آشور كيواركيس - بيروت
نزولا عند رغبة الكثيرين، أنشر نص كلمتي في مؤتمر "المسيحيون والربيع العربي" في 29/09/2013 برعاية سموّ الأمير الحسن بن طلال في فندق لاند مارك – عمـّـان، والتي جاءت في الجلسة الخامسة للمؤتمر تحت عنوان "المسيحيون شركاء في التغيير أم حلفاء للأنظمة ؟" (الموضوع تم اختياره من منظمي المؤتمر وليس من قبلنا) – وعذرا على عدم ذكر بعض الأسماء لأصحاب المداخلات على كلمتي كوني نسيتها.
السادة منظمي المؤتمر : مؤسسة كونراد أديناور ، ومركز القدس للدراسات السياسية
السادة الحضور، أصحاب السعادة
بداية أهنئكم بإسم حركة آشور الوطنية على هذا المؤتمر الذي طالما احتجنا إليه كمكوّنات لفسيفساء الشرق الأوسط بكافة قومياتنا وأدياننا.
الأخوة الأعزاء، أعتقد بأننا لا نزال نعيش في دولنا الحالة الأوروبية في القرون الوسطى حين كانت الفتاوى الفاتيكانية تتصدّر المواقف الأوروبية والأساقفة يتسلـّــطون على الأباطرة، وأنا متأكد أنه كما تغيــّـرت أوروبا لا بدّ أن يتغيــّـر الشرق كون المسلم بدأ ينفر من الأفكار الإسلامية المتطرفة، وهنا علينا التمييز بين "المسلم" و"الإسلامي"، لكن هذا التغيير سيحتاج إلى وقت طويل قد لا يبقى خلاله مسيحيّ واحد في الشرق لذلك علينا أن نكون صريحين في مواجهة الحقيقة، ولتحقيق التوازن في هذا المؤتمر، ورداّ على البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) التي بدأ بها الدكتور محمد الحاج من الكتلة الإسلامية في البرلمان الأردني، سأقوم بالتصليب.
باسم الآب والإبن والروح القدس إله واحد – آمين
كمشارك مسيحي غير عربي، إسمحوا لي بالتعليق على عبارة "المسيحيين العرب" الواردة في أعمال هذا المؤتمر، بالقول بأننا كآشوريين نحترم العروبة والخصوصية العربية، ورجاؤنا أن يبادلنا أخواننا العرب وخصوصا المثقفين منهم، بإحترام الخصوصية القومية الآشورية كون الآشوريين يختلفون عن العرب في انتمائهم الثقافي والحضاري ومن غير الممكن الخلط بين الثقافة الآشورية وأي ثقافة أخرى في قالب قومي، إنما في قالب وطني جامع ضمن مبدأ المساواة في مواطنة المجموعات الثقافية.
..................
...........
فمصر تشهد اليوم هجرة الأقباط إلى كندا والولايات المتحدة وألمانيا، ومؤخـّـرا جورجيا التي هاجر إليها حوالي الـمئة ألف قبطي خلال الأشهر الأخيرة، أما سوريا فكلنا شهود على أن مستقبلــَــها مجهولٌ في ظل الخلافات الحادة بين أطياف المناهضين للنظام بين الإسلام السياسي والعلمانية، والنماذج القبيحة التي نراها في الإعلام ستكون البطلة المستقبلية للمسرح السياسي في سوريا ما بعد الأسد المفترضة من قبل البعض، مما يعكس حقيقة مخاوف المسيحيين في حال أي تغيير للنظام، تلك المخاوف التي تترجمت إلى هجرة مايزيد عن نصف مسيحيي سوريا حتى الآن.
وهنا اسمحوا لي بالخروج عن موضوع تغييرات اليوم في الأنظمة العربية، لآخذكم في رحلة عراقية قصيرة إلى دنيا عجائب الديموقراطية في الشرق الأوسط، كون العراق كان أوّل مسرح للتغيير نحوَ الديموقراطية (بمفهوم "الربيعية" السائد اليوم)، فقد تهجّر من العراق حوالي 300.000 آشوري خلال خمسة وثلاثين سنة من ديكتاتورية التعريب الصدّامية، بينما تهجّر منه 800.000 آشوري خلال أوّل خمسِ سنوات من ديموقراطية الأسلمة والتكريد.....
