المشاركات الحديثة

صفحات: [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10
1
هـذا الزعـيم الحـلـو
ﮔــُـلــّـي يا حـلـو منين ألله جابك
2
المنبر الحر / رد: المفكر يوسف زيدان
« آخر مشاركة بواسطة وليد حنا بيداويد في الأمس في 23:31 »
د. خالد اندريا عيسى المحترم
بعد التحية
نعم ان المفكر يوسف زيدان مفكر ومقييم تاريخي ممتاز- رغم انه احيانا يغلط في تقييم التاريخ من علمه او دون علمه
ليس المفكر يوسف زيدان وحده بل هناك مفكرين اخرين مثل الكاتب احمد صبحي منصور.
يوسف زيدان يسلط الضوء على الحقائق التاريخية كما هي دون رتوش ودون تجميل الصورة
اسمعوا الرابط
https://www.facebook.com/100073884692460/videos/446075241212085
 
3

آخر مسرحية للزعيم كانت مكررة فلم تثير دعايتها ما كان متوقّعاً تأثيره على الجماهير الغفيرة لكونها كانت احدى النسخ المكررة من المسرحيات القديمة ( صورني وآنا ما ادري ... على الرغم من ان كل من يتم تصويرهم كانوا يدرون وكذلك غبطته ) رفع الستار على احداث مصطنعة وسندرجها بنقاط :
1 ) ا لخروج من المعقل في أربيل إلى الموصل لافتتاح كنيسته القديمة ( ام المعونة ) . لم يكن باستقباله المحافظ كما توقع بل نائبه والسبب لأنه كان مطلوباً للعدالة وبما ان الموصل كانت تابعة للمركز فلم يشأ المحافظ ان يتورّط بعدم تطبيق القانون والقاء القبض عليه على الرغم من انه ابلغ بأنه تحت حماية رئيس الوزراء السوداني .
2 ) العودة إلى أربيل بعد ان ( جس النبض في الموصل ) بأنه محمي من قبل رئيس الوزراء .
3 ) ابلاغ مكتب رئيس الوزراء بالموافقة على الحضور لبغداد لتسوية المشاكل العالقة وهنا كان دور الرئيس تهيأت حماية خاصة من قبله لمرافقته لبناية البطريركية وكذلك لمرافقته للقداس في كنيسة مار يوسف التي تقع خارج حدود البطريركية وقد رافقته فرقة الحماية لحين انتهاء القداس وعادت به إلى مقر البطريركية .
 4 ) ذهب زعامته إلى مقر رئيس الوزراء لتقديم الشكر لكونه سيكون ( الظهر الجديد بعد ان كان ظهره الكاظمي الذي خلّصه من مشكلة " مهدي " ) لكن الكاظمي شي والسوداني شي آخر ولقد قلناها في تعليقات سابقة ان السوداني أراد ان يسجل انجاز ولو باهت جداً ليصحبه معه لأمريكا .
5 ) وفي هذا اللقاء حصل غبطة البطريرك على مرسوم تسميته بـ ( زعيم الكلدان .. !! ) ولا يعتقد احد بأن هذه التسمية جاءت عن طريق الخطأ بل كانت مقصودة جداً من قبل السوداني لكونها تسمية تخص السياسيين ورؤساء الأحزاب او الذين يعملون كوكلاء للحكومة او معينين من قبلها .. وكما هو حال المرسوم الجمهوري الذي به يتم تعيين موظفين رسميين يمثلون الدولة ويتكلمون باسمها .
6 ) وهنا تكمن المعضلة : قرر الزعيم العودة إلى أربيل بزعم انه سيحضر ملابسه وينهي التزاماته .. وهذا ما صرح به زعامته (( لكن الحقيقة غير ذلك )) والسبب الذي به ترك بغداد لكون السوداني سيكون خارج العراق ( في زيارة للولايات المتّحدة ) وهنا سيكون ( الظهر والسند ) غير موجود والحماية وآلياتها ستسحب وبالتالي سيكون عرضة لتطبيق القانون والقبض عليه (( لذلك سوف لن يعود إلاّ بعد عودة السوداني إلى بغداد )) ...
  وهنا يسدل الستار على نهاية الفصل الأول من المسرحية  وسنلتقي لتصوير مسرحيات جديدة ما دام مؤلفها مفتوح الشهيّة .. تحياتي الرب يبارك حياتكم جميعاً واهل بيتكم
 الباحث في الشأن المجتمعي ( السياسي والديني ) والمختص بالمسيحية
  الخادم حسام سامي    16 / 4 / 2024
4
القدير يعقوب ابونا المحترم
تحية
استمتع في الحقيقة بمقالاتك واتابعها بشكل دائم فاستوجب مني ان اقدم لك بشكري وتقيري
نتمنى كثيرا  جدا ان لا تبقى الشوائب ويتم ازالتها بشكل عقلاني عبر التفاهم، فنحن الاشورين الكلدان السريان لم يبقى لنا الا احزاب شعبنا التي تهتم وتتابع قضايانا المصيرية تلك التي يحاول المترصدون بشعبنا ان ينالوا منها ويغتصبوا ما تبقى لنا، اتمنى ان نكون يدا بيد، يدا واحدة و قلب واحد وكلمة واحدة خلف  المناضلين الاشداء الاقوياء
تقبل مني احترامي
5
    بطانة السلطة بين العدالة وبين الظُّلْم 

ينهج " معظم " بطانة السلطة / شيوخ وفقهاء وقضاة ورجالات الحكم ، للحقب الأسلامية المتعاقبة ، منذ بواكير الأسلام والى عهدنا الحالي ، دورا ليس له من العدل من صفة ، غير لبوسه الظاهري - هو الشريعة ، أما فحواه فهو خدمة الحاكم ، والتملق له / لنيل العطايا والمناصب ، أو خدمة لأواصر القربى ، أو طمعا لمواقع سياسية أو لمرامي نفعية أخرى ..    في بحثنا المختصر هذا ، سنتناول هذا السياق ، وفق حقب زمنية مختلفة قدر الأمكان . ومن ثم سأسرد قراءتي الشخصية.                                                             الموضوع :                                                                                                                              1 . مقتل عمر بن الخطاب - 23 هج ، من موقع / المعرفة ، سأنقل كيف أنتقم عبيدالله بن عمر ، من كل من له علاقة بقاتل أبيه { ولدى سماعه بمقتل أبيه ، قام عبيد الله بن عمر - هو غير أخيه عبدالله ( بقتل أناس ذوي علاقة بأبي لؤلؤة . بعض الضحايا المحتملين ضموا زوجة أبي لؤلؤة وابنته وابنيه ورجل مسيحي يدعى جفينة والهرمزان من خوزستان ( الذي كان قد أسلم وأقام بالمدينة ) . وقد عفا الخليفة عثمان بن عفان عن عبيد الله .. } . والتساؤل كيف تم العفو عن عبيدالله ! ، بعد قتله أفرادا كانوا أقرباءا للقاتل ! تشير المصادر بدور لعبه داهية العرب عمرو بن العاص مع الخليفة عثمان ، فبعد التصفية الدموية التي قام بها عبيدالله { .. ثم أقبل عبيدالله ، بالسيف صلتا في يده وهو يقول : والله لا أترك في المدينة سبيا إلا قتلته وغيرهم .. حتى أتاه عمرو فقال : أعطني السيف يا ابن أخي ، فأعطاه إياه ، ثم ثار إليه عثمان فأخذ برأسه فتناصيا حتى حجز الناس بينهما ، فلما ولي عثمان قال : أشيروا علي في هذا الرجل الذي فتق في الإسلام ما فتق / يعني عبيد الله ، فأشار عليه المهاجرون أن يقتله ، وقال جماعة من الناس : أقتل عمر أمس وتريدون أن تتبعوه ابنه اليوم .. فقام عمرو بن  العاص فقال : يا أمير المؤمنين إن الله قد أعفاك أن يكون هذا الأمر ولك على الناس من سلطان ، إنما كان هذا الأمر ولا سلطان لك ، فاصفح عنه يا أمير المؤمنين قال : فتفرق الناس على خطبة عمرو بن العاص / نقل من موقع أسلام ويب } .                                                                  * هنا عمرو أفتى كقاض - حينما قيام عبيدالله بالقتل ، عثمان لم يكن خليفة ، لأجله فالله قد أعفا عثمان من هذا الأمر .. هكذا يبان التلاعب بالوقائع والحقائق ، فكيف لقاتل ، صفى دمويا عائلة وأقرباء وأتباع قاتل أبيه ، ويفلت من حكم الله .

