دفلى و مصاطب و غيمة هواي
منذ صباي الباكر أحببت شجيرات الدفلى و ازهارها الحمراء و الوردية و البيضاء و أحببت المصاطب المستلقية في المتنزهات العامة، و مع الدفلى و المصاطب أدمنت التسكع أمام مكتبات كركوك و صالات سينماتها العامرة ايام زمان. هذه الأشياء غدت عندي طقوسا امارسها من غير أن اتنازل عنها و كأنها مشربي و مطعمي و عددتها من أجمل الأشياء في الحياة و في احد الايام لاح لي خيال يمشي و يبرق و علمت أنه نزلت عليه غيمة هواي ترذذني بين طريق شاطرلو الذي تداعبه أصابع النسيان و (عرفة) المستنيمة لحفيف اشجارها الكالبتوس و لم يقتفِ احد أثري لأنهم عرفوا أنني انتشيت و انتهيت بهذا الهيام الذي غزاني حتى النخاع.