عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - الماء الحي

صفحات: [1]
1
لقد تأملت في هذا السؤال مطولاً ولم أجد أحياناً الإجابة الوافية بل كنت أجد الصعوبة في فهمه! هل يمكن أنْ يكون لله دور إيجابي في سبي شعبه أم لا دور له؟

لنعدْ إلى الكتاب المقدس ونقرأ نص (الخروج 13: 17-20). إذ يطلب الرب من الشعب بواسطة موسى الرحيل عن أرض مصر. علماً أنّ الرب على علم مسبق بأنّ الشعب سيواجه مرارة قاسية يختبرها في البرية تهيج ما تهيج وتثير ما تثير إلى الدرجة التي يمكن له فيها أنْ يفقد ثقته بالله، وذلك ما حصل فعلاً! ولكن بعدما يقرأ الشعب تلك الخبرة ثانية على ضوء خبرة الخروج (الفصح) يدرك ويفهم تماماً ما كانت غاية الله وقصده. هذا الدور يمكن أنْ نفهمه بسهولة بعد قرائتنا ثانية لتلك الخبرة. ولكن السؤال الراهن هو أين دور الله من السبي.

يتعرّض الشعب العبراني للسبي على يد البابليّين على مرحلتين ( السبي البابلي الأول والثاني). وفي كلتا المرحلتين يفقد الشعب أهم اركان الإيمان اليهودي: أورشليم (الأرض المقدسة)، الهيكل (مكان سكنى وحضور الله)، والملك (ممثل الله أمام الشعب). هذه الخبرة القاسية تثقل كاهل الشعب في إيمانه لا بل تعدم ثقته بالله، متسائلاً: "أين هو يهوه ليخلصنا من هذه المصيبة أو ليمنع حدوث هذا الحدث الرهيب؟" فيحدث ما يحدث، منهم من يتخلى عن إيمانه ومنهم من يختلط بالوثنين ومنهم من يعتقد أنّ هذا هو عقاب من الله بسبب قساوة قلوبهم إلخ... ولكن بالرغم من كل هذا، تظل فئة قليلة من هذه النسبة الكبيرة المسبية إلى بابل، محتفظة بثقة كبيرة في يهوه، بأنّه سيكون صاحب الكلمة الأخيرة في تغيير هذه الحالة المريرة. وفعلاً يحدث هذا عندما تسقط أمبراطويرة بابل على يد قورش الفارسي، الذي يرى فيه الشعب إبان تلك الفترة ملامح المشيح الذي خلصهم من عبودية السبي ومرارته. وتظهر رؤية جديدة للشعب المؤمن في قراءة الحدث على ضوء الخروج الجديد (التحرير). إذ يفهم الشعب من خلال أنبياء تلك الحقبة بأنّ يهوه تدخل من خلال قورش، وفعل فعله بشعبه عبر تخليصه من قبضة البابليّين. فيصبح هنا الحدث فعالاً في بناء ونضوج الإيمان، أي تتحول كل تلك المأساة والبلية إلى فرح عميق ورجاء حقيقي بتدخل الله في حسم الأمر. وبكلمة أخرى كأنّما يصبح الحدث ضرورياً لتتم مشيئة الله وغايته. فتصل كلمة الله إلى شعبه عبر المرور بتلك المأساة التي تتحول إلى سعادة حقيقية توطد علاقة الله بشعبه. يمكن القول إذاً، بأنه لو لم يحدث ذلك الحدث المأسوي لما كان الشعب فهم غاية وقصد الله من ذلك.

وعلى ضوء هذا الحدث نجد حادثة خراب أورشليم في سنة 72 ميلادية على يد تيطس، كأنّها تذكار لسبي الشعب إبان تلك الفترة. ويمكن القول بأنّ التاريخ يعيد نفسه وإنما في أشخاص الرسل الأوائل من خلال تصعيد التوتر بينهم وبين اليهود من جهة، وبينهم وبين المحتل الروماني من جهة أخرى. بهذه الحادثة يدخل الرسل إلى طور جديد من العلاقة بيسوع القائم وهي مسألة البقاء في أورشليم التي تصبح على المحك. فمن جهة يود الرسل البقاء في أورشليم لنقل الخبر السار إلى اليهود، ومن جهة أخرى هناك دعوة عالمية لنقل الخبر إلى سائر أرجاء المعمورة. فتأتي حادثة هدم الهيكل وخراب أورشليم بمثابة اللحظة المناسبة لتحطيم فكرة التمسك بالأرض والهيكل وقبول الترك والتخلي والذهاب بعيداً لتوصيل الكلمة إلى الآخرين (الأمم). أتفق مع القارئ في عدم قبول رغبة الله في إضطهاد شعبه أو سفك دمه من أجل إيصال كلمته. ولكن هذا هو إله الكتاب المقدس الذي دائماً يحاول من خلال الظروف الحالكة والمأساوية أنْ يتدخل لا لينقذ شعبه فقط، بل لينقذه مع إيصال رسالته. فيحول المأساة إلى رسالة فرح ورجاء. فمن خلال تلك الحادثة المأسوية في طرد الرسل من أورشليم بسبب الإضطهاد على يد اليهود الذين سيضعون اللوم عليهم في هدم هيكل أورشليم، يسارع الله إلى استغلال هذه الحادثة ليدفع الرسل إلى قبول الذهاب إلى العالم الوثني والتخلي عن أورشليم. فيفهم الرسل ساعتها بأنّ الله ما عاد يسكن في هيكل أورشليم، بل صار في هياكل أجسادنا التي هي سكنى الروح القدس. وينطلقون إلى تبشير الأمم على يد شاؤول وصخر اللذان يستشهدان في روما.