2 . الخليفة هارون الرشيد (149 هـ - 193 هـ) / هو الخليفة العباسي الخامس .. القاضي أبو يوسف " ( 731 - 798 م ) هو يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المشهور بـأبي يوسف وهو من تلاميذ الإمام أبي حنيفة النعمان . هو الإمام المجتهد العلامة المحدث قاضي القضاة ". نظرا لأنشغال الخلفاء بالمجون والخلاعة من جواري وغلمان ، فلا بد من حاجتهم لفقيه أو قاضي ، يكييف لهم أوضاعهم ، وسأستعرض واقعة ، أنقلها من موقع / المنتدى الرسمي للعتبة العباسية المقدسة ، وبأختصار { حينما تقرأ تاريخ أبو يوسف وسيرته كان يتلاعب بدين الله كما يشاء لكي يرضي الحاكم . كان يصانع على دين الله .. ففي كتاب ( تاريخ الخلفاء ) للسيوطي الذي كان يؤرخ فيه لخلفائهم . ففي ص ٢٣١ أخرج السلفي في الطيوريات بسنده عن ابن المبارك / وهو فقيه ومحدث ـ قال : لما أفضت الخلافة للرشيد وقعت في نفسه جارية من جواري المهدي أبيه . وهي لاتجوز له لانّ والده قد وطئها ، ولكنّ الخليفة مصر على رغبته بتلك الجارية : فراودها عن نفسها . فقالت الجارية : لا أصلح لك .. لأن تأتيني فقد أتاني والدك .. لكن الخليفة قد شُغف بها فأرسل إلى أبي يوسف فسأله أعندك في هذا شيء؟ ـ اي هل عندك حيلة ومخرج ؟ فقال أبو يوسف : يا أمير المؤمنين أكُلما دَعَت أمة شيء يجب أن تُصدق ؟ ـ أي هل يتحتم علينا أن نصدق شيئا تدعيه اي جارية ونُسلم بصحة إخبارها ؟ .. أي لا تأخذ بقولها ولا تصدقها فإنها ليست بمأمونة ولا صادقة .. بناءا على قول وفتوى القاضي أبي يوسف ، ذهب هارون الرشيد ووطأ جارية أبيه } .                                                                                                                     * نلحظ بهذه الرواية ، أن القاضي أبا يوسف حلل الأمر ، طمعا بعطايا ورضا الرشيد ، المسحور لبه بوطأ جارية أبيه .   وهذا خلافا للآية ﴿ وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا / 22 النساء ﴾ .

3 . أما السلطنة العثمانية ، فأن تاريخها كارثي ، وقضاتها ليس لهم دين يتبعوه ، سوى دين سلاطينهم ، وأنقل من موقع أضاءات / بقلم - أكرم بوغرا إكنجي ، بعض اللمحات عن عملية قتل الأخوة { بلا شك أن مسألة قتل الإخوة من أكثر القضايا إثارة في التاريخ العثماني ، فقد منح دستور السلطان محمد الفاتح (1481) إعدام الأفراد الذكور من العائلة الحاكمة ؛ تجنبًا لحصول حادثة الفوضى التي نشأت عن فترة خلو العرش في عهد بايزيد الأول .. وكان السلطان عثمان الثاني (1622) يريد إعدام أخيه ، عندما أراد الذهاب في حملة «خوطين» العسكرية ، وذلك تحرزًا من أي عملية انقلاب خلفه ، عندها رفض شيخ الإسلام ، أسعد أفندي ذلك الطلب ، ولم يعطه فتوى القتل ، مما حدا السلطان بأن يأخذ الفتوى من قاضي عسكر الروم إيلي ( قاضي الجند ) طاش كوبرى زاده } ونلاحظ أن القضاة يوفقون ذلك شرعيا ، ويسترسل الكاتب {{ شرح العلماء العثمانيون مسألة قتل الإخوة من خلال الآية القرآنية في سورة الكهف (18/80-81) ، على لسان رفيق موسى : {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} ، فأجابه موسى عند انتقاد رفيقه له في السفر نتيجة هذا القتل : {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا، فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} . }} هنا أن قضاة المسلمين يوفرون للحاكم الغطاء الديني للقتل ، حتى أن كان المقتول أخ السلطان ! وأختم بمؤشر يناقض وقائع القتل من أجل السلطة بحكم آل عثمان { بصعود السلطان أحمد الأول إلى العرش ، عام 1603، لم يقتل إخوته ، ومن بينهم الأمير مصطفى ، وهو مؤشر على أنه شخصية متسامحة . وكان درويشًا صوفيًا ، ولم يكن لديه أي طفل لتولي عرش السلطنة . وتصرفه قد يكون مرتبطًا بالسخط العام نتيجة إعدام والده محمد الثالث إخوته الـ19 عند توليه الحكم } .

4 . الأمير محمد بن سلمان  1985 م - / ولي عهد المملكة العربية السعودية . هذا الأمير أحدث أنقلابا أجتماعيا ودينيا وسياسيا .. في المملكة ، فقد حجم من دور المؤسسة الدينية ، التي كان يتحكم بها أحد أحفاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب - مؤسس المذهب الوهابي ، وهو الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ . فجمد ما كان يعرف بمؤسسة ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) . أضافة الى أنه شطب ما يسمى بأحاديث الآحاد ، وأبقى على أحاديث التواتر ( فالحديث المتواتر : هو ما يرويه جماعةٌ من العدول الثقات عن مَنْ هم مثلهم في هذه الصفات حتى يصل السند إلى النبي ، وحديث الآحاد هو ما رواه واحد أو اثنان أو عددٌ لا يصل عددهم إلى حد التواتر وهم عُدولٌ ثِقات ، عن من هم مثلهم في الصفات والعدد ، وهكذا حتى يصل إلى النبي ../ نقل من موقع موضوع ) .. وفي المجال الأجتماعي " سمح بأقامة الحفلات الغنائية والمهرجانات ، السماح للمرأة بسياقة السيارة ، وحضور النساء للحفلات والمباريات الرياضية وتوليهن المناصب وسفرهن دون محرم " .                     * كل شيوخ السلطة ، ومعظم المؤسسة الدينية / بل كلها ، بما فيها مفتي المملكة ، لم يجرأ أحدا على مخالفة أوامر الأمير ، الذي ألغى معظم ما سنته المؤسسة الدينية لعقود طويلة ، من أنظمة تكبل المملكة أجتماعيا وحضاريا وعقائديا .. هذا هو وضع رجال الدين ، عندما يصطدم الأمر بالمناصب والأموال ، فالدنيا خير من الأخرة ! .. ولا خروج عن طاعة الحاكم ! .

القراءة :                                                                                                                                  1 . بطانة السلطة من شيوخ وقضاة هم في خدمة الحاكم ، يحرمون الحلال ويحللون الحرام ، في سبيل أرضائه ، وهذه الشلة من المؤكد لهم مسبباتها وحججها ، ويعزون ذلك الى بعض النصوص القرآنية ، وما جاء في السنن النبوية ، فمن موقع / أبن باز أنقل التالي ، بصدد أطاعة الحاكم ، وشيوخ السلطة رقعوا التالي تلبية لما يطلبه الحكام ( فقد قال الله " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59] " ، فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر ، وهم : الأمراء والعلماء ، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله تبين أن هذه الطاعة لازمة ، وهي فريضة في المعروف ) .  من جانب أخر ، ذات الشيوخ في تعاملهم مع العامة ، فالأمر يختلف ، فهم يطبقون الأحكام بصرامتها ولا جدال في فرضها .          2 . ولا نستغرب من أن هذا الوضع كان منذ زمن الحقبة المحمدية ، فتذكر المصادر التاريخية ، أن الرسول محمدا كان قد تزوج صفية بنت أحيي / بعد أن أشتراها من دحية الكلبي - بعد فتح حصن خيبر ، وذلك بعد قتل زوجها وكان قد قتل والدها وأخيها ، ولم تتم عدتها ، مخالفة للنص القرآني ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير234 / سورة البقرة ) هنا أن محمدا هو الرسول والحاكم والقاضي ، ولا يحتاج لمن يفتي له ، ومن يجرأ في مخالفته فيما أصاب أو كان قد أخطأ.
6
المنبر الحر / المفكر يوسف زيدان
« آخر مشاركة بواسطة خالد عيسى في الأمس في 18:23 »
المفكر يوسف زيدان

