة.
فالى اللقاء.
والرب يبارككم.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 22 ايلول 2017

ملاحظة: لا حاجة للتكرار الممل باني عند استخدامي التسمية الاشورية فاني اقصد بها جميع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، واني استخدمها لاني تربيت ونشأت عليها، وادعو لابناء شعبي الكلدان او السريان ان يستخدموا التسمية التي تربوا ونشأوا عليها في الاشارة الى شعبنا الواحد الكلداني السرياني الاشوري. افتخر بالكلداني عندما يتحدث عن شعبنا بالاسم الكلداني وهو يقصد ويشمل السريان والاشوريين ايضا. وكذلك السرياني فليتحدث باسم سرياني ولكن ليقصد ويشمل به الكلدان والاشوريين ايضا.
اتمنى على القراء عدم تشتيت نقاش الموضوع في حرب اهلية وهمية هي حرب التسمية. مع المحبة.

55
لماذا اكتب؟ ولمن لا اكتب؟

قبل عدة سنوات، حين قررت التوقف عن الكتابة، سالني بعض الاصدقاء عن السبب. اجبتهم اني التزمت ولاكثر من عقد من الكتابة في المنابر الاعلامية المفتوحة ان اكون صريحا صادقا مع نفسي ومع القراء ومع شعبي، وان ما دفعني للكتابة كان دائما مصلحة شعبي اولا واخيرا حيث لا طموحات شخصية سياسية او غيرها لي، لاني وفي عموم مجالات حياتي (العائلية، الكنسية، المهنية وغيرها) قد حققت وبلغت ما يجعلني في سلام مع نفسي ومقتنعا وبكل تواضع باني قد اعطيت ما يمكنني اعطاءه.
وفي مجمل كتاباتي كان يمكن للقارئ المحايد ان يستنتج اني ابشر وادعو للامل والمستقبل الذي يمكن بناءه على حقائق الواقع القومي والوطني وامكاناتنا وفرصنا، مواطن ضعفنا وقوتنا، وغيرها دون ان انجرف يوما الى بازار ومزايدات الاوهام، بل على العكس تماما كنت، وسابقى، مقاتلا شرسا ضد الاوهام والمروجين لها على حساب شعبي ومستقبله.
وقد دفعت الكثير من الاثمان وتعرضت لاشرس واقذر الهجمات ضد شخصي وعائلتي، بل وحياتي حيث كنت هدفا لمحاولة اغتيال ما زالت الاسئلة عمن يقف وراءها مفتوحة، بسبب صراحتي ومكاشفتي مع شعبي ورفضي المزايدات والاوهام.
وكنت اكمل الاجابة بالقول باني قررت التوقف عن الكتابة لاني اذا كتبت فاول مقالاتي سيكون: (شعبي يحتضر) وهذا ما لا اريده لاني كنت دائما مبشرا بالامل.
بعدها بسنوات كرر الاصدقاء السؤال بالقول: اما زلت مصرا على عدم الكتابة؟ فاجبت نعم وهذه المرة لو قررت الكتابة فان اول مقالاتي سيكون: (شعبي ينتحر) وهذا بناء على ما بدات اتلمسه من حينها من وقائع وحقائق على الارض في الوطن من جهة وسوق المزايدات القومية المهجرية من جهة اخرى.
فتوقفت كليا.

والان وقد بلغ الانتحار الجماعي مداه فاني منذ عدة اشهر قررت العودة للكتابة بذات المبدا: الصراحة والشفافية ورفض بيع الاوهام.
ولكن مع فارق كبير عن ذي قبل.
فحينها وقبل حوالي العقدين كنت، كما اخرون غيري، نكتب ونحاور ونناقش على اساس استثمار الفرص لبناء المستقبل. كنا نكتب بغاية اننا من موقع السلطة الرابعة (اذا جاز لنا اعتبارها ذلك) يمكن ان نساهم في تقويم الاداء السياسي والمؤسساتي لشعبنا وتعزيز فرص المستقبل.
اما اليوم وقد اتخذ شعبنا قراره الجمعي بالانتحار الجماعي ونال هذا القرار مباركة مؤسساتنا القومية والتي في الحقيقة هي من دفعت شعبنا بالاساس الى هذا القرار، فانني اعود للكتابة لا من اجل التغيير (فهذا يأست منه) بل من اجل التوثيق وللتاريخ ليس إلا.
بمعنى انه عندما يصدر الشعب شهادة وفاته ويصبح شعبا من الماضي فان من يقرأ تاريخه وتفاصيل عقوده الاخيرة ما قبل الانتحار سيجد ان كل الشعب لم يكن راغبا في الانتحار الجماعي بل كان هناك من انتبه ونبه الى ذلك.
لذلك عدت واعود للكتابة للتاريخ وتثبيت المواقف وليس للتغيير.
لا ادري ان كان بقية الزملاء من الكتاب ما زالوا مقتنعين بامكانية ان تساهم كتاباتهم في التغيير. فان كانوا ما زالوا، فاني اتمنى ان يكونوا هم الصائبين وانا المخطئ.

منذ بداية التسعينيات ربت وغذت قيادات شعبنا السياسية الفوبيا وروجت للاوهام والمزايدات والبطولات الدونكيشوتية والامكانات الخيالية (في واقعها صفرية) من اجل منافع شخصية وحزبية انية وقصيرة المدى.
ولكنها لم تنتبه ان جرو الفوبيا والاوهام الذي ربته واطعمته بات ديناصورا لا يشبع الا بالتهام وجودنا ومستقبلنا.
ما رباه بعضنا جروا ينقاد وراءهم ويسيطرون عليه بات اليوم وحشا لا يمكن السيطرة عليه فهو من يقود وهم من ينقاد.
ما روج له بعضنا من خطاب فوبيوي للكسب المعنوي والمادي والسياسي بات اليوم خطابا عارما خارج عن السيطرة ولا مفر امام من روج له سوى الانقياد والخضوع.
وبذات المسار والغايات روج بعضنا لخطابات التخوين فامتلا قاموسنا القومي بمصطلحات اقل ما يقال عنها انها من فضلات وزبالة الخطاب العروبي، مصطلحات مثل الخونة، المنبطحين، العملاء، المتسولين، بائعي الذات، الممثل الوحيد، القائد الشريف، بالروح بالدم، التسمية القطارية، والى اخره من مصطلحات اقل ما يقال عنها انها لا تؤسس للحوار والتفاعل.
وذات الامر في الخطاب السياسي الموجه للاخر فباتت شعاراتنا المهجرية المغذاة بالاساس من الوطن تنكر الواقع والوقائع والحقائق وتعيش الاوهام وعالم السايبر حتى نستحق وبامتياز ان نضيف اسما اخر لنا، ربما هو الاكثر تطابقا مع حالنا، باننا Cyber Nation
في عالم السايبر بدانا نزايد في الشعارات مثل: اشور المحتلة، دولة اشور الكبرى. وتفننا في رسم الخرائط لاشور الجديدة ولم نكد نطلع على المعروض منها بمقاييسه (Small Assyria وMedium Assyria وLarge Assyria) حتى ظهر لنا مؤخرا XXL Assyria  التي تضم كل العراق وسوريا وجنوب تركيا وشمال ايران (لاحظ الخريطة ادناه). وتوزيع الالقاب الكبرى مثل رئيس اركان الجيش الاشوري Assyrian army commander in chief.
وبات "قادتنا" في الوطن يتنافسون ويلهثون في كسب رضا ودعم شعب السايبر وشوارع واذاعات المهجر في مقابلات ومزايدات تذكرني باهازيج لقاءات الدكتاتوريات العربية في المهرجانات الخطابية والاذاعات الهتافية كاذاعة صوت العرب ومذيعها احمد سعيد. وباتوا يزيدون من الفوبيا والعداء للاخر وبازدواجية وانتقائية مفضوحة ودون خجل.
وفي عالم السايبر بدأ بعضنا يفضح رخصه وانحداره الاخلاقي من خلال حجم الاساءات والاهانات للاخر من قيادات وشعوب واوطان. فكوردستان التي ساهم احد "قياديينا" في وضع دستورها واقرار علمها وصياغة اليمين الدستورية لاعضاء برلمانها ووزراءها (وكان من اوائلهم) باتت اليوم لدى مناصريه المهجريين وبعد الفوبيا التي اطعمها على مدى ربع قرن باتت: كرستان، قردستان، وغيرها من "الابداعات" المقززة للخطاب السياسي المهجري الاشوري في كرنفالات الانتحار الجماعي.
شعبنا يحصد اليوم ما زرعه بالامس بعضنا.
انها الشعبوية باكثر اشكالها تدميرا لوجود ومستقبل وفرص الشعب في الحياة.

المهجر، هذه الجغرافيا العالمية التي التجانا اليها اضطرارا ام اختيارا، فالنتيجة سيان، تحول الى مركز ثقل وجودنا وقضيتنا.
المهجر الذي فشل فشلا تاما وبالكامل في تعزيز اية فرصة حياة فردية او جمعية لشعبنا في الوطن سواء سياسيا ام اقتصاديا ام مؤسساتيا ام اكاديميا ام خدماتيا، بات هو قبلة سياسيينا في الوطن.
المهجر الذي يمارس المغناطيس لهجرة شعبنا من الوطن بات الخزان الشعبي والانتخابي لاحزابنا في الوطن.
المهجر الذي غذينا الفوبيا الموجودة فيه اصلا جعلناه هو من يحدد اطار وسقف خطابنا السياسي القومي والوطني.
المهجر حيث ذابت فيه الفواصل بين القومي والوطني بات المطبخ السياسي لرسم خرائط الشرق الاوسط واعادة تسميتها وترسيمها على الفيسبوك الاشوري والتجمعات التي غالبا ما تنتهي على موائد العرق والويسكي ومنتديات القمار.
اشوريو ايران وطورعبدين المهاجرين الى اميركا واستراليا واسكندنافيا واوربا نصبوا انفسهم اوصياء على القوش وبرور وعنكاوة وتللسقف وغيرها ويقرروا عنها وهم لا يعرفوا حتى جغرافيتها، ناهيك عن ديموغرافيتها.
كاتب هذا المقال هو احد من اضطرته ظروفه للهجرة الى المانيا.
نحترم ونفهم ونتفهم كل من دعته ظروفه الى قرار الهجرة والاغتراب. ونحترم اكثر المتميزين اشخاصا ومؤسسات في مهجرنا.
ولكن بذات المقدار واكثر يجب ان نحترم شعبنا الذي قرر البقاء والعيش في الوطن.
بل ويجب علينا جميعا ترجمة هذا الاحترام الى دعم عملي على الارض وليس بالمزايدات والوصاية والشعاراتية.
اذا كانت السيفو وسميل والانفال والبعث وداعش فتكوا بنا فان اكثر من يفتك بنا اليوم هو مهجرنا وبشراكة وارشاد من بعض "قادتنا" في الوطن. كل ذلك هروبا من الفشل وتغطية له وهروبا من تانيب الضمير واراحة له.
المهجر هو داعش الذي خلقناه وربيناه لينهش جسدنا ويفتك بنا.

لا ينكر اي عاقل او عادل او حكيم ان ظروف معيشتنا في الوطن ليست كما نريد.
ان كانت الاكثرية التي نتشارك معها تعترف بان معيشتها وواقعها ليست كما تريد، فكم بالاحرى نحن وبقية الاقليات.
لم يقل احد اننا في فردوس، بل هل هناك اساسا فردوس في الشرق الاوسط وشمال افريقيا قاطبة.
ولكننا ايضا لسنا في جحيم كما يصور ديناصور الفوبيا.
وبين الجحيم والفردوس هناك الوقائع والحقائق على الارض التي يجب ان نتعامل معها بحكمة وصراحة ومسؤولية وموضوعية لنبني عليها.
الرفض من اجل الرفض.. والرفض دون البديل.. والرفض نكاية او كرها للاخر.. كلها جزء من الانتحار الجماعي.

لمن لا اكتب؟
كما قلت فاني اكتب للتاريخ ولتكون شهادة ان كل الشعب الاشوري لم يكن راغبا بالانتحار الجماعي، بل وكان هناك بينه من انتبه ونبه وحذر من هذا الانتحار.
ولكن هناك ايضا مجموعة لا اكتب لها، ليس بمعنى انه ممنوع عليها قراءة ما اكتب.
كلا، فما اكتبه انشره على المنابر المفتوحة لقراءة كل من يرغب.
ولكني لا اكتب لهم بمعنى اني لا احاورهم.
وهم فئات قد تختلف في مواقفها ولكنها تلتقي جميعها في انها جزء من قرار الانتحار الجماعي والياته.
من بين هؤلاء الذين لا اكتب لهم:
•   الغير المؤمنين بوحدة شعبنا بتعددية اسماءه. ليس عندي مساحة مشتركة للحوار مع من لا يدرك او يؤمن او يقر بان الكلدان والاشوريين والسريان هم شعب واحد باية تسمية يريد استعمالها او تربى عليها. فكل تسمياتنا التاريخية الموروثة والدارجة هي لنا ونفتخر بها.
•   المصابين بالفوبيا والعداء للاخر ممن وضعوا اولوياتهم: (Anti Kurdish First) و(Anti Kurdish Second) وربما (Pro Assyrian Third) لا مشترك لي معهم، فانا اولوياتي هي (Pro Assyrian First) و(Pro Assyrian Second) و(Pro Assyrian to the end).
•   المستسهلين الاساءات الى شعبي وهويته واسمه من مروجي ودعاة هرطقة آشورايا. فمن يستسهل تشويه هوية واسم شعبه لا حوار لي معه ايضا. طبعا انا ادرك ان هناك بين هؤلاء من ياخذ الامور ببساطة وبانها مسالة صغيرة وثانوية وووو. عفوا احبتي، انها ليست كذلك. يقول الكتاب المقدس: (من يكون امينا على القليل يكون امينا على الكثير). وبذات السياق نقول: من يشوه القليل سيشوه الكثير. اتمنى على هؤلاء المستسهلين الامر ان ينتبهوا الى خطورة ما هم متسامحون ومتساهلون معه.
•   العائشون اوهام السايبر من ابناء الـ Cyber Nation وغير المدركين او المعترفين بحقائق الواقع الديموغرافي والسياسي القومي والوطني لشعبنا ولبقية الشعوب التي نعيش معها. فانا بدراستي الاكاديمية مهندس كهرباء، ومهندسي الكهرباء معروفين بالتزامهم المنطق والحقائق فلا مجال للاوهام والخيال في معادلات الهندسة الكهربائية.

وهكذا ومن وحي ومضمون هذا المقال ساباشر وبحسب توافر الوقت عندي بنشر مقالات متتالية لتدخل في تاريخ وارشيف شعب قرر الانتحار. وبالتاكيد سابدأ بقضايا الساعة، واتمنى ان اجد الوقت للكتابة في شان الاستفتاء كونه قضية الساعة ولكنه قضية تخص المستقبل ايضا.
طبعا لست بحاجة ان اكون نبيا لاتوقع حجم الاساءات التي ساتلقاها.
والترهيب له وسائله من ترهيب اعلامي وتخوين وغيرها مما اشرنا اليه، مرورا بالتسقيط العائلي والمؤسساتي الى الترهيب الجسدي ايضا.
وله غايته النهائية وهي الاسكات سواء اسكات الجسد او القلم.
وقد مررت وعاينت جميع هذه الاساليب منذ التسعينيات الى الامس القريب ولن يكون جديدا تكرارها.
الى اللقاء

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 17 ايلول 2017

56
شعبي ليس لقيطا

السيدات والسادة في المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري المحترمون
الموضوع: تنديد واستنكار

تحية وتقدير،
اتوجه اليكم بهذه الرسالة الخطية الخاصة للتعبير عن شديد رفضي وبالغ استنكاري لما اقدمت عليه رئيسة كتلة المجلس في برلمان اقليم كوردستان، السيدة وحيدة ياقو، في حديثها في جلسة البرلمان ليوم الجمعة 15 ايلول 2017 من اساءة وتشويه لهوية شعبي الاشوري الذي يعرف نفسه وبلغته الام ومنذ الاف السنين بانه (اثورايا)، حيث قامت ولاكثر من مرة (بما يوحي بانه اساءة وتشويه مع سبق الاصرار) بتسميته بتسمية (اشورايا) المشوهة والدخيلة والتي تقطعه عن جذوره وتضع له ولادة جديدة باسم جديد وبعمر جديد لا يتجاوز بضع سنوات.
شعبي ليس لقيطا لتقوم السيدة ياقو باطلاق تسمية له لم تعرفها اجياله لا شفاها ولا كتابة منذ وجد على ارض النهرين قبل عدة الاف سنة.
ان خطورة ما قامت به ممثتكم في البرلمان هي انها جاءت على منبر رسمي وفي مؤسسة دستورية، وبذلك تختلف اختلافا كبيرا عن ما يقوم البعض هنا او هناك عن دراية وتخطيط خبيث الغايات او عن جهل وتبسيط واستسهال للامور.
واذا كنا رفضنا ونرفض ما يقوم به هؤلاء فكيف يمكن السكوت عن استسهال واسترخاص السيدة ياقو لهوية واسم شعبنا.

ايها الاخوات والاخوة،
اذا كانت السيدة ياقو بدراية او بغيرها لا تحترم الحقيقة التاريخية لهوية شعبنا واسمه بلغته الام،
واذا كانت السيدة ياقو بدراية او بغيرها لا تلتزم النظام الداخلي للمجلس الذي يذكر اسم شعبنا بلغته بانه (اثورايا)،
فكيف يمكن لي او لغيري ان يتوقع انها ستحترم وتلتزم حقوق وطموحات شعبنا في مهامها البرلمانية، خاصة في هذه المرحلة التي تتطلب وحدة الرؤية والموقف وتجنب الاستفزازات وتحاشي الاساءات كالتي قامت بها السيدة ياقو.

ان الاسئلة التي تفرض نفسها هي:
هل ان السيدة وحيدة ياقو اقدمت على اساءتها عن دراية ام بعفوية وبساطة؟
في الحالتين لا يمكن التسامح مع الاساءة، وعليها الاعتذار العلني، وتوجيه مذكرة الى البرلمان لتصحيح توثيق مداخلتها.
وهل ان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري موافق على ما اقدمت عليه رئيسة كتلته في البرلمان؟
فان لم يكن فان عليه الاعتذار والتعهد بعدم تكرار الاساءة.

وبعكسه، فاني كاحد ابناء هذا الشعب، لن انظر او اتعامل مع المجلس الشعبي على انه احدى مؤسسات شعبنا.
ولن انظر او اتعامل مع كتلته البرلمانية على انها تمثل شعبنا.
مع المحبة والتقدير

الخوري عمانوئيل بيتو يوخنا
نوهدرا 16 ايلول 2017

57
ليس دفاعا عن السيدة سويتلن بل رفضا للديماغوجية

لو كنت محل السيدة الكريمة سويتلن اسطيفان في جلسة تصويت مجلس محافظة كركوك لكنت اكتفيت بقول التالي:
(الاخوات والاخوة الكرام.. كوني الممثلة الوحيدة للشعب الكلداني السرياني الاشوري المشاركة في هذا الاجتماع والتصويت على هذا القرار المهم بشان مشاركة كركوك في الاستفتاء فاني التزم قرار شعبي ولن اخرج عن اجماع ممثليه المنتخبين في برلمان اقليم كوردستان من اعضاء الزوعا (السيدة غاليتا شابا والسيد اندريوس يوخنا) وحزب بيت نهرين الديمقراطي (السيد روميو هكاري) والحزب الديمقراطي الكلداني (السيد جمال شمعون) حيث اقروا في جلسة برلمان الاقليم المنعقدة بتاريخ 24 حزيران 2009 على ان كركوك وسهل نينوى وسنجار هي ضمن جغرافيا وتاريخ كوردستان العراق.
حيث نصت المادة الثانية، اولا على ما يلي: كردستان العراق كيان جغرافي تاريخي يتكون من محافظة دهوك بحدودها الإدارية الحالية، ومحافظات كركوك والسليمانية وأربيل، وأقضية عقرة والشيخان وسنجار وتلكيف وقرقوش، ونواحي زمار وبعشيقة واسكي كلك من محافظة نينوى، وقضاءي خانقين ومندلي من محافظة ديالى، وذلك بحدودها الإدارية قبل عام ١٩٦٨.)

واذا كان هناك الوقت والرغبة في الاستزادة كنت ساقول:
(وبذات الالتزام بوحدة القرار مع ممثلي شعبي من قائمة الزوعا والمجلس الشعبي المنتخبين في برلمان الاقليم في دورته الحالية حيث وقع السيد يعقوب (جوني) كيوركيس والسيدة وحيدة ياقو بالتسلسلين 45 و48 على مذكرة الدعوة لاعلان دولة كوردستان اعلن تاييدي الموافقة على استفتاء كركوك والتحاقها بالاقليم الحالي والدولة اللاحقة التي في الوقت الذي نعمل جميعا لان تكون مدنية ديمقراطية فاننا نريدها ايضا منتعشة اقتصاديا حيث لكركوك امكانية المساهمة بذلك ورفع المستوى الاقتصادي والحياتي للجميع وبينهم الكلدان السريان الاشوريين الذين امثلهم في هذا الاجتماع، والاخوة الكرد والعرب والتركمان.. مع الشكر والتقدير.)
وكنت سارفع يدي بالموافقة ولا اكتفي بعدم الرفض والامتناع عن التصويت.
بذلك كنت يا سيدتي الكريمة وفرت على نفسك وعلينا وعلى الجميع هذه المزايدات والمماحكات والمهاترات الفيسبوكية.
انا لست انشر هذا دفاعا عن السيدة سويتلن، فانا بالمبدأ لا ادافع كما لا اعترض على اشخاص بل ادافع او اعترض على مواقف وسلوكيات بغض النظر عن الاشخاص والجهات.
كما انه وبمعرفتي الشخصية بالسيدة سويتلن ومحبتها لشعبها وقدراتها وامكاناتها فهي ليست بحاجة لشخص بضعفي ان يدافع عنها.
انا انشر هذه المساهمة ليس دفاعا عن السيدة سويتلن بل رفضا للديماغوجية.

ملاحظة:
ضمن المحاولات المؤسفة للاساءة الى السيدة سويتلن مررت على نشر بائس لا اتذكر لمن هو يريد نزع هوية السيدة سويتلن والتزامها القومي لانها ضمن قائمة كركوك المتاخية.
اسال هل هذا ينطبق ايضا على العرب والتركمان الاعضاء في هذه القائمة التي هي قائمة تحالف انتخابي مع البارتي واليكتي؟
وهل ينطبق الامر ايضا على السيدة غاليتا شابا والسيد اندريوس يوخنا من الزوعا في قائمة تحالف انتخابي مع البارتي واليكتي في انتخابات برلمان الاقليم 2005؟
ام ان ما يحل للبعض هو حرام للاخر.
مع فائق المحبة والتقدير.

58
دعونا نوسع افاق الحوار
منذ سنوات والعديد منا، وانا احدهم، نثير سؤالا وندعو الى اجابة منطقية له. السؤال كان وما زال: ما مصلحة شعبنا في عدم وضعه تحت مظلة دستورية واحدة؟ او بتحديد اوضح: ما مصلحة شعبنا في عدم التحاق ديموغرافيتنا في سهل نينوى وتواصلها مع ديموغرافيتنا في اقليم كوردستان؟
ومع مسالة الاستفتاء والمترتبات عليه اعدنا السؤال في اكثر من منشور وباكثر من صيغة وقدمنا احصائيات وارقام وخرائط وانتظرنا اية اجابة منطقية ولكننا لم نحصل. حيث لاحظنا فقط تغيير دفة النقاش وتوجيه التهم المعلبة والاساءات وغيرها، وبقي جوهر السؤال بدون اجابة.
شخصيا اعتقد ان عدم الاجابة ليس بسبب عدم وجودها بل بسبب عدم الرغبة والجراة في قولها.
دعوني اقدمها موضوعا للتحاور الذي نتمناه حوارا موضوعيا ومحترما.
معارضة توحيد ديموغرافيتنا تحت مظلة اقليم كوردستان، ومعارضة الاستفتاء في سهل نينوى، هي معارضات تصب في غايتها على طريق المعارضة الاساسية في تشكيل دولة كوردستانية (او اي اسم اخر) في اي مدى زمني لاحق قريبا كان ام متوسطا ام بعيدا.
ان وضع شعبنا تحت مظلة دستورية واحدة يعني ان شعبنا بالجزء الاكبر الكبير منه سيكون لاحقا تحت دولة ستتشكل عاجلا ام اجلا.
واذا كان لصالح شعبنا ان يكون جميعه (او معظمه الاكبر) في كيان سياسي واحد وتحت مؤسسات دستورية واحدة، فان ذلك ليس لصالح المعارضين او بشكل ادق المعارض المعروف. (بالعربية العامية: ما يصرف). لانه حينها عليه ان يختار ان يكون حزبا عراقيا او حزبا كوردستانيا (او اي اسم اخر للدولة القادمة يوما ما). طبعا هذا سبب رئيسي مع اسباب اخرى مرتبطة بمرجعية ولاءه السياسي والدور المطلوب منه ان يقوم به.
وعليه الاختيار بين مصالحه الحزبية السياسية والمادية في الدولة العراقية التي ليس فيها الا النسبة الصغيرة من شعبنا، وبين ان يتخلى عن هذه المصالح ويكون حزبا في الدولة اللاحقة (عاجلا ام اجلا) حيث تعيش الغالبية المطلقة من شعبنا.
انه اختيار سهل لمن يضع مصلحة شعبه اولوية مطلقة ووحيدة، ولكنه خيار صعب جدا لمن يتخذ من قضية شعبه غطاء لمصلحته.
من هنا فانه سيقاتل الى الرمق الاخير لابقاء ديموغرافيا شعبنا مقسمة بحيث حتى لو تشكلت الدولة الجارة للعراق فانه على الاقل يضمن بقاء ديموغرافيا سهل نينوى تحت الحكومة العراقية وبذلك يضمن المصلحة السياسية والمادية مع بغداد وفي نفس الوقت ديموغرافيا موزونة لشعبنا في العراق.
اما ان يكون الشعب جميعه موجودا في كيان سياسي ومظلة دستورية واحدة وتنشأ اجيالنا المستقبلية دون حدود سياسية ومناطقية وتشريعية بينها فذلك ليس مهما له.
يقول الكتاب المقدس: (حيث تكون ذخائركم هناك تكون قلوبكم).
فكروا فيها..

لابداء الراي والحوار يمكنكم نشر ملاحظاتكم على صفحتي في الفيسبوك حيث نشرت الموضوع ايضا.
Emanuel Youkhana

59
شعبنا وعلمي العراق وكوردستان

بداية اود تاكيد تاييدي لمطلب احزاب شعبنا بمراجعة تصميم العلم الكوردستاني وبما يعكس التنوع القومي والثقافي لابناء الاقليم ومن بينهم شعبنا.

مثلما اؤيد الكثير مما اتفقوا عليه في ورقة المطالب والمقترحات التي قدموها الى القيادة الكوردستانية، وربما ساعود في الفترة القادمة اذا ما تيسر لي الوقت لنشر رايي الشخصي في الاستفتاء.
واني اذ اشد على ايديهم في مبادرتهم لتقديم ورقة المطالب المشتركة بما يعنيه ذلك من تعبير عن الانتماء الى الاقليم والمشاركة الايجابية والشعور بالمسؤولية تجاه وجود وتاريخ شعبنا وجغرافيا مستقبله السياسي، وبما ينقلنا (ربما للمرة الاولى) الى موقع الفعل والتفاعل الايجابي بدل موقع رد الفعل والتذمر السلبي فقط، فاني استمحيهم عذر المحبة بان اعاتبهم من حيث الانتظار الطويل لتقديم هذه الملاحظات كالمتعلقة منها بالعلم والنشيد ونقاط اخرى.
برايي ان تصميم العلم ومراجعة النشيد الوطني بما يعكس التنوع في الاقليم لا يجب ان يكون مرتبطا بالاستفتاء والدولة المقترحة، بل كان يتوجب على من مثل شعبنا في برلمان الاقليم منذ 1992 والدورات اللاحقة ان يبادر وفق الاليات التشريعية الى تقديم هذه المقترحات.
ربما اكون لا اتذكر هكذا مبادرات (وارجو التسامح معي في ذلك فالعتب على العمر والاشغال) ولكني اعتقد ان الاخ روميو هكاري كان قد اشار اليها في سنوات سابقة (ارجو ان يصحح لي الاخ روميو).

والان لنقارن بين علمي كوردستان والعراق والموقف منهما من احزاب وابناء شعبنا:
اولا:
العلم الكوردستاني في حقيقة الامر لا يحمل رموزا قومية كردية فالوانه ليست نتاج ايديولوجيا او موروث قومي كردي بحت (قارنوا الوانه مع الوان اعلام الدول الافريقية والاوربية وغيرها)، والشمس التي فيه ليس لها مدلول او رمزية كردية بحتة بل مشرقية (شعار كنيسة المشرق يتضمن اشعة الشمس كرمز لمشرقية الكنيسة)، وعلم ماليزيا ودول اخرى تتضمن شمسا مشرقية ايضا.
ولكن واقع حال العلم الحالي وكيفية النظر اليه تقول انه علم كردي، وهذا جاء بسبب كونه علم جمهورية مهاباد.
بمعنى ان كردية العلم الحالي هي ليست بسبب رموزه وتصميمه بل بسبب بدايته واعتماده.
من هنا فان المكونات غير الكردية في الاقليم يحق لها الطلب بتعديل العلم ومراعاة تضمينه ما يعكس وجودها. واكرر القول اني شخصيا اؤيد هذا الطلب.

ثانيا: ولكن ماذا عن العلم العراقي؟
العلم العراقي هو علم عروبي واسلامي بامتياز تام.
الوانه مستوحاة من قصيدة الفخر العربي لصفي الدين الحلي التي يقول فيها:
بيض صنائعنا، سود وقائعنا، خضر مرابعنا، حمر مواضينا
وكتابة (الله اكبر) التي عليه هي اسلامية كما يعرفها الجميع.
وتاريخ المجازر التي مرت على شعبنا كانت عروبية واسلامية واستهدفت هويتنا القومية والدينية.
وهنا استذكر باحترام النائب فيان دخيل عندما قالت في البرلمان العراقي وبوجه حق اننا ذبحنا تحت راية الله اكبر. وهو ما عجز ان يقول الاقل القليل منه في البرلمان او الاعلام ايا من نواب شعبنا في بغداد.

ثالثا: ولكن لم نسمع ولا نسمع ولا يبدو اننا سنسمع اية مطالبات بتعديل العلم العراقي بما يعكس التنوع القومي والديني للعراق.
بل وفي الوقت الذي يتفادى الكثيرون، وبينهم من هو في الوطن، رفع او استعمال علم كوردستان في سياقات الاستخدام المعروفة، بل ويرفضونه بالمطلق، فاننا نرى انهم يتفاخرون بالعلم العراقي العروبي الاسلامي ويضعونه على ياقات جاكيتاتهم وعلى مناضدهم ويضعونه جنبا الى جنب مع العلم القومي لشعبنا في المناسبات والاحتفالات والنشاطات في الوطن والمهجر. الصور في نهاية المقال هي للمثال لا للحصر.
الا تتفقون معي اننا وعلى التوازي وبنفس الحق الذي ندعو فيه من خلال احزابنا واعضاء البرلمان الى تعديل علم كوردستان بما يعكس التنوع في الاقليم فاننا ومن خلال نفس احزابنا واعضاء البرلمان في بغداد يجب ان ندعو الى تعديل العلم العراقي بما يعكس التنوع ايضا.
فهل نتوقع ذلك. ننتظر لنرى.
مع فائق محبتي وتقديري.

60
Please advise me understanding this “logic” for Kurdistan and Assyria State:
Scroll for English.
ارجو مساعدتي لفهم هذا "المنطق" بشان كوردستان ودولة اشور:
اولا:
تم تداول اسم كوردستان في الخطاب السياسي والرسمي العراقي والدولي منذ عقود طويلة، وتم تثبيته رسميا في الدستور العراقي منذ عقود، ولشعبنا احزاب ومؤسسات تحت دستور كوردستان الذي شاركت في اعداده وصوتت لصالحه في برلمان اقليم كوردستان، ولاقليم كوردستان هيكليته السياسية والادارية التي شعبنا ومؤسساته جزء منها. الزوعا هو احد الاحزاب الكوردستانية (راجع جريدة بهرا في التسعينيات)، واحزاب شعبنا في الاقليم تستلم منحها المالية الشهرية (توقفت منذ فترة للبعض) من مالية الاقليم وهذا من حقها. كما ان شعبنا يمارس حقه الطبيعي في حياته اليومية في القطاعين العام (دوائر رسمية، مدارس، خدمات عامة) والخاص في اقليم كوردستان ، وغيرها من التفاصيل والشواهد.
ومع الاستفتاء المطروح يمارس ابناء شعبنا المهجري ومؤسساته وفعالياته المهجرية تحت الصفرية، ومعها بعض الاحزاب الرقمية والصفرية في الوطن، حقهم في التعبير عن رايهم وموقفهم في رفض الاستفتاء وما قد يليه من دولة كوردستانية التي يؤكدون على عدم شرعيتها وعدم مقبوليتها وافتقارها الى الاسس التاريخية والديموغرافية والقانونية وغيرها لاعلانها دولة مستقلة عن عراق اليوم.
لا بأس، فمن حق كل انسان ان يعطي رأيه. وشخصيا لي رايي في هذا الموضوع والذي ربما ساكتبه في منشور ما.

ثانيا: نفس هؤلاء رافضي مقبولية وشرعية وقانونية وامكانية وجود دولة كوردستان يطلبون من شعبنا، وانا احد ابناء هذا الشعب، ان يصدق ترويجهم لدولة اشور سواء بحدودها الصغرى بالتنازل عن عاصمتها نينوى (الموصل) لصالح العرب السنة، وبابل لصالح العرب الشيعة، او بحجمها الوسط بتضمين نيننوى لدى البعض الاخر او بحجمها الاكبر كدولة اشور الحديثة الكبرى كما يدعو احد الاحزاب التحت الصفرية. (لاحظ الخارطة).
رغم انه وللان فان تسمية اشور لم تدخل في الخطاب السياسي العراقي والدولي، كما لم تدخل في الدساتير والتشريعات والمؤسسات وغيرها.
ناهيك عن الديموغرافيا والوجود البشري الذي سبق لنا التحدث عنه في منشور سابق.
ارجو منكم بمحبة اجابتي بموضوعية اخذين بالاعتبار اني لا احب النقاش من قعر كؤؤس وقناني الويسكي والعرق.
الرب يبارككم.

اكرر ما اقوله دائما: دعنا نضع ارجلنا على الارض ونبني بقدر مستطاعنا شيئا فشيئا، فليس مجديا ان نطير في السماء ونبني ابراجا لا نحصد منها غير الهواء. وما ارخصه.
نرحب بملاحظاتم ونقاشكم الموضوع على صفحتي في الفيسبوك حيث نشرت رابط الموضوع: Emanuel Youkhana
First: The name of Kurdistan is been used since long decades in the Iraqi and International political and official speech. It is been officially adopted by the Iraqi constitution since decades. Our people had parties and entities under Kurdistan constitution. Indeed, they participated in writing the constitution and our people members of Kurdistan parliament had voted to adopt this constitution. Kurdistan region has political and administrative structure in which our people and our entities are part of it. ADM (Zowaa) is a Kurdistani party (Go to Bahra (ADM newspaper) issues of 90th). Our political parties receive, as a fair and justified right, their monthly grants (stopped for couple of them since a while) from Kurdistan government. Our people practice his natural right in daily life in public sector (governmental offices, schools, public services) and private sector as well, and too other many details and evidences.
With the proposed referendum, our Diaspora community, and under-zero entities and activities along with couple of digit and zero parties in homeland, are practicing their natural freedom of expression to reject the referendum and the possibility to form an independent state of Kurdistan which they consider it as illegal, unacceptable, and lacks the historical, demo-graphical, legal requirements to form a state.
No problem. Every person or entity has the full right to express his opinion. Myself, I have my opinion on this issue which I may post..

 Second: However, the same who are opposing and rejecting the legality, possibility and acceptability of forming a Kurdistani state are expecting our people (I am a member of this people) to believe their marketing for State of Assyria, whether in its minimum borders (giving Nineveh (Mosul) to Arab Sunni and Babylon to Arab Shiite), or medium size by including Nineveh (Mosul) or Full Size of New State of Assyria as introduced by one of the under-zero parties. (See the map).
This despite that the term Assyria is not yet in Iraqi and International political speech and it is not yet in the constitutional, legislative and institutional terms, etc.
Not to speak about the demography and population existence which I wrote about it in earlier posts.

Please be kind to advise me logically keeping in mind I don’t like discussion coming from the bottom of Whisky and Arak bottles and glasses.
God bless you.

I repeat myself: Let us have our feet firmly on the ground and build our future gradually, rather than flying in the sky and building towers made of air where we will not harvest anything rather than illusions and cheap air.
Your comments and discussions are welcomed on my Facebook where the link to the article is posted: Emanuel Youkhana

61
الاحزاب في شعبنا بين الرقمية والعشرية والصفرية
في اللقاء الحواري المفتوح الذي اقمته بتنظيم من (الجمعية الاشورية الاسترالية) في سدني بتاريخ 13 اب 2017 والذي كان تحت عنوان (شعبنا ما بعد داعش: تحديات واسئلة مفتوحة) صنفت في اشارة عابرة الاحزاب السياسية العاملة في شعبنا الى ثلاثة: الاحزاب الرقمية، الاحزاب العشرية (او الكسرية)، والاحزاب الصفرية.
بعد اللقاء جاءني احد الاخوة الحضور مستفسرا او طالبا المزيد من التوضيح عن هذا التقسيم. فاجبته:
اولا: التقسيم هو بناء على حجم القاعدة التنظيمية الملتزمة او المتعاطفة مع الاحزاب وليس بناء على موقفي او رؤيتي من البرنامج والمواقف السياسية التقاء او اختلافا مع هذه الاحزاب، فذلك موضوع اخر.
ثانيا: الاحزاب الرقمية هي التي تمتلك بالفعل قاعدة تنظيمية وجماهيرية بين ابناء شعبنا، وبرايي هي الزوعا والبارتي والمجلس الشعبي.
ثالثا: الاحزاب العشرية او الكسرية (بين رقمي الصفر والواحد) هي من يمتلك حدا مقبولا من المقومات المؤسساتية والقاعدة التنظيمية والجماهيرية مثل الحزب الشيوعي وابناء النهرين وربما حزب اخر.
رابعا: الاحزاب الصفرية وهي التي تفتقر الى كل شيء ما عدا اجازة التاسيس وموقع الفيسبوك وقدرة لغوية عربية تكفي لاصدار البيانات والقنابل الصوتية وبمصطلحات وتعابير تعودناها في خطابات الانظمة العروبية، من بين هذه الاحزاب المنبر الديمقراطي الكلداني والوطني الاشوري والاتحاد الديمقراطي الكلداني وبالتاكيد اخرون.
خامسا: الاحزاب المهجرية التي ليس لها اي وجود (ولو صفري) في الوطن هي بالمطلق سالبة وتحت الصفرية، والحديث عنها قد ينقلها من تحت الصفرية الى صفرية وهو ما لا تستحقه، لذلك لم اشر اليها ولن اشير.
سادسا: الاحزاب العشرية واعتمادا على مواقفها من مستجدات المرحلة واستحقاقاتها في الوطن قد تنمو لتصبح رقمية او تتلاشى لتصبح صفرية كما تلاشى من كان الى الامس القريب عشريا ليكون اليوم صفريا.
سابعا: الاحزاب الصفرية تستطيع ان تتقدم وتسبق الجميع في قلوب وعقول شعبنا وتكسب احترامه اذا ما اعترفت بصفريتها وحلت نفسها وغابت عن الجعجعة الاعلامية والصور البروتوكولية وانتظار اطلاق المنح المالية الحكومية للاحزاب. فكلما خف الضجيج والجعجعة والغبار يكون الاهتداء الى الطريق اسهل واقصر.
ملاحظة: من التعقيبات التي سترد على هذا النشر والكيل الهائل من الشتائم والتهم المعلبة التي ستتضمنها يمكن للقارئ الحكيم ان يتاكد من هذا التقسيم الرقمي والعشري والصفري والسالب.
تحياتي

62
دعوة مفتوحة
الاحبة جميعا
تسعدني دعوتكم للعرض المعنون (شعبنا بعد داعش: تحديات واسئلة مفتوحة)، والذي ساقوم بتقديمه بتنظيم مشكور من (الجمعية الاشورية الاسترالية) وكما ادناه:
التاريخ: الاحد 13 اب 2017
التوقيت: الخامسة والنصف عصرا
المكان: قاعة مار دنخا (مدرسة الربان هرمز) خلف قاعة اديسا

سيتضمن التقديم عرضا بالسلايدات، احصائيات ومعلومات عن الديموغرافيا والاوضاع الانسانية والتحديات الحالية التي تواجه شعبنا، وفرصه وامكاناته المستقبلية ودور المهجر في دعمها.
ويلي ذلك حوارا تفاعليا مفتوحا مع الحضور.
حضوركم يشرفنا ويغني معلوماتنا.


63
رسالة دعوة مفتوحة

الاحبة الشبيبة الامريكية الاشورية الاعزاء
تحية في الرب واملي انكم في احسن حال.

التمس عطفكم لتتسامحوا مع انكليزيتي غير الحرفية فالانكليزية هي ثالث لغة لي بعد اللغة الام واللغة العربية التي هي لغة سنين دراستي.
انا الاب عمانوئيل يوخنا، الاركذياقون في كنيسة المشرق الاشورية واحد مؤسسي منظمة برنامج المساعدة المسيحية – نوهدرا – العراق (كابني) عام 1992 ومديرها التنفيذي الحالي.

اتوجه اليكم من خلال هذه الرسالة المفتوحة لانني اؤمن وبقوة بـ:
1- قدرة الشبيبة في بناء مستقبل شعبنا. وهذا مبني على تجربتي الشخصية كوني واحد من عشرات الشبيبة الكنسية الناشطة في العراق في عقد السبعينيات. والكثير منهم باتوا قادة ومسؤولين في العديد من المؤسسات والمنظمات القومية، وبالتاكيد الكنسية ايضا.
2- حكمة ومهنية الشبيبة الاكاديمية والمتخرجة. وهذا بمقدوره ان يكون اضافة نوعية مهمة جدا الى جهدنا القومي. في الحقيقة فان تعلم الدروس التراكمية من خبرات وتاريخ الاخرين هو الطريق المختصر الذي يساعدنا على توفير الجهود والوقت. وهنا ايضا فاني استنتج من تجربتي وتجربة عائلتي الشخصية.
3- التزامكم العميق والراسخ تجاه شعبنا في الوطن. فعلى الرغم ان العديد منكم هو مولود في المهجر او مهاجر في سنوات طفولته الاولى، الا انكم ما زلتم تمتلكون وتعكسون هذا الالتزام. انا فخور بكم. ليبارككم الرب.
4- الدور الكبير الذي يمكن ان يؤديه المهجر في بناء مستقبلنا في الوطن: ماديا، معنويا، سياسيا، الخ. هذا الدور الذي، ولسوء الحظ، لم يتحقق الى الان.
احد زملائي الالمان الذي هو قريب جدا من شعبنا ومساند كبير لشعبنا وكنائسنا قال: المهجر يكون مهجرا فقط عندما يكون هناك وطن.

على اية حال، بمشاهدتي لمجموعة منكم في نشاط العاصمة واشنطن في الاول من اب، وقراءتي للشعارات واللافتات التي سافرتم الى هناك لرفعها، توصلت لاستنتاج اولي بانكم (كما ارى) لستم على دراية كاملة (او كافية) بالحقائق على الارض في اقليم كوردستان العراق بصورة عامة، وبالامور التي تخص شعبنا بصورة خاصة.

ولذلك، وبناء على ايماني بالشبيبة، وحيث اني اشارككم ذات الالتزام ببناء مستقبلنا في الوطن فاني اتوجه اليكم (وخاصة للحاضرين منكم في نشاط واشنطن) بدعوة مفتوحة لزيارة اقليم كوردستان العراق. (انا استخدم التسمية الرسمية الدستورية المعترف بها من قبل الكيانات المحلية والدولية، وبضمنها بالطبع الاحزاب السياسية الاشورية التي ربما تعرفونها او تنتمون اليها في الولايات المتحدة الامريكية).
انه يسعدني ويشرفني ان استقبلكم واستضيفكم وارتب لكم برنامج زيارة واسع ومفتوح للقاء الناس، المنظمات، الكنائس، القرى، السياسيين من مخنلف الاحزاب، الحكوميين، المسؤولين، الخ.. باختصار: لزيارة ولقاء اي شخص واي مكان يساعدكم ان تطلعون على المعلومات مباشرة (first-hand information).
اهلا بكم في الوطن.
بريدي الالكتروني لاغراض التواصل: youkhana@web.de

(ملاحظة: نشرت هذه الدعوة بالانكليزية على صفحتي في الفيسبوك، وانشر ترجمتها بالعربية تلبية لاقتراح الاصدقاء لتعميم الفائدة)

64
بداية اود التاكيد ان الغاية من هذا النشر وما سبقه هو المساهمة في بلوغ الحرفية والاداء المؤسساتي لمختلف مؤسساتنا الدينية والقومية، ومن بينها (بل وبقدر تعلق الامر بي في مقدمتها) المؤسسة البطريركية لكنيسة المشرق الاشورية.
وهذا الاداء المؤسساتي الذي نسعى اليه ونساهم فيه وكل من موقعه هو لصالح الجميع وبخاصة المرجعية الكنيسة، كونه سيعكس صورة ايجابية عصرية من حيث اليات صنع القرار والاعلان عنه والشفافية في التعامل مع الاكليروس والمؤمنين وتجنيب الكنيسة المساحات الرمادية التي يصطادها البعض لحشر الكنيسة (عن عمد او بدونه) في مواقف لا تحسد عليها (كما حصل حاليا).