لم يهجر جميع المسيحيّين أورشليم فمنهم من بقي (جماعة يعقوب) ومنهم من هاجر بسبب العنف والاضطهاد، سيساعد هذا الحدث على كسر قوقعة البقاء والتقوقع في أورشليم. يمكن رؤية الجانب الإيجابي في حادثة خراب أورشليم والمتمثل في رغبة الله في أنْ يقبل الرسل الخروج من قوقعة أورشليم والإنطلاق إلى العالم. وبالتأكيد سيفهم الرسل قصد الله من هذا، هم بالطبع لم يفهموا ذلك أثناء وقوع الحدث، بل بعدها عندما قرؤوه من جديد على ضوء الوصول إلى روما والموت هناك من أجل أسم يسوع. فتتجه كل الغايات صوب غاية واحدة وهي غاية الله من كل هذا الأمر وهو إيصال كلمته إلى الجميع.

في ضوء هاتين الحادثتين، حادثة سبي الشعب العبراني وحادثة تهجير مسيحيّي أورشليم، يمكن قراءة حادثة راهنة، ألا وهي تهجير مسيحيّي العراق. بالتأكيد لم يهجّر كل المسيحيّين، فمنهم من لا زال صامداً في العراق. والسؤال المطروح هو: هل لله دور في هذا الأمر أم لا؟ إن قلنا بأنّ الله صامت ولا يتدخل، فسنضعه بالتأكيد في خانة الجبن وعدم الاكتراث، وإن طلبنا منه التدخل وتغيير مجرى الأمور، كما كان مبتغى الشعب العبراني في أيام السبي وفي أيام المسيح لطرد المحتل الروماني، سيكون الأمر عبارة عن معجزة خارقة قلّما يكترث الله بأدائها. فأين الله من هذا الأمر كلّه. هو موجود بالتأكيد، يتدخل ولكن بطرقه وغايته الخاصة التي غالباً لا نفهمهما أو نعجز عن فهمها.

وصل اليوم مسيحيّو العراق إلى كل أرجاء العالم من أوربا وأمريكا وأستراليا، ومنهم من لا يزال قابعاً في دول كسورية والأردن وتركيا ولبنان. وبالرغم من أن الهجرة مستمرة منذ سنين عديدة، إلا أنه من المؤكد أنها لم تكن يوماً بهذه الكثافة والسرعة أو للسبب المؤلم الذي نراه في هذه الأيام.

مسيحيّو العراق مدعوون اليوم إلى حمل رسالة إلى العالم. رسالة لا تعبر فقط عن هويتهم العراقية أو تاريخهم الكلدوآشوري بل رسالة تعبر عن مدى عمق وأصالة إيمانهم الذي عاشوه في أحلك الظروف من تاريخ العراق وبشكل خاص في هذه الأيام. نرى اليوم العديد منهم منهمكين في محاولة الإندماج في المجتمعات الغربية عبر تأمين سبل الحياة بالعمل الشاق والمنهك. نعم ذلك ضروري ولكن ليس إلى حد أن يبقى محور تفكيرنا ضيقاً في مجال المال واقتناء سيارة حديثة وشراء بيت فخم بل يجب أنْ يتسع قليلاً إلى ما هو أبعد من هذه الأمور. رسالتنا اليوم، هي أنْ نشهد للعالم، كما شهد الرسل، عن تحملنا ومعاناتنا التي ما نزال نعانيها في سبيل إيماننا بقضيتنا كمسيحيّين وكعراقيّين في آنٍ واحد. لنشارك الله رغبته في استثمار حدث التهجير المأساوي الذي حصل معنا. ولتتحول قضيتنا المؤلمة إلى رسالة تعزية ورجاء، ففي نهاية الأمر لا بد أنْ يكون هناك معنى لكل ما يحصل. هذا المعنى الذي سيضعه الله على حركتنا الإنتقالية ليثبت للعالم أنّ مسيحيّ العراق ليسوا مجرد أناسٍ ضعفاء وضحايا أجندات سياسية داخلية كانت أم خارجية. يجب أنْ لا نقع في فخ التمسك بالأرض على حساب رسالتنا وقضيتنا. فالمسيحي الحقيقي ليس له وطن ثابت ولا أرض ثابتة لأنّه مدعو للعيش في كل مكان حاملاً رجاء وفرح الإنجيل. لذلك سيكون لله دور في كلّ ما يحصل لا سلباً كما نظن بل إيجاباً كما هو يراه مناسباً في استثمار كل المآسي التي تحدث في العالم.