الدكتور خالد اندريا عيسى
 
وبالرغم من مرور ربع قرن تقريباً على مقولته تلك، فإن تأثيرها، المباشر وغير المباشر لا يزال سائداً بيننا، نتيجة الخلط بين النص الديني المقدس، ومتطلبات الحياة العصرية المعقدة التي يقودها العلم، المستجد والمتطور في كل لحظه ليس في كل قرن، كما يعتقد البعض.
يقول المفكر المصري الكبير «يوسف زيدان»، مؤلف أكثر الروايات مبيعاً، ومنها عزازيل، بأن .علينا إعادة بناء المفاهيم، وأن نعطي الثقافة حقه
 فلكي نخرج كشعوب، من هذا المآزق التي نحن فيها، علينا تشغيل عقولنا، ولا يعني ذلك تشغيلها في بناء مدن جديدة وخطوط سكك حديد، وجيوش متقدمة، بالرغم من أهمية ذلك، بل أن ننشر العلم والثقافة في المجتمع، ولسنا حالة استثنائية في تاريخ الشعوب لنعتقد أننا بغير حاجة للعلم والثقافة، فجميع الدول المتقدمة اليوم كانت متخلفة، وخروجها من «هوة الجهل والتخلف» كان برافعة العلم والثقافة، وليس بأي عامل آخر.
فالكتاب والمعرفة ليس ترفاً، وليس أداة تسلية وتمضية وقت، بل «شهادة بقاء ابديه». فجميع الشعوب التي بادت أو أصبحت تعيش على هامش الحياة، كسكان أستراليا أو أميركا الأصليين، أصبحت وتقلصت أعدادها بمئات الآلاف، بعد ان كانت بعشرات الملايين! حدث لها ذلك لأنها، غالباً، لم تتولع بالمطالعة وبناء المعرفة الفكرية ولم تترك أثراً كتابياً أو تهتم بالتدوين، على عكس غيرها، كاليهود مثلاً، الذين يعود بقاؤهم وذكاؤهم وتقدمهم وصمودهم طوال آلاف السنين، بالرغم من ضآلة أعدادهم، لإصرارهم، دينياً وثقافياً ومعرفيا، على القراءة، واهتمامهم اللافت بالثقافة والتدوين، وهذا حافظ عليهم كعنصر وكشعب طوال قرون.
فالشعوب التي تكون في حالة تنور و تكتب لا تموت، وبالعكس الشعوب التي لا تقرأ لا تفهم، والشعوب التي لا تفهم تضعف وتسير للاختفاء، ويسهل الانتصار عليها في كل ميدان، وهذا هو الجهل بعينه، أي عدم الإيمان بالقراءة، كما هو حال غالبية شعوبنا، بـ«فضل» وعدم دعم بأفكار وأقوال من يسمون قادتنا وروادنا
7

تأثير الديمقراطية وعدم الاستقرار السياسي والاستقطاب على النمو الاقتصادي: رؤى نظرية*
                                                                                   
جاكوب دي هان
كليمنس سيرمان
ترجمة: هاشم نعمة


    ما دفعني لترجمة هذه الرؤى النظرية هو أنها تلامس الوضع في العراق على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي خصوصا بعد عام 2003، حيث تتحدث الحكومات المتعاقبة منذ عشرين سنة عن التنمية والاستثمار، ولكنها تخلق في الوقت نفسه بيئة طاردة للتنمية والاستثمار الداخلي فما بالك بالاستثمار الخارجي، نتيجة عدم وضوح سياستها التنموية وتبني نهج المحاصصة الطائفية - الإثنية المولد للفساد المالي والإداري والمعيق الأكبر للتنمية بأبعادها الشاملة.
 
1- الديمقراطية
    طُرحت العديد من وجهات النظر بشأن العلاقة بين الحريات الديمقراطية والنمو الاقتصادي. فبعد سيروي وإنكيليس نحن نصف المواقف النظرية المختلفة مثل رؤى "الصراع"، و"التوافق" و "الشك" على النحو الآتي.
     الشيء الأساسي بالنسبة إلى رؤية الصراع هو الادعاء بأن النمو الاقتصادي يُعاق من قبل المؤسسات الديمقراطية للدولة. بكلمات أخرى، تعد الديمقراطية والنمو الاقتصادي ذات اهتمامات متضاربة. وعلى حد تعبير بهاجواتي: "يطرح الاقتصاد السياسي للتنمية اختيارا قاسيا بين التطوير السريع (الذاتي) والعملية الديمقراطية". من وجهة النظر هذه، يتطلب النمو الاقتصادي السريع نظاما سلطويا يقمع الحقوق المدنية والسياسية الأساسية. إن الحجج التي تم طرحها لدعم وجهة النظر هذه  تتلخص بالآتي:
    يجادل هنتنغتون أن المؤسسات السياسية في البلدان النامية تكون ضعيفة وهشة. أضف إلى ذلك، الضغط الهائل على الحكومة التي أنشأها نظام ديمقراطي وتضخم مصادر عدم الاستقرار الحالية. وبسبب توفر قدر أكبر من القنوات التي من خلالها يمكن لمجموعات الضغط أن تعبر عن مطالبها، وبسبب أن السياسيين يجب أن يلبوا هذه المطالب للبقاء في السلطة، لذلك يذهب الجدل الى أن النظام الديمقراطي يصبح بسرعة مثقلا بالأعباء. إضافة إلى ذلك، أن كثيرا من المجتمعات النامية محاصرة بالصراعات الداخلية الناتجة من عدم التجانس المناطقي والديني والإثني والطبقي والتي سوف تظهر إلى العلن في الديمقراطيات. النظم السلطوية هي أكثر قدرة على كبح المعارضة والصراع التخريبي.
    ليست الحجة الأولى موجهة حقا ضد الحريات الديمقراطية، لكنها مجرد دعوة إلى الاستقرار السياسي. في الواقع، هناك أسباب وجيهة للاعتقاد بأن عدم الاستقرار السياسي قد يُعيق النمو الاقتصادي. فقط إذا كان من الممكن إثبات أن الدول الديمقراطية هي أكثر عدم استقرار من الناحية السياسية. ليست الحجج الأخرى ضد الديمقراطية هي بالضرورة قاطعة. أولا، قد يُجبر الطغاة أيضا على اتباع سياسات انتهازية إذا كان بقاؤهم في المنصب مهددا. ثانيا، لا تكون النظم السلطوية متجانسة. في حين أن الارتباط الواضح للنمو الاقتصادي المرتفع بنظم سلطوية قد اقترح من تجربة عدد من النظم غير الديمقراطية "تكنوقراطية" (مثل كوريا الجنوبية وتايوان)، من الواضح أن هناك الكثير من الأمثلة المعاكسة مثل "كلبتوقراطية"* و| أو نظم سلطوية غير كفوءة قاد حكمها إلى انخفاض معدلات النمو الاقتصادي. ثالثا، يمكن أن يعني الاستبداد الحكم التعسفي والتدخل غير المبرر، مما قد يعوق النمو الاقتصادي. أخيرا، من الملاحظ في ما يتعلق بالحجة الأخيرة، قد يتم الرد عليها، بأن الدولة القوية والدولة السلطوية لا تكون بالضرورة الشيء نفسه.
     لا يتوقف بعض مؤيدي رؤية التوافق عند مجرد مناقشة رؤى أتباع منظور الصراع، ولكن على العكس من ذلك يجادلون بأن الحكومة الديمقراطية هي الأنسب لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة والمنصفة. ومن وجهة نظرهم، أن العمليات الديمقراطية ووجود الحريات المدنية والحقوق السياسية تولد ظروفا أكثر ملاءمة للنمو الاقتصادي. وتكون التعددية الاقتصادية ضرورية للنمو الاقتصادي، وتكون التعددية السياسية شديدة الأهمية لبقاء التعددية الاقتصادية وقابلية نموها. على الرغم من أن (بعض) أنصار وجهة نظر التوافق يدركون بأن الحكم الاستبدادي يمكن أن يُحدث في بعض الحالات معدلا أعلى للنمو الاقتصادي في المدى القصير، لكن يُنظر إلى الحكم الديمقراطي على أنه أكثر ملاءمة للنمو المستدام والمنصف على المدى البعيد.
    أخيرا، يشك المؤلفون الذين يشتركون في ما يمكن تسميته بالرؤية المتشككة، في وجود أي علاقة نظامية بين الديمقراطية والتنمية الاقتصادية. وبكلمات أخرى، أن السياسة وحدها لا تهم كثيرا. الأهم من ذلك، ربما، نوع السياسات المتبعة والترتيبات المؤسسية مثل طبيعة النظام السياسي الحزبي (حزبين إزاء التعددية الحزبية) والاستقرار السياسي الذي قد لا يكون مرتبطا بمسألة الديمقراطية في حد ذاتها.
   
