الوطن أكبر من الموصل
هبة هاني
الاهداء: الى سؤدد والشرفاء أمثالها
(1)
الحزن لم يعد يؤلم يا سؤدد*
ولا وقت لرثاء الموصل
منذ أفترقنا والمدن لم تعد جميلة... الاغاني لم تعد جميلة.. القلوب لم تعد جميلة..
وأنا لم أعد جميلة
(2)
الفقراء يموتون واحداً تلو الاخر
الموت يزورهم كل يوم
ونحن مثلهم نموت وجعاً نموت كل يوم
(3)
هل تذكرين يوم تركت الوطن قلتِ لي "تفائلي ستعودين..."
رغم كل شئ سأتفائل حتى وإن أزاحوني من الخارطة
أه يا مريم قد صار حزنك كثيراً كثيراً
(4)
أفتقدك في غربتي
ليس ثمة أصدقاء حقيقيون
أفتقدك مثلما يفتقد العراق الفرح
أذكرك عند كهرمانة.. ابونؤاس.. زيونة
أحسد الاماكن...
نذهب نحن وهي تبقى
(5)
لا تبكين واعرف انك فعلت
مازلت احب العراق
والوطن أكبر من الموصل
الوطن هو هذا الكلام الجميل
سؤدد الصالحي: صديقتي الغالية ورفيقتي قي مكتب جريدة الحياة في بغداد تشغل اليوم منصب مديرة غرفة الاخبار في صحيفة "نيويورك تايمز والقصيدة هي رد لما كتبت على صفحتها في الفيس بوك ونصه "هبة، ايمان، ماري وكل اصدقائي المسيحيين الذين عرفتهم منذ ان امتلكت ناصية الوعي او اولئك الذين عملت معهم وباتوا اصدقاءا واهل لاحقا، عذرا صديقاتي واصدقائي فلا املك ان ادفع الضر عنكم او حتى عن نفسي وعائلتي، لكنني املك ان اقول ان الاسلام الذين اعتنقته وامنت به وتربيت على تعاليمه السمحاء هو الذي علمني كيف اصون صداقتي بهبة هاني طيلة فترة عملها في صحيفة الحياة اللندنية وحتى اليوم رغم انها غادرت العراق من وهذا الاسلام الذي اعرفه هو نفسه الذي وطد عرى الصداقة بيني وبين ايمان وماري خلال فترة عملي في صحيفة نيويورك تايمز عامي 2008 و 2009 وهو الاسلام نفسه الذي علمني كيف اكون وفية لعلاقتي بهؤلاء وغيرهم كثيرين اكراما للعشرة والود الذي لم يسمح لنا يوما ان نتوقف لنتساءل ان كان هناك فرق بين مسيحي ومسلم. هذا الاسلام هو نفسه الذي يؤكد لي ان ما يحدث للمسيحيين ومن قبلهم الشبك والتركمان، لهو فعل شنيع لا يغتفر . اما اسلامهم الاسود مثل وجوههم والذي يبيح لهم هذا ويشرعنه، لم اعرفه انا يوما ولم اعتنقه كما لم يعتنقه والدي او احد اجدادي وبالتأكيد لن اسمح لابنتي باعتناقه او حتى التعرف عليه. هؤلاء القتلة الظلاميين لا يمتون لنا بصلة ولا علاقة لنا بإسلامهم كما اننا لانعرف الههم او ملتهم وانا شخصيا لا اعترف بإسلامهم دينا ولا بربهم الها يعبد"