 

 فراس ياقو
سدني /  31 / 8 /2009           

2
 

 

 

لوقا 11: 14-23

"وكان يخرج شيطانا وكان ذلك اخرس.فلما اخرج الشيطان تكلم الأخرس. فتعجب الجموع. وأما قوم منهم فقالوا ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين. وآخرون طلبوا منه آية من السماء يجربونه. فعلم أفكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب.وبيت منقسم على بيت يسقط. فان كان الشيطان أيضاً ينقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته. لأنكم تقولون إني ببعلزبول اخرج الشياطين. فان كنت أنا ببعلزبول اخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يخرجون. لذلك هم يكونون قضاتكم. ولكن إن كنت بإصبع الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله. حينما يحفظ القوي داره متسلحا تكون أمواله في أمان. ولكن متى جاء من هو أقوى منه فانه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه. من ليس معي فهو عليّ.ومن لا يجمع معي فهو يفرق."

 

في هذا الجزء نرى القوي والأقوى منه وهذا القوي حينما يكون متسلحا تكون غنائمه في أمان لا يستطيع أحد أن يستولي على غنائمه ولكن متى جاء من هو أقوى منه إن أول ما يعمله هو أنه ينزع سلاحه الذي اتكل عليه وحينئذ يوزع غنائمه.

·       والقوي هنا هو "إبليس"،

·       والغنائم التي استولى عليها هي "النفوس"،

·       والسلاح الذي بسببه صارت هذه النفوس غنيمة له ومأسورة تحت سلطانه ولا تستطيع الخروج من تحت أمره هو "الخطية".

 

إن الخطية هي مشيئة إبليس ومادام الإنسان مقيد بالخطية فهو مخضع لإبليس ومادام مخضعاً لمشيئة إبليس فهو مخضع تحت سلطان إبليس.

 

إن الناس لديها دائما أعذار لتبرير الخطية مثل: "مش قادر" – "هو أوقعني في الخطية" – "إبليس حاربني"... النتيجة النهائية أنه مادامت هناك خطية في حياتك فأنت تحت سلطان إبليس وجميع الأعذار التي تقولها أيا كانت لا قيمة لها. ما دمت تفعل الخطية فأنك تحت سلطان إبليس لأن "كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية (يوحنا 8: 34)". إن جميع الأعذار التي تسوقها النفس من أجل تحقيق رغباتها وتسوقها الإرادة من أجل تبرير نفسها ولكي يرمي بها الإنسان المسئولية على الناس أو الظروف من حوله، هي عديمة القيمة تماماً لأن إبليس شخص شرير وعدواني ومادمت تفعل الخطية يستطيع هو أن  يمد يده ليمسكك.

 

أحياناً تقول إن "ربنا عارف انه غصب عني" و"ربنا حنان ورحيم"، وهذا صحيح، فالله بالفعل حنان ورحيم وهو يغفر لك ويسامحك ولكن القضية ليست فقط موقف الله لكن الأمر من جهة إبليس مختلف تماماً. فإبليس ليس حناناً وليس رحيماً ولكنه شرير وينتهز الفرصة، وهو لا يعمل تحت سلطان الله ولا يأخذ تعليماته من الله لأن إبليس هو المعاند لله، والفرصة السانحة له تأتي حين تفعل أنت الخطية. يسميه الكتاب المقدس "المشتكي" (رؤيا 12: 10) والمشتكي تعني "المدعي بالخطأ" أي أن وظيفته أن يثبت أن هذا الإنسان مخطئ وهذا يعني أنه ينتهز فرصة الخطية التي تفعلها فيشتكي عليك لكي يضع يده عليك ويوقعك تحت سلطانه ويضع قيده عليك.

 

قد يكون هناك إنسان مؤمن ويعبد الرب على مدى سنين طويلة ولكن يوجد في حياته خطية واحدة هو متساهل معها، هذه الخطية الواحدة تعطي لإبليس الحق في أن يشتكي على هذا الإنسان، وهكذا يستطيع أن يضع يده على ما يروق له. فقد يضع يده على نفسه فيصيبه بالأحزان والجراح والألم والاكتئاب وقد يضع يده على جسده فيضربه بالمرض وقد يضع يده على عقله، على رزقه، على ماله، على زرعه، على سعادته. وهذا معنى أن يصير الإنسان غنيمة في يد الشرير، يفعل فيه ما يحلو له.

