المحرر موضوع: المعضلة القومية الآشورية المفكر القومي الكبير ديفيد برصوم بيرلي  (زيارة 1175 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 382
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المعضلة القومية الآشورية
المفكر القومي الكبير ديفيد برصوم بيرلي
=====================
   
1901 - 1979
=========================================
أبرم شبيرا
هذا الموضوع وهو بالأصل كلمة ألقاءها المفكر الكبير والمحامي ديفيد برصوم بيرلي في المؤتمر السادس للإتحاد الآشوري العالمي المنعقد في يونكر بالولايات المتحدة الأمريكية في نيسان من عام 1973 بمناسبة منحه ميدالية "نجم آشور" وكان هذا الموضوع قد نشر في مجلة بيت نهريين، عدد نيسان 1975، ص 12 -15 ثم نشر في كتاب :
DAVID B. PERLEY
A Collection of Writings on Assyrian, Edited by: Tomas Beth-Avdalla, Foreword by Sargon George Donabed, Ph.D., Nineveh Press, 2016, P. 522 – P. 525.
يقول المفكر الكبير ديفيد بيرلي في هذا الموضوع، أنا آشوري، لذلك أنا مهتم بالمصير القومي الآشوري وكذلك بمعضلتهم القومية. ما يربطني بالآشوريين هو الإحساس بالواجب والتجبيل. أنا مرتبط بهم بنفس الطريقة التي أرتبط بها بأبي وأمي ووطني وروحي. إن الأمة الآشورية لديها طموح تصرخ من أجل تحقيقه، لإيجاد اعتراف كامل بها كمجموعة بشر وبكرامة إنسانية. إذن ما هو آشوري؟ وماهو مطلبه ؟. يجب أن أعترف بأنني أنتمي إلى شعب تعيس، شهيد، محروم ، ومشتت. ولكن يجب أن أعترف  أيضا وبفخر  بأنني أنتمي إلى شعب لم ينجح العالم في تدميره، على الرغم من الكعب الحديدي للترك المستبد وقوة الأمبراطورية البريطانية الفذة  وغيرهما، لأن الروح الآشورية لا يمكن تدميرها. 
سوف أركز خطابي على نقطة واحدة وهي أننا لسنا مجموعة دينية، بل أمة متميزة. المسألة الآشورية ليست مسألة اجتماعية ولا دينية، إنها مسألة أمة. أي آشوري في المنفى (وبشكل عام ) ينكر جنسيته، لا يمكن أبدا أن يحظى باحترام الأمم التي يسكن بينها. علاوة على ذلك، فإن أي آشوري ينكر أثنية قوميته فهو ليس فقط مارق ومرتدا قوميا، لكنه أيضا خائن لشعبه وخالقه.
الدرس الذي يجب استخلاصه من البطلين القوميين يوسف ماليك ويوئيل وردا، والعديد من الآخرين الذين لم يتم تسميتهم، هو ان الإنسان بدون تربة (وطن) حاله كحالة الطفيلي، مثل النباتات التي تعيش على حياة نبات آخر. لذلك فإن معضلتنا هي أننا سنبقى أجانب بين دول العالم، إذا بقينا بدون وطن قومي. قد تتحرك بعض هذه الدول في بعض الأحيان بشعور من الرحمة والإنسانية والعدالة لمساعدتنا ماليا أثناء تعرضنا للمذابح، لكنهم لن يحترموننا أبدا إذا كنا نفتقر إلى الطموح القومي. معضلتنا الأخرى هي أنه لا يمكن أن يكون هناك مستقبل للغة الأم في الشتات. يمكن أن تزدهر فقط في الوطن القومي. قناعتي العميقة هي أنه اذا لم نساعد أنفسنا في هذا الاتجاه، فلن يفعل ذلك أي شخص آخر. فالله قد يعمل معنا ولكن لا يعمل لنا. فالتشرد (أي شعب بدون وطن قومي – Homeless)  ليس سوى صدى إشارة للنفس الأخير للغات المحتضرة وبالتالي لأمة محتضرة. استنتاجي هو الدعوة إلى الحرية والتفكير الإنساني. فالدولة هي الشكل الطبيعي لوجود الشعب. نجاحنا يكمن في مثل هذه الحركة. هذه هي وصيتي اليوم، يجب أن نركز أفكارنا من أجل وطن قومي، مهما كان الطريق صعبا. فالوطن القومي ليس حركة عدوانية ولا نسعى إلى الإحتلال بل إلى السكن في الوطن وبمراسيم دولية..... فالعدالة والحق يجب أن ينطبقان بالتساوي على الآشوريين مثلما هو الحال مع بقية الشعوب.
