من الثَرى.. إلى حيث الثُريا
في مثل هذا اليوم قبل إحدى وثلاثين سنة، عُلـّقت ثلاثة هامات عالية.. وقامات شامخة.. على أعواد المشانق في سجن أبو غريب ببغداد، والتهمة: قضية وحقوق شعب.. ذي تاريخ زاهر، وارث أمة ذات حضارة عريقة.
وقد ظن النظام وجلاّدوه.. أنهم بذلك قد أعدموا القضية.. وقضوا عليها، وما علموا (أن حبة الحنطة ما لم تقع في الأرض وتمُت.. بقيت وحدها، وإذا ماتت.. أخرجت حباً كثيرا).
وهكذا.. فإن مواراة هذه الأجساد الثلاثة الطاهرة الثَرى، كانت بمثابة رفع رسالتهم وقضيتهم إلى حيث الثـُريا، فكانوا حبة الحنطة التي وقعت في الأرض.. فتهادت إليها لاحقا دماءٌ أخرى اختلطت بمثيلاتٍ لها كانت قد سبقتها.. لتسقي الأجساد الثلاثة بغزارة، فتُخرج حباً كثيرا: المزيد من الإيمان بالقضية، ورفدها بالمزید من الزخم.. لتمنح المؤمنین بها الدفع الكبیر للسیر علی ذات النهج.
تحية إجلال وإكبار لأرواح اللآليء الثلاث التي تزين جيد هذا الشعب وهذه الأمة: يوسف، يوبرت، يوخنا.. في حضورهم بيننا، أقول.. في حضورهم.. لا في الذكرى الحادية والثلاثين لاستشهادهم، فهم حاضرون على الدوام وليسوا مجرد ذكرى، لأن الذكرى وإن كانت تتجدد.. فهي لا تُضيف جديدا سوى إحيائها، أما الحضور فهو التواجد الدائم.. سواءً بروح وصور التضحية.. والرمز والمعنى.. والقيم والمباديء السامية.
(http://uploads.ankawa.com/uploads/145454221245771.jpg) (http://uploads.ankawa.com/)