 

إنك عندما تفعل الخطية تصير غنيمة في يد إبليس فيضربك ثم يجعلك تصرخ في وجه الله وتقول "لماذا فعلت فيّ هذا يا رب؟!" إن إبليس هو من ضربك بسبب أنك تفعل الخطية وصرت غنيمة له ولكنك توجه اللوم إلى الله وكأنه هو من تسبب في ما حدث لك، والحقيقة هو أن الله لم يفعل بك أي شيء مما حدث لك، بل على العكس إبليس هو من فعل بك كل هذا.

 

كل إنسان لديه شيء مؤلم في حياته يصرخ منه. وكل يوم نسمع عن التدهور الاقتصادي الذي يجتاح العالم والكل يعاني من مشاكل نتيجة الحالة الاقتصادية،  وقد يقول البعض أن هذه حالة عامة، وما الحل إذن في مثل هذه الظروف. ولكن يرد الكتاب بأن اسحق حين كان في الأرض جوع، زرع ...  فأصاب في تلك السنة مئة ضعف وباركه الرب. (تكوين 26: 12) أرض اسحق زرعت مثل بقية الأراضي التي زرعت ولكن محصول أرض اسحق كان مئة ضعف، والسبب في ذلك هو أن إبليس لم يكن واضعاً يده عليه وبالتالي لا يضع على أرضه. ولكن الآخر الذي يضع يده على أرضه كانت النتيجة أنه "شوكاً وحسكاً تنبت لك" (تكوين 3: 18). ويتضح ذلك في مثل زوان الحقل "فجاء عبيد رب البيت وقالوا له يا سيد أليس زرعا جيدا زرعت في حقلك. فمن أين له زوان.  فقال لهم. إنسان عدو فعل هذا" (متى 13: 27-28) إذا كنت تسأل ماذا حدث لحقلي بعد أن زرعت زرعاً جيداً  لماذا لم يثمر فإن السبب هو أن الشرير دخل على حقلك وزرع فيه الزوان. لماذا جسدي أنا عليل ولماذا رزقي أنا مصاب ولماذا لا أشعر السعادة، الإجابة هو أن الشرير قد دخل إلى حقلك... من يعمل الخطية هو عبد للخطية وهكذا تصير نفوسنا غنيمة لإبليس.

 

المسيح كما يصفه الإنجيل كان يسير في الشوارع يكسر أبواب السجن الذي كان الناس مقيدين فيه. أخرج الشيطان فتكلم الأخرس، وطهر الأبرص وطرد اللجئون وأقام الابن الوحيد للأرملة... كان يجول يمحو أعمال الشرير،  لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس (1 يوحنا 3: 8) كانت المهمة التي يؤديها طول مشواره هو أن ينقض أعمال إبليس، فهذا إنسان ضربه الشرير بالخرس فلما اخرج الشيطان تكلم الأخرس (متى 9: 33) وهذا إنسان ضربه الشرير بالعمى يضع يده عليه وفي الحال أبصر (لوقا 18: 43)، وهذا إنسان ضربه الشرير بالشلل يأمره "قم واحمل فراشك واذهب إلى بيتك" (لوقا 5: 24)، وهذه امرأة ضربها الشرير بالخطية يقول لها "مغفورة لك خطاياك" (لوقا 7: 48) "اذهبي ولا تخطئي أيضاً" (يوحنا 8: 11) إن المسيح حي وقد أظهر لكي يتمم هذه المهمة أن ينقض أعمال إبليس، كان يسير طوال طريقه ينقض أعمال إبليس حتى أنهى الرحلة بأن نقض إبليس نفسه على الصليب كما يقول الكتاب إذ جرد الرياسات والسلاطين اشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه (في الصليب) (كولوسي 2: 15) وتعبير جرده يعني أنه نزع عنه سلطانه ورياسته وقوته ونزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه (لوقا 11: 22) أبطل سلطانه ومحا كل قوة منه. لقد أبطل المسيح السلاح الذي استطاع به الشرير أن يجعل كل هذه النفوس غنيمة وهو الخطية لأنه أبطل الخطية بذبيحة نفسه (عبرانيين 9: 26)

 

بدلاً من المحاولات المستمرة التي تعملها لكي تسوق لنفسك الأعذار وتبتكر المبررات وتلقي اللوم على ضعفك وعلى غيرك وعلى الظروف اذهب لمن أبطل الخطية. إن كان الشيء السهل هو أن تبرر الخطية وتظل ساقطاً تحتها ويظل الشرير ضاغطاً عليك هناك حل آخر فيمن أبطل الخطية وهو أقوى من خطيتك ومن خطية أخيك... اذهب للمسيح ليخرجك من تحتها وحينئذ أن تأخذ أنت أخاك وامرأتك وابنك أيضاً من تحت سلطان الشرير إلى من أبطل الخطية.

