المشاركات الحديثة

صفحات: 1 2 3 4 [5] 6 7 8 9 10
41
 

                                                                                                               بيروت في 16/4/2024

رئيس "السرياني العالمي" دعا القوى السيادية لاتخاذ موقف موحد
مراد: كل من يشيطن الفدرالية هو الشيطان ليس إلا!

اعلن رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي الأمين العام للجبهة المسيحية ابراهيم مراد خلال تصريح أننا منذ عام 2013 ونحن ننادي بالحياد والفدرالية كحلٍ منطقي لواقع الحال في لبنان.
لا شك أن هناك قوى سياسية سترفض هذا الطرح وستعمل على إجهاضه، فحزب الله مستمر في سعيه للسيطرة على مفاصل الدولة، وواجبنا الوطني السيادي التصدي له عبر السعي الجدي والحثيث للمطالبة بتطبيق القرار 1559 والذهاب نحو الفدرالية.
وحدها الفدرالية تحفظ تعدديتنا الدينية والثقافية وتعزز التنافس الحضاري لإنماء لبنان بشكلٍ متوازن.
نحن نرى أن اللامركزية الادارية لم تعد تُجدي نفعاً، في حين أن خلاص لبنان الفعلي لن يتم إلا عبر الفدرالية. من هذا المنطلق، كل من يحب هذه الأرض المقدسة ويرفض التقسيم سيجد ودون أدنى شك أن الحل الوحيد هو السير بالفدرالية، وأُسُسها وحدَوية وغير تقسيمية.
ندعو المتشدقين بإدّعائهم زوراً غيرتهم على لبنان لأن يكفوا عن اللجوء إلى أساليبهم المبتذلة عبر الإصرار على تسخيف عقول العالم واستغلالهم بأبشع الصور.
الفريق الآخر يدّعي أن الفدرالية هي غطاء لحرب أهلية وحجته هنا أننا كما وصلنا عبر إراقة الدم لتطبيق إتفاق الطائف فمما لا شك فيه أننا سنصل لتطبيق الفدرالية عبر إراقة الدماء أيضاً!.
فعلياً، نحن ومع الأسف وصلنا لمرحلة إراقة الدماء لكن قبل تطبيق إتفاق الطائف، وإنعاشاً لذاكرة الجميع: كل طرف كان يسعى وبكافة الوسائل لإلغاء الطرف الآخر.
مشكلتنا اليوم هي مع "حزب الله" وإيران، فيما كانت سابقاً مع نظام سوريا الأسد وحزب البعث، وكذلك الأمر مع الوجود الفلسطيني المسلح والغير شرعي.
 نحن نتمسك بالطرح الفدرالي منعاً لإراقة الدماء وحفاظاً على وحدتنا ووحدة اللبنانيين.





من هذا المنطلق، نرى أن كل من يشيطن الفدرالية هو الشيطان ليس إلا، فهدفه الوحيد كان وسيبقى إلغاء شركائه في الوطن واجتثاث قرارهم السيادي وإقامة دولة مماثلة له عقائدياً وسياسياً وعسكرياً، ألا وهي دولة ولاية الفقيه المتمثلة بحزب الله.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن وزارة الداخلية أعطت تعليمات للبلديات فيما يتعلق بتنظيم تواجد النازحين السوريين، وعلى هذه البلديات العمل فوراً على تطبيق النظام والقانون بالتعاون مع المخاتير ومع اللجان الأهلية ومع الأحزاب في المناطق كافة.
النزوح السوري في لبنان غير منظّم وفوضوي ويكتنفه الغموض ولا وجود لأي إحصاءات رسمية، كما أن  90% من النازحين يسرحون ويمرحون ذهاباً وإياباً من لبنان إلى سوريا، كما ويمارسون حقهم الإنتخابي في سيارتهم وفي بلدهم. وجودهم في لبنان يعود لأسبابٍ إقتصادية وسعياً للهجرة إلى أوروبا وغيرها.
من غير المقبول على الإطلاق أن يستمر الحال كما هو عليه وبالتالي نشدّد على الدعوة العاجلة لتنظيم هذه الإشكالية الخطيرة حرصاً منا على مستقبل لبنان. وعلينا أن نسعى لوحدة الموقف الشجاع والفوري، كي تجتمع القوى السيادية وتتفق على موقفٍ واحد وموحّد سواء، ليتفضلوا بالتوجه بنداءٍ عاجل إلى الأمم المتحدة للعمل على منح المساعدات للنازحين السوريين بدءاً من تواجدهم على أرض بلدهم وليس على أرضنا فنحن لم نعد نحتمل كل هذه الضغوطات السياسية والإقتصادية والإجتماعية وسواها.
42
 

                                                                                                              بيروت في 18/4/2024


حضرات السادة مدراء ومسؤولي الوسائل الاعلامية المحترمين

تحية واحترام ،

الموضوع: الذكرى السنوية للابادة الارمنية والسريانية


بمناسبة الذكرى التاسعة بعد المئة للابادة الجماعية التي ارتكبت بحق الشعبين الارمني والسرياني خاصة ومسيحيي الشرق عامة من قبل السلطنة العثمانية عام 1915

ينظم حزب الاتحاد السرياني العالمي مهرجاناً تحت عنوان: من جبال آرارات وبيث نهرين الى جبل لبنان سيفٌ واحد. يتكلم فيه كل من: رئيس حزب الهنشاك الأرمني، رئيس الاتحاد الماروني، رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي الذي سوف يسجل موقف من الأحداث والتطورات على الصعيدين المسيحي والوطني. 

الزمان: يوم السبت الواقع فيه 20نيسان 2024 يبداً الاحتفال في تمام الساعة السادسة مساءً.
المكان: مسرح القصر البلدي لمنطقة الجديدة - البوشرية - السد.

لذا، نتمنى من حضراتكم ايعاز من يلزم لتغطية هذا الحدث، شاكرين دعمكم وحسن تعاونكم الكريمين.