2- عدم الاستقرار السياسي والاستقطاب
     حديثا، جرى إثراء الأدب الاقتصادي بدراسات فحصت التأثيرات السلبية لعدم الاستقرار السياسي على النمو الاقتصادي. هناك العديد من التفسيرات النظرية التي تفترض وجود علاقة سلبية بين عدم الاستقرار السياسي ونمو الناتج الوطني. ويمكن تقسيم هذه النظريات أساسا إلى مجموعتين رئيستين: تسمى الأولى برؤية "السياسات المعاكسة"، وتتميز الثانية ببـرهان "الاضطرابات الاجتماعية".
     يتمثل الجانب المركزي في دراسات المجموعة الأولى في الادعاء بأن سياسات اقتصادية معينة يمكن أن تضر النمو الاقتصادي. وفي ما يتعلق بأصل السياسات المعاكسة هذه، يمكن تمييز مدرستين فكريتين. تشدد المدرسة الأولى على الأفق الزمني للسياسيين ودرجة الاستقطاب في المجتمع (رؤية قصر النظر والاستقطاب)، بينما تركز المدرسة الأخرى على الخلافات داخل الحكومة (ضعف المنهاج الحكومي).
     وفقا للدراسات القائمة على "رؤية قصر النظر والاستقطاب" يكون السياسيون على استعداد لتعزيز السياسات التي تخدم مصالحهم أو مصالح مؤيديهم، والتي قد تكون أقل فائدة لرفاهية مواطنيهم. وتعتمد أرجحية هذه السياسات السلبية على الأفق الزمني للسياسيين ودرجة الاستقطاب في المجتمع. ويمكن ذكر العديد من الأمثلة.
    عرض أليسينا وتابيليني نموذجا من حزبين مفاده أن عدم اليقين بشأن السياسات المالية للحكومات العمالية والرأسمالية المتعاقبة يؤدي إلى هروب رأس المال الخاص مما يقلل من الاستثمار المحلي، وبالتالي النمو الاقتصادي في البلدان النامية.  ويؤدي عدم اليقين هذا إلى تصاعد أرجحية تغيير الحكومات ودرجة عالية من الاستقطاب بين الأحزاب السياسية.
     بصورة مماثلة، عرض أليسينا وتابيليني في نموذج الحزبين ما يتعلق بقرارات الموازنة الحكومية، حيث يكون مستوى عجز الميزانية مرتفعا في حالة سرعة تغير الحكومة وفي المجتمعات شديدة الاستقطاب. وفي نموذج مماثل بشأن الدَّين العام، عرض بيرسون وسيفنسون كيف أن الحكومة المحافظة التي تفضل تقليل الإنفاق العام لكن تعرف أنه من المحتمل أن يتم استبدالها من قبل حكومة عمالية مع أولويات مختلفة، سوف تزيد من الاقتراض العام، وبالتالي الحد من مساحة المناورة لخليفتها. وقد أشار بلانشارد وفيشر الى أن التخفيضات الضريبية خلال إدارة ريغن في الثمانينيات كانت أيضا مدفوعة من قبل هذه الاعتبارات. مهما كان السبب، قد يؤدي العجز المرتفع والدائم إلى إعاقة النمو الاقتصادي.  كما أشار فيشر، من المحتمل أن يكون عجز الميزانية المرتفع مرتبطا بشكل سلبي مع التراكم الرأسمالي، وبالتالي النمو الاقتصادي، لسببين؛ الأول هو المزاحمة. والثاني هو أنه، مثل معدل التضخم، يشير العجز إلى أن الحكومة تفقد السيطرة على اجراءاتها. في الواقع، ذكر ايسترلي وريبيلو أن هناك علاقة متينة بين فائض الميزانية الحكومي والاستثمار الخاص والنمو الاقتصادي.
        قد تعود جذور مستويات التضخم المرتفعة أيضًا إلى عدم الاستقرار السياسي والاستقطاب. فقد قال إدواردز وتابيليني: "ليس هناك شك في أن السلطات الأرجنتينية، على سبيل المثال، لديها فكرة واضحة عن عواقب تسريع نمو الائتمان المحلي على التضخم وميزان المدفوعات وهروب رأس المال وهلم جرا. فهم ما زالوا يعرفون هذه العواقب واختاروا المضي قدما. لماذا؟" يعتمد جوابهم على نموذج الشهرة العائد إلى بيرسون وتابيليني وكما يأتي: أولا، تواجه الحكومات في المجتمعات المستقطبة صعوبات كبيرة في تخفيض التضخم من خلال زيادة مكافحته المقرون بسمعتها. ثانيا، سيكون التضخم أعلى عندما يكون احتمال إعادة انتخاب الحكومة الحالية قليلا. لماذا ينتهج السياسي بعد كل ذلك سياسات مؤلمة إذا كانت فرصة جني الثمار ضئيلة؟ على نفس المنال، عرض كوكيرمان وإدواردز وتابيليني أن كثرة تكرار تغير الحكومة مقرونا بالاستقطاب السياسي لهما تأثير سلبي على فعالية الحكومة في رفع الضرائب. وجادل هؤلاء الكتّاب أن إصلاح النظام الضريبي غير الفعال يحتاج إلى الوقت والجهد. سوف لا تحاول الحكومة الحالية تنفيذ هذا الإصلاح إذا هي تعرف بأن منافسيها السياسيين سيستفيدون من تحسن جمع الضرائب في المستقبل القريب. ومع ذلك، تعتمد الحكومة بشدة على "ضريبة التضخم" لتمويل نفقاتها. وفيما إذا تكون المستويات العالية للتضخم ضارة بالنمو الاقتصادي، هذا الأمر ليس مؤكدا في المرحلة الحالية من النقاش. لكن ما زال فيشر يجال بقوة بأن النمو الاقتصادي يرتبط بعلاقة سلبية مع التضخم.
    المدرسة الثانية، تؤيد ما يعرف في الأدب بفرضية "الحكومة الضعيفة"، إذ تختلف عن المدرسة الأولى بناحيتين؛ الأولى، تركز هذه الدراسات على التأثير السلبي للصراعات داخل الحكومة بدلا من التركيز على العواقب السلبية للصراع السياسي بين الحكومات المتعاقبة. الثانية، تعتبر معرفة الترتيب المؤسسي للتمثيل الانتخابي أساسية في تفسير جزء من السلوك السلبي للسياسيين. ويجادل بوبر أن النظام الانتخابي التمثيلي النسبي يقود إلى حكومات ضعيفة هي أكثر عرضة لتقديم التنازلات أمام الضغط السياسي لجماعات المصالح الخاصة. وهو يجادل بأن هذا النظام يُمَّكن العديد من الأحزاب الصغيرة أو جماعات المصالح من أن تتمثل في البرلمان، حيث "يمكنها أن تمارس تأثيرا كبيرا - وحاسمًا في كثير من الأحيان - بصورة غير مناسبة على تشكيل الحكومة واستقالتها وهكذا على كل قراراتها". وجادل روبيني وساكس أن ارتفاع عدد الأحزاب المؤتلفة في الحكومة يجعل المفاوضات على نحو متزايد أكثر صعوبة للتوصل إلى قرارات سياسية، وسينتج هذا سياسات تكون بشكل متزايد دون المستوى الأمثل. علاوة على ذلك، يذهب الجدل، الى أن هذه السياسات ستواجه مخاطر أكبر لتكون دون المستوى الأمثل في فترة الصعوبات الاقتصادية. وفقا لروبيني وساكس، يمكن أن يفسر هذا لماذا استغرق الأمر من معظم دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي لديها حكومات ائتلافية متعددة الأحزاب وقتا أطول بكثير لتقليل عجز الميزانية الحكومية في الثمانينيات مقارنة بالبلدان ذات أغلبية الحزب الواحد أو الحكومة الرئاسية.
      الحجر الأساس في رؤية "الاضطرابات الاجتماعية" هو الادعاء أن النمو الاقتصادي يتأثر سلبا نتيجة الاضطرابات الاجتماعية - السياسية. ويشير الجدل النظري في هذه الدراسات إلى أن الاضطرابات الاجتماعية - السياسية تخلق حالة من عدم اليقين والتي يفترض أن يكون تأثيرها سلبيا على النمو الاقتصادي المستدام. وفي أوقات الحروب الأهلية والثورات والانقلابات العنيفة يمكن للمرء أن يتوقع خسارة الممتلكات. علاوة على ذلك، من المحتمل أن يكون هناك نزوح سكاني. وفي مناقشة كواسي فوسو لتأثيرات الانقلابات العسكرية في أفريقيا جنوب الصحراء، ذكر: "من المعتاد أيضا أن تتولى حكومة جديدة السلطة من خلال الوسائل القسرية لإخضاع أعضاء النظام القديم أو حتى أولئك المرتبطين به عن بُعد، للتحقيق باسم القضاء على الفساد، أو مصادرة الكثير من ممتلكاتهم أو سجنهم لفترة وجيزة أو ربما إعدامهم. وبالتالي، فإن غياب سيادة القانون والحريات وحماية الممتلكات الخاصة والتبادل السوقي من المرجح أن تصاحب عدم الاستقرار السياسي". وتجدر الإشارة أيضا إلى أنه عند انتهاء الحرب الأهلية و/ أو الملاحقات القضائية، ستكون هناك حاجة إلى الوقت لبناء الثقة في الحكومة بحيث لن تتكرر أشكال مماثلة من الانتهاكات في المستقبل. ومع ذلك، فإن الاضطرابات الاجتماعية والسياسية الأقل عنفا مثل الإضرابات وأعمال الشغب والمظاهرات السياسية يتم تنفيذها للإضرار بأداء النمو، لأنها تخلق حالة من عدم اليقين. وعلى الرغم من أن الأدب المتعلق بالاضطرابات الاجتماعية-السياسية اجمع على الادعاء بأن الاضطرابات يكون لها تأثير سلبي، لكن لا توجد نظرية متفق عليها تشرح لماذا وكيف يقلل عدم اليقين من اتجاهات الإنتاج الوطني.
     يناقش كواسي فوسو بأن الاضطرابات الاجتماعية وانتهاكات "الحقوق المدنية" تجعل الناس ومعظمهم من المثقفين يقررون مغادرة البلد، مما يتسبب في حدوث ما يسمى "نزيف الأدمغة". وتجدر الإشارة إلى أنه وفقا لنظرية النمو الكلاسيكية الجديدة القياسية (المعيارية) سيكون لهذا الأمر تأثير مهم على النمو فقط إذا غادر عدد كبير من العمال أو نزحوا داخل البلد. ومع هذا، وفقا لنظرية النمو الجديدة فإن أعدادا قليلة ولكنها ذات نوعية مهمة، فقد يكون لنزيف الأدمغة تأثيرات سلبية مهمة على النمو.
     لا يزال يركز معظم الأدب المتعلق بعواقب الاضطرابات الاجتماعية - السياسية على التأثيرات السلبية في تكوين رأس المال. يجادل بارو بأن الزيادة في تعزيز حقوق الملكية، من وجهة نظر المستثمرين، تبدو مثل تخفيض معدلات الضرائب الهامشية. إذ يؤدي هذا التخفيض في معدلات الضرائب الهامشية إلى زيادة في معدلات النمو والتوفير. وبطريقة مماثلة، يجادل فينيريس وجوبتا بأن عدم اليقين بشأن الحق في التمتع بالدخل المستقبلي المتأتي من الادخار يقلل الحافز لدى الجمهور لادخار الدخل الحالي. وبالتالي، فإن الاضطرابات الاجتماعية - السياسية التي تزيد من عدم اليقين بشأن حقوق الملكية المستقبلية لديها تأثير سلبي على الادخار ومن ثم الاستثمار.
     وفقا لنظريات تمويل الشركات المعيارية المتعلقة بالاستثمار، فإن مزيدا من عدم اليقين بشأن صافي العائدات المستقبلية، الذي ينتج في هذه الحالة من الاضطرابات الاجتماعية، يجعل المستثمرين يطلبون عائدات أعلى على استثماراتهم. وإذا افترض المرء في الوقت الحالي أن العدد الإجمالي لفرص الاستثمار سيكون ثابتا مع مرور الوقت، فإن الطلب على عائدات أعلى يعني ضمنا عددا أقل من المشاريع الاستثمارية المجدية اقتصاديا. في الواقع، يذكر شنايدر وفراي بأن الاضطرابات السياسية تقلل بشكل كبير من تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وتكون التأثيرات السلبية للاضطرابات الاجتماعية على الاستثمار مهمة، بسبب أن الارتباط بين النمو والاستثمار هو على الأرجح أقوى علاقة ارتباط تم اكتشافها في أدبيات النمو التجريبية. يقول بلومستروم وليبسي وزجان: "يمكن أن يتفق بشكل عام الاقتصاديون والمؤرخون الاقتصاديون على افتراض أنه على المدى البعيد، لا يحدث نمو اقتصادي سريع دون استثمارات كبيرة في رأس المال الثابت". ويقود مباشرة الافتراض القائل إن الاضطرابات الاجتماعية-السياسية تكون ضارة بالنسبة إلى الاستثمار، إلى الافتراض بأن ذلك يكون أيضا ضارا بالنسبة إلى النمو.   
     مع ذلك، قد لا يزال يجري التقليل من شأن تأثير الاضطرابات الاجتماعية - السياسية على الاستثمار ومن ثم على النمو، من قبل الأدبيات المعيارية. وفقا لبينديك وسوليمانو يكون الاستثمار الكلي حساسا جدا لحالة عدم اليقين، بسبب عدم تناسق رد فعل الاستثمار على الصدمات. ويجادل هؤلاء الكتّاب أن الصدمة الإيجابية يتبعها دخول شركات جديدة إلى السوق، ومشاركة الأرباح بين جميع الشركات، ولكن في الصدمات السلبية تعاني فقط الشركات القائمة. وبالنظر إلى أن الاستثمار في الغالب لا رجوع فيه، ينبغي للمرء أن يستنتج أن دخول السوق يكون فقط مجديا اقتصاديا عندما تكون العائدات المتوقعة إيجابية. وعلى المستوى الإجمالي، من شأن ذلك أن يؤدي إلى حساسية عالية للغاية للاستثمار في ما يتعلق بحالة عدم اليقين، يتضمن ذلك عدم اليقين الناشئ من الاضطرابات الاجتماعية - السياسية.
 