 

كان القديس أوغسطينوس شاباً ماجناً وشريراً وكانت أمه القديسة مونيكا مسيحية مؤمنة وفي يوم مما كانت تصلي بدموع فرآها أمبروسيوس أسقف ميلان بإيطاليا فقصت عليه قصة ابنها وأنه يحيا في الخطية وأنها تصلي من أجل خلاصه فقال لها ثقي لأنه لا يمكن أن يهلك ابن هذه الدموع. ومرت الأيام ويروي أوغسطينوس قصته بنفسه في اعترافاته ويقول أنه في يوم كان ثملاً جداً ومر بجوار كنيسة أمبروسيوس نفسه فظنها مسرحاً، ويقول: "فغافلت الواقف على الباب ظاناً أنه قاطع التذاكر، ودخلت فوجدت رجلاً ملتحياً يرتدي ملابس سوداء واقفاً يقدم المسرحية فانتظر لبداية العرض" ولكنه اكتشف في النهاية أنه وقع في شباك النعمة وبدأ يجتذبه الرب إليه وواظب على التردد على كنيسة أمبروسيوس حتى تغيرت حياته.

 

تعال للمسيح الذي أبطل الخطية، الخطية الساكنة فيك التي تشقيك، بدلاً من أن تقول "نعم" للخطية قل "خلصني يا يسوع"... القديس يوحنا القصير له عبارة يقول فيها " أنا أشبه إنساناً جالساً تحت شجرة، متى هاجمته الوحوش الردية يصعد فوق الشجرة، هكذا كلما هاجمتني الأفكار الردية أصعد إلى الله بالصلاة". حين تهاجمك الخطية بدل من أن تسلم نفسك لليأس وتقول لن أستطيع المقاومة اهرب إلى الذي يستطيع أن يخلصك. قال الرب يسوع هذا المثل: كان في مدينة قاض لا يخاف الله ولا يهاب إنسانا. وكان في تلك المدينة أرملة. وكانت تأتي إليه قائلة انصفني من خصمي. وكان لا يشاء الى زمان.ولكن بعد ذلك قال في نفسه وان كنت لا أخاف الله ولا أهاب إنسانا  فاني لأجل أن هذه الأرملة تزعجني انصفها لئلا تأتي دائما فتقمعني. وقال الرب اسمعوا ما يقول قاضي الظلم. أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين إليه نهارا وليلا وهو متمهل عليهم. أقول لكم انه ينصفهم سريعا (لوقا 18: 3-8). فإذا كان القاضي الظالم قد أنصف المرأة فكم بالحري القاضي العادل إذا صرخت له وقلت "خلصني" من كل قلبك فإن المسيح الذي أنقض أعمال إبليس والذي أبطل الخطية بذبيحة نفسه سينصفك سريعاً. المسيح أزال قوة الخطية ومحا سلطانها، لا تقول "لا أستطيع" إلا إذا كنت لا تريد وإذا كنت مستسهلاً السقوط في الخطية بكل صورها. تستطيع بدلاً من أن تكون غنيمة لإبليس أنت وبيتك وصحتك وأولادك تستطيع أن تصرخ لمن أبطل الخطية وتقول له: خلصني... حررني... فك قيدي... اشفيني... اطرد إبليس من حياتي... انزع يده من على جسدي وصحتي... ورزقي...

 

يسوع المسيح الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس (أعمال 10: 38) ... هو هو أمسا واليوم والى الأبد (عبرانيين 13: 8) هو يشفي من سلطان الخطية ويشفي من جراح الخطية ويشفي من آثار الخطية... إن كنت قررت أن تتوب عن الخطية ولديك الإيمان فهو يستطيع أن يمد يده الآن ويبرئ نفسك وجسدك وروحك......  له المجد دائما ......................   امين
                                                                                                     سراب كامل برخو
                                                                                                      سوريا دمشق

 

3


                                           

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



………



 

(مياة كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة ..و السيول لا تغمرها ) ( نش 8 : 7 )

ينطبق هذا الكلام علي المحبة بين الله و الإنسان

و كذلك عن المحبة التي بين إنسان و أخيه الإنسان

* فان كانت المحبة قوية و ثابتة ....

لا يمكن أن تزعزعها الأسباب الخارجية أيا كانت ..

كالبيت المبني علي الصخر...

انظروا محبة المسيح للتلاميذ لم تضعف أو تفتر ..

فبطرس أنكره 3 مرات ..و مع ذلك قال له الرب :-

( ارع غنمي ..ارع خرافي ) .

 و توما شك فيه ..فلم يغضب منه , بل ظهر له و قوي إيمانه ..

و كذلك المجدلية و التلاميذ تفرقوا عند القبض عليه ..فبقيت محبته لهم كما هي..

