عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - Enhaa Yousuf

صفحات: [1]
1
أدب / التحكم عن بُعد ..
« في: 13:55 23/12/2023  »

التحكم عن بُعد ..

إنهاء الياس سيفو

وكيف
 لحقلٍ كثير الحصاد
تسأل منجله أن يستريح ..
مَن أقنعك ..
ان المظلة تحميك فقط
من المطر ..
أنسيتَ ..
أن شراء الكتب
لا يعني أنك ستقرأها
ولا العطر الذي تخفيه في جيوبك
يعني أنك لا تبحث
 عن النساء
ولا الرسائل المفتوحة
تعني أنكَ تعرّفت على رسول الشوق فيها
الكثير
لي
وماعادَ يعني لي ..
لأن الشمس
وهي بالسحاب تستعين ..
تُخفي خجلا
يولد وقت الغروب ..
وها أنتَ بالضباب تستعين
وتحجب أمطارك ..










2
أدب / بغديدا.. لأجلكِ من جديد
« في: 19:57 31/10/2023  »


بغديدا  ... لأجلكِ من جديد ..


إنهاء الياس سيفو

وتركوني ...
وتركوني ...
موكب أسود طويل
لا لون  ..
لا ملامح  ..
سحابة من نار
أنزلوا عليَّ
إعتقلوا رأسي ..
 فلا أستطيع التفكير ...
وطعنوا قلبي  ...
فما عدتُ للحياة أنتمي ..
ماذا تبقى
أنا فُتات بشر  ...
أسير على أنقاض
فرحة لم تكتمل ...
آه ..
ما أحوجني .
الى يد الشتاء ..
أدور حولي ..
وما سواه رذاذ النار ..
آه ..
ذاكَ أبني ، يا قطعة مني ..
تلك زوجتي ،  نور عيني ..
ذاك أبي ..
يا ملجأي الوحيد ..يا أبي ..
تلك أختي ، شريكة الأمل في حياتي ..
وذاك أخي ، عنوان الصبر في أيامي  ..
وتلك هي أمي ..
أمي .. ياأمي .. يا سندي
وذاك صديقي .. في الحياة مهجتي
تعالوا اليَّ
أنا بغديدا ..
أنا افتح لكم قلبي
إدخلوا جميعا ..
ها قد رحلتْ
الكاميرات
والأضواء
والوجوه الغريبة
ها قد شبعتْ النار ..!!
وأنا أكلني هذا السواد ..
ولم يُبقي مني شئ ...
لكني ..
أنا لكم وطن ..


3
أدب / بغديدا .. تحت سقف طارئ
« في: 07:16 02/10/2023  »

بغديدا  .. تحت سقف طارئ



إنهاء الياس سيفو


ما كنتُ أنا
التي تهاوتْ عليها عناقيد النار ..
ما كنتُ المائدة ..
واللهيب يأكل من أطباق مُهجتي ..
ما كنتُ  الأنفاس التي تبعثرتْ
وأخذ مكانها الدخان ..
ما كنتُ القماش
الذي ذاب في دهاليز السخام
وترك الأجساد في خجل ..
ما كنتُ الصراخ الذي قلبَ الكراسي  ..
وأبادَ هيبة المكان ..
ما كنتُ الوجع الذي شق الفراغ .. 
وأيقظ صمت الجدران ..
ما كنتُ الاكتاف وهي تحمل نعوشا مهترئة ..
ما كنتُ الانين الذي يعرف طريقه الى المقبرة ..
ما كنتُ الصور التي ترتفع في الهواء وحيدة ..
ما كنتُ الآهات التي تدخل زرقة الماء ولا تعود ..
أنا بغديدا ..
لا أنتمي الّا الى تاريخي .. وأصالتي .. وأيماني
وأنتم عني غرباء
أنا بغديدا ..
أرمم طفولتي .. وأرضع طموحاتي .. فيكبر مستقبلي ..
أنا وليمة دسمة
تكالبَ عليَّ تجار السلطة ..
والأنثى الوحيدة ..
تقاسم بياضي الرجال .. واشباه الرجال ..
أنا لا انتمي لكم ..
اتركوني وخذوا كراسيكم ..
اتركوني .. لوجعي ..لقرابيني
اتركوني ..مع اندثاراتي .. وحطام ذكرياتي
أتركوني ..لأني مذ خلقتُ
جبيني دكة صليب
حين أمشي
تعلو جبال البركة ورائي ..
أنا كنتُ أخرج في القيظ
حين أجوع ..
أناديه .. أناجيه
فينزل المطر .. وتنبثق بيادر خير ..
أنا كنتُ أبني كنيستي
وأحمل اليها الحجر والماء
فتحملني الأبتهالات .. 
أنا بغديدا ..
في السماء
أنا عُرسي أكتمل .. !!!

















4
بغديدا حزينة.

5
أدب / تعرفُني الأشياء
« في: 22:21 31/08/2023  »
تعرفُني الأشياء


إنهاء الياس سيفو


المسافات التي تبدو فارغة
تتلهف لوقع خطواتي
والفراغ
يُقبل أليَّ
يحتضن زفراتي ..
اسير وحيدة .. وأنا أعرف العالم
والعالم لا يريد أن يعرفني ...
...
إنه
 قلق الصباحات الباكرة
وحيرة جيوب الفقراء
هل ستمتلئ ؟؟
 ام يبقى فيها ..  يجولُ الهواء
...
إنه هكذا ..
هكذا مكتوبٌ
سلام الشمس  .. سلامٌ أبدي
هل سيكون كما نُريد ..
دافئ
على وجوه الأمهاتْ ...
...
إنه قمر شرس ..
لن يرضى بأن يَقف
ليلة أخرى  ... فقط أخرى 
من أجل عاشقيّن
أظلّا الطريق
وعهد الحب بينهما على وشك النفاذ ...
...
إنها ليست المرة الأولى ..
فكثيرا جدا ..
ما صفعتْ الخيبات وجه الأرض
والأرض تبقى باسمة
كأنها تقول ..
أنا هي ..

:
:

6

الدكتور الراحل سعدي المالح .. ودواليب الشوق


إنهاء الياس سيفو


لا ترحل ..
فللرحيل مذاق المسافات النائية
أيّها المتجذر في وديان الأيام العتيقة ..
تلك التي يمرُّ على أقدامِها ..
نهر الخليقة ..
كما تمرُّ أنتَ على نهر الماضي ..
ذاك الفائض حكايا قديمة  ...
نهرٌ 
 تزفره تلك الجبال القريبة من السماء  ..
وحيدا يقتفي آثار العذوبة ..
كأنه أنتَ .. وأنتَ تقتفي آثار تاريخ مفقود .. وأمة منسيّة
ترتفع مع أرتفاع الجبال ..
تدكُّ في صمتها علامات أستفهامِك ..
جبالٌ تنطق بلغة الأرض ..
والأرضُ لم تُغريها معاول الغرباء ..
كأنك الأرض التي لم يجرفها النسيان ..
كأنك المناجل التي لم يرهقها الحصاد
هناك .. تقف
ربما وحيداً
ووحدك تعرفُ ..
بما تفكر هذه القمم ..
تلك التي يلمع في تيجانها 
دعاء الأمهات ...
وتختفي بين أحجارها قهقهات الطفولة
لا غيرها ..
تلك السنين
تعرفُكَ ...
وهي تلد ذاكرة لا يغيب منها أسمك ..
تتكاثر أحلامك المؤجلة
على عتبة الأفق ..
ليعلن فجر الحكاية الأولى ..
حيث الماء ..
حيث الأرض ..
حيث أنتَ ..
حصاد كبير يمتد لآلاف السنين
تشتاقُك الأوراق
 التي أزاحَ بياضها عَبث الألوان ..
تشتاقُك الأقلام ..
وهي تجول بين أنامل التاريخ ..
تشتاقُك الكتب ..
وهي تحمل نكهة ترحالك على الأفق الرحب ..
تشتاقُك عنكاوا ..
تشتاقُك ..



7
جريدة الدستور
حزيران 2023

نص شعري للذكرى التاسعة لرحيل قامة الادب والثقافة والفن .. الدكتور سعدي المالح

 الدكتور الراحل سعدي المالح.. ودواليب الشوق

إنهاء الياس سيفو

8
أدب / نوبة حُب
« في: 03:58 14/08/2022  »


نوبة حُب


إنهاء الياس سيفو


إلتقيتهُ
عَقْدَ صُلحٍ بيني وبين ذاتي ..
فكانَ بين أشيائي
يُثير صَخبِها ..
كتساؤلات الكتب
بعد إحتجازها على رفوف الصمت  ..
أعادَ شيئا ما الى الفراغ حولي ..
هناك ضجة ..
كأنّها
مشاعري وهي تستعيدُ عافيتَها
يقتحمُني كل نهارٍ
كفكرةٍ تغرقُ في شلال  قلمي
يرتمي على أناقتي
كعطر وردة ..
أنه هناك .. أو هنا .. أنه في كل مكان
فوضى ..
تسلّلتْ بين أنفاسي ..
وملامحهُ تستوطن بين حينٍ وحين مرآتي
وأنا ..
أحتاجه بكل تفاصيله اليومية ..
على جبينه
بَسطْتُ سَهلًا
أبْذرُ فيه قصة حبهِ الخرافية
وأتمدّد على جفن عينيه
وهناك
أُقيم وطن !!
وعلى إنبساط خديّه
أحفر وديان من القُبل
ولا بأس لو إجتاحني الخجل
و لا سِواها
شفتيه ..
أرشفُ من مسامِها نبيذ الحياة
فالفجر كأسٌ عريق من الخلود والغزل ..
و بيديه أسرِقُ
لحظات دفء من برد المقاعد
وحين أتعب
وتتثاقل في رأسي الهموم ..
على كتفيه أستريح ..
فشرودهُ
مُعين ..
به أهدأ من إنشغالي به
وشوقي إليه
مُظاهرةٌ من نار
تصطفُّ على رصيف الليل
تُثير الشغب
في هَدْأة أحلامي ...
وهل بالإنصاف يقضي
في محكمة حُبه
من أعارَ المطرقة والدليل ..
ويبقى المُعين ...
فبرودهُ نعمةٌ
لإخماد كل نار!!
وحين أخلق لجفائه أعذارًا
أُوقّعُ حِلفًا مع النسيان
وأذوب في بياض الأوراق ..
فيولد فيَّ قصيدةً ..
وأشكوهُ الحرمان
كسنبلةٍ
تعلو
و لا تأبه بها المناجل .. 
من إهماله
 أريدُ لي هُدنةً
وأنا
أبقى أحتاجهُ
رصيفًا
أتسوّل عليه كسرة خُبز
وملاذًا
لأسْجُنَ عندهُ مشاعري
وأريجًا
 لأكاليل حزينة
أُعلِنْ بها أبديتي ...
أحتاجهُ
ربّا
ليصفح زلاتهُ ..


9

موسوعة (الشعر العراقي الفصيح "1932- 2022")
فاطمة بوهراكة


صدرت يوم أمس موسوعة (الشعر العراقي الفصيح) من إعداد وتقديم الشاعرة المغربية المبدعة فاطمة بوهراكة
تم فيها توثيق نخبة كبيرة من شعراء العراق للفترة التاريخية من 1932 ولغاية العام 2022 . والكتاب يقع في جزئين 2222 صفحة وورد فيه 830 شاعر وشاعرة ، 670 شاعر و160 شاعرة . للراغبين في اقتناء موسوعة الشعر العراقي الفصيح (1932-2022م) التواصل مع السيدة سعاد المليح على واتساب رقم :
)00212 619-230012…

وضمَّ الكتاب ستة شعراء من بغديدا وواحد من برطلة  وبحسب الحروف الأبجدية :
•   أمير بولص عكو (برطلة).
•   إنهاء إلياس سيفو.
•   جميل الجميل.
•   زهير بهنام بردى.
•   شاكر مجيد سيفو.
•   نضال نجيب موسى.
•   نمرود قاشا.

مبروك من القلب للجميع وباقة شكر وامتنان للست فاطمة بوهراكة




10
كشفت وكالة ناسا صور متكاملة الالوان عن الفضاء تم التقاطها عن طريق تليسكوب حيمس ويب الفضائي . وتعتبر هذه الصور بمثابة انجاز هائل وكبير في سبر اغوار الفضاء . ويأتي هذا الانجاز بعد سلسلة طويلة دامت لاكثر من 26 عام من الجهد والعمل خدمة للبشرية وايصال رؤية جديدة عن بدايات الكون .

المصدر
https://techcrunch.com/2022/07/12/what-the-james-webb-space-telescopes-first-images-tell-us-about-the-universe/

11
باستخدام تليسكوب جايمس ويب ، تم التقاط ابعد وادق صورة ملونة للكون حسب ما كشفت ناسا اليوم

12
عذرا على الخلل الذي احال دون ظهور المنشور ..

في ذكرى الراحل الدكتور سعدي المالح ..

إنهاء الياس سيفو


كثيرا ما نستعين بالكلمات ونحن نحاول ان نفتح ابواب الشمس ليمر نور الامل على افق الحياة ويبتسم فجر جديد على ذاكرة متقدة تتوهج بالعطاء الثقافي والمجهود الابداعي  ..
هكذا حين نستعين بالكلمات لنتحدث عن الدكتور سعدي المالح .. الراحل بجسده والحاضر بنتاجاته الثقافية وانجازاته الابداعية ..
بمحبة خالصة نستذكر هذا الانسان الذي لم يتردد ان يحمل اسم العراق أينما حلّ .. ويفجر ينابيع لا تزال دفّاقة الى الان بالعذوبة والعطاء خدمة للثقافة والانسانية ، المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية  ، إنموذجا  .. حيث في مبادرتها الاخيرة قامت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية  باطلاق منصتها الالكترونية (مردوثا ) في 31 من شهر ايار 2022 وذلك وفاءً واهداءً لروح الدكتور سعدي المالح مؤسس (مردوثا الورقية )..

في  ترحاله الطويل لاكثر من 28 عام ، لم يتوقف الدكتور سعدي  المالح عن الدراسة والبحث فقد خلق من اسفاره بوابة دخل بها تاريخ وتراث وثقافات متعددة ..تمكن من خلال هذا البحث والتقصي ان يدخل اعماق الذات ويستكشف تركيبتها والمؤثرات التي اسهمت في تبلورها بحيث تكون هذه الذات تجسيدا كبيرا للمكان والزمان الذي تتواجد فيه ..

خلال مسيرته الابداعية ، حاول ان يوظف بشكل كبير بيئته التي نشأ فيها والتي رسم ببراعة وحرفية ملاحمها حتى لا تغيب عن ذاكرة الوجود او  تندثر بغبار السنين .. كتب ونشر الكثير من المؤلفات عن بلدته عنكاوا التي أحبّها كثير ا وظلَّ وفيّا لها حتى الرمق الاخير ..

بهذا الشغف للعلم والمعرفة تواصل الدكتور سعدي المالح مع الحياة حاملا هموم ومعاناة شعبه باحثا عن الحقيقة بعيدا عن الزيف والتزويق .. رافضا كل ما يشوّه التاريخ .. مؤمنا ان الحياة لا يمكن ان تنسلخ عن الارض ، الشعب ، والتاريخ .. في دراساته وابحاثه ورواياته تبقى هناك مدلولات فلسفية ودينية حاول من خلالها ان يؤطر كل الاحداث والصراعات وحتى الحروب التي تقضم البشرية وتنقضّ على حقول الحياة فيها كالجراد ... يهتم بابراز شخصياته ويعكس من خلال تكوينها سمات مجتمعية وانماط سلوكيّة بما فيها من أعراف وتقاليد وموروثات مُستعينا بادواته الابداعية الخيالية  لتقديمها للقارئ بشكل راقي وجميل ...

استعان الدكتور سعدي المالح بالموروث الحضاري وازاح الستار عن مشهد الثقافة التقليدي من خلال توظيف حديث ومميز للنص الديني والنص السردي في تناغم جميل مُعززا ذلك بحكايا وقصص تُضفي الكثير من الواقعية والمصداقية لمؤلفاته الروائية .. وتبقى "عَمْكا" شاهدا حيّا لهذه التداخلات الدينية والسردية في مشهد حياتي بمميزات مكانية وزمانية  ..

كثيرا ما نستعين بالكلمات .. واحيانا اكثر .. لا تسعفنا الكلمات عند الحديث عن قامة ابداعية مهمة مثل سعدي المالح ..

ارقد بسلام ..



13
أدب / شيرين .. ورصاصة الموت
« في: 06:46 16/05/2022  »

 شيرين .. ورصاصة الموت


إنهاء الياس سيفو



لم تكن رصاصة عمياء
تلك التي كتبتْ السطر الأخير من رسالتك
لم تكن تلك الرصاصة
التي بروزتْ صورتك بالسواد
لم تكن الرصاصة
التي ألقتْ بالحجارة في بئر طموحاتك
لم تكن ابدا
التي ازاحتْ من ثغر السماء إبتسامتك ..
فأنتِ
تتوسمين بالأمل ..
فتكون حياة جديدة
وأنت المجبولة
باليقين بأن الأيمان بحد ذاته قضية
أنت ..
النابضة بالحياة
رغم رصاصة الموت ..


لروحك الرحمة والسلام ..

17
أدب / عامٌ من صدأ
« في: 12:46 17/02/2022  »

عامٌ من صدأ

إنهاء الياس سيفو


في زوايا العام
نحفرُ
بحثا عن حجر الثبات
وقد غطَّ في بحر الأسى
لا نَزْفُر ...
حين بحُنجرةٍ من نار يأنُّ
يجذف طويلا .. طويلا
تُثقِله موجاتْ الحقيقة ..
على سطح الصباحات المُشرقة
يطفو بحكايات الماضي
أحرَقَ الثواني  والدقائق
وأكسى بالرماد
رؤوس الساعات ...

ينهار إسبوع ..
يندثر شهر ...
وعلى مَقْبَض القلب ..
يُعلّق عناقيد وجع وألم
تتساقط حفنات الضباب ..
وتؤثثُ غُرف أفكارنا بالغموض
نستيقظ مِن بياضها
بِدهشةٍ
كسحابة .. أضلّتْ الفصول
فنختبئ في دواليب الروح
عُراةً نخافُ أَن نبقى ..!!
وحين إعتلينا منصة الحقيقة
ضحكَ علينا الليل
فظلامُه يسترُ الزيف والمُزيَفين

سيلٌ من الشكوك ..
كسّرَ كل سدود الأمان
واليقين
عشٌ خرّتْ قواه
وإنتحرَ صبرُه أمامَ تقلبات النافذة ...
على قسمة أضلاعه ..
إجتمعتْ أناملٌ غريبة
وتغاريدُه تتحسر على دفء السنين
إختنق المكان ..
وإرتفعتْ الكلمات
وَهمَاً من نسيج الأيام الحزينة

كالمارد
أستيقظ الحلم
فاضحاً كل أسرار الوسائد
وحيرةٌ
 كالليل والنهار
تتعاقب بزيَّ البقاء ..
تتأنق بسطوِها على بوابات الحكمة
ضاعتْ الرؤية ..
وأصبح مِعطف الليل
الساتر الوحيد لمشاهد الألم ..

تصدّعتْ سُبل السكينة ..
وتحت خيمة الفوضى
وابلٌ من الأسرار
عِمادُها
يُشبه الهذيان ..
ترقبٌ بتمزُقِها بين حينٍ وحين ...
وللصبر صارتْ مُلكية الأمنيات
وهو يحشرُ في إستحالتِها
بذوره ..
و لا سواعدٌ عند الحصاد ..!!
الكل يدور ..
في فُلك ساعاته ..
والحجر ما عادَ حجراً..
و لا البشر ..
و لا حتى ذاك العام
يُشبه باقي الزمن ..

22
أدب / عربةٌ من الأمنيات
« في: 09:07 09/10/2021  »

عربةٌ من الأمنيات



إنهاء الياس سيفو

نتصحر ..
وحبةُ مطرٍ تبقى وحيدة
عالقةٌ في فم الأرض
ومناجلٌ كثيرة تصطف منذ طفولة الكون ..
تبتهج
لتعانق جذائل الحنطة ..
ونبقى نحن ..
أمام زجاج الأيام
نُعاين فستان الأمل
مُعلّقٌ على أُنثاه .. 
مثقلٌ بغبار الإنتظار
فنحن لا نملك حتى ثمن أزراره ..
ولخيطٍ منه
 نتهاتف
لنرمم به ما تمزّق ..
بكفوف صبرٍ تارة ورجاءٍ تارة أخرى 
نشدُّ عليه ..
نبقى نرجوه حُضنَ وطن
في جيبه
نُخبئ خيبةً تلو الأخرى
نشدُّ عليه
 ومستحيل الأماني يُقصينا
نتريّث خوفً...
ونبقى نرجوه حُضنَ وطن
نتعب ..
ويبقى هو فستان الأمل ..
 نقفزُ فيه من لونٍ الى لون
حتى ضاعتْ هويتنا
وأصطبغنا جميعا بلونٍ واحد
وعلى حُب الوطن
ما عادَ لنا شاهد ..
ونحن ما يزال فينا الوطن ..


23
أدب / بعد النار سكينة وسؤال..
« في: 04:37 31/07/2021  »
بعد النار سكينة وسؤال..


إنهاء الياس سيفو


أيّتها النار
ما الذي يغريك في بلدي ...
زادُك
أرضٌ مقدسة
تلتهمين عُذريتها
وبوجهها تُغلقين بوابة الحياة
ألا تشبعين !!
رجوّتك أن تبردي
رجوتك أَن لا تتركي مفاتيحك عالقة في افواه الأبواب البريئة
تهرجين وتمرجين
وتحت سطوتك
هذا العراق
لوحة لو خيّروها
لأختارتْ البياض
دون ألوان زيف ورياء
ولكنها فرشاة القدر ..
آه يا عراق
وأنت جريح
هل زارَك أحد
هل حملوا لكَ الطيب والمسك ..
حتامَ في الأسى تبقى وحيد ..
في زحمة هذا الخراب
يبقى سؤال
لماذا الموت مُقيمٌ في العراق
مَن يدفع له مأكله ، مشربه ، تكلفة أقامته
يكبر السؤال والعراق يصغر ..
ويكتفي العالم بالتفرج ..
بعد النار
تحلُّ سكينة
آه يا عراق
كنوزك كثيرة ولصوصك أكثر ..



24
أدب / على مقرُبة مني
« في: 22:11 18/05/2021  »


على مقرُبة مني


إنهاء الياس سيفو


الأنثى ثورة
ما مِن احد أدرك آوانَ إنتفاضها

***

عنقودٌ من الامنيات
تعصره
ونشرب معا نخب إستحالتها

***

أدركتُ أستحالة لمسك
حينذاك
 تعلّقتُ بك أكثر ...

***

صلابة الحياة درسٌ
تعلمتُه
حين صاحبتُ الأرض ..

***

حاولتُ ان لا أكون أنا
لكني
فشلت ...

***

الليل سرٌ
تكسرُ ظُلمتِه أنثى ..

***

هل تعلمتَ كيف الحب يكبر؟
فقط حين أنتَ تصغر  ..

***

انا لا انتمي حيث انت تنتمي
لكننا دائما نلتقي ...


***

الشوق
يتفرّد ...
ويسطو على السرير
ويتوق الى شئ من الفوضى ..

***

في كل لقاء بيننا
يُدهشني أنّك لا تحلُم ..

***

أعتنقتُ مذهب الحب
فكَثُر أعدائي ...

***

الحب نقاء
به ترشفُ زُرقة السماء ...



25
من الشعر السرياني المعاصر/مُترجم الى اللغة الفرنسية

وعدالله ايليا

صدر حديثاً عن دار نون للطباعة والنشر ومطبعة نركال في نينوى / العراق عام ٢٠٢١ كتابي الموسوم ( من الشعر السرياني المعاصر ) من الحجم المتوسط ( ٢٠٠ ) صفحة ،الإخراج الفني للمُصَمّمْ نادر عولو، مُترجم الى اللغة الفرنسية وضمَّ عدداً من النصوص والقصائد وسِيَرْ ذاتية لعشرين شاعراً وشاعرة من أبناء بلاد ما بين النهرين الذين يكتبون الشعر السرياني المعاصر ولغته المعاصرة .
ولأهمية الأدب السرياني الثقافي والمعرفي ، إرتأينا أن نُترجمَ لنُخبة من شعرائنا السريان المعاصرين المنتشرين في فضاءات بلدان المهجر والغربة وبقاع المعمورة ، عِلْماً ربّما لم يسبقنا أحد في ترجمة الشعر السرياني المعاصر الى اللغة الفرنسية.
لذا سيُضيفُ هذا الإنجاز سِفْراً إبداعياً جديداً إلى المكتبة الأُوربية بشكل عام والفرنسية بشكل خاص.

26

نصٌ لا زالَ في مرحلة الطفولة ...

إنهاء الياس سيفو


تمهّل
أيّها الدفء
توغل في قلب البرد
توغل أكثر
وهناك تمهّل
حيث أمنياتي
أفقٌ سقطَ عنه الفجر
والظلام يرتعش حولي
دعوّتُ السهول الى أثوابي
الى دولاب أيامي الباردة ..
علّ ينبتُ فيها الثمر
توغل ..
فخطواتي ترتدي ثوبَ الزوال
دون نكهة الوصول
حتامَ تقرضُها الريح
فلا يبقى لي أثر ..
هاك طموحاتي
الممزوجة بأصفاد الخجل
وقصائدي لم تكتمل
فتحرر ايها الدفء
بين كلماتي
فها أنا
 أسجلُ في عينيكَ إستيطاني
وعلى بوابة قلبكَ
أمزقُ راياتي
فقبْلك
لم تتوهج للعشق أنوثتي
ولا على الصبر تمرّدتْ سنواتي
في الحب
كثيرةٌ كانت إنهزاماتي
ورجولةٌ ما إعتمرتْ تيجاني
انا سيدة نفسي
 مذ تكورتْ أحلامي
تمهّل ...
فعلى شواطئ الحب
تغفو قصور آمالي
وأكثر من رمل البحر
أشواقي ....



27
أدب / طرقٌ على باب القلب
« في: 11:44 01/02/2021  »



طرقٌ على باب القلب



إنهاء الياس سيفو


في حياتي
صدأ
يُذكرُني دائما بزيف البشر ...

***

واخيرا
سقط عن كف البشرية
آخر خواتم السلطة ...

***

تهاجر الطيور
حين تبرد أعشاشها

***

لا يستكين الجرح
الاّ بحفنة من الحنان ...

***

مع كل نوبة غضب تنتابُ الأرض
يفقد الانسان إنسانيته ...

***

الكثير من صفحات العمر
يكتُبها الألم



28
أدب / على مقرُبة مني
« في: 18:49 12/12/2020  »


على مقرُبة مني


إنهاء الياس سيفو


الأنثى ثورة
ما مِن احد أدرك آوانَ إنتفاضها

***

عنقودٌ من الامنيات
تعصره
ونشرب معا نخب إستحالتها

***

أدركتُ أستحالة لمسك
حينذاك
 تعلّقتُ بك أكثر ...