* كلبتوقراطية، مصطلح يوناني يقصد به الحكومة التي يستخدم قادتها الفاسدون السلطة السياسية لمصادرة ثروة الناس والأراضي التي يحكمونها، عادة عن طريق اختلاس الأموال الحكومية أو اختلاسها على حساب أوسع السكان. وتعني الثيفوقراطية حرفيا حكم السرقة وهو مصطلح يستخدم بشكل مرادف للكلبتوقراطية. وتتمثل إحدى سمات السرقة الاجتماعية والاقتصادية السياسية في أنه لا يوجد في كثير من الأحيان إعلان عام يشرح أو يعتذر عن الاختلاس، ولا يجري توجيه أي تهم أو عقوبات قانونية ضد الجناة. (المترجم) عن  Kleptocracy - Wikipedia
 
الترجمة عن كتاب: Jakob de Haan and Clemens Siermann, The Impact of Democracy and Political Instability on Economic Growth: a Review (Holland: University of Groningen, 1994).                               

   

8
في الذكرى السنوية 76 لمؤتمر السباع، وتأسيس اتحاد الطلبة العراقي العام
وقائع وشهادات في السيـرة والمسيـرة
* رواء الجصاني
-------------------------------------------------------------------------
    بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لانعقاد مؤتمر "السباع" التاريخي الخالد ببغداد في 1948.4.14  وحيث اعلن عن تأسيس اتحاد الطلبة العراقي العام، تنهمر الذكريات تعبق برغم مرور تلك العقود المديدة، خاصة وانك – ايها الطالب المتقاعد!- ممن انتظموا وعملوا ونشطوا لعشرين عاما بالتمام والكمال، في صفوف ذلك الاتحاد العريق وهيئاته القيادية المختلفة... فلا تبخـلْ بما عندك من شهادات ووقائع ومواقف - ولو بايجاز – عن تلك المسيرة العابقة بكل عطاء وتضحيات وشهداء ومناضلين بواسل يستحقون كل التمجيد.. 
  - ولا تخفِ سراً بأن فرحة غامرة تعتريك وانت تقرأ، وتتابع، اخبارا هنا، واخرى هناك، عن فتية وشباب رواد - ورائدات طبعا- وهم يواصلون اليوم، ينيرون في رحاب النضال الطلابي والوطني، تحت راية وخيمة الاتحاد..
-  وأشهدْ اولاً، بأن لا منظمة عراقية، نقابية – مهنية – ديمقراطية، عريقة اخرى، نافست اتحاد الطلبة العام (ولتسمهِ"الاتحاد لاحقا") لا عمراً ولا مواصلة، وتضحياتٍ، وميزات عديدة اخرى، وتحملْ مسؤولية تلك الشهادة، وأسـعّ لأن تثبتّ ذلك في السطور التاليات ...
  -  وأنطلقْ– ايها الرجل- من البدايات، واوائل عام 1966 حين كنت طالبا في الاعدادية المركزية ببغداد، فرحـتَّ في علاقة تنظيمية مع صديق في كلية العلوم، وكان نشطاء الاتحاد قد بدأوا لملمة الصفوف، بعد ان تشتت، بسبب عسف وقمع الانقلاب البعثي الاول في العراق في الثامن من الشباط المشؤوم عام 1963. وكم وكمْ فقـد الاتحاد – الى جانب ابناء الشعب الاخرين-  اصدقاء واعضاء وكوادر، شهداء باسلين، او في السجون والمعتقلات، بسبب تلكم الكارثة السوداء، ولكن الجهود تثابرت، لتعود النشاطات بهذا الشكل او ذلك، وفق الاوضاع السياسية العامة ..
 -  ثم تذكرْ – ايها الطالب المتقاعد- بدء انتظام وتزايد نشاطك الاتحادي عامي 1967/1968 وانت في معهد الهندسة العالي بجامعة بغداد، ومشاركاتك في مختلف الفعاليات الاتحادية، وابرزها التظاهرات امام مقر جامعة بغداد، عام 1967 وحداث الاضراب الطلابي الذي قمعته السلطة بالرصاص، في كلية التربية، وغيرها، فأصيب من اصيـب واعتقل من اعتقل، وطُورد من طورد.. ولكن العمل تواصل وأشتدَّ برغم كل ذلك، وحتى الانتصار التاريخي في الانتخابات الطلابية، وفوز الاتحاد الكاسح، مما دفع السلطة لالغاء النتائج، وحظر العمل النقابي الطلابي كله..
- وتوقفْ ايها الرجل عند حال الانشقاق الذي حدث في الاتحاد بسبب تأثيرات سياسية متقابلة، وقد انحزت الى احد الجانبين، بروحية الحماسة الشبابية، وليس بقناعات فكرية او غيرها... وأشـرْ هنا بالمناسبة الى حالات عديدة مشابهة، متعبة، حين يتدخل السياسيون والحزبيون بشكل حاد ومباشر، فيأثرون سلباً على فاعلية ودور المنظمات النقابية / الديمقراطية   ...
   - ولا تنسَ – ايها الموثق - فتذكر في هذا السياق بأن زميلك في الدراسة حينها، والشهيد الباسل في الثمانينات، صالح محسن الجزائري، هو الذي اعادك الى جادة الصواب (!!!) فعدتَ الى الاتحاد الام، بعيدا عن التشدد (اليساري) وواصلت العمل - وقـلْ النضال ولا تخف– وفي هيئاته المسؤولة لنحو عقدين ..
 - وفي تراتب الاحداث والوقائع، زمنياً، تحدث عن خوض الانتخابات الطلابية عام 1969 وكيف كُلفـت ان "تتزعم" قائمة الاتحاد في معهد الهندسة العالي، بجامعة بغداد، وكيف حصلتم على اكثر من مئة وسبعين صوتاً، مقابل قائمة البعث، والسلطة (الاتحاد الوطني) التي فازت بفارق محدود، برغم المغريات والتهديدات والضغوط، خاصة وان الجلاد الشهير، ومدير الامن العام السابق، ناظم كزار كان "طالبا" معكم في الدراسة، وقد مارس حقه(!) في التصويت في ذات القاعة الانتخابية التي كنت موجودا داخلها...(1)
   - وتتخرج من الدراسة ايها الطالب العتيق والمزمن، وتلتحق بالخدمة العسكرية لعام كامل، ولكنك  تستمر خلالها - وفي مغامرة غير مطلوبة - في مهماتك الاتحادية، مسؤولا للعلاقات المركزية مع فروع اتحادات الطلبة العرب في جامعة بغداد، ومنها اتحاد طلبة فلسطين، واتحاد الطلبة اليمني، المغربي، التونسي والاردني... وغيرها..
  - وفي ذات الفترة، او بعدها بقليل، تذكـرْ بأنك تكلفت ايضا، بمسؤولية العلاقات مع اتحاد طلبة كردستان العراق، وكان بشقيين، وكذلك مع طلبة نشطاء اخرين يمثلون واجهات طلابية لحركة القوميين العرب، وبشقيها ايضا، وكل ذلك بهدف التقريب والتقارب للدفاع، جهد المستطاع، عن المصالح الطلابية، الدراسية والاجتماعية والنقابية وغيرها، و"اعترف!" من جديد ان من بين بين ابرز المشرفين والمسؤولين المباشرين عن تلك النشاطات: حميد مجيد موسى، فخري كريم، والشهيد على حسن، والفقيد مهند البراك  ..
   - ثم يحل موعد الرحيل الى موسكو، عام 1972 وكان السفر ممنوعاً آنذاك، فخرجتَ من البلاد بهوية مزورة الى دمشق، ومنها الى موسكو "الحب والحلم" آنذاك وقد أنتخبت بعد وصولك بأسابيع عضوا في اللجنة التنفيذية لجمعية الطلبة العراقيين (اي فرع الاتحاد) في الاتحاد السوفياتي السابق، ولتنشط مع نخبة من الاحباء والاعزاء في فعاليات طلابية علنية هذه المرة، وقد توليّتَ خلال تلك الفترة مهام الاعلام والنشر ... ثم لتترك الدراسة، متذمرا اولاً، ومتشوقاً للعودة الى الوطن، لاسباب مختلفة يطول الحديث عنها هنا، وانت تبتغي الايجاز والتوقف عند المؤشرات وحسب ..
 - وحال وصولكَ البلاد، وثـقْ - ايها النقابي المتقاعد - أنك عدت للعمل الاتحادي والطلابي، وفي سكرتارية الاتحاد ايضا، مسؤولا تنظيميا، وسياسيا عن تشكيلاته وهيئاته ومنها في اكاديمية الفنون الجميلة وكليات الاداب والزراعة، والقانون والسياسة، والادارة والاقتصاد، والجامعة التكنولوجية، وهيئة المعاهد الفنية وغيرها..   
