5
داني القس يوخنا الشماس بابا
يـقـول الكاتـب عبد المجيـد حسيـب القيسي في معرض حـديـثه عن الأحـداث التي وقـعـت في الموصل في 15 آب 1923 م في ( الصفحة 96 / هوامش على تاريخ العراق السياسي الحديث "الآثوريون " ) (( الآثوريـون قوم وافـدون ، وإن إدَّعـوا لهم ماضياً وتاريخاً سابقاً في العراق ، وهم أقـلية مسيحيـة نسطوريـة المذهب لا يتـفـق جميع المسيحـيـيـن على تـخريـجاتهـم حول طـبيعة السيد المسيح . ويستطرد الكاتب : كمُجتمع لا ينظر إليهم المُسلمون بعين الود والإرتياح . وما يزال العرب والأكراد والتركمان في الموصل وكركوك يذكرون أخبار صِدامهم معهم .كما لا يزال الرأي العام العراقي يذكر مواقفهـم المتشدِّدة في عصبة الامم لعرقـلة اكتساب العراق عضويته استكمالاً لإستقلاله. وفوق كُلِّ هذا فإن وثيق صلتهم بالإنكليز أوضح مِن أن تحتاج الى بيان ، وبالتالي فالآثوريون قوم لا ينتصر لهم عرب ولا أكراد ولا سنة ولا شيعة ، بل ولا مسيحيون . ))
يقول المؤرخ العراقي عبدالرزاق الحسني في كتابه ( تاريخ الوزارات العراقية / المجلد الثالث ص . 254 - 255 ) < إن الانكليز وحدهم فقط يُطلقون على النساطرة اسم ( الآثوريين ) بينما الجميع يُدعونهم ( تيارية ) ويُضيف ولا علاقة عِرقية لهؤلاء النساطرة بآشوريي نينوى، وإنما هم نساطرة مسيحيون ، دَمَّرَ تيمولنك كنائسَهم ، فتبَدَّدَ شملُهم فاحتوتهم المنطقة الجبلية الواقعة في شرق تركيا ، ولدى استيلاء الروس على ولاية وان الارمنية في تركيا سنة 1915 م أغروا هؤلاء النساطرة بالتمرد على الأتراك وأغدقوا عليهم السلاح للقيام بالثورة ضدهم ، إلا أن الفشل الذي مُني به الروس أدّى الى انسحابهم ، مِما وَفَّرَ للأتراك فرصة للفتكِ بهم وتكبيدهم آلاف القتلى ، أما الناجون منهم فقد لجأوا الى المناطق الشمالية مِن ايران .
ويذكر توفيق السويدي في ( مذكراته ص . 243 ) بعد انتهاء الدور الروسي بالنسبة الى هؤلاء النساطرة ، ابتدأ معهم الدور الانكليزي ، حيث تـلقَّـفتهم المملكة المُتحدة ، وأرسلت إليهم يعـثةً عسكرية فاجتمعت بهم في اورمية ودَعَتهم للثأر مِن الأتراك ، وتـمَّ الإتفاقُ بين الجانبين وبناءً الى ذلك الإتفاق ، بادرت بريطانيا بشحن كميةٍ كبيرة مِن الأسـلحة الى هؤلاء النساطـرة في شهر تموز مِن عام 1918 م ولكن الأتراك فاجأوا النساطرة بهجوم على اورمية قبل أن تصل إليهم الأسلحة ، مِمّا أدّى الى قتل عددٍ كبير مِن هؤلاء النساطرة ، فاضطرَّ الانكليزُ الى نقل الناجين منهم الى منطقة بعقوبة العراقية ، وكان عددُهم التقديري خَمسينَ ألفِ نسمة بضمنهم عشرة آلاف مِن نسطوريي ايران عادوا الى ايران بعد اتهاء الحرب ، وخمسة عشر ألف أرمني ونحو خمسةٍ وعشرين ألفاً مِن نساطرة تُركيا لم تقبل تركيا بعودتهـم إليها مُتَّهِمةً إياهم بالخيانة ، فكان لزاماً على الانكليز مُساعدتَهم على العيش في العراق لأنهم كانوا السبب في إغرائهم لخيانة بلدهم ، فاستخدمت الرجال منهم بأعمال الطرق ، وأقامت مُخَيَّمات لسُكنى عوائلهم