***

صلابة الحياة درسٌ
تعلمتُه
حين صاحبتُ الأرض ..

***

حاولتُ ان لا أكون أنا
لكني
فشلت ...

***

الليل سرٌ
تكسرُ ظُلمتِه أنثى ..

***

هل تعلمتَ كيف الحب يكبر؟
فقط حين أنتَ تصغر  ..

***

انا لا انتمي حيث انت تنتمي
لكننا دائما نلتقي ...


***

الشوق
يتفرّد ...
ويسطو على السرير
ويتوق الى شئ من الفوضى ..

***

في كل لقاء بيننا
يُدهشني أنّك لا تحلُم ..

***

أعتنقتُ مذهب الحب
فكَثُر أعدائي ...

***

الحب نقاء
به ترشفُ زُرقة السماء ...



29

عنكاوا كوم –خاص

تلون جناح الاتحاد العام  للكتاب والادباء  في العراق وعبر احد اروقته  بصور تتصدر مجلات ثقافية سريانية لكلا من الدكتور سعدي المالح وعدد من ادباء شعبنا عبر المبادرة التي اطلقها الاتحاد المذكور في تخصيص احد اروقته لاصدارات  اتحاد الادباء والكتاب السريان  في تعاون مهم ومميز .. المبادرة المذكورة لاقت اصداء واسعة من جانب ادباؤنا لاسيما كونها احد القنوات التي يسعى اليها ادباء شعبنا في الاطلالة على جمهور  ثقافي واسع من خلال  الاقبال والكثيف لادباء المحافظات العراقية ومشاركتهم في هذا المحفل الثقافي وكان مسؤول مكتب الثقافة السريانية في  الاتحاد العام  للادباء والكتاب  في العراق  الشاعر زهير بهنام بردى قد اشار في تصريح سابق لموقع (عنكاوا كوم ) انه  وبالتنسيق مع اعضاء الاتحاد بادر لاستقبال مؤلفات ادباء وكتاب شعبنا غير المنشورة ضمن اي دار نشر  تشترك في اجنحة المعرض لغرض عرضها ضمن جناح الاتحاد العام للادباء والكتاب بغية اتاحتها للقراء والمتابعين ..


30

الى كل مشهد للانسانية يُطعن على مسرح الموت


أنا البياض والموتُ يبقى أسود ..


إنهاء الياس سيفو

إنظروا اليَّ
انا مشهدٌ حيٌّ على مسرح الدمار
سرقوا مني أدوار البطولة
وأسدلوا على أحلامي الستار
ظنّاَ أني سأموت وحيدة
وخلف الكواليس كفنوا حضارتي
 لم يتركوا لي شيئا
كسّروا بمعاول الهمجيّة تأريخي
وزجّوا في النار كل صفحات عمري المشرقة


إنظروا اليَّ
انا مشهدٌ للأنسانية على مسرح الأقصاء
أمنح دروسا للبشرية
في الصبر والولاء للوطن
أنا لا أرضى أن يتفرج على ألمي من أباحَ طعني
او يصفق لي من يراني أتعافى من جروح التشرّد ...


إنظروا اليَّ
كيف أقاموا على ابراجي راياتً سوداء غريبة عني
وأطلقوا  الدود في قمحي ..
فماتتْ الخصوبة في أرضي و تأجل نضوج ثماري
وإختاروا طريقي
 وتركوني بين ألغام الحقد والكراهية
أزحفُ على بطني
وهى حُبلى بالنور ..


إنظروا اليَّ
والى طفولتي التي لم تُبصر فُسحة أمل
بل حرمانٌ وصرخة ألم
خوفاً من الغد ومن الغرباء
طفولتي تحتضن المجهول كأنه دمية
وتحاور الظلام كأنّه صديق
طفولة تستجدي الأمان ..


إنظروا اليَّ
أنا أحاول  في نص شعري أن أختزل مأساتي
لكن
تاريخي يشهد
كم مرةً مرَّ علي الموت
وأنهض
لأني
مجبولةٌ بالنور والأمل
مشهدٌ يعشق لون الحياة ..






31
أدب / في حضرة الإله ...
« في: 04:21 07/09/2020  »


في حضرة الإله ...


إنهاء الياس سيفو


ظمآنٌ الى السكينة
هذا البحر ...
أيشبه البحر  إنسان ...
يعلو الملح كل موجة
ويغسل بالزبد أفكاري
فيبرأ المشوار من نزوات اللقاء ..
على أكتافه
أضع بحذر خطواتي
ومعا نسير ...
 اخافه حين يتكوّر ..
اهرب
يعود اليَّ
يقبل قدميَّ
يوقض فيَّ لهفة عذراء
يغريني
تدفأ اللحظة
يربكني
بعذوبة اللمسة
تتوهج في قلمي قصة حب خرافيّة
وتستفيق وعودٌ منسيّة
في حضرته
يكتمل على خدي لون الشمس
في حضرته
تبقى الشمس في داخلي  صبيّة
أخشاه
يتريث ..
يعود الى السماء في عناق طويل
ويترك على واحة فصولي
إنبساطه
أهرب ..
أتسلّق أسوار كتابي
أجده هناك
يصفع أفكاري
يتلاطم  مع قصيدتي
صخرته الوحيدة ..!!
وبملحه ..
يخربش كلماتي
كأنه اللغز في فنجان قهوتي
اتراجع
يُقبل اليَّ
أدعوه
ينحسر الى الأفق ...  الى اللانهاية
تبرد بيننا اللحظة
ويتبعثر المساء ...

32
أدب / نقل: قصيدة
« في: 02:26 18/08/2020  »
هذا الموضوع تم نقله إلى زاوية خواطر.

https://ankawa.com/forum/index.php?topic=5806.0

33
أدب / كانَ وأخواتها
« في: 09:12 05/08/2020  »
كانَ وأخواتها

إنهاء الياس سيفو


حين حلّقتْ "كان"
أيقنتْ أخواتها آوان الرجوع
وقوفا على باب الإنتظار
ملَّ الزمان
في "كان" لذة حلم توهُ أكتمل
وفي فم الأيام
تعتق طعم السنين المخمليّة
وهو يروي أول الحكاية
نخلٌ وأرضٌ بجدائل سمراء
وعلى أكتاف الخليج
يتغنج بيت صغير دافئ
وأشرعة بيضاء تمتد نحو السماء
أول الصباح
شرنقة رقيقة نقيّة
كرهبة الطفولة
في هيبة أول يوم دراسي
الهواء برائحة الملح
ونوارس تحفظ العهدَ
في ليلٍ مثقلٍ بالأمنيات
وقلب منتشي بالطيبة
ومن الطيبة لم ترضع "أخوات كان"
ليته ظلَّ الدرس الأول
هو الأستاذ الاول
توسعتْ دائرة الظنون
والحزن قائم كعمود نور
والتمرد مُباح
كقوتٍ يومي
تعالتْ اعمدة الكلام
وإنهارتْ الدارُ
وأستقام الليل سقفا للأسرار
ليته دامَ "لأخوات كان" مهد الزمن الأول
وذاك القدر ما صار
ضاعتْ سُبل الحقيقة ...
وإنهارتْ الدار ...

34

حصادٌ قبل آوانِه



إنهاء الياس سيفو


أستيقظ الصباح
في غرفة الأمل المؤجل
فتدوّرتْ الشمس على نافذة الشفاء
وبإطلالتها تساءلتْ
أين بهجة العراقيين؟

بقيتْ النافذة خرساء
وأصطفَ طابور طويل من الألم
يتكئ على الباب تارةً
ويلتفُ حول سريرٍ فارغٍ تارةً أخرى ..

فاضَ على الوسادةِ أنينٌ
وهو يشكو رحيلا مفاجئا ...
فزعتْ الأخبار
وتمزقتْ شِباك القلوب
ليس فرَحا بهدف
بل حزناً على صاحب الهدف ..

لا تعلنوه موتا
فالموتُ غيابٌ عن العين
لكنه في الذاكرةِ بقاءٌ
والموتُ إنفصال عن الأرضِ
لكنه أتحادٌ بالروح ..
فكيف أذن ..
والموتُ أيّقنَ لُعبَته ..
وتركَ أكداسَ غيمٍ على المقل ..
وتضرعاتٍ برجوعه تبتهل ..
والشِباكُ بعدُك سلالٌ دون ثمر..

أَن يرحلَ الموتُ
قبل أَن يرحل البشر ..
أمنيةٌ عمرُ ها آلاف السنين ..

من يقاضيك أيّها الزمن ؟!
وانت تشاطرنا الحياة
نهديك العمر
فتهبُنا الموت ...!!

أستيقظ الصباح
ولم يستيقظ أحمد ..
فإنطفأتْ الشمس ..
وتدوّر الحزن على خدود العراق ..




36

كشوفات الأمكنة وسرديات النص الروائي..
رواية (عمكا) ـ إنموذجاًـ لـ(سعدي المالح)




زهير الجبوري

(المقدمة)
أخذت طروحات ما بعد الحداثة مجالها الواسع في راهن السرديات المعاصرة، واستطاعت ان تكرس جلّ جهدها على الأمكنة وتحولاتها الكبيرة وعلى الظواهر (العولمية) التي سادت العالم بأكمله، فجاءت تيارات فكرية وفلسفية أفاضت الشيء الكثير في ذلك، فلم تكن المدينة هي الوحيدة التي تستنطق العلامات التي تكمن بداخلها، انما استعادة التشكلات الاولى عبر مراحل زمنية كبيرة، قد ردمت الهوة واشبعت بداخلها صراع الهويات وإثارة المضمر وسحب الذاكرة الى جعلها نصاً حاضراً امامنا، كل ذلك خلق فضاءات جديدة في عملية تلقينا.. إن حالة ما بعد الحداثة استطاعت ان تتحايل على التاريخ وعلى الموروث، لتسحبه الى منطقة جديدة في التناول النصي داخل ميدان الكتابة والتدوين، والى اعادة بناء الأمكنة وفق معاصرة تتناظر مع الجمالي بـ(موضة) موحدة وشاملة، وهذا ما أخذ فعل الاداء الثقافي في النص الأدبي تحديدا، ان تكون سمات مشتركة تقرأ الواقع وفق خصائص آنية بفضاء واحد..
في الأمكنة المضمرة ثيمات انتظرت طويلاً للكشف عن جماليتها، الأمكنة التي عكست عن تمردات كبيرة لأناسها، وفي ذلك شواهد كثيرة، غير ان اثارة المضمر ونهوض هذه الأمكنة ميزت فعل التشظي لإنتاج قراءة اقتصادية وعمرانية وحتى ثقافية..ان ما ايقظ هذه الأمكنة هو هاجس النهوض بوقائع معاصرة في شمولية الاستيعاب الكبير الذي جاءت به ثورة ما بعد الحداثة..و(عينكاوة) واحدة من أهم هذه الأمكنة، حيث التقلبات والتحولات التي شهدتها عبر التاريخ في كافة المجالات، أكدت ان حدود المدينة انصهرت في بادئ الامر داخل فضاءات أكبر لمدينة أشبعت لنفسها تحولات مماثلة، الا وهي (اربيلا)، لتدخل في متون المدونات المثيولوجية، وتصبح بذاتها نصاً مركوناً عبر هيمنة الوحدات المركزية لسلطة المدينة الأكبر هذه..
ثقافة الآن، لاتقف مع الأمكنة بوصفها تحمل مزايا جغرافية لحدود وتقاليد وأعراف وسلوكيات، انما تتعامل معها بوصفها فضاءات كونية أشمل، وهذا الاتساع كشف عن قراءة مغايرة للتاريخ وللدين وللتراث، وأوقد شعلة المعاصرة عندما جاءت موجات التغيير وتسللّت كل البضائع داخل سوق هذه الأمكنة او المدن الهامشية، ليصبح الانسان فيها منتمياً الى ذات انسانية كبرى في أماكن أخرى من هذا العالم.
وحين نقف عند حدود الكتابة النصية / الروائية المعاصرة وهي تفتح نوافذ الأمكنة ونهوض ذاكرتها وتقليب أوراقها، تظهر أمامنا تجربة القاص والروائي سعدي المالح وروايته الجديدة (عمكا)، حيث نلمس مهارة الكتابة السردية وهي تقف على حدود متناظرة مع السمات المؤطرة بحداثة ما نشاهده الآن مع استنهاض الاحداث والتواريخ والمواقف للمكان المقصود (عينكاوة)، ثم الغور بالعمل على الكتابة المتداخلة الأجناس والتلاعب (الثيمي) للزمان داخل اطار المكان، وإبراز الأحداث..
الروائي أخذ من المدينة بنيتها الاولى على انها تنتمي الى مرجعيات روحية / دينية، وكيف انها مارست حضورها للمراسيم الطقوسية، لعل هذه المسألة كشفت عن شحناتها وانتماء أهلها الأوائل الى دين المسيحية (دخلت المسيحية أربل وعنكاوة منذ اواسط القرن الميلادي الاول)(ص8).. لكن قصدية الروائي لم تقف عند حدود (تاريخانية) بالمعنى الذي جاءت به استهلالية الرواية، انما تقدم حقيقة البحث عن تحولات الامكنة عبر تداخلات اجناسية حديثة لسرديات الكتابة المعاصرة، مهما كانت نمطية الاسلوب ومهما تعددت الفقرات المثيرة للجدل، الاّ انها تكسب في طياتها سرديات ما بعد الحداثة، رغم وجود ميزات (الروي.. السيرة.. الوثائق، وغيرها)، لكنها وقفت بمتعة البناء من خلال شدّ القارئ لصياغة ورشاقة الكتابة فيها.

(في الجانب التطبيقي):
تقف اشتغالات الرواية الحديثة على نوافذ معاصرة في قراءة معمقة بلغة تحيطها اكتشافات نسقية دقيقة، بل في غاية الحساسية، اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان السرد الآن وهو يدخل مضمار الرواية، انما يكشف عن مسروداته الحذرة عبر كشوفات ما بعد الحداثة، تلك الكشوفات التي طوعت اللّغة السردية في مزاولة دقائق حساسة في المهمش والمضمر، او في اثارة المسكوت عنه عبر توظيفات استذكارية، استنطقت بفنية الكتابة الروائية لجعل العمل الروائي في خانة موازية للمسرودات الكبرى، من خلال فعل الاداء الوظيفي في عملية انسراح نمطية الكتابة وهي تستعيد خفايا التاريخ وجغرافية المدن التي حفرت لنفسها ذاكرة عميقة بكل تفاصيلها القبلية والمجتمعية، ولعل ما جاءت به رواية (عمكا) للقاص والروائي سعدي المالح من وحدات سردية، تؤكد أحقية البناء السردي في اعطاء وظيفته التنقيبية في الكثير من الموضوعات التي تحمل ارضية صاخبة ودقائق حقيقة بمجرد اعادة ترتيب الاوراق ومن ثم كشفها، وهذا ما فعله المؤلف بمهارة عالية..
رواية (عمكا)، واحدة من أهم الروايات التي مازجت الواقعي المعاصر بالمثيولوجي وبالتاريخي وبالمقدس نصاً، بلغة جديدة، وبتفاصيل كانت ارضيتها تشكل وحدات سردية متناظرة (تارة) ومتداخلة (تارة اخرى)، فمهارة البناء السردي بمستوياته الصاعدة والنازلة، قد أبان قدرة المؤلف على قراءة تاريخ مدينة بكل ابعادها وانتماءاتها وسلوكياتها، وبكل شخصياتها الاساسية والثانوية.. لذا جاءت دهشة المتلقي في نسق استقبال التفاصيل بلغة شيقة ومحسوبة رغم مهارة اللّعب بالزمن بطرق مختلفة، ورغم طريقة الاستنهاض القصدي لكل البنيات السردية المكثفة، وأعني بها تلك التي اعتمدها (المالح) كبؤرة ثابتة للدخول الى تفاصيل الامكنة والتعرف على دقائقها التاريخية من خلال الاحداث والشخصيات، او حتى من خلال الحبكة السيرية الطافحة على لسان الروائي..
وثمّة اثارة فنية لحالة الكتابة في رواية (عمكا)، حيث اتفقت آراء بعض النقاد على انها واحدة من اشتغالات كتابة مابعد الحداثة، لكن ماجاءت به عيانيا انها رواية، وهنا اصبح تداخلا اجناسيا / فنياً، كون الانفتاح النصي الحديث والعمل على تفتيت البنى الثابتة سواء كان في السرد الروائي او في الاشتغالات الفكرية الاخرى يلغي التمركزات البنائية للعمل السردي، وهذا ما لمسناه في العمل الكتابي هذا..
مايثير الدهشة، ان سعدي المالح لم يقدم نصاً موازيا لتاريخ (عمكا) ـ الاسم القديم لـ(عينكاوة)ـ فحسب، انما استعاد الابعاد التاريخية للمكان عبر تشكلات مؤسسة على دلائل في غاية الاهمية، وكأننا حين نبحث او نغور بتفاصيل هذه المدينة، يكون الروائي هنا هو المرجع الاساسي فيها، ولم تسبق تفاصيل واضحة من قبل اصحاب الشأن في كشف مكامن الامكنة المهمشة عبر الازمان، الاّ ما جاء في العمل السردي هذا ـ بحسب اعتقادي ـ، (لذا كانت المدينة مرفوضة من قبل الشعراء، بما فيهم مفكري ما بعد الحداثة، لأنهم عايشوا فكرة التشظي للمدينة بتغليب الهوامش والاجزاء والثانوي، وهذا يعني ان سعدي المالح وهو يكتب عن تشكلاتها الاقتصادية والعمرانية يوم كانت قرية تزرع، ومسحات فارغة وشواهد من انصاب الحجارة).
اننا ازاء رقعة جغرافية لإزالة غبار هامشيتها، والبحث عن اهميتها وتأسيساتها الاولى، فـ(عينكاوة) خرجت عن حدود المدونة النصية، ودخلت في تفاصيل فرعية دقيقة تحت اطار الفضاء النصي السيري، ذلك الفضاء الذي كشف عن مضمونه عوامل الطبيعة والمكان واللّغة وكافة السلوكيات التي تناولتها الاعراف المتوارثة للطقوس الدينية ولصناعة الخمر وللتزاوج، وما الى ذلك، فـ(عينكاوة) بحسب رأي الناقد ياسين النصير (انما هي البيئة والاشياء والناس والحياة اليومية والاسواق والجغرافية والطرقات والأزقة والمواصلات والجبال وكل الامكنة التي تتغذى منها).
لذا أحالتنا جميع المفردات المتناولة في هذه السيرة التدوينية للمدينة الى الوقوف عند محطة القراءة الثقافية بعيون استنهاضية لكشوفات ما بعد الحداثة، وكيفية بناء انساق سردية تكون حاضنة لرؤية الماضي والحاضر، بآلية معاصرة، آلية حاضرة في تجلياتنا للأخذ بدلالات الامكنة واحتشادها في بوتقة النص، ثمّ اللّعب بمفرداتها بمهارة البناء السردي، واعطاء فعل الاثارة والشدّ والدهشة إزاء ما تكشفه سرديات السارد عبر تعريفاته الواضحة..
سعدي المالح، بدأ في روايته (عمكا) بطريقة تبئيرية كاشفة عن مفارقة سردية في التناول القصدي لبنية المكان، واعطاء بعده الاثري الممتد منذ 3500 قبل الميلاد، الى اجواء التمدن، ثم الدخول الى تمهيد مغاير لمقدمة الرواية اسماه بـ(الإله والقديس / بدلاً من المقدمة) وهو استهلال ذكي لإستنهاض العمق المثيولوجي والروحي للبلدة التي عرفت التهميش بفترة طويلة، بعدها جاءت الفصول التسعة كوحدات سردية اعطت فعل القراءة المكانية بآلية الكتابة المعاصرة، يمكن تسميتها بـ(وعي الكتابة)، حيث نلمس ذلك الحراك المتداخل بين السرديات الكبرى، وما تناظره من موروثات اجتماعية وتاريخية، واخرى شفاهية تدخل في سلوكيات اليومي، بخاصة اذا كان هذا المجتمع ينتمي الى دين وعقيدة كالدين المسيحي، حيث مظاهر القيم الاخلاقية والمشاعر والسلوكيات تطفح داخل اطار العلاقات بصفة مركزية لممارستها..
ومع اتساع رقعة المدينة في سرديات الروائي، فقد ساهمت اشتراطات العمل السردي الحديث على اثارة العديد من تفاصيل مفرداتها وتركيباتها الآنية، وبشحنات المكان وانفتاحه على فضاءات حساسة، لتكريس ثقافة لحدود دائرة (عمكا) التي تقع في قلب دائرة اكبر (اربيلا)، ولعلنا حين ندخل ابواب (عينكاوة) المثبتة امامنا (دركا.. الكنيسة.. قصرا.. محلة الخواجة سبي.. الارض.. المطر.. الكهريز.. الخبز.. طريق الحرير.. بدلا من النهاية شربل)، تظهر مشتركات الوطن عبر سمات متلاحمة للزمان وازمات المكان، لذلك كانت التفاصيل منسرحة بلغة مفعمة بشعرية المكان وطريقة استعادة الذاكرة المطمرة عبر قرون خائفة، وعبر نواحات سردية مليئة بالصراعات العقائدية، لكن وعي اللحظة التي اعتمدها الروائي، افاضت لنا معرفة تفاصيل هذه الامكنة.. ويظل السؤال قائما اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان (عمكا) تمثل رواية البحث عن كينونة ضائعة.. هل تمثل نصا لمنظومة ثقافية كبرى..؟ ام تحمل احساساً للبحث عن نصوص متداخلة لها..؟ وأعني (عمكا/ عمكو / عمكاباد) كنص اول لتثبيت اسمها، و(عينكاوة) (هذه البلدة التي تتنفس اجواء التمدن لصق آربل هي المهنية بهذه الرواية)(ص8).
وتعميقاً لرأي الناقد (د.محمد صابر عبيد) المثبت على غلاف الرواية الخلفي بأنها ـ اي الرواية ـ (تنتمي الى سرد ما بعد الحداثة، فهي رواية سير مكانية تحتفل بالمكان من حيث كونه ذاكرة وراهناً ومصيراً)، فإن المالح أخذ على عاتق الاشتغال السردي المعاصر من أن كل ما افرزته وعملت عليه سرديات ما بعد الحداثة هي (اللا نظام واللا تمركز في سياق الوحدات المعمول عليها في البنى السردية..).
الامر الذي ساهم في جعل الاماكن التي تنتمي الى (عمكا / عينكاوة) تأخذ وظيفتها بانفرادية الواحدة عن الاخرى، بوصفها تشكل نصوصاً قائمة بذاتها، ولنا في ذلك بعضها:
ـ(دركا): (عبارة عن زقاق قصير)(ص21)، يمثل المشهدية الاولى لبؤرة المكان، والذي تناظر مع العمق التاريخي والاسطوري للوظائف السياسية والاجتماعية، ولما لها من مساحة تمثل مركزاً تجارياً مهما.
ـ(الكنيسة): المكان المخصص للعبادة، وهي واحدة من تمركزات العمل الروائي الذي كشف عن الطرق والعادات المكرسة لها، من خلال حضور المراسيم اليومية،(كنت اذهب كل يوم لحضور القداس الصباحي)(ص57).
ـ (قصرا): المكان الذي دفن فيه الجد (جد المالح) وهو مرتفع يقع داخل البلدة (أقف على هذه التلة ـ قصرا ـ ابحث عن قصر جدي)(ص92)، حيث يتمتع هذا المكان بارضية تكمن بداخلها آثار كبيرة.
(ثم بعدها الأمكنة / المحلات / الأزقة التي تتمتع بميزات خاضعة لتقاليد مارسها المجتمع)..
ان جميع الدوافع الرئيسة في العمل هذا، اخذت جوانب استرسالية لبنية المكان وبقعته المشحونة بالرموز التاريخية والتراثية وبمهيمنات التمدن (كما ذكرنا)، وعلى الرغم من ذلك، فهي تفتح نافذة تبشيرية للنهوض بواقع الامكنة واثارة وقائعها، من خلال استعادة ثيماتها والعمل على كشفها، او كما يقول (د.محمد حسن عبد الله) (يمكن ان ننظر الى الروايات التبشيرية التعليمية على انها محاولة مزج بين الرؤية المثالية والتغير المباشر عن الواقع..وتواجهنا قضية الرمز، وهو في القصة او في الرواية يتجه الى المعنى المستخلص من الشخصيات والاحداث(.
لذا، فقد اخذت سرديات سعدي المالح حضوراً كبيراً فيما انتجته طروحات الكتابة المعاصرة في قراءة الاشياء قراءة ثقافية، تتمحور حول طروحات السؤال المعرفي للمكان وللشخوص وكيفية استحضار مصادر الدخول الى عوالم الموضوعة المشتغل عليها عبر (الاحالات) التي ذكرها والمراحل التي بينت جهده المعرفي هذا، فـ(عمكا) لم تكن جنساً كتابياً معاصراً فحسب، او تحولاً في بينية الرواية المعاصرة، انما تدخل في السرديات النصية المبشرة عن ظهور نمط فاعل في اكتشافات ما بعد الحداثة، وهذا ما لمسناه من خلال حضور مستويات الحبكة الروائية وآلية طرح ادوات اخرى فيها، بالاعتماد على الوثيقة والمصادر التدوينية الاخرى..
كما ظهرت سرديات المؤلف في مناطق اخرى في كتابة القصة التي تحمل البعد الفني والادائي في الحكاية وفنون الروي، بعد ان أفاد لنفسه الغور في المضمار الاجتماعي والأخذ بطاقات الواقع فيه، بالاعتماد على خلفية رؤاه الثقافية، وبالاعتماد على الثقافة المثيولوجية التي استسقاها لتكون جزءا من عمله السردي..
ومهما تعددت مساحات الامكنة وفضاءاتها، ومهما قدمت اشكالاً معاصرة، فإنها تقاس على (الحيز) المعمول عليه في بنية المكان، حيث المكان يشكل جزءا مهما في العمل الروائي لواقع المدينة، والمدينة جوهر الانسان العضوي، او هي (مكان معيشي، والناس فيها وجدوا انفسهم كضرورة حياتية، بمعنى انها وجدت للأستقرار والعيش والكد، وايضاً للحاجة الوظيفية المعبرة عن ديمومة حضورهم الحياتي.).
وسعدي المالح، أيقن في روايته (عمكا) ان جميع الوحدات التي اشتغل عليها، عكست وظيفته السردية بالقدر الذي تعامل معه على سياقات نصية مستوحاة من عمق الواقع بخلفياته التاريخية العميقة او بارتباطه الميتافيزيقي الديني، او بالجانب الاجتماعي والاقتصادي المعاصر، بالاضافة الى الهوية وما ينتمي اليه من عرق قومي..
ثمّة تركيبة جديدة لبنية المكان في هذا العمل السردي، هي بنية السارد (الروائي) فبعد كلّ الاستحضارات العميقة لتاريخ المدينة، نجد:
1ـ صوت الراوي / وهو المؤلف الضمني.
2ـ البيت / البؤرة التي استعاد خلالها ذاكرة المدينة.
3ـ الارض / أرض الجد.
هذه تمثل محورية بين الذات المرتبطة بصاحبها، وبين الذات المرتبطة بالاشياء المحيطة بها، ما ولد في كلا الحالتين ولادة هذه المسرودات بوصفها ثيمات كبرى لتاريخ واسع ومدينة كانت غافية منذ زمن طويل..
(الخاتمة):
من خلال الجهد السردي الذي قدمه الروائي سعدي المالح في روايته (عمكا)، فإنها تستخلص على انها اشتغلت على الأثر ومحاولة تكريس الحقائق التي أضمرت لفترة ليست بالقصيرة، فكانت المدينة، وهي تنظر الى السماء وتستجلي تأملاتها، ثم المدينة التي تنظر بعين الواقع وبأزمنة مختلفة وبرؤى جديدة، وبإيقاعات متناغمة مع الواقع، بكل ما جاء به من حقائق موثوقة، وارى انه المشروع الكبير للروائي في الكشف عن عمق الأمكنة المهملة، وإن كان ينتمي اليها، ويحمل هويتها، فهو بذلك اشتغل على مشروع ثقافي فتح بنية الاشتغال بمضمون النص الادبي، بمعنى إننا ازاء ثنائية لها جدلية ملموسة لثنائية الوثيقة والنص، وهذا ما عمل عليه العديد من روائيي المرحلة الراهنة، ليخرجوا بنتائج جديدة في الكتابة الحديثة والمعاصرة.