* كذلك محبة الله التي أظهرها نحو العالم الذي أخطأ

...نحو الذين رفضوه , فظل يمد يده إليهم ..و يقرع علي أبوابهم ,,و يرسل لهم الأنبياء 

و أخيرا بين محبته لنا ..إذ و نحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا

ëو أنت هل محبتك لله ثابتة ؟؟؟

 أم محبتك له تهتز أمام المياة الكثيرة أمام تجربة ..أمام ضيقة ...أمام مرض ...أو وفاة ...أو أمام بعض الأفكار و الشكوك ؟!! .....

أو بعض الخطايا و العثرات و الرغبات ؟!!!!

انظر إلي بولس الرسول كيف يقول :

 ( لا شئ يفصلنا عن محبة المسيح ..لا موت و لا حياة و لا أمور حاضرة و لا مستقبلية و لا شدة و لا ضيق و لا اضطهاد )

( رو 8 : 35 – 39 )

ëو محبتك لأصدقائك و أحبائك ...هل هي ثابتة أيضا ؟؟

أم أن حادثا معينا , قد يغير قلبك من جهة محبة عاشت معك سنوات طويلة ؟!!

كما يحدث في أسرة تنهار و تتفكك بعد عشر سنوات ..و لا تصمد أمام المياة الكثيرة...

™ هل تتغير محبتك من أجل ....

 كلمة لم تسترح لها أذنك ؟؟؟..أو تصرف ضايقك ؟؟ أو تأثير الآخرين عليك ؟؟؟ أو لظروف خارجية ؟؟..أو لسوء فهم ....؟؟؟؟

 و حينئذ يرن في أذنيك قول الكتاب :

( عندي عليك انك تركت محبتك الأولي )      ( رؤ 3 : 4 )

 

W فــكل إنسان يمكن أن يتجاوب مع المحبة التي تعطي و تبذل و التي تريح و تفرح كل من يقابلها ...

و لـكـــن

 هل كل إنسان يستطيع أن يحتمـــل غيره إذا أخطأ إليـه ؟؟

و لا يفقد محبته أمام الإســـاءة , أو أمـام ما يظنه أنه إســــاءة ؟؟

إن الرسول بولس يقول :

( المحبة تحتمل كل شئ ...المحبة لا تسقط أبداا ...

مياة كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة )       ( 1 كو 13 )

 

+أن كل أخطاء الناس لم تستطع أن تغير محبة الله ......

+كل أخطاء أبشالوم و حربه و خيانته لأبيه لم تستطع أن تغير محبة داود أبيه ..

الذي ليس فقط احتمله إنما قال :-

( رفقا بالفتي أبشالوم ) بل بكي عليه بطريقة مؤثرة للغاية

و محبة داود التي احتملت أبشالوم ...,احتملت أيضا الملك شاول و كل متاعبه ,,

و كم كان مؤثرا رثاء داود لشاول رغم أن شاول حاول قتله مرارا ...

انظروا إلي محبة الأم لابنها :

إنها لا يمكن أن تتغير أو تسقط مهما اخطأ الابن .

               .بل تحتمل كل شئ يصدر منه ..   

و تبقي المحبة كما هي ...

† أما الذي يتمركز حول ذاته ...

فهو لا يعرف أن يحب كما ينبغي ......

و إن أحـــب ..

لا تستطيــع محبتــه أن تحتـمــل كمــا ينـبغــــي ...

*احـــتملـوا إذن أخطــاء غيركـــم , كمــا يــحتمــل الـلــه أخطاءكـــــــم

 

* احتملوا لا في ضيق  و لا في مرارة قلب ..

إنما في حــب شاعــرين أن كـــل إنسـان له ضعفــاتــه…

و ربمـــا أعــذاره أيضــا التي لا تعرفـونهــا ...

C  اختبروا محبتكم بهذا الاحتمال , لتعرفوا مدي سلامتها.

 

                                                                                           سراب كامل برخو
                                                                                            سوريا/دمشق

4



الحرية كلمة جميلة الواقع على السمع، فهى هبة الله الذى خلقنا على صورته ومثاله.. يتمسك بها الطفل حتى وإن لم يفهمها القاصر، ويعتبرها الشاب حياته بأكملها، ويموت من أجلها الألوف والملايين، فى أنحاء العالم، ويعتبرون حياتهم رخيصة من أجلها..

ولكن كما قالت إحداهن (مدام رولان): "أيتها الحرية الحبيبة كم من جريمة ارتكبت باسمك". [/size] فما هو المفهوم السليم للحرية الذى يمكننا أن نطالب به، ونتمسك به، ونصير بالحقيقة أحراراً، بلا خوف من تداخل المفاهيم، أو ارتباكات. مفهوم الحرية :

الحرية هى التعبير الواقعى عن الشخصية بكاملها، فليست الحرية فقط أى تصرف بمعزل عن أى ضغط خارجى مباشر، يملى على سلوكى، فهذا ليس إلا الوجه الخارجى للحرية!! ولكن الحرية بمعناها العميق، هى أن أتصرف بحيث يأتى سلوكى تعبيراً عن كيانى كله، وليس عن جزء من شخصيتى يتحكم فىّ، دون بقية الأجزاء فمثلاً:

قد تتحكم فى إحدى الشهوات وأتصرف بموجبها، دون النظر إلى ما يقاومها ويعوقها، من أجواء أخرى فى كيانى.. حينئذ فلست حراً بل أنا عبد الشهوة.

