1
المنبر السياسي / هل لله دور في سبي شعبه؟
« في: 21:53 07/09/2009 »
لقد تأملت في هذا السؤال مطولاً ولم أجد أحياناً الإجابة الوافية بل كنت أجد الصعوبة في فهمه! هل يمكن أنْ يكون لله دور إيجابي في سبي شعبه أم لا دور له؟
لنعدْ إلى الكتاب المقدس ونقرأ نص (الخروج 13: 17-20). إذ يطلب الرب من الشعب بواسطة موسى الرحيل عن أرض مصر. علماً أنّ الرب على علم مسبق بأنّ الشعب سيواجه مرارة قاسية يختبرها في البرية تهيج ما تهيج وتثير ما تثير إلى الدرجة التي يمكن له فيها أنْ يفقد ثقته بالله، وذلك ما حصل فعلاً! ولكن بعدما يقرأ الشعب تلك الخبرة ثانية على ضوء خبرة الخروج (الفصح) يدرك ويفهم تماماً ما كانت غاية الله وقصده. هذا الدور يمكن أنْ نفهمه بسهولة بعد قرائتنا ثانية لتلك الخبرة. ولكن السؤال الراهن هو أين دور الله من السبي.
يتعرّض الشعب العبراني للسبي على يد البابليّين على مرحلتين ( السبي البابلي الأول والثاني). وفي كلتا المرحلتين يفقد الشعب أهم اركان الإيمان اليهودي: أورشليم (الأرض المقدسة)، الهيكل (مكان سكنى وحضور الله)، والملك (ممثل الله أمام الشعب). هذه الخبرة القاسية تثقل كاهل الشعب في إيمانه لا بل تعدم ثقته بالله، متسائلاً: "أين هو يهوه ليخلصنا من هذه المصيبة أو ليمنع حدوث هذا الحدث الرهيب؟" فيحدث ما يحدث، منهم من يتخلى عن إيمانه ومنهم من يختلط بالوثنين ومنهم من يعتقد أنّ هذا هو عقاب من الله بسبب قساوة قلوبهم إلخ... ولكن بالرغم من كل هذا، تظل فئة قليلة من هذه النسبة الكبيرة المسبية إلى بابل، محتفظة بثقة كبيرة في يهوه، بأنّه سيكون صاحب الكلمة الأخيرة في تغيير هذه الحالة المريرة. وفعلاً يحدث هذا عندما تسقط أمبراطويرة بابل على يد قورش الفارسي، الذي يرى فيه الشعب إبان تلك الفترة ملامح المشيح الذي خلصهم من عبودية السبي ومرارته. وتظهر رؤية جديدة للشعب المؤمن في قراءة الحدث على ضوء الخروج الجديد (التحرير). إذ يفهم الشعب من خلال أنبياء تلك الحقبة بأنّ يهوه تدخل من خلال قورش، وفعل فعله بشعبه عبر تخليصه من قبضة البابليّين. فيصبح هنا الحدث فعالاً في بناء ونضوج الإيمان، أي تتحول كل تلك المأساة والبلية إلى فرح عميق ورجاء حقيقي بتدخل الله في حسم الأمر. وبكلمة أخرى كأنّما يصبح الحدث ضرورياً لتتم مشيئة الله وغايته. فتصل كلمة الله إلى شعبه عبر المرور بتلك المأساة التي تتحول إلى سعادة حقيقية توطد علاقة الله بشعبه. يمكن القول إذاً، بأنه لو لم يحدث ذلك الحدث المأسوي لما كان الشعب فهم غاية وقصد الله من ذلك.