المصدر:امانة الشؤون الثقافية في الاتحاد العام لللادباء والكتاب في العراق

37

ماذا أكتبُ عنكَ يا صديقي..؟!
(رثاء الى روح صديقي الراحل الدكتور سعدي المالح)


وعد الله ايليا


ا
لقرابينُ التي قدّمتَها
على جسد الثقافة
لم تصل لأصحابها
أيها الجبل المؤثث بالمعرفة
رحلتَ بسرعة البرق
وطُفْتَ في متاهات الملكوت
دون أن تودّعَ طفولة القمر
وتحتفلَ بسعادة الشمس
وتشبع من جمال عشتروت
لم تُكْمِلْ مشواركَ الأول
ولم تحتفل بقداسك الأخير
كيف زحف الموتٌ عليكَ
وركض وراءك وبحث عنكَ
وآغتالك عنوة
من غير أن يكشفَ
عن أسرار زيارته البيضاء؟
أنتَ لم تركع للموت
كيف أغمضَ عيونكَ
التي كانت تُبحرُ في الندى؟
ما أقسى رحيلكَ يا سعدي
غادرتَ مٌسْرِعاً يا سيدي
دون أن تُقبّلَ(شربل) الأمير
وتُودّعَ أصدقاءك الأُصلاء
بطرس نباتي وزهير بردى
ونمرود قاشا وهيثم بردى
وجحافل المثقفين العراقيين
لقد صدمتنا برحيلكَ يا صديقي
مثلما صدم كلكامش بموت أنكيدو
رجاؤنا بأنّكَ ستعودُ قريباًُ
تُضيءُ كل الشواطيء والسواحل
مُحَمّلاً بكنوز الحياة
تُحلّقُ مثل النوارس
في سماء(عينكاوة)
التي تنتظرُ قدومكَ
وهي ترتدي أجمل الثياب
المُعطّرة برائحة(عمكا)
ستقصٌّ علينا روايتكَ الجديدة
وتُشارك في أُمسيات البلابل
تُرافقك الطواويس والحمامات
لتُوثّقَ أرشيف المهجرين
وتُعيد لنا أشكال الجمال

38
أدب / إلى إشعارٍ آخر ...
« في: 05:18 28/03/2020  »

إلى إشعارٍ آخر ...


إنهاء الياس سيفو


في ذاكرتي الكثير من الألم
وأكتفي أنا بالتفرج ..

الكثير يعتصر مني طعم الفرح
وابقى انا كأس فارغ ...

لي في درب المجهول
خطوة
أتمنى رجوعها ...

حين أعتنقتُ مذهب الإنعزال
أدهشني ضجيج العالم ...

المثير جدا في لحظات العمر
انها تمضي ولا تعرف  أين ..

الحزن أستأجر عيني
فصارتْ له نهر سخي ...

أرضي تورّدتْ
وأتخمتْ
وأنجبتْ ...
فهل أصدق ان السماء هرُمتْ؟

في خبز الايام ..
تساوى العسل والعلقم في العين
فكيف يكونا واحد ..
عجبي ...!!

أينع المجهول
وصارتْ الأحلام
أجسادٌ من أرق ...
وخوفي أن يتسيّد الليل باقي العمر  ...

كفُّ البشرية ..
أمضى العمر في الظلام مُتدليا
وفجأة
تحالفَ مع النور ..

39
أدب / ثائر ... بولص ادم
« في: 04:24 06/11/2019  »


ثائر


بولص ادم

كالمكبل في الفراغ

بدا لي العمر ضائعا من يدي
 في ليلة اكثراختناقا

كلمت احلامي ماشيا

صوت قاس في الظلام

لا غير

انعدم الامل

ولو لمرة واحدة، فكرت بتغيير

في هذه الليلة، كانت النجوم ساطعة

ركضت لأصل

كسباح ماهريشق طريقه وسط الأمواج

كأن ترى شراعا في الأفق

امتلأت عيناي بسطوع باهر

حرك الثوار عتلة الزمن

وصلت نصب الحرية

تنفست بحرية وصفاء

دفء يحصرني من كل الجهات 

ضوء ينعكس من الأشياء داخلي

بياض يتدفق بصمت 

31.10.2019

40
أدب / أحبك يا عراق ...
« في: 10:00 28/10/2019  »

أحبك يا عراق ...

إنهاء الياس سيفو

إنتفض يا عراق
ونحن شهود على إنتفاضك ...

أيها التاريخ
إفتخر
فهذا الشعب يسجل على صفحاتك
أسطر من ذهب
مكتوبة بأنين الارامل ...
وغصة الاطفال ...
واحلام الشباب الضائعة ..

وسط صمت العالم
شعب العراق
يثأر من الظلم ..
أين شعاراتك؟
اين انتَ من حقوق الانسان ..؟
هذا الشعب لا يستجدي الخبز ...
بل يصرخ
ضد التبعية
ضد الهمجية
وضد الفساد ...

العراق اليوم يختار
والعراق وحده يصنع القرار ...
من العدم يخرج هذا الشعب
ويحمل معه الارادة لحياة أفضل ...

قلوبنا معك ياعراق ...


41
نص كنت اود ان تكون له فرصة القراءة في الامسية التأبينية للدكتور سعدي المالح ، لكن دون علمي  حال دون ذلك ...


سعدي المالح ... طائر بجناحين من ذهب


إنهاء الياس سيفو


جسرٌ من الكلمات
يمتدُّ الى كلينا
مهما أبتعدنا ...

في عينيه
تبيتُ ذاكرة قديمة
بعمر الأرض ...

أرثٌ من تاريخ
يقضٌ قي صفحاته
أسم سعدي ...

طائرٌ لا تحدُّه سماء
في جناحيه
توقٌ لعش الأرض ...

تبرق بين ظلمات الكتب أنامله ...
وينتفض بوجه الزيف
فيلملم الأغصان
ويستكشف عش جديد ...

في خطواته
آثار ابداع وحقيبة وإنتظار ...
كما في اسفارهِ
اختامٌ من صبر
وحفنة من شمس ...

عنده الكثير من المفاتيح
وفي يديه سنابل عطاء ...
ووحده "شربل"
خصبٌ في حقل الحياة ..





42


طلال وبغديدا .. أيقونة دائمة العطاء


 إنهاء الياس سيفو

 منجلك
يستفيق باكرا
الى حقول بغديدا
هناك الحصاد كثير ...

حين دنا منك الموت
 إرتعبْ
لكن أكمل طقوسه ...

 تكرر
 في مسرح أيامك
مشهد الالم
 فأخذَ منك البطولة ...

من أجازَ للتراب عناقك
وأباحَ للسواد كسوةٌ لغيابك ..

في حنجرتك
 لحن أبدي
لحن بغديدا الأبدي
واليوم حنجرة بغديدا تبكيك أختناقا ..

 تتسائل السنابل...
أين طلال ...
أين العطاء ..
وأنت على هاماتها ذهبٌ لا يصدأ ...

 حين اعلنت بغديدا
 ارتفاعك عنها
ذبل لون الحياة ...

في حضرتك
كان صعبا ميلاد القصيدة
فما أعسرهُ الان
وأنتَ غائب ...

هناك
على مذبح بغديدا
 قربانة
تُعلن ان طلال ما رحل ...!!


43
أدب / أمطار ملونة
« في: 08:30 12/11/2018  »
أمطار ملونة

إنهاء الياس سيفو


نحن الأرض
وهي السماء
أزليةٌ لا مفرَّ منها ...

أمطار سوداء
من جوف السماء إنهالتْ
وتكالبتْ ريح مجنونة
غابَ النور من كل صوب من وجه الأرض
فإنعدمتْ الرؤيا تماما ...

بالأحمر تلونتْ أمطار جديدة
وعلى محراب الألم
ذبيحةٌ وحيدة ...
ويقينا
هناك جرحٌ نازف في كبد السماء
ووديانُ الأرضِ ضاقتْ ...

أمطارٌ باردة
أرتعاشُها لا يوصف
وجفاءٌ ما به شيء من زرقة السماء
قسوةٌ باردة
تقتحم قلب الأرض ...

أمطارٌ خجولة
السماءُ في إنضواءِ
خجلا ...!
لا تجدُ للأعتذار كلمات
والأرضُ  ...
السلام مُرادُها  ...

أمطارٌ عصيّة
تأبى الإنهمار
تكابرُ السماء وتتلبد غيوم
تتمنى الأرض لو تبقى غيوم بيضاء ...

أمطارٌ بين الشك واليقين ...
والسماءُ في دوامة
تصدعتْ زرقتُها ...
والأرضُ بصمتٍ
تراقب وتتحسر ....

أمطارٌ ترتعد ...
السماءُ تنحرف بعيدا
وقلب الأرض ...
يقتربُ من نبض الصفر ...

أمطارُ في غيبوبةٍ
للسماء تبقى لذة الحلم ...
والأرضُ تندب واقعها المرير !


44
أدب / السياب يقف وحيدا
« في: 20:02 13/09/2018  »


السياب يقف وحيدا


إنهاء الياس سيفو

تدوّر الظلم
وأصبح في فلكه يدور كل الشعب
نوبة دينية أدخلتْ العقل في غيبوبة الحرام
فأرتدى الجهل ثوب الحكم
تغنجَ ..
تكبّر ...
تمرد ...
وبعد تخمة كبيرة
ضاق الثوب
ضاق الثوب
لكن الجهل أبى
وأبدل المقاييس
وسادَ .. وعبثَ
وصارت له الكراسي
وكل السرائر
ولم يخجل وهو يطالب بهز الخلاخل ..
في حضرته
تستطيل الموائد
عامرةٌ بأطباق الفساد
وتبدأ الوليمة
وينسى ان هذا كله من خبز اليتيمة
تستطيل بعد الموائد أفكارهم
ويبحثون عن أبار ٍ لافراغ الحمولة ..
يدخل الجهل
ترتعش غرف الظلام
فيعلن إنتصارا
ويتباهى الصباح
بعمائم الفضيلة مستيقظا
على رؤوس الشوارع الخاوية
تبرق الأخبار
ان الجمال إنتحر
وجائزٌ قطف النجوم
وأغتيال القمر ...
وفي قرار دستوري
أعلنوا
ان الليل ملكهم
كما الارض ملكهم
كما النفط ملكهم
كما الشعب ملكهم ...
وأبتلى النهار
بعباءة سوداء
سترٌ أباح كل الرذائل ...

تدوّر الفقر
في معصم الشعب كالأساور
وبردت في تنور البسطاء نار الشبع
وشاعَ ..
أن البركات تنهال كالمطر
لو مرَّ من هنا صاحب الخواتم ...
فقد تولى مصير هذه الارض!!

 أجتمعوا لتقسيم الغنائم
وتركوا السياب ينتظر وحيدا ...

45

اختتام دورة التعليم السرياني لطلبة الابتدائية لتجمع عشتار

كتابة: نمرود قاشا

شهدت قاعة الشهيد يشوع مجيد هداية فعالية اختتام تخرج دورة اللغة السريانية لطلبة المدارس الابتدائية  والتي أقيمت من قبل تجمع عشتار لمنظمات المجتمع المدني وضمن نشاطات  مركز السريان لرعاية مواهب الطفولة عصر يوم الجمعة 7 أيلول 2018 وبرعاية سيادة راعي الأبرشية المطران مار يوحنا بطرس موشي وحضور سيادة المطران صليبا شمعون المستشار ألبطريركي للكنيسة السريانية الأرثوذكسية وشخصيات دينية ومدنية من مسؤولي الدوائر والمؤسسات الجماهيرية .
ابتدأت الاحتفالية بالنشيد الوطني العراقي باللغة السريانية " اثروديل   اثروديل " , ثم قدمت الآنسة كاترين عصام ميخا نبذة عن الدورة تلتها عدد من الفعاليات للطلبة الخريجيين باللغة السريانية واختتمت  بتوزيع الجوائز على الطلبة المتخرجين .
ومن الجدير بالإشارة إليه إلى ان الدورة كانت قد بدأت للفترة من 1 آب ولغاية 1 أيلول 2018 وضمت ( 72 ) تلميذا لطلبة وطالبات المرحلة الابتدائية فقد اشرف على الدورة  الشماس ( عصام ميخا ياكو ) فيما كانت السيدة ( هدى برنار شيتو ) مرشدة والدورة والانسة ( كاترين عصام ياكو ) معلمة الدورة .
قدم الاحتفالية : كاترين عصام , انس عولو

46

شاكر سيفو : ينشر اخر جنونه في " شانا بارك "
كتابة : نمرود قاشا 

تصوير : صفاء الجميل
شاكر سيفو , شاعر وناقد وإعلامي , بدا مسيرته الادبية منذ سبعينات القرن الماضي من خلال نصوص نشرها في العديد من الصحف المحلية والعربية , أول مطبوع صدر له  " سأقف في هوائه النظيف " عام 1996 , ومنذ ذلك الحين توالت مجموعاته بالعربية والسريانية ، لتكون مجموعته ( بندي دبغديدي " أربطة بغديدي ) مجموعته السريانية الأولى عام 1998 ليكن كتابه الأخير بالسريانية  (بوخا احرايا دديونوثي(    الهواء الأخير لجنوني .
فقد شهدت حدائق " شانا بارك " في بغديدي " قره قوش " أمسية تختلف عما اعتاد عليه رواد هذا المنتدى , في أن يقتحم هدوئهم مجموعة من الشعراء المجانين ليحولوا هذا الهدوء إلى صخب لم يعتادوا عليه , ففي مساء  الجمعة 31 آب 2018 جرى حفل توقيع هذه المجموعة , افتتحها الشاعر والإعلامي نمرود قاشا جاء في جانب منه :
مساء لا يشبهه أي مساء , كيف لا ... فهو مساء بغديدي الجميل المعبأ بالجمال والجلال في كل فصول السنة ، ومساء ابن بغديدي هذا الموغل بالبياض والتفرد ، فهو يتعامل مع الموروث الأسطوري والديني والحياتي من خلال الرمز والوقائع , فهو يمتلك ثراء لغوي كبير وتماثل حر ومبتكر .
بعد ذلك قدم الشاعر زهير بهنام بردى دراسة بعنوان " الشعر واللغة " سبق وان كتبها الأديب واللغوي بنيامين حداد تلتها ورقة أخرى كتبها الشاعر بردى عن سيفو ومجموعته الأخيرة , بعدها قراء المحتفى به " شاكر سيفو " مجموعة من القصائد بالعربية والسريانية , ليختتم الشاعر جميل الجميل هذه الأمسية بمداخلة قصيرة ليجري بعدها مراسيم توقيع مجموعته السريانية ( الهواء الأخير لجنوني ) ومعها آخر إصدار له بالعربية ( غصات في بوق الخليقة ) .

47


رئيس حركة تجمع السريان يستقبل وفد مجلس وجهاء الشبك


كتابة : نمرود قاشا

رئيس حركة تجمع السريان يستقبل وفد مجلس وجهاء الشبك
استقبل السيد جون أنور هدايا  رئيس حركة تجمع السريان في مقر الحركة في بغديدي " قره قوش " وفد مجلس وجهاء الشبك وقد ضم في عضويته السادة كلا من : عباس حسن أغا  " رئيس مجلس وجهاء الشبك " , سعيد مالو " نائب رئيس مجلس وجهاء الشبك " , يونس زينل رزاق " مدير إدارة مجلس وجهاء الشبك " , حسين علي حجي " أمين سر تيار أحرار الشبك " .
وفي بداية اللقاء رحب السيد رئيس الحركة بالوفد الزائر مثمنا هذه المباركة ومؤكدا بضرورة تقارب وجهات النظر بين كل مكونات أبناء سهل نينوى خدمة للجميع , ومحاولة تقوية الأواصر المشتركة ونبذ الخلافات التي تؤدي إلى الفرقة والتناحر .
ومن جانبه شكر السيد رئيس مجلس وجهاء الشبك حسن الاستقبال والضيافة مؤكدا بان جميع مكونات أبناء سهل نينوى حالة واحدة وإذا ما برزت حالة سلبية معينة فهي شخصية ويمكن معالجتها عن طريق الحوار والتعاون وفهم احدنا للآخر , وأضاف بان التاريخ القريب والبعيد يشهد مدى عمق العلاقات التي تربط المسيحيين والشبك والايزيديين  وبقية المكونات لما فيه مصلحة الجميع .
وتحدث عددا من أعضاء الوفدين على ضرورة نشر مفاهيم السلام والتضامن ونبذ الخلافات مهما كانت بموجب الدستور والقوانين الأخرى النافذة .
وفي ختام اللقاء شكر السيد هدايا هذه المبادرة وطالب بتفعيل المشتركات على ارض الواقع خارج الأجندات الخارجية وبما يخدم استقرار وأمان المنطقة  .
وقد حضر اللقاء السيد سالم زهرة عضو الهيئة التنفيذية وعددا من كوادر حركة تجمع السريان

48
أدب / الحرية لمن يحب الحياة ....
« في: 11:22 28/07/2018  »

الحرية لمن يحب الحياة ....


إنهاء الياس سيفو

أبتسم يا وطن
فأنتَ تستحق الحرية
تهلّل بنخيلك ...
ناذرٌ للعطاء شموخه
رغم جثمان القفر ...

أغتبط أيها الجنوب الأسمر
ولتتمرجح على نهر الحياة أحلامك
فقد شبعتْ من الألم
ضفافه
وأنتحرتْ من مرارة الصبر
عذوبته
إنه تواقٌ لمولودٍ يشبه الفجر
يصرخ بوجه الموت
شهقة الأمل
نهرٌ يحلم بطعم الحرية
كما العراق يحلم ..

أبتسمْ أيّها الشباب العراقي
ولتسمو الى بوابة المستقبل ...
سواعدك ...
أنفخ في وجه الظلام
عطر السماء
ولتتقدس خطاكَ بدعاء الأرامل ...
وأنتفض
ففي صوتك
بهجة النشيد العراقي ...

"موطني ...
         موطني ...."

أطلق في نور الشمس كلمتك
فلا تموت
 وهي تنادي للحياة ...
ومتى ما تفتح السماء سِتارَها ...
تتوهج على مسرح الأرض
صرختك
العراق يولد من جديد ..

معك أيّها الشباب العراقي
أنه يومك
بين أنقاض الجهل
لا تدفن هويتك
هذا وطنك ...
لا ترضاه مقبرة للأمل
هذه الأرض أعياها الموت
فكن أنتَ للحياة جسرا ...
وأصرخ
فيستفيق الحق من براثن العفن
فأنت حرٌ
ما دمتَ تُحب الحياة ...
نحن معك ...

دجلة تنادي ....
وقد أعتصرتُه حسرةً
على نؤاسٍ
سلبوه خمرة الليل ...
وفي قصصه
غرسوا رمح الجهل ...
أمسياته تستجدي الحياة ..
دجلة تستجدي الحرية
فكن له الحرية ..
وتباً
لمن إسْتحالَ عناقه بالفرات ...

إنه صوتك ...
إنه حلمك ...
إنزع عن رأس هذا الوطن
عمامات الجهل ..
وأطلق من سجون الهمجيّة حماماته ....
ولا تفتح لسواهم حدود الوطن ..
فهُم للجهلِ صور ...
وإن أختلفتْ أشكالهم !!
لا تقبل سطوة الجبل ...
و لا ترجو سِتراً ممن باع الوطن

معا
أيّها الشباب العراقي ...
فأنت تستحق الحياة
والحياة نبضها الحرية  ...

49
أدب / نفيٌ عام
« في: 07:18 23/10/2017  »


نفيٌ عام

إنهاء الياس سيفو

أرتمى بين احضاني الوطن
وقبْل يدي ورجلي
وأعتذر
عن سنين الحرمان
والضياع
واعلن اتحاده بي من جديد
فلا أموت غريبة

وعدني ان يخرج من بين الانقاض هويتي
وان يعيد الحياة الى شجرة احلامي
وان يسهر حتى تنضج امنياتي
فلا يقلعوا جذوري ...

هو وطني
أقسم انه وطني
وإنه سيقرأ من جديد نبؤاتي
ويعلّق على الازقة القديمة قناديل أحلامي
ويعيد الحياة الى صفحات ذكرياتي
ويضيئ امامي بوابة الامل
فتدخل حقائبي وصوري ودفاتري
ويقرأني العالم من جديد

عربون محبة
أقسم أن يحمل لي اغضان الزيتون
سيرى صبري
على القبور الممتدة الى السماء
وينحني امام اريج ازهاري
ويتألم لما ضاع من شبابي
ويعرف كم انا طيبة
وأمينة
ومخلصة
ويكبر
حين يرى كم كبيرة هي تضحياتي


سيكتب على ضوء النجوم أسماء شهدائي 
ويرفع عاليا أسمي ...
ويتباهى بأنه لي وطن ..

أقسم الوطن
بأنه سيبقى لي هو الوطن

لكن

الوطن لا زال في غيبوبته
وانا ما زلت في الحلم ...




51
أدب / لوثر
« في: 07:30 04/07/2017  »
لوثر

إنهاء الياس سيفو


تأملتُ
كيف تشربْ هذه الأغصان !!
وكيف
تعيش فيها الالوان ...
وأيقنتُ
إن اللوحة فيكَ
و في هذه اللوحة تبقى الحياة ...

حين كان عرس اللون
والفرشاة بين اناملك وجدٌ وانتشاء
كان الفضاء أوسع ..
والحلم أكبر ..

طوباه هذا اليقين الذي في داخلك
طوباه من عمّذَ هذه الأزهار
وتركَ لنا العطر ...

على معاني الجمال
فرشتَ احلامك
يذوب ربيعها في أوعية الفجر
والشمس تبتسم ...

سأتكأ على برواز الدفأ هنا
حين تذوب هذه الأمنيات
سأجمع رحيقها
وأغسل لوحتي الاخيرة

هل تُدرك
أيُّ سرٍ تركتَ هنا
كأنه العطش
حين يرث السراب 
كأنه الموت
حين يمشط شَعر الحياة  !!

ليته ظلَّ مؤجلا
رحيلك
كما لغز الحياة ...

بين الازهاروأغصانها هناك الصبر
وبين اللوحة وريشتها هناك الأزل
فما تراه بينكَ وبين الحلم !!

52
أدب / بعيدا عن الأضواء
« في: 08:14 20/05/2017  »
بعيدا عن الأضواء


إنهاء الياس سيفو

لون

عاد اللون
ولم يعد الوطن ..!


استقالة

حين استقال الالم من دائرة الجسد
رفض الجسد ان يلملم جراحه ...


تساقط

ستتساقط من ذاكرتي رويدا رويدا
كما تتساقط من ثوب الخريف
أمسيات الصيف ...


مظلّة

حين كان الوطن مظلّة
لم تبك السماء ..!

حلم

سنخرج من الحلم معا
كما دخلنا معا ..

تساؤل

ذابت
في فم الارض
الزهرة
فاين العطر ..؟

بكاء

ويشرب الشعب
حين تبكي الأرض ...



58


الفيلم الوثائقي - مواسم الهجرة يطرق الابواب ...


إنهاء الياس سيفو


مواسم الهجرة .. وثائقي من اعداد واخراج فارس دانيال
بعد حين طويل من الالم والسهر والتعب ، يستفيق الحلم على وسادة من الامنيات التي كادت ان تكون خالدة في زمن الفناء هذا ... امنيات خالدة كونها تشرب من نهر القلوب البيضاء المزروعة على سهل نينوى الحزين المتروك لمصير مجهول ..

حين يقف الجميع على رصيف واحد من السكوت والانتظار .. هناك رصيف اخر لا يكاد يخلو من خطوات المارين ، الكادحين الثائرين الذين لم يختاروا السكوت عنوانا لهم ... ولم يجدوا في الاتكال على الاخرين قوتا لهم .

يضع لنا المخرج فارس دانيال في وثائقي يكاد يكون فريد من نوعه ليس لمحدودية الامكانات وتواضع الدعم ، بل لان واقع سهل نينوى يحتضر بعد عامين من الظلم والاضطهاد . وبحاجة الى ان ننهض به . والنهوض به يبدأ بتوثيق ما حلَّ بنا ورصد المؤامرة الخطيرة التي يحوكها مَن همّه الاول قلع جذوره المسيحيية من موطنها الاصلي .

مواسم الهجرة يقدم لنا على طاولة مستديرة حقائق واحداث جرتْ على ارض سهل نينوى .. يرصد ردود افعال مختلفة تجاه ما حدث . واقول طاولة مستديرة لان الكل هو طرف يتحمل المسؤولية . لابد من الوقوف عند ابعاد هذا الوثائقي وماذا سيترك لنا في صفحات التأريخ ..
لماذا مواسم الهجرة ... تسائل الكثيرون عن ماهية هذا الفلم ولماذا نحتاج ان نرصد كل هذه الاحداث التي مر بها سهل نينوى ... وهنا يجب ان لا ننسى انه من خلال هذا الفلم ندرك كيف تسلل الينا العدو ولماذا سعى بعنجهيته وهمجيته ان يقتل في ايماننا الثبات ... و يزرع الموت في كل شبر من ارضنا التي كانت عامرة بالحياة ... العدو كان مجرد الاداة لتنفيذ مفاهيم بليدة منصوص عليها في كتاب لا يمت للبشرية بصلة ...

علينا جميعا ان نتأمل كيف تبدأ الحياة بعد الموت ... ولماذا ينبغي علينا التجدد في افكارنا والتخلي عن نزاعاتنا وان نطفئ في داخلنا ثورة الانا والتحزب حتى نبصر الآخر بصدقه واخلاصه بدلا من نطعن بمصداقيته ونواياه ... هكذا يكشف لنا الفلم نموذجا من الحقيقة التي ولدت بعد الموت ، علينا ان نؤمن بها ... ان نتعلم من مرارتها كيف ان الشهد صعب المنال.. يدعونا الفلم الى نقول الحقيقة وان نعترف بها ... اننا امام سيناريو حقيقي ومؤلم جدا لواقعنا .. وكيف اصبحنا الصفحة المهترئة في التاريخ ... يجب ان ندرك تماما ما نريده اليوم وكيف نعمل سوية لنواجه هذا الاسى ..

