ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: الدكتور علي الخالدي في 19:54 08/08/2014

العنوان: إزدواجية التعامل مع السبي والتهجير القصري
أرسل بواسطة: الدكتور علي الخالدي في 19:54 08/08/2014
إزدواجية التعامل مع السبي والتهجير القصري
دكتور/ علي الخالدي
يشير اﻷرث الحضاري واﻹنساني للمسيحيين والصابئة المندائيين وإﻷيزيدين في العراق ، على أنه من أقدم الكنوز اﻷنسانية ،التي ورثت للبشرية حمعاء ، ومن أثمن ما وُضعَ في أيدي اﻷجيال التي تعاقبت لوقتنا هذا ، ومع أن هذه اﻷقوام قد تعرضت لمحاولات متكررة لتغيير ديانتهم ، إلا أنها بقيت صامدة أمام حد السيف . واليوم تعيد داعش وأمام أنظار العالم قانون العودة لهذا الوهم ، مجندتاً الجهلة ، و مدمني المخدرات من الشباب العاطل في أوروبا وآسيا ، بعد غسل أدمغتهم بوعود أخروية ، يُعتبر التقرب منها كفرا في حياتهم الدنيوية ، ليمارسوا طقوسا ، بعيدة عن القيم والتعاليم السماوية واﻹنسانية لكنها قريبة من دوافع ومآرب إقتصادية وجيوسياسية للطامعين بخيرات هذه المنطقة ، وبالرغم من صبغها براية إسلامية ، تصدر اﻷخوان المسلمون رفعها ، ففشلوا في الماضي والحاضر ، فأنيطت المهمةالى القاعدة وفروخها ، لعلهم يفلحوا بإرجاع قوانين عودة الخلافة وفرضها على الناس ، في المناطق التي غزوها ، لا ينقذهم سوى مبايعتها ، ومن يتأخر عن ذلك يكون حد السيف على رقبته ، بينما تسبى النساء وتباع في سوق النخاسة أو تجبر على نكاح الجهاد ، ولن يسلم إﻷرث الحضاري اﻷنساني ( ملك البشرية جماع ) من التهديم والحرق ، كي تُغيب اﻷجيال القادمة عن مآثر حضارة أﻷجداد ، وليبقى فكرهم الهمجي يُصحر القلوب ويبعدها عن التقيد بالقيم السماوية  ،
 في طفولتي كانت ، ولازالت تراودني رغبة مشاهدة صورة تجمع بين راهب يجلس بقرب معمم ، على مقعد واحد بالمذبح بجانبهما المندائي واﻷيزيدي والمجوسي ،تطبيقا لسورة لكم دينكم ولي دين ، التي أعتبرتها داعش محرفة مع كل الآيات التي ورد فيها ذكر العذراء والسيد المسيح  (فهل هذا يعقل ؟) ، لكنها (الصورة ) بدت لي أسيرة مخيلتي يَحْضر مشاهدتها ماضي يتكرر بإستمرار ، في زمن لا يسمع فيه سوى صياح الديكة المتطرفة والراكضة وراء تقسيم كعكة الغزو ، طاغيا على أصوات الدعوة الى الحب والتعايش السلمي بين المجتمعات المتعدد الألوان عرقيا ودينيا ، من منطلق من لا يحب لن يعرف الله ، ﻷن الله محبة
وفي شبابي أعتدت على مشاهدة صور ، وأفلام عن العصابات الهتلرية وهي تسوق من وضعت على صدره نجمة النبي داوود الى المحرقة ، واليوم يقتبس فروخ القاعدة ، هذا النهج لتضع على دور المسيحيين حرف نون وحرف الراء لمن لا يبايعهم من المسلمين ، ولا أدري ما ذا وضعت من تعريف للصابئة المندائيين وللأيزيديين ، إلا لكونهم مختلفون عنهم بالمعتقد الديني فحسب ، بل لكونهم اﻷقربون الى محبة الله منهم ( حيث يكون قلبكم هناك يكون كنزكم )و  `
واليوم ، أتسائل في زمن الضيق هذا أين تكمن دوافع الصمت واﻹستنكار الخجول من بعض القائمين على موقع القرار من المشايخ والمعممين ، والذي لا يرقى ومستوى اﻷحداث في الموصل وسنجار . لم يطراء سمعي قيامهم بفعاليات عملية تستجيب ﻷستغاثة المسيحية المندائية واﻷيزيدي ، غير اﻹستنكار والتضامن ، هذا اﻷسلوب كنا قد تعرفنا عليه ، منذ حملات التهجير من الوسط والجنوب ، عند بروز فكرة مشروع أستحداث اﻷقاليم بين المحافظات في 2005 في وطني ، والذي طوره بايدن الى ثلاث أقاليم . و حاليا تعيد داعش الحياة إليه بإسلوب بربري همجي ، ليتماشى مع المعطيات التي أحدثتها في التركيبة السكانية والجغرافية للمناطق التي غزتها .
أجل لم أسمع في الزمن الضائع من الدوائر العالمية أيضا ، ولا حتى من المسؤولين ، ومن مجلس نوابنا سوى أصوات اﻹدانة وتشكيل اللجان التي لم يبصر الشعب نتائجها . وأتسائل في الوقت نفسه ، لم لا يُعْتَصم في الجوامع والمساجد والحسينيات كعامل ضغط على المرجعيات ﻷصدار فتوة تكفر أعمال داعش ، وأين المنظمات اﻷسلامية  التي نسيت أن قبر الرسول يوحنا  داخل الجامع اﻷموي بدمشق ، أين الفتاوى العراقية الخاطئة التي أريد بها تدمير الذاكرة العراقية فحسب ، أين دور أمريكا المدعية تصدير الحريات ونشر السلم في العالم ، لماذا يتواصل صمتها في تهديم جغرافية الشرق اﻷوسط . لم أجد سوى ما توثقه المعطيات ، من أن هناك مخطط تمارس في تطبيقاته إزدواجية  التعامل مع محننا ومآسينا ، قد أعد مسبقا لكل شعب يريد النهوض والخروج عن الطاعة ، لأجل بناء شرق أوسط جديد ، يطمأن الكيان الصهيوني المتغطرس ، كي يواصل إحتلاله ، ويشن حروبه العدوانية ضد الشعب الفلسطيني كما يجري حاليا في غزة . نعم هناك مخطط واسع ، وخطة مدبرة واضحة المعالم ، يراد بها تفليش كل الجهود التي تسعى الى ما يقرب التعايش بين اﻷديان ، ويوطد السلم اﻷجتماعي لشعوب المنطقة . إننا بحاجة لمعرفة حقيقة ذلك حتى ولو كانت علقم ، فهل يدلنا المتراكضون في أول الصف نحو مغانم المناصب , عليها؟