المحرر موضوع: قصة قصف المفاعل النووي العراقي – الجزء الثاني  (زيارة 239 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح ابراهيم

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 48
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قصة قصف المفاعل النووي العراقي – الجزء الثاني
اخذت هذه المعلومات من حكايات السكرتير الثاني للسفارة المصرية في إسرائيل د. رفعت الأنصاري . في قناته إسرائيل الصندوق الأسود .
يتحدث في هذا المجال عن لقائه بالطيار المشارك بالتخطيط لقصف المفاعل العراقي والذي تعرف عليه بالصدفة في إسرائيل . فقال :
رغم إدانة الحكومة الفرنسية قصف اسرائيل للمفاعل العراقي، إلا أنها من تحت الطاولة أشادت بمهارة القيادة الإسرائيلية وتهنئتها بدقة التخطيط وشجاعة التنفيذ في تدمير المفاعل العراقي.
لم تهتم إسرائيل بالإدانات الدولية لقيامها بهذه العملية العدوانية، مقابل شعورها بالنصر والتخلص من الخطر الذي تعتقد انه يهددها إذا ما استمرت وتطورت الأبحاث النووية العراقية. وانتج سلاحا نوويا للدمار الشامل . قالت اسرائيل انها وضعت حدا لطموحات صدام حسين النووية ، ويعتقدون انهم اعادوا ميزان القوى في الشرق الأوسط لحالة التوازن !  وكان العراق يمتلك أسلحة نووية بقدر اسلحة اسرائيل و قنابلها الذرية الجاهزة للاستعمال .
اما عن لقائه بالطيار الإسرائيلي المشارك بقصف المفاعل العراقي تموز فقال :
تعرفت على الطيار اسرائيلي اسمه (اكسوديس) وهذا يعني الخروج او الرحيل المدون في التوراة بسفر مستقل يحكي عن قصة خروج العبرانيين من مصر إلى سيناء في طريقهم إلى أرض الميعاد بقيادة النبي موسى. هذا المقهى يرتاده النخبة المثقفة من اليهود من صحفيين وشعراء وكتاب و ضباط رجال أعمال وأعضاء البرلمان . يعرض هذا المقهى افلام مصرية قديمة يحبها اليهود المصريين في إسرائيل . قدم لي احد الاصدقاء رجلا ليعرفني عليه فقال :
اعّرفك على المقدم الطيار افيم سيلا ، وقد عرفتُ فيما بعد انه احد الطيارين الذين شاركوا بعملية اوبرا لقصف المفاعل العراقي في بغداد. وقد شرح لي بنفسه في لقاء آخر وكان مخمورا تفاصيل عملية أوبرا بحماس . وكان قد مضى على عملية القصف ثلاثة أشهر فقط. فاسترسل في الكلام وقد بدا لي حزينا ومجروحا . فسألته كيف استطعتم تنفيذ هذه العملية الدقيقة ؟
فقال : بحث رئيس الوزراء مناحيم بيغن مع رئيس الموساد ورئيس جهاز المخابرات الحربية (أمان) و رئيس الأركان امكانية تنفيذ عملية تدمير المفاعل العراقي بقوات ارضية خاصة يتم اسقاطها بالمظلات قرب بغداد، او بالتعاون مع عملاء من داخل بغداد . لكن ظهر ان كل الخطط المقترحة غير قابلة للتنفيذ العملي . لكن قائد القوة الجوية قال ان أفضل طريقة هي القيام بضربة جوية خاطفة لتدمير المفاعل . لذا تم تكليف مدير العمليات في المخابرات الحربية (أمان) [العميد ساكوي] التخطيط بإعداد خطة الطيران والهجوم بالاستعانة بالطيارين ذوي الخبرة.
تم بناء (ماكيت) اي نموذج مشابه لبناية المفاعل العراقي في صحراء النقب وبنفس الحجم والتدريب على قصفه بالطائرات. وتمرن الطيارون للتدريب على طيران مسافة 2000 كم ذهابا فوق صحراء النقب والعودة فوق البحر الأحمر لقطع هذه المسافة الطويلة . ، كما تم اختيار ثمان طائرات نوع اف 16 لقصف القنابل بوزن 2 طن لكل طائرة ، و ست طائرات أف 15 مسلحة بالصواريخ الموجه جو جو والرشاشات للحماية والتصدي للطائرات العراقية المعترضة إذا ما ظهرت في الجو لاعتراضهم . وكان طريق الذهاب عبر الحدود الأردنية والسعودية، والعودة عبر الأردن وبأقصر طريق إلى القاعدة الجوية في صحراء النقب .
طلب شمعون بيريز وزير دفاع سابق من رئيس الوزراء مناحيم بيغن عدم تنفيذ مثل هكذا عملية ،لأنه كان يخشى أن نجاح العملية ستدعم بيغن و حزبه الليكود في الانتخابات المقبلة بعد شهرين . وقد اعلن الرئيس الفرنسي ان فرنسا سوف لن تزود العراق مستقبلا بمفاعل نووي جديد . لأن بغداد لم تستطع حماية المفاعل . رغم ان فرنسا و حكومتها فشلت بحماية اجهزة المفاعل النووي السابق الذي اشترته بغداد من فرنسا، واستطاع عملاء الموساد من تفجيره وهو بداخل ميناء الشحن الفرنسي قبل ارساله الى بغداد ، وقد أهملت واجباتها على أراضيها.
تدمير المفاعل العراقي لاقى ارتياحا دوليا كبيرا في أمريكا والإتحاد السوفيتي و فرنسا و دول اوربا للحد من طموحات صدام حسين باستعمال السلاح النووي وهو أول من أنشأ مفاعل نووي في الدول العربية ربما يتحول للأغراض العسكرية . وقد عارض رئيس الموساد السابق اسحاق حوفي (1974 – 1981) تنفيذ هذه العملية ايضا . وكذلك شلومو غازيت الرئيس السابق للمخابرات الحربية (أمان) الذان كانا يعتقدان ان ضرب المفاعل العراقي قد يؤدي لوقف الحرب العراقية الإيرانية ، التي تريد اسرائيل استمرارها لتدمير قدرات البلدين عسكريا واقتصاديا . وهناك آخرون اعترضوا على فكرة الضربة لأنهم توقعوا ربما ان هذه الضربة قد تؤدي إلى إتفاق البلدين العدوين لإسرائيل لتوحيد جهودهما لضرب إسرائيل .
نجحت اسرائيل في تدمير المفاعل النووي العراقي وإيقاف البحوث النووية للاستخدامات السلمية وربما العسكرية ايضا .فقد كانت البحوث تتم بستار من السرية التامة . وتحت الإشراف المباشر لصدام حسين نفسه . وكان فشل الرصد الجوي العراقي للحدود الغربية هو العامل المسبب لنجاح تسلل الطائرات الإسرائيلية دون رقابة ومن غير تشغيل الرادارات والأسلحة المضادة للجو .
صباح ابراهيم   
     المرجع : قناة إسرائيل الصندوق الأسود … د. رفعت الأنصاري .