نعم اننا حتما سننهض ، والفلم هنا ليس لليأس ولا التذمر ليس فقط من الاطراف الخارجية بل والداخلية ايضا والتي اسهمت بشكل او باخر في تخريب سهل نينوى... الفلم هنا دعوة حقيقية لنتوقف عند انفسنا اولا ونعرف ما نريد .. ثم نتوقف عند الاخر لنعرف الى ماذا يصبو ... تحية للجميع واهلا بمواسم الهجرة

60
أدب / نقل: ما يحك جلدك..
« في: 11:29 20/12/2016  »

61
أدب / بغديدا ... تسبحة الأمان
« في: 09:29 30/11/2016  »


بغديدا ... تسبحة الأمان


إنهاء الياس سيفو

ليتهُ يعلو سقف السماء
فقد ضاقتْ بصراخ شعبي الامكنة ...
أشرقتْ الشمسُ على بغديدا
وبكتْ بمرارة
وغسلتْ بنورها آثار السخام ...
لكن من يمحو من قلوبنا آثار الدمار
نبشتُ بين الركامِ
أبحث عن أحلام العمر
ما تبقى ؟!!
تئنُّ الحجارة
أرى فيها ملامح الصبر
لا ترفعوا هذا الركام
فهو مقدسٌ
ففيه ضاع تعب السنين
وإنطمرتْ ذكريات العمر
 لا تمسّوه ... لا
فوسط هذا الخرابِ
طفولتنا ... أمنياتنا ... ضحكاتنا ... جلسات سَمرِنا
تعالو معي
نضع أكاليل الورد
فهنا يرقد مستقبلنا !!
يجثم الظلم على فجر أيامنا
كما الحجر على صدور الراقدين
ما أبشعَ مَن مرَّ من هنا
ما أبشع الموت
حين مرَّ من بغديدا
أكانَ الموت مّن مرَّ من هنا ؟
أم الشر ؟!!
أين تُراها كانت يد الرب ؟!
حين وضع الشر يدهِ على بغديدا ؟؟
نعم بغديدا العروسة
مَن أباحَ للشر
أن يقتحم أسوار البياض في ثوب العروسة
أن يدنّس محرابها
ينزع عنها تيجان برائتها
ويسرق لالئ أيمانها
نعم بغديدا العروسة
من أباح للشر أن يقتل عريسها؟!
طوباكِ أيّتها الأرض
طوباكِ أيّتها الأرض
وأنت تشربين من دم العريس !؟
طوباك أيتها النار
وأنت تلتهمين مجلدات ومخطوطات
طوباكِ وأنت تكبرين بإرث العريس !!
ما بالهُ هوائك يا بغديدا
حائرٌ ... تائه
لعلّه أشتاق لنواقيسك الثملة بالمحبة
ما يبقى لبغديدا حين يسود الشر
آه .. آه
ليته يعلو سقف السماء
فقد ضاقت بصراخ شعبي الأمكنة ...
آه ... لهذا الشعب
علّه يجد تسبحة الأمان
الى وليمة الأسى
يدعونه
ليأكل .. ليشرب
ويدفع وحده ثمن الأسى
شكرا ...
لمن يدسُّ لنا السم ... ويدعونا لنأكل
أليس ذاك الذي يغمس يديه .. يسلّمني !!
أنه زمن أسود
كالطير يفتح للسماء جناحيه
هكذا فتحنا للآخر قلوبنا
لكن الآخر ... قلبه أسود ، عقله أسود ،
إنه زمن أسود
زمن الظلمة ...
ونحن باقون فيه النور

63
أدب / سيدة النجاة ... من يُعزيكِ
« في: 10:34 31/10/2016  »


سيدة النجاة ... من يُعزيكِ

إنهاء الياس سيفو


زيّنوك بأبهى الصور
وأنتِ باقية مشهدٌ للألم ...


هناك الدم والدمع يجتمعان في صورة لا تُغتفر
والبياض لا يمحو أثار الجرم
فيكِ قصة شعبٍ
ما بقيَ له سوى ذاكرة الفواجع ...


أبتهالاتنا
تتمزق رغماً عنّا
ولا طعم للمكان دون محبة !!


رصيدكِ من العذاب لا يُضاهى
و الموت
لن يجعل منك مزارا جاثما
 ينتظر أكاليل الورد ...


فيك تسبحة الحياة الجديدة
و حجارتُك بعمر الايمان
أسمك لن يُمحى من ذاكرة الشهادة
طوباكِ
طوبى لصبرك ..
وطوبى لإيمانك ..
 

الوجهاء والرؤساء والزعماء
يتصدّرون فيك المقاعد
علّهم هذه المرّة يصدقون
ويمسحون عن وجهك تشوهات الرصاص ....


65
أدب / ألم في مرحلة المراهقة
« في: 05:57 17/07/2016  »


ألم في مرحلة المراهقة



إنهاء الياس سيفو


أمضى طفولته في قلبي
و لا زال ...
مُدللا !!

يتكأ على أحلامي ... ويتجمّل
يتسكع بين أزقة جسدي
و على ضفاف قلبي
يستريح  ....

يمرُّ على شفتيّ
ويزفر كل أسراري ...
يتباهى وانا أصمت !

حين يلبس النور
لا يشرق !!
ويغرِب في ظهري
فلا ينام ..
هو ألمي ... وأنا جدا أعرفه

كظلّي ...
يسبقني الى طاولة الغرام
ويتباهى
أنه الشريك الوحيد
وببحة رجولية
يُشيع في الحب مغامراتي

أنساه
يحشر نفسه في قصيدتي
ويتأوه عني
كيف يقرأ أهتماماتي ؟!
كيف يتفرّد باتخاذ قراراتي ؟!


ألمي
يتعب
أحمله كي يرضى
وأعصر من عينيه مرارة السهر
يأبى ...
متمردٌ أكثر الاوقات ...


يلهو بأنفاسي
فيتقلص عند مدخل الروح
ويتمدد على سريري
فلا أنام ....

ألمي ... يجبرني على التوحد به
لنكبر معا ...
وهو لا زال في مرحلة المراهقة !!








67
أدب / ذات اليقين
« في: 10:02 12/05/2016  »


ذات اليقين

إنهاء الياس سيفو

لليقين الذي فيكَ
سأرمم قصيدتي
لأن القصيدة عن الوطن لا تموت ...
 حين يكون الوطن نحنُ ...
الوطن لا يموت ...

توهجَ في مخيلتي سهل نينوى
ماذا يشرب الان ؟!
وقد نُفيَّ ربيعه
وأغتُصب َ بيبونه ...
أتراكَ تتذكرنا !!
وأنت  تتعمذ كل يوم بسطوة الأقدام على ترابكَ
وهي بقسوةٍ – كالجراد- تنهش عُذريتك
تنهار فوق رأسكَ أمجادكَ
وأنت مصلوبٌ على دكة الإنقراض ...

أتسلل بين جراحك
وأناجيك
وصوتي يتعكز على سلالم  طويلة مثقلة بالأمنيات
والأبتهالات
والصلوات
والدموع
والآهات
والأنين
لشعبٍ يحب الحياة ...

يا سهل نينوى
أتأمل
أغترابك
وأنتَ في أرضك !!
وكما على ترابكَ
فأنا على شفتيَّ ذات المرارة ...

مرَّ الكثيرين على جراحك
لكن لم يمر بعد السامري !!

أنت الكل الذي يلملم أجزائنا
ها قد مات الكل من الكل الذي فينا ...
فهل مَن يأسرحضارتك في قبضة من تأريخ ...

بين  الشعب والسماء
سحابةٌ من موت
يعيش تحتها هذا الشعب
وهي
تمطر عليه
جوع ومرض وجور وقسوة
 لكنه
يحب الحياة !!
أليسَ هو ذات اليقين ...


68
لكم العام الجديد بِذار ... ولنا – نحن الشعب –  المنجل


إنهاء الياس سيفو


مضتْ الثانية عشرة
والليلة حزينة
صامتة
كأجراس الكنائس
نحن مدعووّن أن نضع تحت المجهر
أنفسنا ... أفكارنا .. أعمالنا
وأخاطب هنا من يُمثلنا
ومن يدعي إنه يعمل لأجلنا .. يسعى لخلاصنا
أدعوه .. لان ينظر بعين مجردة من الأنانية ، اللامبالاة ، و المصلحة الشخصيّة  ، الى مأساة شعب
أدعوه
ان يستبعد –الآخر- الذي نطالبه بالكثير
ويتفحص جيدا
ثمار الحقل الذي كان يرعاه خلال العام
فلابد ان هناك
الكثير من الصمت ، التراخي ، الجبن ، الخذلان
وما ابشع الصمت
حين يكون الجميع في زمن الكلام
وما أقسى التراخي
حين يكون زمن العمل الدؤوب
و ما اصعب ان تصمّون أذانكم
بينما الأنين يتعالى ويُذيب حتى الصخر
ما أفضع ان تميّزكم التخمة
في حين ان الفقر يكتسح الكثيرين في المخيمات
وما أشدّه ألما حين تكتنزون الكثير
في حين توعوظون بالبساطة بين ابناء شعبكم

ان تكونوا دُعاة سلام
لا يعني ان تتسمروا في زاوية لا حياة فيها 
فمصير شعبكم مرهون بصنيع أيديكم
بقوة أفعالكم لا فقط تصريحاتكم
بسعيكم الى اخراج قضيته من بئر الظلمة
انه حقلكم ... والارض إن كانت في زمن ما خصبة ... قد تُصبح بور ولن تذعن أبدا لبذاركم 
انتم مدعووّن لان تتصالحوا مع أنفسكم
وتزيحوا عن أكتافكم  عظمة التسلط
حينها فقط
تتحروا
 وتحملوا قضية هذا الشعب الى شمس العالم
لكم العام الجديد بذار
ولنا المنجل ...


69
أدب / في ضيافة البحر
« في: 10:09 22/11/2015  »

في ضيافة البحر

من العائلة التي ألتهمها بحر أيجه الى كل العالم
إنقذوا مستقبل أطفالنا

إنهاء الياس سيفو

تتلألأ على وجه البحر بغديدا
ويقرأ الجميع قصيدة شمس
تعانق الهواء أصواتهم
وتغورُ في مسام الرمل أحلامهم ...
يغرقون
أقتفاءً لأثار وطن !!

***

أقطف من خدود البحر بياضه
لأصنع أكفانهم
فيجْزر على شفة الريح صمتهم
هائجٌ لا يعرف السكينة
وليته ....!!
صبرهم كفارسٍ يمتطي صهوة البحر
هناك
حيث زرقة البحر لا تنتهي ..

***

تتشبث بخماره الشفاف براءة الصغار
ولتعرجاته يمدُّ الكبار جبينهم
فترتوي من إنهيارات الضوء
سنواتهم المطفأة ..!!

***

عند البحر
كل شئ يبقى عالق بيده
الرمل ، الجسد ، والضوء
كموجة تلو الموجة
تتكاثر أمنياتهم
أمنيات لأبواب الحياة الملوّنة
لشاطئ جديد لا يخون
لأرضٍ لم تذق طعم الموت
لجسد بمسامات جديدة  لا تعرف الخوف
وهواء جديد  برئ من رائحة الفساد ...
علّهم يتركون ذكرياتهم الحزينة
عند عتبة وطن مات فيه الوطن ...

***

يزفر البحر
فيطلق آهاته البيضاء
ليبعثر بغديدا
ليبعثر قصيدة شمس
فيسقط فتاتها في صدر البحر
وتذوب في ظلمة وسكون
كأنه الكلام حين سقط من أبراج بابل
كأنها أنوثتي حين سقطت من أبراج اللهفة
كأنه الحلم حين سقط من دكة الوطن المفقود
كأنه الضوء حين ما عاد له ضوء ...!!
سقطوا جميعا من يد البحر !!

***

هكذا يذبل الشاطئ
حين يزبد عصير الايام
وما يبقى لو يجف رحيق العمر
سوى عيون مُشردة تبحث عن نور وطن
ويد البحر الفارغة ...

هكذا أحَبّوا الحياة
لكن
الموت أحبّهم أيضا !!





70

فيلم وثائقي عن مسيحيي العراق


عنكاواكوم/إنهاء الياس سيفو


فلم وثائقي عراقي واؤكد هنا عراقي لان المسيحيين لا ينتمون الى منطقة واحدة في العراق بل الى كل العراق ... الفلم سيناريو واخراج فارس دانيال ومن انتاج اهلنا داخل وخارج العراق .

هذا الفلم  ، مواسم الهجرة –الاسم المقترح للفلم الى حد هذه اللحظة - سيضع تحت المجهر كل من تسبب في مأساة شعب اصيل متجذر في ارض العراق منذ القدم ... هذا الشعب الذي بات يبحث عن كسرة خبز وسقف امان ..وهو صاحب حضارة وتراث عريق وفيه من الكفاءات والخبرات المبدعة التي تدفع بعجلة المجتمع الى الامام .

آن لهذا الشعب ان يجعل قضيته الخطوة الاولى والتي يبدأ بها مشواره الطويل لتأكيد هويته ، و لتعريف العالم بما يجري من مكائد خفيّة لقلع جذوره من أرضه ... من خلال هذا الفلم ، والذي سيمثل تمثيلا حقيقيا عن واقع شعبنا وما تعرض اليه من جور وظلم ومكائد ، سيكون صوتنا عاليا وأعلامنا واضح وصريح ومحدد ... لا مكان في هذا الفلم للخائن ، للصامت ، للمتراخي . الكل يحتمل المسؤولية في دعم هذا العمل الكبير وكل حسب طاقاته وامكاناته والاهم من ذلك حسب ايمانه بهذه القضية ...

نحن المسيحييون بحاجة الى ان تعلو اصواتنا من اجل قضيتنا وايضا من اجل مستقبل ابنائنا  ، فهذا الفلم سوف يغيير مسار قضيتنا من شعب يطالب بمساعدات حياتية الى شعب يطالب بحقه في الحياة وشرعيته في الارض في بلده العراق .

الفيلم لا يمثل أيّ جهة او تنظيم او حزب . بل يمثل الشعب المسيحي ويعبر عنه وعن معاناته وواقعه الحالي وما وصل اليه بسبب تحقيق أجندات معينة . إنها فرصة لإظهار الولاء الحقيقي لهذا الشعب الذي ذاق الكثير بعيدا عن التزمير بابواق فارغة .
هنا دعوة حقيقية للمساهمة بهذا الفلم ومحاولة جادة لإحداث تغيير ما ، ولكل من لا يؤمن حتى بالمحاولة ، فيعني انه لا يؤمن بإنتمائه الى بلده ...


71
أدب / مِن أجلِكَ
« في: 10:41 26/06/2015  »


مِن أجلِكَ


إنهاء الياس سيفو


أيُعقل ان يموت العراق ؟
كيف لهذه الحضارة العريقة النابضة بالحياة ان تُقتل ؟
بعد عام على تكفين أرض العراق بعباءة سوداء ،
وصمت العالم على ما يجري من إضطهاد وإقصاء من كافة الأشكال
العراق لا زال يبكي
تحت جور مخطط كبير لتحقيق أجندة سياسية خطيرة
 شعب عريق عانى من الأسى والجور لسنين طوال
وأُقصيَّ من أرضه وهو صاحب الارض
وجُرد من تأريخه وهو صاحب حضارة وتراث ...
 سهل نينوى يأنُّ
والنداءات لا تزال تعلو
لإنتشال براءة الاطفال من الظلمة
لإنقاذ الانوثة من أنياب الجهل
النداءات لا تزال تعلو
والعراق يُمزق
و الجرائم التي تُرتكب بحق الانسانية مستمرة،
وما أبشع ان تتحد أكثر من قوة على تنفيذ الشر .
 أيُّ ذنب لك أيّها الشعب سوى إنّك تتنفس الأبداع ...
 تحب الحياة ، تهتف للربيع ،
وتشرق للأمل ...
 هنا نداءٌ لإنقاذ الأبداع ... فهل من يسمع ؟! 
عذرا 
فالعراق اليوم مجهول المصير ...
وعذرا للدم الطاهر الذي سُكب على أرضك ...
عذرا للبخور الذي أحترق في سمائك ....
ماذا أقول للذين سالتْ دمائهم حباً بكَ
للأب رغيد كني والشمامسة وقد تقدّس الشارع بدمهم ...
وكيف أُعبّر عن صبر المطران فرج رحو وثباته
ماذا أقول وقد أنطفأ فيك سراج العيش ...
ماذا أقول  لعمو بابا حين حمل بيديه حفنة من ترابك موصيا تلاميذه الصغار ان لا يتركوه ،
ماذا أقول للوثر ايشو وقد رمّممَ جراحك في زيتٍ ولوحة ،
و بما أجيب سعدي المالح حين آبى أن يقدّم نفسه وإكتفى بأن يتحدث عن العراق ...
ماذا أقول لكل من آمن بك وطن وأرض وحقل وجدول ...
 ووجدَ فيك غربة مرّة ...


72


لذكراكَ أريجُ الأبدية ... سعدي المالح


إنهاء الياس سيفو
   

 
         
تراءى إليَّ
إنّكَ إستفقتَ من غيبوبة الصمتِ
ففاضَ عند قدميكَ نهرُ الكلمات ...

ما عرفتُكَ
فكيف بيننا تحققتْ نبوءة اللقاء الأول ...

فيكَ صحوٌ
ما تلبْدَ في سماءٍ
عليها أُقيمَ زيفٌ ورياء
ولكن الفجر عن أفقِك َ سقطْ
فبكتْ الشمس
وأبتهالاتٌ قبل ان تُدرِكَ الرب وصولا
تمزقتْ
من آحانَ ساعةَ موتِك؟!
ولما خطوِكَ على الارضِ نديّاً لا زالَ ..؟

تعرّج الزمن
وما أستوتْ له سطورا
وأناملُكَ تتحرّق
لتمرَّ هناك ... وتُحرر من قبضة الخوف
كل الحروف...

بعمر التأريخ أحلامُكَ
وظلّك يُعيدُ للترابِ ذاكرة الأصالة

في إنتظارِكَ
الكثير من الكنوز
فأعِد اليها هويتَها
فأنت َ منذ القِدَم
يسكُنكَ التأريخ
وفي جيبكَ أودعَ حقائقاً وأسرارا...

ما أكثر الزمان ضياعا
لهواً وإندثارا
وأنتَ محرابُك
كتابٌ
طويتَ بين صفحاته صفوَ العمر
بعيدا أخذتكَ خبايا الماضي
ووحيداً على مرفأ الصبر ترتل
وبين راحتيك أغنية القلب الوحيدة
"العراق"

ما أدركَ الموتُ
أمسيّةً ثقافيّةً
تنتشي برائحة الكلماتِ
فهل أدركَ الموتُ أمنياتك؟!

آيا جمرة عمرِك المتعثر بين غربةٍ ووطن
آيا بهجة التراث المُستتر على أكتافكَ
الى ذاك الداكن في وجه الشمس
يصبو ترحالكَ
ويبقى شوق الوصول مكابدة
ما أكثرَ ما أرتوى من نبعِ أسفارك
فلتتجذر في حفنة أصالة مواسمُ حصادِك ...

عذبٌ
كذاك الموج في شواطئ قلبكَ
يبقى قلمُك
حيثما تمدُّ سهولك
فهناكَ فيضُ حبٍ
وعمكا ...
وزغاريد ...

هناك الكثير
والقادم عنكَ أكثر ...



73
أدب / ديمومة نهرٍ
« في: 11:13 09/03/2015  »


ديمومة نهرٍ


إنهاء الياس سيفو


سكوبا ...
ما عُدتَ على انثى
تتوسدُ الليلَ
سراً مُبلّلا برحيق النجمات
إستكانَ جموح صباها
وما راقَ لكَ
في قصصها المخمليّة مكوثا ...

وحدها تعرف طعم الريح
والريح تشهدْ
كم مرَّ في عطرها الذبولا ...

 آيا أنتَ
تموجتَ على شواطئ قلبها
مُرتعدا مرة ومراتٍ خجولا ...
تميتُ في وسادتها حُلما
وفيضكَ
في كأس حياة متروكا

ثملةٌ
تدفنُها في ثوب عيدٍ
بطعم فجرٍ نديٍّ
بأتجاهات هَواً
كَبُرَ على ظلِها وتربى
عاريةٌ أمام الشمس
وإليها يبتهل الضوء مرورا ...

آيا انتَ
كنتَ للعهدِ نقوضا ...
وما أستوطنتَ أحلام أنثى
وباكراً
أطفأتَ سراج العمر
وأخمدتَ سيولا ...
توغل
وأكثر أقترِب
واخضراراً في سهول الحب تكاثر
رجوتُ إنهماراتك
أن تنتفض
فتتسربل على إيقاع شهوتك
كل أقدام المروج والحقولا ...
فكن وفورا
ومتى ما أعلنتَ اعتزالا
أرأف !!


 

74
أدب / إختصارات
« في: 12:50 15/02/2015  »


إختصارات


إنهاء الياس سيفو


بتُّ أكره طعم الوطن
ففيه الكثير من المرارة ...

...

قبل أن أسأله
أجابني
أنا الموت
أنا راحة كل البشر !!

...

كنتُ أردد دائما
حضارتي لا تنتمي الى الموت
واليوم
أراها في نعوش هزيلة تُحمل

...

أشتقتُ الى نخلة
في تمرِها يختبأ حلم طفولتي

...

أريد ان أختبأ في الشمس
لأطلُّ على قُرانا البعيدة
وعلى حجارة أيمانها
أُصلب !!

...

ترمّلتْ أرضي
وتفرّق الشعب
فضاع الميراث ...

...

تباً لك أيّها الموت الاسود
لن تكون السيّد ...


76
أدب / قذارةٌ على الأرض
« في: 21:52 30/11/2014  »


قذارةٌ على الأرض


إنهاء الياس سيفو


لا مأوى لنا
والحب جثة هامدة
كيف هكذا الحال يكون ؟!


كأوراق الخريف
في شحوب
في ذبول
أبناء شعبي يتساقطون
لا لشئ
فقط لأنهم الحب على الأرض
و الحب جثة هامدة ..


أيُّ لعبةٍ هذه !!
العالمُ فيها يائسٌ
وللموت أدوار البطولة
وشعبي هو الخاسر الوحيد !!
كيف للصباح نبتهج
والسلام يتمزق نازفا !!


ببقع الدم
تزيَّنتْ السهول الخضراء
وذُبح قوس القزح ، ذُبح عنوان الفرح
غيرُ السواد ... ما تبقى
كيف نتأمل بريق النجوم
والخوف يتربع ... ويزداد


هكذا هو الحال
حين الحب جثة هامدة
كيف نتهلل بالربيع
والأمل يندب ... !!


آه ... يا شعبي !!
أبحث ... ولا أجدكم
أين أنتم ؟؟
:
:
لم يتبقى سوى
قذارةٌ على الأرض ...



رابط النص باللغة الأنكليزية
http://english.ankawa.com/?p=13018

77
أدب / لأنها أنثى
« في: 06:48 08/08/2014  »


لأنها أنثى

انهاء الياس سيفو

لأنها أنثى
جردوها من الانوثة ...

تركوها
هامدة كالصخر
ورشّوا عليها الدم

أبطلوا فيها دوران الأساور
وحولها تسمّروا
كوليمة العمر
جزّوا من صدرها طعم الحياة
ولم يشبعوا
حين أفترسوا فيها الحلم ...

وحيدة كالقمر
مُعلقة في ظلمة أفكارهم
يتساقط من أحلامها النور
و لا يأبهون
فهم رابضون على سهول أمنياتها
يتسكعون
عند بوابة خصوبتها
ويحفرون في دفئها
أكثر من جدول ...
 
تبقى كالليل
عارية
وبدلا من لمعان خواتمها
تومض أنيابهم
فينهشوا في جسد حضارتها
كل عريقٍ ... كل ثمينٍ
فيتمزق تاريخها
وتتطاير حروف أسمها

يكرهون فيها النور
لأنها أنثى من نور
لأنها نينوى



79
أدب / أكثر من لحظة شعرية
« في: 19:55 14/03/2014  »


أكثر من لحظة شعرية


انهاء الياس سيفو


زادٌ
 تبادلا طعم القبلة
وشبعا الى الابد ...


توبة
توحد خرافي
بعطر الآلهة القدماء
أعلنَ ألحاده


محاولة
خوفا من الضياع
أودعَ الرجال قلوبهم في خزائن النساء


غيرة
مرورهُ
يحفر في ظلمتها أخدود فرح
فلماذا يغار النور؟!


معادلة
لو لا هو
لما أدركت هي روعة مفاتنها


أمنية
يبقى
الوصول الى ثغر أمرأة
أحلى مغامرة


هزيمة
لم يصمد الحب
أمام أثنين
يجهلان ثقافة الإنصهار


مساواة
ممسكٌ بمقبض الجسد
لا ترجوه حرية
ولا هو يُعلن إنتصارا


حدود
ما ان وصل حدود إمرأة
عاد
فليس لديه الكثير من الحب !!


94
أدب / مسموحٌ لكَ
« في: 11:44 12/01/2014  »


مسموحٌ لكَ




انهاء الياس سيفو



مسموحٌ لكَ
يا واحة الصبر
أن تفتح في قلبي كل الأبواب
أن تبحث في جسدي
 عن شرفة للحب
فعلى شفتيَّ
أكثرُ من سطرٍ في العشقِ
مسموحٌ لكَ
فعمري على راحتيكَ
 منثور
وخجلي قصيدة ما عدتُ أردّدها
أحبكَ وبدونكَ متاهةٌ صدري
احبكَ ولأجلك
أحفظ مواعيدي على طاولة الزمن
لانك اللقاء
وأوقد عليها شموع عمري
فأنت الضياء
أغمِرني بأنفاسك الدافئة
وإنساني
في محطة همومِك
فأنا صغيرةٌ بين يديك
ما بيننا
سترويه الطيور للأغصان
وستحمله الفراشات
الى قلب كل زهرة
وتغني به الريح
في كل سماء
مسموحٌ لكَ
أن تسكب على خدي
نهرا من القبلات
وأن تصطاد من عيني
لالئ المرح
أنا معكَ
أنا فيكَ
أنا بكَ أكون....



