المحرر موضوع: العتبة المهمة في تحليل النص لقصيدة (روح في الحلم) للشاعرة تراث منصور... كتابة فهد عنتر الدوخي  (زيارة 223 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فهد عنتر الدوخي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 750
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لايمكن للقارئ اولا، والفاحص الخبير في صفائح الأدب وأجناسه ثانيا، ان يعبر هذه الملحمة الشعرية، دون الوقوف عند مراميها ونوافذها المشرعة، إذ أن الدخول إلى عالمها يتطلب أن تجد رابطة عضوية إنسانية ابداعية، إذ لم يكن الكلام مسحا عفويا ضوئيا، وإنما تدخل فيه عناصر جمة، مشتركة، حتى تدرك الشاعرة بخبرتها وموروثها الذاتي، وما تخزنه نفسها الفضلى من وعي واحاطة برغبة المتلقي الذي ينتظر منها ان تنثر الورود في دربه، وتوقره، وتوظف كل مالديها من طاقة، وفكرة، و جملة نابضة بالايحاء والتفرد، هكذا عندما نجد في حيثيات القصيدة مشاعرنا الذاتية التي تساور حضورنا ونحن نلاحق سيرها المتقن، ودقة حركتها، وحبكة إعدادها، إذن إلى أي مدى تدرك الشاعرة تراث منصور، هذه الجلدية التي تعصف في ذهننا؟ والى اي فضاء تدعوننا ان نحلق فيه وقد منحتنا الأمان ان نطير كحمائم، أقرب إلى الغيث الخجول الذي يعي وجودنا حتى يخشى ان ينزل إلى الأرض، إكراما لوجودنا كضيوف  في رحاب القص الجميل المدهش التي نثرته بحضورها الدائم في ذاكرتنا ، وقد ترامت كلماتها كسحاب ربيعي معطر، إن سعة البوح لشاعرة، إمرأة، وهي تحسب الخطى بتأني مدروس تكمل ملامح الصورة بقلم، مدرب وفرشاة مصنوعة من ريش الهدهد، هكذا هي فلسفة الإبداع التي تتقنها الشاعرة، نعود ونوثق بين كل سطر روحا متمردة، و إجابات خبيئة في دواخلنا، حتى اننا عندما نتصفح لوائح القص الجميل في رسالة او قصيدة نثر كجنس ثائر على النمطية، نعثر على أشياء ربما ضاعت منا اوفقدناها في اشكالية المتابعة والعناية بهذا الاختيار العجيب لكل مفردة، مع الاخذ بنظر الاعتبار التحرر من الوصايا الجامدة التي لاتقدم لنا شيئا غير التكرار والسير في نفس المكان، لقد عصفت بنا رياح الشعر في هذه القصيدة التي كتبت بحراك ساخن، ولغة فائقة مدروسة وعمق في صناعة الحدث، تعد ظاهرة البوح بهذه القدرة العالية والفن في رسم عتباتها، والثقة المتوازنة في تسويقها، مع الكثير الذي يبهر المتلقي بالطواف في محرابها، وتجديد رداء الحضور في افقها الجميل المدهش...
مبارك لك شاعرة الغناء الشفيف الأستاذة التربوية تراث.منصور عزف النايات هذا الإبحار الرائع في جنس القصيدة وقد اوجدت منظومة شعرية تستحق التحليل اكثر...
روح   في الحلم  أدانيها
فتواسيني      وأواسيها
ما انعم   ملمس   خدّيها
ما اعذب !!  فكر تداعيها
روحٌ  تأسرني   تسحرني
فأردد     شوق    أغانيها
في صمت تهاديني لمسا
في الحسّ لادرك مافيها
وسكونها   يبحرُ بي نهما
يجذب مرساتي ويرخيها
فأخالها في حلمي هدسا
تزكيني   العطرَ و أزكيها
تهمسني  عشقا    يا أنتِ
فأجسّ   النبض  بيُسرَيها
هي عتقُ فؤادي من وجعٍ
قد  غاب  حين    تهاديها
عطش في بعدها يغشاني
فاتوق     اتوق    لنهديها
نهديها     برعم    الهامي
وصفائي عطر     تجلّيها
أهديها من روحي سلاما
فتردّ  سلامي    بطرفيها
روح ٌ  والجسد   بقمصان
تتبدّل      تعبر     زمنيها
في  كل   زمن    اعشقها
 ليت    الأزمان   تؤاتيها
ليت   الأيام   تجود  بها
إذ كان    العمرُ  بمقصيها
وينوء الصمت.    بآلامي
تؤويني   اليها    فؤؤيها
لازلت على وسن الجفن
أزرفها    دمعا    ابكيها ..
عزف النايات ..