بالعودة الى الموضوع، فانه مع بلوغ الاستعدادات العملية لمؤتمر بروكسل واعداد مسودة برنامجه ودعوات المشاركة فيه فانه من الملاحظ ان كنيسة المشرق ابدت استعدادا واتخذت قرارا بمشاركة فعلية وفاعلة، وانعكس ذلك في رفع مستوى تمثيلها من الخوراسقف اسطفانوس يلدا (كما في المسودة الاولى للبرنامج) الى نيافة الاسقف مار عوديشو اوراهام (كما في النسخة اللاحقة)، الذي اعلن في خدمة القداس في السويد يوم الاحد قبل المؤتمر انه وبناء على تكليف من البطريركية سيمثل الكنيسة في المؤتمر وانه متوجه الى بروكسل لهذا الغرض.
ولكن في الايام اللاحقة وبعد قرار الاحزاب، الزوعا تحديدا، بمقاطعة المؤتمر بدأ الاعلام الاشوري، وتحديدا Assyria TV وغيره من المنابر المعروفة التوجه، يتداول خبر عدم مشاركة الكنيسة.
انه امر مثير للتساؤل والريبة تزامن تبدل القرار من ناحية، ومنافذ تسريبه او تداول خبر قرار التراجع عن المشاركة من ناحية اخرى. حيث التزمت الكنيسة الصمت في اعلان سبب التراجع وتركت الامر لتفسير من هنا وتاويل من هناك والتي صبت جميعها في انه موقف سياسي تماهت الكنيسة فيه وتوافقت مع الاسباب السياسية المعلنة للاحزاب المقاطعة، وكان وما زال هذا التاويل متداولا بين اوساط شعبنا ومنابره الاعلامية على انه السبب الحقيقي لقرار التراجع عن المشاركة اعتمادا على مجيئه مباشرة عقب مقاطعة الاحزاب من ناحية ولعدم صدور اي تصريح رسمي من البطريركية عن سبب تبدل قرارها.
بل وان التصريح الاخير للبطريركية جاء ليزيد الامر ارباكا لانه (ورغم كل المنسوب الى مصادر البطريركية عن سبب عدم المشاركة) لم يعلن سبب التراجع عن المشاركة بل راح فقط لتوضيح ان Assyria TV لم تنقل هكذا سبب من مصادر البطريركية!! وكأن الموضوع هو هل ان Assyria TV قالت ام لم تقل، وليس الموضوع هو حق الكنيسة وابناءها ان يتوقعوا من البطريركية اعلان سبب التراجع عن المشاركة بعد ان كانت اعلنت مشاركتها. اعتقد ان توضيح الامور بات امرا ملحا ومطلوبا بعد قيام المنابر الاعلامية بحشر الكنيسة في زاوية تخندق وموقف سياسي.
ان هذا الارباك في تناول الامر دفع بالبعض الى حد التساؤل عن هل ناقشت الكنيسة قرارها مع ذاتها ام انها سايرت مرجعيات سياسية محددة، وليصل البعض للتساؤل عن من يصنع قرار الكنيسة السياسي.
بالتاكيد فان لا احد يجادل حق الكنيسة في اتخاذ قرار المشاركة من عدمه فهذا ليس موضوع النقاش، ولكن من حق ابناء الكنيسة ان يطلعوا من بطريركيتهم ومن على المنابر الكنسية الرسمية على اعلان موقفها بوضوح خاصة وانها لم تتردد في اعلان مطلب سياسي محدد في مناسبة رسامة كنسية ولكنها تعود لتبدل قرار مشاركتها في مؤتمر ومنبر هو احد المنابر لاعلان ذات الطلب.
(بالمناسبة فان المؤتمر كان متعدد المحاور من سياسي الى امني الى اعادة الاعمار الى المصالحة الى رؤى بشان مستقبل المسيحية في الشرق وغيرها مما اعطى مرونة للمتحدثين في المشاركة دون ان تتحدد مشاركتهم بشان او موقف سياسي محدد)
في الوقت الذي نتمنى على مرجعيتنا البطريركية توضيح الامور وعدم تركها للتاويل والاجتهاد الذي بات باتجاه واحد في هذا الموضوع فاننا نامل ونتمنى عليها تطوير الاداء المؤسساتي البطريركي، وهنا فاني حقيقة لا افهم ولا اتفهم شخصيا (ربما اكون على خطأ) ان يكون امين سر البطريركية الذي اصدر توضيح البطريركية شخص علماني، هو السيد شدراخ ممو الذي احبه واحترمه كثيرا، ولكننا نتحدث عن اداء مؤسساتي وليس علاقات وصداقات شخصية. المفروض ان يكون رجل دين ولاءه للبطريركية التي يحفظ امانة سرها، او في اضعف الاحوال (وفي حال تعذر وجود اكليروس لهذه المهمة) ان يكون رجل علماني مستقل حزبيا ولا ينتمي الى اي من الاحزاب السياسية.
اؤكد القول ان الاداء المؤسساتي هو ما نطمح اليه وهو المطلوب لمرجعيتنا الكنسية وهو يحصنها من المطبات ويمنحها المصداقية والحرفية في مختلف المستويات الكنسية والقومية والوطنية والدولية.
معذرة ان كان هذا النشر يبدو مؤلما ولكنه نابع من الحرص على كنيسة يفتخر المشرق بانها كنيسته.

صلوا لاجلي

ملاحظة: لم انشر الموضوع في المنبر الحر لتفادي الردود الملثمة والاسماء المستعارة التي تعيق الحوار الحضاري والمتمدن. ويمكن للاحبة الراغبين في حوار الموضوع ابداء ملاحظاتهم بكل محبة على صفحتي في الفيسبوك حيث سانشر الرابط للمقال. واشكر سلفا كل المشاركين في ابداء الملاحظات في اغناء الموضوع والحوار.

66
انتهت "واقعة" بروكسل.. فهل يراجع "المقاطعون" موقفهم

1- توقفت عن الكتابة في الشان القومي والسياسي منذ عدة سنوات، وسالني حينها اصدقائي عن السبب، فقلت لاني اذا قررت ان اكتب مجددا فساستهل بمقال اعنونه: شعبي يحتضر.
ولاني كنت دائما مؤمنا بالامل وابشر به فلا اريد ان اكون جزءا من الاحباط ونشره، فالافضل ان اتوقف.
بعدها بسنين سالني الاصدقاء مرة اخرى اذا كنت ساعود للكتابة فاجبت كلا. والسبب هذه المرة لاني اذا رجعت فساستهل بمقال: شعبي ينتحر.
وهكذا استمر صومي وانقطاعي عن الكتابة لسنوات طوال بحيث ان الكثيرين ممن يقراون لي هذا المقال من الاجيال اليافعة والشابة ربما لا يتذكرون كاتبا بهذا الاسم وربما لم يقراوا له سوى بعض التاملات او التقارير المعلوماتية والنشاطات بخاصة في مجال عمل منظمة (كابني).

2- ولكن مع التطورات الميدانية والسياسية المتلاحقة بعد تحرير سهل نينوى، ومع بلوغ استحقاق مناقشة واجابة وتحديد المواقف من العديد من القضايا التي كنا قد اشرنا اليها منذ سنوات سابقة، فاني وجدت لا مفر من العودة للكتابة بهذه الامور والقضايا رغم قناعتي شبه التامة ان لا حياة فيمن تنادي، وان الهروب من مواجهة الحقائق والواقع عبر خلق فضاء من الاوهام والاحلام والفوبيا هو ما زال سائدا ومتحكما بنقاشات شعبنا السياسية، وما زال الاسلوب السوقي في تسويق التهم المعلبة والتخوين والتسقيط يتحكم بحوارات شعبنا وسياسييه ومريديهم.
والسبب في العودة للكتابة رغم هذه القناعة هو ان نكتب للتاريخ على الاقل، بحيث انه في يوم ما وبعد ان تحقق مرجعياتنا السياسية والدينية عملها في استعداء الجميع وهدر الفرص والصداقات وكسب الرهانات في سوق المزايدات والشعارات، وبعد ان يكون هذا الشعب قد بات جزءا من التاريخ فانه على الاقل يكون هناك من يقول انه كانت هناك اصوات وكانت هناك نداءات ولم يكن كل الشعب ساعيا للانتحار الفردي او الجماعي.

3- هناك الكثير الكثير للكتابة.. ولا ادري ان كان جدول التزاماتي المضغوط سيسمح لي بتناولها في وقتها، وبخاصة ما يخص منها استحقاقات داهمة، ولكني آمل ان اجد الحد الادنى للوقت لذلك، على امل ان تتسع فسحته مع منتصف اب القادم. وفي جميع ما كتبت سابقا واكتب الان واكتب لاحقا فاني لا اعبر الا عن رايي وموقفي وليس بالضرورة ان يكون متفقا او مختلفا مع اية مرجعية كنسية او منظماتية اعمل ضمنها.
على اية حال ساحاول ان تتوافق الكتابات مع الاحداث بمعنى الكتابة في الوقت المناسب عن الاحداث والمواضيع. ولذلك فان البداية ستكون في هذا المقال بمؤتمر بروكسل.

4- بالامس انتهى مؤتمر بروكسل الذي ملا به شعبنا الدنيا ضجيجا وقرقعة وتسقيطات واساءات (ولذلك اسميته واقعة) رغم كونه مؤتمرا اخر ضمن العديد العديد من المؤتمرات السابقة منها واللاحقة: هنا او هناك، داخل الوطن او خارجه، برعاية هذه الدولة او المؤسسة الدولية او تلك، وفي هذا الموضوع او ذاك، وبحضور هؤلاء او اولئك، وهكذا..
وهذا سياق طبيعي مع هكذا قضايا وشؤون في الساحة الدولية. الممر من المناصرة (Advocacy) الى الاعمال هو ممر طويل وصعب.
مؤتمر بروكسل كغيره هو مؤتمر للحوار وتبادل الرؤى وصولا الى توصيات ترفعها الجهة الداعية له الى مرجعياتها المؤسساتية التي تصنع القرار (في هذه الحالة البرلمان الاوربي والمفوضية الاوربية) وليس بالضرورة ان توصيات كل مؤتمر ستقود اوتوماتيكيا الى قرارات. وحتى القرارات ليس بالضرورة ان تتحول الى خطط عمل ملزمة وممكنة التنفيذ. فالعملية معقدة ومتشابكة تتداخل فيها مواقف الدول المعنية ومصالحها وغيرها مما يضيق به المجال هنا.
باختصار ان مؤتمر بروكسل كما غيره هو مؤتمر للحوار وليس للقرار.. مؤتمر للتوصيات وليس للالتزامات.

5- ساترك موضوع وتحليل ما سبق ورافق مؤتمر بروكسل من اداء سياسي واعلامي لمقال او مقالات قادمة، واكتفي في هذا المقال بدعوة مقاطعيه لمراجعة مواقفهم. ولن اتوقف على تفاصيل وتحليلات والخلفيات الحقيقية للمقاطعة الا بمقدار الحد الادنى الذي يتطلبه المقال.
حزبيا: قاطع المؤتمر الزوعا وكيان ابناء النهرين  بذريعة واضحة في بيانات المقاطعة وحملات الميديا التي قادوها وروجوا لها ان المؤتمر واجندته المخفية والمعلنة هي مؤامرة ضد شعبنا وترويج لمشروع كردي، وتحديدا البارتي، والاكراد والبارتي والبارزاني هم كما صورتهم ميديا المقاطعين بانهم العدو التاريخي لشعبنا، فكيف يمكن لهما ان يشاركا في هكذا مؤتمر للخونة والعملاء وتجار القضية. كيف يشاركا وهما على اعتاب انتخابات برلمانية (بدات مبكرة اشوريا) تلعب الفوبيا والخطاب الشعبوي غير المسؤول دورها الحاسم في التصويت. (في الحقيقة ان حملة التجييش ضد المؤتمر اعطته زخما وحجما يتوجب برايي ان يشكرهم القائمون على المؤتمر عليه).
وفي حوارات يومي المؤتمر وجلساته وصولا الى مقرراته تاكد بالصوت والصورة والتوثيق والتوقيع ان لا اجندة مخفية ولا اجندة كردية ولا اجندة عربية، بل اجندة كلدانية سريانية اشورية فقط لا غير تمثلت بتبني المطلب العادل والدستوري لمحافظة سهل نينوى.
كما قاطعه حزبيا ايضا الحزب الوطني الاشوري الذي طرح بشفافية ووضوح سبب مقاطعته بمقال نشره امينه العام على موقعه في الفيسبوك بان المؤتمر هو مؤامرة واجندة لحزب (PYD)!!!
نورونا يا اخوان فانتم خميرة الامة وقادتها!!! بحسب معلوماتي ومشاهداتي على الواقع وفي الاعلام والمنابر والمواقف السياسية فان البارتي والـ(PYD) هم اكثر من مجرد مختلفين. فكيف التقى الاثنان في مؤامرة مشتركة على شعبنا في مؤتمر واحد في بروكسل.
انها فضيحة سياسية من المعيار الثقيل ان ثلاثة احزاب يقاطعون نفس المؤتمر بهكذا سببين متناقضين تماما.
وهذا يثير الاسئلة عن الاسباب الحقيقية وراء المقاطعة، وهذا كما ذكرنا لن نتناوله في هذا المقال
.

6- كنسيا: قاطعته الكنيسة الكلدانية بتصريح رسمي صريح ومنشور على العامة. فشكرا لها على شفافيتها وصراحتها مع شعبنا.
شخصيا لا اتفق مع السبب الوارد في بيان البطريركية، ولكني هنا ايضا لن اناقش الامر في هذا المقال.
ولكن كل الذي اتمناه واصلي من اجله خالصا وقلبا وعقلا ان لا تكرر البطريركية الكلدانية الحالية ما قامت به كما تقول (والعهدة على القائل) القوى السياسية المختلفة والناشطين القوميين قبل عقد واكثر ابان بطريركية المثلث الرحمات الراحل مار عمانوئيل دلي انها مع الزوعا رفضتا قرار حماية كان البيت الابيض بصدد اقراره، ولو كان تم ذلك الاقرار حينها لكانت الامور مختلفة اليوم.
وكنسيا ايضا لم تشارك كنيسة المشرق الاشورية. ومشهد عدم مشاركتها\مقاطعتها\تعليق مشاركتها هو المشهد الاكثر تخبطا بين المقاطعين!! ففي المسودة الاولى للبرنامج كان ورد اسم الخوراسقف اسطافنوس يلدا مع ملاحظة وضعت بين قوسين (To be confirmed) اي سيتم التاكيد. لتلحقها المسودة قبل النهائية وتتضمن اسم نيافة الاسقف مار عوديشو اوراهام الذي اعلن على المؤمنين في قداس الاحد السابق انه سيشارك ممثلا للكنيسة وبتكليف من قداسة البطريرك. ولتظهر لاحقا انباء في الميديا ان الكنيسة قاطعت. وليصدر بعدها في 29 حزيران تصريح باسم ابرشية اوربا بانها وبناء على كتاب رسمي من البطريرك قد (علقت) مشاركتها.
شخصيا لا استوعب مدى دقة وصواب مصطلح (تعليق المشاركة) في مؤتمر ليومين.
الكنيسة الاشورية لم تعلن لحد الان اية اسباب لعدم مشاركتها او مقاطعتها او تعليق مشاركتها وهذا اثار ويثير الاسئلة والتاويلات والشكوك عن الامر، وصولا الى اسئلة بين ابناء الكنيسة وربما اكليروسها (كاتب المقال احدهم) عن القرار وخلفياته والياته؟ وهل ان الكنيسة وقعت في فخ نصبه لها بعضهم بدليل الترويج الاعلامي لعدم مشاركتها وتجييره لصالح اجندة سياسية معلومة وحشر الكنيسة في زاوية وخانة سياسية محددة.
المشهد المربك للكنيسة الاشورية يزداد ارباكا والتساؤلات تتوسع اذا ما علمنا انه قبل اقل من شهرين اعلن قداسة البطريرك وفي مناسبة دينية روحانية بحتة هي رسامة الاسقف مار ابرس ومن على منبر ديني (لا سياسي او مؤسساتي) هو مذبح كنيسة مار يوحنا في اربيل وبحضور العديد من المطارنة والاساقفة اعضاء المجمع السنهاديقي اعلن موقف الكنيسة الواضح ومطلبها السياسي الصريح بتشكيل محافظة سهل نينوى. ولكنها لا تشارك في مؤتمر ومنبر كانت احدى محاوره مناقشة اقتراحات لمستقبل سهل نينوى!!!

7- اما وقد تبنى المؤتمر المطلب الذي طالبت به الاحزاب المقاطعة الثلاثة فانها باتت امام لحظة تاريخية ومفترق طرق وامتحان صعب اختارته لنفسها وحشرت نفسها فيه.
فهل ستفرض نتائج المؤتمر نفسها عليهم (بافتراض توافر حسن النية والالتزام بالمسؤولية) لمراجعة وتقييم قرار المقاطعة والعودة عنه وضم صوتهم الى الصوت الموحد لشعبهم؟
فاذا ما علمنا ان مختلف المؤسسات والمرجعيات الوطنية منها والدولية التي تقوم مرجعيات شعبنا بالتواصل معها بشان دعمه في حقوقه وبناء مستقبله تطلب وحدة الموقف والرؤية (في مؤتمر بروكسل ولدى حواري الجانبي مع مسؤول احدى المؤسسات الامريكية المشاركة قال لي ان المؤتمر وتوحيد الرؤية والموقف الذي خرج به سيساعد كثيرا في نيل دعم الادارة) فان السؤال الاخلاقي والعملياتي الذي يفرض نفسه على الاحزاب المقاطعة هو:
هل سيصدرون (منفردين ام مجتمعين) تصريحا بدعم نتائج مؤتمر بروكسل لما في ذلك من تحقيق لوحدة الصف ودعم للمطلب الذي يطالبونه هم ايضا وهو محافظة سهل نينوى وبالسياقات الدستورية العراقية؟
ام تراهم من موقع الكبرياء غير المسؤول يهربون الى امام ويستمرون في رفض المؤتمر وتخوين المشاركين فيه وخلخلة الدعم الذي توافر فيه قوميا وعراقيا وكردستانيا ودوليا بما يعنيه من فرص الانتقال الى خطوات لاحقة لنقل التوصيات الى قرارات ومن ثم الى برامج عمل.
وهل ستبارك الكنيستين الكلدانية والاشورية مطالبات مؤتمر بروكسل؟ (بالتاكيد ليس بموقف مشترك، فللاسف ان آخر ما نحلم به ان كنائسنا في العراق تعمل بروح واطر مسكونية قائمة على ان مرجعياتها الابوية جميعا اخوة وبينهم اخ كبير.. هناك فرق بين ان تكون الاخ الاكبر وان تكون الاخ الاوحد).
بالمناسبة وللتذكير فان السفير العراقي شارك في المؤتمر بناء على تواصل وتوصية من رئيس مجلس الوزراء.. فلا نكون ملكيين اكثر من الملك.

8- وللاحزاب المقاطعة اقول انه في عالم السياسة وحل الاختلافات وفن المفاوضات ومراجعة المواقف هناك ما يسمى بحفظ ماء الوجه.
وادرك حاجتكم لذلك.. ويمكنكم تحقيقه بان يتضمن تصريح التراجع عن المقاطعة والانتقال الى التاييد الادعاء بان مقاطعتكم وهاشتاكاتكم وفورة غضب مريديكم من الروبوتات هي التي اجبرت المؤتمر وتحكمت في مسار توصياته. او حتى يمكن لكم الادعاء ان منظمي المؤتمر سهروا الليل في كونفرنسات فيديوية معكم معتذرين منكم وطالبين حكمتكم وتوصياتكم او اية اسباب وادعاءات اخرى تضمن لكم الانتقال الامين والسليم من المقاطعة الى التاييد. فشعبنا تعود على هكذا ادعاءات، وفي هذه الحال على الاقل سيكون هناك نقلة عملية من وراء الادعاءات وهي الانتقال من تشتت الموقف الى توحيده.
شخصيا سافهم كل ما تكتبون وتدعون وسابتسم عند قراءته واشكركم عليه ما دام يفتح لكم العودة الى الموقف الضميري المسؤول مع شعبكم ولاجل شعبكم.

بارك الرب كل جهد لخدمة شعبنا المتالم

1 تموز 2017

67
(انه ليس هنا) متي 6:28 انه مع شعبه المضطهد وكنيسته المتألمة

تتوجه قلوب وانظار المسيحيين المشارقة في العراق وسوريا الى القيامة ليس كمحطة احتفالية او طقسية فحسب بل لتجديد الامل والثقة بالانتصار على الام الكنيسة المتالمة كما انتصر سيد الكنيسة بقيامته على الام الجلجثة.
أحد القيامة ليس مجرد احد من احاد السنة، او يوم من أيامها.
انه للكنيسة المتالمة انتصار متجدد على المعاناة.. انه تجديد للقوة التي منحها الرب لكنيسته وابناءها بان لا تخافوا فقد انتصرت على الموت.
كبشر نتالم ونعاني ونشعر بالاحباط، ولكننا لسنا بشرا فحسب بل بشرا مؤمنين بالرب القائم من الاموات.
من هنا فاننا نحتفي بالقيامة لنعيشها وننتصر بها على ما يحيطنا من احباطات ومصاعب.
الكنيسة المشرقية في سوريا والعراق تعيش اسبوع الام مستمر من دهور. حملت وتحمل صليبها في درب الجلجثة.
ولكن متى كانت الجلجثة المحطة الاخيرة في حياة رب الكنيسة لتكون المحطة الاخيرة في حياة ابناءها!.
ان الجلجثة هي محطة عبور من الالم الى الامل.. من الحزن الى الفرح.. من الموت الى الحياة..
القيامة هي الشمعة المنيرة التي تبدد ظلام الالم.
في الشرق حيث ظلام الشر والارهاب يكاد ينتشر في كل مكان، ما احوجنا الى نور القيامة.
وفي الشرق حيث الكنيسة مضطهدة ومتالمة، ما احوجنا ان نستلهم ونعيش عصر الكنيسة الاولى.
(وتكونون لي شهودا) هذا ما طلبه منا ربنا وسيدنا، وهذا ما اراده اباء كنائسنا المشرقية لهم ولنا.
ان نكون شهودا للمسيح يعني ان لا نهرب من التالم مع الامه ولنقوم بقيامته.
لا توجد قيامة حقيقية ما لم تسبقها الام ومعاناة حقيقية.
وهذا هو كمال مسيحيتنا المشرقية بانها لا تنتهي بالالام ولا تبتدئ بالقيامة بل انها تسير مع المسيح في الامه وموته وقيامته.
هللويا.. المسيح قام حقا قام..
وهكذا كنيسته في سوريا والعراق تقوم من تحت الغبار والحروب والتهجير والاضطهاد..
تقوم مكللة بتاج النصر..
ومثلما ان الجلجثة ليست جغرافيا محصورة باورشليم حيث صلب المسيح، بل هي في كل مكان او قرية تتالم فيها الكنيسة: في الموصل، في سهل نينوى، في حلب، في الخابور وغيرها
فان القيامة ايضا ليست محصورة بجغرافيتها بل هي فعل يتحقق في كل مؤمن وفي كل رعية وفي كل كنيسة.
هكذا احتفلنا بقيامة المسيح في مخيمات النزوح في العام السابق وهكذا سنحتفل بها في هذا العام.
ومثلما صلينا في قيامة العام السابق من اجل السلام فاننا في هذا العام ايضا نصلي الى ملك السلام الذي منح السلام بقيامته للبشر الخطاة ان يمنح ويرشد بحكمته صناع القرار لان يصنعوا قرار السلام..
نصلي من اجل النازحين والمشردين والمهجرين ان يعودوا الى بيوتهم ومدنهم..
نصلي من اجل الماسورين والمفقودين ان يعودوا بسلام الى اهلهم..
نصلي من اجل الاطفال ان يعيشوا براءة طفولتهم..
نصلي من اجل الشبيبة ان تثمر حياتهم بركات لشعوبهم واوطانهم..
نصلي من اجل الشيوخ ان يعيشوا شيخوخة مباركة..
نصلي في قيامة المسيح مع الجميع وللجميع من اجل ان ينتصر الجميع على الامه.

الارشمندريت عمانوئيل يوخنا
نوهدرا – 24.03.2016

68
البطريركية قبل البطريرك..
نقاش لا يخلو من صراحة مؤلمة
القسم الثالث وهو الاخير

الرابط الى القسم الثاني:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,782371.0.html
الرابط الى القسم الاول:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,779753.0.html

(ملاحظة: اعتذر للقراء لكون هذا القسم كتب على عجالة ربما انعكست في بنية المقال.. ذلك اني تحت ضغط الوقت لانجاز عدد من المشاركات في حزيران من يوم الكنيسة الالمانية في شتوتغارت الى مؤتمر في زيورخ الى جلسة نقاش في البرلمان الاوربي في بروكسل.. فمعذرة.)

اما وقد غطينا في القسمين السابقين للمقال، ووفق راينا المتواضع، القضايا التي على البطريركية القادمة التعامل معها والتي تراوحت بين الكنسية الداخلية والمسيحية المشرقية والقومية والوطنية، وبالتالي العوامل المختلفة التي يجدر اخذها بعين الاعتبار في اختيار البطريرك القادم لكنيسة المشرق الاشورية لتجعل ارادته وادارته البطريركية بمستوى تحديات المرحلة وبمستوى طموحات ابناء الكنيسة فاننا نعود الى حيث بدانا به المقال، ونقتبس حرفيا:
(المقصود بعنوان المقال (البطريركية قبل البطريرك) ليس التعريف التقليدي الشائع للبطريركية بمعنى مقر او بناء او مكان اقامة البطريرك والدوائر التابعة له، بل المهام والمسؤوليات المناطة بالسلطة البطريركية وبرامج عملها وتوقعات وامال الشعب المؤمن من مرجعيته البطريركية، وهذه جميعها نراها مهمة للنقاش وتبادل الراي ومنها تاتي المعايير التي ترشد وتحدد من يختاره اباء المجمع المقدس لنيل الدرجة البطريركية.) لنسال عن المعايير او "المحددات" التي ترشد عملية الاختيار فنقول وبكلمات تتحدث عن نفسها:
•   الروحية المسيحانية المقترنة بالرؤية الواضحة كنسيا ومسكونيا وقوميا ووطنيا
•   الايمان التام والالتزام المطلق بمساعي توحيد الكنيسة الواحدة والشراكة مع الكنائس الشقيقة
•   منهجية العمل المؤسساتي بتفاصيله ومتطلباته من الهيكلة والشفافية والمحاسبة
•   الكاريزما والموهبة القيادية المترافقة مع روح العمل الجماعي
•   الخبرة والرصيد التراكمي التصاعدي من المبادرات والانجازات في سنين الخدمة الكنسية
•   المقبولية الاكليروسية والشعبية بين ابناء الكنيسة والكنائس الشقيقة
•   الحضور الفاعل والمؤثر في المشهد الكنسي والمشهد المسيحي المشرقي والساحة القومية
•   قبول الاخر المختلف والتواصل والتحاور معه بحثا عن مساحات الالتقاء والبناء عليها
•   الدراية باوضاع وتحديات واساليب العمل في الوطن والمهجر
•   عيش روح العصر والتفاعل الايجابي معها وتوظيفها في الرسالة الكنسية واداء مؤسساتها
•   الطاقة الذهنية والمعنوية والجسدية (البايولوجية) القائمة على روح وقدرات الشبيبة وخبرة وحكمة الشيوخ
•   التحرر من شرنقة الذاكرة المخدشة كنسيا ومذهبيا
•   اعتماد (كونوا ودعاء كالحمام وحكماء كالافاعي) بديلا عن نظرية المؤامرة التي هي ملجأ الضعفاء لتبرير قصورهم وفشلهم

أفضل ما نتمناه ونستحقه
ان بطريركا بهذه المواصفات والمعايير هو المبارك الاتي باسم الرب الذي سيجعل ابناء الكنيسة يهتفون تهليلا وبنشوة فرح روحي عارم لحظة اعلان تسميته بطريركا منتخبا ومناداة اسمه في (الكاروزوثا) لانهم يثقون انه سيطلق الطاقات الكامنة الموجودة فيهم ويجدون في شخصه الامل والثقة بالمستقبل في هذا الزمن الصعب.
ان بطريركا بهذه المواصفات وحده من يقدر ان يعيد اطلاق الكنيسة عنفوانا بل وثورة كالتي اطلقها البطريرك الراحل مار دنخا الرابع يوم انتخابه لقيادة الكنيسة. الكنيسة اليوم بحاجة الى راع يرعاها ومرشد يرشدها وقائد يقودها نحو الامام ويحررها من الجمود والانغلاق. الكنيسة ليست متحفا وتاريخا بل حياة ومستقبل، وانها ليست مجرد ارشيف وصور بل وجود وتصور.
ان بطريركا بهذه المواصفات فقط يمكن ان تكون ساعات يومه مثمرة وممتلئة نشاطا وحضورا في جميع الاصعدة وفي كل جغرافيا الكنيسة وشعبها وقضاياها من اربيل الى نوهدرا الى بروكسل ونيويورك، من الندوات الاختصاصية وورش العمل والمؤتمرات الى المنابر والفضاء الاعلامي من تلفزة وانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
ان بطريركا بهذه المواصفات يجعل الكنيسة اكليروسا ومؤمنين يشعرون بانهم في ريعان شبابهم وبان الكنيسة تتجدد دماءها وحيويتها لتعيش العنصرة كل يوم. وستطمئن اليه لجان الكنيسة بان لهم حضور ودور في  نظام عمل ومؤسسات وبرامج، وسيطمئن الشبيبة بانهم اجيال ومستقبل الكنيسة التي هي امانة باعناقهم.
ان بطريركا بهذه المواصفات سيجعل اكليروس الكنيسة يطمئنون بان لهم صوتا مسموعا في ادارة الكنيسة ومؤسساتها ومجامعها وليسوا مجرد موظفين مدفوعي الاجر. وسيبث في الاباء المطارنة والاساقفة روح العمل الممنهج والمؤطر لتتكامل جهودهم وجهود ابرشياتهم.
ان بطريركا بهذه المواصفات سيجعل المرجعيات الكنسية الشقيقة تتلمس فيه شريكا في التعامل مع الهم الكنسي المشرقي حيث سيكون بطريرك المرحلة ليلاقي اخوته بطاركة المرحلة وبخاصة بطاركة الكنائس المشرقية ذات التراث والهوية القومية المشتركة: مار لويس ساكو، مار اغناطيوس افرام، مار اغناطيوس يونان.
ان بطريركا بهذه المواصفات سيطمئن الشعب ان له حماية يتضلل بها في زمن القرف والانحراف والانهيار، وبان له من يؤمن بوحدته ويسهر عليها ويلتزمها في زمن بات التشطير والتقسيم "ثقافة" و"انتصار".

هل هناك هكذا خيار متاح ام انا واهم وحالم؟
نحن نؤمن يقينا ان الكمال لله وحده.
ولكن وضمن الانسان الذي مهما بلغ وارتقى يبقى ناقصا، فان هناك دائما من هو خيار ورجل المرحلة.
وبذلك انا لست حالما او واهما بل شاهدا ومتلمسا حيث ارى المشهد الانتخابي لانتخاب قداسة البطريرك الراحل يتكرر نصفه الان من حيث وجود خيار واضح يدركه ابناء الكنيسة واكليروسها.
السؤال ليس في وجود الخيار من عدمه بل في قبول الخيار ان يصبح قرارا.. فالرسامات الكنسية ليست قسرية بل ارادية.

اخشى ما اخشاه..
كانسان يعيش ويدرك ضعف الطبيعة البشرية اسمحوا لي ان اعبر عن خشيتي في هذه اللحظة التاريخية ليس لعدم ثقتي باباء المجمع المقدس، حاشا، بل كابن بار لهذه الام المقدسة، كنيسة المشرق، وحريص عليها من اية لحظة ضعف بشري تعيش في اعماق كل انسان فينا. انها الخشية التي تولد من رحم الحرص والمحبة.

حيث ارى ايضا ان المشهد الانتخابي اعلاه يختلف في نصفه الثاني من حيث عدم الاستعداد لتحمل الاعباء والهروب من الاستحقاق التاريخي في لحظة مصيرية للكنيسة وشعبها واللجوء الى بدائل مهما تمكنت ومهما توفر لها فانها تبقى بدائل عن الخيار وليست الخيار، بل وربما اللجوء للانتقال من البديل الى ملء الفراغ الذي لا يتوقف عند بقاء الستاتيكو والجمود القائم بل يعني المزيد من الاحباط بين المؤمنين والاكليروس، والمزيد من الهشاشة في الاداء المؤسساتي والتكامل والانسجام بين الابرشيات ورعاتها. ان ملء الفراغ هو بحد ذاته قفز في الفراغ.

ليس موضوعنا محاججة تبريرات الهروب ومحاججة الانتقال من الخيار الى ملء الفراغ فتلك نتركها للقادمات من الايام، ولكن نكتفي بالقول بانه مهما كانت فانها لا تبرر عدم قبول الاستحقاق البطريركي في لحظة ومرحلة تاريخية حرجة تكاد تكون مفترق الطرق بين ان نكون او لا نكون. 
نصلي الى الرب الذي منح البطريرك الراحل الثقة لتقبل الدرجة البطريركية الثقيلة فلم يهرب منها بل وتحملها وكان خير من فعل، ان يمنحها اليوم لمن هو خيار الكنيسة وشعبها ليقتدي بذات الفعل.

للممارسة الانانية تعبيران فاما السعي لنيل مرتبة يدرك الشخص في اعماقه انه ليس اهلا لها وليس بمستوى مهامها.. او التهرب من تحمل مسؤولية يدرك الشخص في اعماقه انه الاجدر بها ولكنه يتفاداها تهربا منها او حفاظا على وضع يعيشه.. اخشى ما اخشاه ان يتلاقى التعبيران في الاختيار البطريركي.

اخشى ما اخشاه انه وبعد عقود وسنوات من الجهد المبني على رؤية مسيحية وقومية لجلب الكنيسة من هامش المشهد الكنسي المسكوني الى وسطه نتجه اليوم الى التخلي عن هذه الرؤية بل ومناقضتها.

اخشى ما اخشاه انه وبعد العمل الدؤوب والمثمر لتقريب وتوحيد ابناء شعبنا وتحريره من الحرب الاهلية، حرب التسمية، لا نمانع اليوم في اللحظة التاريخية والمفصلية ان تتحول الكنيسة الى كتيبة قتالية في حرب التسمية الضروس.

قد تكون خشيتي مبالغ فيها في مرحلة الانتخاب وما بعده.. ولكني ومن منطلق ثقتي باباء الكنيسة وابناءها اريد ان اكون شديد الصراحة والتي قلنا عنها في عنوان المقال بانها مؤلمة.. واني اعتذر سلفا عنها واتمنى واصلي وادعوكم لمشاركتي الصلاة بان اكون مخطئا فيها.

اصلي انا العبد الخاطئ من اجل الكنيسة وشعبها.. واتضرع واتوسل الى حكمة اباءها..

الخوري عمانوئيل يوخنا
1 حزيران 2015

ملاحظة: كم كنت ارغب ان يكون الموضوع مفتوحا للنقاش وتبادل الاراء واغناء الافكار، ولكن من واقع مسار النقاشات المفتوحة نجد ان السائد هو شخصنة النقاش وتحريفه عن موضوعه وهيمنة النكرات من الملثمين عليه، لذا طلبت من ادارة الموقع غلق باب التعقيبات. واذ اعتذر لاساتذتي واخوتي واحبتي من النخب المثقفة فاني اشكر كل الراغبين بنقاش الموضوع وارحب بملاحظاتهم واراءهم التي يرسلوها على بريدي الالكتروني واعدا اياهم بتجميعها ونشرها مع تعقيباتي عليها في مقال منفصل بعد انتهاء نشري المقال باجزاءه. مع المحبة والتقدير
بريدي الالكتروني: Youkhana-at-web.de

69
البطريركية قبل البطريرك..
نقاش لا يخلو من صراحة مؤلمة
القسم الثاني

الرابط الى القسم الاول:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,779753.0.html

1- انقضت فترة على نشري القسم الاول من المقال لاعود اليوم لنشر قسمه الثاني. وهي فترة غير مالوفة بين قسمين لمقال واحد، خاصة وانه متعلق باستحقاق بات قريبا جدا لانتخاب تاريخي لبطريرك مشرقي.
ولكني تعمدت التاخير لعلمي بالاجتماع المشترك بين شطري كنيسة المشرق في شيكاغو، ولكوني اكليريكي في كنيسة المشرق فقد تفاديت نشر اي شيئ قد يجده هذا او ذاك، هنا او هناك، مرتبط، سلبا ام ايجابا، دعما او رفضا، للاجتماع.
باختصار لم انشر المقال لقناعتي ان الاجتماعات المهمة تحتاج فضاء شعبيا حواريا هادئا.
اما وقد انتهى الاجتماع الذي ربما نناقش تفاصيله يوما ما اذا اتيحت لنا فرصة معرفة مجرياته، فاننا نعود الى القسم الثاني من مقالنا: (البطريركية قبل البطريرك). فمعذرة على التاخير.

2- في القسم السابق تناولنا الوضع الداخلي لكنيسة المشرق الاشورية والتحديات التي تواجهها، ويواجهها تحديدا البطريرك القادم، والتي، براينا المتواضع، تستحق اخذها بنظر الاعتبار في انتخاب البطريرك.
في هذا القسم سنتناول الاوضاع والتحديات التي تستحق هي الاخرى اخذها بنظر الاعتبار وهي في مستويات او مساحات ثلاث:
•   المستوى القومي
•   المستوى المسيحي المشرقي
•   المستوى الوطني
ذلك ان بطريرك اية كنيسة مشرقية لابناءها خصوصية قومية وثقافية وتعيش هذا الوضع القائم وتحدياته الوجودية على المسيحية المشرقية لا بد وان تقوم مهامه وارادته وادارته البطريركية على رؤية ودراية واضحة بالاوضاع والتحديات التي يواجهها شعبه وباقي مسيحيي المشرق وكنائسهم واوطانهم، وبعكس ذلك سيكون بطريركا وادارة بطريركية لا تنتمي الى الواقع، ولا تكون لارادته البطريركية اية فرص تحقق.

على المستوى القومي

1- حالة التشتت التي يعيشها شعبنا بين الوطن والمهجر. فالشعب كما كنيسته مشتت في المعمورة، وكما هو مهدد وجوديا في الوطن فانه مهدد وجوديا في المهجر ايضا.
المهجر مهما بلغ وامتلك من امكانات ومصادر ومؤسسات وطاقات لا يمكن ان يكون وطنا بديلا.. فالمهجر هو مهجر فقط عندما يكون هناك وطن، وبعكسه فانه لا يعني شيئا. والمهجر هذا الحلم الوردي هو في حقيقته مقبرة لكل عناصر الهوية القومية والثقافية.. مقبرة لتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا.
قد يكون لنا قائمة طويلة من التبريرات والذرائع لهجرتنا وفي مقدمتها انها تهجير وليس هجرة.. وقد ننام في سلام مع انفسنا بان قرار هجرتنا هو ضمانة لمستقبلنا..
ولكن يجب ان نعترف ان الـ(نا) في مستقبلـ(نا) لا تتعدى حدود الأنا ولتصل في اوسع مدياتها عائلتنا الفردية، ولا يمكن ان تكون مطلقا هذه الـ(نا) شاملة لوجود قومي وحضاري استمر سبعة الاف سنة.
الهجرة قد تكون حلا فرديا ولكنها لم ولن تكون حلا جمعيا. والكنيسة وبطريركيتها عليها التعامل مع الحلول الجمعية وليس الفردية.
المؤلم ان الكنيسة وبطريركيتها الى هذه اللحظة كانت سلبية بمواقفها العملية (لا اقول الخطابات والوعظات التي تبقى مجرد كلام ما دامت لم تقترن بممارسات عملية) من هذه القضية الوجودية عندما "شرعنت" عمليا الهجرة ووهم الوطن البديل.
واذا كان قرار اعادة الكرسي البطريركي الى الوطن نقطة تحول فان ما نتمناه ان يكون ذلك التزاما مبدئيا ينعكس في الاختيار البطريركي ايضا ولا تكون عودة الكرسي سببا غير معلن لتحديد خيارات الانتخاب او الهروب من تقبل السدة البطريركية.
ان البطريركية القادمة ولتتمكن من ادارة شؤون الكنيسة المشتتة بين الوطن والمهجر لا بد ان يكون لها الدراية الوافية باوضاع وتحديات وامكانات وفرص الوطن والمهجر معا. فلا نعتقد ان بطريركا تنحصر درايته بالوطن يمكن ان يقود الكنيسة، مثلما لا نعتقد ان بطريركا تنحصر درايته بالمهجر يمكن ان يقودها ايضا.

2- تشتت شعبنا ليس جغرافيا فحسب بل هو تشرذم وصراع وتناحر، سياسي ومؤسساتي، مثلما هو تشرذم يصل الى التقاطع ايضا في الرؤية المطلبية لمستقبل شعبنا في الوطن.
فتشويه المطالب والاستحقاقات السياسية والادارية لشعبنا في الوطن وبما يجعلها ضمانة لوجوده ومستقبله كانت هدفا لتشويه متعمد ومبرمج شاركت فيه العديد من المرجعيات الكنسية من هذه الكنيسة او تلك، بوعي ودراية ام بدونه، بهذه الصيغة او غيرها، حتى اصبحنا نبحث ونسعى للاختلاف مع بعضنا حتى على الحدود الدنيا من الاساسيات والمطالب.
الكنيسة ومرجعياتها الابوية والبطريركية يمكن لها ان تساعد في تاطير العمل والرؤية المشتركة وادارة الخلافات القائمة. وهذا يتطلب امتلاك الكنيسة، وبخاصة في شخص بطريركها، الرؤية الواضحة المنحازة الى مصالح شعبنا وتترافق مع الممارسة الايجابية القائمة على الحيادية الموضوعية بعيدا عن التموضعات والتجاذبات الحزبية والسياسية.
الكنيسة، وبشخص بطريركها، يمكن لها ان تكون جزءا من الحل ولا يجدر ان تكون جزءا من المشكلة في تبني البطريرك مواقف خلافية تسموية او مطلبية او سياسية.

لسنا نذيع سرا ان اذرع الاخطبوط الحزبي بلغت الى مراكز صنع قرار كنيسة المشرق بمختلف اقسامها وفي مختلف المستويات الهرمية لصنع القرار او مواضيعه. ولسنا نستبعد ان يمارس هذا الاخطبوط مساعيه وصولا الى التاثير في اداء وادارة البطريركية القادمة لتكون بطريركية بلا اسرار وليكون مكتبها تحت ادارة ومعرفة مكتب سياسي محدد.. كما هو الحال مع العديد من المكاتب الكنسية في مختلف اقسام كنيسة المشرق.

3- لسنا نكتشف او نعلن سرا ان شعبنا يعيش حالة فوبيا تجاه الاخر من شركاءه في الوطن.
واذا كان جزء من هذه الفوبيا نتاج تراكمات وذاكرة جمعية تاريخية، فان القسم الفاعل فيها والذي يغذيها ويديمها ويؤججها هو المصالح الحزبية والشخصية الضيقة وتحالفات (تبعيات) من هم في مركز صنع القرار لشعبنا بما يمتلكوه من مؤسسات تابعة ومؤثرة في صناعة وتوجه الراي العام لشعبنا.
فعوض معالجة الذاكرة ومعالجتها بشراكات وبرامج عمل فان هناك من يؤجج الفوبيا بمناسبة او غيرها، بذريعة او بغيرها.
من نتائج الفوبيا انها افقدتنا فرص الشراكة السياسية.
ولكي لا نجلد ذاتنا، فان الشراكة تتطلب ارادة مشتركة لاطرافها. وبالتاكيد ما زلنا لم نلتمس هذه الارادة لدى العديد من الشركاء.
ولكن الفوبيا بالتاكيد ليست لصالحنا، ونحن المتضرر الاكبر منها.. فنحن شعب لا يمتلك قدراته الذاتية لتحقيق طموحاته بمعزل عن الاخرين، ونحن شعب لا نشكل تهديدا استراتيجيا لطموحات الاخرين من شركاء الوطن.
لذلك فاننا نحن من يجب ن يصر ويسعى للشراكة، وزرعنا وتاجيجنا للفوبيا هو انتحار نمارسه اراديا بحق امال ومساعي الشراكة.
مثلما افقدتنا الفوبيا امكانية توظيف المهجر لخدمة الوطن.. فنحن عندما اصرينا على زرع وتاجيج الفوبيا في مهجرنا، فانه لا يمكن لنا ان نتوقع من المهجر ان يقوم بتوظيف واستثمار طاقاته الاقتصادية والمؤسساتية والاكاديمية في الوطن.
الفوبيا كانت وما زالت احد محفزات الهجرة والتهجير (التهجير لا يتم فقط من قبل الاخرين من التنظيمات الاصولية والسياسات التمييزية بل هو ايضا تهجير للوطن من قبل شعبنا في المهجر).
والفوبيا كانت وما زالت اهم اسباب عدم توظيف راسمالنا المهجري لخلق فرص عمل ومؤسسات في الوطن.
الكنيسة بحكم رسالتها وبحكم تجذرها في المجتمع وبحكم مقبوليتها بين الشعب ومحيطه وشركاءه يجدر بها ان تكون جسرا ليس فقط للاتصال والتواصل والتفاعل بين ابناء الشعب الواحد بمختلف انتماءاته الكنسية والمناطقية فحسب، بل وايضا جسرا للشراكة بين شعبها وشركاءه في الوطن.
 الكنيسة يمكن لها ان تكون صمام الامان والبوصلة الراشدة والمرشدة في هذه المشكلة من خلال تهدئة الخطاب السياسي المتشنج والفوبيا تجاه الاخر والتوقف عن كسب الاعداء. وبالتاكيد فان فاقد الشيئ لا يعطيه، بما يعني ان البطريركية نفسها يجب ان تكون متحررة من الفوبيا تجاه الاخر المختلف مذهبيا او تسمويا ضمن شعبنا او مختلف دينيا او قوميا ضمن اوطاننا. فنحن كنيسة مشرقية رسولية وشخص واداء البطريرك امر مؤثر جدا ليس بحكم موقعه كراس للكنيسة بل وايضا بحكم نظر المقابل الى الكنيسة واداءها ومواقفها من خلال شخصه.