- وضفْ - وانت توثق ايها الطالب العتيق - انك كلفتَ ايضاً بشؤون العلاقات والاعلام في الاتحاد، فرحت مشرفاً على صفحة اسبوعية للطلبة والشباب خصصتها جريدة "طريق الشعب" الغراء، خاصة باتحاد الطلبة العام، وشقيقه اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، وذلك منذ صدورها العلني في ايلول 1973 وحتى اضطرارها للتوقف عمليا منذ اواخر 1978 بعد اشتداد غدر الحزب اليعثي الحاكم، وتفشي ارهابه.. ولتوثق هنا ان تلك الصفحة - وبمساهمة حيوية من متطوعين نشطاء- راحت منظماً جماعياً لاعضاء وهيئات الاتحاد، في بغداد، وعموم ارجاء البلاد العراقية، وخارجها، تتابع وتغطي شؤونهم الطلابية، والاجتماعية والنقابية، وكذلك التضامنية مع اشقائهم العرب، والاقران، طلبة المعمورة ..
 - وللتوثيق ايضا، عليك ان تعترف(!) من جديد ايها الرجل الموثق، بأن المنظمة الطلابية للحزب الشيوعي العراقي كانت سنداً متيناً لتعضيد عمل الاتحاد، ودعم نشاطاته، وبهدف توحيد القوى، وتعزيزها، من اجل الديمقراطية للعراق، وبنائه وتقدمه.. وكنت – وهذه المرة سياسيا- عضوا في قيادة تلك المنظمة الحزبية، وحيوياً، كما كان يقول لك ذلك مسؤولوك على الاقل !!!. - ثم، لتتذكـرْ وإن بمرارة هنا، الاضطرار عام 1975 الى تجميد عمل اتحاد الطلبة العام، اسوة بالمنظمات الديمقراطية الاخرى الشقيقة ( رابطة المرأة، واتحاد الشبيبة الديمقرطي) طموحاً وأملا في ان يخدم ذلك القرار – اي تجميد العمـل- المصلحة الوطنية، وقد خابت تلكم الطموحات والآمال بعد ان أستذأب متنفذو حزب البعث الحاكم واجهزته القمعية، ولتبدأ مواسم الهجرة الى المنافي مع اواخر العام 1978..   
- وتكون براغ حصتك من المنافي – المؤقتة كما كنا نمني النفس!- .. وحالما تصلها، تُعهـدُ اليك من جديد مهمات طلابية، نقابية وسياسية، وفي فترة معقدة وصعبة، بالتزامن مع قرار الغاء تجميد عمل الاتحادي، في الداخل، وكردستان، حيثما سمحت الظروف، وفي الخارج حيث الجمعيات والروابط الطلابية العراقية، وهي فروع اتحاد الطلبة العام..
 - وهكذا يبدأ التحضير والعمل وتكون رايات التضامن مع طلبة وشعب العراق هي الخفاقة الاعلى في اولويات فروع الخارج، وعلى مدى الاعوام القادمة، وكم كانت النشاطات حيوية وفعالة ومؤثرة، ونابعة من الضمير اولا وقبل كل شئ، وباشراف لجنة التنسيق المركزية للجمعيات والروابط الطلابية التي تم انتخابك  سكرتيرا عاماً لها في الكونفرنس التاسع الذي احتضنته ضواحي براغ، خلال ايلول  1980 وبقيّتَ في تلكم المسؤولية لخمسة اعوام متعاقبة (2) ..
   - وعلى طريق التوثيق ايضا، سجلْ هنا انك قد تكلفتَ، وتكفلتَ بمهمة تمثيل قيادة اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، لدى سكرتارية اتحاد الطلاب العالمي، ومقرها براغ، ولنحو سبعة اعوام تقريبا (1979- 1986) وكانت مهمة شاقة امامك، بهدف اعلاء صوت التضامن مع نضالات طلبة وشعب العراق ضد حكم الارهاب، والحرب، ومن اجل الديمقراطية والحقوق الانسانية. وأكـدْ– ايها الرجل- ان الصعوبة الاكبر تلك المهمة كانت بسبب انقسام الموقف،  وحتى ممن كان يعرف بالبلدان الاشتراكية، من نظام صدام حسين الارهابي الدموي، اذ كان سائرا على طريق التوجه الاشتراكي، بحسب قناعات وتعابير البعض في تلك الايام (3)..
 - وفي مسار هذه التوثيقات، وما أوحت وتوحي اليه، فلتؤكد - ايها الطالب المزمن، وربما الى اليوم، في المشاعر على الاقل - ان العشرات من اعضاء الاتحاد ونشطائه، بذلوا ما بذلوا، وتحملوا ما تحملوا، ولحد الاستشهاد في سبيل الشعب والوطن، سواء كان ذلك خلال فترات دراستهم، او بعد ذلك في ساحات النضال الوطني، والتضامني ..
 - كما عليك ان توثق ايضا، ان المئات من اعضاء الاتحاد، وممن تخرج من مدرسته، انطلقوا حيويين، ثم راحوا نشطاء، بل وقادة في صفوف الحركة الوطنية، وكذلك في منابر ومرافق ومؤسسات علمية ورسمية عديدة، داخل العراق وخارجه.. 
- ثم عرجْ ايضا لتلفتَ الانتباه الى كيف كانت الهيئات الاتحادية، ومنها – مثلا على الاقل - في اواخر الستينات، واوائل السبعينات تموج بالتضامن الصداقي، والانساني وتدعو له، وتتبنى قيمه، وأنت شاهد عيان، ومعنيّ بتلك الفترة وعنها ...
 - ولا تنسَ – وهل يجوز لك ان تنسى اصلاً ؟!- عطاءات اعضاء الجمعيات والروابط الطلابية خارج الوطن (فروع الاتحاد) الذين ما انفكوا، كما تعلم، وكما عشتَ ذلك، في التضامن مع طلبتهم وشبعهم، ضد الدكتوريات والارهاب والقمع... بل لتوثق ايضا بأن العشرات منهم قد تركوا دراستهم ليلتحقوا بمعمعان النضال الوطني السري والعلني، كما المسلح منه في كردستان العراق، خلال الثمانينات الماضية، وكم من شهيد وشهيد باسل، توج تلك التضحيات الجلى ..
 - كما لتذكّـر من يريد المزيد، او تستهوية المتابعة الاكثر، وكذلك للتاريخ والسائرين على طريق العمل النقابي والطلابي والوطني، ان لكَ شهادات عديدة اخرى ذات صلة ببعض تاريخ وتراث الاتحاد العريق، وكله موثق في الاحالة المرفقة بهذا التوثيق (4) ... 
- ثم جدد مرة اخرى، بل ودائما، التمجيد لشهداء الاتحاد البواسل، والتحية لمناضليه ونشطائه وكوداره القدامى ( من قطعوا ومن رحلوا ومن وصلوا ).. كما فلتؤكد - على الاقل-  بشكل خاص، الاعتزاز بنشيطات الاتحاد، اللواتي تميزنْ في عطائهنّ وتحديهنّ، والكثير الكثير منهن اليوم سيدات مجتمع، باهرات، ومبدعات واختصاصيات بارزات .. 
- كما واعتذر ان فاتتكَ – ايها الشاب المخضرم! – لقطات (مهمة) اخرى هنا وهناك. ثم ثنّي الاعتذار، ولكن هذه المرة عن الاسهاب – ربما- في الحديث عن الدور الشخصي، وبررْ ذلك بالقول: انها شهادات وسيرة ومسيرة، كما جاء في عنوان هذه الكتابة التوثيقية ..
- ختاما فلتوجز مشاعرك - ايها الطالب / الشاب، وان كنت بعيدا عنهما اليوم!! – وانت تكتبُ بمناسبة هذه الذكرى السنوية المجيدة لمؤتمر "السباع" الخالد، واستعـرْ من الجواهري الخالد – مثلما استعرتَ في كتابات سابقة - ما قاله في المؤتمر الثاني لاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية ببـغداد عام 1959:
أزِفَ الموعدُ والوعدُ يعِـنُّ، والغدُ الحلوُ لأهليه يَحِـنُ ..
والغـدُ الحـلوُ بنـوه أنتمُ، فإذا كان لكم صُلْبٌ فنحنُ..
 فخرُنا أنّـا كشفناه لكمْ، واكتشافُ الغدِ للأجيالِ فـنّ..
 يا شـبابَ الغـدِ إنـا فتيةٌ، مثلكُم فرّقنا فـي العُمـر سـنُّ..
 لـم يزلْ في جانِحَيْنا خافقٌ، لصُروفِ الدّهر ثَبتٌ مطمئنُّ
-------------------------------------------------------------------------------------
***** احالات وهوامش:
 * الصورتان المرفقتان: الاولى مع مندوبات ومندوبي مؤتمر مركزي للاتحاد، في ضواحي براغ، عام 1982 .. والثانية للمشاركين العراقيين، الديمقراطيين في مهرجان الطلبة والشبيبة العالمي /بيونغ يانغ 1989..
1/ للمزيد ثمة موضوع بعنوان "في معركة انتخابية قبل أربعة عقود" لنسرين وصفي طاهر، نُشر في الحوار المتمدن بتاريخ 2009.1.15 ..
2/ لتفاصيل اكثر هناك تأرخة للكاتب، ذات صلة، منشورة على الانترنيت بتاريخ 2011.4.14  موسومةٌ بعنوان: "جمعيات وروابط الطلبة العراقيين خارج الوطن 1978-2003/ ربع قرن ضد الدكتاتورية والارهاب" ..
 3/  موضوع بعنوان "شهادات عراقية في تاريخ اتحاد الطلاب العالمي 1979 – 1989" نشر للكاتب في العديد من وسائل الاعلام الالكترونية، وغيرها، اواخر شباط 2018 ..
4/ للمزيد، توثيق للكاتب بعنوان" شهادات وأسماء ومشاركات في حركة طلابية عراقية مجيدة/ بمناسبة الذكرى الستين لمؤتمر السباع"  نُشر في مواقع اعلامية عديدة ..

