السيد قيس سيبي المحترم
تحيه
إنسانةٌ بطيبة المرحومه وارينه شاتو وبرقي خصالها , عرفها أهالي القوش كمؤمنه مثابره سخّرت كل ما عندها من اجل خدمة بنات وابناء جلدتها دون مقابل,ورغم تميّزها بين اقرانها الا انها لم تحظى بما تستحقه من إهتمام وقد مضى على رحيلها قرابة ربع قرن,التذكيربهكذا أنموذج فهو تذكير بما هو مبعث فخروابتهاج بأمرأه ألقوشيه يُراد للنسيان أن يُسدل ستائره على سفرها المشرّف,في حين تختزن ذاكرة المجتمع الكفايه مما يضع هذه الإمرأه العصاميه في مكانة القديسه التي لم تكل ولم تمل يوماً من تادية واجبها تجاه أهلها, وبالرغم من كل ما كانت تلاقيه هذه الباسله من ردات فعل تكفي لإجبارالرجال على الانزواء في المنازل,لم تستسلم ولم تعراية اهميه للاقاويل المبتذله بل اصرّت على إتمام تادية رسالتها بطريقتها الخاصه.
يشرّفني ويُسعدني ان أشارك في استذكارإمرأه تركت بصمة وعبره للأجيال, وعندما إستعدتُ شريط ذكرياتي بحثا عن سِفرها المجيد, وجدت في العام 1960 تلك الحلقه التي عرفتُ فيها هذه الإمرأه عن كثب ,إذ بسبب تدهورالأوضاع في مدينة الموصل بعد فشل مؤامرة الشواف في العام 1959 , إختار المرحوم والدي العودة بنا الى ألقوش فأستأجرلنا بيتا في محلة تحتاني (العائد للمرحوم شمعون حنينا), وبسبب صغر البيت , انتقلنا الى بيت آخرغرب محلة سينا مقابل بركة تجمع مياه السيول والأمطار (خبرا دمحلد بي سينا),إعتاد رعاة الاغنام جلب مواشيهم عند عودتهم من الرعي للارتواء من المياه المتجمعه في هذا المنخفض ,كانت طيبة الذكر وارينه تأتي عصر كل يوم لتستلم معزاتها من الراعي المكلف برعيها ولترويهم من مياه تلك البركه ,كان تغاء الماعز وعفيط صغارها يدعونا في كل مساء ونحن صبيه للخروج من البيت لمشاهدة منظر لحاق الصغاربامهاتها للرضاعه,فتعرفت وانا في العاشره ومعي شقيقي الأصغر قيس وهو في الثالثه من عمره على المرحومه وارينه ,ما زلت أتذكّر لطف تلك العلاقه التي ربطت شقيقي الاصغر قيس بالمرحومه وارينه, فلو جاءت يوما ولم ترقيس, تنادي بصوتها الجهوري ( عَي عَي ,,, كيوت قيس ,,, وولي ثيلي باع باع...).
ثمّ كبرنا وكبرت في أعيننا شهامة هذه الامرأه وإزدانت شخصيتها بجمالية معشرها وانسانية خصالها وعذوبة لسانها مع الجميع دون استثناء, والاجمل الذي ما زلت اتذكره فيها قيافة وهيبة مشيتها ومتانة خطواتها وهي حامله بيدها رزمة كتيبات صغيره اما في ذهابها للصلاة او للقاء سيدات وآنسات في ندوات توجيهيه مصغره.
شكرا لكم على هذا التذكير.