وعلى ضوء هذا الحدث نجد حادثة خراب أورشليم في سنة 72 ميلادية على يد تيطس، كأنّها تذكار لسبي الشعب إبان تلك الفترة. ويمكن القول بأنّ التاريخ يعيد نفسه وإنما في أشخاص الرسل الأوائل من خلال تصعيد التوتر بينهم وبين اليهود من جهة، وبينهم وبين المحتل الروماني من جهة أخرى. بهذه الحادثة يدخل الرسل إلى طور جديد من العلاقة بيسوع القائم وهي مسألة البقاء في أورشليم التي تصبح على المحك. فمن جهة يود الرسل البقاء في أورشليم لنقل الخبر السار إلى اليهود، ومن جهة أخرى هناك دعوة عالمية لنقل الخبر إلى سائر أرجاء المعمورة. فتأتي حادثة هدم الهيكل وخراب أورشليم بمثابة اللحظة المناسبة لتحطيم فكرة التمسك بالأرض والهيكل وقبول الترك والتخلي والذهاب بعيداً لتوصيل الكلمة إلى الآخرين (الأمم). أتفق مع القارئ في عدم قبول رغبة الله في إضطهاد شعبه أو سفك دمه من أجل إيصال كلمته. ولكن هذا هو إله الكتاب المقدس الذي دائماً يحاول من خلال الظروف الحالكة والمأساوية أنْ يتدخل لا لينقذ شعبه فقط، بل لينقذه مع إيصال رسالته. فيحول المأساة إلى رسالة فرح ورجاء. فمن خلال تلك الحادثة المأسوية في طرد الرسل من أورشليم بسبب الإضطهاد على يد اليهود الذين سيضعون اللوم عليهم في هدم هيكل أورشليم، يسارع الله إلى استغلال هذه الحادثة ليدفع الرسل إلى قبول الذهاب إلى العالم الوثني والتخلي عن أورشليم. فيفهم الرسل ساعتها بأنّ الله ما عاد يسكن في هيكل أورشليم، بل صار في هياكل أجسادنا التي هي سكنى الروح القدس. وينطلقون إلى تبشير الأمم على يد شاؤول وصخر اللذان يستشهدان في روما.
لم يهجر جميع المسيحيّين أورشليم فمنهم من بقي (جماعة يعقوب) ومنهم من هاجر بسبب العنف والاضطهاد، سيساعد هذا الحدث على كسر قوقعة البقاء والتقوقع في أورشليم. يمكن رؤية الجانب الإيجابي في حادثة خراب أورشليم والمتمثل في رغبة الله في أنْ يقبل الرسل الخروج من قوقعة أورشليم والإنطلاق إلى العالم. وبالتأكيد سيفهم الرسل قصد الله من هذا، هم بالطبع لم يفهموا ذلك أثناء وقوع الحدث، بل بعدها عندما قرؤوه من جديد على ضوء الوصول إلى روما والموت هناك من أجل أسم يسوع. فتتجه كل الغايات صوب غاية واحدة وهي غاية الله من كل هذا الأمر وهو إيصال كلمته إلى الجميع.
في ضوء هاتين الحادثتين، حادثة سبي الشعب العبراني وحادثة تهجير مسيحيّي أورشليم، يمكن قراءة حادثة راهنة، ألا وهي تهجير مسيحيّي العراق. بالتأكيد لم يهجّر كل المسيحيّين، فمنهم من لا زال صامداً في العراق. والسؤال المطروح هو: هل لله دور في هذا الأمر أم لا؟ إن قلنا بأنّ الله صامت ولا يتدخل، فسنضعه بالتأكيد في خانة الجبن وعدم الاكتراث، وإن طلبنا منه التدخل وتغيير مجرى الأمور، كما كان مبتغى الشعب العبراني في أيام السبي وفي أيام المسيح لطرد المحتل الروماني، سيكون الأمر عبارة عن معجزة خارقة قلّما يكترث الله بأدائها. فأين الله من هذا الأمر كلّه. هو موجود بالتأكيد، يتدخل ولكن بطرقه وغايته الخاصة التي غالباً لا نفهمهما أو نعجز عن فهمها.
وصل اليوم مسيحيّو العراق إلى كل أرجاء العالم من أوربا وأمريكا وأستراليا، ومنهم من لا يزال قابعاً في دول كسورية والأردن وتركيا ولبنان. وبالرغم من أن الهجرة مستمرة منذ سنين عديدة، إلا أنه من المؤكد أنها لم تكن يوماً بهذه الكثافة والسرعة أو للسبب المؤلم الذي نراه في هذه الأيام.