منطلقا من روح مارتن لوثر كنج (جي آر) أقول:  قد تضطر للذهاب إلى السجن، وإذا كان الأمر كذلك ، فيجب عليك تحويل هذا السجن من زنزانة من العار إلى جنة الحرية والكرامة الإنسانية. ...قد أعني الموت نفسه، لكن الموت الجسدي هو الثمن الذي يجب أن يدفعه البعض لتحرير الأطفال الآشوريين من الموت الدائم للروح، ثم لا شيء يمكن أن يكون أكثر من ذلك؟
بعض "الوطنيين" المعتوهين يقولون بأن الذوبان في مجتمعات المهجر هو العلاج لجميع مصائبنا حيث هنا يمكن أن نجد سر سعادتنا الجماعية... في رأيي ، هذا الحل غير عملي وغير حكيم وشرير في تأثيره. الاستيعاب أو الذوبان هو أسوأ عدو لنا. ببساطة لأننا مشتتون جدا في جميع أنحاء العالم. فهذا ليس الوقت المناسب ولا المكان المناسب للذهاب نحو تشعبها.... فالمثل الأعلى للدولة القومية هو كونها الضرورة التاريخية للآشوريين ومع ذلك  أعتقد مع جوزيف مازيني، النبي العظيم للقومية الإيطالية، أن الإنسان بدون وطن سوف يظل لقيطا للإنسانية.
اليوم حتى عيون المكفوفين قد فتحت. فكلهم في نضالهم القومي، يضحون بحياتهم وثرواتهم من أجل أرض آبائهم.... اسمحوا لي أن أطرح عليكم هذه الأسئلة:
•   ماذا يجب أن يفعل الآشوريون؟
•   كيف يمكن للآشوريين استعادة احترامهم لذاتهم في نظر غير الآشوريين؟
لم يكن لدى فارس سيرفانتس الضال ( وهو الكاتب الإسباني الذي ألف كتاب دون كيشوت عام 1605) سوى الحلم  ومتابعة سعيه مهما كان حلمه مستحيلا، لمتابعة هذا النجم، بغض النظر عن مدى اليأس، بغض النظر عن مدى صعوبة الوصول إليه. فالقتال من أجل الحق ومن أجل قضية مقدسة يكون الإنسان مستعدا للسير إلى الجحيم من أجل هذه القضية المقدسة.
فما هو أكثر "قدسية" في حالة الآشوريين؟ ..... أنا المسألة الآشورية.
---------------------------
ملاحظة:
1.   يجب أن يقرأ ويفهم الموضوع في كونه خطاباً لمفكر قومي كبير لهذا له أسلوب خطابي أكثر مما هو موضوع متناسق ومتكامل ولكن مع هذا عندما ترجمته وضعته بقدر المستطاع بأسلوب موضوعي ومن دون تغيير المعنى نهائياً.
2.   كما يجب أن يقرأ ويفهم الموضوع في سياقه الزمني والمكاني والتاريخي أيضا. فالمفكر الكبير ديفيد بيرلي ألقى هذا الخطاب الحماسي وهو في سنوات عمره الأخيرة بعد معاناته التاريخية مثل ما عانه بقية الآشوريين منذ أيام سيفو حيث عايش أحدث أعدام والده برصوم مع رفيقه الشهيد آشور يوسف هربوت، شهيد الصحافة الآشورية، أثناء مذابح سيفو. ثم نضاله الفكري والسياسي في الولايات المتحدة الأمريكية وقيامه مع غيره من رفاقه بتأسيس المؤسسات والجمعيات الآشورية القومية ومنها الإتحاد القومي الآشوري الأمريكي (Federation) عام 1933 عشية مذبحة سميل. كل هذه السلسلة التاريخية لحياته شكلت أساس أفكاره ونشاطه ومشاريعه القومية والتي تتجلى جانب منها في خطابه هذا.
3.   وهنا لا يفوتني إلا أن أعبر عن جزيل شكرنا وإمتنانا للإستاذين الكبيرين توماس بيت عبد الله، صاحب مطبعة نينوى و الدكتور سركون جورج دونابيد على جهودهم العظيمة في جمع وتحقيق كل ما كتبه المفكر الكبير ديفيد بيرلي وطبعها في كتاب رائع من حيث المضمون والشكل، حيث وفروا لنا فرصة الإطلاع على  أعمال هذا المفكر الكبير من دون عناء البحث والتقصي هنا وهناك والذي يتطلبه وقتاً كبيرا وذلك نظرا لتنوع وتعدد أعمال المفكر الكبير ونشرها في العديد من المجلات والجرائد التي يصعب العثور عليها. كما أنه يعتبر هذا العمل أسلوبا عظيماً في الحفاظ على التراث الفكري لكبار مفكري أمتنا الآشورية.... أبرم شبيرا 




متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4897
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي ابرم شبيرا
شلاما
قد لا نبالغ في القول بان هذا المفكر  ( ديفيد برصوم  )  هو بحق الرسول  والمعلم القومي ( اذا صح التعبير ) لامتنا الاشورية  في منازلتها السياسية لتحقيق اهدافها القومية المشروعة .
وسيبقي شعار بان ( الروح الاشورية. لا يمكن تدميرها ) عقيدة  تنتقل من جيل  اشوري الى جيل اشوري اخر عبر. الزمان والمكان بدون خفوت او نسيان .
احسنتم في تذكيرنا بهذا الرائد والفيلسوف القومي الاشوري الخالد
تحياتي