......
بتاريخ 02/أيــّـار/2005، نشرت وكالة الميدل إيست أونلاين تصريحا للسيد مقتدى الصدر ينصح فيه المسيحيين ألا يكونوا فسادا في المجتمع......
....
............
السادة الكرام، إنطلاقا مما وَرَدَ، نستنتج بأن مشكلة المسيحيين في الشرق الأوسط ليست مشكلة تيارات، مؤيدة كانت أم معارضة، بل هي مشكلة مراجع دينية عليا، وأنظمة الدولة التي تتشكل من النماذج التي أتينا على ذكرها، ومن هنا، إذا كنا فعلا نبحث عن حلّ لوضع المسيحيين في الشرق الأوسط، فعلينا المناداة بالمساواة قبل الديموقراطية ...........
.........
يجد المسيحيون أنفسهم في عزلة بعد خيبة كبيرة ولا يجدون أمامهم سوى الهجرة بدعم ودفع من منظمات الهجرة لدرجة أنكم في السنوات القادمة قد لا تجدون مسيحيا يشارككم آراءكم في مثل هذه المجالس الفاضلة. وبهذه الحال، فإن المجموعة المسيحية التي تقرّر البقاء في بلدها مضطرّة لإيصال صوتها إلى الخارج كما هي الحال مع حركتنا التي تعمل على مشروع المنطقة الآمنة للآشوريين كشعب العراق الأصيل، ووفقا للتشريعات الدولية بخصوص ذلك.
وفي النهاية، رجاؤنا منكم هو ضرورة العمل على تشكيل لجنة متابعة من مؤسسات وشخصيات علمانية من كافة المذاهب لدرء خطر فقدان شريحة مهمّة وأصيلة في الشرق الأوسط، طالما ساهمت رغم اضطهادها لقرون، ببناء الأوطان التي يجتاحها اليوم ربيعٌ لا يزهر سوى دُوَلاً فاشلة، على أن تساهم هذه اللجنة في المزيد من المؤتمرات والتوصيات لتخلق تيارٍ علماني يكون وسيلة ضغط على الأنظمة العربية، القديمة منها والجديدة، فما يسمّى بالحوار المسيحي الإسلامي عقيم كون رجال الدين المسيحيين إنهزاميين ولا يمثلون الرأي العام المسيحي وأبسط مثال على ذلك هو تصريح بطريرك كنيستنا الكلدانية مار لويس ساكو لصحيفة النهار اللبنانية بتاريخ 27 أيلول 2013، أي قبل يومين، بأن المسيحي يقبل الموت كما قبله المسيح ـ وله نقول من يقبل الموت فليقبله بنفسه، فالمسيحيون يحبون الحياة.
شكرا على استماعكم وتفضلوا بقبول فائق الإحترام ...
المداخلات :
1- الإخوان المسلمون – سوريا : لماذا الإصرار على ذكر عبارة "مسيحيي سوريا" ؟ لماذا لا تقولون "سوريين" فقط ؟
- حركة آشور الوطنية : كلامك صحيح 100% ولكن سنقول "سوريين" فقط، حين يصبح إسم منظمتك "الإخوان السوريين".
2- حزب الوسط الإسلامي الأردني: نستنكر رسم إشارة الصليب في بداية كلمة السيد آشور كون هذا إهانة لنا ثم أن الآشوريين هم عرب وليسوا قومية منفصلة.
- حركة آشور الوطنية : ولكن نحن قبلنا البسملة من الدكتور محمد الحاج وقلت أن نيتي هي التوازن في المؤتمر، والآشورية لا علاقة لها بالعروبة التي أتت مع الإسلام وتمّ فرضها بالقوة في مناطق لم تطأها أقدام العرب من قبل.
3- أستاذ فلسفة في جامعة اليرموك : الأخ آشور، عندما نقول "المسيحيين العرب" لا نعني بذلك إلغاء الآشوريين، فطالما هم وغيرهم يعيشون في العالم العربي إذا هم شركاء في نهضة العروبة أي عربٌ ثقافيا.
