بيان حركة جياع
التاسع من ايلول صرخة في وجه الفاسدين والقتلة
يوما بعد آخر تبين الحكومة والطبقة السياسية الحاكمة برمتها عدم اهتمامها بمصالح العراق وآمال العراقيين ، وعدم اكتراثها بما يعانيه الشعب العراقي من فقر وبطالة ،فهناك مئات الالاف من الشباب الذي عاني البطالة ، واكثر من 30% ممن يعيشون تحت خط الفقر ، و3 ملايين أرملة من ضحايا الحروب والارهاب فضلا عن زجود 5ملايين يتيم تشكل مجمل هذه الاوضاع واقعا كارثيا ومستقبلا مظلما ان لم تجد من يخطط لمعالجتها .
الخراب الداخلي هذا يرافقه تحديات خارجية متثلة بانتهاك سيادة العراق من قبل ايران والكويت وتركيا . وهذه التفاصيل يعرفها شعبنا العراقي ، ولهذا لابد ان تكون له وقفه لمحاسبة الطبقة السياسية الفاسدة من حكومة وبرلمان واحزاب ، فجميعهم منشغلون بأمتيازاتهم ونهبهم لثروات العراق .
والصراع الدائر بين الكتل السياسية ليس صراعا من اجل حاضر العراق ومستقبله بل من اجل امتيازات الزعماء السياسيين وكتلهم ، والحركة الاحتجاجية وتظاهراتها وانشطتها الاخرى ليست طرفا في هذا الصراع .ولم تنطلق الاحتجاجات الشعبية للانتصار لهذا الطرف او ذاك، اذ ان الحركة الاحتجاجية ليست حصة لهذا الحزب او ذاك ، بل هي حصة الشعب العراقي بجميع مكوناته .
ونحن حين نهاجم الفاسدين واللصوص والقتلة ومنتهكي حقوق الانسان ... لانستثني احد سواء كان في الحكومة المركزية او في حكومة الاقليم او المحافظات ... ونحن لانستهدف شخصا بعينة اذ ليس لنا مشكلة شخصية مع احد .. بل نحن نهاجم وندين الافعال المشينة والاخطاء الكارثية لكل السياسيين العراقيين ... ولا نقف في خندق هذا السياسي او ذاك .. ولا نلتف تحت عباءة فلان لنهاجم فلتان ... نقف تحت خيمة العراق ... وننحاز للعراق والعراقيين فقط ... خيمتنا العراق التي نريدها خالية من اللصوص والافاقين والقتلة من السياسيين ..
ولو كانت هناك معارضة حقيقية ونزيهة تراقب الحكومة او تحاسبها لما كنا مضطرين الى النزول الى الشارع ولاكتفينا بدورها وقدمنا لها الدعم ولكن جميع الكتل السياسية هرولت نحو السلطة التنفيذية ومغانمها وتركت مقعد المعارضة فارغا ، فكنا مضطرين للتصدي لهذا الدور
فتعرضنا للاعتقال ، وارهاب الحكومة وملاحقتها للناشطين وتعرضنا للتهديد . فأين كانت الكتل السياسية من هذا؟
اذا كانت وزارة حقوق الانسان هي من مقام للتحشيد لمظاهرة البلطجية التي اعتدت علينا ... فأين موقف الاحزاب والكتل السياسية من هذه الوزارة؟
اين موقف الكتل السياسية من الفساد المستشري في جسد الدولة؟
الجميع كان شريكا في جريمة الفساد والجرائم الاخرى... اما بالفساد او بحماية المفسدين.
ففي الوقت الذي يتم تدارس قانون عفو عن الفاسدين واللصوص والقتلة والارهابيين ، واصدر عفو عن المزورين يتم تجاهل مطالب الحركة الاحتجاجية ، بل يتم تهديد ناشطيها او اعتقالهم.
واذا كانت الحكومة قد دعت بعض الاطراف من المجموعات الاحتجاجية للتفاوض معها، فاننا رفضنا هذه الدعوة احتراما لانفسنا ولجهود اصدقائنا من المجاميع الاخرى التي لايمكن ان نضحي بها ونقدمها على طبق من ذهب من اجل انقاذ ماء وجه الحكومة الفاشلة ، التي تريد ان تغطي على فشلها من خلال مساومة بعض الاطراف واستخدمت معهم اسلوب الترهيب والترغيب .
ونحن في حركة جياع نقول لحلفائنا في الحركة الاحتجاجية ،لاتستطيع اية قوة مهما كانت ان تمنعنا من ممارسة حقنا الدستوري والقانوي الذي أقرته القوانين والشرائع الدولي وأقره الدستور غير المكتمل والذي نطالب بتعديله...
