الاستاذ القدير والكاتب المتالق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية وطنية
اتمنى بان تكون بصحة جيدة.
لا يخفي عليكم بان العمل الحزبي والسياسي في الوطن اصبح في غمرة هذه الاعوام عن نصب واحتيال على المواطنين، من قبل اغلب القوى السياسية بكل توجهاتها بعد ان فاحت منها روائح الفساد الاخلاقي والاداري، حيث استمرت وتستمر سياسة المحسوبية واعادة تعيينها وتنصيبها في اي مكان ومنصب، لذلك فهذه الامور اصبحت مهزلة ومصخرة زادت في توسيع الهوة بين العمل الحزبي والسياسي والمواطن. لذلك اصبحت القوى السياسية لا تنظر لاحوال الشعب الا عند قرب موعد الانتخابات، ولا يهمها من ولا يتها الا خدمة مصالحها وحمايتها من الضياع. فجل قوانا السياسية لا تتوقر على تاريخ نظيف حسب المعطيات الحقيقية التي طفت على الساحة العراقية، لان كل سياساتها فاشلة وتحالفاتها بعيدة عن هموم الشعب وبرامجها الانتخابية لم تجد نفسها على ارض الواقع، لكون هذه التحالفات يبقى هدفها الاول والاخير المشاركة في الحكومة ونيل الكراسي والاغتناء ولا علاقة لهم بالاصلاحات الدستورية والسياسية، لانها ما زالت تعمل بالطرقة العتيقة، واغلبيتها انفض المواطن من حولها ولم تعد قادرة على تلبية تطلعات الشعب، ولا على اي انجازات وطنية، فقط منغمسة ومتورطة من راسها حتى قدميها بالفساد الشخصي. لذلك رابي خوشابا هذه التحالفات التي برزت على الساحة الانتخابية مبنية على بعض الخيارات او المواقف والبرامج المشتركة حول بعض القضايا، والتي قد نعتبرها ليست تحالفات بالمعنى السياسي، والمبنية على خيارات وبدائل للسياسات العمومية، بقدر ما هي خاضعة للاختيارات المبنية على نتائج الانتخابات. لذلك احزابنا السياسية اذا صح التعبير اصبحت احزاب انتخابية مقاولاتية سياسية التي تبحث عن الريع السياسي وما يضمنه من سلطة ونفوذ تخولها لاقحام عالم المناصب والثروة. نقول لا حياة لمن تنادي لان الشعب مل من هذه التحالفات التوافقية الوقتية ومكياجها الديمقراطي المزيف ووعودها الكاذبة، والخاسر الاخير هو الوطن والشعب، لان في ظل هذا التخبط والواقع السياسي المتازم كل الاحتمالات والمفاجئات تبقى مفتوحة على مصرعيها.. وختاما استاذ العزيز اليوم الشعب بحاجة لاطر وافعال حزبية وسياسية جديدة مخلصة وديمقراطية، وليس مذهبية وطائفية، اما هذه الحيتان المتشيبة وبرامجها واهدافها المزيفة فالتذهب الى الكهوف وتستريح هناك، ان لم نقل الى مزبلة التاريخ. واسف على الاطالة وتقبل وجهة نظري مع فائق محبتي
اخوكم وصديقكم
هنري سركيس