- حركة آشور الوطنية : المسيحيون في الشرق يعيشون تحت الحكم العربي وفي "دول عربية" ولكنها ليست بالضرورة "بلدان عربية" كون الأرض ليست عربية، ومثالا على ذلك، لن تستطيع أن تقنع الناس بأن نوهدرا المكرّدة اليوم إلى "دهوك" سكنها العرب يوما، ولا حتى أربيل ولا السليمانية. وفي الحقيقة لسنا هنا لمناقشة العروبة ولكنني أتحدّى أي منكم مع كامل الإحترام لمستواكم الفكري وعلمكم، أن يناظرني على أية وسيلة إعلام حول الآشورية والعروبة من الناحية التاريخية والأنتروبولوجية.
4- الدكتور حيدر سعيد (المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية) : أستاذ آشور، تحدّثتم أنت والأستاذ خالص في كلمكتم عن التغيير الديموغرافي، ما هي مطالب الآشوريين تحديداً ؟
- حركة آشور الوطنية : بكل اختصار مطالبنا هي "المساواة" ضمن مبدأ المواطنة، إذا كانت العراق فيدراليا فلتكن الفيدرالية للجميع أو لا أحد، ويجب ذكر الآشوريين في كل بند دستوري يذكر القوميات، والمسيحيين في كل بند يذكر الأديان، أو عدم ذكر أي دين أو قومية – هذه هي المساواة. ولكن للأسف نرى الدستور العراقي مجحفا بحقنا في كافة مواده، على سبيل المثال، المادة 143 تلغي قانون إدارة الدولة لعام 2004 ماعدا المادتين /53/ و /58/ منه، اللتين تكرّدان آشور.
5- سفير عراقي سابق : الأخ آشور، لقد ذكرت وقائعا مهمة نسمعها لأول مرة عن خطابات الأسلمة في العراق/ ولكن أنت تعلم وكلنا نعلم بأنه في عهد صدام حسين لم يكن من المعقول أن نسمع هكذا خطابات، فلماذا لا نعطي التاريخ حقه ونقارن بين النظام السابق ونظام اليوم ؟
- حركة آشور الوطنية : نعم أنا لم أتكلم كثيرا عن صدام لأن موضوعنا هو حول مرحلة بعد التغيير، ولكن إجابة على سؤالك، لم يكن صدام أفضل من نظام اليوم كونه عمد إلى سياسة تعريب الآشوريين، وكمثال على ذلك، فرض عليهم التسجيل في خانة "عربي" أو "كردي" في كافة الإحصاءات ومن رفض منهم كان مصيره السجن أو القتل، وفي إحصاءات 1987 رفض الكثير من الآشوريين سياسته وقاموا بتسجيل أنفسهم كآشوريين، لذلك قام بقتلهم وتشريدهم في عملية الأنفال عام 1988 "إنتقاما منهم" وهذا بحسب جوناثان راندل مراسل صحيفة الواشنطن بوست الذي عايش الأحداث في العراق، ويذكر ذلك في كتابه "أمة في شقاق". كما قام صدام بعمليات تغيير ديموغرافي خطيرة مثل نقل الآشوريين من بلداتهم وقراهم وإسكان الأكراد عوضا عنهم، وهذه إحدى مصائبنا اليوم بحيث يرفض هؤلاء الأكراد مغادرة أراضي الآشوريين علما أن بيوتهم في قراهم البعيدة محفوظة لهم، ويطالب الأكراد بتنفيذ المادة /140/ من الدستور على كركوك فقط ولكنهم لا يطبقونها في نوهدرا المكرّدة إلى "دهوك" حيث يحتلون مئات القرى الآشورية. وإذا كان النظام دكتاتوريا فهذا لا يعني بأن المعارضة كانت أفضل، ومثالا على ذلك؛ رغم أن الآشوريين شاركوا في نضالها ضد صدام إلا أنها كانت ترفضهم في اجتماعاتها إلى أن قررت الحركة الديموقراطية الآشورية التواصل مع اللوبي الآشوري في الولايات المتحدة حيث أصدر الرئيس الأميركي بوش – سيـّــد المعارضة العراقية - "أمرا" يقضي بقبول الآشوريين في اجتماعات المعارضة وهذا ما حصل، وحتى بالنسبة للمعارضة السورية، تصوّر أنه عندما استقال معاذ الخطيب خرجت الناطقة بإسم الخارجية الأميركية بتصريح على الملأ تقول فيه بأن الخطيب سيعود إلى رئاسة مجلس اسطنبول وعاد في اليوم الثاني كالشاطر.