9
غياب الثقافة الانسانية في السياسة العراقية
======================
السياسيون في العراق اليوم في أمس الحاجة الى قراءة للثقافة السياسية وتطابقها مع الحالة الانسانية في ادارة العملية بالصورة الصحيحة لأن الثقافة السياسية تتحكم في جميع مفاصل الحياة في الدولة ، والبحث في السياسة، وتحليل أحداثها،( بالمناسبة هذه الحالة لا تنعكس على الكل إنما على الاغلبية السياسية ) من الأمور المهمة التي تبني شخصية السياسي ولايمكن تجاوزها، فلذلك تتطلب أولا، الإلمام بما هي اللعبة السياسية ومعرفة دهاليزها المعتمة، والدلالات والتعابير السياسية الحديثة، واستخدامها في حل للكثير من الصراعات والأزمات، وجدليات السياسية، التي تعطي مجالا اوسع، لاستخدام اوسع للرموز وأكثر فهم المعنى والدلالات ، في تمرير وتغطية الكثير من الغموض، والالتباسات، في دهاليز وأروقة الحروب، والنزاعات، والمؤامرات و في كشف أساليب القمع،والتجريح والتسقيط  ، والغبن السياسي.
لابد ان نعرف ان  القراءة المنتجة هي التي تساهم في بناء الإنسان، بأهميته الوجودية وإمكاناته ودوره في التغيير، وبضرورة أن تخلق فرداً منتجاً مبدعاً ولا يكون إمّعة "الرجل الذي يقول لأي أحد أنا معك" دوما في دنيا الناس و  تثقف المواطن بضرورة نبذ الأفكار الإرهابية الرسمية وغير الرسمية، والوقوف ضد التطرف الطائفي والعرقي والمذهبي، والتكاتف مع المظلومين والضعفاء وعدم انطلاء الأكاذيب السياسية على المواطنين التي ستقود إلى مزيد من الخراب والدم.
ولاشك من قراءة تاريخ ما بعد عام 2003 بفطنة لنجد ان كثيرا من الإرهاصات موجودة، وأن النار لا تزال تحت الرماد ولو طبقوا الجزء اليسير من ثقافة السياسية لاستطاعوا حل الكثير من المشكلات والعقد وتجاوز الكثير من السلبيات التي يمر بها بلدهم، وهم مدعوون اليوم لدراسته بحس وطني وديني كي يعبروا بالعراق نحو الأمن والازدهار والاستقرار . ولكن ان العديد من السیاسیین و الذين أطلق عليهم زورا وبهتانا هذا الوصف لا يعرفون التعامل مع شعبهم وتطغى عليهم روح السلطة والتعالي والفساد ولا يعرفون إلا سبيل التهديد والارهاب لإسكات أفواه أصحاب الحق ،هؤلاء هم أخطر أضعافا مضاعفة من كل عدو حين يبرزون استعمال كل الوسائل لتحقيق الغايات السياسية الخاصة بهم بعيدا عن الأطر الحضارية الانسانية التي تعتمد على القيم الثقافية الصحيحة . ووصل الحد بالبعض إلى التآمر لقتل رفاقهم وإخونهم و على كل ما ومن هو شريف بناءاً على حسابات القوة والسلطة والمصلحة التي تحميهم و عدم خضوع الطرف الآخر للواقع الذي هم فيه بعيدا عن مقاييس الشرف والثقافة السياسية التي تهتم بطبيعة العلاقة بين الأفراد من ناحية القيم والمعايير السلوكية مع السلطة السياسيّة في مجتمع ما، كما يمكن تعريف الثقافة السياسيّة بأنها جُملة من المعارف الخلقية والآراء والاتجاهات السائدة نحو شئون  الادارة والحكم، الدولة والسلطة، الولاء والانتماء، الشرعية والمشاركة. وتعنى أيضاً منظومة المعتقدات والرموز والقيم المحددة للكيفية التي يرى بها مجتمع معين الدور المناسب للحكومة وضوابط هذا الدور، والعلاقة المناسبة بين الحاكم والمحكوم.
معنى ذلك أن الثقافة السياسية تتمحور حول قيم واتجاهات وقناعات طويلة الأمد بخصوص  الظواهر السياسية، وينقل كل مجتمع مجموعة رموزه وقيمه وأعرافها الأساسية إلى أفراد شعبه، ويشكل الأفراد مجموعة من القناعات بخصوص أدوار النظام السياسي بشتى مؤسساته الرسمية وغير الرسمية، وحقوقهم وواجباتهم نحو ذلك النظام السياسي. ولما كانت الثقافة السياسية للمجتمع جزءاً من ثقافته العامة، وتشمل مجموعة من الثقافات الفرعية واهمها اختيار النخبة الحاكمة، باشتراك المواطنين متمثلة من طبقات الشعب والثقافة السياسية هي مجموع الاتجاهات والمعتقدات والمشاعر التي تعطی نظاماً ومعنى  للعملية السياسية، وتقدم القواعد المستقرة التي تحكم تصرفات الأفراد داخل النظام السياسي، وبذلك فهي تنصب على المثل والمعايير السياسية التي يلتزم بها أعضاء المجتمع السياسي، والتي تحدد الإطار الذي يحدث التصرف في نطاقه والثقافية السياسية لا تعرف الثبات المطلق، ويتوقف حجم ومدى التغير على عدة عوامل من بينها مدى ومعدل التغير في البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ودرجة اهتمام النخبة الحاكمة بقضية التغير الثقافي، وحجم الاهتمام الذي توليه تخصصات الدولة لإحداث هذا التغيير في ثقافة المجتمع، ومدى رسوخ هذه القيم في نفوس الأفراد والتعامل معهم .والتي يفتقر أكثر السياسيين اليوم لها.
 لكن من الذي يستطيع استخدام العقل والفكر السياسي الذي يركز على التنمية والتطور غير الملم بالفكر السياسي البنوي لا الذي يهدم ويكون لديه الوقت ليفكر في إرباك العملية السياسية المريضة وهذا ما شهدنا منذ سقوط النظام البائد للبعث ، ان العمل الجماعي ً من أجل قراءة صحيحة مليئة بقيم الحب والتكاتف والسلام والعطاء والتوقف بوجه الأفكار المليئة بالكراهية والتناحر والحروب والتدمير، هي التي في حينها  يمكن أن نجعل من القراءة اللبنة الأساسية لإعادة بناء العراق بكسر معاول التهديم التي لازالة تنخر بعصب المجتمع ، و بأقلام وأيدي وعقول متجردة خبيثة واقفة ضد دعاة القراءة الصحيحة للسياسة في زمن الحقد والدمار والجهل.
عبد الخالق الفلاح   باحث واعلامي
 