قصيدة من ذاكرة التسعينيات


95
أدب / نقل: رسائل الحب
« في: 14:02 07/01/2014  »

118
أدب / نقل: مسابح اخر زمن
« في: 03:41 02/12/2013  »

119


على ضوء اللقاء مع الدكتور سعدي المالح في برنامج أبعاد في قناة العراقية الفضائية


إنهاء الياس سيفو



يطول الحديث عن القهر والكبت والحرمان الذي طال شعبنا  ، أبناء العراق ، واؤكد هنا ، كما اكد الدكتور سعدي المالح ، "الاصلاء" ...  ولا زال هناك الكثير يتسائل  لماذا "الاصلاء"  
لقد فتح الدكتور المالح مسارات عديدة تمر منها  أنهار الحقيقة سائلا ان ينهل منها الجميع دون أستثناء . أن تثبت هويتك ليس ان تفتح النار على غيرك ، ان تثبت هويتك هو ان تقدم إرثك التاريخي ، الثقافي ، الحضاري للآخر . انها ثقافة قبول الآخر التي على الجميع التزامها كونها أول الطريق للتعايش المشترك .
لا يزال هناك البعض من هذا الاخر متقوقع ضمن أطارمجتمعي يؤمن بأنه هو الاصح ، هو الاكمل ، هو الاصلح . وهنا تتجسد صورة حيّة للأجحاف الذي بطبيعته يقصي كل من يقف خارج هذا الاطار المجتمعي او لا يتنمي الى هذا الاصح ، الاكمل ، والاصلح .
محاولات عديدة أسهمت في تقويض فرصة الحياة علىينا نحن كشعب كلداني سرياني آشوري وذلك سعيا الى اخماد جذوة الابداع عند هذا الفئة التي لطالما كانت وفيّة لبلدها .
وحين تأملت كلمة أجحاف ، وجدت انها تتجلى في عدة صور :

حين ننصهر مع الآخر في مناسباته ، نواسيه في نكباته ، ونشارك طقوسه ، وهذا الآخر يرفضنا مبدأ وتفصيلا .
نحن أبناء البلد و لا يكون هناك اعلاماً يعرض مساهماتنا في بناء هذا البلد ، جهودنا في تطويره ، وسعينا الدائم ان نبقى جزء منه . مهم جدا وضروري ان يعرف الاخر ان هناك مبدعين  يذكرهم التاريخ في صفحات من ذهب . مثلا تعريف الناس بالرحالة السريان له اهمية كبيرة من حيث يعكس دورنا الفاعل في نهضة البلد ، كونه إرث ثقافي وتاريخي ثمين  وأجد ذلك رد حاسم لكل من يرسمنا في صورة هامشية لا تمت للحياة والابداع والتاريخ  باية  صلة .
واشكر هنا الدكتور المالح  على طرحه هذه الحقائق ، لاني من الذين لم يكن لهم دراية بهذه الامور ليس لاني لا أقرأ ، بل لان لا يوجد هناك من يكشف هذه الحقائق ككتب ومناهج دراسية تلك التي تكون في متناول الجميع  . أذا لم يكن ذلك أجحاف ، فما يكون ؟
 وكذلك للسريان دور بارز في نقل العلوم والاداب الى العرب عن طريق الترجمة  ناهيك عن دورهم في الطب ، هذه الحقائق لا تذكر .
أن تكون هويتي هي حافز يثير عند الغير غريزة القتل ليس لشيء سوى لاني مختلف عنه ، هذا  الطرح ليس غريبا وبات معروفا وله ابعاد قد تكون سياسية مجهولة عند القليل من الناس لكن معروفة عند الاكثر  
من الصعب جدا ان تجعل الاخر يفهم  ثقافة  قبول الآخر لطالما هو لا يؤمن بها . يطالبنا البعض بان نغتبط  بوجود القوانين والتي هي مع وقف التنفيذ على أرض الواقع كما ذكرالدكتور المالح .
ما اثار أندهاشي هو الاصرار على ان الجميع  قد تعرض للقتل والجور والاضطهاد
وهنا اقول له نحن لم نَقتل .. فلماذا نُقتل ؟

ما يؤلم هو أننا لا نزال نفتقد المصداقية في طرح الامور وننقاد  وراء صورة غير واضحة ساعين بكل ما اؤتينا من قدرات كلامية الى إبقائها لامعة  بالرغم من ما يؤطرها من شوائب  وهذا ما كان جليّا من خلال الاسئلة التي طُرحتْ  في البرنامج .
واكيد إنكار تاريخنا  بشتى الصور وبشكل مباشر او غير مباشر ، ، وتجريدنا من ما يعبر عن هويتنا  هو اصعب ما يمر به الانسان في بلده .
 انا في العراق لي أرض ، تاريخ ، لغة مكتوبة ومقروءة  ، وثقافة  ، هذه المقومات التي تعطيني الحق في أن أكون مواطنا عراقيا أصيلا .  

رابط اللقاء:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,711046.0.html

121
أدب / نقل: أي صبر ياصاحب ..؟
« في: 11:08 23/11/2013  »

141
أدب / إلى صديق
« في: 21:53 01/09/2013  »


إلى صديق


انهاء الياس سيفو


أحترس
فأني حين أشتاق
لا أبوح
لكني عن قوانين الطبيعة
أنفصل

******

هل جرّبتَ أن تختبأ مرةً في شرارة حب
لتبرق مع السماء
فترتعد شوقا
وتتساقط حنيناً
على أرض أنثى !!

******

أنا وأنت
لحظة باردة
فيها
الوقت يتقد مع حطب الأنتظار
والنار
 تلتهم فينا الحب البارد

******

يا صديقي
الحب ليس ضدنا
لكنه مات بيننا
لا تدفنه ...
لان الحب مع كل لحظة شوق
يتبرعم
فأغتبط !!

******

أتعرف ؟!
بيننا مسافة ضوء
إن تقدمنا نحو كلينا
نتوه في عتمة بعضنا ...

******

أتذْكر
كيف بعد سنين طوال من الأغتراب
وجدَنا الحب بأنتظاره
بلهفة الطفل الاول !

******

تأمل يا صديقي وسادة
كيف يدفن الحب فيها روح الكلام
ونكتفي نحن بالتلوع

******

وحده القمر
ينتظر على شرفة الليل
أما نحن
فنختبأ في بريقه



146
أدب / يوسف ... إنحناءً لبرائتك
« في: 10:48 03/08/2013  »


يوسف ... إنحناءً لبرائتك

                                          
                                        
  
انهاء الياس سيفو  


  
 أنه سيناريو الرب
             وأبراهيم  أطاعَ ...
 
يوسف
يا قطعةٌ مني ...
يا كلي أنت َ .. وأنا بعضٌ منك
حدثني عنكَ
من هناك
حيث الموت ... نكهة الحياة السرمدية
والهواء بطعم النقاء الألهي
شوقي إليك ينتفض
كثورة جياع نحو الخبز ...
وحزني عليك ... يحفر فيَّ أخاديد غضب
كبركانٍ يتقيأ ناره ..


برائتُك زادٌ
لا تشبع من لذتِه الدار
وطفولتك َ
هبوبٌ لنسائم الأمل رغم أختناق الحياة


خبأتُ وجودي في غيابك َ
وتوغلتُ أكثر
لحظةٌ سوداء
الألم مبثوثٌ في حناجر الأرض
حسرةٌ عليكَ
أنتحر الضجيج فجأة
وتَبَدّدَ العويل في أقاصي السكون
ماتت ْ تلك اللحظة
وأنتَ محمولٌ على أكتاف الأيمان
مسوّراً بالملائكة ...
كفعل محبة تهللتْ به أبواق السماء
حينها أيقنتُ
أن إستقبالكَ كان مهيباً ...
هكذا أرتفع نجمك الى السماء
ولا نجمٌ يسكن الأرض !


يوسف ...
أيها الغافي في مسام القادم من الأيام
أيها المتدلي مع عناقيد الفرح
في كَرم القلب ...
هَلُمَّ
بلهفٍ عليك ...
لأرشُفَ من نورِكَ


أتعرف يا يوسف ...
السقوط في البئر ليس بداية الموت
أتسائل أيّ نبؤةٍ ستحقق فيكَ
إنه سيناريو الرب
والرب شاء ...


* يوسف أبراهيم متي
زهرة ذبلتْ في حديقة البشر لتتمجد في ملكوت الرب

147
أدب / نقل: وصفي قرنفلي
« في: 22:55 02/08/2013  »

149
أدب / نقل: نسيب عريضة
« في: 11:01 26/07/2013  »

153
أدب / القصيدة المؤجلة
« في: 09:11 05/07/2013  »


القصيدة  المؤجلة



إنهاء الياس سيفو


إرتعش الفجر
لمبسم عذراء أبيض
وأعلن شوقا
لأيقونة الصبر في بيتي المتعب ...
لتعويذة الجمال في مسائي الحائر
لأفق تغمّدَ البشرية إستقامة ...

مضى أيلول ولم يعصف في صدري إله الشعر
أكان هو حين مضى
أكان هو حين بعثر الصمت
كأني على خطاه أقتفي أنفاسه ...

***

أبكاني نهارٌ لم يحمل رائحة أبي
أنا لستُ أنا
حين ما كان ها هنا ...
كيف تغيّر وجه الكون
ومن أطلق سراحي
لأتشرد في فضاءٍ تيتّمتْ فيه الأنجم

رميتُ وراء ظهري عمرا بأكمله
وأبقيتُ أمامي ذكرى أبي ...

ليتني
ذبْتُ أفكاراً في مكتبته ..
وليتني
أختبأتُ في دفأ معطفه
ليتني
ليتني
تسمرتُ في نعش أبي ..



158
أدب / نقل: دور المرأة في الحياة
« في: 11:29 18/06/2013  »

170
أدب / أدب مترجم
« في: 10:20 01/05/2013  »


أدب مترجم


أربع قصائد مترجمة عن الادب الانكليزي

ترجمة: إنهاء الياس سيفو


عند إنتصاف الليل

للشاعر توماس مور


عند إنتصاف الليل
 حين تندب النجوم ،
 عاليا أحلق صوب ذاك الوادي الذي أحببناه
هناك حيث يقبع وحيدا
حين الحياة تشرق بدفأ في عينيك
اتأمل ملياً
أيمكنها الروح
ان تخطف من أماكن اللقاء
مشاهد الفرح
فتعيد احيائها ...
رغم تلاشيها
تخبرني بأن حبنا
ينبض حياً حتى في السماء
***
 ثم أنشد أغنية الطبيعة
لطالما أبهجتنا  
تتحد في الهواء الطلق أصواتنا
وكصدى بعيد يخترق ذاك الوادي
أظن يا حبيبتي
أنه ذاك القادم من مملكة الروح
عائدا بهمسات
لطالما كانت عزيزة علينا


******

صباح عند النافذة

للشاعر تي أس أليوت


في سرداب المطبخ
تعلو طقطقة أواني الفطور
وعلى طول ذاك الشارع حيث يكثر وطء الاقدام
أدرك كم واهنة أرواح الخادمات
تورق بيأس عند بوابات المنطقة

تطرحني موجات الضباب الداكن
وجوه زائفة عند أسفل الشارع
حيث دمعة على وجوه المارات بتنوراتهن الموحلة
حيث أبتسامة ضائعة تحوم في الهواء
وهناك عند الاعالي تتلاشى  

*****


الشيخوخة

للشاعر ماثيو آرنولد

ما ذا يعني ان نشيخ ؟
أن نخسر مجد الظهور
أن نفقد بريق العيون ؟
أم تفقد الزهور بريق الجمال ؟
نعم ، و ليس فقط هذا

ان نشعر ان قوانا تتلاشى
وليس فقط زهرة شبابنا ..
 أقل مرونة  تبدو اطرافنا
  وأكثر ضعفا شدُ أعصابنا

نعم  وأكثر من هذا ،
 آه ... ما هكذا كان حلم شبابنا !
أن تصير حياتنا
ساكنة ناعمة كالغروب
أهكذا ينتهي زهوَ أيامنا !

ليس ان نرى العالم
كمن على علو ٍ بنظرات شاردة
تثيراعماق قلوبنا ،
ونبكي ، ونشعر بما فاتنا
ماضي لن يعود !


اياما طويلة بنا تمضي
ولا مرّة نشعر باننا كنا شباب  نابض
و في سجن الحاضر
نضيف سورا
شهر بعد آخر بألم وحسرة

هو ان نعاني ،
ونشعر بالضعف ، ولا نشعر بكل ما نشعر به
عميقا في خفايا قلوبنا
نتقيح التذكار الممل لهذا التغيير
دون شئ من الحب


هي اخر مرحلة لنا
حين ننجمد وتصير كالخيال ذواتنا
نصغي الى العالم وهو يُحيي
ذاك الشبح الخاوي الذي حمل الكائن الحي

******

الرحمة


للشاعر توماس هوود


وقفت بشموخ وسط الذرة
كقلب الشمس
تحتضن نور الصباح الذهبي
مِن بين كثيرين ، مَن سيحضى  بقبلة دافئة

على خدها توهج الخريف
متوغلا كانه الخجل
قد نما وسط بشرتها السمراء
كالخشخاش الاحمر ينمو مع الذرة

حول عيونها تتدلى خصلات الشعر
وقد كانت اكثر سوادا ومن ينكر
رموشها الطويلة تحجب الضياء
لكن ذلك غمرها اشراقا

قبعتها تُلقي بضلالها
وجبهتها تزداد عتمة
هكذا وقفت وسط البيادر
تمجد الرب بنظرة من جمال

يقينا،انا قلت، السماء لا تزعم
حيث احصد انا عليك ان تجمعي
ألقي  حزمتك وتعالي
شاركيني بيتي وحصادي





175
أدب / عيد قيامة مجيد
« في: 00:31 31/03/2013  »



قام المسيح ... حقا قام

تهاني قلبية بعيد القيامة المجيد

مع صلواتنا وامنياتنا العميقة ان يعم السلام وجه الارض

وتغمر المحبة جميع قلوب البشر

عيد قيامة مجيد لكل اعضاء زاوية ادب

مع كل الحب والتقدير

180
أدب / نقل: شعر رومنسي قصير
« في: 05:13 21/03/2013  »

195
أدب / بطاقة تهنئة للجميع
« في: 11:39 26/12/2012  »


عيد ميلاد مجيد

ولد المسيح ... هللويا



لنستقبل الطفل يسوع  بالحب والفرح والامل

لنتمنى الخير والامل والسلام لبعضنا البعض

هكذا ترفل أيامنا بالهناء وتزدهر أمنياتنا

أمنيات للجميع بالفرح والسرور

لنتبادل تهاني العيد وكلنا رجاء بسلام يغمر العالم اجمع




197
أدب / نقل: رسالة قصصية موجهة
« في: 00:47 07/12/2012  »

200
أدب / سيناريو الألم
« في: 11:28 02/11/2012  »



سيناريو الألــم



إنهاء الياس سيفو


كالقمل

طليق العنان في لحاياهم

يطلقون سراح الموت  في قلوب الأبرياء ...

   
حول مربع أفكارهم

يطوفون

والحجارة ما عادت تكفي

والرجيم لا زال حيّا ..!!


السيف عِماد حياتهم

وسبابة من الجبن

تحشو بطن التاريخ بهزائم

  تمسح جبين الحضارة بخرقة بالية من راية ممزقة

وتفقأ عين الطفولة ...


هُم كُثرُ

حتى ظنّوا ان المكان ما عاد يكفي

فقتلوا الآخر ..

 ومات حتى المكان ..!




201



بطاقة محبة لجميع أعضاء زاوية أدب


موقع عنكاوا واحة خضراء تينع فيها زهور جميلة بشتى أنواعها وألوانها ... والجميع في عنكاوا يحرص على ديمومة هذه الخضرة لتبقى الزهور فيه فواحة بعطر الحب والوفاء والابداع .

وكواحدة من الزهور الملونة في الموقع ، تعبق زاوية أدب بأريج خاص ويفوح منها عطر الابداع والتألق لتزهو بروح خلاقة للكلمة والأحساس العالي بالصورة الشعرية . وهذا ما يجب أن يتوق له كل كاتب لأن الكتابة أحساس وذوق . أحرص على تحقيق ذلك من خلال المحافظة على مستوى الكتابة في الزاوية المخصصة لنشر الشعرالفصيح ، قصيدة النثر ، والقصة .

منذ أستلامي الأشراف في زاوية أدب وأنا أؤكد على نقطة مهمة وهي اننا في الزاوية لا ننشر الخواطر والشعر الشعبي ، ولهذا أرتأت الادارة في موقع عنكاوا ان تستحدث زاويتين في المنتدى الثقافي ، الاولى هي زاوية خواطر والثانية هي زاوية الشعر الشعبي أيمانا منها بالتواصل مع الأعضاء والأهتمام بنتاجاتهم الأدبية .

أنا أحرص على ديمومة الجمال والرقي في زاوية أدب ، وأحرص أيضا على ديمومة العلاقة بيني وبين أعضاء الزاوية الذين أخصهم بجزيل الشكر والتقدير لتعاونهم في التوقف عن نشر الصور أيمانا منهم بأن الكلمة هي أحساس يصل القلب وجمال يسرّ العين .

ولهذا اود أن أذكر بأني لا ولم أحذف أي مساهمة لكني سأقوم بنقلها الى زاوية خواطر أو زاوية شعر شعبي . أنا أقدر كل المساهمات التي تنشر في الزاوية لأني أدرك تماما ان الكتابة هي عصارة فكر وبالتالي أنا لا  أحذف أي نص ولا أهمل أي نص ، اعتمادي الكامل في تقييم النص يكون على النص نفسه وليس على الشخص . يهمني كثيرا التواصل مع الاعضاء لحرصي على تعزيز الثقة بيني وبينهم . لكني أقوم بحذف أي نص متكرر اي منشور سابقا في الزاوية .

قد يلاحظ البعض حذف بعض  الردود وأوضح هنا أن مثل هذه الردود لا تضيف للنص بقدر ما تقل من قيمته لان كما ذكرت سابقا ان كتابة النص هي عملية جهد ووقت ثمين ، فكاتب النص ينتظر نقاشا أدبيا  وليس مدحا لشخصه و سؤالا عن صحته .

بريدي نافذة مفتوحة  لكل الاعضاء وأنا مستعدة لسماع أرائكم وأقتراحاتكم مُعبرة عن ترحيبي الكامل بمشاركاتكم، أيضا بأمكانكم مراسلتي عن طريق الموقع .

enhaapoet74@yahoo.com


مع أحترامي وتقديري

أدارة زاوية أدب

202



بطاقة محبة لجميع أعضاء زاوية أدب


موقع عنكاوا واحة خضراء تينع فيها زهور جميلة بشتى أنواعها وألوانها ... والجميع في عنكاوا يحرص على ديمومة هذه الخضرة لتبقى الزهور فيه فواحة بعطر الحب والوفاء والابداع .

وكواحدة من الزهور الملونة في الموقع ، تعبق زاوية أدب بأريج خاص ويفوح منها عطر الابداع والتألق لتزهو بروح خلاقة للكلمة والأحساس العالي بالصورة الشعرية . وهذا ما يجب أن يتوق له كل كاتب لأن الكتابة أحساس وذوق . أحرص على تحقيق ذلك من خلال المحافظة على مستوى الكتابة في الزاوية المخصصة لنشر الشعرالفصيح ، قصيدة النثر ، والقصة .

منذ أستلامي الأشراف في زاوية أدب وأنا أؤكد على نقطة مهمة وهي اننا في الزاوية لا ننشر الخواطر والشعر الشعبي ، ولهذا أرتأت الادارة في موقع عنكاوا ان تستحدث زاويتين في المنتدى الثقافي ، الاولى هي زاوية خواطر والثانية هي زاوية الشعر الشعبي أيمانا منها بالتواصل مع الأعضاء والأهتمام بنتاجاتهم الأدبية .

أنا أحرص على ديمومة الجمال والرقي في زاوية أدب ، وأحرص أيضا على ديمومة العلاقة بيني وبين أعضاء الزاوية الذين أخصهم بجزيل الشكر والتقدير لتعاونهم في التوقف عن نشر الصور أيمانا منهم بأن الكلمة هي أحساس يصل القلب وجمال يسرّ العين .

ولهذا اود أن أذكر بأني لا ولم أحذف أي مساهمة لكني سأقوم بنقلها الى زاوية خواطر أو زاوية شعر شعبي . أنا أقدر كل المساهمات التي تنشر في الزاوية لأني أدرك تماما ان الكتابة هي عصارة فكر وبالتالي أنا لا  أحذف أي نص ولا أهمل أي نص ، اعتمادي الكامل في تقييم النص يكون على النص نفسه وليس على الشخص . يهمني كثيرا التواصل مع الاعضاء لحرصي على تعزيز الثقة بيني وبينهم . لكني أقوم بحذف أي نص متكرر اي منشور سابقا في الزاوية .

قد يلاحظ البعض حذف بعض  الردود وأوضح هنا أن مثل هذه الردود لا تضيف للنص بقدر ما تقل من قيمته لان كما ذكرت سابقا ان كتابة النص هي عملية جهد ووقت ثمين ، فكاتب النص ينتظر نقاشا أدبيا  وليس مدحا لشخصه و سؤالا عن صحته .

بريدي نافذة مفتوحة  لكل الاعضاء وأنا مستعدة لسماع أرائكم وأقتراحاتكم مُعبرة عن ترحيبي الكامل بمشاركاتكم، أيضا بأمكانكم مراسلتي عن طريق الموقع .

enhaapoet74@yahoo.com


مع أحترامي وتقديري

أدارة زاوية أدب

203


يا هندُ هذا زمان الغدر ..

بطرس حلبي


زوِّدْ سِراجكَ من حُلمٍ ومن لينِ
ونَدِّ ضَرعيه في ماءِ التحانين
يا هندُ هذا زمانُ الغدرِ فأحترسي
إذْ يرمضُ القيظ أنسامَ البساتين
ما كان عمُّكِ طَمّاحاً كَذي أربٍ
يجرجرُ الثوبَ فوق الماءِ والطين
هذا الزمانُ ، زمانُ الغدرِ طالعه
تُزلزلُ الريحُ أحجار الطواحين
يا رحمة الله شُدّي في مطارِفنا
قدراً من الرندِ من حين إلى حين
لا شَدَّني سامرٌ أعيا بصحبته
تحمرُّ جنبايَ ، من لَدْغِ الثعابين
تنداحُ يمناهُ خُبثا لا تصدِّقه
ويوهنُ القلبَ من ضعفٍ ومن لين
لا يُعدمُ الناسُ خيراًمن ضمائرهم
هذا لَعمري سخاءٌ غير ممنون
سيكرِمُ الله منْ صحَّت سريرته
ويلعِنُ الله إخوان السعادين
والذاربيُّ ، شفيف في تباسطه
تَخضرُّ صورته في القلبِ والعين
لكنه رجلٌ ما ردَّه تعبٌ
تَعتافُ أخلاقه أموالَ قارون
قد ضَلَّ فرقدهُ ، تشتدُّ عُسرته
على بلاءٍ بلا عونٍ وتسكين
يزورُّ قَرّادُ من وجعٍ يعاوده
يسرِّح الريحَ من حينٍ إلى حين
وإنْ نسيتُ فلا أنسى مداعكة
إذْ قيل عنّي كلامٌ ليس يزريني
أنا الذي عاره الشقشاقُ صَبوته
فيشمِمُ الغِرَّ أنفاس الرياحين
لا يولدُ المرءُ لا جرذا ولا نمرا
لكنَّه زمنٌ ربُّ الموازين
يعلي الزرازير تارا ثم يتركها
تُشرشر الماء في ريشِ الشواهين
يا هندُ هذا زمان الغدرِ فاحترسي   
إذ يرمض القيظ أنسام البساتين
هذا الزمان زمان الغدر طالعه
تزلزل الريح أحجار الطواحين


205
أدب / نقل: أبرهة يطارده الغزال
« في: 04:44 31/08/2012  »

208




أبي ... وأنا ...  وصوت بخديدا



انهاء الياس سيفو



هل كنت معهم
حين صفقوا .. حين هتفوا ..
في البيت الثقافي ...  عشرة شموع من المحبة والعطاء والامل
ام كنت معي ...
أهديتني الجريدة ... في ليلة حلم جميل
تبشرني .. بأن في الشعر لا يموت الجمال
 هل دعوك لهذا الفرح ... هل أهدوك باقة شكر .. لتبقى باقة عطاء من سنابل العمر
لا زلتُ أفتخر بما منحتني
شهادة الوقوف على ناصية الادب الجميل
وكانت "أبواب مقفلة" أول الغيث  من بغداد ... كانت بنكهة الحلم الجميل
وأنفتحت كل الابواب ... والعدد 32 هو البداية وأتصلت بي قائلا "لقد صدرت الجريدة"  
وهكذا أمتهن الكلام مهنة الوقوف على ناصية الكلام الجميل
وتوالت أشراقات النور على شرفة الاحساس بروح الكلمات وأنت دائما تشجعني على الاستمرار
علمتني أن أهب كلماتي لغد مبتسم في "أشارات ثقافية"  رغم حزن الفراشات في وطن صباحه مؤجل ...
وأبهجك أني حاضرة في عرس الجريدة ، فكان "عرس جديد" أول المهنئين في حزيران في العدد 39
واستمر العطاء لتكون هي "نهر العطاء" في عددها 51 وأنت معي في كل أصدار .. في كل فرح يغمرني
وحين أرتعد المكان ... وتفككت  زوايا العشق ... تشرّدَ الوطن بعد موت الحب .. رحلت الكلمات
فكانت "بين أرجل المسافرين" أول الصبر في العدد  55
من تركيا ... رغم المسافات ... الحلم الابدي ظلّ هامسا  في ليل أنيق كأنثى ما غادرها الشعر
وتبقى لي رحيق من عطر الحب ترفرف به ذاتي
ويدوم التواصل ... ليكون العطاء الادبي رمز الوفاء
والزهر لا يشيب على  شرفة  الصباح ، شرفة  "أشارات ثقافية"  
وكما الشاطئ يقبل وجنات الرمل ... والشمس تبلع الظلام ... والورد يراقص الندى
دائما كنت تريد ، أن يغمر الشعر وجودي وكياني
هكذا كانت الروح تغمر الجسد بالحياة ... والشعر يشمخ على سهول خضراء
والشموع بفرح تهلّل لعيد حزيران ... فكان العدد 63 ولها من تركيا بطاقة تهئنة
وجاءت الامنيات  "شموع لها" ورجاء بالاستمرار والازدهار والتجدد
وكم أسعدك أنني لا أنسى فرح حزيران
وكم أبهجني حضورك في ذلك العدد ... وقد كنت زاهيا متألقا كما عهدتك
وتتوالى الاعداد وتتعاقب الاحلام ... كما الليل والنهار
و لا يموت ابدا نبض الكلمة
كيف ... هل يموت الحب ..!! دائما كنت تعلّمني
وأختلف الزمان .. وأصبح  للمكان طعم جديد
فكان من قلب امريكا صلاة لبغديدا في عدد خاص 75
"طوباك بغديدا" ... ليدوم الادب يتنفس نسائم النقاء
ليبقى لي فيها شهادة من لحم ودم ... شهادة من نور ونار ... شهادة من صدق ووفاء
شهادة "صوت من لا صوت له" في العدد 78
وفي غدِ مجهول الهوية ... أدهشني ان تغفو الكلمات في زاوية هواؤها عني غريب
في عدد مثير خُلقت من أجله كلمات "أيا ذات الجنب المفتوح" في العدد 80
وتألمتَ حين أخبرتك كيف أختنقت كلماتي وهي لا ترمق نسمة صباح جميل ...  
ومن هنا ذبلت الشمس ، وأخذ ضباب يلف شرفة الصباح  
 وتعبت من ألانتظار مواعيد النشر ... لماذا ؟ ...  وبقي هكذا السؤال يتيما وحيدا في العدد 81
وغلبتك الحيرة كما غلتبني .. وكلانا يدفن في أعماقه ذات السر
ومرة كان لقاء ... وأخرى كان نسيان ... لتضجر الكلمات من عدم الوفاء
قطعوا الامل ... ليعود في العدد 84 ... ورحل ليعود من جديد في العدد 86 ....
وأنقطع حتى تذكر أنه عليه الوفاء  في زمن غاب الوفاء
فكان العدد 91 ليتذكر كل من نسى أو تناسى بأن الادب الجميل لا يموت .. لا يباع ... لا يهمل ... لا يفنى
أنك رغم النعي ... لاتزال هناك ... أنفاسك تغمر كل جريدة كنت تحملها أليَّ
هكذا علّمتني ... انت ايها الراقد في مساكن روحي وأنت تذكرني بأنه ميلادها العاشر
وأنت تذكرني بمسيرة ا لذيذة كالعطاء لا زلتَ تمشيها معي  
أنك حاضرلتعلن للبيت الثقافي بأن "جريدة صوت بخديدا"  في عيدها العاشر هي تذكار معي لأدب متجدد .