وقد يتحكم فىّ انفعال، أتصرف تحت سيطرته بما أندم عليه فيما يعد.. فأنا عبد لهذا الانفعال.

وقد تتحكم فىّ عادة من العادات، يتعطل معها الضابط المتحكم فيها والموجود فى كيانى.. حينئذ فقد انطلقت العادة، وتعطل جهاز الضبط عندى، فلست بعد حراً بل أنا عبد العادة.

وهكذا فالحرية الحقيقية هى على نقيض كل تلك الانحرافات - التى أشرنا إليها.. فهى عبارة عن السلوك الواعى الذى يأتى منسجماً، ليس مع واحد من ميولى فحسب، أو مع ناحية من شخصيتى دون غيرها، ولكن يأتى معبراً عن شخصيتى ككيان متكامل، يهدف إلى خيرى الشامل، والذى يتصل من بعيد أو قريب بخير الآخرين، وبما يمجد الله.

من هنا يتضح أنه من شروط ممارسة الحرية، أن تكون الشخصية ناضجة، لكى تكون قادرة على الاختيار السليم، وإلا أفسدت معناها، ومن هنا جاء القول: "الحرية لا تعطى إلا للناضجين".

كذلك يختلف مفهوم الحرية فى المسيح، عن الحرية فى المفهوم العام.

أ- المفهوم العام للحرية :

ينحصر فى الحريات السياسية والاجتماعية، التى تركز على الديمقراطية والمساواة والوقوف ضد الظلم والحرمان والعنصرية، وإن كان هذا المفهوم لا يتضارب مع مفهوم الحرية مسيحياً، إذ أن المسيحية تبارك هذه الحريات، ولكن مفهوم الحرية المسيحية يعلو فى مستواه عن الأنواع التى تنظم أمور الحياة الزمنية.

ب- مفهوم الحرية مسيحياً :

ترى المسيحية أن الإنسان خلق حراً، على صورة الله ومثاله، وهذه الحرية لها شقان: حرية الاختيار وحرية الفعل.

الحرية المسيحية هى ثمرة من ثمار الروح القدس، فى حياة المؤمن، وهى حياة توهب بالنعمة فى المسيح، فيصبح ابناً لله، وهى حرية باطنية داخلية، فيها وبها يتأكد المسيحى من غلبته، على كل ما يعطل تمتعه ببنوته لله، فهى حرية من عبودية الخطيئة والموت والفرائض والناموس والخوف، يستطيع من خلالها أن يختار بين الخطأ والصواب، ويستطيع أن ينفذ اختياره بسهولة، بالنعمة العاملة فيه.

 _2 النضج اللازم الحرية :


أ-  النضج النفسي :

ويقصد به استقرار النزعات الغريزية فى الإنسان، وهى نزعات متناقضة كالحب والكراهية، التحدى والخوف، تأكيد الذات والتبعية.. هذه النزعات تحتاج إلى سلطة ضابطة، ومن محصلة هذه النزعات مع السلطة الضابطة تبدأ شخصية الإنسان فى النمو وتتجه إلى الاستقلال، ويصير الإنسان كائناً يمسك بيده زمام أموره، ولا يتجاهل طاقاته الغريزية بل يوجهها ويوظفها وفق خيره وخير الآخرين.

ب-  النضج الاجتماعى والتربوي :

التربية والمحيط الاجتماعى قد يساعدان الإنسان على النمو، وبالتالى على بلوغ النضج واكتساب الحرية، ومن ناحية أخرى قد يعطلانه ويجعلان منه ذاتاً هزيلة تتحكم فيها غرائزها، فإما أن تنحرف أو تنقاد صاغرة للسلطة العليا، مستبدلة عبودية النزوات بعبودية الضغوط الاجتماعية، وغالباً ما تتأرجح بين العبوديتين وفقاً للأحوال والظروف فى ضياع ومتاهات مؤلمة.

ففى الشباب المبكر تستيقظ فى الشاب قوة جديدة، وتتحرر طاقات تريد أن يكون لها وجود مستقل، وهى إن كانت أمر طبيعى فى البداية، إلا أن استمرارها إلى مشارق بلوغ الشباب أمر يجعلنا نهتم بالموضوع، فمن حق الشباب تحقيق نفسه، ولكن ليس على حساب مجموعة القيم التى تنظم الحياة من حوله، وكما حدثت آلام الولادة وانقطع الحبل السرى من الطفل والأم، هكذا أيضاً هناك حبل سرى يتكون نفسياً مع الرضيع وصدر أمه، يقتضى معاناة مماثلة عند انقطاعه.. ويصح أيضاً التشبيه عند المراهقة، حينما يريد المراهق أن يستقل عن والديه، مما يحدث آلاماً للطرفين له وللوالدين، إذ أن حياة جديدة قد ظهرت فى عالمه.

