الله محبة نص المحاضرة التي القاها الاب اسحق توزا في ندوة التوافق بين الاديان في موسسة السلام –لندن –
تتمحور محاضرتي حول اربعة محاور
1-مفهوم الدين ومفهوم التعايش
2-المسيح وتلاميده ونظرتهم للاديان والشعوب
3-المسيحيون في العصر الاسلامي
4-العوامل التي تبني الحياة المتوافقة
1-مفهوم الدين ومفهوم التعايش
عرف الدين بعدة اشكال وصيغ كانت اغلبها مرتبطة بالايمان والاعتقاد والسلوك والعلاقة مع
القوى العليا فوق ارضية
واوضح مفهوم للدين هو مجموعة العقائد والممارسات والقيم التي تؤمن بها بعض المكونات البشرية وتربطها مع القوى فوق
الطبيعة وعرف
البعض كلمة دين وديانة بانها من دان –خضع ودل-وتني دان ايضا حكم على وبالانكليزية religion ماخوذة من اللاتينية religio التي تعني خوفا و حساب ولهدا فان الكتاب المقدس يدكر هده الاية اربع مرات راس الحكمة مخافة الله والقران يدكرها ايضا مرة واحدة
ان بداية عبادة التوحيد كانت في عهد انوش بن شيت بن ادم اذ يقول الكتاب المقدس حينئذ ابتدء
ان يدعى باسم الله تك
4:26
ونرى ان عبادة الله الواحد لم تكن واضحة لدى نسل قايين في حين ان نسل هابيل انتهى بمقتله على يد اخيه قايين .
واستمرت عبادة التوحيد في عهد اخنوخ البار ادريس والى عهد نوح ثم ابراهيم ونسله الذين هم اليهود والمسيحيون والمسلمين
والذين يتفقون في اديانهم على المعتقدات التالية
1-الخالق الواحد الازلي كلي القدرة والمعرفة غير المحدد لا في الزمان او المكان او العلم
2- قصة الخلق من االطين من اب واحد وام واحدة اي ان الجميع اخوة في الانسانية
3- عالم الله والملائكة والشياطين-الخير والشر
4-يوم القيامة والحساب والنار للشرير والسعادة للابرار
5- الله اله السلام والرحمة صفاته مطلقة وذاتية وصفاتنا نسبية وبنعمته
6- اوصى الله بفعل الخير ومساعدة المحتاج والضعيف ومنع التعدي
في القرن الخامس عشر قبل المسيح اعطى الله الشريعة الالهية لموسى وهي تحوي على عشر وصايا وتفرعات عن هذه الوصايا اسمع يااسرائيل الرب الهنا رب واحد انجيل مرقس 12:29 واربع من هذه الوصاياا لعشر تخص العلاقة بين الله والانسان والست الاخر تخص العلاقة بين الانسان واخيه الانسان وبمجتمعه وقبل هذا التاريخ وجدت شريعة حمورابي عام 1770 قبل الميلاد والتي احتوت على 282 قانون في الشريعة البابلية وكذلك في التشريعات الفرعونية والاغريقية كانت تحث على عمل الخير والوئام وعدم الاساءة للاخر وتعاقب المعتدي والسارق.
وهذه هي طبيعة الضمير الانساني .فالله اعطى الانسان ضميرا به يستطيع ان يميز الصالح من الشرير .
هناك نوعان من التعايش بين الامم الاول سلبي يعني عدم التعامل ومقاطعة اومعاداة احيانا. والثاني تعايش ايجابي الذي هو مودة وتفاهم تعاون واشتراك في بناء المجتمع والوطن.
اذن ان كان الدين يحث على الخير ونبذ ماهو شرير فبالاولى ان يشجع على التعايش الايجابي ونبذ عدم التعايش او ما يدعى بالسلبي.
2- المسيح وتلامذته ونظرتهم للاديان والشعوب
عندما جاء المسيح قبل الفي عام وضع تطبيق روحي لنص الشريعة التي سلمت الى موسى النبي فاخذ في اغلب تعليمه يتكلم عن المحبة والسلام والتسامح وربط غفران الله لخطايا البشر بان يسامح الانسان اخيه الانسان اذ قال ان لم تغفروا للاخرين زلاتهم لايغفر لكم ابوكم الذي في السماء زلاتكم .
وشدد على ان الله هو الاب السماوي للجميع اي ان الكل اخوة .
واضاف احبوا اعداؤكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيؤن اليكم ويطردونكم لكي تكونوا ابناء ابيكم السماوي فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين.
عندما اخذ اليهود يمارسون البيع وتبادل العملات داخل الهيكل طرد الباعة وقلب موائد الصيارفة وقال لهم مكتوب ان بيتي بيت صلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة للصوص.
في عهد المسيح كانت هناك عداوة بين اليهود وباقي الامم المحيطة بهم مثل السامريين واالكنعانيين والفنيقيين نرى ان المسيح يذهب مع تلاميذه الى قرى ومدن هؤلاء الاقوام .
فإقد تعجب تلاميذه بسسب تحدثه الى امراة سامرية وهي ايضا تعجبت وقالت للسيد المسيح كيف انك يهودي وانا امراة سامرية تطلب مني ماء لتشرب . شفى المسيح ايضا ابنة امراة كنعانية.وشفى العديد من البرص السامريين وقال لم اجد في اسرائيل ايمانا بمثل ايمان هؤلاء.
ويكفي انه روى لليهود مثل السامري الصالح الذي يشرح المفهوم السامي للانسانية.
