المحرر موضوع: ثنائية التقارب وثلاثية العرض في أدبيات فاروق مصطفى للدكتورة سلوى النجار والدكتور فؤاد قادر... كتابة وعرض الأستاذ عدنان أبو أندلس  (زيارة 435 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فهد عنتر الدوخي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 750
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


ثنائية التقارب وثلاثية العرض في أدبيات فاروق مصطفى لـ د. سلوى النجار ود. فؤاد قادر 
عدنان أبو أندلس

2020/07/28   ادب, نقد اضف تعليقاً 9 زيارة

تصدير اللمحة الخاطفة :
إن كان لك شأنٌ في معرفة المدينة الضوئية ، لذا عليك أما أن ترافق الأديب فاروق يوماً في جولتهِ الميدانية ، كملمح إستبصاري خاطف ، أو أن تتصفح بعضاً من إصداراتهِ المكانية التي عرضها في سوح الفكر ، أو أن تدخل بستان رؤاه الوارفة ، فما عليك إلا أن تتقن لغة موسيقى الأغصان المتدلية وأنت تسترخي في ظهيرة قائظة تحت شجرة الدفلى تتذوق من أطياب ثمرهِ براحة تامة ، فلن تدري بنفسك إلا أن ترتطم بالجدار نهاية المشهد اللذيذ ، أو تنهي خاتمة الكتاب عن طيب خاطر ، وددتُ أن إستذكرهُ بهذه التوضيح في لحظة كان يتأمل المدينة بإختلاء حميمي .
فاروق مصطفى : صورة عرضية للمدينة ولذائذ مباهجها.
ما يلفت النظر ويسترعي إنتباه القُراء وإهتماماتهم في عتبات الأديب فاروق مصطفى النصية ، تلك العناوين التي شكلت حضوراً فاعلاً في أدبياتهِ واصداراتهِ التي تربو على الثلاثين ، والتي قلما تخلو كركوك من ذلك التوظيف المكرس لها ، فـ كركوك المدينة التي سحرتهُ فراح يسرد من مضامينها ويفهرس حاراتها وشوارعها وازقتها ، وحتى اشجارها التي يرى العصافير كيف تتسافد على اغصانها ، أحصى نبضات الشارع حين يسير بخطواتهِ عليها ، هذا الغلو هو نتاج محبة وعشق لها ، فتراهُ قد ابهجنا بإصدارهِ الأخير ” كركوك التي أُحب ” خاتمة توظيفهِ عدا ما كتبوا عنهُ بنفس الرؤى من قبل د. سلوى النجار تحت عنوان ” فاروق مصطفى وطريق الدُفلى إلى كركوك … فاروق مصطفى : نديم الزمان والمكان في كركوك ” ود. فؤاد قادر أصدر كتاباً عنهُ بهذا الخصوص ” فاروق مصطفى : مُنقب ومؤرشف ذاكرة كركوك ” هذا العشق لها جعلهُ أن يضمها بين ثنايا روحه وسويداء قلبهِ كي يرتاح … هذا العاشق المتيم بحبها يؤنسنها كأنها معشوقة يواعدها جهراً ، ويحاكيها علناً ويتغزل بها أمام أنظارنا ومسامعنا ، حتى فسح أمامنا المجال كي ننصت لهُ وهو يتهامس معها ن تلك هي ذاكرتهِ التواقة للترديد بإسمها ، ومن يود أن يطلع على محاوراتهِ ومحادثاتهِ فليطلع على مؤلفاتهِ عنها ن كي يعرف من هي ” كركوك … زمن هو فاروق ؟!.. فاروق لايساوم بل يقاوم من يتقرب منها ، هي وحدهُ لاغير ، لايرتضي لعاشق أن يشاركهُ بحبها ..أحب كل الأمكنة فيها والمشاهد لها والرؤى عنها زمان ومكان ، نوراً وظلاماً ..رائحة وعبق ، يعشقها في كل الأوقات وبحلتها التي ترتدي طبقاً لمتطلبات الفصول . حتى أصابتهُ الحسرة على افول بعض أمكنتها ..ساح وجال في ربوع الدنيا بدءاً من بغداد ودمشق وعمان والقاهرة وقسنطينة التي مكث بها طيلة ستة سنوات منتدب كتدريسي للغة العربية ، وجال في مدن المغرب العربي وإسبانيا وشطراً من أوربا ، ثم محطتهِ الأخيرة إسطنبول ، ثم عاد قافلاً إليها روحاً تواقة للمشاهدة بشوقٍ لا يُصدق . كركوك في رؤاهُ فتاة حسناء شموس لا تعطي نفسها بيسر تمتهن الغنج والدلال التي يمتهن فاروق مداراة ذلك كي يجاريها ، فكان هو المرشح الأول بحبها . هذا هو فاروق الذي يُعد من جماعة كركوك الأدبية ، وآخر من تبقى منهم على قيد المشهد الشعري وقد جاء تسلسلة 12 في قائمة تلك الجماعة بالاعتماد على عدة مصادر تقدر بـ 23 مصدراً يُذكر بأنهُ منهم ، وقد وثقتها وارشفتها بدراسة مستفيضة بهذا الصدد تحمل عنوان ” فاروق مصطفى ..وجماعة كركوك الأدبية ، مالهُ وما عليهم ؟..أما آن الأوان لهُ أن يحمل التسلسل 12 في قائمة تلك الجماعة ” وقد نشرتهُ في صحيفة الدستور في الشهر الخامس من العام الفارط … ثمُ نُشر في عدة مواقع إلكترونية في شبكة الإنترنت.. وقد ذكرتهُ د. سلوى النجار بكتابها الأخير ” فاروق مصطفى : نديم الزمان والمكان في كركوك ” ثم المصدر الأخير الذي يعزز ذلك وهي إحتفالية جريدة المدى والذي إحتفى بجماعة كركوك وقد ذثكر إسم فاروق في آخر القائمة ، كما راهنتُ عليهِ قبل عدة سنوات .
