المحرر موضوع: أعياد ميلاد...  (زيارة 580 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نبيل رومايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 486
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أعياد ميلاد...
« في: 18:17 05/05/2022 »
أعياد ميلاد...
نبيل رومايا
يصادف يوم 22 نيسان، يوم ميلادي المتواضع، وبالطبع هناك الاف الناس الذين يشاركوني في هذا الميلاد وهم بلا شك أكثر عطاءً وشهرةً وصيتً مني، وهذه بعض أسماء هؤلاء المشاهير:
هنري لافونتين، سياسي بلجيكي حاصل على جائزة نوبل للسلام.
فلاديمير إليتش لينين، زعيم سوفييتي.
 روبرت باراني، طبيب هنغاري حاصل على جائزة نوبل في الطب.
يهودي مينوهين، عازف كمان أمريكي.
هنري فيلدنغ، روائي إنجليزي.
ريتا ليفي مونتالشيني  طبيبة إيطالية حاصلة على جائزة نوبل في الطب.
إيمانويل كانت، فيلسوف ألماني.
روبرت أوبنهايمر، عالم فيزياء أمريكي.
ولكن هذه المقالة ليست حولي، ولا حول هؤلاء المشاهير، هذه المقالة هي حول أهم عيد ميلاد في العالم، وهو العيد الوحيد الجدير بنا كلنا أن نحتفل به كل عام، لأننا إذا اهملناه فربما بعد سنوات قليلة، لن يستطع أي منا استذكاره والاحتفال به. 
هذا العيد هو عيد ميلاد امنا الأرض الذي يحتفل به العالم في يوم 22 نيسان.
أن أمنا الأرض تبعث لنا دعوة عاجلة للعمل. فالطبيعة تعاني، والمحيطات تمتلئ بالبلاستيك ويزيد معدل حمضيتها، ودرجات الحرارة تزداد، والغابات تحترق والفيضانات تكثر، والأعاصير تحطم أرقاما قياسية وتلحق أضرارا بملايين الأفراد. وتستمر جائحة فايروس كورونا والتي تعتبر وباء عالمي ذي اتصال بصحة نظامنا الإيكولوجي في الفتك بالناس. ويأتي هذا بسبب تغير المناخ وتأثير النشاطات البشرية على الطبيعة، وجرائم تعطيل التنوع البيولوجي مثل إزالة الغابات، واستغلال وتكثيف الإنتاج الزراعي والحيواني، والاتجار غير المشروع بالأحياء البرية.
إن النظم البيئية تدعم كل أشكال الحياة على الأرض. وكلما كانت نظمنا البيئية أكثر صحة، كانت الأرض وسكانها أكثر صحة. واستعادة نظمنا البيئية المتضررة ستساعد في القضاء على الفقر ومكافحة تغير المناخ ومنع الانقراض الجماعي. فعلينا وقف تغيير اتجاه تدهور النظم البيئية في كل قارة وفي كل محيط. لكننا لن ننجح إلا إذا اضطلع كل منا بدوره.
وكانت كل دول العالم تقريبًا قد وقعت على اتفاقيات عالمية، بما في ذلك اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 وميثاق غلاسكو للمناخ لعام 2021، وتعهدت ببذل قصارى جهدها للبقاء على أقل من 1.5 درجة مئوية من الاحترار. ولكن كبرى الاقتصادات في العالم، والتي تعد أكبر مساهم في تغير المناخ، أدت إلى زيادة الانبعاثات العام الماضي بعد انخفاضه لفترة قصيرة بسبب تقييدات جائحة الكورونا. فقد زادت الانبعاثات بحوالي 6٪ إلى 7٪ في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. كما شهدت البلدان المتوسطة الدخل الكبيرة، بما في ذلك الصين وروسيا، قفزة في الانبعاثات، كما فعلت الهند، أكبر دولة نامية.
اما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فتبقى مسألة البيئة والتغييرات المناخية واولياتها منخفضة في معظم برامج الحياة العامة والسياسية في المنطقة.
إن التغييرات المناخية ولا سيما الجفاف والتصحر والفيضانات والعواصف الترابية، تهدد الأرواح والاقتصاد ومن أمثلة ذلك أزمة المياه والزراعة في العراق. في حين أن حكومات المنطقة وشعوبها بشكل عام لا تنظر إلى قضايا تغير المناخ والصحة البيئية باعتبارها تحديات ملحة، نظرا لما تتعرض له هذه البلدان من تهديدات أكثر إلحاحا ً تتمثل في الحروب والفقر والبطالة وانتهاكات حقوق الانسان.
إن ممارسات استخدام المياه والزراعة والبناء السائدة حاليا ً ستصبح غير ممكنة على مدى السنوات الثلاثين المقبلة، وبعد عام 2050 ستصبح إمكانية العيش في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا مرهونة إلى حد كبير بمعدلات الانبعاثات العالمية وتوفر المياه واستقرار المنطقة.
وفي العراق، قالت وزارة الزراعة العراقية قبل ايام، أن البلاد بحاجة إلى أكثر من 15 مليار شجرة لتأمين غطاء نباتي يقضي على التصحر ويحد من العواصف الترابية، مؤكدة أن الوصول إلى هذا الهدف بحاجة لتضافر جميع الجهات المعنية. وأوضحت الوزارة، أن مساحة الأراضي المهددة بالتصحر بلغت 53.49% من مساحة العراق الكلية. وفي نفس الوقت بدأ الجفاف والإهمال بتهديد "الحزام الأخضر" الذي يضم أشجاراً زُرعت قبل 16 عاماً حول مدينة كربلاء للحد من خطورة التصحر والعواصف الرملية التي تتزايد بشدة في العراق.
وجاء في تقرير لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، إلى أن "العراق هو خامس دولة في العالم تحت خطر التعرض لدرجات الحرارة القصوى وشحة المياه"، مضيفا إن البصرة التي تعاني من الجفاف وتبلغ درجة الحرارة فيها خلال الصيف 53 درجة مئوية (128 فهرنهايت)، وتعتبر من بين أكثر المناطق تضرراً في العراق.
فلنتذكر في يوم عيد أمنا الأرض أننا بحاجة إلى التحول إلى اقتصاد أكثر استدامة يعمل لنفع الناس والكوكب. وعلينا أن نعزز الانسجام مع الطبيعة والأرض. فلنعمل معا لاستعادة عالمنا الجميل.
وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: "يجب أن نعمل بحزم لحماية كوكبنا من الجائحات الفايروسية، والتهديد الوجودي الناجم عن اضطراب المناخ".
ونحن نقول، لا تأخذوا من الأرض سوى الذكريات الطيبة، ولا تتركوا سوى اثار اقدامكم. وتذكروا أن هناك اجيالً كثيرة قادمة بعدكم... ربما.
22 نيسان 2022
المصادر:
- تقارير الأمم المتحدة حول البيئة والاحتباس الحراري.
- تقرير تشاتم هاوس: "المخاطر المناخية المتعاقبة، وخيارات تعزيز المنعة والتكيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
- وزارة الزراعة العراقية.