للمراجعة:014054  01/874318 –03/

43
المنبر الحر / في عيد امنا الأرض، أطفالنا في خطر
« آخر مشاركة بواسطة نبيل رومايا في 18:43 22/04/2024  »
في عيد امنا الأرض، أطفالنا في خطر
نبيل رومايا
يحتفل العالم كل عام بعيد الأرض يوم 22 نيسان. ولكن في كل عام تتصاعد الكوارث البيئية وتتوسع الحروب ويزداد القتل، ويتحمل اطفال العالم الجزء الأكبر من هذه الكوارث.
وتشكل التغييرات المناخية والحروب تهديداً مباشراً لقدرة الطفل على البقاء والنماء والازدهار، فقد أخذت الظواهر الجوية المتغيرة، مثل الأعاصير وموجات الحر، تتزايد في تواترها وشدتها، واصبحت تهدد حياة الأطفال وتدمر الاسس الحيوية لعافيتهم. كما تسببت الفيضانات بإضعاف مرافق المياه والصرف الصحي، مما ادى إلى انتشار أمراض كثيرة تمثل خطراً على الأطفال بصفة خاصة.
ويؤدي الجفاف والتغيّر المناخي العالمي في أماكن سقوط الأمطار إلى فشل المحاصيل وزيادة أسعار الأغذية، مما يعني انعدام الأمن الغذائي وحرمان الفقراء من الأغذية، وهذا قد يؤدي إلى تأثيرات تمتد مدى الحياة، إضافة إلى تدمير سبل العيش، وزيادة الهجرة والنزاعات، وإضاعة الفرص للأطفال واليافعين.
ويبقى الأطفال أكثر عرضة للأمراض التي تزداد انتشاراً نتيجةً لتغير المناخ، ويتحمل الأطفال دون سن الخامسة قرابة 90 في المئة من عبء الأمراض التي يمكن عزوها إلى تغير المناخ.
ويعيش حوالي مليوني طفل في مناطق تتجاوز فيها مستويات تلوث الهواء المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية مما يجبرهم على تنفس هواء سامّ ويعرّض صحتهم وتطور أدمغتهم للخطر. ويتوفى أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخامسة سنوياً من جراء أسباب متعلقة بتلوث الهواء. ويعاني عدد أكبر منهم من أضرار دائمة تلحق بنموهم الطبيعي.
ويفتقر قرابة 785 مليون شخص إلى خدمات المياه الأساسية. وبحلول عام 2040، من المتوقع أن يعيش 600 مليون طفل في مناطق يتجاوز الطلب على المياه فيها كمية الموارد المتوفرة.
ووفقاً لآخر الأبحاث من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أمامنا أقل من 11 سنة لإجراء التحوّل الضروري لتجنب أسوأ تأثيرات تغير المناخ. ويلزم تخفيض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الجو بمقدار 45 في المئة بحلول عام 2030 لمنع تجاوز الاحترار العالمي الذي هو 1.5 درجة مئوية وهي العتبة التي يمكننا تجنب أسوأ تأثيرات تغير المناخ.
وهذه هي المرة الأولى التي سينشأ فيها جيل عالمي من الأطفال في عالم أكثر خطورة بكثير وأقل يقيناً، وذلك نتيجة لتغير المناخ والتدهور البيئي. إن التصدي لتغير المناخ والحد من تأثيراته هما أمران ضروريان لحماية أطفال العالم وإعمال حقوقهم.
وحسب المادة 12 من اتفاقية حقوق الطفل للأمم المتحدة فإن مشاركة الأطفال في القضايا التي تؤثر عليهم هي حق رئيسي لهم. وتعمل اليونيسف مع اليافعين لإيصال أصواتهم بشأن تغير المناخ وذلك من خلال النشاطات والمبادرات التي تخصهم، والمشاركة في اجتماعات القمة الرئيسية التي تُعقد في الأمم المتحدة لحماية الأطفال من تأثير تغير المناخ والتدهور البيئي.
تأثير الحروب
تذكر تقارير الأمم المتحدة أن أعلى نسبة لقتل وجرح الأطفال كانت في فلسطين وأفغانستان وسوريا واليمن والصومال، مضيفا أن أكبر عمليات تجنيد للأطفال سجلت في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وحسب الأمم المتحدة إن أكثر من 8500 طفل تم تجنيدهم العام الماضي في صراعات شتى بأنحاء العالم، وإن نحو 2700 طفل آخرين قُتلوا في تلك الصراعات.
وقتل أكثر من 5500 طفل في قطاع غزة منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الأول الماضي، في حين اعتُبر 1800 طفل في عداد المفقودين، إلى جانب آلاف الجرحى وعشرات الآلاف ممن دُمرت منازلهم.
وحسب الأرقام أن الأطفال يشكلون ما لا يقل عن 40% من نسبة ضحايا هذه الحرب، سواء أولئك الذين سقطوا قتلى جراء القصف الجوي والبري والبحري، أو من تعرضوا لانتهاكات جسيمة نتيجة الحصار المطبق والنزوح وانقطاع التيار الكهربائي وانعدام المياه الصالحة للشرب.
ووفق بيانات أصدرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن فئة الأطفال تشكل 44% من إجمالي عدد السكان (41% في الضفة الغربية، و47% في قطاع غزة) ويبلغ عددهم نحو مليونين و400 ألف طفل.
ويتساءل الأطفال في مناطق الحروب، لماذا يقتل الأطفال وهل سنموت نحن أيضا؟
عمالة الاطفال
 أما في العراق فبالإضافة الى المشاكل البيئية وشحة المياه التي يعاني منها العراق، يواجه الأطفال مشاكل العمالة. وحذّرت اليونيسيف من أن ثلث أطفال العراق يمرّون بظروف اقتصادية صعبة تضعهم أمام متطلبات العمل لإعانة عوائلهم، مشيرة إلى أن هناك طفلين فقيرين من بين كل 5 أطفال في العراق.
ففي عيد امنا الأرض لنعتني بأطفالنا ونوفر لهم مستقبل أفضل عن طريق إنهاء الحروب والاعتناء بالبيئة، فأطفالنا هم مستقبلنا وبدون نشأة سليمة لأطفالنا فإن مستقبلنا سيكون غامضا ومشوشا.
22 نيسان 2024
عيد الارض
المصادر:
تقارير الأمم المتحدة، اليونيسيف

44
في 9 نيسان 2003، سقط العراق وخسر لوحات جميلات
لويس إقليمس
بغداد، في 7 نيسان 2024
لو أدرك العقلاء ما كان سيصيب العراق من ويلاتٍ وتحديات وخسائر في كلّ مجالات الحياة، وما كان سيشهدهُ لسنواتٍ عديدات من تخلّفٍ وتراجعٍ في التعليم والتربية والزراعة والصناعة والاقتصاد والخدمات، سواءً بسواء كما في القيم الأساسية العليا وفي الأخلاق والسلوكيات اليومية وانتشار العديد من المظاهر الوثنية والسلبية وأشكال الفساد في مجتمعاته التي انزلقت فيها أجيالٌ إلى الحضيض، لما تمنوا التخلّص من النظام السابق بتلك الطريقة الفظّة باللجوء لتلك الهجمة الدولية الهمجية التي أثبتت الأيام كذب الادّعاءات السببية للأسياد. هذا، بالرغم من كلّ الملاحظات السلبية المحسوبة على النظام السابق وعلى بعض قيادته بسبب النزعة العائلية والعشائرية المقيتة التي آلى إليها في أواخر السنين.
بسقوط النظام المؤسساتي في العراق في 9 نيسان 2003، يكون العراق قد خسر معه أيضًا لوحاتٍ جميلاتٍ، وطنية واجتماعية وعلمية من تلك التي اتسمت وأبدعت في البناء والإعمار والابتكار والإيثار والتعايش. كان الوطن لقرونٍ وسنين قديمات شاهداتٍ أشبهَ بلوحة فسيفسائية رائعة الجمال، تستظلُّ أجيالُه بأفياء أشجاره الوارفة في كلّ موضوعةٍ وأية مسألةٍ تحتاج لبرهانٍ ولإثبات صلة المواطن بالوطن قبل أن ينخره فساد المحاصصة وأرباب المحتوى الهابط الذي ساد وترعرع وتجذّر ولم يعد من السهل تحديده وتحييدُه والقضاء عليه. كنتَ تنبهرُ بقامات من الرجال وهاماتٍ من النساء، باسقاتٍ آمناتٍ مخيَّراتٍ وغير مسيَّراتٍ في عيش نُبل القيم واقتداء أفضل السلوكيات في الحياة والعمل والمنزل، في الشارع والمصنع والسفر. أتحدثُ هنا أكثر عن رجالٍ ونساءٍ من الزمن الجميل ما قبل النظام البائد وحتى في سنوات عزّ هذا الأخير وجبروته وصيرورته، أفرادٍ غير محسوبين على عائلة النظام وأزلامه ممّن اتسموا بأفضل القيم واتخذوا السير في أنبل السلوك الذي يرتضي به رب العالمين وبهم يحذوا نظراؤُهم في الوطن والإنسانية. أتذكرُأفرادًا آمنوا بالوطن ملاذًا، وبالحضارة شاهدًا، وبالأخلاق مرتعًا وبالعلم والمعرفة دالّةً وهدايةً في المساهمة بكلّ حرصٍ وغيرة وضمير في بناء الوطن وإنعاشه وتطوره عبر سنواتٍ من الجهاد الفردي والجماعي كي تخرج منه أجيالٌ قوية في العلوم والمبادئ والأخلاق والسلوك الصحيح. كانت حقًا أجيالًا ناضجة في حبّ الوطن والإنسان، منفتحة في تغيير الصورة النمطية السلبية المجتمعية لترتقي إلى مصاف البلدان والشعوب المتطورة في الفكر والثقافة والعلم والسلوك وكذا في الإيمان ورصانة أدواته.
أتحدث هنا حصرًا عن أجيالٍ وأفرادٍ ومواطنين لم تتسخ اياديهم بأفعال الفساد والقتل والسرقة والسطو والنهب والفرهود والتسفيه والتضليل والخديعة في الإعلام والدعاية ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي التي اتسعت وانشطرت وتفاقمت أغراضُها وأهدافُها وأدواتُها في نشر الفاحشة والسلوكيات غير السوية في صالات الليل والغرف الحمراء المظلمة وأروقة الفنادق الفخمة وفي الفلل والشقق الفارهة التي اقتُنيت بطرق غير سوية وكثرت وتناثرت وانتصبت شواهدُها ممّا لا طاقة للمواطن البسيط أن يصلَ حتى إلى أسوارها المحصنة، لكونها مرهونة ومحصّنةً أمنيًا وسياسيًا وخاضعة لمساومات وأعمال ابتزاز واتفاقات في أغلبها خارج حدود الأخلاقيات المتعارف عليها. أتحدثُ هنا عن مواطنين بسطاء أحباب الله ومريدي الخير العميم للجميع ومتمنّي السلام والأمان وراحة البال ممّن يسألون عن الجار قبل الدار. أتحدث عن أجيالٍ وبشرٍ وجماعات لم يتورّط  فيها أفرادٌ من بين ظهرانيهم بأيّ جرمٍ أو خرقٍ وطني أو اجتماعيّ وبكلّ ما ادّعى الأدعياءُ وزعامات السلطة الجديدة ما بعد السقوط للتخلّص من أية بقايا لصور وآثار نظام الطغيان والدكتاتور، بالرغم من إدراكهم خطورة خسارة الأسس التي بُني عليها الوطن، الذي كان وينبغي أن يبقى مُلكًا للجميع وليس لأتباع دينٍ واحد أو مذهبٍ واحد أو قومية واحدة أو حزبٍ واحد. فالوطن للجميع، شاء الأحبار والأشرار والكفار أم أبوا الفكرة والمبدأ. "جئنا لنبقى"، مقولةٌ لم تعد مقبولة بل هي مرفوضة في الأساس، لكونها لا تنفع أيَّ مجتمع أو شعبٍ باحثٍ عن الأمان والحرية والديمقراطية الصحيحة. "لو دامتْ لغيرك، لما آلتْ إليك". هذا سرّ الحياة وواقع البشر. لا ديمومة لحيّ ضعيفٍ يطلب الخلود بجبروته وقسوته وأنانيته وفضاضته. فلا خالدَ إلاّ ربُ الخليقة وحده، ومَن طلب الخلود في الزعامة والسلطة فهو واهمٌ. فالتجربة أثبتت صحة هذا الواقع، ولا بدّ أن يأتي اليوم الذي تسقط فيه الأصنام تباعًا. كما لا قداسة لغير الله والوطن، وكلّ ما سواهما باطلٌ وزائلٌ ومرفوض لكونه من صنع البشر الضعفاء ومن خيالاته البشرية الهزيلة غير الصادقة.