6- طارق التل من "جبهة العمل الإسلامي" (رداً على النائب خالص إيشوع) : تذكرون مصادرة أراضي المسيحيين في سهل نينوى، وسؤالي هو هل تمت مصادرة أراضي المسيحيين فقط ؟ أم كل فئات الشعب العراقي ؟
- حركة آشور الوطنية : الأخ طارق التل، سؤالك ليس في محله، السؤال يجب أن يكون : "هل صادر أي مسيحي أرض غيره ؟" ، فالمسلمون في العراق يتقاتلون على شعارات لطميـّـة عمرها 14 قرنا لا ناقة للمسيحيين فيها ولا جـَـمـَـل، وهم يصادرون أراضي بعضهم وهم مسلحون بينما المسيحيون عزّل أي خارج الصراع فلماذا تصادر أراضيهم ويـُـهجَّرون ؟ يا أخي دعنا من سهل نينوى، فقد تهجّر 800 ألف مسيحي من بغداد وباقي المناطق بعد سقوط صدام فماذا تقول عن ذلك ؟ ثم يجب أن تعلم بأن نسبة الآشوريين في العراق كانت 5% أما نسبة الآشوريين المهجّرين من العراق فقد بلغت 50% ... وأنا فعلا أتعجب من النائب الأستاذ خالص إيشوع كيف يركــّـز فقط على مصادرة الأراضي خارج الإحتلال الكردي ولا يذكر مصادرة البلدات والقرى في نوهدرا المكرّدة إلى "دهوك".
-إنتهى -
آشور كيواركيس - بيروت
الاخ المحترم knara drokha
وأخيرا وجدنا من يتكلّم بوجدانه وعقله وايمانه ...
لا احد يعرف السر الكامن وراء " التبرير القومي " الذي يستميت في صنعه الاخوان القوميين للدفاع عن مثل هذه المواقف ضد المسيحية ... ولا احد بينهم ينتقد ولو انتقادا خفيفا !!!
هذا الامر لا يدخل في خانة الصراع القومي او من اجل التسمية .... هناك خطأ واضح ومقصود في اجندة القوميين الاشوريين .... وإلا ، ما الذي جعل السيدة ميمي ان تتحوّل فجأة من انسانة مؤمنة ، مواظبة على ارتياد الكنيسة ، الى امرأة تهاجم وتنصب العداء للمسيحية ؟؟؟... هل هناك " غسل دماغ قومي " ؟؟... ما هو التفسير الآخر ؟؟.... لو كانت قد تركت الايمان وسكتت ، لكان الامر مختلفا ، لقلنا ربما غيّرت رأيها او اصابها القنوط والاحباط ... لكن ان يكون التغيير من المحبة الى هذه الكراهية !!!؟؟؟ ..هناك الف علامة استفهام .
اشكرك اخي على ردك الشجاع الذي يرفض المهادنة على حساب الايمان ..
ليباركك الرب ، وتقبّل اجمل تحياتي
متي اسو
ما اسخف رد 18
https://www.youtube.com/watch?v=N0Gb1kRkuQ4
صاحب رد رقم 19
يا سلام .... يقرأ الانجيل كالببغاء ولا يفهمه .. لا زال غضبه لردي واضحا بعد يومين ...فهنا اخطأ صاحبنا
افسس 4
26 اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ
بعد اذن السيد جورج ايشو المحترم
مقتبس من السيد لوسيان :
" انا شخصيا تعجبني بشدة نقاشات نقدية وخاصة عندما تتم من قبل اشخاص يشتركون في نفس القناعات. وهنا تعجبني بشدة وجود نقاشات نقدية بين الاشوريين انفسهم " انتهى الاقتباس
لا تعليق
متي اسو