نكهة الرذاذ الخامس :
المُوَّقر نيسان سامو ,
نعم أخ نيسان , لا أستغرب الخلجة الطيِّبة مِنكَ ,
فالموروث مِنْ مفاهيم التعليم الخاطئة حَفرتْ آثارها
على حجر الذاكرة بنقش ٍ قد لا يبهتْ أو يزول ..
شأنهُ شأن المفاهيم الطيِّبة وَ الصائبة ..
فما بالكَ ومقاعد الدراسة تُؤرخ أنَ الِشعر مُجرد
جعجة مَنْ صوتهُ أعلى في تحيَّة العَلَم ..
أو مُجرد أبيات جلموديَّة اللغة , جرداء الشعور , قصيرة العُمق ,
وجوب الطالب ( دَرْخها ) ..
:
كما أتمناكَ آجلاً لو راقتْ لكَ شُرفاتنا ,
أن تقرأ لأجل الشاعريَّة مِنَّا بالأولويَّة النيِّرة ,
:
أيضاً ما قرأتَهُ هو ( قصيدة النثر ) يا أخي نيسان ,
القصيدة الحداثية المُوغِلة بروحانية الرَمز ,
القصيدة التي لها معاييرها المُحددة في صناعة الصور بتنامي درامي مُحبذ
ينأى عَنْ المُباشرة و الحكائية و الأغلال الساجعة ..
:
والصبَغة البلاغية لاتتجزأ مِنْ كُليَّة الهوية الشاعرة أيَّاً كانَ لونها
( عمودي أم تفعيلي أم قصيدة نثر )..
:
وبشأن المُتلقي هو حُر ٌّ بتذوقهِ للكلمة..
هناكَ مَنْ يُدمِن الرواية أو القصة القصيرة أو ق . ق . ج ( القصة القصيرة جداً ) ,
وهناكَ مَنْ يُطرَب لإيقاع العمودي أو التفعيلي بالقافية المُغناة ,
وهناكَ مَنْ يعشق العمق والتأويل المفتوح , المُتاحيْن بقصيدة النثر ,
كُلٌ حرٌّ بميولهِ الثقافية إن وِجِدَتْ ..
القلم أولاً و آخراً لايجبر النواظر على تذوق حروفه..
:
شُكراً لكَ شفافيَّة الرؤى
:
اِمتناني وَ زهر البرتقال / جوانا