السقوط الآخر
بعد السقوط الدراماتيكي السياسي لبغداد في 9 نيسان 2003، توالت المحن وكثرت المصاعب وتتالت التحديات وكثرت الأخطاء وتنوعت مصادر الفساد من اشتداد أدوات العنف والقتل والتهديد والاغتصاب والتهجير والسرقة والهدر بالمال العام وتحليل المحرَّم وتحريم المحلَّل بدون وازع ولا ضمير. كما تنوعت وسائل تدمير المؤسسات الثقافية وإذلال الفكر المتنور وقتل أرباب العلم والحرفة بتعدّد أساليب النشر والدعاية التي نزلت إلى دركات الانحطاط في السلوك والتداول والتعامل عبر وسائل التهديد والمساومة ومنها أشكال الابتزاز الالكتروني الحديثة التي أخذت مساحات شاسعة في السلوك اليومي في بلدٍ تشهد له الدنيا كلُّها بعراقة الثقافة وتأريخية الحضارة وأصالة الأرض وتجذّر أبنائها بالأرض وحبهم وانتمائهم العريق. ناهيك عن إنهاء دور الجيش العقائدي المفترَض بقاؤُه سورًا للبلاد وحصنًا للدفاع عن أمنه وسلامه وأرضه وسمائه ومياهه وفرض هيبته وسيادته ضدَّ كلّ أشكال التدخل في شؤونه وأشكال الخرق بحقّ وجوده وتاريخه وحضارته وثقافته. ومن بعد استغلاله واهتزازه وإضعافه بمؤسساتٍ جديدة موازية مؤدلجة لجهة معروفة، لم يعد في الوطن ما يضمن سلامة أسواره وأمان أبنائه وعزّة أمجاده. 
كلّ هذا، أو معظم هذه المفردات تكاد قد تلاشت من قواميس العراق الحضارية حينما دأبت اشكال السلوكيات غير السوية تطغى على حياة جماعات وفئات محصورة في السلوك السلبي المستهجَن وطنيًا واجتماعيًا وأخلاقيًا. فقد صار الاحترام والتقدير والتبجيل عملة نادرة إزاء أصحاب العلم والفضيلة والفكر المستقلّ الحر المتشبّع بحب الوطن واحترام الجار وتقدير الآخر المختلف في الدين والمذهب والفكر والثقافة والإتنية، وانسحب كلّ هذا الحق لصالح فئات شاذة لفظها المجتمع جملةً وتفصيلاً بعد حينٍ إلاّ من أصحاب المصالح الفئوية والشخصية والمذهبية والحزبية الضيقة. ومنها ما طال أعرافًا اجتماعية وثقافية أصيلة، وجرى استبدالُها بأخرى هجينة دخيلة غريبة لا تتناسب مع ثقافة معظم مكوّنات البلاد المتعايشة تاريخيًا واجتماعيًا وعرفيًا، بحيث أصبح المجتمع العراقي بسببها ولأجلها مثارًا للانتقاد وتوجيه الاتهامات بسبب استشراء الفساد وأدواته ومفرداته في كلّ مفاصل الدولة، الحكومية منها والخاصة على السواء. ومع مرور الأيام المرّة وتوالي السنين العجاف على عموم المجتمع العراقي وتحوّلِ الاحترام والتقدير لهذه الجهات السالبة والدخيلة واقتران شكل الاحترام والتقدير هذا بما تقوم به من حركات وسلوكيات وُصفتْ اجتماعيًا وأمنيًا بأصحاب المستوى الهابط، ما دفع الجهات الأمنية الوطنية المعنية لاتخاذ خطوات جادة أحيانًا وهزيلة في بعضها، بهدف السعي لوأدها ومحاربتها بما يتيسر لها من إمكانيات. وقد نجحت لغاية الساعة في الكثير منها وأخفقت في بعضها بسبب تدخلات الساسة والمتنفذين وأصحاب الباع الطويل في الدولة العميقة الحريصة بكل قواها ونفوذها وسلاحها ومالها لحماية هذه الأدوات السلبية والمنبوذة من المجتمع العراقي. ومن المؤسف أن تخضع عوامل  التقدير والاحترام لتقييم هذه الفئات الضارة والغريبة على مجتمعنا، بحيث طغت الكثير من السلوكيات المشبوهة على السطح وفقدَ المجتمع العراقي احترامه وتقديره بسبب تدنّي المستوى الثقافي والحضاري لمواطنيه في العموم. وهنا صحّ فيه قول عالم الاجتماع علي الوردي"أُنظرْ إلى الأشخاص الذين يقدّرهم المجتمع، تعرف الاتجاهَ الحضاري السائد في ذلك المجتمع و مصيره".
ممّا يُؤسف له، مساهمة وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الدعائية الرخيصة في معظمها التي أصبحت في متناول الجميع في تسيّد هذه النماذج السلبية المشهدَ بقوّة بالرغم من التدابير المتخذة من جهات رقابية ودينية رصينة محدودة الموارد ومن منظمات محترمة للحدّ منها والتبصير بخطورتها على السلم الأهلي والمجتمع ككلّ. كما لم تجدي وسائل اللجوء إلى الجهات القضائية التي أصبحت الشغل الشاغل لأصحاب هذا المحتوى في الآونة الأخيرة حيث نسمع ونشاهد ونقرأ ما يُكتب عن محاكم وقضاة تسايرُ بعضُها أصحابَ هذا المحتوى من حيث تدري أو لا تدري وتنحاز أحيانًا لصالح أربابها بسبب تأثيرات المتنفذين على قراراتها لقرب هؤلاء أو صلاتهم بأربابها في نشر الغسيل أو اتخاذ وسيلة التسقيط في العرض والشرف والسياسة والوظيفة أداةً لتحقيق أغراضٍ غير شريفة من ابتزاز ومساومة وكسب غير مشروع، بحيث طال حتى المؤسسات التعليمية والتربوية والعسكرية والأمنية التي تُعدّ اساس احترام المجتمع وتقدمه وتطوره.
باختصار القول، قد تحول العراق من أساس الحضارة وبناء الثقافة إلى سخرية الأعمال الهابطة وإلى مجتمع سادت فيه ثقافة الفساد وتكاد أن تتجذّر إذا لم يوضع لها حدود فاصلة وإجراءات قاسية للحدّ من تفوّق الشرّ والفساد وأدواتهما. هذا بشهادة أصحاب النفوذ أحيانًا وبعض الساسة القلائل من رافضي مثل هذه السلوكيات السلبية والدخيلة. فما بالكُ في تصريحات وزير سابق للمالية وهو ينشر غسيل إثراء ساسة واقتصاديين وزعامات حزبية ومكاتب اقتصادية لهذه الأخيرة على حساب الوطن والشعب النائم الساذج المغفّل! ووفقًا لهذا التصريح، يستطيع المرء وأيّ عاقل أن يعرف مدى التأثير الذي تمارسه هذه الجماعات الفاسدة في التحكم بمقدرات البلاد والاغتناء بالثروات من دون وجه حقّ، إلاّ لكونها تملك المال والجاه والسلاح والنفوذ والسلطة بأدواتها ووسائلها وبتغطية وحماية مباشرة أو غير مباشرة أحيانًا من بعض أركان الدين والمذهب والقضاء المسيّس في العديد من جوانبه على السواء. حقًا، عندما سقط النظام السابق، فقد سقطت معه الأخلاق والكرامة والضمير والثقافة والغيرة، والأهم الوطنية التي خلت من قاموس زعامات السلطة مهما ادّعت اليوم بغير ذلك. فقد صحَّ وصفُ أحد زعامات السلطة بكونهم "مقاولين تفليش للوطن". وهذا من أوضح الأوصاف التي يستحقونها. لا نريد أن يتحول الفساد في الأخلاق وموت الضمير وسرقة الثروات الوطنية ومستقبل الأجيال وهدر المال العام وتحليل الحرام وما سواها من موبقات إلى ثقافة دائمة لا يخجل منها روّادُها وأصحابُها وأدواتُها. فقد طفح الكيل وأزفت ساعة التغيير وتمنى العراقيون الشرفاء الخلاصَ يومًا من براثن هذه الترّهات التي لا يمكن أن تدوم إلى الأبد.
يارب نجّنا من هذا البلاء وهذه الأمراض وهذا السرطان القاتل في أقرب ساعة وأقرب يوم!
45
  تقرير مصور عن الاحتفال الكبير لكلدان ملبورن بعيد أكيتو- رأس
السنة البابلية الكلدانية 7324.

