المحرر موضوع: موجز تحليلي لقصة (أين أنت؟) للروائية الأستاذة سها جلال جودت... كتابة فهد عنتر الدوخي.  (زيارة 571 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فهد عنتر الدوخي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 750
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
موجز تحليلي لقصة (أين أنت؟) للأستاذة الروائية سها جلال جودت...كتابة فهد عنتر الدوخي.

هذه لم تكن قصة قصيرة فحسب، إنها مناجاة كل إمرأة تتقن لغة العفاف وتمجد سمة الإخلاص، و توثق مضامين الجمال في شعور يزينه التحليق في فضاء الحب للحياة والأشياء الجميلة، قرأتها كمتلقي، حتى اهتزت من تحتي أبجديات التخفي لأعلن ان هذا السباق المحموم نحو الإبداع تجلى بهيئة إمرأة تتقن كل أبجديات الدهشة والوجود ومخاطبة الذات علها ترتقي إلى مستوى الموضوع وتصور مداد سنوات جفاء وتحجر وغياب لأسماء لم تمحى من الذاكرة، دعينا نلبس اثواب الدراويش لنعود إلى عفوية الايام وتجلياتها، دعينا نصفق لهذه المرأة، إكراما لصبرها الذي فاق كل الحدود، هي كغيرها، مازالت تؤمن ان الغائب في رحلة عناء طويلة وشاقة. لابد أن ينجلي الليل وتتعامد الشمس لتعبد طريقه نحو عودة إلى أفق مفتوح، هكذا هي مقومات الألق والإبداع، بكلمات موجزة، ولغة شفافة بهيجة استطاعت الكاتبة ان ترسم لنا مشهدا انسانيا يتخطى الاعراف النمطية الاستهلاكية، وقد توغلنا في مداد هذه اللوحة بروح المتبصر المحب، سها جلال جودت التي افرغت كل الحكايات من قاموس موشح بافياء البراءة وطوعتها بروح متوهجة بالعطاء ومازالت...

................................
أين أنت؟؟.... قصة قصيرة.. سها جلال جودت
لماذا تأخرت في المجيء؟؟
ياإلهي وهذا الطعام الساخن الذي مايزال على موقد الغاز، من سيأكله؟؟ كنت على يقين أنها رغبتك لذا اشتريت كل اﻵشياء وجهزته، هو ينتظرك مثلي، بعد أن نأكل سأدعوك إلى رقصة زوربا، أتوق للرقص معك، هيا أجبني، رد علي، لماذا هاتفك مقفل؟؟ تساورني الشكوك، أتخيلك مع امرأة غيري يطيش صوابي، أغار عليك، كما تغار علي، قد تكون غيرتي مجنونة أكثر منك، هيا افتح خطك أريد أن أسمع صوتك، أريد أن أحتفظ بتلك التنهيدة لي وحدي، تأخر الوقت، لم تأت برد الطعام وبقي داخل وعائه محبوسا يغلفه الحزن مثلي، أين أنت ، لماذا هاتفك مايزال مغلقا؟؟
الليل دامس وفقير من خلجات النفس
الليل مرعب ومخيف بين جدران باهتة صامتة
الليل وما أدراك ماالليل حين تكون وحيدا!!!
كيف جاء الصباح، كيف خلع الليل عباءته السوداء ما أحسست ولاشعرت برحيله ﻵني كنت في حالة صدمة.
رسالته تقول : إني  في طريقي إلى اليونان، خططت لهذا منذ زمن، أعرف رفضك للموضوع، لذا لم أخبرك، عيشي حياتك من دوني، وداعا.
سها 29/9/2021