229
أدب / المنسلخ ... حبيب محمد تقي
« في: 01:35 19/03/2012  »



المنسلخ ...!



حبيب محمد تقي

أصطدتهُ في عنفوانِ الشباب
مستعرضاَ لأطلالهِ
بمتحف الأوراق
ظننتهُ ، النبوءةً ..
تصورتهُ ، الحلقة المفقودة
تقمصتهُ ، حرفاً .. حرف
أكتوى كلانا بالآخر
أستطلنا ببعضنا ، حد الأنسلاخ
كانَّ هو الصياد
ولم أكن فريستهُ
تبلورتُ في شباكهِ
فكانت ليَّ ، الصولة
كانت ليَّ ، الجولة
التي لم تستنزف حطبها بعد

يا ظلي
توقف عند أحتراقاتي
ولكَ أن تستكشفَ من رمادي
الحسرة والمسرة




232
أدب / وجودٌ ... كالعدم
« في: 08:46 10/03/2012  »



وجودٌ ... كالعدم


انهاء الياس سيفو


تجرد َ ... حين شاء
وهكذا ...
جمع السماء ...


لا مثيل لهذا البقاء
حين كان البقاء ...
في شعرٍ
لم يعرف سوى الضَلال ... والانهيار ... والاحتلال


ليس له بديل ...

للعاطلين عن الحب ...  للذائبين قسرا في خميرة الضياع ... للموجوعين بفتات الرحمة
للمنثورين بين أضلع النار ... للصارخين بوجه القمر ...
للمنسيين في طابور السنوات القديمة ... للمتبعثرين على مسافات الألم
للمتآمرين على قميص الرب ... للثائرين على توبة الدهر

أتفقوا على جرحٍ

حين تطهّر بالملح ... أبتسم
حين تعمذ بالنار ... أبتهل

على صُبحٍ
مرشوش برذاذ الحزن

وعلى عودٍ لم يعرف الضجر

ليس له بديل
هو البقاء
من أقفل بكفه على الريح ...

وبين أنامله أصطفت البركات
حين هتف مودعا
تشتت الريح
وسقطت البركة

وأختنق العهد تحت قبضة
الموجودين كالعدم




233
   
  أسأل الدهر

                                             

قيس جبرائيل شكري





         أسألُ الدهرَ عَن الخطوبِ قد يجيبُ                  فـَصَـوتـي ليـسَ لـه سامع ٍ أو مُجـيـبُ
         كلُ مَْن أنا سائلهُ يخـدعُ أو يَنبـري                   ولـيـسَ بـصـدق ٍعـنْ سؤالي يُجـيــبُ
         مــاذا لـلـنــاس ِ حـَـلَّ مــن أمـــر ِ                    فـيهـُمْ مِـن الغــرابـةِ الشـئ العَـجيــبُ
         أنـتَ الـوحـيـدُ مـن بقـى يـادهــرُ                    فـي الافـق ِ أرى فيـكَ أنـتَ النـجـيــبُ
         لـَمْ يبقى لي وصلٌ إلا وسـائـلـهُ                      فحتى الازهارِ ضاحكتني ولا تُجيــبُ
        بأسَ مالنفسي فيهــا مـن جـراح ٍ                      أمسى قلبي مصاباً بالشجن ِ والوجيبُ
        لقـد حـَلَّ علـَيـنـا زمـانٌ بعـجـبـهِ                      المرتـعُ فـيـه لـيـسَ بـأرض ِخـَصـيـبُ
        لـِمـنْ سـَـأسـْعـى إذن بـِنـوائـبـي                      أيـنَ ســـأجـــدَ الـحــلُ الــمُـصــيــبُ ؟
        لـيسَ لي غَيـرَكَ يادهـراً نصيـحُ                      قــد سُجِمـتْ العـيـنُ وكـَثـُرَ الـنحيـــبُ
        فـيكـفـي لِعـَيـني حـَدقُ الســرابِ                      فأجعـلَ من سؤدَدِهِـا المستقبلُ اللـبيـبُ
       وسأ ُصبّرَ نفسي بعدَ عُجافْ سنون                    عَـلْـيَّ أنـال مـبتغـاً كالمِـزيـرُ المُهيـبُ
      فالمُنى نيلُ السراءَ بعدَ إنتطـارِ وإن                   لم أنـلْ فستكـونَ يادهراً أنتَ العـسيــبُ



234



الصفر ، صفران ...!



حبيب محمد تقي




جسدكَ راحل للدود
فهل كتابكَ يُغري الخلود
صوبتهُ للهدف المنشود
أَم أنتَ للغرائزِ مشدود
فأقعدتكَ عن وصايا الجدود
وأجلستكَ على كرسي الجحود
وحزَمتكَ بحزام القعود
فصارت وريقات كتابكَ ،
للدود فرهود

أيا مٌصفراً
الصفرُ صفران
صفرُ يمينٍ ، محسود
وصفرُ شمالٍ ، مكدود
وعقرب الآوان معدود

237



بغداد وشقيقاتها ...



قيس جبرائيل شكري


                          عـلـى بَـغـــدادِ تَـرنــوا بـحـزن ِ عَـيـْـنـِـهــا
                                           هـي البـَصــرة ُالفيحاءُ بعَـشّـارِها ونَـخـيــلِـهـا
                          ســاجـِمـة ُ الدمعَ منْ الـعـيـن ِعـلـى الـخــدِ
                                           متســائِـلــةُ مـالـداءُ مـاالالــمُ عــنــدَ أُخـتِــهــا
                         فمـا بـالَ بـغــدادُ وعـنْ السـؤال ِ لاتُـجـيــبْ
                                         فــزادَ عـِنـدَها الـقـلـَقُ شـــدةً عـلـى صـمـتـِهــا
                        ومـا كـان مـنـهـا إلا لــنـيـنــوى مـنـاديــةً
                                         فـوجـدت لـمـصـيـبـةٍ هنـاك قـد عَـظُـمَ شـأنِهــا
                       مـاذا جـرى لـِمْـا الحـالُ أصـبـحَ هـَكــذا ؟
                                        ويـحـي لِـمَـنْ أرادَ الــرَدى لـَهُــنَّ وعــذابِـِهـــا
                       فَأجَابتا للبصرة ِبقلبِ حـُرٍ وعـقـلُ باصـرِ
                                       الـخـطـوبُ كِـثـارُ والامـورَ لـيسـت بسـاهِـلهــا
                       زرعُ الـبـَيـْنُِ والشــكَ يـَريـدونَ بَـيـنـَنـا
                                       لـكـنَ غَـيهِـمْ كمـزنـةٍ سَتمْـضـي في سَـحـابـِهـا
                       فـَمـطـرِهـا الـنـازل لـيسَ بـذي نـفــع ٍ
                                      مـؤقـتـة ًوسـتـمـرُ مـبـتـعــدةً عنـّا فـي دربـِهــا
                      لا تغضَبي وكوْني لأخَواتي مُـطـَمـْئِنـَةَ
                                      فـعـَامـَـتـُـنــا سَـتـُـزيــل ُ النــدوب َ وأثــَرِهـــا
                     وسَـتـَخـْبـوا نيـرانُنـا بجُـهـدِ عَـزيـمَتِـهـمْ
                                     وتـُـخْـمَــدُ كــلَ الـلــواهِــبِ عِــنــدَ زنـــدِهـــا
                     وسـتـبقى الوجـوهُ ناصـعـة ًبـِهـمَـمِـهـمْ
                                     كـفـتــاةٍ لــنْ يـَـزولَ عــنـهــا شــبـَـابـِـهــــا
                     فـإنـّـا أخـواتُ سنبقى ثـمـانـيــة َعــشــَرَ
                                    أكـْبَـرَهُـنَّ أنــا بـغـــدادُ والابُ عـــراقِــهـــا


                                                               

238




عبق يذكّيه التبرُ ...!



حبيب محمد تقي


حزمت أمجادها
تتقفى الإبلُ
ملاذها ذاكرة خضراء
تتنفس خلاصها
من عبق يذكّيه التبرُ
و الأصداء صاهلة
في مواسم ذابلة
لاترحم فيه مفكِّرة

في حضرةِ المعنى
يشتدُّ وقار الكهولة
وقار لهُ لون الرقراق
حين يراهُ وجه الغد
يصوم على اللهو الفصيح
ويفطرُ على رغيف التجلي

239




أكثرهم قد هجر




قيس جبرائيل شكري گوّكي



    خليلُ دربي أمسى قمـري
                                     أسْكُنُ معهُ فهوَ الصُحْب والاطلال ِ
   نتسامرُ في كـلِ مساءِ نديـم
                                    وعن بَعْضِنـا نسألُ ماهي الاحـوال ِ
  وأشكو الحالَ بملامةِ له قائـلاً :
                      يـاقـمـراً لقـد تقطعـتْ بـيَ الاوصـال ِ
   ولم يعـدْ مـن يجالسُنـي هنـاك
                                 أكثَرَهمْ قـد هَجَرَ والباقـون في ترحـال ِ
 بائساً هاجَتْ لوعَتي عدماً سائلاً:
                                 أيـن الطـريـق ؟ كيـف هـو الوصـال ِ ؟
 كأني وحيداً ساكنٌ بين الارماس ِ
                                والـكـلام ُ مـعَ سـاكـِنيـهـا هـو المحـال ِ
 وفي صمت ٍ مطبق ٍ معهم أنا سابح ٌ
                              وشفـاه لاتتحـركْ إلا بمعـجـزة ِ الجـلال ِ
 لـذا ياقمـرا ً أسألُـكَ لاتفُـارقنـي
                              فـالـظلـمـة ِ قـــد زادتنـي وحشـةَ الخيـال ِ
 لِـم َ القـدرُ قد كُتِـبَ علينـا هكـذا
                             رحيـــلٌ وهـجـــرانُ , ولــيسَ لـنـا حــلاّل ِ
 متـى سيـلـتئـم الجـرح ويُعـافـى
                           ويحضرَ من رحـل , نساء ورجال وأطفال ِ






2012/01/23



240



 أورشليم  (القدس)
   

يهودا اميخاي

ترجمة : غسان أحمد نامق


فَوقَ سَطحِ منزلٍ في المدينة القديمة
غَسيلٌ منشورٌ تحتَ شمسِ آخِرِ العَصرِ:
شرشفٌ أبيض لامرأةٍ هي عدوي،
مِنشفةٌ لرجلٍ هو عدوي،
يَمسحُ بها عَرَقَ جَبينِه.

في سماء المدينة القديمة
طائرةٌ ورقية.
في الطَرَفِ الآخرِ للخيط،
طِفلٌ
لا أستطيعُ رؤيتَه
بسبب الجِدار.

رَفَعنا راياتٍ عِدّة،
رَفَعوا راياتٍ عِدّة.
ليجعلونا نَظنُّ أنهم سُعداء.
لنجعلهم يَظنّون أننا سُعداء.


242



أين الضمير؟


 قيس جبرائيل شكري

اسألكم :
        أين الضمير؟ .. هل مات الضمير؟
             أم هو نائم او ضرير؟
        وددت البحث عنه في الوجود
        فلـم اعثر عليـه , بـل لاوجود
        طـارقـا كـل البــلاد والحـدود
              فلم اسمع الردود

        أصرخ بعــالي الــصوت
        ووصل الأمر حد الموت
       فلــم يســتجب لـصـرخـتي
          غـير حجر الصوان

       مللت في البحت عنه دهور
       ســكنت بيـن الــقبور
       ونزلت اعماق البحور
       فلم اجد غير السكون

       فعزمت البحث في القلوب
       علّي أنال المطلوب
       فقرأت ماهو المكتوب
       فحزنت أشد الاحزان
       لقد ماتت الضمائر
       وليس لها قيام
       وأنعدمت السرائر
       والكل نيام

     و رجعت الى السؤال :
   أين الضمير؟ هل مات الضمير؟               
       ام هو نائم ام ضرير
 
                                              
                          
                        12/01/2012                                                                                

243
أدب / عيد ... بقلم حبيب محمد تقي
« في: 08:02 03/01/2012  »






عيد..




حبيب محمد تقي
 


لا عيد ،

والفرحُ مصلوبٌ شهيد

والجرحُ قديم جديد

ورأس الأفعى ،

منكَ ومني ، ليسَ ببعيد

العيد في ثورةِ العبيد

والسعيد مَنْ يشهرُ سيفاً ، من حديد



١ / ١ / ٢٠١٢

245

ماذا فعلا بي





بهاء الدين الخاقاني





كانت سعيدة فوق العادة وهي تضيفنا بنشاط ، في وقت العاصفة الرملية اللاهبة وضعت أوزارها، وما زال لون الأجواء أصفرا ..
شعرت بنباهتها أن الفضول أصابني من حركتها الدائبة النشطة، فالتفتت.. وقالت : .. حسنا ..
لتنطلق بالحديث ..


كانت الأجواء عاصفة رملية صيفية بشدة، وكلا الصغيرين من الولد والبنت المسحوقين فقرا وقذارة، من أجواء العاصفة الرملية الحارة التي كانت تثير بي الرعب من غضبها، دون أن ألمس أي أثر للرعب على وجهيهما المصفرين من الأتربة أو الجوع لا أدري..
كلاهما يرتديان ملابسا متهالكة في الزمن وممزقة هنا وهناك وعريضة، بل هي أقرب الى أوصال من القماش، وهما ينزفان عرقا من قيض الصيف خلف الباب، عندما فتحته بعد سماع الطرقات عليه ..
فسألني الولد المسكين : .. أعذريني أيها السيدة .. هل لديكم ما هو مهمل .. ؟ ..
ابتسمت بوجههما، لربما كانا يعتقدان أننا نملك ما هو فائض على حاجتنا، فقد كنت أبيع كلّ ما يتقدم به الزمن أو يبلى أو ما يصغر على أهل بيتي من الملابس لسد حاجة ما أو اِضافته على سعر حاجة ضرورية للأبناء أو البيت، وبذلك ربما شفقة بنفسي لم أتمكن أن أصارحهما بعدم وجود أشياء فائضة، وأن حالتنا المادية ليست بتلك الجودة كي أساعدهما ..
وجدت نفسي فيهما، وكأنني أحدق في مرايا تعكس وضعنا عبرعينيهما الساهدتين الراجية المتعبة، فأحترت بالأجابة بما يشبه التمتمة التي أظهرتني أحاول التخلص منهما وقلقة من هبوب الأتربة داخل المنزل..
 كانت حالتنا تغالب شفقتي عليهما، مشغولة البال بما يمكن أن أساعدهما به في خيال بين زوايا البيت ومخابئه دون أن يرتقي الى ما أتمناه لمساعدتهما، حتى سقطت نظراتي على كعبيهما الصغيرتين العاريتين المحمرتين من الحرّ والمتشققتين من المشي ..
فقلت لهما : .. أدخلا لتشاركوني كأسا باردا من اللبن مع التمر ..
لمحت بريق دمع لهما من فرحة اِنقاذهما للحظتة من القيض اللاهب، فأدخلتهما دون تردد منهما الى المطبخ، ولم أكتفي باللبن والتمر، وفرحت اِذ وجدت عندنا  أكثر من اللبن والتمر يمكن أن أقدمه لهما، فكان هناك الخبز والجبن والخضروات، فوجهت البنت البريئة طلبا بسؤال لي ..
: هل يمكن أن نأخذ شيئا من هذا الى أهلنا ..؟ ..
فرددت عليهما بايجابية، وطلبت منهما أن ينظفا أقدامهما بعد غسل كفوفهما..
فأجابني الصغير : ستتلف من جديد في الشارع..
اقتنعت برده، وتركتهما منشغلة بعمل الطبخ، أن يأكلا بحرية، مستمتعين ببرودة البيت ..
لمحت البنت المسكينة تفحص التمر حبة حبة متذوقة الحبات في لسانها بحيرة، وسرعان ما سألتني ..
: أعذريني سيدتي .. هل أنتم أثرياء ..؟ ..  
احترت من فضولها المحبب المثير، وقد مررت عيني نحو الأرائك التي توحي للخبير بأني أرتق تلك الشقوق بين أونة وأخرى، ولكن بجمالية الألوان من أوصال حاجات متبقية قديمة وحديثة، كي أخفي الخلل فيها ومثلها كل لوازم المنزل حتى الستائر والأغطية وغير ذلك، والتي بات بعضه كالمزهريات، وقد اعتقد الكثيرون، بأنني اشتريتها بالأصل هكذا، لأسأل أحيانا عن المحل الذي أتسوق منه بهذا الذوق، فأكتم الحقيقة اِلا على أهل بيتي أو من يدري كما يقول المثل العراقي بالبير وغطاه ..
فرددت على سؤالها البرئ : .. ما الذي دفعك لهذا السؤال .. ؟ ..
فأجابت : أدوات المطبخ ألوانها متناسقة .. والتمر حباته متنوعة الأنواع ..
 منعت نفسي أن أجادلها، لأني شعرت أنهما أخذا انطباعا جيدا عني، واقنعتهما أن يأخذا زوجا حذاء، كنت قد قررت بيعهما كعادتي ..
راقبتهما مسرورة، اِذ وجدت شيئا يسعدهم على الأقل، وهما يلملمان أكياسهم مما أخذاه مني وقد أخفيا الحذائين دون أن يلبساهما ..
رغم فضولي من الموقف لم أسألهما عن أسباب عدم ارتدائهما، لربما كون الطريق متربا وما زالت أقدامهما متلوثة، أو ربما فكرا ببيعهما، فلم انتظر جوابا منهما بل تركت أسئلة كثيرةرغبت معرفة أجوبتها منهما كرغبتي في أن أعرف كيف يشخصون من الذوق الغني من الفقير، وهما يلفا وجهيهما لاتقاء العاصفة التي تجلد وجهيهما رملا وحرارة، طالما كانت الحياة الجميلة أسئلة بلا اِجابة.
غابا ما بين اصفرار الأفق، وكانت كلمات البنت الصغيرة تذوب كالثلج في فكري الساخن، لتجعلني لأول مرة في حياتي أدقق في أدوات المطبخ ..
عشت في تلك اللحظة آثار تناسقها كما نبهتني الصغيرة..
ذهبت لاضافة البطاطا الى التشريب الذي نادرا ما أضيف له لحما، وبدأت خلطه كعادتي ولكن هذه المرة بحماسة ..
شعرت بجدران البيت والسقف الذي يحميني وعائلتي من العواصف..
هناك صدى زوجي السالم وهو في عمل يسد بالمقدور حاجاتنا..
ضجة أطفالي يمكن أن يبنون مستقبلهم بتوفيق  الله أيضا ..
لذة محبة الاهل والاصدقاء من حولنا ..
زوج من الأخذية مع لبن بارد أسعدت بهم طفلين بريئين من الفقراء ..
كل ذلك متناسق مع بعضه كما قالت البنت البريئة، فمسكت الكرسيين الذين أجلست الصغيرين عليهما أمام التبريد، وقبلت خشبهما قبل أن أعيدهما الى غرفة الجلوس رغبة بتقبيل رأسي الطفلين الفقيرين، لأجد الغرفة فخمة وأنا أنظمها كعادتي من جديد ..
ماذا فعلا بي هذان الصغيران ..
وأنا أمسح آثار قدميهما على سطح المطبخ، قررت اِبقاء آثار بقع أكلهما على قماش المنضدة، كيما تذكرني دوما بأننا أثرياء .



bahaaldeen@hotmail.com
bahaa_ieen@yahoo.com

249


شكرا ً للمهنئين بقيامة والدي


انهاء الياس سيفو




كثيرا ما نحاول النجاة من حزنٍ يكاد يكون كالطوفان ، يبتلع فينا كل شئ .
كثيرا ً ما نسعى لأن نصدق بأننا لا نصدق ما جرى .
كثيراً ما نحاول أن لا نكون حين في الحزن وحدنا نكون ...
قد نستفيق من غيبوبة الألم وأوجاع الألم لا تزال فينا هامدة تنتظر قيامة .
 الصمتُ فينا ما عادَ يتحدث كما كان ... ما عادَ متأملا كما كان ..
الصمتُ باتَ يخدش أمنياتنا ، يخدش وجه القمر الجاثم على ظلمة أحلامنا ...
الصمت هنا يرجو قيامة كما الحزن يرجو قيامة .. وأنا بينهما
أمرُّ عبر نافذة الروح الحزينة أنحناءا ً لطيب الكلمة  ... وهي تبشر بتعزية صبر وسلوان ..

شكر وتقدير لكل من شاركني هذا الحزن ، وأخص  هنا أسرة موقع عنكاوا التي لم تتوانى عن مؤازرتي في هذه المحنة .

وأشكر أيضا كل من

الدكتور بهنام عطا الله واسرة تحرير جريدة صوت بخديدا
بولص ادم
الشماس وليد خوشو متي الهوزي
عصام أسحق تنا والعائلة
حنا يوسف حنا
نجاة شابو نباتي
صلاح نوري
حكمت يوسف خزمي والعائلة
جنان خواجا
قيس جبرائيل شكري
أمير بولص أبراهيم
ليث أسحق تنا
هبة هاني
 لطيف كليانا بهنام
مناهل المقدسية
عزيز يوسف
نجاة جبو
أمير يوسف
غادة البندك
جوانا أحسان أبلحد
بطرس حلبي
ساجدة ككي
منير قطا
فهد عنتر الدوخي
حمزة عبد يوسف
Fuad issa
habanya_612

كما أشكر كل الذين بعثوا لي بتعازيهم ومواساتهم عبر البريد الألكتروني

دمتم جميعا بنعمة وسلام
   

258
أدب / ترنيمة ٌ لأيلول
« في: 10:25 26/09/2011  »




ترنيمة ٌ لأيلول

الى الذي أهداني ما بقيَّ من العمر ...والدي

انهاء الياس سيفو


هل لي بحفنة حنان
تسكبها بيديك المشبعتين بالتعب
على رأسي ..
أخبرني ما تشاء ...فأنا أسمعك
من ذاتي أفرغ وبك أمتلأ
بكل كياني ... ذاك الذي تشرّدَ
حين توحدتَ أنتَ بالأبد ...
ما خبِرتك يوما ً هكذا بعيد
فلتنجذب الى فلك محبتك أقماري
تعال اليَّ..
وخبأني بين تجاعيد سنينك
فأذوق عنكَ مرارة الحياة ...
في مملكتك
أكتنز الكثير من الأخبار والصور
هاك رأسي
أفرغ فيه أفكارك
وأجعلني
أعرف ما تريد ...
ينتابُ وجودي عُريٌّ
تراها تدفأ بعدك أحضاني !؟
مهولٌ حولي هذا الفراغ
أين ضجيج أمنياتكَ
كغربةٍ تمرُّ عليِّ الأيام ...
ماتتْ معك كل الألوان
ما عدتَ الى الأرض منجذباً
وما عادتْ جاذبية تشدني الى الحياة
شموع محبتنا لاتطالها كف البشريّة
فمن فيها نفخ .... !!


263




لوثر ... الحاضر في ذاكرة الأبد


انهاء الياس سيفو


ترمّلتْ اللوحة
وأنفصلَ عن عناقها الأبدي ...
بكتْ الألوان
من يجمع شملها  ؟؟

أيُّ وداع هذا
والألوان لا زالتْ دافئة
والخيال منتشيٌّ بطيبة أحلامك
أنودع أرضا ً .. لا زال ينضج فيها الأمل

لوحاتك تسأل عنك
فماذا نجيب ..!!
لستَ أنتَ من رحلْ
وأنتَ مَن رمّمَ الأغصان
لتهدينا الزهر ...
وأنت مَن أنجب الحياة لونا ً
وأعاد لموتى النجاة ربيعا ً وأمل ..

أمامك الشمس
لا زالتْ واقفة
نورها
تَوَغّلَ في أخضرار ريشتك
نعم أنتَ
المجذول مع سكينة الفجر
صباحُك باق ٍ
يشدو في باحة قلوبنا ...

لستَ أنتَ مَن رحل
أسمك يقطر في سراج الطبيعة
زيتا ً
والجمال معنا يشهد
بأنك حاضر في ذاكرة الأبد ..