 
افتتح  المهرجان من قبل عريفي الحفل كل من السيد اياد يوخنا والانسة ريتا مالان  بكلمة ترحيب بالضيوف الحاضرين من المسؤولين الحكوميين وممثلي الجمعيات وأبناء شعبنا الكلداني في ملبورن . بعدها أُنشد النشيد الوطني الأسترالي والنشيد القومي الكلداني، ثم القى السيد وليد حنا رئيس الاتحاد الكلداني الأسترالي في ملبورن كلمة الاتحاد والدكتور عامر ملوكا رئيس الرابطة الكلدانية فرع ملبورن كلمة الرابطة بهذه المناسبة اي مهرجان اكيتو لسنة 7324. بعدها شاركت فرقة بغديدي للفنون والفلكلور بتقديم دبكات ورقصات فولكلورية والفرقة بإدارة السيدة رفل يلدا.
وبعدها توالت كلمات الضيوف من أعضاء البرلمان الفيدرالي وبرلمان ولاية فكتوريا ورئيس بلدية هيوم وأعضاء البلدية وكلمة اتحاد الكتاب والادباء الكلدان القاها السيد هيثم ملوكا . ثم بدأت فعاليات المهرجان المتنوعة بقص شريط المعرض للفن التشكيلي الذي زينته لوحات ومنحوتات ومجسمات ابدعتها ريشة وانامل فنانين تشكيليين وهواة من أبناء شعبنا المسيحي في ملبورن والذي ضمّ اكثر من 50 عملا فنيا جسدت النبض الخلاق للجمال، إضافة الى فعالية الرسم على الوجوه للأطفال ،وكان المعرض بأشراف السيد سمير الصفار ..
تجول الضيوف في ارجاء قاعة المعرض (وهم أعضاء البرلمان الفيدرالي وأعضاء برلمان الولاية و رئيس بلدية مدينة هيوم وأعضاء بلدية هيوم و ممثلين عن شرطة فكتوريا والاباء الكهنة  ) وعدد من الكُتاب والمثقفين والشعراء والإعلاميين وجمهور المهرجان من المهتمين بالفن التشكيلي لمشاهدة ابداعات ومواهب الفنانين والهواة ، مبدين اعجابهم بالأعمال الفنية ومقدرين جهودهم وعطاءهم .
ويعتبر إقامة المعرض ضمن الخطة الثقافية للمهرجان فمن خلال المعرض يتم رفع وتنشيط الذائقة الجمالية لدى المتلقي كما ويعتبر بمثابة حافز لاستمرار الفنان في مشواره الفني ولإكسابه مهارات تضاف الى مهاراته..
شارك بأعمال المعرض كل من الفنان التشكيلي رائد سورو ، غسان فتوحي ، نهى صائغ ، نباهد ايشو ،بن كليانا وعامر ايشو . حيث تنوعت أعمالهم الفنية وتميزت بقيم جمالية وتشكيلية عالية. .

كان للأعمال تأثير واضح في استقطاب الجمهور طيلة فترة المعرض.
 كما شاركت نخبة من الفنانين ( عصام وسوف وسوزان ايزريا وسلام باباوي ونمير الحمداني وحميم زاخولي والعازف راني حلاتة والعازف الموهوب كارلوس )  بأحياء الدبكات الشعبية التي شارك فيها أبناء شعبنا على انغام الموسيقى.

ولإنَّ الكتاب غذاء الفكر ، أحتضن المهرجان معرض كتاب مصغر من مكتبة الأستاذ صباح برخو والتي تُعد أكبر مكتبة للكتب العربية في ملبورن، ضم مجموعة منوعة ومختارة من الكتب إضافة الى تذكارات وهدايا ومجسمات را فدينية.
وكان لفقرة اختيار ملكة جمال اكيتو 2024 وقع خاص لدى الحضور الكبير وكانت هذه الفقرة بادراه ودعم كروب بنات استراليا.
.
شكر وتقدير لكل أعضاء الاتحاد الكلداني والرابطة الكلدانية وVIC.TALK ,ونادي ابفيلد سوكر والفريق المساعد ولكل الاخوة والاخوات الذين ساهموا بجهودهم لإخراج اكيتو بهذه الحلة الجميلة وشكر وتقدير للإباء الكهنة لحضورهم  الاب ثائر الشيخ والأب سامي مرخائيل والأب ماهر مراد وشكر وتقدير لكل الجمعيات والأندية الكلدانية المشاركة وشكر خاص لجمعية تلسقف للمشاركة الفاعلة وشكر وتقدير للفنانين والداعمين جميعا .
الداعمين للمهرجان :


گروب بنات استراليا
أسواق بغداد
Hosana community Care
Advanced Health Support
Jeena Beauty & laser clinic
Fashion by Olivia
Rita Malan beauty Aesthetics
Bamboo Restaurant
AUSSD.RESS
Aghadeer Restaurant


وكل اكيتو وانتم بألف خير.

لجنة الاعلام والنشر لمهرجان اكيتو 2024
 
46

مفهوم الدين الانساني من خلال (الهجوم على الاسقف مار ماري)

"لقد وُجدت وتوجد جماعات إنسانية من غير علوم وفنون وفلسفات، ولكنه لم توجد قط جماعة بلا ديانة" (هنري برجسون)

 يمكننا تعريف الدين وحسب وليم جيمس بانه مجموعة الاحاسيس والتواصل المعرفي بين الفرد وبين قوى خارقة. اما سبنسر فيعرف الدين (بالحضور الفائق لشيء غامض وعصي على الفهم) . وتعريف اخر ، الدين هو نظام من الاعتقادات والممارسات والقيم الروحية التي يتبعها الأفراد أو المجتمعات في علاقتهم مع الكيان الخارق أو الروحاني، وغالبًا ما يتضمن الدين أيضًا قواعد وتعاليم توجه سلوك الفرد وتنظم علاقاته مع الآخرين ومع العالم من حوله. يتنوع الدين بشكل كبير بين الثقافات والمجتمعات، ويمكن أن يشمل مجموعة متنوعة من المعتقدات والطقوس والتقاليد والممارسات الشعائرية

 

 ويتضمن الدين عادة عناصر أساسية مثل الإيمان بوجود الكيان الإلهي أو الخارق، وإيمان بالروحانية والحياة الأخروية، وتوجيه السلوك الإنساني بموجب القيم والتعاليم الدينية. ويلعب الدين دورا كبيرا في صنع الهوية الثقافية والاجتماعية للفرد ويكون له تأثير كبير على الحياة اليومية للفرد او للمجتمع.