4- منذ بداية التسعينيات من القرن المنصرم فان القيم والسلوك الجمعي لابناء الكنيسة تتعرض للتراجع والانهيار حيث هيمنت اساليب البعثفاشية على الخطاب والاداء السياسي والمؤسساتي والاجتماعي (تخوين، تسقيط، ارهاب جسدي، ارهاب لفظي، وغيرها) مما افقد شعبنا قيمة توارثها لقرون تمثلت في رفضه الجمعي للسلوك غير المسيحاني. كلنا نتذكر الى الامس القريب، في السبعينيات مثلا، كيف كان المجتمع الاشوري ينظر الى ناشطيه القوميين، حيث كان ينظر اليهم على انهم المثال والانموذج في وعيهم وتضحيتهم واخلاقيتهم واخلاصهم، ليتحول بدءا من التسعينيات انحدارا ليكون "الناشط القومي" سلوكا من الفساد السياسي والمالي والاخلاقي والمتاجرة بالام ومعاناة شعبه.
وفي سياق هذا الانهيار نلحظ تراجع هيبة الكنيسة واختراق الخطوط الحمراء في التعامل معها ومع مرجعياتها.
واذا كان هذا بحد ذاته اشكالية اخلاقية كبرى لمجتمع توارث احترام كنيسته فان الوجه الاخر للمشكلة هو تماهي وقبول هذه التجاوزات شعبيا ومؤسساتيا وللاسف حتى كنسيا.
فقادة الهجمة اللاخلاقية البشعة ضد الكنيسة تقدم لهم الكنيسة ذاتها بان يتصدروا الصفوف الامامية للاحداث والمناسبات القومية والكنسية، بل وهناك مرجعيات كنسية تشاركهم في الحضور في منتديات ولقاءات تتناول قضايا سياسية ووجودية لشعبنا.
ان الكنيسة المؤتمنة على تربية وارشاد ابناءها على القيم المسيحية النبيلة من المحبة واحترام كرامة الانسان لها مسؤولية مضاعفة امام حالة التردي والانهيار الاخلاقي الحالي من حيث اعادة الاعتبار للقيم الجمعية وخلق الرقابة الشعبية للاخلاقيات الفردية والمجتمعية والمؤسساتية.

5- الامور اعلاه ومعها عوامل اخرى يضيق بها مجالنا جعلت وضع شعبنا هشا من حيث عدم التزام الحد الادنى من الثوابت سواء ما كان منها مطلبيا سياسيا وتشريعيا او تعبيريا عن هوية ووحدة شعبنا. بكلمات اخرى فاننا نفتقر الى التزام الحد الادنى من الاتفاق في الشكل والجوهر.
الكنيسة وللاسف وبمختلف اقسامها ومرجعياتها لم تكن عموما محصنة من هذا الامر، ليس من حيث فشلها او عدم رغبتها في تصحيحه فحسب، بل والمشاركة (التي لا يمكن في هذه الحال الا ان تكون مقصودة) في تعميق الخلاف والاختلاف، بخاصة في موضوعة حربنا الاهلية، حرب التسمية، حيث تم توظيف البطريركيات وما زال لاجندات تسموية لم ولن تثمر سوى الارهاق والنزيف والتشتت.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، وعلى تعلق الامر بكنيسة المشرق الاشورية، بلغ التطرف القومي حد التضاد ومخالفة الكنيسة لدستورها وحجر زاوية ايمانها، الكتاب المقدس، الذي يشير الى شعبنا بلغتنا السريانية بانه (اثورايا) الا ان عدد من مرجعياتها تبنوا وروجوا لبدعة (اشورايا) وهي تسمية لا وجود لها تاريخيا بل وان تبنيها يعني الخروج على الكتاب المقدس والتشكيك بصحته.
المثير للشفقة ان هناك من يحاول الموازنة بين (اثورايا) و(اشورايا) باعتبار (اثورايا) تدل على ابناء كنيسة المشرق، و(اشورايا) تدل على الاشوريين بكل انتماءاتهم المذهبية!!! (لاحظ الصور ادناه من التقويم الرسمي لابرشية كنيسة المشرق في العراق) فهل كان الرب في كتابه المقدس يخاطب ابناء كنيسة المشرق عندما يورد تسمية (اثورايا) في العهد القديم الذي يسبق ولادة كنيسة المشرق بقرون!!! وكيف التمييز بين التسميتين عند الترجمة للعربية او الانكليزية او غيرها من اللغات!!!
الدرجة او الموقع الكنسي لا يمكنه تحصين وتبريروتمرير البدع الخاطئة والمضللة، واي مسعى بهذا الاتجاه هو سوء ادارة يفتقر القائمون به الى الحكمة.

6- وفي شان المهجر-المقبرة فان ما يتميز به مهجرنا (وللاسف سلبيا) عن مهجر بقية الشعوب هو الفشل شبه التام في توظيف ما فيه من "نعمة" لخدمة قضية الوطن سواء في المستوى السياسي او الاعلامي او الاقتصادي (الاستثماري) او حتى الانساني.
لا ننكر العديد من النجاحات هنا او هناك ولكنها لم تستمر او تؤثر او ترتقي بحجم المهجر وطاقاته وفرصه من جهة وبحجم المطلوب في الوطن ومن اجل الوطن من جهة اخرى.
ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو الاداء السلبي لمؤسساتنا القومية وبخاصة السياسية منها ودخولها في حروب داخلية وصراعات وهمية يضيق المجال عليها هنا.
ولعل الفشل التام في توظيف امكانات مهجرنا الاقتصادية والمؤسساتية لخدمة الوطن حيث فشلنا تماما في خلق فرص عمل وتنفيذ برامج تنموية واقتصادية لديموغرافيتنا في الوطن يعكس الاداء الكارثي لمهجرنا.
بل والانكى من ذلك ان معاناة شعبنا واحتياجاته الانسانية باتت الممر الامن لغسل الاموال من المؤسسات المهجرية لصالح اشخاص ومؤسسات "انسانية" وسياسية محددة.
يمكن للكنيسة برايي ان تلعب دورا مهما في تصحيح الامور من خلال مأسسة العمل الانساني بحرفية وشفافية وتشجيع توظيف راس المال المهجري لخدمة الوطن.
وكذلك في الجانب السياسي فان الكنيسة يمكن ان تكون رافعة للعمل والاداء السياسي لشعبنا من خلال اداء دور ايجابي لترتيب البيت السياسي الداخلي لشعبنا وتبني رؤية مشتركة.

وبالتاكيد فان فاقد الشيئ لا يعطيه، بمعنى ان الكنيسة لتكون كذلك عليها هي نفسها، وتحديدا في شخص بطريركها ومجمعها، ان تمتلك هذه الرؤية من حيث الاهداف والوسائل.

على المستوى المسيحي المشرقي
نعتقد ان كنيسة المشرق بسبب الوهن والهشاشة التي تعيشها في بنيتها المؤسساتية والادارية (كما مررنا في القسم السابق) وبسبب هشاشة اوضاع ابناءها (كما في الفقرات السابقة) فانها اليوم تحتاج اكثر من اي وقت مضى للعمل بارادة جادة مترافقة مع رؤية واضحة للعمل المسكوني المسيحاني الذي تتراوح مدياته من اعادة توحيد شطري الكنيسة المشرقية المنقسمة حديثا، الى شراكة تكون غايتها المنشودة في مراحل واجيال قادمة توحيد كنيسة المشرق التاريخية، الى شراكة مسكونية مع الكنائس الشقيقة الارثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية.

1- الامل-الحلم-التحدي الذي يتمناه-يحلمه-يسعى اليه عموم ابناء كنيسة المشرق هو توحيد كنيسة المشرق الاشورية وكنيسة المشرق القديمة.
واذا كانت جماهيرية المطلب تجعله امرا ضاغطا على اباء الكنيسة من جهة، ومقبولا ومفهوم الفاتورة المطلوبة لاجله من جهة اخرى، فانه بذات الوقت ليس بالسهل الهين كما يسعى البعض لتصويره او تبسيطه او تسويقه.
التوحيد هو غير الترقيع.
الدعوات للتوحيد الفوري على قاعدة ان هناك بطريركا انتقل الى الملكوت السماوي، وهناك بطريرك اخر موجود ويكفي للتوحيد ان تناط به السدة البطريركية للكنيسة الموحدة، هي دعوات تبسيطية تصل حد السذاجة بسبب جهلها او تجاهلها لمتطلبات التوحيد الذي اكرر انه غير الترقيع.
توحيد المنقسمين عادة يكون تتويجا لمراحل من التطبيع.
عملية التوحيد بين الكنيستين ستكون سابقة وخارج سياقات التوحيد الاعتيادية من حيث ان التطبيع سيلي التوحيد ولا يسبقه كما هو منطق الامور. من هنا فانه يجب الانتباه الى ان التوحيد والتطبيع يكون حزمة كاملة وواضحة المبادئ والتفاصيل (على الاقل بمحطاتها الاساسية).
برايي المتواضع ان توحيد الكنيسة ليكون قابلا للتحقيق والاستمرار يجب ان يقوم على مبدا انتخاب بطريرك جديد لكنيسة موحدة يشارك في انتخابه اباء الكنيسة الموحدة. وان "حزمة" التوحيد لا بد وان تتضمن حلولا متفق عليها بين اباء الكنيسة الموحدة في شان العديد من اشكالات ومشاكل الوضع القائم:
•   توحيد اسم الكنيسة على المستوى الرسمي في جميع اوطان تواجدها
•   توحيد تقويم الكنيسة ولو بحده الانى بمعنى على مستوى الابرشيات
•   تسوية الوضع القانوني للاباء المطارنة والاساقفة والكهنة والمؤمنين من كنيسة المشرق القديمة الذين هم حاليا خارج الادارة البطريركية للبطريرك مار ادي الثاني.
•   التسوية النهائية للوضع القانوني للممتلكات الكنسية والمحاكمات القائمة بين اطراف النزاع في كنيسة المشرق القديمة.   
•   اعادة توزيع الابرشيات المطرافوليطية والاسقفية

والى بقية المواضيع والنقاط التي ليست موضوع هذا المقال، وحتى ما ذكرناه فانما ذكرناه بايجاز لتوضيح ان التوحيد ليس الترقيع وان له تحدياته ومصاعبه التي لا يمكن معالجتها بمجرد العاطفة والتمني.

2- الشراكة التي تكون غايتها للمديات والاجيال القادمة الوحدة مع الكنيسة الكلدانية.
واذا كانت الغاية النهائية تجسيد لكلمة ووصية الرب فان برنامج تحقيقها يجدر ان يتصف بالحكمة الربانية وارشاد وهداية الروح القدس.
الرسالة الكنسية هي غير العمل السياسي حيث غالبا ما يتقاطع ويتناقض الشكل مع الجوهر.
الكنيسة عندما تؤدي رسالتها فان اسلوب عملها وشكله والياته لا يجب ان تتقاطع وتتناقض مع جوهره.
من هنا فان توحيد كنيسة المشرق مع الكنيسة الكلدانية يجب ان يكون مسيحانيا في الشكل والمضمون.

انه توحيد لا يمكن ان يكون على الطريقة اليوناسرباوية (نسبة الى زوايا مثلث الانقلاب الكنسي الفاشل: السيد يوناذم كنا، الاسقف سرهد جمو، الاسقف باوي سورو) التي قام اسلوبها على العنف والتسقيط وتكسير العظام وايذاء المؤسسات، ومضمونها قائم على عودة الكنيسة الضالة (كنيسة المشرق) تائبة الى الايمان الكاثوليكي (راجع وثيقة ايمان الاسقف باوي سورو).
من السذاجة ان نضع سيناريوهات توحيد الكنيستين بين سيناريو المتشددين المشرقيين بان الوحدة ممكنة وسهلة وما على البطريرك الكلداني لتحقيقها سوى ان يقطع ارتباطه مع الكرسي الروماني ويعود الى كنيسته الام، وسوف نثمن خطوته ونقيمه بطريركا على كل الكنيسة المشرقية الموحدة!!!!
او سيناريو المتشددين الكاثوليك (كما عبرت عنه وثيقة ايمان الاسقف باوي سورو) بان تعود الكنيسة المشرقية من ضلالها تائبة وتقدم الولاء والخضوع الى الكرسي الروماني متجاوزة الفي عام من وجودها وخصوصيتها العقائدية والبنيوية!!!!

3- المسيحية المشرقية هذا الفضاء الواسع وهذا الحضور الكبير في المنطقة المشرقية والعالم وهذا المخزون الغني بكل مصادره وموارده البشرية والاقتصادية والمؤسساتية وغيرها يكاد يكون بالكاد حاضرا في برامج عمل ورؤى اباء الكنيسة المشرقية (مع وجود استثناءات نادرة).
يضيق مجال المقال لهذا المحور المهم الذي نضعه امام البطريركية المشرقية بل ونضعه، كما بقية المحاور في اقسام المقال، امام اباء المجمع السنهاديقي الانتخابي وهم يتوجهون لانتخاب البطريرك.
وهنا ايضا فان شخص البطريرك وقناعاته تحدد توجهات الكنيسة وتحسم خياراتها.
فمن كان اكليروسا منغلقا على ذاته او عائشا في صراعات باتت جزءا من الماضي ولا يراها الا بمنظاره، ومن كان الى الامس غير مؤمن بالعمل الوحدوي او متجاوب مع العمل المسكوني بكل مستوياته لا يمكن له ان يكون غدا بطريركا مسكونيا يفتح لكنيسة المشرق ابواب وافاق الفضاء المسيحي.

على المستوى الوطني

العراق الحالي هو زواج قسري بين مكوناته القومية والدينية والطائفية. وهو زواج فاشل لم ينتج عنه سوى المآسي والاضطهادات والمذابح. العراق الحالي ليس الا وهم الا اذا اعتبرنا خطابات ساسته وادعاءاتهم حقائق!!! العراق الحالي فشل في بناء ذاكرة وطنية جمعية مثلما فشل في خلق طموحات وطنية مشتركة.
وهذا لسبب بسيط لانه لم يكن يوما دولة مواطنة قائمة على العدالة والكرامة والاحترام والمساواة بين الجميع ومن اجل الجميع.
ليس هذا فحسب، فالعراق الحالي لا يتوجه لمعالجة الخلل في بنيته الكيانية والدستورية والتشريعية بل على العكس تماما هو يسير نحو الانشطار الذي هو برايي نتيجة طبيعية ومعقولة لمسار غير عقلاني لدولة اسموها العراق.
العراق الحالي وهم لا يراهن عليه سوى الواهمون، وبينهم للاسف بعض الساسة والمرجعيات الدينية المسيحية العراقية والشرق اوسطية.
انا افهم السياقات البروتوكولية والمتطلبات الدبلوماسية في الخطاب والتخاطب، ولذلك لا انظر الى دعوات المواطنة ووحدة العراق وغيرها باكثر من كونها حروف وكلمات وتعابير تنتحر وتؤول الى الفراغ، حيث مكانها الطبيعي، بمجرد انتهاء ترديدها.
التعويل على دور مسيحي لتجسير الهوات الانقسامات هو وهم اخر يصر بعضنا، نحن مسيحيو العراق، على العيش فيه. التعويل والرهان على حكومة مركزية في بغداد هو من تجليات هذا الوهم ايضا.
رهان البعض على حكومة مركزية يعيش الجميع في ظلها بكرامة ومساواة، ورهان بعض ساسة ومرجعيات مسيحيي العراق على اعادة عقارب الساعة الى الوراء من حيث الوجود المسيحي في مناطق الحكومة المركزية او ارتباط ديموغرافية سهل نينوى بحكومة بغداد  رهانات واهمة.
ان الاوان لمسيحيي العراق، كنائسا وساسة وافراد، التحرر من هذا الوهم واعتماد برامج وخيارات تاخذ بعين الاعتبار حقائق الجغرافيا السياسية القائمة ونتائجها التي باتت ملامحها بالتشكل ولا يصعب على من يمتلك نعمة العقل ان لا يتلمسها ويراها.

ويقينا فان البطريركية القادمة انتخابا ورسامة واداء مطالبة اكثر من غيرها التمعن بهذه الامور وعدم اعطاء اية رسالة خاطئة في المضمون اوالشكل.
وكما نقول بالسريانية (ܚܟܝܡ ܪ̈ܡܙܐ ܣܦܩܝܢ ܠܗ)

خاتمة هذا القسم
لهذه الامور وللامور التي اوردناها في القسم الاول من المقال فان الاختيار هو استثنائي ومفصلي وتاريخي.
فهل سيكون المجمع السنهاديقي الانتخابي القادم بمسؤولية هذه اللحظة التاريخية؟ وكيف سيتعامل مع مروحة الخيارات بين اختيار الخيار، ام اختيار البديل للخيار، ام ملء الفراغ؟
سنعود الى السؤال في القسم القادم الذي نسعى لنشره غدا او بعده.

الخوري عمانوئيل يوخنا
31 ايار 2015

ملاحظة:  كم كنت ارغب ان يكون الموضوع مفتوحا للنقاش وتبادل الاراء واغناء الافكار، ولكن من واقع مسار النقاشات المفتوحة نجد ان السائد هو شخصنة النقاش وتحريفه عن موضوعه وهيمنة النكرات من الملثمين عليه، لذا طلبت من ادارة الموقع غلق باب التعقيبات. واذ اعتذر لاساتذتي واخوتي واحبتي من النخب المثقفة فاني اشكر كل الراغبين بنقاش الموضوع وارحب بملاحظاتهم واراءهم التي يرسلوها على بريدي الالكتروني واعدا اياهم بتجميعها ونشرها مع تعقيباتي عليها في مقال منفصل بعد انتهاء نشري المقال باجزاءه. مع المحبة والتقدير
بريدي الالكتروني: Youkhana-at-web.de

70
البطريركية قبل البطريرك
نقاش لا يخلو من صراحة مؤلمة
الجزء الاول
المدخل
المقصود بعنوان المقال (البطريركية قبل البطريرك) ليس التعريف التقليدي الشائع للبطريركية بمعنى مقر او بناء او مكان اقامة البطريرك والدوائر التابعة له، بل المهام والمسؤوليات المناطة بالسلطة البطريركية وبرامج عملها وتوقعات وامال الشعب المؤمن من مرجعيته البطريركية، وهذه جميعها نراها مهمة للنقاش وتبادل الراي ومنها تاتي المعايير التي ترشد وتحدد من يختاره اباء المجمع المقدس لنيل الدرجة البطريركية.
من هنا جاءت تسمية المقال (البطريركية قبل البطريرك).

منذ شغور الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الاشورية بانتقال قداسة البطريرك مار دنخا الرابع الى الاخدار السماوية في اذار المنصرم فانه من الطبيعي ان السؤال والتساؤل المشروع عن البطريرك القادم يفرض نفسه على مساحات النقاش وحلقات الحوار لكل منا مع نفسه وعائلته ومحيطه، بل ويتطلب نقل الحوار الى فضاء النقاش العام لانه ببساطة موضوع يخص عموم ابناء شعبنا، بمختلف انتماءاته الكنسية والمناطقية والوطنية، رغم خصوصيته "المهنية" من حيث كونه يخص كنيسة المشرق الاشورية، ورغم حصرية "الية" اختياره باعضاء المجمع المقدس لكنيسة المشرق الاشورية.

في الحقيقة انا لم اكن لاستغرب من هكذا حوار بغض النظر عن الالتقاء او الاختلاف مع ما يرد فيه من اراء وملاحظات وتمنيات وغيرها.
جميعنا يتذكر كيف ان ايقاف اسقف متمرد كان موضوع الحوار اليومي لسنوات، وشاركت فيه جحافل من المؤسسات "القومية" وقادته "شخصيات" سياسية مشاركة في الانقلاب والمؤامرة الفاشلة التي اباحت لنفسها ليس فقط سلطة الحكم على مقررات المجمع المقدس بل وممارسة ابشع الممارسات من التسقيط والاساءات والفبركات ونفث السموم وهدر الوقت والجهد والمال وتمزيق النسيج الاجتماعي لابناء الكنيسة.
فكيف لا يكون موضوع البطريرك القادم موضوعا نقاشيا وحواريا نتمنى ان يتعظ المشاركون فيه من دروس الماضي ويلتزموا معايير اخلاقية لنقاش موضوعي ايجابي.

على العكس من ذلك فاني استغرب ان نقاش الموضوع وتداوله في وسائط النشر والحوار المتاحة لشعبنا، وجلها الكترونية، هو لحد الان نقاش عابر لم يرتق الى مستوى الحدث واهميته ونتائجه.
فاضافة لطرح الاخ تيري بطرس الذي رغم نيته وسعيه لتحريك مياه مبادرات وحوارات راكدة الا ان طرحه مضمونا وشكلا وتوقيتا كان كبوة فارس، فان الطرحين الوحيدين اللذين ارتقيا لمستوى الحدث كان مقالي الاخوة اشور سمسون وليون برخو.
اتمنى على النخب المثقفة لشعبنا اغناء النقاش، فذلك ليس تدخلا في شأن كنسي بل اغناء معارف ومدارك اباء الكنيسة على مختلف ابعاد الموضوع والمسؤولية التاريخية للقرار في لحظة مفصلية من وجود ومستقبل شعبنا وكنائسه، خاصة وان بطاركة كنائس المشرق لا ينحصر دورهم في ادارة الكنيسة وارشادها الروحي والعقائدي، بل لهم دور كبير ومؤثر في المواقف والقرارات المتعلقة بالوجود والمطالب والاستحقاقات المختلفة ومن بينها، بل وفي مقدمتها، السياسية. فكما قال احدهم ان الكنيسة هي اكبر احزاب شعبنا.
المهم ان يلتزم النقاش المعايير الادبية في احترام الراي والراي الاخر.

رغم كون الكاتب من اكليروس كنيسة المشرق الا ان المقال لا يمثل باي حال من الاحول بمضمونه، كليا او جزئيا، وجهة نظر او موقف كنيسة المشرق الاشورية ومرجعيتها السنهاديقية. انه مقال يعبر عن رؤية الكاتب فقط، وبكل امانة وصراحة اقول اني اتوقع الكثير من الاختلاف او عدم الاتفاق بين الرؤية الواردة فيه ورؤية اباء الكنيسة منفردين ام مجتمعين.

كنيسة المشرق الاشورية في بطريركية مار دنخا الرابع
لا يمكن تقديم رؤية موضوعية واطلاق حوار او نقاش بناء لموضوع المقال دون عرض مختصر لواقع كنيسة المشرق في العقود السابقة وواقعها الحالي، او لنقل دون عرض مختصر لواقع كنيسة المشرق في فترة بطريركية الراحل مار دنخا الرابع بما ورثه عن سلفه وما قام به في سدته البطريركية وما اورثه للبطريرك القادم.

ماذا ورث البطريرك مار دنخا الرابع عن سلفه؟
1- اول ما يتوجب ايراده عن الارث الثقيل الذي ورثه البطريرك مار دنخا الرابع هو ان كنيسة المشرق ومنذ خمسة قرون لم تنتخب بطريركها بالية انتخاب في مجمعها المقدس، ذلك انه ومنذ القرن السادس عشر كانت البطريركية وراثية، ولسنا هنا بصدد تقييم الالية تلك والظروف التي حتمتها وغيرها، مثلما لسنا بصدد مناقشة اتخاذ التوريث حينها ذريعة لتقسيم الكنيسة ذلك ان الكنائس المشرقية الرسولية جميعها انقسمت الى قسم اتحد مع الكنيسة الرومانية والقسم الاخر بقي على هويته اللاهوتية والطقسية كما ورثها من الرسل والاباء. كما لسنا بصدد الاجابة على اي من الكرسيين الحاليين (المشرقي الكلداني ام المشرقي الاشوري) هو من سلسلة البطاركة المتحدين واي هو من سلسلة البطاركة "النساطرة" فهذه جميعها تستحق الدراسة الاكاديمية والموضوعية ولكنها ليست ضمن مقالنا هذا.
اول بطريرك منتخب لكنيسة المشرق كان البطريرك الراحل مار دنخا الرابع الذي تولى السدة البطريركية في وقت حرج، وجاء انتخابه سلسا من حيث كونه الخيار الاوحد والوحيد حينها بحكم اداءه وحضوره ورؤيته وفعاليته التي تجاوزت حدود ابرشيته الاسقفية على ايران لتشمل الكنيسة بابرشياتها القائمة حينها من جهة، ومن حيث شجاعته وشعوره بالمسؤولية التاريخية وعدم تهربه من اعباءها وهو الذي كان يدرك كم هي ثقيلة الا انه تولاها معتمدا على ثقته بوعود الرب وارشاد الروح القدس.
المشهد يتكرر نصفه الان من حيث وجود خيار واضح يدركه ابناء الكنيسة واكليروسها مع بقاء النصف الثاني مفتوح الاحتمالات من حيث اختيار الخيار ام اختيار بديل للخيار ام ملء الفراغ.

2- كنيسة المشرق الاشورية التي ورثها مار دنخا كانت تفتقر الى الحد الادنى من الهيكلية، وبخاصة على مستوى البطريركية التي كانت منفية ولا تعيش مع رعاياها المؤمنين ولا تتواصل بروح الشراكة مع اباء المجمع المقدس، بل لم يكن هناك اي التئام دوري ومنتظم للمجمع المقدس ناهيك عن مقررات وبرامج عمل لا يمكن ان تاتي بدون انتظام المجمع وروح الشراكة بين البطريرك واخوته اعضاء المجمع.

3- في عهد البطريرك الراحل مار شمعون، وبمسؤولية غير قليلة له عن ذلك، انقسمت الكنيسة المشرقية الى كنيستين. فكان على البطريرك مار دنخا وراثة الانقسام الذي كان ما زال حديثا ومؤثرا وحاضرا في حياة الكنيسة وابناءها.
بالتاكيد فان كل اباء الكنيسة يتحملون "نظريا"، بسبب موقعهم في هرم الكنيسة، المسؤولية الجزئية عن الانقسام من حيث فشلهم في راب الصدع بين البطريرك مار شمعون والمطروفوليط مار توما درمو لمدة اكثر من خمسة اعوام هي الفترة التي عاشها المطروفوليط موقوفا (بمعنى الكنيسة لم تكن انقسمت بعد) لحين رسامته البطريركية في 1968 ببغداد وهي الرسامة التي قسمت الكنيسة الى كنيستين.
ولكن ما يشفع لهم هو ان البطريرك مار شمعون لم يكن ابا شريكا يحاور ويستمع مما يعفيهم "عمليا" من المسؤولية في الانقسام الذي فرض عليهم ليعيشوه ويتعاملوا معه.

4- الوضع السياسي والقومي الذي كانت تعيشه الكنيسة في الوطن والمهجر..
ففي المهجر كان هناك شبه استحواذ مطلق للاتحاد الاشوري العالمي وحضوره وفعاليته بحيث لم يكن من الممكن لاي بطريرك ان يتجاهله او يتجاوزه.
وفي الوطن كان هناك على المستوى السياسي للدولة النظام البعثفاشي في اوج طغيانه وسياساته العروبية والتعريبية وسياسة الارض المحروقة وتدميره لقرى ومواطن بغاية اجتثاث الوجود القومي لشعبنا من جهة، ونمو واتساع مساحة العمل القومي بين الشبيبة الاشورية التي تصاعدت مع زيارات الاتحاد الاشوري العالمي الى العراق وشخص مالك ياقو وانطلاق العمل السياسي المؤطر، ولو بشكل سري، المتمثل بالحزب الوطني الاشوري ومجالات نشاطه (في الكثير من الاحيان كانت واجهاته غير المعلنة) من لجان الشبيبة الكنسية والطلبة الجامعيين والاندية الثقافية وغيرها.
لقد كان على البطريرك الفتي مار دنخا الرابع التعامل مع هذا الواقع المعقد والمتشابك مع البقاء امينا على كنيسته وحضورها ووفيا لشعبه ووجوده.
لا يتفق الكثيرون مع اطلاق التسمية الاشورية على اسم الكنيسة. ولكن بمعرفة وقائع الامور حينها، وبخاصة سياسات التعريب وتماهي الكنائس الشقيقة معها، كان لاعتماد التسمية الاشورية اثاره الايجابية من حيث تحصين الوجود وحمايته من قبل الكنيسة التي كانت اخر معقل وحصن في وجه البعثفاشية العروبية.
الا اني اعتقد انه ومع اداء الاضافة لمهمتها ومع قيامها بمهمتها كجزء من الحل فانه ومع زوال النظام العروبي فان الاصرار على ابقاءها جزءا من اسم الكنيسة جعلها جزءا من المشكلة. ولا اعتقد ان اي متابع حيادي وموضوعي ينكر ان "اشورية" الكنيسة و"الالحاح" عليها في العقدين الاخيرين باتت جزءا من المشكلة وانه كان على المرجعيات الكنسية الانتباه اليه وتداركه من البداية.
شخصيا ومعي الكثيرين، وفي قراءة استشراقية للمستقبل، دعونا لرفع التسمية الاشورية من الكنيسة منذ التسعينيات والاكتفاء بالاسم التاريخي لها (كنيسة المشرق الرسولية) الا انه، وللاسف، فان دعواتنا لم تلق الصدى حيث كان ضجيج جيوش حربنا الاهلية، حرب التسمية، اقوى واعلى، وبخاصة مع وجود جنرالات لهذه الحرب في هرم الكنيسة ذاتها.
وشخصيا ايضا فاني لم استخدم التسمية الاشورية للكنيسة الا عندما تحتم علي الموضوع او المناسبة ذلك من حيث كوني اكليركي في الكنيسة.

5- انحسار وانكماش الحضور الكنسي في حياة المؤمنين حيث كانت الكنيسة متحفا او مسرحا لممارسة الطقوس دون ان يكون لها اي حضور او فاعلية في حياة المؤمنين اليومية.
وانعكس ذلك على الدعوات الكهنوتية التي كانت فقيرة العدد والمؤهلات باستثناء الدعوات التي تزامنت مع زيارة البطريرك مار شمعون الى العراق بعد عقود من النفي حيث تقدم وتقبل العشرات من الشبيبة للدعوات الكهنوتية المختلفة. بطبيعة الحال فان ذلك كان اندفاعا عاطفيا ما لبث ان خبا لانه لم يكن نتاج برامج راعوية وتربوية كنسية.
نشير بالبنان والتقدير للعديد من ثمار هذه الدعوات ممن هم الان في مواقع المسؤولية الكنسية من مطارنة واساقفة وكهنة.

6- الافتقار الى البوصلة الحكيمة في اولويات الكنيسة، حيث ورغم الواقع الكنسي الضعيف والوجود القومي المهدد فان بطريركية مار ايشاي شمعون، بحكم انفصالها عن واقع شعبها في الوطن وبحكم شخصنتها للامور وبقاءها اسيرة مسار شعبنا المؤلم في عقود توليها للسدة البطريركية، فانها لم ترتق الى مسؤولية المرحلة. ويكفي ان نستذكر انه في اوج التفاف شعبنا حول البطريرك مار شمعون اثناء عودته الى العراق بعد عقود من النفي، وهو الالتفاف الذي تجاوز حدود كنيسته ليشمل ابناء بقية الكنائس ايضا، والذي انعكس مشهدا لن يتكرر في الطوفان البشري في شوارع بغداد فان خطابه البطريركي في زيارته ولقاءه بشعبه بعد عقود النفي والاغتراب القسري كان مركزا على البطريرك مار توما درمو في استثمار غير سليم لهذا الالتفاف عوض استثماره في توجيه ابناء كنيسته وشعبه نحو امور واستحقاقات اكثر اهمية بكثير.

ماذا حقق البطريرك مار دنخا الرابع في بطريركيته؟
سؤال لا يحتاج مني الكثير من الاستفاضة ذلك ان المتابعين للجناز وتابين البطريرك الراحل والتغطية الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة قدمت الاجابة الوافية للسؤال، ولكني وباختصار اكرر هنا الانجازات الكبيرة للبطريرك الراحل بشكل نقاط مختصرة وكما يلي:
•   نهضة في الدعوات الاكليروسية
•   تنمية المؤهلات الاكاديمية للاكليروس
•   نهضة في البرامج والانشطة الشبابية الكنسية
•   تنظيم دورية انعقاد المجامع السنهاديقية
•   تشييد الكنائس في الوطن والمهجر

الا ان اهم ما يميز بطريركية مار دنخا هي:
•   الحضور في المشهد المسكوني وطنيا (كل ابرشية في وطن وجودها) واقليميا (شرق اوسط) وعالميا. حيث بعد قرون من الغياب عن المشهد الكنسي والانعزال في خارج (وفي افضل الاحوال التواجد في هامش) المشهد الكنسي المسكوني فان قداسته نقل الكنيسة المشرقية الى الحضور في قلب ومركز المشهد. واذا كان توقيع الاعلان المسيحاني المشترك مع الكنيسة الرومانية اهم محطات وثمار هذا الجهد، فانه لا يمكن اغفال العلاقات مع الكنائس الشقيقة الارثوذكسية.
•   التواصل مع ابناء الكنيسة في دول الاتحاد السوفياتي السابق وتلبية احتياجاتهم، بقدر الامكان، من الاكليروس وغيرها. بالاضافة الى زياراتهم دوريا مما اعاد لهم الشعور بالانتماء والهوية الكنسية.
•   توحيد شطري كنيسة الهند بعد عقود من الانشقاق.

ماذا اورث البطريرك مار دنخا الرابع لمن يخلفه؟
رغم الرصيد الكبير للبطريرك مار دنخا الرابع، ورغم القائمة الطويلة من الانجازات التي تحققت في خلال ابويته البطريركية، ورغم الطاقات الكامنة الكبيرة في الكنيسة التي اورثها البطريرك الراحل، الا انه، وما دمنا نستشرق الافاق المستقبلية للكنيسة ودراسة واقعها ومتطلباتها، فانه لا يمكن لنا ان نغفل ما في واقع كنيستنا من هشاشة وسلبيات، فليس من العدل والحكمة تصوير الامور على انها لوحة وردية متكاملة الاوصاف.
على العكس من ذلك تماما، حيث يجب ان نكون موضوعيين وصريحين مع انفسنا وضمائرنا وابناء شعبنا في تحديد مواطن الضعف والهشاشة دون ان يعني ذلك ابدا انتقاصا من ما حققته الابوية البطريركية لمار دنخا الرابع. بل وحتى لو اردنا ان "نشخصن" الامور فاننا نقول انه وفاء للبطريرك الراحل وضمانا لديمومة ثمار البيدر الذي زرعه فانه يتوجب علينا ليس التوقف فقط عند الارث الغني الذي اورثه (كما في النقاط اعلاه) بل ايضا تشخيص الارث الذي اورثه لخلفه القادم.
فنقول بعضا من النقاط تاركين غيرها بسبب ضيق المجال:

1- كنيسة المشرق ورغم سعة انتشارها في الوطن والمهجر، ورغم تعاملها مع العصر ومتطلباته، ورغم امتلاك الكثير من اكليروسها وابناءها للقدرات والمؤهلات، الا انها ما زالت كنيسة غير مؤسساتية، ابتداء بالبطريركية حيث لا وجود للحد الادنى من المؤسسة البطريركية ومكاتبها ودوائرها، مرورا بالافتقار الى الهيئات واللجان الاختصاصية (اللاهوتية، الطقسية، القانونية، التعليمية، الخ) على مستوى الكنيسة او الابرشيات.

2- من نتائج ذلك ان كنيسة المشرق باتت الى حد كبير بين ابناءها كنيسة مشخصنة ومختزلة في شخص البطريرك الذي بات يسمو على الكنيسة. ان الخطأ في هذا الامر ليست في ابداء الاحترام اللائق لشخص البطريرك فذلك حق وواجب، ولكن في اعتباره مرجعية معصومة في كل امور الحياة الدينية والدنيوية، الكنسية والسياسية، وغيرها.. واتساع مساحة الخطأ كانت وما زالت متمثلة في استنساخ المطارنة والاساقفة لهذا النموذج في ابرشياتهم بحيث اصبحت كل ابرشية (مع بعض الاستثناءات) مختزلة في شخص اسقفها الذي هو الآمر والناهي والمدرك ببواطن الامور وظواهرها سواء كانت كنسية او دنيوية حتى الهندسية والادارية والمالية منها.

3- ومن نتائج الافتقار الى المؤسساتية والهيئات الاختصاصية واختزالها بشخص البطريرك او الاسقف فان الكنيسة افتقرت الى الرؤية الواضحة لوجودها الكنسي ووجود شعبها القومي. التذبذب والتناقض بين الرسائل التي اعطتها الكنيسة ومرجعياتها في الامور المختلفة (العلاقات مع الكنائس الشقيقة، حرب التسمية، التشبث بالوطن وهجرة وتهجير اكليروس الكنيسة، الحقوق والمطالبات السياسية، الخ) كانت سمة سلبية اتسمت بها كنيسة المشرق على مستوى المرجعية البطريركية او المرجعيات الابرشية.
واكثر التناقضات تجليا كان الدعوة للتشبث بالوطن مع ابقاء (لا اقول بقاء) الكرسي البطريركي في المهجر، خاصة مع انتفاء المسببات وسقوط الاعذار التي لم يعد احد يصدقها سوانا نحن معشر مطلقيها.

4- ومن نتائج ذلك ايضا ان الكنيسة باتت هشة ومستعدة لمسايرة الظواهر الصوتية والعاطفية الموسمية لشعبنا.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، مسايرة للمتطرفين التسمويين من ابناءها فان الكنيسة المشرقية، التي هي كنيسة رسولية جامعة بايمانها ولاهوتها وتاريخها وواقع ابناءها، باتت كنيسة متطرفة قوميا حتى ان الولاء والهوية القومية باتت اولوية تسمو على ايمانها وهويتها المسيحية والكنسية. وان "الوحدة" القومية باتت تسمو على الوحدة الكنسية.

5- وضمن نتائج الافتقار الى العمل المؤسساتي والاختصاصي، بالاضافة الى كلاسيكية مرجعيتها البطريركية فان الحياة الكنسية بقيت محافظة غير منعشة ومنتعشة، سواء في الليتورجيا او القوانين او التنشئة الكنسية. الحياة الروحية في الكنيسة تعيش خريفا. والكنيسة غائبة عن الحياة اليومية لابناءها.
بالتاكيد هناك مبادرات وبرامج في العديد من الابرشيات والكثير من الرعيات ولكنها نتاج مبادرات رئيس الابرشية او كاهن الرعية وليست نتاج برنامج وخطة عمل كنسية شاملة.

كلمة حق في البطريرك الراحل
ان نقاط الضعف والهشاشة في هذا الارث لا يعني مطلقا انتقاصا من انجازات البطريرك مار دنخا الرابع، مثلما لا يمكن تحميله وحده مسببات هذا الارث دون بقية الاباء والاكليروس والمؤمنين، بالاضافة الى الظرف الموضوعي المحيط بالكنيسة.
فالبطريرك مار دنخا تولى قيادة الكنيسة في اكثر الظروف صعوبة وباقل امكانات وعناصر قوة ذاتية لها، ولكنه بحكمته وطول اناته، والاهم من كل ذلك بغيرته وتفانيه من اجل كنيسته وشعبه استطاع ان يقودها الى بر الامان حيث توافرت لها اليوم عناصر قوة وطاقات كامنة تمكنها من الانطلاق نحو مستقبل افضل وانعش اذا ما قرر اباءها اختيارهم وخيارهم بتجرد من الذات الشخصية.
البطريرك الراحل اعطى للكنيسة المشرقية كل ما كان في وسعه، وانتشلها من واقعها ورفعها ودفعها نحو المستقبل.
ومن البديهي ان الاجيال التي فتح لها قداسته الباب ليعملوا وينتجوا ويثمروا ويقودوا الكنيسة ستتقدم عليه في الرؤية والطاقة والابداع وامكانات العطاء. فهذا قدر الحياة.
السنا نتفوق على اباءنا الذين فتحوا لنا ابواب التعلم والتقدم والعطاء، وهذا ليس انتقاصا منهم بل هو اعتراف بافضالهم. واباءنا فخورين بذلك.
والا يتفوق علينا ابناءنا بعد ان فتحنا لهم الباب لذلك ايضا حتى بتنا غير قادرين على مواكبتهم، وهذا ليس انتقاصا من ابوتنا لابناءنا بل نحن نزداد فخرا بهم كلما تقدموا علينا.
الامر كذلك مع اباء الكنيسة..
ابونا الراحل مار دنخا الرابع كان فخورا بابناءه الاساقفة والاكليروس والمؤمنين لانهم لبوا دعوته لهم بالتعلم والاندفاع والعطاء وعيش عصرهم.
البطريرك مار دنخا علم من اعلام الكنيسة المشرقية وسيبقى اسمه مرصعا بالذهب في تاريخها ومستقبلها.
الكنيسة المشرقية مدينة لابيها الراحل بكل ما لديها اليوم من اباء واكليروس ومؤمنين وطاقات ورؤى نحو المستقبل.
نم قرير العين ابينا البطريرك مار دنخا الرابع.

- للمقال تتمة -
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 2 ايار 2015

ملاحظة: كم كنت ارغب ان يكون الموضوع مفتوحا للنقاش وتبادل الاراء واغناء الافكار، ولكن من واقع مسار النقاشات المفتوحة نجد ان السائد هو شخصنة النقاش وتحريفه عن موضوعه وهيمنة النكرات من الملثمين عليه، لذا طلبت من ادارة الموقع غلق باب التعقيبات. واذ اعتذر لاساتذتي واخوتي واحبتي من النخب المثقفة فاني اشكر كل الراغبين بنقاش الموضوع وارحب بملاحظاتهم واراءهم التي يرسلوها على بريدي الالكتروني واعدا اياهم بتجميعها ونشرها مع تعقيباتي عليها في مقال منفصل بعد انتهاء نشري المقال باجزاءه. مع المحبة والتقدير.
بريدي الالكتروني:   Youkhana-at-web.de

71
الكوتا الدينية: قتل للهوية القومية واجهاض للرؤية الوطنية
ج3: نحو تطوير نوعي للكوتا ترشيحا وانتخابا
رابط الجزء الاول:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=736125.0
رابط الجزء الثاني:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,736518.0.html

ملاحظة: هذا الجزء الاخير من المقال كان جاهزا للنشر منذ الاحد الماضي، ورغم اني، وكما اوردت في الجزء الاول لا اعتقد ان المقالات المنشورة من كتابنا بمختلف توجهاتهم تؤثر على قرارات القراء الانتخابية لاني اعتقد ان الغالبية المطلقة من القراء هم ممن حسموا قرارهم وتصويتهم حتى قبل اطلاق الدعاية الانتخابية، الا انني ارتايت عدم نشره قبل الانتخابات لكي لا يتم تفسيره او تحميله او تاويله انتخابيا لصالح هذا او ذاك، كما ارتايت عدم تاجيله الى ما بعد الانتخابات لكي لا يفسر انه مصمم على ضوء النتائج المعلنة، فكان قرار نشره عشية الانتخابات (لا قبلها ولا بعدها).

شخصيا لست معنيا او مهتما بنتائج الكوتا "المسيحية" لاني ارفضها بالمبدأ، ولاني لن اشارك في انتخاباتها وتمنيت على ابناء شعبي ممن ما زالوا يلتزمون هويتهم ووجودهم القومي ان لا يشاركوا في ترسيخ الغاء الهوية القومية ولا يشاركوا في ترسيخ الدولة الدينية والحالة الذمية.
ولكن انتخابات الكوتا "المسيحية" حاصلة بمن قبل بالتنكر لهويته القومية وبمن سيشارك في التصويت من الناخبين "المسيحيين".
واهنئ سلفا الفائزين بالمقاعد متمنيا لهم النجاح.
قلت لاحد المرشحين مازحا: هذه الانتخابات ستمنح لشعبنا "المسيحي" خمسة اشخاص جدد من اصحاب الملايين اتمنى ان يوفروا بعض فرص عمل جديدة من سواق وطباخين وحمايات وغيرها من امتيازات البرلمان. فمشروعنا القومي فشل في خلق فرص عمل لشبيبتنا فعلى الاقل اعضاء البرلمان الجدد ربما يوفرون بعضا من الفرص.