واذا كانت الحكومة تتجاهل مطالب الحركة الاحتجاجية وتراهن على الوقت في انخفاض مستوى الاحتجاج وحراكه بالتخويف والترهيب او ممارسة التضليل السياسي فأنها واهمة جدا .. واذا كانت الحكومة قد استطاعت ان ترشي او تشتري بضعة افراد فأنها لاتستطيع رشوة الشعب اوخداعه. فلن يستطيع ان ينهي الحركة الاحتجاجية الا تحقيق مطالبها ، اما اساليب الترهيب والتهديد فأنها لن تجدي نفعا .
الجميع يعرف ان حركة جياع رفضت اساليب الترهيب والترغيب .. ولم تخيفها عصا الحكومة ولم تغريها جزرتها التي لوحت لنا بها من خلال عملائها.
نقول لايستطيع اي كان ان يمنعنا من ممارسة طقسنا الاحتجاجي المقدس .. نحن نمارس فعل اجتماعي سياسي حقوقي له اطاره الدستوري والقانوني ، نمارس حق هو اهم حقوق الانسان وأقدسها وهو قول لا بوجه الفاسدين ومنتهكي الحقوق وسارقي قوت الشعب .... مانمارسه ونقوم به هو فعل ميداني سلمي بعيد عن اي شكل من اشكل العنف ... لهذا نتمسك بطقسنا ... وهذا يعني تمسكنا بأرادتنا ووجودنا الانساني.
وبهذه المناسبة فأننا ندين كل سلوك انتهازي في التعامل مع الحكومة او الاطراف السياسية الاخرى .وسنبقى متمسكين بمطالب شعبنا التي اعلناها في بيانات سابقة ، ولن نتراجع عنها
وحركة جياع تؤكد على مطالب الحركة الاحتجاجية وتلتزم بها ،وتؤكد على مايلي :
1ــ الاعتراف بحق المتظاهرين في التظاهر وكافة وسائل الاحتجاج الاخرى التي ضمنتها المادة 38 من الدستور
2 ــ محاسبة كل من مارس اي شكل من اشكال الانتهاك او الاعتداء والعنف ضد المتظاهرين وتقديمهم للقضاء العادل .
3 ــ محاسبة المفسدين واقالتهم من مناصبهم وتقديمهم للقضاء.
4 ــ ترشيق الحكومة وانقاذها مما تعانيه من ترهل والاسراع بتشكيل ماتبقى وبخاصة الحقائب الوزارية الامنية.
5 ــ اجراء تعديلات جدية على الدستور بما يؤسس لقيام دولة مدنية تحمي الحريات العمة والخاصة .
5ــ الاسراع بأصدار قانون الاحزاب على ان يتضمن الاشارة الى تحريم تأسيس الاحزاب على اساس ديني او طائفي .
6 ــ اصدار قانون جديد للانتخابات يعطي فرصا متكافئة لجميع الاحزاب ، والغاء القانون الحالي الذي فصلته الاحزاب الحاكمة على قياسها..
7 ــ انقاذ العمل النقابي من هيمنة الحكومة ومحاولة فرض نوع من الوصاية على العمل النقابي .
8 ــ تسهيل تسجيل منظمات المجتمع في دائرة المنظمات غير الحكومية ، ورفع المعوقات التي يضعها البعض من اجل اعاقة العمل المدني .
9 ــ تحرير الاعلام من الهيمنة والوصاية التي تفرضها الحكومة او بعض اجهزتها على المؤسسات الاعلامية .. وبخاصة مؤسسات اعلام الدولة (شبكة الاعلام العراقي )
10 ــ تمثيل المرأة تمثيلا عادلا يتلائم ودورها السياسي والمجتمعي ... لاسيما في الرئاسات الثلاث.
11 ــ تحسين مفردات البطاقة التموينة مع زيادة مفرداتها .
12 ــ حسم ملفات المعتقلين وتقديمهم للقضاء ،واطلاق سراح الابرياء منها ، وتعويض كل من تم اعتقاله بلا جريمة اقترفها .
13 ــ توفير فرص عمل للشباب لاسيما الخريجيين منهم.
لن يخيفنا أرهاب الشقاوات والبلطجية ، ولن ترهبنا المعتقلات وكواتم الصوت .. لاننا اصحاب حق ، سلميون مدنيون لاعنفيون ..
سلاما على العراق .. سلاما على ساحة التحرير وشبابها ... سلاما على ساحات العراق وشوارعها .. تحية للحركة الاحتجاجية في كل العراق من زاخو الى البصرة.
حركة جياع
17 آب 2011