استمر تلاميذ المسيح بعد صعوده الى السماء بالنظر الى الشعوب والاقوام نظرة محبة وود .فقد استمروا باقامة الصلواة في الهيكل اليهودي وكذلك التعامل مع الوثنيين وتبشيرهم بالمسيح ويقول الكتاب المقدس لانه لافرق بين اليهودي واليوناني لان ربا واحدا للجميع.
3-المسيحيون في العصر الاسلامي
عندما دخل المسلمون الى سوريا عام 636 بعد معركة اليرموك ضد البيزنطينيين ودخلوا العراق عام 637 بعد معركة القادسية ضد الفرس كان هناك نوع من التحسن لحالة المسيحيين الذين كانوا يشكلون بما لايقل عن ستين بالملئة من مجموع السكان انذاك.
كان هناك تفاهم وتعايش وان كانت لا تخلو من بعض المنغصات مثل قانون اهل الذمة مع الاخذ بعين الاعتبار ان تعامل المسلمون العرب هو اكثر تسامحا من بقية المسلمين كالفرس والاتراك علما ان التفضيل الديني والتمييز الطائفي كان هو السيد لكل التعاملات .
غير اننا نجد في القرون الثلاثة السابع والئامن والتاسع بروز واضح لبعض المفكرين والمبدعين من المسيحيين والصابئة .فطبيب ابو جعفر المنصور كان السرياني المسيحي جرجيس بن بختيشوع واتبعه اولاده واحفاده من الاطباء ليشغلوا المناصب في البلاط .وكذلك عوائل ماساويه والعبادي لديهم العديد من الاطباء .
وفي الترجمة من اليونانية والفارسية والسريانية الى العربية كان هناك اكثر من ستون مترجما مثل اسحق بن حنين العلامة وابو البشر متى ويوحنا بن عدي .
غير انه في القرن التسع الميلادي اخذ الاعتماد على المسيحيين يتضائل لظهور العديد من المثقفين المسلمين وكانت سياسة الافضلية الدينية تشتد في مختلف المجالات وخاصة بعد ان اسلم المغولي قازان عام 1295 وزادها الطين بلة عندما سقطت المنطقة تحت الاحتلالين العثماني والفارسي فازدادت جهلا وفقرا وامراضا ورافقها الكثير من العنف .
ولا يمكن ان ننسى وجود الكثير من الفترات التي سادتها الالفة والاحترام لمواطني البلد الواحد والمتعدد المذاهب والاديان ,
فقد اشتركوا في الافراح والاحزان وساعد بعضهم البعض وخدم بعضهم الاخر .وفي القرن العشرين كان هناك الوفير من التعايش الايجابي وحتى عام 2003 ابتدات الامور تسير نحو اسؤا موجة للاضطهاد ولازالت هذه الموجة تسير في دول متعددة ومنها الوطن العربي تحت مستقبل اقل مايقال عنه انه لاخير في
العوامل التي تقود الى الحياة المتوافق -4
يقول الكتاب المقدس ان الذي تزرعه فاياه تحصد .فان كنا نبني مجتمعا فيه بذور المحبة والتعاون واحترام الاخر. ان كانت الالفة والتلاحم هي اللبنة للبناء فنحن اذن نسير في الاتجاه الصحيح .
اما ان كانت هناك رؤى للبعض بالافضلية اوالاحسن فلن يكن هناك مكانا للتالف والانسجام .
ان الامور التي تجمع الاديان وتالف بينها اكثر من تلك التي تفرق .الكتاب المقدس يذكر ان الله خلق الانسان على صورته تك 1:27. والحديث يقول خلق الله ادم على صورته البخاري 6227 ومسلم 2841 . ان الانسا نية تجمعنا وابعادها هي التالم للاخر المتالم والمريض والفرح مع الفارح والمساعدة للمحتاج ا
في يومنا هذا غيرت العولمة globalization الانسان كثيرا فقد اصبح عالمنا قرية صغيرة واي تاثر في منطقة ما ينعكس تاثيره على العلم باسره .
يجمعنا الوطن الذي نعيش وناكل ونشرب ونتلذذ من خيراته الممنوحة من اب واحد للجميع الذي يهمه ان يعيشوا بسلام ويود بعضهم الاخر .
ان الحاجة ماسة جدا الى التوافق الديني وليكن هذا التوافق واقعا حيا ويحتاج الى ما يلي:
1-المجتمع يبدا بالطفل والطالب والمدرسة والمناهج الدراسية التي توفر التنشئة الصحيحة وتزرع المواطنة القائمة على المساواة ونبذ العنف بكل اشكاله..
2-ان واقع الحكومات وسياساتها ودساتيرها وتعاملها يجب ان يكون منصفا مع كل الاطياف وبشكل متوازن والغاء الافضلية الدينية او العرقية اوالقومية.
3-الاعلام الرسمي والديني والخطب الدينية يجب ان تشجع على الوحدة الوطنية والتعاون والمحبة واحترام المقدسات والرموز الدينية وعدم اهانتها..
4-تواصل اللقاات والمؤتمرات بين رجال الدين من مختلف الاديان لتقوية الروابط ومعالجة المعوقات
ان التطرف الديني والعنف لايخدم التعايش الايجابي ولهذا فان عقلاء الشعوب هم دائما مايوقفون التهور .فهم الذين قال السيد المسيح عنهم طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون.
ليوفق الله جميع الذين يعملون على التوافق ونبذ الحروب والخلافات بين الشعوب والاوطان..