الكل بات يعرف ويعترف ويعمل بحسب قدرته وبشتى الادعاءات والاعلانات على اتهام المنافس "المسيحي" باستجذاب القوى السياسية العراقية الكبيرة واصوات ناخبيها في كوتا شعبنا "المسيحي"، ولكن وفي ذات الوقت وفي ازدواجية واضحة يعمل من تحت الطاولة ويرحب بهذا الاستجذاب اذا كان لصالحه.
ومن متابعة المشهد الانتخابي العراقي، ومن متابعة تجارب انتخابية سابقة فانه من السذاجة التفكير بان مقاعد الكوتا مستبعدة من حسابات القوى السياسية العراقية المختلفة. وهناك اكثر من عامل يدفع ويتيح التخطيط والعمل بهذا الاتجاه.
سنكتفي بهذه العوامل الاساسية ادناه:
العامل السياسي:
انشطار وتشتت القوائم الكبيرة للانتخابات السابقة الى قوائم اصغر في هذه الانتخابات مما يزيد من اهمية كل مقعد.
ومقاعد الكوتا تصبح هدفا سهلا لهذه القوائم بسبب رخص ثمن مقعدها من ناحية، وبسبب انه لا يترتب عليها اي التزام سياسي مع قائمة الكوتا المدعومة، لان الدعم اساسا ليس على اساس تحالف او برنامج انتخابي بل على اساس ضخ اصوات. وهو ضخ ترحب به وعملت باتجاهه قوائم الكوتا (بغض النظر عن المعلن في ادعاءاتها)، خاصة وانها دخلت في معركة انتخابية اجتثاثية فيما بينها، وهي حرب وصلت عند البعض محاكاة دعوات داعش لنحر الرقاب، كما اوردنا في مقالنا السابق. فاذا كانت مزبلة التاريخ، بتوصيف احد القادة، هي المحطة التي يتوقعها ويريدها لرفاق الامس، فما المانع من قيامه ومن تحت الطاولة بصفقة انتخابية قانونية تضمن ارسال "الرفاق المتساقطين" الى هذه "المزبلة".

العامل القانوني:
1- تختلف انتخابات هذا العام عن سابقتها بانه لا يوجد فيها مقاعد تعويضية وطنية توزع على القوائم التي لها افضل باقي بعد توزيع المقاعد الصحيحة. حيث وضمن صفقات البرلمان الحالي تم توزيع المقاعد التعويضية على المحافظات الكردية والسنية والشيعية. بمعنى اخر وبغطاء قانوني تم محاصصتها في البرلمان القادم بين القوائم الكبيرة في البرلمان الحالي. وبذلك فان اصوات القائمة التي تفشل في الحصول على مقعد عام في اية محافظة تحترق.
ومن ناحية اخرى فان الية انتخاب كوتا شعبنا "المسيحي" والمقعد الصابئي من حيث كون العراق كله دائرة واحدة تغري القوائم التي لا حظوظ لها للفوز بمقعد عام في احدى المحافظات لتقوم وعوض ان تحترق اصواتها بضخ اصواتها في تلك المحافظة الى المقاعد "المسيحية" او المقعد الصابئي. على سبيل المثال لا الحصر: اذا كان المالكي يدرك ان ائتلافه لا يمكن ان يكسب مقعدا عاما في اي من محافظات الاقليم او في محافظة صلاح الدين فلماذا لا يجير اصواته في قائمة "مسيحية".
كما ان تنافس القوائم الشيعية ضد بعضها يجعل كل منها مرشحة لدعم قائمة "مسيحية" ليكون هناك اكثر من قائمة شيعية تدعم كلا منها قائمة من قوائم شعبنا "المسيحي".
والاحزاب الكردستانية ذات الشيئ لاصواتها في صلاح الدين او بغداد او المحافظات الجنوبية.
والحزب الشيوعي العراقي كذلك في المحافظات التي ليس له فرصة المقعد العام. واستغرب قيام الحزب الشيوعي الكردستاني بالترشح منافسا على المقاعد العامة في محافظات الاقليم ولا اجد له فرصة للفوز في اي منها، في حين ان ضخه لاصواته في عملية مشروعة قانونيا وانتخابيا ومفهومة ايديولوجيا وسياسيا كان سيضمن لقائمة الوركاء الفوز باكثر من مقعد في كوتا شعبنا "المسيحي" عوض حرق اصواته.

اعلاه هو تكتيك انتخابي قانوني ومشروع ولا غبار عليه. اما الرافضين له فعليهم معالجة قانون الكوتا ترشيحا وتصويتا وهذا سنورده لاحقا في هذا المقال.

2- الية توزيع المقاعد على القوائم في الانتخابات الحالية تعتمد قانون سانت لييغو المعدل، وتعديله تم بموافقة الكبار في البرلمان الحالي ليخدم فرصهم في الانتخابات الحالية، حيث تنص الالية المعدلة على تقسيم اصوات القوائم على 1.6 ثم 3 ثم 5 وهكذا.
وهذا يخدم القوائم الكبيرة ويضر بفرص القوائم الصغيرة التي على الواحدة منها ان تجمع كحد ادنى اصواتا = 1.6\3 +1 (اي 53% +1) من اصوات القائمة الكبيرة لتفوز بالمقعد الثاني، وباقل من ذلك فان المقعد الثاني سيذهب الى القائمة الكبيرة.
(مثال: بافتراض ان القائمة أ حصلت على 25 الف صوت فان القائمة ب يجب ان تحصل على 13334 صوت لتحصل على المقعد الثاني).
وهذا يغري القوائم من خارج الكوتا لدعم القوائم "الكبيرة" داخل الكوتا لضخ الاصوات لها لنيل اكثر من مقعد بحيث ان مقعدين في الكوتا يتم ضمانهما باصوات اقل بكثير من المقعد العام الواحد.

كيف نتوقع المشهد الانتخابي "المسيحي":
اتصل بي اكثر من صديق محاورا في توقعات المشهد الانتخابي مما اضطرني واحتراما لهم لاتاحة بعض الوقت لنفسي في اليومين السابقين لقراءة في المشهد الانتخابي "المسيحي" وهي قراءة ليست بالمعمقة بسبب عدم اهمية الكوتا الحالية لي وبسبب الوقت ايضا. ولكن ربما القراءة توضح خطوط عامة يمكن للقارئ الراغب بالتعمق فيها او تصحيح فرضياتها.
اقول برايي انه باخذ العوامل اعلاه بنظر الاعتبار فان هناك قوائما لا اتوقع لها اية فرصة للفوز وكما يلي وبحسب تسلسل ارقامها:
قائمة (ابناء النهرين) (القائمة 298) التي ورغم الاصوات التي ستمتصها من رصيد الرافدين الا انها لن تصل الى حد الفوز بمقعد. وهذا الامتصاص يصب لصالح القوائم الاخرى المنافسة للرافدين والمرشحة برايي للفوز والتي سنوردها بعد حين.
شخصيا، ومن الحرص الواعي والمحبة بروح المسؤولية تجاههم، لا اتمنى لهم الفوز، لانهم، برايي، بحاجة الى صدمة ايجابية لمراجعة الذات وتقييم اداءهم في الزوعا1 وامتلاك الحكمة والجراة لاقرار الاخطاء والاعتراف بها والاعتذار عنها عوض الرهان على فقدان الشعب للذاكرة.
الفشل في الانتخابات ربما سيكون هذه الصدمة، في حين ان الفوز سيرشحهم للسير في خطى الزوعا1 من الغرور والتعنت على الاداء والمواقف الخاطئة وانكارها او تبريرها، خاصة وان ما نشاهده في الاداء الاعلامي للزوعا2 واداء وكتابات الكوادر والمناصرين هو استنساخ واجترار لاداء الزوعا1 منذ انتخابات 1992.
الفشل في هذه الانتخابات ومراجعة الذات وتحديد المسار سيضمن النجاح على المدى الطويل وهو ما يتمناه لهم كل الحريصين على مصلحة شعبنا، بينما الفوز في الانتخابات سيكون فوزا للمدى القريب وخسارة على المدى البعيد، ومن غير المستبعد حينها ان يتكرر معهم ما حصل للزوعا1 وهو ما لا يتمناه لهم اي احد.
قائمة (بلاد النهرين وطني) (القائمة 301) فرغم وجود السيدة فادية الياس المدعومة من الاتحاد الوطني الكردستاني (بحسب احد اللقاءات التلفزيونية التي شاهدناها على تلفزيون (ANB)) فشخصيا لا اعتقد ان وضع الاتحاد الوطني الحالي يتيح له وضع هذا الدعم (بمعنى ضخ الاصوات) في اولوياته وجهده. واعتقد ان الدعم لن يتجاوز حدود الدعم المالي والاعلامي.
قائمة (سورايى) (القائمة 304) التي لا ارى لها اصوات انتخابية لفوزها، مع احتمال حصول "مفاجئة" لا نعتقد بفرص تحققها باصوات الناخبين "المسيحيين" بل، في حال حصولها، فانها ستكون من خلال دعم انصار النظام السابق من البعثيين والعروبيين من "المسيحيين" او العرب السنة في نينوى.
قائمة اور الوطنية (القائمة 305) حيث لا نتوقع لها دعما من الناخبين، ناهيك الى ان بعض الداعمين السابقين من المرجعيات الكنسية يراهنون الان على قائمة (بابليون). نقلة سليمة ومشروعة كانت من القائمة بترشيح سيدة ارمنية ولكني لا اعتقد ان ذلك كفيل بضمان تصويت الارمن او بتحقيق ارقام تصويت للفوز بالمقعد "المسيحي".
قائمة (كيان شلاما) (القائمة 306) المدعومة (بحسب اللقاء التلفزيوني اعلاه) من الحزب الديمقراطي الكردستاني، او على الاقل من شخصيات اشورية في الحزب. شخصيا لا اعتقد ان هذا الدعم يصل الى حد ضخ الاصوات، بقدر ما هو توظيف القاعدة العشائرية ومحدودية منطقة النفوذ لامتصاص اصوات من قائمة المجلس الشعبي، وهذا بالنتيجة هو لصالح قائمة الرافدين. وهناك من يعتقد ان هذا التكتيك حصل بالتوافق بين داعمي كيان شلاما وقيادة الرافدين بسبب التقاءهما في التعارض مع المجلس ومرجعيته، فمن المعروف لمتابعي الشان الاشوري حتى قبل تاسيس المجلس بوجود هذه المنافسات بين هذه الشخصيات الاشورية.
طبعا، هذا الافتراض يمكن ان ينقلب بمفاجاة ان كان هناك قرار سياسي، لا شخصي، بدعم كيان شلاما.

وبذلك تكون برايي القوائم الفائزة بالكوتا المسيحية وبمقعد واحد لكل منها كما يلي (بحسب تسلسل الارقام):
قائمة الوركاء الوطنية (القائمة 299) التي افترض من النقاط اعلاه ومن الخبرة السياسية والانتخابية المتراكمة للحزب الشيوعي العراقي ان تلقى الدعم المشروع والقانوني والمنطقي من اعضاء ومناصري الحزب الشيوعي العراقي في المحافظات التي ليس له فرصة الفوز بمقعد عام فيها من خلال تحالفه (التحالف المدني). شخصيا، ساستغرب كثيرا لو ان الحزب الشيوعي العراقي لن يصوت لقائمة الوركاء وتحديدا للسيدة شميرام مروكل.
قائمة الرافدين (القائمة 300) التي ورغم انحسار اصواتها في الوطن والمهجر فانها تبقى تمتلك خزانات من الاصوات تكفي لفوزها بمقعد برلماني مع احتمال جيد للمقعد الثاني بضخ الاصوات الشيعية من التصويت الخاص تحديدا، ردا لجميل تصويت الوزير لصالح القانون الجعفري.
قائمة المجلس الشعبي (القائمة 302) وهي ايضا رغم انحسار اصواتها (وخاصة مع وجود منافس هو كيان شلاما يستنزف او يمتص اصواتها) فانها تبقى تمتلك خزانات من الاصوات تكفي لفوزها بمقعد برلماني.
قائمة بابليون (القائمة 303) والتي بحسب ما يقال عنها من المتابعين فانها قائمة مدعومة بالمال والاعلام، والاهم من هذا وذاك مدعومة بضخ الاصوات من قبل قوائم شيعية بما يجعلها تفوز بمقعد واحد على الاقل.
لمن سيؤول المقعد الخامس؟
من الصعب برايي التخمين لان الامر يعتمد على حجم الالتزام بضخ الاصوات من الداعمين للقوائم في الكوتا. فجميع الاربعة اعلاه مرشحين ان يفوز احدهم بمقعد ثان، اضافة الى الاحتمال الضعيف بان قائمة (سورايى) او (شلاما) تحقق المفاجاة وتفوز بهذا المقعد الخامس.
طبعا هذه مجرد توقعات قائمة على افتراضات وبذلك ربما ستكون مختلفة مع سقوط او تغير هذه الافتراضات.

كيف يتم احتساب المقاعد للقوائم الفائزة؟
للاطلاع على النصوص المعتمدة من مفوضية الانتخابات راجع هذا الرابط:
http://www.ihec.iq/ihecftp/2014/sys-2014/sys14re.pdf

كما قلنا ان الالية في تحديد القوائم الفائزة واعداد مقاعدها هي بحسب سان ليغو المعدل بقسمة اصوات القائمة على 1.6 ثم 3 ثم 5 وهكذا واختيار اعلى خمسة حواصل قسمة. اي في هذه الخظوة لا تختلف الكوتا "المسيحية" عن المقاعد العامة.
مثال افتراضي: دعنا نسمي القوائم "المسيحية" التسعة بالقوائم ق1، ق2، الى ق9. ودعنا نفترض ان نتائجها هي: ق1 26 الف صوت، ق2 24 الف، ق3 19 الف، ق4 12 الف، ق5 10 الف، ق6 6 الف، ق7 5 الف، ق8 4 الاف، ق9 3 الاف. سنحصل على الجدول التالي:

القائمة   الاصوات الكلية   القسمة على 1.6   القسمة على 3   القسمة على 5
ق1   26000               16250   8666   5200
ق2   24000               15000   8000   4800
ق3   19000           11875   6333   3800
ق4   12000            7500   4000   2400
ق5   10000            6250   3333   2000
ق6   6000            3750   2000   1200
ق7   5000            3125   1666   1000
ق8   4000            2500   1333   800
ق9   3000            1875   1000   600
المقاعد الفائزة تكون بحسب ما وضعناه بالعميق (مقعدين لـ ق1 ومثلها لـ ق2 ومقعد لـ ق3).
لاحظ ان ق4 لن تحصل على مقعد رغم ان لها 12 الف صوت اي نصف اصوات ق2، ولكن ق2 ستحصل على المقعد الخامس بسبب قانون ليغو المعدل وتقسيم الاصوات على 1.6 اولا. وكذلك ق4 رغم حصولها على 10 الاف صوت.

كيف يتم توزيع المقاعد على مرشحي القوائم الفائزة لشعبنا "المسيحي"؟
بسبب كون اصوات الكوتا "المسيحية" دائرة واحدة لكل العراق، ولكن المرشحين ترشحوا بحسب المحافظات الخمسة التي لها مقعد "مسيحي"، فان الية توزيع المقاعد على مرشحي القوائم الفائزة بالكوتا "المسيحية" تختلف عن الية توزيع المقاعد العامة على مرشحي القوائم الفائزة في كل محافظة. وهي الية تبدو معقدة كما ان لها نتائج سلبية على فرص المرشحين الشخصية في القوائم الفائزة.
تنص الية توزيع المقاعد على مرشحي القوائم "المسيحية" الفائزة بحسب المصدر المشار اليه اعلاه على ما يلي:
(يتم ترتيب جميع مرشحي القوائم المتنافسة الفائزة على مقاعد المكون المسيحي حسب عدد الاصوات التي حصل عليها كل مرشح ومن الاعلى الى الادنى، وحسب الدوائر الانتخابية التي ينتمون اليها (بغداد، نينوى، كركوك، اربيل، دهوك)، بغض النظر عن الكيانات السياسية، ومن ثم يعطى مقد الدائرة للمرشح الحاصل على اعلى اصوات المرشحين المتنافسين ضمن هذه الدائرة، ويعطى المقعد الاخر للمرشح الحاصل على اعلى اصوات المرشحين المتنافسين على دائرة اخرى، وهكذا الى ان يتم توزيع جميع مقاعد المكون المسيحي على المرشحين وكياناتهم التي ينتمون اليها).
عمليا هذا يعني احتمال خروج المرشح الحاصل على اكبر عدد من الاصوات في احدى القوائم الفائزة لصالح مرشح من نفس القائمة في محافظة اخرى وله اصوات اقل بل وربما يكون اقل الاصوات بين مرشحي قائمته الفائزة. كيف ذلك؟
لان الية التوزيع لا تسمح بانتقال المرشح لقائمة فائزة من المحافظة التي ترشح عليها الى محافظة اخرى.
فعلى سبيل المثال ان قوائم (ق1، ق2، ق3، ق4) فازت كل منها بمقعد فانه في حال ان المرشح للقائمة ق1 و ق2 عن بغداد هما الاكثر اصواتا في قائمتيهما فان ايا منهما له اصوات اكثر (نفترض ق1) سيفوز بمقعد بغداد ويخرج مرشح ق2 عن بغداد من الفائزين، وينتقل مقعد ق2 من بغداد الى محافظة اخرى يكون مرشحها فيها حاز على اصوات اكثر من القوائم الفائزة الاخرى (ق3 و ق4) وبغض النظر عن عدد اصواته بالمقارنة مع زملاءه من اعضاء قائمته.
اتوقع انه ما زال غامضا للكثيرين ولذلك دعونا نسير بتسميات حقيقية ولكن بنتائج افتراصية بحسب توقعاتنا اعلاه:
لنفترض ان القوائم: الوركاء، الرافدين، المجلس، بابليون فازت كلا منها بمقعد (ونترك المقعد الخامس لصعوبة التكهن به ولكن سينطبق عليه ما نشرحه من الية توزيع المقاعد على الفائزين).
سيتم ترتيب اسماء الاربعين مرشحا لهذه القوائم تنازليا بحسب عدد اصوات كل منهم، من الاعلى الى الاقل، وسيتم وضع مقابل كل مرشح اسم المحافظة التي ترشح عنها. وتبدا تسمية المرشحين الفائزين.
فلنفترض، حتى لا يزعلون علينا الرافدين، ان السيد كنا هو المرشح "المسيحي" الحائز على اكبر عدد من الاصوات بين كل مرشحي القوائم الفائزة الاربعة (الوركاء، الرافدين، المجلس، بابليون). فعندها يفوز وقائمته بمقعد بغداد "المسيحي" لانه مرشح على بغداد، وبذلك يخرج مرشحي القوائم الثلاث الاخرى عن بغداد من سباق الترشيح (بغض النظر عن اصوات كل منهم ضمن قائمته) ويضمن لقوائمهم مقعد اخر في محافظة اخرى وبحسب عدد اصوات المرشحين لكل قائمة عن كل محافظة.
وتخرج قائمة الرافدين لانها استوفت مقعدها بافتراض انه مقعد "مسيحي" واحد، وتستمر في حال الفوز بمقعدين "مسيحيين".
وبعده يسمى الفائز الاخر ومحافظته بنفس الالية وهكذا يتم التوزيع واسقاط النتائج وخروج مرشحي وتسمية فائزي شعبنا "المسيحي" الخمسة.
ولنستمر بخطوة اخرى لتوضيح المثال وباخذ الكوتا النسوية بعين الاعتبار:
ففي حال صدق التوقع بفوز السيدة شميرام مروكي بمقعد برلماني "مسيحي" هو مقعد قائمة الوركاء، فحيث انها مرشحة عن كركوك فان مقعد كركوك سيذهب اليها وبذلك يخرج جميع مرشحي القائمتين الفائزتين المتبقيتين (المجلس وبابليون).
وهكذا تقارن اصوات مرشحي القائمتين (المجلس وبابليون) والقائمة الفائزة بالمقعد الخامس (يصعب التكهن من ستكون) في المحافظات المتبقية ويفوز الحاصل من المرشحين على اكبر عدد من الاصوات على مقعد المحافظة التي ترشح فيها.
يعني يمكن ان لا يفوز مرشح لقائمة فائزة بمقعد برلماني رغم له عدة الاف من الاصوات في محافظة ما ولكن يذهب مقعده الى زميل له في قائمته له عدة مئات او اقل من الاصوات في محافظة اخرى.

نحو تطوير نوعي للكوتا ترشيحا وانتخابا:
شخصيا لست برجل القانون الذي تتيح له اكاديميته وخبرته وضع مسودة قانون للكوتا يطورها نوعيا لتكون اقرب الى تحقيق غايتها في التمييز الايجابي المتمثل بضمان وصول نواب للمكونات "الصغيرة" التي لا تستطيع الوصول من خلال المقاعد العامة.
ولكني وبحسب امكاناتي والتزاماتي المتواضعة تجاه شعبي وجودا ومستقبلا فاني اتقدم بهذا التصور للكيانات والمرجعيات السياسية القومية للنظر فيه وتطويره.
بداية نسال: ما هو خلل الكوتا الحالية الذي يحتاج الى معالجة وتطوير؟
برايي ان الخلل يكمن في:
اولا: خصوصيتها الدينية وهذا اوردناه في الاجزاء السابقة من المقال.
ثانيا: الية الترشيح حيث الكوتا الحالية تقوم على الترشيح بقوائم منفصلة عن القوائم العامة.
ثالثا: الية التصويت حيث العراق كله دائرة واحدة لها.

المعالجات المقترحة:
اولا: تصحيح هوية الكوتا من دينية الى قومية كما في كوتا انتخابات برلمان اقليم كردستان. واقترح المطالبة بمقاعد قومية لشعبنا باكثر من خمسة مقاعد، ودعم مطلب تخصيص مقعد للارمن بهويتهم وخصوصيتهم القومية.
اكرر ما قلته في الجزء الاول انه لو ان الاحزاب السياسية لشعبنا كانت قاطعت الانتخابات وطالبت بتصحيح الكوتا لتكون قومية لا دينية لكان تحقق مطلبهم لان مقاطعتهم كانت ستخلق ضغطا كبيرا يجبر الساسة العراقيين والمؤسسات والاطراف الدولية المهتمة لدعم المطلب.
هذا كان اقصر الطرق للمعالجة عوض الادعاء بالتزام الهوية القومية ورفض الدولة الدينية ورفض الحالة الذمية من جهة، واللهاث وراء الكوتا الدينية من جهة اخرى.

ثانيا: الزام القوائم المتنافسة في المحافظات التي يكون لشعبنا مقعد او اكثر فيها بان تضم هذه القوائم مرشحين من ابناء شعبنا. ويكون الفائز بالمقعد في تلك المحافظة هو المرشح الذي فاز باعلى الاصوات في اية قائمة كانت.
من نتائج ذلك انه كما في الكوتا النسوية حيث حتى الاحزاب التي لا تؤمن بتولية المراة وحقوقها فانها ملزمة قانونا ان ترشح نسوة للبرلمان، ومع الوقت يكون دور المراة وحقوقها امرا واقعا ومقبولا. فانه كذلك مع الكوتا القومية فانه يصبح الزاما والتزاما من مختلف القوائم والكيانات والمرجعيات السياسية العراقية بالاعتراف بوجود شعبنا وحقه في المشاركة والشراكة السياسية.
ربما يعترض قارئ بالقول: ان هذا سيعني حرمان احزابنا من فوز مرشحيها لصالح فوز اعضاء من شعبنا في القوائم او الاحزاب الكبيرة.
قد يبدو الاعتراض من اول قراءة واردا، ولكن مع التعمق فيه فان احتمال تحقق هذه المخاوف ستكون اقل مما هو متحقق وموجود حاليا.
فالقوائم المتنافسة في المحافظة التي لشعبنا مقعد فيها وبسبب تعددية هذه القوائم وبسبب الزامها ان يكون لكل منها مرشح من شعبنا ستضطر للبحث عن مرشحين مقبولين من ابناء شعبنا، وهذا سيضطرها للتفاوض والتحالف مع احزابنا وكياناتنا السياسية وعندها تكون هذه القوائم ملتزمة ببرنامج لهذا التحالف يضمن مراعاتها ودعمها لحقوق شعبنا، بينما الواقع الحالي هو ان هذه القوائم تضخ اصواتها في الكوتا لصالح هذه القائمة او تلك من قوائم شعبنا دون ان يكون لها اي التزام بمراعاة مطالب وطموحات وحقوق شعبنا في برنامجها.
بمعنى اخر ان هناك تطوير سياسي للواقع الحالي ولحقيقة ان اصوات تضخها قوائم كبيرة في الكوتا.
اما القوائم العراقية العامة التي لا تتنافس حاليا على المقاعد العامة في المحافظات التي لشعبنا كوتا فيها فلن تستطيع مد اصابعها في ساحة الكوتا. خاصة مع اخذ المعالجة المقترحة لالية التصويت (كما ستاتي لاحقا).
علما ان هذه الالية لا تحرم كيانات شعبنا التي لا تريد الدخول في تحالف مع القوائم العامة من خوض الانتخابات منفردة وامتلاك ذات الفرصة المتاحة لها حاليا لان تحديد الفائز من ابناء شعبنا هو للمرشح الذي فاز باعلى الاصوات.

ثالثا: من حيث التصويت، فان جعل العراق دائرة واحدة للكوتا فتح الباب الاوسع للقوائم الاخرى لتوظيف اصواتها المحترقة في المقاعد العامة في دعم هذا المرشح او ذاك في مقاعد الكوتا. في حين ان جعل دوائر مقاعد الكوتا، سواء بصيغتها الحالية او بالصيغة المقترحة اعلاه، على اساس دائرة المحافظة سيحصن ويمنع هذا التوظيف.
فعلى سبيل المثال فانه لو كانت مقاعد الكوتا والانتخابات الحالية على اساس المحافظة وليس دائرة واحدة، فانه كان سيكون غير متاح للقوائم العراقية في المحافظات التي لا حظوظ لها فيها من توظيف اصواتها في الكوتا. وبسبب التنافس الكبير بين القوائم العامة في المحافظة الواحدة فان الكثير من هذه القوائم لن تستسهل التضحية باصواتها وفرصها برمي اصواتها في الكوتا.
طبعا الامر كان مختلفا في الانتخابات السابقة (وكما اوضحناها سابقا) بسبب وجود المقاعد التعويضية. وعندما عمل البعض على اعتبار العراق دائرة واحدة في حينه فانه كان يدرك انه مستفيد من ذلك لان اصوات القوائم العراقية لم تكن تحترق وبذلك لم تكن توظف في الكوتا، ولكن في هذه الانتخابات ومع عدم وجود المقاعد التعويضية فقد انقلب السحر على الساحر وان القوائم ستوظف اصواتها المحترقة في الكوتا.

هذه، برايي، خطوط اساسية عامة لتطوير الكوتا وتحقيق غاياتها في المشاركة الوطنية وتطوير اليات المنافسة عليها وتحصينها بشكل افضل من الحالي (ولا اقول تحصينها بالشكل المثالي).
واكرر قولي اني لست رجل قانون ولكني اتمنى على اصحاب الخبرة والكفاءة والمسؤولية السياسية تجاه شعبنا ووجوده ومستقبله ودوره في العملية السياسية على مبدا الشراكة الايجابية ان يدرسوا هذه التصورات ويقوموا بتطويرها عوض الدعوات التي لا فرصة قانونية او سياسية او واقعية لها بالقول ان التصويت للكوتا يجب ان يكون محصورا بابناء الكوتا.
فهذه دعوة مرفوضة سياسيا ومستحيلة قانونيا ولها مترتبات سلبية على شعبنا ودوره السياسي.
وللاسف فاننا سمعنا هذه الدعوة من العديد من الكيانات والمرجعيات السياسية لشعبنا حتى ان احدهم يكرر قول الاخر دون التعمق فيه وتمعن مدلولاته ونتائجه.
ادناه بعض الملاحظات على هذه الدعوة التي ربما ستكون موضوع نقاش، اتمناه ايجابيا، بين كتابنا ضمن مناقشة مجمل الموضوع، واقصد تطوير الكوتا:
لماذا يحق للاشوري ان يصوت لقائمة وطنية عراقية؟ ولكن ليس للعربي او التركماني او الكردي العراقي ان يصوت لقائمة اشورية لها برنامج وطني؟ اين المبدا الدستوري بالمساواة بين المواطنين؟
لماذا يحق للشيوعي الاشوري ان يصوت لقائمة الحزب الشيوعي العراقي في المقاعد العامة ولكن لا يحق للشيوعي العربي او الكردي او التركماني ان يصوت لقائمة الشيوعيين الاشوريين؟
لماذا لا يحق للعراقيين ان يصوتوا لانسان اشوري اكاديمي او رجل اعمال او مثقف او او او رشح للانتخابات العراقية في قوائم الكوتا؟
لماذا لا يحق لجاري ان يصوت لي؟ بينما يحق لي ان اصوت له؟
هذه بعض الاسئلة المنطقية البسيطة..
ولنذهب الى المزيد:
اذا كان بعضنا رفض واعاق (بل وحارب) المطالب القومية لشعبنا ضمن سقف الدستور العراقي بحجة القول اننا لكل العراق وكل العراق لنا، وان المحافظة الادارية لسهل نينوى هي غيتو، وغيرها من التشويهات التي طالت وتنكرت لحقوق شعبنا بذرائع وشعارات وطنية، فكيف يمكن المطالبة اذن بغيتو التصويت.
فحتى لبنان الذي هو اكثر الدول طائفية، حيث طائفيته مشرعنة في الدستور والتشريعات التي قسمت البرلمان اللبناني الى كوتات طائفية فانه لم يمنع التصويت المختلط بين الطوائف. وعندما طرح في العام السابق ما سمي بالقانون الارثوذكسي الذي يحصر التصويت بمرشحي كل طائفة بابناءها، ورغم انه كان واضحا ان طرحه هو لمزايدات سياسية بين الاطراف المسيحية اللبنانية، الا ان اصحابه لم يتجرأوا على تقديمه للبرلمان بسبب حالة الرفض الواسع له على المستويين الشعبي والرسمي، حتى ذهب البعض بالقول انه تقسيم للحياة اليومية اللبنانية الى كانتونات طائفية. ويقطع التواصل والعيش المشترك للجار مع جاره في ذات البناية او المحلة او القرية او المدينة.
ثم عن اية شراكة نتحدث وعن اي دور نسعى اذا كنا نعزل انفسنا كليا، ترشيحا وتصويتا، ونتشرنق على ذاتنا؟
وكيف سنفرض انفسنا في اللعبة السياسية واستحقاقاتها وتحالفاتها اذا كنا نهمش نفسنا بنفسنا؟

انها دعوة لمناقشة الموضوع والتحاور فيه لبلوغ كوتا متطورة للانتخابات القادمة بعد اربع سنوات.
واعتقد ان نتائج الكوتا والانتخابات الحالية ستتيح لنا فرصة العودة لاغناء الموضوع واعطاءه حقه من الاهمية.
والرب يبارككم



الخوري عمانوئيل يوخنا
دهوك 29 نيسان 2014

72
الكوتا الدينية: قتل للهوية القومية واجهاض للرؤية الوطنية
ج2: منافسة "مسيحية" باساليب غير مسيحية

تعرضنا في الجزء الاول الى الكوتا الدينية ودواعي رفضها قوميا لانها تجعل شعبنا دون هوية او جذور. وتجعله، وهو الذي قدم الشهداء من اجل هويته وشخصيته القومية، تجعله اليوم وبرضى ومباركة "قياداته" شعبا مرميا على الرصيف لا اسم او انتماء له.
كما اوردنا دواعي رفضها مسيحيا ووطنيا لانها ترسخ الدولة الدينية عراقيا والحالة الذمية مسيحيا.
ومن مترتبات الرفض عدم المشاركة في الانتخابات على اساس الكوتا الدينية من خلال عدم المشاركة كليا في الانتخابات او المشاركة وتسقيط الورقة باختيار اكثر من قائمة من الكوتا او خارجها مما يجعل الورقة ملغاة (رمي الورقة البيضاء قد تغري لجان الفرز بتزويرها وتاشير من يريدون). للاطلاع على المقال بجزءه الاول:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,736125.0.html

المفارقة الكبرى ان انكار الهوية القومية والتنازل عنها طمعا بمكاسب المقاعد "الدينية" جاءت من على المنبر القومي لاكيتو الذي يرمز اليوم الى وجود مستمر منذ 6764 عاما حيث من على منبره وامام الرايات القومية وعلى انغام مطربي البلاط القومي اعلن "قادة" الامة و"رموزها" انطلاق سباق المقاعد "الدينية" لشعب ارادوه دون هوية... انها من سخريات قدر هذه الامة..

مسيحانية صراع الكوتا المسيحية
اما وقد تنكر "القادة" لهوية شعبهم وتنكروا لدماء شهداءه في السيفو وسميل وصوريا والانفال وزنزانات النظام طمعا ولهاثا وراء مقاعد "دينية" بامتيازات مليونيرية، فانه كان يفترض بهم على الاقل، ما داموا يتنافسون على مقاعد مسيحية، ان يلتزموا باخلاقيات مسيحية تقوم على الاحترام المتبادل والمنافسة النزيهة ومصارحة جمهور الناخبين. فهل تمكنوا من ذلك؟
من المؤسف والمؤلم ان الصراع الانتخابي بين القوائم "المسيحية" ترافق وما يزال مع حملات شرسة لتسقيط الاخر اخلاقيا واجتماعيا وسياسيا، وترافقت وما تزال مع حملة تضليل للناخب.
ادناه البعض اليسير من هذه الممارسات والمظاهر نذكرها كشواهد وامثلة. واذا كان ايرادها تطلب ذكر اسماء لقوائم او قيادات او مرشحين فان ذلك لا يعني البتة حصر الممارسات بمن يرد ذكرهم بل هي ظاهرة عامة (مع بعض الاستثناءات)، وان ايراد الاسماء تطلبه اثبات الادعاء، خاصة مع ما نلاحظه من انكار وتبرير للاخطاء والممارسات مما يتطلب تقديم الدليل والشهادة الدامغة في الامثلة والشواهد.
قد يقول قارئ لماذا انحصرت الامثلة بالزوعا1 والزوعا2؟ فاقول لضيق مساحة المقال اولا، ولان من يعتبر نفسه "الاكبر" فانه يرد في الامثلة اكثر ونتائج اخطاءه تكون اسوأ.

اولا: التضليل المعلوماتي
من الطبيعي ان يقدم المرشحون لموقع سياسي (كما هي الكوتا المسيحية) نبذا عن حياتهم وبخاصة تاريخهم ومشاركاتهم السياسية بالاضافة الى برنامجهم السياسي الذي يفترض ان يكون معيار تقييم اداءهم من قبل الناخبين (وهذا التقييم مفقود في الحالة العراقية (وبينها "المسيحية") بسبب ما اوردناه في الجزء الاول من ذهنية وتنئشة تحزبية وتعنت وولاء شخصي وعشائري وغيرها).
وحسنا فعل المرشحون وبينهم السيد يوناذم كنا بنشره سيرة حياته السياسية، ولكنه امر يثير الشكوك في دوافعه لبتر سيرته وعدم ايراد مراحل ومحطات مهمة فيها.
فالرجل لم يورد انتماءه الى الحزب الديمقراطي الكردستاني في السبعينيات والتحاقه مع الثورة الكردية ضمن لجنة شؤون المسيحيين التي كان يتراسها المرحوم كيوركيس مالك جكو. كما لم يات على ذكر انه وبعد انهيار الثورة الكردية مع اتفاقية الجزائر بين النظام المقبور وشاه ايران، واصدار النظام لما سماه "عفوا" عن "العصاة" وسمى العائدين منهم بـ"العائدين الى الصف الوطني" وكان احدهم السيد يوناذم الذي قرر الاستفادة من "العفو" وهذا قراره ورؤيته وهذا حق له.
الا انه لم يذكر انه ورغم كونه من "العائدين الى الصف الوطني" فانه وبخلاف كل العائدين مثله الذين حرموا من حقوق اساسية لهم وجرت ملاحقتهم ونفيهم الى مواقع عمل بعيدة وغيرها من الاجراءات، فان السيد يوناذم "العائد الى الصف الوطني" بعد تخرجه من كلية الهندسة منح رتبة ملازم احتياط في جيش النظام. وهي رتبة لا تمنح الا للبعثيين (وفي حالة "العائدين" تمنح فقط للبعثيين ممن لهم مواصفات خاصة!!).
كاتب هذا المقال هو مهندس خريج كلية الهندسة من جامعة بغداد ومعه الكثير من المهندسين الذين لم يمنحوا رتبة ملازم احتياط في جيش النظام بسبب عدم انتماءهم الى حزب البعث.
انا لا اناقش الخيارات السياسية للسيد كنا، فهو حر فيها وحريته جزء من حقه. ولكن من حق الناخبين "المسيحيين" ان يكون السيد يوناذم شفافا معهم في انتماءه السياسي الى البارتي اولا والبعث لاحقا والجيش والاستخبارات الصدامية فيما بعد. ان اخفاءها المتعمد يعني الكثير من التساؤلات عن تلك الارتباطات خاصة انها كانت في مرحلة شهدت مضايقات وملاحقات واعتقالات واعدامات وسجون للنشاط والناشطين القوميين الاشوريين. وهذا التضليل ليس من الشفافية بشيئ، والشفافية هي اساس الثقة بين الناخب والنائب.

ثانيا: التضليل السياسي
ساورد مثالين فقط يكفيان لتوضيح المغزى.
1- لم يعد مخفيا ان الوزير "المسيحي" السيد سركون لازار وافق على القانون الجعفري بكل ما فيه من بشاعات وانتهاكات لكرامة المراة وبراءة الطفل، وبكل ما يقره من ذمية للمسيحية.
ولكن وعوض التراجع والاعتذار وتقديم الاستقالة فانه يدافع عن قراره ويضلل الناس بتبريره بانه وافق على الشكل وليس المضمون!!. وهذه هرطقة سياسية لا يوجد لها سابقة بان توافق على الشكل وليس المضمون!!
ويتهم منتقديه متسائلا لماذا يثيرون الموضوع الان!!
فالشعب اصبح المتهم وليس الوزير!! علما ان الشعب المسكين علم من مصادر عراقية شيعية بتصويت الوزير عندما عيرت احدى الشخصيات الدينية الشيعية بعض الوزراء الشيعة بانهم لم يوافقوا على القانون في حين ان الوزير "المسيحي" وافق!!
بل ويتقدم السيد الوزير للترشيح للبرلمان وفي رصيده التصويت للقانون الجعفري.
وتستمر الماكنة في التضليل بان السيد الوزير لم يوافق على القانون وان موافقته كانت فقط على الشكل..
لن نستغرب ان جاء يوما بموافقة على قانون تعسفي ويبرره بانه وافق على نوع الخط او الورق المستخدم في كتابة وطباعة القانون.
وعلى الشعب "المسيحي" ان يصدق ويصادق على انتخابه نائبا وممثلا لهم!!
لعمري ان اي وزير يحترم زوجته واخته واطفاله وايا كان انتماءه الديني او القومي او السياسي لما كان وافق على ما وافق عليه الوزير لازار.

بين الشيخ اياد الاشوري والوزير سركون لازار
الشيخ اياد الاشوري لم يعد يحتاج الى تعريف حيث بات وبسرعة قياسية معروف للجميع، ومدان ومرفوض من الجميع لانه اختار ترك مسيحيته لاسباب منفعية واضحة هي المقعد البرلماني.
اصوب ما نقوله عنه وله ما يقوله الكتاب المقدس: (ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه).
ونضيف من الموروث العربي: (ما زاد حنون في الاسلام خردلة ولا بكت النصارى باسلام حنون).
الا ان ما يستحق الذكر هنا هو حالة الرفض والسخرية بما قام به اياد الاشوري واتفاق الجميع (وبينهم المعلقون المسلمون كما تابعناها في مواقع ايلاف والعربية وغيرها) على انه اساء لنفسه وشخصه فحسب.
بينما ما اقدم عليه الوزير لازار كان اساءة منه للمسيحية والانسانية. اساءة للانسان والمراة والطفل.
ومن هذه الزاوية فان فعلة الوزير اسوا من فعلة الشيخ.

2- لقد صمت اذان الناخبين "المسيحيين" من ادعاءات هذه القائمة او هذا المرشح او ذاك بانه وحده يمثل قرار الشعب وانه وحده المستقل بقراره وان البقية ليسوا الا اتباع وغيرها من تهم التخوين الجاهزة.
حسنا.. قدموا لنا شهادة او موقفا واحدا كانت قائمة الرافدين (سواء في برلمان الاقليم او بغداد) وحدها الرافضة لقانون تراه ليس لصالح شعبنا.
في برلمان الاقليم ومنذ 1992 كان كل نواب شعبنا بمختلف انتماءاتهم الحزبية متفقين غير مختلفين مع بعض وكذلك مع عموم البرلمان.
موقف واحد فقط خرج فيه نواب شعبنا عن قرار الاغلبية البرلمانية وكان في قانون مجالس المحافظات عام 2011.
https://www.youtube.com/watch?v=TwdAvOTQHKk

حيث رفضت الكتلتين، اكرر الكتلتين، (المجلس الشعبي والرافدين) القانون وحسنا فعلوا. وخرجوا من القاعة حيث خرج نواب قائمة المجلس اولا وتلاهم نواب الرافدين (تسلسل الخروج ليس مهما بل المهم انهما كانا بموقف واحد).
اعطوا لنا مثالا واحدا في كل الدورة البرلمانية السابقة كان فيه موقف السيد سالم كاكو او السيدة جيهان اسماعيل مختلفا عن موقف السيد امير كوكا او السيدة سوزان قصراني.
ولنعود اكثر الى الدورة البرلمانية التي قبلها ونسال ايضا: اعطوا لنا مثالا واحدا كان فيه موقف السيدة كاليتا شابا (حينها كانت في الزوعا1) مختلفا عن موقف السيد روميو هكاري... وهكذا الى اول دورة برلمانية في الاقليم عام 1992.
وكذا الامر في برلمان بغداد، حيث كان النواب "المسيحيين" متفقين مع بعض، وانا اشير هنا الى القرارات والتشريعات التي لها مساس بشعبنا "المسيحي". فمثلا حين رفض النواب "المسيحيين" اتفاق الاغلبية البرلمانية بشان المادة 50 حينها، كان السيدان يوناذم كنا وابلحد افرام في نفس الخانة والموقف الذي يستحق التقدير.
https://www.youtube.com/watch?v=StzdwId7jS4

وفيما عدا ذلك هل يتكرم المنادين بتخوين الاخرين وتقديس الذات بايراد موقف واحد اختلفوا فيه مع قرار البرلمان الكردستاني او العراقي بينما وافق عليه بقية النواب "المستكردين" و"التابعين" وغيرها من التهم المعبئة.
وبالعكس ايضا، هل تتكرموا وتوردوا مثالا واحدا وافق فيه النواب "المستكردين" و"التابعين" على تشريع ضد مصلحة شعبنا ورفضته الرافدين. ونضيف، هل يمكن لكم يا سادة يا كرام ان توردوا لنا مسودة مشروع قانون واحد فقط تقدمتم به ورفضه زملاءكم "المستكردين" و"التابعين".
اذن كفى تضليلا.

ثالثا: التخوين ودعوات القتل
اقتباس: (رابي نينوس الاغر، ..... باختصار شديد الخيانة في الكثير من الدول والاحزاب المتقدمة جزائها الاعدام او النفي ليومنا هذا، وللمتابع القريب يقين بان ماقام به المنتفعين المتقاعدين في الاقليم الكردستاني اكبر خيانة في تاريخ الامة الاشورية الحديثة من خلال اعلانهم تشكيل كيان ابناء النهرين (المجاريين) وهم لازالوا في صفوف الحركة، ولو كان في حركتنا رجال كما يستوجب، لاستوجب نحر رقابهم دون هوادة ... خيي زوعا). انتهى الاقتباس.
للاطلاع على كل النص راجع هذا الرابط لمقال السيد هرمز طيرو واحد تعقيبات السيد رعد ايشايا عليه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,734170.msg6236205.html

الاقتباس اعلاه ليس نداء داعشيا للاقتصاص من "الكفار". انه نداء زوعاوي في حملة الانتخابات للمقاعد "المسيحية" للاقتصاص من الزوعا2.
وهو صادر على مواقع التواصل الاجتماعي من سيدة "مسيحية" هي (Shami Israel) (يبدو لي شميرام اسرائيل).
شكرا للسيد رعد ايشايا لجلبه هذا النداء لاطلاع قراء موقع عنكاوة.
واتمنى ان يكون حافزا للضغط الشعبي والمؤسساتي على المرجعيات السياسية لايقاف هذا الانهيار في الاداء والخطاب السياسي "المسيحي".

هذه الثمار هي من تلكم البذار
ولكني اود تنشيط ذاكرة السيد رعد ايشايا بالعودة الى اول محاولة تصفية جسدية بدوافع سياسية في التاريخ الاشوري المعاصر.
اعود به الى المنصورية قبل 20 عاما عندما قام الزوعا بتنفيذ محاولة الاغتيال الفاشلة بحق السيد روميل شمشون، عضو قيادة الاترانايى.
واعتقد ان ذاكرتي تعينني بان السيد رعد ايشايا كان رئيس لجنة التحقيق وعضوية السيدين بينخس خوشابا وكيوركيس شيبا. وكانت نتيجة التحقيق تثبيت حصول محاولة الاغتيال بقرار زوعاوي. ولكن السيد ايشايا (ومعه قيادات الزوعا2 الحاليين) فضل التعايش مع محاولة الاغتيال الى هذا اليوم حيث لم يصدر منه استنكارا للجريمة.
وليسمح لي السيد ايشايا ان انشط ذاكرته اكثر بدعوته للاستماع الى هذا اليوتيوب الذي يضم مقطعا صوتيا له يدعم فيه احدى غرف البالتاك وادارتها، ويضم مقطعا صوتيا اخر لمدير الغرفة (نينوس يونان) وهو يتوجه بدعوة القتل بالجملة. (الغرفة ودعوات القتل وغيرها هي ضمن الحملة الزوعاوية لدعم تمرد الاسقف اشور سورو حينها).
http://youtu.be/LcXz-ssd2bM

فاقول له ان هذه الثمار هي من تلكم البذار.. فلو كنتم حينها (ومعك رفاقك في الزوعا2 المستهدفين بالقتل والنحر اليوم) رفضتم واستنكرتم بذور العنف والتخوين والترهيب والتصفية لما كانت شميرام اسرائيل تجرات باطلاق النداء الداعشي الزوعاوي هذا، لسبب بسيط لانها كانت ستفتقر الى البيئة الحاضنة والتربية المشجعة لهكذا نداء.
واليوم ايضا، لا يكفي منكم استنكار دعوة القتل هذه وتوظيفها انتخابيا بل يتوجب عليكم الاقرار والاعتذار عن افعال ودعوات القتل التي شاركتم في تغطيتها وترويجها. وبخلاف ذلك تكونون تمارسون الازدواجية.