ولكي نلقي نظرة على اهم النظريات في نشوء الأديان على مر العصور والتي كانت نتيجة للحاجة الإنسانية الأساسية لفهم العالم وتفسير الظواهر الطبيعية الخارقة، وكذلك لتوجيه السلوك الإنساني وتوفير الراحة الروحية والأمل في وجه التحديات والمصاعب. تعد الأديان جزءًا لا يتجزأ من تطور البشرية وثقافاتها، وقد أثرت بشكل كبير على مجريات التاريخ والسلوك الإنساني. ومن اهم النظريات حول نشوء الأديان وأهميتها للإنسان:

 

نظرية الفجوة الأساسية: تقترح هذه النظرية أن الإنسان يبحث عن إجابات عن الأسئلة الكبرى في الحياة مثل معنى الوجود والموت، ويشعر بالحاجة إلى الاتصال بقوة أو كيان روحي أعلى منه لتوجيهه وتوفير الراحة الروحية.

 

 نظرية التفسير النفسي: تقترح هذه النظرية أن الأديان نشأت نتيجة لحاجة الإنسان إلى التغلب على القلق والخوف من الموت والغيبيات بوجود كيانات خارقة وخالقة تحميه وتوجه حياته.

 

 نظرية التطور الاجتماعي: تقترح هذه النظرية أن الأديان نشأت نتيجة لتطور المجتمعات البشرية وظهور التنظيمات الاجتماعية المعقدة، حيث أصبح وجود نظام معترف به للقيم والمعتقدات امرا مهما لضمان الانسجام والتعاون.

 

 وللأديان اهمية في حياة الفرد او الشعوب ويعتمد تأثير الدين على الإنسان والمجتمع بشكل كبير على السياق الثقافي والتاريخي والاجتماعي للمجتمع المعني، ويمكن أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا بناءً على كيفية تطبيقه وفهمه. يمكننا تحليل الأثر الإيجابي للدين:

 

 توجيه السلوك: توفر الأديان إطارًا أخلاقيًا وقيميًا يوجه سلوك الفرد ويعزز الشعور بالمسؤولية والتقدير للآخرين.

 

توفير الراحة الروحية: توفر الأديان الإيمان بوجود كيان خارق يرافق الإنسان في مختلف جوانب حياته ويقدم الدعم الروحي والعزاء في الأوقات الصعبة.

 

 بناء الهوية الثقافية: تعزز الأديان الهوية الثقافية والانتماء الاجتماعي، وتعمل على تعزيز الانسجام والتضامن داخل المجتمعات.

 

تحقيق السلام والتسامح: تعمل الأديان على تعزيز السلام والتسامح بين الناس من خلال تعزيز القيم الإنسانية المشتركة وتشجيع التعايش السلمي بين الثقافات والديانات المختلفة.

 

 

اما الأثر السلبي للدين فيتمثل في :

(الهجوم على الاسقف مار ماري)

مثالا

 

التطرف والعنف: يمكن لبعض التفسيرات الضيقة للدين أن تؤدي إلى التطرف والعنف، وتبرير العنف بالنيابة عن الدين.

 

القمع والتحكم: يمكن للسلطات الدينية استخدام الدين كوسيلة للقمع والتحكم في الأفراد والمجتمعات، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الحريات الشخصية.

 

التمييز والتفرقة: قد يؤدي الدين أحيانًا إلى التمييز والتفرقة بين الأشخاص بناءً على الدين أو العقيدة الخاصة بهم.

 

ولهذا ظهرت بعض الأفكار لفلاسفة وعلماء الاجتماع ومن اهمهم أوجست كونت هو فيلسوف فرنسي، ولد في 19 يناير عام 1798 في مدينة مونبلييه في فرنسا .

 

فلقد اقر كونت بأهمية الدين للإنسان والمجتمع، ولكن نظرته للدين تختلف عن ما هو موجود ومألوف، فرأى أن يخترع ديناً يجعل فيه “الإنسانية” هي التي تحل محل القوى العظمى والخارقة التي تؤمن بها الأديان المعروفة لدى معظم الشعوب والحضارات، على انها تجمع بين القيم الفاضلة والحاجات العاطفية والنفسية للإنسان، لتسود فكرة “الإنسانية” بدل الرب الخالق. وانطلق كونت من ان الانسانية هي القاسم المشترك بين كل البشرية وتشارك فيه كل البشرية ماضيا وحاضرا ومستقبلا واطلق على هذا الدين (دين الإنسانية) .

 

 الدين الإنساني يمثل تيارًا فلسفيًا ودينيًا يركز على القيم الإنسانية الجوهرية، والتعاطف، والتسامح، والعدالة. يهدف الدين الإنساني إلى تعزيز العلاقة بين الإنسان والإنسان وبين الإنسان والكون بشكل عام، ويسعى لتحقيق السلام والتعايش السلمي بين البشر.

 

 تتمثل أهمية الدين الإنساني في قدرته على تقديم إطار أخلاقي يشجع على العمل الخيري والتعاون، ويساعد على تطوير الشخصية الإنسانية بمفهومها الأوسع وأعمق. يلائم الدين الإنساني جميع البشر بغض النظر عن خلفيتهم الثقافية أو الدينية، ويشجع على التعايش السلمي واحترام التنوع الثقافي والديني. ويمكن للدين الإنساني أن يكون جسرًا للتواصل والتفاهم بين الثقافات المختلفة، ويساهم في بناء مجتمعات مترابطة تتمتع بالسلام والازدهار.
47
مهازل إيران المضحكة تستنجد بحرائق تكساس في امريكا
خلال الهجوم الصاروخي الإيراني الواسع ضد اسرائيل , لكن نتائجه جاءت محبطة  ومخيبة الامال بالاحباط الشديد , يرتقي الى الهزيمة المخزية . إذ تلك المئات من الصواريخ والطائرات المسيرة , لم تصل إلى اهدافها المعلنة , وسقطت خارج او على عتبات الحدود الاسرائيلية , ولم تحقق أية هدف منها  , سوى اضرار طفيفة , ولم تمرغ الغطرسة الإسرائيلية المتوحشة بالوحل , ولم تحقق اية من الوعود النارية والصاعقة , التي هدد بها خامنئي المرشد الإيراني  , بالانتقام الصاعق والماحق , الذي يجبر العنجهية الإسرائيلية على الركوع والانهزام , ولم تلقن اسرائيل الدرس أن تتجرع علقم الهزيمة الساحقة  , وبذلك تكون  ايران حققت الهدف ,  الذي روجت له اعوام طويلة بفناء اسرائيل , التي ليس امامها طريق سوى التشرد والرحيل عن الاراضي فلسطين  المعتصبة , لان الضربات  الصاروخية الهالكة وصلت الى العمق الاسرائيلي , والحقت اضراراً وخسائر فادحة لا تعوض بثمن , وما على القيادة الاسرائيلية الصهيونية ,   سوى الاستسلام ورفع الراية البيضاء  , ولكن  امام معضلة فشل الهجوم الصاروخي الفاشل  , لم يكن امام وسائل الاعلام وفضائيات الحكومية , سوى الاستعانة بحرائق مدينة تكساس الامريكية , وتجيرها لصالحها , بأن هذه الحرائق الضخمة , هي من فعل الصواريخ والطائرات المسيرة الهجومية , التي لحقت بإسرائيل دماراً واسعاً وساحقاً  , وان نبوءة فناء اسرائيل قد  تحققت بفعل قوة إيران العسكرية الهائلة والمرعبة للأعداء  . بهذه الطريقة المضحكة , تحاول ايران اقناع وكلائها وعملائها في المنطقة بأنها انتصرت في الصراع العسكري  , وان محور الممانعة والمقاومة ,  حققت انتصارات باهرة , بهذه الضربات المهلكة , التي أشعلت  حرائق مدمرة ومرعبة داخل العمق  الاسرائيلي  , وان ايران خرجت بتيجان النصر في الجولة الاولى , ولكن حبل الكذب قصير , وسرعان ما ينقلب السحر على الساحر , فقد اصبحت ادعاءات إيران المزعومة بحرائق تكساس , محل سخرية وتندر للإعلام العالمي . وهذه الفيديوهات من الإعلام الحكومي الرسمي , الذي بث هذه الحرائق الضخمة في تكساس وصيرها له , بأنه حقق انتصاراً كبيراً على العدو الصهيوني المغتصب , انها قمة المهزلة الفجة  والمضحكة والسخيفة   , التي تضع إيران في حقيقتها :  اكذب و اكذب ثم اكذب حتى يضحك الناس عليك بالتندر والسخرية .
 