مسيحيّو العراق مدعوون اليوم إلى حمل رسالة إلى العالم. رسالة لا تعبر فقط عن هويتهم العراقية أو تاريخهم الكلدوآشوري بل رسالة تعبر عن مدى عمق وأصالة إيمانهم الذي عاشوه في أحلك الظروف من تاريخ العراق وبشكل خاص في هذه الأيام. نرى اليوم العديد منهم منهمكين في محاولة الإندماج في المجتمعات الغربية عبر تأمين سبل الحياة بالعمل الشاق والمنهك. نعم ذلك ضروري ولكن ليس إلى حد أن يبقى محور تفكيرنا ضيقاً في مجال المال واقتناء سيارة حديثة وشراء بيت فخم بل يجب أنْ يتسع قليلاً إلى ما هو أبعد من هذه الأمور. رسالتنا اليوم، هي أنْ نشهد للعالم، كما شهد الرسل، عن تحملنا ومعاناتنا التي ما نزال نعانيها في سبيل إيماننا بقضيتنا كمسيحيّين وكعراقيّين في آنٍ واحد. لنشارك الله رغبته في استثمار حدث التهجير المأساوي الذي حصل معنا. ولتتحول قضيتنا المؤلمة إلى رسالة تعزية ورجاء، ففي نهاية الأمر لا بد أنْ يكون هناك معنى لكل ما يحصل. هذا المعنى الذي سيضعه الله على حركتنا الإنتقالية ليثبت للعالم أنّ مسيحيّ العراق ليسوا مجرد أناسٍ ضعفاء وضحايا أجندات سياسية داخلية كانت أم خارجية. يجب أنْ لا نقع في فخ التمسك بالأرض على حساب رسالتنا وقضيتنا. فالمسيحي الحقيقي ليس له وطن ثابت ولا أرض ثابتة لأنّه مدعو للعيش في كل مكان حاملاً رجاء وفرح الإنجيل. لذلك سيكون لله دور في كلّ ما يحصل لا سلباً كما نظن بل إيجاباً كما هو يراه مناسباً في استثمار كل المآسي التي تحدث في العالم.
فراس ياقو
سدني / 31 / 8 /2009
لنعدْ إلى الكتاب المقدس ونقرأ نص (الخروج 13: 17-20). إذ يطلب الرب من الشعب بواسطة موسى الرحيل عن أرض مصر. علماً أنّ الرب على علم مسبق بأنّ الشعب سيواجه مرارة قاسية يختبرها في البرية تهيج ما تهيج وتثير ما تثير إلى الدرجة التي يمكن له فيها أنْ يفقد ثقته بالله، وذلك ما حصل فعلاً! ولكن بعدما يقرأ الشعب تلك الخبرة ثانية على ضوء خبرة الخروج (الفصح) يدرك ويفهم تماماً ما كانت غاية الله وقصده. هذا الدور يمكن أنْ نفهمه بسهولة بعد قرائتنا ثانية لتلك الخبرة. ولكن السؤال الراهن هو أين دور الله من السبي.