رابعا: التسقيط الاخلاقي والاجتماعي
استذكر بالالم والاسى والحنين الى جيل السبعينيات الذي عشناه (والاجيال القومية الاولى التي قرانا عنها) حيث كان (الاومتانايا) يعني الحالة المثالية في الاخلاق والسلوك والثقافة. الاومتانايا كما عشناه وعايشناه وقرانا عنه كان يعني الانسان المثقف المؤدب ذو الاخلاق النبيلة النزيه المضحي المتواضع المعطاء وغيرها من الصفات المثلى.
اقول اتحسر ويعتصر قلبي الما وانا اعيش شاهد عيان على المدرسة "القومية" الجديدة التي ابتدات مع 1992 حيث الاومتانايا (على الاقل القائد والكادر الاومتانايا وليس عموم القواعد القومية التي تعيش انتماءها القومي وتلتزمه بعاطفة وصفاء وحسن نية يتم استغلالها من قبل القيادات المهيمنة) بات فاسدا ومفسدا لا يتورع عن ممارسة افعال التسقيط السياسي والاجتماعي والاخلاقي لتحقيق غاياته الشخصية.
يقول لي البعض ماذا تتوقع من مدرسة يديرها خريجو استخبارات النظام. فاقول كان الله في عون شعبنا.
احتراما للقارئ الكريم فاني لن انشر نصوصا من ما نشهده ونسمعه من ممارسات غير لائقة.
وساكتفي بهذا اليوتيوب لكلمة احد "قادة" الامة و"رمزها" في مناسبة قومية جليلة هي الاكيتو.
لنستمع الى ما في الخطاب في هذا اليوم الخاص ومن على هذا المنبر القومي وما يتضمنه من كلمات وتوصيفات غير لائقة.
تقول العرب: اذا كان صاحب البيت بالدف ناقرا فشيمة اهل البيت كلهم الرقص.
https://www.youtube.com/watch?v=Pzdve81g84Y

ان استنكار ورفض هذه الاساءات والتسقيطات مطلوب من الجميع ونحو الجميع، بغض النظر عن من يقوم بالاساءة وبغض النظر عمن تتوجه اليه الاساءة. فهذه مسالة مبدئية واخلاقية لا اجتهاد فيها.
ولذلك فاني، وعلى المستوى الشخصي، ارفض باقوى عبارات الرفض ما تتعرض له قيادات وقواعد الزوعا2 من اساءات واتضامن معهم كل التضامن. ولكني في ذات الوقت وبكل صراحة اكرر ما قلته اعلاه بان هذه الثمار هي من تلكم البذار.
الاساءات الموجهة الى الزوعا2 هي من ثمار البذار الذي شارك في بذرها وارواءها الزوعا2 عندما كان تنظيميا جزءا من الزوعا1 في الاساءات والتسقيط بحق الشخصيات والمؤسسات والاحزاب والكنائس.
استنكر ما تتعرضون له كضحايا لهذه الاساءات بذات القدر الذي استنكرت فيه ما شاركتكم فيه كجناة وقمتم وغطيتم بانفسكم من اساءات ما زلتم لم تمتلكوا الحكمة والجراة للاعتراف بها والاعتذار عنها.


الخوري عمانوئيل يوخنا
المانيا 25 نيسان 2014

ملاحظة:
كنت توقعت ان انجز كامل الموضوع في هذا الجزء، الا انه مع ملاحظة ان الموضوع بات طويلا الى حد ما فاني اضطررت الى اضافة الجزء الثالث والذي سيغطي قراءة لنتائج الانتخابات الحالية ورؤية ومعالجة تصحيحية نوعية للكوتا ترشيحا وانتخابا. واتوقع نشره يوم الاحد القادم انشاء الله. فمعذرة.

73
الكوتا الدينية.. قتل للهوية القومية واجهاض للرؤية الوطنية

لاني احترم وافتخر بهويتي القومية..
ولاني التزم الوفاء للشهداء الذين سقطوا من اجل حماية وجودي القومي..
ولاني رفضت وارفض التعريب والتكريد والتتريك وكل سياسات الصهر والالغاء القومي بحق اي شعب ومن اي مصدر..
ولاني ارفض ان يكون شعبي لقيطا دون اسم او هوية..
ولاني رفضت وارفض الدولة الدينية..
ولاني رفضت وارفض الذمية..
فاني لن اشارك في الانتخابات على اساس الكوتا الدينية..
واتمنى على شعبي اذا كان ما يزال يؤمن بهويته ووجوده القومي ان لا يشارك في انتخابات الكوتا الدينية..


1- رغم ان كل كاتب عندما ينشر اراءه، وبخاصة عندما تتعلق بموقف عملي محدد (كما هو هذا المقال)، فانه يتمنى ان يؤثر مقاله في قرار وتوجه القراء.. هذا حق طبيعي ولولاه لما كان هناك نشر وحوار.. ولكني اقول بصراحة اني لا اوهم نفسي بان المقال سيؤثر في قرار قراءه من حيث عدم التوجه للانتخابات او رفض التصويت للكوتا الدينية.. وهذا ليس بسبب افتقار المقال الى قوة الحجة بل الى انطباع ترسخ عندي (واعتقد عند معظم الكتاب) ان حواراتنا هي لاغناء المعلومات وللاطلاع على الاراء لا اكثر..
فتاريخ سنوات من الحوارات المفتوحة لم تستطع ان تبدل او تطور قناعات الاكثرية المطلقة من الكتاب والقراء، باستثناء نسبة محدودة وحالات محدودة ومواضيع محدودة. ولكي لا يساء فهمي فان المقصود ان الجهد المبذول في الكتابة هو اكثر بكثير مقابل ثماره في اغناء الحوار وتطوير اداءه وتحريره من الشخصنة والتعنت والاساءات.  
هذا الانطباع لا يخص مقالات كاتب معين او موضوع معين بل هو انطباع عن عموم المقالات وعموم الكتاب الاساتذة الذين لهم عندنا كل الاحترام والتقدير.
ولعل السبب الرئيس هو الذهنية التحزبية (ليس بالضرورة حزبية سياسية) وثقافة التعنت التي تربينا عليها في بيوتنا وكنائسنا ومدارسنا ومحيطنا وتحت استعباد حكوماتنا الشمولية.
في الانتخابات يتوجه المرشحون الى الناخبين المترددين اي الذين لم يحسموا قرارهم. ويسعى المرشحون كسب هؤلاء للتصويت لهم.
ولكن برايي، فان النسبة التي تكاد تكون المطلقة لكتاب وقراء ومتابعي مواقعنا الاخبارية هي ممن حسموا قرارهم الانتخابي حتى قبل اعلان المرشحين.. ربما هناك البعض النادر من القراء ممن لم يحسم قراره الانتخابي قبل اطلاق حملة الانتخابات.
ولكن واجب النخب الفكرية والكتاب والمثقفين يبقى الاستمرار في الكتابة وتقديم الرؤى المدعومة بالحجج الموضوعية فالثمار ستكون غنية على المدى البعيد وليس على المدى المباشر وبخاصة مع المواقف العملية (كالانتخابات الحالية).

 2- اكرر دعوتي للقراء بعدم تحريف وجهة المقال نحو امور ليست من صميمه، وبخاصة موضوع التسمية.
فموقفي واضح منها تماما ويقوم على مبدا بسيط لو اراد المقابل فهمه:
اننا شعب واحد..
وشخصيا اعرف هذا الشعب منذ طفولتي وتربيتي ومطالعتي بانه الشعب الاشوري، ولذلك استخدم الاسم الاشوري لهذا الشعب واعتبر من يستخدمون الاسم الكلداني او السرياني ضمن هذا الشعب..
واذا كان بين ابناء شعبي من تربى منذ طفولته وفي مطالعاته على الاسم الكلداني، ويؤمن باننا شعب واحد فليستخدم الاسم الكلداني ويعتبرني ويعتبر السريان من ابناء هذا الشعب الكلداني..
واذا كان بين ابناء شعبي من تربى على الاسم السرياني ويؤمن باننا شعب واحد فليستخدم الاسم السرياني ويعتبر الاشوريون والكلدان ضمن هذا الاسم السرياني..
وللراغبين بقراءة تفصيلية عن موقفي من الموضوع، يمكنهم قراءة كتابي (حربنا الاهلية: حرب التسمية).

3- الكوتا الدينية.. قتل للهوية القومية:
استخدامي لفعل (القتل) في هذا العنوان ليس دون مغزى او خلفية..
فالقتل هو انهاء للحياة.. اي ان ما يُقتل هو ما كان حيا الى حين وقوع القتل..
وهويتنا القومية هي هوية حية لشعب حي وتمتلك كل مقومات الحياة كما هي هويات كل الشعوب الحية..
هويتنا القومية تتوافر فيها كل عناصر الوجود القومي الحي من لغة وثقافة وتاريخ وحضارة وتراث ووجود بشري وعطاء انساني وطموح مستقبلي.
فالاشورية ليست مجرد اثار تزين متاحف العالم..
والاشورية ليست مجرد روايات (كان يا ما كان.. كان في قديم الزمان.. كان هناك بشر ومكان.. يعرف نفسه ويعرفه الاخر بانه اشور..)
الاشورية انتماء حي وفاعل ومؤثر في حياة ابناءه..
الاشورية قيمة لها من القدسية ما دفع ابناءها للتضحية والاستشهاد من اجلها..
واحتراما مني لهذه الهوية القومية.. فاني ارفض الكوتا الدينية..

واحتراما مني لوجود متواصل لاكثر من ستة الاف عام.. فاني ارفض اختزاله الى الفي عام رغم كل افتخاري واعتزازي بالفي عام من مسيحيتي المشرقية..
واحتراما مني لتراثي، لالفبائي، لعاداتي، للشواهد الناطقة في ارض العراق ومتاحف العالم..
ارفض الكوتا الدينية..


انساننا وشعبنا في تاريخه الحديث والمعاصر لم يناضل تحت شعار ديني..
انساننا وشعبنا ومؤسساتنا واحزابنا لم تناضل وتضحي وتستشهد وتعاني من اجل مجرد مطالب دينية..
لذلك..
فاحتراما مني للشهيد مار بنيامين شمعون وشهداء السيفو..
واحتراما مني لشهداء سميل وصوريا والانفال..
واحتراما مني للشهداء يوبرت ويوسب ويوخنا، والشهيد المنسي فرنسيس شابو ورفاقه السابقون واللاحقون..
واحتراما مني للـ (خيث خيث الب، المنظمة الاثورية الديمقراطية، الحزب الوطني الاشوري، حزب بيت نهرين الديمقراطي، الحركة الديمقراطية الاشورية، حزب الاتحاد السرياني، المجلس القومي الكلداني، وجميع تنظيمات شعبي) التي لا احد، اكرر لا احد، منها يحمل اسما دينيا ولا برنامجا دينيا فاني ارفض الكوتا الدينية..


4- الكوتا الدينية.. اجهاض للرؤية الوطنية:
هنا ايضا لم استخدم كلمة الاجهاض مصادفة بل تعبيرا عن الحالة القائمة للعراق حيث ما زال لم يلتزم رؤية او يسير في مسار مستقبلي واضح.. فالرؤية الوطنية لعراق مدني يقوم على اساس المواطنة ويفصل الدين عن الدولة ويساوي الجميع امام القانون هي ما زالت رؤية لم تتبلور، ليس في الدستور والتشريعات فحسب بل وفي رؤية الساسة والاحزاب العراقية عموما (باستثناء البعض).
وللاسف الشديد فان احزابنا ليست ضمن هذا البعض بل على العكس تماما فانها تناقض هذه الرؤية بشرعنتها ولهاثها وراء الكوتا الدينية المسيحية بعكس كل برامجها وتنظيراتها وادعاءاتها.
من هنا جاء استخدامي عن قناعة راسخة بان الكوتا الدينية هي اجهاض للرؤية الوطنية.

مسيحيتي اكبر واعظم من ان تقزم بمقاعد يلهث وراءها المنتفعون..
مسيحيتي اكبر واعظم من ان تهمش الى كوتا في بازار البيع والشراء..
ومسيحيتي اسمى من حملة انتخابية تمارس التضليل والتسقيط وكل ما لا يتوافق مع المسيحية وقيمها.
الكوتا الدينية شرعنة للذمية..
والتزاما مني للرؤية الوطنية لوطن لا يفاضل بين ابناءه على اساس الدين..
واحتراما مني لمسيحيتي.. فاني ارفض الذمية.. وارفض الكوتا الدينية..


5- قد يقول البعض (وتحديدا قادة ومرشحي ومساندي القوائم المتنافسة) بانهم مضطرون للترشيح لانهم ان لم يترشحوا فانه سيكون هناك اخرون من كذا وكذا وكذا من الصفات السيئة سيترشحون ويفوزون وبالتالي سيسيئون الى شعبنا وحقوقه باداءهم في البرلمان!!!
كذا!!! يعني على اساس ان اداء البرلمانيين "المسيحيين" السابقين والحاليين واللاحقين كان قمة في الاداء..
وكاننا شعب لا يمتلك الذاكرة ولا يدرك ان البرلمانيين "المسيحيين" لم يحققوا حتى مشاريع قوانين وليس قوانين تخدم شعبنا..
ناهيك عن الاستحقاقات الكبرى لشعبنا بهويته وحقوقه القومية او حتى في مجال خصوصيته وهويته الدينية..
ويكفي لاي منا ان يستطلع محيطه العائلي والاجتماعي واصدقاءه وزملاءه عن اداء البرلمانيين "االمسيحيين" ليجد ان الغالبية المطلقة تقول انه جيدون لانفسهم فقد حصدوا الملايين بينما الشعب يقتل ويهجر وهم يتجولون ويجولون العالم ولا يخجل احدهم بالقول ان في حقيبته الدبلوماسية ملف تهجير مسيحيي الموصل والمسؤولين عن هذه الجريمة!!
اقول حتى بافتراض هذا الافتراض (يقول المثل العراقي: اذهب مع الكذاب الى عتبة داره) فان الية الترشيح والتصويت الحالية للكوتا "المسيحية" لا تحصنها من استحواذ الاخر. الم يكن هروب احد المرشحين من المعيار الثقيل من الترشح على بغداد والالتجاء الى الحاضنة العشائرية نتيجة لهذا الاستحواذ.
(ملاحظة مهمة: سنعود الى مسالة الية الكوتا (ترشيحا وتصويتا) في الجزء القادم من المقال ليس بالسطحية التي يعرضها البعض ويتعامل معها بل من زاوية ورؤية تهدف الى تطوير الكوتا نوعيا).
ونضيف القول:
ان هذا التبرير هو تبرير العاجزين وهو الغطاء التسويقي للرغبة الجامحة للحصول على الامتيازات السياسية والمالية الشخصية حتى على حساب الهوية القومية ودماء الشهداء الذين سقطوا من اجل (الاعتراف بالوجود القومي الاشوري) او (تعزيز الوجود القومي الاشوري).
فهذا التبرير اعتراف صريح بالعجز والخنوع والخضوع وبعدم القدرة على التاثير وصنع القرار..
اقول:
لو كانت القوائم المشاركة انسحبت او قاطعت الانتخابات وطالبت بتعديل خصوصية الكوتا من دينية الى قومية لكان لها صدى اكثر ايجابي وكان لها تاثيرا تحقق معه مطلب التعديل.
ان مقاطعة الانتخابات من قبل التنظيمات القومية والاعلان عن ذلك والمطالبة بتعديل الكوتا الى قومية كما هي في اقليم كردستان كانت ستحقق صدمة ايجابية لدى القيادات السياسية العراقية والمرجعيات الدولية ذات العلاقة والتاثير.
ايدرك الغافلون ان هذه المقاطعة ولهذا السبب الواضح والمطلب المشروع كانت الطريق الاقصر لتعديل الكوتا وتصحيح الخطا.. وكانت الطريق الاقصر للخروج من هذا الانفصام في الشخصية في الاحزاب القومية لشعبنا (جميعها دون استثناء) فهي احزاب قومية مدنية علمانية ترفض الدولة الدينية ولكنها جميعا تلهث وراء الكوتا الدينية وتشرعن الذمية والدولة الدينية.
ان نيل الامتيازات المادية والمنفعة الشخصية هي اكثر اهمية لديها من نيل الشعب لحقوقه وابسطها واولها الاعتراف بوجوده وهويته القومية.

6- شهادات على داء انفصام الشخصية
من السهولة جدا مع الارشيف الالكتروني الموجود على الانترنت العثور على عشرات ومئات التصريحات المقروءة والمسموعة من "القادة السياسيين" الاشوريين برفض الذمية ورفض التعامل معنا على اساس الانتماء الديني.
لن نعود بالذاكرة الى التسعينيات وارشيف جريدة (بهرا) بل نكتفي بشهادة ناطقة هي مقابلة اذاعة (SBS) مع السيد يوناذم كنا في عام 2003:
استمعوا الى صوت النائب "الاشوري" وهو يستبشر بانتهاء عهد الذمية:
https://www.youtube.com/watch?v=mk_B6q70yKI
هل هو يوناذم نفسه اللاهث عام 2009 و2014 ولاحقا 2018 و2022 وراء الكوتا المسيحية؟
لا... لا... اكيد هناك شيئ خطأ.. ربما التسجيل الاذاعي؟ ربما اللغة؟
ام ان هناك الامتيازات؟
يقال: كلام الليل يمحوه النهار..
يضيف البعض: وكلام المبادئ يمحوه الدولار.

ولكي نكون عادلين، فداء انفصام الشخصية ليس محصورا بالسيد كنا وقائمته.. بل يشمل جميع المتنافسين الاخرين..
ومنهم الزوعا2. (طبعا انا ادرك تماما الاسم الرسمي للكيان بانه (كيان ابناء النهرين) ولكني ككاتب امتلك الحق في اختيار تعابير مختصرة توفر الكثير من الشرح. ومصطلح (الزوعا2) هو بين هذه المختصرات. اما لماذا تعبير (زوعا2) فيمكن العودة الى مقالي (رسالة مفتوحة الى الاخوة في زوعا2)
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=702436.0
لنقرا مثلا، لا حصرا، رد السيد رعد ايشايا (القيادي السابق في الزوعا1 والقيادي الحالي في الزوعا2) على مقال السيد هرمز طيرو (مرحبا بالذكرى 35 لتاسيس زوعا) حيث يقول السيد ايشايا ما نصه حرفيا:
(2- وهدة الهدف
اي هدف تتمنطق به  سيدي الفاضل
(عراق ديمقرطي حر) كان الجزء الاول لشعار زوعا منذ تاسيسه
 وانت تكتب بقلمك من دولة اقرت واعترفت انه عراق محتل  وضعته في محك التقسيم الطائفي والاثني
(الاقرار  بالوجود القومي الاشوري) اذا تسعفك ذاكرتك وتتذكر كان الجزء المكمل لشعار زوعا قبل ان تنظم الى صفوفه ولتصبح مسؤول قاطع الينوي ......
بجهود وجهي العمله اعلاه تحول نضال زوعا من اجل كوتا مسيحيه في برلمان الاقليم والبرلمان العراقي
 هل ضحى الشهداء الاوائل لزوعا بحياتهم من اجل الصلات في الكنائس  سيد طيرو؟؟؟؟؟) انتهى الاقتباس الحرفي.
رابط المقال والرد:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,734170.msg6236205.html
ولكن الزوعا2 ينافس بغيرة وحمية كبيرة للفوز بالمقعد "المسيحي".

للمقال تتمة في جزءه الثاني (سانشره يوم الجمعة القادم) وفيه:
صراع على الكوتا المسيحية باخلاقية غير مسيحية: تضليل وانكار وتسقيط
نحو تطوير الكوتا: ترشيحا وانتخابا

الخوري عمانوئيل يوخنا

ملاحظة: كما في المقالات السابقة فاني اعتذر مقدما عن الرد على اي تعقيب ولكن يسعدني التواصل مع الراغبين بالمراسلة والحوار.
بريدي الالكتروني: youkhana(at)web.de

74
عيد القيامة وليس عيد الفصح

في الوقت الذي اتوجه فيه الى ابناء الشعب الاشوري وعموم المسيحيين بالتهنئة الصادقة لمناسبة عيد قيامة سيدنا وربنا ومخلصنا يسوع المسيح، له المجد، متمنيا ومتضرعا اليه ان يمنح البشرية جمعاء، وبشكل خاص شعوبنا واوطاننا المتالمة في الشرق نعمة سلامه الرباني,
فاني اتوجه مرة اخرى، كما في مرات سابقة، الى الاخوة الكتاب والمؤسسات والجميع بالانتباه الى استخدام اسم (عيد القيامة) وليس (عيد الفصح).
صحيح نحن نحتفل بخميس الفصح، ولكنه محطة باتجاه الاحتفال الاكبر: عيد القيامة والانتصار على الموت والخطيئة.
فنحن شعب القيامة
ونحن نؤمن بالقيامة
وفصحنا الكامل هو القيامة

ولكن بسبب المحيط والبيئة الثقافية الاسلامية التي عشناها لقرون فقد تبنينا في خطابنا اليومي مصطلحات وتعابير اسلامية ومنها تعبير (عيد الفصح) بدل (عيد القيامة) كون المسلمين لا يعترفون بقيامة المسيح، وكون الذهنية الاسلامية ترفض قبول الاخر واحترامه كما هو بل تسعى لفرض قيمها ومعتقداتها (القانون الجعفري مثال قائم)، وهناك بيننا، وللاسف وبدوافع مصلحية او بسبب الجهل او الخنوع، من قبل الذمية في العديد من المواقف والتشريعات.
وحتى القيادات السياسية للاوطان التي عشنا ونعيش فيها فانها وبخلاف مسؤوليتها تجاه مواطنيها بان تحترم معتقداتهم وتخاطبهم بما يؤمنون به، فقد اصرت على فرض الذمية علينا حتى في المناسبات والرسائل والتهاني البروتوكولية، يستثنى من ذلك الرئيسين جلال طالباني ومسعود بارزاني اللذان وفي رسائل تهانيهما كما اطلعنا عليها في السنين الاخيرة استخدما اسم (عيد القيامة) وهو الاسم الصحيح، ونتمنى ان يستمر هذا الالتزام، بل ونتمنى ان تصحح بقية القيادات العراقية هذا الخطأ الشائع الذي له مغزاه ومعانيه.
قيامة مجيدة وسعيدة
وكل عام وشعبنا ووطننا والبشرية في سلام

ملاحظة: كما في كل مساهماتي على الموقع فاني لن ارد على اي تعقيب، ولكن يسعدني التواصل مع من يريد المتابعة على البريد الالكتروني:
youkhana@web.de

75
الى سيادة الاسقف باواي سورو: أنا لست ضالا

اطلعت على الموقع الرسمي للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، كما اطلع الكثيرون، على صورة الايمان التي قدمتموها ضمن سياقات قبولكم اسقفا كاثوليكيا بعد ترككم (ضلال) كنيسة المشرق الرسولية و(رجوعكم تائبا) الى كمال التعليم الكاثوليكي.
ملاحظة: العبارات بين الاقواس اعلاه ليست من عندي، فحاشا والف حاشا. فايماني المسيحي وتعليمي الكنسي وتربيتي العائلية واخلاقيتي الشخصية لا تسمح لي استخدام هكذا تعابير بحق اي انسان، فكيف بحق الكنيسة والاكليروس، ولكنها مقتبسة حرفيا ومن وحي صورة الايمان المشار اليها. ولانها لا تتوافق مع ايماني واخلاقيتي فقد وضعتها اينما وردت في هذا المقال بين قوسين.
الرابط ادناه هو لصورة الايمان اعلاه على موقع البطريركية الكلدانية:
http://www.saint-adday.com/index.php/permalink/5532.html
كما انشر صورتها في نهاية هذا المقال.

1- هذا المقال لا يتناول مناقشة قراركم وخياركم العقائدي الكاثوليكي. فحرية المعتقد حق اصيل وهبه الخالق لخليقته، وليس من حق اي انسان التدخل في خيارات الاخرين العقائدية او اصدار الاحكام عنها وعليها.
الكنيسة الكاثوليكية كنيسة رسولية تقوم على اسس الايمان المسيحي القويم، كما هي الكنائس الرسولية الاخرى (ومن بينها كنيسة المشرق الرسولية). فالتباينات العقائدية او القانونية او الطقسية وغيرها هي مفهومة وطبيعية وتعبر عن غنى المسيحية وكنائسها، ولم ولن تكون علة للانتقاص من صواب الايمان الرسولي لاي منها.
ثم من انا الانسان الخاطئ الذي يمنح لنفسه حق محاكمة معتقد المقابل.
صحيح انكم منحتم لشخصكم هذا الحق عندما اتهمتم ابناء الكنائس غير الكاثوليكية بانهم (ضالين)، ولكني، يا سيدي، اعترف بجهالتي وضعف ايماني باني لا امتلك هذا الحق.

2- وهذا المقال لا يناقش قرار الكنيسة الرومانية بتنسيبكم اسقفا كلدانيا، فهذه نقطة ربما سنعود لابداء الراي فيها في مقال لاحق، ليس من زاوية التدخل في قرارات الكنيسة الرومانية الأم او الكنيسة الكلدانية التابعة لها. حاشا. بل من زاوية مدى خدمة او اعاقة هذا التنسيب للتقارب بين الكنيسة الكلدانية والمشرقية وتعزيزه استشراقا لامكانية الوصول الى صيغة من الوحدة بين الكنيستين.
وبالتاكيد سيكون رايي قائما على الحرص الكامل والشديد على الكنيستين على حد سواء. فاحترامي وحرصي على الكنيسة الكلدانية لا يقل عن احترامي وحرصي على كنيستي وهو حرص نابع من المشترك المسيحي والقومي بين الكنيستين تاريخا وحاضرا ومستقبلا.
بالاضافة الى علاقة محبة خاصة تجاه الكنيسة الكلدانية تعيش في قلبي منذ طفولتي حيث تتلمذت في مدرسة الطاهرة الاهلية (تابعة للكنيسة الكلدانية في دهوك) التي كان الخوراسقف الراحل فرنسيس اليشوران مسؤولا عنها، وتوسعت علاقة المحبة وتوطدت مع جميع اكليروس ومؤمني الكنيسة الكلدانية الذين تشرفت بالتعامل معهم ومن بينهم، وفي مقدمتهم، غبطة ابينا البطريرك مار لويس ساكو والاساقفة الاجلاء والاباء الافاضل.

3- كما ان المقال لا يناقش مجمل صورة الايمان التي تقدمتم بها، فهذا سياق كنسي تعتمده جميع الكنائس التي لكل منها صورة الايمان التي على من يتقبل الدرجة الكهنوتية فيها او ينتمي اليها اكليروسا متحولا من كنيسة اخرى ان يقدمها الى مرجعيته الكنسية التي سيعمل تحت سلطتها. وكل كنيسة تعتمد نصها لصورة الايمان وعادة ما تتضمن المبادئ العقائدية الاساسية والتعهد بطاعة المرجعيات الكنسية ومقررات المجامع السنهاديقية وغيرها.
فعلى سبيل المثال قدمت شخصيا صورة الايمان عندما تقبلت الرسامة كشماس ومن ثم ككاهن ولاحقا كخوري.
مثلما سبق ان قدمتم صورة ايمانكم الى مرجعيات كنيسة المشرق عند تقبلكم الرتب الكنسية تصاعديا، واخرها كانت صورة ايمانكم الرسولي وتعهد خضوعكم وطاعتكم لقداسة ابينا البطريرك مار دنخا الرابع والمجامع السنهاديقية الكنسية لكنيسة المشرق عندما تقبلتم الرسامة الاسقفية فيها في 21 تشرين الاول 1984
https://www.youtube.com/watch?v=lhpAbcWEX0g
مثلما قدمتم صورة ايمانكم اعلاه لقبولكم اسقفا كاثوليكيا (ليس موجودا عليها تاريخ تقديمها).

4- ولكني بالتاكيد ساناقش ما ورد في صورة الايمان من اساءة الى الكنائس غير الكاثوليكية (بقدر تعلق الامر بي كنيسة المشرق) فهذا حق لي وواجب علي. حيث كتبتم وبتوقيعكم الشخصي:
(أقبل اخويا الضالين عن الايمان واعمل بجميع الوسائل ان يرجعوا تائبين الى كمال التعليم الكاثوليكي). انتهى الاقتباس.
الم تلحظ سيدي ان صورة ايمانك لرسامتك الاسقفية في الكنيسة المشرقية (الضالة) في 1984 لم تتهم ايا من الكنائس الاخرى بالضلال. ولكنكم في عام 2014 وضمن (رجوعكم تائبا) تتهمون كنائس بالجملة بتهمة (الضلال)!!
فهذا الحكم العقائدي الذي صدر عنكم بحق الكنائس غير الكاثوليكية واتهامها بالضلال لم يات من انسان عادي غير مسؤول او في حديث هامشي عابر، بل انه صدر في وثيقة رسمية واساسية وبتوقيعكم الاسقفي وباتت وثيقة من وثائق المجامع السنهاديقية الكلدانية.
اذن هي وثيقة غير عادية او هامشية، بل هي وثيقة كنسية تاريخية ومرجعية.
وبذلك تكون مناقشتها حق لكل من توجهتم اليه بالاساءة. ويمكن ممارسة هذا الحق الطبيعي بشكل فردي (كما هو حال مقالي وما يمكن ان يلحقه من متابعات فردية) او بشكل جماعي او مؤسساتي كنسي.
مثلما هو واجب علي. واقل ما يقال عنه انه واجب اخلاقي للدفاع والحفاظ على كرامة كنيستي واباءها وابناءها الراقدين منهم والاحياء.
ولانه كذلك، فهو ليس بحاجة للاستئذان بشانه من اي احد، فهو ليس اجراء يتطلب مني العودة الى مرجعيتي الكنسية وطلب موافقتها للدفاع عن عقيدة كنيستي وكرامتها وكرامتي الشخصية.
ان يقبل سيادتكم على نفسه بالتوجه بالاساءة الى اباءه الروحانيين والجسديين فهو امر يعنيكم.
وان تقبل عائلتكم واصدقاءكم ومعارفكم ان تسيئوا الى ايمانهم وايمان اباءهم فهو امر يعنيهم.
ولكني بالتاكيد لست ملزما بالسكوت او المسايرة او غض النظر عن الاساءة.
وبالتاكيد فان دفاعي عن كرامة كنيستي هو دفاع بالضرورة عن كرامة الكنيسة الكلدانية ليس لانهما كنيستان رسوليتان شقيقتان فحسب، بل ولاني ان تهاونت في حماية كرامة كنيستي وكرامتي فبالتاكيد لن اكون مؤهلا للدفاع عن كرامة الكنيسة الكلدانية في حال، لا سمح الله، تعرضت لاساءة مماثلة كالتي اساتم بها الى كنيستي وبقية الكنائس غير الكاثوليكية.

5- سيدي الجليل.. ان اي مسعى لتبرير الاساءة بصيغة او باخرى او بتحريف المعنى الواضح والصريح لها وتوجيهه بان المقصود به ليسوا الكنائس غير الكاثوليكية هو مسعى غير مقبول تماما، وانصحكم وانصح المدافعين عنكم بعدم الاتيان به، لان المضمون والسياق واضح للجميع (وليس للاكليروس فقط)، ولان هكذا تبرير او تفسير سيعني الاصرار على الاساءة اولا والاستخفاف بعقل المقابل ثانيا وهو اساءة مضاعفة.
الاساءة واضحة وصريحة.. والمطلوب هو اعتذار واضح وصريح. ونقطة على السطر.
وكان يمكن لكم القيام بذلك بعد ارسالي الايميل الشخصي الاول لكم بتاريخ 11 اذار 2014، ومن بعده الايميل الثاني بتاريخ 15 اذار 2014، ومن بعده نشر رسالتي اليكم على موقع عنكاوة بتاريخ 21 اذار 2014.
ولكنكم بعدم تقديمكم الاعتذار فان لسان حالكم يقول انكم مصرون على الاساءة.
وبالتاكيد فان ذلك يعني، عندي شخصيا، الاصرار على مطالبتكم بالاعتذار عن الاساءة.
وبين هذين الاصرارين فاني لا اتحمل اية مسؤولية في تطور المسالة من مراسلة شخصية (كما اردت لها ان تكون في ارسالي ايميلين شخصيين لكم) الى شان عام من الاقوال والافعال وردود الافعال.
اتمنى قلبيا عليكم واصلي من اجلكم بان تمتلكوا الحكمة والجراة لتقديم الاعتذار الواضح والصريح.
واتمنى على حكماء الكنيسة الكلدانية وهم الاكثرية من الاكليروس والمؤمنين التي تشعر بالمسؤولية ان تنصحكم بالاعتذار.
واتمنى ان تقبلوا نصيحة الحكمة هذه المرة بعد ان لم تسمعوها عندما دعمتم وغطيتم العنف الاجتماعي والتسقيط والبشاعات يوم تحالفتم مع رؤوس الفتنة الاشورية من "ساسة" و"اعلاميين" و"ناشطين قوميين" وغيرهم.

6- اقول يا سيدي
انا لست ضالا.. فانا اؤمن ايمانا ثابتا بسر الثالوث المقدس: الاب والابن والروح القدس، إله واحد.
وانا لست ضالا.. فانا اؤمن بسر التجسد بان يسوع المسيح ابن الله تجسد من اجلنا ومن اجل خلاصنا.
وانا لست ضالا.. فانا اؤمن بسر الفداء بصلب وموت وقيامة الرب يسوع المسيح.
وانا لست ضالا.. فاني اؤمن بالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وبالتقليد الرسولي..
وانا لست ضالا.. فانا قد تقبلت سر العماذ المقدس في كنيسة رسولية مقدسة ومن كاهن تقبل الرسامة الكهنوتية المقدسة.
وانا لست ضالا.. فانا اتناول القربان المقدس، جسد ودم ربي والهي يسوع المسيح.

وكنيستي ليست ضالة.. فهي كنيسة رسولية تقبلت الايمان نقيا صافيا من تلاميذ رب الكنيسة.
وكنيستي ليست ضالة.. فهي كنيسة الرسل والشهداء والملافنة الكبار.
وكنيستي ليست ضالة.. فهي كنيسة الاسرار البيعية المقدسة.
وكنيستي ليست ضالة.. فهي كنيسة تؤمن وتلتزم وتبشر الايمان النيقاوي الذي الهمه الرب بروحه القدوس على اباء الكنيسة.
وكنيستي ليست ضالة.. فهي كنيسة الشهادة والاستشهاد.. شهادة على المسيح الحي.. والاستشهاد من اجله.
وكنيستي ليست ضالة.. فهي كنيسة جامعة ومسكونية.


7- واضيف يا سيدي..
وبسبب كل ذلك فبافتراض اني في يوم ما قررت الاختيار العقائدي الكاثوليكي بعد (الضلال) الرسولي المشرقي فاني لن (ارجع تائبا) بل ساكون صادقا امام ربي وخالقي، ومنسجما مع نفسي وضميري، وصريحا مع الكنيسة الكاثوليكية باني لم اكن (ضالا) ولست (ارجع تائبا).

8- واسالكم يا سيدي..
هل لكم ان تفسروا هذا التناقض في موقفكم باتهامكم لكنيستي (كنيستك الأم) بالضلال لمجرد عدم كاثوليكيتها، وبين موقف المرجعية الكنسية الكاثوليكية الرومانية التي انتم الان تحت مرجعيتها العقائدية والقانونية والتي بادلت الاعتراف والاحترام المتبادل للايمان المسيحي الرسولي بينها وبين الكنيسة المشرقية والذي تم توقيعه في روما في 11 تشرين الثاني 1994.
دعني انعش ذاكرتكم بهذه الصورة:

من الصادق: قداسة الحبر الروماني بتوقيعه واعترافه واحترامه لايمان الكنيسة الرسولية المشرقية وترحيبه الاخوي بالحبر المشرقي؟
ام انتم بتوزيعكم تهمة (الضلالة) بالجملة؟

9- واضيف متسائلا:
ماذا تقصدون بتهديدكم (واعمل بجميع الوسائل). فان كانت الصوم والصلاة والارشاد لما كنتم احتجتم لهذه الصياغة التهديدية التي تعودت اذاننا على سماعها كل يوم جمعة.
بالتاكيد فان (الحملة الايمانية) التي ترافقت مع ترككم (الضلال) قبل ثماني سنوات، وحملات العنف الاجتماعي والتسقيط والتضليل التي مارسها حلفاءكم من الساسة والتنظيمات والمؤسسات "القومية" هي تجسيد لـ(اعمل بجميع الوسائل)، مثلما كانت سرقة ممتلكات الكنيسة عبر وضع اليد عليها (شكرا للمحاكم المدنية العلمانية الامريكية التي اعادت الحق لاصحابه) هي ضمن (اعمل بجميع الوسائل).
سنتطرق لهذه الامور وتفصيلاتها ووثائقها في مقالات لاحقة لانها جزء من تاريخ هذا الشعب الذي ربما تراهنون باعتقاده او تريدونه (واخرين ممن التزموا وشاركوا حملتكم الايمانية) شعبا فاقد الذاكرة.
كلا يا سيدي.. انه رهان خاسر فالشعوب لا تفقد ذاكرتها بل تحتفظ بها حية لاجيالها لتتعظ وتتعلم منها.

10- سيناريو لحوار وارد الاحتمال:
ضمن السياقات المفهومة والطبيعية، بل والواجبة برايي، ان يلتقي قداسة البابا مع بطاركة واساقفة الكنائس الكاثوليكية المتحدة مع كرسي روما، ومن بين هذه الكنائس الكنيسة الكلدانية.
ومن متابعتنا لشخصية البابا فرنسيس وما يتسم به من تواضع وروح محبة وعفوية مسيحية فاننا لا نستبعد ان يبادر في لقاءه مع الاساقفة الكلدان ان يسال سيادتكم عن اسم (باواي او باباي) ومعناه او جذوره، خاصة وانه اسم غير مالوف بين اسماء الاساقفة الكاثوليك.
يا ترى: هل ستقول له بانك اتخذت الاسم تيمنا باسم (الضال) الاكبر مار باواي!! المولود في النصف الثاني من القرن السادس والذي هو من اكبر لاهوتيي وملافنة الكنيسة المشرقية.
ام تراك ستسعى الى (تضليل) البابا بالادعاء بانه اسم اشوري او كلداني شائع!!! (لا اعتقد انك ستحاول ذلك فالتضليل ليس من خصالك ولم تمارسه مطلقا في سيرة حياتك!!!! وهذا ما سنعود اليه في مقالات قادمة بعد الانتخابات العراقية).

11-  اما لماذا تاجيل بقية المقالات لما بعد الانتخابات. فلسبب بسيط وواضح باني لا اريد ان يتم توظيف موضوعنا في الصراع الانتخابي، خاصة وان مسيرة (رجوعك تائبا عن ضلال) كنيسة المشرق وما رافقها من عنف اجتماعي وممارسات تقشعر لها الابدان كانت بمشاركة كاملة من جهة حزبية اشورية معروفة تخوض قياداتها الباقية في التنظيم ذاته او الخارجة عنه بدوافع تنظيمية وشخصية (لا تخص الشان القومي او الوطني مضمونا او سلوكا) صراعا انتخابيا لا يخلو من محاولات التسقيط (من شب على شيئ شاب عليه).
بالاضافة الى ان موقفي الشخصي من الانتخابات واضح وساوضحه في مقال لاحق في الاسبوع القادم بعنوان:
(الكوتا الدينية: قتل للهوية القومية واجهاض للرؤية الوطنية).

والرب يبارك الجميع.

(الضال) عمانوئيل يوخنا
الخوري في كنيسة المشرق الرسولية (الضالة)
المانيا في 10 نيسان 2014


ملاحظة: اعتذر سلفا عن عدم الرد على اي تعقيب.
للراغبين بالتواصل بشان الموضوع، يمكنهم مراسلتي على الايميل الشخصي:
Youkhana-at-web.de
مع المحبة والتقدير


76
سيادة اشور سورو المحترم
اسقف فورنتينا شرفا والاسقف المنسب الى ابرشية مار بطرس الكلدانية

تحية في الرب
سبق وان ارسلت الرسالة الشخصية ادناه الى ايميلكم الشخصي بتاريخ 11 اذار 2014 واعدت ارسالها في 15 اذار دون ان اتلقى اية اجابة عليها، مما جعلني اعتقد بوجود خلل تقني في الايميل، وحيث اني حريص على ان تصلكم الرسالة بمقدار حرصي على تلقي الاجابة عليها، فاني, ورغم كونها رسالة شخصية، انشرها على موقع عنكاوة كونه الموقع الذي يضمن وصول ما ينشر فيه من مواد الى الاشخاص والجهات ذات العلاقة بموضوع النشر.
اؤكد ما موجود في الرسالة بانها شخصية لا رسمية.
ايميلي الشخصي هو: youkhana@web.de

77
اعلان: توفر نسخ محدودة واخيرة من مجموعة كتب الاعياد المارانية


تحية المحبة في الرب يسوع المسيح،
نتوجه بهذا الاعلان الى ابناء شعبنا عموما واكليروس ومؤمني كنائس المشرق وجميع المهتمين باللغة والتراث الطقسي والادبي لكنائس المشرق الرسولية من الذين يرغبون باقتناء المجموعة الكاملة للصلوات الطقسية للاعياد المارانية السبعة لاعلامهم بان اعدادأ محدودة فقط بقيت منها.
الجدير بالذكر ان كل كتاب من مجموعة الكتب الطقسية هذه والتي تنشر لاول مرة هو لاحد الاعياد المارنية السبعة: اليلدا (الميلاد)، الدنخا (الغطاس)، القيامة، السولاقا (الصعود)، الفنطيقوسطي (العنصرة)، الكليانا (التجلي)، الصليوا (الصليب).
وكل كتاب منها يتالف من قسمين:
يضم الاول المجموعة الكاملة لنصوص الصلوات الطقسية للعيد (الرمشا، الليا، الصبرا، القداس وقراءاته الكتابية وتراتيله)، فيما يضم القسم الثاني النصوص الكاملة للصلوات غير المنشورة سابقا والتي تم تنضيدها بالعودة الى عدد من المخطوطات القديمة مع مقارنتها مع بعضها.
اضافة الى مصادقة رؤساء الكنيسة ومقدمة المتروفوليت مار ميلس زيا، ومقدمة اخرى تتضمن الكثير من الملاحظات التعريفية والتحليلية للاركذياقون عمانوئيل يوخنا.
فيما ضم ملحق كل كتاب جداول مقارنة بين التراتيل والعونياثا المختلفة بالاضافة الى ترجمة انكليزية لعدد منها.

وادناه جدول باعداد صفحات كل كتاب من كتب المجموعة
•   اليلدا (الميلاد): 388 بينها 132 صفحة للقسم الاول و173 للقسم الثاني بالاضافة للمقدمات والملحق
•   الدنخا (الغطاس): 274 بينها 125 صفحة للقسم الاول و127 للقسم الثاني بالاضافة للمقدمات والملحق
•   القيامة: 404 صفحة بينها 187 للقسم الاول و161 للقسم الثاني والبقية للمقدمات والملاحق
•   السولاقا (الصعود): 231 صفحة بينها 130 للقسم الاول و 70 للقسم الثاني والبقية للمقدمات والملاحق
•   الفنطيقوسطى (العنصرة): 272 صفحة بينها 200 للقسم الاول و42 للقسم الثاني والبقية للمقدمات والملاحق
•   الكليانا (التجلي): 194 صفحة بينها 136 للقسم الاول 40 للقسم الثاني والبقية للمقدمات والملاحق
•   الصليوا (الصليب): 268 صفحة بينها 184 للقسم الاول و59 للقسم الثاني والبقية للمقدمات والملاحق

اهمية مجموعة الكتب ليست فقط في الاستخدامات الطقسية حيث تتيح انسيابية وسلاسة وبالتالي جمالية الاداء الجماعي للصلوات حيث ليس هناك انتقال بين صفحات الخوذرا والمزمورا وغيرها، بل تشمل اهميتها في انها تلقي الضوء وتنشر ولاول مرة نصوص طقسية فيها الكثير من الروعة الادبية والتعليم اللاهوتي والعقائدي بالاضافة الى معلومات تاريخية تعود الى زمن كتابة وتاليف هذه النصوص، وبذلك هي مرجع للدارسين والمهتمين ايضا مثلما هي غذاء روحي للمتعبدين والمصلين.
يذكر ان ابرشية لبنان لكنيسة المشرق انجزت هذا العمل الكبير في فترة زمنية لا تتجاوز 15 شهرا.
مجموعة الكتب متاحة للراغبين باقتناءها وبسعر 150 دولار للمجموعة متضمنا سعر البريد. علما ان بيعها هو بشكل مجموعة كاملة وليس كتبا مفردة.
المجموعة متوفرة وبكميات محدودة في:
شيكاغو: الاتصال بالاب انطوان لاجين. الايميل: FatherAZL@aol.com
سدني – استراليا: الاتصال بالاب نرساي يوخنا. الايميل: revnarsai@icloud.com
مودستو – كاليفورنيا: الاتصال بالسيد سورو سورو. الايميل: sorotsoro@yahoo.com
اوربا الاتصال معي على الايميل: Youkhana@web.de

ملاحظات:
نظرا لمحدودية الكميات المتبقية للمجموعة الكاملة للكتب فان الاولوية ستمنح لمن يطلبها اولا.
قامت الابرشية بطبع صندوق خاص ليضم مجموعة الكتب. الصندوق كان باعداد محدودة للكتب التي تم تقديمها هدايا الى المرجعيات الكنسية والمؤسسات العلمية والاساتذة الجامعيين المهتمين. وهو ليس ضمن التسعيرة اعلاه.