264



والدةُ الشّهيد




 مارتن بني




سالَ الدّمُ على رُكَبها
حاوَلت تخطّي قطرات عينيها
لكن دقاتِ قلبها منعتها
أرادت مسح دموع مقلتيها
فرجف يديها لم يسعفها
تذكّرته كيف وُلد
وصوته الباكي يعزف في المستشفى
كأنه سيمفونية تلعب على آلة (البيانو)
منها استقى (موزارت) عزف يديه
وبها بدأ يؤلف لحنه
والقماش الأبيض يلفّ جسده الصغير
كأنه ملاك أنجبته احدى آلهة الجمال
علّها تكون أفروديت
كَبُرت زهرتي يوماً بعد يوم
وفي كل يوم
أسقيها وأرعاها
ونضجت آنا ًبعد آن
وانفتحت
وانبثقت منها الثمرة
تلك الثمرة التي كانت تلذّذ طعم لساني
وترفع من حكم ذوقي
يسير أمامي صباحاً ومساءً كان
وما تركته لحظة
لعبة مركبة تملأ
فراغ البيت كل نهار
ويؤنس آلام وحدتي
شرارة لهيب
يضيء عتمة الغسق
وقارورة طيب
تعطّر أطراف ثيابي
بئر يُروي الجمال على قارعة الطريق
ويفرح بلقائه كل حبيب وصديق
مفتاح باب جنّتي
وفردوس جحيم حياتي
تخيّلت عصفوري خارج قفصه
يزقزق فوق أغصان جنينتي
يخبرني بمجيء الضيوف
كما العادة حينما
تزقزق العصافير أمام البيوت
الضيوف قد أتوا
لكن أين هو؟
جاؤوا حاملينه من جناحيه
متهاوياً من فوق عمود الكهرباء
مصعوقاً برصاصة سوداء
كُسر منقاره الناعم الذي كنت أُقبّله كل صباح
تقاطرت قطرات دمه كقطر الندى
وامتزج دمه بدم عيني أمه
كمزج الخمر مع الماء
وكأن الاحمر القاتم يضيع أمام الاحمر الفاتح
فتلألأ لون ابيض من السماء
كلؤلؤة صياد اصطادها من أعماق البحار
وانفتحت طبقات السماء تنادي
يا ولدي يا ولدي
كيف احيا من بعدك
والحياة أبت ان تحيا فيّ
ماذا أقول؟
والقول قول لا يُجيب قائله
ولا يُسمع منه سوى صدى نَفْس مكتئبة
نَفْس نَفَس ضَيّق
ضيق السحرة والمشعوذين
وكيف أفرح؟
والبهجة لا تُبهج إلا المبتهجين
بإحراق الجثث واجتثاث أشلاء الجسد
ومن اُعانق؟
وعنقك لم تفارق عنقي
وبعد العناقِ وداع
وانا أهوَن على ان لا أودّعك
كما تودع الامهات أبناءهن
لمّا يسافرون و لا يعودون
فها هي أثار دم بطني على جلدك
قبل خمس وعشرين سنة
وكيف  تريدني  ان لا اشرب من كأسك
بعدما اشركتك في الشرب
من مجاري أوردتي وشراييني
وها إني أمسح بقع دمك بعد خمس وعشرين سنة
كما مسحتها حينما غنّجتك لأول مرة
وتهديلك يصدح في آذاني
فمَن يغنّج الآن عويلي
وذاك القماش الأبيض
الذي لففتك به يوم مولدك وأنت صغير
ها إني ألفّك به يا حبيبي
-يا عمري
يا معبودي
يا عشقي الأبدي
يا ابن أحشائي-
وأنت كبير



270
المنبر الحر / من جديــد
« في: 13:08 19/11/2010  »


من جديــد



انهاء الياس سيفو




أعتصرني الالم لما فعله الارهابيون بأهلنا في كنيسة سيدة النجاة .. لاننا أوفياء للمسيح . وأختنقتُ من هول الفاجعة ، فأتكأت على قلمي ، وهو ثائر .. غاضب ، لاترجم هذا الحزن . أنتفضتُ لاساند قضيتنا ، واحاول بكلماتي ان أضمد ولو قليلا من جرح النفوس لهذه المأساة . حين نسعى ، كأقلام حرة ، ان نكون صورة للعطاء  وسواعد للبناء الفكري  ، نحقق وجودا حقيقا وفعالا من خلال توحدنا في أعلاء صوت الحقيقة .
أتفاجأ هنا بأ رهاب من نوع آخر ... أرهاب لأغتيال الاقلام المخلصة . فتارة تهميش وتارة أقصاء ، ما أحوجنا الى أن نتكاتف مع بعضنا في هذا الصراع المرير لمساندة قضايانا  ، ما احوجنا الى عزيمة واصرار بدلا من التراخي ، فترانا ننشغل بالقشور ونلّوث مساحات الادب بالمجاملات والمحسوبية والمصطلحات الهستيرية . ويبقى السؤال هنا  أي عهد ٍ هذا الذي نقطعه على انفسنا كمثقفين بممارسة دورنا بأمانة واخلاص ؟ ..






271


لنكتب من اجل التميّز والابداع


الى جميع الاعضاء الاعزاء

الكتابة فن جميل نحقق من خلالها وجودا حقيقيا لذواتنا وذلك بترجمة ما يمر بنا او ما يساورنا من احداث ومواقف. نحاول في المنتدى الثقافي ان نرتقي بالنصوص الادبية الى مستوى جيد وذلك بالاستفادة من هذه المساحة المفتوحة امامنا لتطوير قدراتنا واثبات مهاراتنا في الكتابة فنعكس ثقافة سليمة تخدمنا اولا وتخدم القارئ ثانيا . ان الالتزام بالشروط الموضوعة هي الخطوة الاولى لخلق فرصة للنقاشات الادبية والنقد البنّاء كي تسمو بالنصوص والردود على النص الى دعم الكاتب وتحفيزه بتقديم الافضل مساهمين جميعنا كقراء وكتّاب في  تطوير هذا المنتدى.
التجدد هو عنصر مهم من عناصر الديمومة والتقدم وهذا ما تحرص عليه الادارة في موقع عنكاوا .فأرتأينا ان تتغير زاوية كتابات وخواطر الى زاوية أدب وهي زاوية جديدة بروحها ومضمونها لكل الاعضاء والقرّاء ، تُعنى فقط بالقصيدة الشعرية و النثرية والقصة القصيرة . ايمانا منّا بان اي عمل أدبي يطلّ علينا هو حصيلة وقت ثمين من التأمل والتفكير والجهد ، فزاوية ادب أفق جديد لكل الاقلام التي تكتب بنور الشمس على سماء الاوراق الصافية .
ان تعاونكم يساعد كثيرا على تحقيق طموحاتكم، فالكتابة ليست مجرد ورقة وقلم . الكتابة مرآة للكاتب يرى القرّاء افكاره ، ثقافته وبيئته .
اؤكد على شروط وقواعد النشر الموضوعة سابقا من قبل المشرفين في المنتدى الثقافي وارحب بكل الاقلام التي تلتزم بها واورد هنا بعض الملاحظات :

- على الاسماء المستعارة ان تكون لائقة بمعنى ان النص الشعري الجيد لا يمكن ان يكون مُذيلا باسم غير مناسب والاّ كيف يتمكن القارئ من القراءة والدخول في مناقشة ادبية مع كاتب النص وخصوصا اذا كان الكاتب يسعى الى التطور والرقي في كتاباته.
 
- اللغة السليمة   تعتبر من عناصر النص الجيد اضافة الى الفكرة والصورة الشعرية الجميلة .  فلنسعَ بقدر الامكان الى نص مستوفٍ للشروط حتى يستحق وبجدارة ان يُنشر في زاوية ادب.

- الردود هي النافذة التي من خلالها نتبادل وجهات النظر والافكار من خلال نقاش ونقد بنّاء للمادة المنشورة ولذا من الضروري ان تكون نافذة  ادبية لا للمجادلات غير المُجدية بل لمساعدة بعضنا البعض في توسيع دائرة افكارنا وتطوير نشاطاتنا .

- يجب ان لا يتجاوز توقيع الاعضاء السطرين والالتزام بعدم نشر الصور سواء في الردود او في توقيع الاعضاء والاّ ستُحذف المشاركة .

 معا نتعاون وسنحقق الكثير لنجعل زاوية ادب مميزة باعضائها وكبيرة بنتاجاتهم الشعرية



ادارة الزاوية الادبية

.........................

قواعد النشر في زاوية أدب


- يرجى من جميع الاعضاء ارسال بياناتهم الشخصية الى الادارة (الاسم الكامل ، العنوان ، الهاتف) الى العنوان التالي
adab@ankawa.com
- نشر المواد يتم مرة او مرتين في الاسبوع وعلى كل عضو نشر مادة واحدة فقط  في اليوم ، والا يتم حذف المواد المنشورة  والابقاء على واحدة فقط .
- تحذف النصوص المنقولة دون تحديد المصدر او اسم الكاتب .
- من الضروري التاكد من سلامة النص لغويا .
- تحذف كل المساهمات التي تحمل ألفاظا بذيئة او كلمات غير لائقة او إساءات شخصية .
- تحذف الردود السريعة والردود التي تصب في نقاشات شخصية خارجة عن النص المنشور .

شكرا لتعاونكم




272


طوبـــاكِ بغديــدا


انهاء الياس سيفو


أتبكين يا حبيبتي  ... ونورك مشعٌ
يخافه الكثيرون
نعم
بات يخافه الكثيرون !!

ايمانك  ..
يبرق في صدور الظلام
قوي .. خطير .. عنيف  ايمانك
يرعد في عقول تحجرتْْ
ايمانك حار جدا
يذيب صدأ الافكار اللعين
ذاك الذي يرقد كالقبر على الرؤوس  .. فلا يفتح الابواب
ويدفن الحقيقة خلف الاسوار
فتموت الحقيقة ... وهي لاتعرف الحقيقة  !!

الضغينة
تراكمت على جبين الحياة جُبنا  وجهلا
أثقلت عيون الامل
وانت جذورك عميقة بالمحبة
هناك في تربتك
مسامات
من خلالها تتنفس الحياة
هناك في تربتك
قصص لاعاجيب ومعجزات
قصص لصمود وتضحيات
في اعماق تربتك نشوة لا توصف
وهي تعانق جذور محبتك في اتحاد ابدي ...

سلامك يوبخ دعاة الحروب
انك يقظة
لكل من أكلهم السبات
وفي احلامك لن يموت النور او يتعب الامل ...
في شوارعك لن تتوه البسمة
وفي حروف اسمك صفحات كثيرة سيكتبها التاريخ
ولن يندم كل من يقرأ
فما هو عنك مكتوب ... سيبقى من نور

لا تبكين ياحبيبتي
وإن تكرر عُرسك
فتاجك ابدي سماوي يبقى
عنكِ ساقول الكثير
عنكِ ساقول الكثير
يا عزيزتي
فانا كلما ابتعدت عنك اكثر
احببتكِ اكثر
لاني قبل ان اراك
تعلمتُ ان احبك
وبعد ان رأيتك
تعلمتُ ان لا انساك
فيكِ الكثير لأتذكره
من كلمات الحب
واتذوقه
من ثمار العطاء ...
   


معك اصلي يابغديدا






273


طوبـــاكِ بغديــدا


انهاء الياس سيفو



أتبكين يا حبيبتي  ... ونورك مشعٌ
يخافه الكثيرون
نعم
بات يخافه الكثيرون !!

ايمانك  ..
يبرق في صدور الظلام
قوي .. خطير .. عنيف  ايمانك
يرعد في عقول تحجرتْْ
ايمانك حار جدا
يذيب صدأ الافكار اللعين
ذاك الذي يرقد كالقبر على الرؤوس  .. فلا يفتح الابواب
ويدفن الحقيقة خلف الاسوار
فتموت الحقيقة ... وهي لاتعرف الحقيقة  !!

الضغينة
تراكمت على جبين الحياة جُبنا  وجهلا
أثقلت عيون الامل
وانت جذورك عميقة بالمحبة
هناك في تربتك
مسامات
من خلالها تتنفس الحياة
هناك في تربتك
قصص لاعاجيب ومعجزات
قصص لصمود وتضحيات
في اعماق تربتك نشوة لا توصف
وهي تعانق جذور محبتك في اتحاد ابدي ...

سلامك يوبخ دعاة الحروب
انك يقظة
لكل من أكلهم السبات
وفي احلامك لن يموت النور او يتعب الامل ...
في شوارعك لن تتوه البسمة
وفي حروف اسمك صفحات كثيرة سيكتبها التاريخ
ولن يندم كل من يقرأ
فما هو عنك مكتوب ... سيبقى من نور

لا تبكين ياحبيبتي
وإن تكرر عُرسك
فتاجك ابدي سماوي يبقى
عنك ساقول الكثير
عنك ساقول الكثير
يا عزيزتي
فانا كلما ابتعدت عنك اكثر
احببتك اكثر
لاني قبل ان اراك
تعلمت ان احبك
وبعد ان رايتك
تعلمت ان لا انساك
فيك الكثير لأتذكره
من كلمات الحب
واتذوقه
من ثمار العطاء ...
   

معك اصلي يابغديدا ....





274
أدب / في محرابك وأكثر
« في: 18:31 21/01/2009  »


في محرابك وأكثر


انهاء الياس سيفو



لك َ ما تورّد من خافقي
وتهدر ..
 ذريعة بها متشبث
لكَ اللؤلؤ
ولي الصدف ...
وبغيره لا تسكُن !!
وما تاج
على رأس شريعتك
سوى
ايام عمري
صفحات تطويها
والخيار لك
حين تضجر
أيّهما تُمزق
وأيّ تُبقي ...؟!


يتوق الليل
لو في طهر صباحاتي
يغتسل
كيف ... والقمر
بين يديك
سيلٌ
ووحدك تلعق
وتحار لو ترى
نجمي
حالكٌ
بين أضلع النهار
يتسكع
والجمر في أثوابي
تفحم
شواطئ عفةٌ
وانت بالاثم تُجدف
وما مرساةٌ  تهدأ ...!!


ثُراك
بزهوري
عمره يتخلد
وتشتهيه
لاخر العمر
قبرا ً
حين جموحك يخمد
مشروعةُ
على وسادتي احلامك
وتشتهي
ان تصوم مدينتي
عن أطباق الشمس
ومأدبة من الشوق
بها تترع
ومن مخاض العتمة
شهوة تولد
فتنام الازقة
الى اشعار اخر
وتنصهر اللحظات
بآهات النوافذ المغلقة ...


ولانك الوريث الوحيد
تتشاجر المساءات
مقفرّة تبدو
لا عطر نساء
ولا هزة أكتاف جنونية
والوقت
ملفوف بحماقة
تبقى دون هوية
حتى أنتصاف النهار
العناق منه ترجل
فخجلت من شريعتك
السنوات
وتضاربت الاسماء
أهو أرثٌ
تحت قبضتك
أنفاس جسد هزيل ...



275

ميلاد عشتار أَم ميلاد المسيح

انهاء الياس سيفو



قد يتراءى للكثير بأن العنوان مثيرٌ للدهشة , فيتسائل البعض كيف يسبق ميلاد عشتار بالاهمية ميلاد المسيح ويتصدر هذا الحدث بطاقات التهنئة بجدارة ..!؟ يحقُ لنا الاحتفال بميلاد عشتار ولكن ........
حين تنشد السماء مزامير الفرح والارض تبتهج بالمجد .. فيعني انه قد حانتْ ليلة الميلاد , ميلاد النور في هذا العالم المظلم , فالنفوس ظُلمة تبقى إن لم يسطع في سمائها نجمكَ .. والقلوب بمرارة تنبض لو لم يغمرها فرحك .. والرجاء في قبضة اليأس يبقى لولا نعمتك .. فالعالم أجمع ينتظر هذه اللحظة التي انعم بها الله على البشرية .. هذا العالم القلق الذي يتوق للحظة سلام حقيقي لايتحقق الاّ بميلاد يسوع المسيح .. اذن الكل مستعد لاستقبال هذا الطفل الصغير في قلبه .. واتسائل هل استعدتْ قناتنا الغرّاء عشتار ايضا لهذا الحدث العظيم  ....؟! فعشتار , هذه الرئة التي من خلالها نتنفس الصعداء ... والحنجرة التي تطلق صوت شعبنا .. والراية التي تحمل شعاراتنا , انشغلتْ بعيدها الثالث ! .. ولكن اما كان اولى ان نتبادل التهنئة أولا ً بميلاد طفل المغارة المجيد .. فلا نجاح يدوم الاّ بنعمته ومباركته  ...
أمنياتي الخالصة للجميع بعيد ميلاد مجيد وكل عام وانتم بالف خير ودوام النجاح والتقدم لقناتِنا عشتار .


276


واجهة اكثر من مُخزية

انهاء الياس سيفو


تنتعلونها حذاءا و لاتجيدون السير ... فهي اكبر بكثير من مقاساتكم  فتتعثرون وتلومون الارض حين على هاماتكم تسقطون .. ها انتم تتقيأونها بذاءة ... وقد أبقيتموها شمسا عالقة , إن أشرقت ْ ... فضحت هول نهاراتكم , وإن غرُبت ... تعفنتم في ظلامكم . حقا هو ثمين ذاك العسل الآتي بعد قرص النحل ... لكنه لكم مُهدى .. وعلى موائدكم مُلقى ... وانتم تتلذذون حتى قطرات منه لا تتركون ... يد عاثت بجبين حضارة عريقة , عمرها الآف السنين ويد تصفق لهذا الخراب ...وآه منها هذه الواجهة المخزية والتي عندها انتهى المشهد الاعلامي ليؤكد بالبرهان والدليل ان ضباب الجهل يلف بعض من منابر الاعلام , وجمعينا يعرف ما يكون مصير مثل تلك الايادي في زمن مات من تقاويمنا قبل ان يولد لنا زمن عماده الحرية ....
هي اذن الحرية وما اشقاك ايتها الحرية وانتِ عندهم لا زلت تحت الاقامة الجبرية وكم نخشى ان تصادر حقوقك او احكام بالنفي عليك تصدر ... فقد يطالبوك بالتخلي عن عرش الكلام وآه منهم حين يتجبرون ... فهم  بعد حديثي الولادة في زمنك على بطونهم زاحفون ..أخطأوا في مكانك بدلا من ان يجعلوك لاقلامهم تاجا .. تحت اقدامهم تركوك وحتى هنا .... ها هم يتعكزون على الحرية ولا يجيدون السيربها  ...!! 

 

277
أدب / معزوفة كل البشر
« في: 13:43 16/11/2008  »


معزوفة كل البشر

انهاء الياس سيفو


يا مطر...

يا معزوفة كل البشر

تُناديكَ الاقاحي

يا مَبْسَمُ الاعالي

لما العبسُ

فالقلبُ ظمآنٌ

قبل الحجر ....

شقائقٌ تميل وحيدة

في حيرةٍ ...  تنتظرْ

"ألا تفتح حقيبتَك لأرتدي الحُليَّ والزينة"

تسألُك ... يا مطر

يا حلم الاغصان...

لتحمل الاوراق... فتَلِدُ القدّاح

وتُرضِعه .... مطر

سحُبكَ مُزدحمةٌ

والشتاء جفاء

فمن يعانق خدود الزهر..

تعال يا مطر....برائحة العُشبِ

وانعِش صدورَنا.... إنزلْ

وإغسل ... ذنوباً

واثاماً... ومُقلْ

وشاحُك ابديٌ

وحُضن الطبيعة ضجرْ

فأكرِمها بزيَّ الامل

يا مطر

يا سلالماً بين الارض والسماء

مزروعةً بالثمر ...

فلتضجَّ النسماتُ

بهمس الجداولِ وبوح الشجر

بدون ربيعك

تشيبُ مواسم العمر

وتجفُ القُبلْ...

لا تحرِم البراري نشوةَ

الحصادِ ... وتلال الحزن

اجعلها بيادراً ... وللخير ِ صورْ

يا مشهداً للحبِ

من دون زيفٍ او دجلْ

أتسمع ... يا مطر

مَن ابدلَ عنوانُك ؟

لِتُصبِحَ حُلماً ....!!

فتحقّق اذن ... يا خُضرة الروح

وعلى شرفة اللقاء

عجلْ قدومِك .... لِتنثر الحب

والعطر





278
أدب / بين ارجل المسافرين
« في: 12:33 02/10/2008  »


بين ارجل المسافرين


انهاء الياس سيفو



لصورتكَ
انا برواز
ما ان تحررتْ الزوايا
جفَّ في ملامحها لون الحياة ..


وسط زفير الوداع
اختنقت المسامات
فمِن اين يمرّ هواك ؟!


كنسمة شوق تهب احلامنا
نسمة فاتَها القطار
فشابتْ على الطريق


ولّى قيض ايامكَ
 حين التقيتني
واكتملتْ في حياتك فصول الامل
وهناك
بين ارجل المسافرين
حقيبة
تحمل دموع السنين
دائما
تسافر معك


صومعة لطقوسك افكاري
وانتَ من اضاع
في ليلة عشق ضيّ الكلام
ليبقى القمر ظل
وخلف بابه امان


ريح عينيك
تطفأ ساعات اللقاء
ويهرب المشوار
كما الروح
من اصفاد الجسد
والشموس ترتعد
اما حان مغيبُكَ
فالارض تتعب من حرارة البشر!!





279
أدب / مصير
« في: 22:16 20/06/2008  »

مصير

انهاء الياس سيفو


من خرقة الحياة
ثوب
منسوج بأكف الصبر
بين ادغال العمر
شائك
تنبذه اجساد من حرير

يطوي اكمامه
يطوق ملذاته
في زنزانة
مقفولة بازرار القدر ...

كومة من الالم
بلون الهواء
تركه الربيع
تأسر جفونه
قطرات الصبر

عتّقتهُ في دولاب احلامي
فأنساب على اكتاف الزمن
وسافرتْ خيوطه
بأتجاهات الحياة

نسيّته
فصاحب النار
لأجل البقاء
اهملته
فأحتضن البرد
وفاضت جيوبه
بدموع الشتاء

تبدلتْ همومه
وتدحرجتْ على يبابه
موجة الحنين
فيرتديه الافق
وتتجذر في الارض بقاياه
يحفر امنياته في السماء
ويصبح للحياة وليدا جديدا

يجترُّ الحرفَ
ليصنع اسمه
ويلقى ذات المصير...


280
أدب / بالمحبة انتصرتْ
« في: 11:55 03/06/2008  »
بالمحبة انتصرتْ

انهاء الياس سيفو


كم اتعبني
ان اكون شجرة تعلو بفخر
دون ثمار
وكم اشقاني
ان احمل قلبا
ينبض بالانا لسنين طوال
هكذا كان
حين كنتُ خروفا ضال
وحيدا متروكا ....


لانك كثيرا احببتني
بحثت عني ... دعوتني اليك
حيث مراعي الرب
خضراء
تركتني في امان


تتوق اليَّ
وترسم خارطة حياتي
من جديد
وتجعلها كما تريد
تبسط ذراعك
فتمد فيَّ سهولا من رجاء
وتشق في يباب نفسي
انهارا من نقاء
انبثقتْ من جنبك
تفيض بالحب
تهد جبالا من كبرياء وغرور
وتغمر وديان القلب
بالعطاء
تُقصي واحات اثمرت شوكا
وتنفخ في زهرة صباحي
عطر الحياة


عنوانك هو القريب
وبِحب القريب اُزيد
واقدم له ما لنفسي اُريد !!
شريعة حب جديد
علمتني ...


شربتَ بمرارةٍ كأسي
وجعلت منه كأس المحبة
وبماء الصبر خَبزتَ الامك
ومن جسدك
 خميرة الحياة الابدية
ها انني احمل الصليب
فرح القيامة
وانت عني حملته
ذلاً وعار ...


تدحرج الحجر
وصوتك
توغل في اعماق ذاتي
اعلى راسي
مارا بقلبي
متجها صوب اطرافي
يميني ويساري
فملكني
ثالوثك الاقدس
فانتصرتُ على ذاتي
حين دخلت قلبي ....


281
أدب / ماذا لو تنطق الدمى ؟!
« في: 21:21 24/04/2008  »
ماذا لو تنطق الدمى ؟!

انهاء الياس سيفو


كالدهر
تُفرغ في دمية خرساء
هول الكلام


تصلِبُ
خيوطها على اصابع الزمن
فتؤثث لكَ في الفراغ مجدا
و قسرا تنحني ... حيث لا تريد هي
على حريتها
تَنقَضُ انياب الليل
وفوق اسوار نيسانها
تعتلي صهوة البقاء
او لستَ الغريب
ام اثوابها ...؟!!


من خريف الوانها
تتساقط
وأكف النسيم
تُلوّح من بعيد
تجمع احلى الخيوط
وبها تطير
الى خزائن المجهول


ولما العجب ؟!
بعد مكوث
بعمر الصبر في نخلة
لم تذق طعم الثمر
وعمر الجريان في نهر
ما أطفأ جمر العمر
تَحطُّ على كتفها
ظلاً
تُكسي احضانها غربة ...


آهٍ يا انتَ
متلذذا اراكَ
تنقر شفتيها بمخالب الزيف
لتصنع لها بسمة   
وبلون الدم تسوّر خديها
لتقطف منهما زهرة
وبسكون الضباب تجبل عينيها
وترشها بماء البحر
فانتَ حر
تعريها من ملامح الحياة
وتنسجها
هيكل


تقضم سنين عمرها
كالتفاحة
والدود في قلبها
تشرنق
اي حلم على جناح فراشة
يتحقق !!


جنة اخرى
لا زلتَ تشتهي
بل وأكثر
  دمعة
تشتهي تلك المُقل
فذرفتها
ومدتْ لكَ سهولا
وهناك
تتراكم الدمى
فيعلو الشجر
ويشيع الخبر .. !!


كف هواك
في ميزان الشريعة
اثقل
وتحت مطرقتك
طابور طويل من الانفاس
تجتر حكمك
فأعدِل !!


تطوي على سريرها
اجنحة الفجر
ويهرب ليلٌ
ما انتشى بكؤوس
بعهود الهوى
او بالقبل ملأتها
ما نفعها
فقد فرغت من الصبر
هيهات تدرك ما امرّها ...


تخبأ الوقت
في معتقل الصبا
وتُبحر باشرعة الصمت
فتتشرد الاسماك
وتنهي زمن المعجزات
     حتى تنطق الدمى ؟!!

282
المنبر الحر / تصفيق للمبدعين
« في: 21:18 10/04/2008  »

تصفيق للمبدعين

انهاء الياس سيفو



أهكذا يكون الابداع ؟! منبوذا , متروكا في الصفحات الاخيرة , مفقود الهوية في زوايا التسلية يستجدي القراء مُبعدا عن واحات الفكر ....
أهكذا يكون ؟! يا من ترتقون سلالم الادب والشعر  باكتاف الاخرين وتشربون عصارة اقلام جندتْ ولاءها لنشر كلمة الحق وتتفيأون بظلال كلمات صدق مزروعة بانامل المبدعين .
أهكذا تهمشوه , ووساما تحملوه دون عناء  وتكونون ابطالا في مسارح الفراغ  تنتظرون التصفيق والتبجيل , وخلف الستار كثيرون يتعبون لتتزين اعمالهم بحلّة الابداع .
أهكذا تتلاعبون بوجه الجمال , تشويه وزيف الوان وتبنون صرحا في الهواء , من اطلق لكم العنان ان تقطفوا من واحات الشعر كل الازهار وتكسروا حتى الاغصان ...؟؟!!
أهكذا .... وبالامس تحلمون باطلالة شعر جميل على اسطركم به تتباهون وها انتم بخيبة أمل على الاخرين تتكرمون .. ايّ باب للثقافة تفتحون .. ؟!
لا تحاولوا , فالكلمة اسمى من تجارة الالقاب ولتدق طبولكم باقلام المجاملات فالشعر يموت حين لا ينبض المعنى . سحقا لزمن , الحرية  فيه داء , ولا تدركون ثقافة الدواء ...
الا تبصرون اخضرار الروح . توهج الابداع في سماء السريان وصوت مدوي في افق الحياة وحراسات على عتبة الليل تضيئ  ... هنيئا لنا  من خميرة هذا العطاء تكبر احلامنا  وتتسع فضاءاتنا  وبتاج الشمس  تتكلل رسالتنا , فهي للحقيقة  نِذرٌ و وفاء ....
وهنا اشير الى القصيدة التي لم تأخذ حقها الطبيعي في النشر بل ولم تنشر كاملة فظهرت كجسد مبتورة اطرافه ؟!