48
إيران / اسرائيل والمخرج الأمريكي  في ادارة دفة  الصراع
لأول مرة في تاريخ الصراع الإيراني /  الاسرائيلي ,  تشن إيران هجوماً واسع النطاق من داخل أراضيها مباشرة , في ضرب اسرائيل بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة , ربما يتبادر الى الذهن بأن هذا الهجوم العسكري الواسع , كبد اسرائيل خسائر فادحة لا تعوض, وأن اسرائيل منيت بهزيمة شنيعة وخطيرة منذ نشؤئها كدولة قائمة على أراضي فلسطين المغتصبة  , وقد يظن البعض بأن اسرائيل الحق بها  دمار وخراب  واسع , في تدمير القواعد العسكرية والمطارات والرادارات وقتلى وجرحى , أي باختصار العبارة تعطلت آلة الحرب العسكرية , ومرغت عنحهية إسرائيل  بالوحل ,  بأنها  تدعي بأنها  أقوى قوة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط , لأن مئات الصواريخ والطائرات المسيرة وصلت الى أهدافها واصابتها  بنجاح ,  ومنيت اسرائيل بخسائر كبيرة  , ولكن كل هذا لم يحدث حتى لو كان بشكل بسيط حتى بخدش هنا وهناك , فقد سقطت هذه المئات من الصواريخ والطائرات المسيرة ,خارج اسرائيل أو على حدودها , ولم تحدث حتى اصرار بسيطة , ولم تقتل اسرائيلاً واحداً , ولم تخدش العنجهية الإسرائيلية حتى بخدش بسيط  بل زادتها شراسة ووحشية , لقد  جاءت الضربة الايرانية   رداً على قتل قيادات متقدمة في القنصلية الايرانية في دمشق / سورية دمرت بشكل كامل , هذا يعتبر بالعرف والقانون الدولي ارضي ايرانية . بهذا الهجوم الإيراني الفاشل, وفشل ايضاً , كل الدعايات  الترويجية , بالشعارات الرنانة وصاعقة , بفناء اسرائيل بالكامل خلال سبع دقائق فقط , هذه الشعارات تاجرت بها ايران لأعوام طويلة , وبالتالي لم يحفظ الرد الايراني الصاروخي ماء الوجه ورد الاهانة لها  , بشن هجوم واسع وهو تعتبره حقها الشرعي في قواعد الاشتباك . واتضحت إيران  انها  تعيد حكاية الملك العاري , واتضحت  حقائق الهجوم الايراني  بعد ذلك , بأنه كان ضمن المسرحية المعدة سلفاً وتقمص الأدوار والتقيد الصارم بما رسمه المخرج الأمريكي , في أداء الدور المسرحي والتقيد الصارم بما هو خططه المخرج الأمريكي  , هذا يعيدنا الى تكرار مسرحية , ضرب القاعدة الامريكية عين الاسد في الانبار العراقية , بأن ايران  توسلت  بالرئيس الأمريكي السابق ( ترامب ) بضرب القاعدة ب18 صاروخ تقع على جدران القاعدة  , ولا تحدث اضراراً ولا تجرح جندي أمريكي واحد كما صرح ( ترمب ) واضاف بقوله ( تلك الليلة نمت مرتاحاً ) ,  لانه يعرف اين تقع الصواريخ ويعرف احداثياتها , بعد مقتل سليماني , وهذا الهجوم الواسع الايراني الواسع , جاء ضمن المسرحية المعدة سلفاً , والدليل تصريح وزير خارجية إيران بقوله ( أننا أبلغنا واشنطن قبل 72 ساعة من الهجوم , بأنه سيكون محدوداً للدفاع وحفظ ماء الوجه , ولا يسبب اضراراً الى اسرائيل ) بهذه ضربة محدودة وبسيطة , وتكتفي إيران بذلك ولا في نيتها اتساع الصراع الايراني الاسرائيلي واستمراره , ينتهي الى هذا الحد , ( وكفى المسلمين شر القتال ) لكن اسرائيل تصدت بنجاح وافشلت المخطط الهجوم الواسع , بل زاد من عنجهيتها المتغطرسة , بأنها تطالب بالرد العسكري الرد بالرد  , وتضعط على الرئيس ( بايدن ) ان يفتح لها مجالات الرد العسكري , رغم انه منع اسرائيل بالرد الفوري , تجنباً لاتساع الصراع العسكري في المنطقة , وامريكا تحاول بكل جهد كبح جماحه . ولكن مجلس الحرب الاسرائيلي يطالب بقوة وإصرار بضرب ايران في عمق اراضيها , بالضرب والرد بالمثل  وهنا عين المشكلة الخطيرة , وتحت الضغط الهائل من اسرائيل على القيادة الامريكية , بأن هناك ما يشير غض الطرف عن ضربة محدودة من اسرائيل الى ايران لا تتجاوز خطر  اتساع رقعة الصراع في المنطقة , بأن لا  يكون هناك رد ورد متبادل , وبالتالي تخرج السيطرة عن ارادة المخرج الامريكي , رغم فشل الهجوم الايراني ونجاح اسرائيل بصد الهجوم  , بل قدم خدمة كبيرة الى اسرائيل اخرجها من ازمتها الداخلية المتفاقمة , واخرج اسرائيل من الادانة العالمية الى التعاطف معها , وقدمت خدمة  كبيرة الى نتانياهو من عزلته الداخلية والعالمية الى التعاطف والاسناد , وبالمقابل اظهر ايران للعالم بأنها  دولة ارهابية , ومواقفها عامل مزعزع وعدم استقرار في المنطقة ,رغم خروج اسرايل منتصرة من المجابهة  العسكرية مع ايران , ولكن تبقى المواجهة مفتوحة على كل الاختيارات والاحتمالات , لان اسرائيل معروف عنجهيتها المتغطرسة والمتكبرة ,  لا يوقفها أحد حتى امريكا , وخاصة انها تملك قوة عسكرية هائلة بالتقدم التكنولوجي العسكري المتطور , وليس  هناك مقارنة بين القوة العسكرية الاسرائيلية والايرانية , الفرق شاسع جداً لصالح اسرائيل , واذا انزلقت الأمور الى  خارج السيطرة والتحكم , فليس بعيداً بضرب المفاعل والمنشآت النووية الإيرانية وحتى لو كانت تحت الأرض ب 80 متراً  , ان اصرار مجلس الحرب الاسرائيلي بضرب ايران يظل قائماً لا جدال فيه  ولكن هل تركع إيران بتقبل الضربة الاسرائيلية  بعدم الرد , وعدم انجرافها الى الاسواء . وتتجرع طعم  الهزيمة  الفادحة القادمة  ؟
    جمعة عبدالله
49
دور ألآيديولوجية والعلاقة الجدلية بين البناء الفوقي والبناء التحتي 
                 