د. سلوى النجار الإستقراء في الكشف الرؤيوي .
إن المتتبع لرؤى فاروق يدرك تماماً بأنهُ مكاني التوظيف بإمتياز ، صوفي الحدث والحديث والوصف والسيرة في أكثر مقالاتهِ الواقعية سرداً وحدثاً جارٍ على السنة العوام بالحادثة التي تُروى ، وهثنا نذكر إستنباط الناقدة من هذا الكم الهائل من التوظيف بإصداراتهِ، والتي أعدت وقدمت وشاركت رؤى ورؤيا إستطاعت أن تغور أعماقهِ وتسبر اغوارهِ في خزين الأديب فاروق ، فكان استقراؤها ذاكراتياً عن سيرتهِ وسردياته ومقالاتهِ ، لذا تناولت المقالة بوصفها ركيزة اساسية إستند عليها الكاتب ليعبر عما يجول يرؤاهُ عن مدينتهِ الأم الرؤوم ، لذا ركزت على مؤلفاتهِ ووقع إختيارها كما أسلفنا على المقالة لتستنبط ما يليق بتوظيفها الذي نحنُ بصدد البحث عن ساحتها في ذاكرة الروح الفاروقية من حيث النشأة ، تعريف المقالة ، المقالة لغة وإصطلاحاً ، المقالة الوصفية ، مقالة السيرة ، وتطرقت إلى عناصرها من حيث – المادة ، الإسلوب – الخطة، والتي توافرت في مقالات الاديب ، لهذا اضاءت وافاضت صدقاً بتعبيرها السلس الأنيق الذي يستفيد منهُ المتلقي . حقيقة إستنبطت الباحثة عما يجول بخاطر الأديب منذُ نشأتهِ كـ شاعر ثم عروجهِ للمقالة وبعدها النقد .. فـ للباحثة باع طويل وحس رؤيوي نقدي مُبهر في التحليل والتأويل ، متمكنة من أدواتها الإشتغالية في مشغلها السردي ، لها التقصي والإستقراء كـ سياحة ونزهه في المتن السردي ، تتقصى النَص وتنتقي حمولاتهِ الدلالية منذُ نموهُ حتى ينضج في البحث والتسطير والكشف الدلالي ، لاسيما كونها إختصاصية في مجال عملها الأكاديمي ممتهنة حرفة النقد الحديث ، مع العرض من أنها مواكبة لحالات التغيير المنهجية في المدارس والمناهج الحديثة ، مما أضحت مواكبة للمشهد الأدبي والمعرفي في المدينة ، لهذا كان إستنتاجها زاخر في التأصيل والتقارب بين الثنائية مع د. فؤاد ، وثلاثية مشتركة ايضاً في ادبيات فاروق عبر كتابها ” فاروق مصطفى وطريق الدفلى إلى كركوك ” والتي سردت من مدونات كتاب ونقاد ، جمعتها كي تغوص في ثناياها كتعريفية فاعلة في الإستذكار المعنوي ، فكانت السباقة بذكر هذه التحفة النادرة من إشتغالاتها من حيث اللغة والإصطلاح والمعرفة ومن مكملات التقديم ..فكانت الخاتمة خير ما إختارت من تعابير لخصت ما راود فكر الأديب .. كذلك تقديمها كتاب ” فاروق مصطفى : نديم الزمان والمكان في كركوك ” والتي كان لها في جمع قراءات وشهادات لكثير من المؤلفين خير دليل على المتابعة الفاعلة في المشهد الأدبي المعاصر …هو شبيه بالكتاب السابق من حيث ” الدراسة والتقديم ” لذا تكون الباحثة سلوى سباقة متميزة في العرض الوثائقي والأرشيف .
الراحل د. فؤاد قادر من التنقيب إلى الكشف والإستبصار :
من يريد الإطلاع على مدونات فاروق الأدبية ، لابد لهُ؛ بدءاً – أن يحفر في تلك التربة الندية التي أحبها في نصوص ممتلكاتهِ الثمينة ، لهذا إستحضر د. فؤاد كل ادواتهِ وأزميل فكرهِ كي ينقب ويغور بعيدا في الأعماق ، كيف لا ؟!. وهو الصديق المعاصر لهُ لفترة ذهبية ما ، جال معهُ سياحةً في المشي بدروب المدينة ، والجلوس في المقاهي التي تضفي للفكر شحن طاقة إضافية من المعرفة في جوها الصاخب المُلذ، لهذا سنحت لهُ الفرصة في التعرف عن رؤى فاروق ومؤثرات إبداعهِ بعين ثاقبة ، فكان كتابه ” فاروق مصطفى … مُنقب ومؤرشف ذاكرة كركوك ” هذا الكتاب الصادر 2015 عن مكتب ديزاين للطباعة ، ط1، كركوك 2015 الذي دون فيهِ شهادات ودراسات وأقول ، إضافة إلى إستنتاجات من عندياتهِ والتي شكلت مصدراً في التوثيق والمراجعة .. علماً بأن الباحث إختصاصي في علوم التخطيط الحضري ، وقد تراهُ مسح المدينة ولًم حواشيها عن دراية ممنهجة وهندسية في الترتيب ، لهذا تراهُ قدْ مهد الطرق التي تؤدي إلى قلب المدينة مع فاروق ، حيث شملت دراساتهِ بُعداً مميزاً في إستنطاق النَص ومنها : في تنقيب