المحرر موضوع: ثورة الجياع تسحق حَوْكَمة ساسة الدين والمال  (زيارة 875 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حينما يوجد نزاع بين المال والدين والوطن ترى سياسة الدين والمال هي المنتصرة. فالمتاجرة بالدين؛ الشعوب سئمت من تلاعب رجال الدين بعقول البشر واستخفافهم بها فكانوا وما زالوا يسخرون عقول البشر وعقائدهم لأهدافهم الدنيئة ولجلب منافع الدنيا إليهم. انهم مجموعة لصوص مارسوا النهب والسرقة ويستخدمون الدين غطاءً يدارون به إجرامهم، بينما الحقيقة تكمن في كونهم مجرد عصابة للسرقة او ترويج المخدرات او القتل (والمفتونة)، ينشدون المال وجميعهم يسرقون من جيوب الفقراء والمعدومين. لعبة سياسة الدين والمال تمارس بذكاء فطنة جهل وغباء، وهم منحوا أنفسهم شك الغفران وأطلقوا أسماء دينية على عصاباتهم وميليشياتهم الإرهابية. فأصبح النظام هو القدّوة والمثال الناظم لحركة المجتمع المتحكم في سلوكه، فالمال والسلطة عاملان حاسمان للفساد. العراق نموذجاً!! دروس مستخلصة منذ عام 2003؛ الصراع على الدولة واستعمال الهوية كسلاح، الحشد عبر الطوائف والتحالفات والحركات باسم الوطنية التي وَلّدت الشقاق ضمن المجتمعات الإثنية الطائفية، فالتحالفات مثلاً مزيجٌ من الأحزاب الإسلامية شيعية وسنية من خلال دور رجال الدين. ظلت الحوكمة الهشّة في مسألة سلطة الدولة والقانون. بعد الفشل الذريع، الطبقة السياسية الفاسدة وميليشياتها الموالية لإيران الإرهابية جاءوا بعادل عبد المهدي كي يصفي حساباته المؤجلة مع خصومه السياسيين، تاريخه مشهود بالسرقات اثناء مسؤولياته كوزير المالية ونائب رئيس الجمهورية، كوفئ بالثواب لأفعاله بمنصب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة. في أيلول/ 2019 وقع على 8 اتفاقات فهي ليست اتفاقية بل انها مذكرة تفاهم مع الصين بمبلغ 500 مليار$، لم تفصح عنها حكومته عن أي بنود من بنودها وخالية من أي جدول لكل المستلزمات المطلوبة من جهة البلدين، كما لم يتم تحديد المشاريع الذي سيتم العمل عليها، مذكرة التفاهم مع الصين لها أسرار لدور إيران الخطير في دفع العراق مقابل حصول إيران على حق ان تكون شركاتها لها حصة المقاولات الثانوية، تحت هذا الغطاء تتولى وتنشر بكافة أرجاء البلاد على الصناعة والزراعة والبناء وستفرض سيطرة كاملة على ثروات العراق وتنهب كل شيء، ويصبح أبناء الشعب عمالاً وخدماً وعبيداً لدى الملالي والشركات الإيرانية. أرأيتم كيف عملاؤها يريدون تدمير العراق؟ هل شاهدتم عملاء أخس وأحقر من السفلة عصابة (الأحزاب الشيعية) الذين لم يكتفوا بالنهب وتخريب البلاد وتسليمه الى أسيادهم الفرس. عبد المهدي لم يترك السلطة إلا وترك خزينة الدولة خاوية فيها 3 ملايين $ فقط. وقام بتسديد وتعمد هدر المال العام بصرف رواتب حكومة إقليم كردستان نحو 5 مليار$ لأنهم أبناءه، وأصدر قراراً بنفس الوقت إيقاف رواتب المتقاعدين العراقيين بعد الاستقالة. ثورة الغضب وثورة الجياع اندلعت بعد ان طفح الكيل وبلغ السيل الزُبى في 1ت1 2019 في بغداد وجميع محافظات الوسط والجنوب احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والبطالة وانتشار الفساد. مطالبين إسقاط النظام واستقالة حكومة عبد المهدي ومنددين بالتدخل الإيراني السافر للعراق. حيث بلغ عدد القتلى حوالي 740 مواطن واصابة 17 ألف بجروح بينهم 3 ألاف (إعاقة جسدية)، واعتقال العديد من المحتجين. ثورة الشعب أوجبت انبثاق (اتحاد تنسيقات الثورة العراقية) لتشكل أرضية واسعة وصلبة اتجاه سياسة البطش الميليشيا وي والحكومي الخاضعة للهيمنة الإيرانية. الانبثاق عكس حالة الوعي والادراك الجمعي نحو تحقيق الأهداف، التي ضحت بأرواح ونفوس الشباب في سبيل استعادة الوطن المخطوف وكرامته من أحزاب الفساد. استجابة لثورة الجياع جاءت حكومة مصطفى الكاظمي في 7أيار/ 2020 حيث نالت الثقة في مجلس النواب، وكان أبرز المعارضين لها هو المجرم سارق ال 600 مليار$ اثناء حكمه رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي (بائع السبح في مرقد الست زينب في دمشق). امتاز حكم الكاظمي منذ البدء بالقوانين العسكرية تجاه من يخالف أمره وسياسته، إضافة الى خصومه أعداء الوطن، فرض قبضته الحديدية في الأجهزة الأمنية الحساسة باختيار شخصيات عسكرية وطنية، كما كلف شخصيات عسكرية مرموقة كان لها الأثر بالقضاء على تنظيمات داعش لكنها استبعدت من قبل مجرم الشعب عبد المهدي بأمر من اسياده الفرس. تكليف الكاظمي يطابق الى حد كبير مطالب المتظاهرين التي نادت برئيس حكومة غير متحزب ومستقل، الكاظمي وعد العراقيين بانه سيحقق لهم ما انتفضوا لأجله، محاربة الفساد وإعادة النازحين لمنازلهم واجراء انتخابات مبكرة، ومن أبرز وأصعب ما وعد به ان السلاح يجب ان يكون بيد الجهات الرسمية حصراً، يُعد ذلك تحدياً صعباً في ظل فوضى الأسلحة التي شهدها العراق. يا دهاقنة الدين الفاسدين اتركوا الحكم لرجل الدولة كي يعيد للعراق اعتباره ومجده وكرامته ويرفع سمعة شعبه، الذي عانى ما عاناه من شظف العيش وانتهاك السيادة ل 17 عاما. العراق نموذجاً!! عِبْرَة وحِكْمَة للغير. سبق وصرح مستشار حسن روحاني علي يونس: (العراق محافظة إيرانية وانه جزء من نفوذنا الثقافي فحسب، بل هو من هويتنا). إنه حلم لإقامة امبراطورية إيران الكبرى. الكاظمي العراقي المستقل السائر في حقل الالغام سيسحق كل الفاسدين بإرادة الشعب والوطن.
                                                 الباحث/ ســـــمير عســـــكر