يتعرّض الشعب العبراني للسبي على يد البابليّين على مرحلتين ( السبي البابلي الأول والثاني). وفي كلتا المرحلتين يفقد الشعب أهم اركان الإيمان اليهودي: أورشليم (الأرض المقدسة)، الهيكل (مكان سكنى وحضور الله)، والملك (ممثل الله أمام الشعب). هذه الخبرة القاسية تثقل كاهل الشعب في إيمانه لا بل تعدم ثقته بالله، متسائلاً: "أين هو يهوه ليخلصنا من هذه المصيبة أو ليمنع حدوث هذا الحدث الرهيب؟" فيحدث ما يحدث، منهم من يتخلى عن إيمانه ومنهم من يختلط بالوثنين ومنهم من يعتقد أنّ هذا هو عقاب من الله بسبب قساوة قلوبهم إلخ... ولكن بالرغم من كل هذا، تظل فئة قليلة من هذه النسبة الكبيرة المسبية إلى بابل، محتفظة بثقة كبيرة في يهوه، بأنّه سيكون صاحب الكلمة الأخيرة في تغيير هذه الحالة المريرة. وفعلاً يحدث هذا عندما تسقط أمبراطويرة بابل على يد قورش الفارسي، الذي يرى فيه الشعب إبان تلك الفترة ملامح المشيح الذي خلصهم من عبودية السبي ومرارته. وتظهر رؤية جديدة للشعب المؤمن في قراءة الحدث على ضوء الخروج الجديد (التحرير). إذ يفهم الشعب من خلال أنبياء تلك الحقبة بأنّ يهوه تدخل من خلال قورش، وفعل فعله بشعبه عبر تخليصه من قبضة البابليّين. فيصبح هنا الحدث فعالاً في بناء ونضوج الإيمان، أي تتحول كل تلك المأساة والبلية إلى فرح عميق ورجاء حقيقي بتدخل الله في حسم الأمر. وبكلمة أخرى كأنّما يصبح الحدث ضرورياً لتتم مشيئة الله وغايته. فتصل كلمة الله إلى شعبه عبر المرور بتلك المأساة التي تتحول إلى سعادة حقيقية توطد علاقة الله بشعبه. يمكن القول إذاً، بأنه لو لم يحدث ذلك الحدث المأسوي لما كان الشعب فهم غاية وقصد الله من ذلك.
وعلى ضوء هذا الحدث نجد حادثة خراب أورشليم في سنة 72 ميلادية على يد تيطس، كأنّها تذكار لسبي الشعب إبان تلك الفترة. ويمكن القول بأنّ التاريخ يعيد نفسه وإنما في أشخاص الرسل الأوائل من خلال تصعيد التوتر بينهم وبين اليهود من جهة، وبينهم وبين المحتل الروماني من جهة أخرى. بهذه الحادثة يدخل الرسل إلى طور جديد من العلاقة بيسوع القائم وهي مسألة البقاء في أورشليم التي تصبح على المحك. فمن جهة يود الرسل البقاء في أورشليم لنقل الخبر السار إلى اليهود، ومن جهة أخرى هناك دعوة عالمية لنقل الخبر إلى سائر أرجاء المعمورة. فتأتي حادثة هدم الهيكل وخراب أورشليم بمثابة اللحظة المناسبة لتحطيم فكرة التمسك بالأرض والهيكل وقبول الترك والتخلي والذهاب بعيداً لتوصيل الكلمة إلى الآخرين (الأمم). أتفق مع القارئ في عدم قبول رغبة الله في إضطهاد شعبه أو سفك دمه من أجل إيصال كلمته. ولكن هذا هو إله الكتاب المقدس الذي دائماً يحاول من خلال الظروف الحالكة والمأساوية أنْ يتدخل لا لينقذ شعبه فقط، بل لينقذه مع إيصال رسالته. فيحول المأساة إلى رسالة فرح ورجاء. فمن خلال تلك الحادثة المأسوية في طرد الرسل من أورشليم بسبب الإضطهاد على يد اليهود الذين سيضعون اللوم عليهم في هدم هيكل أورشليم، يسارع الله إلى استغلال هذه الحادثة ليدفع الرسل إلى قبول الذهاب إلى العالم الوثني والتخلي عن أورشليم. فيفهم الرسل ساعتها بأنّ الله ما عاد يسكن في هيكل أورشليم، بل صار في هياكل أجسادنا التي هي سكنى الروح القدس. وينطلقون إلى تبشير الأمم على يد شاؤول وصخر اللذان يستشهدان في روما.
لم يهجر جميع المسيحيّين أورشليم فمنهم من بقي (جماعة يعقوب) ومنهم من هاجر بسبب العنف والاضطهاد، سيساعد هذا الحدث على كسر قوقعة البقاء والتقوقع في أورشليم. يمكن رؤية الجانب الإيجابي في حادثة خراب أورشليم والمتمثل في رغبة الله في أنْ يقبل الرسل الخروج من قوقعة أورشليم والإنطلاق إلى العالم. وبالتأكيد سيفهم الرسل قصد الله من هذا، هم بالطبع لم يفهموا ذلك أثناء وقوع الحدث، بل بعدها عندما قرؤوه من جديد على ضوء الوصول إلى روما والموت هناك من أجل أسم يسوع. فتتجه كل الغايات صوب غاية واحدة وهي غاية الله من كل هذا الأمر وهو إيصال كلمته إلى الجميع.