وليبارك الرب الجميع

الاركذياقون عمانوئيل يوخنا

78
دعوة لدعم حملة (انقذوا سوريا)
اطلقت منظمة (الابواب المفتوحة العالمية) حملة تواقيع بعنوان (انقذوا سوريا) ويتضمن نصها:
((لقد تسببت الأزمة في سوريا بأن يعاني الشعب معاناة رهيبة وأن يواجه تحديات فظيعة. وعلى الأخص المجتمع المسيحي الذي يشكل حوالي 8% من السكان وهو المتجذر أصلاَ في ما لا يقل عن ألفي عام من التاريخ في هذه البلاد، وهو يدفع الآن ثمنَا باهظَا للحياة في منطقة الحرب الدائرة هناك، بينما هو مهدد بالدمار الكامل.
ولذا فإننا باسم المسيحيين في سوريا نرجو أصحاب النفوذ والسلطة لعمل كل ما هو ممكن من أجل:
•   حماية حياة وأسباب الرزق والعيش الكريم والحريات لكل الناس في سوريا.
•   صون ووقاية وجود المجتمع المسيحي وعلى الأخص إيقاف وخطف وتعذيب وقتل المسيحيين من قبل الجماعات المتطرفة والإجرامية.
•   ضمان سلامة وعدالة وصحة وصول المساعدات الإنسانية داخل وخارج سوريا على حد سواء.
•   تمكين المسيحيين من البقاء في ديارهم و/أ و العودة إليها بأمان ودونما خوف أو تهديد بالعنف.
•   صون ووقاية حقوق المسيحيين في العبادة بسلام وأمان وإفساح المجال أمامهم لتقديم العون والمساهمة في صنع السلام.
•   التأكيد على إقامة سوريا جديدة ذات مجتمع ودستور يضمن بالقول والفعل احترام حقوق وحريات الأديان والمعتقدات للجميع.))

ويمكن زيارة موقع الحملة على الرابط التالي:
https://www.savesyriacampaign.org/?lang=ar
حاليا هناك حوالي ربع مليون توقيع تاييد للحملة.
علما ان منظمة (الابواب المفتوحة) هي منظمة عالمية ناشطة في مجال حقوق الانسان وبخاصة المجتمعات المسيحية، وهي عضو المنتدى الاوربي للتسامح الديني.
 
علما ان الخطوات اللاحقة للحملة هي تقديم الالتماس الى اعضاء مجلس الامن في 10 كانون الاول الحالي لمناسبة يوم الاعلان العالمي لحقوق الانسان.
ولذلك فان توقيعكم للحملة قبل هذا التاريخ هو دعم كبير لها وللمجتمع والوجود المسيحي في سوريا.
ادعموا الحملة وشجعوا الاخرين على دعمها من خلال نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لكم.

مع التقدير

79
محافظة اربيل تسمي شوارعها باسم قتلة رموز شعبنا الاشوري
تيري بطرس
bebedematy@web.de

المقال منقول من موقع (صوت كردستان) من الرابط:
http://www.sotkurdistan.net/index.php?option=com_k2&view=item&id=31147

في 3 اذار 1918 كان قداسة مار بنيامين شمعون العشرون مدعوا لدى اسماعيل اغا الشكاكي والمعروف باسم سمكو الشكاكي، وكانت الدعوة للتباحث حول اقامة حلف اشوري كوردي لاقامة الدولة الاشورية الكوردية، وبعد المباحثات، خرج قداسته ومعه حراسة وعند انطلاق عربته اطلق سمكو الشكاكي الطلقة الاشارة لمن كان قد هيأهم فوق اسطح  المحيطة بمكان الاجتماع في قرية كوهين شهر، وهكذا انهمر الرصاص على الجميع وقتل قائد الاشوريين وبطريركهم الشاب في مكيدة غادرة ذهب ضحيتها هو وحوالي مائة وخمسون من مرافقيه.
تعتبر الاعوام من 1914الى 1918 من اصعب الاعوام التي مرت على الاشوريين، فقد تعرضوا لمذابح بشعة خسروا فيها حوالي 750 الف نسمة منهم، وهذه المذابح حدثت بامر من الحكومة التركية وبيد الخيالة الحميدية التي كان الكثير منها مؤلف من العشائر الكوردية. وحادثة القتل هذه وان حدثت في الاراضي التابعة للسلطة الفارسية الا انها تعتبر امتدادا لهذه المذابح البشعة والتي حولت شعبنا من لا عب فاعل ومؤثر في المنطقة الى اقلية ضعيفة ومضظهدة. هنالك اسماء يحاول الكورد منحها صفة المناضلين القوميين، تثير لدينا اسئلة كثيرة ومنهم بالاظافة الى سمكو الشكاكي ، بدرخان بك الذي قتل اكثر من عشرةالاف اشوري ودمر العشرات من القرى دون ان يقدم خدمة للقضية الكوردية الا هم، ان اعتبر افراغ قرانا من سكانها وتحويل السكان عن دينهم خوفا ورعبا يعتبر جزء من هذه الخدمة؟ والثالث هو محمد كور الراوندوزي الذي بز بدرخان في قتله وتدميره. اننا لا نستنكر ان يقوم الاخوة الكورد بالاحتفاء برجالاتهم ونسائهم ممن قدم خدمة للكورد وخصوصا لكورد العراق، لان اربيل جزء من العراق، فهذا يسعدنا، ولكن ان يكون الاحتفاء برجال لم يكن لهم من انجاز الا قتل وتدمير شعبنا وتدمير بنيته التحتية واراضيه وممتلكاته، فهذا امر يثير التساؤل عن معنى الشراكة التاريخية التي يتغنى بها البعض. وان يترافق ذلك مع الدعاوي لدى البعض للانتقاص من حضور شعبنا في المشهد السياسي والتشريعي بحجة او بسبب انحناء البعض للتوسل من هذا الطرف او ذلك، في لعبة الصراعات الكوردية الداخلية، فعندها تثير اسئلة كثيرة.
هل وصل الامر بادارة هذه المحافظة لهذا الصلف والاستقواء لحد، عدم مراعاة شعورنا واحساسنا بالغثيان والانكسار من مثل هذا العمل الشنيع والذي لا يمكن تبريره باي شكل من الاشكال، ام انها رسالة تقول ما تشعرون به لا يهمنا فنحن اصحاب البلد والاكثرية ومن حقنا فعل اي شئ، في تكرار فج لما فعله البعث بهم وبنا؟ انها رسالة غبية تقول بعدم التعلم من اي درس، لان المظلوم سيمد يده لاي طرف يساعده ويسانده، فهل بهذه الرسالة يمكن بناء امن داخلي متين وتسامح يجعل المجتمع يعيش استقرارا وسلاما؟
ان كون شعبنا اقلية او جعل اقلية بفعل المذابح الكبرى التي لحقت به خلال القرن ونصف القرن الماضي، لا يعنى ان يتم اهانته هكذا بتكريم قتلته وقتله احد اهم رموزه المكني بامير شهداء الشعب الاشوري، والقديس الشهيد، لان الامر لا يمكن ان يخرج عن اعتباره اهانة باي شكل من الاشكال. ان عدم اعادة النظر بالامر وبكل المناهج الدراسية التي تكرم هذا القاتل وبقية القتلة التي تم ذكرهم، لا يعني فقط الاهانة ولكنه يعني رسالة موجهة الى الاجيال القادمة وهي رسالة دموية مرعبة تقول ان من يقتل الاشوريين سيكرم بذكره بطلا من ابطال الكورد؟ اليس مرعبا هذا الامر وهل بهذه العقلية ندخل القرن الواحد والعشرو ن، ام انه استسلام للقوى الاسلامية وعلى حساب الحق والعدالة، وليذهب الاخرين الى الجحيم؟
ان اخوة الشعبين الاشوري والكوردي يجب ان تبني على التفاهم والتشارك كشعبين في الكثير من الامور وليس النظر الى شعبنا بمنظار الاقلية، ان شعبنا ورغم المحن الاخيرة فان قواه الغالبة ايدت التعاون مع الكورد، وكان تواجد شعبنا ومؤسساته وحماسهم للمشاركة في العمل السياسي والثقافي والاجتماعي في الاقليم، واجهة او مراءة جميلة يشاهد من خلالها العالم الاقليم باجمل صوره، واذا اعتقد الشعب الكوردي او قيادات او ادارات فيه انه لم يعد يحاجة لشعبنا فهو واهم. فالشعوب تبقى بحاجة احداها للاخر ان عرفنا كيف نقراء التاريخ وكيف نتعلم من العالم.

80
رسالة مفتوحة الى الاخوة في زوعا2
ملاحظات:
1- الرسالة ادناه لا تمثل بالضرورة راي اية جهة كنسية او مؤسسة انتمي اليها. بل تمثل رايي كابن هذا الشعب ومن حقي ابداء الراي بمختلف الامور التي ارى انها تستحق ذلك. ارجو عدم تحميل المقال ما لا يتحمله من مواقف كنسية او مؤسساتية.. مع ترحيبي وتقديري لكل الاراء التي ترد اتفاقا او اختلافا او تطويرا..
2- تريثت في نشر الرسالة كي لا تتزامن مع الحملة الانتخابية الاخيرة، ولكني استعجلت نشرها قبل اعلان النتائج كي لا تفسر ايضا على انها مبنية على هذه النتائج. فالرسالة لا ترتبط باي موقف انتخابي هنا او هناك.

المدخل:
اسميت المقالة بالرسالة لانها موجهة الى جهة محددة، وان كان موضوعها يخص الشان العام.
ووصفتها بالمفتوحة لاني انشرها في مواقع الانترنت، وتحديدا موقع (عنكاوة) الموقر.
ووصفت الذين اوجه الرسالة اليهم بـ(الاخوة) لانهم فعلا كذلك. كيف لا وهم اخوتي في الانتماء الانساني والديني والقومي والوطني، بل وكان لي علاقات صداقة وعمل قومي مؤسساتي مع الكثير منهم. في كل كتاباتي ونشاطاتي التزمت المحبة مع الجميع وبخاصة ابناء شعبي، ومن خصوصيات محبتي لمن هم في موقع القرار اني اعطي رايي في نشاطهم صريحا مجردا من اي تملق او مواربة، ودعمت ارائي بالنقاش الموضوعي والوثائق والحجج والبراهين. ولانني التزمت اقصى صراحة فان البعض اعتبروا (الاقصى) بانه (الاقسى). شخصيا من اشد المعجبين واكثر الملتزمين حكمة اباءنا الموروثة عندما قالوا: (ܚܒ݂ܪܘܟ݂ ܡܒܟܹܐ ܠܘܟ݂ ܘܣܢܝܢܘܟ݂ ܡܓܚܟܠܘܟ݂) اي: (صديقك يبكيك وخصمك يضحكك).
وسميت الاخوة الموجهة اليهم الرسالة بـ(الزوعا2) لانهم:
1- مجموعة يجمعها راي سياسي.
2- ليسوا منتظمين الى اليوم بحزب سياسي يحمل اسما معينا لمخاطبتهم به.
3- ليسوا فقط قائمة انتخابية بل يعلنون ان الانتخابات الحالية مجرد محطة وان عملهم مستمر قبلها وبعدها.
4- لانهم يصرون انهم ملتزمون اسم الحركة ونهجها. وبوجود الزوعا1 الذي يديره بالامس واليوم وغدا السيد يوناذم كنا فانه بالنتيجة وللتمييز بينهم وبين زوعا1 اسميتهم زوعا2 .
فاليهم اتوجه بهذه الرسالة داعيا في مستهلها الرب ان يمنحنا جميعا بركاته ويحفظكم ويحفظنا بنعمته اللامتناهية.

وبعد،
اتابع كما يتابع العديدون، خروجكم الفردي والجماعي من الحركة الديمقراطية الاشورية. واذا كانت الظاهرة ليست بالجديدة على الحركة وعموم التنظيمات السياسية، فان هناك من العوامل ما يجعلها مثيرة للاهتمام، واهم عاملين برايي هما الشكل والتوقيت:
1- فمن حيث الشكل فانكم في هذه الموجة اخترتم عدم الخروج بصمت بل باعلان الخروج واسبابه، وهذا ومن حيث المبدأ تستحقون عليه التقدير لانكم احترمتم شعبنا الذي من حقه معرفة خلفيات ودوافع الخروج من مستويات قيادية في اي من تنظيماته. بخلاف الموجات السابقة من الخروج حيث لم تنشر علنا اسباب خروجهم وبقيت محصورة ضمن حلقات ضيقة. وبعضهم سرب نسخا منها والبعض الاخر لم يفعل.
ولكن من حيث المضمون، بمعنى اسباب الخروج، فاني ارى فارقا لصالح الموجات السابقة بالمقارنة مع الموجة الحالية وهذا سناتي اليه في سياق المقال.
وفي الشكل ايضا فان الخروج الحالي يتميز بانكم ملتزمون العمل مع بعض كمجموعة سياسية وبالتالي ملتزمون الاستمرار بالعمل القومي المنظم الذي نتمناه ايجابيا. بينما الموجة الاولى لم يجمعها بعد خروجها اطار للعمل المشترك فكل منهم وبحسب رؤيته اختار خياره فمنهم من استمر في العمل القومي بجهد فردي ومنهم من انتظم في مؤسسات وتنظيمات متفرقة ومنهم من اعتزل العمل السياسي. وهم جميعا موضع احترامنا وتقديرنا.
2- ان التوقيت جاء متزامنا، وفي بعضه مترابطا، مع محطات واستحقاقات تنظيمية داخلية بالزوعا (المؤتمر مثلا) وقومية (اليات العمل المشترك) ووطنية (انتخابات برلمان الاقليم والبرلمان الاتحادي قريبا والاستحقاقات المترتبة عليهما والمتوازية معهما من دستور وتشريعات وغيرها) واقليمية (الحراك في ما يسمى الدول العربية، وتحديدا سوريا ومشاركة وتفاعل شعبنا فيه ومعه).
ربما (اقول ربما) لم تكن حاضرة هذه التزامنات (بعضها او جميعها) لدى البعض او كل الزوعا2 عندما قررتم الخروج، ولكن بالتاكيد فان هذا الخروج بما انتجه من نقاشات ومواقف داخل شعبنا ومؤسساته ستؤثر وتتاثر بصيغة او باخرى بهذه الاستحقاقات والمحطات، وقد شهدنا بدايتها في انتخابات برلمان الاقليم.

من حيث المبدأ ومن قراءة حركة التاريخ فان الانقسامات وسجالاتها مسالة طبيعية في كل حين ومكان، بل هي من سنن الحياة. وعندما تكون بسبب اختلاف الرؤى فانها تشكل في نهاية المطاف اضافة نوعية.
ولكن بمراجعة المعلن الصريح او المفهوم من المعلن من اسباب خروجكم فانه، واسمحوا لي القول بصراحة المحبة، خليط بين المواقف الشخصية وتجاوز القيادة للسياقات التنظيمية الداخلية. ولا يوجد، على الاقل لحد الان، خروج على خلفية اختلاف الرؤية والمواقف بشان القضية القومية لشعبنا واستحقاقاتها والتزاماتها وغيرها مما هو صالح الشان العام. (باستثناء ما ورد في استقالة السيد سالم كاكو وسناتي عليها لاحقا).
وهذا بخلاف ما تميز به معظم الخارجين من الحركة في الفترات السابقة. سنكتفي على سبيل المثال لا الحصر باقتباس بعض فقرات من استقالات قياديين سابقين فيها من التي تم نشرها وباتت ملكا للراي العام.
فعلى سبيل المثال يورد السيد شمشون خوبيار عضو اللجنة المركزية للحركة في حينها بين اسباب استقالته عام 1996 ما يلي:
(- ممارسة فكر الهيمنة على الساحة الاشورية واستخدام كافة الاساليب لاحتواء الطموحات السياسية للتنظيمات الاخرى من اجل انفراد الحركة في الساحة القومية وان اهم ما يشغل بال بعض اعضاء قيادة الحركة هو غلق الساحة القومية امام الاحزاب الاخرى واعتبار الحركة هي المرجع الوحيد للانسان الاشوري بالنسبة للانتماء السياسي واعتبار الانتماء الى صفوف الحركة هو مقياس للانتماء القومي وعاملا من عوامل العمل في الساحة القومية.
- قيادة الحركة لم تبذل اي جهد حقيقي من اجل اقامة قوة سياسية اشورية او جهة متماسكة تضم مختلف الاحزاب والتكتلات ولم تبد اي حرص من اجل التوصل الى التفاهم مع هذه الاحزاب والتنظيمات من اجل التصدي للمحاولات التي تستهدف تمزيق شعبنا وزرع النعرات الطائفية والعشائرية بين ابنائه وبالرغم من عدم وجود اختلافات جوهرية حول القضية القومية وبالرغم من توصية المؤتمر الاول للحركة بذلك وان المحاولات الهزيلة التي اقدمت عليها من اجل ذلك كانت لغرض الاعلام وذر الرماد في العيون فقط.. بل العكس من ذلك عملت قيادة الحركة على تثقيف الاعضاء على محاربة الاصوات المعارضة وملاحقة اصحاب الافكار المختلفة والتشهير بهم وارهابهم وتصفيتهم احيانا وبذلك اصبحت وحدة الصف الاشوري التي كانت واضحة للعيان تتلاشى وان مظاهر التمزق بدأت تنمو وتتصاعد والجيوب المنافسة والمعادية للحركة في الساحة القومية والوطنية والاقليمية بدأت تتزايد وتتعاظم وان قيادة الحركة بدأت تفقد ثقة الذين راهنوا عليها ووضعوا امالهم فيها وفقدت الكثير من التعاطف الجماهيري.
- عدم المبالاة بالرأي العام الاشوري في الوطن وعدم مشاركة الجماهير او اخذ رأيها في القضايا المصيرية والتصرف كاوصياء والنظرالى ابناء شعبنا في المهجر كأداة للدعم المادي فقط.
- التدخل الغير المشروع في شؤون المؤسسات الاشورية غير السياسية من اجل الهيمنة عليها ومنعها من ممارسة اختصاصها بصورة مستقلة وعزل العناصر الغير الملتزمة باوامر قيادة الحركة  وخاصة المركز الثقافي الاشوري حيث تمادت قيادة الحركة في التجاوز عليه والتضييق على اعضاءه مما ادى الى ابتعاد الكثير من العناصر المثقفة والتي لم تقدم الولاء المطلق لقيادة الحركة ورفضت الخضوع لاوامر لا تخدم مصلحة الثقافة القومية ومن ضمنهم الهيئة المؤسسة للمركز والتي بذلت جهودا مضنية من اجل ايجاد هذا المنبر الثقافي واليوم اصبح المركز الثقافي الاشوري الذي عقدت عليه الامال من اجل احياء وتطوير الثقافة القومية اصبح مؤسسة مبتورة واشبه باحدى هيئات الحركة الديمقراطية الاشورية.
- لم تستطع قيادة الحركة من انتهاج سياسة واقعية في الساحة الوطنية والاقليمية تخدم المصلحة القومية وان سياسة المراوغة التي اتبعت من قبل البعض ووقوعهم تحت تاثير اطراف سياسية اخرى وكذلك موقف قيادة الحركة من الاحداث المؤسفة التي مرت على اقليم كوردستان خلال السنوات الاخيرة ادى الى الاضرار بالمصالح القومية والعلاقات بين ابناء شعبنا والشعوب التي تتعايش معه في الوطن الواحد.
- شئ واحد لم تقدم عليه القيادة هو مكافئة الرفيق يلده مرقس على سرقة الهويات ومحاولة بيعها في تركيا كما فعلت مع ميخائيل ججو عندما خطط وامر بتنفيذ جريمة اغتيال مواطن اشوري في مجمع المنصورية في شهر شباط 1995 بسبب اختلافات فكرية لا غير فكانت عقوبة الرفيق المذكور هو انقاذه من الملاحقات القانونية وراح ضحية ذلك الرفيق سردار يوسف من تنظيمات الحركة حيث تم الحكم عليه بالسجن لمدة خمسة سنوات واصابة مواطن اخر برئ بطعنات قاتلة بالسكين وفقدان البصر في احدى عينيه. نعم كانت عقوبة ميخائيل ججو في القيادة هي منحه اجازة مطولة ولربما دائمية ليقوم هو وعائلته بجولة في اوربا واميركا واخيرا استقر بهم المطاف في مدينة شيكاغو.)


اما السيد بينخس خوشابا عضو المكتب السياسي فيقول من بين اسباب استقالته عام 1996:
(- عدم المقدرة في اقامة تحالف مشترك او ورقة عمل مشتركة بين قيادة الحركة والاحزاب الاشورية سواء على ارض الوطن او في المهجر فدوما كانت هذه المجموعة سببا في احباط اي محاولة من اجل توحيد الصف الاشوري وابطال التحالفات القومية بين الاحزاب الاشورية ومن ثم طعنها لقيادات هذه الاحزاب.
- كما ان هذه المجموعة لم يكن لها موقف محدد تجاه قضايا شعبنا في المنطقة عموما ومن الاحداث والمستجدات اليومية، وما يؤول اليه مصير شعبنا والمنطقة عموما وكل ما يهمهم جمع التبرعات من الاحزاب والجاليات الاشورية في المهجر، ولا تمتلك الجرأة للمطالبة بحقوق ابناء شعبنا الاشوري في الوطن.
- ان اموال الحركة محصورة بيد شخصين فقط لهم حق التصرف بها وابواب الصرف مفتوحة لهم حسب اهوائهم وهم  القادرون على قطع النثرية والارزاق او منحها لمن يقف معهم.)

وعلى هذا المنوال بقية السادة الاخرين من المستقيلين من الحركة من مختلف المستويات التنظيمية.

كاتب هذا المقال هو واحد من اكثر ضحايا اساءات الحركة الشخصية والاجتماعية والمعنوية ضده (الذين فاتتهم فرصة التعرف على ذلك يمكن لهم الاطلاع على ما قد ياتي من تعليقات من ملثمين واسماء وهمية على هذا المقال)، ولكن قلبي يعتصر الما وحزنا على واقع الحركة اليوم. فالحركة التي اعرفها وعايشتها، حركة يوبرت ويوسف ويوخنا وفرنسيس، لا تستحق ما وصلت اليه اليوم. ولا اعتقد بوجود اي اشوري مسرور بما الت اليه الحركة اليوم. ولكن كل انسان او مؤسسة تحصد ما تزرع وعليها تحمل مسؤولية افعالها.
الشماتة ممارسة مرفوضة اخلاقيا ولا يمكن القبول بها او التسامح معها.
ولكنه ليس من الحكمة ايضا التعامل بسطحية مع الامور وترميمها على قاعدة تبويس اللحى وعفى الله عما سلف.
فلو كانت الحركة، وتحديدا الخارجين الجدد، قد توقفوا في حينها عند استقالات الجيل الاول وعالجوا الامور عوض تغطيتها وتسقيط وتخوين الخارجين الاوائل، ما كانت الحركة (ومعها وبسببها قضية شعبنا) وصلت ما وصلت اليه اليوم من تراجع واخفاقات.
من هنا يجدر التوقف عند ظاهرة الزوعا2 ومدى امكان ان تكون اضافة نوعية لقضية شعبنا ومستقبله وليست مجرد ظاهرة صوتية تنتهي بارضاء الكنة الزعلانة وعودتها الى بيت حماتها.
للاسف، الزوعا2 لحد الان لم يرفض ممارسات ومواقف الزوعا1 المسيئة منها للشان القومي والوطني، بل ولم يتقرب اليها حتى اعطى الانطباع بانه موافق عليها. وهذا بحد ذاته يثير الاسئلة اكثر من تقديمه الاجوبة.
الزوعا2 لحد الان كما يخاطبكم السيد تيري بطرس واقتبس من مقالته الاخيرة: (انكم تتشبهون بشخص يريد ان يعري لص ما ويتهمه بالسرقة، ولكنه مصر على الاستفادة من المسروقات، دون الاعتذار للضحايا واعادة المسروقات.)
اقول وبروح المحبة والصراحة انها ليست نهاية العالم ان يخطئ الانسان او المجموعة في خياراتهم وقراءتهم للامور. ولكنها بالتاكيد خطيئة قاتلة التشبث بها او تبريرها او تناسيها خاصة اذا كانت تخص شانا عاما (كما هي حالة الزوعا2).
ان ما ارتكبه الزوعا1 من اخطاء وتفريط واساءات بحق شعبنا وقضيته ووجوده ومستقبله ومؤسساته وكنائسه ومقدراته هو اكثر بكثير من ان يتناساه الزوعا2 اذا ما اراد ان يكون اضافة نوعية لشعبنا، ونحن جميعا نريدكم اضافة نوعية وواثقون بان لكم غيرة قومية وقدرات وخبرات تؤهلكم لذلك.
بالتاكيد فان المسؤولية المباشرة تتحملها القيادة التي ارتهنت قرارات الحركة ويتوجب ان نكون منصفين ونميز بين من يتحمل المسؤولية لارتكابه الاخطاء واصراره عليها، وبين الكوادر والقواعد التي التحقت ودعمت الحركة بدافع الغيرة والتعاطف القومي وباتت مع شعبنا ضحية هذه الاخطاء، فمسؤولية هؤلاء هي رفض الاخطاء وعدم تغطيتها.

اين البداية اذن؟
الاعتراف بالاخطاء والاعتذار للشعب عنها هو وحده الذي يمنح المصداقية والاحترام لهذا الحراك ويعزز ثقة شعبنا بفعالياته السياسية ويمنحها زخم الاندفاع نحو المستقبل.

ادناه رؤوس نقاط من البعض اليسير مما يتطلب الاعتذار عنه فتفصيلها يتطلب صفحات وصفحات معروفة لشعبنا، وبالتاكيد هي معروفة عندكم بالتفصيل والتوثيق:
•   العمل تحت قيادة اشخاص فشلوا في تبرئة انفسهم من تهم التعامل الاستخباري مع النظام السابق.
•   العنف الجسدي والفكري والاساءة الاخلاقية والسياسية للقوى والشخصيات والفعاليات القومية.
•   التهجم والاساءات للمرجعيات الدينية والكنسية والتدخل في الشان الكنسي ودعم الشقاق والصراع بكل ما انتجه من تسميم للاجواء وتفتيت للنسيج الاجتماعي وهدر للجهد والاموال والوقت والاساءة للشخصية والهيبة المعنوية للكنيسة وقدسيتها. (صحيح ان بعض من دفعتهم الحركة للمشاركة في هذه الحملة البشعة قدموا اعتذارهم العلني، ولكن هذا لا يعفي، بل يؤكد، ضرورة قيام من شجعهم على الاساءة للاعتذار).
•   تشويه وتقزيم قضية شعبنا وهويته ووجوده وحقوقه وتحريفها من هوية وقضية قومية وطنية الى هوية وقضية دينية ليس إلا. فرغم كل افتخارنا واعتزازنا بمسيحيتنا ولكن لنا هوية وقضية وحقوق قومية.
•    افتعال الازمات القومية والحروب الدونكيشوتية التي توسعت ساحاتها لتفتت نسيج شعبنا.
•   التضليل الاعلامي وبخاصة باتجاه المهجر الاشوري في مختلف المجالات السياسية منها والديموغرافية والانسانية وغيرها.
•   الفساد المالي سواء من حيث الهدر والسوء المتعمد في ادارة وتوظيف التبرعات والاعانات الكبيرة جدا التي قدمها المهجر واصدقاء الشعب الاشوري لشعبنا في الوطن (التعليم السرياني مثالا)، او من حيث سوء ادارة الواردات الحكومية والذاتية للحركة منذ سنوات الجبهة الكردستانية وصولا الى المنحة الشهرية المستمرة من حكومة الاقليم والتي يقال انها تصل 150 الف دولار شهريا.
•   تحزيب وتخريب المؤسسات القومية في الوطن والمهجر حتى بات بعضها مشلولا والبعض الاخر امام المحاكم الامريكية بسبب الفساد المالي.
•   فوبيا العداء للاخر من شركاء الوطن ومخاطبة الغرائز والتحريض وصولا الى زرع الياس من المستقبل في الوطن وشرعنة الهجرة والوطن المهجري البديل.
•   التحالفات من اجل المصالح الحزبية والشخصية على حساب الشراكات الوطنية والقومية وانتم ادرى بذلك.
وغيرها من الامور وصولا الى ممارسات صبيانية وخلط الشخصي بالعام والاجتماعي بالسياسي الخ..

وللسيد سالم كاكو اقول بمحبة واحترام: متى ادركت ان قيادة الحركة تعمل على قاعدة العداء مع الشركاء في الوطن؟ الم تدركها خلال 20 سنة من العمل شريكا في هذه القيادة و20 سنة من الاجتماعات واللقاءات في مختلف المستويات ومع مختلف الجهات، وتحديدا المهجر الاشوري حيث تم زرع وتغذية الفوبيا تجاه الاخر؟ اذا كنت انا وغيري ممن هم خارج الاطر التنظيمية للحركة تلمسنا لمس اليد هذا النهج وحذرنا منه وكتبنا عنه بوضوح في العديد من المقالات واكتفي برابط اثنين منهما (في نهاية المقال)، فكيف لم تتلمسه انت الا عندما اصبح مطلوبا ان تاتي في ثالث تسلسل القائمة الانتخابية؟
والاغرب، وكما جاء في نص استقالتكم، انكم تعتذرون ليس لمشاركتكم وتغطيتكم النهج بل لاستقالتكم من الحركة!!! بل وتعتزون بما قمتم به في السنوات السابقة والذي كان جزءا كبيرا منه الاساءات والاخطاء اعلاه ومن بينها الحقد والكراهية للاخر!!!
اذا كنت سيدي امتلكت الحكمة لتتلمس نهج معاداة الاخر في قيادة الزوعا1 فاني اتوقع ان تمتلك الشجاعة للاعتذار عن مشاركتك في هذا النهج بالممارسة او التغطية.

ان هذه الامور وغيرها التي تخص الشان العام والتي تبقى جزءا من تاريخ هذا الشعب وذاكرته تناولها الكثيرون، وانا احدهم، على مدى سنوات من الكتابة الموضوعية الصريحة والمسؤولة، وشخصيا اعمل الان على تجميع ونشر ما كتبته في كتابين (احدهما يخص تمرد السيد اشور سورو (مرفقا معه شهادات ومقابلات صوتية وفيديوية)، والاخر مجموع كتاباتي في الشان القومي والوطني مع الوثائق ذات العلاقة بها). واذا كان نقد هذه الممارسات وكشفها هو الحد الاقصى الممكن القيام به لمن هم خارج الحركة، فان الاعتذار عنها هو الحد الادنى للقيام به لمن كان داخل قيادة الحركة اثناء ممارستها.
وبالطبع فان الاخطاء التي مورست في العمل القومي لا تقتصر على الزوعا1، ولكن اخطاءه هي الاكثر تاثيرا لانه اكبر احزابنا القومية ولانه ارتكب افدح الاخطاء، ولان الخروج الجماعي الحالي منه هو موضوع مقالنا.
 ان حصر الخلاف على انه في اليات العمل التنظيمي ومندوبي المؤتمر والية اتخاذ القرارات واهمها التوزير يعني ان الزوعا2 مقتنع بالممارسات اعلاه وبانها لم تكن خطأ ولم تلحق الاذى بشعبنا.
كما ان الرهان على ان الشعب يفقد ذاكرته وينسى المستنزفين لطاقاته والهادرين لفرصه هو رهان غير صائب، فالشعوب لا تصاب بالزهايمر.

وختاما،
انها محطة مفصلية وموقف تاريخي وقرار صعب لا يقوى عليه سوى الحكماء والشجعان.
الحكمة وحدها لا تكفي، والشجاعة وحدها لا تكفي.
فالاعتذار يتطلب الحكمة والشجاعة.
اني لا اشك في حكمتكم ايها الاخوة في الزوعا2 من حيث خبرتكم الجماعية في العمل القومي، ومن حيث قدرتكم على تشخيص الاخطاء (بعضها اوردناه اعلاه) التي رافقت عمل المؤسسة التي انتميتم وعملتم فيها مدفوعين بغيرتكم القومية، وبالتالي من حيث امتلاك خارطة طريق لمعالجة هذه الاخطاء ابتداء باقرارها.
كما لا اشك للحظة ان من يلتزم مسيرة يوبرت ويوسف ويوخنا يمتلك هذه الشجاعة. ولعل الاصرار والارادة على مواصلة العمل القومي رغم ما بات يوجه اليكم من تهجم (نال الكثيرين قبلكم) هو مؤشر على هذه الشجاعة.
الاعتذار ليس ضعفا بل اقتدارا. وتقديم الاعتذار يرفع من شان مقدميه.
وليمنح الرب جميعنا الحكمة والشجاعة في كل اوان.

الخوري عمانوئيل يوخنا

البريد الالكتروني: youkhana(at)web.de

المقالين والروابط ادناه هي امثلة لاطلاع السيد سالم كاكو مع التقدير:
من ينفذ الاجندة الكردية: نحن ام يوناذم كنا؟
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=253626.0
آشوريو المهجر والفوبيا الكردية (باجزاءه الثلاثة)
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,34634.0.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=35013.0
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=37801.0

81
ماذا قال مسلحو المعارضة للراهبات في معلولا؟


"النهار"
فرج الله عبجي
11 أيلول 2013 الساعة 22:03

في وقت تتجه الأنظار الى معلولا لمعرفة من سيطر عليها النظام السوري أم المعارضة، فات العالم بأسره ان هناك صراعاً من نوع آخر يجري على ارض المعركة. صحيح ان الجيش السوري والمسلحين يخوضان اشرس المعارك في هذه البلدة للسيطرة عليها ولتسجيل نقاط اضافية، لكنهما في الوقت نفسه يخوضان معركة خفية لاظهارالاحترام والمحبة لمن تبقى في البلدة، وخصوصا راهبات دير مار تقلا.
رئيسة الدير الام بلاجيا سياف قالت لـ"النهار" ان "الوضع الآن تحت سيطرة الجيش السوري في معظم البلدة"، مؤكدة ان "معارك ضارية دارت بين الطرفين على اطرف البلدة بالقرب من اوتيل السفير الا انها انتهت مع هبوط الليل".
وعندما سألناها عن الوضع في البلدة لدى  دخول الجيش السوري مجددا، والى الدير تحديدا، قالت "كانوا فرحين اننا بخير وتصرفوا بكل محبة وعرضوا علينا المساعدة، ولم يغيروا تصرفاتهم معنا ".
هنا استوقفناها لنسألها، كم مرة دخل المسلحون الى داخل الدير وكيف تصرفوا مع ساكنيه، فقالت "امام الله اقول انه لم يصدر منهم اي تصرف سيء ابدا".
وأوضحت ان "المسلحين دخلوا الى الدير ثلاث مرات، المرة الاولى كانت منذ عشرة ايام، حين كانوا قرب المدخل واطلقت رصاصة عليهم فظنوا ان مطلق النار من الداخل فدخلوا ليفتشوا الدير، فخرجت راهبة وقالت له: "نحن لا نحمل السلاح ولن نسمح لاحد باستعماله في حرم الدير المقدس"، وعندما وجدتُ انه لم يقتنع منها، خرجنا انا واخواتي الراهبات وحين شاهدونا، تفاجأوا بجرأتنا وقالوا لنا: "لا نريد شيئاً منكم"، لكننا اصرينا ان يدخلوا ويفتشوا كي لا يبقى الشك في عقولهم، فدخلوا وفتشوا ولم يجدوا شيئاً، وهم في طريقهم الى الخارج، قال لنا المسؤول عنهم: " اذا احتجتم شيئاً، نحن على مدخل الدير".
واضافت سياف انه في المرة الثانية اي منذ اسبوع، "دخل المسلحون برفقة كاميرا فيديو ليصوروا، وسألونا كيف كانت معاملتهم لنا، فقلنا لهم اننا سنجاوب عن المعاملة داخل الدير لاننا لا نعلم بما جرى في الخارج، فأكدنا اننا لم نتعرض لأي مضايقة من قبلهم وهذه هي الحقيقة".
المرة الثالثة
وعن المرة الثالثة التي دخلوا فيها الى الدير، قالت "انهم ايضا جاؤوا بكاميرا نهار السبت ليصوروا الدير والتأكيد انه لم يتم التعرض  لساكنيه قبل ان ينسحبوا من محيط الدير". هنا سألناها، هل كان من بين المسلحين احد من ابناء البلدة؟، فأجابت "نعم كان هناك اثنان". وعن وجود مسلحين اجانب بينهم ؟، أوضحت أن "بعضهم كان يتحدث بلهجة غير سورية بالاضافة الى وجود آخرين من الاجانب".
وكما يتبيّن من شهادة الأم بلاجيا، فإن كل من  الجيش السوري ومقاتلي المعارضة يحرص من خلال تصرفاته مع من تبقى في البلدة على التأكيد انه هنا لحمايتهم والحفاظ عليهم، والسؤال-الواقع يبقى: اين اهالي معلولا اليوم ومتى يعودون الى بلدتهم في ظروف تسمح باستقرار العيش. سؤال يصح طبعا تعميمه على آلاف النازحين واللاجئين السوريين.

للاطلاع على الموضوع والصور المرفقة به في جريدة النهار:
http://jarayid.com/takes-you-to-annahar.com/w1

82
اعلان ودعوة

تنظم الاكاديمية البروتستانتية في هوفغايسمار – المانيا لقاء حواريا بعنوان (Der Sturz Saddam Husseins und die Folgen für die Kirchen im Irak) (سقوط صدام حسين وما تبعه على الكنائس في العراق) للايام 27 الى 29 ايلول 2013 يشارك فيه عدد من الاختصاصيين والمهتمين والاكاديميين من بينهم:
•   البروفسور مارتن تامكه عميد كلية اللاهوت في جامعة غوتنغن الالمانية والاستاذ الاختصاصي في الكنيسة المشرقية
•   البروفسور هيرمان تويله من جامعة نايميخن الهولندية واستاذ الدراسات الشرقية
•   الاب توماس بريتو بيرال مسؤول البرامج المسكونية للكنيسة اللوثرية في بافاريا
•   بيرغيت سفينسون الصحافية المختصة بالشؤون العراقية والمقيمة في بغداد
•   نعيم والي الروائي والكاتب العراقي
•   بالاضافة الى الارشمندريت عمانوئيل يوخنا
كما يتضمن البرنامج اقامة القداس الالهي بحسب طقوس كنيسة المشرق صباح الاحد
وفي الوقت الذي يسعدني الاعلان عن هذا اللقاء-المؤتمر وحيث ان مشاركتي ستكون بالاضافة الى اقامة القداس، وبحسب برنامج اللقاء، تقريرا تعريفيا عن الجالية المسيحية العراقية في المانيا بمختلف الامور القانونية والكنسية والاجتماعية والثقافية والتحديات والمصاعب التي تواجهها، بالاضافة الى التعريف بتمركزاتها في المقاطعات الالمانية وغيرها
فانه يسعدني تلقي مساهماتكم واقتراحاتكم ومعلوماتكم لاغناء التقرير والتي ارجو ارسالها بالبريد الالكتروني على بريدي الخاص:
Youkhana-at-youkhana.de
مع تقديري وشكري سلفا لكل المساهمين.

والرب يبارككم

الارشمندريت عمانوئيل يوخنا

83
سميل.. ذاكرة العراق المثقوبة

مع المخاض الذي تعيشه منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والذي ابتدا قبل ما يسمى بالربيع العربي الذي يبدو ربيعا بنهاية مفتوحة من حيث الشكل والمضمون فلا احد يدري متى او كيف ينتهي، ومع النتائج التي افرزها او هو في طريقه لفرزها على بنية ومستقبل المنطقة حيث اعادة تشكيل الحدود (كما في السودان) او اعادة بناء بنية الدولة (العراق وربما سوريا) او اعادة بناء الهيكلية المؤسساتية لادارة الدولة، ومع حقيقة ان بناء الاوطان والمستقبل هو تحد ليس بالهين وانه ليس وليد جهد اني بل لا بد ان يعتمد على تراكم جهود وخلاصات ونتائج تجارب مرت على الوطن ذاته او على الاوطان والشعوب في مسيرة بناءها، فانه لا بد للذاكرة العراقية ان تعالج ثقوبها وتستذكر تاريخ واحداث  العراق القريبة والمعاصرة التي ساهمت بشكل او باخر في تشكيلته ومساره وطنا وشعبا ومؤسسات واداء.
اكثر ما يعيق الشعوب والاوطان في مسار بناء مستقبلها هو عندما تفقد ذاكرتها لانها بذلك تكون مرشحة لاعادة انتاج فشلها وتكرار احباطاتها عوض الاستفادة من ما مرت فيه من تجارب.

سميل التي هي اول جريمة ابادة جماعية في تاريخ الدولة العراقية المعاصرة هي احدى ثقوب الذاكرة العراقية، بل اكبر هذه الثقوب.
سميل بجريمتها البشعة حددت بوصلة اداء الحكومات العراقية المتعاقبة في التعامل مع ابناء الوطن.. فلولا ثقب الذاكرة العراقية ونسيانها لسميل ما كانت حصلت مذابح حلبجة وصوريا والانفال والاهوار وشعبان.
سميل بتكريم جنرالاتها ومنحهم نياشين البطولة لارتكابهم مجزرة ضد ابناء الوطن زادت من نهم ورغبة السلطة لدى العسكر ليقودوا اول انقلاب عسكري في الشرق الاوسط عام 1936 ولتبتلي من حينها المنطقة وشعوبها بالانقلابات العسكرية.
سميل بطريقة تعامل الدولة مع هواجس ابناء الوطن ومطالبهم للعيش الكريم هي الفشل الاول واساس كل الفشل اللاحق والمستمر للدولة العراقية.
الم يكن تعامل الانظمة المتعاقبة مع الثورة الكردستانية اعادة انتاج لسميل؟
والم يكن التعامل مع اهلنا في الاهوار والجنوب اجترار اخر لسميل؟
اوليس ما يتعرض له اليوم ابناء الوطن الاصلاء بسبب هويتهم القومية او الدينية هو استمرارية لسميل؟

ماذا ترانا فاعلين اليوم ونحن نسعى (او على الاقل هكذا يدعي ساستنا) لبناء عراق مدني جديد وزاهر؟
ماذا ترانا فاعلين ونحن نرى ان سميل مستمرة وتوسعت مجاميع ضحاياها ممن نزيد من اهانتهم بتسميتهم بالاقليات!!
وتنوعت اساليبها من العنف الدموي بغاية الاجتثاث والاستئصال الى الغاء واجتثاث من الذاكرة العراقية.
اليس تغييب مذبحة سميل من المناهج الدراسية العراقية اهانة مباشرة لضحاياها وتبجيل غير مباشر لجنرالاتها والقائمين بها؟
وذات الامر للاعلام العراقي الرسمي منه والخاص، المرئي منه والمسموع والمقروء..
الا يستحق ضحايا سميل اعتراف الدولة العراقية بالمذبحة التي ارتكبت بحقهم والاعتذار عنها وبما يمنحهم وغيرهم من "الاقليات" الاطمئنان على وجودهم ومستقبلهم، بل وبما يمنح الثقة للعراقيين، كل العراقيين، اننا عازمون على طي صفحات الدماء والعنف.
الاشوريون، هذا الانتماء العراقي الاصيل والمتجذر، الذي يحتفي بيوم الشهيد الاشوري في السابع من اب كل عام والتي هي ذكرى مذبحة سميل، يستحق من وطنه العراق ان يشاركه هذا الاحتفاء.
في العديد من دول الشتات حيث التجا العراقيون، ومن بينهم الاشوريون، هربا من الظلم والاضطهاد الذي عاشوه في وطنهم، اقاموا النصب واطلقوا التسميات على الشوارع والساحات تكريما لسميل وشهداءها.
من المؤلم حقا ان لا يكون في العراق ذلك.

وبمنظار ورؤية اوسع: اليس تغييب المكونات العراقية القومية والدينية ممن نسميهم بـ"الاقليات" من الاشوريين والصابئة واليزيديين عن مناهج التربية والتعليم هو اساءة الى العراق وتاريخه اولا قبل ان يكون اساءة لهؤلاء ممن يريد البعض محوهم من الذاكرة العراقية؟
اليست الديانات المسيحية واليهودية والصابئية واليزيدية موجودة في العراق قرون قبل دخول الاسلام؟ فلماذا يتم تغييبها عن الذاكرة العراقية؟
تلاميذ المدارس العراقية اليوم هم صناع القرار العراقي غدا، فكيف سيكون القرار حكيما اذا كان صانعه يجهل مكونات شعبه؟
الجميع يكاد يتفق (على الاقل في التصريحات الاعلامية) وجوب قبول الاخر واحترامه، ولكن اليست الخطوة الاولى لقبول الاخر هي معرفته؟ كيف يمكن لي ان اقبل من لا اعرف بوجوده؟
استذكار التجارب الدموية والمؤلمة هو ضمانة لعدم تكرارها، بينما نسيانها او تناسيها هو استعداد لاستنساخها.

