احتفال وعرس في كنيسة مار بولس باكليل الشهادة لاعزائنا
الاب رغيد ووحيد وبسمان وغسان
اقامت ابرشية الموصل الكلدانية اليوم الجمعة 8/6/2007 في كنيسة مار بولس – المجموعة الثقافية/الموصل- قداساً احتفالياً مهيبا لشهداء الكنيسة والعراق، شهداء الايمان (الاب رغيد عزيز كني والشمامسة وحيد وبسمان وغسان) ترأسه سيادة المطران مار بولس فرج رحو والكهنة الاجلاء جليل منصور وبسمان جورج وقد تميز الحفل بكونه احتفالاً روحياً كبيراً شبيهاً باحتفالات عيد القيامة لما لهذا الحدث الجلل من تأثير عميق في نفوس المسيحيين في العراق وخاصة في مدينة الموصل الجريحة والتي ارتوت بدمائهم، فكانت فرحة عميقة للغاية.
وهذه كلمة الاب بسمان التي ابّن بها اليوم الاب رغيد
اخوتي اخواتي المؤمنين سلام المسيح معاكم
اجتمعنا اليوم كلنا سوية حتى ننهي فترة الحزن العاطفي الذي مررنا به كلنا على شهدائنا الاعزاء على قلوبنا والغالين علينا كثيراً.
اجتمعنا اليوم للصلاة اولاً… ولنخرج من الحزن بحثاً عن الواقعية في حياتنا. ممكن نقول لابل قلنا بانه حدث قاسي، ضربة كبيرة، صدمة قوية، مفاجأة غير متوقعة، فاجعة أليمة، نعم، كل ذلك صحيح… انه الواقع الذي حدث ولكن لنتساءَل ماذا بعد؟ سنحزن بينما الحياة تجري، والعمر يركض؟… هل سنبقى واقعين حزانى، هل سنجعل من الحزن حجر كبير يعرقل ويوقف سيرنا ازاء سير الحياة غير المتوقف…
اخوتي لنبحث عن الواقعية… كل حدث وفاة نمر به لحياتنا ليكن مثل (ناقوس كنيسة) يرجعنا الى ذواتنا، لنرجعها، هل نحن أهل لملاقاة خالقنا… أي نوعية حياة نحن نعيش، كلنا في يوم من الايام سنلحق بالاب رغيد والشهداء، طريقة استشهادهم اهلتهم لملاقاة ربنا، ونحن هل نحن نحيا الحياة بالاسلحة التي يوصلنا الى الاب.
هذا هو باعتقادي السؤال والتامل الاساسي، ان لا نجعل من هذه المحنة تمضي دون ان نجعل منها دافعا للتامل بذواتنا. نرى ما في الاشخاص من ايجابيات، ولانها ايجابيات فهي زينة للحياة وليس خاسراً من عاشها… بالاب رغيد رائعة جوانب جدا رائعة في حياته… لاحظتها بعد العشرة والصداقة:
- حب الحياة والعمل وبذل الجهد من اجل عيش الحياة بفرح، نحن خلقنا كي نستمتع بالحياة… كي نفرح وبالفرح ننمو لا بالألم… لان الألم يؤخر الحياة… هو ليس الاساس في الحياة بل انه عارض ولهذا كان يتمتع بروح المرح.
- مرافقة الآخرين كي يعبّر عن ذاته، وان لا يمثل، كثير من المرات سمعته يقول لي… ابونا، الشيء الذي أنت غير فرحان بع وغير مقتنع به لست مجبراً… ارفض…
- حب الفائدة الكبر عدد من الناس، يوم الذي لا يأتي به ناس إلى الكنيسة، يتضجر… يضوج… لان غيرته عليهم ولكي يستفاد اكبر عدد ممكن منهم… بعكس ما تصورت لبرهة من الزمن… انه من النوع الذي يتباهى بكثرة السامعين… وما ابعده عن ذلك.
- الحدية التي تقصد التنظيم والترتيب مجداً له تعالى.
- تثمين العقل وقدراته… يصبو نحو المزيد… هناك ناس اذكياء بجانب واحد… هو يريد الاكثر.
اريد ان اذكّر بآخر فكرتين طرحهما قبل رحيله عنّا:
1. لا نقدر ان نكون أشرار… وهذا تميزنا به.
2. ممكن الاخر ان يكون جحيم…فعلاً كان الاخر جحيماً وافقده حياته.
كان الاب رغيد يفرح اذا رآنا منظمين ثابتين عاملين بكلامه الذي يقصد بنائنا وازدهارنا…
اخوتي هذه الامور هي الاساس، فلا نجعل من الحزن معوقا للتفكير بكل ذلك. هو معنا بكلامه… لنتذكر كلامه ونعمل به، لانه يمثل جزء من حضور الله وسط شعبه. ربما يحمله من فكر عميق وايمان قوي وحس انساني جميل. وكلمات تحمل الحياة وتهب الحياة للآخرين آمين.
واثناء القداس تم تقدمة ما كان يستخدمه ابونا الشهيد من اغراض ومعدات لخدمة الابناء المؤمنين من كأس والبيلاس وبدلة القداس والجبة التي كان يرتديها والزنار للبدلة الجديدة التي كان يودّ خياطتها بالاضافة الى الكتاب الذي كان معه اخر فترة وهو (كلمهم بالامثال) والكتاب باللغة الانكليزية الذي كان يترجمه عن لاهوت الكنيسة وكان قد وصل للصفحة (131) والكمبيوتر النقال الذي كان قد خزن به جميع المعلومات التي تخص الكنيسة ونظاراته التي كانت تساعده على الرؤية اوضح بالاضافة الى آلته الموسيقية لانه كان مولعا بالموسيقى ومرتلاً شغوفاً بحب الله. أما عن تلفونه النقال الذي كان دائما مثل قلبه لم ينطق ابدا انه خارج التغطية بل كان على الدوام مغطياً بالمحبة الجميع. ولا ننسى الببغاء (ليو) الذي كان يرافقه في غرفته فقد كان يتعامل معه بكل حنية وشفافية واخيراً (السبكتي) الاكلة المفضلة التي كان يطبخها ويأكلها والتي كان يعزم عليها كل من يحبه وهذا خطأ في التعبير لانه كان يحب جميع الناس كمعلمه يسوع.
وفي ختام القداس اقيمت صلاة الجناز وعبر عدد من المؤمنين عن ما يفيض بداخلهم من مشاعر جياشة.
واخيرا ما لنا الا ان نقول
طوبى لك يا عراق… طوبى لك يا كنيسة لاعراق
طوبى لك يا موصل… طوبى لك يا كنيسة الموصل
افرحوا وتهللوا لقد زاد عدد شهدائنا وقديسينا
لقد زاد شفعاؤنا
كنيستنا حية
يسوع قام واقام ابونا رغيد والشمامسة الأعزاء (وحيد وبسمان وغسان)
افرحوا وتهللوا ما من حب اعظم من هذا ان يبذل الانسان نفسه عن أحبائه
ابناء ابرشية الموصل الكلدانية