قارورة العسل

تلّوني بالربيع ما شئتِ
فلن تُبدلي حُلمي
 فَبِعِطر الدمِ
تَقَدسَ ثوبي
ذاك الذي سُكب من اجلي


واسكُبي من قارورة العسلِ
ما شئتِ
فلن ادورَ حولكِ كالنحلِ
بل... هالات الخلاصِ
تدورُ حولي


تملّكي من العمرِ ما شئتِ
الجميلُ
الشاحب والمنسي
فقد صامَ عن مشاوير الحياة
قلبي


وانسُجي لاناملي كفوفا من الوردِ
فلن اتعبَ من الاسرِ
وحوّلي افياء روحي
صحراءا
فانا اتزوّدُ بالرملِ
وارسمي لي جسدكِ خريطة واحلام
فلن اتوه
لاني اعشقُ حدودَ ارضي


   لا تتعجلي بالهطولِ على اوراقي
فاسْمُكِ لن يُزهرَ
 في واحة نفسي
مرّغي حُزنكِ في افراحي
واعصري من الامي
قطرة الصبرِ
فاهلاً بالالمِ
لاجلِ من ذاقه عني


احملي لي الهوا كوؤسا
فما انتشيتُ الاّ
بكأس الصمتِ
تجمدي على اهدابي
وتهدلي على جفوني
فالنور منه يأتيني
لا من العينِ


 اشطبي من ايامي تقويم الفرح
فانا موعودةُ
بالفرح
فلا تتهللي بحرقة دمعي
فالفرحُ آتٍ
آتِ
تموجي على شواطئي
واجذلي بعيدا عن صدري
شَعركِ
فقد تزهدتُ من العتمةِ والسهرِ


تجزئي
وبعثري القمر
 وابلعي النور
واقلعي النجوم
ولاتخشي
ها قد غرقتْ القيثارة
ولن يتنفسَ لحني


فقد مات عهدٌ
كنتِ فيه بعضاً
    من كُلي....

283
أدب / أفياء للروح
« في: 23:42 04/04/2008  »

أفياء للروح

انهاء الياس سيفو


مزروع

على شواطئ السنين

موجة حب

مُعتق في ثوب عرسه

خيط امل

منقوش في راحة اجداده ...

حرف سومري

محشور في دولايب الروح

ايقونة عشق

مبحوح في حناجر الحقيقة

سِفر البداية

متعالٍ عن فضاءات الزحام

برج افكار

مُسْتلقٍ على رأس أيامه

خيمة ثلج ...


اشتقتُ له

عطرا يتسلق

سلالما من ورد


اشتقتُ

 الى قصيدة حبه

ان تستفيق على هدهدة حنيني

وهي تائهة في مغارات الشوق

تحلم بخرائطي

لترسم دموعها

كف

على حدود قلبي

 تُمشط  سطورها

وبخيط الافق...

تَشبك حروفها

فتُزين وشاح الشمس

بمشابك الخلود


في كهوف قلبه

غافية ايامي

خبأني بعيدا عن صباحات افكاره

بين يمينه ويساره

تتنفس وردة

تتوق لتلوّن قميصه

تمدّ عطرها على طول انفاسه

وتستريح على ضفة صدره ...


كحلم صحراء

ينزع عنه ثوب الرمال

ويتباهى باقراط الندى

يجمع سرابه

في قارورة الرحيل

وتدور في معصم قافلته

اساور الانتظار ..

هل يذكر خاتم اللقاء ...!!



على طاولة فنجاني

يخمد  عنفوانه

ويُعلّق كل همومه

على اغصان شوقي

ويترك الامه

تتفرع في الحاني

فتزحف نحوه جيوش صبري

وتحمل اكتافي راية  تعبه

ومن ثورة اشواقي

يستريح ..



284
أدب / طيشٌ ... كَظلّ الموت
« في: 11:03 30/03/2008  »

طيشٌ ... كَظلّ الموت

انهاء الياس سيفو


ها انني اسمعه
انطلق من وكره
اراه
ماراً فوق رأسي
ها هو
الى مثواه الاخير
 يصلُ ...


يصرخ الخوف
ها هي هناك مزروعة
بدل من الورد والشجر
موقوتة
تعلن البشارة ....!!
بموت جديد
وحلم وحيد
يصدأ
بدموع الارض
والحزن وعيد


هو
جمرا ورمادا
الارضَ يفترشُ
مستقبلُ الاطفالِ يقتحمُ
ويلوث برائتهم بالدخانِ
يشلّ احلام الكبار
رافعا اذرع البطالة ...


هي
تُفسد حنان الامهات
وهن يلملمن صغارهن
وتُبدل حليبهن خوفا ومعاناة ....
تُربك السكينة
فترتعش عكازة السنين
ويتوهج جمر الخوف في سيجارة الشيوخ ...


هو وهي
لغة واحدة للدم


ها هو قابعا
بين الاشلاء
هل امنعه
ودرعا امشق ذاتي
امامه
وها هي تنتظر
لتتطاير كرذاذ من شرار ودمار
هل ادفنها لتموت قبل ان تحيا
فتلتهم هي سمومها
بدلاً منّا ...


آه منه ... آه منها
هو ذاك الذي يصوم
عن بناء المدارس
وهي صرخة
تشق ثوب العرائس


زحفه يثقب السماء
ويطفأ النجوم
قد يخطأ المسار
ويتفتت القمر
فمن يسهر على العاشقين
ومن يضيئ درب السماء


هي تفتح بركة للدم
تغرق فيها تغاريد الصباح
وتتلاطم آهات المساء


ها هو
آخر جديد ...
سيمرُّ من هنا
واخرى هناك  مزروعة
على حافة الموت
يرسمان شرخا في جدار العمر


وما يبقى
سخامٌ
يزئر بوجه الحياة ...




285
أدب / حتامَ ...
« في: 21:11 14/03/2008  »
حتامَ

انهاء سيفو


حتام الحنطة تنام مع الزوان
والاشواك تُثمر وخزا
تنجو من اثار الحرق والدمار
والورد يداس
ثم اسيرا
 للرصيف يُباع

حتام
ارفعُكَ على مذابح الصبر
مساء يتيما
وترفعني الى منبر الهداية خطا مستقيما
يجثم على حدقات الطفولة
رُعباً

تحت حجب الضباب
يتوسد رأسك
وتحلم
بانهارٍ من العسل
تمرُّ على شفة احلامك

قوافلٌ
سائرة نحو السماء
تحبس الهواء في اكفان
صنيع يديك

اجهلك
كيف تمد فِراشك
وتفخر
وبالعشرة تبصم
ان للبحر حياة
غير زرقته ...!
وللشمس نار غير
جمرتها ...!

أيُّ جنون

على شواطئ ذاتي
تمد ظلال وبائك
فتصفع امواجك صخرتي
وتقويني !!

أطّرتَ احلامك
على سكينة الانقاض
هذا همّك
ان تشعر كما تشعر السماء
بالنقاء
وتضرب كل نجمة
علَّ القمر يفتح لك ابواب الضياء

لكن لا يطالُ
من على الارض منكوباً
ليلا ونهار
يختمُ بحجرٍ جبين ايامه

وايضا مُحال
ان تقصيني من الالق
ومن حروف مخطوطاتي
تكتب اسمك على الورق
ومن خيوط رايتي
تنسج رايتك
وتلف بها كل عُنق
فانا ليس همي
فُتاتَ حياةٍ عادية ...!!


     

286
أدب / أنا وأفتخر
« في: 09:40 06/03/2008  »
أنا وأفتخر

انهاء الياس سيفو


راهبٌ
لي ناقوسي
صبحٌ سماويٌ ترانيمي
من ينابيع كلمته .... أرتواءاتي
ذاك كان أبي
وقريةٌٌ على تخومِها ... نِسْكٌ
بين خضرةٍ  وبساتينِ
جداولٌ  تُرضع أفواه الزهدِ
بين صومٍ .... ورياحينِ
غضةٌ احلامُها
كالحبِ دافئةٌ ... انفاسهُا
تلك كانت امي


هكذا ولِدتُ من رحم النقاء
كفراشةٍ
على جناحيَّ احمل صلاتي
واداعبُ بزهوٍ ... حضن النسمات
من خيوط الشمس تيجاني
وكخرير الماء يُسْمعُ
في جداول الروح صوتي ... وألحاني
عتمة الليلِ ... ظفائري
وقلبُ كل زهرةٍ ... عنواني
كالبدر التام تلألأتْ قصتي
وفي روحي جذور النعم والبركاتِ ...
وعلى الطين اسمي
يحفرُ تاريخ الحضاراتِ


حتى انبثقتْ من فجري ... شمسٌ
ابدلتْ عناويني ....
وعلى افق التاريخ ... اشرقَ مجدي
على سورٍ مدور ٍ... أقامتني
واربعةُ ابوابٍ ... اورثتني
سرمديٌ كان عشقي ... لايطالُ
على لسان شهرزاد ...
 طرباً وسَمراً ...  زيّنوا بلاطي
وفي عروقي
سرى شعرٌ وادبٌ واوزانٌ ...
وكشامة تتوسط  خد الخميلاتِ ....
توسّطْتُ القلوبَ ...
ولبستُ السلطة خواتماً ببهاءِ ...





287
أدب / جدران من لحمٍ ودم
« في: 10:43 24/02/2008  »


جدران من لحمٍ ودم

انهاء الياس سيفو



تُلقي ذراعها
لتعتلي عرش النور
 مسرعة
تسابق الفراغ
وتظلّل النهار....
تصطدم بالريح
وتعشق ثوب المكان
القمر في جيبه النجوم
والليل ينام عرياناً

تصطف كسرب طيورٍ
اعتزلَتْ الالحان
فلو هاجرتْ
تُطالب بحق التغريد
تُقامرُ بالبنيان وتستوي الارضَ
مدٌ وجزرٌ يلتقيان

قلبها كبركان
تصرخ .... وتُعلِن الحِداد
ولا تلبس السواد
فهي حُرةٌ
تبني لنا التاريخ
بالحجر .... بالشمع .... وبالرخام
تشربُ هموم المتكئين
 المارّين عليها
فتُبدل ثوبها كل حين
وتفرِضُ على حفنات الطين
اجدادها الاصليين
ضريبة التلذذ
خارج الاوطان.....!!
مع كل هَم
يَشْرقُ لها عنوان
وتلِدُ في اليوم اكثر من شعار
في الصمود وفي الحرمان.....

بين مساماتها يسيل
عشق القلوب
وينبت الثبات
والسنابل تنتظر ميلاد الحصاد
لا تمرد ولا عصيان
فتمنح الامان في سجن وقضبان
وتَحجب عن عيون الاحرار
ما نَقُصَ من كمال الازمان
وعيونها تتسع لكل الالوان
وتتدلى من هاماتها كل الصور
ما نُسِخَ .... ما رُمِمَ
وما بقيَّ طيّ الكتمان


يحلو لها الفخر
فلها تَعَبْدَ الحرف والقلم
والعذارى تنتحر لقلة الفرسان
وخلفها
تُدْفنُ قصص الاطفال
ضد مجهول
وتُعلّق مناديل الطغيان
وفاءا
لعهدٍ زحفتْ نحوه شطآن
فالتهمتْ الصحوَ
وتبنّتْ الزهرَ والهمسَ
واصدرتْ حُكمَها
فلملمتْ الجبالُ وديانَها
واقفلتْ الرمالُ ابواب صحرائِها
وبقى النسيم للحظَةَ حُبٍ ظمآن

لانها جدران
فَصَلتْ بين العطر والانسان
اما كان للحب سلطان ؟
ام بالخوف محقونا له كل شريان ؟
تَعثرَ بها العقلُ
فادْمَنَ الهذيان
هي وحدها
تتنفس في كل مكان
عُمرُها الازمان.....
 

288
أدب / رشفٌ لعبير الحزن...
« في: 17:53 06/01/2008  »
رشفٌ لعبير الحزن

انهاء الياس سيفو


بيني وبين دُجاكَ

وعدٌ

تنفخُ فيه الروح

تارة يصحو وتارة

 يستكين...

يشحذُ الامل

من ازقةٍ

لانَ فيها الحجر

برذاذ الصبر

 حلمٌ

يرتفعُ مع ليل انتظاري

الى سماءٍ

لا هطولٍ فيها لامنياتٍ

تُحدقُ

بعيون لامعة على ارضٍ

تقعرتْ

تحت مطرقة الحربِ

سنابلُها

تصطفُ جسراً

يستريح عليها ماضٍ

مُنهك الحكاياتِ

رَشْفٌ لعبير الحزن

بيننا .... وتيهٌ

 لمسافاتِ ....

راح خفقٌ

لبحرٍ ... كجدائل الصبا

مدّدَ انفاسه

تتبخترُ على ضلوع الرمل

فتوقفتْ عن النبضِ

الابتهالاتُ

وَهْمٌ

يرتعش

لو مرَّ قدامَ شرفة الذكرياتِ

تؤجل الاشجار قداحَها

وتذبل الحماماتُ....

اندثاراتٌ

 لشوقٍ .... وبُعدٌ

 يمسك الغمام

في قبضةٍ من قحطٍ

يناشده زهرٌ

وربيعٌ

 حطَّ  ترحاله

في زحمة الطرقاتِ ...

نسيم التلاقي

بَعدُ ما استفاقَ

وعلى النافذة وعدُك

 استراحَ

لا شهقة لهواءٍ في اوراقي

وقلمك تمادا

في اغتيال افكاري ...












289
أدب / أنّه معنا
« في: 01:07 24/12/2007  »

أنّه معنا

انهاء الياس سيفو


روحٌ ترفرف فوق كل شبر
مرَّ عليَّّ الكثير
من النبوءات والصور
انا الارضُ
موعودةً بالنور
والرجاء
ذاك الوعد
الحق
استوطن امالي
لدهر طويل من الملفوفاتِ

ألبَسُ عُتمة الزمن
وفي صدري
احملُ قلوب البشر
مَنْ يحرر مِن الخطيئة
هذا الاسر

انا الارضُ
افتح ذراعي......واحتضن
نجمةً
توسطتْ السماء
تُبشر البسطاء
هذا عهد الله
انه الزمان
فيه الخلاص يحلّ
كلمة
في احشائها حملتْ النور
ومن الهلاك رفعتني
بتضرعات الرجاء
وترانيم المجد في السماء

انا الارضُ
اتهلل
ارقص
فقد ظللتني سحابة سلام
وامطرتْ على البشر
مسرّة وفرح
ما اعظمه
ها هو في المذود
القادر على كل شئ
طفلٌ صغير ....

290
أدب / العش الفارغ
« في: 22:09 12/11/2007  »

العش الفارغ

انهاء الياس سيفو


فارغ
وما يبستْ عيدانه
وَشْوَشتْ صغاره
فكان الوداع



بفم الريح
لملمَ احلامه
قشة
قشة
وانحنت للحنان اسواره
يمدُ صباحاته
على ارصفة الفقراء
صبره يزهو
 وهو معلّقٌ بمقبض السماء



اضناني فراغه
هل يمتلأ بابجدية الحياة ؟
براعم
معلقة في كل الشرفات
وهو
لا تتسلق الحياة ابوابه
فارغ....!



ادمنت شموخه
يجول بين ازقة الانين
وصمته
مزروع على اكف المساكين
الليل يُرتل
و يشرع هو بصلاته
وفي موكب طويل
تزحف نجومه
كطفل صغير
نستعجله
المسير
وقمره نائمٌ
على ضفة حرير



يرقص مع ظلّه
متعجلا الوصول الى سر البقاء
يدور حول الهواء
لهوا
شغفا
ليمر عبر كل مرابع النفس
يطوي في دفتره الصغير
ذكرياته
ولا يستكين



ليتني فيه عود صغير
ليرتبني
من جديد
ويجعلُني كما يريد
 وعند المغيب
تهطل تنهداته
ليسقي بها
وردهُ الحزين
وتضيع امانيه
في وديان على الجبين
مملؤة بتراكمات السنين



تصرخ كل النوافذ
وثوبه السكينة
على شوك تسير خطواته
فينزف الدرب
والجرح
  يضيئ
سنينا من الالم






291
أدب / تحت حبات المطر
« في: 20:53 20/10/2007  »

تحت حبات المطر

انهاءالياس سيفو


يحملني
ذاك الذي عرفته
لطالما احبني
يخاف عليَّ ...على صمت اقلامي
لا يريد ان اضيع كباقي الكلمات
يرسمني على كفهِ.....
وردة
ويسقيني
يملاني بعطر الاشواق
ويضمني الى قلبه
وينساني عند شرفة احلامه
ينتظرني....يجمع احلى الامسيات
ويهديني دفا واحضان

يحملني بعيدا
على هامات السنابل الذهبية
ينثرني
يفرح
ويضحك
لانه يلملمني...
وينفض عني رماد الحزن
ونغني معا
يخاطبني بموسيقى الحب
بلغة افهمها
لاني اعرفه.....

يخاف على احلامي
من ان تضيع في ظلمة ابدية
صغيرة بين يديه ... يعلّمُني
يخاف على امنياتي
ان تتسرب في فضاء المستحيلات
يحمل اليﱠ الورد بالوان احبها
وينتظرني.......
خلف قرص الشمس
ليهديني
قبلة حنونة
        تتخلد على جبيني.......
واطير فوق السحاب
ويفخر
        حين يراني امامه اكبر
                 ويبقى في عيني هو الاكبر .....


           على خدود النرجس
         يكتب اسمي
             ويصير العطر مزيجا للصبر والامل
           فلا حياة له دون حبي
             هكذا علّمني
          صغيرة بين يديه
             يحملني
          و في صدره
            يجمع اهاتي
              ليريحني..... ويتمكن منه التعب
              ولا اسأ له
              اهمس في اذن الشمس
             اسمه
                 ليبقى احلى اسرار حياتي
                 ابي



292
أدب / المشهد الاخير
« في: 14:29 08/10/2007  »
المشهد الاخير

انهاء الياس سيفو


هل اعرفكِ ؟
هل مرَّ طيفكِ امام كتبي واوراقي ؟
ام سوراً حصيناً حبك
امام تحقيق امنياتي


اقلامُكِ تسللتْ
خفية بين اصابعي
بعد هجر ٍ
تعانقها بشوقٍ حد الاسر
ثم تتركها
عارية من السحر والابداع
خيانة
هكذا في الحب ندعوها
آه كم تغيرتِ في شوون الهوى
ام اني لا اعرفكِ


القاكِ وشوقي اليكِ
خنجرا بين اضلعي امرره
يشرب مع قلبي نخب الهوى
للرقص يدعوه
يعبث بشرايينه
ويتسلى بنبضاته
هكذا الود منك اعصارا
يقلع من جسدي كل الاغصان

                                                                       
في ليلة من خريف العمر
كان بيننا موعداً
اتذكره
دفأً اقتحم شتاء سريري
اكشف له اسراري
وعلى الوسادة يترك عطره
حتى يصيح الديك
ويرحل القمر


بقربي انت جامدة
قامتكِ
ملامح وطني الجديد
وعينيكِ
مفتاح خزائني
وخصرك ...... كم تسبب باعتقالي !
حتى اسمكِ يثير جنوني
اتأملكِ
في لحظة حبٍ كما تُسميها
وسنيناً
مرتْ علينا وما عرفتكِ


293
أدب / قارورة العسل
« في: 19:38 28/09/2007  »

قارورة العسل

انهاء الياس سيفو


تلّوني بالربيع ما شئتِ
فلن تُبدلي حُلمي
 فَبِعِطر الدمِ
تَقَدسَ ثوبي
ذاك الذي سُكب من اجلي

واسكُبي من قارورة العسلِ
ما شئتِ
فلن ادورَ حولكِ كالنحلِ
بل... هالات الخلاصِ
تدورُ حولي

تملّكي من العمرِ ما شئتِ
الجميلُ
الشاحب والمنسي
فقد صامَ عن مشاوير الحياة
قلبي
وانسُجي لاناملي كفوفا من الوردِ
فلن اتعبَ من الاسرِ
وحوّلي افياء روحي
 صحراءا
فانا اتزوّدُ بالرملِ
وارسمي لي جسدكِ خريطة واحلام
فلن اتوه
لاني اعشقُ حدودَ ارضي

   لا تتعجلي بالهطولِ على اوراقي
فاسْمُكِ لن يُزهرَ
 في واحة نفسي

مرّغي حُزنكِ في افراحي
واعصري من الامي
قطرة الصبرِ
فاهلاً بالالمِ
لاجلِ من ذاقه عني

احملي لي الهوا كوؤسا
فما انتشيتُ الاّ
 بكأس الصمتِ
تجمدي على اهدابي
وتهدلي على جفوني
فالنور منه يأتيني
لا من العينِ

 اشطبي من ايامي تقويم الفرح
فانا موعودةُ
بالفرح
فلا تتهللي بحرقة دمعي
فالفرحُ آتٍ
آتٍ

تموجي على شواطئي
واجذلي بعيدا عن صدري
شَعركِ
فقد تزهدتُ من العتمةِ والسهرِ

تجزئي
وبعثري القمر
 وابلعي النور
واقلعي النجوم
ولاتخشي
ها قد غرقتْ القيثارة
ولن يتنفسَ لحني

فقد مات عهدٌ
كنتِ فيه بعضاً
    من كُلي....

294
أدب / فقاعة من نار
« في: 21:35 17/09/2007  »

فقاعة من نار

انهاء الياس سيفو


امهلنى من العمر دقائق
لي موعدا حسبته للابد مؤجلا
لا تذكرني
 بما مر من الزمان
         فدوام الزمان سريع الخطا......
عرفتك
 رحاية مجنونة تطحن المسافات
وصوتك يجبرني
فأصغي لصمت الموائد
لحنا ما عاد يشبع المساكين
وعطش الكوؤس من يخمده
قلما مخروما
تركته في جيوب الحيارى
كم ذُبحت له القرابين
من بعدكَ لا يصانُ
فقد تبدلت في سمائهم الاقمار
كيف لهم في دروب النسيان قدم !
وخميرة افكارهم لا تصدأ
       وان توالت عليهم الامطار....

جئتك
اغسل اناملي من عبث الدراهم
واطوف بغربال
ما استطعتَ به تفسير الاخبار
فتعصف ايامي
وقطرات دمي على كل كف تنبت
لبقاياك لا خصم ولا حكم
بل تركتَ صدورا لا ترّخصُ
وأن تعرّت منها القمم
نكتنز من انيابك قلائداً
وطريقك الى المجد ومن لا يعرف !
تُبدل لو شئت دم المرايا
وللنساء
تصنع احجاما جديدة....
تُلبس الليالي معطفا انيقا
فيتنكرالظلام بزي العاشقين
تعبث بخواتم النحيلات
وتسرق لهفة المناديل من اعناق الراقصين

كفاك تماديا
كفاك بالقلب شاردا
وهيا معي فالتراب بارد

295
أدب / رحيل
« في: 19:35 05/09/2007  »
رحيل

انهاء الياس سيفو

شدوَ طيورك
   اختفى...
وسافر صباحك ,
وظلك الرشيق
عن جدران الحب
      مضى.....
سعة بحرٍ
طيفك
ونحن زرقته
وكحبات الرمل
تتكاثر
بانفاسك.....الكلماتُ
أتعود نوارس رحيلك
وقد ظلّتْ طريقها

بيننا
الاشواق
     فراق....
يعدو بين دقائقنا
فيسبقنا الى طاولات اللقاء

من يحمل دموعنا
لو نامت
عيونك

طال ليلك
وما استيقظت احلامنا
عُدْ......للمحبين
بريدُ الغرام
 فتربضُ
على شفة الريح
حمامة
 سلامك
 
فارقَ الاريجُ زهورنا
وبقيَّ رحيلك

نهديه صبراً
يهدينا ارقا

تسللَ
بين بيادرنا
تدوّرَ مع خبزتنا
يعبث
بمرور امنياتنا
 كعبث الفراشات
بخدود الربيع

همٌك
يستريح على اكتافنا
وما تعبنا
في جيبك الشمس
فكرّسنا للنور كلماتنا
ما من شُرقةٍ
تبلل اجفاننا

احرقتَ بخورك
وهرعتْ الى السماء ابتهالاتنا

بعادك
تعصره
سحابات نفوسنا
يشربُ عنا
المطر
ينمو
وينمو
حتى يتشجر
فنتفيأ...ببعادك

نجمك
في بلد المجهول
ولِدَ
ليدور....
وسمائنا
ترتدي
ثوب لمعانك
وفجأة
في غيابك
نقرأ
       هذه السطور.......

296
هل اقارنك بيوم صيفي


سونت18* للشاعر  وليام شكسبير  


ترجمة : انهاء الياس سيفو



هل اقارنك بيوم صيفي
لكنك اكثر جمالا واكثر هدوأً
فالرياح العاتية تزيل براعم ايار الجميلة
وفي الصيف تكون فرص الحياة قصيرة الامد
وفي بعض الاحيان تشرق عين الشمس ساخنة جدا
ومراراً ما تُعتم بشرتها الذهبية
وكل جمال من الجمال في بعض الاحيان ينهار
بالصدفة , او يضعف بتغيرات الطبيعة المتعاقبة
لكن صيفك الابدي لن يذبل
ولن تفقدي ما تملكين من جما ل
ولن يفخر الموت فلن تكوني من ضحاياه
فانت في ابياتي الشعرية ستكبرين وتكبرين
بقدر ما يتنفس الانسان وبقدر ما ترى العين
بقدر ما سيحيى الشعر, وهذا سيمنحك الحياة



 *سونت  "sonnet" :    مشتقة من الكلمة الايطالية   " sonetto "  وهي تعني " الاغنية الصغيرة " , عند القرن الثالث عشر اخذت تشير الى القصيدة المتكونة من اربعة عشر سطر والتي تنتهي  بقافية منظمة .
             

297
أدب / ثلاثة أخبار عن (( أمي ))
« في: 19:35 02/08/2007  »


ثلاثة أخبار عن (( أمي ))


انهاء الياس سيفو


1
امي ستعود
ستحمل اليًّ الورد والعيد
ستطبع على وسادتي
ضحكة الطفولة
وستحكي لي قصة الام الحنونة

امي ستعود
لتطلق انفاسها الدافئة
فتتكون الشمس
ويطلُّ الصباح
وتبقى معي
لنشرب سوية شاي المساء

امي ستعود
لتملآ البيت بركة وبخور
لتعيد لاحلامه نسمة الحياة
وتغمر احضانه ببسمة الاعياد
وتجمعنا حول مائدة الحنان


2
تأخرت امي
ووعدتْ بان لاتغيب
وعدتْ بان بيتنا لن يصبح مغيب
وان ثوبنا لن ينسى العيد
وان دموعنا لن تجري
شلالا
وفيضا
ونحيب
تأخرت امي
وقد وعدتْ الكثير

تأخرتْ امي
ووعدتْ بان ترش على رأسي الرياحين
وان تخيط لي بدلة الزفاف
من ورد الياسمين
وان تختار لي الالوان
وان ترسم لي الجدران
وتزرع على شرفتي اعذب الالحان


3
امي تبعث السلام
وهدية الحنان ولمسة الوئام
لم تبعث كلام
بل رعشة اللقاء
وانامل الاشتياق

امي تبعث السلام
وبطاقات فرح
دون عنوان
مختومة بالحرمان
ملفوفة بالحسرة
نزين بها مائدة النسيان

امي تبعث السلام
وترجونا الحياة
وترجونا..... ان نرضى !
وان طيفها .... في الدار يبقى
وان ننام دون احضان
ونقضي العمر في زحمة البقاء....

صفحات: [1]