د. ماجد احمد الزاملي                                               
الإيديولوجية هي ناتج عملية تكوين نسق فكري عام يُفسر الطبيعة والمجتمع والفرد، ويُحدد موقف فكري معين يربط الأفكار في مختلف الميادين. ولسنا هنا في معرض بيان الحاجة الحيوية إلى الايديولوجيا في الاجتماع الانساني، وفي الاجتماع السياسي، وخاصة في المجتمعات الحديثة حيث التنظيم الاجتماعي، ونظام اشتغال الدولة والسلطة، والعلاقات بين الطبقات والفئات الاجتماعية او بين المؤسسات، تقتضيها بما هي فاعلية اجتماعية او اداة من ادوات الدينامية الاجتماعية، فهذا أصبح بديهياً في ميدان علم الاجتماع السياسي وعلم السياسة. كما لسنا في معرض بيان تزايد الفعالية الايديولوجية في المجتمعات الانسانية في عالم اليوم، بنشوء وسائط جديدة لنشر او توزيع الخطاب الايديولوجي في اوساط الرأي العام من اعلام فضائي وانترنيت، ولا في معرض دحض المزاعم الذاهبة إلى زوال الحاجة إلى الايديولوجيا وبيان بطلان تلك الدعوات، وانما يعنينا - في المقام الأول - الحديث في النتائج السلبية التي يمكن ان تنجم عن التمسك بايديولوجيا ما من قبل من تمارس عليهم تلك الايديولوجيا تأثير في الوعي والسلوك فتوجه افعالهم وادراكهم العملي وجهات محددة. استخدام مفهوم الأيديولوجية كأداة تحليلية يتطلب تعدد مستويات البحث بوصف منطقها الداخلي وحتى ادعاءتها عن نفسها وسماتها الأساسية كجانب معبِّر عن الواقع. و دراسة الأيديولوجيا تتطلب الجمع بين مدخلين محاوِلة الوصول لأنماط عامة بالمفهوم العلمي ومدخل دراسة المنحنى الخاص للظاهرة في تعيينها، أي دراسة الشكل الخاص للعلاقة بين البناء الفوقي والبناء التحتي وهي علاقة جدلية تبادلية التأثير، فكلا البنائين الفوقي والتّحتي يكتسب هويته المتعينة من خلال الآخر آخذاً في عين الاعتبار أن البناء التحتي ليس وجوداً مادياً فحسب بل وجوداً مادياً وحضارياً وفكريا. وتعتبر عملية تحديد العوامل المكونة لأيديولوجية ما مسألة صعبة ولا تخلو من المجازفة ويصبح الأمر أكثر صعوبة عندما يتعلق بالأيديولوجية الأمريكية مثلاّ. وذلك لأن مثل تلك العوامل عادة ما تكون غير واضحة وغالبا ً ما تكون هناك صعوبة في التمييز بين الأسباب ونتائجها ، ومع ذلك فإن أي محاولة لاستكشاف القوى التي ساهمت في صياغة الأيديولوجية السياسية الأمريكية يمكن أن تكون ذات فائدة في تعميق فهمنا لها. ويبدو أن هناك خمسة عوامل رئيسية قد ساهمت بشكل أو بآخر في صياغة وبلورة الأيديولوجية السياسية الأمريكية. مع أن الولايات المتحدة لم تشهد صراعا ً أيديولوجيا ً حادا ً كالذي يميز المجتمعات الأوروبية إلا أن ذلك لا يعني أن السياسة الأمريكية ليست متأثرة بالأيديولوجية . فعلي الرغم من تقارب وجهات النظر بين الاتجاهين الليبرالي والمحافظ حيال معظم القضايا المطروحة إلاّ أن الفترة الأخيرة قد شهدت بعض التباين حيال عدد من القضايا وخاصة ً تلك المتعلقة بالسياسة الخارجية والسياسة الاقتصادية.
 ان الواقع الاجتماعي والطبقي والطائفي والاثني والقبلي والريعي المشوة وانعكاساته السياسية والاقتصادية والفكرية والعقائدية، هو واقع معقد بدرجة شديدة حيث لا يمكن ان نتيقن بان التمسك المطلق بنظرية او ايديولوجية محددة كفيل بان يحقق لنا التحليل الصائب ومن ثم الموقف السياسي او الاجتماعي او الثقافي او الاقتصادي الصائب، ولذلك فعندما ندعوا الى التحرر من قيود الايديولوجيا الجامدة بنصوصها المقدسة كما تم ترويجها في المراحل السابقة وندعوا الى الانفتاح على نتاج العلوم الحديثة وافكار المفكرين ومناهج التحليل المعاصرة المتعددة التي انتجتها عقول قيَّمت التحولات وتابعت المستجدات بعد مرحلة الفلسفات الكبرى او الاحزاب الثورية المناضلة في ظل ظروف القمع والسرية والصراع الدولي الحاد فاننا في ذلك دعوتنا تصب في التحرر من الجمود و التعويم الايديولوجي للايديولوجيات المغلقة على ذاتها او المجترة لنصوصها وهي دعوة نحو الانطلاق في فضاء المناهج الفكرية المتعددة التي تجاهد ايضاّ من اجل تعزيز قيم ومباديء العدالة والحرية والمساواة والديمقراطية، وهذه المباديء هي بمثابة البوصلة الفكرية التي تخدم الانسان كغاية الحركات السياسية وتخدم الاهداف التي يناضل المخلصون من اجل انتقال مجتمعاتهم من اغلال وقيود الواقع الراهن.
والمفكر الإيطالي أنتونيو غرامشي ، ينظر إلى الايديولجية على انها  عامل محدد للحس المشترك، وضرورة تاريخية لتنظيم وتوجيه الجماهير. وأكد على قدرة البروليتاريا على تحديد شروط وعيها، منتقداً الطرح الذي يتعامل معها باعتبارها مجرد أداة سلبية وتابعة للأيديولوجيا المهيمنة، أو اعتبار تأثير الأيديولوجيا ذو مسار واحد من الأعلى إلى الأسفل، فالطبقة العاملة ,قادرة على خلق أيديولوجيتها المضادة للأيديولوجيا المهيمِنة؛ وذلك من خلال بناء مؤسساتها الثقافية الخاصة وإنتاج مثقفيها العضويين. معتبراً الهيمنة استراتيجية ضرورية لأي مشروع يهدف لتغيير الهيكلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدولة. ولا يمكن التخلص من هيمنة الطبقة السائدة، إلاّ عن طريق بناء طليعة ثورية لدى الطبقة الخاضعة أو التابعة قادرة على إنتاج وتشكيل هيمنتها المضادة. ولابد من تبيان مأثرة ماركس بأنه من الفلاسفة القلة الذي مارس العمل النضالي بجانب الفكري دفاعا عن الطبقة العاملة وعمل على تغيير الواقع حسب منظوره الطبقي حيث اكد ضمن مقولاته بان الفلاسفة السابقين عليه قد عملوا على تفسير وتبرير الواقع والدفاع عنه وعن الطبقات المسيطرة فلسفيا واجتماعيا وليس العمل على تغييره، وان المطلوب هو تغيير العالم من خلال القوى الاجتماعية الجديدة التي لها دائما مصلحة في تغيير الواقع نحو اللاطبقية، حيث كان ماركس من المؤمنين بالحتمية التاريخية لمسار البشرية وان هذا المسار الحتمي لابد وان يؤدي إلى المجتمع اللاطبقي  وهي رؤية امنت بها الاحزاب العمالية الماركسية في جميع انحاء العالم.                                     
وعلى الصعيد الرأسمالى فقد حاولت الدول الديمقراطية إنقاذ الرأسمالية من مصيرها الحتمى بعد فشلها فى اشباع الحاجات الأساسية للجماهير العريضة واستحدثت صيغة دولة الرعاية الاجتماعية ,والتى تضمن تأمينات اجتماعية متعددة للمواطنين الضعفاء اقتصاديا فى مجال البطالة والمرض إلا أن التجربة فشلت للعجز عن تمويل هذه البرامج الاجتماعية المتعددة. وقبيل نهاية القرن العشرين حدثت واقعة كبرى لها دلالتها التاريخية العظمى وهى انهيار الاتحاد السوفيتى بعد فشل النظام السلطوى فى إشباع الحاجات الأساسية للجماهير وفى تحقيق الحد الأدنى من الديمقراطية وحقوق الإنسان. إن قوة أيديولوجيا ما و ضعفها لا يرتبطان بمدى رصانة و تماسك أطروحاتها الفكرية بالمقارنة مع أطروحات الأيديولوجيات الأخرى. إذ مع الإقرار بوجود معايير واضحة لمثل هذه المقارنة فإن الأطروحات الأيديولوجية نفسها تبقى عصية على التوصيف الموضوعي لكونها تمثل قناعات عقدية قبلية ليست موضع بحث أو مقارنة بالنسبة لمن يؤمنون بها. لذلك يصح القول إن أحد أهم شروط عقد مثل هذه المقارنة هو الحياد التام للباحث إزاء الأيديولوجيات المختلفة التي يقارنها فضلا عن رسم منهج واضح يجعله على مسافة متساوية من جميع العقائد والأفكار التي تعتنقها الأيديولوجيات المختلفة و هو أمر صعب التحقق. و عموما فإن مثل هذه المقارنة ستكون ذات طابع نظري بحت. و هي قد تكون ذات قيمة كبيرة من ناحية منهج نقد الأفكار الذي يمثل حقلا معرفيا صعبا. أما المعايير الأساسية الذي يمكن أن تعتمد في مجال تقويم الأداء السياسي الفعلي للأيديولوجيات المختلفة و معرفة مقدار قوتها و حظها من النجاح . أن مصطلح أيديولوجيا يُستخدم في أغلب الأحوال باعتباره سلاحاً سياسياً لإدانة أو انتقاد مجموعة الأفكار والقيم العقائدية المنافسة.
والأحزاب الاشتراكية الجديدة في غرب أوروبا كيّفت وطوّعت أيديولوجيتها من أجل مواكبة العصر، ومجاراة التغيرات المحيطة، فقد وجدت هذه الأحزاب (الإسباني والإيطالي والفرنسي) نفسها في ظل بيئة ديمقراطية فرضت عليها التغيير في أيديولوجيتها ورفض فكرة ديكتاتورية البروليتاريا في ظل دول تتبنى الحرية الفكرية والسياسية، فنلاحظ أن البيئة التي وجدت فيها هذه الأحزاب قد فرضت عليها نوعًا من أنواع التكيف حتى تستطيع الاستمرار، والتطور، والتقدم، ومواكبة الأحداث والوصول الى السلطة. وثبت بالوجه القاطع أن ما رددته العديد من الحركات الإسلامية على أنه ثوابت لا يمكن المساس بها أو الحياد عنها، أنها لم تعد كذلك، وإنما تم تطويعها وإعادة انتاجها من جديد لتتلائم مع الواقع السياسي المتغير، بما يكفل لهم تحقيق مصالحهم الحزبية وتسهيل عملية وصولهم إلى سدة الحكم. أن الحركات الأيديولوجية باختلافها قد تقدم على التنازل عن أيديولوجيتها والتخلي عنها في سبيل وصولها للحكم في حال لم تنجح هذه الحركات بعد تطويعها وتكييفها لأيديولوجيتها في تحقيق أهدافها. وقد  لعبت الإيديولوجيات السياسية دوراً رئيسياً في تشكيل التاريخ من خلال الحكومات والحركات السياسية، على غرارالحكم المُطلق – الليبرالية – التيار المحافظ – الاشتراكية. 