 
10
محاكمة ترامب تنذر بقلب موازين حملة الانتخابات الرئاسية
دونالد ترامب هو أول رئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة يمثل أمام محكمة في قضية جنائية، في محاكمة قد تفضي إلى حكم بالسجن قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية.
MEO

ترامب (77 عاما) يواجه نظريا عقوبة بالسجن
نيويورك - بدأت في نيويورك الاثنين محاكمة دونالد ترامب في قضية جنائية في سابقة لرئيس أميركي سابق، في تطوّر قد يشكّل تحوّلا دراماتيكيا في استحقاق رئاسي يسعى فيه الجمهوريون للعودة إلى البيت الأبيض.

وتساجل محامو الجهتين مع القاضي خوان ميرشان بشأن الأدلة الممكن اعتمادها، فيما جلس ترامب بكتفين منحنيتين ناظرا إلى الأمام أو محدّقا بشاشة الكمبيوتر إلى جانب فريقه القانوني.

وفي جلسة الاثنين سيتم اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 وسيكلّفون البت في ما إذا ترامب "مذنب" أو "غير مذنب" في ختام مرافعات قد تستغرق ما بين 6 و8 أسابيع.

وقد تستغرق عملية الانتقاء أسبوعا إلى أسبوعين ريثما ينظر في الميول السياسية للأفراد بغية استبعاد المتحيّزين حزبيا في مدينة تؤيّد بأغلبيتها الديمقراطيين لكن دونالد ترامب جمع فيها جزءا من ثروته.

ولدى وصوله إلى المحكمة في مانهاتن قال ترامب في تصريح لصحافيين إن المحاكمة هي "اعتداء على الولايات المتحدة".

وأمام مقر المحكمة نُظّم تجمّع غير حاشد مؤيد لترامب، أطلق خلاله المتظاهرون هتافات بذيئة ضد الرئيس جو بايدن والمدعي العام في مانهاتن ألفين براغ. ولوّح أحدهم بعلم كتب عليه "ترامب أو الموت".

وترامب هو أول رئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة يمثل أمام محكمة في قضية جنائية، في محاكمة قد تفضي إلى حكم بالسجن وبالتالي إلى قلب موازين حملة الانتخابات الرئاسية التي يخوضها الملياردير مرشحا عن الحزب الجمهوري.

وانطلقت المحاكمة في جلسة يتوّقع أن يتم فيها انتقاء أعضاء هيئة المحلّفين الإثني عشر لبتّ ما إذا كان الملياردير الجمهوري مذنبا في تزوير مستندات محاسبية لمجموعته العقارية.

وسمحت هذه النسخ المزوّرة، بحسب الادعاء، بإخفاء مبلغ 130 ألف دولار في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية في 2016 دفع لممثّلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز كي وتتستّر على علاقة جنسية قبل عشر سنوات مع ترامب، ينفي الرئيس الأميركي السابق حدوثها.

وبعد أكثر من ثلاث سنوات من تركه البيت الأبيض في حالة فوضى، يواجه ترامب (77 عاما) نظريا عقوبة بالسجن، لكن ذلك لن يمنعه من أن يكون مرشّحا للانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني التي يسعى خلالها إلى الثأر من جو بايدن، إلا أنه سيضع الحملة في وضع غير مسبوق.

وأوضح أستاذ القانون في جامعة ريتشموند كارل توبياس أن "التحديات كبيرة جدا لأن ترامب ومحاميه نجحوا حتى الآن في تأخير المحاكمتين (الأخريين)"، إحداها بتهمة القيام بمحاولات غير مشروعة لقلب نتائج انتخابات 2020 التي فاز فيها الديمقراطي جو بايدن، والثانية الاحتفاظ بوثائق سرية.

وأضاف أن قضية ستورمي دانيالز التي اعتبر خبراء أنها ضعيفة "قد تكون الوحيدة التي سيصدر حكم بشأنها قبل الانتخابات".

وحتى الأيام الأخيرة، واصل محامو ترامب عبثا تقديم الطعون لتأخير الموعد النهائي للمحاكمة. ومساء السبت، خلال اجتماع في ولاية بنسلفانيا، صوّر الرئيس الأميركي السابق نفسه مجددا على أنه ضحية اضطهاد قانوني وسياسي.

وقال لمؤيديه "يريد أعداؤنا سلبي حريتي لأنني لن أسمح لهم أبدا بسلبكم حريتكم" مؤكّدا أنه سيدلي بشهادته. ووصف فريق حملته المحاكمة بأنها "اعتداء مباشر على الديمقراطية الأميركية". وقال في بيان "هذه الاتهامات ملفقة بالكامل بغية التدخل في الانتخابات".

وفي الأسبوع الماضي أكد ترامب أنه سيحضر الجلسة، في خطوة غير اعتيادية لمتّهم وتنطوي على مخاطر.

وقال أستاذ القانون في جامعة كولومبيا جون كوفي إن "متّهمين آخرين قد يكونون أكثر حذرا وحرصا ورصانة واحتراما للمحكمة"، لافتا إلى أن "ترامب ليس كذلك. إنه بالأساس يفتقر لضبط النفس كشاهد". وتحظى المحاكمة بتغطية إعلامية عالمية رغم أن الجلسات ستعقد خلف أبواب مغلقة.

وردّا على 34 تهمة وجّهت إلى ترامب قبل سنة على خلفية "تزوير مستندات محاسبية" يعاقب على كلّ منها بالسجن لمدّة قد تصل إلى أربع سنوات، دفع الملياردير ببراءته، مندّدا كما فعل في سياق قضايا أخرى، بحملة "تنكيل شعواء" هدفها منعه من العودة إلى البيت الأبيض.

وتعود القضية التي يحاكم بشأنها ترامب إلى الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية التي فاز فيها في 2016. وتتعلق بدفع مبلغ 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية السابقة ستورمي دانيالز كي تتستّر على علاقة جنسية قبل عشر سنوات مع الرئيس السابق.

وبالنسبة إلى المدعي العام ألفين براغ يمثل الأمر تزويرا انتخابيا لأن الهدف من العملية كان التستر على معلومات قد تضر بالمرشح الجمهوري. وسيكون أحد تحديات المحاكمة هو تحديد ما كان يعرفه ترامب عن هذه المدفوعات عند حدوثها.

وسيكون محاميه السابق مايكل كوهين الذي يؤكّد أنه دفع المال لدانيالز بناء على طلب ترامب وتمت إدانته في محكمة فدرالية في هذه القضية، أحد الشهود الرئيسيين للادعاء.
صفحات: [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10