ج-  النضج الروحي :

"من يعمل الخطية هو عبد للخطية" لو8/34
فالخطية هى المشكلة الأولى أمام الحرية الداخلية، وبالتالى أمام كل أنواع الحريات.

والمقصود بالنضج الروحى، الوعى الكافى لكى يختار الإنسان ممارساته الروحية عن رضى وفرح، فيصوم ليس لأن الصوم فرضاً عليه أو حل ميعاده حسب الطقس الكنسى، ولكن لأنه يجد فيها اختياره وقناعته الداخلية الكاملة بأن هذا لخيره، وهكذا أيضاً فى صلاته وكافة ممارساته الروحية.

وهناك أيضاً تأتى الطاعة كتاج للحرية الواعية المسئولة، ليست كاتضاع العبيد، ولكن تقدمة حرة واعية لذات يصحبها الفرح "أن أفعل مشيئتك يا إلهى سررت" وحينما يكون الداخل حراً من أى تشويش حينئذ ينجلى السمع وتتميز الأصوات ويكمل الفرح.

وحينما يسكن المسيح فى الداخل ويكون هو الملك والمسيطر، تهدأ الرياح ويهرب الظلام، ويصير الإنسان حراً من كل قيد، فيرتفع تلقائياً فوق قمة العالم حينما تنفك كل قيوده، ويقول أغسطينوس: "جلست على قمة العالم..." لهذا قال الرب يسوع: "إن حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون أحراراً".

3-  معطلات الحرية :

إن كنا قد ذكرنا المعنى الحقيقى للحرية يسهل علينا حينئذ أن نكتشف المعطلات التى تعطل حريتنا فى المسيح.
لاشك أن أول هذه المعطلات هو عدم الوصول إلى النضج الحقيقى، سواء على المستوى النفسى أو التربوى أو الاجتماعى أو الروحى.

كما أن كل إله وهمى يتعبد له الإنسان داخلياً، هو قيد على حريتنا فى المسيح سواء شهوة، أو مركز، أو أى شئ من ممتلكات هذا العالم.. كل هذا يجب أن يوضع على المذبح، لكى يحترق بنار الروح القدس، فتنفك الأربطة وتحرر النفس.
لكن يعطل حريتنا أيضاً مخاوفنا الصغيرة، من أمور كثيرة فى هذا العالم، سواء الخوف من المجهول، أو من الظروف الخارجية، أو من الموت "الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً حياتهم تحت
العبودية" ) عب 15:2)، وحينما ننتقى من شهوة الأشياء حينئذ نتحرر من سطوة الموت.

بقى أن إنكار الذات هى الفضيلة، لذلك فأهم القيود التى تعطل الحرية الداخلية هى:
عبودية الخطية..

"كنتم عبيداً" للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التى تسلمتوها، وإذ اعتقتم من الخطية صرتم عبيداً "للبر".
عبودية الذات...

الحرية الحقيقية هى تحرر الإنسان من نرجسية ذاته وأناه، إلى الاهتمام بالرب يسوع وحفظ وصاياه، ومحبة الآخرين.
عبودية الخوف...

"إذاً يا أحبائى لم نأخذ روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذنا روح التبنى الذى به نصرخ يا أبا الآب.. الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله" رو ) 15:8،16).
E عبودية الناموس والفرائض...

(رو 4:7-6)، (كو 16:2،17).

4_ كيف نمارس حريتنا الحقيقية ؟

من خلال اتحادنا بالمسيح فى شركة الأسرار الإلهية.
من خلال مركزنا كبنين عند الآب فنحن فى المسيح أبناء.
الانقياد بالروح إذ أن الحرية هى ثمرة من ثماره.
"لا تصيروا الحرية فرصة للجسد" (غل 13:5) عدم استغلال هذه الحرية لمصلحة الجسد بل لمصلحة الروح.

5_هل التدين يقيد حرية الإنسان ؟!

الله يحترم حرية الإنسان لأنه يحبه، والمحبة الحقة تحترم حرية المحبوب، والحب لا يفرض فرضاً وإلا لم يعد حباً بل عبودية، والله لم يرد عبيداً بل أبناء، وهو يريدنا أحراراً نتمتع بالشركة معه، وهذا
ما فعله معنا بالصليب والقيامة، إذ حررنا من كل عبودية وأعطانا الغلبة والنصرة بقيامته.




                                                                                                                        ماء الحي /دمشق

صفحات: [1]