50
من يضع بيضه في سلّة أمريكا… خسران !!!


الدور الأمريكي في الاحداث الاخيرة التي تدور في منطقتنا الملتهبة بالصراع, أخذ منحىً جديداً. الولايات
 المتحدة الأمريكية اليوم برغم انحيازها المطلق لإسرائيل الا انها أصبحت تتعامل مع ألد أعدائها إيران ببراجماتية عالية. هذا التغيير لم يطرأ عليها فقط بل أيضا على أعدائها اللدودين, وأصبحت مقبولة لديهم… طبعاً التفسير المقنع لذلك… هي سلطة المصالح المستحكمة في رقاب الدول كما الأفراد.

لذا فإن ما ذهب إليه الشاعر الكبير محمود درويش, قبل عقود, عندما قال : " أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا ", فقد راهنيته اليوم .
الترتيبات التي أقرت بين امريكا الشيطان الاكبر وأخطر دولة فاعلة في محور الشر إيران, على هامش التصعيد الاسرائيلي بقصف القنصلية الإيرانية في دمشق, تؤكد وتشي بمؤشرات تحول في العلاقة, رغم كل العقوبات التي ترزح تحتها الجمهورية الايرانية. حيث يجري اليوم رسم أطر نشاط وتنسيق مشترك لإبقاء التشنجات والرد عليها في حدود رفع العتب.
الاتفاق الضمني كما هو معلن كان بالإبلاغ الرسمي الإيراني المسبق للامريكان بالتعهد بمحدودية الرد, حسب تصريحات مسؤولين إيرانيين مرموقين, كأن يكون, كما أرى, موقعاً جغرافياً معزولاً كمثل ميناء إيلات على البحر الأحمر الذي قال عنه عبد الباري عطوان: " في إيلات قاعدين بيكشّو ذبان " بعد توقف النشاط فيه بسبب تهديدات صواريخ ودرونات الحوثيين.
 مما يعني الطلب, ضمناً, من الجانب الآخر, اسرائيل, بتفهم مبررات الهجوم, وعدم الرد وتهدئة الأجواء, خصوصاً مع عدم سقوط ضحايا إسرائيليين, وإبقاء الصراع في إطار المناوشات الإعلامية والتهديدات اللفظية.
 ثم ان ايران التي لم تخض حرباً مباشرة منذ انتهاء حرب الخليج الثانية مع العراق عام 1988 غير راغبة في خوض غمار حرب مدمرة تأكل الأخضر واليابس في تجربتها الفريدة. وهذا قد يكون محفزاً لرسم خارطة  تطبيع علاقات جديدة مع الامريكان.
 وهذا لايلغي بقاء الولايات المتحدة الأمريكية رهن الاشارة, والاستعداد الدائم للدفاع ونجدة ربيبتها " ظالمة او مظلومة ".

وحتى سيطرة الحرس الثوري الايراني في مضيق هرمز على السفينة البرتغالية الذي يملك جزء من أسهم شركتها مليونير إسرائيلي, يمكن أن تكون دافعاً للمساومة والتفاهم أكثر منها فعل عدائي.

العراب الأمريكي يحقق نجاحاً كبيراً في احتواء الآخر, من خلال ما جرى من توافقات ما تحت الطاولة مع الإيرانيين, والضغط لثني الطرف الإسرائيلي المتعجرف عن رد الصاع صاعين والتحلي ببعد النظر, لاسيما وان أضرار الهجوم  الإيراني طفيفة, وعدم التفريط بالتقدم الحاصل من التوافقات وبعثرة البادرة الجديدة.

وقد تكون الظروف الاقتصادية في إيران وانخفاض أسعار التومان الإيراني مقابل الدولار, والتوافقات والترتيبات بعد الأحداث الأخيرة ستكون أساساً لاسترضاء إيران وترويضها للتخفيف من غلوائها في العداء للولايات المتحدة, مقابل التخفيف من ثقل العقوبات ضدها بتجميد بعضها.

المواطن العربي والفلسطيني بالخصوص وحتى من دول إسلامية رحبوا بالهجوم على الكيان واعتبروه عقاباً
على جرائمه ومجازره طوال 75 عاماً من الاحتلال, ضد الفلسطينيين والعرب, يندى لها الجبين, يحدوهم الأمل في إحقاق الحقوق. واكثر المغتبطين بالحدث كان مواطن غزاوي صرح قائلاً : " إحنا والله مبسوطين اكثر شي عشان سما غزتنا, لأول مرة, هادية ".
لكن شكلية الرد الايراني لرفع العتب واعلان بعثة ايران بالامم المتحدة " يمكن اعتبار الأمر منتهياً". ولدت خيبة أمل كبيرة…
 منطق العواطف الفردية, للأسف, لا ينسجم مع منطق المصالح وأولويات الدول.

وبالاساس فإن هذه المناوشات الاسرائيلية الايرانية ليست لها علاقة بقضية فلسطين ولا بمعاناة أهل غزة !!!

ومع عدم وجود بنود منشورة للاتفاق الايراني الامريكي, فان مسار الأحداث يشير إلى احتمالية حصول خداع امريكي للإيرانيين بالتعهد بمنع إسرائيل من الرد العنيف. فمن طبيعة الأشياء فإن هناك شيء مقابل شيء, فالأمريكان الذين فرملوا جماح الضربة الايرانية, يقفون عاجزين عن تهدئة جنرالات الحرب في الكيان الذين توّعدوا بهجوم مباغت وموجع لإيران ومن يصطف معها من دول المنطقة. بالتأكيد لا ينبغي استبعاد رضوخهم للضغوط الأمريكية ,بالنهاية, والاكتفاء بوخزة دبور لإيران, إرضاءاً, على الأقل لجمهورهم المرتعب .

الآن وبعد أن احتفل الجانبان بالنصر كلٌ لأسبابه, والإسرائيليون بالخصوص, صرحت احدى عضوات الكنيست : " الآن إستعدنا صورة الضحية من جديد " ! 

كل الأطراف المشاركة بالصراع لا تهمها موضوعة " سيادة الدول " لا الامريكان ولا ايران ولا اسرائيل, فرغم ما ذكر أن السلطات الإيرانية أبلغت العراق بمساعيها لاختراق اجواءه واستخدامها كممر لصواريخها وطائراتها المسيرة, فإنها لم تنتظر الموافقات الرسمية للسلطات العراقية على ذلك, كذلك الأمر مع الأمريكان حيث تستبيح طائراتهم الأجواء العراقية وتجوب فيها لصيد مسيرات وصواريخ ايران… لذا أصبح الحديث عن السيادة الوطنية مجرد نكتة سمجة.

قد تنصح الولايات المتحدة الأمريكية التي تلعب دور فاعل خير, الطرفين المتناحرين, بالاكتفاء بالحرب غير المباشرة بالوكالة مثلاً او السيبرانية بينهما, والحرب الكلامية, واطلاق يد إسرائيل, من ثمة, للتفرغ لشؤون غزة والاستفراد بشعبها الجريح واستكمال الإبادة.

صفحات: 1 2 3 4 [5] 6 7 8 9 10