الأحتفال بذكرى مار سبر يشوع ( مار سوريشو) في تورنتو-كندا
دأب اهالي اومرا إحياء ذكرى شفيع قريتهم مار سبر يشوع ( مار سوريشو) في كل سنة ، بإقامة الصلوات وإعداد الطعام للتبرك بذكرى هذا الناسك الورع الذي ولد في نينوى في مطلع النصف الثاني من القرن السادس الميلادي ، ثمّ إنتقل إلى حدياب ( أربيل الحالية ) للتزود بالعلوم والمعارف ، وإنتقل إلى دير إيزلا الكبير تحت إشراف إبراهيم الكبير قرب مدينة نصيبين ، وفي مطلع القرن السابع إندلع خلاف في الدير فغادر قسم من الرهبان وكان منهم مارسوريشو ويعقوب مؤسس دير بيث عابي الشهير ، اما الراهب مارسوريشو فإنزوى في بقعة نائية من مقاطعة نوهدرا المترامية الأطراف واسس ديره في منطقة الغاب الجميل ( عاوا شبيرا ) في سفح جبل دعي جبل مار سوريشو ، وهو على نحو مسير ساعتين من قرية سناط في اقصى الشمال وراء سلسلة جبلية وعرة وهي الحدود الطبيعية بين العراق وتركيا سميّ الدير ( عاواشبيرا ) بالأرامية ، أي دير الغاب الجميل ، يشرف على وادي سحيق في بقعة خلابة نقلاً عن (قصة توما المرجي ، وكتيب الآ ب البير ابونا .)
ولا توجد الكثير من المعلومات عن هذا الراهب الجليل إلا أن المعلومات المستقاة من سكان القرية المسماة بإسمه التي تناقلتها الأجيال ، حيث إجتمع حوله عددا من الرهبان وشيدوا ديرا وكنيسة تتناسب مع عددهم وحاجتهم المادية والروحية ، وعند موته اودع في الدير الذي أنشأه وتحول إلى مزار مقدس فيما بعد .
إحتفظ سكان القرية بذكرى شفيعهم حتى بعد إنتهاء الحياة الرهبانية ، فكانت الكنيسة قلب القرية النابض والصلوات صباحاً ومساءً وايام الآحاد، وكان للكاهن سلطة روحية ومدنية، و الناس يحتكمون عند الكاهن لحل الخلافات حتى في القرى المجاورة .
ولهذا القديس عجائب كثيرة مذكورة في كتيب الاب البير ابونا لا مجال لذكرها في هذا السرد المقتضب ، ويقال كان الدير ملاذا للكثيرين اثناء الحرب الكونية ، فقدم الكثير للذين قصدوا الدير للتخلص من المجاعة ، ويقال بعدم إستشهاد أي شخص من سكان القرية أثناء الحرب العراقية الإيرانية .
وفي الثاني من تشرين الأول الجاري قام الأخ نمرود ( ابو عادل ) يعاونه اهل القرية وسكان القرى المجاورة بعد القداس وتحت إشراف سيادة المطران روبرت بإقامة الصلوات المناسبة وإستذكار مآثر هذا الناسك الورع ، ثم تناول الحضور الطعام الشهي المعدّ من قبل الجموع الحاضرة للتبرك بهذه المناسبة ، ثم وزعت الصور والشموع والأقلام التي تحمل ذكرى هذه المناسبة ، وفي الختام نتمنى للجميع الخير والبركة وكل عام والجميع بألف خير ، ولسان حالنا يقول ، يا مار سوريشو صلي لأجلنا ومن اجل بلدنا العراق وسائر بلدان العالم ليحل السلام والإستقرار في كل مكان ، قولوا معي آمين .
وهذه بعض الصور المعبرة عن هذه المناسبة .
تغطية وتصوير : منصور سناطي