في ضوء هاتين الحادثتين، حادثة سبي الشعب العبراني وحادثة تهجير مسيحيّي أورشليم، يمكن قراءة حادثة راهنة، ألا وهي تهجير مسيحيّي العراق. بالتأكيد لم يهجّر كل المسيحيّين، فمنهم من لا زال صامداً في العراق. والسؤال المطروح هو: هل لله دور في هذا الأمر أم لا؟ إن قلنا بأنّ الله صامت ولا يتدخل، فسنضعه بالتأكيد في خانة الجبن وعدم الاكتراث، وإن طلبنا منه التدخل وتغيير مجرى الأمور، كما كان مبتغى الشعب العبراني في أيام السبي وفي أيام المسيح لطرد المحتل الروماني، سيكون الأمر عبارة عن معجزة خارقة قلّما يكترث الله بأدائها. فأين الله من هذا الأمر كلّه. هو موجود بالتأكيد، يتدخل ولكن بطرقه وغايته الخاصة التي غالباً لا نفهمهما أو نعجز عن فهمها.
وصل اليوم مسيحيّو العراق إلى كل أرجاء العالم من أوربا وأمريكا وأستراليا، ومنهم من لا يزال قابعاً في دول كسورية والأردن وتركيا ولبنان. وبالرغم من أن الهجرة مستمرة منذ سنين عديدة، إلا أنه من المؤكد أنها لم تكن يوماً بهذه الكثافة والسرعة أو للسبب المؤلم الذي نراه في هذه الأيام.
مسيحيّو العراق مدعوون اليوم إلى حمل رسالة إلى العالم. رسالة لا تعبر فقط عن هويتهم العراقية أو تاريخهم الكلدوآشوري بل رسالة تعبر عن مدى عمق وأصالة إيمانهم الذي عاشوه في أحلك الظروف من تاريخ العراق وبشكل خاص في هذه الأيام. نرى اليوم العديد منهم منهمكين في محاولة الإندماج في المجتمعات الغربية عبر تأمين سبل الحياة بالعمل الشاق والمنهك. نعم ذلك ضروري ولكن ليس إلى حد أن يبقى محور تفكيرنا ضيقاً في مجال المال واقتناء سيارة حديثة وشراء بيت فخم بل يجب أنْ يتسع قليلاً إلى ما هو أبعد من هذه الأمور. رسالتنا اليوم، هي أنْ نشهد للعالم، كما شهد الرسل، عن تحملنا ومعاناتنا التي ما نزال نعانيها في سبيل إيماننا بقضيتنا كمسيحيّين وكعراقيّين في آنٍ واحد. لنشارك الله رغبته في استثمار حدث التهجير المأساوي الذي حصل معنا. ولتتحول قضيتنا المؤلمة إلى رسالة تعزية ورجاء، ففي نهاية الأمر لا بد أنْ يكون هناك معنى لكل ما يحصل. هذا المعنى الذي سيضعه الله على حركتنا الإنتقالية ليثبت للعالم أنّ مسيحيّ العراق ليسوا مجرد أناسٍ ضعفاء وضحايا أجندات سياسية داخلية كانت أم خارجية. يجب أنْ لا نقع في فخ التمسك بالأرض على حساب رسالتنا وقضيتنا. فالمسيحي الحقيقي ليس له وطن ثابت ولا أرض ثابتة لأنّه مدعو للعيش في كل مكان حاملاً رجاء وفرح الإنجيل. لذلك سيكون لله دور في كلّ ما يحصل لا سلباً كما نظن بل إيجاباً كما هو يراه مناسباً في استثمار كل المآسي التي تحدث في العالم.
فراس ياقو
سدني / 31 / 8 /2009