التعبير الاكثر تاثيرا والاعمق وجدانية للشراكة بين ابناء الوطن هو الشراكة في احترام الضحايا والاحتفاء بذكراهم.
كم هو وجداني ومعبر ان يستذكر العراق الرسمي والشعبي حلبجة والانفال والاهوار؟
وكم سيكون وجدانيا ومعبرا ان يستذكر سميل وصوريا؟

في ذكرى سميل وكضحية مباشرة لها بحكم عراقيتي واشوريتي فاني استذكر المقولة الشهيرة لمارتن لوثر كنغ: لدي حلم.
وحلمي هو ان يقام في العراق مركزا كبيرا باسم (لكي لا تتكرر) (Never Again) يضم مكتبة ومركزا توثيقيا لجرائم الابادة الجماعية في العراق الحديث، مثلما يضم دور عبادة صغيرة لكل الاديان العراقية (الاسلام، المسيحية، اليهودية، الصابئة، الايزيدية) لتعبر ليس فقط عن هوية الضحايا بل وعن ارادة ابناءهم للعيش المشترك، ويقوم المركز ببرامج سنوية في مجال حقوق الانسان والعيش المشترك.
ان الذي حقق حلم لوثر كينغ لم يكن قرارا تشريعيا وسلطويا من الدولة.
ان الذي حقق حلمه هو انه كان حلم الملايين المستضعفة.. وفي عراقنا وشرقنا ملايين مستضعفة تريد ان تعيش بمحبة وعدالة وكرامة واحترام ودون تمييز او تمايز.. فهل يتحقق حلمها..

الخوري عمانوئيل يوخنا

ملاحظات:

- المقال ادناه هو واحد من عدة مقالات نشرتها جريدة (العالم) الصادرة في العراق هذا اليوم الخميس 29 اب ومخصصة لموضوع سميل ضمن مبادرة للسيد حيدر سعيد. شارك في كتابة المقالات كل من حيدر سعيد، الدكتور سعدي المالح، مؤيد الونداوي،  سعد سلوم، والخوري عمانوئيل يوخنا. يمكن قراءة المقالات على الرابط:
http://www.alaalem.com/index.php?aa=category&category2=%C7%E1%D1%C3%ED

- الحوار، والراي والراي الاخر هي من ديناميكيات الحياة ومن اهم قوانين التطور والنمو. وشخصيا اسعى الالتزام بهذا المبدا من حيث ابداءي رايي بكل صراحة وتقبل الراي الاخر ضمن نقاشات وحوارات تقوم على الاحترام والموضوعية، بل وارغب بالاطلاع اكثر على الراي المخالف لرايي لاني فيه اجد اغناء لمداركي، ويجعلني انتبه الى زوايا وملاحظات ربما كانت فاتتني.
وهذا ما التزمته في سنوات كتابتي على موقع عنكاوة في مجمل الامور حيث كنت فيها صريحا والتزمت بقدر معارفي وامكاناتي المنهجية والموضوعية وتسمية المسميات باسماءها وتقديم ما اعتقده مهما للتقديم بعيدا عن الشخصنة والاساءة.
ولكن من تجربتي في السنوات السابقة، ومع ملاحظتي ومتابعتي لزاوية المنبر الحر منذ فتح باب الردود فيه، وللاسف الكبير، فان نسبة كبيرة منها تفتقر، برايي، الى الموضوعية والرزانة سواء من حيث الابتعاد عن الموضوع، او شخصنة الحوار، او اطلاق الاساءات والتهم جزافا وغيرها، لذلك فقدد قررت انه كلما انشر موضوعا فاني ارجو من الراغبين بحواره مراعاة ذلك.
وحيث ان تحوير او تشويه الحوارات تاتي في معظمها من ملثمين او اسماء وهمية، وحيث اني اعتقد بان من لا ثقة له بنفسه ليحاور صريحا باسمه وصورته وحقيقته فانه لا يتوجب السماح له بتعكير الحوارات، ولذلك اتمنى على مدير المنبر الحر عدم السماح للردود ممن لا يكون صريحا باسمه وحقيقته ويضع صورته.
ربما يكون الامر صعبا على مدير الزاوية ما دامت مفتوحة للجميع، وربما يكون الحل بزاوية مستقلة يساهم فيها فقط من تتوفر شروط الصراحة والشخصية الحقيقية له.
ولكني وبقدر تعلق الامر بمساهماتي الحالية والمستقبلية فاني ساقوم بحذف ما انشره اذا جاءت عليه ردود من ملثمين او اسماء وهمية وبغض النظر اذا كان الرد متفقا او مختلفا مع موضوعي.
وفي المقابل فاني احترمت واحترم كل الاراء المتفقة والمخالفة ما دامت تاتي من اشخاص حقيقيون لهم الثقة بانفسهم والاحترام لمن مقابلهم لاجراء حوارات هي بالتاكيد فائدة وايجابية واغناء للجميع.

والرب يبارككم

84
نشرت جريدة اليوم السابع المصرية هذا اليوم الاحد 18 اب 2013 تقريرا اخباريا عن مذابح السيفو والنصب التذكاري الذي يحيي شهداءها في بلجيكا، جاء في مطلعه:
فى الوقت الذى تتخذ فيه تركيا موقفاً متشدداً من الحكومة المصرية من أجل جماعة الإخوان المسلمين وتعمل على التحرك دوليا بزعم ارتكاب جرائم بحق الإخوان وافقت بلجيكا التى يقع بها مقر الاتحاد الأوروبى، بداية الشهر الحالى على إقامة نصب تذكارى لإحياء ذكرى ضحايا العثمانيين من الآشوريين والسريان، والتى تعرف عالمياً بمذابح الأرمن، وذلك فى قرية بانو، جنوب البلاد، حيث يتواجد مزار للعذراء مريم.

وتأتى إقامة هذا النصب بمبادرة من الجالية الآشورية فى بلجيكا والتى تريد لفت النظر إلى من وقع من أفرادها ضحايا للمذابح التى ارتكبها العثمانيون عام 1915.

وفى هذا الإطار، وصف بيير جابرييل، ممثل المعهد الآشورى السريانى فى بلجيكا، هذه الخطوة بـ"الهام والأساسى"، حيث قال إن هذا النصب يلفت النظر إلى معاناة مجموعات عرقية تعرضت للتصفية العرقية والتهجير.

ويشير جابرييل إلى أن هذا النصب سيساهم فى إحياء ذكرى ضحايا 1915 على يد العثمانيين فى الأراضى التركية، لافتاً إلى تعرض المسيحيين من مختلف الطوائف، ممن تواجدوا على الأراضى التركية، إلى مختلف أنواع التطهير العرقى.

للاطلاع على النص الكامل اضغط على هذا الرابط:
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1210347&SecID=12

85
الى انظار المرجعيات الكنسية المشرقية: هل تشاركون في اجتثاث جذور كنائسكم؟

اصحاب القداسة والغبطة والنيافة بطاركة ومطارنة واساقفة الكنائس الرسولية المشرقية المقدسة
اتوجه اليكم من خلال المنبر الالكتروني المفتوح هذا، موقع عنكاوة الاغر، لاضع امام علمكم معلومة و"مبادرة" ربما لستم على علم بها رغم وجود ممثلين للكنائس المشرقية المقدسة فيها.
وحيث ان الامر لا يخص كنيسة محددة لوحدها، فلذلك وجدت انه من المناسب ان اضع الامر امامكم بصفتي الشخصية كابن لهذا الشعب ومؤمن مسيحي مشرقي وليس بصفتي الكهنوتية في كنيسة المشرق الرسولية المقدسة، ومن دون الرجوع الى مرجعيتي الكنسية لانها ليست مسالة محصورة بهيكلية المهام الكنسية بقدر ما هي مسالة تخص الجميع، كما ولذات السبب ولكون الموضوع عاما وليس خاصا فقد ارتايت نشره بهذه الصيغة العلنية، خاصة وان القائمين على "المبادرة" والبلبلة المسمومة هذه ينشروها ويروجوها بصورة علنية ايضا.

بارخمار،
الامر يتعلق ببرنامج تهجير شعبنا من سوريا تدعو اليه منظمة (Zentralrat Orientalischer Christen in Deutschland ZOCD) اي (المجلس المركزي للمسيحيين المشرقيين في المانيا). حيث اطلقت دعوة لتهجير العوائل المسيحية السورية الموجودة في سوريا ولبنان وتركيا الى المانيا.
انا اعلم ان المرجعيات الكنسية (على الاقل في المستوى الاعلامي والرسمي) ترفض هكذا معالجات لانها ليست حلا للمشكلة فهكذا برامج وفي احسن احوالها ليست الا حلولا فردية للاشخاص والعوائل التي تشملها، مقابل المزيد من النزيف والهجرة والتهجير لشعبنا.
وانا اعلم ان المرجعيات الكنسية المشرقية تدعو شعبنا للبقاء والتشبث بارضه ووطنه وهويته المشرقية (مع تمنياتي ان يتحول ذلك الى برامج عمل تجسد وتدعم هذه الدعوات).
ولذلك فاني اجد من الغريب حقا ان يكون للكنائس المشرقية ممثلين باسم كنائسهم في هذه المنظمة وفي هكذا دعوة رغم علم الجميع ان هكذا "برامج" بالاضافة الى كونها اوهام يتم بيعها لضحاياها من ابناء شعبنا الذين يعيشون ظروفا صعبة في اوقات صعبة، فانها وبسبب هشاشة اوضاع شعبنا وبسبب سهولة الوقوع في هذه الفخاخ فانها في الحقيقة تزيد معاناة النزيف والهجرة.
تضم هذه المؤسسة بين مجلس ادارتها كل من:
•   سيمون جاكوب، رئيسا، من كنيسة السريان الارثوذكس
•   جورج محاريب، نائبا للرئيس، من الكنيسة القبطية الارثوذكسية
•   سطيفو تورغاي، عضوا، من الكنيسة السريانية الارثوذكسية
•   اواقيم صليوا، عضوا، من الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية
•   نينا سركون، عضو، من كنيسة المشرق الاشورية
•   سيما و. من الكنيسة السريانية الارثوذكسية\الكنيسة الرومانية الكاثوليكية (لم افهم صراحة كيفية هذا التنسيب)
•   سارة كولين من الكنيسة السريانية الارثوذكسية\الكنيسة الرومانية الكاثوليكية (لم افهم صراحة كيفية هذا التنسيب)

 (اقرا الرابط: http://zocd.de/der-zentralrat/selbstdarstellung/)

السؤال الى المرجعيات الكنسية المشرقية التي لها ممثلين في هذه المنظمة:
هل انتم موافقون ومشاركون في هكذا دعوة تهجير؟

ملاحظات اضافية:

1- تلقيت وبسبب نشاطي واهتماماتي بشعبنا في الوطن دعوة للمشاركة في اعلان تاسيس هذه المنظمة في نهاية تموز 2013 بمدينة ميونيخ الالمانية ولكني وبسبب تواجدي في بيروت حينها فقد اعتذرت عن المشاركة.
2- انا لست معترضا على برامج واهداف اخرى يمكن للمنظمة القيام بها مثل الحوار بين الكنائس والاديان وبرامج وفعاليات مشتركة بينها او تقديم المساعدة المعنوية والمادية للكنائس وابناءها في الوطن وغيرها بل دعمت وادعم وساهمت واساهم وتمنيت واتمنى النجاح والتوفيق لهم ولجميع المهتمين بحماية ودعم الكنائس المشرقية على التجذر والبقاء وبناء المستقبل.
3- ولكني بالتاكيد ارفض ان تقوم هكذا منظمات بتهجير شعبنا من الوطن وببرامج يتم تغليفها وتسويقها باشكال جميلة وانسانية. يحذرنا الكتاب المقدس من الخرفان بلباس الذئاب ولذلك فاني ارفض السم المغلف بالحلوى كما هو حال هذه البرامج.
4- بعد عودتي الى المانيا استلمت ايميل من المنظمة بتاريخ 11 اب 2013 وفيه دعوة واضحة لتهجير شعبنا وادناه مقتطف منه:
Wer Verwandte im Libanon, in der Türkei oder in Syrien hat und diese nach Deutschland holen möchte, muss das Formular des Hohen Flüchtlingskommissars (UNHCR) ausfüllen.
بل وطلب التبرعات لعمل المنظمة وبضمنه برنامج التهجير!!!:
Unterstützen Sie unsere Arbeit durch eine Mitgliedschaft oder einer Spende.
5- قمت بالاجابة على الايميل بصراحة واضحة، وادناه مقتطفات منه:
Please remove me immediately from your email list.
I don’t want to support or participate in any means with any person/organization/program/etc who are supporting the exodus of Christians from Middle East.
In this way, you are plugging the roots of Oriental Christianity and you are doing exactly what the radical and jihadis groups intend.
You are giving the golden prize for the jihadi groups.

It is much better to offer moral and material support to Syrian Christian refugees in Lebanon, Iraq and other countries rather than supporting the evacuation of Christians from Middle East.
Open a kindergarten, a health centre, vocational training centers, etc is the real support.
وترجمته:
ارجو رفع اسمي فورا من قائمتكم البريدية.
انا لا اريد ان اساعد او اساهم باية طريقة من الطرق مع اي شخص\منظمة\برنامج\الخ من التي تدعم خروج المسيحيين من الشرق الاوسط.
بهذه الطريقة انكم تقتلعون جذور المسيحية المشرقية وانتم تنفذون بالضبط ما تريد المجموعات الراديكالية والجهادية القيام به.
انكم تقدمون الجائزة الذهبية للجماعات الجهادية.
انه من الافضل تقديم الدعم المعنوي والمادي لمساعدة السوريين المسيحيين اللاجئين في لبنان والعراق وبقية الدول بدل المساعدة في اخلاء مسيحيي الشرق الاوسط.
افتتاح روضة اطفال، مركز صحي، مركز تعليم مهني، الخ هي المساعدة الحقيقية.
6- حيث، وللمؤسف، ان معظم الردود في المنبر الحر تقوم على تحريف وجهة الحوار وشخصنته وتحويله الى اساءات واساءات مقابلة (فردية وجمعية) مما يفقد غالبية الحوارات قيمتها وجدواها من ناحية. وحيث ان الموضوع هو اساسا معلومة نريد وضعها امام علم المرجعيات الكنسية (اي ليس مقالا او رايا) فاني اتمنى على المشرف على المنبر اغلاق الحوار في هذه المساهمة.
مع تقديري واحترامي للجميع.

الارشمندريت عمانوئيل يوخنا

86
المنبر الحر / في كلمة: فه لا
« في: 15:17 06/08/2013  »
في كلمة فه لا
الارشمندريت عمانوئيل يوخنا

ملاحظات استهلالية:

1- قبل اسابيع اطلعت في موقع عنكاوة على تقرير اعلامي عن الاحترام بين الاديان وورد في التقرير كلمة وتسمية (فه لا) فاستذكرت مقالي الذي كتبته قبل 20 عاما  ونشرته في حينها في جريدة (الاتحاد) (جريدة الاتحاد الوطني الكردستاني) العدد 27 في 8- 5- 1993 واعيد نشره الان على الانترنت وبذات صيغته تعميما للفائدة والحوار.
2- للاخوة القراء الذين يرغبون بمحبة الاطلاع على وجهة نظري ورايي الشخصي في مسالة التسمية ، اقول يمكنكم ذلك من خلال الرابط التالي الذي يتضمن نسخة الكترونية من كتابي (حربنا الاهلية: حرب التسمية):
http://www.ankawa.com/Name_Civil_War.pdf
واعتذر منهم سلفا باني لن ادخل في اي نقاش تسموي، ففي هذا الكتاب ما يكفي لاعطاء رايي وتوضيح موقفي جليا.
3- اعتذر الى امراء الحرب الاهلية الذين لا يكلون جهدا ولا يضيعون فرصة عند نشر اي مقال فيه كلمة واحدة يتخذونها مدخلا لجولة جديدة في حرب البسوس هذه، اعتذر منهم باني لن اشارك في هذه الحرب، ولن انقاد الى اية جولة فيها.

المقال:
    
يتداول الاخوة الكرد في عموم منطقة بهدينان تسمية (فه لا) عندما يبغون الإشارة إلى الآشوريين أو المسيحيين (الآشوريون جميعهم مسيحيون) وكلمة (فه لاني) للدلالة على اللغة القومية للآشوريين...
وحيث أن كلمة (فه لا) لا ترد في أي من القواميس الكردية على أنها مفردة كردية (1) كما وليس لها أي اشتقاق أو تأويل لغوي بحسب قواعد اللغة الكردية, فقد ارتأينا أن ندلي برأينا في اصل هذه التسمية ومدلولاتها فنقول :
أن (فه لا) هي تكريد للمفردة العربية (فلاح) .. وقد دخلت ومنذ عدة قرون إلى اللغة الكردية كتسمية تشير إلى الآشوريين خصوصا والمسيحيين عموما..
ويعود ذلك إلى حقيقة أن الآشوريين المعاصرين ينتمون ويقطنون تاريخيا في منطقة نينوى وامتدادها شمالا إلى جنوب تركيا المعاصرة.. واستمر انتماءهم إلى هذه الأرض حتى بعد سقوط كيانهم السياسي حيث استمروا في العيش على أرضهم جيل بعد آخر يمارسون نشاطهم الاقتصادي الزراعي فيها فيفلحون الأرض ليرتزقوا منها...
وبعد دخول الإسلام إلى المنطقة بما رافقه من موجات سكانية عربية وبما افرزه من نتائج على لغة وثقافة السكان الأصليين حيث تعرب معظمهم فقد تقلص الوجود القومي الآشوري, إلا أن من بقي منهم محتفظا بلغته وخصائصه القومية فقد استمر في مزاولة نشاطه الاقتصادي الزراعي في الأرض التي ورثها عن أسلافه...
من هنا أطلق العرب القادمين إلى نينوى وضواحيها على الآشوريين ولغتهم تسمية (فلاحي) أو بالعربية الدارجة (فليحي) بحسب لهجة عرب الموصل, وهذا ما زال شائعا في الموصل إلى يومنا هذا, حيث إذا ما تكلم الآشوريون بلغتهم القومية فانه يقال لهم : (انهم يتكلمون بالفليحي), أي لغة الفلاحين.. بكل ما يعنيه ذلك من حقيقة تاريخية من أن هذه اللغة والشعب الذي يتحدث بها ينتمي إلى تلك الأرض أبا عن جد, ذلك انه وكما هو معروف وفي كل المواطن والأزمنة أن الفلاح هو الأقدم انتماء إلى الأرض...
من هنا وكنتيجة لتحادد بهدينان بالموصل وأطرافها وكنتيجة للاختلاط والتعامل بما يفرزه من تأثر وتأثير فقد دخلت التسمية إلى بهدينان ولتتكرد وحسب اللفظ الكردي فتصبح (فه لا) ولتشير إلى الآشوريين المسيحيين...
وإضافة إلى ما سبق فان اقتصار تداول المفردة العربية (فليحي) على الموصل وأطرافها واقتصار تداول المفردة الكردية (فه لا) على بهدينان من دون غيرها من المناطق الكردية هو دليل إضافي على اصل التسمية ومدلولها عند بداية تداولها....
أما القول بان التسمية (فه لا) تشير إلى المسيحية بغض النظر عن الانتماء القومي فهو قول مردود, من حيث انه لا وجه ربط أو تأويل لغوي أو تاريخي لذلك إضافة إلى أن تسمية (فه لاني) تشير قطعا إلى اللغة السريانية حصرا وكذا الحال بالنسبة لكلمة (فليحي) كإشارة إلى اللغة, وبذلك تصبح كلمة (فه لا) و (فليحي) إشارة إلى الآشوريين, أما اتساع مدلولها المعاصر لتعني (المسيحي) فهو راجع إلى انه والى تاريخ قريب جدا, مع بداية هذا القرن, فان الانتماءات في المنطقة كانت تفرز على أساس الانتماء الديني وليس القومي الأمر الذي أدى إلى إضفاء طابع ديني كون المسيحيين في بهدينان هم من الآشوريين جميعا ما عدا الأرمن الذين يشكلون تجمعا سكانيا صغيرا وإذا كان يشار إليهم أحيانا بـ (فه لا) فانه لا يشار إلى لغتهم قطعا بـ (فه لاني) بل (ارمني)..
إلا أن ما نريد أن نختم به رأينا هو رغم أن تسمية (فه لا) أكاديميا تعبر في حقيقتها واصلها التاريخي واشتقاقها اللغوي إلى حقيقة الوجود الآشوري وانتماءه التاريخي إلى ارض النهرين, إلا أنها في الواقع المعاصر تعطي انطباع (الأقلية المستضعفة), الأمر الذي يجعلها غير مستساغة السمع والتداول بين عموم الآشوريين, خاصة وان عهد الاستضعاف قد ولى مع شمس التحرر والوحدة والتقدم على أساس احترام حقوق كل القوميات وتسمية المسميات بأسمائها...
    
(1) المقصود هو أنها لا ترد كمفردة كردية الأصل, فالمعروف أن كل اللغات قد دخلت عليها مفردات من اللغات الأخرى وربما اشتقت منها كلمات وفق قواعد الصرف والاشتقاق للغة التي دخلت عليها هذه المفردات, إلا أن ذلك لا يلغي كونها دخيلة, وكلمة (فه لا) هي واحدة من هذه المفردات الدخيلة على الكردية مثلما هي كلمة كرسطينا (ܟܪܣܛܝܢܐ) وتصريفاتها دخيلة على السريانية وترد في جميع القواميس السريانية, ولكن كمفردة دخيلة فلا أحد يقول بسريانيتها..

87
وَهَل لِكنائسَ بيث نهرين خِيارٌ آخَر؟
(مـَن لا يَجمعُ معي فهو يُفَرِق) لوقا 11 : 23

المقال مكتوب ومنشور في شباط 1997

المـدخــل..
منذ التوقيع على الإعلان المسيحاني المشترك بين كنيسة المشرق والكنيسة الكاثوليكية الرومانية في 11 تشرين الثاني 1994 وحديث التقارب والاتحاد بين كنيسة المشرق بشقيها (الاثوري) و(الكلداني)(1) يكاد يغطي المساحة والزمن الأكبر في اهتمامات ونقاشات أبناء شعبنا الآشوري من أبناء كلتا الكنيستين، وبخاصة شق كنيسة المشرق (الاثورية) منها، ويشارك في هذا الحوار والنقاش اليومي عموم أبناء شعبنا اكليروسا ومؤسسات ومثقفين وشخصيات..
هذا على صعيد الحوار والحياة والمعايشة اليومية، أما على صعيد المواقف المعلنة والمنشورة، فان الحوار والنقاش وإبداء الرأي حول هذه المسالة يغطي أيضا الرقعة والزمن الأهم في اهتمامات وأولويات أولي الأمر وتحديدا المراجع الكنسية البطريركية والأسقفية والكهنوتية لكلتا الكنيستين، ويتمثل ذلك عبر إعلانات وأحاديث وخطوات يقودها الآباء البطاركة ومن وراءهم الأغلبية الصامتة من الاكليروس والمؤمنين ومؤسساتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية، هذه الأغلبية التي ترى في إعلانات ومواقف آباءهم البطاركة تعبيرا عن ما هو في بالها وذهنها ومخيلتها وأحلامها بتحقيق التقارب والاتحاد فتقدم له صلاتها وقرابينها وجهدها..
فالطموح والحلم الوحدوي القائم على الإيمان المسيحي والشعور بالمسؤولية تجاه الكنيسة ومستقبلها كان الذي أَلهَمَ كهنة كنيسة المشرق في محافظة دهوك ــ شمال العراق (حينها كنت واحدا منهم، وما أزال اشعر بالانتماء روحا وفكرا إلى تلك المَواطن) وقادهم إلى الدعوة إلى هذه الوحدة عندما بينوا رأيهم مجتمعين في مسالة التوقيع على الإعلان المشترك مع الفاتيكان، حيث سبقوا زمانهم في رسالتهم المؤرخة 14 نيسان 1993 إلى غبطة مار كيوركيس مطران كنيسة المشرق ووكيلها البطريركي في العراق لينقل موقفهم إلى المجمع السنهاديقي المقدس للكنيسة، معلنين ليس فقط موافقتهم وترحيبهم بالتوقيع على الإعلان المشترك (المقترح حينها) بل دعوا إلى جعله مرتكزا وخطوة أولى نحو تحقيق الوحدة الكاملة مع الكنيسة (الكلدانية) على أسس أو شروط ثلاثة:
أ - الاحتفاظ باسم الكنيسة وحمايته كما هو تاريخيا: (كنيسة المشرق الرسولية المقدسة) واختصارا (كنيسة المشرق)..
ب - المحافظة على اللغة السريانية كلغة للكنيسة وتوسيع الاهتمام والنشر بها.
ج ـ حماية الوحدة القومية لأبناء الكنيسة كشعب آشوري..

متجاوزين بذلك عقد الماضي ومعيقات الوحدة المختلفة.. فهل كان رأي كهنة دهوك رؤيا بدأت الآن بالتحقق؟.
مثلما يعبر عن هذا الاهتمام مواقف أقلية رافضة للاتحاد ما زالت أسيرة ماضي الفرقة ولم تتحرر ذهنيتها ونظرتها من سلبياته وتقوقعه الذي قد يتيح للبعض منها امتيازات وجاهة وسلطة..
عجبي من هذا البعض الذي ما كادت الكنيسة أن تخطو في طريق تحقيق الاتحاد الذي نتحدث جميعا ونكتب عنه ونتغنى ونحلم به، حتى تراه يرتد إلى الماضي ويشعر بالحنين إليه حتى قبل أن يفقده..
وضمن هذا الحوار أتقدم برأيي ووجهة نظري، ليس لان فيها جديد مخفي على آبائي الروحانيين واخوتي الكهنة، وليس لأني قادر على تغيير مواقف البعض الرافض، فأنا اعترف بضعفي البشري على ذلك متوجها بالصلاة للرب أن ينير القلوب والعقول.
بل، أتقدم برأيي لسبب بسيط ومتواضع هو أني انتمي إلى هذه الكنيسة وهذه الأمة، كانسان وكاهن، ومن حقي إبداء الرأي في أمور لها أثرها على واقع ومستقبل هذا الانتماء، وبذلك هو واجب وحق أن أقول قولي فيها، خاصة وأني لا أتداول سرا كنسيا، فحديث الوحدة هو حوار مفتوح في هذه الأيام.. وقبل القيام بذلك أود توكيد نقطتين أساسيتين:
1- لا أريد إبداء رأيي وتحديد موقفي من منطلق عاطفي، ذلك أن أمورا كهذه لا بد أن يتحكم فيها العقل وتحتكم إلى حقائق الواقع الملموسة وليس إلى العواطف، على أهميتها. إن إثارة العواطف وتأليب المشاعر لكسب التأييد أو الرفض في أي موقف هو، برأيي، ابتزاز لا يجدر بنا ممارسته في كنيسة المسيح..
2- قد يتخالف رأيي وربما يتقاطع مع آراء آباء واخوة لي في الكنيسة والأمة، ولكن ذلك لا يلغي أبداً مشاعر البنوة والاخوة هذه. فالاختلاف ليس حربا، والحوار ليس انتقاصا.. بل وأرى انه من المثمر جدا أن يجري نقاش مفتوح في الكنيسة، اكليروس وعلمانيين، حول أمور جوهرية ومهمة، مثل الوحدة، ما دام الحوار يجري بروحية مسيحية قائمة على الاحترام المتبادل للآراء والمواقف (ما يسمى بلغة اليوم بالديمقراطية) والثقة بان مصدرها وهدفها جميعا هو تمجيد اسم الرب وخدمة كنيسته وأبناءها.
وبالعودة إلى الموضوع، أقول أن كنيسة المشرق بإقرارها ضرورة الخروج من عزلتها ومباشرتها السير في الانفتاح والحوار مع الكنائس المسيحية عامة، والكاثوليكية خاصة، و(الكلدانية) بوجه أخص واكثر تحديدا، تكون قد أثبتت أنها، أي كنيسة المشرق، وبعد اكثر من سبعة قرون من الانعزال والتقوقع بحكم الظرف التاريخي الصعب الذي مرت فيه، إنها ما زالت كنيسة قرار وإرادة، إنها كنيسة تواجه بثقة واقعها بما يتضمنه من تحديات وتهديدات جدية قائمة ليس اقلها الفرقة والتشتت في المعمورة والتطرف الأصولي ومخططات إلغاء الوجود والهوية الدينية والقومية في الوطن الأم والعلمانية واللاانتماء في المهجر.. وتثبت إنها متجهة بهذه الثقة نحو مستقبلها بما يحمل من أمل بقهر هذه التهديدات والخروج من هذه التحديات وقد اكتسبت وشعبها قوة مضاعفة..
إن قرار الكنيسة لمواجهة واقعها والسير نحو مستقبلها والولوج إلى الألف الثالث بثبات وعزيمة هو قرار يستحق الدعم والمناصرة ويستحق أن نتوجه من اجله إلى الرب المسيح بصلاتنا وأدعيتنا..

ما الذي يدفعنا نحو الوحدة؟

- إن الرب يسوع المسيح، رأس الكنيسة وفاديها بدمه الثمين، يصلي من اجل هذه الوحدة..
(ليكونوا واحدا، كما نحن واحد) يوحنا 17 : 11، 21، 22.. أفلا يجدر بنا الإذعان لصلاة من وهب ذاته فداء لنا؟..
- لان الكنيسة تعلن في دستور إيمانها النيقاوي، ومنذ 1600 عام، ومن على فم أبناءها انها تؤمن (بكنيسة واحدة)..
- لان كنيسة المشرق وفي صلواتها تنشد الوحدة وتطلبها..
راجع للمثال لا للحصر، تسبيحة آحاد تقديس البيعة، الحذرا ج 3، الصفحة 568، حيث يتضرع أبناء الكنيسة للرب بقولهم:
(احلل فيها، في الكنيسة، أمنك، وابطل منها الشقاقات). وكذا في صلاة الكاهن لفجر الأحد الأول لتقديس البيعة ص 572 من ذات المجلد: (أيها اليم الغير المحسوس بأسراره.... نتضرع إلى رحمتك من اجل كنيستك المقدسة الجامعة هنا وفي كل مكان.... ابطل منها الجدالات والشقاقات والانقسامات....) وغيرها كثير..
فهل يا ترى لا نفقه ما نصليه؟ أم ترانا غير راغبين بما نتضرع من اجله؟..
- بمعرفة الحقيقة التاريخية أن أحد الأسباب المهمة في الانقسامات الكنسية في شتى أنحاء المعمورة كان الاختلاف في البيئة الاجتماعية والثقافية والموروث الحضاري والفكري بين المجتمعات المسيحية، يصبح جليا أمامنا أن الانتماء المشترك لأبناء الكنيستين (الاثورية) و(الكلدانية) إلى أصول وجذور قومية واحدة ويجمعهما التاريخ والتراث الواحد واللغة والثقافة الواحدة والمعاناة والطموح الواحد نحو التحرر من المظالم القومية والدينية، تشكل جميعا عوامل محفزة ودافعة للوحدة بين الكنيستين.
الكنيستان لهما منشأ واحد.. مكتبة حضارية واحدة.. ذبحا بسيف واحد.. يطمحان لمستقبل واحد..
إن ما يجمع أبناء الكنيستين هو أقدم وأعمق وأغنى وأقدس مما يفرقهم..
فعلام التردد من الوحدة يا ترى؟؟
- تعيش كلتا الكنيستين وشعبهما الواحد واقعا مشتركا بكل ما يحمله من آلام وآمال، من تهديدات وطموح، سواء في الوطن والمهجر.. ففي الوطن حيث المنبت والمصير، حيث الأمس والمستقبل، تعرضت وما زالت الكنيستين وشعبهما إلى مظالم تستهدف في نهاية المطاف إلى إلغاء الوجود وطمس الهوية والذات الدينية والقومية والثقافية لهما..
فمخططات تعريب الأرض والشعب استهدفت رعايا كلتا الكنيستين، وتدمير القرى وتهديم الكنائس بكل ما كانت ترمز إليه من هوية وانتماء تاريخي للأرض والإنسان شمل كلتا الكنيستين (حوالي 150 قرية، وسبعين كنيسة مدمرة)، وتأميم مدارس الكنيسة والرقابة على نشاطات الشبيبة الكنسية بل وإلغاءها في العديد من الأماكن والأوقات كان دون استثناء، ومحاولات التأثير والتحكم بالقرار الكنسي، بالترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، لم تسلم منه أي من الكنيستين، والتأثير والضغط الاجتماعي والنفسي لخلق وتعميق الشعور بالاغتراب في الوطن كخطوة نحو هجرته إلى المجهول جلية للعيان، ويغذيها غموض الرؤيا المستقبلية (راجع نداء رؤساء الطوائف المسيحية في العراق في 18 تموز 1991 في أعقاب حرب الخليج)، حيث يرد نصا:
(وقد لاحظنا مؤخرا بقلق أبوي اتجاه بعض أبنائنا إلى طرق أبواب الهجرة لأسباب شتى خلقتها ظروف ما بعد الحرب، منها: ضياع الاستقرار، والحصار الاقتصادي وما نتج عنه من ضيق في المعيشة، وقلق بالنسبة إلى المستقبل الغامض، والخوف أحيانا من المتغيرات على الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية)..
وفي المهجر تواجه جاليتي كلتا الكنيستين ذات التحديات والصعاب في المحافظة على الذات والهوية والثقافة والانتماء الكنسي والقومي في طوفان المجتمعات الغربية بما تحمله من مادية علمانية وانفرادية انعزالية تقود إلى فصم العلاقات الاجتماعية والقومية حيث بات انساننا في المهجر أسير ذاته وطموحاته الفردية ومتقاطعا في العديد من الأحيان مع انتماءه التاريخي الكنسي والقومي.
وأمام هذه التهديدات والتحديات التي تفرض علينا مواجهتها تضامنيا، هناك أيضا ما يجعلنا غير مترددين في السير نحو الوحدة، ذلك هو وعي وإدراك عموم أبناء شعبنا بان خلاصهم من هذه التحديات هو وحدتهم، وبذلك يشكلون عمقا جماهيريا ومؤسساتيا لآباء الكنيسة في قرارهم الوحدوي. وهذا عامل حاسم لإنجاز أي قرار، ذلك أنه عندما يتحقق التوافق بين قرارات قيادات الكنيسة وطموح مؤمنيها، يكون تجسيد هذه القرارات أمرا هينا يمكن معه امتصاص أية افرازات ثانوية أو نزعات فردية معارضة. وبالعكس عندما لا يتحقق هذا التوافق تتسع الفجوة والانفصام وينعدم تأثير وجدوى القيادات في حياة ومصير القواعد..

ما الذي يعيق الوحدة؟
بدءا نقول: ما اسهل أن نبقى مفترقين، وما أهون أن نستمر مشتتين، فذلك لا يتطلب أية تضحية وأية جهود..
ولكن مهلاً، أيها السادة، منذ متى كانت كنيسة المسيح تبحث عن الأسهل؟ ومتى ارتضى آباء الكنيسة، مار بطرس وبولص، مار توما ومارشمعون برصباعي، مار توما اودو ومار بنيامين شمعون بالأهون؟
فهل، يا ترى، نتوقع من ورثتهم أن يختاروا بخلاف آباءهم؟ لا، وألف لا، فكنيسة اختارت الصليب والجلجثة، الشهادة والاستشهاد، لن تقبل الرضوخ لأية صعاب ما دامت وضعت ثقتها وإيمانها برب الأرباب، يسوع المسيح الذي وعدها وعدا قاطعا أن: (قوات الجحيم لن تقوى عليها) متي 16 : 18..
إننا نقر بصراحة وجرأة إن قرار الوحدة ليس مجرد توقيع.. فهناك العديد من الاشكالات والعوائق، أهمها برأيي:
- التراكمات التاريخية لقرون متعاقبة والتي هي نتائج طبيعية لانقسام الكنيسة والقطيعة (لأسباب مختلفة بعضها جغرافي  طبيعي وبعضها كنسي مذهبي) بين أبناءها.
- الاختلافات الطقسية والقانونية والإدارية بين الكنيستين، وهي الأخرى نتاج طبيعي للانقسام الذي حصل في الكنيسة..
- ولاء البعض للرئاسات وسلطاتها وسعيه إليها اكثر من الولاء للمسيح راس الكنيسة الأوحد والسعي إليه، وهذه لا تقتصر على كنيسة المشرق بشقيها بل نجدها جلية في أي نقاش وحدوي بين أية كنيستين مسيحيتين..
إن هذه العوائق يمكن تجاوزها والتغلب عليها إذا ما وعينا مسؤولياتنا تجاه كنيستنا وشعبنا ومستقبله، وإذا ما امتلكنا روحية مسيحية في الحوار الذي هو وحده السبيل والأسلوب..
أما تجاوز معطيات التاريخ وحقائق الواقع القائم ودعوة البعض لوحدة الكنيسة عبر (عودة المنشق وتوبته) وتصوير ذلك على انه (السبيل الوحيد للوحدة الحقيقية)، وكذلك الادعاء بامتلاك الحقيقة المطلقة وكل ما سواها باطل، والطعن بمسيحانية الكنائس الأخرى، فنعتقد أنها دعوات تحرص على التشتت (بما يوفر للبعض من امتيازات ووجاهة) اكثر من كونها دعوات للوحدة المسيحية. وما ننصح به دعاتها هي العودة إلى الإنجيل الطاهر وقراءته والعيش مع الرب المسيح في تواضعه ومحبته وتضحيته..
أما التشبث بمقولة أن الاتحاد مع الكنيسة (الكلدانية) هو (هزيمة) لكنيسة المشرق و(خضوع) منها لكنيسة تمتلك الأكثرية البشرية (اكثر من نصف شعبنا هم من الكنيسة الكلدانية)، بينما ليس شرطا أن تكون الأكثرية هي صاحبة الحق والحقيقة دوما.
نقول أن ذلك يكون صحيحا تماما لو كانت الكنيستين في حال تقاطع وصراع، ولكن واقع الأمر ليس كذلك، فكلا الكنيستان تنتميان إلى المسيح إيمانا وعقيدة، وبذلك فكلتاهما تمتلكان الحقيقة، والتباين القائم بينهما لا يتعدى الأمور الثانوية في الإيمان، سواء ما كان منها طقسيا أو قانونيا أو إداريا، وبالتالي فلا مجال لتطبيق قوانين ومفاهيم الصراع والتحارب على العلاقة بين الكنيستين.
إن الحوار الوحدوي بين الكنيستين هو حوار محبة واحترام وثقة وتضامن في المسؤولية وشراكة في الانتماء..
انه باختصار حوار مسيحي بين كنائس مسيحية من اجل غد مسيحي لشعب مسيحي.

- الاتجاه التقليدي المحافظ (بين الاكليروس بمختلف درجاتهم الكهنوتية او بين العلمانيين) الذي يبرر وجوده ويغطي نقصه وقصر نظره وارتباطاته عبر الاختلاف والتقاطع والعداء مع الآخر المقابل.. فنراه يقوم بتوظيف التراكمات المشار إليها سابقا ليبتز من خلالها تعاطف الناس عبر التحذير من (الذئاب الذين يرتدون ثياب الحملان) أو التصوير لها بان الاتحاد بخلاف الأسلوب الذي يريده هو خيانة تاريخية وإلغاء لهوية الكنيسة بل ولمسيحيتها وإيمانها وانقطاع عن الجذور الثقافية والقومية لأبنائها. أو تراه يحذر من أن التوجهات الوحدوية هي مصيدة ووقوع في الفخ ذاته الذي نصبته الحملات التبشيرية، ناسيا أو متناسيا أن ذلك يمثل انتقاصا من الكنيسة وآباءها قبل أن يكون تغافلا عن التباين بين الأمس واليوم في النضوج والروح المسيحية لقادة كنائس اليوم. أو تراه يقوم بالتعتيم على الخطوات الوحدوية بغاية تحجيم تأييد المؤمنين لها وخلق فجوة بين ما وصلت إليه هذه الخطوات وبين ما يعرفه أبناء الكنيسة (وبضمنهم الاكليروس) عنها، وصولا إلى عزل المؤمنين عن مرجعياتهم البطريركية..
- الأنظمة الحاكمة في الوطن الأم، بيث نهرين، حيث ان هذه الأنظمة تدرك أيضا أن اتحاد الكنائس المشرقية يشكل عامل ديمومة وبقاء وقوة لهذه الكنائس وشعبها في وطنه التاريخي، فانه لا بد لنا وان نتوقع حتمية سعي الأنظمة القائمة إلى تعطيل أي مسعى للتقارب أو الاتحاد بين هذه الكنائس، وإذا كان دور هذه الأنظمة وازلامها ورجالاتها واضحا في الماضي القريب والمعاصر في زرع الشقاق وتعميقه في كنيسة المشرق، فانه كحكماء في الرب يحق لنا توقع استمرار هذا الدور، ولعل إشارة جريدة بابل وبصورة مشوهة ومتعمدة في عددها بتاريخ 12 تشرين الثاني 1994 إلى خبر توقيع الإعلان المشترك مع الفاتيكان مؤشرا على هذا الدور الذي يستفيد في تشويهه من التعتيم الذي تفرضه بعض القيادات الكنسية على وقائع الأحداث وحقائقها..

السبيل لتجاوز هذه العوائق..
أمام هذه العوائق هناك الكثير لنفعله، وكل من موقعه، لتجاوزها والتغلب عليها، وأدناه وسائلا أراها مهمة وفاعلة:
- يقول الرب المسيح:(وكل ما تطلبونه في الصلاة بإيمان، تنالونه) متي 21:22.
ويقول أيضا: (حتى الآن لم تطلبوا باسمي شيئا. اطلبوا تنالوا، فيكون فرحكم كاملا) يوحنا 16 : 24..
 فعلام التردد، هيا إلى الصوم والصلاة أيها المؤمنون، ولنرفع اليه وباسمه طلباتنا.. السنا نمتلك هذه الثقة به؟
وكما قال أحد المؤمنين: (نحن لا نصلي من اجل أحمال أخف، بل من اجل ظهر أقوى).
- أمام التراكمات التاريخية السابقة، يأتي دور الكرازة والوعظ والندوات الوحدوية لتبيان أهمية نتائج وثمار الوحدة المرتقبة القائمة على الاحترام والمحبة المتبادلة وتجاوز أخطاء الماضي، وان تطلب الأمر الاعتراف بها..
كما هناك أهمية في تشجيع المؤمنين للقيام بدورهم في إنجاز الوحدة، ففي كنيسة المسيح الكل له موقعه ودوره..
- من المهم أيضا القيام ببرامج راعوية مشتركة بين الكنيستين، بدءا بالتربية المسيحية للأطفال إلى برامج الشبيبة المشتركة بين الكنيستين وصولا إلى الخدمة الكهنوتية المشتركة.. ويضاف إليها أيضا أهمية إعطاء الخطوات الوحدوية أولوية قصوى في مجال الإعلام الكنسي في هذه المرحلة تحديدا..
- إن توسيع حلقات العمل الوحدوي ولجانه وتخصصاتها سيتيح فرصة اكبر لتذليل الصعاب والعقبات في طريق الوحدة..

الآفاق المستقبلية..
إننا نرى أن الاتحاد بين شقي كنيسة المشرق سيفتح أبواب المستقبل على مصراعيها نحو المزيد من الثمار الصالحة:ـ
1- الوحدة مع كنيسة المشرق - التقويم القديم، وذلك بعكس ما يريد البعض تصويره لغايات معروفة من أن التقارب والخطوات الوحدوية مع الكنيسة الكاثوليكية هي تعميق للخلاف مع كنيسة المشرق - التقويم القديم.. فالوحدة تمنحنا وبالممارسة العملية ثمارا تشجع على وحدة جميع كنائس المشرق، مثلما تكسر الحواجز النفسية القائمة، كما ستثبت الوحدة ان هناك استعدادات تضحوية لدى آباء الكنيسة، هذه الاستعدادات التي يمثل الافتقار إليها أهم عائق أمام الوحدة بين أية كنيستين..
2- مجمع للكنائس الآشورية التي تمثل السريانية لغة موروثها وطقوسها..
3- تحقيق التكامل الذي يعني القوة لأبناء الشعب الآشوري، فكل كنيسة تكمل الأخرى ولا تلغيها.. ولست ابتغي في هذا المقال - الرأي تبيان اوجه الضعف والحاجة القائمة في كل كنيسة من كنائسنا ويمكن للكنيسة الأخرى أن تغطيه، ويكفي أن أشير إلى البعض من اوجه التكامل التي سيحققها الاتحاد:
أ- المدارس الاكليريكية.. حيث تفتقر كنيسة المشرق (الاثورية) في الوطن الأم إلى مدرسة اكليريكية بمستوى المهام والمسؤولية، وتفتقر كلتا الكنيستين إلى مدرسة خاصة بهما في المهجر..
ب- الدعوات الكهنوتية. فهناك أزمة حقيقية في قدرة الكنيستين على تغطية احتياجاتها إلى كهنة لرعاياها في الوطن والمهجر.
ج- الطباعة والنشر بشقيها التربوي والإعلامي.. وبشتى الوسائل العصرية (كتب، مجلات، دوريات، موسيقى، أفلام، الخ..).
وغيرها من اوجه النقص والحاجة في الكنيستين، وبخاصة في الشق (الاثوري) منها.. واتحاد الكنيستين سيغطي تكامليا العديد من هذه الاحتياجات.. ناهيك عن ما ستحققه الوحدة من تكامل للمؤسسات الثقافية والاجتماعية والسياسية لشعبنا التي تأثرت وما تزال بهذه الفرقة وتشتت الجهود.. إن وحدة الكنيستين تعني قدرة اكبر لشعبنا في تحقيق ذاته ومستقبله في شتى المجالات..

الخاتمة..
وأنا اختتم مقالي في تبيان رأيي وإجلاء موقفي من المشروع - الحلم لوحدة الكنيسة المشرقية المقدسة، أتوجه بالصلاة والدعاء أولا إلى الرب يسوع المسيح ليلهمنا جميعا القوة والعزيمة والحكمة لإنجاز إرادته الربانية في وحدة جسده المقدس عبر توحيد كنيسته.. مثلما أتوجه بالدعاء الحار إليه ليمنح الآباء البطاركة والأساقفة الجرأة لإنجاز الوحدة وتحقيق الحلم الذي راود آباءنا ويراودنا نحن أيضا.. كما أتوجه بدعائي القلبي وبروح المحبة الإنجيلية إلى الرب لينير قلوب وأذهان رافضي الوحدة ليفقهوا أن مشيئة الرب في وحدة كنيسته آتية لا محال، وليلتحقوا كاخوة في الإيمان بمسيرة الوحدة ويتحملوا شرف انجازها.
 إنني وبضعفي أدعو الأب الأقدس مار دنخا الرابع (وغبطة البطريرك مار لويس روفائيل - تعديل من الكاتب) إلى عدم التراجع أمام قرار الوحدة وعدم التردد في تحمل أعباءها، فالمسيح قالها (حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فأنا هناك في وسطهم) متي 18 : 20..
لا تترددوا ايها الاباء.. (ما دام الله معنا، فمن يكون علينا) روميه 31:8..
صلوا من أجلنا والرب يبارك..

فيزبادن في 20 شباط 1997

(1) استعمالنا (الاثورية) و(الكلدانية) هو استعمال مجازي لهاتين التسميتين كما هي شائعة للتعبير عن فرعي او شقي كنيسة المشرق، حيث لم ارغب باستعمال تسمية (النسطورية)..

ملاحظات مهمة:
1. المقال اعلاه كتبته في شباط 1997 ونشرته في وسائل النشر المتاحة حينها والمقتصرة على المنشورات المطبوعة حيث تم نشره في مجلات (حويودو) و(شروغو) وغيرها حيث لم تكن حينها وسائل النشر الالكترونية متاحة.
وتعميما للفائدة ودعما لآمال التقارب والحوار الذي نامله ونتوخاه حاليا اعيد نشر النص الحرفي الكامل للمقال دون زيادة او نقصان او تعديل ما عدا التعديل بادراج اسم غبطة سيدنا البطريرك ساكو، ويستطيع القارئ اللبيب ان يلحظ اشارات في المقال لامور ومواقف تعود الى تاريخ كتابة المقال في 1997.

2. اتمنى ان يكون المقال مساهمة متواضعة في تعزيز التقارب بين كنائسنا وتجاوز سنين الصراع والقطيعة العجاف التي فرضها البعض بعصيانه وانشقاقه وتضليله، واتمنى واستبشر خيرا بتنقية الاجواء التي نشهدها مع اعتلاء سيدنا البطريرك مار لويس روفائيل الاول السدة البطريركية داعيا الرب ان يعين الجميع للاستمرار بها.
واتمنى على القراء الاحبة اغناء الحوار بعدم تحوير دفة المقال الى نقاش موضوع السيد اشور سورو. فاي انسان يمتلك الحكمة والمسؤولية تجاه شعبنا وكنائسنا يدرك ان السيد سورو قام بتسميم اجواء علاقة الاخوة والمحبة المسيحانية بين كنائسنا ليس بسبب اختياره الكنيسة والعقيدة الكاثوليكية، فحق اختيار المعتقد هو حق لا غبار عليه لكل انسان، بل بسبب الاساليب التي استخدمها في تضليل الشعب وتاجيج الاحقاد والعنف اللفظي لمناصريه وتمزيق النسيج الاجتماعي ومحاولة سرقة ممتلكات الكنيسة واستدعاءه لقداسة البطريرك الى المحاكم العلمانية وغيرها مما يفتقر الى الحد الادنى من الاخلاقية المسيحية، وان اعادة تاهيله وحشره مجددا داخل مشهد كنائس شعبنا حصرا، يعني مكافاة وتسويق المضلل (بكسر اللام) مرشدا والسارق امينا والجلاد ضحية ويهوذا بطرسا، وهو تبديد لامال استعادة اواصر المحبة والاخوة. ان تحقيق ارادة الرب وصالح الكنيسة وشعبها اهم من ارضاء اي شخص مهما كان.

3. كما اتمنى على القراء الاحبة ان لا يحوروا دفة موضوع المقال الى نقاش في مسالة التسمية القومية. فشخصيا موقفي واضح ومعروف منها وقد وضعت ونشرت كتابا بشانها عام 2005 ويحمل اسم (حربنا الاهلية.. حرب التسمية). يمكنني ارسال نسخة الكترونية منه للراغبين به. وموقفي باختصار هو ان كل منا عندما يتحدث او يكتب فليستعمل الاسم القومي الذي تربى عليه ولكن ليقصد ويشمل فيه كل شعبنا. شخصيا استخدم الاسم الاشوري.
انا احترم اراء واهتمامات واولويات الجميع في حواراتهم، ولكني اتمنى عليهم ايضا ان يحترموا اهتمامات واولويات الاخرين. فالاخوة المهتمين بالتسمية، مثلا، ومنحها الاولوية يمكن لهم كتابة رايهم في موضوع مستقل ونشره على الموقع عوض نشره كتعقيب على هذا الموضوع وتحوير دفته لان موضوعنا ليس بشان التسمية. ان الحوارات على مواقع الانترنت هي بمثابة اجتماعات طاولة مستديرة لتبادل الاراء، وكما ان الاجتماعات لها سياقاتها من حيث عدم خلط مواضيعها، كذلك اتمنى ان تكون حواراتنا.
والرب يبارك الجميع

الاركذياقون عمانوئيل يوخنا
البريد الالكتروني: youkhana-at-web.de

88
تحية المحبة
قبل اسبوع نشرت اعلانا عن انجاز كتاب (عندما تسقط الاقنعة: نقاش هادئ للحركة الانشقاقية للسيد (الاسقف السابق) اشور سورو) ودعوت الراغبين باغناءه قبل طبعه لارسال ملاحظاتهم ومساهماتهم من اجل توثيق الانشقاق بسبب تاثيراته وتداعياته السلبية على شعبنا وكنائسه وليبقى في الذاكرة لاستخلاص العبر والدروس منه.
ان فقدان الشعوب والمجتمعات والمؤسسات لذاكرتها يفقدها الحصانة من الوقوع في ذات التجارب والخسائر (ولشعبنا في تاريخه شواهد)، مثلما يقلب القيم والمعايير حد جعل المُضَلِل (بكسر اللام) مُرشدا، والسارق أمينا، والجلاد ضحية، ويهوذا بطرسا.

يسعدني ان اشكر الاحبة الذين بادروا للتجاوب مع الدعوة حيث تلقيت الكثير من:
•   الوثائق المتعلقة بالانشقاق بعضها مؤسساتي وبعضها شخصي
•   التوثيق الفديوي والصوتي للعديد من اللقاءات الاعلامية والتجمعات الخطابية لرموز الانشقاق في مختلف مراحله
•   المقالات المنشورة في حينها لكتاب عديدين رفضا للانشقاق وتفنيدا للتضليلات التي رافقته
•   الملاحظات والاستفسارات المتعلقة بالانشقاق لمحاولة الاجابة عليها وتحليلها مثل: تاثير الانشقاق على تقارب الكنائس المشرقية. التغطية الاعلامية للانشقاق. انقلاب السيد اشور سورو من رجل حوار ووفاق الى قائد تمرد وشقاق. ماذا كشف الانشقاق من عناصر القوة والضعف في كنائسنا؟ هل كان توقيته مصادفة ام اختيارا؟ وهل كانت اجندة الانشقاق كنسية فحسب ام اوسع؟ لماذا انحصر في اميركا والى حد ما في استراليا؟ وغيرها

واذ اشكر الاحبة الذين ارسلوا هذه المساهمات فاني اتوقع منهم ان يتفهموا ان الاطلاع عليها ودراستها بغاية ضمها الى الكتاب يتطلب جهدا ووقتا ضمن انشغالاتي العديدة، وبالضرورة يترتب عليه تاخيرا في اصدار الكتاب لعدة اشهر اخرى. فشكرا ومعذرة.

كما اشكر الاخوة الذين اختاروا الردود على الانترنت للاعلان والدعوة اعلاه، واعتذر منهم لعدم تعقيبي على ردودهم (اتفاقا ام اختلافا) لاني اساسا لم انشر موضوعا للحوار بل اعلان ودعوة (ما زالت مفتوحة لحين طبع الكتاب) لارسال المساهمات والملاحظات الى البريد الالكتروني الشخصي (youkhana-at-web.de).
والرب يبارك الجميع

89
يسعدني الاعلان لابناء شعبنا، وبخاصة ابناء كنيسة المشرق بمختلف مرجعياتها، عن انجاز كتاب (عندما تسقط الاقنعة: نقاش هادئ للحركة الانشقاقية للاسقف السابق السيد اشور سورو) وتهيئته للطبع في الاسابيع القادمة.
والكتاب هو مجموعة المقالات التي قمت بنشرها في حينها على موقع عنكاوة (للفترة من تشرين الثاني 2005 لغاية تشرين الثاني 2007) والتي غطت مختلف جوانب الحركة الانشقاقية: حيثياتها، غاياتها، الجهات الضالعة فيها، نتائجها، وغيرها..
بالاضافة لعدد من المقالات التي تم كتابتها لاحقا وضمها الى الكتاب.
كما يتضمن ملحقا بمجموعة من الوثائق ذات العلاقة.
بالاضافة الى مجموعة مختارة لمقالات منشورة في حينها من قبل عدد من الكتاب دعما او رفضا للانشقاق.

الكتاب يهدف الى توثيق الحركة الانشقاقية لما كان لها، وما زال، من تداعيات كنسية وقومية واجتماعية سلبية، وتسببت في هدر الكثير من الجهد والوقت والمال، ناهيك عن ما زرعته من احقاد وتناحرات على مختلف الاصعدة (وكل ذلك باسم المسيح!! وباسم محبته ووحدة كنيسته!!) يتطلب علاجها الكثير من الجهود والمبادرات والحكمة في التعامل واتخاذ القرارات وبخاصة الكنسية منها لترميم ما هدمته الحركة الانشقاقية وما قام به القائمين بها والمشاركين في دعمها وتغطيتها بمختلف الاساليب والممارسات.
كل ذلك يجعل من الاهمية توثيق الحركة الانشقاقية لتبقى ضمن الذاكرة الحية لشعبنا وفي متناول مرجعياته ومؤسساته واجياله لاستخلاص العبر منها.

ولاهمية هذا التوثيق فاني ادعو الاخوة الراغبين بالمساهمة في اغناء الكتاب من خلال تقديم الاقتراحات بشان المضمون والشكل، او بالمواد التوثيقية المختلفة ارسال ما لديهم من ملاحظات ومواد خلال اسبوع من الان على بريدي الالكتروني:
youkhana-at-web.de

ملاحظة: الكتاب يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس بالضرورة وجهة النظر الرسمية لكنيسة المشرق.
مع المحبة

الاركذياقون عمانوئيل يوخنا

90
يسعدني الاعلان لابناء شعبنا، وبخاصة ابناء كنيسة المشرق بمختلف مرجعياتها، عن انجاز كتاب (عندما تسقط الاقنعة: نقاش هادئ للحركة الانشقاقية للاسقف السابق السيد اشور سورو) وتهيئته للطبع في الاسابيع القادمة.
والكتاب هو مجموعة المقالات التي قمت بنشرها في حينها على موقع عنكاوة (للفترة من تشرين الثاني 2005 لغاية تشرين الثاني 2007) والتي غطت مختلف جوانب الحركة الانشقاقية: حيثياتها، غاياتها، الجهات الضالعة فيها، نتائجها، وغيرها..
بالاضافة لعدد من المقالات التي تم كتابتها لاحقا وضمها الى الكتاب.
كما يتضمن ملحقا بمجموعة من الوثائق ذات العلاقة.
بالاضافة الى مجموعة مختارة لمقالات منشورة في حينها من قبل عدد من الكتاب دعما او رفضا للانشقاق.

الكتاب يهدف الى توثيق الحركة الانشقاقية لما كان لها، وما زال، من تداعيات كنسية وقومية واجتماعية سلبية، وتسببت في هدر الكثير من الجهد والوقت والمال، ناهيك عن ما زرعته من احقاد وتناحرات على مختلف الاصعدة (وكل ذلك باسم المسيح!! وباسم محبته ووحدة كنيسته!!) يتطلب علاجها الكثير من الجهود والمبادرات والحكمة في التعامل واتخاذ القرارات وبخاصة الكنسية منها لترميم ما هدمته الحركة الانشقاقية وما قام به القائمين بها والمشاركين في دعمها وتغطيتها بمختلف الاساليب والممارسات.
كل ذلك يجعل من الاهمية توثيق الحركة الانشقاقية لتبقى ضمن الذاكرة الحية لشعبنا وفي متناول مرجعياته ومؤسساته واجياله لاستخلاص العبر منها.

ولاهمية هذا التوثيق فاني ادعو الاخوة الراغبين بالمساهمة في اغناء الكتاب من خلال تقديم الاقتراحات بشان المضمون والشكل، او بالمواد التوثيقية المختلفة ارسال ما لديهم من ملاحظات ومواد خلال اسبوع من الان على بريدي الالكتروني:
youkhana-at-web.de

ملاحظة: الكتاب يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس بالضرورة وجهة النظر الرسمية لكنيسة المشرق.
مع المحبة

الاركذياقون عمانوئيل يوخنا

91
قبل اسبوعين لقي الشاب عصام ابرم (34 سنة) حتفه في بغداد لدى سقوطه من محل مرتفع بينما كان يعمل في نصب اعلانات وهو العمل الذي يعمل فيه من سنين لكسب لقمة العيش له ولوالدته الارملة (ايلشوه) التي كانت مهتمة مع فقيدها للبحث عن بنت الحلال وعقد قرانه في الفترة القادمة، حيث كانت الام الثكلى يوم الحادث في قرية (دهى) للمشاركة في قداس مرور سنة على وفاة بنتها (سعاد ابرم) (47 سنة)، الا ان مصابها بولدها جعلها تعود الى بغداد للجناز.
هذه العائلة تعيش ومنذ عقدين مصائب والام لا ينقضي احدها حتى ياتي المصاب الاخر.
فايلشوة اقترنت بزوجها (ابرم عوديشو) وليتبارك زواجهما بعشرة ابناء (خمسة اولاد وخمسة بنات) وليتوفى زوجها في عام 1980 وهو ما زال في الثانية والخمسين من العمر.
في عام 1990 واثناء احتلال الكويت استشهد ابنها ميخائيل في عمر 23 سنة
وفي عام 1993 توفي ابنها الاخر (منير) وهو في عمر الـ 18 سنة
وفي عام 1995 توفيت ابنتها (خيرية) وهي في عمر الـ 40 سنة
وفي عام 2000 توفيت ابنتها (نجاة) وهي في الـ 26 من العمر
وفي عام 2009 توفيت ابنتها (سعاد) وهي في الـ 47 من العمر
وفي ايلول المنصرم توفي ابنها (عصام) وهو في الـ 36 سنة من العمر

نتوجه الى الرب القدير ان يمنح المرحومين ملكوته السماوي ويمنح الوالدة وافراد العائلة (داود، ليلى، روميل، سوزان) الصبر والسلوان
كما ندعو المؤمنين للصلاة من اجل العائلة ليمنحها الرب الشجاعة والمقدرة على تحمل هذه الالام
في قداس يوم الاحد المنصرم الذي اقمناه في فيزبادن تقدمنا الى الرب وامام مذبحه المقدس بالرجاء والتضرع من اجل هذه العائلة التي نعرف وعن كثب مقدار الامها ومصابها فالسيدة ايلشوه هي عمة قرينتي ولنا بحكم ذلك تعامل حياتي وانساني عن قرب معها
ونشكر المعزين ممن اتصلوا او تقدموا بالمواساة
الرب يبارك الجميع

الاركذياقون عمانوئيل يوخنا

92
ضمن فعاليات يوم الكنيسة المسكوني الذي تقيمه الكنيستين الكاثوليكية واللوثرية الالمانية على مدى اربعة ايام للفترة من 12 لغاية 16 ايار الجاري في مدينة ميونيخ الالمانية والذي يتوقع ان يشارك ويحضر في نشاطاته المختلفة ما لا يقل عن 150 الف شخص، سيكون هناك برنامج حواري خاص بمسيحيي الشرق الاوسط في الساعة الثانية من بعد ظهر الخميس 13 ايار ولمدة ساعة ونصف في كنيسة القديس مرقس في ميونيخ
يشارك في الحوار كل من:
•   الاسقف الدكتور يوهانس فريدريك، اسقف الكنيسة اللوثرية في بافاريا
•   البروفسورة سمية فرحات ناصر من جامعة بيرزيت
•   البروفسور اسعد الياس القطان من جامعة مونستر
•   الارشمندريت عمانوئيل يوخنا، كنيسة المشرق الاشورية وممثل منظمة كابني
سيدير الحوار الدكتور رونالد لوفنر مدير برنامج Trialogue of Culture ومركزه في باد هومبورغ - المانيا

93
وجهت الكنيسة اللوثرية الالمانية رسالة الى رئيس االوزراء العراقي، نوري المالكي، تشجب فيها الاعتداء الاخير على الطلبة المسيحيين الذي هو ضمن مسلسل العنف المتزايد ضد مسيحيي العراق داعية اياه والحكومة العراقية الى تحمل مسؤوليتهم وتنفيذ تعهداتهم بحماية الاقليات القومية والدينية.
كما اعربت الرسالة عن تضمامنها وتعاطفها مع عوائل الضحايا، مؤكدة مشاركتها لنيافة الاسقف القس موسى دعوته الى اجراءات ملموسة لحماية امن وسلامة مسيحيي العراق.
ادناه صورة الرسالة التي ارسلها الاسقف مارتن شيندهوته، رئيس قسم العلاقات المسكونية في الكنيسة الللوثرية الالمانية، مع ترجمة لها الى العربية.
يذكر ان الكنيسة اللوثرية الالمانية، وهي ثاني اكبر كنيسة في المانيا بعد الكنيسة الكاثوليكية، هي من اكثر الكنائس الاوربية تعاطفا وتضامنا مع الكنائس المشرقية عموما وشعبنا خصوصا من اجل حماية وجوده وهويته في بيت نهرين، حيث قدمت وتقدم هذه الكنيسة الدعم المعنوي والمادي المستمر لابناء شعبنا في طورعبدين والعراق وسوريا بشكل برامج راعوية واقتصادية وتنموية وثقافية.
كما تقوم وفود منها بزيارات دورية مستمرة الى طورعبدين والعراق لابداء التضامن والاطلاع على اوضاع شعبنا.
ليبارك الرب كل جهد من اجل خير الانسان والشعب والوطن.

الارشمندريت عمانوئيل يوخنا

ترجمة الرسالة:

الاسقف مارتن شيندهوته
مكتب الكنيسة اللوثرية الالمانية
هانوفر


نوري كامل المالكي
رئيس وزراء العراق
بواسطة سفارة جمهورية العراق
صاحب السعادة علاء حسين الهاشمي
شارع ريمايستر 20
14169 برلين

5 ايار 2010

الاعتداءات الاخيرة ضد الطلبة المسيحيين في شمال العراق يوم 2 ايار 2010

صاحب السعادة
لقد تلقت الكنيسة اللوثرية في المانيا بفزع انباء الاعتداءات الاخيرة على باصات نقل الطلبة المسيحيين في شمال العراق يوم الاحد المنصرم.
في الوقت الذي يتوجه فيه اسفنا وتضامننا نحو عوائل ضحايا هذا الهجوم الوحشي، فاننا غاضبون لهذا التصعيد الجديد للعنف ضد مسيحيي العراق.
نحن نشارك المطران القس موسى، مطران الموصل، قلقه بان هناك حاجة ملحة لقيام حكومتكم بعمل ملموس لتحقيق الامن والحماية للاقلية المسيحية في البلاد.
في المرات السابقة كررتم تاكيد حرصكم على تحقيق الامن والعمل لوطن افضل للجميع في العراق.
نحن تعاطفنا كثيرا مع هذه الاعلانات.
ولذلك فاني، وبالنيابة عن الكنيسة اللوثرية في المانيا، احثكم وجميع اعضاء الادارة العراقية لضمان ان مرتكبي الاعتداء ستتم معاقبتهم وتقديمهم للمحاكمة باسرع وقت ممكن.
نحن نامل ان حكومتكم ستتخذ كل الخطوات الممكنة لانهاء العنف المتزايد ضد الاقليات الدينية والقومية، وتحققوا الاجراءات الحاسمة لضمان سلامة جميع المجموعات في المجتمع العراقي.
نحن نصلي مع اخواتنا واخوتنا العراقيين وجميع من لهم الارادة الصالحة بان يتحقق اخيرا السلام والعدالة في البلاد.

المخلص لكم
الاسقف مارتن شيندهوته
رئيس قسم العلاقات المسكونية

94
بأسم الآب والابن والروح القدس، إله واحد، آميــــن
«تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي»

رسالة شكر وعهد ايمان لمناسبة الرسامة

سجود وسبحان
مع هذه النعمة الربانية التي انعمها الرب على شخصنا الضعيف اذ اهلنا لخدمة كنيسته وجسده المقدس فانه يحق علينا واجب السجود له وتسبيح اسمه القدوس الذي تركع امامه عروش الملوك وترنم به الملائكة، فكم بالاحرى نحن عبيده الخطاة الذين لولا نعمه وبركاته علينا لما كنا مؤهلين للمناداة به والتقرب اليه.
سبحانك يا رب على عطاياك، ونستلهمك يا رب الحكمة والهداية.

شكر وعرفان
مع هذه النعمة والبركة الالهية للعمل في كنيسة المشرق الرسولية الاشورية المقدسة اتوجه بالشكر والعرفان الى الحبر الاعظم بطرس زماننا صاحب القداسة مار دنخا الرابع، جاثاليق كنيسة المشرق ووريث الكرسي الرسولي المشرقي، على ارشاده وبركاته الابوية التي منحنا اياها، ليس من خلال مباركة تاهيلنا لرتبة الاركذياقون فحسب، بل ومنذ عقود خلت، وتحديدا منذ تقبلنا لرتبة الشماس بوضع يده الطاهرة في رسامتنا يوم عيد الميلاد المجيد عام 1979 في كنيسة مريم العذراء ببغداد – بيت نهرين العراق.
قداسته كان دوما مثلا اعلى لعملنا في كنيسة المشرق ومن اجلها سواء من خلال الرتب الكنسية او من خلال انشطة لجان الشبيبة التي عملنا فيها في نينوى وبغداد وكركوك وكانت لنا مدرسة دينية وقومية.
فالى قداسته نقول: شكرا ابتاه على هدايتك وبركاتك وصلوا لاجلنا.

والى غبطة المطرافوليط مار نرساي دي باز، مطرافوليط لبنان وسوريا واوربا والوكيل البطريركي العام لكنيسة المشرق الاشورية، والذي اختارنا بحكمته لنكون اركذياقون وخادم قلايته المطرافوليطية نمد عبارات الامتنان على ما اولاه لنا من ثقة نسعى ان نكون جديرين بها من اجل  مجد اسم الرب وصالح كنيسته وشعبه.
واذا كان غبطته اليوم قد اهلنا لهذه الثقة فانه كان لنا ولجيلنا من الشبيبة الكنسية والقومية مثالا اعلى حيث كان رسولا مسيحيا ومعلما قوميا اينما حل واقام.

والى غبطة المطرافوليط مار ميلس زيا، مطرافوليط ابرشية استراليا ونيوزيلنده، نتوجه بالشكر والامتنان لقبوله لنا ولعائلتنا ضيوفا في ابرشيته وتجشمه مسؤولية الرسامة بوضع يده المباركة بالنيابة عن غبطة المطرافوليط مار نرساي.
غبطته كان لنا دوما، ومنذ ايام العمل الكنسي والقومي الشبابي في لجنة شبيبة كنيسة مار عوديشو ببغداد، صديقا عزيزا واخا حبيبا وشريكا امينا في كل ما فرضه علينا انتماءنا القومي الاشوري وايماننا المسيحي وكنيستنا المشرقية من مهام واعمال في تدريس اللغة والتعليم المسيحي وحماية الهوية القومية والثقافية لشعبنا وكنيستنا.
كما كان في السنوات الاخيرة مثالا وقدوة لنا بغيرته وعمله الدؤوب لحماية الكنيسة المشرقية الأم مما تعرضت له من تكالبات للنيل منها والاساءة الى اباءها ممن كان يفترض ان يكونوا ابناء بررة لها.
كل شجرة من ثمارها تعرف. وثمار المطرافوليط مار ميلس زيا وما انجزه وينجزه من برامج لشعبنا وكنيستنا في استراليا تشهد على طيبة شجرته المباركة.

والى اباء كنيسة المشرق بمختلف رتبهم الكهنوتية وابرشياتهم ورعياتهم وبخاصة ممن خدمت تحت ارشادهم الابوي، غبطة المطرافوليط مار كيوركيس صليوا ونيافة الاسقف مار عوديشو اوراهام، او من كانت ابرشياتهم محلا لعملنا الانساني، نيافة الاسقف مار اسحق يوسف ونيافة الاسقف مار ابرم اثنيئيل، وجميع الاخوة الكهنة والشمامسة ممن كانوا دوما خير عون لنا وناصحين ومعلمين وشركاء لنا في الخدمة الكنسية والقومية والانسانية اتوجه بالشكر والامتنان داعيا اليهم جميعا ان يبقوا لنا ملافنة واخوة.

والى جميع ابناء ومؤمني كنيسة المشرق الاشورية وعموم ابناء شعبنا الاشوري ممن عملت معهم ومن اجلهم خلال العقود المنصرمة وشاركتهم الالام والمسرات، الاحزان والافراح، المعاناة والامل، الاخفاقات والنجاح وممن كانوا دائما مركز اهتمامي وهدف اعمالي وقبلة توجهي اقدم اليهم جميعا الشكر على ما وهبوني من تعضيد وتشجيع للبقاء والاستمرار في ذات المسار.

عهد وايمان
اذا كان تاريخ كنيسة المشرق الاشورية يؤكد ان العمل في كرمة الرب والعطاء لكنيسته المقدسة ليس مرتبطا برتبة او موقع، فمار افرام كان شماسا ومار نرساي كان قسيسا وغيرهما من اعمدة الكنيسة، فان ايماننا والتزامنا بالتقليد والبنيان الرسولي لكنيسة المشرق يضع في اعناقنا مهام اكبر مع كل مرتبة تمنحها الكنيسة من خلال الرسامة الكهنوتية الممنوحة لنا من السلطة الاسقفية الرسولية.
اننا بضعفنا البشري نتعهد لرب الكنيسة يسوع المسيح ان نبقى على ايماننا بالخلاص الذي منحه للبشرية وافتداءه لها على الصليب المقدس، ونبقى على ايماننا بالعقيدة الرسولية والايمان القويم لكنيسة المشرق الرسولية الجامعة المقدسة التي حملت بشارة الخلاص الى اقاصي الشرق رغم كل ما تعرضت وتتعرض له من اضطهادات ومعاناة ومذابح.

كنيسة المشرق لم تكن ولن تكون فقط المرشد الايماني لابناءها بل كانت وستبقى لهم الام الحاضنة والحامية من كل ما يتعرضون له من مظالم ويعيشون من معاناة ويحتاجون من مستلزمات.
كنيسة المشرق كانت وستبقى حامية امينة لهذا الشعب ولغته وثقافته ووجوده وهويته، وكانت وستبقى امينة على مستقبله من الضياع والتشويه.
وهذه المهمة المقدسة لكنيسة المشرق انما يحملها اليوم جميع اكليروس ومؤمني الكنيسة مثلما حملها من قبلهم اباء الكنيسة وابناءها وقدموا انفسهم قربانا من اجل ايمان الكنيسة ووجود وهوية شعبها.
والتاريخ المعاصر والقريب منه مثلما تاريخ الكنيسة منذ تاسيسها زاخر بالامثلة والقدوات الصالحة لنا.
ومار اندراوس يوالاها ومار ايشاي شمعون واكليل الكنيسة والشعب الاشوري الشهيد مار بنيامين شمعون هم القدوة والمثال لنا نحن الخطاة لنسير في خطواتهم ونستلهم منهم العبر.

نتعهد بضعفنا البشري ان نسعى مثلما سعينا دوما الى خدمة ابناء شعبنا وكنيستنا والدفاع عنهم من محاولات النيل منهما والاساءة اليهما، ولن يثنينا في ذلك ملامة لائم او غضب جائر.
نشر المحبة والسلام والوئام في النفوس اولا ومن ثم بينها كان وسيبقى جوهر رسالة الكنيسة لشعبها وللانسانية.
وكان وسيبقى التزاما يوميا لاكليروسها بمختلف رتبهم ومواهبهم.

نتعهد ان نبقي سعينا، كما كان دوما، من اجل المحبة والسلام بين ابناء الكنيسة وبينها وبين الكنائس الشقيقة، وبخاصة التي ينتمي اليها شعبنا الاشوري وصولا الى استعادة الوحدة بينها على العقيدة والايمان الرسولي الذي تلقاه وامن به رسل الكنيسة الاوائل، مار بطرس ومار توما ومار ماري ومار ادي.
اننا ندرك ان نشر المحبة والسلام وعلى سموه ونبالته ليس سهلا علينا تحقيقه والتبشير به لانه ليس سهلا على من ندعوهم اليه. فالمحبة والسلام بين بني البشر لا يتحقق بالتغاضي عن الاخطاء والاساءات، العفوية منها والمقصودة. فارشادنا للمخطئ ونصحنا له ودعوتنا له لترك اخطاءه والاعتراف بها والتوقف عنها هو من اسس تحقيق السلام والمحبة بين العائلة والمجتمع والشعب الواحد. وهو ما سعينا وسنسعى اليه مع ابناء ومؤسسات شعبنا بروح المحبة ونصلي من اجله ليعيش شعبنا وتعيش كنائسنا وتنعم بنعم المحبة والسلام.

نتعهد امام الرب لروح المرحومين والدي ووالدتي ان نبقي على ذكر طيب لهما فقد كانت تربيتهما وتنشئتهما الدينية والقومية لي بركة ونعمة، وكانا مثالا صالحا للابوة والامومة.

تقدير وامتنان
اتوجه اصالة عن نفسي ونيابة عن عائلتي واخوتي بالتقدير العميق والامتنان الكبير لكل من شاركونا الاحتفاء بالرسامة في كاتدرائية الربان هرمز في مدينة سدني، وفي مقدمتهم الاباء الكهنة، الاركذياقون قرداغ الحكيم والخوراسقف اشور لازار (الذي استضافتنا رعيته بالمحبة) والاب موشي برخو، والاخوة الشمامسة والمؤمنين من ابناء كنيستنا وشعبنا.

كما اتوجه بذات التقدير والامتنان الى جميع من قدموا لنا التهاني والتمنيات بهذه الرسامة عن طريق الهاتف او البريد الالكتروني او النشر على مواقع الانترنت وفي مقدمتهم اصحاب الغبطة والنيافة مطارنة واساقفة الكنيسة والاباء الكهنة والمؤسسات القومية المختلفة (الاتحاد الاشوري العالمي، حزب بيت نهرين الديمقراطي، الحزب الوطني الاشوري، حزب شورايا، المنظمة الاثورية الديمقراطية، منظمة كابني، الجمعية الاشورية الاسترالية، تجمع ايتانا، المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق الانسان - المانيا) وعموم ابناء شعبنا من مختلف الاوطان والبلدان.

كما اشكر مختلف المؤسسات والمنابر الاعلامية التي غطت احتفاء الرسامة: موقع عنكاوة، تلفزيون وموقع عشتار، اذاعة صدى نينوى (سدني)، اذاعة المثقف الاثوري (سدني)، جريدة العراقية (سدني) واخرون.

وادعو الجميع للصلاة من اجلي.
ولتكن نعمة وبركة الرب مع الجميع.


خادم الكنيسة
الاركذياقون عمانوئيل يوخنا
المانيا في 20 كانون الثاني 2010

95
الكوتا بلغة الارقام: دحض الافتراءات على نتائج الانتخابات
[/b]

اعلنت المفوضية العليا للانتخابات النتائج النهائية لانتخابات برلمان اقليم كردستان العراق.
وبالتاكيد فان ذلك يفرض على الكيانات السياسية المشاركة في الانتخابات وعلى متابعي الشان القومي والوطني مهمة تحليل النتائج والعبر والدروس الانتخابية والسياسية منها اضافة الى قراءة مشهد ما بعد الانتخابات واستحقاقات المرحلة القادمة.
شخصيا، وكما يتوقع مني القراء المشاركة في هذه المهمة من منطلق شخصي لا مؤسساتي نابع من الحرص المستمر على تنمية الوعي القومي وتحريره من ارتهان العاطفة والشعارات وتاثيرات تضليل وتشويه الوقائع لغايات شخصية وحزبية وفئوية ضيقة من بينها تحريف البعض لوجهة البوصلة لتغطية الاخفاقات والاحباطات عوض المصارحة مع الذات والشعب، مثلما اسعى الى اغناء الحوار والحراك السياسي على اسس موضوعية ومهنية وبراغماتية.

في هذه الانتخابات شاركت بصفة مراقب للانتخابات عن (جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة) ومقرها العام في المانيا وهذا اتاح لي فرصة متابعة وتوثيق العملية الانتخابية عن كثب وهذا ما ساقوم بتوثيقه في تقرير للمشاهدات والملاحظات على العملية الانتخابية.
الا ان ضيق الوقت وكثرة الالتزامات والتنقلات خلال الاسابيع المنصرمة منعتني من انجاز تقرير المراقبة الانتخابية (وهو قيد الاعداد حاليا) مثلما اعاقتني عن كتابة الرؤية والتحليل للمشهد الانتخابي بمختلف جوانبه، التقنية والسياسية (وهو الاخر قيد الاعداد).

في المقال ادناه ساتعرض لجزئية محددة من المشهد الانتخابي على امل ان تكون واضحة للقراء.
وعلة اختيار هذه الجزئية تحديدا هو هذا الضجيج الذي تبثه احدى القوائم المشاركة، وهي قائمة الرافدين، عن ما تدعيه من تحجيم لحقها وحجمها في الانتخابات من قبل الاحزاب الكردستانية (وتحديدا الحزب الديمقراطي الكردستاني) والمجلس الشعبي.
في هذا المقال ساتناول بلغة الارقام هذا الاتهام على ان اعود لاحقا (اذا ما اتيح لي الوقت) لتحليله من زوايا اخرى: تقنية، قانونية، سياسية وغيرها.

لا احد ينكر وجود خروقات انتخابية وهذا ما سنستعرضه في تقريرنا المشار اليه اعلاه عن العملية الانتخابية.
ولا احد ينكر احتمال تاثير هذه الخروقات على نتائج قوائم شعبنا بسبب التقارب الكبير بين اصوات هذه القوائم، وهذا ايضا سنستعرضه لاحقا.
ولكن المؤكد ان هذه الخروقات لم تحجم ولم تؤثر سلبيا على تمثيل الرافدين بل وعلى العكس من ذلك تماما، وكما سنرى معا في هذا التحليل وبالارقام، ان قائمة الرافدين ربما هي المستفيدة من هذه الخروقات المحتملة وان المقعد الخامس (ثاني افضل باقي) اصبح من حصتها بسبب تاثيرات او خروقات ضد قائمتي الكلدان والحكم الذاتي.


فبحسب النتائج الرسمية حصلت قائمة المجلس الشعبي على 10595 صوت، والرافدين على 5690 صوت، والكلدان 1700 صوت، والحكم الذاتي 1680 صوت.
دعونا نناقش هذه النتائج ونرى فيما اذا كان هناك من مصداقية لاتهامات الرافدين.
ودعونا نعتمد لغة الارقام التي لا تقبل التاويل والاجتهاد، فعندما تتحدث الارقام تسكت التاويلات.
دعونا ولو لبضعة دقائق نحتكم الى عقولنا لا الى قلوبنا.


فنقول انه بحسب هذه النتائج فان مجموع الاصوات لكوتا شعبنا بلغت 19665 صوتا
وبذلك تكون العتبة الانتخابية = 19665 \ 5 = 3933
وتتوزع المقاعد كما يلي:
المجلس الشعبي: 10595 \ 3933 = مقعدان صحيحان + باقي 2729 صوت
الرافدين: 5690 \ 3933 = مقعد صحيح + باقي 1757 صوت
الكلدان: باقي 1700 صوت
الحكم الذاتي: باقي 1680 صوت
اي ان افضل باقيين هما للمجلس والرافدين وبذلك يكون التوزيع النهائي للمقاعد: 3 للمجلس و2 للرافدين

اولا: دعونا للحظات نتغلب على الحكمة والمنطق وننساق وراء الشخصية النرجسية للسيد يوناذم وخيالاته اللاعقلانية ونفترض:
ان ستة الاف صوت من اصوات المجلس (اي 57%) هي كردية!!!!! (ارى بعض الوجوه المعروفة وهي تبتسم بنشوة النصر على هذا الافتراض واكاد اراها تصرخ مهللة: نعم هذا الذي حصل وحرم الرافدين من مقاعد اخرى كانت تستحقها. فاقول مهلا لبضعة ثوان وبضعة عمليات حسابية بسيطة ستثبت الوهم الذي تعيشونه وتسوقونه بين الاوساط الشعبية).
فرغم المبالغة الخيالية في هذا الافتراض فانه ورغم ذلك يكون مجموع اصوات الكوتا =
5690 (رافدين) + 4595 (مجلس) + 1700 (كلدان) + 1680 (حكم ذاتي) = 13665 صوتا
والعتبة الانتخابية = 2733
وتوزيع المقاعد سيكون:
الرافدين: 2 مقعد صحيح + باقي 224 صوت
المجلس: مقعد صحيح + باقي 1862 صوت
 الكلدان: 1700 صوت
الحكم الذاتي: 1680
والتوزيع النهائي كان سيكون: مقعدان للرافدين، مقعدان للمجلس، مقعد للكلدان

وكذا الحال لو افترضنا اي رقم اخر للاصوات الكردية التي يقول السيد يوناذم انها اعطيت لقائمة المجلس وحرمت الرافدين من مقاعد برلمانية. (يمكن للاخوة القراء اجراء الحساب بانفسهم ليتاكدوا، او ليذهبوا الى الجدول المنشور في نهاية هذا المقال).
في جميع الافتراضات سنجد ان قائمة الرافدين لا تتجاوز باي حال من الاحوال المقعدين.
والفارق هو في حصول المجلس على ثلاثة مقاعد ام اثنان والثالث للكلدان.

اما لو افترضنا خياليا ان سبعة الاف او اكثر من اصوات المجلس هي كردية!!! فان التوزيع النهائي سيبقي مع ذلك مقعدان للرافدين ومقعد واحد لكل من المجلس والكلدان والحكم الذاتي (يمكن للقراء اجراء الحساب بانفسهم او الذهاب الى الجدول ادناه)

اي انه بكل سيناريوهات خيال السيد يوناذم عن الاصوات الكردية الممنوحة للمجلس فان الرافدين لم تكن تاخذ الا مقعدان فقط، وان الاصوات الكردية التي يفترض السيد يوناذم ان البارتي ضخها لم تؤثر مطلقا على عدد مقاعد الرافدين التي لم يكن لها ان تتجاوز المقعدين بل وكان يمكن لها ان تكون مقعد واحد فقط كما سنرى لاحقا.

ثانيا: اما لو افترضنا ان المجلس استطاع سرقة اصوات الرافدين لصالحه (بمعنى انه اثر على الناخبين ليصوتوا له بدل الرافدين) فرغم عدم امكانية حصول الامر مع قائمة الرافدين مع امكانية حصوله مع قائمة الكلدان والحكم الذاتي لقلة امكاناتهما المادية والاعلامية مما يضعف فرصهما للتواصل مع جمهورهما وتحصينه، وبخاصة قائمة الحكم الذاتي حيث ان قاعدتها وبسبب تطابق برنامجها السياسي مع برنامج قائمة المجلس فان اصواتها كانت معرضة للتسرب الى قائمة المجلس وقد تسربت فعلا.
نقول دعونا نفترض ان قائمة المجلس سرقت 3 الاف من اصوات الرافدين.
فعندها ورغم خيالية هذا الافتراض يكون مجموع اصوات الكوتا كما يلي:
8690 (رافدين) + 7595 (مجلس) + 1700 (كلدان) + 1680 (حكم ذاتي) = 19665 صوتا
والعتبة الانتخابية = 3933
وتوزيع المقاعد سيكون:
الرافدين: 2 مقعد صحيح + باقي 824 صوت
المجلس: مقعد صحيح + باقي 3662 صوت
 الكلدان: 1700 صوت
الحكم الذاتي: 1680
والتوزيع النهائي كان سيكون: مقعدان للرافدين، مقعدان للمجلس، مقعد للكلدان

وكذا الامر لو ان المجلس سرق الفان من اصوات الرافدين
فالتوزيع النهائي كان سيكون: مقعدان للرافدين، مقعدان للمجلس، مقعد للكلدان

اما لو ان المجلس سرق الف من اصوات الرافدين
فعندها يكون مجموع اصوات الكوتا كما يلي:
6690 (رافدين) + 9595 (مجلس) + 1700 (كلدان) + 1680 (حكم ذاتي) = 19665 صوتا
والعتبة الانتخابية = 3933
وتوزيع المقاعد سيكون:
الرافدين: 1 مقعد صحيح + باقي 2757 صوت
المجلس: 2 مقعد صحيح + باقي 1729 صوت
 الكلدان: 1700 صوت
الحكم الذاتي: 1680
والتوزيع النهائي كان سيكون: مقعدان للرافدين، 3 مقاعد للمجلس

فمن الواضح هنا ايضا ان قائمة الرافدين حتى بافتراض هذا السيناريو الخيالي بان المجلس سرق الاف الاصوات منها فانها لم تخسر اي مقعد برلماني اضافي لا وجود له سوى في عقول من قرر ان لا يفكر بعقله.

ثالثا: والان نعود الى اكثر الاحتمالات واقعية في مسار الانتخابات ونتائجها ونتساءل:
ماذا يعني ان المجلس فاز بمقعده الثالث (افضل باقي) بفارق الف صوت عن افضل باقي قريب (وهو الرافدين)؟
وماذا يعني ان الرافدين فازت بمقعدها الثاني (وهو ايضا افضل باقي) بفارق 57 صوت عن الكلدان و77 صوت عن الحكم الذاتي؟
بالضرورة يعني ذلك ان الخروقات الانتخابية المحتملة اثرت في حظوظ الجهة التي تحصل على المقعد الاخير (ثاني افضل باقي) بان يكون من نصيب الرافدين او الكلدان او الحكم الذاتي.
وان الخروقات الانتخابية المحتملة ضد قائمة الكلدان او الحكم الذاتي افقدتهما المقعد لصالح الرافدين.
كيف؟
فمثلا: لو ان 57 او 77 صوت ممن صوتوا للمجلس كانوا صوتوا للكلدان او للحكم الذاتي على التوالي فانهما كانا سيفوزان بالمقعد الخامس وليس الرافدين.
او ان نصف هذين العددين (28 او 38) من الاصوات ممن صوتوا للرافدين كانوا صوتوا للكلدان او الحكم الذاتي فانهما كانا سيفوزان بالمقعد الخامس وليس الرافدين.
نكرر هنا حقيقة ان ضعف الامكانات المادية والاعلامية والمؤسساتية لقائمتي الكلدان والحكم الذاتي جعلت اصواتهما اكثر عرضة للتسرب بوسائل التاثير الشرعية او غير الشرعية.
ونضيف حقيقة اخرى بان تطابق البرنامج السياسي لقائمة الحكم الذاتي مع قائمة المجلس وامتلاك الاخيرة وسائل مادية واعلامية ومؤسساتية هائلة ساهمت في انتقال اصوات لقائمة الحكم الذاتي الى قائمة المجلس.
فانتقال 77 صوتا فقط من الحكم الذاتي الى المجلس افقد الحكم الذاتي مقعدها ومنحه الى الرافدين. وهو الاحتمال الاكثر ورودا اعتمادا على ما سبق اعلاه.
ان قائمة الرافدين عليها ان تقدم الشكر لقائمة المجلس لقيامها بالتاثير (لست اتحدث هنا عن شرعية او عدم شرعية هذا التاثير) وكسب اصوات من قائمة الحكم الذاتي مما منح للرافدين مقعدها الثاني.


ونضيف القول:
من طبيعة المهزومين في الانتخابات في مختلف الدول والشعوب، وبخاصة في الديمقراطيات الفتية، البحث عن اعذار وتهم وتبريرات للهزيمة، فهذا طبع المهزومين والسيد يوناذم ليس استثناء.
كنا وما زلنا نتمنى ان تلي كل عملية انتخابية اعادة تقييم للمواقف والاداء ونقد للذات عوض توزيع التهم يمينا وشمالا.
كنا وما زلنا نتمنى ان تكون المنافسات الانتخاب